السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الجمعة، 16 فبراير 2024

ج1. الزيادات على الموضوعات{«ذيل اللآلئ المصنوعة» تأليف الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي رحمه الله (المتوفى سنة 911 هـ)}[من 1 الي 106.]

 ج1.  الزيادات على الموضوعات{«ذيل اللآلئ المصنوعة»  تأليف  الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي رحمه الله (المتوفى سنة 911 هـ)}[من 1 الي 106.]
 

الزيادات على الموضوعات

ويسمى: «ذيل اللآلئ المصنوعة»

تأليف الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر 


السيوطي رحمه الله (المتوفى سنة 911 هـ)

تحقيق

رامز خالد حاج حسن

[المجلد الأول]

جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة للناشر، فَلَا يجوز نشر أَي جُزْء من هَذَا الْكتاب، أَو تخزينه أَو تسجيله بأيَّة وَسِيلَة، أَو تَصْوِيره أَو تَرْجَمته دون مُوَافقَة خطية مسبقة من الناشر.

الطّبعَة الأولى

1431 هـ - 2010 م

(ح) مكتبة المعارف للنشر والتوزيع 1431 هـ

فهرسة مكتبة الْملك فَهد الوطنية أثْنَاء النشر

السُّيُوطِيّ، جلال الدّين

الزِّيَادَات على الموضوعات/ جلال الدّين السُّيُوطِيّ؛ رامز خَالِد حسن - الرياض

2 مج.

ردمك:

7 - 24 - 8028 - 603 - 978 (مَجْمُوعَة)

4 - 25 - 8028 - 603 - 978 (ج 1)

1 - الْإِسْلَام - مجموعات حسن، رامز خَالِد (مُحَقّق) بالعنوان

ديوي 210.8 ... 5541/ 1431

رقم الْإِيدَاع: 5541/ 1431

ردمك:

7 - 24 - 8028 - 603 - 978 (مَجْمُوعَة)

4 - 25 - 8028 - 603 - 978 (ج 1)

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

هَاتف: 4114535 - 4113350

فاكس: 4112932 - صَ. بَ: 3281

الريَاض، الرَّمْز البريدي: 11471

(1/2)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - عبده ورسوله.

أمّا بعد: فإنّ الله سبحانه وتعالى وكَّل بالسنّة المطهَّرة أئمة الحديث ونُقّاده، ووفّقهم لطلبها ودراستها، وأعانهم على حفظها والذود عنها، فقاموا ببيان حال الأحاديث صحة وضعفاً، وألّفوا كتباً خاصة في ذلك ككتب التخاريج وكتب الأحاديث المشتهرة وكتب الموضوعات وغيرها.

وقد صنّف جمع من العلماء قديماً وحديثاً كتباً مفردة في الأحاديث الموضوعة، فبيّنوا عللها وكشفوا زيفها وعدم صحة نسبتها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ نصحاً للأمة وأداء للأمانة.

ويُعَدُّ كتاب (الموضوعات) للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي رحمه الله مِن أجمع الكتب المؤلفة في الأحاديث الموضوعة، لذا فقد اعتنى به أهل العلم، فمنهم من اختصره، ومنهم من تعقّبه، ومنهم من ذيّل عليه.

إلا أنّ ابن الجوزي أكثَرَ في كتابه مِن إخراج الضعيف الذي لم ينحطّ إلى رتبة الوضع، كما أنه لم يستوعب، فقد فاته جملة كبيرة من الأحاديث الموضوعة التي لم يذكرها في كتابه.

قال الحافظ ابن حجر: (ولو انتدب شخصٌ لتهذيب الكتاب، ثم لإلحاق ما فاته لكان حسناً" (1).

__________

(1) نقله السخاوي في فتح المغيث (1/ 256).

(1/3)

وقد انتدب لذلك الحافظ السيوطي رحمه الله، فألّف كتابه (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) اختصر فيه موضوعات ابن الجوزي وهذّبه وتعقّبه، ثمّ ذيّله بكتاب آخر هو (الزيادات على الموضوعات) استدرك فيه عدداً كبيراً من الأحاديث الموضوعة التي فاتت ابن الجوزي فلم يذكرها.

وأبدع الحافظ السيوطي في هذين الكتابين وأفاد وأجاد، وكل من ألّف في الأحاديث الموضوعة بعده فهو عالة على كتابيه المذكورين.

وقد وفقني اللهُ تعالى لكتابة بحثٍ في مرحلة الماجستير بعنوان (الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي يستدل بها على بدع في العبادات)، واستفدتُ فيه كثيراً من كتاب (الزيادات على الموضوعات).

واستوقفني حين مراجعتي للكتاب رداءة طبعته الهندية وندرتها رغم أهمية الكتاب ومنزلته بين كتب الموضوعات، فوقع في نفسي العناية بهذا الكتاب، فاستخرتُ اللهَ تعالى، وقمتُ بتحقيق الكتاب ومقابلة نسخه الخطية وتخريج أحاديثه والتعليق عليه على قدر علمي واستطاعتي، وأسأل الله سبحانه أن أكون قد وُفِّقتُ في ذلك، وهو حسبي ونعم الوكيل.

كتبه:

أبو عمر رامز خالد حاج حسن

الشركسي الدمشقي

في مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم -

(1/4)

* لمحة موجزة عن المؤلفات في الأحاديث الموضوعة:

جمَعَ كثيرٌ من العلماء ما تيسّر لهم من الأحاديث الموضوعة، وأفردوها بالتصنيف قديماً وحديثاً، ومن أشهر المؤلفات في ذلك:

1 - الموضوعات، لأبي سعيد محمد بن علي الأصبهاني النقاش (ت 414 هـ). وهو مِن أقدم ما أُفرد بالتصنيف في الأحاديث الموضوعة، وينقل منه الذهبي في (ميزان الاعتدال)، والحافظ ابن حجر في (لسان الميزان) (1).

2 - الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير، لأبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الجورقاني (ت 543 هـ) (2).

3 - الموضوعات من الأحاديث المرفوعات، لأيي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت 597 هـ) (3). وهو أشهر الكتب المصنّفة في الموضوعات على الإطلاق، وهو عمدة كلّ مَن ألّف بعده فيها.

4 - موضوعات الصاغاني، لأبي الفضائل الحسن بن محمد العدوي الصاغاني (ت 650 هـ).

5 - تلخيص الموضوعات، للحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ) (4).

__________

(1) انظر الوضع في الحديث للدكتور عمر بن حسن فلاته (3/ 452 - 453).

(2) طُبع بتحقيق الدكتور عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي في الهند سنة 1403.

(3) طُبع بتحقيق الدكتور نور الدين بن شكري بوياجيلار في دار أضواء السلف بالرياض سنة 1418.

(4) طُبع بتحقيق ياسر بن إبراهيم بن محمد في مكتبة الرشد بالرياض سنة 1419.

(1/5)

6 - اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، للحافظ جلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ) (1)، اختصر فيه موضوعات ابن الجوزي وتعقّبه.

ثم لخّص كتابه اللآلئ في كتاب آخر هو (النكت البديعات على الموضوعات) (2).

7 - الزيادات على الموضوعات، للحافظ السيوطي أيضاً، وهو كتابنا هذا، وسيأتي الكلام عليه.

8 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، لأبي الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني (ت 963 هـ) (3)، لخّص فيه موضوعات ابن الجوزي وكتب السيوطي الثلاثة المتقدمة.

9 - تذكرة الموضوعات، لجمال الدين محمد بن طاهر الفتّني (ت 986 هـ) (4).

10 - الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، لأبي الحسن ملا علي القاري (ت 1014 هـ) (5).

11 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، لمحمد بن علي الشوكاني (ت 1250 هـ) (6).

وغيرها كثير.

__________

(1) طُبع في الهند سنة 1303، ثم طُبع عدة طبعات اعتماداً على الطبعة الهندية.

(2) طُبع في دار الجنان بتحقيق عامر أحمد حيدر سنة 1411.

(3) طُبع في دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1401 بتحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الله محمد الصديق.

(4) طُبع في دار إحياء التراث العربي ببيروت سنة 1399.

(5) طُبع بتحقيق الدكتور محمد لطفي الصباغ في دار الأمانة ببيروت سنة 1391.

(6) طُبع بتحقيق الشيخ عبد الرحمن بن يحمى المعلمي في المكتب الإسلامي ببيروت سنة 1407.

(1/6)

* ترجمة موجزة للحافظ السيوطي -رحمه الله-:

إنّ شهرة الحافظ السيوطي رحمه الله في الآفاق وكثرة تصانيفه النافعة في شتى العلوم تغني عن التوسّع في ترجمته في مثل هذا الموضع، وقد أُفردت مصنفات في الترجمة له وبيان مصنفاته (1).

وسأكتفي بإيراد بعض ما أورده العلامة الشوكاني رحمه الله في كتابه (البدر الطالع) في ترجمة الحافظ السيوطي رحمه الله، حيث قال:

عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن خليل بن نصر بن الخضر بن الهمام الجلال الأسيوطي الشافعي.

الإمام الكبير صاحب التصانيف.

ولد فى أول ليلة مستهل رجب سنة (849) تسعٍ وأربعين وثمانمائة.

ونشأ يتيماً، فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وبعض الأصولي وألفية النحو.

وأخذ عن الشمس محمد بن موسى الحنفي في النحو، وعلى العَلَم البلقيني والشرف المناوي والشمنّي والكافيجي في فنون عديدة، وجماعة كثيرة كالبقاعي.

وسمع الحديث من جماعة، وأجاز له أكابر علماء عصره من سائر الأمصار، وبرز فى جميع الفنون وفاق الأقران، واشتهر ذِكره وبَعُد صيته.

وصنَّف التصانيف المفيدة، كالجامعين فى الحديث، والدر المنثور فى التفسير،

__________

(1) ومِن ذلك: (الإمام السيوطي وجهوده في الحديث وعلومه) للدكتور بديع السيد اللحام، و (الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي معلمة العلوم الإسلامية) لإياد خالد الطباع، وغيرها.

وقد تَرجم السيوطي -رحمه الله- لنفسه في كتابه (حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة) (1/ 335 - 344).

(1/7)

والإتقان في علوم القرآن، وتصانيفه فى كل فنٍّ من الفنون مقبولة قد سارت فى الأقطار مسير النهار.

ولكنه لم يَسلم مِن حاسدٍ لفضله وجاحدٍ لمناقبه، وقد عرَّفناك فى ترجمة ابن تيمية أنها جرت عادة الله سبحانه -كما يدلُّ عليه الاستقراء- برفع شأن مَن عُودي لسبب علمه وتصريحه بالحق، وانتشار محاسنه بعد موته وارتفاع ذِكره، وانتفاع الناس بعلمه.

وهكذا كان أمر صاحب الترجمة، فإن مؤلفاته انتشرت فى الأقطار وسارت بها الركبان إلى الأنجاد والأغوار، ورفع اللهُ له مِن الذِّكر الحسن والثناء الجميل ما لم يكن لأحدٍ مِن معاصريه، والعاقبة للمتقين.

وكان موت صاحب الترجمة بعد أذان الفجر المسفِر صباحُه عن يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى سنة (911) إحدى عشرة وتسعمائة.

انتهى ملخّصاً من كلام الشوكاني رحمه الله.

رحم اللهُ الحافظَ السيوطي وأسكنه فسيح جنّاته.

(1/8)

* دراسة كتاب (الزيادات على الموضوعات) للحافظ السيوطي -رحمه الله-:

أ- اسم الكتاب:

جاء اسم الكتاب كما في عنوان النسخة المقروءة على المؤلف بخط تلميذه جرامرد الحنفي: (الزيادات على الموضوعات).

وكذا في نسخة تلميذه الداودي، وفي نسخة مكتبة محمد مظهر الفاروقي، وكذا سمّاه ابن عراق أيضاً (1).

وقال المصنف رحمه الله في آخر كتابه (اللآلئ المصنوعة) الذي اختصر فيه كتاب (الموضوعات) لابن الجوزي وتعقَّبه فيه: (وإذ قد أتينا على جميع ما في كتابه فلنشرع الآن في الزيادات عليه ...).

ثم افتتح المصنف كتابه هذا بقوله: (... لمّا فرغتُ مِن اختصار كتاب الموضوعات للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي وتحرير أحاديثه وما يُتعقَّب عليه على الوجه الأتمِّ؛ أردفتُه بهذا الذيل مورداً فيه جملةً من الموضوعات التي لم يُلِمَّ بِذكرها ...).

فالكتاب إذاً ذيلٌ على موضوعات ابن الجوزي، وكذا وصفه ابن عراق (2) والشوكاني (3).

إلا أنّه فُهم من كلام المصنف الأخير أن الكتاب ذيل على اللآلئ المصنوعة.

قال الفتّني في مقدمة كتابه (قانون الموضوعات والضعفاء) (4) مبيّناً الرموز التي استخدمها في كتابه: (ل: رمزٌ لللآلئ، وذ: لذيله ...).

__________

(1) تنزيه الشريعة (1/ 260)، وانظر أيضاً (2/ 308، 343، 360).

(2) المصدر نفسه (1/ 39).

(3) الفوائد الجموعة ص 24.

(4) ص 230 [مطبوع مع تذكرة الموضوعات].

(1/9)

وجاء اسم الكتاب في نسخة مكتبة خدا بخش: (الذيل على كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة)، وطبع في الهند باسم: (ذيل اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة).

وإن كان ظاهر عبارة المصنف يحتمل هذا، فإنّ معناها واضح، فبعد أن فرغ المصنف من اختصار كتاب الموضوعات والتعقّب عليه، شرع في التذييل عليه بِذكر أحاديث موضوعة زائدة عليه.

فالاسم الصحيح للكتاب هو (الزيادات على الموضوعات).

وبما أن الاسم الآخر: (ذيل اللآلئ المصنوعة) ورد في إحدى النسخ الخطية وفي الطبعة الهندية كما تقدم؛ أثبتُّ الاسمين على غلاف الكتاب، والله أعلم.

ب- توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه:

كما تقدم فإن الحافظ السيوطي رحمه الله أشار إلى كتابه هذا في آخر كتابه (اللآلئ المصنوعة).

وكذا جاء اسمه في نسخ الكتاب الخطية، ومنها نسخة مقروءة عليه، وأخرى بخط تلميذه الداودي.

وقد نسب هذا الكتابَ للسيوطي جماعةٌ من العلماء الذين نقلوا منه.

قال ابن عراق: (وقد اعتنى شيخ شيوخنا الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر الأسيوطي بكتاب ابن الجوزي ... فاختصره وتعقّبه في كتابٍ سمّاه "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة"، ثم عمل ذيلاً ذَكر فيه أحاديث موضوعة فاتت ابن الجوزي ...) (1).

__________

(1) تنزيه الشريعة (1/ 3).

(1/10)

وذكر الفتّني مِن موارده في كتابه (تذكرة الموضوعات):

(... كتاب "اللآلئ" للشيخ جلال الدين السيوطي، وكتاب "الذيل" له ...) (1).

وذكر الشوكاني مِن المصنفات المختصة بالأحاديث الموضوعة:

(الذيل على موضوعات ابن الجوزي للسيوط) (2).

كلُّ ذلك يؤكد نسبة هذا الكتاب للحافظ السيوطي رحمه الله، والله أعلم.

ج- موضوع الكتاب:

كما تقدم وكما هو ظاهرٌ مِن عنوان هذا الكتاب، فهو ذيلٌ على كتاب (الموضوعات) لابن الجوزي، ذكر فيه الحافظ السيوطي رحمه الله جملةً كبيرة من الأحاديث الموضوعة التي لم يذكرها ابنُ الجوزي في كتابه.

د- منهج المؤلف في الكتاب:

يمكن إبراز المنهج الذي سار عليه الحافظ السيوطي رحمه الله في هذا الكتاب في النقاط التالية:

أ- رتَّب المؤلف كتابَه على الأبواب على نمط ترتيبها في موضوعات ابن الجوزي كما نصّ على ذلك في المقدمة. لكنّه لم يُلزم نفسه بجميع أبواب ابن الجوزي، لا سيّما الأبواب التي ليس فيها أحاديث كثيرة، بل أفرد هذه الأحاديث ونحوها في آخر الكتاب في ترجمة مستقلة هي (كتاب الجامع).

2 - يبتدئ الإسنادَ بِذكر اسم المصنِّف الذي ينقل منه، ويُتبِعه بالإسناد والمتن. كأن يقول: (ابن عساكر: أخبرنا أبو محمد ابن الأكفاني ...).

__________

(1) تذكرة الموضوعات ص 4.

(2) الفوائد المجموعة ص 24.

(1/11)

وقد يذكر اسم الكتاب أيضاً، كأن يقول: (البيهقي في شعب الإيمان: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ...).

وقد يبتدئ بِذكر طرفٍ من الإسناد، ثم يسمّي من أخرجه.

3 - يبين علة الإسناد غالباً، فيذكر حال راويه، وينقل بعض أقوال النقاد فيه، لا سيّما من أخرج الحديث، كابن حبان وابن عدي وابن الجوزي وغيرهم.

ويتصرف فيما يذكره ابنُ الجوزي في العلل مِن أقوال النقاد فينقلها بالعنى مختصرة.

كما أكثر الصنف من النقل عن الذهبي في (الميزان)، وعن الحافظ ابن حجر في (اللسان)، ومن عادته أن ينقل كلامهما بتصرّف فليلخِّص ما جاء في ترجمة الراوي.

وينقل كثيراً عن الذهبي في (المغني)، ويريد به (ديوان الضعفاء والمتروكين) المطبوع بين أيدينا كما سيأتي كثيراً في هذا الكتاب (1).

4 - نقدُ المتن ظاهرٌ عند المصنّف رحمه الله، إذ بيَّض لكثيرٍ من الأحاديث فلم يبين علتها، لا سيّما أحاديث الديلمي، وإيرادُه لها إنما هو لنكارة متونها.

هـ - موارد المؤلف في الكتاب:

جرَد المؤلفُ رحمه الله مجموعة من الكتب التي هي مظنّة وجود كثير من الأحاديث الموضوعة، ومِن أهمها:

1 - (مسند الفردوس)، للديلمي:

وقد أكثر المصنفُ جداً من النقل عنه، وبلغت عدد أحاديث الديلمي في هذا الكتاب نحو (500) حديث، وهي تمثِّل نصف الكتاب تقريباً.

__________

(1) انظر على سبيل المثال: ح 5، 7، 82، 103، 153، 188، 205.

(1/12)

ويظهر مِن نقول المصنف منه أنه اعتمد غالباً على مختصره (زهر الفردوس) للحافظ ابن حجر، حيث اقتصر فيه الحافظ على ذِكر الأحاديث الغريبة والمنكرة (1).

وما ينقله المصنف عن ابن السني وأبي الشيخ والحاكم وأبي نعيم وابن لال فهو بواسطة الديلمي غالباً، حيث يروي من طريق الأئمة المذكورين، والله أعلم.

2 - (العلل المتناهية)، لابن الجوزي:

وما ينقله المصنف عن العقيلي وابن حبان -وابن عدي أحياناً- فهو بواسطة علل ابن الجوزي غالباً، حيث يروي من طريق الأئمة المذكورين، والله أعلم.

3 - (تاريخ بغداد)، للخطيب البغدادي.

4 - (ذيل تاريخ بغداد)، لابن النجار.

5 - (تاريخ دمشق)، لابن عساكر.

6 - (لسان الميزان)، للحافظ ابن حجر.

وما ينقله المصنف عن الذهبي في (الميزان)، وكذا عامة أقوال أئمة الجرح والتعديل فمصدره فيه (لسان الميزان) غالباً، والله أعلم.

كما نقل المصنف من مصادر أخرى كثيرة، منها:

(تاريخ أصبهان) و (حلية الأولياء) و (فضائل الصحابة) وجميعها لأبي نعيم، و (شعب الإيمان) للبيهقي، و (المعجم الكبير) للطبراني، و (الترغيب) لابن شاهين، و (الغرائب) للدارقطني، و (المتفق والمفترق) للخطيب، و (رواة مالك) له أيضاً، و (الألقاب) للشيرازي، و (المسند) للحارث بن أبي أسامة، وكتاب (العظمة) لأبي الشيخ، و (الطيوريات) للسِّلفي، و (فضائل سورة الإخلاص) لأبي محمد الخلال، و (التدوين) للرافعي، و (المناهي) للحكيم الترمذي، و (أسباب النزول) للواحدي، وغيرها.

__________

(1) وقد بذلتُ جهدي في مقابلة ما نقله المصنف على نسخٍ خطية مِن مسند الفردوس وزهر الفردوس، وصوّبتُ بذلك كثيراً من الأخطاء التي وقعت في أسانيد الكتابَ، والحمد لله.

(1/13)

و- مكانة الكتاب وعناية العلماء به:

يعتبر كتاب (الزيادات على الموضوعات) مكمِّلاً لكتاب (الموضوعات (لابن الجوزي، فأحاديث الكتابين هي عمدة جميع من ألّف في الأحاديث الموضوعة بعد السيوطي.

وقد جمع ابن عراق الكناني بين أحاديث الكتابين المتقدمين في كتابه (تنزيه الشريعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة)، فجعل كل ترجمة في كتابه في ثلاثة فصول:

(الأول: فيما حكم ابن الجوزي بوضعه ولم يخالَف فيه.

والثاني: فيما حكم بوضعه وتُعقّب فيه.

والثالث: فيما زاده الأسيوطي على ابن الجوزي) (1).

وممَّن أكثر مِن النقل عن كتاب (الزيادات على الموضوعات) للسيوطي:

الفتّني في (تذكرة الموضوعات)، والقاري في (الأسرار المرفوعة)، والشوكاني في (الفوائد المجموعة) وغيرهم.

*ومِن أهمِّ مما يمتاز له كتاب (الزيادات على الموضوعات) أنّ مؤلفه رحمه الله أورد الأحاديث بأسانيدها، وهذه فائدة جليلة تمُكِّن الباحثين من النظر في الأسانيد ومعرفة عللها، لا سيما إذا لم يبيّن المصنف ذلك، أو اقتصر على علة دون أخرى.

__________

(1) تنزيه الشريعة (1/ 3).

(1/14)

ز- الملحوظات على الكتاب:

من خلال قراءتي للكتاب وتوثيق نقوله تبيّن لي فيه ملحوظات يسيرة ألخِّصها فيما يلي:

1 - بيّن المصنِّفُ رحمه الله في مقدمة الكتاب شرطه فيه، وهو إيراد أحاديث موضوعة لم يذكرها ابن الجوزي في (الموضوعات)، لكنه خالف شرطه في أحاديث قليلة ذَكَرها وهي مخرّجة في (الموضوعات) (1).

2 - وكذا ذكر بعض الأحاديث التي لا تبلغ درجة الوضع (2)، والله أعلم.

3 - تقدم أن المصنِّف ينقل كلام الذهبي في (الميزان) بواسطة السان الميزان) غالباً، وقد أدى ذلك إلى خلطه بين كلام الذهبي وابن حجر في عدة مواضع (3).

4 - ينقل المصنف كثيراً من الأحاديث بواسطة، كالأحاديث التي ينقلها من (لسان الميزان). وأحياناً يذكر الحافظ طرفاً من الإسناد، فينقل المصنفُ الحديثَ ويترك بياضاً ليكمل الإسناد، لكن البياض بقي على حاله في عدة أسانيد (4).

5 - وقع المصنف رحمه الله في بعض الأوهام في تعيين الرواة بسبب اتفاق الأسماء، أو وقوعها مصحَّفة في الإسناد الذي ساقه (5).

__________

(1) انظر الأحاديث الآتية: ح 90، 106، 278، 440، 561، 570.

(2) انظر الأحاديث الآتية: ح 127، 604، 709، 744، 790، 898.

(3) انظر الأحاديث الآتية: ح 211، 326، 353، 440، 501، 779.

(4) انظر الأحاديث الآتية: ح 82، 361، 599، 605، 606، 665، 941.

(5) انظر الأحاديث الآتية: ح 172، 354، 355، 400، 468، 756، 758.

(1/15)

ح- طبعات الكتاب:

طُبع الكتاب في المطبع العلوي بالهند سنة (1303) هـ. وكان اطّلاعي على هذه الطبعة دافعاً لي للعمل في هذا الكتاب، لأهمية الكتاب ومكانته بين كتب الأحاديث الموضوعة من جهة، ولكون هذه الطبعة نادرة لا تكاد توجد بين أيدي أكثر الباحثين من جهة أخرى.

وقد تبين بمقابلة هذه الطبعة على النسخ الخطية أنّ فيها سقطاً وتصحيفاً وأخطاء كثيرة، نبَّهتُ على جملة منها في حواشي التحقيق.

وعلى سبيل المثال فقد جاء في ص 24 من الطبعة الهندية: (... حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد: "من قرأ يس والصافات ليلة الجمعة ثم سأل الله أعطاه سؤله" ...).

والإسناد المذكور هو طرف من إسناد الحديث الآتي برقم (120)، أما المتن فهو متن الحديث الآتي برقم (126)، وقد سقط بينهما نحو صفحة فيها خمسة أحاديث تقريباً.

(1/16)

* النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق:

اعتمدت في تحقيق هذا الكتاب -بفضل الله تعالى- على خمس نسخ:

الأولى: نسخة مكتبة سوهاج بمصر [رقم (83) حديث]: ورمزتُ لها بـ (الأصل).

ومنها مصورة في مركز جمعة الماجد بدبي، وهي بخط جرامرد الناصري الحنفي تلميذ المؤلف؛ كتبها سنة (910) هـ (1)، وتقع في (90) لوحة.

وهي نسخة نفيسة مقروءة على المؤلف رحمه الله، وجاء في مواضع عديدة من حواشي النسخة بخطّ المؤلف: (الحمد لله ثم بلغ قراءةً عليَّ؛ مؤلفُه لطف اللهُ به).

وتشتمل النسخة على كتابَي (اللآلئ المصنوعة) و (الزيادات على الموضوعات). وقد حصلت على صورة منها من فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم نور سيف جزاه الله خيراً، وأجزل له المثوبة.

الثانية: نسخة دار الكتب المصرية [رقم (60) حديث]: ورمزتُ لها بـ (د).

وتشتمل على النصف الثاني من كتاب (اللآلئ المصنوعة)، وكتاب (الزيادات على الموضوعات)، وكتاب (النكت البديعات على الموضوعات) وكلها للحافظ السيوطي رحمه الله.

والنسخة بخط العلامة محمد بن علي الداودي تلميذ المصنف، وخطّها واضح وعليها تعليقات كثيرة له، وتقع في (116) لوحة، ووقع في ترتيب لوحاتها اضطرابٌ يسير.

وقد ساعدني في الحصول عليها فضيلة شيخنا الدكتور عبد الباري بن حماد الأنصاري، والأخ الشيخ عمار عيسى، فجزاهما الله خيراً وبارك فيهما.

__________

(1) لم أجد ترجمة لجرامرد الحنفي، لكن جاء في خاتمة الكتاب في حاشية الأصل: (كتبه لنفسه ولمن شاء اللهُ مِن بعده المملوك جرامرد الناصري الحنفي غفر اللهُ له ولمشايخه ...).

وكتب تحته المصنف رحمه الله: (... قرأه عليَّ مِن أوّله إلى آخره صاحبُه الفاضل المفتي التقي الصالح نظام الدين جرامرد الحنفي، وأجزتُ له ...).

(1/17)

الثالثة: نسخة مكتبة خدا بخش بالهند أرقم (314)،: ورمزتُ لها بـ (خ).

ومنها نسخة مصورة على الميكروفيلم في المكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية برقم [3638]، وتقع في (153) لوحة، وهي مكتوبة في القرن الحادي عشر الهجري، وهي منقولة عن النسخة (الأصل) أو عن أحد فروعها.

وقد وقع في النسخة المصورة سقط وتكرار في اللوحات، وفيها طمسٌ في مواضع عديدة، وخطُّها غير واضح في الغالب، لكنها مع ذلك نسخة جيدة أفدتُ منها كثيراً في تقويم نص الكتاب.

الرابعة: نسخة مكتبة محمد مظهر الفاروقي بالمدينة المنورة: ورمزتُ لها بـ (ف).

ومنها نسخة مصورة على الميكروفيلم في المكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية برقم [6835/ 2]، وتقع في (146) لوحة، وهي مكتوبة سنة (1092) هـ بخط محمد سعيد بن حسين القرشي النقشبندي المدني، وهي منقولة عن نسخة الداودي أو عن أحد فروعها.

وخطّها واضح، لكن فيها تصحيفات وأخطاء كثيرة.

وقد دلّني عليها الأخ الشيخ محمد يوسف حافظ أبو طلحة جزاه الله خيراً.

الخامسة: النسخة المطبوعة في المطبع العلوي بالهند سنة (1303) هـ: ورمزتُ لها بـ (م). وتقع في (204) صفحات، وفيها تصحيفات وأخطاء كثيرة تشارك في معظمها النسخة (ف).

وقد حصلت على صورة منها من فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم نور سيف جزاه الله خيراً، ثم حصلت على صورة أخرى منها من المكتبة السليمانية بإستانبول [حسني باشا (259 - 4 م)] ظنًّا منّي أنها نسخة خطية جديدة! والحمد لله على كل حال.

(1/18)

نماذج من النسخ الخطية:

صورة لوحة العنوان من النسخة الأصل

(1/19)

صورة الصفحة الأولى من النسخة الأصل

(1/20)

وقف لله تعالى

كتاب

الزيادات عَلى الموْضوعَات

لسماحة الحَافِظ والمجتهد جلاَل الدِّين

أبو الفضل عبد الرحمن بن الإمام العالم

العلامة ماهر المسلمين كمال الدين السِّيوطي الشافعي

رحمه الله تعالى

ورضي عنه

صورة لوحة العنوان من نسخة الداودي

(1/21)

صورة الصفحة الأولى من نسخة الداودي

(1/22)

صورة لوحة العنون من نسخة خدا بخش

(1/23)

صورة لوحة من نسخة خدا بخش

(1/24)

كتاب

الزيادات عَلى الموْضوعَات

للإمام الحافظ كمال الدين

السِّيوطي رحمه الله تعالى

صورة لوحة العنوان من نسخة مكتبة محمد مظهر الفاروقي

(1/25)

صورة الصفحة الأولى من نسخة مكتبة محمد مظهر الفاروقي

(1/26)

صورة لوحة العنوان من نسخة الطبعة الهندية

(1/27)

صورة الصفحة الأولى من الطبعة الهندية

(1/28)

الزيادات على الموضوعات

(1/29)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فإنّي لمّا فرغتُ مِن اختصار كتاب الموضوعات للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي، وتحريرِ أحاديثه وما يُتعقَّب عليه على الوجه الأتمِّ؛ أردفتُه بهذا الذيل مورِداً فيه جملةً من الموضوعات التي لم يُلِمَّ بِذكرها، ورتَّبتُه على الأبواب كترتيبه، والله الموفق.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

الزيادات على الموضوعات

1 - كتاب التوحيد

(1/33)

1 - أبو علي الأهوازي: أخبرنا أبو حفص عمر بن داود بن سلمون حدثنا أبو أحمد عمرو بن عثمان بن جعفر السبيعي حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يوسف الأصبهاني حدثنا شعيب بن بيان الصفار حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أنس مرفوعاً: (إذا كان يوم الجمعة ينزل الله تعالى بين الأذان والإقامة عليه رداء مكتوب عليه: إني أنا الله لا إله إلا أنا، يقف في قِبلة كل مؤمن مقبلاً عليه إلى أن يفرغ من صلاته، لا يسأل اللهَ عبدٌ تلك الساعة شيئاً إلا أعطاه، فإذا سلّم الإمام مِن صلاته صعد إلى السماء) (1).

أخرجه ابن عساكر في (تاريخه) (2) وقال: كتبَ الخطيبُ هذا عن الأهوازي متعجباً من نكارته، وهو باطل.

_________

(1) كذا في الأصل، وفي باقي النسخ: (صعد السماء).

(2) (45/ 8).

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 146) رقم 34.

(1/35)

2 - وقال الأهوازي: حدثنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي السنديان بأطرابُلُس حدثنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن غالب بن الهيثم القاضي بعرفة حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء (1) عن وكيع بن عُدُس عن أبي رزين لقيط بن عامر (2) مرفوعاً: (رأيتُ ربي بِمنى يوم النفر على جمل [أورق] (3) عليه جُبَّة صوف أمام الناس) (4).

قال الذهبي في (الميزان) (5): روى الخطيب هذا بِقِلَّة ورعٍ عن الأهوازي.

[ص:36]

وقال ابن عساكر بعد أن أخرجه في (تاريخه) (6): كتبه أبو بكر الخطيب الحافظ عن الأهوازي متعجباً من نكارته، وهو حديث موضوع لا أصل له. وقد وقعت لنا نسخة البغوي عن هدبة بعلوٍّ وليس هذا الحديث فيها. وأبو محمد هذا وابن أبي السنديان غير معروفي العدالة، والأهوازي متهم، انتهى (7).

_________

(1) لم يذكر يعلى بن عطاء في إسناد ابن عساكر كما في المطبوع من تاريخ دمشق (27/ 396) وسير أعلام النبلاء (18/ 17 - 16)، والصواب إثباته كما في ميزان الاعتدال (1/ 513)، وانظر تهذيب الكمال (30/ 485).

(2) وقع في المطبوع من تاريخ دمشق (27/ 396): (عن أبي رزين بن لقيط بن عامر).

(3) في جميع النسخ: (أزرق)، والمثبت من تاريخ دمشق وتنزيه الشريعة.

(4) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 146) رقم 35، والألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (13/ 2/ 724) رقم 6330.

(5) (1/ 513).

(6) (27/ 396 - 395).

(7) كذا في الأصل، وفي باقي النسخ: (متهم به)، وفي الميزان: (المتهم به الأهوازي). وهو الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد أبو علي الأهوازي المقرئ؛ انظر ترجمته في تاريخ دمشق (13/ 143 - 147) رقم 1371، وميزان الاعتدال (1/ 512 - 513) رقم 1916.

وقد أورد الذهبي هذا الحديث في ترجمة الأهوازي من تاريخ الإسلام (30/ 128) وقال: (هذا كذبٌ على الله ورسوله، وقد اتهم ابنُ عساكر أبا علي الأهوازي كما ترى، وهو عندي آثمٌ ظالم لروايته مِثل هذا الباطل).

وفي الإسناد أيضاً وكيع بن عدس؛ قال الذهبي: (لا يُعرف) ميزان الاعتدال (4/ 335) رقم 9935.

(1/35)

3 - أبو نعيم في (التاريخ) (1): حدثنا أبي حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد حدثنا أبو بكر محمد بن عيسى الطرسوسي حدثنا نعيم بن حماد حدثنا جرير عن ليث (2) عن بِشر (3) عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أراد الله أن ينزل إلى السماء الدنيا نزل عن عرشه بذاته) (4) (5).

[ص:37]

أقول: أتعبَنا نعيمُ بن حماد مِن كثرة ما يأتي بهذه الطامّات، وكم ندرأ عنه (6).

والطرسوسي الراوي عنه قال فيه ابن عدي: عامة ما يرويه لا يُتابع عليه وهو في عداد من يسرق الحديث (7). وقال غيره (8): هو محدِّثٌ رَحّال (9). فلا أدري البلاء في هذا الحديث منه أو مِن شيخه نُعيم.

_________

(1) (2/ 167) ترجمة محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي.

(2) ليث هو ابن أبي سليم.

(3) بِشر قال الذهبي: (لا يُعرف) الميزان (1/ 327) رقم 1231، وقال ابن حجر: (مجهول) تقريب التهذيب (710).

(4) في المطبوع من تاريخ أصبهان: (نزل على عرشه).

(5) رواه الديلمي في مسند الفردوس [كما في زهر الفردوس (ج 1/ 2 ص 104)] من طريق أبي نعيم به. وعلّقه أبو عبد الله ابن منده في كتاب (الصفات) [كما في كتاب (العرش) للذهبي (2/ 418 - 419)] عن نعيم بن حماد به، وتصحف في المطبوع من كتاب (العرش) إلى: (أبو نعيم عن حماد). وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 147) رقم 37.

(6) نعيم بن حماد أبو عبد الله المروزي نزيل مصر: فيه خلاف كثير، وخلاصة الكلام فيه ما قاله الإمام الدارقطني: (إمام في السُّنّة، كثير الوهم) سؤالات الحاكم ص 280 رقم 503.

(7) الكامل (6/ 2285).

(8) هو الحافظ الذهبي كما في ميزان الاعتدال (3/ 679).

(9) في (خ) و (م) وتذكرة الموضوعات للفتّني ص 13، والأسار المرفوعة للقاري ص 88: (دجّال)!

(1/36)

4 - الديلمي في (مسند الفردوس) (1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد البنّاء حدثنا إبراهيم بن عمر بن أحمد حدثنا محمد بن إسماعيل بن العباس حدثنا علي بن محمد بن أحمد الفقيه حدثنا إسماعيل بن محمود النيسابوري حدثنا الحسين بن عبد الرحمن حدثنا يوسف بن خالد حدثنا هارون بن راشد عن فرقد السَّبَخي عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال الله عز وجل: لا إله إلا الله كلمتي وأنا هو، من قالها أدخلتُه حصني، ومن أدخلتُه حصني فقد أمِن، والقرآن كلامي ومنّي خرج) (2).

يوسف بن خالد كذاب (3).

وهارون بن راشد قال الذهبي: مجهول (4).

وفرقد ضعّفه الدارقطني (5).

_________

(1) مسند الفردوس (ج 2 ق 290/ ب).

(2) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 147) رقم 38.

ورواه العقيلي في الضعفاء (4/ 1445) من طريق وهب بن راشد عن فرقد السبخي عن أنس نحوه.

(3) هو يوسف بن خالد بن عمير السمتي؛ كذّبه ابن معين والفلاس. انظر تاريخ الدوري (2/ 684) والتاريخ الكبير للبخاري (8/ 388) رقم 3426، وتهذيب الكمال (32/ 422 - 424).

(4) ميزان الاعتدال (4/ 283) رقم 9156.

(5) الضعفاء والمتروكون ص 326 رقم 434.

(1/37)

5 - ابن عساكر (1): قرأتُ على أبي المكارم عبد الواحد بن محمد بن المُسَلَّم الأزدي عن نصر بن إبراهيم المقدسي أخبرنا علي بن موسى بن الحسين إجازة حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطرسوسي حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمر بن علي بن إسحاق الصيدلاني البغدادي حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي المعروف بالدولابي حدثنا أبي أحمدُ بن عامر حدثني أبو الحسن علي بن موسى حدثني أبي حدثني أبي جعفر حدثني أبي محمدُ بن علي حدثني أبي عليُّ بن الحسين حدثني أبي الحسينُ بن علي حدثني أبي عليُّ بن أبي طالب حدثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (حدثني جبريل قال: يقول الله عز وجل: لا إله إلا الله حصني، فمن دخله أمِن عذابي) (2).

قال في (المغني) (3): عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن أهل البيت، له نسخة باطلة.

_________

(1) تاريخ دمشق (7/ 115) ترجمة إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصباغ الطرسوسي.

(2) رواه ابن عساكر أيضاً في تاريخ دمشق (5/ 462) ترجمة أحمد بن محمد بن هارون، وفي معجم الشيوخ (2/ 680 - 681) رقم 845 من طريق أبي القاسم الطائي به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 147) رقم 39.

ورواه أبو نعيم في الحلية (3/ 191 - 192) والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 323 - 324) والشجري في الأمالي (1/ 11 - 12، 24) والسَّلفي في معجم السفر ص 129 رقم 433، والرافعي في التدوين (2/ 213 - 214) بأسانيد واهية إلي علي بن موسى الرضا نحوه؛ وانظر المغني عن حمل الأسفار (1/ 118 - 119) رقم 456، وسلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (9/ 37 - 38) رقم 4037.

ورواه ابن حبان في المجروحين (2/ 509) من طريق أبي أشرس الكوفي عن شريك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه به، وقال: (أبو أشرس الكوفي شيخ يروي عن شريك الأشياء الموضوعة التي ما حدّث بها شريك قط).

(3) العبارة بنصِّها في ديوان الضعفاء والمتروكين ص 210 رقم 2112. والمصنف يعزو كثيراً للذهبي في المغني ويريد به ديوان الضعفاء المطبوع بين أيدينا كما سيأتي كثيراً في هذا الكتاب، لذا سأكتفي بالتنبيه على ذلك هنا. ولم أجد لعبد الله بن أحمد بن عامر ترجمة في المطبوع من المغني، والله أعلم.

(1/38)

6 - الخطيب (1): حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي حدثنا أحمد بن عبد العزيز الصريفيني حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى السَّذابي (2) حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل عن الله تعالى؛ قال: (يقول: أنا الله (3)، لا إله إلا أنا كلمتي، من قالها أدخلته جنتي، ومن أدخلته جنتي فقد أمِن، والقرآن كلامي ومني خرج) (4).

قال الخطيب: عمر في بعض حديثه نكرة (5).

وقال في (الميزان) (6): هذا موضوع.

_________

(1) تاريخ بغداد (13/ 75).

(2) السَّذابي: بفتح السين المهملة والذال المعجمة بعدها الألف وفي آخرها الباء الموحدة كما في الأنساب (3/ 240). وتصحف في الأصل وتنزيه الشريعة إلى: (الشدائي)، وفي (د) و (ف) و (م) إلى: (الشذائي).

(3) في (خ) و (ف) و (م): (يقول الله).

(4) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 148) رقم 40.

ورواه ابن بطة في الإبانة [الرد على الجهمية] (1/ 255 - 256) ح 28 من طريق حبان بن علي العنزي عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس قال: يقول الله عز وجل، فذكر نحوه. وحبان وليث ضعيفان؛ انظر تقريب التهذيب (1076، 5685).

(5) تاريخ بغداد (13/ 74).

(6) (3/ 221).

(1/39)

7 - الديلمي في (مسند الفردوس) (1): أخبرنا أبي ويده على كتفي أخبرنا المطهّر بن محمد ويده على كتفي أخبرنا أبو سعد السمان ويده على كتفي حدثني أبو حاتم محمد بن عبد الواحد الخزاعي ويده على كتفي حدثني أحمد بن موسى ويده على

[ص:40]

كتفي حدثنا أحمد بن الحسن بن محمد مِن ولد جرير ويده على كتفي حدثنا هلال بن العلاء ويده على كتفي حدثني أبي ويده على كتفي حدثنا [عبيد الله] (2) بن عمرو ويده على كتفي حدثنا زيد بن أبي أنيسة ويده على كتفي حدثنا أبو إسحاق السبيعي ويده على كتفي حدثنا عبد الله بن الحارث ويده على كتفي حدثني الحارث الأعور ويده على كتفي حدثني عليٌّ ويده على كتفي حدثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويده على كتفي: (حدثني الصادق الناطق بالحق رسول رب العالمين وأمينه على وحيه جبريلُ ويده على كتفي: سمعتُ إسرافيل: سمعتُ القلم: سمعتُ اللوح: سمعتُ اللهَ مِن فوق العرش يقول للشيء: كن، فلا تبلغ الكافُ النونَ إلا يكون ذلك الذي يكون) (3).

موضوع بلا شك، وأحمد بن موسى لعله الجرجاني (4)؛ قال في (المغني) (5): أحد الوضاعين.

_________

(1) مسند الفردوس (ج 2 ق 91/ ب- 92/ أ)، وهو في زهر الفردوس (ج 2 ص 94).

(2) في جميع النسخ وزهر الفردوس: (عبد الله)، والمثبت من مسند الفردوس.

(3) رواه ابن قدامة في (إثبات صفة العلو) ص 90 - 91 رقم 14، والذهبي في كتاب (العلو للعليّ العظيم) (1/ 457) من طريق أحمد بن موسى بن عيسى به مسلسلاً. قال الذهبي: (هذا حديثٌ باطل ما حدّث به هلالٌ أبداً، وأحمد المكي كذاب، رويتُه للتحذير منه). وأحمد المكي هو أحمد بن الحسن بن محمد المكي أبو الحسين الجرجاني؛ قال السهمي: (سألتُ أبا زرعة الكشي عنه فقال: ليس هو بشيء، وكان يكذب، زعم أنه مِن ولد جرير) سؤالات السهمي ص 150 - 151 رقم 154، وتاريخ جرجان ص 121 رقم 102. وانظر ميزان الاعتدال (1/ 91) رقم 336. والحديث ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 148) رقم 41.

(4) هو أبو الحسن أحمد بن موسى بن عيسى المعروف بابن أبي عمران الجرجاني الفرضي النجار الوكيل؛ انظر ترجمته في الميزان (1/ 124، 159).

(5) ديوان الضعفاء والمتروكين ص 10 رقم 110. وفي المغني (1/ 106) رقم 472 قال: (قال الحاكم: كان يضع الحديث).

(1/39)

8 - أبو الشيخ: حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر حدثنا أبي (حدثنا أبي) (1) سمعتُ نهشلاً عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (التفكّر في عظمة الله وجنته وناره ساعةً خيرٌ مِن قيام ليلة، وخيرُ الناس المتفكّرون في ذات الله، وشرُّهم مَن لا يتفكّر في ذات الله) (2).

نهشل كذاب (3).

_________

(1) ما بين قوسين مِن زهر الفردوس والأصل، وليس في مسند الفردوس وباقي النسخ، والصواب إثباته كما سيأتي في الحديث رقم (203).

(2) علقه الديلمي في مسند الفردوس (ج 2 ق 54/ ب) - وهو في زهر الفردوس (ج 2 ص 52) - عن أبي الشيخ به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 148) رقم 42.

وروى أبو الشيخ أيضاً في كتاب (العظمة) (1/ 297 - 298) رقم 42 من طريق ليث بن أبي سليم عن سعيد بن حبير عن ابن عباس قال: تفكُّر ساعة خير مِن قيام ليلة.

(3) هو نهشل بن سعيد بن وردان الخراساني، انظر ترجمته في تهذيب الكمال (30/ 31 - 34) رقم 6483، وميزان الاعتدال (4/ 275) رقم 9127.

(1/41)

9 - أبو نعيم: حدثنا محمد بن الفتح الحنبلي حدثنا عبد الله بن أبي داود حدثنا عبّاد بن يعقوب حدثنا أبو يزيد العكلي (1) عن هشام بن سعد (2) عن عبد الله (3) المكي عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه فليس مِنّي ولا أنا منه: بُغضُ عليٍّ، ونَصبُ أهل بيتي، ومَن قال الإيمان كلام) (4).

عبّاد بن يعقوب قال ابن حبان: رافضي داعية (5).

_________

(1) اسمه خالد بن عيسى كما في المقتنى للذهبي (2/ 154) رقم 6766، ولم أجد له ترجمة.

(2) في مسند الفردوس وزهر الفردوس والأصل و (ف): (سعيد).

(3) كذا في مسند الفردوس وزهر الفردوس وجميع النسخ، والصواب: (عن أبي عبد الله) كما في مصادر التخريج الآتية. وأبو عبد الله المكي هو عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم؛ صدوق ربما أخطأ؛ تقريب التهذيب (4829).

(4) رواه الديلمي في مسند الفردوس (ج 2 ق 56/ ب) - وهو في زهر الفردوس (ج 2 ص 54) - من طريق أبي نعيم به.

ورواه الآجري في الشريعة (4/ 2064) ح 1544، وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 284) والسِّلفي في الطيوريات ص 490 ح 875 من طريق ابن أبي داود به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 154) رقم 19.

(5) المجروحين (2/ 163) رقم 794.

============

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

الزيادات على الموضوعات

2 - كتاب المبتدأ

(1/43)

10 - قال ابن النجار في (تاريخ بغداد): سألْنَا صديقَنا أبا العلاء علي بن الحسن بن محمد بن فتح بأصبهان عن عرش ربِّ العزة فقال: سألتُ والدي أبا علي الحسن عن عرش رب العزة فقال: سألتُ والدي أبا عبد الله محمد بن فتح بمدينة السلام عن عرش رب العزة فقال: سألتُ أبا علي الحسن بن أحمد بن محمد المُوسِياباذي عن عرش رب العزة فقال: سألتُ والدي أبا العباس أحمد بن محمد عن عرش رب العزة فقال: سألتُ أبا منصور عبد الله بن عيسى المالكي وأبا علي الحسن بن أحمد بن مَمُّوس الوراق عن عرش رب العزة فقال كلُّ واحد منهما: سألتُ أبا الحسن علي بن الحسن الصيقلي القزويني بهمَذان عن عرش رب العزة فقال: سألتُ أبا الحسين محمد بن النضر الموصلي بها عن عرش رب العزة فقال: سألتُ عبد الله بن أبي سفيان الموصلي عن عرش رب العزة فقال: سألتُ يحيى بن أبي طالب عن عرش رب العزة فقال: سألتُ عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن عرش رب العزة فقال: سألتُ سعيد بن أبي عروبة عن عرش رب العزة فقال: سألتُ قتادة عن عرش رب العزة فقال: سألتُ أنس بن مالك عن عرش رب العزة فقال: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عرش رب العزة فقال: (سألتُ جبريل عن عرش ربِّ العزة فقال: سألتُ ميكائيل عن عرش ربِّ العزة فقال: سألتُ إسرافيل عن عرش ربِّ العزة فقال: سألتُ الرفيع عن عرش ربِّ العزة فقال: سألتُ اللوح عن عرش ربِّ العزة فقال: سألتُ القلم عن عرش ربّ العزة فقال: إنَّ للعرش ثلاثمائة ألف وستين ألف قائمة، كل قائمة مِن قوائمه كأطباق الدنيا ستّون (1) ألف مرّة، تحت كل قائمة ستّون ألف مدينة، في كل مدينة ستّون ألف

[ص:46]

صحراء، في كل صحراء ستّون ألف عالَم، في كل عالم مثل الثقلين الجن والإنس ستّون ألف مرة لا يعلمون أنّ الله عز وجل خَلَق آدمَ ولا إبليس، ألهمهم اللهُ عز وجل أن يستغفروا لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم) (2).

قال في (الميزان) (3): محمد بن النضر الموصلي قال البرقاني (4): لم يكن ثقة (5).

وقال في (اللسان) (6): قال الخطيب (7): قال لي البرقاني (8): كان واهياً.

_________

(1) في تنزيه الشريعة: (ستين)

(2) أورده الصفدي في الوافي بالوفيات (4/ 315 - 316) [ترجمة محمد بن فتح بن محمد أبي عبد الله القزويني الأصبهاني] نقلاً عن ابن النجار بإسناده ومتنه، وقال: (واللهِ الذي لا إله إلا هو هذا الحديث كذبٌ صراح وبهتٌ غير مباح؛ لا سامح اللهُ مَن وَضَعه).

وقال الحافظ ابن حجر: (هو كذب ظاهر لا يرتاب فيه من له إلمام بالأحاديث النبوية) أسئلة مِن خطِّ الحافظ ابن حجر العسقلاني جمع شيخ الإسلام القسطلاني ص 98.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 211) رقم 80.

(3) (56/ 4) رقم 8264.

(4) في الأصل: (النَّوقاني).

(5) تاريخ بغداد (4/ 523) رقم 1698.

(6) (7/ 549) رقم 7497.

(7) تاريخ بغداد (4/ 523).

(8) في الأصل و (د): (النَّوقاني).

(1/45)

11 - أبو الشيخ في (العظمة) (1): حدثنا عبد الله بن عبد الملك الطويل ومحمد بن أحمد بن عمرو قالا: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخراساني حدثنا عبد الله بن مصعب عن حبيب بن أبي حبيب عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم عن مقاتل بن حيان عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لمّا أراد الله عز وجل أن يخلق الماء

[ص:47]

خلق من النور ياقوتة خضراء غلظها كغلظ سبع سموات وسبع أرضين (وما فيهنّ) (2) وما بينهنّ ثم دعاها (3)، فلمّا أن سمعت كلام الله تعالى ذابت الياقوتة فرَقاً حتى صارت ماءً، فهو مرتعدٌ (4) مِن مخافة الله إلى يوم القيامة، وكذلك إذا نظرتَ إليه راكداً أو جارياً يرتعد، وكذلك يرتعد في الآبار مِن مخافة الله إلى يوم القيامة. ثم خلق الريحَ فوضع الماء على متن الريح. ثم خلق العرشَ فوضع العرش على الماء، فذلك قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (5). فلا ندري كم لبث عرش الربّ على الماء. ثم كان خلق العرش قبل الكرسي بألفي عام، فخلَقه وله ألف لسان يسبِّح اللهَ تعالى بكل لسان ألفَ لون من التسبيح والتحميد، فكتب في قبالة عرشه: إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، ومحمد عبدي ورسولي، فمن آمن برسلي وصدّق بوعدي أدخلته الجنة. ثم خلق الكرسي، فالكرسي أعظم مِن سبع سموات وسبع أرضين، وإنّ العرش أعظم من الكرسي كالكرسي مِن كل شيء، وإنّ الكرسي مِن تحت العرش كمربض عنز في جميع سبع سموات وسبع أرضين مِن تحت العرش كحلقة صغيرة مِن حِلَق الدرع في أرض فيحاء) (6).

أبو عصمة نوح بن أبي مريم أحد المشهورين بالوضع (7)، وحبيب بن أبي حبيب كذاب يضع الحديث (8).

_________

(1) (2/ 546 - 547) رقم 192.

(2) ما بين قوسين غير موجود في (ف) و (م) والتنزيه، وفي (د) مضروب عليه، وهو مثبت في الأصل وكتاب العظمة.

(3) في تنزيه الشريعة: (دحاها).

(4) في تنزيه الشريعة: (يرتعد).

(5) سورة هود: الآية (7).

(6) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 211 - 212) رقم 81.

(7) انظر ترجمته في تهذيب الكمال (30/ 56 - 61) 6495، وميزان الاعتدال (4/ 279 - 280) رقم 9143.

(8) يشير إلى الخرططي؛ انظر ترجمته في ميزان الاعتدال (1/ 451 - 452) رقم 1693، ولسان الميزان 2/ 546 - 547) رقم 2114.

(1/46)

12 - الديلمي (1): أخبرنا والدي أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمود بن الفضل الغزنوي حدثنا علي بن يوسف بن أحمد حدثنا إبراهيم بن محمد بن خلف ببخارى أخبرنا أبو محمد الحارثي حدثنا إسماعيل بن بشر حدثنا حماد بن قريش حدثنا سليمان بن عمرو عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أول شيء كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إنه مَن استسلم لقضائي ورضي بحكمي وصبر على بلائي بعثتُه يوم القيامة مع الصدِّيقين) (2).

هذا الإسناد ظلمات؛ سليمان بن عمرو هو أبو داود النخعي يضع الحديث (3)، وجويبر متروك (4)، والضحاك لم يسمع من ابن عباس (5)، وإسماعيل بن بشر قال الدارقطني: مجهول (6).

_________

(1) مسند الفردوس [كما في زهر الفردوس (ج 1/ 1 ص 4)].

(2) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 212) رقم 82، والألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (11/ 1/ 714) رقم 5429.

(3) انظر ترجمته في ميزان الاعتدال (2/ 216) رقم 3495، ولسان الميزان (4/ 163 - 166) رقم 3633.

(4) انظر ترجمته في تهذيب الكمال (5/ 167 - 171) رقم 985، وميزان الاعتدال (1/ 427) رقم 1593.

(5) انظر الجرح والتعديل (4/ 458) رقم 2024، وسؤالات البرقاني ص 38 رقم 236.

(6) لسان الميزان (2/ 110) رقم 1143.

وفي الإسناد علة أخرى وهو أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي البخاري، وهو متّهم بالوضع؛ انظر تاريخ بغداد (11/ 349 - 350) رقم 5215، وميزان الاعتدال (2/ 496) رقم 4571.

(1/48)

13 - أبو الشيخ في (العظمة) (1): ذكر جدي عن عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا عقبة بن مُكْرَم حدثنا نصر بن باب عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن العلاء القرشي عن عبد الملك بن عبد الله الفهري عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم قال:

[ص:49]

كان العباس بن أنس بن عامر السلمي شريكاً لعبد الله بن عبد المطلب أبي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فخرج حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (يا عباس إن الذي أنزل عليَّ الوحي أرسلني إلى الناس كافة بلسان عربي مبين مِن فوق سبعٍ شداد إلى سبعٍ غلاظ يتنزّل الأمر بينهنّ إلى كل مخلوق بما قضى عليهم مِن زيادة أو نقصان). فقال العباس: وكيف خلق الله سبعاً شداداً وسبعاً غلاظاً ولمَ خلقهنّ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (خلق اللهُ السماء الدنيا فجعلها سقفاً محفوظاً وجعل فيها حرساً شديداً وشهباً، ساكنها من الملائكة أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع في صورة البقر مثل عدد النجوم، شرابهم النور والتسبيح لا يفترون من التهليل والتكبير، وأما السماء الثانية فساكنها عدد القطْر في صورة العقبان لا يسأمون ولا يفترون ولا ينامون، منها ينشقّ السحاب حتى يخرج مِن تحت الخافقين فينتشر في جوِّ السماء، معه ملائكة يصرفونه حيث أُمروا به، أصواتهم التسبيح وتسبيحهم تخويف. وأما السماء الثالثة فساكنها عدد الرمل في صور الناس، ملائكة ينفخون في البروج كنفخ الريح يجأرون إلى الله تعالى الليل والنهار كأنما يرون ما يوعدون. وأما السماء الرابعة فإنه يدخلها كل ليلة حتى يخرج إلى عدْن ساكنها عدد ألوان الشجر صافّون مناكبهم معاً في صورة الحور العين مِن بين راكع وساجد تبرق وجوههم بسبحات ما بين السموات السبع والأرض السابعة. وأما السماء الخامسة فإن عددها يضعف على سائر الخلق في صورة النسور، منهم الكرام البررة والعلماء السفرة، إذا كبّروا اهتزّ العرش من مخافتهم وصعق الملائكة، يملأ جناحُ أحدهم ما بين السماء والأرض. وأما السماء السادسة فحزبُ الله الغالب وجنده الأعظم، لو أَمَر أحدَهم (2) أن يقلع السموات والأرض بأحد جناحيه اقتلعهنّ، في صورة الخيل المسومة. وأما السماء السابعة ففيها الملائكة المقربون الذين يرفعون

[ص:50]

الأعمال في بطون الصحف ويخفضون (3) الميزان، فوقها حملة العرش الكروبيون، كلُّ مفصل من أحدهم أربعون سنة، فتبارك الله رب العالمين) (4).

نصر بن باب قال البخاري: يرمونه بالكذب (5)، وقال محمود بن غيلان: ضرب أحمدُ وابنُ معين وأبو خيثمة على حديثه وأسقطوه (6).

_________

(1) (3/ 1055 - 1057) رقم 572.

(2) هكذا ضبطها في الأصل و (د)، وفي (م): (لو أمر اللهُ أحدَهم).

(3) في (ف) و (م) والتنزيه: (ويحفظون).

(4) ذكره المصنف في (الحبائك في أخبار الملائك) ص 151 - 152 رقم 565، وابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 212) رقم 83.

(5) التاريخ الكبير (8/ 106) رقم 2357.

(6) لسان الميزان (8/ 258) رقم 8109.

(1/48)

14 - الحارث بن أبي أسامة في (مسنده) (1): حدثنا داودُ بن المحبَّر حدثنا سلام أبو (2) المنذر عن موسى بن جابان عن أنس بن مالك قال: أثنى قوم على رجل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أبلغوا الثناء في خلال الخير. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كيف عقلُ الرجل؟). قالوا: يا رسول الله نخبرك عن اجتهاده في العبادة وأصناف الخير وتسألنا عن عقله؟ قال: (إنّ الأحمقَ يصيب بحمقه أعظمَ من فجور الفاجر، وإنما يرتفع العباد غداً في الدرجات وينالون الزُّلفى من ربهم على قدر عقولهم) (3).

_________

(1) كما في بغية الباحث في زوائد مسند الحارث (2/ 802) رقم 814، وإتحاف الخيرة المهرة (6/ 27) قم 5250، والمطالب العالية (3/ 212) رقم 2805.

(2) في (د) و (ف) و (م) والمطالب العالية: (بن).

(3) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب (العقل وفضله) ص 37 رقم 11 من طريق داود به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 213) رقم 85.

(1/50)

15 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا عباد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر مرفوعًا: (ما اكتسب رجلٌ ما اكتسب مثلَ فضلِ عقل يهدي صاحبه إلى هدىً ويردُّه عن ردىً، وما تمَّ إيمانُ عبدٍ ولا استقام دينُه حتَّى يكمل عقله) (2).

_________

(1) كما في بغية الباحث (2/ 801 - 802) رقم 813، وإتحاف الخيرة المهرة (6/ 27) رقم 5251، والمطالب العالية (3/ 213) رقم 2807.

(2) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 213) رقم 86.

(1/51)

16 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا: (يا أيها الناس اعقلوا عن ربكم وتواصوا بالعقل تعرفوا به ما أُمرتم به وما نُهيتم عنه، واعلموا أنَّه مجدكم (2) عند ربِّكم، واعلموا أن العاقل من أطاع اللهَ وإن كان دميم (3) المنظر حقير الخطر دنيء المنزلة رثَّ الهيئة، وأنّ الجاهل من عصى الله وإن كان جميل المنظر عظيم الخطر شريف المنزلة حسن الهيئة فصيحًا نطوقًا، ولَلقردة والخنازير أعقل عند الله ممن عصاه. ولا تغتروا بتعظيم أهل الدنيا إياهم (4) فإنهم غدًا من الخاسرين) (5).

_________

(1) كما في بغية الباحث (2/ 806) رقم 825، وإتحاف الخيرة (6/ 22) رقم 5230، والمطالب العالية (3/ 208) رقم 2790.

(2) في البغية: (يحذركم)، وفي الإتحاف: (محذركم).

(3) في (د) و (م): (ذميم).

(4) في البغية: (إياكم).

(5) رواه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (1/ 229 - 230) [ترجمة عبد الواحد بن الحسين القطيعي] من طريق الحارث به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 213) رقم 87.

(1/51)

17 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا جسر [عن أبي] صالح (2) عن أبي الدرداء أن رجلًا قال: يا رسول الله أرأيتَ الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويحجُّ ويعتمر ويتصدق ويغزو في سبيل الله ويعود المريض ويصِل الرحم ويتبع الجنائز ويقري الضيف - حتَّى عدّ هذه العشرة خصال (3) - فما منزلته عند الله يوم القيامة؟ قال: (إنما ثوابه يوم القيامة في كل ما كان منه في ذلك على قدر عقله) (4).

_________

(1) كما في بغية الباحث (2/ 808) رقم 827، وإتحاف الخيرة (6/ 28) رقم 5254، والمطالب العالية (3/ 214) رقم 2809.

(2) في جميع النسخ: (حدثنا جسر بن صالح)، والمثبت من البغية والمطالب والإتحاف.

(3) كذا في جميع النسخ والبغية والتنزيه، وفي الإتحاف والمطالب: (العشر خصال).

(4) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 214) رقم 88.

وروي نحوه من حديث ابن عمر، انظر الموضوعات (1/ 269) ح 362، واللآلئ المصنوعة (1/ 124 - 127).

(1/52)

18 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا إسماعيل بن عياش عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء مرفوعًا: (إنّ مِن عقل الرجل استصلاح معيشته) (2).

قال أبو الدرداء: رأيتُ المعيشة صلاحَ الدين، ومن صلاح الدين حسن العقل.

_________

(1) كما في بغية الباحث (2/ 811) رقم 834، إتحاف الخيرة (7/ 20 - 21) رقم 5222.

(2) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 214) رقم 89.

(1/52)

19 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا مقاتل بن سليمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا: (إن الرجل يدرك بحسن خُلُقه درجة الصائم القائم (2)، ولا يتمُّ لرجلٍ حسنُ خُلُقه حتَّى يتمّ عقلُه، فعند ذلك يتمُّ إيمانُه بالله، أطاع ربَّه وعصى عدوه) يعني إبليس (3).

_________

(1) كما في بغية الباحث (2/ 811) رقم 835، وإتحاف الخيرة المهرة (6/ 21) رقم 5223، والمطالب العالية (3/ 207) رقم 2785.

(2) في البغية والإتحاف والمطالب: (الصائم القانت).

(3) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 214) رقم 90.

(1/52)

20 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن ابن جريج عن عطاء وأبي الزبير عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} (2) قال: (العالم الَّذي عقل عن الله عز وجل، فعمل بطاعته واجتنب سخطه (3).

_________

(1) كما في بغية الباحث (2/ 812) رقم 837، وإتحاف المهرة (6/ 21) رقم 5224.

(2) سورة العنكبوت: الآية (43).

(3) رواه الثعلبي في تفسيره (7/ 281) ومن طريقه البغوي في تفسيره (6/ 243) من طريق الحارث به.

ورواه ابن بطة في (إبطال الحيل) ص 77 - 78 رقم 28 من طريق داود به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 214) رقم 91.

(1/53)

21 - قال عطاء: وقال ابن عباس رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قال: (أفضل الناس أعقل الناس).

قال ابن عباس: وذلك نبيكم - صلى الله عليه وسلم -.

(1/53)

22 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري مرفوعًا: (يا ابن آدم اتق ربك وبرَّ والديك وصِل رحمك أمدّ لك عمرك وأيسِّر لك (2) يُسرَك وتُجنَّب عُسرَك ويُبسط لك في رزقك.

يا ابن آدم أطِع ربّك تسمى عاقلًا، ولا تعصِ ربّك فتسمى جاهلًا) (3).

_________

(1) كما في بغية الباحث (2/ 813) رقم 841، وإتحاف المهرة (6/ 24) رقم 5240.

(2) في الأصل: (وأيسرك لك).

(3) رواه ابن الأعرابي في معجمه (2/ 841 - 842) ح 1733 من طريق داود به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 214) رقم 92.

وروى أبو نعيم في الحلية (6/ 345) والخطيب في المهروانيات (2/ 645 - 646) ح 44 شطره الأخير من طريق عبد العزيز بن أبي رجاء عن مالك بن أنس عن سهيل بن أبي صالح به.

وأورده الذهبي في الميزان (2/ 628) [ترجمة عبد العزيز بن أبي رجاء] وقال: (هذا باطل على مالك)، وذكره الألباني في الضعيفة (4/ 204) رقم 1714.

(1/53)

23 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن سهيل عن أبيه عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا: (لكل شيء دعامة ودعامة المؤمن عقله، فبقدر عقله تكون عبادة ربه. أما سمعتم قول الفاجر عند ندامته: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}) (2) (3).

_________

(1) كما في بغية الباحث (2/ 813) رقم 840، وإتحاف المهرة (6/ 24) رقم 5238، والمطالب العالية (3/ 210) رقم 2796.

(2) سورة الملك: الآية (10).

(3) علقه الديلمي في مسند الفردوس (ج 3 ق 34/ ب) عن الحارث به. وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 215) رقم 93.

(1/54)

24 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا عباد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: (استرشدوا (2) العاقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا) (3).

_________

(1) كما في بغية الباحث (2/ 812) رقم 839، وإتحاف الخيرة (6/ 24) رقم 5239، والمطالب العالية (3/ 210) رقم 2797.

(2) في البغية: (استشيروا).

(3) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 215) رقم 94، والألباني في الضعيفة (2/ 84) رقم 617.

ورواه الدارقطني في غرائب مالك [كما في لسان الميزان (4/ 167) و (5/ 205 - 206)، من طريق عبد العزيز بن أبي رجاء وسليمان بن عيسى عن مالك عن سهيل به، وقال: (هذا منكر).

ورواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 419 - 420) ح 722 من طريق عبد العزيز بن أبي رجاء به.

قال الدارقطني: (كتاب العقل وضعه أربعة: أولهم ميسرة بن عبد ربه، ثم سرقه منه داود بن المحبر فركّبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء فركّبه بأسانيد أُخَر، ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي فأتى بأسانيد أُخَر) تاريخ بغداد (9/ 328) ترجمة داود بن المحبر.

ورواه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (5/ 25) من طريق عمر بن أحمد بن علي البغدادي عن الحارث بن أبي أسامة عن عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس به مرفوعًا، وقال: (هذا الحديث رواته كلهم ثقات، والحمل فيه على عمر بن أحمد البغدادي، فإنه منكر المتن).

(1/54)

25 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال لتميم الداري: ما السؤدد فيكم؟ قال: العقل. قال: صدقتَ، سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما سألتُك فقال كما قلتَ ثم قال: (سألتُ جبريل: ما السؤدد في الناس؟ قال: العقل) (2).

_________

(1) كما في بغية الباحث (2/ 812) رقم 838، وإتحاف المهرة (6/ 24) رقم 5237، والمطالب العالية (3/ 209 - 210) رقم 2795.

(2) علقه الديلمي في مسند الفردوس (ج 2 ق 165/ب) - وهو في زهر الفردوس (ج 2 ص 193) - عن ابن لال من طريق الحارث به. وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 215) رقم 95.

(1/54)

26 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا غياث بن إبراهيم (2) عن الربيع بن لوط الأنصاري عن أبيه عن جده عن البراء بن عازب قال: كثرت المسائل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فقال: (يا أيها الناس إن لكلِّ سبيل مطيّة وتَبِعة (3) ومحجّة واضحة، وأوثق الناس مطيّة وأحسنهم دلالة ومعرفة بالمحجّة أفضلُهم عقلًا) (4).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 801) رقم 811، وإتحاف المهرة (6/ 26) رقم 5247، والمطالب العالية (3/ 21) رقم 2803.

(2) في البغية والإتحاف: (غياث بن عبد الرحمن)، وفي الطالب: (عتاب بن عبد الرحمن).

(3) في الطالب والتنزيه: (مطية وثيقة).

(4) رواه الخطيب في المتفق والمفترق (2/ 37 - 38) ح 654، وابن الجوزي في ذمّ الهوى ص 14 من طريق الحارث به.

وعلقه الديلمي في مسند الفردوس (ج 3 ق 33/ ب) عن الحارث به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 215) رقم 96.

(1/55)

27 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعًا: (كم مِن عاقلٍ عقل عن الله أمرَه وهو حقير عند الناس دميم (2) المنظر ينجو غدًا، وكم من ظريف اللسان جميل المنظر عند الناس يهلك غدًا في القيامة) (3).

أخرجه البيهقي في (شعب الإيمان) (4) من طريق نهشل بن سعيد عن عبّاد بن كثير به وقال: تفرّد به نهشل عن عبّاد (5).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 801) رقم 812، وإتحاف الخيرة (6/ 26) رقم 5248، والمطالب العالية (3/ 211) رقم 2801.

(2) في (د) و (م): (ذميم).

(3) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 313) من طريق الحارث به، وعلقه الديلمي في مسند الفردوس (ج 3 ق / 26 ب) عن الحارث به. ورواه النسفي في (القند في ذكر علماء سمرقند) ص 260 من طريق داود به.

وذكره شيرويه الديلمي في الفردوس (3/ 304) رقم 4914، وابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 215) رقم 97، والألباني في الضعيفة (9/ 118) رقم 4118.

(4) (6/ 360 - 361) ح 4329.

(5) ونهشل كذاب كما تقدم في الحديث رقم (8).

(1/55)

28 - وقال الحارث (1): حدثنا داود حدثنا نصر بن طريف عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر مرفوعًا: (قوام امرئٍ عقلُه، ولا دين لمن لا عقل له) (2).

أخرجه البيهقي (3) من طريق حامد بن آدم عن أبي غانم عن أبي الزبير به وقال: تفرد به حامد وكان متهمًا بالكذب (4).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 803) رقم 816، إتحاف الخيرة (6/ 22) رقم 5231، والمطالب العالية (3/ 208) رقم 2789.

(2) رواه الرافعي في التدوين (4/ 90) وابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (2/ 141) من طريق الحارث به.

وعلقه الديلمي في مسند الفردوس (ج 3 ق 148/ أ) عن الحارث به.

ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 967) من طريق داود به، وقال: (هذا حديث منكر المتن والإسناد).

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 215) رقم 98.

ورواه أبو الشيخ [كما في زهر الفردوس (ج 2 ص 143) معلقًا]، من طريق عمير بن عمران عن ابن جريج به؛ قال ابن عدي: (عمير بن عمران حدّث بالبواطيل عن الثقات، وخاصة عن ابن جريج). وانظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1/ 53، 546 - 548)، و (8/ 98 - 99) رقم 1، 370، 3606.

(3) شعب الإيمان (6/ 355 - 356) ح 4323.

(4) انظر ترجمته في ميزان الاعتدال (1/ 447) رقم 1671، ولسان الميزان (2/ 536 - 537) رقم 2087.

(1/56)

29 - وقال الحارث (1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال: لمّا رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة أحد سمع الناس يقولون: كان فلان أشجع من فلان، وكان فلان أجرأ من فلان، وفلان أبلى ما لم يُبلِ غيره ونحو هذا يُطرونهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أمّا هذا فلا علم لكم به). قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: (إنهم قاتَلوا على قدر ما قسم الله لهم من العقل،

[ص:57]

فكان بصيرتهم (2) ونيّتهم على قدر عقولهم، فأُصيب منهم من أُصيب على منازل شتى، فإذا كان يوم القيامة اقتسموا المنازل على قدر حسن نياتهم وقدر عقولهم) (3).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 802 - 803) رقم 815، إتحاف الخيرة (6/ 26 - 27) رقم 5249، والمطالب العالية (3/ 211 - 212) رقم 2804.

(2) في البغية: (نصرتهم)، وفي المطالب: (نصرهم).

(3) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 215) رقم 99.

(1/56)

30 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عمر قال: كان رجل نصراني (2) مِن أهل جُرَش (3) تاجرًا فكان له بيان ووقار، فقيل: يا رسول الله ما أعقل هذا النصراني. فزجر القائلَ فقال: (مَهْ! إن العاقل مَن عمل بطاعة الله) (4).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 811) رقم 836، وإتحاف الخيرة: (6/ 21) رقم 5226.

(2) في البغية: (قدم نصراني).

(3) كذا ضبطه في الأصل و (د). وجُرَش - بضم الجيم وفتح الراء - مدينة باليمن. معجم البلدان (2/ 126).

(4) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 216) رقم 100.

(1/57)

31 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا سلام عن هشام عن حميد بن هلال قال: قال عمر بن الخطاب: لمَوتُ ألف عابد قائم الليل صائم النهار أهون مِن موت رجل عاقل عقل عن الله أمره فعلم ما أحلّ الله له وما حرّم عليه، فانتفع بعلمه وانتفع الناس به وإن كان لا يزيد على الفرائض التي فرض الله عز وجل كبيرَ زيادة، وكذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (2).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 813) رقم 842، وإتحاف الخيرة: (6/ 25) رقم 5241.

(2) علقه الديلمي في مسند الفردوس (ج 3 ق / 73 ب).

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 216) رقم 101.

(1/57)

32 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا عدي عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد ابن المسيب قال: أشرف النبي - صلى الله عليه وسلم - على خيبر فقال: (خربت خيبرُ وربِّ الكعبة،

[ص:58]

إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذَرين). فجاء رجل من عظماء أحبارهم له فصاحة وبلاغة وجمال وهيئة، فقال سعد: يا رسول الله ما أخلَقَ هذا أن يكون عاقلًا فإني أرى له هيئة ونُبْلًا (2)، فقال: (إنما العاقل من آمن بالله وصدّق رسلَه وعمل بطاعة ربه) (3).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 814) رقم 845، وإتحاف المهرة (6/ 25) رقم 5243.

(2) في البغية: (وعقلا).

(3) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 216) رقم 102.

(1/57)

33 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن حنظلة بن وداعة عن أبيه عن البراء بن عازب مرفوعًا: (إن لله عز وجل خواصَّ يُسكنهم الرفيعَ مِن الجنان، كانوا أعقل الناس). قلنا: يا رسول الله وكيف كانوا أعقل الناس؟ قال: (كان نهمتهم المسابقة إلى ربهم والمسارعة إلى ما يرضيه، وزهدوا في الدنيا وفي فضولها ورياشها (2) ونعيمها وهانت عليهم، فصبروا قليلًا واستراحوا طويلًا) (3).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 814) رقم 844، إتحاف الخيرة (6/ 25) رقم 5242.

(2) في البغية: (ورياستها).

(3) رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 17) من طريق الحارث به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 216) رقم 103.

ورواه الخطيب في المتفق والمفترق (3/ 1955) ح 1579 من طريق المفضل بن مهلهل عن محمد بن سليمان عن مكحول عن البراء بن عازب به.

والمفضل بن مهلهل جهّله ابن عساكر كما في لسان الميزان (8/ 141) رقم 7892. ومحمد بن سليمان لم يتبين لي من هو.

(1/58)

34 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن غالب الجزري عن ابن جبير عن ابن عباس يرفعه: (صفة العاقل أن يحلم عمّن جهل عليه ويتجاوز عمّن ظلمه ويتواضع لمن هو دونه ويسابق مَن هو فوقه في طلب البِرّ، وإذا أراد أن يتكلم فكَّرَ فإذا كان خيرًا تكلم فغنم، وإن كان شرًّا سكت فسلِم، وإذا عرضت له فتنةٌ

[ص:59]

استعصم بالله تبارك وتعالى وأمسك يده ولسانه، وإذا رأى فضيلة انتهزها، لا يفارقه الحياء ولا يبدو منه الحرص، فتلك عشرة (2) خصال يُعرف بها العاقل.

وصفة الجاهل أن يظلم من يخالطه ويعتدي على من هو دونه ويتطاول على من فوقه، وكلامه (3) بغير تدبير (4)، فإن تكلم أثم، وإن سكت سها، وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأَرْدَتهُ، وإن رأى فضيلة أعرض وأبطأ عنها، لا يخاف ذنوبه القديمة ولا يرتاع فيما بقي من عمره عن الذنوب، يتوانى عن البِرّ ويبطئ عنه غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيّعه، فتلك عشرة (5) خصال من صفة الجاهل الَّذي حُرم العقل) (6). (7)

_________

(1) بغية الباحث (2/ 815) رقم 847، إتحاف الخيرة (6/ 29 - 30) رقم 5259، والمطالب العالية (3/ 215) رقم 2813.

(2) كذا في جميع النسخ.

(3) في الأصل: (كلامه).

(4) في المطالب والتنزيه: (تدبُّر).

(5) كذا في جميع النسخ.

(6) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 216 - 217) رقم 104.

(7) جاء في حاشية الأصل بخط المصنف رحمه الله: (الحمد لله. ثم بلغ قراءةً عليَّ؛ مؤلفُه لطف الله به).

(1/58)

35 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن ابن جابان عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: (يا عويمر ازدد عقلًا تزدد مِن ربك قُربًا). قلتُ: بأبي أنت وأمي وكيف لي بذلك؟ قال: (اجتنب محارم الله وأدِّ فرائض الله تكن عاقلًا، وتنفّل بالصالحات مِن الأعمال تزدد بها في عاجل الدنيا رفعة وكرامة، وتنال (2) بها مِن ربك القربَ والعزّة) (3).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 808 - 809) رقم 829، وإتحاف المهرة (6/ 28) رقم 5255، والمطالب العالية 3/ 214) رقم 2810.

(2) في المطالب والتنزيه: (وتَنَل).

(3) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 217) رقم 105.

(1/59)

36 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن المغيرة بن قيس عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قلتُ يا رسول الله إلامَ ينتهي الناس يوم القيامة؟ قال: (إلى أعمالهم، مَن عمِل (2) مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًّا يره). قلتُ: فأيهم أفضل عملًا؟ قال: (أحسنهم عقلًا). قلتُ: هذا في الدنيا فأيُّهم أفضل في الآخرة؟ قال: (أحسنهم عقلًا، إن العقل سيّد الأعمال في الدارين جميعًا) (3).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 808) رقم 828، إتحاف الخيرة (6/ 28) رقم 5253، والمطالب العالية (3/ 213) رقم 2808.

(2) في الإتحاف والمطالب والتنزيه: (من يعمل).

(3) رواه ابن عساكر في معجم الشيوخ (1/ 256 - 257) ح 298 من طريق الحارث به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 217) رقم 106.

(1/60)

37 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه قال: قلتُ لابن عمر: أيُّ حاجِّ بيت الله أفضل وأعظم أجرًا؟ قال: من جمع ثلاث خصال: نيةً صادقة وعقلًا وافرًا ونفقة مِن حلال. فذكرتُ ذلك لابن عباس فقال: صدق. فقلتُ: إذا صدقَت نيّتُه وكانت نفقته مِن حلال فما يضرُّه قلة عقله؟ قال: يا أبا الحجاج سألتَني كما سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (والذي نفسي بيده ما أطاع العبدُ ربَّه تبارك وتعالى بشيء [أفضل من حسن العقل، ولا يتقبل الله تعالى صوم عبدٍ ولا صلاته ولا حجته ولا عمرته ولا صدقته] (2) ولا جهاده ولا شيئًا مما يكون منه من أنواع أعمال البِرّ إذا لم يعمل بعقل (3)، ولو أن جاهلًا فاق المجتهدين في العبادة كان ما يفسد أكثرَ مما يُصلِح) (4).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 809) رقم 830، إتحاف الخيرة (6/ 29) رقم 5256، والمطالب العالية (3/ 214) رقم 2811.

(2) ما بين معقوفتين ليس في البغية والإتحاف والمطالب.

(3) في البغية: (بعقله)، وفي الإتحاف والمطالب: (إذا لم يكن يعقله).

(4) رواه الدينوري في المجالسة (6/ 154) ح 2492، وأبو نعيم في حلية الأولياء (3/ 304) من طريق الحارث به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 217) رقم 107.

(1/60)

38 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا عبد الواحد بن زياد العبدي عن كليب بن وائل عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه تلا {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} حتَّى بلغ {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (2) ثم قال: (أيكم أحسن عملًا: أحسن عقلًا وأورع عن محارم الله وأسرعهم في طاعة الله) (3).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 809 - 810) رقم 831، وإتحاف الخيرة (6/ 29) رقم 5258، والمطالب العالية 3/ 210 - 211) رقم 2800.

(2) سورة الملك: الآية (1 - 2).

(3) رواه الدينوري في المجالسة (2/ 125 - 126) ح 262، والثعلبي في تفسيره (9/ 355) من طريق الحارث به. وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 217) رقم 108.

(1/61)

39 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا نصر بن طريف عن منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن سويد بن غفلة أن أبا بكر الصديق خرج ذات يوم فاستقبله النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: بِمَ بُعثتَ يا رسول الله؟ قال: (بالعقل). قال: فبِمَ أمرت؟ قال: (بالعقل). قال: فبِمَ يُجازى الناسُ يوم القيامة؟ قال: (بالعقل). قال: فكيف لنا بالعقل؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن العقل لا غاية له ولكن من أحلّ حلال الله وحرّم حرامه سُمّي عاقلًا، فإن اجتهد [بعد ذلك سُمّي عابدًا، فإن اجتهد بعد ذلك سُمّي جوادًا، فمن اجتهد] (2) في العبادة وسَبَح في مراتب المعروف بلا حظٍّ من عقل يدُلُّه على اتباع أمر الله واجتناب ما نهى الله عنه فأولئك هم الأخسرون أعمالًا الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا) (3).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 810) رقم 832، إتحاف الخيرة (6/ 29) رقم 5257، والمطالب العالية (3/ 214 - 215) رقم 2812.

(2) ما بين معقوفتين ليس في الإتحاف والمطالب.

(3) رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 21) من طريق الحارث به.

ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 967) من طريق داود به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 217 - 218) رقم 109.

(1/61)

40 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن محمد بن زيد عن سعيد بن المسيب أنّ عمَر وأبيّ بن كعب وأبا هريرة دخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله من أعلم الناس؟ قال: (العاقل). قالوا: فمن أفضل الناس؟ قال: (العاقل). قالوا: يا رسول الله أليس العاقل مَن تمّت مروءته وظهرت فصاحته وجادت كفُّه وعظمت منزلته؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} إلى آخر الآية (2)، وإن العاقل المتقي، وإن كان في الدنيا خسيسًا قصيًّا دنيًّا) (3).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 810 - 811) رقم 833، إتحاف الخيرة (6/ 20) رقم 5221، والمطالب العالية (3/ 206) رقم 2784.

(2) سورة الزخرف: الآية (35).

(3) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 218) رقم 110.

(1/62)

41 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن حنظلة بن وداعة الدؤلي عن أبيه عن البراء بن عازب مرفوعًا: (جدَّ الملائكةُ واجتهدوا في طاعة الله بالعقل، وجدّ المؤمنون مِن بني آدم واجتهدوا في طاعة الله عز وجل على قدر عقولهم، فأعمَلُهُم (2) بطاعة الله أوفرهم عقلًا) (3).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 804) رقم 819، وإتحاف الخيرة (6/ 23) رقم 5234، والمطالب العالية (3/ 209) رقم 2792.

(2) في البغية: (فأعلمهم).

(3) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 218) رقم 111.

(1/62)

42 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن محمد بن زيد عن أبي سلمة عن أبي قتادة قال: قلتُ يا رسول الله أرأيتَ قول الله {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (2) ما عنى به؟ قال: (أيّكم أحسن عقلًا). ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أتمُّكم (3) أحسن عقلًا أشدكم لله خوفًا، وأحسنكم فيما أُمر به ونُهي عنه نظرًا، وإن كانوا (4) أقلكم تطوعًا) (5).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 804) رقم 820، إتحاف الخيرة (6/ 23) رقم 5235، والمطالب العالية (3/ 209) رقم 2793.

(2) سورة الملك: الآية (2).

(3) في المطالب: (أيُّكم أحسن عقلًا)، وفي البغية: (أتمكم عقلًا).

(4) في البغية: (كان).

(5) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 218) رقم 112.

(1/62)

43 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن موسى بن عبيدة عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعًا: (إنّ الرجلين ليتوجهان إلى المسجد فيصلّيان، فينصرف أحدهما وصلاتُه أوزن مِن أُحد، وينصرف الآخر وما تعدل صلاتُه مثقال ذرة). قال أبو حميد الساعدي: وكيف يكون ذلك؟ قال: (إذا كان أحسنَهما عقلًا). قال: وكيف يكون ذلك؟ قال: (إذا كان أورعَهما عن محارم الله، وأحرصَهما على المسارعة إلى الخير وإن كان دونه في التطوّع) (2).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 805) رقم 821، وإتحاف الخيرة (6/ 23 - 24) رقم 5236، والمطالب العالية 3/ 209) رقم 2794.

(2) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 362) من طريق الحارث به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 218) رقم 113.

(1/63)

44 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا عدي بن الفضل عن أيوب عن أبي قلابة مرفوعًا: (يحاسَب الناسُ يوم القيامة على قدر عقولهم) (2).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 805) رقم 822، وإتحاف الخير: (6/ 21) رقم 5227، والمطالب العالية (3/ 207) رقم 2786.

(2) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 218) رقم 114.

(1/63)

45 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن محمد بن زيد عن عمرة عن عائشة قالت: قلتُ يا رسول الله بأيّ شيءٍ يتفاضل الناس في الدنيا؟ قال: (بالعقل). قلتُ: ففي الآخرة؟ قال: (بالعقل). قلتُ: إنّما يُجزون بأعمالهم. [قال: (يا عائشة] (2) وهل عملوا إلا بقدر ما أعطاهم الله من العقل، فبقدر ما أُعطوا من العقل كانت أعمالهم؛ بقدر ما عملوا يُجزون) (3).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 805) رقم 823، وإتحاف الخيرة (6/ 21 - 22) رقم 5228، والمطالب العالية 3/ 207) رقم 2787.

(2) في جميع النسخ: (فقالت عائشة)، والمثبت من البغية والتنزيه.

(3) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 219) رقم 115.

(1/63)

46 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن غالب عن ابن جبير (2) عن ابن عباس مرفوعًا: (لكلِّ شيءٍ آلةٌ وعدّة، وإنّ آلة المؤمن وعدّته العقل. [ولكلِّ سببٍ مطيّة، ومطيّة البِرّ العقل، ولكلِّ شيءٍ دعامة] (3)، ودعامة الدِّين العقل. ولكلِّ قومٍ غاية، وغاية العباد العقل. ولكلِّ قومٍ راعٍ، وراعي العابدين العقل. ولكلِّ تاجر بضاعة، وبضاعة المجتهدين العقل. ولكلِّ أهل بيتٍ قيِّم، وقيِّم بيوت الصدِّيقين العقل. ولكلِّ خرابٍ عمارة، وعمارة الآخرة العقل. ولكلِّ أمرٍ عقب يُنسب إليه ويُذكر به، وعقب الصدِّيقين الَّذي يُنسب إليهم ويُذكرون به العقل. ولكلِّ سَفْرٍ فسطاط يلجؤون إليه، وفسطاط المؤمنين العقل) (4).

_________

(1) بغية الباحث (2/ 806) رقم 824، إتحاف المهرة (6/ 22) رقم 5229، والمطالب العالية (3/ 207 - 208) رقم 278.

(2) في البغية والإتحاف والمطالب: (ابن حنين).

(3) ما بين معقوفتين ليس في الإتحاف والمطالب.

(4) علقه الديلمي في مسند الفردوس (ج 3 ق 33/ ب) عن الحارث به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 219) رقم 116.

(1/64)

47 - وقال (1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن موسى بن جابان عن أنس قال: جاء ابنُ سلام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إنّي سائلك عن خصالٍ لم يُطلِع اللهُ عليها أحدًا غير موسى بن عمران، فإن كنتَ تعلمُها فهو ذاك، وإلا فهو شيءٌ خصَّ اللهُ به موسى بن عمران. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا ابن سلام إنْ شئتَ فاسألني (2) وإن شئتَ أخبرتُك). فقال: أخبِرني. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ الملائكة المقرّبين لم يحيطوا بخلق العرش ولا علم لهم به، ولا حَمَلتُهُ الذين يحملونه، وإنّ الله عز وجل لمّا خلق السموات والأرض قالت الملائكة: ربّنا هل خلقتَ خلقًا هو أعظم من السموات

[ص:65]

والأرض؟ قال: نعم؛ البحار. فقالوا: هل خلقتَ خلقًا هو أعظم من البحار؟ قال: نعم؛ العرش. قالوا: وهل خلقتَ خلقًا هو أعظم من العرش؟ قال: نعم؛ العقل. قالوا: ربّنا وما بلغ مِن قدر العقل وعِظم خَلقه؟ قال: هيهات لا يُحاط بعلمه، هل لكم علم بعدد الرمل؟ قالوا: لا. قال: فإنّي خَلقتُ العقلَ أصنافًا شتى كعدد الرمل، فمِن الناس من أعطي مِن ذلك حبّة واحدة، وبعضهم الحبَّتين والثلاث والأربع، وبعضهم أُعطي [فَرْقًا] (3)، وبعضهم أُعطي وسقًا، وبعضهم وسقين، وبعضهم أكثر، ثم كذلك (4) إلى ما شاء الله من التضعيف). قال ابن سلام: فمَن أولئك يا رسول الله؟ قال: (العمّال بطاعة الله على قدر أعمالهم وجدِّهم [ويقينِهم] (5) والنّورِ الَّذي جعله اللهُ في قلوبهم، وقيِّمُهم في ذلك كلِّه العقلُ الَّذي آتاهم الله، فبقدر ذلك يعمل العامل منهم ويرتفع في الدرجات). فقال ابن سلام: والذي بعثك بالهدى ودين الحق ما خرمتَ واحدًا (6) مِمّا وجدتُ في التوراة، وإنّ موسى لَأوّلُ مَن وصف هذه الصفة وأنت الثاني. فقال: (صدقتَ يا ابن سلام) (7).

* قال الحافظ ابن حجر في (المطالب العالية) (8): هذه الأحاديث مِن كتاب العقل لداود بن المحبَّر كلها موضوعة (9)؛ ذكرها الحارث في (مسنده) عنه.

_________

(1) بغية الباحث (2/ 807) رقم 826، إتحاف الخيرة (6/ 27 - 28) رقم 5252، والمطالب العالية (3/ 213 - 212) رقم 2806.

(2) في البغية: (تسألني).

(3) في جميع النسخ: (فوقًا)، والمثبت من البغية. والفَرْق - بالتسكين ويُحرَّك - مكيال يسع ستة عشر مدًا، وقيل اثنا عشر مدًا. انظر تاج العروس (26/ 281).

(4) في البغية: (وبعضهم أكثر من ذلك، كذلك ...).

(5) في (م): (وبغيتهم)، وفي باقي النسخ: (وتقيّتهم)، والمثبت من البغية والإتحاف والمطالب والتنزيه.

(6) في المطالب: (حرفًا واحدًا).

(7) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 219) رقم 117.

(8) (3/ 206).

(9) داود بن المحبَّر متروك متَّهم؛ انظر ترجمته في تهذيب الكمال (8/ 443 - 449) رقم 1784، وميزان الاعتدال (2/ 20) رقم 2646.

(1/64)

48 - ابن عساكر: أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أخبرنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد أخبرنا جعفر بن عبد الله حدثنا محمد بن هارون الروياني حدثنا عيسى بن عبد الله حدثنا أيوب بن سليمان الكوفي القرشي حدثنا أبو حذيفة موسى النهدي عن أبي خالد الدمشقي عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما خَلق اللهُ في الأرض شيئًا أقلَّ من العقل، وإن العقل في الأرض أقل من الكبريت الأحمر) (1).

قال ابن عساكر: رَوى عن خالد بن معدان ممن يكنى أبا خالد: عامرُ بن جَشيب وثور بن يزيد وبَحِير بن سعد، كلٌّ منهم يكنى أبا خالد إلا أنهم حمصيون بأجمعهم، وأبو حذيفة لم يدرك واحدًا منهم. وللدمشقيين شيخٌ يكنى أبا خالد واسمه يزيد بن عبد الله السراج، يروي عن مكحول الدمشقي، ويروي عنه هشام بن عمار، فالله أعلم أهو هذا أو غيره. وقد روى أبو حذيفة البخاري هذا الحديث عن أبي خالد الدمشقي إلا أنَّه وقفه على معاذ.

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 224) رقم 146 وقال: (في إسناده مجاهيل).

(1/66)

49 - النسائي في (الكنى): حدثنا لوين حدثنا حسين بن بسطام حدثني أبو مالك بشر بن غالب بن بشر عن الزهري عن مجُمِّع بن جارية عن عمِّه رفعه: (لا دين لمن لا عقل له) (1).

قال النسائي: هذا حديث باطل منكر.

وقال الأزدي: بشر مجهول (2).

_________

(1) رواه الدولابي في الكنى والأسماء (3/ 980) عن النسائي به.

وذكره بإسناده ومتنه الحافظُ ابن حجر في لسان الميزان (2/ 305) ترجمة بشر بن غالب الأسدي.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 224) رقم 147، والألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1/ 53) رقم 1.

وكتاب (الكنى) للنسائي مفقود كما أفاده شيخنا الدكتور عبد الرحيم القشقري في مقدمة تحقيقه لكتاب (الكنى والأسماء) للإمام مسلم (1/ 12).

(2) ميزان الاعتدال (1/ 322).

(1/66)

50 - ابن عساكر: أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر قالا: حدثنا نصر بن إبراهيم الزاهد أخبرنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمد الواسطي الخطيب أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمد السوسي حدثنا المضاء بن راشد حدثنا عثمان بن سعيد الدمشقي حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي عن يزيد بن سنان الأشعري عن أبي دَوْس (1) الأشعري قال: كنا عند معاوية جلوسًا إذ أقبل رجلٌ طويل اللحية، فقال معاوية: أيكم يحفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طول اللحية؟ فسكت القوم. فقال معاوية: لكنّي أحفظه. فلما جلس الرجل قال له معاوية: أمّا اللحية فلسنا نسأل عنها، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (اعتبروا عقل الرجل في طول لحيته ونقش خاتمه وكُنْوَته)، فما كنوتك؟ قال: أبو كوكب الدري. قال: فما نقش خاتمك؟ قال: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} (2).

فقال: وجدنا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حقًّا (3).

يزيد ضعيف (4)، والطرائفي كذبه ابن نمير (5).

_________

(1) في التنزيه: (عن أبي موسى).

(2) سورة النمل: الآية (20).

(3) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 225) رقم 148، والألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1/ 441) رقم 272.

والمرفوع منه رواه الديلمي في مسند الفردوس [كما في زهر الفردوس (ج 1/ 1 ص 48)] من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي عن يزيد بن سنان الأشعري عن عبد الرحمن الدوسي عن عمرو بن العاص مرفوعًا به.

(4) لعله يشير إلى يزيد بن سنان بن يزيد التميمي الجزري أبي فروة الرهاوي، انظر ترجمته في تهذيب الكمال (32/ 155 - 159) رقم 7001، وميزان الاعتدال (4/ 427 - 428) رقم 9705. ولم أقف على من نسبه بالأشعري، والله أعلم.

(5) إكمال تهذيب الكمال (9/ 166).

وفي حاشية (د) كتب الداودي: (الطرائفي وإن كذّبه ابن نمير فقد وثّقه ابن معين، وروى له أبو داود والنسائي وابن ماجة).

وإنّما ضُعِّف الطرائفي لكثرة روايته عن الضعفاء والمجاهيل. انظر تهذيب الكمال (19/ 430 - 431).

(1/67)

51 - ابن لال (1): حدثنا عبد الرحمن بن حمدان وأبو جعفر بن برزة قالا: حدثنا الحارث حدثنا داود بن المحبر حدثنا عباد بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر- إن شاء الله- رفعه.

ح وقال سليمان بن عيسى السجزي (2) في كتابه الَّذي وضعه في العقل: حدثنا موسى بن عبيدة الربذي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر مرفوعًا: (من صدق لسانُه وطال صمتُه وسلم الناسُ مِن شرِّه فذلكم العاقل وإن كان لا يقرأ من كتاب الله كثيرًا. أَلَا إنّ الله تعالى يعاقب العاقلَ يوم القيامة ما لا يعاقب الأبكم (3)، ويثيب العاقل ما لا يثيب (4) الأبكم).

قيل: يا رسول الله وما الأبكم؟ قال: (الجاهل الخائض فيما لا يعنيه وإن كان قارئًا كاتبًا، وما تزيّن العباد بزينة هي أجمل من العقل، ولا تزيّن الناس بزينة هي أقبح من الجهل) (5).

_________

(1) علقه الديلمي في مسند الفردوس (ج 3 ق 145/ ب) عن ابن لال به.

(2) سليمان بن عيسى بن نجيح أبو يحيى السجزي: كذّبه الجوزجاني وأبو حاتم، وقال ابن عدي: يضع الحديث، له كتاب في تفضيل العقل جزءان. انظر ترجمته في ميزان الاعتدال (2/ 218 - 219) رقم 3496، ولسان الميزان (4/ 166 - 167) رقم 3634.

(3) كذا في الأصل، وفي باقي النسخ والتنزيه: (يعاقب العاقل ما لم يعاقب الأبكم).

(4) في التنزيه: (ما لم يثب).

(5) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 225) رقم 149.

(1/68)

52 - وقال سليمان: حدثنا عباد بن كثير عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه: (من سرَّه أن يلحق بذوي الألباب والعقول فليصبر على الأذى والمكاره فذلك آية العقل وكمال التقوى. وآية الجهل الجزع، ومن جزع صيّره جزعُه إلى النار، وما نال الفوزَ في القيامة (1) إلا الصابرون) (2).

_________

(1) في (ف) و (م): (في الجنّة).

(2) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 220) رقم 118.

(1/68)

53 - وقال سليمان: حدثنا عباد بن كثير عن محمد بن زيد عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هل العاقل إلا من يطيع اللهَ ويتقيه؟ وهل ورد النار إلا من عاند العقل وجانبه؟ ومن يرد اللهُ به خيرًا يقيِّض له عاقلًا يرشده إذا جهل ويعينه إذا غفل) (1).

_________

(1) علقه الديلمي في مسند الفردوس [كما في زهر الفردوس (ج 4 ص 352)] عن أبي الشيخ من طريق سليمان بن عيسى به. وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 220) رقم 119.

(1/69)

54 - وقال: حدثنا سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري رفعه: (تقسم الجنّة يوم القيامة على عشرة آلاف جزء، فتسعة آلاف وتسعمائة وتسعون جزءًا لأهل العقل، ويقتسمون المنازل كذلك، وجزء واحد لسائر المؤمنين ولصعاليك المهاجرين) (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 220) رقم 120.

(1/69)

55 - وقال: حدثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال: دخل أهلُ الجنّةِ الجنّةَ بفضل رحمة الله إياهم، ويقتسمون الدرجات على قدر عقولهم، وأحسنهم عقلًا أعمَلُهم بطاعة الله (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 223) رقم 139.

(1/69)

56 - وقال: حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا علي إذا اكتسب الناس أنواع البرِّ ليتقرَّبوا بها إلى ربهم فاكتسِب أنتَ أنواع العقل تسبقهم بالزُّلَف (1) والقربة والدرجات في الدنيا والآخرة) (2).

_________

(1) في (ف) و (م) والتنزيه: (بالزلفى).

(2) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 220) رقم 121. ورواه ابن شاهين في الترغيب (2/ 256) ح 255، وأبو نعيم في الحلية (1/ 18) -وعنه الديلمي في مسند الفردوس [كما في زهر الفردوس (ج 4 ص 257) معلقًا]- من طريق محمد بن عبد النور الخزاز عن أحمد بن المفضل الكوفي عن الثوري به. ومحمد بن عبد النور الخزاز ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 683 - 684) رقم 1173 ولم يذكر فيه جرحً ولا تعديلًا. وأحمد بن المفضل الحفري الكوفي أثنى عليه أبو بكر بن أبي شيبة، وقال أبو حاتم: كان صدوقًا وكان مِن رؤساء الشيعة، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الأزدي: منكر الحديث؛ روى عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي مرفوعًا: "يا علي إذا تقرّب الناس إلى خالقهم بأنواع البر فتقرب إليه بأنواع العقل". قال الحافظ ابن حجر: (قلتُ: هذا حديث باطل، لعله أُدخل عليه). انظر تهذيب الكمال (1/ 487)، وميزان الاعتدال (1/ 157)، وتهذيب التهذيب (1/ 47).

(1/69)

57 - وبه عن علي قال: والله لقد سبق إلى جنّات عدن أقوام ما كانوا أكثر الناس صلاة ولا صيامًا ولا حجًّا ولا اعتمارًا، ولكن عَقَلوا عن الله فَحَسُنت طاعتهم وصحَّ ورعهم وكمل يقينهم، فعَانَوا (1) غيرهم بالحظوة ورفع المنزلة عند الناس في الدنيا، وعند الله يوم يقوم الأشهاد (2).

_________

(1) في التنزيه: (ففاتوا).

(2) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 224) رقم 140.

ورواه الدارقطني في الغرائب والأفراد [كما في أطرافها لابن طاهر (1/ 247) رقم 374]، وابن شاهين في الترغيب (2/ 253) ح 250 ص من طريقه الديلمي في مسند الفردوس [كما في زهر الفردوس (ج 4 ص 127 - 128)، وابن الجوزي في ذم الهوى ص (26 - 27) - من طريق محمد بن عبد النور الخزاز عن أحمد بن المفضل عن سفيان الثوري به مرفوعًا.

وتقدم الكلام على أحمد بن المفضل في الحديث السابق.

(1/70)

58 - وقال: حدثنا سفيان الثوري عن صالح مولى التوأمة عن أبي سعيد الخدري قال: العمل بطاعة الله ألف جزء، ولا قوام لشيء منها إلا بالعقل، كما أن ألف لون من اللحمان لو عمِلتَه ثم لم تستعن بالملح فأيّما لون من اللحمان أخطأه الملح صار منتنًا مكروهًا، وكذلك كل عمل من أعمال البر إذا أخطأه العقل كان مردودًا على صاحبه (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 224) رقم 141.

(1/70)

59 - وقال: حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: أحسن الناس مرورًا على الصراط أحسنهم عقلًا، وأرجح الناس موازين يوم القيامة أحسنهم عقلًا. فقيل: يا أبا هريرة ما أحسنُ العقل؟ قال: السَّكْتُ عن مساخط الله، واتباع مرضاة الله (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 224) رقم 142.

(1/70)

60 - وقال: حدثنا سفيان عن عبيد المكتب عن إبراهيم قال: قلتُ لعلقمة: ما أعقلَ النصارى في دنياهم. فقال: مَهْ فإن ابن مسعود كان ينهانا أن نسمي الكافر عاقلًا (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 224) رقم 143.

(1/70)

61 - وقال: عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا: (ما مِن شيء اكتسب العبادُ أزين من العقل، ولكل شيء من أبواب البرِّ ثواب، وأفضلُ الثوابِ العقل) (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 220) رقم 122.

(1/71)

62 - وقال: عن سفيان عن عبيد الله بن هشام عن ابن عمر قال: سادات المؤمنين يوم القيامة أعقلهم عن الله، وأعقلهم أحسنهم عملًا بطاعة الله وأكفُّهم عن معاصي الله (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 224) رقم 144.

(1/71)

63 - وقال: عن عباد بن كثير عن المغيرة بن قيس عن يحيى بن أبي كثير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية فأمّر عليهم رجلًا من هذيل، فقالوا: يا رسول الله إن فيهم من هو أشرف وأنكى في الحروب وأعلم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (تفرّستُ فوجدتُه عاقلًا، وإنّ أعلمَ الناس وأفضلَهم أعقلُهم) (1) (2).

_________

(1) في (ح): (أفضلهم وأعقلهم)، وفي (ف) و (م): (أعقلهم وأفضلهم).

(2) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 221) رقم 123.

(1/71)

64 - وقال: عن عباد بن كثير عن عمرو بن شقيق عن مكحول عن معاذ بن جبل قال: شهدتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءه رجل فقال: يا رسول الله؛ بُعثتَ؟ قال: (بالعقل). قال: وبم أمرت؟ قال: (بالعقل). قال: فعمَّ نُسأل؟ قال: (عن العقل). قال: فبمَ نُثاب؟ قال: (بالعقل) (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 221) رقم 124.

(1/71)

65 - وقال: عن عباد عن المغيرة بن قيس عن الحسن وأنس قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (توشك الدنيا أن تنصرم وينقلب أهلها إلى الله تعالى ليُجزَى كل قوم بما كانوا يعملون. وأحسن الناس غبطة يومئذٍ أهل المعرفة الذين عقَلوا عن ربهم) (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 221) رقم 125.

(1/71)

66 - وقال: حدثنا عباد وميسرة عن أبي حاجب عن زيد بن وهب قال: شهدتُ عمرَ وأتاه ابنُ مسعود يومًا وعنده الأشعري، فقال: يا ابن أم عبدٍ هل سمعتَ ما حدثنا به عبدُ الله بن قيس؟ زعم أنَّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونظر ذات يوم إلى أُحد - فقال: (هذا جبل يحبُّنا ونحبُّه، وما أحد مِن خلق الله يعلم ما وزنه، ولَرُبَّ رجل مِن أمتي الحرفُ الواحد مِن تسبيحه أو تحميده وزنُه أثقل مِن أُحد، ثم على قدر ذلك يتفاضل عمله).

فقال ابن مسعود: وما أنكرتَ مِن ذلك يا أمير المؤمنين؟ إنّ من المؤمنين من يكون عمله يومًا واحدًا أثقل من السموات والأرض. قال: وكيف ذلك؟ قال: إنّ الله قسم الأشياء لعباده على قدر ما أحبَّ، وإنه لمّا خلق العقل أقسم بعزته أنَّه أحبُّ خلقه إليه وأعزُّهم عليه وأفضلهم عنده، فأرجح عباده عملًا أحسنهم عقلًا، وأحسنهم عقلًا مَن كانت فيه ثلاث خصال: صدق الورع، وصدق اليقين، وصدق الحرص على البِرّ والتقوى. فبكى عمرُ عند ذلك (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 221) رقم 126.

(1/72)

67 - وقال: عن عباد وميسرة عن موسى بن جابان عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء مرفوعًا: (من أحبَّ أن يلقى غاية المنازل التي يعجز عنها الصُوّام القُوّام فليثبت على المكاره، وهل يعمل (1) ذلك إلا من عقل) (2).

_________

(1) في (ف) و (م): (يعلم).

(2) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 221) رقم 127.

(1/72)

68 - وقال: عن عباد عن محمد بن زيد عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعًا: (أحبُّ المؤمنين إلى الله من نصب في طاعة الله ونصح لعباد الله وكمل يقينُه فأبصر وعقل وعمل) (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 221) رقم 128.

ورواه الديلمي في مسند الفردوس [كما في زهر الفردوس (ج 1/ 1 ص 88 - 89)، من طريق حبيب كاتب مالك عن محمد بن عبد السلام عن الزهري عن سالم عن ابن عمر نحوه. قال الحافظ ابن حجر عقبه: (قلتُ: حبيب متروك).

(1/72)

69 - وقال: عن عباد عن محمد بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال: ركعتان من العاقل أفضل من سبعين ركعة من الجاهل، ولو قلت سبعمائة ركعة لكان كذلك (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 224) رقم 145.

(1/73)

70 - وقال: عن عباد عن حنظلة بن وداعة عن أبيه عن البراء بن عازب مرفوعًا: (المؤمن يسلمه عَمَلُه إلى عقله، فإن كان عاقلًا حُمد بحلمه (1)، وإن كان جاهلًا فهو مذموم) (2).

_________

(1) في التنزيه: (عمله).

(2) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 222) رقم 129.

(1/73)

71 - وقال: عن عباد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر مرفوعًا: (استوجب رضوانَ الله أهلُ العقل والنصيحة، واستوجب سخطَ الله أهلُ الجهل والتفريط) (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 222) رقم 130.

(1/73)

72 - وبه: عن عمر قال: قلتُ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله بأبي أنت وأمي إنّي قد علمتُ أن أهل الجنّة يتفاضلون في الدرجات والمنازل والقُرْب مِن ربهم، فبمَ فضل بعضُهم على بعض؟ قال: (بحسن العقل يا عمر). قلتُ: يا رسول الله وهل العاقل إلا العامل بطاعة الله؟ قال: (حسبك يا أبا حفص) (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 222) رقم 131.

(1/73)

73 - وقال: عن عباد عن حنظلة بن أبي سفيان عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعًا: (إن دعامةَ البيت أساسُه، ودعامةُ الدين وأساسُه المعرفةُ بالله واليقينُ والعقلُ النافع). قلتُ: بأبي وأمي ما العقل النافع؟ قال: (الكفُّ عن معاصي الله والحرص على طاعة الله) (1).

_________

(1) رواه الديلمي في مسند الفردوس [كما في زهر الفردوس (ج 2 ص 143)] من طريق سليمان بن عيسى السجزي به. وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 222) رقم 133.

(1/73)

74 - وقال: عن عباد عن محمد بن زيد عن عروة عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله ما أفضل ما أُعطي العباد في الدنيا؟ قال: (العقل). قالت: وفي الآخرة؟ قال: (رضوان الله). قالت: فقلتُ: يا رسول الله العاقل أفضل أم القائم ليله الصائم نهاره الغازي في سبيل الله؟ قال: (يا عائشة وهل يفعل ذلك إلا العاقلون؟) (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 222) رقم 132.

(1/74)

75 - وقال: عن ميسرة بن عبد ربه حدثنا عمرو بن سليمان الدمشقي عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة مرفوعًا: (إن الله تعالى لما خلق السموات والأرض والجبال والرمال والبحار وزَنها جميعًا بالعقل فكان العقلُ أرجح منهن (1) وأفضل. ثم لما خلق الجن والإنس والطير والوحوش والسباع والهوام والسَّوَام وسكان الأرض وسكان البحار وجميع ما خلق الله في دار الدنيا قاس ذلك بالعقل فكان العقلُ أرجح منهم وأفضل. ثم قاس ذلك أجمع وجميع الملائكة الذين في السموات وما لله في (2) مشارق الأرض ومغاربها من الخلق والبِرّية فكان العقل أرجح من جميع ذلك وأفضل، فقال الرب للعقل: وعزتي ما خلقتُ خلقًا هو أكرم عليَّ منك، [ولا أفضل عندي منك] (3). ثم قال: أكرم خلقي عليَّ وأفضلهم عندي أحسنهم عقلًا، وأحسنهم عقلًا أحسنهم عملًا) (4).

_________

(1) في خ: (منها).

(2) كذا في الأصل، وفي باقي النسخ والتنزيه: (من).

(3) ما بين معقوفتين من الأصل، وليس في باقي النسخ والتنزيه.

(4) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 222) رقم 134.

(1/74)

76 - وقال: حدثنا غالب بن عبد الله عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم عن معاذ بن جبل وأبي الدرداء قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما قسم اللهُ للعباد شيئًا أفضل من العقل، ونوم العاقل أفضل مِن سهر الجاهل قائمًا وراكعًا وساجدًا،

[ص:75]

وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل طول الليل والدهر (1) سرمدًا، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل حاجًّا ومعتمرًا، وتخلُّف العاقل أفضل من سفر الجاهل في سبيل الله غازيًا، وضحكُ العاقل أفضل من بكاء الجاهل، ورقاد العاقل أفضل من اجتهاد الجاهل، ولم يبعث الله نبيًّا ولا رسولًا حتَّى يستكمل العقل وكان عقله أفضل من جميع عقل أمته، يكون في أمته من هو أشد منه اجتهادًا ببدنه وجوارحه، وما يضمر في عقله ونيته وفكره أفضل من عبادة المجتهدين، فما أدى العبد فرائض الله حتَّى عقل عنه، ولا انتهى عن محارمه حتَّى عقل عنه، ولا بلغ جميعُ العابدين من الفضائل في عبادتهم ما بلغ العاقل عن ربه، وهم أولوا الألباب الذين قال الله: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}) (2) (3).

_________

(1) كذا في الأصل و (د) و (ف)، وفي خ: (طول الليل وطول الدهر)، وفي (م): (طول النهار والدهر)، وفي التنزيه: (طول الدهر).

والمعنى: أفضل مِن سهر الجاهل طول الليل، وأفضل من صوم الجاهل طول الدهر، والله أعلم.

(2) سورة البقرة: الآية (269).

(3) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 223) رقم 135.

(1/74)

77 - وقال: عن موسى بن عبيدة الربذي عن محمد بن كعب عن عدي بن حاتم أنَّه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأطرى أباه وذكر مِن سؤدده وعقله وشرفه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الشرف والسؤدد والعقل في الدنيا والآخرة لِلعامل بطاعة الله). فقال عدي: يا رسول الله إنه كان يقري الضيف ويطعم الطعام ويصل الأرحام ويعين في النوائب ويفعل ويفعل، فهل بلغ ذلك شيئًا؟ قال: (لا، إنّ أباكَ لم يقل قطّ ربِّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين) (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 223) رقم 136.

(1/75)

78 - وقال: عن موسى بن عبيدة الرَّبَذي عن القرظي عن أبي هريرة مرفوعًا: (لا إيمان لمن لا عقل له، ولا دين لمن لا عقل له) (1).

_________

(1) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 223) رقم 137.

(1/75)

79 - وقال: أخبرنا عباد عن حنظلة بن وداعة عن أبيه عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ في الجنّة مدينة مِن نور لم ينظر إليها ملَكٌ مقرَّب ولا نبيٌّ مرسَل، جميع ما فيها من القصور والغرف والأزواج والخدم من النور، أعدّها اللهُ تعالى للعاقلين، وإذا ميّز اللهُ أهل الجنّة مِن أهل النار ميّز أهلَ العقل فجعلهم في تلك المدينة، فيَجزي كل قوم على قدر عقولهم فيتفاوتون في الدرجات كما بين مشارق الأرض ومغاربها بألف ضِعف) (1).

* هذه الأحاديث كلُّها مِن وضع سليمان بن عيسى.

_________

(1) رواه الديلمي في مسند الفردوس [كما في زهر الفردوس (ج 1/ 4 ص 293)] من طريق سليمان به. وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 223) رقم 138.

(1/76)

80 - الديلمي (1): أخبرنا أبي وحمد بن نصر قالا: أخبرنا محمد بن الحسين البروجِرْدي حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الصرام حدثنا موسى بن جعفر بن محمد البزاز (2) حدثنا أبو علي الحسن بن أبي علي الحسّاب (3) حدثنا سويد بن سعيد حدثنا محمد بن [زياد] (4) حدثنا ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تعلموا أبجد وتفسيرَها، ويل لعالمٍ جهل تفسيرها). قيل: يا رسول الله وما تفسيرها؟ قال: (فيها الأعاجيب: أما الألف فإنه آلاء الله وحرف من أسماء الله، والباء بهاء الله، والجيم جنة الله، والدال دين الله) وذكر لكل حرف شيئًا (5).

_________

(1) مسند الفردوس (ج 2 ق 28/ أ)، وهو في زهر الفردوس ج 2 ص 27 - 28.

(2) في (د): (البزار).

(3) في مسند الفردوس: (الخشاب).

(4) في جميع النسخ: (محمد بن بهادر)، والمثبت من مسند الفردوس وزهر الفردوس، ومحمد بن زياد اليشكري يروي عن ميمون بن مهران كما سيأتي في الحديث رقم (204).

(5) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 226) رقم 156 وقال: (لم يبين علته، وفيه محمد بن زياد اليشكري. ومن طريقه أخرجه ابن فنجويه في كتاب المعلمين، إلا أنَّه جعله من حديث أنس).

ومحمد بن زياد اليشكري كذاب؛ انظر ترجمته في تهذيب الكمال (25/ 222 - 226) رقم 5223، وميزان الاعتدال (3/ 552 - 553) رقم 7547.

(1/76)

81 - الديلمي (1): أخبرنا أبي أخبرنا هبة الله بن أحمد النيسابوري أخبرنا المحاملي أخبرنا أبو بكر بن شاذان حدثنا عبد الله بن سليمان حدثنا محمد بن عامر بن إبراهيم الأصبهاني حدثنا أبي سمعتُ نهشلًا يحدِّث عن الضحاك عن ابن عباس رفعه: (النطفة التي يُخلق منها الولد ترعد لها الأعضاء والعروق كلها إذا خرجت ووقعت في الرحم) (2).

نهشل كذاب (3).

_________

(1) مسند الفردوس [كما في زهر الفردوس (ج 4 ص 113)].

(2) ذكره المصنف في الدر المنثور (10/ 572) وابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 226) رقم 157.

(3) تقدم في الحديث رقم (8).

(1/77)

82 - ابن عساكر في (أماليه): أخبرنا .............. (1) أخبرنا أبو حامد بن بلال البزاز أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم أبو الأحوص حدثنا حماد بن سفيان حدثنا إسماعيل بن أبان الغنوي عن عمران بن يزيد عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن أنس مرفوعًا: (من أتى عليه ستون سنة في الإسلام حرَّمه اللهُ على النار، وكان مِن أهل الرجاء في الله عز وجل) (2).قال في (اللسان) (3): هذا حديث باطل.وقال الذهبي في (المغني) (4): أبو الأحوص كذبه ابن طاهر.[ص:78]وقال الحاكم (5): حدثني محمد بن علي الإسفراييني سمعتُ أحمد بن بشر بن محمود الإسفراييني يقول: سألتُ أبا بكر محمد بن محمد بن رجاء: هل رأيتَ من مشايخنا أحدًا يكذب في الحديث؟ قال: نعم. قلتُ: من (هو) (6)؟ فسكتَ حتَّى أعدتُ عليه مرة بعد أخرى فقلتُ: أسألك بالله إلا ما أخبرتني به. قال: أبو الأحوص. انتهى._________(1) بياض في الأصل و (د) و (ف)، وفي (م): (ابن عساكر في أماليه بسنده). والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (2/ 103) ترجمة إسماعيل بن إبراهيم أبي الأحوص وقال: (أخرجه ابن عساكر في أماليه من طريق أبي حامد ...)، فالظاهر أن المصنف رحمه الله نقله منه كعادته، وترك بياضًا لمحل السند، والله أعلم.(2) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 227) رقم 158.(3) (2/ 103).(4) ديوان الضعفاء والمتروكين ص 31 رقم 373، ولم أقف على ترجمته في المطبوع من المغني.(5) في تاريخه كما في لسان الميزان (2/ 103).(6) ما بين قوسين من الأصل، وليس في باقي النسخ.

83 - الديلمي (1): أخبرنا والدي أخبرنا أبو الفرج البجلي أخبرنا ابن لال حدثنا ابن كامل حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا عيسى بن عبد الله بن عمر بن أبي طالب (2) حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (جاءتهم طير أبابيل أمثال الحِداء في صورة السباع، وإنها أحياء إلى اليوم تعشِّش في الهواء) (3).عيسى متروك (4)، وعبّاد بن يعقوب قال ابن حبان: رافضي داعية (5)._________(1) مسند الفردوس [كما في زهر الفردوس (ج 2 ص 76)].(2) كذا في مسند الفردوس وزهر الفردوس والنسخ الخطية، وفي (م): (... بن عمر بن علي بن أبي طالب).(3) ذكره ابن عراق تنزيه الشريعة (1/ 227) رقم 159، والمتقي الهندي في كنز العمال (2/ 556) رقم 4718.(4) انظر ترجمته في ميزان الاعتدال (3/ 315 - 316) رقم 6578، ولسان الميزان (6/ 269 - 270) رقم 5934.(5) تقدم في الحديث رقم (9).

========

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

الزيادات على الموضوعات

3 - كتاب الأنبياء والقدماء

(1/79)

84 - ابن عساكر (1): أخبرنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد أخبرنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد الباطرقاني حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الخطيب حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن البزاز بباب الطاق حدثنا محمد بن المعافى الصيداوي بصور حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الوقار قال: قرئ على عبد الله بن وهب وأنا أسمع: قال الثوري: قال مجالد: قال أبو الوَدَّاك: قال أبو سعيد الخدري: قال عمر بن الخطاب: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال أخي موسى: يا ربِّ أرني الَّذي كنتَ أريتني في السفينة. فأتاه الخضر وهو فتى طيب الريح حسن بياض الثياب مشمرها، فقال: السلام عليك ورحمة الله يا موسى بن عمران، إن ربك يقرأ عليك السلام. قال موسى: هو السلام وإليه السلام والحمد لله رب العالمين الَّذي لا أحصي نعمه ولا أقدر على أداء شكره إلا بمعونته. ثم قال موسى: أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعدك. قال الخضر: يا طالب العلم إنّ القائل أقل ملالة من المستمع فلا تُمِلّ جلساءك إذا حادثتهم، واعلم أن قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو به وعاءك، واعزف عن الدنيا وانبذها وراءك فإنها ليست لك بدار ولا لك فيها محل قرار، وإنما جُعلت بلغةً للعباد والتزود منها (2) للمعاد، ورض نفسك على الصبر تخلص من الإثم. يا موسى تفرغ للعلم إن كنتَ تريده فإنما العلم لمن تفرغ له، ولا تكن مكثارًا بالمنطق [مهذارًا] (3) فإن كثرة المنطق تشين العلماء وتبدي مساوئ السخفاء، ولكن عليك بالاقتصاد فإن ذاك من التوفيق والسداد، وأعرض عن الجهّال وباطلهم، واحلم عن السفهاء فإن ذلك فِعلُ الحكماء وزين العلماء.

[ص:82]

إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه حلمًا وجانبه حزمًا، فإنّ ما بقي مِن جهله عليك وسبِّه إياك أكثر وأعظم. يا ابن عمران ولا ترى أنك أوتيت من العلم إلا قليلًا فإن الاندلاث (4) والتعسّف من الاقتحام والتكلف. يا ابن عمران لا تفتحنّ بابًا لا تدري ما غلقه، ولا تغلقنّ بابًا لا تدري ما فتحه، يا ابن عمران من لا تنتهي من الدنيا نهمته ولا تنقضي منها رغبته كيف يكون عابدًا؛ ومن يحقر حاله ويتهم اللهَ فيما قضى له كيف يكون زاهدًا؟ (هل يكفُّ) (5) عن الشهوات من غلب عليه هواه؟ أو ينفعه طلب العلم والجهلُ قد حواه؟ لأنّ سعيه إلى آخرته وهو مقبل على دنياه. يا موسى تعلَّم ما تعلمتَ لتعمل به ولا تعلَّمهُ لتحدِّث به فيكون عليك بواره ولِغيرك نوره. يا موسى بن عمران اجعل الزهدَ والتقوى لباسَك، والعلمَ والذكر كلامَك، واستكثر من الحسنات فإنك مصيب السيئات، وزعزع بالخوف (قلبك) (6) فإن ذلك يرضي ربك، واعمل خيرًا فإنك لا بدَّ عامل سوءًا. قد وُعظت إن حَفظت). قال: (فتولى الخضر وبقي موسى حزينًا مكروبًا يبكي) (7).

[ص:83]

قلتُ: زكريا الوقار قال ابن عدي: يضع الحديث (8)، وقال صالح جزرة: كان من الكذّابين الكبار (9)، وقال ابن حبان: أخطأ في هذا الحديث (10)، وقال العقيلي: حدّث عن ابن وهب حديثًا باطلًا (11).

_________

(1) تاريخ دمشق (16/ 414 - 415) ترجمة الخضر عليه السلام.

(2) في (ح) و (ف): (فيها).

(3) في جميع النسخ والتاريخ: (مهدارًا)، والمثبت من تنزيه الشريعة. والمِهذار - بالذال المعجمة - كثير الهذر من الكلام، وهو سقط الكلام أو الكلام الَّذي لا يُعبأ به. تاج العروس (14/ 418 - 419).

(4) الاندلاث: هو التقدُّم بلا فِكرة ولا رويّة. تاج العروس (5/ 250).

(5) كذا في الأصل، وفي باقي النسخ: (يكف)، وفي التنزيه: (أيكفُّ).

(6) ما بين قوسين من الأصل، وسقط من باقي النسخ.

(7) رواه الطبراني في المعجم الأوسط (7/ 78 - 80) ح 6908 - ومن طريقه الخطيب في الجامع (1/ 139 - 141) رقم 45 - عن محمد بن المعاني به.

ورواه ابن أبي حاتم في العلل (2/ 113) رقم 1834 عن أبيه عن زكريا بن يحيى الوقار به.

ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 1072) عن الحسن بن سفيان ومحمد بن هارون بن حسان وأحمد بن الممتنع ثلاثتهم عن أبي يحيى الوقار به.

ثم رواه ابن عدي من طريق الحارث بن مسكين وأبي الطاهر عن ابن وهب عن الثوري عن مجالد الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - به.

وقال ابن أبي حاتم: (قال أبي: هذا حديث باطل كذب. قلتُ: وذكرتُ هذا الحديث لابن الجنيد الحافظ فقال: هو موضوع) علل الحديث (2/ 113).

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 243 - 244) رقم 1.

(8) الكامل (3/ 1071).

(9) المصدر نفسه.

(10) الثقات (8/ 253).

(11) لسان الميزان (3/ 520).

(1/81)

85 - ابن عساكر (1): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بركات بن محمد المقدسي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن عمر بن رواد التنيسي المقرئ - قدم القدس - أخبرنا أبوو عبد بن أحمد بن محمد الحافظ بقراءته علينا بمكة أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي ببلخ حدثنا عبد الله بن محمد بن دينار الساوي بساوة حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن الحارث الساوي حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد حدثنا أبي عن نوفل بن سليمان الهنائي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (حقًّا لم يكن لقمان نبيًّا ولكن كان عبدًا صمصامة (2) كثير التفكُّر حَسَن الظن، أحبَّ اللهَ فأحبَّه وضمن (3) عليه بالحكمة. كان نائمًا نصف النهار إذ جاءه نداء: يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحق؛ فانتبه فأجاب الصوت فقال: إنْ يخترني (4) ربي قبلتُ فإني أعلم إن فعل ذلك بي أعانني وعلّمني وعصمني، وإنْ خيّرني ربي قبلتُ العافية ولم أقبل البلاء. فقالت الملائكة بصوتٍ لا يراهم: لمَ يا لقمان؟

[ص:84]

قال: لأن الحاكم بأشدِّ المنازل وأكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان؛ ينجو أو يعان، وبالحريِّ (5) أن ينجو، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنّة، ومن يكون في الدنيا ذليلًا خير من أن يكون شريفًا، ومن يختر الدنيا على الآخرة تفتنه الدنيا ولا يصيب ملك الآخرة). قال: (فعجبَت الملائكةُ مِن حسن منطقه، فنام نومة فغُطّ بالحكمة غطًا، فانتبه فتكلم بها. ثم نودي داود بعده فقبلها ولم يشترط شرط لقمان فهوى في الخطيئة غير مرة، وكل ذلك يصفح اللهُ ويتجاوز ويغفر له، وكان لقمان يؤازره بالحكمة وعِلمِه، فقال له داود: طوبى لك يا لقمان أوتيتَ الحكمة وصُرفت عنك البلية، وأوتي داود الخلافة وابتُلي بالرزية أو الفتنة) (6).

نوفل بن سليمان الهنائي يروي الموضوعات (7).

_________

(1) تاريخ دمشق (17/ 85 - 86) ترجمة داود عليه السلام.

(2) رجلٌ صَمْصامٌ وصَمْصامةٌ: أي مصمِّم، وقيل هو الشديد الصلب، وقيل هو المجتمع الخَلْق. لسان العرب (12/ 348).

(3) في الفردوس والتنزيه: (ومنَّ).

(4) في (خ) وتاريخ دمشق: (يخيرني)، وفي التنزيه: (يجبرني).

(5) في (ف) و (م) والتنزيه: (بها يجزى).

(6) رواه الديلمي في مسند الفردوس (ج 3 ق 71/ أ - ب) من طريق أحمد بن محمد بن أمية الساوي عن أبيه عن نوفل به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 244) رقم 2.

(7) انظر ترجمته في ميزان الاعتدال (4/ 281)، ولسان الميزان (8/ 300 - 301) رقم 8188.

(1/83)

86 - ابن أبي عاصم في (السنة) (1): حدثنا أبو أيوب البَهْراني حدثنا سعيد بن موسى حدثنا رباح بن زيد عن معمر عن الزهري عن أنس مرفوعًا: (إن موسى كان يمشي فناداه الجبار: يا موسى. فالتفتَ يمينًا وشمالًا فلم يرَ أحدًا. ثم ناداه الثانية، فالتفتَ فلم يرَ أحدًا وارتعد. ثم نودي: إني أنا الله. فقال: لبيك، وخرَّ ساجدًا. فقال: ارفع رأسك، إن أحببتَ أن تسكن في ظل عرشي فكن لليتيم كالأب الرحيم، وكن للأرملة كالزوج العطوف. يا موسى كما تدين تدان. يا موسى مَن لقيني وهو جاحد بمحمد أدخلتُه النار وإن كان إبراهيم خليلي وموسى (2) كليمي.

[ص:85]

قال: إلهي ومَن محمد؟ قال: ما خلقتُ خلقًا أكرم عليَّ منه، كتبتُ اسمه في العرش قبل أن أخلق السموات بألفي ألف سنة) (3).

قال في (الميزان) (4): هذا حديث موضوع، وسعيد بن موسى متهم بالوضع.

قال في (اللسان) (5): وكذا الراوي عنه أبو أيوب، وهو سليمان بن سلمة الخبائري. (6)

_________

(1) (1/ 472 - 471) ح 713.

(2) في التنزيه: (أو موسى).

(3) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (3/ 375 - 376) من طريق ابن أبي عاصم به، وقال: (هذا حديث غريب من حديث الزهري لم نكتبه إلا من حديث رباح [عن] معمر، ورباح فمن فوقه عدول، و [الخبائري] في حديثه لين ونكارة). وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 244) رقم 3.

والمصنف رحمه الله إنما نقل الحديث من ميزان الاعتدال (2/ 160) أو اللسان (4/ 77) ترجمة سعيد بن موسى الأزدي، ومتن الحديث فيهما مختصر عن أصله في كتاب السنة لابن أبي عاصم.

(4) (2/ 159 - 160).

(5) (4/ 78).

(6) إنما بيّن الحافظ في هذا الموضع أنّ أبا أيوب البهراني هو سليمان بن موسى الخبائري نفسه، ولم يشِر إلى أنَّه متهم، وقد قال فيه الذهبي قبل الحديث: (هو ساقط). والمصنف رحمه الله - في أكثر نقوله عن الميزان واللسان - يتصرف في العبارات اختصارًا وينقلها بالمعنى، والله أعلم.

(1/84)

87 - الديلمي (1): أخبرنا حمد بن نصر أخبرنا عبد الرحمن بن غَزْوٍ (2) أخبرنا الحسن بن حامد حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن يونس عن حفص بن عمر عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رفعه: (لمّا وعد اللهُ عزّ وجل موسى الطور ضرب بين يديه سُرادق رعدٍ وبرق أريعة فراسخ في مثلها، فأقبل موسى في زُرمانقة صوف، موثق وسطه بحبل وهو ينادي: لبيك لبيك وسعديك أنا عبدك أنا لديك، حتَّى انتهى إلى الطور وهو يميد يمينًا وشمالًا ينادي: ما لي ولك يا ابن عمران، يا ليتني لم أُخلَق) [في حديث طويل] (3). (4)

[ص:86]

محمد بن يونس الكديمي متهم (5)، وأبو معشر ضعيف (6).

_________

(1) مسند الفردوس (ج 3 ق 62/ ب).

(2) غَزْو: بغين معجمة مفتوحة وزاي وواو كما في الإكمال (7/ 20).

(3) ما بين معقوفتين من (د) و (ف) و (م) وبعده بياض، وفي (خ): (الحديث بطوله)، وفي الأصل بياض. وجاء في حاشية (د): (راجعتُ المسند للديلمي لأكتب تمام الحديث فرأيتُه قال بعد قوله "لم أُخلق": في حديث طويل. وقال: قوله "يميد" أي ينهار ويدور ويتحرك حركة شديدة. والزُرْمانقة جبة صوف).

(4) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 245) رقم 4.

(5) انظر ترجمته في تهذيب الكمال (27/ 66 - 81) رقم 5721، وميزان الاعتدال (4/ 74 - 76) رقم 8353.

(6) هو نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني؛ انظر ترجمته في تهذيب الكمال (29/ 322 - 331) رقم 6386، وميزان الاعتدال (4/ 246 - 248) رقم 9017.

(1/85)

88 - الديلمي (1): أخبرنا أبي أخبرنا يوسف الخطيب حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مهدي حدثنا محمد بن مخلد العطار حدثنا عَنْبس (2) بن إسماعيل حدثنا مجاشع بن عمرو حدثنا ميسرة بن عبد ربه عن موسى بن جابان عن لقمان بن عامر عن معاذ بن جبل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قال عيسى ابن مريم ليحيى بن زكريا: لا تقيمنَّ في دارٍ تخاف على نفسك فيها الفتنة، ولا تدنُ من الشر) (3).

مجاشع وميسرة وضّاعان (4).

_________

(1) مسند الفردوس (ج 2 ق 297/ أ - ب).

(2) في (ف) و (م): (عيسى).

(3) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 245) رقم 5.

(4) انظر ترجمة مجاشع بن عمرو في ميزان الاعتدال (3/ 436) رقم 7066، ولسان الميزان (6/ 462) رقم 6306.

وترجمة ميسرة بن عبد ربه في ميزان الاعتدال (4/ 230 - 232) رقم 8958، ولسان الميزان (8/ 234 - 237) رقم 8062.

(1/86)

89 - الديلمي (1): أخبرنا حمد بن نصر حدثنا محمد بن الحسين السعيدي حدثنا أبو العباس ابن [جانجان] (2) حدثنا موسى بن جعفر البزاز (3) حدثنا محمد بن يحيى المروزي حدثنا محمد بن أحمد بن صالح حدثنا أبي حدثنا أحمد (4) بن ناصح حدثنا دُرُست بن أبي الوزير المجاشعي عن الرقاشي عن أنس عن عائشة قالت:

[ص:87]

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال موسى بن عمران ليلة النار: أي ربِّ ماذا تعطي عبدًا صدع ليلة فصبر؟ قال: يا ابنَ عمران أيما عبدٍ صدع ليلة فصبر ورضي بقضائي لم أعرف له جزاء إلا مرافقتك في الفردوس) (5).

أحمد بن صالح الشمومي قال ابن حبان: كان يضع الحديث (6).

_________

(1) مسند الفردوس (ج 2 ق 298/ ب).

(2) في الأصل: (ابن حاجان)، وفي (د): (ابن جابان)، وفي (ح): (ابن حاحان)، وفي (ف) و (م): (ابن حيان)، والمثبت من مسند الفردوس، وترجمته في تاريخ الإسلام (28/ 396). وسيأتي على الصواب في عدة مواضع منها الحديث رقم (541).

(3) في الأصل و (ح): (الرزاز)، وفي (ف) و (م): (البزار).

(4) في مسند الفردوس: (نصر بن ناصح).

(5) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 245) رقم 6.

(6) الثقات (8/ 26) ترجمة أحمد بن صالح المصري الحافظ. وقال في المجروحين (1/ 163 - 164) رقم 81 في ترجمة الشمومي: (كان ممن يأتي عن الأثبات بالمعضلات، وعن المجروحين بالطامات ...).

(1/86)

90 - الديلمي (1): أخبرنا فاهُودار بن أبي الفوارس الديلمي أخبرنا خالي أبو حاتم أحمد بن الحسين (2) خاموش حدثنا عبيد الله بن محمد بن نصر حدثنا جعفر بن محمد بن نصر (3) حدثنا محمد بن الحسن النقاش حدثنا أبو غالب ابن بنت معاوية بن عمرو حدثنا جدي معاوية بن عمرو عن زائدة عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال يعقوب: إنما أشكو مِن وجدي إلى الله تعالى. فأوحى الله إليه: يا يعقوب أتشكو إلى خلقي؟ فجعل يعقوب على نفسه أن لا يذكر يوسف، فبينما هو ساجد في صلاته سمع صائحًا يصيح: يا يوسف. فأنَّ في سجوده، فأوحى الله تعالى إليه: يا يعقوب قد علمتُ ما تحت أنينك، فوعزتي وجلالي لأجمعنّ بينك وبين حبيبك، ولأجمعنّ بين كل حبيبٍ وحبيبه إما في الدنيا وإما في الآخرة) (4).

[ص:88]

أورد (5) ابنُ الجوزي في (الموضوعات) (6) من طريق النقاش عن أبي غالب بهذا السند بعينه حديث: (سألتُ الله أن لا يستجيب دعاء حبيب على حبيبه) وحكم بوضعه (7) واتهم به أبا غالب (8). والنقاش أيضًا متهم (9)، وقد تقدم في كتاب الذكر والدعاء قريبًا (10).

_________

(1) مسند الفردوس (ج 2 ق 299/ أ).

(2) كذا في مسند الفردوس، وصوابه: (أحمد بن الحسن) كما في ترجمته في التدوين (2/ 155) والأنساب (8/ 19) [الصامت]، والسير (17/ 624). وقد تكرر هذا التصحيف في الحديثين الآتيين برقم (467) و (550).

(3) في مسند الفردوس: (حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرئ حدثنا جعفر بن محمد بن نصير).

(4) أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 304 - 305) ح 397، وفي العلل المتناهية (2/ 251) ح 1228 من طريق أبي نعيم الأصبهاني عن جعفر بن محمد الخلدي عن أبي بكر بن زياد النقاش به. وأورده المصنف في اللآلئ المصنوعة (1/ 162 - 163)، فالحديث ليس على شرطه في هذا الكتاب، وقد نبه ابن عراق على ذلك، فكتب بخطه في حاشية النسخة (د): (لا وجه لِذكر هذا الحديث في الزيادات فإنه مذكور في موضوعات ابن الجوزي من طريق النقاش، وأعله به. كتبه علي بن عراق).

(5) في (م): (أورده).

(6) (3/ 434 - 433) ح 1666.

(7) تقدم أن ابن الجوزي أخرج حديث الباب نفسه في الموضوعات، وقال بعده: (قال أبو بكر الخطيب: هذا حديث باطل ...).

(8) روى ابن الجوزي الحديث من طريق النقاش عن أبي غالب، ثم رواه من طريق آخر عن أبي غالب وقال: (قلتُ: فقد تخلص من هذه التهمة أبو بكر النقاش وإن كان متهمًا. والعيب الآن يلزم أبا غالب؛ قال الدارقطني: كان أبو غالب ضعيفًا) الموضوعات (3/ 435).

(9) انظر ترجمته في ميزان الاعتدال (3/ 520)، ولسان الميزان (7/ 78 - 79) رقم 6671.

(10) اللآلئ المصنوعة (2/ 348).

(1/87)

91 - ابن النجار: كتب إليَّ أبو عبد الله محمد بن معمر الأصبهاني أن أبا نصر الحسن بن محمد اليونارتي أخبره في معجمه أخبرنا صالح بن علي بن الحسن الدسكري أخبرنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي حدثنا أبو الفتح عبد الملك بن عيسى العكبري حدثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن إسحاق العكبري حدثنا إسحاق بن يحيى الخراساني حدثنا أبو جعفر محمد بن جعفر القطبي (1) حدثنا أحمد بن محمد أبو عبد الله الطالقاني حدثنا أحمد بن زياد القطان حدثنا حرب الصفار سمعت كثيرًا النواء يقول: سمعت زياد بن المنذر يقول: سمعت زيد بن علي سمعت أبي علي بن الحسين سمعت أبي الحسين بن علي سمعت أبي علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن نبيًّا من أنبياء الله عز وجل بُعث إلى قومٍ (2) فلم يؤمنوا به، وكان لهم عيد يجتمعون إليه في كل سنة، فاتّبعهم ذلك النبي في ذلك

[ص:89]

العيد فعرض عليهم الإسلام، فقالوا له: إن كنتَ نبيًّا فادعُ اللهَ أن يرزقنا طعامًا على لون ثيابنا. وكانت ثيابهم صفرًا وأعلامهم صفر (3)، فدعا النبيُّ بقضيب يابس ودعا اللهَ عز وجل فاخضرَّ العودُ وأورقَ وجاء بالمشمش مِن ساعته، فمن أكله منهم ونوى أن يسلم خرج نوى المشمش مِن فيه حلوًا، ومن نوى أن لا يسلم خرج نوى المشمش مِن فيه مُرًّا) (4).

هناد النسفي مشهور بوضع الحديث (5)، وكثير النواء ضعيف (6)، وزياد بن النذر قال ابن حبان: رافضي يضع المثالب والفضائل (7).

_________

(1) كذا قرأتُه في الأصل، وفي (ح): (القطني)، وفي (ف) و (م): (القظي)، وفي (د) مطموس.

(2) في التنزيه: (إلى قومه).

(3) كذا في جميع النسخ، وفي التنزيه: (وكانت ثيابهم صفراء وأعلامهم صفراء).

(4) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 246) رقم 7.

(5) انظر ترجمته في تاريخ بغداد (16/ 149) رقم 7392، وميزان الاعتدال (4/ 310)، ولسان الميزان (8/ 345) رقم 8280. قال الذهبي: (راوية للموضوعات والبلايا، وقد تُكلّم فيه). فعبارة المصنف فيها توسّع، والله أعلم.

(6) هو كثير بن إسماعيل - ويقال ابن نافع - النواء التيمي الكوفي؛ انظر ترجمته في تهذيب الكمال (24/ 103 - 105) رقم 4935، وميزان الاعتدال (3/ 402) رقم 6930.

(7) المجروحين (1/ 384) رقم 359. وهو زياد بن المنذر الهمداني - ويقال الثقفي - أبو الجارود الأعمى؛ انظر ترجمته في تهذيب الكمال (9/ 517 - 520) رقم 2070، وميزان الاعتدال (2/ 93 - 94) رقم 2965.

(1/88)

92 - الشيرازي في (الألقاب): أخبرنا أبو الحسين علي بن الحسن حدثنا أبو عمران موسى بن محمد بن عبد الرحمن النحوي المؤدب حدثنا مخلد بن عمرو أبو موسى السوري حدثنا العباس بن الحجاج أبو الفضل البخاري حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ولقبه قيصر عن إبراهيم بن عكاشة عن سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حِراش عن حذيفة بن اليمان مرفوعًا: (لمّا أهبط اللهُ آدمَ من الجنّة بأرض الهند وعليه ذلك الورَق الَّذي كان لباسه من الجنّة، يبس فتطاير بأرض الهند فعبق منه شجر الهند فلقح، فهذا العود والصندل والمسك والعنبر والكافور مِن ذلك الورَق). قالوا: يا رسول الله إنما المسك هو من الدواب.

[ص:90]

فقال: (أجل، إنما هي دابة تشبه الغزال رعت مِن ذلك الشجر فصيّر اللهُ عز وجل المسكَ في سررها، فإذا رعت الربيع جعله اللهُ مسكًا فتساقط فينتفع به الآدميون). قيل: يا رسول الله فأين يقع؛ فقال: (قال لي جبريل: في ثلاث كُوَو لا يكون في شيء من الأرض إلا فيها: أرض الهند، وأرض الصُّغْد (1)، وأرض تُبّت) (2). قالوا: يا رسول الله فالعنبر إنما هي دابة من البحر؟ قال: (أجل، كانت هذه الدابة بأرض الهند ترعى في البَرّ) (3).

قال: وحدثنا عباس أيضًا حدثنا سيف ابن أخت سفيان الثوري عن سفيان بمثله سواء.

قال في (الميزان) (4): إبراهيم بن عكاشة عن الثوري لا يُعرف والخبر منكر.

وسيف كذاب (5).

_________

(1) الصُّغْد: بضم الصاد وسكون الغين وآخره دال مهملة، وهي قرى متصلة من سمرقند إلى قريب من بخارى؛ معجم البلدان (3/ 409). وتصحف في التنزيه إلى: (الصفد).

(2) تُبّت: بضم أوله وتشديد الباء، بلدٌ بأرض الترك متاخمٌ للهند والصين؛ معجم البلدان (2/ 10).

(3) ذكره الديلمي في مسند الفردوس (ج 3 ق 58/ أ) دون إسناد، وابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 246) رقم 8.

(4) (1/ 49) رقم 151.

(5) هو سيف بن محمد الثوري الكوفي ابن أخت سفيان الثوري؛ انظر ترجمته في تهذيب الكمال (12/ 328 - 332) رقم 2678، وميزان الاعتدال (2/ 256 - 257) رقم 3639.

(1/89)

93 - الديلمي (1): أخبرنا أبي أخبرنا الميداني أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الواحد البيّع أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم الفامي حدثنا أبو هاشم عبد الله بن إسماعيل بن حماد بالموصل إملاء حدثنا بشران بن عبد الملك حدثنا موسى بن الحجاج حدثنا مالك بن دينار عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (عبَدَ اللهَ موسى بنُ عمران ليلةً حتَّى أصبح، لم يَقَرَّ (2) فيها ولم يسترح، فلما أصبح داخَلَه مِن ذلك عُجْبٌ،

[ص:91]

فأحبَّ اللهُ أن يريه ذلك، فمرَّ موسى على شاطئ البحر فإذا بضفدع يكلِّمه من البحر: يا موسى بن عمران أعجبتْكَ عبادةُ ليلة وأنا على شاطئ البحر منذ أربعمائة عام أسبِّح اللهَ وأقدِّسه وأمجِّده، لم آمَن أن تهبَّ ريحٌ أو تضرب موج فأقع من هذا البَرْدِيّ (3) على منخري في جهنم. فحقر موسى نفسه وعمله فقال له: بالذي أنطقكَ ما تسبيحك؟ قال: يا موسى تسبيحي: سبحان من يُسبَّح له في لُجج البحار، سبحان من يُسبَّح له في الأرض القفار، سبحان من يُسبَّح له في رؤوس الجبال، سبحان من يُسبَّح له بكل شفة ولسان). ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من سبَّح به في كل يوم مرة أو في كل شهر مرة أو في كل سنة مرة؛ كتب الله له كمن أعتق ألف نسمة مِن ولد إسماعيل أو حج ألف حجة مبرورة) (4).

_________

(1) مسند الفردوس (ج 2 ق 250/ ب - 251/ أ)، وهو في زهر الفردوس (ج 2 ص 300 - 301)].

(2) ذكر في حاشية (د) أنَّه في نسخة: (لم يفتر).

(3) (البَرْدِيّ بالفتح: نباتٌ معروف) تاج العروس (7/ 417).

(4) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 246 - 247) رقم 9 وقال: (بيّض السيوطي للحكم عليه ولوائح الوضع عليه ظاهرة ...).

(1/90)

94 - الحاكم في (تاريخه): حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد حدثنا زكريا بن دلويه عن عبد الله بن الرمّاح (1) عن أبي حفص العمدي عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (جاء عُزير إلى باب موسى بعدما مُحي اسمه مِن ديوان النبوة فُحجب، فرجع وهو يقول: مائة موتة أهون مِن ذُلِّ ساعة) (2).

قال في (الميزان) (3): هذا مِن بلايا أبي حفص العبدي. (4)

_________

(1) كذا في زهر الفردوس، وفي مسند الفردوس: (عبد الله بن عمر الرماح)، وفي العلل المتناهية: (عبد الله بن عمرو).

(2) رواه الديلمي في مسند الفردوس (ج 2 ق 74/ ب - 75/أ) - وهو في زهر الفردوس (ج 2 ص 76) - وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 50) رقم 47 من طريق الحاكم به.

وذكره شيرويه الديلمي في الفردوس (2/ 182) رقم 2418 ط دار الكتاب العربي، وابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 247) رقم 10.

(3) (3/ 190).

(4) وقال ابن الجوزي: (هذا حديث لا يصحّ، وأبو حفص اسمه عمر؛ قال يحيى: ليس بشيء. وعبد الله بن عمرو قال ابن المديني: كان يضع الحديث) العلل المتناهية (1/ 51).

وعبد الله بن عمرو الَّذي أشار إليه ابن الجوزي هو الواقعي البصري، وقول ابن المديني فيه أورده العقيلى في الضعفاء (3/ 288).

(1/91)

95 - ابن النجار: أنبأنا أبو البركات المبارك بن أبي القاسم أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ أخبرنا أبو المعالي بن خيرون أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب الفارسي أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي حدثنا أبو العباس محمد بن يونس الكديمي حدثنا يحيى بن كثير الناجي حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال الله عز وجل لأيوب: تدري ما كان جُرمك إليَّ حتَّى ابتليتُك؟ قال: لا يا ربِّ. قال: لأنك دخلتَ على فرعون فأدهنتَ بكلمتين) (1).

الكديمي متهم (2).

_________

(1) ذكره المصنف في الدر المنثور (10/ 335) وعزاه لابن النجار وابن عساكر والديلمي.

ورواه الديلمي في مسند الفردوس (ج 2 ق 294/ ب)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 59 - 60) [ترجمة أيوب عليه السلام] من طريق أبي نعيم الأصبهاني عن أحمد بن جعفر به.

وذكره شيرويه الديلمي في الفردوس (3/ 174) رقم 4468، وابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 247) رقم 11.

(2) تقدم في الحديث رقم (87).

(1/92)

96 - الديلمي (1): أخبرنا أبي أخبرنا الحسن بن أحمد أخبرنا عبد الله بن [علي] (2) بن حمويه أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن القرشي حدثنا علي بن إبراهيم بن إسماعيل المكي الدينوري حدثنا هلال بن العلاء حدثنا الحجاج بن محمد المصيصي عن السَّريّ بن عبد الله السلمي عن عبد الحميد بن كنانة عن أبي أمامة عن علي بن أبي طالب رفعه: (مؤذِّن أهل السموات جبريل، وإمامامهم ميكائيل يؤم بهم عند البيت المعمور، فتجتمع (3) ملائكة السموات فيطوفون بالبيت المعمور وتصلي وتستغفر، فيجعل الله ثوابهم واستغفارهم وتسبيحهم لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -) (4).

[ص:93]

قال في (الميزان) (5): السريُّ بن عبد الله السلمي لا يُعرف وأخباره منكرة.

_________

(1) مسند الفردوس (ج 3 ق 240/أ)، وهو في زهر الفردوس (ج 4 ص 76).

(2) في جميع النسخ: (عبد الله بن أحمد)، والمثبت من مسند الفردوس وزهر الفردوس، وسيأتي على الصواب في الحديثين (116) و (487).

(3) في (د) و (ح) والتنزيه: (فيجتمع).

(4) ذكره المصنف في (الحبائك في أخبار الملالك) ص 30، وابن عراق في تنريه الشريعة (1/ 247) رقم 12.

(5) (2/ 118) رقم 3090.

(1/92)

97 - ابن عساكر (1): أخبرنا أبو الحسن علي بن المُسَلّم الفقيه حدثنا عبد العزيز بن أحمد أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي أخبرنا أبو العباس جعفر بن محمد النخشبي أخبرنا القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل حدثنا أبو عبد الله محمد بن معاذ بن فهد النُّهاوندي - وسمعته يقول: لي مائة وعشرون سنة وقد كتبتُ الحديث ولحقتُ أبا الوليد الطيالسي والقعنبي وجماعة من نظرائهم، ثم ذكر أنَّه تصوف ودفن الحديث الَّذي كتبه أول مرة ثم كتب الحديث بعد ذلك، وذكر أنَّه حفظ من الحديث الأول حديثًا واحدًا وهو ما حدثنا به - (حدثنا) (2) محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: إن يمين ملائكة السماء: والذي زيَّن الرجال باللحى والنساء بالذوائب (3).

قال ابن عساكر: هذا حديث منكر جدًا وإن كان موقوفًا، وليت النهاوندي نسيه فيما نسي فإنه لا أصل له من حديث محمد بن المنهال.

_________

(1) تاريخ دمشق (36/ 343) ترجمة عبد العزيز بن محمد أبي محمد النخشبي.

(2) ما بين قوسين سقط من (د) و (ف) و (م).

(3) ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (7/ 512 - 513) ترجمة محمد بن معاذ بن فهد الشعراني النهاوندي، وابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 247) رقم 13، والألباني في الضعيفة (13/ 1/ 53) تحت الحديث رقم 6025.

(1/93)

98 - الحاكم في (تاريخه): أخبرنا إبراهيم بن عصمة حدثنا الحسين بن داود بن معاذ حدثنا النضر بن شميل حدثنا [عوف] (1) عن الحسن عن عائشة مرفوعًا: (ملائكة السماء يستغفرون لذوائب النساء ولحى الرجال، يقولون: سبحان الَّذي زيّن الرجال باللحى والنساء بالذوائب) (2).

الحسين بن داود ليس بثقة (3).

_________

(1) في جميع النسخ: (عون)، والمثبت من مسند الفردوس، وهو عوف بن أبي جميلة الأعرابي؛ يروي عن الحسن، ويروي عنه النضر بن شميل كما في تهذيب الكمال (2/ 438 - 439).

(2) رواه الديلمي في مسند الفردوس (ج 3 ق 238/أ) من طريق الحاكم به. وهو في زهر الفردوس (ج 4 ص 67).

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 247) رقم 14، والألباني في الضعيفة (13/ 1/ 52) رقم 6025.

(3) انظر ترجمته في ميزان الاعتدال (1/ 534) رقم 1998، ولسان الميزان (3/ 162 - 163) رقم 2510.

(1/94)

99 - ابن عدي (1): حدثنا أحمد بن محمد [الجواربي] (2) الواسطي حدثنا محمد بن [عبيد الوراق] (3) حدثنا الحسين بن الحسن الأشقر حدثنا هشيم عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسم غنائم حنين (4) وجبريل عليه السلام إلى جنبه، فجاء ملَك فقال: إن ربك عز وجل أمرك (5) بكذا وكذا.

[ص:95]

فخشي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكون شيطانًا فقال لجبريل: (تعرِفُه؟) فقال: (هذا (6) ملَك، وما كلُّ ملائكة ربك أعرف) (7).

قال ابن عدي: هذا حديث منكر، وما أعلم رواه غير حسين، والبلاء عندي منه.

وأورده ابن الجوزي في (الواهيات) (8) وقال: حسين كذاب (9).

_________

(1) الكامل (2/ 771 - 772) ترجمة حسين بن الحسن الأشقر.

(2) الجواربي نسبة إلى الجوارب وعملها كما في الأنساب (2/ 102)، وتصحف في جميع النسخ والمطبوع من الكامل إلى: (الحواري).

(3) في جميع النسخ: (عبد الرزاق)، والمثبت من الكامل.

(4) كذا في ميزان الاعتدال (1/ 532) - نقلًا عن الكامل -. وفي المطبوع من الكامل (2/ 772) والعلل المتناهية (1/ 174) وذخيرة الحفاظ (3/ 1802) رقم 4117: (خيبر).

(5) في الكامل: (يأمرك).

(6) في الكامل: (هو).

(7) رواه البزار في مسنده [كما في كشف الأستار (2/ 353) ح 1838، والطبراني في المعجم الأوسط (7/ 225) ح 7339 من طريق الحسين بن الحسن الأشقر به.

وقال الهيثمي: (هذا حديث منكر، والآفة فيه مِن حسين فإنه كذاب منكر الحديث) مجمع البحرين (5/ 131) رقم 2804.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 248) رقم 15.

(8) (1/ 174) ح 278 من طريق ابن عدي به.

(9) عبارة ابن الجوزي: (قال البخاري: الحسين عنده مناكير، وقال أبو معمر الهذلي: هو كذاب).

(1/94)

100 - الديلمي (1): أخبرنا عبدوس حدثنا محمد بن الحسين حدثنا محمد بن بشر حدثنا أبو محمد عدي بن عمير بن عبد الباقي حدثنا أبو الحسان بن البراء حدثنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن لله ملَكًا نصف جسده الأعلى ثلج ونصفه الأسفل نار، ينادي بصوت رفيع: اللهم يا مؤلف (2) بين الثلج والنار ألِّف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك، سبحان الَّذي كفَّ حرَّ هذه النار فلا تذيب هذا الثلج، وكفَّ برد هذا الثلج فلا يطفئ حرَّ هذه النار) (3).

عبد المنعم كذاب (4).

_________

(1) مسند الفردوس [كما في زهر الفردوس (ج 1/ 3 ص 265)].

(2) في التنزيه: (يا مؤلفًا).

(3) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 248) رقم 16. ورواه أبو الشيخ في العظمة (2/ 749 - 750) ح 333 من طريق حفص بن عمر عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل والعرباض بن سارية رضي الله عنهما مرفوعًا نحوه. وحفص بن عمر هو ابن ميمون الفرخ العدني وهو منكر الحديث؛ انظر تهذيب الكمال (7/ 44).

(4) انظر ترجمته في ميزان الاعتدال (2/ 668)، ولسان الميزان (5/ 279 - 281) رقم 4939.

(1/95)

101 - أبو نعيم: حدثنا ابن خلّاد حدثنا الكديمي حدثنا محمد بن الصلت حدثنا محمد بن عون أبو عبد الله الخراساني عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} (1) قال: (بالقلم مسيرة خمسمائة عام، شق كما تُشَقَّ (2) الأقلام فخرجت الأسماء من ذلك الشقّ بِيَد ملَكٍ يقال له قرموطر، حتَّى وصل إليه فحفظ الأسماء كلها) (3).

الكديمي متهم (4).

_________

(1) سورة البقرة: الآية (31).

(2) في الأصل و (د) و (ف): (يشق).

(3) علقه الديلمي في مسند الفردوس [كما في زهر الفردوس (ج 4 ص 145)، عن أبي نعيم به.

وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 248) رقم 17.

(4) تقدم في الحديث رقم (87).

(1/96)

102 - ابن عساكر (1): أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أخبرنا جدي مقاتل حدثنا الحسن بن علي المقرئ حدثنا عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المُرّي حدثنا محمد بن عبد الله بن زَبْر الرَّبعي حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب الشيباني حدثنا محمد بن مطر (2) حدثنا أبو علي [حسين] (3) بن خشيش العَرجَموشي حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا سُمَيّ مولى أبي بكر بن عبد الرحمن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن عمر بن الخطاب قال: أتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يَلعن، فقلتُ: فداك أبي وأمي يا رسول الله مَن هذا الَّذي حللت له اللعنة؟ قال: (ذاك اللعين إبليس). قلتُ: فداك أبي وأمي، أهلُ ذاك هو فَزِدهُ. قال: (وهل تدري ما صنع الساعة يا عمر؟). قلتُ: الله ورسوله أعلم. قال: (فإنه أدخل ذنبَه في دبره فأخرج سبع بيضات فأولدها سبعة أولاد، فأولهم وأكبرهم: المُذهب وهو الموكل بفقهاء الناس وعلمائهم، فينسيهم الذِّكر ويُعبثهم (4) بالحصا ويولعهم بكثرة الوضوء.

[ص:97]

والثاني هو الموكل بالنعاس في المساجد، يأتي الرجلَ فيلقي عليه النعاس فينيمه، فيقال (5): يا فلان قد نمتَ، فيقول: لا، فيُعاد عليه فيحلف يمينًا كاذبة إنه لم ينم. والثالث اسمه ثوبان وهو الموكل بالأسواق، وينصب فيها راية ينقص (6) الكيل والميزان حتَّى لا يؤتون ما يوفون فيها حتَّى يعلو (7) فيها. والرابع: لغو وهو الموكل بالويل والعويل وشقِّ الجيوب ونتف الشعور ولطم الخدود ونعيق الران وسائر ذلك من الصياح على الميت. والخامس: مَشوان (8) وهو الموكل بأعجاز النساء وأحللة الرجال حتَّى يجمع بين الفاجرين على فجورهما. والسادس: مِشْوَط وهو الموكل بالهمز واللمز والنميمة والكذب والغش. والسابع: غرور وهو الموكل بقتل النفوس وسفك الدماء وانتهاك المحارم، يأتي الرجلَ فيقول: أنت أحوج أم فلان كان أحوج منك؟ ارتكَب كذا وكذا من المحارم، صَنَع (9) كذا وكذا فَحُسن حاله، فدلّاه بغرور. فتلك ذرّيته التي ذكر الله في كتابه: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي} (10)، فتلك ذرّيته الباقية معه إلى اليوم الَّذي وُقِّت لهم، لا يموتون ولا ينتهن عن جديد الأرض، لعنة الله عليه وعلى ذريته) (11).

قال ابن عساكر: حديث منكر.

وقال الحافظ ابن حجر في (اللسان) (12): إنه ظاهر الوضع.

_________

(1) تاريخ دمشق (14/ 60 - 61) ترجمة الحسين بن خشيش العرجموشي.

(2) كذا في (ح) وتاريخ دمشق، وفي الأصل: (فطر)، وفي (د) و (ف) و (م): (قطن).

(3) في جميع النسخ: (حسن)، والمثبت من تاريخ دمشق.

(4) في التنزيه: (ويعيقهم)، وفي تاريخ دمشق: (ويعينهم).

(5) في (ح): (فيقال له).

(6) كذا في تاريخ دمشق ومختصره، وفي (خ): (ينقص) وفي الأصل و (د) و (ف): (تنقص)، وفي (م): (بتنقّص)، وفي التنزيه: (بنقص).

(7) كذا في الأصل و (د) و (ف)، وفي (خ) و (م): (يغلو)، وفي تاريخ دمشق ومختصره: (يغلوا).

(8) في تاريخ دمشق: (نشوان).

(9) في (م): (وصنع)، وفي تاريخ دمشق: (اصنع).

(10) سورة الكهف: الآية (50).

(11) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 248 - 249) رقم 18.

(12) (3/ 162) ترجمة الحسين بن خشيش.

(1/96)

103 - الديلمي (1): أخبرنا محمد بن طاهر بن [مِمّان] (2) أخبرنا بندار بن الحسن الزاهد أخبرنا أبو بكر طاهر بن عبد الله بن ماهله أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن حدثنا سعيد بن محمد بن أبي السريّ حدثنا عبد الله بن محمد الخزاعي حدثنا عمر بن الخطاب الحنفي حدثنا الهيثم بن جميل حدثنا محمد بن شاكر عن أنس بن مالك أن رجلًا سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: هل أشرك إبليسُ طرفة عين؟ قال: (لا، ولقد عَبَد اللهَ في الأرض قبل أن يخلق اللهُ آدمَ بثمانينَ (3) ألف سنة، وكان في علم الله أنَّه غير رضى) (4).

قال في (المغني) (5): عبد الله بن محمد الخزاعي كذاب. وقال في (الميزان) (6): متروك متهم بالوضع، وقال الدارقطني: متروك يضع هو وأبوه (7).

والهيثم بن جميل له مناكير (8).

_________

(1) مسند الفردوس (ج 3 ق 65/ أ).

(2) في الأصل و (د) و (ح): (يمان)، والمثبت من مسند الفردوس، وسيأتي على الصواب في عدة أسانيد منهما الحديث رقم (549).

(3) في (د) و (ف) و (م): (ثمانين).

(4) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 249) رقم 19.

(5) ديوان الضعفاء ص 227 رقم 2296. وفي المطبوع من المغني (1/ 507) رقم 3355 قال: (وضّاع متروك).

(6) (2/ 496) رقم 4570.

(7) سؤالات الحاكم ص 123 - 124 رقم 128.

(8) وثّقه ابن سعد والإمام أحمد والعجلي وإبراهيم الحربي والدارقطني وغيرهم، وإنما ذكره ابن عدي في الكامل (7/ 2562) وقال: (يغلط الكثير على الثقات كما يغلط غيره، وأرجو أنَّه لا يتعقد الكذب). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (30/ 365 - 369) رقم 6641، وميزان الاعتدال (4/ 320) رقم 9293.

104 - الديلمي (1): أخبرنا إسماعيل بن محمد بن مَلّة حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد حدثنا أبو الشيخ (2) حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا إسحاق بن زُريق حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني (3) حدثني يزيد بن عمرو عن منصور عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (غزا طاهر (4) بن إسمانوس (5) بني إسرائيل فسباهم وأحرق بيت المقدس، وحمل في البحر ألفًا وتسعمائة سفينة ملأى (6) حتَّى أوردها الرومية) (7).

_________

(1) مسند الفردوس (ج 2 ق 264/ أ)، وهو في زهر الفردوس (ج 2 ص 320).

(2) رواه أبو الشيخ في كتاب (الأمصار والبلدان) كما في إسناد الديلمي.

(3) جاء في حاشية (د): (هو الطرائفي وعنده عجائب. كتبه علي بن عراق).

(4) في فضائل بيت القدس: (طاطري).

(5) في (د) و (ف) و (م) والتنزيه: (اسمايوس).

(6) في فضائل بيت القدس: (... سفينة حليًّا).

(7) رواه أبو المعالي المشرف بن المرجى المقدسي في فضائل بيت المقدس ص 41 من طريق أبي الشيخ به. وأورده السلمي في (عقد الدرر في أخبار المنتظر) ص 268 رقم 310 وعزاه لأبي نعيم في مناقب الهدي. وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 249) رقم 20 وقال: (فيه عثمان بن عبد الرحمن الحراني الطرائفي لكنه وُثّق ... وفيه من بعده جماعة لم أقف لهم على ترجمة، والله تعالى أعلم).

ورواه الطبري في تفسيره (14/ 457 - 459) عن عصام بن رواد بن الجراح عن أبيه عن سفيان الثوري عن منصور به في حديث طويل في بني إسرائيل، وفيه: فسيّر اللهُ عليهم السّباء الثالث ملك رومية يقال له: قاقس بن إسبايوس، فغزاهم في البر والبحر، وسيّر حُليّ بيت المقدس، وأحرق بيت المقدس بالنيران، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا مِن صفة حليّ بيت المقدس، ويردّه المهدي إلى بيت المقدس، وهو ألف سفينة وسبعمائة سفينة) الحديث.

وفي إسناده رواد بن الجراح وهو منكر الحديث عن الثوري؛ انظر تهذيب الكمال (9/ 227 - 230) رقم 1927. وقال الحافظ ابن كثير: (حديث موضوع لا محالة ... وقد صرّح شيخنا الحافظ العلامة أبو الحجاج المزي رحمه الله بأنه موضوع مكذوب ...) تفسير القرآن العظيم (5/ 47).

105 - الديلمي: أخبرنا والدي أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الميداني الحافظ (أخبرنا) (1) أبو سعيد محمد بن علي مموس أخبرنا القاضي سعد بن عبد الله بن عَلّويه البغدادي حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان حدثنا علي بن يحيى حدثنا أبو عامر حدثنا شعبة عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود

[ص:100]

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ نملة تجرُّ نصف شقها أهدت إلى سليمان بن داود نَبِقَةً (2) حَلَوْقِيَّة (3)، فوُضعت بين يديه فلم يلتفت إليها، فرفعت رأسها فقالت:

ألا كلنا يهدي إلى الله مَالَه ... وإن كان عنه ذا غنى فهو قابِلُهْ

ولو كان يُهدَى للجليل بقدره ... لَقصر أعلى البحر منه مناهِلُهْ

ولكننا نُهدِي إلى من نحبُّه ... وإن لم يكن في وُسعنا ما يُشاكِلُهْ) (4).

قال الديلمي: هذا حديث غريب منكر.

_________

(1) ما بين قوسين سقط من (د) و (ف) و (م).

(2) النَّبِقة: واحدة النَّبْق وهو ثمر السِّدر. تاج العروس (26/ 411).

(3) كذا رسمها وضبطها في (د)، وفي (م) والتنزيه: (حلوية).

(4) جاء في حاشية (د): (تمامُه: "فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إنّ الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: اقبل هديتها فإنّ الله تعالى يحبُّ جهد المقلّ").

والحديث ذكره السخاوي في المقاصد الحسنة ص 177 رقم 274، وابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 249 - 250) رقم 21.

(1/99)

106 - الديلمي (1): أخبرنا والدي أخبرنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر البقال ببغداد حدثنا أبو أحمد (2) عبيد الله بن محمد الفرضي حدثنا سهل بن إسماعيل الطرسوسي حدثنا زكريا الساجي حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا الشافعي قال: قيل لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: حدثك أبوك عن جدك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: (إنّ سفينة نوح طافت بالبيت سبعًا وصلّت خلف المقام ركعتين)؟ قال: نعم (3).

_________

(1) مسند الفردوس [كما في زهر الفردوس (ج 1/ 4 ص 287)]. وهو في الفردوس (1/ 238) رقم 916.

(2) في زهر الفردوس: (أبو ذر).

(3) رواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 142 - 143) ح 225 من طريق أبي أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي به.

فالحديث ليس على شرط المصنف في كتابه هذا، وتابعه ابن عراق فذكره في تنزيه الشريعة (1/ 250) رقم 22 وقال: (لم يبين السيوطي علته، وعلّتُه عبد الرحمن بن زيد؛ قال الساجي: منكر الحديث ... وقال ابن الجوزي: أجمعوا على ضعفه، وقال الحاكم وأبو نعيم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة. والله أعلم).

وأورده الذهبي في الميزان (2/ 565) ترجمة عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

ورواه ابن عدي في الكامل (4/ 1582) من طريق الربيع بن سليمان به موقوفًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج2. باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.}

  ج2. صحيح السيرة {ج2. باقي صحيح السيرة النبوية  تحقيق  الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.} صفحة رقم -130 - قال : قلت : من غف...