السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الأحد، 11 فبراير 2024

ج3.{ تذكرة الموضوعات للفتني كتاب الْعلم}

تذكرة الموضوعات للفتني
كتاب الْعلم
 
بَابُ فَضْلِ الْعَالِمِ الْعَامِلِ عَلَى العابد وَأَن الْعَمَل أَو الزّهْد يزِيد الْعلم وَأَنه يخافه كل شَيْء وَأَنه كالنبي ووارثه وَإِن مَوته ثلمة وَأَنه الْوَلِيّ وَفضل تَعْلِيمه وتعلمه على التَّطَوُّع وَمَعَ الْحِرْص والتملق فِي الصغر قبل أَن يسود وَفضل الْمعلم وَأَنه مولى واغتنامه قبل أَن يعبر بِهِ الزِّنَا والاغتنام بِلَا أَدْرِي وَعلم الْبَاطِن والطب وذم من لم يعظم الْعَالم كالجار وَغَيره.
(1/17)
فِي الْمَقَاصِد «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسلم» رُوِيَ عَن أنس بطرق كلهَا معلولة واهية وَفِي الْبَاب عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة وَبسط الْكَلَام فِي تَخْرِيج الْأَحْيَاء وَمَعَ هَذَا كُله قَالَ الْبَيْهَقِيّ مَتنه مَشْهُور وَإِسْنَاده ضَعِيف رُوِيَ من أوجه كلهَا ضَعِيفَة وَقَالَ أَحْمد لَا يثبت فِي هَذَا الْبَاب شَيْء وَكَذَا قَالَ ابْن رَاهَوَيْه وَأَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي وَالْحَاكِم وَمثله ابْن الصّلاح الْمَشْهُور الَّذِي لَيْسَ بِصَحِيح وَلَكِن قَالَ الْعِرَاقِيّ قد صحّح بعض الْأَئِمَّة بعض طرقه وَقَالَ الْمُزنِيّ إِن طرقه تبلغ رُتْبَة الْحسن وَقَالَ ابْن الْمُبَارك لَيْسَ هُوَ الَّذِي تظنون وَإِنَّمَا هُوَ أَن يَقع الرجل فِي شَيْء من أَمر دينه فَيسْأَل عَنهُ حَتَّى يُعلمهُ وَقد ألحقهُ بعض المصنفين بآخر الحَدِيث «ومسلمة» وَلَيْسَ لَهَا ذكر فِي شَيْء من طرقه وَفِي الْمُخْتَصر هُوَ لِابْنِ مَاجَه وَأحمد وَالْبَيْهَقِيّ ضَعِيف «اطْلُبُوا الْعلم وَلَو بالصين» لِابْنِ عدي وَالْبَيْهَقِيّ لَفظه مَشْهُور وَأَسَانِيده ضَعِيفَة وَفِي الْمَقَاصِد بِزِيَادَة «فَإِن طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسلم» وَقَالَ ضَعِيف بل قَالَ ابْن حَيَّان بَاطِل لَا أصل لَهُ وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَكَذَا نقل فِي اللآلئ عَن ابْن حَيَّان قَالَ فِي إِسْنَاده مضعفون قَالَ ووثق بعض وَفِي الْوَجِيز هُوَ عَن أنس وَفِيه أَبُو عَاتِكَة مُنكر الحَدِيث قلت أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَقَالَ متن مَشْهُور وَإِسْنَاده ضَعِيف وَأَبُو عَاتِكَة من رجال التِّرْمِذِيّ لم
(1/17)
يجرح بكذب وَلَا تُهْمَة وَقد وجدت لَهُ مُتَابعًا عَن أنس وَنصفه الثَّانِي لِابْنِ مَاجَه وَله طرق كَثِيرَة عَن أنس يصل مجموعها مرتبَة الْحسن.
(1/18)
وَفِي الْبَاب عَن أبي سعيد وفِي اللآلئ «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَا تُحَقِّرُوا عبد آتيته علما فَإِنِّي لم أُحَقِّرْهُ حِينَ عَلَّمْتُهُ» بَاطِلٌ بِهَذَا الْإِسْنَاد.
(1/18)
«مَنْ أَدَّى الْفَرِيضَةَ وَعَلَّمَ النَّاسَ الْخَيْرَ كَانَ فَضْلُهُ عَلَى الْعَابِدِ الْجَاهِلِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ وَمَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ فَضْلٌ فَأَخَذَ بِذَلِكَ الْفَضْلِ الَّذِي بَلَغَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا بَلَغَهُ وَإِنْ كَانَ الَّذِي حَدَّثَهُ كَذِبًا» ضَعِيفٌ إِسْنَادُهُ لكِنهمْ يتساهلون فِي الْفَضَائِل.
(1/18)
فِي الْمَقَاصِد «مَنْ عَلَّمَ عَبْدًا آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ لَهُ عَبْدٌ» الطَّبَرَانِيّ مَرْفُوعا «فَهُوَ مَوْلَاهُ» .
(1/18)
وَفِي الذيل «مَنْ عَلَّمَ أَخَاهُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ مَلَكَ رِقَّهُ» قَالَ ابْن تَيْمِية مَوْضُوع وَهُوَ كَمَا قَالَ.
(1/18)
وَفِي الْخُلَاصَة قَالَ الصغاني «الأَنْبِيَاءُ قَادَةٌ وَالْفُقَهَاءُ سَادَةٌ وَمُجَالَسَتُهُمْ زِيَادَة» مَوْضُوع وَكَذَا «الْعلم علمَان علم الْأَدْيَان وَعلم الْأَبدَان» .
(1/18)
وَفِي الذيل رُوِيَ مُرْسلا عَن الْحسن عَن حُذَيْفَة «سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عِلْمِ الْبَاطِنِ مَا هُوَ فَقَالَ سَأَلْتُ جِبْرِيلَ عَنْهُ فَقَالَ سِرٌّ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّائِي وَأَوْلِيَائِي وَأَصْفِيَائِي أُودِعُهُ فِي قُلُوبِهِمْ لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِي مُرْسل» قَالَ ابْن حجر هُوَ مَوْضُوع وَالْحسن مَا لَقِي حُذَيْفَة.
(1/18)
أَبُو هُرَيْرَة رَفعه «مَا عزت النِّيَّة فِي الحَدِيث إِلَّا بشرفه» قَالَ الْخَطِيب لَا يحفظ مَرْفُوعا وَإِنَّمَا هُوَ قَول ابْن هَارُون «مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ حَفَّتْهُ الْمَلائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا وَصَلَّتْ عَلَيْهِ الطَّيْرُ فِي السَّمَاءِ وَالْحِيتَانِ فِي الْبِحَارِ وَنَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَنَازِلَ سَبْعِينَ مِنَ الشُّهَدَاءِ» فِيهِ الْقَاسِم الْمَلْطِي كَانَ كذابا.
(1/18)
«مَنْ تَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ لِيُعَلِّمَهُ النَّاسَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ سَبْعِينَ نَبِيًّا» فِيهِ الْجَارُود بن يزِيد كَذَّاب أَو غير ثِقَة أَو لَيْسَ بِشَيْء أَو مَتْرُوك، أَقْوَال.
(1/18)
«إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَحْتَاجُونَ إِلَى الْعلمَاء فِي الْجنَّة» إِلَخ. مَوْضُوع.
(1/18)
«إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَحْتَاجُونَ إِلَى الْعُلَمَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يَزُورُونَ اللَّهَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فَيَقُولُ تَمَنَّوْا عَلَيَّ مَا شِئْتُمْ فَيَلْتَفِتُونَ إِلَى الْعُلَمَاءِ فَيَقُولُونَ مَاذَا نَتَمَنَّى عَلَى رَبِّنَا فَيَقُولُونَ تَمَنَّوْا كَذَا وَكَذَا» إِلَخ. فِي الْمِيزَان هَذَا مَوْضُوع.
(1/18)
«طَلَبُ الْعِلْمِ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ وَطَلَبُ الْعِلْمِ يَوْمًا خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ» فِيهِ نهشل كَذَّاب.
(1/18)
عَائِشَة رفعته «اغْتَنِمُوا الْعَمَلَ وَبَادِرُوا الأَجَلَ وَاغْتَنِمُوا الْعِلْمَ فَإِنَّهُ يُدْفَعُ بِهِ عَنِ [ص:19] الرَّجُلِ وَأَهْلِهِ وَقَوْمِهِ وَمِصْرِهِ وَمَعَارِفِهِ فَكَأَنَّهُ قَدْ رَحَلَ وَجَهِدَ حَتَّى يُعَيَّرَ بِهِ كَمَا يُعَيَّرُ بِالزِّنَا وَالسَّرِقَةِ» فِيهِ الْحَكَمُ كَذَّابٌ أَحَادِيثُهُ مَوْضُوعَة.
(1/18)
جَابر رَفعه «إِذَا جَلَسَ الْمُتَعَلِّمُ بَيْنَ يَدَيِ الْعَالِمِ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الرَّحْمَةِ وَلا يَقُومُ مِنْ عِنْدِهِ إِلا كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ ثَوَابَ سِتِّينَ شَهْرًا وَكَتَبَ اللَّهُ بِكُل حَدِيث عبَادَة سنة» إِلَخ. مَوْضُوع بِلَا ريب.
(1/19)
«إِذَا جَلَسْتُمْ إِلَى الْعِلْمِ أَوْ فِي مَجَالِسِ الْعِلْمِ فَادْنُوا وَلْيَجْلِسْ بَعْضُكُمْ خَلْفَ بَعْضٍ وَلا تَجْلِسُوا مُتَفَرِّقِينَ كَمَا يَجْلِسُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ» فِيهِ الْمُعَلَّى بن هِلَال رمي بِالْكَذِبِ والوضع.
(1/19)
وَفِي اللآلئ أَبُو هُرَيْرَة رَفعه «مُعَلِّمُ الصِّبْيَانِ إِذَا لَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمْ كُتِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الظلمَة» فِيهِ أَبُو المهزم كَذَّاب وَكَذَا الرَّاوِي عَنهُ وَإِنَّمَا يعرف هَذَا من قَول مَكْحُول، قلت أَبُو المهزم روى لَهُ فِي السّنَن وَأخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا عَن قَول الْحسن.
(1/19)
أنس رَفعه «اجْتَمِعُوا وَارْفَعُوا أَيْدِيكُمْ فَاجْتَمَعْنَا وَرَفَعْنَا أَيْدِينَا ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُعَلِّمِينَ كَيْلا يَذْهَبَ الْقُرْآنُ وَأَعِزَّ الْعُلَمَاءَ كَيْلا يَذْهَبَ الدِّينُ» مَوْضُوعٌ.
(1/19)
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُعَلِّمِينَ ثَلاثًا وَأَطِلْ أَعْمَارَهُمْ وَبَارِكْ لَهُمْ فِي كَسْبِهِمْ» مَوْضُوع.
(1/19)
«شِرَارُكُمْ مُعَلِّمُوا صِبْيَانِكُمْ أَقَلُّهُمْ رَحْمَةً عَلَى الْيَتِيمِ وَأَغْلَظُهُمْ عَلَى الْمَسَاكِينِ» مَوْضُوع.
(1/19)
فِي الذيل «إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ مَلائِكَةً لَا يَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إِلا اللَّهُ يَسْتَغْفِرُونَ لِلْمُعَلِّمِينَ وَالصِّبْيَانِ» هَذَا حَدِيث مُنكر ظَاهر الْبطلَان.
(1/19)
«مَا اسْتَرْذَلَ اللَّهُ عَبْدًا إِلا حظر عَلَيْهِ الْعلم وَالْأَدب» فِي الْمِيزَان هُوَ بَاطِل.
(1/19)
«مَنْ زَارَ الْعُلَمَاءَ فَكَأَنَّمَا زَارَنِي وَمَنْ صَافَحَ الْعُلَمَاءَ فَكَأَنَّمَا صَافَحَنِي وَمَنْ جَالَسَ الْعُلَمَاءَ فَكَأَنَّمَا جَالَسَنِي وَمَنْ جَالَسَنِي فِي الدُّنْيَا أُجْلِسَ إِلَيّ يَوْم الْقِيَامَة» فِيهِ حَفْص كَذَّاب.
(1/19)
«لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ جَهْلُ الْفَرْضِ وَالسُّنَنِ وَيَحِلُّ لَهُ جَهْلُ مَا سوى ذَلِك» مَوْضُوع.
(1/19)
فِي الْمَقَاصِد «لَا يتَعَلَّم الْعلم مستحي وَلَا متكبر» فِي صَحِيح البُخَارِيّ من قَول مُجَاهِد.
(1/19)
«تفقهوا قبل أَن تسودوا» من قَول عمر رَضِي الله عَنهُ أَي قبل أَن تزوجوا فتصيروا أَرْبَاب بيُوت وَلذَا قَالَ ضَاعَ الْعلم فِي أفخاذ النِّسَاء، وَقَالَ الثَّوْريّ من أسْرع الرياسة أضرّ بِكَثِير من الْعلم وَمن لم يسْرع كتب ثمَّ كتب ثمَّ كتب وَهَذَا الْمَعْنى أَعم.
(1/19)
وَفِي الذيل «لَا يستحيي الشَّيْخ أَن يتَعَلَّم الْعلم كَمَا لَا يستحيي أَن يَأْكُل الْخبز» فِيهِ عِيسَى بن إِبْرَاهِيم لَيْسَ بِشَيْء، [ص:20] وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَتْرُوك.
(1/19)
وَعَن مَالك قَالَ دخلت على الْمَأْمُون والمجلس غاص بأَهْله فَإِذا بَين الْخَلِيفَة والوزير فُرْجَة فَجَلَست بَينهمَا فَحَدَّثته مَرْفُوعا «إِذَا ضَاقَ الْمَجْلِسُ بِأَهْلِهِ فَبَيْنَ كل سيدين مجْلِس عَالم» هُوَ مُنكر وَمَالك لم يبْق إِلَى زمن الْمَأْمُون.
(1/20)
«كَلِمَةٌ يَسْمَعُهَا الرَّجُلُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ وَجُلُوسُ سَاعَةٍ عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ عتق رَقَبَة» وَهُوَ من كتاب الْعَرُوس.
(1/20)
«يَا عَلِيُّ اتَّخِذْ لَكَ نَعْلَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَأَفْنِهِمَا فِي طَلَبِ الْعلم» قَالَ ابْن تَيْمِية مَوْضُوع وَهُوَ كَمَا قَالَ فِي الْمُخْتَصر.
(1/20)
«مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي دِينٍ وَلَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ وَلِكُلِّ شَيْءٍ عِمَادٌ وَعِمَادُ هَذَا الدِّينِ الْفِقْهُ» ضَعِيفٌ.
(1/20)
وَفِي الْمَقَاصِد «لَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ» أَسَانِيدُهُ ضَعِيفَةٌ وَلَكِن يتقوى بَعْضهَا بِبَعْض.
(1/20)
فِي الْمُخْتَصر «حُضُورُ مَجْلِسِ عَالِمٍ أَفْضَلُ مِنْ صَلاةِ أَلْفِ رَكْعَةٍ وَعِيَادَةِ أَلْفِ مَرِيضٍ وَشُهُودِ أَلْفِ جَنَازَةٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فَقَالَ وَهَلْ يَنْفَعُ الْقُرْآنُ إِلَّا بِالْعلمِ» ذكره أَبُو الْفرج فِي الموضوعات.
(1/20)
«مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ وَرَّثَهُ اللَّهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ» لأبي نعيم ضَعِيف.
(1/20)
«إِنَّ الْعَالِمَ إِذَا أَرَادَ بِعِلْمِهِ وَجْهَ اللَّهِ هَابَهُ كُلُّ شَيْءٍ» معضل.
(1/20)
وَلأبي الشَّيْخ «مَنْ خَافَ اللَّهَ خَوَّفَ اللَّهُ مِنْهُ كُلَّ شَيْءٍ وَمَنْ لَمْ يَخَفِ اللَّهَ خَوَّفَهُ اللَّهُ مِنْ كل شَيْء» مُنكر.
(1/20)
«مَنْ أَرَادَ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ عِلْمًا بِغَيْرِ تَعَلُّمٍ وَهُدًى بِغَيْرِ هِدَايَةٍ فَلْيَزْهَدْ فِي الدُّنْيَا» لَمْ يُوجد.
(1/20)
«الشَّيْخُ فِي قَوْمِهِ كَالنَّبِيِّ فِي أمته» لِابْنِ حبَان والديلمي ضَعِيف جدا وَفِي الْمَقَاصِد جزم شَيخنَا وَغَيره بِأَنَّهُ مَوْضُوع وَإِنَّمَا هُوَ من كَلَام بعض وَرُبمَا أورد بِلَفْظ «الشَّيْخ فِي جماعته كالنبي فِي قومه يتعلمون من علمه ويتأدبون من أدبه» وَكله بَاطِل.
(1/20)
«عُلَمَاءُ أُمَّتِي كَأَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ» قَالَ شَيخنَا الزَّرْكَشِيّ لَا أصل لَهُ وَلَا يعرف فِي كتاب مُعْتَبر.
(1/20)
وَرُوِيَ بِسَنَد ضَعِيف «أَقْرَبُ النَّاسِ مِنْ دَرَجَةِ النُّبُوَّةِ أهل الْعلم وَالْجهَاد» .
(1/20)
«الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ» صَحَّحَهُ جَمَاعَةٌ وَضَعفه آخَرُونَ بِالِاضْطِرَابِ فِي سَنَده لَكِن لَهُ شَوَاهِد قَالَ شَيخنَا لَهُ طرق يعرف بهَا إِن للْحَدِيث أصلا.
(1/20)
«الصَّلاةُ خَلْفَ الْعَالِمِ بِأَرْبَعَةِ آلافٍ وَأَرْبَعمِائَة وَأَرْبَعين صَلَاة» بَاطِل.
(1/20)
وللديلمي رَفعه «الصَّلاةُ خَلْفَ رَجُلٍ وَرِعٍ مَقْبُولَةٌ» .
(1/20)
«إِنْ لَمْ يَكُنِ الْعُلَمَاءُ [ص:21] أَوْلِيَاءَ فَلَيْسَ لَهُ وَلِيٌّ» لَا أَعْرِفُهُ حَدِيثا.
(1/20)
وَعَن الشَّافِعِي «إِنْ لَمْ يَكُنِ الْفُقَهَاءُ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ فِي الآخِرَةِ فَمَا لِلَّهِ ولي» ، وَقَالَ «مَا أَحَدٌ أَوْرَعَ لِخَالِقِهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ فِي الآخِرَةِ» .
(1/21)
«إِذَا مَاتَ الْعَالِمُ انْثَلَمَ فِي الإِسْلامِ ثُلْمَةٌ لَا يَسُدُّهَا شَيْءٌ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة» عَن عَليّ من قَوْله وَهُوَ معضل وَله شَوَاهِد مِنْهَا عَن جَابر رَفعه «موت الْعَالم ثلمة فِي الْإِسْلَام لَا تسد وَمَوْت قَبيلَة أيسر من موت عَالم وَهُوَ نجم طمس» وَعَن ابْن عمر «مَا قبض الله عَالما إِلَّا كَانَ ثغرة فِي الْإِسْلَام لَا تسد» وَعَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى (أَو لم يرَوا أَنا نأتي الأَرْض ننقصها من أطرافها) قَالَ موت علمائها وفقيهها [لَعَلَّه: وفقهائها] .
(1/21)
وَعَن أبي جَعْفَر «مَوْتُ الْعَالِمِ أَحَبُّ إِلَى إِبْلِيسَ اللَّعِينِ مِنْ مَوْتِ سَبْعِينَ عَابِدًا» .
(1/21)
«أَرْبَعٌ لَا يَشْبَعْنَ مِنْ أَرْبَعٍ أَرْضٌ مِنْ مَطَرٍ وَأُنْثَى مِنْ ذَكَرٍ وَعَيْنٌ مِنْ نَظَرٍ وَعَالِمٌ من علم» فِي طرقه مُتَّهم بِالْوَضْعِ ومكذب، وَقد ذكره ابْن الْجَوْزِيّ من هَذِه الطّرق فِي الموضوعات ولبعضه شَوَاهِد كَحَدِيث «منهومان لَا يشبعان طَالب علم وطالب دنيا» وَهَذَا وَإِن كَانَ مُفْرَدَات طرقها مَعَ اخْتِلَاف الْأَلْفَاظ ضَعِيفَة لَكِن بمجموعها يتقوى، وكحديث «لَا يشْبع عَالم من علم حَتَّى يكون منتهاه الْجنَّة» .
(1/21)
«كُلُّ عَامٍ تَرْذُلُونَ» مِنْ كَلامِ الْحسن الْبَصْرِيّ بل مَعْنَاهُ فِي البُخَارِيّ بِلَفْظ «لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلا وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تلقوا ربكُم» وَرُوِيَ ذَلِك من قَول ابْن مَسْعُود قَالَ «وَلا أَعْنِي أَمِيرًا خَيْرًا مِنْ أَمِيرٍ وَلا عَامًا خَيْرًا مِنْ عَامٍ وَلَكِنَّ عُلَمَاءَكُمْ أَوْ فُقَهَاءَكُمْ يَذْهَبُونَ ثُمَّ لَا تَجِدُونَ مِنْهُ خَلَفًا وَيَجِيءُ قَوْمٌ يُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ» وَفِي لفظ «وَمَا ذَلِكَ بِكَثْرَةِ الأَمْطَارِ وَقِلَّتِهَا وَلَكِن بذهاب الْعلمَاء» وبمثله فسر ابْن عَبَّاس.
(1/21)
«نَظْرَةٌ فِي وَجْهِ الْعَالِمِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سنة صياما وقياما» فِي نُسْخَة سمْعَان بن الْمهْدي عَن أنس رَفعه وَكَذَا مَا أوردهُ الديلمي بِلَا سَنَد عَن أنس رَفعه بِلَفْظ «النّظر إِلَى وَجه الْعَالم عبَادَة وَكَذَا الْجُلُوس مَعَه وَالْكَلَام وَالْأكل» وَلَا يَصح.
(1/21)
«صِغَارُ قَوْمٍ كِبَارُ قَوْمٍ آخَرِينَ» من قَول بعض الصَّحَابَة ترغيبا فِي تعلم الْعُلُوم.
(1/21)
«علمُوا وَلَا تعنفوا» فِيهِ حميد مُنكر الحَدِيث لَكِن من شواهده «علمُوا ويسروا وَلَا تُعَسِّرُوا» .
(1/21)
«الْعلم يسْعَى إِلَيْهِ» وَرُوِيَ «أولى أَن يوقر وَيُؤْتى» من قَول مَالك للمهدي حِين دَعَاهُ لسَمَاع ولديه مِنْهُ.
(1/21)
وَقيل لهارون حِين التمس مِنْهُ خلْوَة الْقِرَاءَة «الْعِلْمُ فِي الصِّغَرِ كَالنَّقْشِ فِي الْحجر» هُوَ من لفظ الْحسن الْبَصْرِيّ وَرُوِيَ بِسَنَد ضَعِيف «مثل الَّذِي يتَعَلَّم فِي الْكبر كَالَّذي يكْتب على المَاء» وَذكر لَهُ طرقا باخْتلَاف أَلْفَاظ وَالله أعلم.
(1/22)
وَفِي الْوَجِيز «مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَهُوَ شَابٌّ كَانَ بِمَنْزِلَةِ رَسْمٍ فِي حَجَرٍ وَمَنْ تَعَلَّمَهُ بَعْدَ مَا كَبُرَ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ كِتَابٍ عَلَى ظَهْرِ المَاء» فِيهِ بَقِيَّة مُدَلّس قلت ورد عَن أبي الدَّرْدَاء بِسَنَد ضَعِيف «مثل الَّذِي يتَعَلَّم فِي صغره كالنقش فِي الْحجر وَمثل الَّذِي يتَعَلَّم الْعلم فِي كبره» إِلَخ. وَعَن الْحسن مَرْفُوعا نصف الأول وَشَاهده بِسَنَد جيد.
(1/22)
عَن ابْن عَبَّاس قَالَ «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلا وَهُوَ شَابٌّ وَلا أُوتِيَ الْعِلْمَ عَالما وَهُوَ شَاب» .
(1/22)
عَائِشَة «إِذَا أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ لَا أَزْدَادُ فِيهِ عِلْمًا فَلا بُورِكَ» إِلَخ.، فِيهِ الحكم ابْن عبد الله مَتْرُوك كَذَّاب قلت لَكِن لَهُ شَوَاهِد مِنْهَا عَن جَابر «من معادن التَّقْوَى تعلمك إِلَى مَا علمت مَا لم تعلم وَالنَّقْص فِيمَا قد علمت قلَّة الزِّيَادَة فِيهِ» وَإِنَّمَا يزهد الرجل فِي علم مَا لم يعلم قلَّة الِانْتِفَاع بِمَا قد علم «وَعنهُ» من يجمع علم النَّاس إِلَى علمه وكل صَاحب علم غرثان «قَالَه السَّائِل أَي النَّاس أعلم، فِي الْمَقَاصِد» كل يَوْم لَا أزداد فِيهِ علما يقربنِي من الله فَلَا بورك لي فِي طُلُوع شمس ذَلِك الْيَوْم" سَنَده ضَعِيف.
(1/22)
فِي الْمُخْتَصر «مَنِ اسْتَوَى يَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ وَمَنْ كَانَ يَوْمُهُ شَرًّا مِنْ أمسه فَهُوَ مَلْعُون» لَا يعرف إِلَّا فِي مَنَام لعبد الْعَزِيز بن رواد قَالَ أَوْصَانِي بِهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّؤْيَا بِزِيَادَة فِي آخِره رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ.
(1/22)
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَقُولَ فِي الدِّينِ بِغَيْرِ علم» لم يُوجد.
(1/22)
فِي الْمَقَاصِد «لَا أَدْرِي نصف الْعلم» من قَول الشّعبِيّ وَفِي ثُبُوت لَا أَدْرِي من الْأَحَادِيث المرفوعة، والمرفوعة عَن الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمن بعدهمْ كَثِيرَة، وَقد كثر أغفال [لَعَلَّه: إغفال] «لَا أَدْرِي» ، فتم الضَّرَر بِهِ.
(1/22)
«ارحموا من النَّاس ثَلَاثَة شَهِيد عَزِيز قَوْمٍ ذَلَّ وَغَنِيُّ مَالٍ افْتَقَرَ وعالم بَين جهال» فِي طرقه ضِعَاف وَعند ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات الصغاني هُوَ مَوْضُوع وَفِي الْمُخْتَصر ضَعِيف وَرُوِيَ «عَالم يتلعب بِهِ الصّبيان» .
(1/22)
فِي الْوَجِيز «أَزْهَدُ النَّاسِ فِي الْعَالِمِ جِيرَانُهُ» فِيهِ الْمُنْذر بن زِيَاد كَذَّاب قلت لَهُ شَاهد عَن أبي الدَّرْدَاء، وَفِي الْبَاب عَن أُسَامَة وَأبي هُرَيْرَة.
(1/22)
أَبُو هُرَيْرَة «لَا حَسَدَ وَلا [ص:23] مَلَقَ إِلا فِي طلب الْعلم» وَفِيه مُحَمَّد بن علاثة لَا يحْتَج بِهِ وَعَن معَاذ «لَيْسَ من أَخْلَاق الْمُؤمن الملق إِلَّا فِي طلب الْعلم» وَفِيه كَذَّاب، وَعَن أبي أُمَامَة وَفِيه مَتْرُوك قلت حَدِيث أبي هُرَيْرَة ضعفه الْبَيْهَقِيّ قَالَ وَرُوِيَ من أوجه كلهَا ضَعِيفَة.
(1/22)
فِي الذيل «لَا خَيْرَ فِي الْمَلَقِ وَالتَّوَاضُعِ إِلا مَا كَانَ فِي اللَّهِ تَعَالَى أَوْ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ» فِيهِ عبد الغفور مِمَّن يضع.
(1/23)
عَن أنس رَفعه «مَنْ أَذَلَّ عَالِمًا بِغَيْرِ حَقٍّ أَذَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤُوس الْخَلَائق» من نُسْخَة سمْعَان بن الْمهْدي المكذوبة.
(1/23)
فصل فِي فضل مدادهم وكتابهم وكتبهم وأدبهما.
(1/23)
فِي الْمَقَاصِد «مِدَادُ الْعُلَمَاءِ أَفْضَلُ مِنْ دَمِ الشُّهَدَاء» من قَول الْحسن الْبَصْرِيّ وَلابْن عبد الْبر من حَدِيث سماك بن حَرْب عَن أبي الدَّرْدَاء رَفعه «يُوزن يَوْم الْقِيَامَة مداد الْعلمَاء وَدم الشُّهَدَاء» وللخطيب عَن ابْن عمر «وزن حبر الْعلمَاء بِدَم الشُّهَدَاء فرجح عَلَيْهِم» وَفِي سَنَده مُحَمَّد بن جَعْفَر الْمُتَّهم بِالْوَضْعِ لكنه متابع.
(1/23)
وَفِي الذيل «نُقْطَةٌ مِنْ دَوَاةِ عَالِمٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَرَقِ مِائَةِ ثوب شَهِيد» مَوْضُوع رتني.
(1/23)
وَعَن ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه «مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُوتُ وَيَتْرُكُ وَرَقَةً مِنَ الْعِلْمِ إِلا تَقُومُ تِلْكَ الْوَرَقَةُ سِتْرًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ وَإِلا بَنَى اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ فِي تِلْكَ الْوَرَقَةِ مَكْتُوبٍ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ أَوْسَعَ من الدُّنْيَا سبع مَرَّات» وَمثله عَن شهر بن حَوْشَب رَفعه عَن ابْن عمر رَفعه «صرير الأقلام عِنْد الْأَحَادِيث يعدل عِنْد الله التَّكْبِير الَّذِي يكبر فِي رِبَاط عسقلان وعبادان وَمن كتب أَرْبَعِينَ حَدِيثا أعْطى ثَوَاب الشُّهَدَاء الَّذين قتلوا بعبادان وعسقلان» فِي الْمِيزَان هَذَا خبر بَاطِل.
(1/23)
«مَا مِنْ كِتَابٍ يُلْقَى بِمَضْيَعَةٍ مِنَ الأَرْضِ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلا بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَحُفُّونَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ وَيُقَدِّسُونَهُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَلِيًّا مِنْ أوليائه فيرفعه» فِيهِ أَحْمد بن نصر دجال.
(1/23)
فِي اللآلئ «إِذَا كَتَبَ أَحَدُكُمْ فَلا يَكْتُبْ عَلَيْهِ بَلَغَ فَإِنَّهُ اسْمُ شَيْطَانٍ وَلَكِنْ يَكْتُبُ عَلَيْهِ لِلَّهِ» مَوْضُوعٌ.
(1/23)
فِي الْوَجِيز «إِنَّ مَنْ كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [ص:24] فَجَوَّدَهُ تَعْظِيمًا لِلَّهِ غفر لَهُ» فِيهِ إبان وَأَبُو حَفْص الْعَبْدي وَأَبُو سَالم ضعفاء قلت لَهُ طَرِيق آخر عَنهُ وَله شَوَاهِد قوى عَن عَليّ مَوْقُوفا وَله حكم الرّفْع.
(1/23)
زيد بن ثَابت «ضع الْقَلَم على أُذُنك» إِلَخ. فِيهِ عَنْبَسَة مَتْرُوك عَن مُحَمَّد بن زَاذَان لَا يكْتب حَدِيثه قلت أخرجه التِّرْمِذِيّ من هَذَا الْوَجْه وَله شَاهد عَن أنس.
(1/24)
بَابُ ذَمِّ الْعَالِمِ غَيْرِ الْعَامِلِ أَو الْحَاسِد أَو الْمُخْتَلط بالأمراء والسمين وذم تَعْلِيمه لغير أَهله كأرباب الدولة أَو بِالْأُجْرَةِ وذم كِتْمَانه من الْأَهْل وذم الْوَعْظ والقاص وَالْمَرْأَة المحدثة وذم الْجَاهِل وَلَو عابدا فَإِنَّهُ لَا يكون وليا.
(1/24)
فِي الْمُخْتَصر «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِمٌ لَمْ يَنْفَعْهُ اللَّهُ بِعِلْمِهِ» للطبراني وَالْبَيْهَقِيّ ضَعِيف.
(1/24)
«إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ أُلْهِمْتُمْ فِيهِ الْعَمَلَ وَسَيَأْتِي قَوْمٌ يُلْهَمُونَ الْجَدَلَ» لم يُوجد.
(1/24)
«مَا أُوتِيَ قَوْمٌ الْمَنْطِقَ إِلا منعُوا الْعَمَل» لم يُوجد.
(1/24)
«لَا يَكُونُ الْمَرْءُ عَالِمًا حَتَّى يَكُونَ بِعِلْمِهِ عَامِلا» لَمْ يُوجَدْ إِلَّا مَوْقُوفا على أبي الدَّرْدَاء.
(1/24)
«يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عُبَّادٌ جهال وعلماء فساق» للْحَاكِم ضَعِيف.
(1/24)
«مَنِ ازْدَادَ عِلْمًا وَلَمْ يَزْدَدْ هُدًى لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللَّهِ إِلَّا بعدا» ضَعِيف.
(1/24)
«مِنْ فِتْنَةِ الْعَالِمِ أَنْ يَكُونَ الْكَلامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الاسْتِمَاعِ» ذَكرُوهُ فِي الموضوعات.
(1/24)
«هَلاكُ أُمَّتِي عَالِمٌ فَاجِرٌ وَعَابِدٌ جَاهِلٌ وَشِرَارُ الشِّرَارِ شِرَارُ الْعُلَمَاءِ وَخير الْخِيَار خِيَار الْعلمَاء» لم يُوجد وَآخره للدارمي مُرْسلا.
(1/24)
«أَكثر منافقي هَذِه الْأمة قراؤها» لِأَحْمَد وَالطَّبَرَانِيّ حسن.
(1/24)
«سِتَّةٌ يَدْخُلُونَ النَّارَ قَبْلَ الْحِسَابِ لسِتَّة، الْعلمَاء بِالْحَسَدِ» إِلَخ. للديلمي ضَعِيف.
(1/24)
«شِرَارُ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ يَأْتُونَ الأُمَرَاءَ وَخِيَارُ الأُمَرَاءِ الَّذِينَ يَأْتُونَ الْعُلَمَاءَ» لِابْنِ مَاجَه شطره الأول وَسَنَده ضَعِيف.
(1/24)
«الْعُلَمَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ مَا لَمْ يُخَالِطُوا السُّلْطَانَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ خَانُوا الرُّسُل فاحذروهم واعتزلوهم» مَذْكُور فِي الموضوعات، وَفِي الْوَجِيز فِيهِ إِبْرَاهِيم بن رستم لَا يعرف عَن عمر [ص:25] أبي الحفص الْعَبْدي مَتْرُوك قلت لَيْسَ بمتروك بل من رجال السّنَن وَثَّقَهُ أَحْمد وَغير وَضعه آخَرُونَ بِكَلَام هَين وَابْن رستم مَعْرُوف ابْن معِين هُوَ ثِقَة وَقيل فَقِيه عباد مَشْهُور امْتنع عَن الْقَضَاء: الدَّارَقُطْنِيّ مَشْهُور وَلَيْسَ بِقَوي، وَقد ورد الحَدِيث عَن عَليّ وموقوفا على جَعْفَر بن مُحَمَّد وَله شَوَاهِد، وَفِي الْمَقَاصِد «الْفُقَهَاء أُمَنَاء الرَّسُول مَا لم يدخلُوا فِي الدُّنْيَا ويتبعوا الشَّيْطَان فَإِذا فعلوا ذَلِك فاحذروهم» سَنَده ضَعِيف.
(1/24)
«نِعْمَ الأَمِيرُ إِذَا كَانَ بِبَابِ الْفَقِيرِ وَبِئْسَ الْفَقِيرُ إِذَا كَانَ بِبَاب الْأَمِير» لِابْنِ مَاجَه بِسَنَد ضَعِيف بِمَعْنى الشّطْر الثَّانِي.
(1/25)
عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه «مَا مِنْ عَالِمٍ أَتَى صَاحِبَ سُلْطَانٍ طَوْعًا إِلا كَانَ شَرِيكَهُ فِي كُلِّ لَوْنٍ يُعَذَّبُ بِهِ فِي نَار جَهَنَّم» للديلمي عَن معَاذ رَفعه وَلَا يَصح وَلَكِن ورد فِي تنفير الْعَالم من إتيانهم أَشْيَاء مِنْهُ «مَا ازْدَادَ أحد من السُّلْطَان قربا إِلَّا ازْدَادَ من الله بعدا» وَقد مر فِي حَدِيث «من سكن الْبَادِيَة جَفا وَمن أَتَى السُّلْطَان افْتتن وَمن اتبع الصَّيْد غفل» وَمِنْه قَول الثَّوْريّ إِذا رَأَيْت الْقَارئ يلوذ بالسلطان فَاعْلَم أَنه لص وَإِذا رَأَيْته يلوذ بالأغنياء فَاعْلَم أَنه مرائي وَإِيَّاك أَن تخدع وَيُقَال ترد مظْلمَة وتدفع عَن مظلوم فَإِن هَذِه خدعة إِبْلِيس اتخذها الْقُرَّاء سلما، وَقَوله أَيْضا إِنِّي لألقى الرجل أبغضه فَيَقُول لي كَيفَ أَصبَحت فيلين لَهُ قلبِي فَكيف بِمن أكل ثريدهم ووطئ بساطهم، وَمن ثمَّ ورد «اللَّهُمَّ لَا تجْعَل الْفَاجِر عِنْدِي نعْمَة يرعاه قلبِي» وَقيل مَا أقبح أَن يطْلب الْعَالم فَيُقَال هُوَ بِبَاب الْأَمِير.
(1/25)
فِي اللآلئ «تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جُبِّ الْحُزْنِ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ تَعَوَّذُ مِنْهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً أَعَدَّهُ اللَّهُ لِلْقَرَّائِينَ الْمُرَائِينَ وَإِنَّ مِنْ شِرَارِ الْقُرَّاءِ مَنْ يَزُورُ الْأُمَرَاء» لَا يَصح قلت أخرجه التِّرْمِذِيّ وغربه وَالطَّبَرَانِيّ، وَفِي الْوَجِيز أوردهُ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقَالَ فِيهِ عمار ابْن سيف الضَّبِّيّ مَتْرُوك وَكَذَا شَيْخه أَبُو معَان وَمن حَدِيث عَليّ وأَعَلّه بِأبي بكر بن حَكِيم لَيْسَ بِشَيْء، قلت حَدِيث أبي هُرَيْرَة أوردهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ، وعمار وَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره قيل كَانَ متعبدا سنيا مغفلا وَلَا يُوصف حَدِيث مثله بِالْوَضْعِ بل بالْحسنِ إِذا تربع وَله شَاهد عَن ابْن عَبَّاس، وَفِي الْمُخْتَصر «جب الْحزن وَاد فِي جَهَنَّم أعده الله» إِلَخ. لِلتِّرْمِذِي مغربا [ص:26] وَلغيره مضعفا.
(1/25)
وَفِي اللآلئ «شَهَادَةُ الْمُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ جَائِزَةٌ وَلا يَجُوزُ شَهَادَةُ الْعُلَمَاءِ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ لأَنَّهُمْ حَسَدٌ» لَيْسَ مِنَ الْحَدِيثِ وَإِسْنَادُهُ فَاسِدٌ من وُجُوه كَثِيرَة.
(1/26)
ابْن عمر رَفعه «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَحْسُدُ الْفُقَهَاءُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيَغَارُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا كتغاير التيوس» فِيهِ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم مُتَّهم بِالْوَضْعِ.
(1/26)
وَفِي الْمَقَاصِد «إِنَّ اللَّهَ يَكْرَهُ الْحَبْرَ السَّمِينَ» الْبَيْهَقِيّ وَغَيره، وَعَن الشَّافِعِي (رض) أَنه قَالَ «مَا أَفْلح سمين إِلَّا أَن يكون مُحَمَّد بن الْحسن لِأَنَّهُ لَا يعدو الْعَاقِل من أَن يهم لآخرته أَو لدنياه والشحم مَعَ الْهم لَا ينْعَقد فَإِذا خلا مِنْهُمَا صَارا فِي حد الْبَهَائِم» لَو أَن أهل الْعلم صانوا الْعلم ووضعوه عِنْد أَهله سادوا بِهِ أهل زَمَانه وَلَكِن بذلوه لأهل الدُّنْيَا لينالوا من ديناهم فهانوا على أَهلهَا".
(1/26)
عَن ابْن مَسْعُود من قَوْله فِي الْوَجِيز «لَا تُعَلِّقُوا الدُّرَّ فِي أَعْنَاقِ الْخَنَازِير» يَعْنِي الْعلم تفرد يحيى بن عقبَة لَيْسَ بِثِقَة قلت لَهُ طَرِيق آخر عَن كثير بن شنطير عَن ابْن سِيرِين عَن أنس بِلَفْظ «وَاضع الْعلم عِنْد غير أَهله كمقلد الْخَنَازِير الْجَوْهَر واللؤلؤ وَالذَّهَب» .
(1/26)
«نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّعْلِيمِ وَالأَذَانِ بِالأُجْرَةِ» فِيهِ مَتْرُوكَانِ قلت كَيفَ تحكم بِوَضْعِهِ وَالْأَحَادِيث متظافرة على النَّهْي.
(1/26)
فِي الْمُخْتَصر «مَنْ كَتَمَ عِلْمًا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة بلجام من نَار» لِابْنِ مَاجَه ضَعِيف، وَفِي الْمَقَاصِد «من كتم علما يُعلمهُ ألْجم يَوْم الْقِيَامَة بلجام من نَار» لجَماعَة وَحسنه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ ويشمل الْوَعيد حبس الْكتب عَن الطَّالِب للِانْتِفَاع لَا سِيمَا عمد عدد التَّعَدُّد والابتلاء بِهَذَا كثير.
(1/26)
فِي الذيل «سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عُلَمَاءُ يُرَغِّبُونَ النَّاسَ فِي الآخِرَةِ وَلا يَرْغَبُونَ وَيُزَهِّدُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا وَلا يَزْهَدُونَ وَيَنْبَسِطُونَ عِنْدَ الْكُبَرَاءِ وَيَنْقَبِضُونَ عِنْدَ الْفُقَرَاءِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ غِشْيَانِ الأُمَرَاءِ وَلا يَنْتَهُونَ أُولَئِكَ الجبارون عِنْد الرَّحْمَن» فِيهِ نوح بن أبي مَرْيَم أحد الْمَشَاهِير بِالْكَذِبِ «شرار النَّاس فَاسق قَرَأَ كتاب الله وتفقه فِي دين الله ثمَّ بذل نَفسه لِفَاجِر أَو أبسط تفكه بقرَاءَته ومحادثته فيطبع الله على قلب الْقَائِل والمستمع» فِيهِ مُحَمَّد بن زيد ضَعِيف وَعمر بن أبي بكر أَتَّهِمهُ ابْن حبَان، وَفِي الْمِيزَان واه حَدِيثه شبه مَوْضُوع.
(1/26)
«أَشَدُّ النَّاسِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَمْكَنَهُ طَلَبُ الْعِلْمِ فِي الدُّنْيَا فَلَمْ يَطْلُبْهُ وَرَجُلٌ [ص:27] عَلِمَ عِلْمًا فَانْتَفَعَ بِهِ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ دونه» وَقَالَ ابْن عَسَاكِر مُنكر.
(1/26)
وَعَن عَائِشَة رفعته «إِذَا كَانَ آخِرُ الزَّمَانِ يَجْلِسُ الْعُلَمَاءُ وَالْفُقَهَاءُ فِي الْبُيُوتِ وَيَظْهَرُ النِّسَاءُ وَيَقُلْنَ حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَاحْرِقُوهُنَّ بالنَّار» .
(1/27)
أنس رَفعه «إِيَّاكُمْ وَالْقُصَّاصَ الَّذِينَ يُقَدِّمُونَ وَيُؤَخِّرُونَ ويخلطون ويغلطون» فِيهِ يُوسُف مُتَّهم بِالْوَضْعِ
.
(1/27)
«مَنْ نَصَحَ جَاهِلا عَادَاهُ» جَاءَ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ وَلَيْسَ فِي شَيْء من المسندات.
(1/27)
وَفِي الْمَقَاصِد لَا أستحضره «مَنْ عَبَدَ اللَّهَ بِجَهْلٍ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ» قيل من كَلَام ضرار الصَّحَابِيّ، وَرُوِيَ مَرْفُوعا «المتعبد بِغَيْر فقه كالحمار فِي الطاحونة» .
(1/27)
«مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلِيٍّ جَاهِل وَلَو اتَّخذهُ لعلمه» قَالَ شَيخنَا لَيْسَ بِثَابِت وَلَكِن مَعْنَاهُ صَحِيح أَي لَو أَرَادَ اتِّخَاذه وليا لعلمه ثمَّ اتَّخذهُ.
(1/27)
بَابُ رِوَايَةِ الْحَدِيثِ وَالْعَمَلِ بِالضَّعِيفِ بِحُسْنِ الظَّنِّ فَإِنَّهُ يَنْفَعُ وَلَوْ بِالْحجرِ.
(1/27)
فِي الْمُخْتَصر «مَنْ حَمَلَ مِنْ أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيها عَالما» لِابْنِ عبد الْبر وَضَعفه، وَفِي الذيل «من حفظ على أمتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثا» إِلَخ. من أباطيل إِسْحَاق الْمَلْطِي، وَفِي الْمَقَاصِد «من حفظ على أمتِي» إِلَخ. لأبي نعيم عَن ابْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس، وَفِي الْبَاب عَن أنس وَعلي ومعاذ وَأبي هُرَيْرَة وَآخَرين قَالَ النَّوَوِيّ طرقه كلهَا ضَعِيفَة وَلَيْسَ بِثَابِت، وَكَذَا قَالَ شَيخنَا جمعت طرقه فِي جُزْء لَيْسَ فِيهَا طَرِيق تسلم من عِلّة قادحة، وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ هُوَ متن مَشْهُور وَلَيْسَ لَهُ إِسْنَاد صَحِيح
(1/27)
«إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُوَافِقُ الْحَقَّ فَصَدِّقُوهُ وَخُذُوا بِهِ حَدَّثْتُ بِهِ أَوْ لَمْ أُحَدِّثْ» مُنْكَرٌ جدا قَالَ الْعقيلِيّ لَيْسَ لَهُ إِسْنَاد يَصح وَقَالَ شَيخنَا أَنه جَاءَ من طرق لَا تخلوا من مقَال، وَفِي الْوَجِيز أَبُو هُرَيْرَة «إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُوَافِقُ الْحق فَخُذُوا بِهِ» إِلَخ. فِيهِ أَشْعَث بن برَاز لَيْسَ بِشَيْء وروى عَن ثَوْبَان بِسَنَد فِيهِ مَجْهُول قلت أخرج أَحْمد من وَجه آخر عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه «مَا جَاءَكُم عني من خير قلته أَو لم أَقَله فَأَنا أقوله وَمَا أَتَاكُم من شَرّ فَإِنِّي [ص:28] لَا أَقُول الشَّرّ» وَأخرجه ابْن مَاجَه من وَجه ثَالِث، وَأخرج أَحْمد بِسَنَد عَليّ شَرط الصَّحِيح «إِذا سَمِعْتُمْ الحَدِيث عني تعرفه قُلُوبكُمْ وتلين لَهُ أَشْعَاركُم وَأَبْشَاركُمْ وترون أَنه مِنْكُم قريب فَأَنا أولاكم بِهِ وَإِذا سَمِعْتُمْ الحَدِيث عني تنكره قُلُوبكُمْ وتنفر أَشْعَاركُم وَأَبْشَاركُمْ وترون أَنه بعيد مِنْكُم فَأَنا أبعدكم مِنْهُ» وَذكر غير ذَلِك من الرِّوَايَات «مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ شَيْءٌ» إِلَخ. أوردهُ عَن جَابر وَفِيه أَبُو جَابر الْفَيَّاض كَذَّاب، وَعَن ابْن عمر وَفِيه إِسْمَاعِيل بن يحيى كَذَّاب، وَعَن أنس وَفِيه بزيع مَتْرُوك.
(1/27)
وَفِي الْمَقَاصِد «مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ شَيْءٌ فِيهِ فَضِيلَةٌ فَأَخَذَ بِهِ إِيمَانًا بِهِ وَرَجَاءَ ثَوَابِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ ذَلِكَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِك» فِي سَنَده مَتْرُوك وَله شَوَاهِد «لَو أحسن أحدكُم ظَنّه بِحجر نَفعه بِهِ» قَالَ ابْن تَيْمِية كذب، وَقَالَ شَيخنَا لَا أصل لَهُ، قلت وَنَحْوه «من بلغه عَن الله» إِلَخ. وَلَا يَصح، وَقَالَ عبد الْبر أَنهم يتساهلون فِي أَحَادِيث الْفضل قَالَ أَحْقَر عباده يَجِيء فِي بَاب الْمَرَض الْعَمَل بالضعيف وَمن ابتلى بتهاونه بِهِ، وَفِي الذيل «من أحسن ظَنّه بِحجر نَفعه الله بِهِ» قَالَ ابْن تَيْمِية مَوْضُوع وَهُوَ كَمَا قَالَ.
(1/28)
وَفِي رِسَالَة علم الحَدِيث مَا أوردهُ الأصوليون من قَوْله «إِذَا رُوِيَ عَنِّي حَدِيثٌ فَاعْرِضُوهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ فَإِنْ وَافَقَهُ فاقبلوه وَإِن خَالفه فَردُّوهُ» وَقَالَ الْخطابِيّ وَضعته الزَّنَادِقَة ويدفعه حَدِيث أَنِّي أويت الْكتاب وَمَا يعدله «ويروى وَمثله مَعَه» وَكَذَا قَالَ الصغاني.
(1/28)
بَاب الْعقل والبلاهة وَكَون الْإِنْسَان خيرا من ألف مثله وَإِن الْعَاقِل هُوَ الْمُطِيع لَا السخي وَلَو حاتما.
(1/28)
فِي الْمَقَاصِد «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ وَعِزَّتِي وَجَلالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَشْرَفُ مِنْكَ فِيكَ آخُذُ وَبِك أعطي» قَالُوا إِنَّه كذب مَوْضُوع اتِّفَاقًا، وَرُوِيَ «أول مَا خلق الله الْعقل» إِلَخ. وَفِيه كَذَّاب قَالَ شَيخنَا الْوَارِد «أول مَا خلق الله الْقَلَم وَهُوَ أثبت من الْعقل» ، [ص:29] وَفِي الْخُلَاصَة وَزَاد ابْن تَيْمِية «وَلَك الثَّوَاب وَعَلَيْك الْعقَاب» ويسمونه أَيْضا الْقَلَم وَقَالَ مَوْضُوع، وَفِي الْمُخْتَصر «أول مَا خلق الله الْعقل» ضَعِيف «مَا خلق الله خلقا أكْرم من الْعقل» للحكيم ضَعِيف.
(1/28)
«ازْدَدْ عَقْلا تَزْدَدْ مِنْ رَبِّكَ حبا» ضَعِيف.
(1/29)
«إِذَا اقْتَرَبَ النَّاسُ بِأَنْوَاعِ الْبِرِّ فتقرب أَنْت بعقلك» قَالَه لعَلي ضَعِيف.
(1/29)
«تَبَارَكَ الَّذِي قَسَّمَ الْعَقْلَ بَيْنَ عباده» مُرْسل ضَعِيف.
(1/29)
«إِنَّمَا يُجْزَى عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ» ضَعِيف.
(1/29)
«كَانَ إِذَا بَلَغَهُ شِدَّةُ عِبَادَةِ رَجُلٍ سَأَلَهُ عَنْ عَقْلِهِ» ضَعِيفٌ، وكل حَدِيث ورد فِيهِ ذكر الْعقل لَا يثبت.
(1/29)
«لَيْسَ شَيْء خيرا من ألف مثله إِلَّا الْإِنْسَان أَو الْمُؤمن» سَنَده حسن للطبراني وَأحمد، وَفِي الْمَقَاصِد «إِلَّا الْإِنْسَان» رُوِيَ عَن سلمَان وَابْن عمر وَجَابِر وَغَيرهم مَرْفُوعا.
(1/29)
«أَكثر أهل الْجنَّة البله» فِيهِ سَلامَة لين وَفسّر السهل التسترِي بِأَنَّهُم الَّذين ولهت قُلُوبهم وشغلت بِاللَّه، وَقيل الأبله فِي دُنْيَاهُ وَالْفَقِير فِي دينه، وَفِي الْمَقَاصِد أَي البله فِي أُمُور الدُّنْيَا وَهُوَ للبزار مضعفا والقرطبي مصححا وروى بِزِيَادَة وعليون لِذَوي الْأَلْبَاب وَلم يُوجد لَهُ أصل.
(1/29)
وَفِي الذيل أخرج الْحَارِث بن أُسَامَة فِي مُسْنده عَن دَاوُد بن المحبر بضعا وَثَلَاثِينَ حَدِيثا فِي الْعقل قَالَ ابْن حجر كلهَا مَوْضُوعَة مِنْهَا «إِنَّ الأَحْمَقَ يُصِيبُ بِحُمْقِهِ أَعْظَمَ مِنْ فُجُورِ الْفَاجِرِ وَإِنَّمَا يَرْتَفِعُ الْعِبَادُ غَدًا فِي الدَّرَجَاتِ وَيَنَالُونَ الزُّلْفَى مِنْ رَبِّهِمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولهمْ» وَمِنْه «أفضل النَّاس أَعقل النَّاس» وَمِنْه «قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْقَلَ هَذَا النَّصْرَانِيَّ فَزَجَرَهُ فَقَالَ إِنَّ الْعَاقِلَ مَنْ عَمِلَ بِطَاعَةِ الله» وَوضع سُلَيْمَان بن عِيسَى بضعا وَعشْرين حَدِيثا مِنْهُ قيل لعلقمة مَا أَعقل النَّصْرَانِي فَقَالَ مَه فَابْن مَسْعُود كَانَ ينهانا أَن يُسمى الْكَافِر عَاقِلا وَمِنْه «رَكْعَتَانِ من الْعَاقِل أفضل من سبعين رَكْعَة من الْجَاهِل وَلَو قلت سَبْعمِائة رَكْعَة لَكَانَ كَذَلِك» وَمِنْه «أَن عدي بن حَاتِم أطرى أَبَاهُ وَذكر من سؤدده وشرفه وعقله فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن الشّرف والسؤدد وَالْعقل فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة لِلْعَامِلِ بِطَاعَة الله فَقَالَ يَا رَسُول الله أَنه كَانَ يُقَوي الضَّعِيف وَيطْعم الطَّعَام ويصل الْأَرْحَام ويعين فِي النوائب وَيفْعل وَيفْعل فَهَل بلغ ذَلِك شَيْئا قَالَ لِأَن أَبَاك لم يقل قطّ رب اغْفِر لي خطيئتي يَوْم الدَّين لَا دين لمن [ص:30] لَا عقل لَهُ» قَالَ النَّسَائِيّ بَاطِل مُنكر.
(1/29)
«اعْتَبِرُوا عَقْلَ الرَّجُلِ فِي طُولِ لحيته وَنقش خَاتمه وكنيته» فِيهِ يزِيد مضعف وَقيل مكذب.
(1/30)
فِي الْوَجِيز حَدِيث جَابر «تعبد رجل فِي صومعته» إِلَخ. فِي الذيل قَالَ «يَا رب لَو كَانَ لَك حمَار لرعيته مَعَ حماري» وَفِيه «إِنَّمَا أجازي الْعباد على قدر عُقُولهمْ» تفرد بِهِ أَحْمد بن كثير وَهُوَ مَتْرُوك قلت بل هُوَ من رجال الصَّحِيح أخرج لَهُ البُخَارِيّ وَوَثَّقَهُ الْأَكْثَرُونَ.
(1/30)
بَابُ إِنَّ الْقَلْبَ بَيْتُ الرَّبِّ ووسيعه وَإِن الْأَرْوَاح جنود.
(1/30)
فِي الذيل «مَا وَسِعَنِي سَمَائِي وَلا أَرْضِي بَلْ وَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ» الْقلب بَيت الرب «قَالَ ابْن تَيْمِية موضوعان قلت وهما كَمَا قَالَ، وَفِي الْمُخْتَصر» لم تسعني أرضي وسمائي وَلَكِن وسعني قلب عَبدِي الْمُؤمن اللين الْوَازِع «لم يُوجد لَهُ أصل، وَفِي الْمَقَاصِد ذكر فِي الْإِحْيَاء وَقَالَ مخرجه الْعِرَاقِيّ لم أر لَهُ أصلا، وَقَالَ ابْن تَيْمِية مَذْكُور فِي الْإسْرَائِيلِيات وَمَعْنَاهُ وسع قلبه الْإِيمَان بِي ومحبتي وَإِلَّا فَالْقَوْل بالحلول كفر، وَقَالَ الزَّرْكَشِيّ وَضعه الْمَلَاحِدَة» الْقلب بَيت الرب" لَا أَصْلَ لَهُ فِي الْمَرْفُوعِ.
(1/30)
«الْأَرْوَاح جنود مجندة فَمَا تعرف مِنْهَا ائتلف وَمَا تناكر مِنْهَا اخْتلف» لمُسلم وَالْبُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَغَيرهمَا:
(1/30)
بَاب خِصَال الْوضُوء وَالْغسْل من الْجَنَابَة وَالْجُمُعَة من السِّوَاك والتخليل وَمسح الرَّقَبَة من مَاء الشَّمْس ودعائه وَقدر مَائه وَإِن الدَّين نظافة وَتَقْدِيم إبريق وَشَيْطَان الموسوس فِيهِ وناقضه ومالا يلائمه.
(1/30)
«السِّوَاك يزِيد الرجل فصاحة» قَالَ الصغاني وَضعه ظَاهر، وَكَذَا «حبذا [ص:31] المتخللون من أمتِي» وَفَسرهُ بتخليل الْأَصَابِع فِي الْوضُوء أَو بتخليل بعد الطَّعَام وَفِي الْمَقَاصِد «صَلَاة بِالسِّوَاكِ خير من سبعين صَلَاة بِغَيْر سواك» قَالَ الْبَيْهَقِيّ غير قوي إِسْنَاده لَكِن لَهُ طرق وشواهد متعاضدة وَمَا رُوِيَ عَن ابْن معِين أَنه بَاطِل فبالنسبة لما وَقع لَهُ من طرقه «خللوا أصابعكم لَا يتخللها النَّار يَوْم الْقِيَامَة» أبي هُرَيْرَة بِسَنَد واه، وَعَن عَائِشَة بِسَنَد ضَعِيف، وَفِي الْمُخْتَصر «كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستاك عرضا وَيشْرب مصا» ضَعِيف.
(1/30)
«الْوُضُوءُ عَلَى الْوُضُوءِ نُورٌ عَلَى نور» لم يُوجد، وَفِي الْمَقَاصِد هُوَ فِي الْإِحْيَاء وَقَالَ مخرجه لم أَقف عَلَيْهِ، وَأما شَيخنَا فقد قَالَ أَنه ضَعِيف رَوَاهُ رزين وَمر فِيهِ «من تَوَضَّأ على طهر كتب الله لَهُ عشر حَسَنَات» وَهُوَ لجَماعَة مَرْفُوعا عَن ابْن عمر وَضعف التِّرْمِذِيّ إِسْنَاده.
(1/31)
«بني الدَّين على النَّظَافَة» ذكر فِي الْإِحْيَاء وَقَالَ مخرجه لم أَجِدهُ وَمَعْنَاهُ فِي الضُّعَفَاء.
(1/31)
فِي الْمُخْتَصر «الْوُضُوءُ مِنْ جَرٍّ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مِنْ هَذِهِ الْمَطَاهِرِ الَّتِي يَتَطَهَّرُ مِنْهَا النَّاسُ بَلْ مِنْ هَذِهِ الْمَطَاهِرِ الْتِمَاسًا لِبَرَكَةِ أَيْدِي الْمُسلمين» .
(1/31)
«مَسْحُ الرَّقَبَةِ أَمَانٌ مِنَ الْغُلِّ» ضَعِيف، وَفِي الذيل قَالَ النَّوَوِيّ مَوْضُوع لَيْسَ من كَلَامه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
(1/31)
«مَنْ قَدَّمَ لأَخِيهِ إِبْرِيقًا يَتَوَضَّأُ بِهِ فَكَأَنَّمَا قدم جوادا» وأكرموا طهوركم" قَالَ ابْن تَيْمِية موضوعان وهما كَمَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَة.
(1/31)
«مَنْ سَمَّى فِي وُضُوئِهِ لَمْ يَزَلْ مَلَكَانِ يَكْتُبَانِ لَهُ الْحَسَنَاتِ حَتَّى يُحْدِثَ مِنْ ذَلِكَ الْوُضُوءِ» فِيهِ ابْن علوان الْمَشْهُور بِالْوَضْعِ لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا على التَّعَجُّب.
(1/31)
«يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ فَإِنَّ حَفَظَتَكَ لَا تَسْتَرِيحُ تَكْتُبُ لَكَ الْحَسَنَاتِ حَتَّى تُحْدِثَ مِنْ ذَلِك الْوضُوء» مُنكر.
(1/31)
«يَا أَنَسُ ادْنُ مِنِّي أُعَلِّمْكَ مَقَادِيرَ الْوُضُوءِ فَدَنَوْتُ فَلَمَّا أَنْ غَسَلَ يَدَيْهِ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ فَلَمَّا اسْتَنْجَى قَالَ اللَّهُمَّ حَصِّنْ فَرْجِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي فَلَمَّا تَوَضَّأَ وَاسْتَنْشَقَ قَالَ اللَّهُمَّ لَقِّنِّي حُجَّتِي وَلا تَحْرِمْنِي رَائِحَةَ الْجَنَّةِ فَلَمَّا غَسَلَ وَجْهَهُ قَالَ اللَّهُمَّ بَيِّضْ وَجْهِي يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ فَلَمَّا أَنْ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ قَالَ اللَّهُمَّ أَعْطِنِي كِتَابِي بِيَمِينِي فَلَمَّا أَنْ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ قَالَ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا بِرَحْمَتِكَ وَجَنِّبْنَا عَذَابَكَ فَلَمَّا أَنْ غَسَلَ قَدَمَيْهِ قَالَ اللَّهُمَّ ثَبِّتْ قَدَمَيَّ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَام ثمَّ قَالَ
(1/31)
وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ يَا أَنَسُ مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَهَا عِنْدَ وُضُوئِهِ لَمْ تَقْطُرْ مِنْ خَلَلِ أَصَابِعِهِ قَطْرَةٌ إِلا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكًا يُسَبِّحُ اللَّهَ بِسَبْعِينَ لِسَانًا يَكُونُ ثَوَابَ ذَلِكَ التَّسْبِيحِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة» فِيهِ عبَادَة بن صُهَيْب مُتَّهم وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ مَتْرُوك وَفِيه أَحْمد بن هَاشم اتهمه الدَّارَقُطْنِيّ وَقد نَص النَّوَوِيّ بِبُطْلَان هَذَا الحَدِيث وَأَنه لَا أصل لَهُ، وَتعقبه شَارِح الْمِنْهَاج بِأَنَّهُ روى من طرق مثله عَن أنس رَوَاهُ ابْن حبَان فِي تَرْجَمَة عباد بن صُهَيْب وَقد قَالَ أَبُو دَاوُد أَنه صَدُوق قدري وَقَالَ أَحْمد مَا كَانَ صَاحب كذب انْتهى. قَالَ ابْن حجر يشْهد الْمُبْتَدِئ فِي هَذِه الصِّنَاعَة أَنَّهَا مَوْضُوعَة، وَمعنى قَول أَحْمد وَأبي دَاوُد أَنه كَانَ لَا يتَعَمَّد الْكَذِب بل يَقع ذَلِك مِنْهُ من غلطته وغفلته وَلذَلِك تُرِك وكُذّب، الرواي عَن عباد ضَعِيف أَيْضا، وروى مثله بِزِيَادَة بعض الْأَدْعِيَة عَن الْحسن الْبَصْرِيّ عَن عَليّ رَفعه، وَقَالَ ابْن حجر حَدِيث غَرِيب وَفِيه خَارِجَة بن مُصعب تَركه الْجُمْهُور وَكذبه ابْن معِين، قَالَ ابْن حبَان كَانَ يُدَلس عَن الْكَذَّابين رووها عَن الثِّقَات.
(1/32)
"الْوُضُوءُ مُدٌّ وَالْغُسْلُ صَاعٌ وَسَيَأْتِي أَقْوَامٌ مِنْ بَعْدِي يَسْتَقِلُّونَ ذَلِكَ أُولَئِكَ خِلافُ أَهْلِ سُنَّتِي وَالآخِذُ بِسنتي معي فِي حظير [لَعَلَّه: حَظِيرَة] الْقُدس منتزه أهل الْجنَّة" فِيهِ عَنْبَسَة مَجْرُوح.
(1/32)
«لَا تتوضؤوا فِي الكنيف الَّذِي تَبُولُونَ فِيهِ فَإِنَّ وُضُوءَ الْمُؤْمِنِ يُوزَنُ مَعَ حَسَنَاتِهِ» وَضَعَهُ يَحْيَى بن عَنْبَسَة.
(1/32)
«كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَاكَ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ سِوَاكِي رِضَاكَ عَنِّي وَاجْعَلْهُ طَهُورًا وَتَمْحِيصًا وَبَيِّضْ وَجْهِي مَا تُبَيِّضُ بِهِ أسناني» فِيهِ مُتَّهم بِالْوَضْعِ.
(1/32)
«الْوُضُوءُ مِنَ الْبَوْلِ مَرَّةً وَمِنَ الْغَائِطِ مَرَّتَيْنِ وَمِنَ الْجَنَابَةِ ثَلاثًا ثَلَاثًا» فِيهِ ابْن فَايِد مُنكر.
(1/32)
«إِنَّ شَيْطَانًا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ يُقَالُ لَهُ الْوَلَهَانُ مَعَهُ ثَمَانِيَةُ أَمْثَالِ وَلَدِ آدَمَ مِنَ الْجُنُودِ وَلَهُ خَلِيفَةٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ» إِلَخ. قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع.
(1/32)
وَفِي اللآلئ «الْمَضْمَضَةُ وَالاسْتِنْشَاقُ ثَلاثًا فَرِيضَةٌ لِلْجُنُبِ» مَوْضُوع.
(1/32)
«مَنِ اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ حَلالا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِائَةَ قَصْرٍ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيد» وَضعه دِينَار «لَا تغسلوا بِالْمَاءِ الَّذِي يسخن فِي الشَّمْس فَإِنَّهُ يعدي من البرص» فِيهِ مَجْهُول وَحَدِيثه غير مَحْفُوظ وَلَيْسَ فِي المَاء المشمس شَيْء يَصح مُسْندًا إِنَّمَا يرْوى فِيهِ شَيْء من قَول [ص:33] عمر ابْن الْخطاب.
(1/32)
«اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَوْ كَأْسًا بِدِينَار» فِيهِ ابْن البخْترِي لَا يحْتَج بِهِ قلت لَهُ طَرِيق آخر، وَفِي الذيل «اغْتسل فِي كل جُمُعَة وَلَو أَن تشتري المَاء بقوت يَوْمك» فِيهِ إِبْرَاهِيم بن حَيَّان البخْترِي أَحَادِيثه مَوْضُوعَة وَفِي الْوَجِيز قلت لَهُ شَاهد من حَدِيث أنس.
(1/33)
بَاب الْقلَّتَيْنِ وَالْحيض وَبَوْل الْحَيَوَان وَالدَّم وطهارة الأَرْض.
(1/33)
فِي الْوَجِيز جَابر «إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ أَرْبَعِينَ قُلَّةً لم يحمل الْخبث» خلط فِيهِ الْقَاسِم بن عبد الله الْعمريّ قلت أَكثر مَا فِيهِ أَنه شَاذ أَو مُنكر وَالقَاسِم من رجال ابْن مَاجَه وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر عَن جَابر وَورد عَن أبي هُرَيْرَة مَوْقُوفا أَيْضا.
(1/33)
فِي الْمَقَاصِد «تَمْكُثُ إِحْدَاكُنَّ شَطْرَ دِينِهَا لَا تُصَلِّي» لَا أَصْلَ لَهُ بِهَذَا اللَّفْظ وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ يذكرهُ بعض فقهائنا تطلبته كثيرا فَلم أَجِدهُ وَلَا إِسْنَاد لَهُ، وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ يذكرهُ بعض أَصْحَابنَا وَلَا أعرفهُ، وَقَالَ النَّوَوِيّ بَاطِل لَا أصل لَهُ وَكَذَا قَالَ غَيرهم وَفِيمَا اتّفق الشَّيْخَانِ مَا قرب من مَعْنَاهُ «إِذا حَاضَت الْمَرْأَة وَلم تصل وَلم تصم فَذَلِك نُقْصَان دينهَا» وَفِي الْمُسْتَدْرك «فَإِن إحداكن تفعل مَا شَاءَ الله من يَوْم وَلَيْلَة وتسجد لله سَجْدَة» وَهَذَا وَإِن كَانَ قَرِيبا من مَعْنَاهُ لكنه لَا يُعْطي مُرَاده.
(1/33)
«زَكَاة الأَرْض يبسها» احْتج بِهِ الْحَنَفِيَّة وَلَا أصل لَهُ فِي الْمَرْفُوعِ بَلْ هُوَ مَوْقُوف على مُحَمَّد بن عَليّ الباقر وَعَن ابْن الْحَنَفِيَّة وَأبي قلَابَة بِلَفْظ جفوف.
(1/33)
«إِذَا جَفَّتِ الأَرْضُ فَقَدْ زُكِّيَتْ» وروى قَول أبي قلَابَة بِلَفْظ «جفوف الأَرْض طهرهَا» ويعارضه حَدِيث أنس بصب المَاء على بَوْل الْأَعرَابِي بل ورد فِيهِ الْحفر. قَالَ أَحْقَر عباده أَنى التَّعَارُض فَإِن المُرَاد أَن الجفوف إِحْدَى طرق التَّطْهِير لَا حصرها فِيهِ وَيشْهد لَهُ رِوَايَة «جفوف الأَرْض طهورها» وَالله أعلم.
(1/33)
وَفِي الذيل «إِنَّ الأَرْضَ لَتَنْجَسُ مِنْ بَوْلِ الأقلف أَرْبَعِينَ يَوْمًا» فِيهِ دَاوُد الوضاع.
(1/33)
وَفِي اللآلئ «لَا بَأْسَ بِبَوْلِ حِمَارٍ وَكُلِّ مَا أكل لَحْمه» مَوْضُوع.
(1/33)
«الدَّمُ مِقْدَارُ الدِّرْهَمِ يُغْسَلُ وَتُعَادُ مِنْهُ الصَّلَاة» فِيهِ نوح كَذَّاب.
(1/33)
بَاب الْأَذَان وَمسح الْعَينَيْنِ فِيهِ وَنَحْوه.
(1/34)
فِي اللآلئ «مَا مِنْ مَدِينَةٍ يَكْثُرُ أَذَانُهَا إِلَّا قل بردهَا» مَوْضُوع: فِي الْمَقَاصِد «مَا أَكثر أَذَان بَلْدَة إِلَّا قل بردهَا» للديلمي بِلَا سَنَد عَن عَليّ.
(1/34)
«مَسْحُ الْعَيْنَيْنِ بِبَاطِنِ أُنْمُلَتَيِ السَّبَّابَتَيْنِ بَعْدَ تَقْبِيلِهِمَا عِنْدَ سَمَاعِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ مِنَ الْمُؤَذِّنِ مَعَ قَوْلِهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم نَبيا» ذكره الديلمي فِي الفردوس من حَدِيث أبي بكر الصّديق أَنه لما سمع قَول الْمُؤَذّن أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ مثله وَقبل بباطن الأنملتين السبابَة وَمسح عَيْنَيْهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «من فعل مثل مَا فعل خليلي فقد حلت عَلَيْهِ شَفَاعَتِي» وَلَا يَصح، وَكَذَا مَا أوردهُ أَبُو الْعَبَّاس الرداد المتصوف بِسَنَد فِيهِ مَجَاهِيل مَعَ انْقِطَاعه عَن الْخضر عَلَيْهِ السَّلَام أَنه «من قَالَ حِين سمع أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله مرْحَبًا بحبيبي وقرة عَيْني مُحَمَّد بن عبد اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ يقبل إبهاميه ويجعلهما على عَيْنَيْهِ لم يعمى وَلم يرمد أبدا» ثمَّ روى بِسَنَد فِيهِ من لم أعرفهُ عَن مُحَمَّد بن البابا أَنه هبت ريح فَوَقَعت مِنْهُ حَصَاة فِي عينه وأعياه خُرُوجهَا وآلمته أَشد الْأَلَم فَقَالَ ذَلِك عِنْد سَماع الْمُؤَذّن فَخرجت الْحَصَاة من فوره فَقَالَ الرداد وَهَذَا يسير فِي جنب فضائله. وَحكي عَن الْبَعْض من صلى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم إِذا سمع ذكره فِي الْأَذَان وَجمع إصبعيه المسبحة والإبهام وقبلهما وَمسح بهما عَيْنَيْهِ لم يرمد أبدا قَالَ ابْن صَالح وَسمع عَن بعض الشُّيُوخ أَنه يَقُول عِنْدَمَا يمسح عَيْنَيْهِ صلى الله عَلَيْك يَا رَسُول الله يَا حبيب قلبِي وَيَا نور بَصرِي وَيَا قُرَّة عَيْني قَالَ ومذ فعلته لم ترمد عَيْني وَقد جرب كل مِنْهُم ذَلِك وروى الْحسن مثل مَا رُوِيَ عَن الْخضر عَلَيْهِ السَّلَام بِعَيْنِه انْتهى.
(1/34)
«اجْعَلْ بَيْنَ أَذَانِكَ وَإِقَامَتِكَ قَدْرَ مَا يَفْرُغُ الآكِلُ مِنْ أَكْلِهِ وَالْمُعْتَمِرُ إِذَا دَخَلَ لِقَضَاءِ حَاجَتِهِ وَلَا تقوموا حَتَّى تروني» هُوَ فِي المصابيح [ص:35] قَالَ مُؤَلفه هُوَ ضَعِيف، وَقَالَ الْقزْوِينِي مَوْضُوع عِنْدِي (1) وَصدر الحَدِيث لَيْسَ بموضوع وَهُوَ «إِذا أَذِنت فترسل وَإِذا أَقمت فاحدر»
__________
(1) قلت وَكَذَا الشّطْر الثَّانِي لَيْسَ بموضوع وخرجه غير وَاحِد من أهل الْعلم بِالْحَدِيثِ وَله شَوَاهِد كَمَا لَا يخفى. اهـ مصححه.
(1/34)
«إِنَّ الأَذَانَ سَهْلٌ سَمْحٌ فَإِنْ كَانَ أَذَانُكَ سَهْلا سَمْحًا وَإِلا فَلَا تؤذن» قَالَه لمؤذن يطرب: قَالَ الصغاني مَوْضُوع، وَفِي اللآلئ قَالَ ابْن حبَان لَا أصل لَهُ فِيهِ إِسْحَاق لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ، قلت رَجَعَ ابْن حبَان عَنهُ وَذكره فِي الثِّقَات والْحَدِيث أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ وَله شَاهد عَن عمر ابْن عبد الْعَزِيز
(1/35)
«لَا يُؤَذِّنُ لَكُمْ مَنْ يُدْغِمُ الْهَاء» مُنكر وَإِنَّمَا هُوَ من قَول الْأَعْمَش
(1/35)
حَدِيث جَابر فِي ثَوَاب الْمُؤَذّن بِطُولِهِ مَوْضُوع
(1/35)
«مَنْ أَفْرَدَ الإِقَامَةَ فَلَيْسَ مِنَّا» مَوْضُوع
(1/35)
«أَذِنَ بِلالٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثْنَى مَثْنَى وَأقَام مثل ذَلِك» قَالَ ابْن حبَان بَاطِل فِيهِ زِيَاد فَاحش الْخَطَأ قلت زِيَاد ثِقَة روى لَهُ الشَّيْخَانِ لَكِن عد هَذَا الحَدِيث من مَنَاكِيره، وَقد أخرج الطَّبَرَانِيّ وَكَأَنَّهُم إِنَّمَا أَنْكَرُوا مِنْهُ تَثْنِيَة الْإِقَامَة لمُخَالفَته لما فِي الصَّحِيح وَلم ينْفَرد بِهِ بل ورد عَن عبد الله بن زيد «كَانَ أَذَانه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وإقامته شفعا مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ»
(1/35)
فِي الذيل «وَلَوْ كَانَ لأَهْلِ السَّمَاءِ مِنَ الْمَلائِكَةِ نُزُولٌ إِلَى الأَرْضِ لَمَا سَبَقَهُمْ إِلَى الأَذَانِ أَحَدٌ وَلَغَلَبُوا النَّاسَ عَلَيْهِ وَإِنَّ أَدْنَى أَجْرِ الْمُؤَذِّنِ أَنَّ لَهُ مَا بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ أَجْرَ الشَّهِيدِ الْمَقْتُولِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمُتَشَحِّطُ فِي دَمِهِ يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ مَا يَشَاء» فِيهِ إِسْحَاق بن وهب وَعمر بن صبح كذابان.
(1/35)
«مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِي بِالصَّلاةِ فَقَالَ مَرْحَبًا بِالْقَائِلِينَ عَدْلا مَرْحَبًا بِالصَّلاةِ وَأَهْلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَى عَنْهُ أَلْفَيْ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَيْ ألف دَرَجَة» مَوْضُوع.
(1/35)
«أَظْهِرُوا الأَذَانَ فِي بُيُوتِكُمْ وَمُرُوا بِهِ نِسَاءَكُمْ فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّيْطَانِ ونماء فِي الرزق» فِيهِ نهشل كَذَّاب.
(1/35)
«إِذَا أَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي أَذَانِهِ وضع الرب فَوق رَأسه فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ أَذَانِهِ وَإِنَّهُ لَيَغْفِرُ لَهُ مدى صَوته» [ص:36] إِلَخ. فِيهِ عمر بن صبح يضع وَزيد الْعمي ضَعِيف.
(1/35)
«يَدُ الرَّحْمَنِ عَلَى رَأْسِ الْمُؤَذِّنِ مَا دَامَ يُؤَذِّنُ وَإِنَّهُ لَيُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ أَيْنَ بَلَغَ» فِيهِ أَبُو حَفْص لَيْسَ بِشَيْء.
(1/36)
«يَا أَبَا رَزِينٍ إِذَا أَقْبَلَ النَّاسُ عَلَى الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى فَأَحْبَبْتَ أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلَ أُجُورِهِمْ فَالْزَمِ الْمَسْجِدَ تُؤَذِّنُ فِيهِ لَا تَأْخُذُ عَلَى ذَلِك أجرا» علله أَبُو نعيم بِعَمْرو بن بكر.
(1/36)
«مَنْ أَذَّنَ سَنَةً مِنْ نِيَّةٍ صَادِقَةٍ يُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ اشفع لمن شِئْت» فِيهِ مُوسَى روى مَوْضُوعَات عَن أنس قصَّة رحيل بِلَال ثمَّ رُجُوعه إِلَى الْمَدِينَة بعد رُؤْيَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وأذانه بهَا وارتجاج الْمَدِينَة بِهِ لَا أصل لَهُ وَهِي بَيِّنَة الْوَضع.
(1/36)
وَفِي الْوَجِيز «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاةٌ إِلا الْمغرب» فِيهِ حَيَّان بن عبد الله كَذَّاب، قلت أخرجه الْبَزَّار وَقَالَ تفرد بِهِ حَيَّان وَهُوَ بَصرِي مَشْهُور لَيْسَ بِهِ بَأْس، قيل لكنه اخْتَلَط والْحَدِيث فِي البُخَارِيّ بِلَا زِيَادَة إِلَّا الْمغرب وَعِنْدِي ابْن حَيَّان وهم فِي زِيَادَته وَيُمكن أَن لَا وهم فَإِن الزِّيَادَة الْمَذْكُورَة لَا تنافى أصل الحَدِيث.
(1/36)
بَاب فضل الْمَسْجِد والسراج فِيهِ وَترك النخامة والتكلم فِيهِ وتزيينه وكنسه وَنَحْوهَا.
(1/36)
«لَا صَلاةَ لِجَارِ الْمَسْجِدِ إِلا فِي الْمَسْجِد» قَالَ الصغاني مَوْضُوع، وَفِي الْمُخْتَصر ضَعِيف، وَفِي الْمَقَاصِد أسانيده ضَعِيفَة وَلَيْسَ لَهُ إِسْنَاد ثَابت وَإِن اشْتهر بَين النَّاس وَقد صَحَّ أَنه قَول عَليّ وَفسّر الْجَار بِمن سمع الْمُنَادِي، وَفِي اللآلئ وَالْوَجِيز هُوَ حَدِيث عَائِشَة قَالَ ابْن حبَان فِيهِ عَمْرو بن رَاشد لَا يحل ذكره إِلَّا بالقدح قلت لم يتهم بكذب وَقد وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَغَيره قيل لين وَله طَرِيق أُخْرَى عَن جَابر وَأبي هُرَيْرَة وَعلي.
(1/36)
«مَنْ تَكَلَّمَ بِكَلامِ الدُّنْيَا فِي الْمَسْجِد أحبط الله أَعماله وَأَرْبَعين سنة» قَالَ الصغاني مَوْضُوع.
(1/36)
فِي الْمُخْتَصر «الْحَدِيثُ فِي الْمَسْجِدِ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ الْبَهِيمَةُ الْحَشِيشَ» لَمْ يُوجد.
(1/36)
«إِنَّ الْمَسْجِدَ لَيَنْزِوِي مِنَ النُّخَامَةِ» لم يُوجد.
(1/36)
«مَا مِنْ لَيْلَةٍ إِلا يُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ مَنْ تَغْبِطُونَ فَيَقُولُونَ أَهْلَ الْمَسَاجِدِ» إِلَخْ. لم يُوجد.
(1/36)
«إِذَا زَخْرَفْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ وَحَلَّيْتُمْ مَصَاحِفَكُمْ فالدمار عَلَيْكُم» مَوْقُوف.
(1/36)
«لَمَّا أَرَادَ صَلَّى اللَّهُ [ص:37] عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْنِيَ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ ابْنِهِ سَبْعَةَ أَذْرُعٍ طُولا فِي السَّمَاءِ لَا مُزَخْرَفَةً وَلا مُنَقَّشَةً» لم يُوجد.
(1/36)
«رَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي الْقُعُودُ فِي الْمَسْجِدِ» لم يُوجد.
(1/37)
فِي الْمَقَاصِد «جَنبُوا مَسَاجِدكُمْ صِبْيَانكُمْ» بعض حَدِيث طَوِيل سَنَده ضَعِيف وَلَكِن لَهُ شَاهد بأسانيد لَا تَخْلُو عَن ضعف.
(1/37)
وَفِي الْبَاب عدَّة أَحَادِيث يتقوى «مَنْ أَسْرَجَ فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ سِرَاجًا لَمْ تَزَلِ الْمَلائِكَةُ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ مَا دَامَ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ ضَوْءٌ مِنْ ذَلِكَ السِّرَاجِ» سَنَدُهُ ضَعِيف.
(1/37)
فِي الذيل «إِنَّ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ صِبْيَانَهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ فَيَنْهُونَهُمْ فَلَا ينتهون» فِيهِ سلم مَتْرُوك معَاذ رَفعه.
(1/37)
«مَنْ عَلَّقَ قِنْدِيلا فِي الْمَسْجِدِ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُطْفَأَ ذَلِكَ الْقِنْدِيلُ وَمَنْ بَسَطَ فِيهِ حَصِيرًا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يَنْقَطِعَ ذَلِك الْحَصِير» فِيهِ عمر بن صبح كَذَّاب سَمُرَة رَفعه.
(1/37)
«مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ الآيَةَ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ كُلَّ مَا فِي الآيَةِ» وَكَانَ الْحسن يزِيد فِيهِ «واغفر لوالدي كَمَا ربياني صَغِيرا» فِيهِ سلم بن سَالم لَيْسَ بِشَيْء.
(1/37)
أنس رَفعه «إِذَا هَمَّ الْعَبْدُ أَنْ يَبْزُقَ فِي الْمَسْجِدِ اضْطَرَبَتْ أَرْكَانُهُ وَانْزَوَى كَمَا تَنْزَوِي الْجِلْدَةُ فِي النَّارِ فَإِنْ هُوَ ابْتَلَعَهَا أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْهُ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ دَاءً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا أَلْفَيْ حَسَنَةٍ» تَعَاهَدُوا هَذِهِ الْمَسَاجِدَ بِالتَّجْصِيصِ وَالْقَنَادِيلِ وَالسُّرُجِ وَالرِّيحِ الطَّيِّبَةِ وَالتَّوَسُّعُ عَلَى أَهْلِيكُمْ بِالطَّعَامِ وَالإِدَامِ وَالْكُسْوَةِ فِي رَمَضَانَ" فِيهِ الْحُسَيْن بن علوان يضع وَأَبَان مَتْرُوك.
(1/37)
«مَنْ كَسَا بَيْتًا مِنْ بُيُوتِ الله فَكَأَنَّمَا حج أَرْبَعمِائَة حجَّة وَأعْتق أَرْبَعمِائَة نسمَة وَصَامَ أَرْبَعمِائَة يَوْم وغزا أَرْبَعمِائَة غَزْوَة» فِيهِ أَبُو سَلمَة يروي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ.
(1/37)
«يَا بَرِيرَةُ اكْنُسِي الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَإِنَّهُ مَنْ أَخْرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْخَمِيسِ أَذًى بِقَدْرِ مَا يُقْذِي الْعَيْنَ كَانَ كَعَدْلِ رَقَبَة يعتقها» فِيهِ الْحُسَيْن بن علوان يضع.
(1/37)
فِي اللآلئ «تَذْهَبُ الأَرْضُونَ كُلَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا الْمَسَاجِدَ فَإِنَّهُ يَنْضَمُّ بَعْضُهَا إِلَى بعض» فِيهِ أَصْرَم كَذَّاب.
(1/37)
بَاب الصَّلَاة وإثم تاركها والخشوع فِيهَا وتحقيقها والصف الأول والتنوير فِي الْفجْر وَرفع الْيَدَيْنِ والبتراء وَالسَّرِقَة فِيهَا وَنَحْو ذَلِك.
(1/38)
فِي الْمُخْتَصر «الصَّلاةُ عِمَادُ الدِّينِ فَمَنْ تَرَكَهَا فقد هدم الدَّين» الْبَيْهَقِيّ ضَعِيف، وَكَذَا قَالَ السخاوي.
(1/38)
فِي الذيل «مَنْ أَعَانَ تَارِكَ الصَّلاةِ بِلُقْمَةٍ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ عَلَى قَتْلِ الأَنْبِيَاءِ كلهم» مَوْضُوع رتني.
(1/38)
فِي الْمَقَاصِد «مَنْ تَرَكَ الصَّلاةَ فَقَدْ كَفَرَ» لجَماعَة، وَهُوَ مؤول.
(1/38)
«نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبُتَيْرَاءِ أَنْ يُصَلِّيَ الرجل وَاحِدَة يُوتر بهَا» فِي مُسْنده من غَلبه الْوَهم، وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة هُوَ مُرْسل ضَعِيف.
(1/38)
«التَّكْبِيرُ جَزْمٌ» لَا أَصْلَ لَهُ فِي الْمَرْفُوع وَإِنَّمَا هُوَ من قَول النَّخعِيّ، وَاخْتلفُوا فِي مَعْنَاهُ فابسط فِيهِ
(1/38)
«صَلَاة النَّهَار عجماء» قَالَ النَّوَوِيّ بَاطِل لَا أصل لَهُ، وَكَذَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَإِنَّمَا هُوَ من قَول بعض الْفُقَهَاء.
(1/38)
فِي اللآلئ «مَنْ نَوَّرَ فِي الْفَجْرِ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ وَقَبْرَهُ وَقُبِلَتْ صَلاتُهُ» تفرد بِهِ كَذَّاب.
(1/38)
«إِذَا كَانَ الْفَيْءُ ذِرَاعًا وَنِصْفًا إِلَى ذِرَاعَيْنِ فَصَلُّوا الظُّهْرَ» بَاطِلٌ.
(1/38)
«إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَانْتَعِلُوا» فِيهِ مُحَمَّد بن الْحجَّاج وَهُوَ وَاضع هَذَا الحَدِيث وَحَدِيث الهريسة وَغَيرهمَا، قلت لَهُ شَوَاهِد كَثِيرَة تقَوِّي عدم الحكم بِوَضْعِهِ.
(1/38)
«كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي ظَنَّ الظَّانُّ أَنَّهُ جَسَدٌ لَا رُوحَ فِيهِ» لَا أصل لَهُ.
(1/38)
وَفِي الْمُخْتَصر «إِنَّ الرَّجُلَيْنِ مِنْ أُمَّتِي لَيَقُومَانِ إِلَى الصَّلاةِ وَرُكُوعُهُمَا وَسُجُودُهُمَا وَاحِدٌ وَإِنَّمَا بَيْنَ صَلاتَيْهِمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاء وَالْأَرْض» مَوْضُوع.
(1/38)
«صَلاةُ الْمُدِلِّ لَا تَصْعَدُ فَوْقَ رَأسه» لم يُوجد.
(1/38)
«كَانَ لَا يَجْلِسُ إِلَيْهِ أَحَدٌ وَهُوَ يُصَلِّي إِلا خَفَّفَ صَلاتَهُ وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَكَ حَاجَةٌ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ عَادَ إِلَى صلَاته» لم يُوجد.
(1/38)
فِي الذيل «لَيْسَ السَّارِقُ الَّذِي يَسْرِقُ ثِيَابَ النَّاسِ إِنَّمَا السَّارِقُ الَّذِي يَسْرِقُ الصَّلاةَ يَلْقُطُهَا كَمَا يَلْقُطُ الطَّيْرُ الْحَبَّ مِنَ الأَرْضِ فَذَلِكَ السَّارِقُ لَا يقبل الله مِنْهُ» من نُسْخَة أبي هَدِيَّة عَن أنس.
(1/38)
«لَوْ يُعْلَمُ مَا فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ وَالأَذَانِ وَخِدْمَةِ الْقَوْمِ فِي السّفر لأقرعوا» من أباطيل إِسْحَاق الْمَلْطِي.
(1/38)
«مَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فَلَهُ [ص:39] عِنْدَ الله دَعْوَة مستجابة» من نُسْخَة ابْن أَحْمد الْبَاطِلَة.
(1/38)
«إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا صَلَّى الْفَرِيضَةَ فِي الْجَمَاعَةِ تَنَاثَرَتْ عَنْهُ الذُّنُوبُ كَمَا تَحَاتَّ هَذَا الْوَرَقُ» حَدِيثٌ رتني، وَكَذَا «مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا حج خمسين حجَّة مَعَ آدم» .
(1/39)
«مَنْ صَلَّى صَلاةً لَمْ يَدْعُ فِيهَا لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فَصَلاتُهُ خِدَاجٌ» فِيهِ نوح بن ذكْوَان لَيْسَ بِشَيْء وسُويد مَتْرُوك.
(1/39)
أصبغ بن خَلِيل ثَنَا الْغَازِي بن قيس عَن سَلمَة بن وردان عَن ابْن شهَاب عَن الرّبيع بن خَيْثَم عَن ابْن مَسْعُود «قَالَ صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَخَلْفَ عَلِيٍّ بِالْكُوفَةِ خَمْسَ سِنِينَ فَلَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَدَيْهِ إِلا فِي تَكْبِيرَة الِافْتِتَاح وَحدهَا» أصبغ كَانَ حَافِظًا للرأي على مَذْهَب مَالك ودارت عَلَيْهِ الْفتيا وَلم يكن لَهُ علم بِالْحَدِيثِ بل كَانَ يعاديه ويعادي أَصْحَابه فافتعل للتعصب لما رأى عَن مَالك من ترك الْيَدَيْنِ ووقف النَّاس على كذبه فَإِن سَلمَة لم يرو عَن الزُّهْرِيّ وَلم يرو عَن الرّبيع وَلَا رَآهُ وَقد مَاتَ ابْن مَسْعُود فِي خلَافَة عُثْمَان بِالْإِجْمَاع، وَفِي الْمِيزَان هُوَ من وضع أصبغ، وَفِي اللآلئ عَن عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود «صليت مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ أبي بكر وَعمر فَلم يرفعوا» إِلَخ. مَوْضُوع آفته مُحَمَّد بن جَابر اليمامي قلت لَهُ طَرِيق أُخْرَى، وَقَالَ ابْن حجر حسنه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ غَيره، وَقَالَ ابْن حبَان هَذَا أحسن خبر رُوِيَ لأهل الْكُوفَة وَهُوَ فِي الْحَقِيقَة أَضْعَف شَيْء، وَقَالَ النَّوَوِيّ اتَّفقُوا على وَضعه، قَالَ الزَّرْكَشِيّ نقل الِاتِّفَاق لَيْسَ بِشَيْء فقد صَححهُ ابْن حزم وَالدَّارَقُطْنِيّ وَابْن الْقطَّان وَغَيرهم وَبَوَّبَ النَّسَائِيّ عَلَيْهِ الرُّخْصَة فِي تَركه، وَنقل ابْن حجر فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الْهِدَايَة تَصْحِيحه عَن الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن الْقطَّان «من رفع يَدَيْهِ فِي الصَّلَاة فَلَا صَلَاة لَهُ» مَوْضُوع «من رفع يَدَيْهِ فِي الرُّكُوع فَلَا صَلَاة لَهُ» مَوْضُوع.
(1/39)
وَفِي الْوَجِيز ابْن عَبَّاس «مَنْ جَمَعَ بَيْنَ صَلاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَقَدْ أَتَى بَابًا من أَبْوَاب الْكَبَائِر» فِيهِ حُسَيْن بن قيس كذبه أَحْمد قلت أخرجه التِّرْمِذِيّ، وَقَالَ حُسَيْن ضعفه أَحْمد وَالْعَمَل عَلَيْهِ فَأَشَارَ أَن الْعَمَل يعضد الحَدِيث وَقد صرح غير وَاحِد بِأَن دَلِيل الصِّحَّة قَول أهل الْعَمَل بِهِ وَإِن لم يكن لَهُ إِسْنَاد مُعْتَمد وَله شَاهد عَن عمر مَرْفُوعا.
(1/39)
بَابُ الإِمَامَةِ وَفَضْلِهَا لِلْعَالِمِ التَّقِيِّ وَعدم التَّطَوُّع بعد الْإِقَامَة.
(1/40)
فِي الْمَقَاصِد «الِاثْنَان فَمَا فَوْقهمَا جمَاعَة» أخرجه جمَاعَة من حَدِيث الرّبيع بن بدر وَهُوَ ضَعِيف لَكِن لَهُ شَوَاهِد، وَاسْتَعْملهُ البُخَارِيّ تَرْجَمَة فاستفيد مِنْهُ وُرُود الحَدِيث فِي الْجُمْلَة.
(1/40)
«قدمُوا أخياركم تزكوا صَلَاتكُمْ» للديلمي مَرْفُوعا، وللحاكم وَالطَّبَرَانِيّ بِسَنَد ضَعِيف بِلَفْظ «إِن سركم أَن تقبل صَلَاتكُمْ فليؤمكم خياركم» وَرُوِيَ «عُلَمَاؤُكُمْ فَإِنَّهُ وفدكم فِيمَا بَيْنكُم وَبَين ربكُم» وَمَا وَقع فِي هِدَايَة الْحَنَفِيَّة بِلَفْظ «من صلى خلف عَالم تَقِيّ فَكَأَنَّمَا صلى خلف نَبِي» فَلم أَقف عَلَيْهِ بِهَذَا اللَّفْظ.
(1/40)
فِي اللآلئ «مَنْ لَمْ تَفُتْهُ رَكْعَةٌ مِنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجنَّة» فِيهِ إِسْحَاق مَجْهُول اتَّهَمُوهُ بِالْوَضْعِ.
(1/40)
«يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَحْسَنُهُمْ وَجْهًا» مَوْضُوع.
(1/40)
«لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ وَامْرَأَةً بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ وَرَجُلا سَمِعَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ وَلَمْ يُجِبْ» لَا يَصح، قلت لَهُ شَوَاهِد عديدة، وَفِي الْوَجِيز فِيهِ مُحَمَّد بن الْقَاسِم وَلَيْسَ بِشَيْء، قلت وَثَّقَهُ ابْن معِين والْحَدِيث فِي التِّرْمِذِيّ وَله شَوَاهِد.
(1/40)
فِي الذيل «لَا تُجْزِئُ صَلاةٌ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ إِلا أَنْ يكون وَرَاء الإِمَام» فِيهِ مُحَمَّد بن أَشْرَس مُتَّهم مَتْرُوك.
(1/40)
أَبُو هُرَيْرَة رَفعه «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلا الْمَكْتُوبَةَ إِلا رَكْعَتَيِ الصُّبْحِ» قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذِهِ الزِّيَادَةُ لَا أَصْلَ لَهَا وَفِيه حجاج بن نصير وَعباد بن كثير ضعيفان.
(1/40)
بَاب التَّطَوُّع، وَفِيه فُصُول
(1/40)
[الْفَصْل] الأول فِي صَلَاة التَّسْبِيح.
(1/40)
الْقزْوِينِي حَدِيث التَّسْبِيح عَن ابْن عَبَّاس فِي المصابيح وَذكر أَبُو الْفرج لَهُ سِتّ طرق وَقَالَ مَوْضُوع ثمَّ إِنِّي وجدت فِي شرح السّنة طَرِيقا سابعا لم أتحقق حَقِيقَته فَإِن اقْتضى نوعا غير الْوَضع حملت عَلَيْهِ وَإِلَّا فَكَمَا نَص
(1/40)
أَبُو الْفرج وَذكر ابْن أَخْضَر من أَصْحَاب ابْن الْجَوْزِيّ عَن أَحْمد وَيحيى وَغَيرهمَا أَنه لَا أصل لهَذَا، وَفِي الْمُخْتَصر هِيَ لأبي دَاوُد وَابْن مَاجَه وَابْن خُزَيْمَة وَالْحَاكِم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ الْعقيلِيّ وَغَيره لَيْسَ فِيهَا حَدِيث صَحِيح وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَقَالَ أَبُو سعيد العلائي صَحِيح وَحسن، وَفِي اللآلئ قَالَ الشَّيْخ صَلَاح الدَّين فِي أجوبته عَمَّا انتقدها الْقزْوِينِي على المصابيح حَدِيثهَا صَحِيح أَو حسن وَقَالَ غَيره لَهُ طرق متعاضدة وَقَالَ الزَّرْكَشِيّ قد غلط ابْن الْجَوْزِيّ فِي الحكم بوضعها، وَمِمَّنْ صَححهُ الْخَطِيب والسمعاني وَأَبُو مُوسَى الْمُنْذِرِيّ وَابْن الصّلاح وَالنَّوَوِيّ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أصح شَيْء من فَضَائِل الْقُرْآن قل هُوَ الله أحد، وَفِي فضل الصَّلَاة صَلَاة التَّسْبِيح، وَقَالَ الْعقيلِيّ والمغربي لَيْسَ فيهمَا حَدِيث صَحِيح وَلَا حسن وَالْحق أَن طرقه كلهَا ضَعِيفَة وَالله أعلم، وَفِي الْوَجِيز فِي صَلَاة التَّسْبِيح حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه صَدَقَة بن يزِيد الْخُرَاسَانِي ضَعِيف، وَحَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِيه مُوسَى بن عبد الْعَزِيز مَجْهُول، وَحَدِيث أبي رَافع فِيهِ مُوسَى بن عُبَيْدَة لَيْسَ بِشَيْء قلت قد أَكثر الْحفاظ من الرَّد على ابْن الْجَوْزِيّ بِذكرِهِ فِي الْمَوْضُوع ومُوسَى بن عبد الْعَزِيز وَثَّقَهُ ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ وَقد صَححهُ جمَاعَة أَو حسنوه وَلَيْسَ صَدَقَة فِي طَريقَة عَبَّاس الْخُرَاسَانِي بل غَيره وَهُوَ لَيْسَ بمتروك بل مضعف من قبل حفظه يصلح للمتابعة، وَقد ورد حَدِيث التَّسْبِيح عَن الْفضل بن عَبَّاس وَابْن عمر وَعلي وَغَيرهم.
(1/41)
[الْفَصْلُ] الثَّانِي فِي صَلاةِ الأُسْبُوعِ.
(1/41)
فِي الْمُخْتَصر لَا يَصح فِي صَلَاة الْأُسْبُوع شَيْء، وَفِي لَيْلَة الْجُمُعَة اثْنَتَا عشرَة رَكْعَة بالإخلاص عشر مَرَّات بَاطِل لَا أصل لَهُ، وَكَذَا عشر رَكْعَات بالإخلاص والمعوذتين مرّة مرّة بَاطِل، وَكَذَا رَكْعَتَانِ بإذا زلزلت الأَرْض خمس عشرَة مرّة، وَفِي رِوَايَة خمسين مرّة وَالْكل مُنكر بَاطِل، وَيَوْم الْجُمُعَة رَكْعَتَانِ والأربع والثمان والاثنتا عشرَة [ص:42] لَا أصل لَهُ، وَقيل الْجُمُعَة أَربع رَكْعَات بالإخلاص خمسين مرّة لَا أصل لَهُ.
(1/41)
وَفِي الْوَجِيز «مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ قَرَأَ فِيهِمَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَإِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا أَمَّنَهُ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ أَهْوَالِ يَوْم الْقِيَامَة» فِيهِ عبد الله بن دَاوُد الوَاسِطِيّ مُنكر الحَدِيث، قلت قَالَ ابْن عدي هُوَ لَا بَأْس بِهِ إِن شَاءَ الله وَله شَاهد عِنْد الديلمي أوردهُ ابْن حجر وَقَالَ غَرِيب وَسَنَده ضَعِيف.
(1/42)
وَفِي اللآلئ «رَكْعَتَانِ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ بِإِذَا زلزلت خمس عشر مرّة» فِيهِ مُنكر الحَدِيث وَقَالَ ابْن حجر سَنَده ضَعِيف وَله طَرِيق آخر بِسَنَد ضَعِيف.
(1/42)
«وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فِي الأُولَى آيَةَ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً وَالْفَلَقَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً وَفِي الثَّانِيَةِ الإِخْلاصَ مَرَّةً وَالنَّاسَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً لَا يَمُوتُ مُصَلِّيهَا حَتَّى يَرَى ربه فِي الْمَنَام» مَوْضُوع.
(1/42)
وَفِي الذيل «مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ فَقَدْ أَدَّى حَقَّ الْجُمُعَةِ كَمَا أَدَّتْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ مِنْ حق الْعَرْش» فِيهِ مَرْوَان بن مُحَمَّد ذَاهِب الحَدِيث «وَلَيْلَة السبت أَربع رَكْعَات بِآيَة الْكُرْسِيّ ثَلَاثًا لمغفرة الْوَالِدين فِيهِ أبان مُتَّهم. فِي الْمُخْتَصر» فِي يَوْم السبت أَربع رَكْعَات بالكافرون ثَلَاثًا «لأبي مُوسَى الْمَدِينِيّ ضَعِيف» وَفِي لَيْلَةٍ اثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً «لَا أصل لَهُ، وَفِي اللآلئ أَربع رَكْعَات فَقَرَأَ بالإخلاص خمس عشرَة مَوْضُوع وَأَرْبع بالكافرون وَالْإِخْلَاص ثَلَاثًا مَوْضُوع، وَفِي لَيْلَة الْأَحَد أَربع رَكْعَات بالإخلاص خمس عشرَة مَوْضُوع وَكَذَا الْأَرْبَع بِخَمْسِينَ الْإِخْلَاص مَوْضُوع وَفِي الْمُخْتَصر عشْرين رَكْعَة بالإخلاص والمعوذتين مرّة ضَعِيف وروى أَبُو مُوسَى سِتّ رَكْعَات وأربعا وَالْكل ضَعِيف وَفِي يَوْمه أَربع رَكْعَات بتنزيل السَّجْدَة وَسورَة الْملك وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ بِسُورَة الْجُمُعَة لأبي مُوسَى بِلَا سَنَد وَفِي اللآلئ» أَربع رَكْعَات فِيهِ بآمن الرَّسُول «مَوْضُوع» وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ أَربع رَكْعَات بآمن الرَّسُول وَثَلَاث قلاقل (1) مرّة مرّة «مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِهِ الجوزقاني وَهُوَ الَّذِي وضع هَذِه الصَّلَاة كلهَا وَصَلَاة الْأُسْبُوع وَلَقَد كَانَ لَهُ حَظّ من علم الحَدِيث فسبحان الله من يطمس على الْقُلُوب» وَفِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سِتّ رَكْعَات بالإخلاص عشْرين مرّة «مَوْضُوع، وَفِي
(1/42)
الْمُخْتَصر» فِيهَا أَربع رَكْعَات صَلَاة الْحَاجة فِي الأولى الْإِخْلَاص عشر مَرَّات وَفِي الثَّانِيَة عشْرين مرّة وَفِي الثَّالِثَة ثَلَاثِينَ مرّة وَفِي الرَّابِعَة أَرْبَعِينَ مرّة «لَهُ بِلَا سَنَد وَهُوَ مُنكر» يَوْم الِاثْنَيْنِ اثْنَتَيْ عشرَة رَكْعَة بِآيَة الْكُرْسِيّ «لَهُ أَيْضا مُنكر» وَرَكْعَتَيْنِ فِيهِ بِآيَة الْكُرْسِيّ وَالْإِخْلَاص والمعوذتين مرّة مرّة «لَهُ أَيْضا مُنكر» وَفِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَكْعَات بالإخلاص والمعوذتين خمس عشرَة مرّة «لَهُ أَيْضا، وَرُوِيَ» أَربع رَكْعَات «وَالْكل بَاطِل» وَفِي يَوْمه عشر رَكْعَات بِآيَة الْكُرْسِيّ مرّة وَالْإِخْلَاص ثَلَاثًا «ضَعِيف» وَفِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سِتّ رَكْعَات بقل اللَّهُمَّ «ضَعِيف جدا وروى هُوَ أَيْضا» أَرْبعا وَثَلَاثِينَ رَكْعَة «وَالْكل بَاطِل» وَفِي يَوْمه اثْنَتَيْ عشر رَكْعَة بِآيَة الْكُرْسِيّ مرّة وَالْإِخْلَاص مرّة والمعوذتين ثَلَاثًا ثَلَاثًا «لَهُ أَيْضا ووثق رِوَايَة لَكِن فِيهِ كَذَّاب» وَلَيْلَة الْخَمِيس رَكْعَتَانِ بِآيَة الْكُرْسِيّ وَالْإِخْلَاص والمعوذتين خمْسا خمْسا «ضَعِيف جدا» وَفِي يَوْمه رَكْعَتَانِ بِآيَة الْكُرْسِيّ مائَة فِي الأولى وَالْإِخْلَاص مائَة فِي الثَّانِيَة «لَهُ أَيْضا ضَعِيف، وَفِي الذيل» رَكْعَتَانِ لَيْلَة الْخَمِيس بَين الْمغرب وَالْعشَاء بِآيَة الْكُرْسِيّ وَالْإِخْلَاص والكافرون والمعوذتين كل خمس مَرَّات تؤديان حق الْوَالِدين وَإِن لم يَبرهُمَا" فِيهِ عَاصِم بن مُضرس مَتْرُوك.
__________
(1) عني بِهِ الْمُؤلف قل هُوَ الله أحد وَقل أعوذ بِرَبّ الفلق وَقل أعوذ بِرَبّ النَّاس. اهـ إدارة.
(1/43)
[الْفَصْل] الثَّالِث فِي عَاشُورَاء.
(1/43)
«يَوْم عَاشُورَاء أَرْبَعِينَ رَكْعَةً بَعْدَ الظُّهْرِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ آيَةَ الْكُرْسِيِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَالإِخْلاصَ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ خمس مَرَّات» مَوْضُوع.
(1/43)
فِي اللآلئ «فَضْلُ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ بِالْفَاتِحَةِ وَالإِخْلاصِ خَمْسِينَ مَرَّةً يَوْمَ عَاشُورَاءِ» مَوْضُوعٌ.
(1/43)
[الْفَصْلُ] الرَّابِعِ فِي رَجَبٍ وَالرَّغَائِبِ.
(1/43)
فِي اللآلئ عَن أنس «فِي أَوَّلِ لَيْلَةِ رَجَبٍ عِشْرُونَ رَكْعَة بالإخلاص مرّة» [ص:44] مَوْضُوع.
(1/43)
«فِي يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ يَصُومُ وَيُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِائَةَ مَرَّةٍ وَفِي الثَّانِيَةِ الإِخْلاصَ مِائَةَ مَرَّةٍ» مَوْضُوع.
(1/44)
«لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً بِالإِخْلاصِ عِشْرِينَ مَرَّةً والمعوذتين ثَلَاثًا ثَلَاثًا» مَوْضُوع.
(1/44)
فِي الْمُخْتَصر حَدِيث الصَّلَاة الْمَأْثُور فِي لَيْلَة السَّابِع وَالْعِشْرين من رَجَب لأبي مُوسَى الديني مُنكر جدا.
(1/44)
وَصَلَاة الرغائب مَوْضُوع بالِاتِّفَاقِ، فِي اللآلئ «فَضْلُ لَيْلَةِ الرَّغَائِبِ وَاجْتِمَاعِ الْمَلائِكَةِ مَعَ طُولِهِ وَصَوْمٍ أَوْ دُعَاءٍ وَصَلاةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بَعْدَ الْمَغْرِبِ مَعَ الْكَيْفِيَّةِ الْمَشْهُورَةِ» مَوْضُوعٌ رِجَاله مَجْهُولُونَ قَالَ شَيخنَا وفتشت جَمِيع الْكتب فَلم أجدهم، وَفِي شرح مُسلم للنووي احْتج الْعلمَاء على كَرَاهَة صَلَاة الرغائب بِحَدِيث «لَا تختصوا لَيْلَة الْجُمُعَة بِقِيَام وَلَا تختصوا يَوْم الْجُمُعَة بصيام» فَإِنَّهَا بِدعَة مُنكرَة من بدع الضَّلَالَة والجهالة وفيهَا مُنكرَات ظَاهِرَة قَاتل الله واضعها ومخترعها، وَقد صنف الْأَئِمَّة مصنفات نفيسة فِي تقبيحها وتضليل مصليها ومبدعيها وَدَلَائِل قبحها أَكثر من أَن تحصى، وَفِي جَامع الْأُصُول قَالَ بعد مَا ذكر صَلَاة الرغائب مَعَ الْكَيْفِيَّة الْمَعْرُوفَة واستجابة الدُّعَاء بعْدهَا هَذَا الحَدِيث مِمَّا وجدته فِي كتاب رزين وَلم أَجِدهُ فِي وَاحِد من الْكتب السِّتَّة والْحَدِيث مطعون فِيهِ، وَفِي تذكرة الآثام أَن بعض الْمَالِكِيَّة مر بِقوم يصلونَ الرغائب وَقوم عاكفين على محرم فَحسن حَالهم على الْمُصَلِّين لأَنهم يعلمُونَ أَنهم فِي مَعْصِيّة فلعلهم يتوبون وَهَؤُلَاء يَزْعمُونَ أَنهم فِي عبَادَة، وَفِي رِسَالَة السماع للمقدسي اعْلَم أَن للشَّيْخ ابْن الصّلاح اختيارات أنْكرت عَلَيْهِ مِنْهَا اخْتِيَاره صَلَاة الرغائب واحتجاجه عَلَيْهِ، وَفِي بعض الرسائل قَالَ عَليّ بن إِبْرَاهِيم حدثت صَلَاة الرغائب بعد الْمِائَة الرَّابِعَة والثمانين سنة وَلَا مزية لهَذِهِ اللَّيْلَة عَن غَيرهَا واتخاذها موسما وَزِيَادَة الْوقُود فِيهَا بِدعَة مِمَّا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ من اللّعب فِي الْمَسَاجِد وَغَيرهَا حرَام والانفاق فِيهَا وَالْأكل من الْحَلْوَى [أَو: الْحَلْوَاء] وَغَيرهَا فِيهَا وَأَحَادِيث فَضلهَا وَفضل صلَاتهَا كلهَا مَوْضُوعَة بالِاتِّفَاقِ، وَقد جرت مناظرات طَوِيلَة فِي أزمنة طَوِيلَة بَين الْأَئِمَّة وأبطلت فَللَّه الْحَمد، وَفِي حَدِيث حسن «من أحيى سنة وأمات بِدعَة كَانَ لَهُ أجر مائَة شَهِيد» .
(1/44)
[الْفَصْلُ] الْخَامِسُ فِي الْبَرَاءَةِ وَصَلاتِهَا وَكَثْرَة وقودها واجتماع الرِّجَال وَالنِّسَاء للصَّلَاة والوعظ فِيهَا وَغَيرهَا من الْمُنْكَرَات والاجتماع لَيْلَة ختم رَمَضَان وَنصب المنابر والوقود لَيْلَة عَرَفَات.
(1/45)
فِي الْمُخْتَصر حَدِيث صَلَاة نصف شعْبَان بَاطِل وَلابْن حبَان من حَدِيث عَليّ «إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا» ضَعِيف، وَفِي اللآلئ «مائَة رَكْعَة فِي نصفه بالإخلاص عشر مَرَّات مَعَ طول فَضله» للديلمي وَغَيره مَوْضُوع وَجُمْهُور رُوَاته من الطّرق الثَّلَاثَة مَجَاهِيل وضعفاء والْحَدِيث محَال «وثنتا عشر رَكْعَة فِيهَا كل رَكْعَة بالإخلاص ثَلَاثِينَ مرّة» مَوْضُوع «وَأَرْبع عشرَة رَكْعَة فِيهَا» مَوْضُوع، وَفِي الذيل حَدِيث أبي بن كَعْب «أَن جِبْرِيل أَتَانِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان قَالَ قُم فصل إِلَى أَن قَالَ تفتح فِيهَا أَبْوَاب السَّمَاء وأبواب الرَّحْمَة ثَلَاثمِائَة بَاب إِلَى الصُّبْح فَيغْفر لجَمِيع من لَا يُشْرك بِاللَّه غير مُشَاحِن أَو عَاشر أَو مدمن خمر أَو مصر على زنا إِلَى أَن قَالَ فَخرج صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى البقيع وَسجد وتعوذ» إِلَخ. بِطُولِهِ لم يبين حَاله وأصل الحَدِيث بِلَا طول لِلتِّرْمِذِي، وَفِي بعض الرسائل قَالَ عَليّ بن إِبْرَاهِيم وَمِمَّا أحدث فِي لَيْلَة النّصْف الصَّلَاة الألفية مائَة رَكْعَة بالإخلاص عشرا عشرا بِالْجَمَاعَة واهتموا بهَا أَكثر من الْجمع والأعياد وَلم يَأْتِ بهَا خبر وَلَا أثر إِلَّا ضَعِيف أَو مَوْضُوع وَلَا يغتر بِذكرِهِ لَهَا صَاحب الْقُوت والإحياء وَغَيرهمَا وَلَا بِذكر تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ أَنَّهَا لَيْلَة الْقدر وَكَانَ للعوام بِهَذِهِ الصَّلَاة افتتان عَظِيم حَتَّى الْتزم بِسَبَبِهَا كَثْرَة الْوقُود وترتب عَلَيْهِ من الفسوق وانتهاك الْمَحَارِم مَا يُغني عَن وَصفه حَتَّى خشِي الْأَوْلِيَاء من الْخَسْف وهربوا فِيهَا إِلَى البراري، وَأول حُدُوث هَذِه الصَّلَاة بِبَيْت الْمُقَدّس سنة ثَمَانِي وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة، وَقَالَ زيد بن أسلم مَا أدركنا أحدا من مَشَايِخنَا وفقهائنا يلتفتون إِلَى لَيْلَة الْبَرَاءَة وفضلها على غَيرهَا، وَقَالَ ابْن دحْيَة أَحَادِيث صَلَاة الْبَرَاءَة مَوْضُوعَة وَوَاحِد مَقْطُوع وَمن عمل
(1/45)
بِخَبَر صَحَّ أَنه كذب فَهُوَ من خدم الشَّيْطَان قَالَ عَليّ بن إِبْرَاهِيم وَقد رَأينَا كثيرا مِمَّن يُصَلِّي فِي اللَّيْلَة القصيرة فيفوتهم الْفجْر ويصبحون كسَالَى قَالَ وَقد جعلهَا جهلة أَئِمَّة الْمَسَاجِد مَعَ صَلَاة الرغائب وَنَحْوهَا شبكة لجمع الْعَوام وَطلب رياسة التَّقَدُّم وملأ بذكرها الْقصاص مجَالِسهمْ وكل عَن الْحق بمعزل ثمَّ أَنه تعال أَقَامَ أَئِمَّة الْهدى فِي سعي إبِْطَال الصَّلَاة فتلاشى أمرهَا إِلَى أَن صَارَت تصلى لعبا ولهوا وتكامل إِبْطَالهَا فِي الْبِلَاد المصرية والشامية فِي أَوَائِل سني الْمِائَة الثَّامِنَة، وَقد ضعف ابْن الْعَرَبِيّ حَدِيث عَائِشَة فِي صَلَاة النّصْف مُطلقًا وعتقاء النَّار بِعَدَد شعر غنم كلب، قَالَ أَحْقَر عباده حَدِيث عَائِشَة فِي ذَهَابه بِالبَقِيعِ ونزول الرب لَيْلَة النّصْف إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا فَيغْفر لأكْثر من عدد شعر غنم كلب أخرجه التِّرْمِذِيّ، قَالَ وَفِي الْبَاب عَن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَسمعت مُحَمَّدًا يضعف حَدِيث عَائِشَة، قَالَ التِّرْمِذِيّ وَفِيه انقطاعان قلت يجوز الْعَمَل بِالْحَدِيثِ الضَّعِيف ولعلهم أنكروه هُنَا لما يقارنه من الْمُنْكَرَات، قَالَ عَليّ وَأول حُدُوث الْوقُود من البرامكة وَكَانُوا عَبدة النَّار فَلَمَّا أَسْلمُوا أدخلُوا الْإِسْلَام مَا يموهون أَنه من سنَن الدَّين ومقصودهم عبَادَة النيرَان وَلم يَأْتِ فِي الشَّرْع اسْتِحْبَاب زِيَادَة الْوقُود على الْحَاجة فِي مَوضِع وَمَا يَفْعَله عوام الْحجَّاج من الْوقُود بجبل عَرَفَات وبالمشعر الْحَرَام فَهُوَ من هَذَا الْقَبِيل، قَالَ وَقد أنكر الطرطوشي الِاجْتِمَاع لَيْلَة الْخَتْم فِي التَّرَاوِيح وَنصب المنابر وَبَين أَنه بِدعَة مُنكرَة وَأعظم مِنْهُ مَا يُوجد الْيَوْم فِي مجْلِس الْقصاص والبداة من اخْتِلَاط الرِّجَال وَالنِّسَاء وتلاصق أَجْسَادهم حَتَّى يرْوى أَن رجلا ضم امْرَأَة من خلف وعبث بهَا وَآخر الْتزم امْرَأَة وَغير ذَلِك من الفسوق واللغط وَالسَّرِقَة وتنجيس مَوَاضِع الْعِبَادَة وإهانة بيُوت الله وَكله بِدعَة وضلالة.
(1/46)
[الْفَصْل] السَّادِس فِي الْعِيدَيْنِ وعرفة.
(1/46)
فِي الْمُخْتَصر قَول الثَّوْريّ من السّنة اثْنَتَا عشرَة رَكْعَة بعد عيد الْفطر وست [ص:47] رَكْعَات بعد الْأَضْحَى لَا أصل لَهُ، وَفِي الصَّحِيح خِلَافه وَهُوَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يصل قبلهَا وَلَا بعْدهَا وَقَول التَّابِعِيّ من السّنة كَذَا مَوْقُوف على الصَّحِيح أما قَول تَابع التَّابِعِيّ فمنقطع «من أحيى لَيْلَتي الْعِيد لم يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ» لِابْنِ مَاجَه ضَعِيف.
(1/46)
فِي اللآلئ «لَيْلَةُ الْفِطْرِ مِائَةُ رَكْعَةٍ بِالإِخْلاصِ عشر مَرَّات» مَوْضُوع.
(1/47)
«وَبَعْدَ صَلاةِ عِيدِ الْفِطْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ وَبِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَبِالضُّحَى وَبِالإِخْلاصِ» مَوْضُوعٌ فِيهِ مَجَاهِيل وَعبد الله بن مُحَمَّد لَا يحل ذكره قلت تَابعه سَلمَة ابْن شيب أخرجه.
(1/47)
«وَلَيْلَةُ النَّحْرِ رَكْعَتَانِ بِالْفَاتِحَةِ وَالإِخْلاصِ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ كُلٌّ مِنَ الأَرْبَعَةِ خَمْسَ عشرَة مرّة» فِيهِ وَضاع.
(1/47)
«وَيَوْمُ عَرَفَةَ بَعْدَ الظُّهْرِ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ بِالإِخْلاصِ خَمْسِينَ وَرَكْعَتَانِ فِيهِ بِالْفَاتِحَةِ مَعَ التَّسْمِيَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَالْكَافِرُونَ ثَلاثًا وَالإِخْلاصُ مَعَ التَّسْمِيَةِ مائَة مرّة» لَا يَصح.
(1/47)
فِي الذيل «مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي لَيْلَةَ الْعِيدِ سِتَّ رَكَعَاتٍ إِلا شَفَعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ كُلِّهُمْ قَدْ وَجَبت لَهُم النَّار» فِيهِ إِسْمَاعِيل كَذَّاب.
(1/47)
[الْفَصْلُ] السَّابِعُ فِي السُّنَنِ الرَّوَاتِبِ الْوتر والتهجد وَالْإِشْرَاق وَالضُّحَى والاستخارة والأوابين وَصَلَاة دُخُول الْبَيْت.
(1/47)
فِي الذيل «مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ اعْتَكَفَ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ ثُمَّ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي الأُولَى آيَةَ الْكُرْسِيِّ ثَلاثًا وَالإِخْلاصَ وَفِي الثَّانِيَةِ وَالشَّمْسِ وَفِي الثَّالِثَةِ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَفِي الرَّابِعَةِ آيَةَ الْكُرْسِيّ وَالْإِخْلَاص ثَلَاث مَرَّات» وَذكر ثَوَابه فِيهِ نوح بن أبي مَرْيَم الْمَشْهُور بِالْوَضْعِ.
(1/47)
«مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي مَسْجِدِهِ ثُمَّ جَلَسَ يَذْكُرُ اللَّهَ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَإِذَا طَلَعَتْ حَمِدَ اللَّهَ وَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ إِلَّا أعطَاهُ الله» إِلَخ. فِيهِ إِبْرَاهِيم بن حَيَّان سَاقِط وَقيل ضَعِيف يحدث عَن الثِّقَات بالموضوعات.
(1/47)
«مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ رَكْعَتَيِ الْمَغْرِبِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَالإِخْلاصِ خَمْسَ عشرَة مرّة فَلهُ كَذَا» قَالَ ابْن حجر هَذَا متن مَوْضُوع.
(1/47)
«رَكْعَتَانِ بَعْدَ الْعِشَاءِ بِالإِخْلاصِ عِشْرِينَ مرّة» فِيهِ أَبُو سُلَيْمَان يكذب.
(1/47)
«وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي الأُولَى [ص:48] الإِخْلاصَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً وَفِي الثَّانِيَة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ مرّة» فِيهِ سُلَيْمَان بن سَلمَة مُتَّهم.
(1/47)
«مَنْ لَمْ يُدَاوِمْ عَلَى أَرْبَعٍ قَبْلَ الظُّهْرِ لَمْ تَنَلْهُ شَفَاعَتِي» قَالَ النَّوَوِيّ لَا أصل لَهُ.
(1/48)
فِي الْوَجِيز أَبُو هُرَيْرَة «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ بَيْتَهُ فَلا يجلس حَتَّى يرْكَع رَكْعَتَيْنِ» فِيهِ إِبْرَاهِيم ابْن يزِيد روى عَن الْأَوْزَاعِيّ مَنَاكِير وَهَذَا مِنْهَا، قلت فرق بَين الْمُنكر والموضوع وَله شَاهد عَنهُ بطرِيق آخر «إِذا خرجت من مَنْزِلك فصل رَكْعَتَيْنِ تمنعانك مدْخل السوء» وَرِجَاله موثوقون كَذَا قيل وَأقرهُ ابْن حجر فَهُوَ حسن، وَشَاهد آخر بِلَفْظ «صَلَاة الْأَوَّلين وَصَلَاة الْأَبْرَار رَكْعَتَانِ إِذا دخلت بَيْتك وركعتان إِذا خرجت» .
(1/48)
فِي الْمُخْتَصر «صَلَاة الاستخارة» رَوَاهُ البُخَارِيّ عَن جَابر، وَقَالَ الإِمَام أَحْمد هُوَ حَدِيث مُنكر قَالَ الحقير استفتيت فِيهِ بعض أَئِمَّة مَكَّة المشرفة فِي كِتَابَة فَكتب إِلَى الْجَواب بِأَن أَحْمد يُطلق الْمُنكر على الْفَرد الْمُطلق وَإِن كَانَ رُوَاة ثِقَة مَعَ أَن حَدِيث الاستخارة رُوِيَ عَن سِتَّة من الصَّحَابَة غير جَابر.
(1/48)
اللآلئ «الْوِتْرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلَةِ مَسْخَطَةٌ للشَّيْطَان وَأكل السّحُور مرضاة للرحمان» وَضعه أبان بن جَعْفَر الْبَصْرِيّ وَقد وضع على أبي حنيفَة أَكثر من ثَلَاثمِائَة حَدِيث مِمَّا لم يحدث بِهِ أَبُو حنيفَة.
(1/48)
«أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ بِأَرْبَع قلاقل» مَوْضُوع.
(1/48)
فِي الْمَقَاصِد «مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ» لَا أَصْلَ لَهُ وروى من طرق بَعْضهَا عِنْد ابْن مَاجَه وَأورد الْكثير مِنْهَا الْقُضَاعِي وَغَيره وَلَكِن قَرَأت بِخَط شَيخنَا أَنه ضَعِيف وَالْمُعْتَمد الأول، وَأَطْنَبَ ابْن عدي فِي ورده وَظن الْقُضَاعِي أَنه صَحِيح لِكَثْرَة طرقه وَهُوَ مَعْذُور لِأَنَّهُ لم يكن حَافِظًا، وَاتفقَ أَئِمَّة الحَدِيث على أَنه من قَول شريك لِثَابِت قبل سَرقَة جمَاعَة من ثَابت: فِي الْخُلَاصَة قَالَ الصغاني هُوَ مَوْضُوع: اللآلئ قَالَ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب روى هَذَا الحَدِيث جمَاعَة وَمَا طعن أحد مِنْهُم فِي إِسْنَاده وَلَا مَتنه وَقد أنكرهُ بعض الْحفاظ وَقَالَ أَنه من كَلَام شريك حِين دخل ثَابت الزَّاهِد عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُول حَدثنَا الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَلم يذكر الْمَتْن فَلَمَّا نظر إِلَى ثَابت مُوسَى قَالَ من كثرت صلَاته إِلَخ. لزهده فَظن ثَابت أَنه روى الحَدِيث بِهَذَا الْإِسْنَاد فَكَانَ ثَابت يحدث بِهِ عَن [ص:49] شريك عَن الْأَعْمَش وَلَيْسَ لَهُ أصل إِلَّا بِهَذَا الْوَجْه وَعَن قوم مجروحين سَرقُوهُ من ثَابت وردوه عَن ثَابت قَالَ وَقد رُوِيَ لنا من طرق كَثِيرَة وَعَن ثِقَات غير ثَابت وَعَن غير شريك
(1/48)
وَرُوِيَ عَن أنس «شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ» لَا يَصِحُّ الْمُتَّهم بِهِ دَاوُد قلت لم ينْفَرد بِهِ بل توبع مَعَ أَن لَهُ شَوَاهِد: خُلَاصَة قَالَ الصغاني مَوْضُوع، وَفِي الْوَجِيز هُوَ حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَفِيه دَاوُد بن عُثْمَان حدث بِالْبَوَاطِيل: قلت قد توبع وَشَاهده مَا أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه عَن صُهَيْب وَحَدِيث سهل بن سعد.
(1/49)
«أَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ» وَفِيه «شرف الْمُؤمن قِيَامه بِاللَّيْلِ» إِلَخ. وَفِيه مُحَمَّد بن حميد كذبه أَبُو زرْعَة وَغَيره وزافر سيئ الْحِفْظ لَا يُتَابع على عَامَّة مَا يرويهِ: قلت صَححهُ الْحَاكِم قَالَ ابْن حجر اخْتلف فِيهِ نظر حافظين فِي طرفِي تنَاقض فصححه الْحَاكِم ووهاه ابْن الْجَوْزِيّ، وَالصَّوَاب أَن لَا يحكم بِالْوَضْعِ وَلَا بِالصِّحَّةِ قلت قد حسنه الْمُنْذِرِيّ ولصدره شَاهد عَن جَابر وروى عَن أهل الْبَيْت.
(1/49)
اللآلئ «عِشْرُونَ رَكْعَةً بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الإِخْلاصَ أَرْبَعِينَ مَرَّةً» لَا يَصح.
(1/49)
«مَنْ دَاوَمَ عَلَى الضُّحَى وَلَمْ يَقْطَعْهَا إِلا لِعِلَّةٍ كُنْتُ وَهُوَ فِي زَوْرَقٍ مِنْ نُورٍ فِي بَحْرٍ مِنْ نُورٍ حَتَّى يَزُورَ رب الْعَالمين» مَوْضُوع.
(1/49)
«وَمَنْ صَلَّى الضُّحَى يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْفَاتِحَةَ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ وَالإِخْلاصَ وَالْكَافِرُونَ وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ عَشْرًا عَشْرًا فَلَهُ كَذَا وَكَذَا وَيُولَدُ لَهُ وَلَوْ كَانَ عقيما» مَوْضُوع.
(1/49)
فِي الذيل «مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيِ الضُّحَى كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ» فِيهِ نوح بن أبي مَرْيَم كَذَّاب وَضاع.
(1/49)
وَعَن عَليّ رَفعه «مَنْ صَلَّى سُبْحَةَ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا كُتِبَ لَهُ مِائَتَا حَسَنَةٍ وَمُحِيَ عَنْهُ مِائَتَا سَيِّئَةٍ وَرُفِعَ لَهُ مِائَتَا دَرَجَةٍ وَغُفِرَ لَهُ ذنُوبه وَكلهَا مَا تقدم مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ إِلا الْقِصَاصَ والكبائر» إِلَى آخر مَا ذكر ثَوَاب الْأَرْبَع والست إِلَى اثْنَا عشر بِقدر ذَلِك: قَالَ ابْن حجر هَذَا كَذَّاب مختلق وَإِسْنَاده مظلم مَجْهُول.
(1/49)
[الْفَصْلُ] الثَّامِنُ فِي صَلاةِ الْحَاجَةِ.
(1/50)
فِي اللآلئ عَن عبد الله بن أبي أوفى «مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى اللَّهِ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ ثُمَّ لِيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ لِيُثْنِ عَلَى اللَّهِ وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لِيَقُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلامَةَ من إِثْم لَا تدع لِي ذَنْبًا إِلا غَفَرْتَهُ وَلا هَمًّا إِلا فَرَّجْتَهُ وَلا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلا قَضَيْتَهَا يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ» قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث غَرِيب وَفِيه فائد يضعف فِي الحَدِيث، وَقَالَ أَحْمد مَتْرُوك قلت أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ أَبُو الورقاء فائد مُسْتَقِيم، وَفِي الْوَجِيز وَله شَاهد عَن أنس للطبراني وَفِيه عباد بن عبد الصَّمد ضَعِيف، وللديلمي وَفِيه أَبُو هَاشم ضَعِيف وَشَاهد عَن أبي الدَّرْدَاء بِسَنَد حسن لِأَحْمَد: اللآلئ وَذَلِكَ الشَّاهِد الَّذِي لِأَحْمَد بِلَفْظ «من تَوَضَّأ فاسبغ وضوءه ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ يتمهما إِلَّا أعطَاهُ الله مَا سَأَلَهُ معجلا أَو مُؤَخرا» أخرجه أَحْمد وَالشَّاهِد الَّذِي للديلمي وَعَن أنس بِلَفْظ «رَكْعَتَانِ بِآيَة الْكُرْسِيّ فِي الأولى وآمن الرَّسُول فِي الثَّانِيَة ثمَّ يَدْعُو بعد السَّلَام اللَّهُمَّ يَا مؤنس كل وحيد وَيَا صَاحب كل فريد وَيَا قَرِيبا غير بعيد وَيَا شَاهدا غير غَائِب وَيَا غَالِبا غير مغلوب يَا حَيّ يَا قيوم يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام يَا بديع السَّمَوَات وَالْأَرْض أَسأَلك بِاسْمِك الرَّحْمَن الرَّحِيم الْحَيّ القيوم الَّذِي عنت لَهُ الْوُجُوه وخشعت لَهُ ووجلت لَهُ الْقُلُوب من خَشيته أَن تصلي على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد وَأَن تفعل بِي كَذَا فَإِنَّهُ يقْضِي حَاجته» واثنتا عشرَة رَكْعَة فِي الْمَسْجِد الْجَامِع يَوْم الْجُمُعَة بعد تَقْدِيم صَوْم الْأَرْبَعَاء وَالْخَمِيس وَالْجُمُعَة وَتَقْدِيم الصَّدَقَة يقْرَأ فِي عشرَة رَكْعَات آيَة الْكُرْسِيّ عشرا عشرا وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ الْإِخْلَاص مرّة «فِيهِ أبان بن عَيَّاش مَتْرُوك. واثنتا عشرَة رَكْعَة لَيْلًا وَنَهَارًا وتتشهد من كل رَكْعَتَيْنِ فَإِذا تشهدت فِي آخر صَلَاتك فاثن عَلَيْهِ تَعَالَى وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
(1/50)
عَلَيْهِ وَسلم واقرأ وَأَنت ساجد الْفَاتِحَة سبعا وَآيَة الْكُرْسِيّ سبعا وَقل لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمد وَهُوَ على شَيْء قدير عشرا ثمَّ قل اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك بمعاقد الْعِزّ من عرشك ومنتهى الرَّحْمَة من كتابك واسمك الْأَعْظَم وَجدك الْأَعْلَى وكلماتك التَّامَّة ثمَّ سل حَاجَتك ثمَّ ارْفَعْ رَأسك ثمَّ سلم. للْحَاكِم مَوْضُوع فِيهِ عَمْرو بن هَارُون كَذَّاب. قلت روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَكَانَ من أوعية الْعلم على ضعفه وَكَثْرَة مَنَاكِيره وَمَا أَظُنهُ يتَعَمَّد الْكَذِب وَوجدت لَهُ طَرِيقا آخر قيد فِيهِ» بعد الْمغرب اثْنَتَا عشرَة رَكْعَة فِي كل رَكْعَة فَاتِحَة الْكتاب سبع مَرَّات وَسورَة حَتَّى إِذا كَانَ آخر رَكْعَة قَرَأَ بَين السَّجْدَتَيْنِ الْفَاتِحَة وَالْإِخْلَاص وَآيَة الْكُرْسِيّ سبعا سبعا وَيَقُول لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمد بِيَدِهِ الْخَيْر وَهُوَ على كل شَيْء قدير عشرا ثمَّ سجد آخر سَجْدَة لَهُ فَيَقُول فِيهِ بعد تسبيحه اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك إِلَخ. ثمَّ يسْأَل الله يغْفر كل ذنُوبه ويستجاب دَعوته قَالَ وَلَا تعلموها سفهاءكم فَيدعونَ لأمر بَاطِل" فِيهِ من تَرَكُوهُ وَذكر الزَّرْكَشِيّ إِن أَبَا حنيفَة رَحمَه الله فِي الْجَامِع الصَّغِير كره الدعْوَة بمعاقد الْعِزّ وَإِن جَاءَ الحَدِيث إِذْ لَا ينْكَشف مَعْنَاهُ: قَالَ فِي النِّهَايَة بعد بَيَان مَعْنَاهُ وَأَصْحَاب أبي حنيفَة يكرهونه قَالَ ابْن الْجَزرِي فِي الْحصن الْحصين عَن الْبَيْهَقِيّ وَغير وَاحِد وَعَن نَفسه أَنه قد جربه لقَضَاء الْحَاجة فَوَجَدَهُ كَذَلِك وَكَذَا ذكر الديلمي عَن غير وَاحِد.
(1/51)
[الْفَصْلُ] التَّاسِعُ فِي صَلاةِ التَّوْبَةِ ورؤية النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحفظ الْقُرْآن وَقَضَاء الدَّين وعصمة الْأَوْلَاد والأملاك.
(1/51)
اللآلئ «صَلاةُ التَّوْبَةِ يَغْتَسِلُ لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ بَعْدَ الْوِتْرِ وَيُصَلِّي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بِالْكَافِرُونَ مَرَّةً وَالإِخْلاصِ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ يَقْرَأُ فِي سُجُودِهِ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ثُمَّ يَجْلِسُ وَيَسْتَغْفِرُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَيُصْبِحُ صَائِمًا وَيُصَلِّي عِنْدَ إِفْطَارِهِ [ص:52] رَكْعَتَيْنِ بِالإِخْلاصِ خَمْسَ عَشْرَةَ مرّة وَيَدْعُو» إِلَى آخِره مَوْضُوع. وَأَيْضًا «ثَمَانِ رَكَعَاتٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِالإِخْلاصِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً وَبَعْدَ السَّلامِ يُصَلِّي أَلْفَ مَرَّةٍ تُكَفِّرُ الذُّنُوبَ وَلَوْ تَرَكَ صَلاةَ مِائَتَيْ سَنَةٍ وَيَرَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ» مَوْضُوعٌ فِيهِ مَجَاهِيل.
(1/51)
«صَلاةُ رُؤْيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَانِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ الإِخْلاصَ وَبَعْدَ السَّلامِ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ الأُمِّيِّ أَلْفَ مَرَّةٍ» لَا يَصح فِيهِ مَجَاهِيل وَأَيْضًا «يَغْتَسِلُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يقْرَأ فيهمَا الْإِخْلَاص مرّة» فِيهِ ابْن عكاشة كَذَّاب.
(1/52)
صَلَاة حفظ الْقُرْآن الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ لعَلي رَضِي الله عَنهُ «صَلِّ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي الأُولَى يس وَفِي الثَّانِيَةِ حم الدُّخَانَ وَفِي الثَّالِثَةِ ألم السَّجْدَةَ وَفِي الرَّابِعَةِ تَبَارَكَ الَّذِي وَاحْمَدْ بَعْدَ التَّشَهُّدِ وَاثْنِ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ الْمَعَاصِي أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي وَارْحَمْنِي أَنْ أَتَكَلَّفَ مَا لَا يَعْنِينِي وَارْزُقْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لَا تُرَامُ أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أَنْ تُلْزِمَ قَلْبِي حُبَّ كِتَابِكَ كَمَا عَلَّمْتَنِي وَارْزُقْنِي أَنْ أَتْلُوهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنِّي وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُنَوِّرَ بِالْكِتَابِ بَصَرِي وَتُعِينُنِي عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَا يعنيني على الْخَيْر غَيْرك وَلَا يُوَفِّقْ لَهُ إِلا أَنْتَ فَافْعَلْ ذَلِكَ ثَلاثَ جُمَعٍ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا تُحْفَظْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَا أَخْطَأَ مُؤْمِنًا قَطُّ» لَا يَصِحُّ فِيهِ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم مَجْرُوح وَأَبُو صَالح مَتْرُوك وَقيد الدَّارَقُطْنِيّ فِي رِوَايَته بِالثُّلثِ الْأَخير من لَيْلَة الْجُمُعَة.
(1/52)
فِي الْوَجِيز ابْن عَبَّاس «إِنَّ عَلِيًّا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْقُرْآنَ تَفَلَّتَ مِنْ صَدْرِي» إِلَخ. فِي دُعَاء حفظ الْقُرْآن فِيهِ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي مَجْرُوح وَأَبُو صَالح مَتْرُوك والوليد يُدَلس التَّسْوِيَة وَالْمُتَّهَم بِهِ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن النقاش قلت قَالَ ابْن حجر هَذَا الْكَلَام كُله تهافت والنقاش بَرِيء من عهدته فَإِن الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق لَيْسَ فِيهَا النقاش وَلَا أَبُو صَالح وَلَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم.
(1/52)
فِي الذيل «يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَلا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً عَلَّمَنِي جِبْرِيلُ لِلْحِفْظِ تَكْتُبُ عَلَى طَاسٍ بِزَعْفَرَانٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةَ الإِخْلاصِ وَسُورَةَ يس وَالْوَاقِعَةَ وَالْجُمُعَةَ [ص:53] وَالْمُلْكَ ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهِ مَاءَ زَمْزَمَ أَوْ مَاءَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَشْرَبُهُ عَلَى الرِّيقِ عِنْدَ السَّحَرِ بِثَلاثَةِ مَثَاقِيلَ مِنْ لِبَانٍ وَعَشَرَةِ مَثَاقِيلَ مِنْ سُكَّرِ طبرزد وَعشر مَثَاقِيل عسل ثمَّ تُصَلِّي بَعْدَ الشُّرْبِ رَكْعَتَيْنِ بِمِائَةِ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ خَمْسِينَ مَرَّةً ثُمَّ تُصْبِحُ صَائِمًا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ فَلا يَأْتِي عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا إِلا وَتَصِيرُ حَافِظًا وَهَذَا لِمَنْ دُونَ سِتِّينَ سَنَةً قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَجَدْنَاهُ نَافِعًا» هَذَا كذب بَين.
(1/52)
«وَعِشْرُونَ رَكْعَةً بِالإِخْلاصِ لِحِفْظِ النَّفْسِ وَالْمَال وَالْولد والوالدين» مَوْضُوع.
(1/53)
«عَلَّمَنِي جِبْرِيلُ دُعَاءً فِي قَضَاءِ الدَّيْنِ فَقَالَ مَنْ أَصَابَهُ دَيْنٌ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُصَلِّ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَلْيَقْرَأْ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ فَإِذَا سَلَّمَ قَرَأَ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ إِلَى بِغَيْرِ حِسَابٍ ثُمَّ يَقُولُ يَا فَارِجَ الْهَمِّ يَا كَاشِفَ الْغَمِّ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ يَا رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمِهِمَا ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ اقْضِ دَيْنِي فَإِن الله يقْضِي دينه» وفيهَا اسْم الله الْأَعْظَم من نُسْخَة نبيط بن شريط الْكذَّاب.
(1/53)
[الْفَصْلُ] الْعَاشِرُ فِي بَعْضِ السَّجَدَاتِ وَسجْدَة بعد الْوتر.
(1/53)
فِي بعض الرسائل قَالَ أَبُو سعيد فِي التَّتِمَّة جرت عَادَة بعض النَّاس بِالسُّجُود بعد الْفَرَاغ من الصَّلَاة يدعونَ فِيهَا وَلَا أصل لتِلْك السَّجْدَة أصلا وَلم ينْقل عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَن الصَّحَابَة وَذَلِكَ بِدعَة، وَقَالَ الْغَزالِيّ فِي الْإِحْيَاء قد جرت عَادَة بعض الْعَوام بِالسُّجُود عِنْد قيام الْمُؤَذّن للإقامة يَوْم الْجُمُعَة وَلَا يثبت لَهُ أصل فِي خبر وَلَا أثر لَكِن الْوَجْه للتَّحْرِيم (1) انْتهى
__________
(1) قَوْله «لَكِن الْوَجْه للتَّحْرِيم» لم تُوجد هَذِه الزِّيَادَة فِي نسخ الْإِحْيَاء فحرر. إدارة.
(1/53)
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَةُ «كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً كَانَتْ تِلْكَ صَلاتُهُ يَعْنِي بِاللَّيْلِ فَيَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ وَيَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاةِ الْفَجْرِ ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذّن للصَّلَاة» وَعَن القَاضِي أَنه اسْتدلَّ بِهِ لجَوَاز التَّقَرُّب بِسَجْدَة فردة لغير التِّلَاوَة وَالشُّكْر وَقد [ص:54] اخْتلفت الآراء فِي جَوَازه.
(1/53)
وَفِي الْحصن الْحصين وَالسُّجُود بعد الْوتر مَوْضُوع وَلَكِن صَحَّ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي بعده رَكْعَتَيْنِ جَالِسا.
(1/54)
بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ خُفْيَةً وَجَهْرًا وَمد كلمة التَّوْحِيد وَالتَّسْبِيح بالأنامل وَالْجُلُوس مَعَ الذّكر وَأَنه أفضل من الدُّعَاء وَذكر الْإِفْطَار وَدخُول السُّوق والمسبعات.
(1/54)
فِي الْمُخْتَصر «من شهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ حرمه الله على النَّار» صَحِيح.
(1/54)
«مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا الله مخلصا دخل الْجنَّة قيل مَا إخلاصها قَالَ أَن تحرزه مِمَّا حرم الله» حسن.
(1/54)
«يَفْضُلُ الذِّكْرُ الْخَفِيُّ الَّذِي لَا يَسْمَعُهُ الْحَفَظَةُ عَلَى الذِّكْرِ الَّذِي يَسْمَعُهُ الْحَفَظَةُ سَبْعِينَ دَرَجَةً» سَنَدُهُ ضَعِيف.
(1/54)
فِي الْمَقَاصِد «خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيِّ وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي» صَححهُ ابْن حبَان وَأَبُو عوَانَة.
(1/54)
«لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ وَلا فِي النُّشُورِ» رُوِيَ بِسَنَدٍ ضَعِيف عَن ابْن عمر.
(1/54)
«هم الْقَوْم لَا يشقى جليسهم» مُتَّفق عَلَيْهِ فِي فضل الذَّاكِرِينَ.
(1/54)
اللآلئ صلى أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين فِي مَسْجِد الرصافة فَقَامَ بَين يديهما قاص فَقَالَ حَدثنَا أَحْمد وَيحيى عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَلَقَ اللَّهُ مِنْ كُلِّ كَلِمَةٍ مِنْهَا طَيْرًا مِنْقَارُهُ مِنْ ذهب» وَأخذ فِي قصَّة نَحوا من عشْرين ورقة فَجعل أَحْمد ينظر إِلَى يحيى بن معِين وَيحيى ينظر إِلَى أَحْمد فَقَالَ لَهُ أَنْت حدثته بِهَذَا فَيَقُول وَالله مَا سَمِعت بِهَذَا إِلَّا السَّاعَة فَلَمَّا فرغ من قصصه وَأخذ القطيعات من النَّاس ثمَّ قعد ينظر بقيتها قَالَ لَهُ يحيى بِيَدِهِ تعال فجَاء مُتَوَهمًا لنوال فَقَالَ لَهُ يحيى من حَدثَك بِهِ قَالَ أَحْمد وَيحيى فَقَالَ أَنا يحيى وَهَذَا أَحْمد مَا سمعنَا بِهَذَا قطّ فِي الحَدِيث وَإِن كَانَ لَا بُد وَالْكذب فعلى غَيرنَا فَقَالَ لَهُ أَنْت يحيى قَالَ نعم قَالَ لم أزل اسْمَع أَن يحيى أَحمَق مَا تحققته إِلَّا السَّاعَة فَقَالَ لَهُ كَيفَ تحققته قَالَ كَأَن لَيْسَ فِي الدُّنْيَا يحيى بن معِين وَأحمد بن حَنْبَل غيركما قد كتبت عَن سَبْعَة عشر أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى ابْن معِين فَوضع أَحْمد كمه على وَجهه وَقَالَ دَعه يقوم فَقَامَ كَالْمُسْتَهْزِئِ بهما.
(1/54)
عَن عمر «مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ» مَوْضُوع [ص:55] تفرد بِهِ من لَا يحْتَج بِهِ وَهُوَ صَفْوَان بن أبي الصَّهْبَاء قلت قَالَ ابْن حجر بل هُوَ حَدِيث حسن أخرجه البُخَارِيّ فِي خلق الْأَفْعَال أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات فَلم يصب واستند إِلَى تَضْعِيف ابْن حبَان لِصَفْوَان وَلم يسْتَمر ابْن حبَان عَلَيْهِ بل ذكره فِي الثِّقَات، وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِد فِي الْوَجِيز وَكَذَا وَثَّقَهُ ابْن شاهين وَابْن خلفون وَابْن معِين وَحسن التِّرْمِذِيّ عَن أبي سعيد وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ عَن جَابر والديلمي عَن حُذَيْفَة.
(1/54)
فِي الذيل «يَقُولُ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا كَلِمَتِي مَنْ قَالَهَا أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِي وَمَنْ أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِي فَقَدْ أَمِنَ وَالْقُرْآنُ كَلامِي وَمِنِّي خَرَجَ» مَوْضُوع.
(1/55)
«مَنْ قَالَ حِينَ يَدْخُلُ السُّوقَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمد يحي وَيُمِيت وَهُوَ حَيّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أُعْطِيَ مِنَ الأَجْرِ بِعَدَدِ مَا خَلَقَ الله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة» من نُسْخَة عبد الله بن أَحْمد الكاذبة.
(1/55)
«لَوْ يَعْلَمُ الأَمِيرُ مَا لَهُ فِي ذِكْرِ اللَّهِ لَتَرَكَ إِمَارَتَهُ وَلَوْ يَعْلَمُ التَّاجِرُ مَا لَهُ فِي ذِكْرِ اللَّهِ لَتَرَكِ تِجَارَتَهُ وَلَوْ أَنَّ ثَوَابَ تَسْبِيحَةٍ قُسِّمَ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ لأَصَابَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَشْرَةَ أَضْعَافِ الدُّنْيَا» فِيهِ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ وَضاع كَذَّاب.
(1/55)
أنس «لَيْسَ مِنَ الْكَلامِ شَيْءٌ إِلا وَالشَّفَتَانِ تَلْتَقِيَانِ إِلا مَا كَانَ مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَإِنَّ الشَّفَتَيْنِ لَا تَلْتَقِيَانِ بِهَا مِنْ حَلاوَتِهَا وَعِظَمِهَا فَاسْتَكْثِرُوا مِنَ التَّوْحِيدِ فِي ابْتِدَاءِ كلامكم وَآخره» إِسْنَاده ظلمات فِيهِ أَرْبَعَة كذابون،
وَعنهُ: «مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا الله ومدها هدمت لَهُ أَرْبَعَة آلَاف ذَنْب من الْكَبَائِر»
فِيهِ نعيم كَذَّاب.
[مناقشة دَار الحَدِيث:
قَالَ شَيخنَا الْمُحدث مَحْمُود الرنكوسي مَا مَعْنَاهُ أَن بعض الْعلمَاء طعنوا فِي هَذَا الحَدِيث بِسَبَب كَثْرَة الثَّوَاب الْمَوْعُود فِيهِ، وَأجَاب أَن مثل هَذَا الثَّوَاب لَا يستكثر من الله، وَأورد مِثَال الْكَافِر وَكَيف يُكَفِّر عَنهُ ذَلِك القَوْل أَكثر من تِلْكَ الذُّنُوب، فَمَا بَال الْمُسلم!
وَاسْتِيفَاء الْبَحْث فِي هَذَا الْمَوْضُوع يكون بِالنّظرِ إِلَى سَنَد الحَدِيث وَمَتنه:
أما السَّنَد فضعيف لوُجُود كَذَّاب فِيهِ،
وَأما الْمَتْن فَصَحِيح عقلا ونقلا، وَأَخْطَأ من حكم بِوَضْعِهِ بِنَاء على كَثْرَة الثَّوَاب الْمَوْعُود:.
- أما صِحَّته عقلا:
فَلَمَّا ورد أَعْلَاهُ، مُقَارنَة مَعَ إِسْلَام الْكَافِر، وَلَا يبطل هَذَا الدَّلِيل بِكَوْن الْكَافِر لم يكن مُكَلّفا، وَذَلِكَ لما سَيَأْتِي نقلا.
- وَأما صِحَّته نقلا:
- فأولا لِأَنَّهُ لَا يكبر ذَنْب مَعَ سَعَة رَحْمَة اللهِ، إِلَّا الشّرك، قَالَ تَعَالَى {إِن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ وَيغْفر مَا دون ذَلِك لمن يَشَاء}
- وَثَانِيا لما روى الإِمَام أَحْمد، وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حسن غَرِيب، وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك، وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن ابْن عَمْرو:
إِن الله سيخلص رجلا من أمتِي على رُؤُوس الْخَلَائق يَوْم الْقِيَامَة فينشر عَلَيْهِ تِسْعَة وَتِسْعين سجلا كل سجل مثل مد الْبَصَر ثمَّ يَقُول: أتنكر من هَذَا شَيْئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فَيَقُول: لَا يَا رب! فَيَقُول: أَفَلَك عذر؟ فَيَقُول: لَا يَا رب! فَيَقُول: بلَى، إِن لَك عندنَا حَسَنَة، وَإنَّهُ لَا ظلم عَلَيْك الْيَوْم. فَتخرج بطاقة فِيهَا «أشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله» . فَيَقُول: أحضر وزنك. فَيَقُول: يَا رب، مَا هَذِه البطاقة مَعَ هَذِه السجلات؟ فَيُقَال: فَإنَّك لَا تظلم. فتوضع السجلات فِي كفة، والبطاقة فِي كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، وَلَا يثقل مَعَ اسْم الله تَعَالَى شَيْء.
فَهَذَا نَص صَرِيح فِي مَوْضُوع الْبَحْث، وَانْظُر تَعْلِيله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: «وَلَا يثقل مَعَ اسْم الله تَعَالَى شَيْء» .
- وثالثا لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:
إِن الله تَعَالَى حرم على النَّار مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا الله يَبْتَغِي بذلك وَجه الله تَعَالَى.
رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَن عتْبَان بن مَالك (كشف الخفاء) .
ختاما يتَبَيَّن خطأ من حكم على الحَدِيث بِالْوَضْعِ، ونرى سَبَب إِصْرَار عُلَمَاؤُنَا، جزاهم الله الْخَيْر، على قصر تَصْحِيح وتضعيف الْأَحَادِيث على أكَابِر محدثي هَذِه الْأمة.
عرفان الرِّبَاط وغياث حَامِد، دَار الحَدِيث]
(1/55)
«مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَصُومُ فَيَقُولُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ غَيْرُكَ اغْفِرْ لِيَ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلا الْعَظِيمُ إِلا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ عَلِّمُوهَا عَقِبَكُمْ فَإِنَّهَا كَلِمَةٌ يُحِبُّهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيُصْلَحُ بِهَا أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» هُوَ شَاذُّ بِمَرَّةٍ فِي إِسْنَاده مَجَاهِيل.
(1/55)
«الذِّكْرُ شُكْرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فَأَدُّوا شُكْرَهُ» مِنْ نُسْخَةِ نُبَيْطِ بن شريط الْكذَّاب.
(1/55)
فِي الْمُخْتَصر «عَلَيْكُنَّ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ فَلا تَغْفُلْنَ وَاعْقِدْنَ بِالأَنَامِلِ فَإِنَّهَا مُسْتَنْطَقَاتٌ يَعْنِي بِالشَّهَادَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» صَحَّحَهُ الْحَاكِم.
(1/55)
ابْن عمر «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يعْقد التَّسْبِيح» إِنَّمَا هُوَ عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ كَمَا فِي أبي دَاوُد [ص:56] وَالنَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم.
(1/55)
حَدِيث كرز بن وبرة عَن رجل عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ «إِنَّ الْخَضِرَ عَلَّمَهُ الْمُسَبِّعَاتِ» لَا أصل لَهُ وَلم يَصح قطّ اجْتِمَاع الْخضر بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا علم اجتماعه وَلَا حَيَاته وَلَا مَوته.
(1/56)
بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ لأَرْبَعِينَ مُسْلِمًا وَقَبُولِهِ بِرَفْعِ الْيَدِ فِيهِ وَالصَّلاةِ قبله وبظهر الْغَيْب وَمن الضعفة وعَلى الظَّالِم والكفور وَعدم قبُوله على الحبيب وَدُعَاء حفظ الْقُرْآن والذهاب إِلَى الْمَسْجِد ورد الْبَصَر وغرس الشّجر وَطول الْعُمر وسعة الرزق ورؤية الْجِنَازَة وللمنعم بجزاك الله ودعائه لَا تحوجني إِلَى شرار خلقك.
(1/56)
فِي الْمُخْتَصر «كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَدَّ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ لم يردهما حَتَّى يسمح بهما وَجهه» لِلتِّرْمِذِي غَرِيب وَالْحَاكِم ضَعِيف.
(1/56)
«إِذا سَأَلْتُم الله حَاجَة فابدؤوا بِالصَّلاةِ عَلَيَّ فَإِنَّ اللَّهَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ فَيَقْضِي إِحْدَاهمَا وَيرد الْأُخْرَى» رَوَاهُ أَبُو طَالب الْمَكِّيّ لم نجده مَرْفُوعا لكنه مَوْقُوف على أبي الدَّرْدَاء.
(1/56)
حَدِيث الدُّعَاء للْأَخ يظْهر الْغَيْب وَفِيه «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَعَبْدِي» لَمْ يُوجد.
(1/56)
«الدُّعَاءُ يُسْتَجَابُ لِلرَّجُلِ فِي أَخِيهِ مَا لَا يُسْتَجَابُ لَهُ فِي نَفسه» لم يُوجد.
(1/56)
فِي الْمَقَاصِد «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ من الدُّعَاء» لأبي دَاوُد وَغَيره عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه.
(1/56)
اللآلئ «مَا كَانَ اللَّهُ لِيَفْتَحَ عَلَى الْعَبْدِ بَابَ الدُّعَاءِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الإِجَابَةِ اللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ ذَلِك» لَا أصل لَهُ.
(1/56)
«سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حبيب» مَوْضُوع.
(1/56)
«مَنْ أَنْعَمَ عَلَى أَخِيهِ نِعْمَةً فَلَمْ يَشْكُرْهَا فَدَعَا اللَّهَ عَلَيْهِ اسْتُجِيبَ لَهُ» لَا يَصح: قلت قد توبع من اتهمَ فِيهِ، وَفِي الْوَجِيز فِيهِ جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد يضع وَله طَرِيق ثَان فِيهِ نصر بن قديد يكذب وَشَيْخه وَشَيخ شَيْخه مَجْهُولَانِ عَن نصر ابْن سيار أَمِير خُرَاسَان قلت أخرجه من الثَّانِي: الْبَيْهَقِيّ قَالَ لَهُ شَوَاهِد.
(1/56)
فِي اللآلئ «يَسْتَجِيبُ لِلْمُتَظَلِّمِينَ مَا لَمْ يَكُونُوا أَكْثَرَ مِنَ الظَّالِمِينَ فَإِذَا كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ [ص:57] فَيُدْعَوْنَ فَلا يَسْتَجِيبُ لَهُم» فِيهِ إِبْرَاهِيم يضع.
(1/56)
عَن ابْن مَسْعُود رَفعه «مَنْ أَرَادَ أَنْ يُوَعِّيَهُ اللَّهُ حِفْظَ الْقُرْآنِ فَلْيَكْتُبْ هَذَا الدُّعَاءَ فِي إِنَاءٍ نَظِيفٍ بِعَسَلٍ مَادِيٍّ ثُمَّ لِيَغْسِلْهُ بِمَاءِ الْمَطَرِ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ الأَرْضَ فَلْيَشْرَبْهُ عَلَى الرِّيقِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّهُ يَحْفَظُهُ بِإِذْنِ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَإِنَّكَ مَسْئُولٌ لَمْ يُسْأَلْ مِثْلُكَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ وَمُوسَى كَلِيمِكَ وَنَجِيِّكَ وَعِيسَى كَلِمَتِكَ وَرُوحِكَ وَأَسْأَلُكَ بِصُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَتَوْرَاةِ مُوسَى وَزَبُورِ دَاوُدَ وَإِنْجِيلِ عِيسَى وَفُرْقَانِ مُحَمَّدٍ وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ وَحْيٍ أَوْحَيْتَهُ وَبِكُلِّ حَقٍّ قَضَيْتَهُ وَبِكُلِّ سَائِلٍ أَعْطَيْتَهُ وَبِكُلِّ ضَالٍّ هَدَيْتَهُ وَغَنِيٍّ أَغْنَيْتَهُ وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِي دَعَاكَ بِهَا أَوْلِيَاؤُكَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُمْ وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَثْبَتَّ بِهِ أَرْزَاقَ الْعِبَادِ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى الْجِبَالِ فَرَسَتْ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى الأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي اسْتَقَلَّ بِهِ عَرْشُكَ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الأَحَدِ الصَّمَدِ الْفَرْدِ الْعَزِيزِ الَّذِي مَلأَ الأَرْكَانَ كُلَّهَا الظَّاهِرِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الْمُبَارَكِ الْمُقَدَّسِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ نُورِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ وَأَسْأَلُكَ بِكِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ بِالْحَقِّ وَنُورِكَ التَّامِّ وَبِعَظَمَتِكَ وَبِكِبْرِيَائِكَ أَنْ تَرْزُقَنِي حِفْظَ كِتَابِكَ الْقُرْآنِ وَحِفْظَ أَصْنَافِ الْعِلْمِ وَثَبِّتْهَا فِي قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي وَتَخْلِطُ بِهَا لَحْمِي وَدَمِي وَتَسْتَعْمِلُ بِهَا جَسَدِي فِي لِيَلِي وَنَهَارِي فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه» مَوْضُوع الْمُتَّهم بِهِ عمر بن صبح قلت لَهُ طَرِيق آخر فِيهِ مُوسَى ابْن إِبْرَاهِيم كَذَّاب. وَورد عَن أبي بكر الصّديق وَفِيه عبد الْملك بن هَارُون دجال وإعضال (1)
__________
(1) أَي وَفِي سَنَده إعضال أَيْضا اهـ إدارة.
(1/57)
الصغاني «أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ» مَوْضُوع.
(1/57)
فِي الذيل «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ الآيَةَ وَذَكَرَ أَنَّهُ يُسْتَجَاب كل لَفْظَة» فِيهِ مُسلم بن سَالم لَيْسَ بِشَيْء.
(1/57)
«اللَّهُمَّ رَبَّ الأَرْوَاحِ الْفَانِيَةِ وَالأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ أَسْأَلُكَ بِطَاعَةِ الأَرْوَاحِ الرَّاجِعَةِ إِلَى الأَجْسَادِ بِالطَّاعَةِ وَبِطَاعَةِ الأَجْسَادِ الْمُلْتَئِمَةِ وَأَخْذِكَ الْحَقَّ مِنْهُمْ وَالْخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ قَضَائِكَ وَيَرْجُونَ [ص:58] رَحْمَتِكَ وَيَخَافُونَ عَذَابَكَ أَنْ تَجْعَلَ النُّورَ فِي بَصَرِي وَالْيَقِينَ فِي قَلْبِي وَذِكْرَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عَلَى لِسَانِي وَعَمَلا صَالِحًا فَارْزُقْنِي» إِذَا دَعَا بِهِ الْمَكْفُوفُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ بَعْدَ رَكْعَتَيْنِ رُدَّ عَلَيْهِ بَصَرُهُ وَلا يُدْعَى بِهِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا. لَمْ يتَبَيَّن حَاله وسنبينه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(1/57)
قَالَ المذنب ذكره بِبَعْض تَغْيِير صَاحب الْعدة عَن الدينَوَرِي عَن لَيْث بن أبي سليم مَوْقُوفا «مَنْ دَعَا لأَرْبَعِينَ رَجُلا مِنْ إِخْوَانِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُسَمِّيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ» رِجَالُهُ كلهم ضعفاء.
(1/58)
«مَنْ رَأَى جَنَازَةً فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ زِدْنَا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا كُتِبَ لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَةً فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ يَوْمِ يَقُولُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة» فِيهِ كَذَّاب.
(1/58)
«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي عُمُرِهِ وَيُنْصَرَ عَلَى عَدُوِّهِ وَيُوَسَّعَ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ وَيُوَقَّى مِيتَةَ السُّوءِ فَلْيَقُلْ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ الْمِيزَانِ وَمُنْتَهَى الْعِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضَا وَزِنَةَ الْعَرْشِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَذَلِكَ وَاللَّهُ أكبر كَذَلِك» فِيهِ عَمْرو بن الْحصين مَتْرُوك كَذَّاب.
(1/58)
«أَفْضَلُ الدُّعَاءِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ اللَّهُمَّ ارْحَمْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ رَحْمَةً عَامَّة» فِيهِ رَاوِي الموضوعات.
(1/58)
«قَالَ عَلِيٌّ اللَّهُمَّ لَا تُحْوِجُنِي إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تقل هَكَذَا فَإِنَّهُ لَيْسَ أحدا إِلا وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى النَّاسِ وَلَكِنْ قُلِ اللَّهُمَّ لَا تُحْوِجُنِي إِلَى شِرَارِ خَلْقِكَ الَّذِينَ إِذَا أَعْطَوْا مَنُّوا وَإِنْ مُنِعُوا عَابُوا» لَا أصل لَهُ فِيهِ ابْن فرضخ مُتَّهم بِالْوَضْعِ قلت لَهُ طَرِيق آخر عِنْد أبي نعيم.
(1/58)
«مَنْ غَرَسَ غَرْسًا يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْبَاعِثِ الْوَارِثِ أَتَتْهُ بأكلها» هُوَ من أباطيل الْعَبَّاس بن بكار الْكذَّاب.
(1/58)
«مَا سَعِدَ مَنْ سَعِدَ وَلا شَقِيَ مَنْ شَقِيَ إِلا بِالدُّعَاءِ» قَالَ ابْن تَيْمِية مَوْضُوع وَهُوَ كَمَا قَالَ.
(1/58)
«اغْتَنِمُوا دُعَاءَ ضُعَفَاءِ أُمَّتِي فَإِنَّهُ يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيكُمْ وَلا يُسْتَجَابُ لَهُم فِي أنفسهم» فِيهِ هِشَام كذبه الصُّورِي والخطيب.
(1/58)
«مَا مِنْ عَبْدٍ يَبْسُطُ كَفَّهُ فِي دُبُرِ صَلاتِهِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِلَهِي وَإِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ إِلَهَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْتَجِيبَ دَعْوَتِي فَإِنِّي مُضْطَرٌّ وَتَعْصِمَنِي فِي دِينِي فَإِنِّي مُبْتَلًى وَتَنَالَنِي بِرَحْمَتِكَ فَإِنِّي مُذْنِبٌ وَتَنْفِيَ عَنِّي الْفَقْرَ فَإِنِّي مُسْتَمْسِكٌ إِلا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرُدَّ يَدَيْهِ خَائِبَتَيْنِ» [ص:59] فِيهِ مُتَّهم.
(1/58)
«إِذَا اصْطَنَعَ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ مَعْرُوفًا فَقَالَ لَهُ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدِي أَسْدَى إِلَيْكَ أَخُوكَ مَعْرُوفًا فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَكَ مَا يُكَافِئُهُ وأحلته الْخَيْر مني الْجنَّة» قَالَ الْخَطِيب إِسْنَاده مُظْلِمٌ وَفِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ المجهولين.
(1/59)
بَابُ أَدْعِيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم.
(1/59)
فِي الْمُخْتَصر «اللَّهُمَّ أَصْلِحِ الرَّاعِيَ وَالرَّعِيَّةَ وَهُوَ الْقلب والجوارح» رُوِيَ بِدُونِ تفسيرهما وَكِلَاهُمَا لم يُوجد.
(1/59)
«اللَّهُمَّ اجْعَلْ سَرِيرَتِي خَيْرًا مِنْ عَلانِيَتِي وَاجْعَلْ عَلانِيَتِي صَالِحَةً» لَمْ يُوجد.
(1/59)
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ مِنْ دُنْيَا تَمْنَعُ خَيْرَ الآخِرَةِ وَأَعُوذُ مِنْ حَيَاةٍ تَمْنَعُ خَيْرَ الْمَمَاتِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَمَلِ أَمَلٍ يَمْنَعُ خير الْعَمَل» ضَعِيف.
(1/59)
«اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَخْرَجْتَنِي مِنْ أَحَبِّ الْبِقَاعِ إِلَيَّ فَأَسْكِنِّي أَحَبَّ الْبِلادِ إِلَيْكَ فَأَسْكَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى الْمَدِينَةَ» فِيهِ مَنْ هُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا وَلِهَذَا قيل لَا يخْتَلف أهل الْعلم فِي إِنْكَار الحَدِيث وَوَضعه.
(1/59)
«اللَّهُمَّ لَا تُؤَمِّنَّا مَكْرَكَ وَلا تُنْسِنَا ذِكْرَكَ وَلا تَهْتِكْ عَنَّا سِتْرَكَ وَلا تَجْعَلْنَا مِنَ الْغَافِلِينَ» من حَدِيث مَعْرُوف الْكَرْخِي مَرْفُوعا من قَالَ هَذَا الدُّعَاء بعث الله إِلَيْهِ ملكا فِي أحب السَّاعَات إِلَيْهِ فيوقظه.
(1/59)
«اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا واحشرني فِي زمرة الْمَسَاكِين» عَن أنس وَفِيه الْحَارِث بن النُّعْمَان وَأنْكرهُ البُخَارِيّ وَغَيره قلت تردد فِيهِ ابْن حبَان من أَن للْحَدِيث طرقا عَن أبي سعيد وَأبي قَتَادَة لَا يحسن الحكم مَعهَا بِالْوَضْعِ، وَفِي مَوضِع آخر من الْمُخْتَصر هُوَ لِابْنِ مَاجَه. وَالْحَاكِم مصححا وَالتِّرْمِذِيّ مغربا. قلت ذكره أَبُو الْفرج فِي الموضوعات: الْقزْوِينِي هُوَ حَدِيث المصابيح فِي عيشه مَوْضُوع. اللآلئ فِيهِ الْحَارِث مُنكر قلت هَذَا لَا يَقْتَضِي الْوَضع وَله شَاهد وأسرف ابْن الْجَوْزِيّ بِذكرِهِ فِي الموضوعات وَكَأَنَّهُ أقدم لما رَآهُ مباينا لحاله لِأَنَّهُ كَانَ مكفيا، وَوَجهه الْبَيْهَقِيّ بِأَنَّهُ لم يسْأَل مَا يرجع إِلَى الْقلَّة بل مَا يرجع إِلَى الإخبات والتواضع، وَفِي الْوَجِيز أوردهُ. وَعَن أنس وَفِيه الْحَارِث بن النُّعْمَان أنكرهُ البُخَارِيّ وَعَن أبي سعيد وَفِيه يزِيد بن سِنَان مَتْرُوك عَن أبي مبارك مَجْهُول [ص:60] قلت حَدِيث أنس عِنْد التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ والْحَارث لم يتهم بكذب بل قيل لَيْسَ بِقَوي وَمن يُوصف بِهَذَا يحسن حَدِيثه بالمتابعة وَلِحَدِيث أبي سعيد طَرِيق آخر صَححهُ الْحَاكِم وَأقرهُ الذَّهَبِيّ وَورد عَن عبَادَة بن الصَّامِت وَصَححهُ الضياء.
(1/59)
وَعَن ابْن عَبَّاس «عَائِشَةُ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يُكْثِرُ هَذَا الدُّعَاءَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّي وَانْقِطَاعِ عُمْرِي» فِيهِ مَتْرُوكَانِ قلت أَحدهمَا متابع.
(1/60)
الذيل «قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ قَدْ حَمَلَ وَلَدَهُ مَتَّعَكَ اللَّهُ بِهِ أَمَا إِنِّي لَوْ قُلْتُ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهِ لفقدته» من نُسْخَة نبيط الْكذَّاب.
(1/60)
بَاب الزَّكَاة وتحريها للْعَالم وَزَكَاة الْحلِيّ وَالدَّار وَلَا يجْتَمع خراج وَعشر.
(1/60)
اللآلئ «أَدُّوا الزَّكَاةَ وَتَحَرُّوا بِهَا أَهْلَ الْعِلْمِ فَإِنَّهُ أَبَرُّ وَأَتْقَى» بَاطِلٌ مَوْضُوع.
(1/60)
«لَا يَجْتَمِعُ عَلَى مُؤْمِنٍ خَرَاجٌ وَعشر» بَاطِل وَإِنَّمَا حَكَاهُ أَبُو حنيفَة عَن حَمَّاد عَن إِبْرَاهِيم من قَوْله فوصله يحيى وَهُوَ مُتَّهم.
(1/60)
فِي الْمَقَاصِد «زَكَاة الْحلِيّ عَارِية» يذكرهُ الْفُقَهَاء وروى من قَول ابْن عَمْرو سعيد بن الْمسيب وَإِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَن الشّعبِيّ وَعَن أَحْمد ابْن عَمْرو عَائِشَة وأنسا وجابرا وَأَسْمَاء كَانُوا لَا يرَوْنَ فِي الْحلِيّ زَكَاة وَعَن أَسمَاء أَنَّهَا كَانَت تحلي بناتها الذَّهَب نَحوا من خمسين ألفا وَلَا تزكيه! قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَمَا يرْوى مَرْفُوعا «لَيْسَ فِي الْحلِيّ زَكَاة» فَبَاطِل لَا أصل لَهُ.
(1/60)
فِي الذيل أنس «لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ وَزَكَاةُ الْبَيْتِ دَار الضِّيَافَة» لأبي سعيد فِي الموضوعات وَضعه أَحْمد بن عُثْمَان أَو شَيْخه وَقيل مُنكر.
(1/60)
بَابُ أَنَّ السُّؤَالَ فَاحِشَةٌ إِلا من الحسان والرحماء وَحقّ السَّائِل ورده فِي الْمَسْجِد وزجره.
(1/60)
فِي الْمَقَاصِد «الْتَمِسُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ» قيل لِابْنِ عَبَّاس كم من رجل قبح الْوَجْه قَضَاء للحوائج قَالَ إِنَّمَا يَعْنِي حسن الْوَجْه عِنْد طلب الْحَاجة: طرقه كلهَا [ص:61] ضَعِيفٌ وَمَعَ هَذَا لَا يَتَهَيَّأُ الحكم على الْمَتْن بِالْوَضْعِ كَمَا أَشَارَ شَيخنَا.
(1/60)
وَفِي الْمُخْتَصر «اطْلُبُوا الْخَيْرَ» إِلَخْ. أَكْثَرُ طُرُقِهِ ضَعِيفَة، وَفِي اللآلئ وروى «عِنْد صباح الْوُجُوه» وَله طرق وَهَذَا الحَدِيث فِي نقدي حسن وَقد جمعت طرقه فِي جُزْء، وَفِي الْوَجِيز هُوَ للطبراني رِجَاله إِلَّا عبد الله بن خرَاش مُخْتَلف فِيهِ وَهَذَا الطَّرِيق على انفرادها عَليّ شَرط الْحسن فَكيف وَلها متابعات.
(1/61)
أَبُو سعيد «اطْلُبُوا الْفَضْلَ مِنَ الرُّحَمَاءِ تَعِيشُوا فِي أَكْنَافهم» إِلَخ. فِيهِ عبد الرَّحْمَن السّديّ مَجْهُول: قلت إِنَّمَا فِيهِ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السّديّ الصَّغِير الْمَعْرُوف بِالْكَذِبِ لكنه توبع عَن دَاوُد بن أبي هِنْد وَورد من حَدِيث عَليّ صَححهُ الْحَاكِم: الصغاني هُوَ مَوْضُوع، وَفِي اللآلئ بِزِيَادَة «فَإِنِّي جعلت فيهم رَحْمَتي وَلَا تطلبوها من القاسية قُلُوبهم فَإِنِّي جعلت فيهم سخطي» وَذكر ابْن حجر لَهُ طرقا وشواهد وَاخْتِلَاف الْأَلْفَاظ.
(1/61)
«دَخَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بِلالٍ يَوْمًا مِنَ الأَيَّامِ فَوَقَفَ بِالْبَابِ سَائِلٌ فَرَدَّهُ بِغَيْرِ شَيْءٍ فَقَالَ يَا بِلالُ رَدَدْتَ السَّائِلَ وَهَذَا التَّمْرُ عِنْدَكَ قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتُ صَائِمًا وَأَرَدْتُ أَنْ أُفْطِرَ عَلَيْهِ فَقَالَ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ فَلا تَخْبَأْ شَيْئًا رُزِقْتَهُ وَلا تَمْنَعْ شَيْئا سَأَلته» لَا يَصح فِيهِ وَاضع قلت لَهُ شَوَاهِد مِنْهَا مَا روى «أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل على بِلَال وَعِنْده صبرَة من التَّمْر فَقَالَ مَا هَذَا يَا بِلَال قَالَ يَا رَسُول الله ادخرته لَك ولضيافتك قَالَ أما تخشى أَن يكون لَهُ دُخان فِي نَار جَهَنَّم أنْفق يَا بِلَال وَلَا تخش من ذِي الْعَرْش إقلالا» وَمِنْهَا غير ذَلِك: قَالَ المُصَنّف هَذِه الْأَحَادِيث كَانَت فِي صدر الْإِسْلَام حِين كَانَ الادخار مَمْنُوعًا والضيافة وَاجِبَة ثمَّ نسخ الْأَمْرَانِ وَإِنَّمَا دخل الدخيل على كثير من النَّاس لعدم علمهمْ بالنسخ وَالله أعلم.
(1/61)
الصغاني «لَوْلا أَنَّ السُّؤَّلَ يَكْذِبُونَ مَا قدس من ردهم» مَوْضُوع.
(1/61)
وَفِي الْمَقَاصِد واللآلئ والمختصر «لَوْ صَدَقَ السَّائِلُ مَا أَفْلَحَ من رده» الْعقيلِيّ لَا يَصح فِي الْبَاب شَيْء وَرُوِيَ «لَو صدق الْمَسَاكِين» وَله طرق لَا تَخْلُو عَن ضِعَاف وَقَالَ ابْن عبد الْبر أسانيدها لَيست بقوية، وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ لَا أصل لَهَا.
(1/61)
الْقزْوِينِي "أَعْطُوا السَّائِلَ وَإِنْ جَاءَ عَلَى فرس: هُوَ حَدِيث المصابيح مَوْضُوع، وَفِي الْمُخْتَصر [ص:62] «للسَّائِل حق وَإِن» إِلَخ. لَا يَصح، وَفِي الْمَقَاصِد سَنَده جيد كَمَا قَالَ الْعِرَاقِيّ وَتَبعهُ غَيره لَكِن قَالَ ابْن عبد الْبر أَنه لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَله طرق لَا تَخْلُو عَن ضعف.
(1/61)
وَفِي الذيل «مَنْ رَدَّ جَائِعًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُشْبِعَهُ» سَيَجِيءُ فِي الرتنيات.
(1/62)
«إِنْ أَتَاكَ سَائِلٌ عَلَى فَرَسٍ باسط كيفه فقد وَجب لَهُ الْحق وَلَو بشق تَمْرَة» من نُسْخَة أبي هدبة عَن أنس، وَفِي الْوَجِيز عده أَحْمد من أَرْبَعَة مَوْضُوعَات تَدور فِي الْأَسْوَاق: قَالَ الْعِرَاقِيّ لَا يَصح هَذَا عَن أَحْمد فَإِنَّهُ أخرجه فِي مُسْنده عَن الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنهُ بِسَنَد جيد رِجَاله ثِقَات، وَأخرجه أَبُو دَاوُد عَنهُ وَعَن عَليّ وَأخرجه ابْن عدي عَن ابْن عَبَّاس وَالطَّبَرَانِيّ عَن الهرماس بن زِيَاد.
(1/62)
فِي الْمُخْتَصر «مَسْأَلَةُ النَّاسِ مِنَ الْفَوَاحِشِ مَا أَجِدُ مِنَ الْفَوَاحِشِ غَيْرَهَا» لَمْ يُوجد.
(1/62)
«مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّهُ وَمَنْ لَمْ يَسْأَلْنَا فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا» إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.
(1/62)
فِي الذيل «إِذَا وَقَفَ السَّائِلُ عَلَيْكُمْ فَدَعُوهُ حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ كَلامِهِ فَإِنْ كَانَ شَيْءٌ فَأَبْلِغُوهُ إِيَّاهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَقُولُوا رَزَقَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ وَلا تَقُولُوا بُورِكَ قِيلَ وأعرضوا عَلَيْهِ المَاء» فِيهِ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان.
(1/62)
ابْن حبَان سَمِعت جَعْفَر بن أبان يملي ثَنَا مُحَمَّد بن رمح ثَنَا اللَّيْث عَن ابْن عمر رَفعه «يُنَادِي مُنَادٍ أَيْنَ بُغَضَاءُ اللَّهِ فَيقوم سُؤال الْمَسَاجِد» فَقلت لَا تكذب على رَسُول الله وخوفته حَتَّى حلف لَا يحدث بِمَكَّة.
(1/62)
فِي الْوَجِيز «إِذَا رَدَدْتَ عَلَى السَّائِلِ ثَلاثًا فَلَا بَأْس أَن تزبره» : عَن ابْن عَبَّاس وَفِيه الْوَلِيد بن الْفضل يرْوى الْمَنَاكِير، وَعَائِشَة وَفِيه وهب بن زَمعَة يضع قلت لحَدِيث ابْن عَبَّاس طرق أخر للديلمي لَيْسَ فِيهِ الْوَلِيد وَورد عَن أبي هُرَيْرَة الطَّبَرَانِيّ.
(1/62)
بَاب فضل السخاء وَالْإِحْسَان إِلَى فَقير أَو غَنِي أَو قَرِيبه أَو نَفسه وَأَنه شَرط الْوَلِيّ والتصديق بكرَة وَتصدق الخازن وذم الشُّح وَأَنه سَبَب السَّلب وَأَن طَعَامه دَاء وَأَنه ظلم أَي ظلم.
(1/62)
فِي الْمُخْتَصر «كُلُّ مَعْرُوفٍ فَعَلْتَهُ إِلَى غَنِيٍّ أَو فَقير صَدَقَة» ضَعِيف.
(1/62)
وَفِي [ص:63] الْمَقَاصِد «كل مَعْرُوف صَدَقَة» لِلشَّيْخَيْنِ وَرُوِيَ بِزِيَادَة «وَكلما أنْفق الرجل على نَفسه وَأَهله كتب لَهُ صَدَقَة» وَبِزِيَادَة «يَضَعهُ أحدكُم إِلَى غَنِي أَو فَقير» .
(1/62)
وَفِي الْبَاب عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة: فِي الْمُخْتَصر «السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ أَغْصَانُهَا مُتَدَلِّيَةٌ إِلَى الأَرْضِ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الْجَنَّةِ» لِجَمَاعَةٍ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ، وَلابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات، وَفِي اللآلئ زَاد الْبَيْهَقِيّ «وَالْبُخْلُ شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ النَّارِ أَغْصَانُهَا مُدَلَّيَاتٌ فِي الدُّنْيَا فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى النَّارِ» ضَعِيفٌ وَذكر لَهُ طرقا لَا تَخْلُو عَن كَذَّاب أَو ضَعِيف.
(1/63)
الصغاني «تَجَافُوا عَنْ ذَنْبِ السَّخِيِّ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخَذَ بِيَدِهِ كُلَّمَا عثر» مَوْضُوع، وَفِي الْمُخْتَصر هُوَ لجَماعَة ضَعِيف وَلابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات: اللآلئ أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ عَن ابْن مَسْعُود وَقَالَ تفرد بِهِ عبد الرَّحِيم بن حَمَّاد قلت بل توبع مُحَمَّد بن حميد، وَورد عَن ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة، وَالْوَجِيز بِلَفْظ «تجاوزا» قَالَ وَله شَاهد بِلَفْظ «تجافوا» إِلَخ. وَفِي إِسْنَاده مَجَاهِيل.
(1/63)
الذيل «اقْبَلُوا لِحَسَنِ الْخُلُقِ السَّخِيِّ زَلَّتَهُ فَإِنَّهُ يَعْثُرُ حَتَّى يَأْخُذَ اللَّهُ بِيَدِهِ» مِنْ نُسْخَةِ نُبَيْطٍ الْكَذَّابِ.
(1/63)
«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ خَيْرًا بَعَثَ إِلَيْهِ مَلَكًا مِنْ خُزَّانِ الْجَنَّةِ فَيَمْسَحُ ظَهْرَهُ فَيُسَخِّي نَفْسَهُ بِالزَّكَاةِ» هُوَ حَدِيث مُحَمَّد ابْن الْأَشْعَث عَن أهل الْبَيْت وَله نُسْخَة عَنْهُم عَامَّة أحاديثها مَنَاكِير.
(1/63)
«يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّخِيُّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَإِنِّي لأَدْفَعُ عَنِ السَّخِيِّ عَذَابَ الْقَبْرِ وَشِدَّةِ الْقِيَامَةِ وَالسَّخِيُّ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ وَأَنا عَنهُ رَاض» من كتاب الْعَرُوس الَّذِي أَحَادِيثه مُنكرَة.
(1/63)
الْخُلَاصَة «الْجنَّة دَار الأسخياء» مَوْضُوع قَالَه الصغاني: الْمُخْتَصر ضَعِيف وَابْن الْجَوْزِيّ فِيهَا وَالْوَجِيز هُوَ حَدِيث عَائِشَة وَفِيه جحدر عَن بَقِيَّة وجحدر يروي الْمَنَاكِير وَيسْرق: قلت تَابعه عَن بَقِيَّة مُحَمَّد بن عَوْف.
(1/63)
الْمَقَاصِد «السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ بعيد من النَّار» وَذكر فِي الْبَخِيل ضِدّه ذكره ابْن الْجَوْزِيّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا يثبت شَيْء من طرق هَذَا الحَدِيث قَالَ شَيخنَا وَلَا يثبت من هَذِه الْعبارَة أَن يكون مَوْضُوعا فالثابت يَشْمَل الصَّحِيح والضعيف دونه وَهَذَا ضَعِيف: اللآلئ زَاد الْعقيلِيّ فِي آخِره «وَالْفَاجِرُ السَّخِيُّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ [ص:64] من عَابِد بخيل» وَقَالَ لَا أصل لَهُ فِيهِ سعيد الْوراق لَيْسَ بِشَيْء قلت أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَقَالَ سعيد ضَعِيف وَذكر السخاوي شطره الْأَخير وَقَالَ لَا أصل لَهُ.
(1/63)
الْوَجِيز «السخي قريب من الله» إِلَخ. عَن أبي هُرَيْرَة وَفِيه سعيد الْوراق، وَعَن عَائِشَة وَفِيه سعيد بن مسلمة وَتَابعه غَرِيب بن عبد الله وَهُوَ مَجْهُول وَعَن أنس وَفِيه مُحَمَّد ابْن تَمِيم يضع: قلت حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه التِّرْمِذِيّ وتابع الْوراق عبد الْعَزِيز ابْن أبي حَازِم وَتبع تليد بن سُلَيْمَان سعيد بن مسلمة.
(1/64)
الْخُلَاصَة «يُحِبُّ السَّمَاحَةَ وَلَوْ عَلَى تَمَرَاتٍ وَيُحِبُّ الشَّجَاعَةَ وَلَوْ عَلَى قَتْلِ حَيَّة» مَوْضُوع قَالَه الصغاني: اللآلئ هُوَ عِنْد ابْن عدي بِلَفْظ «يَا زُبَيْرُ إِنَّ بَابَ الرِّزْقِ مَفْتُوحٌ مِنْ لَدُنِ الْعَرْشِ إِلَى قَرَارِ بَطْنِ الأَرْضِ فَيَرْزُقُ اللَّهُ كُلَّ عَبْدٍ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ يَا زُبَيْرُ اللَّهُ يُحِبُّ السَّمَاحَةَ وَلَوْ بِفِلْقِ تَمْرَةٍ وَيُحِبُّ الشَّجَاعَةَ وَلَوْ بِقَتْلِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ» لَا يَصح.
(1/64)
«الْفُقَرَاءُ مَنَادِيلُ الأَغْنِيَاءِ يَمْسَحُونَ بِهَا ذنوبهم» مَوْضُوع.
(1/64)
«بَاكِرُوا بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ الْبَلاءَ لَا يتخطاها» لَا أصل لَهُ قلت لَهُ طَرِيق آخر ضَعِيف، وَفِي الْوَجِيز هُوَ حَدِيث أنس وَفِيه أَبُو يُوسُف لَا يعرف وَبشير بن عبيد مُنكر الحَدِيث قلت أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو يُوسُف هُوَ القَاضِي الْمَشْهُور صَاحب أبي حنيفَة وَله شَاهد من حَدِيث بِسَنَد ضَعِيف، وَفِي الْمَقَاصِد فِيهِ كَذَّاب قَالَ شَيخنَا وَلَكِن لَا يتَبَيَّن لي وَضعه كَمَا حكم بِهِ ابْن الْجَوْزِيّ سِيمَا وَله شَاهد معنى ولفظا وَقد ذكره رزين فِي جَامعه مَعَ أَنه لَيْسَ فِي شَيْء من الْأُصُول.
(1/64)
«الخازن الْأمين الَّذِي يُعْطي مَا أَمر بِهِ كَامِلا موفرا طيب نَفسه إِلَى الَّذِي أَمر بِهِ أحد المتصدقين» مُتَّفق عَلَيْهِ.
(1/64)
الْخُلَاصَة «من أَيقَن بالخلق جاد بِالْعَطِيَّةِ» مَوْضُوع عِنْد الصغاني.
(1/64)
فِي الْمَقَاصِد «إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى عِبَادًا يَخُصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ فَمَنْ بَخِلَ بِتِلْكَ الْمَنَافِعِ عَنِ الْعِبَادِ نَقَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِ» ضَعِيف.
(1/64)
«طَعَامُ الْجَوَادِ دَوَاءٌ وَطَعَامُ الْبَخِيلِ دَاء» رِجَاله ثِقَات، وَفِي الْمُخْتَصر قَالَ شَيخنَا هُوَ حَدِيث مُنكر قَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ كذب قَالَ ابْن عدي بَاطِل عَن مَالك فِيهِ مَجَاهِيل وضعفاء وَلَا يثبت.
(1/64)
«مَا عَظُمَتْ نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَى عبد إِلَّا عظمت مؤونة النَّاس إِلَيْهِ فَمَنْ لَمْ يَتَحَمَّلْ تِلْكَ المؤونة عرض تِلْكَ النِّعْمَة للزوال» وَرُوِيَ «من عظمت نعْمَة الله عَلَيْهِ عظمت حوائج النَّاس إِلَيْهِ» روى عَن [ص:65] معَاذ رَفعه وَله طرق باخْتلَاف أَلْفَاظ يُؤَكد بَعْضهَا بَعْضًا، وَفِي الْمُخْتَصر «من عظمت» إِلَخ. روى عَن وُجُوه كلهَا غير مَحْفُوظَة وَمَا عظمت إِلَخ. ضَعِيف.
(1/64)
«لَا يَنْبَغِي لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَكُونَ جَبَانًا وَلا بَخِيلا» لَمْ يُوجَدْ.
(1/65)
«إِن الله ليبغض الْبَخِيل حَيَاتِهِ السَّخِيَّ عِنْدَ مَوْتِهِ» لَمْ يُوجد سوى مَا فِي الفردوس بِغَيْر سَنَد.
(1/65)
«يَقُولُ قَائِلُكُمُ الشَّحِيحُ أَعْذَرُ مِنَ الظَّالِمِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى» حَلَفَ اللَّهُ بِعِزَّتِهِ وَعَظَمَتِهِ وَجَلالِهِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ شَحِيحٌ وَلا بِخَيْلٌ" لم يُوجد، وَفِي الذيل.
(1/65)
«مَنْعُ الْخَمِيرِ يُوَرِّثُ الْفَقْرَ وَمَنْعُ الْمِلْحِ يُوَرِّثُ الدَّاءَ وَمَنْعُ الْمَاءِ يُوَرِّثُ النَّذَالَةِ وَمَنْعُ النَّارِ يُوَرِّثُ النِّفَاق» فِيهِ سُلَيْمَان بن عَمْرو وَأَبُو دَاوُد النَّخعِيّ كَذَّاب.
(1/65)
«لَوْ أَنَّ لِيَهُودِيٍّ حَاجَةً إِلَى أَبِي جَهْلٍ فَطَلَبَ مِنِّي قَضَاءَهَا لَتَرَدَّدْتُ إِلَى بَابِ أَبِي جَهْلٍ مائَة مرّة» مَوْضُوع رتني.
(1/65)
بَاب الْهَدِيَّة سِيمَا عِنْد الْحَاجة.
(1/65)
فِي الْمُخْتَصر «تهادوا تحَابوا» ضَعِيف «مَنْ أُهْدِيَ لَهُ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ قوم فهم شركاؤه فِيهَا» لِابْنِ حبَان وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ ضَعِيف، وَفِي الْمَقَاصِد روى عَن ابْن عَبَّاس وَالْحسن بن عَليّ وَعَائِشَة مَرْفُوعا قَالَ الْعقيلِيّ لَا يَصح فِي هَذَا الْبَاب شَيْء عِنْد النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَا قَالَ البُخَارِيّ عقيب إِيرَاده تَعْلِيقا أَنه لَا يَصح وَلَكِن هَذِه الْعبارَة من مثله لَا تَقْتَضِي الْبطلَان بِخِلَافِهَا من الْعقيلِيّ وعَلى كل حَال فقد قَالَ شَيخنَا وَالْمَوْقُوف أصح.
(1/65)
وَفِي الْوَجِيز «إِذَا أُتِيَ أَحَدُكُمْ بِهَدِيَّةٍ فَجُلَسَاؤُهُ» إِلَخ. عَن ابْن عَبَّاس وَفِيه عبد السَّلَام بن عبد القدوس يرْوى الموضوعات وَتَابعه منْدَل ابْن عَليّ ضَعِيف، وَعَن عَائِشَة وَفِيه الوضاع لَا يُتَابع عَلَيْهِ قلت حَدِيث ابْن عَبَّاس علقه البُخَارِيّ فِي صحيحيه وَهُوَ مشْعر بِأَن لَهُ أصلا ولعَبْد السَّلَام ومندل متابع ومندل لم يتهم بكذب بل لين وَقيل جَائِز الحَدِيث يتشيع وَله شَاهد عَن الْحسن بن عَليّ.
(1/65)
اللآلئ: عَن أنس «إِنَّ أَحْسَنَ الْهَدِيَّةِ أَمَامَ الْحَاجَةِ» قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ بَاطِل «نِعْمَ مِفْتَاحُ الْحَاجَةِ الْهَدِيَّةُ بَيْنَ يَديهَا» لَا يَصح فِيهِ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ كَذَّابٌ وَاضع روى [ص:66] الْخَطِيب عَن العتيقي قَالَ حضرت الدَّارَقُطْنِيّ وَقد جَاءَهُ أَبُو الْحُسَيْن الْبَيْضَاوِيّ بِبَعْض الغرباء وَسَأَلَهُ أَن يقْرَأ لَهُ شَيْئا فَامْتنعَ واعتل بِبَعْض الْعِلَل وَسَأَلَهُ أَن يملي عَلَيْهِ أَحَادِيث فأملى عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ «نعم الشَّيْء الْهَدِيَّة إِمَام الْحَاجة» وَانْصَرف الرجل ثمَّ جَاءَهُ بعد وَقد أهْدى لَهُ شَيْئا فقربه وأملى عَلَيْهِ من حفظه بضعَة عشر حَدِيثا متون جَمِيعهَا «إِذا أَتَاكُم كريم قوم فأكرموه» قَالَ الْمُؤلف وَاعجَبا مِنْهُ كَيفَ روى حديثين لَيْسَ فيهمَا مَا يَصح وَلم يبين قلت بل وَاعجَبا من الْمُؤلف كَيفَ يحطم على رد الْأَحَادِيث الثَّابِتَة من غير تثبت وَلَا تتبع فَإِن حَدِيث «إِذا أَتَاكُم» ورد من رِوَايَة أَكثر من عشرَة من الصَّحَابَة فَهُوَ متوافر عِنْد من يَكْتَفِي بِالْعشرَةِ وَحَدِيث الْهَدِيَّة ورد عَن عَائِشَة وَالْحسن بن عَليّ.
(1/65)
بَاب الْقَرْض وإنظار الْمُعسر.
(1/66)
فِي الْمَقَاصِد «الْقَرْضُ مَرَّتَيْنِ فِي عَفَافٍ خَيْرٌ من الصَّدَقَة مرّة» الديلمي مُسْند من حَدِيث ابْن مَسْعُود.
(1/66)
وَفِي الْبَاب عَن أنس بل لِابْنِ مَاجَه مَرْفُوعا «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا كَانَ لَهُ مِثْلُهُ كُلَّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ وَمَنْ أَنْظَرَهُ بَعْدَ أَجَلِهِ كَانَ لَهُ مِثْلُهُ كُلَّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ» وَسَنَدُهُ ضَعِيف: قَالَ الْحَاكِم صَحِيح على شَرطهمَا وَلابْن مَاجَه بِسَنَد ضَعِيف «الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَالْقَرْضُ بِثَمَانِ عشر» ، وَفِي الْمُخْتَصر «رَأَيْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبًا الصَّدَقَة بِعشر أَمْثَالهَا» إِلَخ. لَا بن مَاجَه ضَعِيف.
(1/66)
فِي الذيل «مَنْ شَدَّدَ عَلَى أُمَّتِي فِي التَّقَاضِي إِذَا كَانَ مُعْسِرًا شَدَّدَ الله عَلَيْهِ فِي قَبره» فِي سَنَده الطايكاني مَعَ أَن شَيْخه كَذَّاب.
(1/66)
بَابُ أَنَّ إِشْبَاعَ مُؤْمِنٍ بِالْمُشْتَهَى أفضل من بِنَاء الْكَعْبَة وَلَا يتَكَلَّف الضَّيْف وَإجَابَة الْوَلِيمَة إِن دعِي سِيمَا التقى وَلَا يَصُوم.
(1/66)
فِي الْمُخْتَصر «مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ حَتَّى يُشْبِعَهُ وَسَقَاهُ حَتَّى يَرْوِيَهُ بَاعَدَهُ اللَّهُ مِنَ [ص:67] النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ مَا بَين كل خندقين مسيرَة خَمْسمِائَة عَام» للطبراني غَرِيب مُنكر أَو مَوْضُوع، وَفِي اللآلئ قَالَ ابْن حبَان مَوْضُوع فِيهِ رَجَاء بن أبي عَطاء روى عَن المصريين الموضوعات، وَمن العجيب تَصْحِيح الْحَاكِم لهَذَا الحَدِيث مَعَ قَوْله أَن رَجَاء صَاحب مَوْضُوعَات، وَفِي الْوَجِيز «من أطْعم أَخَاهُ خبْزًا» إِلَخ. فِيهِ رَجَاء قلت وَثَّقَهُ الذَّهَبِيّ وَصَححهُ الْحَاكِم وَأقرهُ الذَّهَبِيّ وَقَالَ فِي الْمِيزَان غَرِيب مُنكر.
(1/66)
الصغاني «مَا مِنْ عَمَلٍ أَفْضَلُ مِنْ إشباع كبد جائعة» مَوْضُوع: اللآلئ قَالَ ابْن حبَان فِيهِ زَرْبِي مُنكر الحَدِيث قلت روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه: الْوَجِيز قلت لَهُ شَوَاهِد تقضي بحسنه.
(1/67)
الذيل «لَمَّا بَنَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ الْبَيْت صلى فِي كل الرُّكْن ألف ركع فَأوحى الله إِلَيْهِ يَا إِبْرَاهِيمُ كَأَنَّكَ سَتَرْتَ عَوْرَةً أَو أشبعت جوعة» قَالَ ابْن تَيْمِية مَوْضُوع وَهُوَ كَمَا قَالَ وَكَذَا «مَنْ أَشْبَعَ جُوعَةً أَوْ سَتَرَ عَوْرَةً ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ» مَنْ أَكَلَ طَعَامَ مُتَّقٍ نَقَّى اللَّهُ قَلْبَهُ وَجَوْفَهُ مِنَ الْحَرَامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَكَتَبَ لَهُ عِبَادَةَ أَرْبَعِينَ سنة" من نُسْخَة أبي هدبة.
(1/67)
عَن أنس فِي الْمُخْتَصر «مَنْ صَادَفَ مِنْ أَخِيهِ شَهْوَةً غُفِرَ لَهُ وَمَنْ سَرَّ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فَقَدْ سَرَّ اللَّهَ تَعَالَى» للطبراني بَاطِل لَا أصل لَهُ وَقَالَ أَبُو الْفرج مَوْضُوع بَاطِل.
(1/67)
فِي الْوَجِيز أَبُو الدَّرْدَاء «مَنْ وَافَقَ مِنْ أَخِيهِ شَهْوَةً غفر الله لَهُ» فِيهِ عمر بن حَفْص: مَتْرُوك قلت لَهُ شَوَاهِد عَن أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ «مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ شَهْوَتَهُ حرمه الله النَّار» عِنْد الْبَيْهَقِيّ قَالَ هُوَ بِهَذَا السَّنَد مُنكر.
(1/67)
اللآلئ «مَنْ لَذَّذَ أَخَاهُ بِمَا يَشْتَهِي كُتِبَ لَهُ أَلْفُ أَلْفِ حَسَنَةٍ» قَالَ أَحْمد بَاطِل «أَجِيبُوا صَاحِبَ الْوَلِيمَةِ فَإِنَّهُ مَلْهُوفٌ» لَا يَصح.
(1/67)
الْخُلَاصَة «مَنْ نَزَلَ عَلَى قَوْمٍ فَلا يَصُومَنَّ تَطَوُّعًا إِلا بِإِذْنِهِمْ» مَوْضُوعٌ عِنْد الصغاني.
(1/67)
فِي الْمَقَاصِد «أَنَا وَأَتْقِيَاءُ أُمَّتِي بُرَآءُ مِنَ التَّكَلُّف وصالحوا أمتِي» قَالَ النَّوَوِيّ لَيْسَ بِثَابِت قلت روى مَعْنَاهُ بِسَنَد ضَعِيف وَأوردهُ الْغَزالِيّ، وَفِي الْمُخْتَصر هُوَ ضَعِيف «لَا يتكلفن أحد ضَيفه مَا لَا يقدر عَلَيْهِ» ضَعِيف.
(1/67)
«مَنْ مَشَى إِلَى طَعَامٍ لَمْ يُدْعَ إِلَيْهِ مَشَى فَاسِقًا وَأَكَلَ حَرَامًا» مضعف، وَلأبي دَاوُد بِلَفْظ «مَنْ دَخَلَ عَلَى غَيْرِ دَعْوَةٍ دَخَلَ سَارِقًا وَخَرَجَ مُغِيرًا» ضَعِيفٌ.
(1/67)
بَابُ الإِحْسَانِ إِلَى الْكِرَامِ دُونَ اللئام وجبر قُلُوبهم وَحب المحسن وَزَكَاة الجاه بالسعي فِي حوائجهم وقود أعمى.
(1/68)
فِي الْمَقَاصِد «جُبِلَتِ الْقُلُوبُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا وَبُغْضِ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهَا» روى مَرْفُوعا وموقوفا على الْأَعْمَش وَكِلَاهُمَا بَاطِل روى أَن الْأَعْمَش قَالَ لما ولي الْحسن بن عمَارَة يَا عجبا من ظَالِم ولي الْمَظَالِم مَا للحائك ابْن الحائك والمظالم فَأخْبر بِهِ الْحسن فَوجه إِلَيْهِ أثوابا فمدحه فَقيل لَهُ غَدا هجوته تروي هَذَا الحَدِيث وَفِيه تَأمل فَإِن الْأَعْمَش ناسك تَارِك أجل من هَذَا المنصب وَرُبمَا يسْتَأْنس للْحَدِيث بِحَدِيث «اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ لِفَاجِرٍ عِنْدِي نعْمَة يرعاه قلبِي» .
(1/68)
«الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللَّهِ فَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَى اللَّهِ مَنْ أَحْسَنَ إِلَى عِيَاله» للطبراني وَغَيره لَهُ طرق متأكدة.
(1/68)
«مَا عُبِدَ اللَّهَ بِشَيْءٍ أَعْظَمَ مِنَ الْقُلُوبِ» لَا أَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا.
(1/68)
خُلَاصَة «لَا تَصْلُحُ الصَّنِيعَةُ إِلا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ أَوْ دِينٍ كَمَا أَنَّ الرِّيَاضَةَ لَا تَصْلُحُ إِلا فِي نجيب» مَوْضُوع عِنْد الصغاني، وَفِي اللآلئ هُوَ حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَ الْعقيلِيّ لَا يَصح فِي هَذَا الْمَتْن شَيْء وَفِيه يحيى وَضاع قلت لَهُ متابعون وَلِلْحَدِيثِ شَاهد عَن أبي أُمَامَة وَفِي الْوَجِيز عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا «لَا تصلح إِلَى آخِره» وَفِيه «كَمَا لَا تَنْفَع الرياضة إِلَّا عِنْد نجيب» فِيهِ مَتْرُوك قلت تبعه جمَاعَة من الضُّعَفَاء ويروى أَنه قَول عُرْوَة وَله شَاهد عَن أبي أُمَامَة بِلَفْظ «إِن الْمَعْرُوف لَا يصلح إِلَّا لذِي دين أَو لذِي حسب أَو لذِي حلم» وَفِي إِسْنَاده مَجْهُول، وَعَن جَابر رَفعه «إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا جعل صنائعه ومعروفه فِي أهل الْحفاظ وَإِذا أَرَادَ بِعَبْد شرا جعل صنائعه ومعروف فِي غير أهل الْحفاظ» فَقَالَ حسان بن ثَابت:
إِن الصنيعة لَا تكون صَنِيعَة حَتَّى يصاب بهَا طَرِيق المصنع
فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «صدق» .
(1/68)
فِي الذيل «مَنْ أَوْدَعَ كَرِيمًا مَعْرُوفًا فَقَدِ اسْتَرَقَّهُ وَمَنْ أَوْلَى لَئِيمًا مَعْرُوفًا فَقَدِ اسْتُحِلَّتْ عَدَاوَتُهُ أَلا وَإِنَّ الصَّنَائِعَ لأَهْلِ [ص:69] السَّعَادَةِ» فِيهِ مَجَاهِيلُ.
(1/68)
«اصْنَعُوا الْمَعْرُوفَ إِلَى مَنْ هُوَ أَهْلُهُ وَمَنْ لَيْسَ أَهْلَهُ فَإِنْ لَمْ يُصِبْ أَهْلَهُ فَأَنْتَ أَهْلُهُ» من نُسْخَة عبد الله بن أَحْمد الْمَوْضُوعَة.
(1/69)
فِي الْمَقَاصِد «اتَّقِ شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ» لَا أعرفهُ وَيُشبه أَن يكون كَلَام بعض السّلف وَهُوَ مَحْمُول على اللئام.
(1/69)
اللآلئ «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَعَا اللَّهُ تَعَالَى عَبْدًا مِنْ عَبِيدِهِ فَيَقِفُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَسْأَلُهُ عَنْ جَاهِهِ كَمَا يَسْأَلُهُ عَنْ مَالِهِ» لَا أصل لَهُ فِيهِ يُوسُف بن يُونُس لَا يحْتَج بِهِ قلت وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَله شَاهد بِسَنَد فِيهِ مُنكر.
(1/69)
«مَنْ أَغَاثَ مَلْهُوفًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَلاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً وَاحِدَةٌ مِنْهَا صَلاحُ أَمْرِهِ كُلِّهِ وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ دَرَجَةً لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» مَوْضُوع آفته زِيَاد قلت لَهُ طَرِيق آخر.
(1/69)
فِي الْمُخْتَصر «مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ خَيْرًا لَهُ مِنَ اعْتِكَافِ عشر سِنِين» ضَعِيف.
(1/69)
«إِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ» ضَعِيفٌ.
(1/69)
«مَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُم» ضَعِيف.
(1/69)
فِي الذيل «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ يُكَافِئُ مَنْ يَسْعَى لأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ فِي حَوَائِجِهِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ إِلَى سَبْعَةِ آبَاءٍ فَلا تَمَلُّوا نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فَقَدْ جَعَلَكُمْ لَهَا أَهْلا فَإِنْ مَلَلْتُمُوهَا حَرَمَكُمْ فَضله» قَالَ الْخَطِيب بَاطِل.
(1/69)
«مَنْ سَعَى لأَخِيهِ فِي حَاجَةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنبه وَمَا تَأَخّر» مَوْضُوع.
(1/69)
«مَنْ أَخَذَ بِيَدِ مَكْرُوبٍ أَخَذَ الله بِيَدِهِ» فِي الْمِيزَان كذب اتهمَ بِهِ أَحْمد بن الْحُسَيْن.
(1/69)
فِي الْمَقَاصِد «مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا سَبْعِينَ حَسَنَةً وَمَحَا عَنْهُ سَبْعِينَ سَيِّئَةً إِلَى أَنْ يَرْجِعَ مِنْ حَيْثُ فَارَقَهُ فَإِنْ قُضِيَتْ حَاجَتُهُ عَلَى يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ فَإِنْ هَلَكَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ» لَا يَصح «من أقاد أعمى مكفوفا أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ» لَهُ طُرُقٌ عَنْ ضِعَافٍ أَوْ مَجَاهِيلَ: الصغاني هُوَ بِلَفْظ «أَرْبَعِينَ خطْوَة غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنبه» مَوْضُوع فِي الْوَجِيز أوردهُ عَن ابْن عمر بِخَمْسَة طرق وَعَن جَابر بطريقين وَعَن أنس بهما وَعَن ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة كلهَا لَا تَخْلُو عَن كَذَّاب أَو ضَعِيف: قلت عَن ابْن عمر طَرِيق سادس أَيْضا ضَعِيف.
(1/69)
بَابُ فَضْلِ الصَّوْمِ وَنِيَّةِ فَرِيضَةِ ثَلَاثِينَ وتسميته برمضان وعتقاء كل لَيْلَة والإفطار بتمرة وَكَفَّارَة نقضه وسره وَصَوْم يَوْم الشَّك وَالْبيض.
(1/70)
خُلَاصَة «صُومُوا تصحوا» مَوْضُوع عِنْد الصغاني، وَفِي الْمُخْتَصر هُوَ ضَعِيف.
(1/70)
«لكل شي زَكَاة وَزَكَاة الْجَسَد الصَّوْم» ضَعِيف.
(1/70)
وَفِي الذيل «يُسَبِّحُ لِلصَّائِمِ كُلُّ شَعْرَةٍ مِنْهُ وَيُوضَعُ لِلصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ الْعَرْشِ مَائِدَةٌ مِنْ ذَهَبٍ» إِلَخ. فِيهِ أَبُو عصمَة وَضاع.
(1/70)
أَبُو هُرَيْرَة «ثَلاثَةٌ لَا يُسْأَلُونَ عَنْ نَعِيمِ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ الْمُفْطِرُ وَالْمُتَسَحِّرُ وَصَاحِبُ الضَّيْفِ وَثَلاثَةٌ لَا يُلامُونَ عَلَى سُوءِ الْخُلُقِ الْمَرِيضُ وَالصَّائِمُ حَتَّى يفْطر وَالْإِمَام الْعَادِل» فِيهِ مجاشع يضع.
(1/70)
أنس «مَنْ صَامَ يَوْمًا تَطَوُّعًا فَلَوْ أُعْطِيَ مِلْءَ الأَرْضِ ذَهَبًا مَا وُفِّيَ بِأَجْرِهِ دُونَ يَوْمِ الْحِسَابِ» فِيهِ كذابان.
(1/70)
فِي اللآلئ حَدِيث سر فَرِيضَة ثَلَاثِينَ بِسَبَب بَقَاء الشَّجَرَة فِي جَوف آدم ثَلَاثِينَ فِيهِ من يحدث بِالْمَنَاكِيرِ.
(1/70)
«لَا تَقُولُوا رَمَضَانَ فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضَانَ» مَوْضُوعٌ قلت اقْتصر الْبَيْهَقِيّ على تَضْعِيفه، وَفِي الْوَجِيز فِيهِ أَبُو نجيح لَيْسَ بِشَيْء قلت هُوَ ضَعِيف لَا مَوْضُوع وَله شَاهد قَول مُجَاهِد.
(1/70)
اللآلئ «إِنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ عِنْدَ الإِفْطَارِ أَلْفَ أَلْفِ عَتِيقٍ من النَّار» لَا يثبت.
(1/70)
«إِنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ من رَمَضَان سِتّمائَة ألف عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ كُلُّهُمُ اسْتَوْجَبَ النَّار» قَالَ ابْن حبَان بَاطِل لَا أصل لَهُ وَله طَرِيق آخر بِزِيَادَة «فَإِذا كَانَ آخر لَيْلَة أعتق الله بعد مَا مضى» .
(1/70)
«إِذَا سَلِمَت الْجُمُعَةُ سَلِمَتِ الأَيَّامُ وَإِذَا سَلِمَ رَمَضَانُ سَلِمَتِ السَّنَةُ» فِيهِ كَذَّاب وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِيهِ ضَعِيف.
(1/70)
«مَنْ أَفْطَرَ عَلَى تَمْرَةٍ مِنْ حَلَال زيد فِي صلَاته أَرْبَعمِائَة صَلَاة» فِيهِ مُوسَى الْوَاضِع.
(1/70)
«مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ فَعَلَيْهِ صَوْمُ شهر» فِيهِ ضَعِيف قلت لَهُ طَرِيق آخر.
(1/70)
فِي الذيل عَن أنس «مَطَرَتِ [ص:71] السَّمَاءُ بَرَدًا فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ نَاوِلْنِي مِنْ هَذَا الْبَرَدِ فَنَاوَلْتُهُ فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَهُوَ صَائِمٌ فَقُلْتُ تَأْكُلُ وَأَنْتَ صَائِمٌ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي إِنَّهُ لَيْسَ طَعَامٌ وَلا شَرَابٌ وَإِنَّمَا هُوَ بَرَكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ تَطْهُرُ بِهِ بُطُونُنَا فَذَكَرْتُهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ خُذ من أدب عمك» فِيهِ عبد الله بن الْحُسَيْن يسرق فِي الحَدِيث.
(1/70)
«تَدْرُونَ لِمَ سُمِّيَ رَمَضَانُ لأَنَّهُ يَرْمَضُ الذُّنُوبَ وَإِنَّ فِي رَمَضَانَ ثَلاثَ لَيَالٍ مَنْ فَاتَتْهُ فَاتَهُ خَيْرٌ كَثِيرٌ لَيْلَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ وَلَيْلَة تسع عشر وَلَيْلَة إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَآخِرُهَا لَيْلَةٌ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ سِوَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ نَعَمْ وَمَنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَفِي أَيِّ شَهْرٍ يُغْفَرُ لَهُ» فِيهِ زِيَاد بن مَيْمُونَة كَذَّاب.
(1/71)
خُلَاصَة «مَنْ صَامَ يَوْمَ الشَّكِّ فَقَدْ عصى أَبَا الْقَاسِم» هَذَا كَلَام عمار بن يَاسر.
(1/71)
حَدِيث ابيضاض أَيَّام الْبيض مَوْضُوع قلت لَهُ طرق.
(1/71)
«صَوْمُ الْبِيضِ أَوَّلُ يَوْمٍ يَعْدِلُ ثَلاثَةَ آلافِ سَنَةٍ وَالْيَوْمُ الثَّانِي يَعْدِلُ عَشْرَةَ آلافِ سَنَةٍ وَالْيَوْمُ الثَّالِثُ يَعْدِلُ ثَلاثَ عَشْرَةَ أَلْفَ سنة» مَوْضُوع قلت لَهُ طَرِيق آخر غَرِيب وَبَقِيَّة الصّيام يَجِيء فِي الْفَضَائِل.
(1/71)
بَابُ فَضَائِلِ الْحَجِّ وَالطَّوَافِ سِيَّمَا فِي الْمَطَرِ وَمُنْفَرِدٍ وَشَفَاعَةِ الْبَيْتِ للحجاج وعددهم كل سنة وَرفع حَصى المقبول وَمن مَاتَ فِي الْحرم أَو الطَّرِيق وإثم تَاركه ومؤخره على التَّزْوِيج وَالْأُجْرَة على الْحَج وَالْحجر الْأسود وزمزم ومقبرتا الْحَرَمَيْنِ وخراب الدُّنْيَا بعد خراب الْبَيْت وتعظيم الْحَاج ووداعه وَقت سَفَره.
(1/71)
خُلَاصَة «الْحَج جِهَاد» كل ضَعِيف مَوْضُوع عِنْد الصغاني.
(1/71)
اللآلئ «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُيَسِّرُ لِعَبْدِهِ الْحَجَّ إِلا بِالرِّضَى فَإِذَا رَضِيَ عَنْهُ أَطْلَقَ لَهُ الْحَجَّ» لَا يَصح.
(1/71)
فِي الْمَقَاصِد «مَنْ صَبَرَ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ وَشَرِبَ مَاءَ زَمْزَمَ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ بَالِغَةٌ مَا بلغت» لِلْوَاحِدِيِّ وَغَيره وَعند الديلمي بِلَفْظ «مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا ثُمَّ أَتَى مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ فَرَكَعَ عِنْدَهُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ فَشَرِبَ [ص:72] مِنْ مَائِهَا أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ ذنُوبه كَيَوْم وَلدته أمه» وَلَا يَصح باللفظين، وَقد ولع بِهِ الْعَامَّة كثيرا وتعلقوا فِي ثُبُوته بمنام وَشبهه مِمَّا لَا تثبت الْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة بِمثلِهِ مَعَ الْعلم بسعة فضل الله، وَكَذَا من الْمَشْهُور بَين الطائفين حَدِيث «مَنْ طَافَ أُسْبُوعًا فِي الْمَطَرِ غُفِرَ لَهُ مَا سَلَفَ مِنْ ذنُوبه» قَالَ الصغاني لَا أصل لَهُ.
(1/71)
وَفِي الْمَقَاصِد «الطائفون يحرصون عَلَيْهِ وَهُوَ فعل حسن حَتَّى أَن بَعضهم طَاف سباحة بل وَقع ذَلِك لِابْنِ الزبير، وَقد ذكره بِهَذَا اللَّفْظ فِي الْإِحْيَاء بل عِنْده أَيْضا» مَنْ طَافَ أُسْبُوعًا خَالِيًا حَاسِرًا كَانَ لَهُ كعتق رَقَبَة «وَرُوِيَ» مَنْ طَافَ بِالْكَعْبَةِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُصِيبُهُ حَسَنَةً وَمَحَا عَنْهُ بِالْأُخْرَى سَيِّئَة «وَيشْهد لذَلِك كُله كَثْرَة الْوَارِد فِي فضل مُطلق الطّواف» يَنْزِلُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ فِي كل يَوْم مائَة وَعشْرين رَحْمَة" للبيهقي بِسَنَد حسن، وَلابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء وَقَالَ أَبُو حَاتِم مُنكر.
(1/72)
«للبيت رب يحميه» من كَلَام عبد الْمطلب لصَاحب الْفِيل.
(1/72)
فِي الْمُخْتَصر «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ وَعَدَ هَذَا الْبَيْتَ أَنْ يَحُجَّهُ فِي كل سنة سِتّمائَة ألف فَإِنْ نَقَصُوا كَمَّلَهُمُ اللَّهُ بِالْمَلائِكَةِ وَإِنَّ الْكَعْبَةَ تُحْشَرُ كَالْعَرُوسِ الْمَزْفُوفَةِ وَكُلُّ مَنْ حَجَّهَا يَتَعَلَّقُ بِأَسْتَارِهَا يَسْعَوْنَ حَوْلَهَا حَتَّى تَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَيَدْخُلُونَ مَعَهَا» لَا أَصْلَ لَهُ.
(1/72)
فِي الْمَقَاصِد «مَا قُبِلَ حَجُّ امْرِئٍ إِلا رفع حصاه» عَن ابْن عمر رَفعه، وَعَن غَيره وَعَن الْبَعْض أَنه شَاهد رفع الْحَصَاة عيَانًا.
(1/72)
خُلَاصَة «مَنْ مَاتَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ حَاجًّا لَمْ يَعْرِضْهُ اللَّهُ تَعَالَى وَلم يحاسبه» مَوْضُوع عِنْد الصغاني، وَكَذَا «مَنْ مَاتَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ بَعَثَهُ الله آمنا يَوْم الْقِيَامَة» ، وَفِي اللآلئ قلت أفرط الْمُؤلف فِي حكمه بِوَضْع الْحَدِيثين وَاقْتصر الْبَيْهَقِيّ على تضعيفهما وَالَّذِي أستخير الله فِي الحكم لمتن الحَدِيث بالْحسنِ لِكَثْرَة شواهده والْحَدِيث الأول عَن جَابر بِسَنَد فِيهِ إِسْحَاق كَذَّاب قلت لَهُ طَرِيق آخر وَرُوِيَ عَن ابْن عمر بِلَفْظ «مَنْ مَاتَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فِي الْبَدْأَةِ أَوْ فِي الرَّجْعَةِ وَهُوَ يُرِيدُ الْحَجَّ أَوِ الْعُمْرَةَ» إِلَخ.
(1/72)
وَفِي الْوَجِيز جَابر «مَنْ مَاتَ فِي أَحَدِ الْحَرَمَيْنِ بُعِثَ آمِنًا سَالِمًا اسْتَوْجَبَ شَفَاعَتِي وَجَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الآمِنِينَ» ابْن عمر «مَنْ مَاتَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا بَعَثَهُ اللَّهُ بِلا حِسَاب وَلَا عَذَاب» وَعَائِشَة «مَنْ [ص:73] مَاتَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ لَمْ يَعْرِضْهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلم يحاسبه» كلهَا لَا تَخْلُو عَن وَاضع أَو مَتْرُوك قلت طعنوا فِي الثَّالِث عبد الله بن ناقع وَلَيْسَ كَمَا ظنُّوا فَإِنَّهُ الصَّانِع أَو ابْن ثَابت وَلَا أعلم فيهمَا مطعنا وَله شَاهد.
(1/72)
اللآلئ «مَنْ مَلَكَ زَادًا أَوْ رَاحِلَةً إِلَى الْبَيْتِ وَلَمْ يَحُجَّ فَلا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيّا» لَا يَصح: قَالَ التِّرْمِذِيّ فِيهِ هِلَال مَجْهُول قلت قَالَ الذَّهَبِيّ قد جَاءَ بِإِسْنَاد أصلح مِنْهُ، وَقَالَ القَاضِي لَا الْتِفَات إِلَى حكم ابْن الْجَوْزِيّ بِالْوَضْعِ كَيفَ وَقد أخرجه التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه وَقد قَالَ أَن كل حَدِيث فِي كِتَابه مَعْمُول بِهِ إِلَّا حديثين وَلَيْسَ هَذَا أَحدهمَا والْحَدِيث مؤول، وَقَالَ الزَّرْكَشِيّ قد أَخطَأ ابْن الْجَوْزِيّ إِذْ لَا يلْزم من جهل الرَّاوِي وضع الحَدِيث مَعَ أَن لَهُ طرقا.
(1/73)
«مَنْ تَزَوَّجَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ فَقَدْ بَدَأَ بِالْمَعْصِيَةِ» فِيهِ مَنْ روى الموضوعات.
(1/73)
«يُدْخِلُ اللَّهُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ الْمَيِّتُ وَالْحَاجُّ وَالْمُنْقِذُ» لَا يَصح قلت اقْتصر الْبَيْهَقِيّ على تَضْعِيفه وَله شَاهد.
(1/73)
عَن أنس «مَثَلُ الَّذِي يَحُجُّ عَنْ أُمَّتِي كَمَثَلِ أُمِّ مُوسَى كَانَتْ تُرْضِعُهُ وَتَأْخُذُ الْكِرَاءَ مِنْ فِرْعَوْنَ» مَوْضُوعٌ.
(1/73)
فِي الذيل «لَمَّا نَادَى إِبْرَاهِيمُ بِالْحَجِّ لَبَّى الْخَلْقُ فَمَنْ لَبَّى تَلْبِيَةً وَاحِدَةً حَجَّ حَجَّةً وَاحِدَةً وَمَنْ لَبَّى مَرَّتَيْنِ حَجَّ حَجَّتَيْنِ وَمَنْ زَادَ فبحساب ذَلِك» من نُسْخَة مُحَمَّد بن الْأَشْعَث الَّتِي عَامَّة أحاديثها مَنَاكِير.
(1/73)
عَن ابْن عَبَّاس «إِذَا أَحْرَمَ أَحَدُكُمْ فَلْيُؤَمِّنْ عَلَى دُعَائِهِ إِذَا قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي فَلْيَقُلْ آمِينَ وَلا يَلْعَنْ بَهِيمَةً وَلا إِنْسَانًا فَإِنَّ دُعَاءَهُ مُسْتَجَابٌ وَمَنْ عَمَّ بِدُعَائِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات اسْتُجِيبَ لَهُ» فِيهِ إِسْمَاعِيل كَذَّاب وآخران مجروحان.
(1/73)
عَن ابْن مَسْعُود «مَنْ حَجَّ حَجَّةَ الإِسْلامِ وَزَارَ قَبْرِي وَغَزَا غَزْوَةً وَصَلَّى عَلَيَّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ يَسْأَلْهُ اللَّهُ تَعَالَى عَمَّا افْتَرَضَ عَلَيْهِ» بَاطِل آفته بدر.
(1/73)
عَن عَائِشَة «إِذَا خَرَجَ الْحَاجُّ مِنْ بَيْتِهِ كَانَ فِي حِرْزِ اللَّهِ فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ نُسُكَهُ غفر الله مَا تقدم مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَإِنْفَاقُهُ الدِّرْهَمَ الْوَاحِدَ فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ يَعْدِلُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فِيمَا سواهُ من سَبِيل الله تَعَالَى» قَالَ ابْن حجر مَوْضُوع.
(1/73)
عَن أبي سعيد «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا لِلْحُجَّاجِ مِنَ الْفَضْلِ عَلَيْهِمْ لأَتَوْهُمْ حَتَّى يغسلوا أَرجُلهم» قَالَ الحقير لم يبين حَاله وَلَكِن فِيهِ إِسْمَاعِيل بن أبي عَيَّاش كثير الْخَطَأ.
(1/73)
عَن ابْن عمر "مَنْ قَضَى مَنَاسِكَ الْحَجِّ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَنْ يَعُودَ فِيمَا يَبْلُغُ قُضِيَ عَنْهُ دَيْنُهُ مَا كَانَ قَدِيما وحديثا: فِيهِ وهب بن وهب كَذَّاب.
(1/74)
«مَنْ شَيَّعَ حَاجًّا خُطُوَاتٍ ثُمَّ عَانَقَهُ وَوَدَّعَهُ لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يغْفر الله لَهُ» فِيهِ البورقي يضع.
(1/74)
فِي الْوَجِيز ابْن مَسْعُود «مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ دَعَا اللَّهَ لَيْلَةَ عَرَفَاتٍ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ أَلْفَ مَرَّةٍ سُبْحَانَ مَنْ فِي السَّمَاء عَرْشه» إِلَخ. فِيهِ غزرة بن قيس لَا يُتَابع عَلَيْهِ قلت هَذَا لَا يَقْتَضِي الْوَضع «دَعَا لأمته عَشِيَّة عَرَفَة بالمغفرة فَأُجِيب إِلَّا الظَّالِم» إِلَخ.: عَن ابْن عَبَّاس بن مرداس وَفِيه كنَانَة: مُنكر وَعَن ابْن عمر وَفِيه وَضاع قلت قَالَ ابْن حجر حَدِيث الْعَبَّاس لجَماعَة وَصَححهُ الضياء وَأخرج أَبُو دَاوُد طرقا وَسكت عَلَيْهِ فَهُوَ عِنْد صَالح وكنانة ذكر فِي الثِّقَات وَهُوَ على شَرط الْحسن عِنْد التِّرْمِذِيّ وَله شَوَاهِد كَثِيرَة.
(1/74)
فِي الذيل «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ مَشَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ سَبْعِينَ أَلْفَ دَرَجَةٍ» فِيهِ كَذَّابٌ وَمَجْرُوحَانِ.
(1/74)
وَعَن ابْن عَبَّاس «مَا أَتَيْتُ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ قَطُّ إِلا وَجَدْتُ جِبْرِيلَ قَائِمًا عِنْدَهُ يَقُولُ يَا مُحَمَّدُ اسْتَلِمْ وَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكِبْرِ وَالْفَاقَةِ وَمَرَاتِبِ الْخِزْيِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ قَالَ لأَنَّ بَيْنَهُمَا حَوْضًا يَلِيهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ» إِلَخ. فِيهِ نهشل كَذَّاب.
(1/74)
الديلمي عَن ابْن عَبَّاس «لَا يَجْتَمِعُ مَاءُ زَمْزَمَ وَنَارُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ عَبْدٍ أَبَدًا وَمَا طَافَ عَبْدٌ بِالْبَيْتِ إِلا وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ يَضَعهُ مائَة ألف حَسَنَة» إِلَخ. فِيهِ مقَاتل بن سُلَيْمَان كَذَّاب.
(1/74)
دِينَار عَن أنس رَفعه "حَفَرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِئْرَ زَمْزَمَ فَوَجَدَ فِيهَا طَشْتًا مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ عَلَى كُلِّ رُكْنٍ مِنْهَا مَكْتُوبٌ سَطْرٌ: السَّطْرُ الأَوَّلُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الدَّيَّانُ ذُو بَكَّةَ أَرْخَصَ الشَّيْءَ مَعَ قِلَّتِهِ، وَالسَّطْرُ الثَّانِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا الدَّيَّانُ ذُو بَكَّةَ أَغْلَى الشَّيْءَ مَعَ كَثْرَتِهِ، وَالسَّطْرُ الثَّالِثُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا ذُو بَكَّةَ أَخْلُقُ الْحَبَّةَ وَأُسَلِّطُ عَلَيْهَا الأُكْلَةَ وَلَوْلا ذَلِكَ لَخَزَّنَتْهُ الْمُلُوكُ وَالْجَبَابِرَةُ وَمَا قَدِرَ فَقِيرٌ عَلَى شَيْءٍ، وَالسَّطْرُ الرَّابِعُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ أُمِيتُ الْعَبْدَ وَالأَمَةَ وَأُسَلِّطُ عَلَيْهِمَا النَّتْنَ وَلَوْلا ذَلِكَ لَمَا دَفَنَ حَبِيبٌ حَبِيبه" قَالَ ابْن حبَان دِينَار يروي عَن أنس مَوْضُوعَات.
(1/74)
فِي الْمَقَاصِد «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» لِابْنِ مَاجَه عَن جَابر بِسَنَد ضَعِيف لَكِن لَهُ [ص:75] شَاهد عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا وموقوفا ومرسلا وَعَن مُعَاوِيَة مَوْقُوفا وَاسْتشْهدَ بِحَدِيث أبي ذَر رَفعه «أَنه طَعَام طعم وشفاء سقم» وَهَذَا اللَّفْظ فِي مُسلم وبهذه الطّرق يَصح الِاحْتِجَاج بِهِ وَقد جربه جمَاعَة من الْكِبَار بل صَححهُ ابْن عُيَيْنَة والدمياطي وَالْمُنْذِرِي وَضَعفه النَّوَوِيّ، وَفِي الْبَاب عَن صَفِيَّة وَابْن عمر وَإسْنَاد كل من الثَّلَاثَة واه فالاعتماد على مَا سبق، وَفِي الْمُخْتَصر هُوَ لِابْنِ مَاجَه بِسَنَد ضَعِيف وَلغيره قَالَ الْحَاكِم صَحِيح إِن سلم من مُحَمَّد بن حبيب قيل سلم مِنْهُ: قلت قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ صَححهُ ابْن عُيَيْنَة.
(1/74)
«إِذَا أَرَدْتَ أَنْ أُخْرِبَ الدُّنْيَا بَدَأْتُ بِبَيْتِي فَخَرَبْتُهُ ثُمَّ أَخْرِبُ الدُّنْيَا عَلَى أَثَرِهِ» لَا أَصْلَ لَهُ.
(1/75)
فِي الْمَقَاصِد «الْحجر الْأسود من الْجنَّة» النَّسَائِيّ وَزَاد التِّرْمِذِيّ «وَأَنه يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة لَهُ عينان» إِلَخ. وشواهد الحَدِيث كَثِيرَة.
(1/75)
«الْحَجُونُ وَالْبَقِيعُ يُؤْخَذَانِ بِأَطْرَافِهِمَا وَيُنْشَرَانِ فِي الْجنَّة» وهما مقبرتا مَكَّة وَالْمَدينَة ورد فِي الْكَشَّاف وبيض لَهُ الرَّافِعِيّ فِي تَخْرِيجه وَتَبعهُ شَيخنَا «سُفَهَاء مَكَّة حَشْو الْجنَّة» قَالَ شَيخنَا لم أَقف عَلَيْهِ.
(1/75)
بَابُ فَضْلِ الْمَدِينَةِ الْمُشَرَّفَةِ وَزِيَارَتِهَا وَفتحهَا بِالْقُرْآنِ وآبارها وزيارة الْخَلِيل والصخرة.
(1/75)
فِي الْمُخْتَصر «مَنْ وَجَدَ سَعَةً وَلَمْ يَفِدْ إِلَيّ فقد جفاني» لِابْنِ عدي وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك وَابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء والخطيب فِي رُوَاة مَالك وَابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَلابْن النجار «مَا من أحد من أمتِي لَهُ سَعَة ثمَّ لم يزرني فَلَيْسَ لَهُ عذر» .
(1/75)
فِي الْمَقَاصِد «رَحِمَ اللَّهُ مَنْ زَارَنِي زِمَامُ نَاقَته بِيَدِهِ» قَالَ شَيخنَا لَا أصل لَهُ بِهَذَا اللَّفْظ «مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي» أَشَارَ ابْن خُزَيْمَة إِلَى تَضْعِيفه وروى «كمن زارني فِي حَياتِي» وَضَعفه الْبَيْهَقِيّ وَكَذَا قَالَ الْبَيْهَقِيّ طرقه كلهَا لينَة وَلَكِن يتقوى بَعْضهَا بِبَعْض، وَرُوِيَ «من زار قَبْرِي كنت لَهُ شَفِيعًا وشهيدا» .
(1/75)
«مَنْ زَارَنِي [ص:76] وَزَارَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ فِي عَامٍ وَاحِدٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ» قَالَ ابْن تَيْمِية وَالنَّوَوِيّ أَنه مَوْضُوع لَا أصل لَهُ قَالَ المذنب وَكَذَا السُّيُوطِيّ فِي الذيل عَنْهُمَا بِلَفْظ «ضمنت لَهُ على الله الْجنَّة» قَالَ وَهُوَ كَمَا قَالَا.
(1/75)
«مَنْ لَمْ يَزُرْنِي فَقَدْ جَفَانِي» لِابْنِ عدي وَجَمَاعَة بِلَفْظ «من حج وَلم يزرني فقد جفاني» وَلَا يَصح: خُلَاصَة قَالَ الصغاني مَوْضُوع، وَفِي اللآلئ قَالَ الزَّرْكَشِيّ هُوَ ضَعِيف وَبَالغ ابْن الْجَوْزِيّ فَذكره فِي الموضوعات.
(1/76)
«فُتِحَتِ الْقُرَى بِالسَّيْفِ وَفُتِحَتِ الْمَدِينَةُ بِالْقُرْآنِ» هُوَ قَول مَالك وَرَفعه مُنكر.
(1/76)
فِي الْمُخْتَصر «تَفَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بِئْرِ أَرِيسَ» لَمْ أَجِدهُ.
(1/76)
فِي الْوَجِيز عَن الْبَراء «مَنْ سَمَّى الْمَدِينَةَ بِيَثْرِبَ فَلْيَسْتَغْفِرِ الله» تفرد بِهِ عَن يزِيد مَتْرُوك قلت يزِيد وَإِن ضعفه بعض من قبل حفظه فَلَا يلْزم بِهِ وضع كل حَدِيثه وَله شَاهد فِي البُخَارِيّ.
(1/76)
فِي الذيل «الصَّخْرَةُ صَخْرَةُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ عَلَى نَخْلَةٍ وَالنَّخْلَةُ عَلَى نَهَرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ وَتَحْتَ النَّخْلَةِ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ يَنْظِمَانِ سُمُوطَ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» هَذَا كَذِبٌ ظَاهِرٌ.
(1/76)
بَاب فضل الْقُرْآن وَالنَّظَر فِيهِ والسور وَتعلم الصَّبِي التَّسْمِيَة وَرفع ورقتها وَأَنه غير مَخْلُوق وَأَنه الصَّحِيح والشافي وَالْمُغني ويسكت عِنْده ويدعى عِنْد خَتمه وَلَا يمحى بالريق وَلَا يمسهُ الْجنب وَيبدأ كل أَمر بِالْفَاتِحَةِ وذم الْقَارئ الْفَاسِق أَو المؤاجر والمتغني وَغير المتفكر فِي السُّور والمشيبة وَجدّة الْقَارئ.
(1/76)
الْقزْوِينِي حَدِيث المصابيح «مَنْ شَغَلَهُ الْقُرْآنُ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلين» وَقَوله لعَلي رَضِي الله عَنهُ «أَلا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَقُلْتُ مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بعدكم وَحكم بَيْنكُم هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ [ص:77] أَضَلَّهُ اللَّهُ وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ» موضوعان (1)
__________
(1) قلت لي فِيهِ نظر إِذْ خرجه التِّرْمِذِيّ والدارمي، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث إِسْنَاده مَجْهُول وَفِي الْحَارِث مقَال: لَا يلْزم من هَذَا أَن يكون مَوْضُوعا كَمَا لَا يخفى على المهرة وَالله أعلم اهـ مصححه.
(1/76)
الصغاني «مَنِ اسْتَشْفَى بِغَيْرِ الْقُرْآنِ فَلا شفَاه الله» مَوْضُوع.
(1/77)
فِي الْمُخْتَصر «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ رَأَى أَنَّ أَحَدًا أُوتِيَ أَفْضَلَ مِمَّا أُوتِيَ لَقَدِ اسْتَصْغَرَ مَا عَظَّمَ الله تَعَالَى» ضَعِيف.
(1/77)
«مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ آيَاتِ اللَّهِ فَلا أَغْنَاهُ اللَّهُ» لَمْ يُوجَدْ.
(1/77)
«مَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَظَنَّ أَنَّ أَحَدًا أَغْنَى مِنْهُ فَقَدِ اسْتَهْزَأَ بآيَات الله» ورد من طرق كَثِيرَة كلهَا ضَعِيفَة.
(1/77)
فِي الْمَقَاصِد «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ» للْبُخَارِيّ: قَالَ الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ أَي لم يقرأه تَحْزِينًا.
(1/77)
«الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ كَلامِ مَخْلُوقٍ فَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فقد كفر» للديلمي رَفعه عَن رَافع بن خديج وَحُذَيْفَة وَعمْرَان وَعَن أنس بِزِيَادَة «فَاقْتُلُوهُ» وَفِي الْبَاب عَن جمَاعَة أَيْضا الصغاني هُوَ مَوْضُوع.
(1/77)
اللآلئ «مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَقَدْ كفر» لَا يَصح قلت لَهُ طرق.
(1/77)
«قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَمَسُّ الْقُرْآنَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ قَالَ نَعَمْ إِلا أَنْ تَكُونَ عَلَى الْجَنَابَة» وَتَفْسِيره قَوْله تَعَالَى «لَا يمسهُ إِلَّا الْمُطهرُونَ» أَي من الشّرك: مَوْضُوع.
(1/77)
فِي الْمَقَاصِد «أَبَى اللَّهُ أَنْ يَصِحَّ إِلا كِتَابه» لَا أعرفهُ، وَلَكِن قَالَ الشَّافِعِي لَا بُد أَن يُوجد فِي كتبي الْخَطَأ لقَوْله تَعَالَى "وَلَو كَانَ من عِنْد غير الله لوجدوا فِيهِ اخْتِلَافا كثيرا فَمَا وجدْتُم فِيهَا مِمَّا يُخَالف الْكتاب وَالسّنة فقد رجعت عَنهُ.
(1/77)
فِي الذيل «مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَحَفِظَهُ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَشَفَّعَهُ فِي عَشْرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلٌّ قَدِ اسْتوْجبَ النَّار» قَالَ الْخَطِيب لَيْسَ بِثَابِت.
(1/77)
«لَيْسَ أحد أَحَق بالجدة من حَامِلِ الْقُرْآنِ لِعِزَّةِ الْقُرْآنِ فِي جَوْفه» فِيهِ من يكذب.
(1/77)
«الْجدّة تعتري جماع الْقُرْآن لعزة الْقُرْآن فِي أَجْوَافهم» كذب آفته وهب بن وهب.
(1/77)
«أَكْرِمُوا الْقُرْآنَ وَلا تَكْتُبُوهُ عَلَى حَجَرٍ وَلا مَدَرٍ وَلَكِنِ اكْتُبُوهُ فِيمَا يُمْحَى وَلا تَمْحُوهُ بِالْبُزَاقِ وامحوه بِالْمَاءِ» فِيهِ الحكم كَذَّاب يضع.
(1/77)
«لَا يحرق قَارِئ الْقُرْآن» فِيهِ لَاحق كَذَّاب لم يخلق مثله من الْكَذَّابين.
(1/77)
«إِذَا خَتَمَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ آنس وحشتي فِي قَبْرِي» فِيهِ أَحْمد بن [ص:78] عبد الله الجويباري أحد الْمَشْهُورين بِالْكَذِبِ.
(1/77)
«إِذَا خَتَمَ الْعَبْدُ الْقُرْآنَ صَلَّى عَلَيْهِ عِنْدَ خَتْمِهِ سِتُّونَ أَلْفَ ملك» فِيهِ ابْن سمْعَان كَذَّاب وَأَبُو سعيد الْعَدوي الْمَشْهُور بِالْوَضْعِ.
(1/78)
«يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَرَتِّلْهُ تَرْتِيلا وَبَيِّنْهُ تَبْيِينًا لَا تَنْثُرْهُ نَثْرَ الدَّقَلِ وَلا تَهُذُّهُ هَذَّ الشِّعْرِ قِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ وَلا يَكُونَنَّ هَمُّ أَحَدِكُمْ آخِرُ السُّورَةِ وَيَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَثَلُ الْهَذِّ بِالْقُرْآنِ كَمَثَلِ رَجُلٍ جَاءَ مُسْرِعًا فَقِيلَ لَهُ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ قَالَ لَا أَدْرِي» فِيهِ أَرْبَعَةٌ كذابون.
(1/78)
«رَمِدْتُ فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى جَبْرَائِيلَ فَقَالَ لِي أَدِمِ النَّظَرَ فِي الْمُصحف» هُوَ مسلسل مُنكر.
(1/78)
«فَضْلُ حَامِلِ الْقُرْآنِ عَلَى الَّذِي لَمْ يَحْمِلْهُ كَفَضْلِ الْخَالِقِ عَلَى الْمَخْلُوق» قَالَ ابْن حجر كذب.
(1/78)
«حَمَلَةُ الْقُرْآنِ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فَمَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ وَمَنْ والاهم فقد والى الله» قَالَ خبر مُنكر.
(1/78)
عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ قَالَ قَرَأت على عَليّ رَضِي الله عَنهُ فَأخذ على خمْسا وَقَالَ حَسبك هَكَذَا أنزل الْقُرْآن خمْسا خمْسا وَمن حفظه هَكَذَا لم ينسه إِلَّا سُورَة الْأَنْعَام فَإِنَّهَا نزلت جملَة فِي ألف يشيعها من كل سَمَاء سَبْعُونَ ملكا حَتَّى أدوها إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا قُرِئت على عليل إِلَّا شفَاه الله عز وَجل «فِي الْمِيزَان مَوْضُوع، وللبيهقي فِي الشّعب وَقَالَ فِيهِ من لَا نعرفه» مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ بألم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ وَيس وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ كُنَّ لَهُ نُورًا وَحِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ وَالشِّرْكِ وَرُفِعَ لَهُ فِي الدَّرَجَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" فِيهِ الْحَكَمُ كَذَّابٌ.
(1/78)
ابْن عَبَّاس رَفعه «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ كُلَّ لَيْلَةٍ لَمْ يُصِبْهُ فَاقَةٌ أَبَدًا وَمَنْ قَرَأَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجْهُهُ فِي صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر» فِيهِ أَحْمد اليمامي كَذَّاب.
(1/78)
أنس رَفعه «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ وَتَعَلَّمَهَا لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَلَمْ يَفْتَقِرْ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ، وَمَنْ قَرَأَ وَالْفَجْر وليال الْعشْر غفر لَهُ» فِي لَيَال الْعشْر فِيهِ عبد القدوس ابْن حبيب مَتْرُوك.
(1/78)
ابْن عَبَّاس رَفعه «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أُعْطِيَ نُورًا مِنْ حَيْثُ قَرَأَهَا إِلَى مَكَّةَ وَغُفِرَ لَهُ إِلَى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى وَفَضَلَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مرّة مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَعُوفِيَ مِنَ الدَّاءِ وَالدَّبْيَةِ وَذَاتِ الْجَنْبِ وَالْبَرَصِ والجذام وَالْجُنُون وفتنة الدَّجَّال» فِيهِ إِسْمَاعِيل كَذَّاب وآخران مجروحان.
(1/78)
حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي فضل سُورَة إِنَّا أَنزَلْنَاهُ بقرَاءَته بعد الْفَرَائِض وَعند [ص:79] الْمَشْي إِلَى الْحَاجة للشفاء من الْمَرَض والحزن ولرؤيته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولدفع الظُّلم وَبعد الْوضُوء مَعَ طوله فِي نَحْو ورقتين.
(1/78)
أَبُو هُرَيْرَة «مَنْ كَتَبَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ بِزَعْفَرَانٍ عَلَى رَاحَةِ كَفِّهِ الْيُسْرَى بِيَدِهِ الْيُمْنَى سَبْعَ مَرَّاتٍ وَلَحَسَهَا بِلِسَانِهِ لم ينس أبدا» فِيهِ أَحْمد بن خَالِد الجويباري الوضاع الْمَشْهُور.
(1/79)
«مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَمْ يَتَوَلَّ قَبْضَ نَفْسِهِ إِلا اللَّهُ تَعَالَى» قَالَ تَقِيّ الدَّين اسبكي مُنكر وَيُشبه أَن يكون مَوْضُوعا.
(1/79)
«مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ عَلَى أَثَرِ وُضُوئِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ أَرْبَعِينَ عَامًا وَرَفَعَ لَهُ أَرْبَعِينَ دَرَجَة وزوجه أَرْبَعِينَ حوراء» فِيهِ مقَاتل بن سُلَيْمَان كَذَّاب.
(1/79)
فِي الْوَجِيز «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلا أَنْ يَمُوت» هُوَ عَن أبي أُمَامَة تفرد بِهِ مُحَمَّد بن حمير لَيْسَ بِقَوي وَعَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ وَفِيه حَبَّة أتعرني ضَعِيف نهشل كَذَّاب قلت حَدِيث أبي أُمَامَة صَحِيح على شَرط البُخَارِيّ وَمُحَمّد ثِقَة مَشْهُور وروى لَهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه قَالَ ابْن حجر غفل ابْن الْجَوْزِيّ فَذكره فِي الموضوعات وَهَذَا من السمج مَا وَقع لَهُ.
(1/79)
عَليّ «أَنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ وَالآيَتَيْنِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ وَقُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ وَفِي آخِره حَلَفت لَا يقرؤون أَحَدٌ مِنْ عِبَادِي دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ إِلا جَعَلْتُ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ وَإِلا أَسْكَنْتُهُ حَظِيرَةَ الْقُدُسِ وَإِلا نَظَرْتُ إِلَيْهِ بِعَيْنَيَّ الْمَكْنُونَةِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ نَظْرَةً وَإِلا قَضَيْتُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ حَاجَةً أَدْنَاهَا الْمَغْفِرَة» إِلَخ. مَوْضُوع تفرد بِهِ الْحَارِث بن عميرَة يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات: قلت قَالَ ابْن حجر لم نر للْمُتَقَدِّمين فِيهِ طَعنا بل أثنى عَلَيْهِ حَمَّاد بن زيد وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَأَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وَأخرج لَهُ أَصْحَاب السّنَن وَذكره ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء فأفرط فِي توهِينه وَبَقِيَّة رِجَاله جليلان إِلَّا أَن فِي الْإِسْنَاد انْقِطَاعًا وَقد أفرط ابْن الْجَوْزِيّ فِي حكمه بِوَضْعِهِ وَلَعَلَّه استعظم ثَوَابه: قلت ورد من حَدِيث أبي أَيُّوب حَدِيث ابْن مَسْعُود فِي المروع الَّذِي قرئَ فِي أُذُنه (فحسبتم إِنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثا) إِلَخ. فَقَالَ «لَو قَرَأَهَا موقن على جبل لذل» قَالَ أَحْمد مَوْضُوع قلت لَهُ طَرِيق آخر على شَرط الْحسن.
(1/79)
أَبُو هُرَيْرَة «مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ سَبْعُونَ ألف ملك» فِيهِ عَمْرو بن [ص:80] رَاشد يضع قلت أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَلَيْسَ هُوَ ابْن رَاشد بل عَمْرو بن أبي خثعم وَلم يجرح بكذب فَلَا يدْفع حَدِيثه.
(1/79)
أَبُو هُرَيْرَة «مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ وَمَنْ قَرَأَ الدُّخَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ» فِيهِ مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا يضع: قلت لَهُ طرق كَثِيرَة عَنهُ بَعْضهَا على شَرط الصَّحِيح أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ.
(1/80)
فِي الذيل عَليّ رَفعه «اقرؤوا يس فَإِن فِيهَا عشر بَرَكَات» إِلَخ. فِيهِ مسْعدَة كذبه أَبُو دَاوُد، وَقَالَ أَحْمد خرقنا حَدِيثه مُنْذُ دهر.
(1/80)
أنس رَفعه «إِنِّي فَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِي قِرَاءَةَ يس كُلَّ لَيْلَةٍ فَمَنْ دَاوَمَ عَلَى قِرَاءَتِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ مَاتَ شَهِيدًا» فِيهِ سَعِيدٌ مُتَّهَمٌ.
(1/80)
أنس رَفعه «مَنْ قَرَأَ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ إِلَى عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ عِنْدَ مَنَامه خلق الله مِنْهُ سبعين ألف ملك يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَّا يَوْم الْقِيَامَة» فِيهِ مجاشع بن عمر كَذَّاب يضع.
(1/80)
ابْن مَسْعُود «قَالَ اشْتَكَى ضِرْسِي فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ اقْرَأْ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ وَكُلْ عَلَيْهِ التَّمْرَ فَفَعَلْتُهُ فَبَرَأَ» قَالَ ابْن حجر مَوْضُوع رِجَاله ثِقَات غير عبد الْوَاحِد: قلت لَهُ طَرِيق أُخْرَى، وَعَن ابْن عَبَّاس «قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرجل اشْتَكَى من ضرسه ضع إصبعك السبابَة على ضرسك ثمَّ أَقرَأ أولم ير الْإِنْسَان أَنا خلقناه» إِلَخ. فِيهِ مشهوران بِالْوَضْعِ.
(1/80)
وَعَن ابْن مَسْعُود «قَالَ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الآيَةَ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ قَالَ ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِكَ فَإِنَّهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السام والسام موت» قَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ بَاطِل ثمَّ ذكر الديلمي سندين بِلَفْظ «يَا عَليّ إِذا صدع رَأسك فضع يدك عَلَيْهِ واقرأ عَلَيْهِ آخر سُورَة الْحَشْر» وَلم يبين حَاله.
(1/80)
أنس رَفعه «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ نَسَبًا وَنَسَبِي قل هُوَ الله أحد» إِلَخ. وَفِيه فضل قرَاءَتهَا ألف مرّة فِيهِ مجاشع يضع.
(1/80)
فِي اللآلئ «إِذَا قَالَ الْمُعَلِّمُ لِلصَّبِيِّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَقَالَهَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً لِلصَّبِيِّ وَبَرَاءَةً لِوَالِدَيْهِ وَبَرَاءَةً لِلْمُعَلِّمِ مِنَ النَّارِ» مَوْضُوع: حَدِيث فضل التَّسْمِيَة وَرفع ورقة كتبت فِيهِ وَضاع.
(1/80)
فِي الْمَقَاصِد «كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَمْ يُبْدَأْ فِيهِ بِحَمْدِ اللَّهِ فَهُوَ أقطع» لأبي دَاوُد وَابْن مَاجَه عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا وَقد أفردت فِيهِ جُزْءا.
(1/80)
«الْفَاتِحَة لما قُرِئت لَهُ» عزى للبيهقي وَأَصله فِي الصَّحِيح وَرُوِيَ «خير الدَّوَاء الْقُرْآن» وَنَحْوه «مَنْ [ص:81] قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَلَمْ يُدْعَ بِالشَّيْخِ فَقَدْ ظُلِمَ» لَا أصل لَهُ.
(1/80)
«يس لما قَرَأت لَهُ» لَا أصل لَهُ بِهَذَا اللَّفْظ وَهُوَ من جمَاعَة الشَّيْخ إِسْمَاعِيل الجبرتي بِالْيمن قطعا.
(1/81)
فِي اللآلئ حَدِيث «قِرَاءَةُ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ وَآيَةَ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ الآيَةَ مَعَ التَّقْوَى وَالتَّوَكُّلَ سَبَبُ كشف الْمُهِمَّات» ، وَقَول ابْن عَبَّاس «مَنْ قَرَأَهَا عِنْدَ السُّلْطَانِ يَخَافُ غَشْمَهُ أَوْ عِنْدَ مَوْجِ بَحْرٍ أَوْ عِنْدَ سَبْعٍ لَمْ يَضُرَّهْ شَيْء من ذَلِك» مَوْضُوع فِيهِ الضَّحَّاك ضَعِيف وَإِسْمَاعِيل لَيْسَ بِشَيْء قلت إِسْمَاعِيل روى لَهُ ابْن مَاجَه وَلِلْحَدِيثِ طرق أُخْرَى.
(1/81)
«مَنْ أَتَى مَنْزِلَهُ فَقَرَأَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ نَفَى اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ وَكَثُرَ خَيْرُ بَيْتِهِ حَتَّى يُفِيضُ عَلَى جِيرَانه» أَنه لَا يَصح تفرد بِهِ مُحَمَّد بن سَالم وَلَيْسَ بِشَيْء قلت هُوَ من رجال التِّرْمِذِيّ وَلِلْحَدِيثِ شَاهد.
(1/81)
فِي الْمُخْتَصر «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْفَتْحِ فَكَأَنَّمَا شَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحَ مَكَّةَ» مَوْضُوعٌ بالِاتِّفَاقِ.
(1/81)
«وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ ثُمَّ مَسَحَ بِهَا سَبَلَتَهُ يُرِيدُ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا» فِيهِ يحيى بن أبي حَيَّة.
(1/81)
«الزَّبَانِيَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَسْرَعُ إِلَى فَسَقَةِ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ مِنْهَا إِلَى عَبدة الْأَوْثَان» مُنكرَة.
(1/81)
فِي الْمَقَاصِد «مَا أنصف الْقَارئ الْمُصَلِّي» قَالَ شَيخنَا لَا أعرفهُ لَكِن يَعْنِي حَدِيث «لَا يجْهر بَعْضكُم على بعض بِالْقُرْآنِ» وَهُوَ صَحِيح وَرُوِيَ «بِالْقِرَاءَةِ قبل الْعشَاء وَبعدهَا» .
(1/81)
«إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ من أجرا كتاب الله» للْبُخَارِيّ وَمَا يرْوى مَرْفُوع.
(1/81)
«مَنْ أَخَذَ أَجْرًا عَلَى الْقُرْآنِ فَذَلِك حَظه من الْقُرْآن» إِن ثَبت يحمل على من تعين عَلَيْهِ، وَفِي الْوَجِيز رُوِيَ عَن عَائِشَة وَفِيه عمر بن الْمحرم (1) لَهُ مَنَاكِير عَن ثَابت الْأَسْفَار وَلَا يعرف قلت أخرجه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه بِهَذَا اللَّفْظ عَن ابْن عَبَّاس
__________
(1) قَوْله عمر بن الْمحرم كَذَا النُّسْخَة وَلَعَلَّه عمر بن حَرْمَلَة اه إدارة.
(1/81)
فِي الذيل «إِذَا قُمْتَ مِنَ اللَّيْلِ تُصَلِّي فَارْفَعْ صَوْتَكَ قَلِيلا تُفْزِعُ الشَّيْطَانَ وتوقظ الْجِيرَان وترضي الرَّحْمَن» من نُسْخَة أبي هدبة.
(1/81)
عَن أنس «آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ خَيْرٌ مِنْ مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد» قَالَ ابْن تَيْمِية مَوْضُوع وَهُوَ كَمَا قَالَ.
(1/81)
فِي الْخُلَاصَة وَمن الْمَوْضُوع مَا رُوِيَ عَن أبي بن كَعْب رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ مِنْهُ بَرِيء فِي فَضَائِل الْقُرْآن سُورَة سُورَة وَقل تَفْسِير خلا مِنْهَا إِلَّا من عصمه الله [ص:82] تَعَالَى قَالَ الصغاني وَضعه رجل من عبادان، وَفِي الْمُخْتَصر الْأُصُول قيل لأبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم من أَيْن لَك عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي فَضَائِل الْقُرْآن سُورَة سُورَة فَقَالَ أَرَأَيْت النَّاس قد أَعرضُوا عَن الْقُرْآن وَاشْتَغلُوا بِفقه أبي حنيفَة وَمَغَازِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق فَوضعت هَذِه الْأَحَادِيث حسبَة وَلَقَد أَخطَأ الْمُفَسِّرُونَ فِي إيداعها تفاسيرهم ثمَّ قَالَ وَمِمَّا أودعوا فِيهَا «أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَرَأَ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى قَالَ تِلْكَ الغرانيق العلى وَإِن شفاعتهن لترتجى» وَقد أشبعنا القَوْل فِي إِبْطَاله: فِي اللآلئ حَدِيث أبي وَغَيره فِي السُّور وَضعه أَبُو عصمَة قَالَ الْمُؤلف ذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عِنْد كل سُورَة وَتَبعهُ الواحدي وَلَا يعجب مِنْهُمَا لِأَنَّهُمَا ليسَا من أهل الحَدِيث وَإِنَّمَا الْعجب مِمَّن يعلم بِوَضْعِهِ من الْمُحدثين ثمَّ يُورِدهُ، وَفِي الْعدة وَقد أَخطَأ من ذكره من الْمُفَسّرين بِسَنَد كَالثَّعْلَبِيِّ والواحدي وَبِغير سَنَد كالزمخشري الْبَيْضَاوِيّ وَلَا يُنَافِي ذَلِك مَا ورد فِي فَضَائِل كَثِيرَة من السُّور مِمَّا هُوَ صَحِيح أَو حسن أَو ضَعِيف انْتهى.
(1/81)
فِي الْمَقَاصِد «شيبتني هود وَأَخَوَاتهَا» حسنه التِّرْمِذِيّ وغربه وَنقل عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَن طرقه كلهَا معتلة، وَقَالَ غَيره إِسْنَاده على شَرط البُخَارِيّ.
(1/82)
فِي الْمُخْتَصر «شيبتني هود والواقعة والمرسلات وَعم يتساءلون وَإِذا الشَّمْس كورت» صَحِيح.
(1/82)
بَاب التَّفْسِير.
(1/82)
فِي الْمَقَاصِد قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثَلَاثَة كتب لَيْسَ لَهَا أصُول الْمَغَازِي والملاحم وَالتَّفْسِير: قَالَ الْخَطِيب هَذَا مَحْمُول على كتب مَخْصُوصَة فِي هَذِه الْمعَانِي الثَّلَاثَة غير مُعْتَمد عَلَيْهَا لعدم عَدَالَة ناقلها وَزِيَادَة الْقصاص فِيهَا فَأَما كتب التَّفْسِير فأشهرها كِتَابَانِ للكلبي وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان وَقد قَالَ أَحْمد فِي تَفْسِير الْكَلْبِيّ من أَوله إِلَى آخِره كذب لَا يحل النّظر فِيهِ وَفِي الإتقان وَعلل السُّيُوطِيّ قَول أَحْمد لَيْسَ لَهَا أصُول بِأَن الْغَالِب عَلَيْهَا الْمَرَاسِيل وَقَالَ محققو أَصْحَاب أَحْمد مُرَاده أَن الْغَالِب لَيْسَ لَهَا أَسَانِيد صِحَاح مُتَعَلقَة وَإِلَّا فقد صَحَّ من ذَلِك كثير كتفسير الظُّلم بالشرك
(1/82)
والحساب الْيَسِير بِالْعرضِ وَالْقُوَّة بِالرَّمْي قلت الَّذِي صَحَّ من ذَلِك قَلِيل جدا بل أصل الْمَرْفُوع مِنْهُ فِي غَايَة الْقلَّة وسأسردها كلهَا فِي الْكتاب، قَالَ وَمن الْمُفَسّرين طوائف مبتدعة صنفوا تفاسير على مَذْهَبهم مثل عبد الرَّحْمَن بن كيسَان الْأَصَم، والجبائي، والرماني والزمخشري، وَمِنْهُم من يدس الْبدع فِي كَلَامه وَأكْثر النَّاس لَا يعلمُونَ ذَلِك كصاحب الْكَشَّاف حَتَّى أَنه يروج على خلق كثير من أهل السّنة كثير من تفاسيرهم الْبَاطِلَة، قَالَ السُّيُوطِيّ وَأما كَلَام الصُّوفِيَّة فِي الْقُرْآن فَلَيْسَ بتفسير وَالتَّفْسِير الَّذِي لأبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ الْمُسَمّى بحقائق التَّفْسِير فَإِن كَانَ قد اعْتقد أَنه تَفْسِير فقد كفر: قيل الظَّن بِمن يوثق بِهِ مِنْهُم فَأَنَّهُ لم يذكرهُ تَفْسِيرا وَإِلَّا كَانَ مسلكا باطنيا وَإِنَّمَا هُوَ تنظير قَالَ النَّسَفِيّ النُّصُوص على ظواهرها والعدول عَنْهَا إِلَى معنى بَاطِن الحاد، وَأما مَا يذهب إِلَيْهِ بعض الْمُحَقِّقين من أَنَّهَا على ظواهرها وَمَعَ هَذَا فِيهَا إشارات خُفْيَة إِلَى دقائق تنكشف على أَرْبَاب السلوك يُمكن التطبيق بَينهَا وَبَين الظَّوَاهِر فَهُوَ من كَمَال الْإِيمَان، وَذكر مَحْمُود بن حَمْزَة الْكرْمَانِي فِي كتاب الْعَجَائِب أَقْوَال مُنكرَة لَا يحل الِاعْتِمَاد عَلَيْهَا وَلَا ذكرهَا إِلَّا للتحذير مِنْهَا، مِنْهَا حم عسق إِن الْحَاء حَرْب عَليّ وَمُعَاوِيَة وَالْمِيم ولَايَة المروانية وَالْعين ولَايَة العباسية وَالسِّين ولَايَة السفيانية وَالْقَاف قدوة الْمهْدي وألم معنى ألف ألف الله مُحَمَّدًا فَبَعثه نَبيا وَمعنى لَام لامه الجاحدون وَمِيم مِيم الجاحدين وَمِنْه مَا ذكره ابْن فورك فِي قَوْله وَلَكِن لِيَطمَئِن قلبِي أَن إِبْرَاهِيم كَانَ لَهُ صديق وَصفه بِأَنَّهُ قلبه، وَمِنْه قَوْله (رَبنَا وَلَا تحملنا مَا لَا طَاقَة لنا بِهِ) أَنه الْحبّ والعشق قَالَ وأوهى طرق تَفْسِير ابْن عَبَّاس طرق الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس فَإِذا انْضَمَّ إِلَيْهِ مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ الصَّغِير فَهِيَ سلسلة الْكَذِب وَبعده مقَاتل بن سُلَيْمَان لما فِي مقَاتل من الْمذَاهب الردية انْتهى كَلَام الإتقان، وَرَأَيْت فِي بعض الرسائل لِابْنِ تَيْمِية قدس سره كَمَا أَن للْحَدِيث أَدِلَّة تقطع بِصِحَّتِهِ فَلهُ أَدِلَّة نقطع بكذبه مثل مَا رَوَاهُ الوضاعون من أهل الْبدع والغلو فِي الْفَضَائِل كَحَدِيث يَوْم عَاشُورَاء وَصلَاته، وَفِي التَّفْسِير من هَذِه
(1/83)
الموضوعات كثير كَمَا يرويهِ الثَّعْلَبِيّ والواحدي والزمخشري فِي فضل السُّور والثعلبي فِي نَفسه كَانَ ذَا خيرا وَدين لَكِن كَانَ حَاطِب ليل ينْقل مَا وجد فِي كتب التَّفْسِير من صَحِيح وَضَعِيف وموضوع والواحدي صَاحبه كَانَ أبْصر مِنْهُ بِالْعَرَبِيَّةِ لَكِن هُوَ أبعد عَن أَتبَاع السّلف وَالْبَغوِيّ تَفْسِيره مُخْتَصر من الثَّعْلَبِيّ لَكِن صان تَفْسِيره من الْمَوْضُوع والبدع، والموضوعات فِي التَّفْسِير كَثِيرَة مثل أَحَادِيث الْجَهْر بِالتَّسْمِيَةِ وَحَدِيث عَليّ الطَّوِيل فِي تصدقه بِخَاتمِهِ فِي الصَّلَاة: آيَة (إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله) إِلَخ. وَتركت كَذَا وَردت كَذَا فِي عَليّ" فَإِنَّهُ مَوْضُوع بالِاتِّفَاقِ: «وَإِن آيَة لكل قوم هاد» فِي عَليّ وَتَعيهَا أذن وَاعِيَة أُذُنك يَا عَليّ" كُله مَوْضُوع وَإِن مرج الْبَحْرين عَليّ وَفَاطِمَة واللؤلؤ والمرجان الحسان وكل شَيْء أحصيناه فِي إِمَام مُبين فِي عَليّ من تَفْسِير الرافضة وَيقرب مِنْهُ مَا يذكرهُ كثير من الْمُفَسّرين فِي الصابرين رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم والصادقين أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ والقانتين عمر رَضِي الله عَنهُ والمنفقين عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ والمستغفرين عَليّ رَضِي الله عَنهُ، وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وَالَّذين مَعَه أَبُو بكر أشداء على الْكفَّار عمر رحماء بَينهم عُثْمَان تراهم ركعا عَليّ وَمثل هَذِه الخرافات مِمَّا لَا يدل عَلَيْهِ اللَّفْظ بِحَال من الْمُفَسّرين من يُخطئ فِي الدَّلِيل لَا فِي الْمَدْلُول ككثير من الصُّوفِيَّة والوعاظ وَالْفُقَهَاء يفسرون الْقُرْآن بمعان صَحِيحَة لَكِن الْقُرْآن لَا يدل عَلَيْهَا كَأبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ فِي حقائق التَّفْسِير وَفِي جَامع الْبَيَان لمُعين بن صفي وَقد يذكر مُحي السّنة الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيره من الْمعَانِي والحكايات مَا اتّفقت كلمة الْمُتَأَخِّرين على ضعفه بل وَضعه.
(1/84)
فِي الْمُخْتَصر «مِنْ شَرِّ غَاسِقٍ أَيِ الذَّكَرَ وَقَبَ أَيْ دَخَلَ» بَاطِلٌ لَا أصل لَهُ.
(1/84)
فِي الْمَقَاصِد «اسْتَعِيذِي بِاللَّه من شَرّ هَذَا يَعْنِي الْقَمَر فَإِنَّهُ الْغَاسِق إِذا وَقب» صَححهُ التِّرْمِذِيّ وَبِه ينْتَقد تَضْعِيف النَّوَوِيّ لَهُ.
(1/84)
فِي الذيل «مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ كُتِبَتْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ الْعِبَادِ لَوَسِعَتْهُمْ وَإِنْ أَخْطَأَ فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار» فِيهِ أَبُو عصمَة مَشْهُور بِالْوَضْعِ.
(1/84)
«مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ وَهُوَ على وضوء فليعد وضوءه» فِيهِ عُثْمَان يروي الموضوعات.
(1/84)
ابْن عمر رَفعه «فِي يَوْمٍ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ الْفِرْقَةُ [ص:85] الأُولَى أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَالثَّانِيَةُ أَهْلُ الأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ» مَوْضُوع.
(1/84)
"يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ: بِإِمَامِ زَمَانِهِمْ وَكِتَابِ رَبِّهِمْ وَسُنَّةِ نَبِيّهم" فِيهِ دَاوُد الوضاع.
(1/85)
عَن ابْن عمر «مَا مِنْ زَرْعٍ عَلَى الأَرْضِ وَلا ثَمَرٍ عَلَى أَشْجَارٍ إِلا عَلَيْهَا مَكْتُوبٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا وَرَقُ فُلانِ بْنِ فُلانٍ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى وَمَا تسْقط من ورقة» إِلَخ.: فِي الْمِيزَان هُوَ بَاطِل.
(1/85)
حَدِيث حُذَيْفَة فِي تَفْسِير حم عسق «بِأَنَّ الْعَيْنَ عَذَابٌ وَالسِّينَ السُّنَّةُ وَالْجَمَاعَةُ وَالْقَافَ قَوْمٌ يُقْذَفُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ فِي مَدِينَةِ الزَّوْرَاءِ وَيُقْتَلُ فِيهَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ وَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَيْسَ ذَلِكَ فِينَا وَلَكِنَّ الْقَافَ قَذْفٌ وَخَسْفٌ يَكُونُ قَالَ عُمَرُ لِحُذَيْفَةَ أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَصَبْتَ التَّفْسِيرَ وَأَصَابَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْمَعْنَى فَأَصَابَتِ ابْنُ عَبَّاسٍ الْحُمَّى مِمَّا سَمِعَ مِنْ حُذَيْفَة» واهي الْإِسْنَاد منتهي غير مَحْفُوظ [قَوْله «منتهي» غير شَائِع فِي مصطلح الحَدِيث، وَلَعَلَّه يُرِيد أَنه «غير مُتَّصِل» تَأْكِيدًا لقَوْله «واهي الْإِسْنَاد» ، وَالله أعلم. دَار الحَدِيث] .
(1/85)
وَعَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْلُهُ تَعَالَى {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمنُوا قَالُوا آمنا} «نزلت فِي عبد اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَصْحَابِهِ حِينَ خَرَجُوا ذَاتَ يَوْمٍ فَاسْتَقْبَلَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فَقَالَ ابْنُ أُبَيٍّ انْظُرُوا كَيْفَ أَرُدُّ هَؤُلاءِ السُّفَهَاءِ عَنْكُمْ فَأَخَذَ بِيَدِ الصِّدِّيقِ وَقَالَ مرْحَبًا بِالصديقِ سَيِّدي بني تَمِيم وَشَيْخِ الإِسْلامِ إِلَى آخِرِهِ وَأَخَذَ بِيَدِ عُمَرَ وَفَعَلَ مِثْلَهُ وَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَقَالَ مَرْحَبًا يَا ابْنَ عَمِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَتنه» إِلَخ.، قَالَ ابْن حجر هُوَ سلسلة الْكَذِب لَا سلسلة الذَّهَب وآثار الْوَضع لائحة عَلَيْهِ وَسورَة الْبَقَرَة أنزلت فِي أَوَائِل الْهِجْرَة وَتزَوج فَاطِمَة من عَليّ كَانَ فِي السّنة الثَّانِيَة وَفِيه الْكَلْبِيّ مُتَّهم وَمُحَمّد بن مَرْوَان السّديّ الصَّغِير كَذَّاب وَغَيره من الضُّعَفَاء.
(1/85)
وَفِي الْوَجِيز أنس «خُذُوا زينتكم قَالَ صلوا فِي نعالكم» تفرد بِهِ بن جوَيْرِية كَذَّاب قلت قد توبع.
(1/85)
عَائِشَة «وتأتون فِي ناديكم الْمُنكر قَالَ الضراط» فِيهِ روح بن غطيف لَا يحل كتب حَدِيثه قلت لم يتهم بِوَضْع وَقد أخرج هَذَا الحَدِيث البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَغَيره.
(1/85)
أَبُو هُرَيْرَة «وفرش مَرْفُوعَة قَالَ غلظ كُلِّ فَرْشٍ مِنْهَا مَا بَيْنَ السَّمَاء وَالْأَرْض» فِيهِ عبد الله بن مُحَمَّد يضع قلت ثَبت بِهَذَا اللَّفْظ من حَدِيث أبي سعيد وَحسنه التِّرْمِذِيّ.
(1/85)
بَابُ فَضْلِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وخصاله كالمعرفة وَأَحْيَاء أَبَوَيْهِ وتأدبه بربه وولادته فِي زمَان الْعَادِل وَإنَّهُ خَاتم الْأَنْبِيَاء بِلَا اسْتثِْنَاء وَالثَّلَاثِينَ مدعي النُّبُوَّة وفصاحته وَطول سبابته وذم من دخل فِي نسبه وَأَنه لَا يعلم مَا وَرَاء الْجِدَار.
(1/86)
خُلَاصَة «لولاك لما خلقت الأفلاك» قَالَ الصغاني مَوْضُوع.
(1/86)
فِي الْمَقَاصِد «كُنْتُ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الْخَلْقِ وَآخرهمْ فِي الْبَعْث» من حَدِيث سعيد بن بشير وَله شَاهد فِي تَارِيخ البُخَارِيّ وَغَيره وَصَححهُ الْحَاكِم بِلَفْظ «كنت نَبيا وآدَم بَين الرّوح والجسد» وَالَّذِي اشْتهر بِلَفْظ «كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ والطين» فَلم نقف عَلَيْهِ بِهَذَا اللَّفْظ فضلا عَن زِيَادَة وَكنت نَبيا وَلَا آدم وَلَا مَاء وَلَا طين، وَقد قَالَ شَيخنَا إِن الزِّيَادَة ضَعِيفَة وَالَّذِي قبلهَا قوي قَالَ الحقير قَالَ الصغاني بل هُوَ مَوْضُوع.
(1/86)
وَفِي الذيل «كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ وَكُنْتُ نَبِيًّا وَلا آدَمَ وَلَا مَاء وَلَا طين» قَالَ ابْن تَيْمِية مَوْضُوع وَهُوَ كَمَا قَالَ وَكَذَا حَدِيث «أَنَا مِنْ نُورِ اللَّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ مِنِّي الْخَيْرُ فِيَّ وَفِي أُمَّتِي إِلَى يَوْم الْقِيَامَة» قَالَ ابْن حجر لَا أعرفهُ"
(1/86)
مَا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَرَأَ وَكَتَبَ" قَالَ الطَّبَرَانِيّ مُنكر معَارض للْكتاب.
(1/86)
«اسْمِي فِي الْقُرْآنِ مُحَمَّدٌ وَفِي الإِنْجِيلِ أَحْمَدُ وَفِي التَّوْرَاةِ أَحْيَدُ لأَنِّي أَحْيَدُ أُمَّتِي فَأَحِبُّوا الْعَرَبَ بِكُل قُلُوبكُمْ» فِيهِ إِسْحَاق كَذَّاب يضع عَن سفينة.
(1/86)
«تَعَبَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرَيْنِ وَاعْتَزَلَ النِّسَاءَ حَتَّى صَارَ كَالشَّنِّ الْبَالِي» فِي مُحَمَّد بن الْحجَّاج مَتْرُوك.
(1/86)
أنس «مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمُوتُ فَيُقِيمُ فِي قَبْرِهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا حَتَّى ترد إِلَيْهِ روحه» فِيهِ الْحسن بن يحيى مُنكر الحَدِيث جدا قلت قَالَ ابْن حجر قد ألف الْبَيْهَقِيّ فِي حَيَاة الْأَنْبِيَاء فِي قُبُورهم وَأورد فِيهِ عدَّة أَحَادِيث تؤيد هَذَا.
(1/86)
فِي الْمُخْتَصر «الْمَعْرِفَةُ رَأْسُ مَالِي وَالْعَقْلُ دِينِي وَالْحُبُّ أَسَاسِي وَالشَّوْقُ مَرْكَبِي وَذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى أُنْسِي وَالثِّقَةُ كَنْزِي وَالْحُزْنُ رَفِيقِي وَالْعِلْمُ سِلاحِي وَالصَّبْرُ رِدَائِي وَالرِّضَى غُنْيَتِي [ص:87] وَالْفَقْرُ فَخْرِي وَالزُّهْدُ حِرْفَتِي وَالْيَقِينُ قُوَّتِي وَالصِّدْقُ شَفِيعِي وَالطَّاعَةُ حَسَبِي وَالْجِهَادُ خُلُقِي وقرة عَيْني فِي الصَّلَاة» ذكره القَاضِي عِيَاض وَلم يُوجد.
(1/86)
فِي اللآلئ عَن ابْن عَبَّاس رَفعه «شَفَعْتُ فِي هَؤُلاءِ النَّفْرِ الثَّلاثَةِ فِي أَبِي وَعَمِّي أَبِي طَالِبٍ وَأَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ يَعْنِي ابْنَ السَّعْدِيَّةِ لِيَكُونُوا مِنْ بَعْدِ الْبَعْثِ هباء» قَالَ الْخَطِيب بَاطِل فِيهِ ضعفاء وغال فِي الرَّفْض.
(1/87)
فِي الْمَقَاصِد «إِحْيَاءُ أَبَوَيِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى آمَنَا بِهِ» أوردهُ السُّهيْلي عَن عَائِشَة وَقَالَ فِي إِسْنَاده مَجَاهِيل وَأَنه حَدِيث مُنكر جدا وَإِن كَانَ مُمكنا لَكِن مَا ثَبت يُعَارضهُ، وَفِي الْوَسِيط نزلت وَلَا تسْأَل عَن أَصْحَاب الْجَحِيم بِلَفْظ النَّهْي حِين تمنى أَن يعرف حَال أَبَوَيْهِ فِي الْآخِرَة وَمَا أحسن مَا قَالَه:
حبا الله النَّبِي مزِيد فضل * على فضل وَكَانَ بِهِ رؤوفا
فأحيا أمه وَكَذَا أَبَاهُ * لإيمان بِهِ فضلا منيفا
فَسلم فالقديم بذا قدير * وَإِن كَانَ الحَدِيث بِهِ ضَعِيفا
قَالَ أذْنب عباده: قد صنف السُّيُوطِيّ بإحيائهما جُزْءا لطيفا.
(1/87)
«أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي» سَنَدُهُ ضَعِيف وَلَا يعرف لَهُ إِسْنَاد ضَعِيف ثَابت.
(1/87)
«أَنَا أَفْصَحُ مَنْ نَطَقَ بِالضَّادِ» (1) مَعْنَاهُ صَحِيح وَلَكِن لَا أصل لَهُ
__________
(1) قلت مَعْنَاهُ وَالله أعلم أَن أفْصح من خصت ألسنتهم بنطق هَذَا الْحَرْف وهم الْعَرَب العرباء إِذْ الضَّاد حرف من حُرُوف الهجاء للْعَرَب خَاصَّة صرح بذلك أَيْضا مجد الدَّين الفيروز آبادي فِي الْقَامُوس، وَقَالَ الْعَلامَة أَحْمد بن الْحسن الجاربردي شَارِح الشافية فِي مَعْنَاهُ أَنا أفْصح الْعَرَب وَيُؤَيّد هَذَا الْمَعْنى حَدِيث آخر من أَمْثَال هَذَا الحَدِيث «أَنا أفْصح الْعَرَب بيد أَنِّي من قُرَيْش» وَللَّه در المتنبي الشَّاعِر فَإِنَّهُ أفْصح هَذَا الْمَعْنى فِي ديوانه حَيْثُ قَالَ:
لَا بقومي شرفت بل شرفوا بِي * وبنفسي فخرت لَا بجدودي
وبهم فَخر كل من نطق الضا * د [الضَّاد] وعوذ الْجَانِي وغوث الطريد
وَالله أعلم أه مصححه عَفا الله عَنهُ.
(1/87)
«لَعَنَ اللَّهُ الدَّاخِلَ فِينَا بِغَيْرِ نَسَبٍ وَالْخَارِجَ مِنَّا بِغَيْرِ سَبَبٍ» بيض لَهُ شَيخنَا وشواهده ثَابِتَة.
(1/87)
«مَا أَعْلَمُ خَلْفَ جِدَارِي هَذَا» قَالَ شَيخنَا لَا أصل لَهُ قلت وَلكنه قَالَ فِي خَصَائِصه وَيرى وَرَاء [ص:88] ظَهره كَمَا يرى من قدامه وَيجمع بَينه وَبَين لَا أعلم خلف جداري بِأَنَّهُ مُقَيّد بِحَالَة الصَّلَاة وَهُوَ مشْعر بوروده: قَالَ الحقير كَانَ لَهُ عينان فِي ظَهره فَيرى من وَرَاء ظَهره لَا وَرَاء الْجِدَار فَلَا مُنَافَاة وَالله أعلم.
(1/87)
حَدِيث «إِنَّ سَبَّابَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ أَطْوَلَ مِنَ الْوُسْطَى» اشْتهر كثيرا وَهُوَ خطأ سُئِلَ شَيخنَا عَن قَول الْقُرْطُبِيّ فِي طول مسبحته فَأجَاب بِأَنَّهُ غلط مِنْهُ وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك فِي أَصَابِع رجله.
(1/88)
«وُلِدْتُ فِي زَمَنِ الْمَلِكِ الْعَادِلِ» لَا أصل لَهُ وَلَا يجوز أَن يُسمى من يحكم بِغَيْر حكم الله عادلا وَمَا يحْكى عَن ابْن قدامَة مَرْفُوعا «وُلِدْتُ فِي زَمَنِ الْمَلِكِ كِسْرَى» لَا يَصح لانْقِطَاع سَنَده فِي الْإِكْمَال شرح مُسلم.
(1/88)
«سَيَكُونُ بَعْدِي ثَلاثُونَ كُلُّهُمْ يَدَّعِي أَنَّهُ نَبِيٌّ وَلا نَبِيَّ بَعْدِي إِلَّا مَا شَاءَ الله» هَذَا الِاسْتِثْنَاء ذكره الطَّبَرَانِيّ وتأوله وَطعن فِيهِ الْمُحَقِّقُونَ قيل هُوَ مُحَمَّد بن سعيد الشَّامي المصلوب على الزندقة وَإِن صَحَّ تَأَول بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام إِذْ الْإِجْمَاع على أَنه خَاتم الْأَنْبِيَاء وَآيَة الْأَحْزَاب نَص فِيهِ، وَمَا ذكر القَاضِي من تَجْوِيز الِاحْتِمَال فِي ألفاظها ضَعِيف وَمَا ذكر الْغَزالِيّ فِي الاقتصاد فإلحاد وتطرف خَبِيث فِي عقيدة الْمُسلمين فالحذر الحذر ابْن بزه وَلَيْسَ كَلَام الْغَزالِيّ مَا يُوهِمهُ وَإِنَّمَا رَمَاه حساده وَلَقَد حَار عَلَيْهِ ابْن عَطِيَّة، وَفِي جَامع الصِّحَاح وروى مُحَمَّد بن سعيد الشَّامي المصلوب عَن أنس رَفعه «أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَلا نَبِيَّ بَعْدِي إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ» فَزَاد الِاسْتِثْنَاء لما كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ من الْإِلْحَاد والزندقة: الصغاني «لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ» مَوْضُوعٌ.
(1/88)
بَاب فضل اسْمه وَاسم الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام وَأَنه سَبَب ذكورية الْوَلَد.
(1/88)
اللآلئ «إِذَا سَمَّيْتُمُ الْوَلَدَ فَعَظِّمُوهُ وَوَقِّرُوهُ وَبَجِّلُوهُ لَا تُذِلُّوهُ وَلا تُحَقِّرُوهُ وَلا تَجْبَهُوهُ تَعْظِيمًا لِمُحَمَّدٍ» فِيهِ مُتَّهم بِالْوَضْعِ قلت يُؤَيّدهُ حديثان لَا بَأْس بهما.
(1/88)
«مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي مَشُورَةٍ فِيهِمْ مُحَمَّدٌ لَمْ يُدْخِلُوهْ إِلا لم يُبَارك لَهُم فِيهِ» قَالَ ابْن عدي غير مَحْفُوظ.
(1/88)
«ضَعْ يَدَكَ عَلَى بَطْنِهَا وَسَمِّهِ مُحَمَّدًا فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهِ رجلا» لَا يَصح.
(1/88)
«مَا مِنْ أَهْلِ [ص:89] بَيْتٍ فِيهِمُ اسْمُ نَبِيٍّ إِلا بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ مَلَكًا يُقَدِّسُهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ» لَا يَصح.
(1/88)
«إِنَّ بَرَكَةَ الطَّعَامِ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ» بَاطِل قلت لَهما شَاهد وَمُقْتَضى كَلَام ابْن حبَان أَنه ضَعِيف لَا مَوْضُوع.
(1/89)
«مَا أُطْعِمَ طَعَامٌ عَلَى مَائِدَةٍ وَلا جُلِسَ عَلَيْهَا وَفِيهَا اسْمِي إِلا قُدِّسُوا كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ» مورد فِي الواهيات.
(1/89)
«مَنْ وُلِدَ لَهُ ثَلاثَةُ أَوْلادٍ فَلَا يُسمى أحدهم مُحَمَّدًا فقد جهل» فِيهِ لَيْث مَتْرُوك: قلت لم يبلغ رُتْبَة الْوَضع وَله شَاهد.
(1/89)
وَفِي الذيل «مَنْ وُلِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ فَلَمْ يُسَمِّ بَعْضَهُمْ بِاسْمِي فَقَدْ جَفَانِي» من نُسْخَة ابْن الْأَشْعَث وعامتها مَنَاكِير.
(1/89)
«مَا مِنْ مَائِدَةٍ وُضِعَتْ فَحَضَرَهَا مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ أَوْ مُحَمَّدٌ إِلا قُدِّسَ ذَلِكَ الْمَنْزِلِ مَرَّتَيْنِ» من نُسْخَة ابْن أَحْمد الْمَوْضُوعَة.
(1/89)
«يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ عزتي وَجَلَالِي لَا أعذب أحدا تَسَمَّى بِاسْمِكَ بِالنَّارِ يَا مُحَمَّدُ» من نُسْخَة نبيط.
(1/89)
فِي الْوَجِيز أَبُو أُمَامَة «مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا تَبَرُّكًا بِهِ كَانَ هُوَ وَمَوْلُودُهُ فِي الْجَنَّةِ» فِي إِسْنَادِهِ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ قُلْتُ رِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ مَعْرُوفُونَ وَرُمِيَ بَعْضُهُمْ بِالْقدرِ وَهُوَ غير قَادِح.
(1/89)
بَاب فصل الصَّلَاة وكتابتها.
(1/89)
فِي الْمَقَاصِد «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ فَعَمِّمُوا» لَمْ أَقف عَلَيْهِ بِهَذَا اللَّفْظ وَيُمكن أَن يكون بِمَعْنى صلوا عَليّ وعَلى أَنْبيَاء الله.
(1/89)
«الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» أَخْرَجَهُ جَمَاعَةٌ وَصَحَّحُوهُ.
(1/89)
«زَيِّنُوا مَجَالِسَكُمْ بِالصَّلاةِ عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاتَكُمْ عَلَيَّ نُورٌ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة» سَنَده ضَعِيف.
(1/89)
«الصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ مِنْ عِتْقِ الرّقاب» عَن الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَقَول شَيخنَا أَنه كذب مختلق أَي رَفعه.
(1/89)
«الصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُرَدُّ» مَوْقُوفٌ وَلم أَقف على رَفعه.
(1/89)
«كُلُّ الأَعْمَالِ فِيهَا الْمَقْبُولُ وَالْمَرْدُودُ إِلا الصَّلاةَ عَلَيَّ فَإِنَّهَا مَقْبُولَةٌ غير مَرْدُودَة» قَالَ شَيخنَا ضَعِيف جدا.
(1/89)
فِي الذيل «مَنْ قَالَ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى آدَمَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الذُّنُوبَ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ وَكَانَ فِي الْجَنَّةِ رَفِيقَ آدم» [ص:90] من كتاب الْعَرُوس وَأَحَادِيثه مُنكرَة وَكَذَا «مَنْ صَلَّى وَهُوَ مُشْتَغِلٌ نَادَاهُ الْمَلَكُ يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ من ذَنْبك اللَّهُمَّ صلي على مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ عَدَدَ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ مِنْ خَلْقِكَ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ كَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ كَمَا أَمَرْتَنَا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُرْفَعُ لِقَائِلِهِ كُلَّمَا أَصْبَحَ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَعَمَلِ أَهْلِ الأَرْض» فِيهِ مَتْرُوك وَكَذَّاب.
(1/89)
«مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ أَرْبَعِينَ مَرَّةً مَحَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ ذُنُوبَ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً وَاحِدَةً فَتُقُبِّلَتْ مِنْهُ مَحَا عَنهُ ذنُوب ثَمَانِينَ سنة» فِيهِ مُحَمَّد ابْن رزام مُتَّهم بِالْوَضْعِ.
(1/90)
«مَنْ شَمَّ الْوَرْدَ وَلَمْ يُصَلِّ عَليّ فقد جفاني» لعمر وَهُوَ بَاطِل وَكذب وَاضح ولقيس بن تَمِيم الْكذَّاب.
(1/90)
«من شم الْورْد الْأَحْمَر» إِلَخ.
(1/90)
«إِذَا ذُكِرَ الْخَلِيلُ وَذُكِرْتُ فَصَلُّوا عَلَيْهِ ثُمَّ عَلَيَّ وَإِذَا ذُكِرَ الأَنْبِيَاءُ فَصَلُّوا عَلَيَّ ثُمَّ عَلَيْهِمْ» .
(1/90)
فِي الْوَجِيز أَبُو هُرَيْرَة «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ نَائِيًا وكل الله ملكا يبلغنِي» إِلَخ. فِيهِ السّديّ الصَّغِير كَذَّاب لَهُ شَوَاهِد كَحَدِيث «إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلامَ» وَغير ذَلِك «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي كِتَابٍ لَمْ تَزَلِ الْمَلائِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ مَا دَامَ اسْمِي فِي ذَلِكَ الْكتاب» عَن الصّديق وَأبي هُرَيْرَة وأعل الأول بِأبي دَاوُد النَّخعِيّ وَالثَّانِي بِإسْحَاق بن وهب العلاف وَيزِيد بن عِيَاض قلت لحَدِيث أبي هُرَيْرَة طَرِيق أُخْرَى وَقد ورد عَن ابْن عَبَّاس بِسَنَد واه عَن عَائِشَة، وَفِي الْمُخْتَصر هُوَ لجَماعَة بِسَنَد ضَعِيف، وَفِي اللآلئ أَحَادِيث فضل كِتَابَة الصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم مَوْضُوع.
(1/90)
بَابُ فَضْلِ أُمَّتِهِ وَإِجْمَاعِهِمْ وَتَجْدِيدِ دينهم فِي كل مائَة وَتَخْفِيف عَذَابهمْ يَوْم الْقِيَامَة.
(1/90)
فِي الْمَقَاصِد «اخْتِلَاف أمتِي رَحْمَة» للبيهقي عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس رَفعه فِي حَدِيث طَوِيل «وَاخْتِلَاف أَصْحَابِي لكم رَحْمَة» وَكَذَا للطبراني والديلمي وَالضَّحَّاك [ص:91] عَن ابْن عَبَّاس مُنْقَطع وَقَالَ الْعِرَاقِيّ مُرْسل ضَعِيف، وَقَالَ شَيخنَا هَذَا الحَدِيث مَشْهُور على الْأَلْسِنَة وَقد أوردهُ ابْن الْحَاجِب فِي الْمُخْتَصر فِي الْقيَاس وَكثر السُّؤَال عَنهُ وَزعم كثير من الْأَئِمَّة أَنه لَا أصل لَهُ لَكِن ذكره الْخطابِيّ وَقَالَ اعْترض على الحَدِيث رجلَانِ أَحدهمَا ماجن وَالْآخر ملحد وهما إِسْحَاق الْموصِلِي والجاحظ وَقَالا لَو كَانَ الِاخْتِلَاف رَحْمَة لَكَانَ الِاتِّفَاق عذَابا ثمَّ رد الْخطابِيّ عَلَيْهِمَا وَلم يَقع فِي كَلَامه شِفَاء فِي عزو الحَدِيث وَلكنه أشعر بِأَن لَهُ أصلا عِنْده، وَفِي حَاشِيَة الْبَيْضَاوِيّ ذكر هَذَا الحَدِيث السُّبْكِيّ وَغَيره وَلَيْسَ بِمَعْرُوف عِنْد الْمُحدثين.
(1/90)
فِي الْمَقَاصِد «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةٍ مَنْ يجدد لَهَا دينهَا» لأبي دَاوُد مَرْفُوعا وَقد عضله الْبَعْض فِي طَرِيقه والرافع أولى اتِّفَاقًا وَزِيَادَة علمه وَقد اعْتَمدهُ الْحفاظ وَقد أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَرِجَاله ثِقَات وَصَححهُ الْحَاكِم وَقَالَ أَحْمد فِي الْمِائَة الأولى عمر بن عبد الْعَزِيز وَفِي الثَّانِيَة الشَّافِعِي قيل وَفِي الثَّالِثَة أَبُو الْعَبَّاس وَفِي الرَّابِعَة أَبُو الطّيب والأسفراييني وَفِي الْخَامِسَة الْغَزالِيّ وَفِي السَّادِسَة الرَّازِيّ وَفِي السَّابِعَة ابْن دَقِيق الْعِيد وَفِي الثَّامِنَة البُلْقِينِيّ أَو الْعِرَاقِيّ وَفِي التَّاسِعَة الْمهْدي ظنا أَو الْمَسِيح فَالْأَمْر قد اقْترب وَالْحَال قد اضْطربَ فنسأل الله حسن الخاتمة وَقد ادّعى كل قوم فِي إِمَام أَنه المُرَاد وَالظَّاهِر وَالله أعلم أَنه يعم أهل الْعلم من كل طَائِفَة وكل صنف من الْمُفَسّرين والمحدثين وَالْفُقَهَاء والنحاة واللغويين إِلَى غير ذَلِك.
(1/91)
«رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ وَمَا اسْتكْرهُوا عَلَيْهِ» وَقع بِهَذَا اللَّفْظ فِي كتب كثير من الْفُقَهَاء والأصوليين وَقَالَ غير وَاحِد من الْمخْرج وَغَيره أَنه لم يظفر بِهِ وَذكر آخَرُونَ لَهُ سندا فِيهِ ضعيفان لَكِن لَهُ شَاهد جيد وروى بِأَلْفَاظ مُخْتَلفَة وَقد قَالَ أَبُو حَاتِم هَذِه أَحَادِيث مُنكرَة كَأَنَّهَا مَوْضُوعَة وَأنْكرهُ أَحْمد جدا وَقَالَ إِنَّه يُخَالف الشَّرْع فَإِنَّهُ أوجب الْكَفَّارَة فِي الْقَتْل خطأ وَلِلْحَدِيثِ طرق يظْهر أَن لَهُ أصلا سِيمَا واصله حَدِيث «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ نَفْسَهَا مَا لَمْ تعْمل أَو تكلم بِهِ» .
(1/91)
«مَا رَآهُ الْمُسلمُونَ حسنا فَهُوَ عِنْد الله حسن» مَوْقُوف حسن على ابْن مَسْعُود.
(1/91)
الْقزْوِينِي حَدِيث المصابيح فِي ثَوَاب [ص:92] الْأمة «لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي طَائِفَةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ على ذَلِك» وَمَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ" موضوعان.
(1/91)
فِي الْمُخْتَصر «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ لَا عَذَابَ عَلَيْهَا فِي الآخِرَةِ عُجِّلَ عِقَابُهَا فِي الدُّنْيَا الزَّلازِلُ وَالْفِتَنُ» ضَعِيفٌ.
(1/92)
فِي اللآلئ «إِنَّ حَظَّ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ طُولُ بَلائِهَا تَحْتَ الأَرْضِ وَإِنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ حَتَّى أَدْخُلَهَا أَنَا وَأُمَّتِي الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ» فِيهِ مَنْ لَيْسَ بِثِقَةٍ.
(1/92)
فِي الْمَقَاصِد «إِنَّمَا حَرُّ جَهَنَّمَ عَلَى أُمَّتِي كحر الْحمام» للطبراني من حَدِيث شُعَيْب بن طَلْحَة عَن الصّديق وَرِجَاله موثوقون إِلَّا أَنه نقل أَن شعيبا مَتْرُوك لَكِن الْأَكْثَر على قبُوله.
(1/92)
بَاب فضل صحابته وَأهل بَيته وأويس ورد الشَّمْس على عَليّ رَضِي الله عَنهُ وَعَذَاب قَاتل الْحُسَيْن وتاريخ قَتله.
(1/92)
فِي الْمَقَاصِد «مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي يَمُوتُ بِأَرْضٍ إِلا بُعِثَ قَائِدًا يَعْنِي لأَهْلِهَا وَنُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» لِلتِّرْمِذِي رَفعه.
(1/92)
فِي الذيل «سَبُّ أَصْحَابِي ذَنْبٌ لَا يُغْفَرُ» قَالَ ابْن تَيْمِية مَوْضُوع وَهُوَ كَمَا.
(1/92)
قَالَ أنس «كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ جاءٍ فَاسْتَفْتَحَ الْبَابَ فَقَالَ يَا أَنَسُ اخْرُجْ فَانْظُرْ مَنْ هَذَا فَخَرَجْتُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ ارْجِعْ فَافْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ وَأَخْبِرْهُ بِأَنَّهُ الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِي ثُمَّ جَاءَ جاءٍ إِلَى آخِرِهِ فِي عُمَرَ وَعُثْمَانَ» كَذِبٌ مَوْضُوع وَإِلَّا لما جعل عمر الْخلَافَة شُورَى.
(1/92)
«مَنْ شَتَمَ الصِّدِّيقَ فَإِنَّهُ زِنْدِيقٌ وَمَنْ شَتَمَ عُمَرَ فَمَأْوَاهُ سَقَرُ وَمَنْ شَتَمَ عُثْمَانَ خَصْمُهُ الرَّحْمَنُ وَمَنْ شَتَمَ عَلِيًّا فَخَصْمُهُ النَّبِيُّ» .
(1/92)
«قَالَ إِبْلِيسُ سَوَّلْتُ لِبَنِي آدَمَ الْخَطَايَا فَحَطَّمُوهَا بِالاسْتِغْفَارِ فَسَوَّلْتُ لَهُمْ ذَنْبًا لَا يَسْتَغْفِرُونَ مِنْهُ شَتْمَ أبي بكر وَعمر» فِيهِ إبان كَذَّاب.
(1/92)
«قَالَ عَلِيٌّ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَإِنِّي لَمَوْقُوفٌ مَعَ مُعَاوِيَة لِلْحسابِ» أخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات وَفِي اللِّسَان هَذَا أولى بِكِتَاب الموضوعات.
(1/92)
«أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ [ص:93] عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّ أَقْوَامًا يَنْتَقِصُونَ صَاحِبَيَّ وَيَذْكُرُونَهُمَا بِالْقَبِيحِ مَا لَهُمْ فِي الإِسْلامِ نَصِيبٌ وَلا عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خَلاقٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي قَالَ نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَنِي إِنَّهُمْ لَيُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيُزَكُّونَ وَيَحُجُّونَ ذَلِكَ وَبَالٌ عَلَيْهِمْ فَإِنْ أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَلا تُشَاهِدُوهُمْ وَلا تُجَالِسُوهُمْ وَلا تُبَايِعُوهُمْ وَلا تُصَلُّوا مَعَهُمْ فَإِنَّ الْعَذَابَ يَنْزِلُ فِي مُجَالَسَتِهِمْ لَا يُؤْمِنُونَ أَبَدًا سَبَقَ فِيهِمْ عِلْمُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَسْمَاؤُهَا قَالَ الرَّافِضَةُ الَّذِينَ رَفَضُوا دِينِي وَلَمْ يَرْضَوْا بخيرة رَبِّي فِي أَصْحَابِي» إِلَخ. مَعَ طوله وَتَسْمِيَة الصّديق وَغير ذَلِك فِيهِ اثْنَان لَا يعرفان.
(1/92)
«قَالَ جَبْرَائِيلُ كُلُّ أُمَّتِكَ عَلَيْهَا حِسَابٌ مَا خَلا أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قِيلَ لَهُ يَا أَبَا بَكْرٍ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ مَا أَدْخُلُ حَتَّى أُدْخِلَ مَعِي مَنْ كَانَ يُحِبُّنِي فِي الدُّنْيَا» كَثِيرُ الضَّعْفِ.
(1/93)
«قَالَ عُمَرُ كَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ يَتَكَلَّمُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَكُنْتُ بَينهمَا كالزنجي» قَالَ ابْن تَيْمِية مَوْضُوع وَهُوَ كَمَا قَالَ.
(1/93)
فِي الْمَقَاصِد «لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ النَّاسِ لَرَجَحَ إِيمَانُ أَبِي بكر» عَن عمر مَوْقُوفا بِسَنَد صَحِيح وَعَن ابْن عمر مَرْفُوعا بِسَنَد ضَعِيف لكنه متابع وَله شَاهد.
(1/93)
فِي الْخُلَاصَة «مَا صَبَّ اللَّهُ فِي صَدْرِي شَيْئًا إِلا وَصَبَبْتُهُ فِي صَدْرِ أبي بكر» مَوْضُوع.
(1/93)
فِي الْمُخْتَصر «إِنَّ اللَّهَ يَتَجَلَّى لِلنَّاسِ عَامَّةً وَلأَبِي بَكْرٍ خَاصَّةً» لَمْ يُوجَدْ، وَفِي الْوَجِيز «إِنَّ اللَّهَ يَتَجَلَّى لِلْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَامَّةً وَيَتَجَلَّى لأَبِي بَكْرٍ خَاصَّة» أوردهُ عَن أنس وَجَابِر من طرق وَعَن أبي هُرَيْرَة بطرِيق وَاحِد وأعلت كلهَا وَعَن عَائِشَة وَلم يتَكَلَّم عَلَيْهِ قلت رجال حَدِيثهَا ثِقَات إِلَّا أَبَا قَتَادَة مُخْتَلف فِيهِ فَهُوَ على شَرط الْحسن.
(1/93)
أَبُو هُرَيْرَة «عرج بِي السَّمَاء فَمَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إِلا وَجَدْتُ فِيهَا اسْمِي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَأَبُو بكر الصّديق من خَلْفي» فِيهِ عبد الله بن إِبْرَاهِيم يضع عَن عبد الرَّحْمَن بن زيد ضَعِيف قلت عبد الله أخرج لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والْحَدِيث لَهُ شَوَاهِد عَن ابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَعلي وَأبي الدَّرْدَاء وَأنس والبراء وَأبي سعيد.
(1/93)
معَاذ بن جبل «إِنَّ اللَّهَ يَكْرَهُ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُخَطَّأَ أَبُو بَكْرٍ فِي الأَرْض» تفرد بِهِ أَبُو الْحَرْث ذَاهِب الحَدِيث قلت هُوَ من رجال ابْن مَاجَه وَلم يتفرد بِهِ ابْن مَسْعُود.
(1/93)
«كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ يُذَرُّ عَلَى سُرَّتِهِ مِنْ تُرْبَتِهِ فَإِذَا طَالَ عُمُرُهُ [ص:94] رَدَّهُ اللَّهُ إِلَى تُرْبَتِهِ الَّتِي خَلَقَهُ مِنْهَا وَأَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ خُلِقْنَا مِنْ تُرْبَةٍ وَاحِدَةٍ وَفِيهَا نُدْفَنُ» فِيهِ مَجَاهِيلُ: قلت لَهُ طَرِيق ثَان عَنهُ وَأوردهُ عَن أبي هُرَيْرَة وَله شَاهد عَنهُ مَوْقُوفا بِلَفْظ «وَيَأْخُذ يَعْنِي الْملك التُّرَاب الَّذِي يدْفن فِي بقعته ويعجن بِهِ نطفته» .
(1/93)
وَابْن عمر وَعَائِشَة «لَا يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بكر أَن يؤمهم غَيره» فِيهِ عِيسَى بن مَيْمُون لَا يحْتَج بِهِ وَأحمد بن بشير مَتْرُوك قلت هُوَ فِي التِّرْمِذِيّ وَأحمد احْتج بِهِ البُخَارِيّ وَوَثَّقَهُ الْأَكْثَرُونَ وَعِيسَى لم يتهم بكذب فَالْحَدِيث حسن وَشَاهد الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة فِي تَقْدِيمه إِمَامًا.
(1/94)
«لَوْ لَمْ أُبْعَثْ فِيكُمْ لَبُعِثَ عمر» وَأورد عَن بِلَال وَفِيه زِيَاد بن يحيى كَذَّاب وَعَن عقبَة بن عَامر وَفِيه عبد الله بن وَاقد مَتْرُوك ومشرح لَا يحْتَج بِهِ قلت ابْن وَاقد وَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره وَله شَاهد عَن الصّديق وَأبي هُرَيْرَة، وَفِي الْمَقَاصِد وَفِي الْبَاب عَن جمَاعَة وَفِي الْمُخْتَصر «لَو لم أبْعث لبعثت يَا عمر» مُنكر وَالْمَعْرُوف «لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عمر بن الْخطاب» حسنه التِّرْمِذِيّ.
(1/94)
«قَالَ لِي جِبْرِيلُ لَيَبْكِ الإِسْلامُ على موت عمر» لأبي بكر فِي الشَّرِيعَة وَابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات.
(1/94)
الْخُلَاصَة «الْحَقُّ مَعَ عُمَرَ حَيْثُ كَانَ» قَالَ الصغاني مَوْضُوع وَكَذَا «عمر سراج أهل الْجنَّة» .
(1/94)
فِي الذيل «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ خَلِيلا مِنْ أمته وَإِن خليلي عُثْمَان» من أباطيل الْمَلْطِي.
(1/94)
فِي الْمُخْتَصر «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ» قيل هُوَ أويس وَالْمَشْهُور أَنه عُثْمَان بن عَفَّان.
(1/94)
فِي الْوَجِيز جَابر إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِجِنَازَةِ رَجُلٍ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا فَقِيلَ لَهُ قَالَ إِنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ عُثْمَانَ فَأَبْغضهُ الله" مَدَاره على مُحَمَّد بن زِيَاد وَهُوَ مَتْرُوك قلت أخرجه التِّرْمِذِيّ وَضَعفه.
(1/94)
جَابر «بَيْنَا نَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِيَنْهَضْ كُلُّ رَجُلٍ كُفْأَهُ فَنَهَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُثْمَانَ فَاعْتَنَقَهُ وَقَالَ لَهُ أَنْتَ وليي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة» فِيهِ طَلْحَة بن زيد لَا يحْتَج بِهِ عَن عبيد بن حبَان مَتْرُوك قلت صَححهُ الْحَاكِم وَاعْترض عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ وَضَعفه.
(1/94)
سهل بن سعد «سُئِلَ أَفِي الْجَنَّةِ بَرْقٌ قَالَ نَعَمْ إِنَّ عُثْمَانَ لَيَتَحَوَّلُ مِنْ مَنْزِلٍ إِلَى مَنْزِلٍ فَتَبْرُقُ لَهُ الْجنَّة» آفته الْحُسَيْن ابْن عبيد الله الْعجلِيّ قلت صَححهُ الْحَاكِم على شَرط الشَّيْخَيْنِ وَتعقبه الذَّهَبِيّ وَقَالَ [ص:95] بل مَوْضُوع.
(1/94)
«سُدُّوا الأَبْوَابَ إِلا بَابَ عَلِيٍّ» أوردهُ من حَدِيث سعد وَعمر وَزيد ابْن أَرقم وَابْن عَبَّاس وَأعله بمخالفة الحَدِيث الْمُتَّفق على صِحَّته إِلَّا بَاب أبي بكر وَأَنه من وضع الرافضة، وَفِي أسانيده كَذَّاب أَو مَجْهُول أَو لَا شَيْء أَو مُنكر قلت قَالَ ابْن حجر هَذَا أَقْدَام على رد الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة بِمُجَرَّد التَّوَهُّم، وَفِي اللآلئ هُوَ حَدِيث مَشْهُور لَهُ طرق مُتعَدِّدَة كل طَرِيق لَا يقصر عَن رُتْبَة الْحسن وبمجموعها يقطع بِصِحَّتِهِ، وَفِي الْوَجِيز وَقد جمع الطَّحَاوِيّ بَينه وَبَين حَدِيث الصَّحِيحَيْنِ بِأَن قصَّة عَليّ فِي الْأَبْوَاب الشارعة وَكَانَ إِذن لَهُ بالمرور فِي الْمَسْجِد جنبا وقصة أبي بكر فِي مرض الْوَفَاة فِي سد طَاقَة كَانُوا يستقربون الدُّخُول مِنْهَا وَمن طعن فيهم أما متابع أَو وَثَّقَهُ آخَرُونَ ولبعضها طَرِيق آخر صَحِيح وَصحح الْحَاكِم حَدِيث سعد (1) وَأخرجه غير وَاحِد.
__________
(1) لي فِيهِ نظر إِذا لم يذكر الْجلَال السُّيُوطِيّ فِي الْوَجِيز وَلَا فِي اللآلئ تَصْحِيح الْحَاكِم لحَدِيث سعد بل وَلَا ذكره الْعَسْقَلَانِي فِي القَوْل المسدد وَالَّذِي ذكرُوا تَصْحِيحه فَهُوَ لحَدِيث زيد بن أَرقم لَعَلَّ فِيهِ تَصْحِيف من بعض النساخ وَالله أعلم. اهـ عَفا عَنهُ السَّمِيع الْبَصِير.
(1/95)
«أَنا مَدِينَة الْعلم وَعلي بَابهَا» أوردهُ من حَدِيث عَليّ وَابْن عَبَّاس وَجَابِر قلت قد تعقب العلائي على ابْن الْجَوْزِيّ فِي حكمه بِوَضْعِهِ فَإِنَّهُ يَنْتَهِي بِطرقِهِ إِلَى دَرَجَة الْحسن فَلَا يكون ضَعِيفا فضلا عَن أَن يكون مَوْضُوعا وَقَالَ ابْن حجر صَححهُ الْحَاكِم وَخَالفهُ ابْن الْجَوْزِيّ فكذبه وَالصَّوَاب خلاف قَوْلهمَا والْحَدِيث حسن لَا صَحِيح وَلَا كذب.
(1/95)
أَبُو سعيد «يَا عَلِيُّ لَا يَحِلُّ لأَحَدٍ يُجْنِبُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرِي وَغَيْرك» فِيهِ كثير غال فِي التَّشَيُّع عَن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ ضَعِيف قلت كثير متابع وَحسنه التِّرْمِذِيّ وغربه قَالَ النَّوَوِيّ إِنَّمَا حسنه لشواهده قلت قد ورد من حَدِيث سعد وَعمر وَعَائِشَة وَجَابِر: فِي الْخُلَاصَة «لَا يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يُجْنِبَ» إِلَخ. مَوْضُوع.
(1/95)
الْقزْوِينِي أَحَادِيث المصابيح فِي مَنَاقِب عَليّ «اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأحب خلقك» إِلَخ. ابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع: الْحَاكِم لَيْسَ بموضوع: الثَّانِي «أَنا دَار الْعلم» إِلَخ. غَرِيب مُضْطَرب ابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع: الثَّالِث «يَا عَلِيُّ لَا يَحِلُّ لأَحَدٍ يَسْتَطْرِقُ هَذَا [ص:96] الْمَسْجِدَ جُنُبًا غَيْرِي وَغَيْرك» ابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع.
(1/95)
فِي الْمُخْتَصر «اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ يَأْكُل معي هَذِه الطير» لَهُ طرق كَثِيرَة كلهَا ضَعِيفَة قلت ذكره أَبُو الْفرج فِي الموضوعات.
(1/96)
«أَنَا دَارُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا» لِلتِّرْمِذِي غَرِيب «أَنا مَدِينَة الْعلم» إِلَخ. قَالَ ابْن حبَان لَا أصل لَهُ وَقَالَ ابْن طَاهِر مَوْضُوع: فِي الْمَقَاصِد لِابْنِ الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَوَافَقَهُ عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ وَغَيره قلت لَهُ متابعات فَمن حكم بكذبه فقد أَخطَأ.
(1/96)
الْوَجِيز عباد بن عبد الله «سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَآخِرُ رَسُولِهِ وَأَنَا الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ لَا يَقُولُهَا بَعْدِي إِلا كَاذِبٌ صَلَّيْتُ قَبْلَ النَّاسِ سَبْعَ سِنِين» آفته عباد قلت أخرجه النَّسَائِيّ فِي الخصائص وَصَححهُ الْحَاكِم على شَرطهمَا لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن عبادا ضَعِيف.
(1/96)
حَبَّة بن جُوَيْن عَن عَليّ «عَبَدْتُ اللَّهَ مَعَ رَسُولِهِ سَبْعَ سِنِينَ قَبْلَ أَنْ يَعْبُدَهُ أَحَدٌ من هَذِه الْأمة» حَبَّة عَال فِي التَّشَيُّع وَفِيه شُعَيْب بن صَفْوَان عَن الأحلج ضعيفان قلت أخرجه الْحَاكِم وَتعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن خَدِيجَة وَأَبا بكر وبلالا وَزيد آمنُوا أول الْبَعْث وَلَعَلَّه قَالَ عبدت الله مَعَ رَسُوله ولي سبع سِنِين فَأَخْطَأَ الرَّاوِي فِي السّمع.
(1/96)
حَدِيث أَسمَاء فِي رد الشَّمْس فِيهِ فُضَيْل بن مَرْزُوق ضَعِيف وَله طَرِيق آخر فِيهِ ابْن عقدَة رَافِضِي رمي بِالْكَذِبِ ورافضي كَاذِب قلت فُضَيْل صَدُوق احْتج بِهِ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَابْن عقدَة من كبار الْحفاظ وَثَّقَهُ النَّاس وَمَا ضعفه إِلَّا عصري متعصب والْحَدِيث صرح جمَاعَة بِتَصْحِيحِهِ: مِنْهُم القَاضِي عِيَاض، وَفِي اللآلئ عَن أَسمَاء بنت عميص «كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوحي إِلَيْهِ وَرَأسه فِي حجر عَليّ رَضِي الله عَنهُ فَلم يصل الْعَصْر حَتَّى غربت الشَّمْس فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّه كَانَ فِي طَاعَتك وَطَاعَة رَسُولك فاردد عَلَيْهِ الشَّمْس فطلعت بعد مَا غربت» قيل هُوَ مُنكر وَقيل مَوْضُوع: قلت صرح بِهِ جمَاعَة من الْحفاظ بِأَنَّهُ صَحِيح، وَفِي الْمَقَاصِد رد الشَّمْس على عَليّ قَالَ أَحْمد لَا أصل لَهُ وَتَبعهُ ابْن الْجَوْزِيّ وَلَكِن صَححهُ الطَّحَاوِيّ وَصَاحب الشفا وَكَذَا رددت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
(1/96)
«حُمِلَ عَلَيَّ بَابُ خَيْبَرَ وَإِنَّ سَبْعَةَ رِجَالٍ وَأَرْبَعِينَ لَمْ يُطِيقُوهُ» فِيهِ لَيْث ضَعِيف والراوي عَنهُ شيعي قلت طرقه كلهَا واهية وَلذَا أنكرهُ بعض الْعلمَاء.
(1/96)
حَدِيث عَليّ «لَمَّا غَسَّلْتُ النَّبِيَّ [ص:97] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْتَلَصْتُ مَاءَ مَحَاجِرِهِ فَشَرِبْتُهُ فَوَرَثْتُ عِلْمَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ» قَالَ النَّوَوِيّ لَيْسَ بِصَحِيح، وَفِي الذيل «امتصصت مَاء محاجن (1) عَيْنَيْهِ وسرته» وَالْبَاقِي وَجَوَاب النَّوَوِيّ كَمَا قَالَ.
__________
(1) الصَّحِيح بِالْجِيم وَالرَّاء الْمُهْملَة دون النُّون فليتدبر. اهـ مصححه.
(1/96)
وَفِي الْوَجِيز أَبُو أَيُّوب «أُمِرْنَا بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ الْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ مَعَ عَليّ» فِيهِ إصبغ مَتْرُوك وَابْن الخرور ذَاهِب قلت لَهُ طَرِيقَانِ وَورد عَن ابْن مَسْعُود وَأبي سعيد «أَوَّلُكُمْ وُرُودًا عَلَيَّ الْحَوْضَ أَوَّلُكُمْ إسلاما عَليّ» فِيهِ أَبُو مُعَاوِيَة الزَّعْفَرَانِي كَذَّاب وَتَابعه سيف بن مُحَمَّد وَهُوَ شَرّ مِنْهُ.
(1/97)
أنس «لَنْ يَمُوتَ هَذَا يَعْنِي عَلِيًّا إِلَّا مقتولا» فِيهِ إِسْمَاعِيل بن إبان عَن نَاصح وهما مَتْرُوكَانِ.
(1/97)
«النّظر إِلَى عَليّ عبَادَة» أوردهُ من حَدِيث أبي بكر وَعُثْمَان وَابْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس ومعاذ وَجَابِر وَأنس وَأبي هُرَيْرَة وثوبان وَعمْرَان وَعَائِشَة ووهاها كلهَا قلت الْمَتْرُوك وَالْمُنكر إِذا تعدّدت طرقه ارْتقى إِلَى دَرَجَة الضعْف الْقَرِيب بل رُبمَا ارْتقى إِلَى الْحسن وَهَذَا ورد من رِوَايَة أحد عشر صحابيا بعدة طرق وَتلك طرق عدَّة التَّوَاتُر فِي رَأْيِي.
(1/97)
سعد بن أبي وَقاص رَفعه «قَالَ لِعَلِيٍّ إِنَّ الْمَدِينَةَ لَا تَصْلُحُ إِلا بِي أَوْ بِكَ» فِيهِ حَفْص بن عمر كَذَّاب قلت صَححهُ الْحَاكِم من حَدِيث عَليّ لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن فِي سَنَده عبد الله بن بكر مُنكر وَحَكِيم بن جُبَير ضَعِيف.
(1/97)
فِي الْمُخْتَصر حَدِيث «آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَشَارَكَهُ فِي الْعلم» فِي حَدِيث طَوِيل وكل مَا ورد فِي أخوة عَليّ ضَعِيف وَالتِّرْمِذِيّ «أَنْت أخي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة» .
(1/97)
«عَليّ مني بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى» مُتَّفق عَلَيْهِ.
(1/97)
فِي الذيل جَابر رَفعه «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلَوْ كَانَ لكنته» قَالَ الْخَطِيب زِيَادَة وَلَو كَانَ لكنته لَا نعلم رَوَاهَا إِلَّا ابْن أبي الْأَزْهَر وَكَانَ يضع، وَقَالَ ابْن النجار الْمَتْن صَحِيح وَالزِّيَادَة غير مَحْفُوظَة وَالله أعلم بواضعها.
(1/97)
«لَمَّا عُرِجَ بِي رَأَيْتُ عَلَى سَاقِ الْعَرْشِ مَكْتُوبًا لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَيَّدْتُهُ بِعَلِيٍّ نَصَرْتُهُ بِعَلِيٍّ» هَذَا بَاطِل واختلاق بَين.
(1/97)
«مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ عَلِيًّا وَمَنْ أَبْغَضَ عَلِيًّا فَقَدْ أَبْغَضَنِي وَمَنْ أَبْغَضَنِي فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ وَمَنْ أبْغض الله أدخلهُ النَّار» [ص:98] قَالَ الْخَطِيب مَوْضُوع الْإِسْنَاد.
(1/97)
«يَا عَلِيُّ إِنَّكَ لَسَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ وَيَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَقَائِدُ الغر المحجلين» من نُسْخَة ابْن أَحْمد الْمَوْضُوعَة.
(1/98)
«قَالَ جِبْرِيلُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّ الْعِزَّةِ يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَيَقُولُ إِنَّهُ لَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ مِنَ النَّبِيِّينَ أَخَذَ مِيثَاقَكَ وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ فَجَعَلَكَ سَيِّدَ الأَنْبِيَاءِ وَجَعَلَ وَصِيَّكَ سَيِّدَ الأَوْصِيَاءِ عَلَيَّ بن أبي طَالب» قَالَ الدَّارقطني مَوْضُوع.
(1/98)
«يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ وَلِذُرِّيَّتِكَ وَلِوَلَدِكَ وَلأَهْلِكَ وَلِشِيعَتِكَ وَلِمُحِبِّي شِيعَتِكَ فَأبْشِرْ فَإِنَّكَ الأترع الطلق» فِيهِ دَاوُد الوضاع.
(1/98)
«اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ أهرق دمي وَآذَانِي وعترتي» من نُسْخَة مُحَمَّد بن أَشْعَث الْوَاضِع.
(1/98)
«أَرْبَعَةٌ أَنَا لَهُمْ شَفِيعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُكْرِمُ لِذُرِّيَّتِي وَالْقَاضِي لَهُمْ حَوَائِجَهُمْ وَالسَّاعِي لَهُمْ فِي أُمُورِهِمْ عِنْد مَا اضطروا إِلَيْهِ والمحب لَهُم بقبله وَلسَانه» من نُسْخَة عبد الله أَحْمد عَن العلويان الْمَوْضُوعَة وَكَذَا «يَا عَلِيُّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَخَذْتُ بِحُجُزَةِ اللَّهِ وَأَخَذْتَ أَنْتَ بِحُجُزَتِي وَأَخَذَ وَلَدُكَ بِحُجُزَتِكَ وَأَخَذَتْ شِيعَةُ وَلَدِكَ بِحُجُزِهِمْ فَتَرَى أَيْن يُؤمر بِنَا» .
(1/98)
«أَهْلُ بَيْتِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمُ اقْتَدَيْتُمُ اهْتَدَيْتُمْ» من نُسْخَة نبيط الْكذَّاب.
(1/98)
ابْن عَبَّاس «سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتَابَ عَلَيْهِ قَالَ سَأَلَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ إِلا تُبْتَ عَلَيَّ فَتَابَ عَلَيْهِ» فِيهِ حُسَيْن بن حسن اتهمه ابْن عدي.
(1/98)
فِي الْوَجِيز ابْن عَبَّاس «أوحى الله إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي قتلت بِيَحْيَى بن زَكَرِيَّا سبعين ألفا وَإِنِّي قَاتل بِابْن بنتك سبعين ألفا وَسبعين ألفا» فِيهِ مُحَمَّد بن شَدَّاد ضَعِيف جدا قلت قد توبع وَقَالَ الذَّهَبِيّ أَنه على شَرط مُسلم.
(1/98)
فِي الْمَقَاصِد «قَالَ لِي جِبْرِيلُ قَالَ تَعَالَى إِنِّي قتلت» إِلَخ. قَالَ شَيخنَا رُوِيَ مَرْفُوعا بأسانيد مُتعَدِّدَة تدل على أَن لَهُ أصلا.
(1/98)
«قَاتِلُ الْحُسَيْنِ فِي تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ عَلَيْهِ نِصْفُ عَذَابِ أَهْلِ النَّار» قَالَ شَيخنَا: ورد عَن عَليّ رَفعه من طَرِيق واه.
(1/98)
فِي اللآلئ «يُقْتَلُ الْحُسَيْنُ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سنة من مُهَاجِرِي» مَوْضُوع.
(1/98)
فِي الْمَقَاصِد «الْحسن وَالْحُسَيْن سيدا شباب أهل الْجنَّة» حسنه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ وَالْمُتَّهَم فِيهِ متابع وَله شَاهده صَححهُ الْحَاكِم.
(1/98)
«كُلُّ بَنِي آدَمَ يَنْتَمُونَ إِلَى عَصَبَةِ أَبِيهِمْ إِلا وَلَدَ فَاطِمَةَ فَإِنِّي أَنَا أَبُوهُمْ وَأَنَا عَصَبَتُهُمْ» فِيهِ إرْسَال وَضعف وَلَكِن لَهُ شَاهد [ص:99] عَن جَابر رَفعه: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ ذُرِّيَّةَ كُلِّ نَبِيٍّ فِي صُلْبِهِ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ ذُرِّيَّتِي فِي صلب عَليّ» وَبَعْضهمْ يُقَوي بَعْضًا، وَقَول ابْن الْجَوْزِيّ أَنه لَا يَصح لَيْسَ بجيد. وَفِيه دَلِيل لاختصاصه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهِ.
(1/98)
فِي الْوَجِيز «أَنا الشَّجَرَة وَفَاطِمَة وفرعها وَعلي لِقَاحُهَا وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَشِيعَتُنَا وَرَقُهَا واصلها فِي جنَّة عدن» أوردهُ عَن ميناء وَقَالَ مَوْضُوع اتهموا بِهِ ميناء وَعَن عَليّ وَفِيه عباد بن يَعْقُوب رَافِضِي، وَعَن ابْن عَبَّاس وَفِيه مُوسَى بن نعيمان لَا يعرف قلت حَدِيث ميناء أخرجه الْحَاكِم، وَقَالَ متن شَاذ وَرِجَاله ثِقَات وميناء صَحَابِيّ وَتعقبه الذَّهَبِيّ وَقَالَ مَوْضُوع وميناء تَابِعِيّ سَاقِط.
(1/99)
عَليّ «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَ مُنَادٍ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ يَا أَهْلَ الْجَمْعِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّى تَمُرَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم» فِيهِ الْعَبَّاس بن الْوَلِيد كَذَّاب قلت صَححهُ الْحَاكِم على شَرط الشَّيْخَيْنِ لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ وَله شَاهد عَن أبي هُرَيْرَة.
(1/99)
فِي اللآلئ سعد رَفعه «أَتَانِي جِبْرِيلُ بِسَفَرْجَلَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَكَلْتُهَا لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَعُلِّقَتْ خَدِيجَةُ بِفَاطِمَةَ فَكُنْتُ إِذَا اشْتَقْتُ إِلَى رَائِحَةِ الْجَنَّةِ شَمَمْتُ رَقَبَةَ فَاطِمَة» قَالَ ابْن حجر الْوَضع عَلَيْهِ ظَاهر فَإِن فَاطِمَة ولدت قبل الْإِسْرَاء بِالْإِجْمَاع وَقَالَ الْمُؤلف قبل النُّبُوَّة بِخمْس سِنِين.
(1/99)
قَالَ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ حَدِيث لَيْث عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس «فِي مَرَضِ الْحُسَيْنِ وَنَذْرِ أَهْلِ الْبَيْتِ صِيَامُ ثَلاثَةٍ وَصِيَامُهُمْ بَعْدَ الْبِئْرِ وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ فَاسْتَقْرَضُوا صَاعًا وَوَقَفَ الْفَقِيرُ عَلَى الْبَابِ حِينَ الإِفْطَارِ وَتَصَدَّقُوا عَلَيْهِ وَصَامُوا عَلَى الصِّيَامِ وَهَكَذَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مَعَ شِدَّةِ جُوعِهِمْ وَارْتِعَاشِهِمْ كَالْفَرْخِ بِسَبَبِهِ وَنُزُولِ هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ» حَدِيثٌ مُفْتَعَلٌ تُنْكِرُهُ الْقُلُوبُ.
(1/99)
فِي الْمَقَاصِد «لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِيمُ لَكَانَ نَبِيًّا» قَالَ النَّوَوِيّ وَمَا رُوِيَ بعض الْمُتَقَدِّمين «لَو عَاشَ» إِلَخ. فَبَاطِل وجسارة على الْغَيْب وَنَحْوه قَالَ ابْن عبد الْبر قَالَ لَا أَدْرِي مَا هَذَا فقد ولد نوح غير نَبِي قَالَ شَيخنَا لَا يلْزم من الْمَذْكُور مَا ذكره لما لَا يخفى وَكَأَنَّهُ سلف النَّوَوِيّ وَهُوَ عَجِيب من النَّوَوِيّ مَعَ وُرُوده عَن ثَلَاثَة من الصَّحَابَة وَكَأَنَّهُ لم يظْهر لَهُ تَأْوِيله فَإِن الشّرطِيَّة لَا تَسْتَلْزِم الْوُقُوع وَلَا يظنّ بالصحابي [ص:100] الهجوم على مثله بِالظَّنِّ.
(1/99)
«خُذُوا شَطْرَ دِينِكُمْ عَنِ الْحُمَيْرَاءِ» قَالَ شَيخنَا لَا أعرف لَهُ إِسْنَادًا وَلَا رَأَيْته فِي شَيْء من كتب الحَدِيث إِلَّا فِي نِهَايَة ابْن الْأَثِير وَإِلَّا فِي الفردوس بِغَيْر إِسْنَاد وَلَفظه «خُذُوا ثلث دينكُمْ من بَيت الْحُمَيْرَاء» وَسُئِلَ الْمُزنِيّ والذهبي فَلم يعرفاه.
(1/100)
فِي الذيل عَن عَائِشَة «قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ حُبُّكَ لِي قَالَ كَعُقْدَةِ الْحَبْلِ قَالَ فَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ كَيْفَ الْعُقْدَةُ فَيَقُولُ عَلَى حَالِهَا» هُوَ حَدِيث بَاطِل فِيهِ ضعفاء.
(1/100)
«غَدَا عَشْرَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا هَذَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ قَدْ نَحَا عَلَيْنَا بِكِتَابَةِ الْوَحْيِ فَرَأَيْنَا أَنَّ غَيْرَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ أَوْلَى فَقَالَ نَعَمِ انْظُرُوا إِلَى رَجُلٍ وَكَانَ الْوَحْيُ يَنْزِلُ فِي كُلِّ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ فَأَقَامَ الْوَحْيُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ هَبَطَ جِبْرِيلُ بِصَحِيفَةٍ فِيهَا يَا مُحَمَّدُ لَيْسَ لَكَ أَنْ تُغَيِّرَ مَنِ اخْتَارَهُ اللَّهُ لِكِتَابَةِ وَحْيِهِ فَأَقِرَّهُ فَإِنَّهُ أَمِين» قَالَ ابْن عَسَاكِر حَدِيث مُنكر، وَفِي الْمِيزَان بل يقطع بِبُطْلَانِهِ وأخشى أَن يكون مفتريه مَدْخُول الْإِيمَان.
(1/100)
قَالَ عَليّ «بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْتُبُ إِذْ جَاءَ مُعَاوِيَةُ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَلَمَ مِنْ يَدِي فَدَفَعَهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَمَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ إِذْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ أَنْتَ مِنِّي يَا مُعَاوِيَةُ وَأَنَا مِنْكَ وَلْتُزَاحِمْنِي عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى» فِيهِ مَنْ لَا يحْتَج بِهِ وَمن هُوَ كثير الْخَطَأ.
(1/100)
«لِكُلِّ أُمَّةٍ فِرْعَوْنُ وَفِرْعَوْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ» لَيْسَ بِصَحِيح.
(1/100)
«الأُمَنَاءُ سَبْعَةٌ اللَّوْحُ وَالْقَلَمُ وَإِسْرَافِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَجَبْرَائِيلُ وَمُحَمَّدٌ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أبي سُفْيَان» مَوْضُوع قَالَ لَا يَصح مَرْفُوعا فِي فضل مُعَاوِيَة شَيْء، وَأَصَح مَا رُوِيَ فِيهِ حَدِيث مُسلم أَنه كَاتبه وَبعده حَدِيث الْعِرْبَاض «اللَّهُمَّ علمه الْكتاب» وَبعده حَدِيث «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هاديا مهديا» .
(1/100)
«أَوَّلُ مَنْ يَخْتَصِمُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمُعَاوِيَةُ وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَبُو بكر وَعمر» فِيهِ أَبُو حمدَان كَذَّاب.
(1/100)
«نَعَمْ يَا عَبَّاسُ إِذَا كَانَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فَهِيَ لَكَ وَلِوَلَدِكَ مِنْهُمُ السَّفَّاحُ وَمِنْهُمُ الْمَنْصُورُ وَمِنْهُمُ الْمَهْدِيُّ» هَذَا بَاطِلٌ.
(1/100)
وَفِي اللآلئ أنس رَفعه «لَا أَفْتَقِدُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي غَيْرَ [ص:101] مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ لَا أُرَاهُ ثَمَانِينَ عَامًا أَوْ سَبْعِينَ عَامًا ثُمَّ يُقْبِلُ إِلَيَّ عَلَى نَاقَةٍ مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ حَشْوُهَا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ قَوَائِمُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ فَأَقُولُ أَيْنَ كُنْتَ مِنْ ثَمَانِينَ عَامًا فَيَقُولُ فِي رَوْضَةٍ تَحْتَ عَرْشِ رَبِّي يُنَاجِينِي وَأُنَاجِيهِ وَيَقُولُ هَذَا عِوَضُ مَا كُنْتَ تُشْتَمُ فِي دَارِ الدُّنْيَا» مَوْضُوع، وَقَالَ الْخَطِيب بَاطِل إِسْنَادًا ومتنا، وَقَالَ الْحَاكِم عَن مشايخه لَا يَصح فِي فضل مُعَاوِيَة حَدِيث.
(1/100)
فِي الْمَقَاصِد «إِنَّ بِلالا يُبَدِّلُ الشِّينَ سِينًا» قيل اشْتهر على أَلْسِنَة الْعَوام وَلَمْ نَرَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكتاب «سِينُ بِلالٍ عِنْدَ اللَّهِ شِينٌ» قَالَ ابْن كثير لَا أصل لَهُ وَقد ترْجم غير وَاحِد بِأَنَّهُ كَانَ ندى الصَّوْت حسنه وفصيحه وَلَو كَانَ فِيهِ لثغة لتوفرت الدَّوَاعِي على نقلهَا وعابها أهل النِّفَاق.
(1/101)
«نِعْمَ الْعَبْدُ صُهَيْبٌ لَوْ لَمْ يخف الله لم يَعْصِهِ» اشْتهر عِنْد الْأُصُولِيِّينَ والبيانيين من حَدِيث عمر وَذكر السُّبْكِيّ أَنه لم يظفر بِهِ فِي شَيْء من الْكتب وَكَذَا قَالَ جمع من أهل اللُّغَة ثمَّ رَأَيْت بِخَط شَيخنَا أَنه ظفر بِهِ لأبي مُحَمَّد بن قُتَيْبَة لَكِن بِلَا سَنَد.
(1/101)
فِي اللآلئ «اهتز عرش الله لوفاة سعد بن معَاذ وَنزل الأَرْض لشهود سعد بن معَاذ سَبْعُونَ ألف ملك مَا نزلوها قبلهَا واستبشر بِهِ أهل السَّمَاء وَلَقَد ضم سعد بن معَاذ ضمة يَعْنِي فِي قَبره وَلَو كَانَ أحد معافى عوفي مِنْهَا سعد بن معَاذ» تفرد بِهِ من روى الْمَنَاكِير وَله طرق لَا تَخْلُو عَن شَيْء قلت أصل الحَدِيث «ضغطة سعد» صَحِيح ثَابت فِي عدَّة أَحَادِيث عِنْد النَّسَائِيّ وَأحمد وَغَيرهمَا.
(1/101)
فِي الْمُخْتَصر «إِنِّي لأَجِدُ نَفَسَ الرَّحْمَنِ مِنَ الْيمن» لم نجده وَلَكِن عِنْد بَعضهم مُرْسلا وروى بِزِيَادَة أَشَارَ إِلَى أويس وَلم يُوجد لَهُ أصل.
(1/101)
فِي اللآلئ «يَا مُحَمَّدُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِكَ رَجُلٌ يَشْفَعُ فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِي عَدَدِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ فَإِنْ أَدْرَكْتَهُ فَسَلْهُ الشَّفَاعَةَ لأُمَّتِكَ أَمَّا اسْمُهُ فأويس» وَذكر حَدِيثا فِي ورقتين قَالَ ابْن حبَان بَاطِل وَالَّذِي صَحَّ فِي فضل أويس كَلِمَات يسيرَة مَعْرُوفَة: قلت عِنْدِي وَقْفَة فِي الحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ فَإِن لَهُ طرقا عديدة وَبَعضهَا لَا بَأْس بِهِ.
(1/101)
بَابُ فِيمَنِ ادَّعَى الصُّحْبَةَ كَذِبًا من المعمرين.
(1/102)
فِي الذيل أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ ثَنَا مكي بن أَحْمد سَمِعت إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطوسي يَقُول «وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً رَأَيْتُ سَرْبَاتِكَ مَلِكَ الْهِنْدِ فِي بَلَدِ قِنَّوْجَ فَقَالَ لِي إِنَّهُ ابْن سَبْعمِائة وَخمْس وَعشْرين سَنَةً وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْفَذَ إِلَيْهِ حُذَيْفَةَ وَأُسَامَةَ وَصُهَيْبًا وَغَيْرَهُمْ يَدْعُونَ إِلَى الإِسْلامِ فَأَجَابَ وَأَسْلَمَ وَقَبِلَ كِتَابه» قَالَ الذَّهَبِيّ هَذَا كذب وَاضح، وَعَن أبي سعيد مظفر بن أَسد «سَمِعْتُ سَرْبَاتِكَ الْهِنْدِيَّ يَقُولُ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ مَرَّةً وَمَاتَ سرباتك سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَهُوَ ابْن ثَمَانمِائَة سنة وَأَرْبع وَتِسْعين» وَفِي الْمِيزَان جَابر بن عبد الله اليمامي كَذَّاب حدث ببخارى بعد الْمِائَتَيْنِ عَن الْحسن الْبَصْرِيّ «قَالَ وُلِدْتُ فَحَمَلُونِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا لِي وَقَالَ اللَّهُمَّ نَزِّهْهُ فِي الْعلم» وَجَابِر بن عبد الله الْعقيلِيّ عَن بشر بن معَاذ الْأَسدي «أَنه صلى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وَهَذَا كذب حدث بعد الْخمسين وَمِائَتَيْنِ فافتضح وَبشر لَا وجود لَهُ فِيمَا أَحسب، وَفِي اللِّسَان الْعقيلِيّ واليمامي وَاحِد كَانَ كذابا جَاهِلا بعيد الفطنة:
وَقَالَ ابْن حجر فِيهِ عَن الْأَمِير عبد الْكَرِيم بن نصر «قَالَ كنت مَعَ الإِمَام النَّاصِر فِي بعض منتزهاته للصَّيْد فلقينا فِي أَرض قفر بعض عرب فَاسْتقْبلنَا مشايخهم وَقَالُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عندنَا تحفة هِيَ أَنا كل أَبنَاء رجل وَاحِد وَهُوَ حَيّ يرْزق وَقد أدْرك النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحضر مَعَه الخَنْدَق واسْمه جُبَير بن الْحَرْب فَمَشَوْا إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ فِي عَمُود الْخَيْمَة مُعَلّق مثل هَيْئَة طِفْل فكشف شيخ الْعَرَب عَن وَجهه وتقرب من أُذُنه وَقَالَ أبتاه فَفتح عَيْنَيْهِ فَقَالَ هَذَا الْخَلِيفَة جَاءَ يزورك فَحَدثهُمْ فَقَالَ حضرت مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخَنْدَق فَقَالَ لي احْفِرْ يَا جُبَير جبرك الله ومتع بك وأوصاني بالقواقل فصافحناه وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة» .
(1/102)
وَعَن هناد بن إِبْرَاهِيم «قَالَ بَيْنَا أَنَا فِي الطَّوَافِ إِذْ أَنَا بِشَيْخٍ كَبِيرٍ يُنَادِي يَا مُسْلِمِينَ أَعْطُونِي شَيْئًا فَإِنَّ لِي وَالِدًا أُحِبُّ أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْهِ فَقُلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى وَالِدِكَ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ كَهَيْأَةِ لَحْمٍ مَرْمِيٍّ وَلَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً لَمْ يَتَكَلَّمْ فَلَمَّا رَآنَا فَتَحَ فَاهُ وَكَانَ آخِرُ كَلامِهِ يَا وَلَدِي احْفَظْنِي وَلا تُضَيِّعْنِي فَقَدْ كُنْتُ مِمَّنْ حَضَرَ حفر الخَنْدَق» هناد بن إِبْرَاهِيم رَاوِي الموضوعات: قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان رتن الْهِنْدِيّ وَمَا أَدْرَاك مَا رتن شيخ دجال بِلَا ريب ظهر بعد الستمائة فَادّعى الصُّحْبَة، وَالصَّحَابَة لَا يكذبُون وَهَذَا جريء على الله وَرَسُوله وَقد ألفت فِي أمره جُزْءا وَقد قيل أَنه مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمَعَ كَونه كذابا كذبُوا عَلَيْهِ جملَة كَثِيرَة من أسمج الْكَذِب والمحال، قَالَ ابْن حجر قد وقفت على جزئه بِخَطِّهِ وَفِيه «سُبْحَانَكَ هَذَا بهتان عَظِيم» ذكر شيخ الشُّيُوخ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الكاشغري وَمن خطه نقلت حَدثنِي الشَّيْخ همام الدَّين حَدثنِي الشَّيْخ المعمر بَقِيَّة أَصْحَاب سيد الْبشر خواجا رتن بن ماهوك ابْن خليدة الْهِنْدِيّ البترندي «قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم تَحت شَجَرَة أَيَّام الخريف فَهبت الرّيح فَتَنَاثَرَ الْوَرق حَتَّى لم يبْق عَلَيْهَا ورقة» قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا صَلَّى الْفَرِيضَةَ فِي الْجَمَاعَةِ تَنَاثَرَتْ عَنْهُ الذُّنُوبُ كَمَا تناثر هَذَا الْوَرق «وَقَالَ» من أكْرم غَنِيا لغناه وَمن أهان فَقِيرا لفقره لم يزل فِي لعنة الله أَبَد الآبدين إِلَّا أَن يَتُوب وَمن مَاتَ على بغض آل مُحَمَّد مَاتَ كَافِرًا «وَقَالَ» مَنْ مَشَّطَ حَاجِبَيْهِ كُلَّ لَيْلَةٍ وَصَلَّى عَلَيَّ لَمْ تَرْمَدْ عَيْنَاهُ أبدا «وَذكر عدَّة أَحَادِيث من هَذَا النمط ثمَّ قَالَ الكاشغري ثَنَا الْقدْوَة مُحَمَّد بن أَحْمد الْخُرَاسَانِي بِطيبَة سنة سبع وَسَبْعمائة، قَالَ أما بعد فَهَذِهِ أَرْبَعُونَ حَدِيثا ثمانيات رتنيات انتخبتها مِمَّا سمعته من الشَّيْخ مُوسَى بن محلي سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة بالخانقاه السابقية بسمنان من الْهِنْد عَن أبي الرضاء رتن بن نصر صَاحب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» قَالَ ذَرَّةٌ مِنْ أَعْمَالِ الْبَاطِنِ خَيْرٌ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي مِنْ أَعْمَالِ الظَّاهِر «وَقَالَ» الْفَقِيرُ عَلَى فَقْرِهِ أَغْيَرُ مِنْ أحدكُم على أهل بَيته" إِلَى آخر الْأَرْبَعين.
(1/103)
قَالَ رتن «كُنْتُ فِي زِفَافِ فَاطِمَةَ عَلَى عَلِيٍّ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَكَانَ ثَمَّةَ مَنْ يُغَنِّي فَطَرِبَتْ
(1/103)
قُلُوبُنَا وَرَقَصْنَا فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ سَأَلَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَيْلَتِنَا فَأَخْبَرْنَاهُ فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْنَا وَدَعَا لَنَا وَقَالَ اخْشَوْشِنُوا وَامْشُوا حُفَاةً تَرَوَا الله جهرة» قَالَ الذَّهَبِيّ وقفت على نُسْخَة يَرْوِيهَا عبد الله بن مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي حَدثنِي صفوة الْأَوْلِيَاء مُوسَى بن محلي بن بنْدَار أخبرنَا رتن بن نصر بن كربال الْهِنْدِيّ رَفعه «إيَّاكُمْ وَأخذ الرّفْعَة من السوقة وَالنِّسَاء فَإِنَّهُ يبعد عَن الله» وَقَالَ «لَوْ أَنَّ لِيَهُودِيٍّ حَاجَةً إِلَى أَبِي جَهْلٍ فَطَلَبَ مِنِّي قَضَاءَهَا لَتَرَدَّدْتُ إِلَى بَابِ أَبِي جَهْلٍ مائَة مرّة فِي قَضَائهَا» وَقَالَ «نُقْطَةٌ مِنْ دَوَاةِ عَالِمٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَرَقِ مِائَةِ ثوب شَهِيد» وَقَالَ «مَنْ رَدَّ جَائِعًا وَهُوَ قَادِرٌ على أَن يشبعه عذبه الله وَلَو كَانَ نَبيا مُرْسلا» وَقَالَ «مَا مِنْ عَبْدٍ يَبْكِي يَوْمَ قتل حُسَيْن إِلَّا كَانَ يَوْم الْقِيَامَةِ مَعَ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل» وَقَالَ «الْبكاء يَوْم عَاشُورَاء نور تَامّ يَوْم الْقِيَامَة» وَقَالَ «مَنْ أَعَانَ تَارِكَ الصَّلاةِ بِلُقْمَةٍ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ عَلَى قَتْلِ الأَنْبِيَاءِ كلهم»
فَذكر نَحْو ثَلَاثمِائَة حَدِيث، قَالَ الذَّهَبِيّ إِن هَذِه الخرافات وَضعهَا مُوسَى هَذَا الْجَاهِل أَو من اختلق ذكر رتن الْهِنْدِيّ وَهُوَ إِمَّا مني لم يخلق وَأما شَيْطَان بدا فِي صُورَة بشر وَأما شيخ ضال كَذَّاب وَأَيْنَ كَانَ هَذَا الْهِنْدِيّ فِي هَذِه الستمائة سنة؟ أما كَانَ قَرِيبا من بَلْدَة يتسامع بِهِ؟ وَأَيْنَ كَانَ لما فتح مَحْمُود بن سبكتكين الْهِنْد فِي الْمِائَة الرَّابِعَة وَلم نسْمع لَهُ ذكر فِي الْمِائَة الرَّابِعَة وَلَا بعْدهَا من وَاحِد من التُّجَّار والرحال إِلَى عَام سِتّمائَة؟ وَفِي مثل هَذَا لم يكتف بِخَبَر وَاحِد وَلَو كَانَ من زعم أَنه رَآهُ وَلم ينْقل عَنهُ شَيْئا من هَذِه الْأَحَادِيث لَكَانَ أخف وَلَو نسبت هَذِه الْأَخْبَار لبَعض السّلف لَكَانَ يَنْبَغِي أَن ينزه عَنْهَا فضلا عَن سيد الْبشر وَمَا يصدق رتن الْهِنْدِيّ إِلَّا من يُؤمن برجعة عَليّ أَو بِوُجُود مُحَمَّد بن الْحسن فِي السرداب وَقد اتَّفقُوا على أَن آخر من مَاتَ من الصَّحَابَة أَبُو الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة [لَعَلَّه: وائلة] ، وَفِي جَامع الصِّحَاح مَاتَ هُوَ سنة مائَة واثنين بِمَكَّة وَهُوَ آخر من مَاتَ فِي جَمِيع الأَرْض من الصَّحَابَة.
وَفِي الذيل: وَقد ثَبت فِي الصَّحِيح أَنه قَالَ قبل مَوته بِشَهْر أَو نَحوه «أَرَأَيْتُم ليلتكم هَذِه فان على رَأس مائَة سنة لَا يبقي على وَجه الأَرْض مِمَّن هُوَ الْيَوْم عَلَيْهَا أحد» فَانْقَطع الْمقَال قَالَ وَوجدت قصَّته فِي تذكرة
(1/104)
الصّلاح الصَّفَدِي عَن عَلَاء الدَّين الوداعي ثَنَا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان ثَنَا عَليّ بن مُحَمَّد سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة حَدثنَا الْحسن بن مُحَمَّد قَالَ سَافَرت فِي زمن الصِّبَا إِلَى الْهِنْد فِي تِجَارَة فوصلنا إِلَى ضَيْعَة من أَوَائِل الْهِنْد وَقَالُوا هَذِه ضَيْعَة المعمر الشَّيْخ رتن الَّذِي رأى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا لَهُ سِتّ مَرَّات بطول الْعُمر وَهُوَ زنبيل مُعَلّق فِي غُصْن من الشَّجَرَة فسألنا أَن ينزلوه لنسمع مِنْهُ فَأنْزل فَرَأَيْنَا الشَّيْخ فِي وسط الْقطن كَهَيئَةِ الفرخ فَتكلم كصوت النَّحْل بِالْفَارِسِيَّةِ وَقَالَ: سَافَرت مَعَ أبي إِلَى الشَّام فِي تِجَارَة فوصلنا بعض أَوديَة مَكَّة وَكَانَ الْمَطَر قد ملأها رَأَيْت غُلَاما أسمر اللَّوْن مليح الْكَوْن يرْعَى إبِلا وَقد حَال السَّبِيل بَينه وَبَين إبِله وَهُوَ يخْشَى من خوض المَاء لقُوَّة السَّيْل فَحَملته إِلَى إبِله من غير معرفَة قَالَ بَارك الله فِي عمرك مرَّتَيْنِ فعدنا بعد قَضَاء أمرنَا إِلَى بلدنا فَبَيْنَمَا نَحن جُلُوس فِي فنَاء ضيعتنا الْبَدْر وَهُوَ كبد السَّمَاء إِذْ نَظرنَا إِلَيْهِ وَقد انْشَقَّ نِصْفَيْنِ فَصَارَ نصف بالمشرق وَنصف بالمغرب فأظلم اللَّيْل ثمَّ طلع النّصْف من الْمشرق وَالثَّانِي من الْمغرب إِلَى أَن التقيا فِي وسط السَّمَاء فتعجبنا مِنْهُ فَأخْبرنَا الركْبَان أَن رجلا هاشميا ظهر بِمَكَّة وَادّعى النُّبُوَّة وَأظْهر معجزته بانشقاق الْقَمَر فاشتقت إِلَى أَن أرى الْمَذْكُور وسافرت إِلَى أَن دخلت مَكَّة فتفحصته وأتيت منزله فَوَجَدته جَالِسا فِي وسط الْمنزل مَعَ صَحبه والأنوار تتلألأ فِي وَجهه وسلمت عَلَيْهِ فَنظر إِلَيّ وَتَبَسم وعرفني فَرد السَّلَام وأدناني فَكَانَ عِنْده رطب فَقَالَ كل المرانقة من الْمُرُوءَة والمقارفة من الزندقة فَأكلت وَصَارَ يناولني الرطب بِيَدِهِ الْمُبَارَكَة إِلَى أَن ناولني سِتّ رطبات من سوى مَا أكلت بيَدي فَذكر لي قصَّة حملي لَهُ فِي السَّيْل فعرفته فصافحني وَعرض لي الشَّهَادَتَيْنِ وَقَالَ عِنْد خروجي بَارك الله فِي عمرك ثَلَاث مَرَّات فبورك فِي عمري بِكُل دَعْوَة مائَة سنة وَجَمِيع من فِي هَذِه الضَّيْعَة أَوْلَادِي وَأَوْلَاد أَوْلَادِي وَفتح الله عَليّ وَعَلَيْهِم بِكُل نعْمَة ببركة دُعَائِهِ.
ثمَّ قوى الصَّفَدِي قصَّته وَأنكر على من ينكرها ومعوله فِيهِ الْإِمْكَان الْعقلِيّ، ورد عَلَيْهِ بِأَن الْمعول فِيهِ النَّقْل لَا الامكان: قَالَ ابْن حجر وَمِمَّنْ روى عَنهُ زيد بن مِيكَائِيل ابْن إسْرَافيل قَالَ سَمِعت رتن بن مهاديو بن باسند بوا، سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة
(1/105)
فَذكر أَحَادِيث مَوْضُوعَة: مِنْهَا «مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا حج خمسين حجَّة مَعَ آدم» وَمِنْهَا «من ترك الْعشَاء قَالَ لَهُ ربه لست رَبك فاطلب رَبًّا سوائي»
وَقَالَ عبد الْغفار القوسي حَدثنِي الشَّيْخ مُحَمَّد العجمي قَالَ صَحِبت كَمَال الدَّين الشِّيرَازِيّ وَقد بلغ مائَة وَسِتِّينَ سنة قَالَ مَا صَحِبت رتن الْهِنْدِيّ وَقَالَ إِنَّه حضر حفر الخَنْدَق وَقَالَ شمس الدَّين بن مُحَمَّد الْجَزرِي سَمِعت عبد الْوَهَّاب بن إِسْمَاعِيل الصُّوفِي يَقُول قدم علينا شيراز سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة الشَّيْخ المعمر مَحْمُود ولد بَابا رتن فَأخْبر أَن أَبَاهُ أدْرك لَيْلَة شقّ الْقَمَر وَكَانَ ذَلِك سَبَب هجرته وَإنَّهُ حضر حفر الخَنْدَق وَكَانَ استصحب مَعَه تَمرا هنديا بالهدية فَأكل مِنْهَا وَوضع يَده على ظَهره ودعا لَهُ بطول الْعُمر وَله يَوْمئِذٍ سِتّ عشرَة سنة وعاش سِتّمائَة سنة وَثَلَاثِينَ سنة وَكَانَت وَفَاته سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَأخْبر أَن عمر مَحْمُود مائَة سنة وَسَبْعُونَ سنة.
وَعَن دَاوُد بن أسعد الْقفال سَمِعت المعمر رتن بن ميدن بن نبدي الصراف السندي قَالَ كنت فِي مبدأ أَمْرِي أعبد صنما فَرَأَيْت فِي مَنَامِي قَائِلا أطلب لَك دينا غير هَذَا بِالشَّام فَأتيت الشَّام فتنصرت ثمَّ سَمِعت بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ فَأَتَيْته فَأسْلمت ودعا لي بطول الْعُمر وَمسح على رَأْسِي ثمَّ خرجت مَعَه غزَاة الْيَهُودِيّ ثمَّ استأذنته فِي الْعود إِلَى والدتي قَالَ وتواتر عِنْد أهل بَلَده أَنه عمر سَبْعمِائة ببركة دُعَائِهِ.
وَعَن أبي الْفضل بن عَليّ سَمِعت مُحَمَّد بن عَليّ بثغر الْإسْكَنْدَريَّة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة سَمِعت المعمر أَبَا بكر الْمَقْدِسِي المعمر ثَلَاثمِائَة سنة بِمَسْجِد السُّلْطَان مَحْمُود بن سبكتكين بِالْهِنْدِ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة ثَنَا الشَّيْخ المعمر خواجا رتن بن عبد الله ببلدة فَذكر أَحَادِيث قَالَ الأقشهري وَهَذَا السَّنَد يتبرك بِهِ وان لم يوثق بِصِحَّتِهِ.
وَعَن الشَّيْخ نجم الدَّين سَمِعت عبد الله بن بَابا رتن سَمِعت وَالِدي بَابا رتن يَقُول سَمِعت النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول «من قَالَ لاإله إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ دخل الْجنَّة» وَقَالَ ابْن حجر رَأَيْت شَيخنَا مجد الدَّين صَاحب الْقَامُوس يُنكر يُنكر على الذَّهَبِيّ إِنْكَاره وجود رتن وَذكر أَنه دخل فِي ضَيْعَة فِي الْهِنْد وَوجد فِيهَا من لَا يحصي كَثْرَة ينقلون قصَّة رتن عَن آبَائِهِم وأسلافهم.
قلت هُوَ لم يجْزم بِعَدَمِهِ بل تردد قَالَ وَالظَّاهِر أَنه كَانَ طَوِيل
(1/106)
الْعُمر فَادّعى وتمارى عَلَيْهِ حَتَّى اشْتهر وَلَو كَانَ صَادِقا لَا شتهر فِي الْمِائَة الثَّانِيَة أَو الثَّالِثَة وَلَكِن لم ينْقل عَنهُ شَيْء إِلَّا فِي آخر الْمِائَة السَّادِسَة ثمَّ فِي أَوَائِل السَّابِعَة قبل مَوته.
قَالَ الذَّهَبِيّ: أَحَادِيث معمر بن شريك بَاطِلَة وَكذب وَاضح، مِنْهَا مَا حدث عَليّ بن إِسْمَاعِيل بسنجار سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة قَالَ سَمِعت معمر بن شريك رَفعه «يَشِيبُ الْمُؤْمِنُ وَيَشِبُّ مَعَهُ خَصْلَتَانِ الْحِرْص وَطول الأمل» وسمعته يَقُول «أَرْبَعَة يصلبون على شَفير جَهَنَّم الجائر فِي حكمه والمتعدي على رَعيته والمكذب بِالْقدرِ وباغض آل مُحَمَّد» وسمعته «من شم الْورْد وَلم يُصَلِّي عَليّ فقد جفاني» فَهَذَا من نمط رتن الْهِنْدِيّ.
وَقَالَ ابْن حجر: وَقد وَقع نَحوه فِي الغرب فَقَالَ شيخ هُوَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد الصّقليّ: صَافَحَنِي شَيْخي أَبُو عبد الله معمر وَأَنه صَافح النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنه دَعَا لَهُ عمرك الله يَا معمر، فَعَاشَ أَرْبَعمِائَة سنة وَأَجَازَ لي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن سنة بضع عشرَة وَثَمَانمِائَة أَنه صَافح أَبَاهُ وَأَن أَبَاهُ صَافح الشَّيْخ عَليّ الْخطاب بتونس وَأَنه عَاشَ مائَة وَثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ وَأَن الْخطاب صَافح الصّقليّ وَأَنه عَاشَ مائَة وَسِتِّينَ سنة ...
فَهَذَا كُله لَا يفرح بِهِ من لَهُ عقل.
وَأخْبرنَا أَبُو الركاب بن زيد مُكَاتبَة قَالَ صَافَحَنِي وَالِدي وَقد عَاشَ مائَة قَالَ صَافَحَنِي أَبُو الْحسن عَليّ الْخطاب بِمَدِينَة تونس وعاش مائَة وَثَلَاثِينَ سنة قَالَ صَافَحَنِي أَبُو عبد الله معمر وَكَانَ عمره أَرْبَعمِائَة سنة قَالَ صَافَحَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ودعا لي فَقَالَ عمرك الله يَا معمر ثَلَاث مَرَّات قَالَ ابْن حجر وَهَذَا من جنس رتن وَقيس بن تَمِيم وَأبي الْخطاب ومكلبة ونسطور قَالَ ابْن حجر وَقيس بن تَمِيم الطَّائِي الكيلاني الْأَشَج من نمط شيخ الْعَرَب ورتن الْهِنْدِيّ فَإِنَّهُ حدث سَبْعَة عشر وَخَمْسمِائة بِمَدِينَة كيلان عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَن عَليّ بن أبي طَالب وَسمع مِنْهُ جمَاعَة أَكثر من أَرْبَعِينَ حَدِيثا مِنْهَا «من شم الْورْد الْأَحْمَر وَلم يُصَلِّي عَليّ فقد جفاني» قَالَ وخدمت عليا بعد قتل عُثْمَان فَكنت صَاحب ركابه فرمحتني بغلته فَسَالَ الدَّم على رَأْسِي فَمسح رَأْسِي وَهُوَ يَقُول مد الله يَا أشج فِي عمرك مدا قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان عُثْمَان بن الْخطاب أَبُو عَمْرو البلوي الْمَعْرُوف بِأبي الدُّنْيَا الْأَشَج ظهر على أهل بَغْدَاد وَحدث بعد
(1/107)
الثلاثمائة عَن عَليّ بن أبي طَالب فافتضح بِهِ وَكذبه النقادون روى عَنهُ الْمُفِيد وَغَيره قَالَ الْخَطِيب عُلَمَاء النَّقْل لَا يثبتون قَوْله وَمَات سنة سبع وَعشْرين وثلاثمائة قَالَ ولدت فِي خلَافَة الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَأخذت لعَلي رَضِي الله عَنهُ بركاب بغلته أَيَّام صفّين.
قَالَ ابْن حجر وَحدث المعمر عَليّ بن عُثْمَان بن الْخطاب سنة إِحْدَى عشر وثلاثمائة بالقيروان عَن عَليّ رَفعه: «النفخ فِي الطَّعَام وَالشرَاب حرَام والنبيذ حرَام والديباج حرَام والخصيان حرَام» قَالَ وَكَانَ يسلم تَسْلِيمَة وَاحِدَة وَكَانَ يرفع يَدَيْهِ رفعا وَاحِدًا فِي أول الصَّلَاة وَكَانَ يقْلع نَعْلَيْه وَيغسل رجلَيْهِ وَلَا يمسح قَالَ وَرَأَيْت عَائِشَة طَوِيلَة بَيْضَاء بوجهها أثر من جدري وَسمعتهَا تَقول لأَخِيهَا مُحَمَّد يَوْم الْجمل أحرقك الله بالنَّار فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة قَالَ وَرَأَيْت أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان وعليا.
فِي اللآلئ حَدِيث «مد الله فِي عمرك» لجَعْفَر بن نسطور فَعَاشَ ثَلَاثمِائَة وَأَرْبَعين سنة لَا وجود لَهُ وَهُوَ أحد الْكَذَّابين الَّذين ادعوا الصُّحْبَة بعد الْمِائَتَيْنِ.
(1/108)
بَاب الْأَنْبِيَاء وَالْخضر وإلياس وَمن لَهُ لحية فِي الْجنَّة.
(1/108)
فِي اللآلئ: جَابر «كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم» فِيهِ من يروي الأباطيل قلت قد ورد عَن عبَادَة بن الصَّامِت.
(1/108)
ريَاح قَالَ «رَأَيْتُ رَجُلا يُمَاشِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَعْتَمِدُ عَلَى يَدِهِ فَقَالَ يَا رِيَاحُ ذَلِكَ الْخَضِرُ بشرني أَنِّي سألي وَأَعْدل» حَدِيث ريَاح كَالرِّيحِ: قلت قَالَ ابْن حجر هُوَ أصح مَا ورد فِي بَقَائِهِ.
(1/108)
«إِنْ كَانَتِ الْحُبْلَى لَتَرَى يُوسُفَ فتضع حملهَا» مَوْضُوع فِيهِ متروكون قلت وثقهم قوم.
(1/108)
فِي الذيل حَدِيث اجْتِمَاع الْخضر بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أوردهُ عَن عَمْرو بن عَوْف وَفِيه كثير روى نُسْخَة مَوْضُوعَة وَعبد الله بن نَافِع مَتْرُوك وَعَن أنس وَفِيه الوضاع مُتَكَلم فِيهِ: قلت حَدِيث عَمْرو عِنْد الْبَيْهَقِيّ وَضَعفه وَحَدِيث أنس لَهُ طرق أُخْرَى.
(1/108)
ابْن عَبَّاس «يَلْتَقِي الْخَضِرُ وَالإِيَاسُ كُلَّ عَامٍ» إِلَخ. تفرد بِهِ الْحسن بن زُرَيْق وَهُوَ مَجْهُول قلت قَالَ ابْن عدى والذهبي سَنَده مُنكر: [ص:109] فِي الْمَقَاصِد اجْتِمَاع الْخضر وإلياس فِي كل موسم وإقامتهما فِي بَيت الْمُقَدّس فِي رَمَضَان كُله وإفطارهما على الكرفس وَمَا رُوِيَ عَن الْحسن وكل إلباس بالفيافي وَالْخضر فِي البحور وَقد أعطيا الْخلد فِي الدُّنْيَا إِلَى الصَّيْحَة الأولى مِمَّا هُوَ ضَعِيف كُله مَرْفُوع وَغَيره «رَحِمَ اللَّهُ أَخِي الْخَضِرَ لَوْ كَانَ حَيا لزارني» قَالَ شَيخنَا لم يثبت مَرْفُوعا بل من كَلَام من أنكر حَيَاة الْخضر من بعد السّلف.
(1/108)
«إِنَّ لإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ وَلأَبِي بَكْرٍ الصّديق لحية فِي الْجنَّة» قَالَ شَيخنَا لم يَصح وَلَا أعرفهُ فِي شئ من كتب الحَدِيث الْمَشْهُورَة وَلَا الْأَجْزَاء المنثورة.
(1/109)
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد ضَعِيف «أَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ إِلا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ فَإِنَّ لَهُ لحية تضرب إِلَى سرته» وَذكر الْقُرْطُبِيّ أَنه ورد فِي حق أَخِيه هَارُون أَيْضا وَقيل فِي حق آدم وَلَا أعلم شَيْئا من ذَلِك ثَابتا.
(1/109)
فِي الذيل أنس رَفعه «جَاءَ عُزَيْرٌ إِلَى بَابِ مُوسَى بَعْدَ مَا مُحِيَ اسْمُهُ مِنْ دِيوَانِ النُّبُوَّةِ فَحُجِبَ فَرَجَعَ وَهُوَ يَقُولُ مِائَةُ مَوْتَةٍ أَهْوَنُ عَلَيَّ من ذل سَاعَة» هَذَا من بلَاء أبي حَفْص الْعَبْدي.
(1/109)
«مَرَّ ذِئْبٌ بِيَعْقُوبَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ أَنْتَ أَكَلْتَ يُوسُفَ وَلَدِي فَقَالَ وَكَيْفَ آكُلُ وَلَدَكَ وَقَدْ حُرِّمَتْ لُحُومُ الأَنْبِيَاءِ عَلَى جَمِيع الوحوش وَالسِّبَاع» من نُسْخَة نبيط الْكذَّاب، وَكَذَا مِنْهَا «أول من اتخذ الْخبز المتلقس إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام» وَالْخبْز المتلقس خبْزَة كاللبنة فِيهَا أَرْبَعَة أَرْطَال.
(1/109)
بَاب الْمَلَائِكَة الموكلين وناقلة الْأَمْوَات والناطقة على أَلْسِنَة بني آدم وَخَوف جِبْرِيل وهاروت وماروت وزهرة وَغَيرهم وَالْجِنّ والموسوس.
(1/109)
فِي الْمُخْتَصر «وُكِّلَ بِالْمُؤْمِنِ مِائَةٌ وَسِتُّونَ مَلَكًا يَذُبُّونَ عَنْهُ كَمَا تَذُبُّونَ عَنْ قَصْعَة الْعَسَل الذُّبَاب» إِلَخ. ضَعِيف.
(1/109)
«مَا جَاءَنِي جِبْرِيلُ إِلا وَهُوَ يَرْتَعِدُ فَرَقًا مِنَ الْجَبَّارِ» لَمْ يُوجد.
(1/109)
فِي الْمَقَاصِد «إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً تَنْقُلُ الأَمْوَاتَ» لم أَقف عَلَيْهِ لَكِن قد اشْتهر عَن الأجلة فِي الْمَنَام أَنهم نقلوا وشواهد الْبَعْض فِي الْيَقَظَة
(1/109)
«إِن لله مَلَائِكَة تنطق [ص:110] على أَلْسِنَة بني آدم بِمَا فِي الْمَرْء من الْخَيْر وَالشَّر» صَححهُ الْحَاكِم على شَرط مُسلم.
(1/109)
«قِصَّةُ هَارُوتَ وَمَارُوتَ مَعَ الزَّهْرَةِ وَهُبُوطِهِ إِلَى الأَرْضِ امْرَأَةً حَسَنَةً حِينَ طَغَتِ الْمَلائِكَةُ وَشُرْبِهِمَا الْخَمْرَ وقتلهما النَّفس وزناهما» عَن ابْن عمر رَفعه وَفِيه مُوسَى ابْن جُبَير مُخْتَلف فِيهِ وَلَكِن قد توبع، وَلأبي نعيم عَن عَليّ قَالَ «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّهْرَةَ وَقَالَ إِنَّهَا فتنت الْملكَيْنِ» وَقيل الصَّحِيح وَقفه على كَعْب وَكَذَا قَالَ الْبَيْهَقِيّ، وَفِي الْوَجِيز قصتهما فِي الْفرج بن فضَالة: ضَعِيف قلت قَالَ ابْن حجر لَهَا طرق كَثِيرَة يقطع بوقوعها لقُوَّة مخارجها.
(1/110)
وَفِي الذيل عَليّ رَفعه «مُؤَذِّنُ أَهْلِ السَّمَوَاتِ جِبْرِيلُ وَإِمَامُهُمْ مِيكَائِيلُ يَؤُمُّ بِهِمْ عِنْدَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ فَيَجْتَمِعُ مَلائِكَةُ السَّمَوَاتِ فَيَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَيُصَلُّونَ وَيَسْتَغْفِرُونَ فَيَجْعَلُ اللَّهُ ثَوَابَهُمْ وَاسْتِغْفَارَهُمْ وَتَسْبِيحَهُمْ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فِيهِ السّديّ ابْن عبد الله لَا يعرف وأخباره مُنكرَة.
(1/110)
وَعَن ابْن عَبَّاس رَفعه «إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا نِصْفُ جَسَدِهِ الأَعْلَى ثَلْجٌ وَنِصْفُهُ الأَسْفَلِ نَارٌ يُنَادِي بِصَوْتٍ رَفِيعٍ اللَّهُمَّ يَا مُؤَلِّفَ بَيْنَ الثَّلْجِ وَالنَّارِ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى طَاعَتك» إِلَخ. فِيهِ عبد الْمُنعم كَذَّاب.
(1/110)
حَدِيث «إِنَّ الشَّيْطَانَ أَدْخَلَ ذَنَبَهُ فِي دُبُرِهِ بِحَضْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْرَجَ سَبْعَ بَيْضَاتٍ فَأَوْلَدَهَا سَبْعَ أَوْلادٍ وَسَخَّرَ كُلا بفن من فنون الإغواء» إِلَخ. بِطُولِهِ مُنكر، وَقَالَ ابْن طَاهِر ظَاهره الْوَضع.
(1/110)
عَن جَابر بن عبد الله «صِيحَ بِي وَأَنَا نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِي يَا عَبْدَ اللَّهِ قُمْ فَاكْنِسْ دَارَكَ وَارْمِ بِالْقِمَامَةِ مِنْ مَنْزِلِكَ فَفَعَلْتُ وَعُدْتُ إِلَى فِرَاشِي فَصِيحَ بِي ثَانِيًا كَالأَوَّلِ وَفَعَلْتُ كَذَلِكَ وَصِيحَ بِي الثَّالِثَةَ فَفَعَلْتُ كَذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ فِي وَجْهِ السَّحَرِ قَالَ لِي ذَلِكَ الصَّائِحُ أَحْسَنَ اللَّهُ جَزَاءَكَ فَإِنَّ بَعْضَ إِخْوَانِنَا مِنَ الْجِنِّ زَارَنَا فَمَنَعَهُ الْمَرْزَنْجُوشُ مِنَ الدُّخُولِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ صَدَقَ هُوَ مَزْرُوعٌ حَوْلَ الْعَرْشِ فَإِذَا كَانَ فِي دَار لم يدخلهَا الشَّيْطَان» هُوَ بَاطِل.
(1/110)
«إِذَا قَامَ الْعَبْدُ إِلَى صَلاتِهِ قَامَ مَعَهُ سَبْعَةُ شَيَاطِينَ كُنْعٌ كنس» إِلَخ. بَاطِل مَوْضُوع افتراه بعض الْكَذَّابين وَنقل عَنهُ بعض الْفُقَهَاء فِي ذمّ من يوسوس فِي قِرَاءَته.
(1/110)
فِي [ص:111] اللآلئ عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا رفعته «إِنَّ هَامَةَ بْنَ هِيمَ بْنِ لاقيس فِي الْجنَّة» لأبي عَليّ بن الْأَشْعَث مَتْرُوك.
(1/110)
بَاب الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة.
(1/111)
الصغاني «سِرَاجُ أُمَّتِي أَبُو حَنِيفَةَ» مَوْضُوعٌ.
(1/111)
«عَالِمُ قُرَيْشٍ يَمْلأُ طِبَاقَ الأَرْضِ علما» مَوْضُوع قَالَ يعنون بِهِ مُحَمَّد بن إِدْرِيس.
(1/111)
فِي الذيل «حَدثنِي عبد الله بن أَحْمد الشعيثي ثَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد حَدثنَا أَحْمد بن الصَّلْت الْحمانِي حَدثنَا مُحَمَّد بن سَمَّاعَة عَن أبي يُوسُف عَن أبي حنيفَة قَالَ حججْت مَعَ أبي ولي سِتّ عشرَة سنة فمررنا بِحَلقَة فَإِذا رجل فَقلت من هَذَا قَالُوا عبد الله بن الْحَارِث بن جُزْء فتقدمت إِلَيْهِ فَسَمعته يَقُول سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يَقُول مَنْ تَفَقَّهَ فِي دِينِ اللَّهِ كَفَاهُ اللَّهُ تَعَالَى هَمَّهُ وَرَزَقَهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب» فِي الْمِيزَان هَذَا كذب فَابْن جُزْء مَاتَ بِمصْر وَلأبي حنيفَة سِتَّة سِنِين والآفة من الْحمانِي قَالَ ابْن عدي مَا رَأَيْت فِي الْكَذَّابين أقل حَيَاء مِنْهُ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ يضع الحَدِيث وَقع لنا هَذَا الحَدِيث من وَجه آخر وَهُوَ بَاطِل أَيْضا وَأخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لم يلق أَبُو حنيفَة أحدا من الصَّحَابَة إِنَّمَا رأى أنسا بِعَيْنِه وَلم يسمع مِنْهُ.
(1/111)
وَفِي جَامع الْأُصُول فِي مقدمته قيل لِلْمَأْمُونِ بن أَحْمد الْمروزِي أَلا ترى إِلَى الشَّافِعِي وَإِلَى من تبع لَهُ بخراسان فَقَالَ حَدثنَا أَحْمد بن عبيد الله حَدثنَا عبيد الله بن معدان عَن أنس رَفعه «يَكُونُ مِنْ أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ أَضَرَّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ وَيَكُونُ مِنْ أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي» جعله مِمَّا وضع تقربا وَفِيه فِي آخِره وَكَانَ فِي أَيَّام أبي حنيفَة أَرْبَعَة من الصَّحَابَة أنس بن مَالك بِالْبَصْرَةِ وَعبد الله بن أبي أوفى بِالْكُوفَةِ وَسَهل السَّاعِدِيّ بِالْمَدِينَةِ وَأَبُو الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة [لَعَلَّه: وائلة] بِمَكَّة وَلم يلق أحدا مِنْهُم وَلَا أَخذ عَنهُ وَأَصْحَابه يَقُولُونَ أَنه لَقِي جمَاعَة من الصَّحَابَة وروى عَنْهُم وَلَا يثبت ذَلِك عِنْد أهل النَّقْل.
(1/111)
وَقَالَ الشَّافِعِي من أَرَادَ الجدل فَعَلَيهِ بِأبي [ص:112] حنيفَة وَقَالَ من أَرَادَ أَن يتبحر فِي الْفِقْه فَهُوَ عِيَال على أبي حنيفَة.
(1/111)
فِي الْمَقَاصِد ابْن مَسْعُود رَفعه «لَا تَسُبُّوا قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ طِبَاقَ الأَرْضِ عِلْمًا اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا عَذَابًا فَأَذِقْ آخرهَا نوالا» فِيهِ مَجْهُول وَاخْتِلَاف لَهُ شَوَاهِد عَن أبي هُرَيْرَة بِسَنَد ضَعِيف وَهُوَ منطبق على الشَّافِعِي وَيُؤَيِّدهُ قَول أَحْمد إِذا لم أعرف الْمَسْأَلَة خَبرا أخذت بقول الشَّافِعِي لما رُوِيَ عَالم قُرَيْش يمْلَأ إِلَخ. فَمَا كَانَ أَحْمد ليذكر حَدِيثا مَوْضُوعا وَإِنَّمَا أوردهُ بِصِيغَة التمريض احْتِيَاطًا فَإِن إِسْنَاده لَا يَخْلُو عَن ضعف قَالَه الْعِرَاقِيّ ردا على الصغاني فِي زَعمه أَنه مَوْضُوع.
(1/112)
قَالَ ابْن تَيْمِية مَا اشْتهر أَن الشَّافِعِي وَأحمد اجْتمعَا بشيبان الرَّاعِي وسألاه فَبَاطِل بِاتِّفَاق أهل الْمعرفَة لِأَنَّهُمَا لم يدركاه، كَذَلِك مَا ذكر أَن الشَّافِعِي اجْتمع بِأبي يُوسُف عِنْد الرشيد بَاطِل فَلم يجْتَمع بالرشيد إِلَّا بعد موت أبي يُوسُف، قَالَ شَيخنَا وَكَذَلِكَ الرحلة المنسوبة للشَّافِعِيّ إِلَى الرشيد وَأَن مُحَمَّد بن الْحسن حرضه على قَتله وَإِن أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي مناقبه وَغَيره فَهِيَ مَوْضُوعَة مكذوبة.
(1/112)
بَاب مدح الْعَرَب ولغتهم والحبش وذم الْعَجم ولغتهم وزيهم والسودان وَسبب سوادهم وذم الهنود والكلمات الفارسية مَرْفُوعَة.
(1/112)
فِي الْمَقَاصِد «أَحِبُّوا الْعَرَبَ لِثَلاثٍ لأَنِّي عَرَبِيٌّ وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ وَكَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ» فِيهِ ضَعِيفٌ عَنْ ضَعِيفٍ، وَرُوِيَ «أَنَا عَرَبِيٌّ وَالْقُرْآنُ وَكَلامُ أَهْلِ الْجنَّة عَرَبِيّ» وَهُوَ مَعَ ضعفه أصح من الأول، وَفِي حب الْعَرَب أَحَادِيث كَثِيرَة وَفِي الْوَجِيز «أَحبُّوا الْعَرَب لثلاث» إِلَخ. فِيهِ يحيى بن بريد يروي المقلوبات: قلت صَححهُ الْحَاكِم لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ قَالَ والْحَدِيث ضَعِيف لَا صَحِيح وَلَا مَوْضُوع.
(1/112)
فِي اللآلئ «كَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَلامُ أَهْلِ السَّمَاءِ وَكَلامُ أَهْلِ الْمَوْقِفِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ بِالْعَرَبِيَّةِ» مَوْضُوعٌ.
(1/112)
فِي الذيل «خَيْرُ النَّاسِ الْعَرَبُ وَخَيْرُ الْعَرَبِ قُرَيْشٌ وَخَيْرُ قُرَيْشٍ بَنُو هَاشِمٍ وَخَيْرُ الْعَجَمِ فَارِسُ وَخَيْرُ السُّودَانِ النُّوبَةُ وَخَيْرُ الصِّبْغِ [ص:113] الأَصْفَرُ وَخَيْرُ الْمَالِ الْغَضُّ وَخَيْرُ الْخِضَابِ الْحِنَّاءُ والكتم» فِيهِ عَنْبَسَة مَتْرُوك مُتَّهم.
(1/112)
«إِنَّ لِلَّهِ فِي السَّمَاءِ جُنُودًا وَفِي الأَرْضِ جُنُودًا فَجُنْدُهُ فِي السَّمَاءِ الْمَلائِكَةُ وَجُنْدُهُ فِي الأَرْضِ أهل خُرَاسَان» هُوَ شَاذ غَرِيب وَفِي إِسْنَاده مَجْهُولُونَ.
(1/113)
وَفِي اللآلئ أَبُو هُرَيْرَة «أَبْغَضُ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الْفَارِسِيَّةُ وَكَلامُ الشَّيْطَانِ الْخُوزِيَّةُ وَكَلامُ أَهْلِ النَّارِ الْبُخَارِيَّةُ وَكَلامُ أَهْلِ الْجنَّة الْعَرَبيَّة» مَوْضُوع.
(1/113)
«إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا رَضِيَ أَنْزَلَ الْوَحْيَ بِالْعَرَبِيَّةِ وَإِذَا غَضِبَ أَنْزَلَ الْوَحْيَ بِالْفَارِسِيَّةِ» بَاطِلٌ لَا أصل لَهُ.
(1/113)
أَبُو هُرَيْرَة رَفعه «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ وَحْيٍ قَطُّ عَلَى نَبِيٍّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ إِلا بِالْعَرَبِيَّةِ ثُمَّ يَكُونُ هُوَ بَعْدُ يُبَلِّغُهُ قومه بلسانهم» لَا يَصح فِيهِ سُلَيْمَان بن أَرقم مَتْرُوك: قلت قَالَ الزَّرْكَشِيّ لم يَصح لَا يَقْتَضِي إِثْبَات الْوَضع وَإِنَّمَا هُوَ إِخْبَار عَن عدم الثُّبُوت وَسليمَان من رجال أبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَله شَوَاهِد.
(1/113)
«مَنْ تَكَلَّمَ بِالْفَارِسِيَّةِ زَادَتْ فِي خِسَّتِهِ وَنَقَصَتْ مِنْ مُرُوءَتِهِ» مَوْضُوعٌ وَقَالَ الذَّهَبِيّ إِسْنَاده واه وَله شَاهد بِلَفْظ «مَنْ أَحْسَنَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ فَلا يَتَكَلَّمَنَّ بِالْفَارِسِيَّةِ فَإِنَّهُ يُورث النِّفَاق» قَالَ الذَّهَبِيّ فِيهِ عمر كَذَّاب، وَفِي الْوَجِيز «من تكلم بِالْفَارِسِيَّةِ» إِلَخ. تفرد بِهِ طَلْحَة ابْن زيد مَتْرُوك قلت أخرجه الْحَاكِم وَتعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن إِسْنَاده واه بِمرَّة انْتهى وَطَلْحَة من رجال ابْن مَاجَه.
(1/113)
فِي الْمَقَاصِد «إيَّاكُمْ وَذي الْأَعَاجِم» من قَول عمر وَاعْتَمدهُ مَالك حَيْثُ قَالَ «أَمِيتُوا سُنَّةَ الْعَجَمِ وَأَحْيُوا سُنَّةَ الْعَرَب» وَرُوِيَ مَرْفُوعا «تمعددوا وَاخْشَوْشنُوا» إِلَخ. أَي تشبهوا بمعد بن عدنان فِي الفصاحة وَقيل فِي غلظ الْعَيْش وخشن الثِّيَاب ودعوا التنعم وَذي الْعَجم.
(1/113)
«إِن نوحًا عَلَيْهِ السَّلَام اغْتسل فَرَأى ابْنه ينظر إِلَيْهِ فَقَالَ تنظر إِلَى وَأَنا أَغْتَسِل خار الله لونك قَالَ فاسود فَهُوَ أَبُو السودَان» صَححهُ الْحَاكِم عل شَرط الصَّحِيحَيْنِ «إِنَّ الأَسْوَدَ إِذَا جَاعَ سَرَقَ وَإِذَا شَبِعَ زَنَا وَإِنَّ فِيهِمْ خَلَّتَيْنِ صِدْقُ السَّمَاجَةِ وَالْبُخْلِ» لَهُ طرق متأكدة.
(1/113)
«مَنْ أَدْخَلَ بَيْتَهُ حَبَشِيًّا أَدْخَلَ اللَّهُ بَيْتَهُ رِزْقًا» لَا يَصِحُّ، وَفِي الذيل «حَبَشِيًّا أَو حبشية وبركة مَكَان رزقا» وَقَالَ وَضعه خَالِد.
(1/113)
وَفِي الْوَجِيز ابْن عَبَّاس «اتَّخِذُوا السُّودَانَ فَإِنَّ مِنْهُمْ ثَلاثَةً مِنْ سَادَاتِ أَهْلِ الْجَنَّةِ لُقْمَانُ الْحَكِيم وَالنَّجَاشِي وبلال» فِيهِ عُثْمَان الطرائفي لَا يحْتَج بِهِ عَن أبين [ص:114] لَا يكْتب حَدِيثه قلت عُثْمَان صدقه أَبُو حَاتِم، وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدَانِ بِلَفْظ «سادة السودَان أَرْبَعَة لُقْمَان وَالنَّجَاشِي وبلال وَمهجع» .
(1/113)
ابْن عَبَّاس «دَعُونِي مِنَ السُّودَانِ إِنَّمَا الأَسْوَدُ لبطنه وفرجه» وَعنهُ فِي الْحَبَشَة «إِنْ جَاعُوا سَرَقُوا وَإِنْ شَبِعُوا زنوا» وَعَن عَائِشَة «الزِّنْجِيُّ إِذَا شَبِعَ زَنَى وَإِذَا جَاع سرق» وَالْكل لَا يَخْلُو عَن مُنكر أَو مَتْرُوك قلت هُوَ ضَعِيف لَا مَوْضُوع، وَلِحَدِيث ابْن عَبَّاس طَرِيق آخر وشواهد «اتْرُكُوا التّرْك مَا تركوكم» فِيهِ سَلمَة بن حَفْص يضع قلت لَهُ طَرِيق آخر وَورد عَن حُذَيْفَة وسلمان وَمُعَاوِيَة وَغَيرهم.
(1/114)
والصغاني «اتَّقُوا الْيَهُودَ وَالْهُنُودَ وَلَوْ بِسَبْعِينَ بَطنا» مَوْضُوع
(1/114)
الْكَلِمَات الفارسية المنسوبة إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل شكم ودردو الْعِنَب ودودو كَونه بزرد مَوْضُوع.
(1/114)
بَابُ الْفَاضِلَةِ مِنَ الأَوْقَاتِ وَالأَيَّامِ وَالْجُمُعَة وعاشوراء والكحل وسعة الرزق وَخلق كل شَيْء فِيهِ والشهور وَأَيَّام النحس وَمَا حدث فِيهَا من الْبدع.
(1/114)
فِي الْمُخْتَصر «إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ إِلَى رَجُلٍ فَاطْلُبْهَا إِلَيْهِ نَهَارًا وَلا تَطْلُبْهَا لَيْلا وَاطْلُبْهَا بُكْرَةً فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ بَارِكْ لأمتي فِي بكورها» لجَماعَة ضَعِيف.
(1/114)
«الْجُمُعَة حج الْمَسَاكِين» لِلْحَارِثِ فِيهِ مقَاتل وَهُوَ والراوي عَنهُ ضعيفان.
(1/114)
فِي اللآلئ «الدَّجَاجَةُ غَنَمُ فُقَرَاءِ أُمَّتِي وَالْجُمُعَةُ حَجُّ فُقَرَائِهَا» بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ.
(1/114)
«مَنْ أَصْبَحَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ صَائِمًا وَعَادَ مَرِيضًا وَأَطْعَمَ مِسْكِينًا وَشَيَّعَ جَنَازَةً لَمْ يَتْبَعْهُ ذَنْبٌ أَرْبَعِينَ سنة» مَوْضُوع فِيهِ مضعفان: قلت هَذَا لَا يَقْتَضِي الْوَضع مَعَ أَن لَهُ شَاهدا، وَفِي الْوَجِيز هُوَ حَدِيث جَابر وَفِيه ضعفاء ثَلَاثَة قلت لم يتهم أحد مِنْهُم بِالْكَذِبِ وَله شَاهد عَن أبي سعيد بِلَفْظ «من وَافق صِيَام يَوْم الْجُمُعَة وَعَاد مَرِيضا وَشهد جَنَازَة وَتصدق وَأعْتق رَقَبَة وَجَبت لَهُ الْجنَّة ذَلِك الْيَوْم إِن شَاءَ الله» .
(1/114)
فِي الذيل أنس رَفعه «يُصْبِحُ الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَإِذَا صَلَّى حَلَّ فَإِنْ مَكَثَ [ص:115] فِي الْجَامِعِ حَتَّى يُصَلِّي الْعَصْرَ مَعَ إِمَامِهِ كَانَ كَمَنْ أَتَى بِحَجَّةٍ أَوْ عُمْرَةٍ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَتَى نَتَأَهَّبُ للْجُمُعَة قَالَ يَوْم الْخَمِيس» فِيهِ حُسَيْن بن دَاوُد الْبَلْخِي لم يكن ثِقَة روى نُسْخَة أَكْثَرهَا مَوْضُوعَة، وَرُوِيَ عَن ابْن عمر وَفِيه أَبُو معشر مَتْرُوك.
(1/114)
«إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ يُؤَذِّنُ الطَّيْرُ الطَّيْرَ وَالْوُحُوشُ الْوُحُوشَ وَالسِّبَاعُ السِّبَاعَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ هَذَا يَوْمُ الْجُمُعَة» من نُسْخَة ابْن الْأَشْعَث الَّتِي عامتها مَنَاكِير، وَكَذَا حَدِيث «أَرْبَعٌ يَسْتَأْنِفُونَ الْعَمَلَ الْمَرِيضُ إِذَا بَرَأَ وَالْمُشْرِكُ إِذَا أَسْلَمَ وَالْمُنْصَرِفُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَالْحَاجُّ» وَكَذَا حَدِيث «التهجير إِلَى الْجُمُعَة حج فُقَرَاء أمتِي» .
(1/115)
سُئِلَ ابْن حجر عَن حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي قَوْلُهُ تَعَالَى (فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) قَالَ الْأَيَّام كلهَا خلق اللَّهُ بَعْضَهَا سُعُودًا وَبَعْضَهَا نُحُوسًا كَمَا أَنَّ الْخَلْقَ عَبِيدُ اللَّهِ لَكِنَّ بَعْضَهُمْ لِلْجَنَّةِ وَبَعْضَهُمْ لِلنَّارِ وَمَا مِنْ شَهْرٍ إِلا وَفِيهِ سَبْعَةُ أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ: مِنْهَا الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَتَلَ فِيهِ قَابِيلُ هَابِيلَ وَالْيَوْمُ الْخَامِسُ فِيهِ أُخْرِجَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ وَطُرِحَ يُوسُفُ فِي الْجُبِّ وَالْيَوْمُ الثَّالِثَ عَشَرَ فِيهِ نَزَلَ بَلاءٌ عَلَى أَيُّوبَ وَالْيَوْمُ السَّادِسَ عَشَرَ فِيهِ سُلِبَ مُلْكُ سُلَيْمَانَ وَالْيَوْمُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ فِيهِ خُسِفَ بِقَوْمِ لُوطٍ وَالْيَوْمُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ فِيهِ وُلِدَ فِرْعَوْنُ وَفِيهِ غَرِقَ وَالْيَوْمُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ فِيهِ أُلْقِيَ إِبْرَاهِيمُ فِي النَّارِ وَيَوْمُ الأَرْبِعَاءِ إِذَا كَانَ آخِرُ الشَّهْرِ فَذَلِكَ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ لأَنَّ فِيهِ أَرْسَلَ الرِّيحَ عَلَى عَادٍ والصيحة على ثَمُود" فَأجَاب بِأَن هَذَا كذب على ابْن عَبَّاس لَا تحل رِوَايَته.
(1/115)
فِي اللآلئ عَن أبي سعيد رَفعه «يَوْمُ السَّبْتِ يَوْمُ مَكْرٍ وَخَدِيعَةٍ وَيَوْمُ الأَحَدِ يَوْمُ غَرْسٍ وَبِنَاءٍ وَيَوْمُ الاثْنَيْنِ يَوْمُ سَفَرٍ وَطَلَبِ رِزْقٍ وَيَوْمُ الثُّلاثَاءِ يَوْمُ حَدِيدٍ وَبَأْسٍ وَيَوْمُ الأَرْبِعَاءِ لَا أَخْذَ وَلا عَطَاءَ وَيَوْمُ الْخَمِيسِ يَوْمُ طَلَبِ الْحَوَائِجِ وَدُخُولٍ عَلَى السُّلْطَانِ وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ يَوْمُ خِطْبَةٍ وَنِكَاحٍ» فِيهِ عَطِيَّة وفضيل وَسَلام الضُّعَفَاء.
(1/115)
وَورد عَن أبي هُرَيْرَة بِسَنَد ضعفاء مَجْهُولُونَ وَهُوَ مَوْضُوع «لَوْ سَافَرَ جَبَلٌ يَوْمَ السَّبْتِ مِنْ مَشْرِقٍ إِلَى مَغْرِبٍ لَرَدَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مَوْضِعِهِ» قَالَ صَلَاح الدَّين هَذَا الحَدِيث مُنكر أَو مَوْضُوع.
(1/115)
فِي الْوَجِيز «لَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلا بَرَصٌ إِلا يَوْمَ [ص:116] الأَرْبِعَاءِ» فِيهِ رَاوِي الموضوعات: قلت رُوِيَ من وَجه آخر الصغاني «يَوْمُ الأَرْبِعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ» مَوْضُوع، وَكَذَا «مَنْ بَشَّرَنِي بِخُرُوجِ صَفَرَ بَشَّرْتُهُ بِدُخُول الْجنَّة» قزويني وَكَذَا قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل.
(1/115)
اللآلئ عَن أَحْمد وَمِمَّا تَدور فِي الْأَسْوَاق وَلَا أصل لَهُ.
(1/116)
«مَنْ بَشَّرَنِي بِخُرُوجِ أَدَارَ بَشَّرْتُهُ بِالْجنَّةِ» وَكَذَا قَالَ الْعِرَاقِيّ فِي الذيل عَن عَليّ «أَكْثِرُوا مِنَ الاسْتِغْفَارِ فِي شَهْرِ رَجَبٍ فَإِنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْهُ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ وَإِنَّ لِلَّهِ مَدَائِنَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا من صَامَ رَجَب» فِيهِ الْأَصْبَغ لَيْسَ بِشَيْء.
(1/116)
«فِي رَجَبٍ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ مَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَقَامَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ صَامَ مِائَةَ سَنَةٍ وَقَامَ مِائَةَ سَنَةٍ وَهِيَ لِثَلاثِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا نَبِيًّا» فِيهِ هياج تَرَكُوهُ.
(1/116)
وَعَن أبي الدَّرْدَاء «فِي فَضْلِ رَجَبٍ وَفَضْلِ صَوْمِهِ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ» إِلَخ. إِسْنَاده ظلمات بَعْضهَا فَوق بعض فِيهِ دَاوُد وَضاع وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ وإخوان ضعفوهما.
(1/116)
«خَطَبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ رَجَبٍ بِجُمُعَةٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ الأَصَمُّ تُضَاعَفُ فِيهِ الْحَسَنَاتُ وَتُسْتَجَابُ فِيهِ الدَّعْوَات وتفرج فِيهِ الكربات» إِلَخ. مُنكرَة بِمرَّة.
(1/116)
«مَنْ صَامَ يَوْمًا مِنْ رَجَبٍ وَقَامَ لَيْلَةً مِنْ لَيَالِيهِ بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى آمِنًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ وَهُوَ يُهَلِّلُ وَيكبر» الحَدِيث فِيهِ إِسْمَاعِيل كَذَّاب.
(1/116)
وَعَن الْحُسَيْن بن عَليّ «مَنْ أَحْيَا لَيْلَةً مِنْ رَجَبٍ وَصَامَ يَوْمًا مِنْهُ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَكَسَاهُ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَسَقَاهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُوم» فِيهِ حُسَيْن بن مُخَارق يضع.
(1/116)
وَعَن أبي سعيد «رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ الأَصَمُّ الْمُنْبَتِرُ الَّذِي أَفْرَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِنَفْسِهِ فَمن صَامَ يَوْم إِيمَانًا واحتسابا اسْتَوْجَبَ رِضْوَانَ اللَّهِ الأَكْبَرَ وَشَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ أُمَّتِي تَرْمَضُ فِيهِ ذنوبهم» إِلَخ. فِيهِ عِصَام لَيْسَ بِشَيْء وَأَبُو هَارُون مَتْرُوك.
(1/116)
فِي الْمُخْتَصر «رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ وَشَعْبَانُ شَهْرِي ورمضان شهر أمتِي» للديلمي وَغَيره.
(1/116)
عَن أنس «فَضْلُ شَهْرِ رَجَبٍ عَلَى الشُّهُورِ كَفَضْلِ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ وَفَضَلُ شَهْرِ شَعْبَانَ عَلَى الشُّهُورِ كَفَضْلِي عَلَى سَائِرِ الأَنْبِيَاءِ وَفَضْلُ شَهْرِ رَمَضَانَ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى سَائِر الْعباد» قَالَ شَيخنَا مَوْضُوع.
(1/116)
فِي اللآلئ «فَمَنْ صَامَ فِي رَجَبٍ يَوْمًا فَلَهُ كَذَا أَوْ يَوْمَيْنِ فَلَهُ كَذَا» إِلَخ. مَوْضُوع.
(1/116)
وَفِي بعض [ص:117] الرسائل لعَلي بن إِبْرَاهِيم الْعَطَّار اعْلَم أَن الْعلمَاء أَجمعُوا على أَن رَمَضَان أفضل الشُّهُور وَذَا الْحجَّة وَالْمحرم أفضل من رَجَب بل لَو قيل ذُو الْقعدَة أفضل من رَجَب لَكَانَ سائغا لِأَنَّهُ من الْأَشْهر الْحرم وَلَا شَيْء يتَصَوَّر فِي رَجَب من الْفَضَائِل سوى مَا قيل من الْإِسْرَاء وَلم يثبت ذَلِك وَمَا رُوِيَ فِي فضل صِيَام رَجَب وَشَعْبَان أَو تَضْعِيف الْجَزَاء على صيامهما فكله مَوْضُوع أَو ضَعِيف لَا أصل لَهُ، وَكَذَا مَا أخرج العساكري والكتاني فِي الصّيام والتضعيف مَوْضُوع لَا يحْتَج بِهِ أصلا، وَكَانَ عبد الله الْأنْصَارِيّ لَا يَصُوم رجبا وَينْهى عَنهُ وَيَقُول لم يَصح عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِك شَيْء، وَمَا رُوِيَ من كَثْرَة صِيَام شعْبَان فَلِأَنَّهُ رُبمَا كَانَ يَصُوم ثَلَاثَة من كل شهر ويشتغل عَنْهَا فِي بعض الشُّهُور فيتداركه فِي شعْبَان أَو لغير ذَلِك وَمِمَّا يفعل فِي هَذِه الْأَزْمَان إِخْرَاج الزَّكَاة فِي رَجَب دون غَيره لَا أصل لَهُ، وَكَذَا كَثْرَة اعتمار أهل مَكَّة فِي رَجَب لَا أصل لَهُ فِي علمي وَإِنَّمَا الحَدِيث «عمْرَة فِي رَمَضَان تعدل حجَّة» وَمِمَّا أحدث الْعَوام صِيَام أول خَمِيس من رَجَب وَلَعَلَّه يكون آخر يَوْم من الجمادى وَكله بِدعَة، وَمِمَّا أَحْدَثُوا فِي رَجَب وَشَعْبَان إقبالهم على الطَّاعَة أَكثر وإعراضهم فِي غَيرهَا حَتَّى كَأَنَّهُمْ لم يخاطبوا إِلَّا فيهمَا.
(1/116)
وَمَا رُوِيَ «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ نُوحًا بِعَمَلِ السَّفِينَةِ فِي رَجَبٍ وَأَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذين مَعَه بصيامه» مَوْضُوع: نعم رُوِيَ بِإِسْنَاد ضَعِيف «أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَان وبلغنا رَمَضَان» وَيجوز الْعَمَل فِي الْفَضَائِل بالضعيف.
(1/117)
وَفِي الحَدِيث "إِذا انتصف شعْبَان فَلَا تَصُومُوا قَالَ التِّرْمِذِيّ حسن صَحِيح وَضَعفه بعض الْحفاظ وَجعله مُنْكرا وَلَا يلْزم من النكارة الضعْف وَعلل النَّهْي بِأَنَّهُ يضعف عَن رَمَضَان ورد بِأَنَّهُم لم يكرهوا صِيَام كل شعْبَان أَكَبُّوا على الْمَصَاحِف فعرضوها وَأخرج الْمُسلمُونَ الزَّكَاة يقوون بهَا الْمِسْكِين على صِيَام رَمَضَان وفتش أهل السجْن، وَمِمَّا أحدث فِي شعْبَان من الْبدع الإقبال على اللَّهْو واللعب وَإِبْطَال الْأَعْمَال قبل دُخُول رَمَضَان بأيام حَتَّى كَأَنَّهَا أَيَّام الأعياد وَأَشد فِي النَّفَقَات وَغَيرهَا، وَالسّنة إعداد النَّفَقَات واستقبال الطَّاعَات بِالنِّيَّاتِ انْتهى.
(1/117)
فِي اللآلئ [ص:118] «فَضْلُ صَوْمِ عَاشُورَاءَ وَأَنَّ فِيهِ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْقَلَمِ وَاللَّوْحِ وَجِبْرِيلَ وَالْمَلائِكَةِ وَآدَمَ وَوُلِدَ إِبْرَاهِيمُ وَنُجِّيَ مِنَ النَّارِ وَأُغْرِقَ فِرْعَوْنُ وَأُعْطِيَ سُلَيْمَانُ مُلْكَهُ وَوُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ الْقِيَامَة وَغير ذَلِك» مَوْضُوع.
(1/117)
«مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا» فِيهِ سُلَيْمَانُ مَجْهُولٌ والْحَدِيث غير مَحْفُوظ: قلت قَالَ الْعِرَاقِيّ لَهُ طرق صحّح بَعْضهَا وَبَعضهَا على شَرط مُسلم، قَالَ الْبَيْهَقِيّ أسانيده الضعيفة أحدثت قُوَّة بالتضام وَكَذَا فِي الْمَقَاصِد وَقد أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق لِسُلَيْمَان لجهالته، وَقد ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات فَالْحَدِيث حسن على رَأْيه وَله طَرِيق أُخْرَى على شَرط مُسلم وَهُوَ أصح طرقه وَرُوِيَ بِسَنَد جيد عَن عمر مَوْقُوفا وَتعقب شَيخنَا اعْتِمَاد ابْن الْجَوْزِيّ قَول الْعقيلِيّ فِي هَيْصَم أَنه مَجْهُول قَالَ بل ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات والضعفاء، وَفِي الْوَجِيز هُوَ عَن ابْن مَسْعُود وَفِيه الهيصم رَاوِي الطَّامَّات، وَأبي هُرَيْرَة وَفِيه سُلَيْمَان بن أبي عبد الله مَجْهُول قَالَ وَلَا يثبت فِيهِ حَدِيث: قلت أخرجه الْبَيْهَقِيّ عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة وَجَابِر قَالَ أسانيده كلهَا ضَعِيفَة وَلَكِن قويت بالتضام، وَقَالَ الْعِرَاقِيّ حَدِيث أبي هُرَيْرَة ورد من طرق صحّح بَعْضهَا.
(1/118)
فِي الْمُخْتَصر «مَنِ اكْتَحَلَ بِالإِثْمِدِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لم ترمد عينه أبدا» لجَماعَة مَرْفُوعا قَالَ الْحَاكِم مُنكر قلت بل مَوْضُوع كَمَا قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ، قَالَ المذنب وَكَذَا قَالَ الصغاني.
(1/118)
وَفِي اللآلئ ضَعِيف الْإِسْنَاد بِمرَّة «مَنِ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ بِإِثْمِدٍ فِيهِ مِسْكٌ عُوفِيَ مِنَ الرَّمَدِ» فِيهِ من هُوَ غير ثِقَة.
(1/118)
«هَذَا أَوَّلُ طَيْرٍ صَامَ عَاشُورَاءَ» قَالَه لصرد لَا يَصح: قلت حَدِيث الصرد «أول طير صَامَ» وَحَدِيث «كَانَت الوحوش تَصُوم يَوْم عَاشُورَاء» يَشْهَدَانِ لَهُ.
(1/118)
«مَنْ صَامَ تِسْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ أَوَّلِ الْمُحَرَّمِ بَنَى اللَّهُ لَهُ قُبَّةً فِي الْهَوَاءِ مِيلا فِي مِيلٍ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ» مَوْضُوعٌ.
(1/118)
«مَنْ صَامَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَأَوَّلَ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَقَدْ خَتَمَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ بِصَوْمٍ وَافْتَتَحَ السَّنَةَ الْمُسْتَقْبَلَةَ بِصَوْمٍ فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ كَفَّارَةَ خمسين سنة» فِيهِ كذابان.
(1/118)
فِي الذيل ابْن عَبَّاس «مَنْ أَفْطَرَ عِنْدَهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا أَفْطَرَ عِنْدَهُ جَمِيعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وَفِيهِ [ص:119] حَبِيبُ بْنُ حَبِيبٍ يَضَعُ.
(1/118)
«مَا مِنْ عَبْدٍ يَبْكِي يَوْمَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ إِلا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل» مَوْضُوع رتني، وَكَذَا «الْبُكَاءُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ نُورًا تَامًّا يَوْم الْقِيَامَة» .
(1/119)
«صِيَامُ عَرَفَةَ كَصَوْمِ سِتِّينَ سَنَةً» مَوْضُوع.
(1/119)
عَليّ رَفعه «فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وُلِدَ إِبْرَاهِيمُ فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ كَانَ كَفَّارَةَ سِتِّينَ سنة» فِيهِ مُحَمَّد ابْن سهل يضع.
(1/119)
عَائِشَة «صِيَامُ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الْعَشْرِ يَعْدِلُ مِائَةَ سَنَةٍ وَالْيَوْمِ الثَّانِي يَعْدِلُ مِائَتَيْ سَنَةٍ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ يَعْدِلُ أَلْفَ عَامٍ وَصِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ يَعْدِلُ أَلْفَيْ عَامٍ» فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُحْرِمِ كَذَّاب.
(1/119)
«مَنْ صَامَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِثْلَ ثَوَابِ أَيُّوبَ عَلَى بَلائِهِ وَإِنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ عِيسَى بن مَرْيَم وَإِن لم يَأْكُلْ يَوْمَ النَّحْرِ حَتَّى يُصَلِّي أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ مَنْ صَلَّى ذَلِكَ الْيَوْمَ فَإِنْ مَاتَ إِلَى ثَلاثِينَ يَوْمًا مَاتَ شَهِيدًا» فِيهِ حَمَّاد بن عمر كَذَّاب.
(1/119)
أنس «صُومُوا يَوْمَ النَّيْرُوزِ خِلافًا عَلَى الْمُشْرِكِينَ وَلَكُمْ عِنْدِي صِيَامُ سَنَتَيْنِ» .
(1/119)
بَابُ خَيْرِ الْبِقَاعِ وَشَرِّهَا كَالْبِيَعَةِ فَلا يَقْرَبْهَا أَحَدٌ يَوْمَ عِيدِهِمْ إِلَّا بِكَلِمَة التَّوْحِيد وَفضل الْأَمْصَار وَلعن الْمَكَان صَاحبه.
(1/119)
الْقزْوِينِي حَدِيث المصابيح فِي الْمَلَاحِم «إِن النَّاس يمصرون أمصارا وَإِنَّ مِصْرًا مِنْهَا يُقَالُ لَهُ الْبَصْرَة فَإِن أَنْت مَرَرْت» إِلَخ. مَوْضُوع (1)
__________
(1) قلت فِي الْوَجِيز أخرجه أَبُو دَاوُد فِي سنَنه وَسكت عَلَيْهِ فَهُوَ عِنْده صَالح وَقَالَ العلائي متعقبا على ابْن الْجَوْزِيّ مُسْتَندا بِحَدِيث أبي دَاوُد فَالْحَدِيث إِسْنَاده رجال الصَّحِيح كلهم. اهـ وَالله أعلم مصححه.
(1/119)
فِي الْمَقَاصِد «الشَّامُ صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ بِلادِهِ يَجْتَبِي إِلَيْهِ صَفْوَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ» فِي فضل الشَّام خُصُوصا دمشق أَحَادِيث مَرْفُوعَة وَغير مَرْفُوعَة.
(1/119)
«مِصْرُ أَطْيَبُ الأَرَاضِينَ تُرَابًا وَعَجَمُهَا أكْرم الْعَجم أنسابا» قَالَ شَيخنَا لَا أعرفهُ مَرْفُوعًا وَإِنَّمَا يُعْرَفُ مَعْنَاهُ عَنْ عَمْرو بن الْعَاصِ.
(1/119)
«الْحيرَة رَوْضَة من رياض الْجنَّة وَمِصْرُ خَزَائِنُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ» مَوْضُوع كذب.
(1/119)
وَفِي الذيل من نُسْخَة نبيط الْكذَّاب «الْجَفَاءُ وَالْبَغْيُ بِالشَّامِ» لَا يَصِحُّ فِيهِ أبان مَتْرُوك.
(1/120)
«بَابَانِ مَفْتُوحَانِ فِي الْجَنَّةِ لِلدُّنْيَا عَبَّادَانُ وَقَزْوِينُ وَأَوَّلُ بُقْعَةٍ آمَنَتْ بِمُحَمَّدٍ عَبَّادَانُ وَأَوَّلُ بُقْعَةٍ آمَنَتْ بِعِيسَى بن مَرْيَم قزوين» فِيهِ عَنْبَسَة مُتَّهم.
(1/120)
«لَوْلا أَنَّ اللَّهَ أَقْسَمَ بِيَمِينِهِ وَعَهِدَ أَنْ لَا يَبْعَثَ بَعْدِي نَبِيًّا لَبَعَثَ مِنْ قَزْوِينَ أَلْفَ نَبِيٍّ» فِيهِ أَبَانُ مُتَّهَمٌ بِالْوَضْعِ وَالقَاسِم مضعف «اللَّهُمَّ ارْحَمْ إخْوَانِي بقزوين» إِلَخ. فِيهِ عَمْرو بن صبح الْوَاضِع وَكَذَا «يَكُونُ لأُمَّتِي مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ السَّاكِنُ بِهَا أَفْضَلُ مِنَ السَّاكِن بالحرمين» .
(1/120)
«مَنْ بَاتَ بِالرَّيِّ لَيْلَةً وَاحِدَةً صَلَّى فِيهَا وَصَامَ فَكَأَنَّمَا بَاتَ فِي غَيْرِهِ أَلْفَ لَيْلَةٍ صَامَهَا وَقَامَهَا وَخَيْرُ خُرَاسَانَ نَيْسَابُورَ وهريوا ثُمَّ بَلْخٍ ثُمَّ أَخَافُ عَلَى الرَّيِّ وَقَزْوِينَ أَنْ يَغْلِبَ عَلَيْهِمَا الْعَدُوُّ» فِيهِ مَنْ حَدَّثَ مُنْكَرًا.
(1/120)
«مَنْ سَمِعَ صَوْتَ نَاقُوسٍ أَوْ دَخَلَ بِيَعَةً أَوْ كَنِيسَةً أَوْ بَيْتَ نَارٍ أَوْ بَيْتَ أَصْنَامٍ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلا نَعْبُدُ إِلا اللَّهَ كُتِبَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ عَدَدَ مَنْ لَمْ يَقُلْهَا أَوْ كُتِبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا» فِيهِ عَمْرُو بْنُ صبح يضع.
(1/120)
أنس «لَا تَقْرَبُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى فِي أَعْيَادِهِمْ فَإِنَّ السَّخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ» فِيهِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاضِعُ: فِي الْمُخْتَصر «إِنَّ الْبُقَعَ الَّتِي يَجْتَمِعُ فِيهَا النَّاسُ إِمَّا أَنْ تَلْعَنَهُمْ إِذَا تَفَرَّقُوا أَوْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ» لم يُوجد وَالله أعلم
(1/120)
بَابُ الْغُزَاةِ وَتَقْلِيدِ السَّيْفِ فِي الصَّلَاة وَغَيرهَا
(1/120)
فِي اللآلئ «لَا تَزَالُ الْمَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى الْغَازِي مَا دَامَ حَمَائِلُ سَيْفِهِ على عُنُقه» لَا يَصح.
(1/120)
«صَلاةُ الرَّجُلِ مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ تَفْضُلُ عَلَى صَلاةِ غَيْرِ الْمُتَقَلِّدِ مِائَةَ ضعف» . ??
(1/120)
«إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبَاهِي بِالْمُتَقَلِّدِ سَيْفه فِي سَبِيل الله ومَلَائكَته وَهُمْ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ مَا دَامَ مُتَقَلِّدًا سَيْفه» لَا يَصح.
(1/120)
«إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَ أُمَّتِي بِالْوِلايَةِ» فِيهِ خَالِدٌ لَا أَصْلَ فِي حَدِيثه.
(1/120)
الصغاني «أَرْبَعُ مَلاحِمَ مِنْ مَلاحِمِ الْجَنَّةِ بَدْرٌ وَأُحُدٌ وَخَنْدَقٌ وَحُنَيْنٌ» مَوْضُوعٌ: فِي الْمَقَاصِد قَالَ أَحْمد ثَلَاث كتب لَيْسَ لَهَا أصُول الْمَغَازِي والملاحم وَالتَّفْسِير قَالَ الْخَطِيب هَذَا مَحْمُول على كتب مَخْصُوصَة وَأما الْمَغَازِي فَمن [ص:121] أشهرها مغازي مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَكَانَ يَأْخُذ من أهل الْكتاب وَقَالَ الشَّافِعِي كتب الْوَاقِدِيّ كذب وَلَيْسَ فِي الْمَغَازِي أصح من مغازي مُوسَى بن عقبَة.
(1/120)
فِي الْوَجِيز ابْن عَبَّاس «إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي مَلْحَمَةً وَمَرْحَمَةً وَلم يَبْعَثنِي تَاجِرًا» إِلَخ. فِيهِ ثَلَاثَة ضعفاء فَقلت لَهُ طَرِيق آخر عَنهُ فِي الذيل «إِنَّ لِي حِرْفَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي أَلا وَهُمَا الْفَقْرُ وَالْجِهَادُ» فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ وغنيم كذابان.
(1/121)
«لِكُلِّ وَاحِدٍ حِرْفَةٌ وَحِرْفَتِي شَيْئَانِ الْجِهَاد والفقر فَمن أحبهما» إِلَخ. فِيهِ أبان كَذَّاب.
(1/121)
أَبُو هُرَيْرَة «لَوْ أَنَّ عَبْدًا خَرَجَ يُقَاتِلُ فِي عَرْضِ الْجَبَّانَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلا غَيْرَ مُدْبِرٍ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَهُوَ فِي النَّارِ» فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ حميد كذبوه.
(1/121)
أنس «مَا أَذِنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِعَبْدٍ فِي الْجِهَادِ وَلَوْ فُوَاقَ نَاقَة إِلَّا استحيى الله أَن يَرُدَّهُ إِلَى مَنْزِلِهِ وَلَمْ يُعْتِقْهُ مِنَ النَّارِ» فِيهِ الْمُتَّهَمُونَ بِالْكَذِبِ.
(1/121)
عَن معَاذ بن جبل «مَنْ بَلَّغَ الْغَازِي إِلَى أَهْلِهِ أَوْ كِتَابِ أَهْلِهِ إِلَيْهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ فِيهِ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَكَتَبَ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ» الحَدِيث مُنكر وَعنهُ «إِذَا وَدَّعَ الْغَازِي أَهْلَهُ فَبَكَى إِلَيْهِمْ وَبَكَوْا إِلَيْهِ بَكَتْ مَعَهُمُ الْحِيطَانُ وَعِنْدَ بُكَائِهِمْ تَغْشَاهُمُ الرَّحْمَةُ فَيُغْفَرُ لَهُمْ جَمِيعًا» فِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اتَّهَمَهُ أَحْمد.
(1/121)
ابْن عمر «إِذَا كَانَ عَلَى رَأْسِ السَّبْعِينَ وَالْمِائَةِ فَالرِّبَاطُ تَجِدُهُ مِنْ أَفْضَلِ مَا يكون من الرِّبَاط» قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مُنكر لَا يَصح.
(1/121)
عَن عَليّ «كُلُّ خُطْوَةٍ لِلْمُرَابِطِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعْدِلُ عِبَادَةَ سَنَةٍ وَمَنِ ارْتَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَكَأَنَّمَا قَاتَلَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَنَصَرَ مُوسَى وَهَارُونَ» فِيهِ رَاوِي الْمَوْضُوعَاتِ.
(1/121)
«مَنْ رَابَطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ لَهُ كَعِبَادَةِ أَلْفِ رَجُلٍ كُلِّ رَجُلٍ عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَام» فِيهِ مَتْرُوكَانِ.
(1/121)
أنس «مَنْ رَابَطَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ كَانَ خيرا لَهُ من عبَادَة سِتّمائَة ألف سنة وسِتمِائَة ألف حجَّة وسِتمِائَة ألف عُمْرَةٍ» فِيهِ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ يضع وَأَبَان مَتْرُوك.
(1/121)
فِي اللآلئ «من خَافَ على فسه النَّار فَلْيُرَابِطْ فِي السَّاحِلِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا» لَا يَصح:
(1/121)
7بَابُ فَضْلِ السَّفَرِ لِلْغَازِي وَغَيْرِهِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَالتَّكْبِيرِ عِنْدَ رُؤْيَته وأدبه وَوَقته.
(1/122)
فِي الْمَقَاصِد «لَا تُسَافِرُوا فِي مَحَاقِ الشَّهْرِ وَلا إِذَا كَانَ الْقَمَرُ فِي الْعَقْرَب» عَن عَليّ من قَوْله «يَا عَلِيُّ إِذَا تَزَوَّدْتَ فَلا تنس البصل» كذب بحت.
(1/122)
الصغاني «لَا تُسَافِرُوا وَالْقَمَرُ فِي الْعَقْرَبِ» مَوْضُوع وَكَذَا "أَلا لَا يركبن أحدكُم الْبَحْر عِنْد ارتجاجه.
(1/122)
فِي الْمُخْتَصر «كَانَ لَا يُفَارِقُهُ فِي السَّفَرِ الْمِرْآةُ وَالْمُكْحُلَةُ وَالْمِدْرَى وَالسِّوَاكُ وَالْمُشْطُ» ضَعِيف.
(1/122)
حَدِيث جَابر فِي إرْسَال الْمُسَافِر إِلَى أهل بَيته من يُخْبِرهُمْ بقدومه لم نجد ذكر الْإِرْسَال (1)
__________
(1) قلت لَهُ شَوَاهِد أخرجه ابْن خُزَيْمَة من حَدِيث ابْن عمر بِلَفْظ قَالَ «قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةٍ فَقَالَ لَا تَطْرُقُوا النِّسَاءَ لَيْلا وَأَرْسَلَ مَنْ يُؤذن النَّاس أَنهم قادمون» . اهـ مصححه كَذَا ذكره الْحَافِظ ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي فِي فَتحه وَالله أعلم. أَبُو عبد الْكَبِير عَفا عَنهُ ربه السَّمِيع الْبَصِير السامرودي. اهـ.
(1/122)
فِي اللآلئ «مَوْتُ الْغَرِيبِ شَهَادَةٌ» لَا يَصِحُّ فِيهِ مَتْرُوك قلت للْحَدِيث طرق توبع الْمَتْرُوك فِيهَا «ثَلاثٌ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِيهِنَّ مِنَ الْفَضْلِ مَا نَالَهَا أَحَدٌ إِلا بِقُرْعَةٍ الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ وَالأَذَانُ وَخِدْمَةُ الْقَوْمِ فِي السَّفَرِ» مَوْضُوع.
(1/122)
«خَلَقَ اللَّهُ الأَرْزَاقَ قَبْلَ الأَجْسَادِ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَبَسَطَهَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَضَرَبَتْهَا الرِّيَاحُ فَوَقَعَتْ فِي الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ فَمِنْهُ مَا وَقَعَ رِزْقُهُ فِي أَلْفَيْ مَوْضِعٍ وَمِنْهُ مَا وَقَعَ رِزْقُهُ فِي أَلْفِ مَوْضِعٍ وَمِنْهُ مَا وَقَعَ عَلَى بَابِ دَارِهِ يَغْدُو إِلَيْهِ وَيَرُوحُ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ» لَا يَصِحُّ قلت لَهُ طَرِيق آخر.
(1/122)
"من أَتَى سَاحل الْبَحْر ينظر فِيهِ كَانَ لَهُ بِكُل قَطْرَة حَسَنَة: تفرد بِهِ من لَيْسَ بِشَيْء.
(1/122)
«مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ كَانَ لَهُ فِي مِيزَانِهِ صَخْرَةٌ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَدْرُهَا قَالَ تَمْلأُ مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض» وَضعه النَّخعِيّ.
(1/122)
فِي الذيل أَبُو هُرَيْرَة «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا لِلْمُسَافِرِ لأَصْبَحُوا عَلَى ظَهْرِ سَفَرٍ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَنْظُرُ إِلَى الْغَرِيب كل يَوْم مرَّتَيْنِ» قَالَ ابْن عبد الْبر هُوَ حَدِيث غَرِيب لَا أصل لَهُ فِي حَدِيث مَالك ووكيع وَغَيرهمَا [ص:123] غير المسجي، وَفِي الْمِيزَان أَحْمد بن يُوسُف المسجي لَا يعرف وأتى بِخَبَر كذب هُوَ آفته.
(1/122)
عَن عَليّ «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ الْحَجَّ فَلْيَكُنْ فِي طَلَبِهِ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَلْيَقْرَأْ إِذَا خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ آخِرَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ وَإِنَّا أَنْزَلْنَاهُ وَأُمَّ الْكِتَابِ فَإِنَّ فِيهَا قَضَاءَ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» فِيهِ عبد الله بن أَحْمد روى عَن أَبِيه عَن أهل الْبَيْت نُسْخَة بَاطِلَة.
(1/123)
«مَنْ خَبَزَ لأَصْحَابِهِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ سَبَقَهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ بِأَلْفَيْ عَامٍ» فِيهِ مُجَاشِعٌ وَمَيْسَرَةَ كَذَّابَانِ وضاعان
(1/123)
بَاب فضل الشُّيُوخ وَغير الْمُكَلّفين من الصّبيان وَهُوَ قبل أَرْبَعِينَ سنة واليتيم وتفريحهما وَالْمَجْنُون والبهيمة.
(1/123)
فِي الْمُخْتَصر «لَوْلا صِبْيَانٌ رُضَّعٌ وَمَشَايِخُ رُكَّعٌ وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صبا» للبيهقي وَضَعفه.
(1/123)
فِي الْمَقَاصِد «لَوْلا عِبَادٌ لِلَّهِ رُكَّعٌ وَصِبْيَةٌ رضع» إِلَخ. لجَماعَة من حَدِيث مَالك بن عُبَيْدَة بن مسافع عَن أَبِيه عَن جده.
(1/123)
«مَا أَكْرَمَ شَابُّ شَيْخًا إِلا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْد كبر سنه» غربه التِّرْمِذِيّ قلت فِيهِ ضعيفان، وَقد رُوِيَ مَوْقُوفا عَن الْحسن الْبَصْرِيّ «من شَاب شيبَة فِي الْإِسْلَام كَانَت لَهُ نورا يَوْم الْقِيَامَة» حسن.
(1/123)
فِي الذيل «مَنْ أَتَى عَلَيْهِ سِتُّونَ سَنَةً فِي الإِسْلامِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الرَّجَاءِ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» هَذَا بَاطِل.
(1/123)
فِي اللآلئ «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثٍ عَنِ الْغُلامِ حَتَّى يَحْتَلِمَ وَإِنْ لَمْ يَحْتَلِمْ حَتَّى يَكُونَ لَهُ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ فَإِنْ طَلَّقَ فِي مَنَامِهِ لَمْ يَقَعِ الطَّلاقُ وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَصِحَّ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ الْمَجْنُونُ قَالَ مَنْ أَبْلَى شَبَابَهُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ» مَوْضُوعٌ.
(1/123)
«لَا يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ ذَنْبٌ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِذَا كَانَ مُسْلِمًا ثُمَّ تَلَى حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» مَوْضُوع.
(1/123)
«إِنَّ فِي الْجَنَّةِ دَارًا يُقَالُ لَهَا الْفَرَحُ لَا يَدْخُلُهَا إِلا مَنْ فَرَّحَ الصِّبْيَانَ» لَا يَصِحُّ قلت لَهُ طرق فِي بَعْضهَا «إِلا مَنْ فَرَّحَ أَيْتَامَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا بَكَى الْيَتِيمُ وَقَعَتْ دُمُوعُهُ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ فَيَقُولُ مَنْ أَبْكَى هَذَا الْيَتِيمَ الَّذِي [ص:124] وَارَيْتُ وَالِدَيْهِ تَحْتَ الثَّرَى مَنْ أَسْكَتَهُ فَلهُ الْجنَّة» قَالَ الْخَطِيب مُنكر جدا: قلت لأبي نعيم بطرِيق آخر «مَا قَعَدَ يَتِيمٌ عَلَى قَصْعَةِ قَوْمٍ فَيَقْرَبُ قَصْعَتَهُمْ شَيْطَانٌ» بَاطِلٌ فِيهِ الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ كَذَّابٌ.
(1/123)
قلت وثقة بعد «مَا مِنْ مُعَمَّرٍ يُعَمَّرُ فِي الإِسْلامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلا صَرَفَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ أَنْوَاعًا مِنَ الْبَلاءِ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ لَيَّنَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِسَابَ فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ رَزَقَهُ اللَّهُ الإِنَابَةَ إِلَيْهِ بِمَا يُحِبُّ فَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ قَبِلَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ غَفَرَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُسَمَّى أَسِيرَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَشَفَعَ لأهل بَيته» لَا يَصح، وَقَالَ ابْن حجر لَيْسَ بموضوع فَإِن لَهُ طرقا يتَعَذَّر بهَا الحكم على الْمَتْن بِوَضْعِهِ، وَفِي الْوَجِيز هُوَ حَدِيث أنس فِيهِ يُوسُف بن أبي درة لَا يحْتَج بِهِ أوردهُ من وَجه آخر عَنهُ وَعَن عُثْمَان وَعَائِشَة أعل الْكل: قلت لَهُ طرق يتَعَذَّر الحكم مَعهَا على الْمَتْن بِالْوَضْعِ.
(1/124)
أنس «إِنِّي لأَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِي وَأَمَتِي يَشِيبَانِ فِي الإِسْلامِ ثُمَّ أُعَذِّبُهُمَا» إِلَخ. أوردهُ من طَرِيقين لَا يخَاف وَعَن ضَعِيف: قلت أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَله شَاهد.
(1/124)
بَابُ فَضْلِ النِّكَاحِ وَحُبِّهِ إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالسَّعْي لَهُ وَلَو بالخداع وَضعف صَلَاة المتزوج وإعلانه فِي الْمَسْجِد مَعَ الدُّف والجلوة للعروس ونثر السكر وَغسل رِجْلَيْهَا وَتزَوج الْأَكفاء والحرائر وَذَات الشّعْر لَا الْقَرَابَة وَلَا بَنَات الظلمَة الفسقة وَإِن كن حسانا وَعدم تزويجهم وَتزَوج الشوهاء فَفِيهِ بركَة الدَّاريْنِ والتسري من الْعَجم وَفضل الْجِمَاع والدواعي بِلَا نظر إِلَى الْفرج والتزين.
(1/124)
فِي الْمُخْتَصر «مَنْ تَرَكَ التَّزَوُّجَ مَخَافَةَ الْعَيْلَةِ فَلَيْسَ مِنَّا» ضَعِيفٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ.
(1/124)
«نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَى الدِّينِ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَة» لم يُوجد.
(1/124)
«حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمُ الطِّيبُ [ص:125] وَالنِّسَاء» إِلَخ. للنسائي دون لفظ ثَلَاث بِسَنَد جيد وَضَعفه الْعقيلِيّ، وَهَذِه الزِّيَادَة تفْسد الْمَعْنى وتكلفوا للجواب عَنْهَا بِمَا لَا يُسَاوِي ذكره، وَفِي الْمَقَاصِد «حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ» ثَبَتَ عَن جمَاعَة وَمَا اشْتهر من زِيَادَة لفظ ثَلَاث فَلم أَقف عَلَيْهَا إِلَّا فِي موضِعين من الْأَحْيَاء وَفِي آل عمرَان من الْكَشَّاف وَمَا رَأَيْتهَا فِي شَيْء من طرق هَذَا الحَدِيث بعد مزِيد التفتيش وَبِه صرح الزَّرْكَشِيّ وَشَيخنَا قَالَ الْعقيلِيّ لَيست هِيَ فِي شَيْء من كتب الحَدِيث وَقد وَجه ابْن فورك مَعْنَاهُ فِي جُزْء.
(1/124)
«شِرَاركُمْ عُزَّابُكُمْ» عَن أبي هُرَيْرَة «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِي مِنَ الدُّنْيَا إِلا يَوْمٌ وَاحِدٌ لقِيت الله بِزَوْجَة» الحَدِيث «وَإِنَّ مِنْ سُنَّتِنَا النِّكَاحَ شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ وأراذل أمواتكم» فِي سندهما ضَعِيف ومتروك وَكَذَا مَا جَاءَ من هَذَا الْبَاب كُله لَا يَخْلُو عَن ضعف واضطراب لكنه لَا يبلغ الحكم بِوَضْعِهِ.
(1/125)
فِي اللآلئ «شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ رَكْعَتَانِ مِنْ مُتَأَهِّلٍ خَيْرٌ مِنْ سَبْعِينَ مِنْ غَيْرِ متأهل» مَوْضُوع.
(1/125)
«رَكْعَتَانِ مِنَ الْمُتَزَوِّجِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ مِنَ الأَعْزَبِ» فِيهِ مُجَاشِعٌ مُنكر الحَدِيث: قلت لَهُ طَرِيق آخر بِلَفْظ «رَكْعَتَانِ مِنَ الْمُتَأَهِّلِ خَيْرٌ مِنَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَكْعَةً مِنَ الْعَزَبِ» لَكِن قَالَ ابْن حجر هَذَا حَدِيث مُنكر.
(1/125)
وَفِي الْوَجِيز: أَبُو هُرَيْرَة «شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ» فِيهِ خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيل يضع، وَله طَرِيق ثَان عَنهُ وَفِيه يُوسُف بن السّفر مَتْرُوك: قلت ورد بِهَذَا اللَّفْظ عَن أبي ذَر بِرِجَال ثِقَات وَعَن غَيره.
(1/125)
وَفِي الذيل «يَا حُذَيْفَةُ خَيْرُ أُمَّتِي أَوَّلُهَا الْمُتَزَوِّجُونَ وَآخِرُهَا الْعُزَّابُ وَإِنِّي أَحْلَلْتُ لأُمَّتِي التَّرَهُّبَ إِذَا مَضَتْ إِحْدَى وَثَمَانُونَ وَمِائَة سنة» إِلَخ. فِيهِ الْبلوى كَذَّاب.
(1/125)
«الأعزب فراشة فِي نَار» قَالَ ابْن تَيْمِية مَوْضُوع وَهُوَ كَمَا قَالَ.
(1/125)
فِي اللآلئ «مَنْ مَشَى فِي تَزْوِيجٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يَجْمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ وَبِكُلِّ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِذَلِكَ عِبَادَةَ سَنَةٍ صِيَامَ نَهَارِهَا وَقِيَامَ لَيْلِهَا وَمَنْ مَشَى فِي فُرْقَةٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَضْرِبَ رَأْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَلْفِ صَخْرَةٍ مِنْ نَار جَهَنَّم» مَوْضُوع.
(1/125)
«لَا يَصِحُّ الْمَكْرُ وَالْخِدَاعُ إِلا فِي النِّكَاح» لَا يَصح.
(1/125)
فِي الْمُخْتَصر «أَعْلِنُوا هَذَا النِّكَاحَ وَاجْعَلُوهُ فِي الْمَسَاجِد [ص:126] واضربوا عَلَيْهِ الدُّف» لِلتِّرْمِذِي محسنا وَالْبَيْهَقِيّ مضعفا: فِي الْمَقَاصِد ضعفه التِّرْمِذِيّ لكنه قد توبع كَمَا فِي ابْن مَاجَه وَغَيره.
(1/125)
اللآلئ «اجْتَلَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَائِشَةُ عِنْدَ أَبَوَيْهَا قَبْلَ أَنْ يَبْنِي بهَا» تفرد بِهِ الْقَاسِم وَهُوَ كَذَّاب.
(1/126)
«تَزَوَّجَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ فَنَثَرُوا عَلَى رَأسه تمر عَجْوَة» بَاطِل.
(1/126)
حَدِيث «نثر السكر ونهبته على رَأس الْعَرُوس وَضرب الدُّف وَحَدِيث» لم أنهكم على نهبة الولائم" فِيهِ بشر يروي الموضوعات.
(1/126)
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ إِسْنَاده مَجْهُول.
(1/126)
حَدِيث «غَسْلُ رِجْلَيِ الْعَرُوسِ وَصَبُّ الْمَاءِ مِنْ بَابِ الدَّارِ إِلَى أَقْصَاهَا لِيَكُونَ بَرَكَةً وَرَحْمَةً وَمَنْعَ الْعَرُوسِ عَنْ أَكْلِ اللِّبَانِ وَالْخَلِّ وَالْكُزْبَرَةِ وَالتُّفَّاحَةِ فِي الأُسْبُوعِ الأَوَّلِ حَذَرًا عَن العقم» مَعَ طوله فِي ورقتين فِيهِ دجال وَاضع حَدِيث ثَوَاب.
(1/126)
«مَنْ تَجَمَّلَتْ لِزَوْجِهَا وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا وَفَطَمَتْهُ وَمَنْ رَاوَدَ امْرَأَتَهُ وَيُعَانِقُهَا وَيُقَبِّلُهَا وَيُجَامِعُهَا وَيَغْتَسِلُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَة» بِطُولِهِ مَوْضُوع.
(1/126)
«إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ فَلا يَنْظُرْ إِلَى فَرْجِهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يُورِّثُ الْعَمى» مَوْضُوع، وَقَالَ ابْن الصّلاح هُوَ جيد الْإِسْنَاد وَرُوِيَ بِزِيَادَة «وَلَا يكثر الْكَلَام فَإِنَّهُ يُورث الخرس» وَفِيه إِبْرَاهِيم سَاقِط، وَرُوِيَ «يُورث الخرس والفأفأة» .
(1/126)
وَفِي الْوَجِيز «إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ فَلا يَنْظُرْ إِلَى الْفَرْجِ فَإِنَّهُ يُورِّثُ الْعَمَى» عَن ابْن عَبَّاس وَفِيه بقيه يُدَلس، وَعَن أبي هُرَيْرَة وَفِيه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد سَاقِط قلت قَالَ ابْن صَلَاح أَنه جيد الْإِسْنَاد.
(1/126)
وَفِي الذيل «لَا يُكْثِرَنَّ أَحَدُكُمُ الْكَلامَ عِنْدَ الْمُجَامَعَةِ فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْهُ خَرَسُ الْوَلَدِ وَلا يَنْظُرَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَى فَرْجِ امْرَأَتِهِ إِذَا هُوَ جَامَعَهَا فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْهُ الْعَمَى وَلا يُقَبِّلَنَّ أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ إِذَا هُوَ جَامَعَهَا فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْهُ الصَّمَمُ صمم الْوَلَد وَلَا يديمن أحكم النَّظَرَ فِي الْمَاءِ فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْهُ ذَهَابُ الْعَقْلِ وَلا يُكَلِّمُ أَحَدُكُمُ الأَجْذَمَ مِنْ غَيْرِ مِلَّتِهِ إِلا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ قَدْرُ رُمْحٍ» فِيهِ عبد الله بن أذنية رَاوِي الموضوعات.
(1/126)
وَصِيَّة لعَلي فِي الْجِمَاع وَكَيف يُجَامع من أباطيل إِسْحَاق الْمَلْطِي وَضعهَا.
(1/126)
عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن أبي سعيد «يَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ لامْرَأَتِهِ مَا يَجِبُ لَهُ عَلَيْهَا أَنْ يَتَزَيَّنَ لَهَا كَمَا تَتَزَيَّنُ فِي غَيْرِ مأثم» فِيهِ كذابون أَرْبَعَة.
(1/126)
فِي الْمُخْتَصر «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُجَامِعُ أَهْلَهُ فَيُكْتَبُ لَهُ أَجْرُ وَلَدٍ ذَكَرٍ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقُتِلَ» لَمْ يُوجد [ص:127] «إِنَّ لَهُ أَجْرَ غُلامٍ وُلِدَ مِنْ ذَلِكَ الْجِمَاعِ وَعَاشَ فَقُتِلَ فِي سَبِيل الله» قَالَه فِيمَن ترك الْعَزْل لم يُوجد.
(1/126)
«إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ فَقِيلَ وَمَا خَضْرَاءُ الدِّمَنِ قَالَ الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِي المنبت السوء» ضَعِيف، وَفِي الْمَقَاصِد تفرد بِهِ الْوَاقِدِيّ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا يَصح من وَجه، وَمَعْنَاهُ أَنه كره نِكَاح الْفَاسِدَة «وَقَالَ أعراق السوء تنْزع أَوْلَادهَا» .
(1/127)
«تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَانْكِحُوا الأَكْفَاءَ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِم» مَدَاره على أنَاس ضعفاء.
(1/127)
وَعَن عمر «انْتَجِبُوا الْمَنَاكِحَ وَعَلَيْكُمْ بِذَوَاتِ الأَوْرَاكِ فَإِنَّهُنَّ أَنْجَب» وَلَا يَصح، وَعنهُ «فَانْظُرُوا فِي أَيِّ نِصَابٍ تَضَعُ ولدك فَإِن الْعرق دساس» ، وروى «تَزَوَّجُوا فِي الْحُجَرِ مِنَ الصَّبَائِحِ فَإِن الْعرق دساس» وَكلهَا ضَعِيفَة.
(1/127)
وَفِي الْمُخْتَصر «تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ فَإِنَّ الْعِرْقَ نَزَّاعٌ» هُوَ مَعَ اخْتِلَاف أَلْفَاظه ضَعِيف.
(1/127)
«لَا تَنْكِحُوا الْقَرَابَةَ الْقَرِيبَةَ فَإِنَّ الْوَلَد يخلق ضاريا» أَي نحيفا لَيْسَ بمرفوع.
(1/127)
فِي اللآلئ «مَنْ زَوَّجَ كَرِيمَتَهُ مِنْ فَاسِقٍ فقد قطع رَحمهَا» من كَلَام الشّعبِيّ وَرَفعه بَاطِل.
(1/127)
«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ طَاهِرًا مُطَهَّرًا فَلْيَتَزَوَّجِ الْحَرَائِرَ» لَا يَصح فِي طرقه كذابون وَفِي الْوَجِيز هُوَ عَن كل كذابان.
(1/127)
قلت حَدِيث أنس أخرجه ابْن مَاجَه «إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ فَلْيَسْأَلْ عَنْ شَعْرِهَا كَمَا يَسْأَلُ عَنْ وَجْهِهَا فَإِنَّ الشَّعْرَ أَحَدُ الْجَمَالَيْنِ» مَوْضُوع.
(1/127)
فِي الْمَقَاصِد «الْحَرَائِرُ صَلاحُ الْبَيْتِ وَالإِمَاءُ هَلاكُ الْبَيْت» فِيهِ أَحْمد مَتْرُوك وَيُونُس مَجْهُول، وَقد قيل «إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي مَنْزِلِ الْمَرْءِ حُرَّةٌ تُدَبِّرُهُ ضَاعَتْ عَلَيْهِ مَصَالِحه» .
(1/127)
وَفِي الذيل عَليّ رَفعه «لَا تَزَوَّجُوا الْحَمْقَاءَ فَإِنَّ صُحْبَتَهَا بلَاء وَفِي وَلَدهَا ضيَاع» فِيهِ لَاحق كَذَّاب أفاك.
(1/127)
«لَا تَزَوَّجُوا النِّسَاءَ عَلَى قَرَابَتِهِنَّ فَإِنَّهُ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ الْقَطِيعَةُ» فِيهِ سهل كذبه الْحَاكِم.
(1/127)
أَبُو هُرَيْرَة «كل كُفْء ماجد مخلا حاك أَوْ حَجَّامٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْحَاكِي وَمَا الْحَجَّامُ فَقَالَ الْحَاكِي الْمُصَوِّرُ الَّذِي يَعْمَلُ الْأَصْنَام والحجام النمام» هُوَ حَدِيث غَرِيب وَفِيه أَحْمد مُتَّهم.
(1/127)
فِي اللآلئ «دَعَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقِبَاحِ نِسَاءِ أُمَّتِهِ بِالرِّزْقِ» مَوْضُوعٌ.
(1/127)
«مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يَرْجُوهَا فَلْيَنْكِحِ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ» لَا يَصح.
(1/127)
«عَلَيْكُمْ بِالسَّرَارِي فَإِنَّهُنَّ مُبَارَكَاتُ الأَرْحَامِ» لَا يَصح: قلت لَهُ شَاهد [ص:128] بطرِيق آخر بِزِيَادَة «وإنهن أَنْجَب أَوْلَادًا» وروى «أَطْلِقُوا الْوَلَدَ فِي سَبِيلِ الأَعَاجِمِ فَإِن فِي أرحامهن بركَة» الصغاني هُوَ مَوْضُوع، وَفِي الْوَجِيز أَبُو الدَّرْدَاء «عَلَيْكُم بالسراري» إِلَخ. فِيهِ عَمْرو بن الْحصين لَيْسَ بِشَيْء وَشَيْخه وَشَيخ شَيْخه كَذَلِك: قلت لَهُ طَرِيق آخر فِيهِ غير ثِقَة وَله شَاهد من مُرْسل مَكْحُول وَمن شواهده حَدِيث ابْن عمر «أنكحوا أُمَّهَات الْأَوْلَاد فَإِنِّي أباهي بِهن يَوْم الْقِيَامَة»
(1/127)
بَابُ تَأْدِيبِ النِّسَاءِ بِالإِيجَاعِ وَالإِعْرَاءِ لِئَلا يَنْكَشِفْنَ وَلَوْ عِنْدَ الْكَفَرَةِ وخلافهن بعد الْمُشَاورَة وَحسن معاشرتهن بتحمل سوء خَلقهنَّ لقلَّة صلاحهن وَحِينَئِذٍ يُؤذن فِي أذنهن وَحبس الْأمة على صغارها وإثم نشوزهن وَفَرح الشَّيْطَان بخصومة الزَّوْجَيْنِ وَكَثْرَة شهوتهن.
(1/128)
فِي الْمَقَاصِد «خياركم خياركم لنسائه» لِابْنِ مَاجَه.
(1/128)
«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأهلي» لِلتِّرْمِذِي.
(1/128)
فِي الْمُخْتَصر «مَنْ صَبَرَ عَلَى سُوءِ خُلُقِ امْرَأَتِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ مَا أَعْطَى أَيُّوبَ عَلَى بَلائِهِ وَمَنْ صَبَرَتْ عَلَى سُوءِ خُلُقِ الزَّوْجِ أَعْطَاهَا اللَّهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ ثَوَابِ آسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْن» لَا أصل لَهُ.
(1/128)
«إِذَا اسْتَصْعَبَ عَلَى أَحَدِكُمْ دَابَّتُهُ أَوْ سَاءَ خُلُقُ زَوْجَتِهِ أَوْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فَلْيُؤَذِّنْ فِي أُذُنه» ضَعِيف.
(1/128)
«تَعِسَ عَبْدُ الزَّوْجَةِ» لَا أَصْلَ لَهُ.
(1/128)
فِي الْمَقَاصِد «شَاوِرُوهُمْ وَخَالِفُوهُنَّ» لَمْ أَرَهْ مَرْفُوعًا وَلَكِن رُوِيَ عَن عمر «خَالِفُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ فِي خِلافِهِمُ الْبركَة» بل رُوِيَ عَن أنس رَفعه «لَا يَفْعَلَنَّ أَحَدُكُمْ أَمْرًا حَتَّى يَسْتَشِيرَ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَنْ يَسْتَشِيرُهُ فَلْيَسْتَشِرِ امْرَأَةً ثُمَّ لِيُخَالِفْهَا فَإِن فِي خلَافهَا الْبركَة» وَفِي سَنَده عِيسَى ضَعِيف جدا مَعَ أَنه مُنْقَطع، وَعَن عَائِشَة مَرْفُوعَة بطرق ضِعَاف «طَاعَة النِّسَاء ندامة» وَإِدْخَال ابْن الْجَوْزِيّ حَدِيث عَائِشَة فِي الموضوعات لَيْسَ بجيد، وَقد اسْتَشَارَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم سَلمَة فِي صلح الْحُدَيْبِيَة وَصَارَ دَلِيل استشارة الْمَرْأَة [ص:129] الفاضلة وَقد استدرك عَلَيْهِ ابْنة شُعَيْب فِي أَمر مُوسَى على نَبينَا وَعَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي آخَرين. فِي الذيل «لَا يفعلن أحدكُم» إِلَخ. فِيهِ مُنكر الحَدِيث: الصغاني حَدِيث عَائِشَة مَوْضُوع. اللآلئ حَدِيثهَا لَا يَصح قلت لَهُ طرقا وشواهد مِنْهَا «عَوِّدُوا النِّسَاءَ لآفَاتِهَا حَقِيقَةً إِنْ أَطَعْتَهَا أَهْلَكَتْكَ وَخَالِفُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ فِي خلافهن الْبركَة» لَوْلا النِّسَاءُ لَعُبِدَ اللَّهَ حَقًّا «لَا أصل لَهُ. قلت لَهُ شَاهد بِسَنَد فِيهِ مَتْرُوك بِلَفْظ» لَوْلا الْمَرْأَةُ لَدَخَلَ الرَّجُلُ الْجَنَّةَ".
(1/128)
«لَا تُسْكِنُوهُنَّ الْغُرَفَ وَلا تُعَلِّمُوهُنَّ الْكِتَابَةَ وَعَلِّمُوهُنَّ الْغَزْلَ وَسُورَةَ النُّورِ» وَعَن عَائِشَة وَفِيه وَاضع ومتروك وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس «أَجِيعُوا النِّسَاءَ جُوعًا غَيْرَ مُضِرٍّ وَأَعْرُوهُنَّ عُرْيًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ لأَنَّهُنَّ إِذا سمن واكتسين فَلَيْسَ شَيْئا أحب إلَيْهِنَّ من الْخُرُوج» إِلَخ. لَا يَصح.
(1/129)
«أَعْرُوا النِّسَاءَ يَلْزَمْنَ الْحِجَالَ» لَا أصل لَهُ «اسْتَعِينُوا عَلَى النِّسَاءِ بِالْعُرْيِ» فِيهِ مَتْرُوكَانِ الصغاني «أعروا النِّسَاء يلزمن» إِلَخ. مَوْضُوع، وَفِي الْوَجِيز فِي حَدِيث «أعروا» شُعَيْب بن يحيى لَيْسَ بِمَعْرُوف. قلت عرفه غَيره وَصدقه وَفِي «اسْتَعِينُوا» من لَيْسَ بِشَيْء عَن مَتْرُوك.
(1/129)
جَابر «إِنَّ رَجُلا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ قَالَ طَلِّقْهَا قَالَ إِنِّي أُحِبُّهَا قَالَ فَاسْتَمْتِعْ بِهَا» لَا أصل لَهُ وَإِن صَحَّ حمل على التَّفْرِيط فِي المَال لَا على الْفُجُور قلت الحَدِيث جيد الْإِسْنَاد.
(1/129)
فِي الْمُخْتَصر «مَثَلُ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ فِي النِّسَاءِ كَمَثَلِ الْغُرَابِ بَيْنَ مِائَةِ غُرَابٍ» يَعْنِي الْأَبْيَض الْبَطن: ضَعِيفٌ وَلَهُ شَاهِدٌ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.
(1/129)
«جِهَاد الْمَرْأَة حسن تبعلها» الطَّبَرَانِيّ "أَنا وَامْرَأَة سغفاء [لَعَلَّه: سفعاء] الْخَدين كهاتين امْرَأَةٌ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا وَحَبَسَتْ نَفْسَهَا عَلَى بَنَاتِهِنَّ حَتَّى بَلَغْنَ أَو متن «لأبي دَاوُد ضَعِيف، وَكَذَا حَدِيث» دُخُول مثل تِلْكَ الْمَرْأَة الْجنَّة قبل دُخُول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
(1/129)
وَفِي الذيل «الأرملة الصَّالِحَة سميت فِي السَّمَوَات شَهِيدَةً تَشُمُّ رِيحَ الْجَنَّةِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ وَجَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّارِ سِتْرًا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَتُجَاوِرُ فِي الْجنَّة أم عِيسَى» من كتاب الْعَرُوس واه الْإِسْنَاد.
(1/129)
«أَيُّمَا امْرَأَةٍ خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا بِغَيْرِ إِذْنِهِ لَعَنَهَا كُلُّ شَيْءٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ إِلا أَنْ يَرْضَى عَنْهَا زَوْجُهَا» من نُسْخَة أبي هدبة عَن أنس وَكَذَا «الْمَرْأَةُ [ص:130] وَزَوْجُهَا إِذَا اخْتَصَمَا فِي الْبَيْتِ يَكُونُ فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ شَيْطَانٌ يُصَفِّقُ يَقُولُ فَرَّحَ اللَّهُ مَنْ فَرَّحَنِي حَتَّى إِذَا اصْطَلَحَا خَرَجَ أَعْمَى يُقَادُ يَقُولُ أَذْهَبَ اللَّهُ نُورَ مَنْ أذهب بنوري» .
(1/129)
عَائِشَة «لَا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ تَكْشِفُ شَعْرَهَا وَلا شَيْئًا مِنْ صَدْرِهَا عِنْدَ يَهُودِيَّةٍ وَلا نَصْرَانِيَّةٍ وَلا مَجُوسِيَّةٍ فَمَنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ فَلا أَمَانَةَ لَهَا» بَاطِل.
(1/130)
وَفِي الْمَقَاصِد «شَهْوَةُ النِّسَاءِ تُضَاعَفُ عَلَى شَهْوَةِ الرجل» الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عمر بِلَفْظ «فُضِّلَتِ الْمَرْأَةُ عَلَى الرَّجُلِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ مِنَ اللَّذَّةِ وَلَكِنَّ اللَّهَ ألْقى عَلَيْهِنَّ الْحيَاء»
(1/130)
بَابُ فَضْلِ السَّعْيِ فِي الأَوْلادِ سِيَّمَا فِي الْبَنَاتِ بِتَرْكِ الْعَزْلِ وَأكل البصل وَالْبيض وتأديبهم بِالسَّوْطِ وتعليمهم الْعلم وَالرَّمْي والسباحة وتفريحهم بالفاكهة سِيمَا الْبَنَات والرقة لَهُنَّ فَإِن تبكير الْمَرْأَة بِالْأُنْثَى يمن وتربيتها وتربية الْأُخْتَيْنِ وَالْولد فَإِن الْوَلَد سر أَبِيه وريح الْجنَّة وَفضل بكائهم وَقلة الْعِيَال.
(1/130)
فِي الْمَقَاصِد «تَنَاكَحُوا تَنَاسَلَوا أُبَاهِي بِكُمُ الأُمَمَ يَوْم الْقِيَامَة» جَاءَ مَعْنَاهُ عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة يَعْنِي مَرْفُوعا.
(1/130)
«الْوَلَدُ سِرُّ أَبِيهِ» لَا أَصْلَ لَهُ.
(1/130)
«عَلِّقُوا السَّوْطَ حَيْثُ يَرَاهُ أَهْلُ الْبَيْتِ فَإِنَّهُ أَدَبٌ لَهُمْ» فِي سَنَده من هُوَ ضَعِيف.
(1/130)
«عَلِّمُوا بَنِيكُمُ السِّبَاحَةَ وَالرَّمْيَ وَلَنِعْمَ لَهْوُ الْمُؤْمِنَةِ مَغْزِلُهَا وَإِذَا دَعَاكَ أَبُوكَ وَأُمُّكَ فَأَجِبْ أُمُّكَ» ضَعِيفٌ سَنَده لَكِن لَهُ شَوَاهِد.
(1/130)
«مَنْ لَمْ يُصْلِحْهُ الْخَيْرُ يُصْلِحْهُ الشَّرّ» من كَلَام بعض السّلف.
(1/130)
الصغاني «لأَنْ يُؤَدِّبَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِصَاعٍ» .
(1/130)
فِي اللآلئ «لَا تَضْرِبُوا أَوْلادَكُمْ عَلَى بُكَائِهِمْ فَبُكَاءُ الصَّبِيِّ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ الصَّلاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرْبَعَةُ أشهر دُعَاء لوَالِديهِ» قَالَ الْخَطِيب مُنْكرا جدا وَقَالَ ابْن حجر مَوْضُوع بِلَا ريب: قلت لَهُ طَرِيق آخر.
(1/130)
«إِنَّ يُمْنَ الْمَرْأَةِ تَبْكِيرُهَا بِالأُنْثَى أَلَمْ تَسْمَعِ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لمن يَشَاء الذُّكُور» مَوْضُوع قلت لَهُ سَنَد آخر.
(1/131)
«مَنْ رَبَّى صَبِيًّا حَتَّى يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ لَمْ يحاسبه الله» لَا يَصح قلت لَهُ طرق أُخْرَى فِيهَا ضعف وَالله أعلم.
(1/131)
«لأَنْ يُرَبِّي أَحَدُكُمْ بَعْدَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ جَرْوَ كَلْبٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُرَبِّيَ ولدا لصلبه» مَوْضُوع.
(1/131)
«شَكَا رَجُلٌ قِلَّةَ الْوَلَدِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْكُلَ الْبَيْضَ وَالْبَصَلَ» مَوْضُوعٌ بِلَا شكّ، وَرُوِيَ «أَنه سُئِلَ أَي بيض فَقَالَ كل بيض وَلَو بيض النَّمْل» وَفِيه ابْن وثيق وَكذبه ابْن معِين.
(1/131)
وَقَالَ الذَّهَبِيّ مقارب الْحَال إِن شَاءَ الله «مَنْ حَمَلَ طُرْفَةً مِنَ السُّوقِ إِلَى وَلَدِهِ كَانَ كَحَامِلِ صَدَقَةٍ وابدؤوا بالإناث فَإِن الله تَعَالَى رَقَّ لِلإِنَاثِ وَمَنْ رَقَّ لأُنْثَى كَانَ كَمَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ غُفِرَ لَهُ وَمَنْ فَرَّحَ أُنْثَى فَرَّحَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْحزن» مَوْضُوع قلت لَهُ طرق.
(1/131)
فِي الْمُخْتَصر «مَنْ حَمَلَ طُرْفَةً مِنَ السُّوقِ إِلَى عِيَالِهِ فَكَأَنَّمَا حَمَلَ إِلَيْهِمْ صَدَقَةً» ضَعِيفٌ جِدًّا أَوْ مَوْضُوعٌ كَمَا قَالَ أَبُو الْفرج.
(1/131)
«لَا يَلْقَى اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَحَدٌ بِذَنْبٍ أَعْظَمَ مِنْ جَهَالَةِ أَهْلِهِ» لَا أصل لَهُ.
(1/131)
«مَنْ كَانَتْ لَهُ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتٌ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كهاتين» للخرائطي ضَعِيف.
(1/131)
قلت وللترمذي محسنا مغربا «رِيحُ الْوَلَدِ مِنْ رِيحِ الْجَنَّةِ» ضَعِيف.
(1/131)
فِي الذيل أَبُو هُرَيْرَة «مَنْ قَعَدَ مِنْ أَهْلِهِ مَقْعَدًا يُعْجِبُهُ فَقَرَأَ آيَةَ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا إِلَى وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا إِلا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ غُلامًا وَأَمَدَّهُ بِالْمَالِ وَجَعَلَهُ فِي سَعَة من الرزق» قَالَ فجربناه فوجدناه كَذَلِك فِيهِ مُحَمَّد بن بَيَان مُتَّهم بِالْوَضْعِ، وَالظَّاهِر أَن الْبلَاء مِنْهُ.
(1/131)
«مَنْ هَلَكَ مِنْ أُمَّتِي فَتَرَكَ خَلَفًا يُصَلِّي صَلاتَهُ وَيَقُومُ مَقَامَهُ فَلم يمت» فِيهِ نهشل كَذَّاب.
(1/131)
«أَحِبُّوا الْبَنَاتِ فَأَنَا أَبُو الْبَنَاتِ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ هَبَطَ إِلَيْهِ مَلَكَانِ فَمَسَحَا عَلَى ظَهْرِهَا وَقَالا ضَعِيفَةٌ خَرَجَتْ من صلب ضَعِيف» .
(1/131)
«مَنْ أَعَانَ عَلَيْكَ لَمْ يَزَلْ مُعَانًا عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» أنس «مَنْ أَنْفَقَ عَلَى تَزْوِيجِ ابْنِهِ أَوِ ابْنَتِهِ دِرْهَمًا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى بِكُلِّ دِرْهَمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ وَأَعْطَاهُ بِكُلِّ دانق حجَّة وَعمرَة» فِيهِ إِبْرَاهِيم بن يُوسُف لَا يشْتَغل بِهِ.
(1/131)
«أَكْثِرُوا [ص:132] مِنْ قُبْلَةِ أَوْلادِكُمْ فَإِنَّ لَكُمْ مِنَ الدَّرَجَاتِ عَدَدَ مَا قَبَّلْتُمْ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مَسِيرَةَ مائَة عَام» فِيهِ الطايكاني كَانَ يضع.
(1/131)
«مَنْ تَرَضَّى صَبِيًّا لَهُ صَغِيرًا مِنْ نَسْلِهِ حَتَّى يَرْضَى تَرَضَّاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَرْضَى» فِيهِ حَمَّاد بن بسطَام لَا يكْتب حَدِيثه.
(1/132)
«مَا أَفْلَحَ صَاحِبُ عِيَالٍ قَطُّ» هُوَ مُنكر، وَفِي الْمَقَاصِد رَفعه الْبَعْض وَرَفعه مُنكر وَإِنَّمَا هُوَ من كَلَام ابْن عُيَيْنَة وَقد صَحَّ.
(1/132)
مَرْفُوعا «وَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ رَجُلٍ لَهُ عِيَالٌ يَقُومُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُغَنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ» وَفِي اللآلئ هُوَ بَاطِل وَإِنَّمَا هُوَ من كَلَام سُفْيَان.
(1/132)
وَفِي الْمَقَاصِد «قِلَّةُ الْعِيَالِ أَحَدُ الْيَسَارَيْنِ وَكَثْرَتُهُ أحد الفقرين» هُوَ فِي الْأَحْيَاء والشطر الأول للقضاعي والديلمي بِسَنَدَيْنِ ضعيفين.
(1/132)
وَفِي الذيل «النُّطْفَةُ الَّتِي تُخْلَقُ مِنْهَا الْوَلَدُ تَرْعَدُ لَهَا الأَعْضَاءُ وَالْعُرُوقُ كُلُّهَا إِذَا خَرَجَتْ وَوَقَعَتْ فِي الرَّحِمِ» فِيهِ نهشل كَذَّاب.
(1/132)
فِي الْوَجِيز «بَادِرُوا أَوْلادَكُمْ بِالْكُنَى لَا يَغْلِبُ عَلَيْهِم الألقاب» فِيهِ حُبَيْش بن دِينَار قلت كَانَ من الأبدال
(1/132)
بَابُ ذَمِّ الطَّلاقِ وَمَنْ سَعَى فِيهِ وَغَلَاء الْمهْر وَمن لم يُعْطه.
(1/132)
الصغاني «تَزَوَّجُوا وَلا تُطَلِّقُوا فَإِنَّ الطَّلاقَ يَهْتَزُّ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ» مَوْضُوعٌ.
(1/132)
وَفِي اللآلئ لَا يَصح «مَنْ عَمِلَ فِي فُرْقَةٍ بَيْنَ امْرِئٍ وَزَوْجِهِ كَانَ فِي غَضَبِ اللَّهِ وَلَعْنَةِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَضْرِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَخْرَةٍ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ إِلا أَنْ يَتُوب» تفرد بِهِ من لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
(1/132)
فِي الْمَقَاصِد «لَا أُحِبُّ الذَّوَّاقِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَلَا الذواقات من النِّسَاء» للطبراني مَوْضُوعا.
(1/132)
«إِنَّمَا الطَّلاقُ لِمَنْ أَخَذَ السَّاقَ» رد بِهِ على من أَرَادَ طَلَاق زَوْجَة عَبده لِابْنِ ماجة من حَدِيث ابْن لَهِيعَة.
(1/132)
«لَا تُغَالُوا فِي صَدَاقِ النِّسَاءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً لَكَانَ أَوْلاكُمْ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم» وَرُوِيَ «إِنَّ عُمَرَ خَطَبَ نَاهِيًا عَنِ الْمُغَالاةِ فِي الصَّدَاقِ زِيَادَةً عَلَى أَرْبَعمِائَة فَقَالَت امْرَأَة من قُرَيْشٍ أَمَا سَمِعْتَ اللَّهَ تَعَالَى يَقُول وَآتَيْتُم إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَقَالَ عُمَرُ كُلُّ أَحَدٍ أَعْلَمُ وأفقه من عمر» لِأَحْمَد وَأَصْحَاب السّنَن وَزَاد أَبُو [ص:133] يعلى فِي قَول عمر «مَنْ شَاءَ فَلْيُعْطِ مِنْ مَالِهِ مَا أحب» وَسَنَده قوي.
(1/132)
«خيركن أيسركن صَدَاقا» لَهُ إسنادان ضعيفان لَكِن فِي الْبَاب شَوَاهِد وَقد كَانَ عمر نهى عَن مغالاة المهور وَيَقُول «مَا تَزَوَّجَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَكْثَرَ من أَرْبَعمِائَة فَلَو كَانَ مكرمَة كَانَ أحقكم بهَا» وَحسنه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ وَهُوَ مَحْمُول على الْأَغْلَب وَإِلَّا فخديجة وَجُوَيْرِية بِخِلَاف ذَلِك وَأم حَبِيبَة أصدقهَا النَّجَاشِيّ أَرْبَعَة آلَاف وَقيل أَرْبَعمِائَة دِينَار وَقيل مِائَتَا دِينَار.
(1/133)
«وَلا مَهْرَ أَقَلَّ مِنْ عَشْرِ دَرَاهِم» عَن جَابر رَفعه سَنَده واه وَفِيه مُبشر بن عبيد كَذَّاب، وَعَن عَليّ مَوْقُوفا بِوَجْهَيْنِ ضعيفين وَحكى أَحْمد عَن ابْن عُيَيْنَة لم نجد لَهُ أصلا ويعارضه حَدِيث «التمس وَلَو خَاتمًا من حَدِيد» وَنَحْوه.
(1/133)
فِي اللآلئ «لَا تُنْكَحُ النِّسَاءُ إِلا الأَكْفَاءَ وَلا يُزَوِّجُهُنَّ إِلا الأَوْلِيَاءُ وَلا مَهْرَ دُونَ عَشْرَةِ دَرَاهِمَ» بَاطِلٌ لَا أصل لَهُ لَا يرويهِ إِلَّا كَذَّاب: قلت أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَضَعفه جدا.
(1/133)
«مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَلا يَدْخُلْ عَلَيْهَا حَتَّى يُعْطِيَهَا شَيْئًا وَلَوْ لَمْ يَجِدْ إِلا أَحَدُ نَعْلَيْهِ» لَا أصل لَهُ.
(1/133)
فِي الْمُخْتَصر «مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى صَدَاقٍ وَهُوَ لَا يَنْوِي أَدَاءَهُ فَهُوَ زَانٍ وَمَنِ ادَّانَ دَيْنًا وَهُوَ لَا يَنْوِي قَضَاءَهُ فَهُوَ سَارِقٌ» لِأَحْمَد وَابْن مَاجَه مُقْتَصرا على قَضِيَّة الدَّين.
(1/133)
بَابُ طَلَبِ الْحَلالِ بِلا اسْتِحْيَاءٍ بالحرفة وَفِي الْأَسْوَاق وَاجْتنَاب الْحَرَام الْمُوجب حرمَان الدُّعَاء وذم البطالة وَمُوجب الْفقر.
(1/133)
فِي الْمُخْتَصر «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُؤْمِنَ الْمُحْتَرِفَ» ضَعِيف.
(1/133)
«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى عَبْدَهُ تَعِبًا فِي طَلَبِ الْحَلالِ» ضَعِيف جدا.
(1/133)
«طَلَبُ الْحَلالِ فَرِيضَةٌ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ» للطبراني وَالْبَيْهَقِيّ ضَعِيف.
(1/133)
«إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا عَلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ يُنَادِي كُلَّ لَيْلَةٍ مَنْ أَكَلَ حَرَامًا لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ» لَمْ يُوجَدْ لَهُ أصل.
(1/133)
فِي اللآلئ «لَرَدُّ دَانِقٍ حَرَامٍ يَعْدِلُ عِنْدَ الله سبعين ألف حجَّة» وَرُوِيَ «سبعين حجَّة» فِيهِ ابْن السلط كَذَّاب وَرُوِيَ مَوْقُوفا على ابْن عمر «لَرَدُّ دَانِقٍ مِنْ حَرَامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ تنْفق فِي سَبِيل الله» قلت ابْن الصَّلْت [ص:134] متابع. الصغاني هُوَ مَوْضُوع.
(1/133)
فِي الْمَقَاصِد «كَسْبُ الْحَلالِ فَرِيضَةُ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ» فِيهِ عباد ضَعِيف لَكِن لَهُ شَوَاهِد متأكدة.
(1/134)
«إِنَّ مِنَ الذُّنُوبِ ذُنُوبًا لَا يُكَفِّرُهَا الصَّلاةُ وَلا الصَّوْمُ وَيُكَفِّرُهَا الْهم فِي طلب الْمَعيشَة» للطبراني وَغَيره.
(1/134)
«مَا اجْتَمَعَ الْحَلالُ وَالْحَرَامُ إِلا غَلَبَ الْحَرَامُ الْحَلالَ» فِي سَنَدِهِ ضَعِيف وَانْقِطَاع، وَقَالَ الْعِرَاقِيّ لَا أصل لَهُ.
(1/134)
«مَنْ أَصَابَ مَالا مِنْ نَهَاوِشٍ أَذْهَبَهُ اللَّهُ فِي نَهَابِرَ» ضَعِيفٌ مُرْسل، وَقَالَ التقي السُّبْكِيّ لَا يَصح وَمَعْنَاهُ كل مَال أُصِيب من غير حلّه وَلَا يدْرِي وَجهه أذهبه الله فِي مهالك وَأُمُور متبددة.
(1/134)
فِي الذيل «مَنْ جَمَعَ مَالا مِنْ مَأْثَمٍ فَوَصَلَ بِهِ رَحِمًا أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ أَوْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ جُمِعَ جَمِيعُهُ فَقُذِفَ بِهِ فِي جَهَنَّم» فِيهِ مُحَمَّد بن عبد الله الأشنائي كَذَّاب وَاضع.
(1/134)
أنس رَفعه «مَنْ لَمْ يَقُمْ فِي أَمْرِ مَعِيشَتِهِ لَمْ يَقُمْ بِأَمْرِ دِينِهِ وَالنَّفْسِ وَلا يَكُونُ مُتَفَرِّغًا لِلطَّاعَةِ حَتَّى يَكُونَ مُكْتَفِيًا لِلْكِسْرَةِ الَّتِي تَقُومُ بِهَا النَّفْسُ وَإِذَا اسْتَكْمَلَتْ أُمُورَ قُوَّتِهَا هَدَأَتْ عِنْدَ ذَلِكَ وَسَكَنَتْ وَتَفَرَّغَتْ لِلْعِبَادَةِ فَاغْدُوا وَرُوحُوا وَاطْلُبُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَلا تَنْظُرُوا إِلَيَّ فَإِنَّ رَبِّي يُطْعِمُنِي ويسقيني» فِيهِ أَيُّوب بن سُلَيْمَان غير حجَّة.
(1/134)
«مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي استحيى من الْحَلَال إِلَّا ابتلاه الله بالحرام» هُوَ مُنكر إِسْنَادًا ومتنا.
(1/134)
«مَنْ أَكَلَ لُقْمَةً مِنْ حَرَامٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَلَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ دُعَاءٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا وَكُلُّ لَحْمٍ نَبَتَ مِنَ الْحَرَامِ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ وَإِنَّ اللُّقْمَةَ الْوَاحِدَةَ مِنَ الْحَرَامِ لتنبت اللَّحْم» هُوَ مُنكر.
(1/134)
«لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا دَمًا عَبِيطًا لَكَانَ قُوتُ الْمُؤْمِنِ مِنْهَا حَلالا» قَالَ ابْن تَيْمِية مَوْضُوع وَهُوَ كَمَا قَالَ، وَفِي الْمَقَاصِد لَا يعرف لَهُ إِسْنَاد وَلَكِن صَحَّ مَعْنَاهُ فَإِن الله لم يحرم على الْمُؤمن مَا اضْطر إِلَيْهِ من غير مَعْصِيّة.
(1/134)
«إِنَّ اللَّهَ يَكْرَهُ الرَّجُلَ الْبَطَّالَ» قَالَ الزَّرْكَشِيّ لم أَجِدهُ وَمَعْنَاهُ عَن ابْن مَسْعُود من قَوْله «إِنِّي لأَكْرَهُ الرَّجُلَ فَارِغًا لَا فِي عمل الدُّنْيَا وَالْآخِرَة» وَقد مر «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى» إِلَخ. وَله طرق باخْتلَاف الْأَلْفَاظ ومفرداتها ضِعَاف وَلَكِن بالانضمام يتقوى.
(1/134)
فِي الْمُخْتَصر «إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الشَّابَّ الْفَارِغَ» لم يُوجد.
(1/134)
فِي اللآلئ «زَوَّجَ اللَّهُ التَّوَانِيَ بِالْكَسَلِ فَوُلِدَ بَينهمَا الْفَاقَة» لَا يَصح وَإِنَّمَا هُوَ من قَول عَمْرو بن الْعَاصِ
(1/135)
بَابُ أَسْبَابِهِ (أَيْ طَلَبِ الْحَلالِ) وعقوده المحمودة كالتجارة لمن اتَّقى والجسارة فِي البيع إِلَى أجل أَو بِلَا رُؤْيَة مَعَ التضايق لَهُ لِئَلَّا يغبن والمسامحة فِي اقْتِضَاء الثّمن والزراعة والغزل والخط وأدب شِرَاء الْمَمْلُوك واللذيذ.
(1/135)
فِي الْمُخْتَصر «خَيْرُ تِجَارَتِكُمُ الْبَزُّ وَخَيْرُ صَنَائِعِكُمُ الْحَرْث» لَا أصل لَهُ سوى مَا فِي الفردوس «لَوِ اتَّجَرَ أَهْلُ الْجَنَّةِ لاتَّجَرُوا فِي الْبَز» إِلَخ. وَهُوَ للديلمي ضَعِيف.
(1/135)
«الْمَغْبُونُ لَا مَحْمُودٌ وَلا مَأْجُورٌ» للحكيم التِّرْمِذِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ مُنكر.
(1/135)
الصغاني (1) «اسمح يسمح لَك» مَوْضُوع، وَفِي الْمَقَاصِد رِجَاله ثِقَات وَحسنه الْعِرَاقِيّ وَلم يصب من حكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ
__________
(1) حسنه الْمَنَاوِيّ وَالله أعلم. اهـ مصححه.
(1/135)
«حَاكُوا الْبَاعَةِ فَإِنَّهُ لَا خَلاقَ لَهُم» وَفِي الفردوس بِلَا سَنَد «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَاكِسْ عَنْ دِرْهَمِكَ فَإِنَّ الْمَغْبُونَ لَا مأجور وَلَا مَحْمُود» وَكَانَ الْحسن بن عَليّ يماكس الْأَجِير فِي حمل الْمَتَاع وَرُبمَا يهب عَامَّة الْمَتَاع فِي مَجْلِسه فَيُقَال لَهُ فيروي الحَدِيث، وللطبراني رَفعه عَن المسترسل حرَام وَسَنَده ضَعِيف جدا لَكِن فِي الْبَاب عَن عَليّ وَأنس «التَّاجِرُ الْجَبَانُ مَحْرُومٌ وَالتَّاجِرُ الْجَسُورُ مَرْزُوق» هُوَ عَن أنس رَفعه «مَنِ اشْتَرَى شَيْئًا لَمْ يَرَهُ فَهُوَ بِالْخِيَارِ إِذا رَآهُ» فِيهِ إِبْرَاهِيم الْكرْدِي الْوَاضِع تفرد بِهِ قَالُوا هُوَ من قَول ابْن سِيرِين وَجَاء بطرِيق أُخْرَى مُرْسلَة، وَنقل النَّوَوِيّ الِاتِّفَاق على وَضعه.
(1/135)
الصغاني «عَلَيْكُمْ بِحُسْنِ الْخَطِّ فَإِنَّهُ مِنْ مَفَاتِيح الرزق» مَوْضُوع.
(1/135)
«إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ إِلا من اتَّقى وبر» مَوْضُوع.
(1/135)
وَفِي الْوَجِيز ابْن عَبَّاس «أَتَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ التُّجَّارِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ بَاعِثُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلا مَنْ صَدَّقَ وَأَدَّى الْأَمَانَة» فِيهِ الْحَارِث بن عبيد [ص:136] ضَعِيف، وَرُوِيَ عَن أنس وَفِيه أَبُو الجهم مَتْرُوك قلت صَححهُ التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَأحمد زِيَادَة «إِنَّهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ قَالَ بَلَى وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ فَيَأْثَمُونَ ويحدثون فيكذبون» وَفِي اللآلئ قَالَ ابْن حبَان لَيْسَ لَهُ أصل يرجع إِلَيْهِ وَفِيه الْحَارِث: روى لَهُ مُسلم وَغَيره والْحَدِيث صَحِيح رُوِيَ عَن عدَّة طرق وَصَححهُ جمَاعَة.
(1/135)
«شِرَارُ النَّاسِ التُّجَّارُ وَالزُّرَّاعُ» لَا يَصح.
(1/136)
«الْبَرَكَةُ فِي ثَلاثٍ الْبَيْعُ إِلَى أَجَلٍ وَالْمُقَارَضَةُ وَاخْتِلاطُ الشَّعِيرِ بِالْبُرِّ لَا البيع» مَوْضُوع فِيهِ إِسْنَاده مَجْهُولَانِ وحديثهما غير مَحْفُوظ قلت أخرجه ابْن مَاجَه وَقَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ واه.
(1/136)
"مَنِ ابْتَاعَ مَمْلُوكًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا يَطْعَمُهُ الْحَلْوَى [أَو: الْحَلْوَاء] فَإِنَّهُ أطيب لنَفسِهِ" مَوْضُوع: قلت ورد من طَرِيق آخر، وَفِي الْمُخْتَصر «من ابْتَاعَ مَمْلُوكا» إِلَخ. بِلَا زِيَادَة فَإِنَّهُ إِلَخ. ضَعِيف.
(1/136)
فِي الذيل أَحْمد بن عبد الله الْكِنْدِيّ «حَدثنَا عَليّ بن معبد حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن عَن أبي حنيفَة عَن الْهَيْثَم الصَّيْرَفِي عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَمَنِ كَلْبِ الصَّيْد» قَالَ ابْن عدي الْكِنْدِيّ لَهُ مَنَاكِير بواطل وَقَالَ ابْن عبد الْحق الحَدِيث بَاطِل.
(1/136)
ابْن عَبَّاس رَفعه «العربون لمن عربن» حَدِيث بَاطِل.
(1/136)
جَابر رَفعه «إِذَا اشْتَرَى أَحَدُكُمْ مِنَ السُّوقِ شَيْئًا فَلْيُغَطِّهِ لَعَلَّ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ يَسْتَقْبِلُهُ فَيَرَاهُ وَلا يُمْكِنُهُ شِرَاؤُهُ» فِي الْمِيزَان هُوَ بَاطِل وَقد أخرجه الديلمي عَن ابْن عَبَّاس.
(1/136)
أنس رَفعه «وَيْلٌ لِلتَّاجِرِ يَحْلِفُ بِالنَّهَارِ وَيُحَاسِبُ نَفْسَهُ بِاللَّيْلِ وَيْلٌ لِلصَّانِعِ مِنْ غَد وَبعد غَد» من نُسْخَة بشر ابْن الْحُسَيْن الْمَوْضُوعَة.
(1/136)
«اشْتَرَى الصِّدِّيقُ كَرِشَ شَاةٍ وَهُوَ خَلِيفَةٌ فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ وَهُوَ يَتَّجِرُ فِي السُّوقِ فَدَنَا مِنْهُ عُمَرُ فَقَالَ أَنَا أَحْمِلُهُ عَنْكَ فَقَالَ سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنِ اشْتَرَى لِعِيَالِهِ شَيْئًا ثُمَّ حَمَلَهُ بِيَدِهِ إِلَيْهِمْ حُطَّ عَنهُ ذَنْب سبعين سنة» فِيهِ العلائي يضع، وَسُئِلَ ابْن حجر عَن هَذَا الحَدِيث فَأجَاب بِأَنَّهُ بَاطِل وَفِيه قَالَ عمر «تكون أَمِير الْمُؤمنِينَ وَتحمل هَذَا فَقَالَ دع عني يَا عمر» وَرُوِيَ «من حمل طَعَاما» إِلَخ.
(1/136)
«مُرُوا نِسَاءَكُمْ بِالْمَغْزِلِ فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَهُنَّ» فِيهِ عَنْبَسَة مَتْرُوك مُتَّهم.
(1/136)
سُئِلَ عَن حَدِيث «لَا بَأْسَ بِالذَّوَاقِ عِنْدَ الْمُشْتَرِي» قَالَ لَا أعرفهُ فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ إِلَّا [ص:137] أَن الْعَمَل عَلَيْهِ.
(1/136)
فِي الْوَجِيز ابْن عمر «الْمَالُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ الْمَمَالِيكُ» فِيهِ أَبُو فَرْوَة الرهاوي مَتْرُوك: قلت هُوَ من رجال التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه، وَقَالَ البُخَارِيّ مقارب الحَدِيث وَهَذِه صِيغَة تَوْثِيق
(1/137)
بَابُ أَسْبَابِهِ (أَيْ طَلَبِ الْحَلالِ) وعقوده المذمومة كالصيد والخياطة والتعليم والحياكة والاحتكار والربا والسفتجة وَشركَة الذِّمِّيّ.
(1/137)
فِي الْمُخْتَصر «من تبع الصَّيْد غفل» حسن.
(1/137)
«بُخَلاءُ أُمَّتِي الْخَيَّاطُونَ» لَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ، وَفِي الْحَاشِيَة لتلميذه: قلت بل لَا أصل لَهُ وَيَردهُ حَدِيث «عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ الرِّجَالِ الْخِيَاطَةُ وَعَمَلُ الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ» فِي اللآلئ «عمل الْأَبْرَار» إِلَخ. لَا يَصح فِيهِ أَبُو دَاوُد كَذَّاب وَله طَرِيق آخر فِيهِ مَتْرُوك.
(1/137)
عَن أبي هُرَيْرَة «لَا تَسْتَشِيرُوا الْحَاكَةَ وَلا الْمُعَلِّمِينَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَلَبَهُمْ عُقُولَهُمْ وَنَزَعَ الْبَرَكَةَ مِنْ كَسْبِهِمْ» مَوْضُوعٌ قلت لَهُ طَرِيق مِنْهَا عَن عَليّ رَفعه «مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ زَمَانًا تَطْلُبُ فِيهِ الْحَاكَةُ الْعِلْمَ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ» ثمَّ قَالَ «مَنِ اطَّلَعَ فِي طُرُزِ حَائِكٍ خَفَّ دِمَاغُهُ وَمَنْ كَلَّمَ حَائِكًا بَخِرَ فَمُهُ وَمَنْ مَشَى مَعَ حَائِكٍ ارْتَفَعَ رِزْقُهُ هُمُ الَّذِينَ نَالُوا فِي الْكَعْبَةِ وَسَرَقُوا غَزْلَ مَرْيَمَ وَعِمَامَةَ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا وَسَمَكَةَ عَائِشَةَ مِنَ التَّنُّورِ وَاسْتَدَلَّتْهُمْ مَرْيَمُ عَلَى الطَّرِيقِ فَدَلُّوهَا عَلَى غير الطَّرِيق» مَوْضُوع.
(1/137)
«يَخْرُجُ الدَّجَّالُ وَمَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ حائك» مَوْضُوع قلت لَهُ طَرِيق أُخْرَى للديلمي والله أعلم.
(1/137)
وَفِي الذيل: عَن أنس «تَلْعَنُوا الحاكة وَأول من حاك أبي آدم» فِيهِ سُوَيْد بن سعد، وَفِي الْمِيزَان أَنه رُوِيَ عَن عَليّ بن عَاصِم خَبرا مُنْكرا وَالظَّاهِر أَنه هَذَا الْخَبَر «لَا تشاورا الحجامين وَلَا الحاكة وَلَا تسلموا عَلَيْهِم» فِيهِ أَحْمد بن عبد الله من أكذبهم.
(1/137)
عَن عَليّ «يَا خَيَّاطُ ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ صَلِّبِ الْخُيُوطَ وَدَقِّقِ الدُّرُوزَ وَفَارِقِ الْغُرَزَ فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَحْشُرُ اللَّهُ الْخَيَّاطَ الْخَائِنَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ وَرِدَاءٌ [ص:138] مِمَّا خَاطَ وَخَانَ فِيهِ» هَذَا الْإِسْنَاد ظلمات.
(1/137)
«ثَلاثَةٌ ذَهَبَتْ مِنْهُمُ الرَّحْمَةُ الصَّيَّادُ والقصاب وبائع الْحَيَوَان» من نُسْخَة ابْن الْأَشْعَث
عَن ابْن عَبَّاس «خَلَقَ اللَّهُ الْقَمْحَ مِنْ ضِيَائِهِ وَالشَّعِيرَ مِنْ بَهَائِهِ فَإِذَا اسْتُخِفَّ بِهِمَا وَاسْتُذِلا عَجَّا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالدُّعَاءِ وَقَالا إِلَهَنَا وَسَيِّدَنَا قد استخف بِنَا واستذلنا فأعزنا فَيُعِزُّهُمَا اللَّهُ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ لَا يَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنْ مَنْزِلِهِ إِلا فِي طَلَبِ الْخُبْزِ عَجَّا إِلَى اللَّهِ وَقَالا اشْتُغِلَ بِنَا عَنْ ذِكْرِكَ فَتَرُدَّنَا إِلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ فَيَرُدَّهُمَا اللَّهُ إِلَى الرُّخص» وَعنهُ «أَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ قُلْ لِقَوْمِكَ لَا يَتَّجِرُوا بِالْقَمْحِ فَمَنِ اتَّجَرَ بِالْقَمْحِ فَإِنَّمَا تَعَرَّضَ لأَرْوَاحِ خَلْقِي فَإِنَّمَا أَرَادَ قَتْلَهُمْ وَمَنْ أَرَادَ قَتْلَهُمْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ قَاتل غَيْرِي» فِيهِ مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ كَذَّاب.
(1/138)
الْبَراء «يَقُولُ اللَّهُ سَلَّطْتُ الدَّابَّةَ عَلَى الْحبَّة» فِيهِ الْأُشْنَانِي قلت ورد من حَدِيث زيد بن أَرقم وَله شَوَاهِد مَوْقُوفا.
(1/138)
أَبُو هُرَيْرَة «يُحْشَرُ الْحَكَّارُونَ وَقَتَلَةُ الأَنْفُسِ فِي جَهَنَّم فِي دَرَجَة وَاحِدَة» فِيهِ بَقِيَّة مُدَلّس قلت هَذَا لَا يَقْتَضِي الْوَضع وَله شَاهد، وَفِي اللآلئ هُوَ لَا يَصح.
(1/138)
أَبُو هُرَيْرَة «اللَّهُمَّ لَا تُطِعْ فِينَا تَاجِرًا وَلا مُسَافِرًا فَإِنَّ تَاجِرَنَا يُحِبُّ الْغَلاءَ وَمُسَافِرَنَا يَكْرَهُ الْمَطَرَ» مَوْضُوعٌ، وَفِي الذيل فِيهِ يحيى ابْن عبيد الله بن موهب لَيْسَ بِشَيْء قلت ورد عَن عبد الله بن جَراد: للديلمي وَله شَاهد جيد عَن عمر بن الْخطاب.
(1/138)
ابْن عمر «مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ وَبَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعًا فَقَدْ بَرِئت مِنْهُم ذمَّة الله» فِيهِ اصبغ بن زيد قلت أخرجه أَحْمد وَالْحَاكِم وَقَالَ الْعِرَاقِيّ فِي كَونه مَوْضُوعا نظر قَالَ ابْن حجر الْجُمْهُور على تَوْثِيق أصبغ وَله شَاهد، وَفِي اللآلئ هُوَ لَا يَصح قلت لشطر الحَدِيث شَوَاهِد، وَعَن أنس «مَنْ حَبَسَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ أَخْرَجَهُ فَطَحَنَهُ وَخَبَزَهُ وَتَصَدَّقَ بِهِ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ» لَا يَصح قلت رُوِيَ عَن معَاذ وَعلي «مَنْ تَمَنَّى الْغَلاءَ عَلَى أُمَّتِي لَيْلَةً أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ أَرْبَعِينَ سنة» مَوْضُوع.
(1/138)
فِي الْمَقَاصِد «الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ» سَنَدُهُ ضَعِيف.
(1/138)
«إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا اسْمُهُ عُمَارَةُ عَلَى فَرَسٍ مِنْ حِجَارَةِ الْيَاقُوتِ طُولُهُ مَدُّ بَصَرِهِ يَدُورُ فِي الأَحْيَاءِ وَيَقِفُ فِي الأَسْوَاقِ فَيُنَادِي أَلا ليغلوا كَذَا وَكَذَا أَلا ليرخص كَذَا» لَا يَصح: قلت قَالَ ابْن [ص:139] حجر أغرب ابْن الْجَوْزِيّ فِي إِخْرَاجه فِي الْمَوْضُوع وَقد رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَغَيرهم وصححوه وَإِسْنَاده على شَرط مُسلم، وَقد رُوِيَ عَن عدَّة من الصَّحَابَة.
(1/138)
وَفِي الْوَجِيز عَن عَليّ «غَلا السِّعْرُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ سَعِّرْ لَنَا فَقَالَ اللَّهُ المسعر» لَا يَصح قلت قَالَ ابْن حجر أغرب ابْن الْجَوْزِيّ بِهِ فَإِن الحَدِيث صَحِيح ثَابت عَن أنس أخرجه جمَاعَة وَعَن أبي سعيد بِسَنَد حسن.
(1/139)
وَعَن أبي هُرَيْرَة بِهِ وَعَن ابْن عَبَّاس وَأبي جُحَيْفَة عبد الله بن حَنْظَلَة الغسيل «دِرْهَمُ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ زنية» فِيهِ حُسَيْن بن مُحَمَّد مضعف وَتَابعه لَيْث مُضْطَرب الحَدِيث.
(1/139)
أَبُو هُرَيْرَة «الرِّبَا بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا أَصْغَرُهَا كَالَّذي ينْكح أمه» فِيهِ عبيد الله بن زِيَاد كَذَّاب، وَعَائِشَة «الرِّبَا بضع وَسَبْعُونَ بَاب أصغرها بَابًا كَالْوَاقِعِ عَلَى أُمِّهِ وَالدِّرْهَمُ الْوَاحِدُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةٍ» فِيهِ سوار بن مُصعب مَتْرُوك وَتَابعه عمرَان بن أبي أنس وَهُوَ ضَعِيف، وَابْن عَبَّاس «الدِّرْهَمُ يُصِيبُهُ الرَّجُلُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةٍ وَإِنَّ أَرْبَى الرِّبَا عرض الْمُسلم» وَأنس «الرِّبَا سَبْعُونَ بَابًا أَهْوَنُهَا كَالَّذِي يَأْتِي أمه وَإِن أربا الرِّبَا خَرْقُ الْمَرْءِ عِرْضَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ» قلت هَذِه مجازفة فَحَدِيث ابْن حَنْظَلَة لِأَحْمَد وحسين احْتج بِهِ الشَّيْخَانِ وَوَثَّقَهُ النَّاس كَيفَ وَقد توبع وَلَيْث متابع قوي فَهُوَ إِنَّمَا ضعف من قبل حَنْظَلَة وَحَدِيث ابْن عَبَّاس شَاهد قوى وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة لم ينْفَرد بِهِ عبيد الله بل تَابعه النَّضر وعفيف بن سَالم، وَلِحَدِيث ابْن عَبَّاس طَرِيق ثَان وَقد ورد عَن ابْن مَسْعُود بِلَفْظ أنس صَححهُ الْحَاكِم على شَرط الشَّيْخَيْنِ، وَعَن عبد الله بن سَلام والبراء بن عَازِب.
(1/139)
فِي اللآلئ «السفتجات حرَام» لَا يَصح.
(1/139)
«مَنْ شَارَكَ ذِمِّيًّا فَتَوَاضَعَ لَهُ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ضُرِبَ فِيمَا بَيْنَهُمَا وَادٍ مِنْ نَارٍ وَقِيلَ لِلْمُسْل