السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الثلاثاء، 13 فبراير 2024

أحاديث معلة ظاهرها الصحة{ المقدمة + الي ج اخر ج6..مسند جابر رضي الله عنه }



أحاديث معلة ظاهرها الصحة

المقدمات

مسند أبي اللحم، مسند أبى بن كعب رضي الله عنه، مسند أسامة بن زيد رضي الله عنهم

مسند أسامة بن عمير رضي الله عنه، مسند أنس بن مالك رضي الله عنه، مسند الأقرع بن حابس رضي الله عنه

مسند البراء بن عازب رضى الله عنهما، مسند بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، مسند بسر بن أبى بسر السلمي رضي الله عنه

مسند بلال بن رباح رضي الله عنه، مسند ثوبان رضي الله عنه، مسند جابر بن سمرة رضي الله عنه

مسند جابر رضي الله عنه، مسند جبير بن مطعم رضى الله عنه، مسند جرير بن عبد الله البجلي رضى الله عنه

مسند أبى ذر جندب بن جنادة رضى الله عنه، مسند أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه، مسند حذيفة بن اليمان رضي الله عنه

مسند الحكم بن عمرو الغفاري رضي الله عنه، مسند حكيم بن حزام رضي الله عنه، مسند أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد رضي الله عنه

مسند خالد بن عدي الجهني رضي الله عنه، مسند خريم بن فاتك الأسدي رضي الله عنه، مسند ذي الجوشن رضي الله عنه

مسند رافع بن خديج رضي الله عنه، مسند الزبير بن العوام رضي الله عنه، مسند زياد بن لبيد رضي الله عنه

مسند زيد بن ثابت رضي الله عنه، مسند زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، مسند سالم بن عبيد رضي الله عنه

مسند سراقة بن مالك رضي الله عنه، مسند سعد بن عبادة رضي الله عنه، مسند سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

مسند أبي سعيد الخدري سعد بن مالك رضي الله عنهما، مسند سلمان الفارسي رضي الله عنه، مسند سفينة رضي الله عنه

مسند سمرة بن جندب رضي الله عنه، مسند سهل بن أبي حثمة رضي الله عنهما، مسند شداد بن أوس رضي الله عنهم

مسند أبي أمامة صدي بن عجلان رضي الله عنه، مسند صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه، مسند ضرار بن الأزور رضي الله عنه

مسند طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، مسند عبادة بن الصامت رضي الله عنه، مسند العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه

مسند عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه، مسند عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما، مسند عبد الله بن حبشي الخثعمي رضي الله عنه

مسند عبد الله بن حوالة رضي الله عنه، مسند عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، مسند عبد الله بن السائب رضي الله عنهم

مسند عبد الله بن سلام رضي الله عنه، مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنه، مسند أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان رضي الله عنهم

مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، مسند أبي موسى الأشعري (عبد الله بن قيس) رضي الله عنه

مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، مسند عبد الله بن المغفل رضي الله عنه، مسند عبد الرحمن بن أزهر رضي الله عنه

مسند عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، مسند عبد الرحمن بن يعمر رضي الله عنه، مسند عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه

مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه، مسند عدي بن عميرة الكندي رضي الله عنه، مسند عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه

مسند أبي مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو رضي الله عنه، مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه، مسند عمار بن ياسر رضي الله عنهم

مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مسند عمرو بن حزم رضي الله عنه، مسند عمرو بن خارجة رضي الله عنه

مسند عمرو بن عبسة رضي الله عنه، مسند عمرو بن أم مكتوم رضي الله عنه، مسند عمران بن حصين رضي الله عنه

مسند عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، مسند أبي الدرداء عويمر رضي الله عنه، مسند عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه

مسند قيس بن سعد رضي الله عنهما، مسند قيس بن عائذ رضي الله عنه، مسند كعب بن عجرة رضي الله عنه

مسند كعب بن مرة رضي الله عنه، مسند محمد بن صيفي رضي الله عنه، مسند مرة بن وهب الثقفي رضي الله عنه

مسند معاذ بن جبل رضي الله عنه، مسند معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، مسند المغيرة بن شعبة رضي الله عنه

مسند المقداد بن الأسود رضي الله عنه، مسند المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه، مسند نافع بن عبد الحارث رضي الله عنه

مسند نبيط بن شريط رضي الله عنه، مسند أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد رضي الله عنه، مسند النعمان بن بشير رضي الله عنه

مسند النعمان بن مقرن رضي الله عنه، مسند أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه، مسند النواس بن سمعان رضي الله عنهم

مسند هشام بن عامر رضي الله عنه، مسند وائل بن حجر رضي الله عنه، مسند الوليد بن الوليد رضي الله عنه

مسند يعلى بن امية رضي الله عنه، مسند يعلى بن مرة رضي الله عنه

الكنى

النساء

                                                                 

المقدماااااات 

طبعة جديدة ومنقحة ومفهرسة ومزيدة بأكثر من مائة حديث عن الطبعة السابقة

تأليف

أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي

دار الآثار

1421هـ _ 2000م/مقدمة الطبعة الثانية

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فإني أحمد الله الذي وفقني وأعانني على تأليف "أحديث معلة ظاهرها الصحة"، وقد يسر الله دراستها في دار الحديث بدماج مع طلبة العلم، وفيهم الحفاظ الكبار، والباحثون الأخيار، فكانت الفوائد تتدفق حتى ضُمَّ بحمد الله إلى الكتاب زيادة على مائة حديث، أغلب تلك الزيادات من بحثي وتنقيبي عنها، ومنها من إخواننا في الله جزاهم الله خيراً.

ثم طلب مني الأخ الفاضل سعيد بن عمر حبيشان الحضرمي صاحب (مكتبة الآثار) بصنعاء أن يعيد طبع الكتاب فأذنت له بذلك، والكتاب بحمد الله قد اشتمل على فوائد تشد لها الرحال، وستمر بم إن شاء الله إذ لا داعي لذكرها في المقدمة، فذكرها في المقدمة من باب تحصيل حاصل.

ثم إن بعض إخواننا في الله انتقد خمسة أحاديث قد أجبنا بحمد الله على اعتراضاته بجواب إجمالي عند الأحاديث التي انتقدها، وبجواب تفصيلي ضم فوائد تشد لها الرحال في " غارة الفصل على المعتدين على كتاب العلل " وهو مطبوع بحمد الله.

هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي

تقديم [أحمد بن أبي العينين]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وبعد  فقد ثبت عن نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه)) ، فهذا دليل على تغير الناس في آخر الزمان وتغير أحوالهم،  روى البخاري في "صحيحه" عن مرداس السلمي رضي الله عنه قال

: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله بالة) قال البخاري يقال حفالة وحثالة، أي انهما بمعنى واحد.

وفي "الصحيحين" من حديث أبي موسى وعبد الله بن مسعود رضي الله عنمها قالا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم " إِنَّ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ أَيَّامًا يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ وَيَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ

وفي "الصحيحين" من حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ- يَقُولُ " إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ".

وفي "الصحيحين" ايضاً عن حُذَيْفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حَدِيثَيْنِ قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ حَدَّثَنَا " أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِى جِذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ ". ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِ الأَمَانَةِ قَالَ " يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْوَكْتِ ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَىْءٌ - ثُمَّ أَخَذَ حَصًى فَدَحْرَجَهُ عَلَى رِجْلِهِ - فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ لاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّى الأَمَانَةَ حَتَّى يُقَالَ إِنَّ فِى بَنِى فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينًا. حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ مَا أَجْلَدَهُ مَا أَظْرَفَهُ مَا أَعْقَلَهُ وَمَا فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ". وَلَقَدْ أَتَى عَلَىَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِى أَيَّكُمْ بَايَعْتُ لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَىَّ دِينُهُ وَلَئِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا أَوْ يَهُودِيًّا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَىَّ سَاعِيهِ وَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ لأُبَايِعَ مِنْكُمْ إِلاَّ فُلاَنًا وَفُلاَنًا.

ففي هذه الأحاديث بيان أن العلماء العاملين يقلون في آخر الزمان، وأن

(1/8)

الرجل ربما تراه يعجبك كلامه وسمته، وما في قلبه حبة خردل من إيمان، نسأل الله ان يجعلنا من الصادقين، وأن يرزقنا العلم النافع. ومن هولاء العلماء الذين لا نزكيهم على الله عزوجل، شيخنا مقبل بن هادي حفظه الله، فهو ممن نحسبه جمع بين العلم والعمل، فمن الناحية العلمية لا أكون مبالغاً إذا قلت: إنه ممن يحب علم الحديث أكثر من أهله وماله.

كثير من الناس إذا رأى محققاً من المحققين قد أكثر من التخريجات للحديث وأرقا الصفحات وأرقام الحاديث، اغتر بذلك وظن أن ذلك المحقق من أكابر العلماء، ولكن كثرة التخريج وإن كانت مفيدة وتدل على علم إلا أنها وحدها لا تكفي، العلم الحقيقي ما حواه الصدر، وبعض المحققين علمه في أوراقه التي يكتبها، فربما إذا قابل هؤلاء إسناد فيه أبو إسحاق السبيعي، أو الأعمش أو زهير بن معاوية، ذهب ينظر ترجمته، لأن علمه هو الرجوع للكتب في كل شيئ، أما شيخنا حفظه الله فهو حريص على معرفة حال الرواة، فلان أثبت الناس في فلان، وفلان أخص من فلان من غيره، وقد عرفنا من صحبته أنه يشتهي ذلك ويستمتع به أشد من اشتهائه الطعام والشراب، وهذا هو العلم الحقيقي، فإنه إذا كان في إسناد اختلاف فذهب يرجح بين الرواة فإنه يقضي بينهم، فهو كأنه يعيش وسطهم، فهذا عندما يتكلم بكلمة في مثل هذه المواطن يكون لها وزنها، أما من كان مبلغ علمه هو الرجوع إلى الكتب وليست عنده ملكة للتمييز بين الرواة، فإنه إما يتحير، وإما يسلك مسلك أصحاب الرياضيات، فيقول: ثلاثة خالفوا واحداً، إذن الثلاثة على صواب والواحد مخطئ، فالمسألة ليست مسألة رياضيات بحتة، والعدد وإن

(1/9)

كان له دوره في الترجيح إلا أنه ليس العامل الوحيد للترجيح، فلننظر إلى حديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (كان يقبل الهدية ويثيب عليها) الحديث أخرجه البخاري من طريق عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة عن أبه عن عائشة، وقال عقبه: لم يذكر وقيع ومحاضر عن هشام عن أبيه عن عائشة، أي أنهما روياه مرسلاً عن عروة، وسئل أبو داود عنه فقال: تفرد بوصله عيسى بن يونس، وهو عند الناس مرسل،. وقال أحمد: كان عيسى بن يونس يسند حديث الهدية والناس يرسلونه. وقال نحو ذلك ابن معين.

ومع هذا فإن البخاري أخرج الطريق الموصولة، والقصد ليس بيان الراجح من القولين، وإنما بيان أن البخاري رحمه الله إنما رجّح الطريق الموصولة لعلة غير العدد، وإنما قضى بذلك لملكته التي تكونت عنده من معرفة أحوال الرجال.

ومن راجع ردود الحافظ ابن حجر على الدارقطني وغيره فيما انتقدوه على البخاري، تبين له ذلك، انظر مثلا إجابته عن الحديث الأول من الأحاديث المنتقدة في مقدمة "الفتح" وفي أثناء إجابته يقول: ويتأيد ذلك بأن الإسماعيلي لما أخرج هذا الحديث في "مستخرجه" على الصحيح من طريق يحيى بن سعيد القطان عن زهير، استدل بذلك على أن هذا مما لم يدلس فيه أبو إسحاق، قال: لأن يحيى بن سعيد لا يرضى أن يأخذ عن زهير ما ليس بسماع لشيخه، وكأنه عرف هذا بالاستقراء من حال يحيى والله أعلم. اهـ

الغرض من هذا هو بيان أن معرفة أحوال الرجال موسعة لا غنى لمحدث عنها، بل هي أساس علم الحديث، ومن عرف شيخنا أو جالسه علم حرصه الشديد على ذلك، قل أن تجد مثله في هذا الشأن، وبعض المحققين

(1/10)

المعاصرين تجد أحدهم يحقق ويدون ويثبت في أوراقه: هذا حديث صحيح وهذا ضعيف، أما ما يتعلق في ذاكرته من ذلك فقليل، ومن هو أحسن حالاً من يتذكر أن هذا الحديث ضعيف أو صحيح، أما شيخنا مقبل حفظه الله فإذا سئل عن حديث ضعيف فغالباً يذكر سبب الضعف، فيه فلان وهو ضعيف، أو متروك أو هو من طريق فلان، يرويه عن فلان، ولم يسمع منه، وهكذا غالباً يبين سبب الضعف، ولا شك أن السامع ينتفع من هذا أكثر، وأن هذا أثبت حجة وأكثر نشراً للعلم، نسأل الله عزوجل أن يزكي فينا هذا الجانب.

وبعض الناس يقول: إن الشيخ لا يهتم بالجانب الفقهي، وأقول: إن الشيخ يحذو في هذا الجانب حذو البخاري وغيره من أهل الحديث الذين عمدتهم في مسائل الأحكام هو حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن البخاري رحمه الله كتابه كتاب فقه بحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو يترجم للمسألة ثم يتبعها بحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي هو دليل المسألة، ولذلك فهو يكرر الحديث الواحد في أكثر من موضع حسب استدلاله به، وشيخنا يسير على هذه الطريقة ويلزم نفسه بها، فقلما يسأل عن مسألة إلا أجاب بحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهل من ذلك من بأس؟؟ مع أنه يرجع أيضاً إلى كتب الفقه لمعرفة أقوال أهل العلم كلما احتاج إلى ذلك، وبعض العاملين في التحقيق في زماننا جل همه التحقيق فقط وليس له دور يذكر في الدعوة إلى الله تعالى، بل إن بعضهم ربما لا يكون له دور بالكلية، وأما شيخنا حفظه الله فهو حريص أشد الحرص على الدعوة إلى الله، ويحض طلبته على ذلك ويشجعهم / وكثيراً ما كان يجعل أحد طلبته يخطب الجمعة وهو جالس تشجيعاً لهم.

وهو يحض الطلبة على الذهاب للدعوة إلى الله في القرى والمدن، وفي ذات

(1/11)

مرة طلب من أحد الأخوة المجتهدين في تحصيل العلم أن يذهب للدعوة إلى الله فرفض فاعتزل الدرس من ساعتها وبقي يوماً أو يومين لا يحضر للدروس حتى رجع ذلك الأخ عن رأيه وذهب للدعوة.

وهو مع طلبته لا يحملهم على رأيه، بل لا يغضب إذا خالفه بعضهم عن اجتهاد وإن كان مظهراً في ذلك أنه يرجح رأي غيره من أهل العلم الذين هم أقرانه، فهو لا يحب لطلبته أن يكونوا مقلدين له، بل دائماً يحضهم على الجد والإجتهاد في العلم والعمل، حتى إنه كثيراً ما كان يصرح بأنه يحب أن يرى طلبته أفضل منه، ويظهر ذلك في سلوكه لمن عايشه، وهو مع ذلك محب لمشائخه، مبجل من غير تقليد، فهو إذا خالف الشيخ العلامة الألباني في مسألة لا يصرح باسمه كما يعرف ذلك كل من يطلع على كتابات شيخنا، فهو يبين ما يراه حقاً من غير أن يظهر نفسه ناقداً لشيخه.

وهو إذا رأى طالب علم بصدق فهو يساعده بكل ما يستطيع حتى إن استطاع أن يخلع له ثيابه التي يلبسها لفعل ذلك، ولا يدخر شيئاً عن طالب علم، صادق حريص على العلم، والتعليم هو شغله، أما الدنيا فلا يلتفت إليها، كتبه التي يكتبها لا يأخذ من ورائها ديناراً ولا درهماً، إذا اتاه أحد بشيء لإنفاقه في الدعوة لا يدخل بيته وإنما يوضع في صندوق يقوم عليه أحد طلبة العلم لينفق منه على طلبة العلم والدعوة إلى الله، وبيته كما هو من أول أمره باللبن ونفقته في بيته مثل النفقه على طلبة العلم، بل ربما تكون أحيانً أقل.

وقد يأخذ عليه بعضهم أنه شديد على مخالفه، فنقول: إنه يشتد على من يريد صرف الناس عن العلم والتعليم، ويشغلهم بالسياسات وهو مع ذلك لا يحب إيذاء أحد ولا هدم شيء فيه منفعة للإسلام، فهو مع ما كان يظهر بينه

(1/12)

بين جماعة الإخوان المسلمين من جفوة، إلا أنه دائماً كان يعرض القضاء على المعاهد العلمية التي يسيطر عليه الإخوان، لما يرى فيها من نفع للإسلام أكثر من مدارس التربية والتعليم.

وهذا وإنني ذكرت ما مضى ليس رغبة في مدح الشيخ، فأن أعلم أنه لا يحب ذلك بل يكرهه، ولكن ذكرت ذلك لما أرى فيه من المنفعة لطالب العلم وذلك ليتخلقوا بالخصال الطيبة الموجودة في أهل العلم، والشخص الحريص على ما ينفعه يحاول أن يستفيد من أهل الخير فكل خصلة طيبة في شخص يحرص على أن يتصف بهذه الصفة (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) وفي "الصحيحين" عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) .

وبعض الناس إذا سمع أخبار السلف الصالح لم يحرك فيه ذلك رغبة التأسي بهم وكأنهم خلق آخر غيرنا، وأما من كان في عصرنا ويعيش بيننا وهم يتأسون بالسلف الصالح فهم حافز لغيرهم على التأسي بسلفنا، ونرجو من الله عزوجل أن يأخذ بأيدينا ونواصينا للخير حتى نكون أهلاً لميراث جنة الفردوس في مقعد صدق عند مليك مقتدر، إنه ولي ذلك والقادر عليه، كما نسأله سبحانه أن يمد في عمر شيخنا، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين، كما نسأله سبحانه أن يغفر لنا ما قدمنا، وما أخرنا، وما أسرننا، وما أعلنا، وما هو أعلم به منا، وآخر دعوانا ا، الحمد لله رب العالمين.

كتبه

أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين

(1/13)

المقدمة

الحمد لله حمداً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فإني في بحث "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" كانت تمر بي أحاديث ظاهرها الصحة، فأجدها في كتاب آخر معلة، وربما يطلع عليها باحث من الإخوة الباحثين، ففيظن أنها مما يلزمني إخراجه، فأفردت لها دفتراً حتى اجتمع لديَّ نحو أربعمائة حديث، فرأيت إخراجها حتى يتم الانتفاع بها كما تم بـ"الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"، اسأل الله أن ينفع بها وأن يجعل العمل خالصاً لوجهه الكريم.

وغالب هذه الفوائد من كتب أهل العلم كما ستراها إن شاء الله، فليس لي إلا الجمع والحمد لله الذي وفقني لذلك.

(1/15)

معنى العلة

قال ابن الصلاح في "المقدمة" فالحديث المعلل هو: الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته مع أن ظاهرة السلامة منها.

قال الحافظ في "النكت" (ج2ص710 بتحقيق الشيخ الفاضل ربيع بن هادي حفظه الله) قلت: وهذا تحرير لكلام الحاكم في "علوم الحديث" فإنه قال: وإنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل، فإن حديث المجروح ساقط واه وعلة الحديث تكثر في أحاديث الثقات أن يحدثوا بحديث له علة فتخفى عليهم علته، والحجة فيه عندنا العلم والفهم والمعرفة.

متى يسمى الحديث معلولاً:

فعلى هذا لا يسمى الحديث المنقطع مثلا معلولاً، ولا الحديث الذي راويه مجهول معلولاً أو ضعيف وإنما يسمى معلولاً إذ آل أمره إلى شيء من ذلك مع كونه ظاهر السلامة من ذلك.

وفي هذا رد على من زعم أن المعلول يشمل كل مردود.

وإذا تقرر هذا فالسبيل إلى معرفة سلامة الحديث من العلة كما نقله المصنف عن الخطيب أن يجمع طرقه، فإن اتفقت رواته واستووا ظهرت سلامته.

وإن اختلفوا أمكن ظهور العلة، فمدار التعليل في الحقيقة على بيان الاختلاف وسأوضحه في النوع الذي بعد هذا إن شاء الله تعالى وهذا الفن أغمض أنواع الحديث وأدقها مسلكاً، ولا يقوم به إلا من منحه الله تعالى فهما غايصاً وإطلاعاً حاوياً وإدراكاً لمراتب الرواة ومعرفة ثاقبة، ولهذا لم يتكلم

(1/16)

فيه إلا أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم وإليهم المرجع في ذلك لما جعل الله فيهم من معرفة ذلك، والاطلاع على غوامضه دون غيرهم ممن لم يمارس ذلك.

وقد تقصر عبارة المعلِّل منهم، فلا يفصح بما استقر في نفسه من ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى كما في نقد الصيرفي سواء، فمتى وجدنا حديثا قد حكم إمام من الأئمة المرجوع إليهم - بتعليله - فالأولى إتباعه في ذلك كما نتبعه في تصحيح الحديث إذا صححه.

وهذا الشافعي مع إمامته يحيل القول على أئمة الحديث في كتبه فيقول: "وفيه حديث لا يثبته أهل العلم بالحديث".

وهذا حيث لا يوجد مخالف منهم لذلك المعلل، وحيث يصرِّح بإثبات العلة فأما إن وجدغيره صححه فينبغي حينئذ توجه النظر إلى الترجيح بين كلاميهما.

وكذلك إذا أشار المعلل إلى العلة إشارة ولم يتبين منه ترجيح لإحدى الروايتين، فإن ذلك يحتاج إلى الترجيح والله أعلم.

الترجيح

قال الحافظ في "النكت" (ج2ص712 بتحقيق الشيخ الفاضل ربيع بن هادي حفظه الله) : قال الحافظ العلائي بعد أن ذكر ما هذا ملخصه: "فأما إذا كان رجال الإسنادين متكافئين في الحفظ أو العدد أو كان من أسنده أو رفعه دون من أرسله أو وقفه في شيء من ذلك مع أن كلهم ثقات محتج بهم فههنا مجال النظر واختلاف أئمة الحديث والفقهاء.

(1/17)

فالذي يسلكه كثير من أهل الحديث بل غالبهم جعل ذلك علة مانعة من الحكم بصحة الحديث مطلقا، فيرجعون إلى الترجيح لإحدى الروايتين على الأخرى، فمتى اعتضدت إحدى الطريقين بشيء من وجوه الترجيح حكموا لها وإلا توقفوا (1) عن الحديث وعللوه بذلك، ووجوه الترجيح كثيرة لا تنحصر ولا ضابط لها بالنسبة إلى جميع الأحاديث، بل كل حديث يقوم به ترجيح خاص، وإنما ينهض بذلك الممارس الفطن الذي أكثر من الطرق والروايات ولهذا لم يحكم المتقدمون في هذا المقام بحكم كلي يشمل القاعدة بل يختلف نظرهم بحسب ما يقوم عندهم في كل حديث بمفرده -والله أعلم.

قال الحافظ في "النكت على ابن الصلاح" (ج2ص715 بتحقيق الشيخ الفاضل ربيع بن هادي حفظه الله) : قال العلائي: "وهذا كله إذا كان الإسناد واحداً من حيث المخرج غير مختلف في الحالات، أما إذا اختلف في الوصل والإرسال كأن يروي بعضهم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - حديثا مرفوعاً فيرويه بعضهم عن الزهري، عن أبي سلمة - رضي الله عنه - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ - مرسلاً.

أو يرويه بعضهم عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - حديثاً مرفوعاً، فيرويه بعضهم، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي سعيد - رضي الله عنه - موقوفاً.

ففي مثل هذه الصيغة يَضعُفُ تعليل أحدهما بالآخر؛ لكون كل منهما

_________

(1) الذي يظهر أنه إذا كانت الطرق متكافئة أنه يحمل على الوجهين، فإذا كان بعضهم يرسله عن المحدث وبعضهم يوصله فيحمل على أنه حدث به على الوجهين، ويؤخذ بالوصل لأنها زيادة لم يعارضها ما هو أرجح منها. وهذكا الرفع والوقف يؤخذ بالرفع لأنها زيادة لم يعارضها ما هو أرجح منها ولعله يأتي في المقدمة إن شاء الله شيء من ذلك.

(1/18)

إسناداً برأسه، ولقوة احتمال كونهما إسنادين عند الزهري أو عند الأعمش كل واحد منهما على وجه.

قلت (1) : وإنما يقوى هذا إذا أتى بهما الراوي جميعا في وقت واحد وحينئذ ينتفي التعليل، وشرط هذا كله التساوي في الحفظ أو العدد. فأما إذا كان راوي الوصل أو الرفع مرجوحاً، فلا، تقرر غير مرة - والله أعلم -.

أمثلة للعلة القادحة

منها تكافؤ الطرق، قال الدارقطني في "التتبع" ص (176) : وأخرجا جميعًا حديث يحيى بن سعيد القطان، عَن عُبيد الله، عَن سعيد المقبري، عَن أبيه، عَن أبي هريرة: قصة المسيء صلاته وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (ارجع فصل فإنك لم تصل) .

قال: وقد خالف يحيى أصحاب عُبيد الله كلهم منهم أبو أسامة وعبد الله بن نمير وعيسى بن يونس وغيرهم ورووه، عَن عُبيد الله، عَن سعيد، عَن أبي هريرة، فلم يذكروا أباه، ورواه معتمر، عَن عُبيد الله، عَن سعيد، مُرْسَلاً، عَن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويحيى حافظ ويشبه أن يكون عُبيد الله حدث به على الوجهين. والله أعلم.

وأخرجا أيضًا حديث يحيى القطان، عَن عُبيد الله، عَن سعيد، عَن أبيه، عَن أبي هريرة: قيل يا رسول الله من أكرم.

وقد خالف خالف يحيى جماعة منهم أبو أسامة وابن نمير وعبد ة ومعتمر ومحمد بن بشر وغيرهم فرووه، عَن عُبيد الله، عَن سعيد، عَن أبي هريرة، وأخرج

_________

(1) القائل هو الحافظ.

(1/19)

البخاري الوجهين جميعًا وأخرج مسلم حديث يحيى دون من خالفه. اهـ

وبعض إخواننا من طلبة العلم حفظهم الله إذا سألته عن العلة غير القادحة قال: إبدال ثقة بثقة، نعم، هذه علة غير قادحة، ولكنها مجرد مثال، فإذا وجدت في الحديث علة قادحة ثم أزيلت وسلم الحديث من العلة يقال: فيه علة غير قادحة.

وذلك كعنعنة المدلس الذي تضر عنعنته ثم جاء من طريق تنتهي إلى ذلك الملس وفيها التصريح بسماعه، والإرسال والوصل، ثم ترجح الوصل، والوقف والرفع ثم ترجح الرفع، وهكذا بقية العلل القادحة التي تطرأ على الحديث وتعرف بجمع الطرق كما قال علي بن المديني رحمه الله: "الباب إذا لم تجمع طرقه، لم يتبين خطؤه".

فائدة في معنى نفي الحفاظ المتابعات

قال الحافظ في "النكت على ابن الصلاح" (ج2ص721 بتحقيق الشيخ الفاضل ربيع بن هادي حفظه الله) :

ولما أخرج الترمذي حديث ابن جريج المبدأ بذكره في "كتاب الدعوات" من جامعه عن أبي عبيدة بن أبي السفر، عن حجاج قال: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه"انتهى.

وهو متعقب أيضاً، وقد عرفناه من حديث سهيل من غير هذا الوجه فرويناه في الخلعيات مخرجاً من أفراد الدارقطني من طريق الواقدي ثنا عاصم ابن عمر وسليمان بن بلال كلاهما عن سهيل به.

ورويناه في كتاب " الذكر " لجعفر الفريابي قال: ثنا هشام بن عمار: ثنا

(1/20)

إسماعيل بن عياش. ثنا سهيل.

ورويناه في "الدعاء" للطبراني من طريق ابن وهب قال: حدثني محمد بن أبي حميد عن سهيل.

فهؤلاء أربعة رووه عن سهيل من غير الوجه الذي أخرجه الترمذي فلعله إنما نفى أن يكون يعرفه من طريق قوية، لأن الطرق المذكورة لا يخلو واحد منها من مقال.

أما الأولى: فالواقدي متروك الحديث.

وأما الثانية: فإسماعيل بن عياش مضعف في غير روايته عن الشاميين ولو صرح بالتحديث.

وأما الثالثة: فمحمد بن أبي حميد وإن كان مدنيا، لكنه ضعيف أيضاً.

وقد سبق الترمذي أبو حاتم إلى ما حكم به من تفرد تلك الطريق عن سهيل، فقال: فيما حكاه ابنه عنه في "العلل": (لا أعلم روى هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في شيء من طرق أبي هريرة رضي الله عنه. قال: وأما رواية إسماعيل بن عياش، فما أدري ما هي؟، إنما روى عنه إسماعيل أحاديث يسيرة) .

فكأن أبا حاتم استبعد أن يكون إسماعيل حدث به، لأن هشام بن عمار تغير في آخر عمره، فلعله رأى أن هذا مما خلط فيه، ولكن أورد ابن أبي حاتم عى إطلاق أبيه طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة التي قدمناها، ثم اعتذر عنه بقوله: كأنه لم يصحح رواية عبد الرحمن بن أبي عمرو عن المقبري.

وهذا يدلك على أنهم قد يطلقون النفي، ويقصدون به نفي الطرق الصحيحة، فلا ينبغي أن يورد على إطلاقهم معذلك الطرق الضعيفة والله

(1/21)

الموفق.

قال أبو عبد الرحمن: وربما صرحوا بذلك، قال الدارقطني رحمه الله في "الإلزامات" ص (98) :

وانفرد البخاري بحديث سنين أبي جميلة ولم يرو عنه غير الزهري من وجه يصح مثله.

وانفرد البخاري بحديث شيبة بن عثمان ولم يرو عنه غير أبي وائل من وجه يصح مثله، فهذا حديث الثوري والشيباني، عَن واصل، عَن أبي وائل.

وانفرد مسلم بحديث الأغر المزني ولم يروه عنه غير أبي بردة بن أبي موسى من وجه يصح مثله.

وانفرد مسلم بحديث أبي رفاعة العدوي، ولم يرو عنه غير حميد بن هلال العدوي من وجه يصح مثله.

وانفرد مسلم برافع بن عمرو الغفاري أخي الحكم بن عمرو ولم يرو غير عنه عبد الله بن الصامت من وجه يصح مثله.

وانفرد مسلم بحديث ربيعة بن كعب الأسلمي، ولم يرو عنه غير أبي سلمة بن عبد الرحمن من وجه يصح مثله.

وانفرد البخاري بحديث أبي عبس بن جبر: (من اغبرت قدماه في سبيل الله) من رواية عباية بن رفاعة، ولم يرو عنه من وجه يصح مثله غيره.

(1/22)

تنبيه مهم

قد يكون الحديث معلاً من طريق، وصحيحاً من طريق أخرى، أو من طُرُقٍ.

قال الدارقطني رحمه الله في "التتبع" ص (375) : وأخرج مسلم، عَن المقدمي، عَن حماد، عَن أيوب، عَن نافع، عَن ابن عمر أن عمر قبل الحجر. قال: وقد إختلف فيه على أيوب وعلى حماد بن زيد وقد وصله مسدد والحوضي، عَن حماد. وخالفهم سليمان وأبو الربيع وعارم فأرسلوه، عَن حماد. قال بن علية، عَن أيوب نبئت أن عمر ليس فيه نافع، ولكن عمر وهو صحيح من حديث سويد بن غفلة وعابس بن ربيعة وابن سرجس، عَن عمر.

وقال ص (379) وأخرج البخاري حديث عمران بن حطان، عَن ابن عمر، عَن عمر في لبس الحرير، وعمران متروك لسوء اعتقاده وخبث رأيه والحديث ثابت من وجوه، عَن عمر، عَن عبد الله مولى أسماء وغيره، عَن ابن عمر، عَن عمر. اهـ

فعلى لا يجوز لطالب علم أن يحكم على الحديث بالضعف بمجرد أن يراه في كتب العلل، فربما يكون صحيحاً من طريق أخرى، أو صحيحاً عن صحابي آخر، بل ربما يكون الحديث في "مجمع الزوائد" بسند ضعيف وهو في "الصحيحين" عن صحابي آخر.

ولا يحكم على الحديث بالضعف المطلق إلا حافظ كبير كالإمام أحمد وعلي بن المديني، والبخاري، ومسلم، وأبي زرعة، وأبي حاتم الرازيين، ومن

(1/23)

كان في مضمارهم كالدارقطني وبقية حفاظ الحديث المتبحرين في هذا الفن، ومن العلماء المبرزين في هذا الفن الحافظ ابن حجر رحمه الله فإني وجدت في كتابه "النكت على كتاب ابن الصلاح " في المعلِّ وفي المضطرب تعقبات له تشد لها الرحال، فجزاه الله عن الإسلام وعن علم الحديث بخصوصه خيراً.

ولسنا بحمد الله ممن يتحجر واسعاً، وال ممن يهضم الناس جهودهم، فالباحث في هذا الزمن الذي أعطاه الله إمكانية البحث ويسَّر له الكتب التي أصبحت متوفرة في هذا الزمن وجمعت ولم تكن مجموعة من قبل، له أن يقول: قد بحثت فلم أجد لفلان متابعاً، فعلى هذا فالحديث شاذ أو مرسل. والله أعلم.

كلمة شكر ودعاء

روى أبو داود في "سننه" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) .

فأسأل الله أن يجزي أخانا حسين بن محمد مناع خيراً على قيامه بكتابة "أحاديث معلة ظاهرها الصحة" على الآلة الكاتبة، ثم ترتيبه إياها على المسانيد مع مشاركة أخيه في الله صالح بن صالح مناع فجزاهما الله خيراً.

وأسأل الله أن يجزي أخانا الهمام محمد بن قائد الحجري على مراجعته الكتاب وإبداء ملاحظاته القيمة، فأسأل الله أن يبارك فيه وفي علمه ويجزيه خيراً، وأن يعيذه من الحزبية المساخة ومن فتنة المحيا والممات. إنه على كل شيء قدير.

(1/24)

ج2.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند أبي اللحم

1-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج3 ص158) : أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ عَنْ آبِي اللَّحْمِ أَنَّهُ رَأَى رَسُول اللهْْْ صلى الله عليه وعلى آله وسلم عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ يَسْتَسْقِي , وَهُوَ مُقْنِعٌ بِكَفَّيْهِ يَدْعُو.

هذا حديث ظاهره الصحة , ولكن الحافظ في "تهذيب التهذيب"قال في ترجمة يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد: روى عن عمير مولى آبى اللحم والصحيح أن بينهما محمد بن إبراهيم التيمي.

(1/25)

مسند أبى بن كعب رضي الله عنه

2-قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج1 ص523) حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ عَنْ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا وَجْهُنَا وَاحِدٌ فَلَمَّا قُبِضَ نَظَرْنَا هَكَذَا وَهَكَذَا.

هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدته قابل للتحسين، ولكن في جامع التحصيل وفى "مصباح الزجاجة" أن الحسن لم يسمع من أبى بن كعب، وإنما سمعه من عتي بن ضمرة السعدي عن أبى.

3- قال أبو يعلى الموصلي رحمه الله (ج8ص145) : حدثنا ابو كريب حدثنا معاوية بن هشام عن عمران بن أبي أنس المكي عن ابن أبي ملكية: عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأصحابه تدرون أزنى الزنا عند الله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: (فإن أزنى الزنا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم ـ ثم قرأ: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا)

هذا الحديث كنت حكمت عليه في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" (ج2ص 471) بالصحة، ظاناً أن عمران بن أبي أنس هو القرشي، حتى أفادنا الشيخ الفاضل عبد الرقيب الإبي بأن الصحيح أنه عمران بن أنس المكي وهو ضعيف، وأحالنا على

(1/26)

"شعب الإيمان " للبيهقي (ج5ص298) رقم حديث (6711) فوجدنا في "شعب الإيمان": عن ابن (1) سلام عن يحيى بن واضح سمع عمران. قال البخاري لا يُتَابَعُ عليه، ورواه عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الراهب عن كعب من قوله وهو أصح. اهـ

_________

(1) في الأصل: أبي سلام، والصواب: ابن سلام وهو محمد بن سلام البيكندي وهو في "تاريخ البخاري " على الصواب

(1/27)

مسند أسامة بن زيد رضي الله عنهما

4- قال الإمام النسائي - (5/219) : أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَطَاءٌ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ الْبَيْتَ فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَجَافَ الْبَابَ وَالْبَيْتُ إِذْ ذَاكَ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ فَمَضَى حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الْأُسْطُوَانَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَلِيَانِ بَابَ الْكَعْبَةِ جَلَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ وَاسْتَغْفَرَهُ ثُمَّ قَامَ حَتَّى أَتَى مَا اسْتَقْبَلَ مِنْ دُبُرِ الْكَعْبَةِ فَوَضَعَ وَجْهَهُ وَخَدَّهُ عَلَيْهِ وَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ وَاسْتَغْفَرَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى كُلِّ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الْكَعْبَةِ فَاسْتَقْبَلَهُ بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّسْبِيحِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ وَالْمَسْأَلَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ مُسْتَقْبِلَ وَجْهِ الْكَعْبَةِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ هَذِهِ الْقِبْلَةُ هَذِهِ الْقِبْلَةُ.

هذا حديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح , ولكن في جامع التحصيل عن أبي زرعة أن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من أسامة بن زيد , وفي تهذيب التهذيب عن أبي حاتم أن عطاء لم يسمع من أسامة بن زيد , والذي أسقطه عطاء هنا هو ابن عباس ,كما في صحيح مسلم , وفي النسائي أيضا (ج5 ص 220) .

5- وقال الإمام البزار رحمه الله (ج7ص65) : حدثنا عَمْرو بن علي, أخبرنا

(1/28)

معاذ بن هشام, أخبرنا همام عن قتادة عن عزرة عن الشعبي قال أخبرني أسامة بن زيد أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من جمع فما رفعت يديها عادية حتى رمى الجمرة.

قال البزار رحمه الله تعالى: ولا نعلم روى الشعبي عن أسامة غير هذا الحديث ولا رواه عن الشعبي إلا عزرة وعزرة هذا هو عزرة بن عبد الرحمن روى عنه قتادة وداود بن أبي هند وغيرهما. أهـ

قال أبو عبد الرحمن: الحديث ظاهره الحسن، ولكن ابن أبى حاتم فى "العلل" (ج1ص270) قال سألت أبى عن حديث رواه همام عن قتادة عن عزرة عن الشعبي أن الفضل بن العباس حدثه وأن أسامة بن زيد حدثه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يلبى حتى رمى جمرة العقبة، هل سمع الشعبي منهما؟ فقال أبوه: لا يحتمل، وينبغي أن يكون بينهما أحد، ولكن كذا حدث به همام، فلا أدرى ما هذا الأمر؟. اهـ

6-قال أبو داود الطيالسي رحمه الله تعالى كما في "المسند" (ص88) : حدثنا شعبة وهمام، عن قتادة، عن عزرة، عن الشعبي، قال: حدثني أسامة بن زيد، أنه " أفاض مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ من عرفة فلم ترفع راحلته يدا غادية حتى أتى المزدلفة ".

قال أبو عبد الرحمن: الحديث ظاهره الصحة، ولكن ابن أبى حاتم ذكر في "العلل" (ج1ص277-288) أنه سأل أباه عن هذا الحديث فقال أبوه: هذان الحديثان خطأ، الشعبي لم يسمع من أسامة شيئا فيما أعلم. اهـ

وأما التصريح بالسماع هنا فيحتمل أن يكون غلطا من الناسخين أو الطابعين أو وهما من بعض الرواة، وعلى كل فقول الحافظ مقدم على نسخة ليست مسموعة لنا، والله أعلم.

7-قال الترمذي رحمه الله تعالى (ج4 ص380بتحقيق إبراهيم عطوة) :

(1/29)

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ بِمَكَّةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ عَنْ سُعَيْرِ بْنِ الْخِمْسِ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ.

قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ جَيِّدٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا فَلَمْ يَعْرِفْهُ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ما بين ثقة وصدوق، فظاهره الحسن، ولكن ابن أبى حاتم يقول في "العلل" (ج2ص350) سمعت أبى يقول: هذا حديث منكر بهذا الإسناد.

(1/30)

ج3.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند أسامة بن عمير رضي الله عنه

8-قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج4ص292) : حدثنا علي بن عيسى، ثنا أحمد بن نجدة القرشي، ثنا سعيد بن منصور، ثنا محمد بن حمران، ثنا خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه، رضي الله عنه، قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعثر بعيرنا فقلت: تعس الشيطان، فقال لي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: " لا تقل تعس الشيطان، فإنه يستعظم حتى يكون مثل البيت ويقوى، ولكن قل بسم الله، فإذا قلت: بسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب "0

الحديث معروف عن أبى المليح عن رديف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ غير مسمى، حتى قال الإمام المزي في "تحفة الأشراف": رواه جماعة عن خالد، لم يقولوا: عن أبيه، قالوا عن رجل.

وقال الإمام النسائي في عمل "اليوم والليلة" (ص374) بعد أن ذكره من طريق عبد الله بن المبارك، عن خالد الحذاء، عن أبى تميمة، عن أبى المليح، عن رديف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم ذكره من طريق محمد بن حمران، عن خالد، عن أن أبى تميمة عن أبى المليح، عن أبيه. قال: الصواب عندنا حديث عبد الله بن المبارك وهذا عندي خطأ.

9- قال الحاكم رحمه الله (ج4ص292) : حدثنا علي بن حمشاذ العدل, ثنا أبو المثنى, ثنا مسدد, ثنا يزيد بن زريع, ثنا خالد الحذاء, عن أبي تميمة,

(1/31)

عن رديف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه عثرت به دابته فقال: تعس الشيطان فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: لا تقل تعس الشيطان فإنك إن قلت تعس الشيطان تعاظم وقال بقوتي صرعته وإذا قيل بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب) .

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

أبو تميمة هو طريف بن مجالد لم يذكر أنه سمعه من ردف رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وقد جاء في "سنن أبي داود" و "عمل اليوم والليلة" من طريق عبد الله بن المبارك، عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن ابي المليح، عن ردف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. فعلم أن في رواية الحاكم رحمه الله سقطاً وهو أبو المليح والله أعلم.

والحديث أخرجه أحمد (ج5ص59) من حديث عاصم بن سليمان الأحول، كما جاء مصرحاً به في "المسند" (ج5ص71) وهو في هذا الموضع عن أبي تميمة عن رديف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل عن ردف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فَتُؤُكِّد من السقط، والحمد لله.

10-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص74) : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ وَابْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ.

ثم قال ص (75) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ.

الحديث أخرجه أبو داود (ج11ص194) , وأخرجه الترمذي (ج5ص467) ثم قال: ولا نعلم أحدا قال (عن أبى المليح عن أبيه) غير سعيد بن أبى عروبة، ثم قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة عن يزيد الرشك، عن أبى المليح، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أنه نهى عن جلود السباع , وهذا أصح.

زاد الحافظ المزي في"تحفة الأشراف" عازيا له إلى الترمذي: وعن ابن بشار عن

(1/32)

معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن أبى المليح أنه كره جلود السباع. أهـ

فسعيد بن أبى عروبة يعتبر شاذا، لأنه خالف من هو أرجح منه، والله أعلم.

والحديث ذكره الإمام الترمذي في "العلل" (ج2ص741) بعد أن ذكره من حديث سعيد بن أبى عروبة متصلا، قال: سألت محمدا يعنى البخاري، فقال: سعيد بن أبى عروبة روى عن قتادة، عن أبى المليح، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وَعَلَى آلِهِ وسلم , وروى هشام عن قتادة عن أبى المليح فقال: نهى عن جلود السباع، ولم يعرض محمد في هذا بشئ أيهما أصح.

قال أبو عيسى: وروى شعبة هذا الحديث عن يزيد الرشك، عن أبى المليح، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن جلود السباع، ولم يذكر فيه عن أبيه. أهـ

11-قال الطبراني (ج1ص191) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يَحْيَى الْقَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَهَانِي بن يَحْيَى، قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلا أَعْتَقَ شِقْصًا مِنْ مَمْلُوكٍ، فَأَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عِتْقَهُ، وَقَالَ: لَيْسَ لِلَّهِ شَرِيكٌ. هذا إسناد قوى كما قال الحافظ في "الفتح" (ج5ص159) .

وأخرجه أحمد (ج5ص759) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، ثنا سعيد، عن قتادة به موصولا، ثم قال: ثنا بهز، عن همام، قال: حديث الشقص في العبد مرسل. وأخرجه أبو داود (4970) موصولا، فقال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: ثنا أبو الوليد، قال: ثنا همام، قال: ثنا قتادة. وأخبرنا محمد بن معمر، قال: ثنا حبان، قال: ثنا همام به، ثم رواه (4971) فقال أخبرنا المؤمل بن هشام، قال: ثنا إسماعيل، عن سعيد، عن قتادة، عن أبى المليح به مرسلا. وقال (4972) : أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنى أبو عامر، قال: ثنا هشام، عن قتادة، عن أبى المليح به مرسلا.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3933) فقال: حدثنا أبو الوليد الطيالسى، قال: ثنا

(1/33)

همام (ح) وثنا محمد بن كثير المعنى، أخبرنا همام، عن قتادة، عن أبى المليح، قال أبو الوليد: عن أبيه به.

ونقل المزي في "التحفة" (ج1ص65) أن النسائي قال: هشام وسعيد أثبت في قتادة فاتضح من ذلك شذوذ الرواية الموصولة، وقد اختلف على همام فيه، فقد رواه محمد بن كثير عنه مرسلا عند النسائي ورواه أبو عمر الحوضي ويحيى بن هانئ عند الطبراني وأبو الوليد عند أبى داود، والنسائي موصولا؛ وكذا حبان بن هلال عند أبى داود أيضا.

والصواب ما رواه البخاري (ج5ص132فتح) فقال: حدثنا بشر بن محمد، أخبرنا عبد الله، عن سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وَعَلَى آلِهِ وسلم قال من أعتق شقصا له من عبد أو شركا-أو قال: نصيبا-وكان له ما يبلغ ثمنه بقيمة العدل فهو عتيق، وإلا فقد عتق منه ما عتق) .

ورواه مسلم (1503) عن عمرو الناقد، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن أبى عروبة، عن قتادة به نحوه. ورواه عن على بن خشرم، أخبرنا عيسى بن يونس، عن ابن أبى عروبة به نحوه.

(1/34)

مسند أنس بن مالك رضي الله عنه

12-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص194) : أَخْبَرَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ مِنْ وَثْءٍ كَانَ بِهِ.

إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح. ولكن أبا داود (ج5ص290) : يقول عقب هذا الحديث: سمعت أحمد قال: ابن أبى عروبة أرسله. يعنى عن قتادة. أهـ. وفى رواية معمر عن قتادة كلام، وأما سعيد ابن أبى عروبة فمن أثبت الناس في قتادة، فيعتبر حديث معمر شاذاً. والله أعلم.

13-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج3ص110) : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ عَنْ الْمِنْبَرِ فَيَعْرِضُ لَهُ الرَّجُلُ فَيُكَلِّمُهُ فَيَقُومُ مَعَهُ النَّبِيُّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ إِلَى مُصَلَّاهُ فَيُصَلِّي.

هذا حديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بالصحة، فرجاله رجال الصحيح إلا محمد بن على بن ميمون، وقد قال الحاكم عنه إمام أهل الجزيرة في عصره ثقة مأمون.

(1/35)

ولكن أبا داود رحمه الله تعالى يقول (ج3ص16) بعد ذكر الحديث: والحديث ليس بمعروف عن ثابت، هو مما انفرد جرير عن حازم. اهـ

ويقول الإمام الترمذي رحمه الله (ج3ص52) بعد ذكره الحديث هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث جرير بن حازم سمعت يقول: وهم جرير بن حازم في هذا الحديث. والصحيح ما روي عن ثابت عن أنس قال: أقيمت الصلاة فأخذ رجل بيد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فمازال يكلمه حتى نعس بعض القوم.

قال محمد: والحديث هو هذا، وجرير بن حازم ربما يَهِمُ في الشيء، وهو صدوق. اهـ

14-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج4ص16) : أَخْبَرَنَا إِسْحَقُ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ حِينَ بَايَعَهُنَّ أَنْ لَا يَنُحْنَ فَقُلْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ نِسَاءً أَسْعَدْنَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَفَنُسْعِدُهُنَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لَا إِسْعَادَ فِي الْإِسْلامِ

إذا نظرت في رجال هذا الحديث، وجدتهم رجال الصحيح.

وسيأتي ما قيل في رواية معمر عن ثابت، وقد قال أبو حاتم كما في كتاب "العلل"لابنه (ج1ص37) : هذا حديث منكر.

15-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج8ص170) : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْأَبَحُّ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَسَلَّمَ مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ0 قَالَ: وَرُوِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ

(1/36)

مَهْدِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يُثَبِّتُ حَمَّادَ بْنَ يَحْيَى الْأَبَحَّ، وَكَانَ يَقُولُ هُوَ مِنْ شُيُوخِنَا. أهـ

قال الحافظ ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (ج2ص143) : الصواب عن ثابت عن الحسن مرسلا، كذا رواه حماد بن سلمة عن ثابت. يريد رحمه الله أن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت، وحكم أن حماد بن يحيى الأبح وهم في هذا.

هذا بالنظر إلى هذا السند، وأما متن الحديث فله طرق يرتقى بها إلى الحسن، كما قال الحافظ ابن حجر كما في "كشف الخفاء".

ورواية حماد بن سلمة المرسلة رواها الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص143) : فقال: حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت وحميد ويونس، عن الحسن، أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: "مثل أمتى.." فذكره.

16- قال أبو داود رحمه الله (ج9ص42) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ "لَا عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ ".

رواية معمر عن ثابت ضعيفة، وفى "شرح علل الترمذي" (ج2ص42) : قال على يعنى بن المديني: وفى أحاديث معمر عن ثابت غرائب ومنكرة 0وذكر على أنها تشبه أحاديث أبان بن أبى عياش. وقال العقيلي: أنكرهم رواية عن ثابت معمر.

وذكر ابن أبي خيثمة عن يحيى ابن معين قال: حديث معمر عن ثابت مضطربٌ كثير الأوهام.

17-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج5ص426) : حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ،، قَالَا حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ

(1/37)

نَزَعَ خَاتَمَهُ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا داود رحمه الله يقول في "سننه" (ج9ص35) : هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَإِنَّمَا يُعْرَفُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ ثُمَّ أَلْقَاهُ. وَالْوَهَمُ فِيهِ مِنْ هَمَّامٍ وَلَمْ يَرْوِهِ إِلاَّ هَمَّامٌ. أهـ

وفى "تحفة الأشراف" في ترجمة ابن جريج عن الزهري أن النسائي قال: هذا الحديث غير محفوظ.

ولم أجده في النسائي، فقد ذكر الحديث (ج8ص178) ، فإما أن يكون قد سقط من "الصغرى"وإما أن يكون في "الكبرى". والله أعلم.

وإن كنت تريد المزيد في المسألة راجعت "تهذيب التهذيب "لابن القيم، فقد نصر رحمه الله ما قاله أبو داود.

18-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج6ص605) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّث َنَا أَبِي عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ- يَعْنِي رَجُلً-أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: " أَوَلَا تَدْرِي، فَلَعَلَّهُ تَكَلَّمَ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ، أَوْ بَخِلَ بِمَا لَا يَنْقُصُهُ".

قَالَ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيب.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا سليمان بن عبد الجبار , وقد قال ابن أبى حاتم: إنه صدوق كما في تهذيب التهذيب , روى عن أنس ولم يثبت له منه سماع وفى تهذيب التهذيب أيضا وقال الخليلى: رأى أنساً ولم يُرزَق السماع منه , وما رواه عن أنسٍ ففيه الإرسالُ.

(1/38)

19-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج6ص109) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ " مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ وَمَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ".

قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.

وأخرجه ابن ماجه (ج4ص1400) فقال حدثنا الحسن بن على الخلال ثنا عبد الرزاق به. هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح ولكن يحيى بن معين يقول إن معمرا عن ثابت مضطرب كثير الأوهام.

20- قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج1ص475) : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، أَنْبَأَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ.

هذا حديث ظاهر سنده الحسن , ورجاله رجال الشيخين ولكن الإمام الترمذي رحمه الله تعالى بعد أن ذكر محمد بن المثنى أخبرنا محمد بن بكر به قال وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال هذا حديث أخطأ فيه محمد بن بكر وإنما يروى هذا الحديث عن يونس عن الزهري أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة قال الزهري وأخبرني سالم أن أباه كان يمشى أمام الجنازة قال محمد وهذا أصحُّ.

21-قال الإمام أبو داود الطيالسي رحمه الله في مسنده (ج9ص2849) :

(1/39)

حدثنا ابن سعد، عن أبيه، عن أنس، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: " الأئمة من قريش، إذا حكموا عدلوا، وإذا عاهدوا وفوا، وإن استرحموا رحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منهم صرفٌ ولا عدلٌ ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح فابن سعد هو إبراهيم بن سعد وأبوه هو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

ولكن الحافظ ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (ج2ص596) يقول: إن أحمد بن حنبل سئل عن هذا الحديث فقال هذا الحديث ليس في كتب إبراهيم ابن سعد لا ينبغي أن يكون له أصل. أهـ بتصرف.

هذا وحديث الأئمة من قريش صحيح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فقد قال الحافظ رحمه الله في الفتح إنه روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قدر أربعين صحابياً.

22-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص146) : حدَّثَنَا هَارُونُ (قَالَ: أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ (وهو عبد الله بن أحمد) وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ غَيْرَ مَرَّةٍ) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ أَنَّهُ سَمِعَ قَتَادَةَ بْنَ دِعَامَةَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَوَضَّأَ وَتَرَكَ عَلَى قَدَمِهِ مِثْلَ مَوْضِعِ الظُّفُرِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: "ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ"

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن أبا داود رحمه الله يقول في السنن (ج1ص146) هذا الحديث ليس بمعروف عن جرير بن حازم ولم يروه إلا ابن وهب وحده ثم قال عقب حديث ساقه بعده حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا حماد قال أخبرني يونس وحميد عن الحسن عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

فكأن أبا داود رحمه الله يرجح المرسل والله أعلم.

ثم إن في رواية جرير ابن حازم عن قتادة ضعف ففي "تهذيب التهذيب": وقال عبد الله ابن أحمد سألت ابن معين عنه أي عن جرير فقال ليس به بأس فقلت: إنه

(1/40)

يحدث عن قتادة عن أنس أحاديث مناكير؟ فقال ليس بشيء هو عن قتادة ضعيف.

وفى "تهذيب التهذيب" أيضاً قال ابن عدى: وقد حدث عن أيوب السختياني , والليث بن سعد , وله أحاديث كثيرة عن مشايخه , وهو مستقيم الحديث صالح فيه إلا في روايته عن قتادة , فإنه يروى عنه أشياء لا يرويها عنه غيره.

وفى "تهذيب التهذيب" أيضاً , وقال الميموني؛ عن أحمد: كان حديثه عن قتادة غير حديث الناس يُوقِفُ أشياء , ويسند أشياء, ثم أثنى عليه , وقال: صاحب سنَّةٍ وفضل. اهـ

23-قال الإمام أحمد رحمه الله: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ذُو مَالٍ كَثِيرٍ وَذُو أَهْلٍ وَوَلَدٍ وَحَاضِرَةٍ فَأَخْبِرْنِي كَيْفَ أُنْفِقُ وَكَيْفَ أَصْنَعُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ " تُخْرِجُ الزَّكَاةَ مِنْ مَالِكَ فَإِنَّهَا طُهْرَةٌ تُطَهِّرُكَ وَتَصِلُ أَقْرِبَاءَكَ وَتَعْرِفُ حَقَّ السَّائِلِ وَالْجَارِ وَالْمِسْكِينِ" فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْلِلْ لِي قَالَ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا فَقَالَ حَسْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا أَدَّيْتُ الزَّكَاةَ إِلَى رَسُولِكَ فَقَدْ بَرِئْتُ مِنْهَا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ إِذَا أَدَّيْتَهَا إِلَى رَسُولِي فَقَدْ بَرِئْتَ مِنْهَا فَلَكَ أَجْرُهَا وَإِثْمُهَا عَلَى مَنْ بَدَّلَهَا.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدت رجاله رجال الصحيح , ولكن في "تهذيب التهذيب" أن رواية سعيد ابن أبى هلال عن أنسٍ مرسلة.

24-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج7ص101) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ وَيَنْهَى عَنْ الْمُثْلَة.

(1/41)

هذا الحديث إذا نظرت إلى إسناده وجدتهم رجال الصحيح. ولكن الحافظ يقول في "النكت الظراف" قلت: أخرجه البخاري في قصة العرنيين من رواية سعيد ابن أبى عروبة عن قتادة عن أنس فذكر قصة العرنيين ثم قال: قال قتادة: وبلغنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فذكر هذا رواه معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن هياج عن عمران بن حصين فهذه علة رواية عبد الصمد عن هشام عن قتادة أي لم يسنده قتادة عن أنس وإنما ذكره بلاغاً. اهـ

فحديث النسائي معل وأما الحديث من طريق قتادة عن الحسن عن هياج بن عمران عن عمران بن حصين فسنده قوى كما قال الحافظ في الفتح (ج7ص459) . اهـ

هذا وأما على بن المديني فقد قال إن هياجا مجهول كما في تهذيب التهذيب ولكن إذا قد عرف ابن سعد فلا يضره أن حكم عليه ابن المدينى بالجهالة والله أعلم.

25-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص118) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا هِشَامٌ (ح) وَإِسْحَاقُ (1) الْأَزْرَقُ قَالَ أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ قَالَ أَفْطَرَ عِنْدَكُمْ الصَّائِمُونَ وَأَكَلَ طَعَامَكُمْ الْأَبْرَارُ وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْكُمْ الْمَلَائِكَة ُ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح ولكن في "جامع التحصيل" أن أبا زرعة وأبا حاتم والبخاري وغيرهم قالوا إن يحيى بن أبى كثير لم يدرك أحداً من الصحابة إلا أنس ابن مالك فإنه رآه ولم يسمع منه وهذا لفظ ابن أبى حاتم قال أبو زرعة وحديثه عنه مرسل يعنى عن أنس. اهـ

وفى "تحفة الأشراف" بعد عزوه إلى "اليوم والليلة " للنسائي أن أنساً حدث فذكر هذا الحديث وفيها أيضا عن هشام عن يحيي حدثت عن أنس. اهـ

وفى "النكت الظراف " في ترجمة يحيى بن أنس وهو منقطع بين يحيى وأنس وذكر

_________

(1) معطوف على وكيع, والدستوائي هو: هشام شيخ وكيع, فوكيع وإسحاق يرويانه عن هشام.

(1/42)

ما في سند الحديث من الإختلاف.

26-قال الإمام أحمد رحمه الله: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ دِرْعُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مَرْهُونَةً مَا وَجَدَ مَا يَفْتَكُّهَا حَتَّى مَاتَ.

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح , وهو منقطع، الأعمش لم يسمع من أنس، وقد آه، قاله على بن المدينى كما في "جامع التحصيل ".

27-قال الإمام أبو داود رحمه الله (13ص437) : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَثْعَمِيُّ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ يُقَالُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقى.

الحديث أخرجه الترمذي (ج9ص177) فقال حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي أخبرنا أبى أخبرنا ابن جريج به , وقال هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

ورواه النسائي في "عمل اليوم والليلة "ص (177) فقال أخبرنا عبد الله بن محمد ابن تميم عن حجاج عن ابن جريج به.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بالصحة , ولكن الحافظ ابن حجر لما ذكر أن ابن حبان صححه قال: لكن خفيت عليه علته , قال البخاري: لا أعرف لابن جريج عن إسحاق إلا هذا ولا أعرف له منه سماعاً.

وقال الدارقطني: رواه عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج قال حُدِّثْتُ عن

(1/43)

إسحاق , قال: وعبد المجيد أثبت الناس بابن جريج , ثم ذكر له شاهدا مرسلا قويا من طريق عون ابن عبد الله بن عتبة. أهـ المراد من تخريج "اليوم والليلة "للنسائي.

وذكر الترمذي رحمه الله في العلل الكبير ص (362) فقال سألت محمدا يعنى البخاري عن هذا الحديث فقال حدثوني عن يحيى بن سعيد عن ابن جريج بهذا الحديث ولا أعرف لا بن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة غير هذا ولا أعرف له سماعاً منه. اهـ

فالحاصل أن الحديث بهذا السند ضعيف.

28-قال الإمام محمد ابن حبان رحمه الله (ص336) من "موارد الظمآن": أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: " إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات من رجال الصحيح إلا الحسن بن سفيان وهو حافظ كبير ولكن الإمام الترمذي رحمه الله يقول (ج5ص362) بعد ذكره حديث ابن عمر المتفق عليه وفى الباب عن أبى هريرة وأنس وأبى موسى ثم قال وحديث أبى موسى غير محفوظ وحديث أنس غير محفوظ ثم قال رحمه الله قال محمد وروى اسحاق ابن إبراهيم عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن أنس عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ إن الله سائل كل راع عما استرعاه سمعت محمدا يقول هذا غير محفوظ إنما الصحيح عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.

29-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه (ج2ص906) : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ

(1/44)

جَابِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنِّي لَتَحْتَ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَسِيلُ عَلَيَّ لُعَابُهَا, فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ أَلا لا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ.

قال الإمام البوصيرى رحمه الله في مصباح الزجاجة (ج3ص144) هذا إسناد صحيح رجاله ثقات ومحمد بن شعيب وثقه دحيم وأبو داود , وباقي الإسناد على شرط البخاري. اعهـ

هذا قول البوصيرى رحمه الله , وإليك ما قاله الحافظ في النكت الظراف في الكلام على ترجمة الحافظ المزي: سعيد بن أبى سعيد المقبري , فقال الحافظ: قلت هو سعيد بن أبى سعيد الساحلي شامي وأما المقبري فمدني وقد أوضحت ذلك في "التهذيب ". اهـ

وفى حاشية "تحفة الأشراف" حاشية بخط ابن عبد الهادي: سعيد بن أبى سعيد راوي هذه الأحاديث عن أنس ليس هو المقبري أحد الثقات , وإنما هو الساحلي , وهو غير محتج به , كذا جاء مصرحاً به عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. أهـ المراد من الحاشية.

وراجع "تهذيب التهذيب "ترجمة سعيد بن أبى سعيد المقبري.

30-قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج4ص200) : حدثني محمد بن صالح بن هانئ، ثنا الفضل بن محمد الشعراني، ثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة، ثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " إذا حم أحدكم فليشن عليه الماء البارد ثلاث ليال من السحر ".

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وإنما اتفقا على الأسانيد في أن الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء) .

وقال الحاكم رحمه الله (ج4ص403) : أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد

بن

(1/45)

غالب بن حرب، والحسين بن يسار الخياط، قالا: ثنا عبيد الله بن محمد ابن عائشة (1) ، ثنا حماد بن سلمة، به 0وقال أيضا صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

هكذا قال الحاكم وسكت عليه الذهبي، وإليك ما قاله ابن أبي حاتم رحمه الله في كتاب "العلل" (ج2ض337) قال رحمه الله: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه روح بن عبادة وابن عائشة عن حماد عن حميد عن انس - فذكره- قال أبي: رواه موسى ابن اسماعيل وغيره عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهو أشبه. قال أبو زرعة هذا خطأ إنما هو حميد عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهو الصحيح. اهـ

هذا قول الحافظين الناقدين ولسنا نعارض قولهما بكلام عصري باحث ليس بحافظ فإن وجدنا من يعارضهما من العلماء الحفاظ نظرنا في حجة كل واحد منهما ثم نرجح إن تيسر الترجيح وإلا توقفنا والحمد لله.

31- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج14ص20) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ وَنَحْنُ بِبَيْرُوتَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ الْمُتَتَابِعَةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

هذا حديث ظاهره الصحة ولا سيما وقد ذكر الحافظ المزي في تحفة الأشراف تحت ترجمة سعيد بن أبى سعيد المقبري فتنظر في السند فتجدهم ثقات ولكن الحافظ ابن حجر يتعقب الحافظ المزي في "النكت الظراف " فيقول قلت هو سعيد بن أبى سعيد الساحلي شامي وأما المقبري فهو مدني وقد أوضحت ذلك في "التهذيب ".

_________

(1) في الأصل في هذا الموضع (عبد الله) مكبرَّ, والصواب: (عبيد الله) كما تقدم, وكما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم, وهو عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي المعروف بابن عائشة.

(1/46)

وفى "تحفة الأشراف "حاشية ك: بخط ابن عبد الهادي: سعيد بن أبى سعيد راوي هذه الأحاديث عن أنس ليس هو المقبري أحد الثقات، وإنما هو الساحلي وهو غير محتج به كذلك جاء مصرحاً به عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر , والظاهر أنه سعيد بن خالد. أهـ المراد من الحاشية.

وذكر الحافظ في "تهذيب التهذيب "نحو ذلك (1) .

32- قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج2ص802) :

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيَّانِ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ وَالْمِنْحَةُ مَرْدُودَةٌ.

في "مصباح الزجاجة " (ج3ص62) هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.

قال أبو عبد الرحمن: هكذا قال رحمه الله ظنا منه أن سعيد بن أبى سعيد هو المقبري ,وهكذا ظننا حتى راجعت "تهذيب التهذيب ", و "النكت الظراف "قال الحافظ في "النكت الظراف " قلت: هو سعيد بن أبى سعيد الساحلي ,وأما المقبري فمدني وقد أوضحت ذلك في "التهذيب". أهـ وفى حاشية "تحفة الأشراف" حاشية بخط ابن عبد الهادي: سعيد بن أبى سعيد راوي هذه الأحاديث عن أنس ليس هو المقبري أحد الثقات وإنما هو الساحلي وهو غير محتج به. كذلك جاء مصرحاً به عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والظاهر أنه سعيد بن خالد أهـ. المراد من "النكت" و"الحاشية".

وذكر الحافظ في "تهذيب التهذيب" في ترجمة سعيد بن أبى سعيد نحو ذلك.

33-قال أبو يعلى رحمه الله (ج2ص583 بتحقيق الأخ: باسم بن طاهر حفظه الله) : وحدثنا عمر بن شبة، حدثنا أبو بكر بن

_________

(1) والحديث معناه صحيح في أحاديث أخرى.

(1/47)

مروان الأسيدي، عن عبد الوارث، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "ما من مسلم يشهد جنازة امرىء مسلم إلا كان له قيراط من الأجر فإن قعد حتى صلوا عليها كان له قيراطان من الأجر كل قيراط مثل أحد.

هذا حديث ظاهره الحسن , ولكن ابن أبى حاتم يقول في "العلل" (ج1ص366) عن أبيه إنه حديث منكر , قال أبو حاتم: وأبو بكر بن مروان كتبت عنه ليس به بأس.

34-قال الإمام أبو يعلى رحمه الله (ج5ص280) :: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، أَوْ سَاقَاهُ فَقِيلَ لَهُ أَلَيْسَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن الحافظ يقول في "المطالب العالية" (ج1ص144) قلت: هو معلول , والمشهور عن مسعر عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة. اهـ

ويقول الحافظ في "الفتح" (ج3ص15) : في الكلام على رواية مسعر عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة هكذا رواه الحفاظ من أصحاب مسعر وخالفهم محمد بن بشر وحده فرواه عن مسعر عن قتادة عن أنس أخرجه البزار وقال الصواب عن مسعر عن زياد. أهـ المراد من "الفتح".

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "التفسير" (ج4ص184 طبعة الشعب) : وقد ساقه بسند ابن أبى حاتم من حديث محمد بن بشر عن مسعر عن قتادة عن أنس غريب من هذا الوجه. أهـ

المخالفون لمحمد بن بشر:

(1) أبو نعيم عند البخاري (ج3ص14) .

(1/48)

(2) خلاد بن يحيى عند البخاري (ج11ص303) .

(3) سفيان بن عيينة عند البخاري (ج8ص584) .

(4) أبو عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري عند مسلم (ج4ص1271) .

فهؤلاء أربعة منهم من هو بمفرده أرجح من محمد بن بشر فعلم شذوذ والحمد لله.

35- قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار" (ج3ص254) حدثنا محمد بن المثنى, ثنا عبد الله بن رجاء, عن قتادة, عن أنس فذكر حديثا بهذا ثم قال: وبإسناده أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال يوم الحديبية: (دعونى فأنطلق بالهدى) فنحره أو كما قال فقال المقداد بن الأسود: لا والله لا نكون كالملأ من بني إسرائيل إذ قالوا لموسى (اذهب أنت وربك إنا ههنا قاعدون) , ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون , فنحر الهدى بالحديبية.

قال قتادة: وكانت معهم يومئذ سبعين بدنة.

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن قتادة عن أنس إلا من هذا الوجه.

قال أبو عبد الرحمن: إذا نظرت إلى سند هذا الحديث وجدتهم رجال الصحيح , وعبد الله بن رجاء هو الغداني روى عن أصحاب قتادة همام وأبى عوانة وهشام الدستوائي وشعبة ولم يذكروا في مشايخه قتادة وقد ذكروا أن قتادة توفى سنة (117) وقيل (118) وعبد الله بن رجاء توفى سنة (219) وقيل (220) ولم يتيسر لي الوقوف على ولادة عبد الله بن رجاء.

وقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره الحديث عن أنس وعبد الله بن مسعود أن المقداد قال ذلك في غزوة بدر ثم ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى الحديث المرسل الذي أخرجه ابن جرير.

(1/49)

قال ابن جرير رحمه الله (ج15ص186 بتحقيق محمود شاكر) : حدثنا بشر قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لأصحابه..فذكره. ثم قال الحافظ ابن كثير رحمه الله عقبه: وهذا وإن كان محفوظا يوم الحديبية يحتمل أنه كرر المقالة يومئذ كما قاله يوم بدر. اهـ

أقول: ليس بمحفوظ نعم سنده صحيح إلى قتادة , ولكنه مرسل وهو أيضاً يُعِّلُ حديث البزار. والله أعلم.

36 -قال الإمام الطبري رحمه الله في "التفسير" (ج3ص205) : حدثنا خلاد بن أسلم قال، أخبرنا النضر بن شميل قال، أخبرنا حماد بن سلمة قال، أخبرنا شعيب بن الحبحاب، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أُتِي بقِناع بُسْر، فقال: (مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة) قال: هي النخلة.

الحديث رجاله رجال الصحيح إلا خلاد بن أسلم وقد وثقه النسائي والدارقطني ومسلمة وابن حبان كما في "تهذيب التهذيب" ثم قال الطبري رحمه الله حدثنا سوار بن عبد الله قال ثنا أبى قال ثنا حماد بن سلمة به.

سوار بن عبد الله وثقه النسائي كما في "تهذيب التهذيب" وأبوه عبد الله بن سوار وثقه أبو داود كما في "تهذيب التهذيب".

وأخرجه أبو يعلى (ج7 ص182) فقال حدثنا غسان عن حماد به وغسان هو ابن الربيع ترجم له ابن أبى حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فالمعتبر هو رواية الطبري , ولكن الحديث أخرجه الترمذي (ج8ص445) فقال رحمه الله حدثنا عبد بن حميد أخبرنا أبو الوليد أخبرنا حماد بن سلمة به. ثم قال الترمذي رحمه الله (ص546) حدثنا قتيبة حدثنا أبو بكر بن ِعيب بن

الحبحاب عن أبيه عن أنس بن مالك نحوه بمعناه ولم يرفعه ولم يذكر قول أبى العالية (1) وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة.

وروى غير واحد مثل هذا موقوفاً ولا نعلم أحداً رفعه في حماد بن سلمة ورواه معمر وحماد بن زيد وغير واحد ولم يرفعوه. حدثنا أحمد بن عبدة الضبى أخبرنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك نحو حديث عبد الله بن أبى بكر بن شعيب بن

_________

(1) في الطبري قال شعيب: فأخبرت بذلك أبا العالية فقال: كذلك كانوا يقولون، وفي الترمذي فقال: صدوق وأحسن.

(1/50)

الحبحاب ولم يرفعوه وهو في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

37- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج4ص147) أَخْبَرَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَذَلِكَ عِنْدَ السُّحُورِ يَا أَنَسُ إِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ أَطْعِمْنِي شَيْئًا فَأَتَيْتُهُ بِتَمْرٍ وَإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أَذَّنَ بِلَالٌ فَقَالَ يَا أَنَسُ انْظُرْ رَجُلًا يَأْكُلْ مَعِي فَدَعَوْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَجَاءَ فَقَالَ إِنِّي قَدْ شَرِبْتُ شَرْبَةَ سَوِيقٍ وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ) فَتَسَحَّرَ مَعَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ.

هذا الحديث إذا نظرت إليه قلت هؤلاء ثقات أثبات، ولكن الحافظ ابن رجب يقول في كتاب "شرح علل الترمذي" (ج2ص508) وقال الدارقطني في "العلل": معمر سيء الحفظ لحديث قتادة والأعمش وقال ابن أبى خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول قال معمر جلست إلى قتادة وأنا صغير فلم أحفظ عنه الأسانيد. اهـ

وقد نظرت في "تحفة الأشراف" في ترجمة معمر عن قتادة عن أنس فلم أرَ الشيخين أخرجا شيئا بهذا الإسناد إلا حديث واحد عند مسلم في الشواهد.

(1/51)

وفى مقدمة الفتح أن البخاري لم يخرج معمر عن قتادة والأعمش شيئاً إلا تعليقاً. اهـ

وما ذكر في "تهذيب التهذيب" عن معمر أنه قال جلست إلى معمر عن قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة فما سمعت منه حديثاً إلا كأنه ينقش في صدري فهذا إن صح حُمِلَ على المتن جمعاً بين الروايتين، ثم إن قتادة بصري , وقد قال الحافظ ابن رجب في "شرح علل الحديث" (ج2ص612) قال ابن أبى خيثمة سمعت يحيى ابن معين يقول إذا حدثت معمر عن العراقيين فخفه إلا عن الزهري وابن طاووس فإن حديثه عنهما مستقيم فأما أهل الكوفة والبصرة فلا وما عمل في حديث الأعمش شيئاً.

38 -قال الإمام محمد بن يزيد بن ماجه رحمه الله (ج2ص900) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَهُوَ يُغَرْغِرُ بِنَفْسِهِ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم.

إذا نظرت إلى هذا السند وجدتهم رجال الصحيح ولكن رواية سليمان بن طرخان التيمى عن قتادة فيها ضعف قال الحافظ ابن رجب في "شرح علل الحديث للترمذي" (ج2ص631) قال أبو بكر بن الأثرم في كتاب "الناسخ والمنسوخ" كان التيمى من أصحاب قتادة ولكن كان لا يقوم بحديث قتادة وقال أيضاً: لم يكن التيمى من الحفاظ من أصحاب قتادة - وذكر له أحاديث وهم فيها عن قتادة منها هذا - قال وإنما رواه قتادة عن أبى الخليل عن سفينة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال وهذا خطأٌ فاحشٌ أهـ يعنى روايته عن أنس.

قال أبو عبد الرحمن ورواية قتادة عن أبى الخليل وهو صالح بن أبى مريم الضبعي عن سفينة ضعيفة، لأنها منقطعة ففي "تهذيب التهذيب" في ترجمة صالح بن أبى خليل: وأرسل عن أبى قتادة وأبى موسى وأبي سعيد وسفينة مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

39-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج6ص206) : حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ

(1/52)

مَسْعَدَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كَوَى أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ مِنْ الشَّوْكَةِ.

وهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيب.

هذا الحديث إذا نظرت إليه حكمت عليه بالصحة فإن رجاله كلهم رجال الصحيحين ولكن الحافظ في "الإصابة" يقول: إن هذه الطريق شاذة وإن المحفوظ رواية عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبى أمامة بن سهل وهو مرسل.

ويقول ابن رجب رحمه الله في "شرح العلل" (ج2ص261) والصواب المرسل، - وقد جعله مثالاً لما اختلف فيه على معمر باليمن وبالبصرة فرواه باليمن مرسلاً وبالبصرة متصلاً - ثم قال والصواب المرسل أهـ

وقال ابن أبى حاتم في "العلل" (ج2ص261) سألت أبى عن حديث رواه يزيد بن زريع عن معمر عن الزهري عن أنس أن النبي زالت الشمس أو لم تزل صلاة الظهر ثم ارتحل. فقال ابن المبارك وما حسن هذا الحديث؟! أنا أقول كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يصلى قبل الزوال وقبل الوقت. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: هذا الكلام قاله ابن المبارك على سبيل الإنكار كيف تصلى الصلاة قبل الوقت. كوى أسعد بن زرارة من الشوكة فقال أبى: هذا خطأ , أخطأ فيه معمر إنما هو الزهري عن أبى أمامة بن سهل أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كوى أسعد , مرسل. اهـ

40- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج4ص71) : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْمِسْحَاجِ بْنِ مُوسَى قَالَ قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ فَقُلْنَا زَالَتْ الشَّمْسُ أَوْ لَمْ تَزُلْ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ ارْتَحَلَ.

هذا حديث ظاهره الصحة , ولكن قال ابن حبان في "المجروحين" (ج3ص32) في ترجمة المسحاج بن موسى , روى حديثاً واحداً منكراً في تقديم صلاة الظهر قبل الوقت للمسافرين، لا يجوز الاحتجاج به , سمعت أحمد بن محمد بن الحسين سمعت الحسن بن عيسى قلت لابن المبارك حدثنا أبو نعيم بحديث حسن قال ما هو؟ قلت: حدثنا أبو نعيم عن مسحاج بن أنس بن مالك قال: كنا مع رسول الله في سفر ونزلنا منزلاً فقلنا:

(1/53)

زالت الشمس أو لم تزل صلاة الظهر ثم ارتحل. فقال ابن المبارك وما حسن هذا الحديث؟! أنا أقول كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يصلى قبل الزوال وقبل الوقت. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: هذا الكلام قاله ابن المبارك على سبيل الإنكار كيف تصلى الصلاة قبل الوقت.

41-قال ابن جرير رحمه الله (ج2ص900) : وقد حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني نافع بن يزيد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال:

"إنَّ نَبِيَّ الله أيُّوبَ لَبِثَ بِهِ بَلاؤهُ ثَمانِيَ عَشْرَة سَنَة، فَرَفَضَه القَرِيبُ وَالبَعِيدُ، إلا رَجُلانِ مِنْ إخْوَانِهِ كانا مِنْ أخَصّ إخْوَانِهِ بِهِ، كَانَا يَغْدُوانِ إلَيْهِ ويَرُوحانِ، فَقالَ أحَدُهُما لِصَاحِبه: تَعْلَم والله لَقَدْ أذْنَبَ أيُّوبُ ذَنْبًا ما أذْنَبَهُ أحَدٌ مِنَ العَالَمِينَ، قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: ومَا ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ ثَمانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ الله فَيَكْشِفَ ما بِهِ; فَلَمَّا رَاحا إلَيْهِ لَمْ يَصْبِر الرَّجُلُ حتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فقَالَ أيَّوُّبُ: لا أدْرِي ما تَقُولُ، غَيرَ أنَّ الله يَعْلَمُ أنِّي كُنْتُ أمُرُّ على الرُّجُلَيْنِ يَتَنازَعانِ فَيَذْكُرَانِ الله، فَأَرْجِعَ إلى بَيْتِي فَأكفِّرُ عَنْهُما كَرَاهِيَةَ أنْ يُذْكَرَ الله إلا في حَقّ; قال: وكان يَخْرُجُ إلى حاجَتِهِ، فإذَا قَضَاها أمْسَكَت امْرأُتُه بِيَدِهِ حتى يَبْلُغ فَلَما كانَ ذاتَ يَوْمٍ أبْطَأُ عَلَيْها، وأوحِيَ إلى أيُّوب في مَكانِهِ: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) فاسْتَبطأتَهُ، فَتَلقتهُ تَنْظُرُ، فأقْبَلَ عَلَيْهَا قَدْ أذْهَبَ الله ما بِهِ مِنَ البَلاءِ، وَهُوَ عَلى أحْسَنِ ما كانَ; فَلَمَّا رَأتْهُ قَالَتْ: أيْ بارَكَ الله فِيكَ، هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ الله هَذَا المُبْتَلى، فو الله على ذلك ما رَأَيْتُ أحَدًا أشبه به منك إذ كان صحيحا!! قال: فإنى هو. قال: وكان له أندران: أندر للقمح, وأندر

(1/54)

للشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض) .

قال ابن كثير رحمه الله في قصص الأنبياء من "تاريخه" (ج1ص222) بعد أن ذكر الحديث بسند ابن أبى حاتم وابن جرير وهذا غريب رفعه جداً، والأشبه أن يكون موقوفاً.

42-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص136) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ عَلَى جُلَيْبِيبٍ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ إِلَى أَبِيهَا فَقَالَ حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَنَعَمْ إِذًا قَالَ فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا فَقَالَتْ لَاهَا اللَّهُ إِذًا مَا وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِلَّا جُلَيْبِيبًا وَقَدْ مَنَعْنَاهَا مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ قَالَ وَالْجَارِيَةُ فِي سِتْرِهَا تَسْتَمِعُ قَالَ فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَتْ الْجَارِيَةُ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَمْرَهُ إِنْ كَانَ قَدْ رَضِيَهُ لَكُمْ فَأَنْكِحُوهُ فَكَأَنَّهَا جَلَّتْ عَنْ أَبَوَيْهَا وَقَالَا صَدَقْتِ فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنْ كُنْتَ قَدْ رَضِيتَهُ فَقَدْ رَضِينَاهُ قَالَ فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهُ فَزَوَّجَهَا ثُمَّ فُزِّعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ فَرَكِبَ جُلَيْبِيبٌ فَوَجَدُوهُ قَدْ قُتِلَ وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَدْ قَتَلَهُمْ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا وَإِنَّهَا لَمِنْ أَنْفَقِ بَيْتٍ فِي الْمَدِينَةِ.

قال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص341) : سئل أبو زرعة عن حديث اختلف على ثابت البناني فروى معمر عن ثابت عن أنس قال وقع فزع بالمدينة فركب جليبيب فوجده قد قتل وحوله ناس من المشركين قد قتلهم.

وروى حماد بن سلمة عن ثابت عن كنانة بن نعيم عن أبي برزة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بهذا المتن وبزيادة أنهم وجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه فأتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ

(1/55)

فأخبره فجاء حتى قام عليه فقال: (هذا مني وأنا منه قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه) ثم حمله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ على ساعده ماله سرير غير ساعدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ حتى حفر له ودفن ولم يذكر غسلاً.

فقال أبو زرعة: عن أبي برزة أصح من حديث ثابت عن أنس.

43-قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج1ص388) : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي إسماعيل بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ خَرَجَ فَرَأَى أُنَاسًا يُصَلُّونَ قُعُودًا فَقَالَ صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ

الحديث ظاهره الصحة ولكن قال النسائي رحمه الله يقول في "الكبرى" (ج1ص430) بعد أن ساقه إلى عبد الله بن جعفر به هذا خطأ والصواب إسماعيل عن مولى لابن العاص عن عبد الله بن عمرو.

44-قال الإمام ابن ماجه رحمه الله: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ وَأَقْضَاهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ مِثْلَهُ عِنْدَ ابْنِ قُدَامَةَ غَيْرَ أَنَّهُ يَقُولُ فِي حَقِّ زَيْدٍ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْفَرَائِضِ.

وأخرجه الترمذي (ج5ص665بتحقيق إبراهيم عطوة) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

(1/56)

وأنت إذا نظرت إلى سند هذا الحديث وجدتهم رجال الصحيح. ولكن البيهقي رحمه الله (ج6ص210) بعد ذكره من طريق عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء يقول: ورواه بشر بن المفضل وإسماعيل ابن علية ومحمد بن أبى عدى عن خالد الحذاء عن أبى قلابة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسلا لقوله في أبى عبيدة فإنهم وصلوه في آخره فجعلوه عن أنس بن مالك عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وكل هؤلاء الرواة ثقات أثبات والله أعلم.

وقال الحافظ في الفتح (ج7ص93) بعد ذكره من طريق خالد الحذاء عن أبى قلابة عن أنس عن النبي قال وإسناده صحيح إلا أن الحفاظ قالوا إن الصواب في أوله الإرسال والموصول ما اقتصر عليه البخاري. اهـ

يعنى آخره: (وإن لكل أمة أميناً وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح) (ج7ص92 93) وأخرج آخره مسلم (ج15ص191 مع النووي) ، وإعراض الشيخين عن أوله ولم يخرجا إلا فضيلة أبى عبيدة من طريق خالد عن أبى قلابة دليل على أن أوله معل عندهما.

45- قال ابن حبان رحمه الله: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون، قال: حدثنا هارون بن عبد الله الحمال، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: " وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وأبو بكر، وعمر، رضوان الله عليهما، لا يجهرون بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) "

الحديث رجاله رجال الصحيح وشيخ ابن حبان وصفه الذهبي رحمه الله في السير (ج14ص423) بأنه الحافظ المحدث الثقة.

فعلى هذا فالحديث ظاهره الصحة ولكن الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى يقول في "النكت على ابن الصلاح" (ج2ص423 بتحقيق الشيخ الفاضل ربيع بن هادى حفظه الله) : وذكر الخلال في "العلل" أن مهنا بن يحيى سأل أحمد عنه فقال: هو وَهَمٌ، حدثنى

(1/57)

يحيى بن آدم - يعنى بهذا الإسناد - فقال عن أبى نعامة قيس بن عباية عن أنس رضي الله عنه - بدل أبى قلابة -. قال وكذا هو في كتاب الأشجعى عن سفيان. قال: وكذلك بلغني عن العدني عن سفيان.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله رواية العدني أخرجها البيهقي من طريقه، وكذا قال على ابن المدينى في "العلل" إن يحيى ابن آدم حدث به على الوهم ولم يخرجه أحمد في "مسنده" من هذا الوجه وهو في "معجم الطبراني" من طريق محمد بن يوسف الفريابى، عن سفيان على الصواب، وكذا أخرجه البيهقي من طريق الحسين بن حفص عن سفيان بنفي الجهر، وقال أبو نعامة وثقه يحيى ابن معين ولم يخرج له الشيخين. اهـ

46 -قال الإمام أحمد رحمه الله: حَدَّثَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَجْهَرُوا بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .

الحديث أخرجه ابن خزيمة (ج1ص250) , والطحاوي (ج1ص203) ,والخطيب (ج7ص334 335) ,و (ج8ص19) و (ص163) , و (ج10ص129) .

هذا الحديث ظاهر إسناده يحكم عليه بالحسن لكن إليك كلام أبى حاتم وابن عبد البر على هذه الطريق:

1) قال ابن أبي حاتم رحمه الله في كتابه "العلل" (ج1ص86) : سألت أبي عن حديث رواه أبو الجواب، عن عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن شعبة، عن ثابت عن أنس قال صليت خلف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وأبي بكر وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم فقال أبي هذا خطأ أخطأ فيه الأعمش أنما هو شعبة عن قتادة عن أنس.

قلت لأبي حدثنا احمد بن يونس الضبي عن بعض أصحابه أن شعبة كان عند

(1/58)

الأعمش فقال له الأعمش: يا بصري! أي شيء عندكم مما تغربون به علينا؟ فقال شعبة: حدثنا قتادة عن أنس أنه صلى خلف أبي بكر وعمر. فقال: يا بصري أحلني على غير قتادة. فقال: حدثنا ثابت عن أنس.

قال أبي ليس هذا بشيء لم يحك صاحبك عن أحد معروف ثقة يحكى عن شعبة هذا الكلام والحديث عن شعبة معروف عن قتادة عن أنس. اهـ

2) وقال ابن عبد البر رحمه الله (ج2ص167) من الرسالة التي في "الرسائل المنيرية": ورواه ثابت عن أنس وقد ذكرناه من رواية حماد بن سلمة عن ثابت وقتادة وحميد عن أنس ورواه عمار بن زريق عن الأعمش عن شعبة عن ثابت عن أنس أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، وأبا بكر، وعمر كانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم فأخطأ فيه، ولا يصح لشعبة بن ثابت؛ لأنه لم يروه إلا الأحوص بن جواب عن عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس ولم يروه أصحاب شعبة الذين هم فيه حجة، ولا يعرف للأعمش عن شعبة رواية محفوظة، والحديث لشعبة صحيح عن قتادة لا عن ثابت.

3) ثم وجدت البخاري رحمه الله قد أشار إلى هذا الإختلاف في "التاريخ الكبير" في ترجمة أحوص بن جواب (ج2ص58) فقال قال لي محمد بن حسين حدثنا أبو الجواب الأحوص بن جواب حدثنا عمار بن زريق عن الأعمش عن شعبة عن ثابت عن أنس أن النبي وأبا بكر وعمر كانوا يستفتتحون الصلاة بـ الحمد لله. قال أبو عبد الله: وحدثنا أصحاب شعبة عن شعبة عن قتادة عن أنس. اهـ

47- قال الإمام أبى يعلى رحمه الله في "مسنده" (ج7ص229) : حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا الصعق بن حزن، حدثنا علي بن الحكم البناني، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: " أتاني جبريل بمثل المرآة البيضاء فيها نكتة سوداء، قلت: يا جبريل: ما هذه؟ قال: هذه الجمعة، جعلها الله عيدا لك

(1/59)

ولأمتك، فأنتم قبل اليهود والنصارى، فيها ساعة لا يوافقها عبد يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه "، قال: " قلت: ما هذه النكتة السوداء؟ قال: هذا يوم القيامة، تقوم في يوم الجمعة، ونحن ندعوه عندنا المزيد "، قال: " قلت: ما يوم المزيد؟ قال: إن الله جعل في الجنة واديا أفيح، وجعل فيه كثبانا من المسك الأبيض، فإذا كان يوم الجمعة ينزل الله فيه، فوضعت فيه منابر من ذهب للأنبياء، وكراسي من در للشهداء، وينزلن الحور العين من الغرف فحمدوا الله ومجدوه "، قال: " ثم يقول الله: اكسوا عبادي، فيكسون، ويقول: أطعموا عبادي، فيطعمون، ويقول: اسقوا عبادي، فيسقون، ويقول: طيبوا عبادي فيطيبون، ثم يقول: ماذا تريدون؟ فيقولون: ربنا رضوانك "، قال: " يقول: رضيت عنكم، ثم يأمرهم فينطلقون، وتصعد الحور العين الغرف، وهي من زمردة خضراء، ومن ياقوتة حمراء ".

هذا الحديث ظاهر إسناده الحسن , ولكن انظر ما يقول عنه أئمة العلل قال لي ابن أبى حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن أنس عن النبي فذكره.

قال أبو زرعة هذا خطأ رواه سعيد بن زيد عن علي بن الحكم عن عثمان بن عثمان عن أنس عن النبي قال أبي نقص الصعق رجلا من الوسط. اهـ من "العلل" (ج1ص198 199) .

قلت عثمان هو أبو اليقظان ,ففي "تهذيب التهذيب" قال البخاري فيه وأبو حاتم وأحمد -في رواية - والجوزجانى: منكر الحديث , زاد البخاري ولم يسمع من أنس أهـ المراد.

وفى "التقريب" ضعيف واختلط وكان يدلس ويغلو في التشيع. اهـ

فقوله: [ابن عثمان] هكذا في "العلل" ولعله خطأ ولهذا جعلناه بين معكوفتين كما ترى فيقال فيه: ابن عمير، وقيل ابن قيس، وقيل: ابن قيس وقيل: ابن أبى حميد.

(1/60)

قلت: وتابعه أبو النعمان عارم، عن الصعق نفسه عن على بن الحكم عن عثمان عن أنس به. أخرجه العقيلي في الضعفاء (ج1ص293) فبان الأمر جلياً أن الوهم من الصعق كما يقول الرويانى والله أعلم. أفادنا بهذا الأخ أحمد بن سعيد.

48 -قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص155) : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا جَسْرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَدِدْتُ أَنِّي لَقِيتُ إِخْوَانِي قَالَ فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَوَلَيْسَ نَحْنُ إِخْوَانَكَ قَالَ أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَلَكِنْ إِخْوَانِي الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَلَمْ يَرَوْنِي.

قد كنت حكمت على الحديث في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين فأفادنا الأخ على المغربي حفظه الله أن جسراً وهو ابن فرقد تصحف إلى حسن كما في مجمع الزوائد (ج1ص67) وجسر ضعيف كما في"لسان الميزان"عن النسائي رحمه الله.

49-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص155) : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنَا جَسْرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ طُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَرَآنِي مَرَّةً وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي سَبْعَ مِرَارٍ.

الحديث كسابقه أفادنا به الأخ على المغربي حفظه الله وانظر"مجمع الزوائد" (ج10ص66) .

50- قال ابن جرير رحمه الله (ج16ص585) : حدثنا سَوَّار بن عبد الله قال، حدثنا أبي قال، حدثنا حماد بن سلمة، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: (ومثل كَلِمة خبيثةٍ كشجرة خبيثة اجْتُثَّت من فوق الأرض ما لها من قَرار) ، قال: هي الحنظلة , قال شعيب: وأخبرت بذلك أبا العالية فقال: كذلك كانوا يقولون.

(1/61)

الحديث ظاهره الصحة ولكن الإمام الترمذي رحمه الله بعد أن ذكره (ج8ص433) مع "تحفة الأحوذي" عقبه بقوله: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ نَحْوَهُ بِمَعْنَاهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ أَبِي الْعَالِيَةِ وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ مِثْلَ هَذَا مَوْقُوفًا وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَهُ غَيْرَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ وَلَمْ يَرْفَعُوه.

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسٍ نَحْوَ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: والأمر كما يقول الترمذي رحمه الله فقد رواه جمع موقوفاً على أنس فعند ابن جرير (ج16ص583) شعبة عن معاوية بن قرة عن أنس موقوفاً.

و (ص584) : ابن علية عن شعيب بن الحبحاب عن أنس موقوفاً.

51- قال الإمام أبو يعلى (ج5ص78) : حدثني مخلد بن أبي زميل، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ صلى بأصحابه، فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال: (أتقرءون في صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ؟) فسكتوا، فقالها ثلاث مرات، فقال قائل - أو قال قائلون - إنا لنفعل، قال: (فلا تفعلوا ليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه) .

الحديث ظاهره الحسن , ولكن ابن أبى حاتم يقول كما في "العلل" لولده (ج1ص175) رقم (502) : وهم فيه عبيد الله بن عمرو والحديث ما رواه خالد الحذاء عن أبى قلابة عن محمد بن أبى عائشة عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

من فوائد أخينا الحربي.

(1/62)

مسند الأقرع بن حابس رضي الله عنه

52- قال ابن جرير رحمه الله (ج22ص 284) : حدثنا الحسن بن أبي يحيى المقدمي، قال: ثنا عفان، قال: ثنا وُهَيب، قال: ثنا موسى بن عقبة، عن أبي سَلَمة، قال: ثني الأقرع بن حابس التميميّ أنه أتى النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، فناداه، فقال: يا محمد إن مدحي زين، وإن شتمي شين; فخرج إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فقال: وَيْلَكَ ذَلِكَ اللهُ، فأنزل الله (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ) ... الآية.

هذا الحديث يحتمل الصحة، ولكن الحافظ ابن حجر يقول في طالإصابة"بعد أن ذكره في ترجمة الأقرع بن حابس: قال بن مندة: وروى عن أبي سلمة أن الأقرع بن حابس نادى فذكره مرسلاً وهو الأصح، وكذا رواه الروياني من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال نادى الأقرع فذكره مرسلاً.

وأخرجه أحمد على الوجهين ووقع في رواية بن جرير التصريح بسماع أبي سلمة من الأقرع فهذا يدل على أنه تأخر. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: يحتمل أن يكون الوهم في التصريح بالتحديث من بعض رجال السند لا سيما والحسن بن أبي يحيى لم نقف له على ترجمة. والله أعلم.

فائدة قال أحمد بن سعيد:

رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن الأقراع بن حابس

(1/63)

ذُكِرَ في ترجمته أنه توفي سنة (94) وهو ابن (72) سنة وعلى هذا فولادته سنة (22) آخر خلافة عمر بن الخطاب وقبل وفاته بعام واحد هذا ما قيل في أبي سلمة.

أما الأقرع فقيل: توفي في اليرموك كما في "الإصابة" قلت: واليرموك كانت في آخر خلافة الصديق وأول خلافة الفاروق في سنة ثلاثة عشر كما في "البداية" (ج7ص141) و "تاريخ الإسلام"مجلد الخلفاء ص (285-256) .

وقيل توفي في خلافة عثمان. قال ابن الأثير: واستعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خرسان فأصيب بالجوزجان هو والجيش. اهـ.

قال الذهبي في "تاريخه وابن كثير في "بدايته" وابن حجر في "إصابته": وذلك في زمن خلافة عثمان. وذكر هذا الحافظ في "التعجيل" ورجح أنه توفي في خلافة عثمان، ثم قال في آخر الترجمة: رواية أبي سلمة عن الأقرع منقطعة. اهـ المراد وانظر "الفتح" (ج8ص592-593)

(1/64)

ج4.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند البراء بن عازب رضى الله عنهما

53-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج7ص417) : حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ الْبَرَاءِ قَالَ: مَاتَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الْخَمْرُ فَلَمَّا حُرِّمَتْ الْخَمْرُ قَالَ رِجَالٌ كَيْفَ بِأَصْحَابِنَا وَقَدْ مَاتُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ فَنَزَلَتْ {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وقد رواه شعبة عن أبى إسحاق عن البراء أيضاً.

حَدَّثَنَا بِذَلِكَ بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ قَالَ: قَالَ الْبَرَاءُ: مَاتَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ فَلَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُهَا قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَكَيْفَ بِأَصْحَابِنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَهَا فَنَزَلَتْ {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الآيَةَ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

(1/65)

هذا حديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا يعلى ذكر في مسنده (ج3ص226) بعد أن أخرجه: شعبة قال لأبي إسحاق: أسمعته من البراء؟ قال لا. فعلى هذا فالحديث منقطع.

والحديث قد أخرجه ابن جرير (ج7ص37) وابن حبان في "الموارد" (333) و (430) وأبو يعلى (ج3ص265) وليس عندهم تصريح أبو اسحاق بالتحديث، بل ذكر أبو يعلى بسنده الصحيح المتصل إلى شعبة ما تقدم (1) .

54-قال الإمام أبو داود الطيالسي رحمه الله (711) : حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أتى على قوم جلسوا في الطريق فقال: " إن كنتم لابد فاعلين فردوا السلام وأعينوا المظلوم واهدوا السبيل "

هذا الحديث ظاهره الصحة ولكن في "جامع الترمذي " (ج7ص512) أن شعبة قال ولم يسمعه -يعني أبا اسحاق -من البراء.

55- قال الإمام النسائي رحمه الله: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزَ مَوْلَى بَنِي شَيْبَانَ قَالَ قُلْتُ لِلْبَرَاءِ حَدِّثْنِي عَمَّا نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مِنْ الْأَضَاحِيِّ قَالَ قَامَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَيَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِهِ فَقَالَ أَرْبَعٌ لَا يَجُزْنَ الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا وَالْكَسِيرَةُ الَّتِي لَا تُنْقِي قُلْتُ إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ فِي الْقَرْنِ نَقْصٌ وَأَنْ يَكُونَ فِي السِّنِّ نَقْصٌ قَالَ مَا كَرِهْتَهُ فَدَعْهُ وَلَا تُحَرِّمْهُ عَلَى أَحَدٍ.

_________

(1) وهو متفق عليه من حديث أنس، وفي "الصحيح المسند من أسباب النزول" من حديث ابن عباس.

(1/66)

والحديث أخرجه أبو داود برقم (2802) والترمذي برقم (1497) وابن ماجه (ج2ص1050) رقم (3144) من طريق شعبة.

والحديث ظاهره الصحة ولكن قال الحافظ في "التهذيب" في ترجمة سليمان بن عبد الرحمن: قال علي بن المديني في "العلل": لم يسمع سليمان من عبيد بن فيروز. اهـ

وجاء في بعض طرقه ذكر واسطة بين سليمان وعبيد، ولكن نقل الترمذي في" العلل الكبير "عن البخاري أن رواية الإسقاط أصح. والله أعلم.

56 -قال الإمام النسائي رحمه الله (ج2ص13 رقم 646) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ الْكُوفِيِّ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ وَالْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوْتِهِ وَيُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ.

أخرجه النسائي وأحمد من طريق هشام عن قتادة عن أبي اسحاق الكوفي عن البراء مرفوعا. وهذا إسناد ضعيف لعنعنة قتادة، قال البرديجي في "جامع التحصيل": وحدث عن أبي إسحاق ولا أدري اسمع منه أم لا والذي يقر في القلب أنه لم يسمع منه والله أعلم.

وقال الحافظ ابن رجب في شرحه للبخاري: وذكر الترمذي في "العلل" أنه لا يعرف لقتادة سماعاً من أبي اسحاق الكوفي. اهـ

وروى جرير بن حازم وعمار بن شريق الشطر الأول من الحديث دون قوله: (والمؤذن يغفر له....) عن أبي اسحاق عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء وزادوا في الإسناد بين أبي اسحاق والبراء عبد الرحمن بن عوسجة وكذلك رواه إسرائيل عن أبي اسحاق عن البراء مختصرا دون قوله: (والمؤذن يغفر له) ولم يذكر عبد الرحمن بن عوسجة في الإسناد

(1/67)

57 - قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج3حديث 3570) : حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَتْ لَهُ نَاقَةٌ ضَارِيَةٌ فَدَخَلَتْ حَائِطًا فَأَفْسَدَتْ فِيهِ فَكُلِّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فِيهَا فَقَضَى أَنَّ حِفْظَ الْحَوَائِطِ بِالنَّهَارِ عَلَى أَهْلِهَا وَأَنَّ حِفْظَ الْمَاشِيَةِ بِاللَّيْلِ عَلَى أَهْلِهَا وَأَنَّ عَلَى أَهْلِ الْمَاشِيَةِ مَا أَصَابَتْ مَاشِيَتُهُمْ بِاللَّيْل.

رواه أحمد في المسند (ج5ص435) من طريق مالك وابن ماجه (2/برقم 2332) من طريق الليث بن سعد وعبد الرزاق في "تفسيره" (ج2ص26) عن معمر كلهم عن الزهري عن حرام بن محيصة أن ناقة للبراء ... فذكره مرسلا، ومالك والليث بن سعد ومعمر من الطبقة الأولى من أصحاب الزهري ومن أثبت الناس فيه وهذه الرواية هي الراجحة.

وحرام بن محيصة هو ابن سعد ينسب إلى جده قال في التهذيب روى عن جده محيصة والبراء بن عازب قال ابن سعد كان ثقة قليل الحديث.

وأخرجه أبو داود (3/برقم 3570) والنسائي في "الكبرى" (3/برقم 5785) والحاكم (ج2ص48-49) كلهم من طريق الأوزاعي وابن ماجه (ج2ص781) من طريق عبد الله بن عيسى كلاهما عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء فذكره، وقد خالف الأوزاعي وعبد الله بن عيسى مالكاً ومعمراً في قولهما عن البراء وهم أثبت في الزهري منهما.

وحرام هو ابن سعد بن محيصة قال ابن حبان: لم يسمع من البراء.

وأخرجه عبد الرزاق (10/برقم 18437) ومن طريقه أبو داود (3/برقم 3569) وابن حبان (7/5976) . عن معمر عن الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه أن ناقة للبراء مرسلاً.

(1/68)

قال ابن عبد البر في "التمهيد" (ج11ص82-81) : ورواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ولم يتابع عبد الرزاق على ذلك وأنكروا عليه قوله فيه عن أبيه ثم ساق سنده إلى أبي داود قال: لم يتابع أحد عبد الرزاق على قوله في هذا الحديث: عن أبيه، وقال محمد بن يحيى الذهلي: لم يتابع معمر على ذلك، فجعل محمد بن يحيى الخطأ فيه من معمر وجعله أبو داود من عبد الرزاق. اهـ

وأبوه اسمه سعد ابن محيصة بن مسعود الأنصاري قال الحافظ في "التقريب": قيل له صحبة أو رؤية وروايته مرسلة. اهـ

وقد أعله ابن حزم في "المحلى" (ج8ص146) ، وابن التركماني في "الجوهر النقي" (ج8ص342) .

(1/69)

مسند بُرَيدَةَ بن الحُصَيْب رضي الله عنه

58-قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج13ص409) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الطَّائِيُّ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ أَوْ حِينَ يُمْسِي اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ لَيْلَتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا الوليد بن ثعلبة وقد وثقه ابن معين كما في "تهذيب التهذيب".

ولكن الإمام النسائي رحمه الله يقول في "عمل اليوم والليلة" ص (386) بعد أن ذكره من طريق الوليد بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ثم ذكره من طريق حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب عن شداد (1) بن أوس.

قال رحمه الله: حسين أثبت عندنا من الوليد بن ثعلبة وأعلم بعبد الله بن بريدة وحديثه أولى بالصواب. اهـ

فعلى هذا فحديث الوليد بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه يعتبر شاذا ويكون الوليد قد سلك الجادة. وهذا مما يرجح رواية حسين المعلم. والله أعلم.

_________

(1) وهو في البخاري من حديث شداد بن أوس.

(1/70)

59-قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج10ص416) : حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَتَطَيَّرُ مِنْ شَيْءٍ وَكَانَ إِذَا بَعَثَ عَامِلًا سَأَلَ عَنْ اسْمِهِ فَإِذَا أَعْجَبَهُ اسْمُهُ فَرِحَ بِهِ وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهُ رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَإِذَا دَخَلَ قَرْيَةً سَأَلَ عَنْ اسْمِهَا فَإِنْ أَعْجَبَهُ اسْمُهَا فَرِحَ وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهَا رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ.

والحديث أخرجه أحمد (ج5ص347) .

ظاهر هذا السند أن الحديث على شرط الشيخين، ولكن الترمذي ينقل عن بعض أهل العلم أنه لا يعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة كما في "جامع التحصيل" , وفى "تهذيب التهذيب" عن البخاري نحو ذلك.

60-قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج13ص323) :

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلّ.

ظاهر هذا الحديث أنه صحيح على شرط الشيخين ولكن الحافظ العلائي يقول فى "جامع التحصيل " وقال الترمذي (1) قال بعض أهل العلم لا نعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة. اهـ

وقال البخاري كما في تهذيب التهذيب ولا نعرف لقتادة سماعاً من ابن بريدة. اهـ

فإن قال قائل إن الترمذي لم يذكر عن بعض أهل العلم الجزم بعدم السماع؟ فالجواب: إن قتادة مدلس ويرسل, ولم يصرح في هذا الحديث بالسماع, فنحن نتوقف

_________

(1) (ج3ص302) بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي

(1/71)

في نسبة الحديث إلى رسول الله.

فإن قال قائل فقد تابعه عقبة بن عبد الله الأصم عند الحاكم (ج4ص31) وعند أبى نعيم في "أخبار أصبهان" (ج2ص198) ,وعند الخطيب في "تاريخه" (ج5ص454) وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

فالجواب أن عقبة ضعيف جداً لا يصلح في الشواهد والمتابعات، قال الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال" قال يحيى ليس بشيء وقال أبو داود ضعيف وقال الفلاس كان واهي الحديث ليس بالحافظ وقال النسائي ليس بثقة إلى آخر ما ذكر الذهبي رحمه الله فقول النسائي رحمه الله ليس بثقة يفيد أنه لا يصلح في الشواهد والمتابعات ... والله أعلم.

61-قال البزار رحمه الله (ج2ص411) :

حدثنا محمد بن المثنى ثنا معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (إذا أبردتم إلي بريدا فابعثوا حسن الوجه حسن الاسم) .

قال البزار لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا قتادة.

قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث رجاله رجال الصحيح ولكن في "جامع التحصيل": وقال الترمذي: قال بعض أهل العلم: لا نعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة.

62-قال الحاكم رحمه الله في "المستدرك" (ج1ص354) : أخبرني أبو قتيبة سَلمُ (1) بن الفضل الآدمي بمكة، ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، ثنا أبو بردة بريد بن عبد الله، عن علقمة بن مرثد، عن سُليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: " لما أخذوا في غسل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فإذا هُم بمنادٍ من الدَّاخِلِ: لا تنزعوا عن رسول الله قميصه "..

_________

(1) في "المستدرك" سالم والصواب ما اثبتناه كما في " الأنساب " للسمعاني ...

(1/72)

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

كذا قال الحاكم وعليه فيه مؤاخذتان:

الأولى أن سليمان ليس من رجال البخاري كما في "تهذيب التهذيب".

الثانية: أن أبا بردة هو عمرو بن يزيد التميمي وهو ضعيف وليس ببريد وأن صرح به الحاكم فقول الحفاظ أقدم من قول الحاكم لكثرة أوهامه.

وقد صرح المزي أنه التميمي وتبعه على ذلك البوصيري في "مصباح الزجاجة" (ج2ص26) والحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" وحكي عن ابن معين أنه ليس من ولد أبو موسى الأشعري.

فعلى هذا فقول الحافظ في "النكت الظراف ": (إنه أخرجه الحاكم وصرح فيه أنه بريد بن عبد الله الأشعري) ليس صادراً عن تأمل وما حققه في "تهذيب التهذيب " في ترجمة أبي بردة عمرو بن يزيد أولى، لموافقته لغيره من الحفاظ. والله أعلم.

63- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص346) :

حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ وَاصِلِ بْنِ حِبَّانَ الْبَجَلِيِّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ الْكَمْأَةُ دَوَاءُ الْعَيْنِ وَإِنَّ الْعَجْوَةَ مِنْ فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ قَالَ ابْنُ بُرَيْدَةَ يَعْنِي الشُّونِيزَ الَّذِي يَكُونُ فِي الْمِلْحِ دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا الْمَوْتَ.

إذا نظرت في سند هذا الحديث قلت صحيح على شرط الشيخين ولكن أبا حاتم رحمه الله يقول كما في "العلل " لولده (ج2ص232) : أخطأ زهير مع اتقانه هذا هو صالح بن حيان وليس هو واصلاً وصالح بن حيان ليس بالقوي هو شيخ ولم يدرك زهير واصلاً. اهـ المراد منه

وفي "تهذيب التهذيب" في ترجمة صالح بن حيان وروى عنه زهير بن معاوية فسماه واصل بن حيان فقال أحمد بن حنبل انقلب على زهير اسمه. وقال أبو داود:::

(1/73)

غلط فيه معمر. اهـ المرادراجع "شرح علل الترمذي " (ج2ص686) للحافظ ابن رجب وينظر في نسبة واصل بن حيان وصالح بن حيان إلى بجيلة فإني لم أجد هذا.

ثم رأيت الحديث والحمد لله في "مسند أحمد " (ج5ص351) فقال رحمه الله: ثنا محمد بن عبيد ثنا صالح بن حيان عن ابن بريدة....فذكره.

فَعُلِم صحة ما قاله هؤلاء الأمة رحمهم الله تعالى أن الذي في السند هو صالح بن حيان وهو ضعيفٌ والحمد لله.

64-قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج1ص467) :

حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح إلا بكر بن خلف وقد وثقه ابن أبى حاتم كما في "تهذيب التهذيب" بل قد توبع فقد تابعه محمد بن بشار عند الإمام الترمذي رحمه الله (ج4ص56) .

ولكن الإمام الترمذي رحمه الله قال بعد ذكره بسنده: هذا حديث حسن، وقال بعض أهل الحديث: لا نعرف لقتادة سماعاً من عبد الله بن بريدة. اهـ

ذكر هذا الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" وسكت عليه مقراً له، وقال البخاري كما في "تهذيب التهذيب": ولا نعرف لقتادة سماعاً من عبد الله بن بريدة. اهـ بالمعنى::

(1/74)

مسند بُسر بن أبى بُسر السُّلمي رضي الله عنه

65-قال الإمام أبو عمرو الشهير بابن أبى عاصم رحمه الله في الآحاد والمثاني (ج3ص53) : حدثنا محمد بن المثنى، نا يحيى بن حماد، نا شعبة، عن يزيد بن خُمَيرٍ (1) ، عن عبد الله بن بسر، عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نزل بهم وذكر طعاماً وشراباً أتوه به وَوَطأةً (2) يعني الحيس, وكان يأكل التمر ويضع النوى على ظهر أصبعيه ثم يرمي به، ثم قام فركب بغلة له بيضاء فأخذت بركابه، فقلت: يا رسول الله ادع الله تعالى لنا. فقال: " اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم.

الحديث رجاله رجال الصحيح ولكن يحيى بن حماد قد خالف محمد بن جعفر غندراً وابن أبي عدي عند مسلم وحفص بن عمر عند أبي داود وبهز بن أسد وأبا داود الطيالسي عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" فهؤلاء خمسة يروونه عن عبد الله بن بسر

_________

(1) في الأصل حمير بالحاء المهملة، والصواب بالخاء المعجمة.

(2) كذا في الأصل، وفي" النهاية"مادة (وطب) : وفي حديث عبد اللَّه بن بُسْر (وجاءه بِوَطْبَة فأكَلَ منها) بالباء، ثم قال النَّضر: الوَطْبَة: الحَيْسُ يُجْمَعُ بين التَّمر والأقِط والسَّمْن. اهـ قال النووي "في شرح مسلم" نقل القاضي عياض عن رواية بعضهم فى مسلم وطئه بفتح الواو وكسر الطاء وبعدها همزة ... والوطئة بالهمز عند أهل اللغة: طعام يتخذ من التمر كالحيس. وقال في مادة وطأ: وفي حديث عبد اللَّه بن بُسْر (أتَيْناه بوَطيئة) هي طعامٌ يُؤخَذ من التَّمر كالحَيْس/هـ

وفي لسان العرب وطيئة ووطبة.

أبوالحارث

(1/75)

وليس عن أبيه كما في "تحفة الأشراف" بل يحيى ابن حماد يرويه عن شعبة كالجماعة عند مسلم كما في "تحفة الأشراف".

ثم وجدت سادساً وهو عفان بن مسلم عند أحمد (ج4ص188) .

وسابعاً عند الإمام أحمد (ص20) وهو روح بن عبادة فعلم بهذا شذوذ يحيى بن حماد في روايته التي ذكر فيها عن (أبيه) . والله أعلم. (1)

_________

(1) والحديث صحيحعند مسلم, كما تقدم في التخريج من حديث عبد الله بن بسر.

(1/76)

ج5.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند بلال بن رباح رضي الله عنه.

66- قال أبو عبد الله بن ماجه رحمه اله (ج1ص237) : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ بِلَالٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يُؤْذِنُهُ بِصَلَاةِ الْفَجْرِ فَقِيلَ هُوَ نَائِمٌ فَقَالَ الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ فَأُقِرَّتْ فِي تَأْذِينِ الْفَجْرِ فَثَبَتَ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ.

الحديث رجاله رجال الصحيح، إلا عمرو بن رافع وقد قال أبو حاتم: قل من كتبنا عنه أصدق لهجة وأصح حديثاً منه. اهـ من "تهذيب التهذيب" ... :::::

ولكن البوصيرى يقول في "الزوائد" (ج1ص32) : هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن فيه انقطاعاً: سعيد بن المسيب لم يسمع من بلال.

(1/77)

مسند ثوبان رضي الله عنه

67-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج7ص) 134: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنْ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْحَبَشِيِّ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَحُمِلْتُ عَلَى الْبَرِيدِ قَالَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقَدْ شَقَّ عَلَى مَرْكَبِي الْبَرِيدُ فَقَالَ يَا أَبَا سَلَّامٍ مَا أَرَدْتُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ وَلَكِنْ بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثٌ تُحَدِّثُهُ عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فِي الْحَوْضِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ تُشَافِهَنِي بِهِ قَالَ أَبُو سَلَّامٍ حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ حَوْضِي مِنْ عَدَنَ إِلَى عَمَّانَ الْبَلْقَاءِ مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ وَأَكَاوِيبُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا أَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الشُّعْثُ رُءُوسًا الدُّنْسُ ثِيَابًا الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ وَلَا تُفْتَحُ لَهُمْ السُّدَدُ.

قَالَ عُمَرُ: لَكِنِّي نَكَحْتُ الْمُتَنَعِّمَاتِ وَفُتِحَ لِيَ السُّدَدُ وَنَكَحْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ لَا جَرَمَ أَنِّي لَا أَغْسِلُ رَأْسِي حَتَّى يَشْعَثَ وَلَا أَغْسِلُ ثَوْبِي الَّذِي يَلِي جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ , وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَأَبُو سَلَّامٍ الْحَبَشِيُّ اسْمُهُ مَمْطُورٌ وَهُوَ

(1/78)

شَامِيٌّ ثِقَةٌ.

هذا الحديث ظاهر سنده الحسن، ولكن ابن ماجه رواه (ج2ص1438) فقال حدثنا محمود بن خالد ثنا مروان بن محمد ثنا محمد بن مهاجر حدثنى العباس ابن سالم نبئت عن أبى سلام ... فذكره.

فعُلِمَ من هذا أن العباس لم يسمعه من أبى سلام، وأيضاً أبو سلام وهو ممطور الحبشي قال يحيى ابن معين وعلى بن المدينى: لم يسمع من ثوبان، وتوقف أبو حاتم كما في "جامع التحصيل".

68-قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج1ص101) :

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةَ وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ.

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات ولكنه منقطع، فالإمام أحمد يقول: إن سالماً لم يلق ثوبان، وأبو حاتم يقول لم يدرك ثوبان. اهـ من" جامع التحصيل"

(1/79)

مسند جابر بن سمرة رضي الله عنه

69- قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج1ص180) :

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ (ح) وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ قَالَا حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أيُصَلِّي (1) فِي الثَّوْبِ الَّذِي يَأْتِي فِيهِ أَهْلَهُ قَالَ نَعَمْ إِلا أَنْ يَرَى فِيهِ شَيْئًا فَيَغْسِلَهُ.

هذا الحديث بسند محمد بن يحيى ظاهره أنه على شرط البخاري وأما سليمان بن عبد الله الرقي ففيه كلام ولكنه متابع كما ترى. ولكن الإمام أحمد رحمه الله يقول (ج5ص89) : هذا الحديث لا يرفع عن عبد الملك بن عمير.

70-قال الإمام الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج1ص90) :

حدثنا أبو أمية، حدثنا علي بن بحر القطان، حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: رأى رجل من أصحاب النبي عليه السلام في النوم قوما من اليهود فأعجبته هيئتهم فقال: إنكم قوم لولا أنكم تقولون: عزير ابن الله قال: وأنتم قوم لولا أنكم تقولون: ما

_________

(1) زيادة همزة من "مصباح الزجاجة"والسياق يقتضيها. وفي "مسند أحمد" (أُصلي في ثوبي الذي آتى فيه أهلي) .

(1/80)

شاء الله وشاء محمد ثم إنه رأى قوما من النصارى فأعجبته هيئتهم فقال: إنكم قوم لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله قال: وإنكم قوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد فلما أصبح قص ذلك على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: " قد كنت أسمعها منكم فتؤذيني فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء محمد) .

هذا الحديث ظاهره الصحة ولكنه قد شذَّ فيه معمر، لأنه قد خالفه شعبة عند الدارمي (ج2ص259) وأبو عوانة عند ابن ماجه (ج1ص685) وحماد بن سلمة عند الإمام أحمد (ج5ص32) كل هؤلاء الثلاثة يروونه عن عبد الملك، عن ربعي، عن الطفيل بن سخبرة، فعلم أن حديث معمر عن عبد الملك عن جابر بن سمرة شاذ. والله أعلم.

(1/81)

ج66666666666.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند جابر رضي الله عنه

71-قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج2ص317) :

حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان، ثنا عمرو بن دينار، قال: قلت لجابر بن عبد الله إنهم يزعمون أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ " نهى عن لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر "

قال: قد كان يقول ذلك الحكم بن عمرو، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، ولكن أبى ذلك البحر يعني ابن عباس رضي الله عنهما، وقرأ (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما) الآية. وقد كان أهل الجاهلية يتركون أشياء تقذرا فأنزل الله عز وجل في كتابه وبين حلاله وحرامه، فما أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه، فهو عفو، ثم تلا هذه الآية (قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة.

الحديث بهذا الحوار من حديث جابر بن عبد الله وهم وإنما هو جابر بن زيد بن الشعثاء كما في صحيح البخاري (ج9ص654) من حديث سُفْيَانُ قَالَ عَمْرٌو قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ حُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ, فَقَالَ:

(1/82)

قَدْ كَانَ يَقُولُ ذَاكَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ عِنْدَنَا بِالْبَصْرَةِ , وَلَكِنْ أَبَى ذَاكَ الْبَحْرُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَرَأَ {قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} .

ورواه الحميدي في المسند (ج2ص379) مثل رواية البخاري.

ورواه أبو داود (ج10ص285) فقال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَسَنٍ الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ عَنْ جَابِرِ بَنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ أَنْ نَأْكُلَ لُحُومَ الْحُمُرِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَأْكُلَ لُحُومَ الْخَيْلِ.

قَالَ عَمْرٌو: فَأَخْبَرْتُ هَذَا الْخَبَرَ أَبَا الشَّعْثَاءِ فَقَالَ قَدْ كَانَ الْحَكَمُ الْغِفَارِيُّ فِينَا يَقُولُ هَذَا وَأَبَى ذَلِكَ الْبَحْرُ يُرِيدُ ابْنَ عَبَّاسٍ.

ففصلت رواية أبي داود حديث عمرو بن رجل وحديث أبي الشعثاء عن الحكم ابن عمرو الغفاري وقول ابن عباس. والرجل المبهم في رواية أبي داود وهو محمد بن علي بن الحسين كما رواه البخاري (ج9ص648) قال رحمه الله: - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ وَرَخَّصَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ.

فإن قلت من الواهم في رواية الحاكم؟ قلت الراجح عندي أنه الحاكم , فإنه كثير الأوهام حتى إني لا اعتمد على ما خالف وأتوقف فيما تفرد به، ولم يُخالف لكثرة أوهامه.

72- قال الإمام أبو يعلى رحمه الله (ج3ص444) : حدثنا أبو خيثمة، حدثنا محمد بن خازم، حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله قال: خرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ على أصحابه ذات ليلة، وهم ينتظرون العشاء، فقال: " صلى الناس ورقدوا وأنتم تنتظرونها، أما إنكم في صلاة ما انتظرتموها "، ثم قال: " لولا ضعف الضعيف وكبر الكبير لأخرت هذه الصلاة إلى شطر

(1/83)

الليل ".

وأخرجه أبو بكر بن أبو شيبة (ج1ص402) من طريق أبي معاوية به.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن ابن أبي حاتم يذكر في "العلل" (ج1ص186) عن أبي زرعة أنه قال: هذا حديث وهم فيه أبو معاوية، قلت: لم يبين الصحيح ما هو؟ والذي عندي أن الصحيح ما رواه وهيب وخالد الواسطي عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

وقال الدارقطني في "العلل" (ج11ص327) عندما سئل عن حديث أبي نضرة عن أبي سعيد: أخر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ صلاة العشاء حتى مضى نحو من شطر الليل ثم خرج فصلى بنا ثم خرج فصلى بنا ثم قال: " ليس أحدا إلا صلى ونام غيركم، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها، لولا ضعف الضعيف لأخرتها ".

فقال: يرويه داود بن أبي هند، واختلف عنه، فرواه هشيم وخالد وابن أبي عدي وبشر بن المفضل وعلي بن مسهر وعبد الوارث وإبراهيم بن طهمان ويحيى بن زكريا ابن أبي زائدة ومحمد بن سعيد الأموي أخو يحيى - وهم أربعة إخوة: عبيد ومحمد ويحيى وعبد الله كلهم ثقات - عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد. اهـ

وقال البيهقي في "السنن الكبرى " (ج1ص451) : حديث أبي سعيد من حديث علي بن عاصم عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: أخر رسول الله....فذكر الحديث، ثم قال البيهقي: وكذلك رواه بشر بن المفضل وابن أبي عدي وعبد الوارث وغيرهم عن داود ورواه أبو معاوية عن داود فقال عن جابر بدل أبي سعيد. اهـ

73-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج4ص85) : أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَهُوَ أَبُو أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ

أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى قَبْرِ

(1/84)

امْرَأَةٍ بَعْدَ مَا دُفِنَتْ.

إذا نظرت إلى هذا السند وجدتهم ثقات وأيضا إذا نظرت إلى ترجمة حبيب بن أبي مرزوق وجدتهم يذكرون في مشايخه عطاء بن أبي رباح لكن الحافظ المزي يقول بعدما ذكر هذا السند: هكذا رواه أبو بكر بن السني عن النسائي وقال ابنه أبو موسى عبد الكريم وأبو الحسن بن حيويه والحسن بن الأخضر السيوطي وأبو القاسم الطبراني عن النسائي بإسناده عن حبيب بن أبي مرزوق عن ابن جريج عن عطاء وكذلك رواه أبو عروبة الحراني عن المغيرة بن عبد الرحمن وكذلك رواه محمد بن أبي أسامة الرقي عن أبيه به. اهـ

فعلم أن هذا الحديث منقطع بهذا السند، والله أعلم.

74-قال الإمام أحمد رحمه الله ((ج3ص364) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مُحَارِبَ خَصَفَةَ بِنَخْلٍ فَرَأَوْا مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِرَّةً فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي قَالَ كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ قَالَ أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ لَا وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لَا أُقَاتِلَكَ وَلَا أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ فَخَلَّى سَبِيلَهُ قَالَ فَذَهَبَ إِلَى أَصْحَابِهِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ فَلَمَّا كَانَ الظُّهْرُ أَوْ الْعَصْرُ صَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْخَوْفِ فَكَانَ النَّاسُ طَائِفَتَيْنِ طَائِفَةً بِإِزَاءِ عَدُوِّهِمْ وَطَائِفَةً صَلَّوْا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفُوا فَكَانُوا مَكَانَ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانُوا بِإِزَاءِ عَدُوِّهِمْ وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ فَكَانَ لِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ وَلِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ.

(1/85)

وقال رحمه الله ص (390) : ثنا سريج ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سليمان بن قيس به.

أنت إذا نظرت في سند هذا الحديث وجدتهم ثقات رجال الصحيح إلا سليمان بن قيس وقد وثقه أبو زرعة والنسائي. كما في "تهذيب التهذيب".

ولكن أبا بشر وهو جعفر بن أبي وحشية لم يسمع من سليمان بن قيس كما في" تهذيب التهذيب "عن البخاري وابن حبان.

والحديث صحيح عن جابر من طرق أخرى، رواه مسلم (ج1ص576) من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بنحوه. بل هو متفق عليه من حديث جابر.

75- قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج2ص473) :

حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران، ثنا أبي، ثنا هشام بن عمار، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد الحراني قالا: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا زهير بن محمد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: لما قرأ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ سورة الرحمن على أصحابه حتى فرغ قال: " ما لي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن منكم ردا، ما قرأت عليهم من مرة، (فبأي آلاء ربكما تكذبان) إلا قالوا: ولا بشيء من نعمتك ربنا نكذب فلك الحمد "

" صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي.

قال أبو عبد الرحمن: الحديث ذكره الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمة زهير بن محمد التميمي من مناكيره ثم قال الإمام الذهبي رحمه الله: تفرد به هشام بن عمار عن الوليد قال ابن عدي: سرقه جماعة فحدثوا به عن الوليد منهم سليمان بن أحمد الواسطي وعلي بن جميل الرقي وعمرو بن مالك البصري وبركة بن محمد الحلبي. اهـ

وذكر الذهبي قبل هذا في ترجمة زهير بن محمد: قال الترمذي في "العلل": سألت

(1/86)

البخاري عن حديث زهير هذا فقال: أنا أتَّقي هذا الشيخ كأن حديثه موضوع، وليس هذا عندي زهير بن محمد. قال وكان أحمد بن حنبل يضعف هذا الشيخ ويقول: ينبغي أن يكون قلب اسمه أهل الشام". اهـ

وقال الإمام الترمذي بعد ذكره هذا الحديث (ج4ص192مع "تحفة الأحوذي" طبعة هندية) : غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ كَأَنَّ زُهَيْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الَّذِي وَقَعَ بِالشَّامِ لَيْسَ هُوَ الَّذِي يُرْوَى عَنْهُ بِالْعِرَاقِ كَأَنَّهُ رَجُلٌ آخَرُ قَلَبُوا اسْمَهُ يَعْنِي لِمَا يَرْوُونَ عَنْهُ مِنْ الْمَنَاكِيرِ. وسَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: أَهْلُ الشَّامِ يَرْوُونَ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَنَاكِيرَ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ يَرْوُونَ عَنْهُ أَحَادِيثَ مُقَارِبَةً. اهـ

76-قال أبو داود رحمه الله (ج1ص327) : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ أَبُو عِمْرَانَ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ آخِرَ الْأَمْرَيْنِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ تَرْكُ الْوُضُوءِ مِمَّا غَيَّرَتْ النَّارُ.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا اخْتِصَارٌ مِنَ الْحَدِيثِ الأَوَّلِ.

الحديث ظاهر سنده الصحة، لكن الحافظ ابن حجر رحمه الله قال في "التلخيص الحبير" (ج1ص116) : وَقَالَ أَبُو دَاوُد: هَذَا اخْتِصَارٌ مِنْ حَدِيثِ: قَرَّبْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ خُبْزًا وَلَحْمًا فَأَكَلَ، ثُمَّ دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ قَبْلَ الظُّهْرِ، ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ طَعَامِهِ فَأَكَلَ، ثُمَّ قَامَ إلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "الْعِلَلِ" عَنْ أَبِيهِ نَحْوَهُ؛ وَزَادَ: وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شُعَيْبٌ حَدَّثَ بِهِ مَنْ حَفِظَهُ، فَوَهِمَ فِيهِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: نَحْوًا مِمَّا قَالَهُ أَبُو دَاوُد، وَلَهُ عِلَّةٌ أُخْرَى: قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي "سُنَنِ حَرْمَلَةَ": لَمْ يَسْمَعْ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ جَابِرٍ، إنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ. /هـ المراد من "التلخيص"

(1/87)

77-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص294) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ جَافَى حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ.

إذا نظرت في هذا السند قلت: صحيح على شرط الشيخين ولكن الحافظ ابن رجب رحمه الله يقول في "شرح علل الترمذي" (ج2ص538) : ومعمر في منصور كأنه ليس بالقوي، فإن معمراً روى عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. كان إذا سجد جافى)) ، ورواه سفيان عن منصور عن إبراهيم مرسلاً.

والصحيح عند أحمد وابن معين قول سفيان في هذا، وحديث معمر عندهما خطأ.

78-قال الإمام مالك رحمه الله في الموطأ (ج2ص101) :

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بَنِي أَنْمَارٍ قَالَ جَابِرٌ فَبَيْنَا أَنَا نَازِلٌ تَحْتَ شَجَرَةٍ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَقْبَلَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلُمَّ إِلَى الظِّلِّ قَالَ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقُمْتُ إِلَى غِرَارَةٍ لَنَا فَالْتَمَسْتُ فِيهَا شَيْئًا فَوَجَدْتُ فِيهَا جِرْوَ قِثَّاءٍ فَكَسَرْتُهُ ثُمَّ قَرَّبْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا قَالَ فَقُلْتُ خَرَجْنَا بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ الْمَدِينَةِ قَالَ جَابِرٌ وَعِنْدَنَا صَاحِبٌ لَنَا نُجَهِّزُهُ يَذْهَبُ يَرْعَى ظَهْرَنَا قَالَ فَجَهَّزْتُهُ ثُمَّ أَدْبَرَ يَذْهَبُ فِي الظَّهْرِ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ لَهُ قَدْ خَلَقَا قَالَ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَمَا لَهُ ثَوْبَانِ غَيْرُ هَذَيْنِ فَقُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ لَهُ ثَوْبَانِ فِي الْعَيْبَةِ كَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا قَالَ فَادْعُهُ فَمُرْهُ فَلْيَلْبَسْهُمَا قَالَ فَدَعَوْتُهُ فَلَبِسَهُمَا ثُمَّ وَلَّى يَذْهَبُ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مَا لَهُ ضَرَبَ اللَّهُ عُنُقَهُ أَلَيْسَ هَذَا خَيْرًا لَهُ قَالَ فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ فَقُتِلَ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.

(1/88)

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن في"تهذيب التهذيب" في ترجمة زيد بن أسلم: قال الدوري: عن ابن معين لم يسمع من جابر.

79-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص357) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ كَانَ لَهُ شَرِيكٌ فِي حَائِطٍ فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْه.

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا سليمان وهو ابن قيس اليشكري وقد وثقه أبو زرعة والنسائي لكن رواه الترمذي (ج4ص540) فقال: حدثنا علي بن خشرم حدثنا عيسى بن يونس عن سعيد به

ثم قال: هذا حديث ليس إسنادة بمتصل وسمعت محمدا يقول سليمان اليشكري يقال إنه مات في حياة جابر بن عبد الله قال ولم يسمع منه قتادة ولا أبو بشر قال محمد ولا نعرف لأحد منهم سماعا من سليمان اليشكري إلا أن يكون عمرو بن دينار فلعله سمع منه في حياة جابر بن عبد الله قال وإنما يحدث قتادة عن صحيفة سليمان اليشكري وكان له كتاب عن جابر بن عبد الله. إلى آخر كلام الترمذي رحمه الله.

80-قال الإمام النسائي رحمه الله في "عمل اليوم والليلة" (ص529) :

أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا يزيد قال أخبرنا هشام عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل فإذا تغولت لكم الغيلان فنادوا بالأذان.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا شيخ النسائي أحمد بن سليمان وقد قال النسائي إنه ثقة مأمون صاحب حديث. وقال ابن أبي حاتم كتب إلي ببعض حديثه وهو ثقة صدوق.

أما يزيد فهو ابن هارون وهشام فهو ابن حسان والحسن هو ابن أبي الحسن

(1/89)

البصري. ولكن في "تهذيب التهذيب": قال أبو زرعة لم يلق جابرا. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي: سمع الحسن من جابر؟ قال ما أرى. ولكن هشام بن حسان يقول عن الحسن: ثنا جابر وأنا أنكر هذا إنما الحسن عن جابر كتاب مع إنه أدرك جابراً. اهـ.

وهشام بن حسان مضعف في الحسن ففي "تهذيب التهذيب": قال أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن علية: ما كنا نعد هشام بن حسان في الحسن شيئا. وفيه: وقال أبو داود: غنما تكلموا في حديثه عن الحسن وعطاء، لأنه كان يرسل وكانوا يرون أنه أخذ كتب حوشب.

81-قال الإمام محمد بن يزيد الشهير بابن ماجه رحمه الله (ج1ص292) :

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ (ح) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالا حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ.

هذا الحديث ظاهر سنده أنه حسن وإن كان ابن الزبير مدلساً ولم يصرح بالتحديث فليس تضعيف الحديث من أجله ففي طتهذيب التهذيب" في ترجمة لأيمن بن نابل بعد أن ذكر من وثقه، وقال الدارقطنى: ليس بالقوى خالف الناس ولو لم يكن إلا حديث التشهد.

وقال الحافظ: قلت زاد في أول الحديث الذي رواه عن أبى الزبير عن طاوس عن ابن عباس في التشهد: (بسم الله وبالله) وقد رواه الليث وعمرو بن الحارث وغيرهما عن أبى الزبير بدون هذا قال النسائي بعد تخريجه: لا نعلم أحدا تابع أيمن على هذا وهو

(1/90)

خطأ وقال الترمذي حديث أيمن غير محفوظ. /هـ المراد من "تهذيب التهذيب".

أقول: الذي يظهر لي أن في كلام الحافظ ههنا تخليطاً، فإن الحديث الذي فيه زيادة (بسم الله وبالله) ليس من حديث أبى الزبير عن طاوس عن ابن عباس ولكن من حديث أيمن عن أبى الزبير عن جابر كما في "التلخيص الحبير" وفى كتاب "التمييز" لمسلم.

قال الحافظ في "التلخيص الحبير" بعد ذكره الحديث حديث جابر:

كذا روى النسائي وابن ماجه والترمذي في "العلل" والحاكم ورجاله ثقات إلا أن أيمن بن نابل راويه عن أبي الزبير أخطأ في إسناده وخالفه الليث وهو من أوثق الناس في أبي الزبير فقال عن أبي الزبير عن طاوس وسعيد بن جبير عن ابن عباس قال حمزة الكناني قوله: عن جابر خطأ ولا أعلم أحداً قال في التشهد بسم الله وبالله إلا أيمن، وقال الدارقطني: ليس بالقوي خالف الناس ولو لم يكن إلا حديث التشهد وقال يعقوب بن شيبة فيه ضعف

وقال الترمذي: سألت البخاري عنه فقال خطأ وقال الترمذي وهو غير محفوظ.

وقال النسائي لا نعلم أحداً تابعه، وهو لا بأس به لكن الحديث خطأ. اهـ المراد من "تلخيص الحبير".

82- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص381) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَن قَتَادَةَ عَن سليمان بن قيس اليشكرى عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أَنَّ رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَحَاطَ حَائِطًا عَلَى أَرْضٍ فَهِيَ لَهُ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا سليمان بن قيس وهو اليشكري وقد وثقه أبو زرعة والنسائي كما في "تهذيب التهذيب".

ولكن قتادة لم يسمع من سليمان بن قيس اليشكري، كما في "تهذيب التهذيب" عن البخاري.

83-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص353) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا

(1/91)

أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَبَا طَيْبَةَ فَحَجَمَهُ قَالَ فَسَأَلَهُ كَمْ ضَرِيبَتُكَ قَالَ ثَلَاثَةُ آصُعٍ قَالَ فَوَضَعَ عَنْهُ صَاعًا.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا سليمان بن قيس وهو اليشكري وقد وثقه أبو زرعة والنسائي كما في "تهذيب التهذيب".

ولكن أبا بشر لم يسمع من سليمان بن قيس، بل قال ابن حبان: لم يره.

84-قال الإمام أحمد رحمه الله ((ج3ص332) :

حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سَبْعِينَ بَدَنَةً الْبَدَنَةُ عَنْ سَبْعَةٍ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا سليمان بن قيس وهو اليشكري وقد وثقه أبو زرعة والنسائي كما في "تهذيب التهذيب".

ولكن أبا بشر لم يسمع من سليمان بن قيس، بل قال ابن حبان: لم يره كما في: تهذيب التهذيب"

85-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص332) :

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ الْمَدِينَةُ يَتْرُكُهَا أَهْلُهَا وَهِيَ مُرْطِبَةٌ قَالُوا فَمَنْ يَأْكُلُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (السِّبَاعُ وَالْعَائِفُ) .

قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: فَحُدِّثْتُ أَنَّ أَبَا بِشْرٍ قَالَ كَانَ فِي كِتَابِ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا سليمان بن قيس وهو اليشكري وقد وثقه أبو زرعة والنسائي كما في "تهذيب التهذيب".

ولكن في "تهذيب التهذيب" قال البخاري: يقال إنه مات في حياة جابر ولم يسمع منه قتادة ولا أبو بشر ولا نعرف لأحد سماعاً إلا أن يكون عمرو بن دينار

(1/92)

سمع منه في حياة جابر.

وفي "تهذيب التهذيب" أيضا: أن ابن حبان قال: لم يروه أبو بشر.

والحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة.

86- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص292) :

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَايَعْنَا نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى أَلَا نَفِرَّ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا سليمان بن قيس وهو اليشكري وقد وثقه أبو زرعة والنسائي كما في "تهذيب التهذيب".

ولكن في "تهذيب التهذيب" قال البخاري: يقال إنه مات في حياة جابر ولم يسمع منه قتادة ولا أبو بشر ولا نعرف لأحد سماعاً إلا أن يكون عمرو بن دينار سمع منه في حياة جابر.

وفي "تهذيب التهذيب" أيضا: أن ابن حبان قال: لم يروه أبو بشر.

87-قال الإمام أبو بكر الآجري رحمه الله في "الشريعة" ص (200) : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا داود ابن رشيد قال حدثنا يحيى ابن زكريا عن موسى بن عقبة عن أبي الزبير وعن جعفر بن محمد عن أبيه: عن جابر بن عبد اللهط أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال لأبي بكر يا أبا بكر إن الله لو لم يشأ لان يعصى ما خلق إبليس.

هو في جزء "بيبي "ص76 بهذا السند.

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات، هذا بناء على أن يحيى بن زكريا هو ابن أبي زائدة كما يتوهم الباحث.

(1/93)

ولكن ابن الجوزي ذكر هذا الحديث في "الموضوعات" (ج1ص273) وذكر أن في سنده يحيى ابن أبي زكريا واتهمه به.

وذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره (ج1ص538) إن شيخ الإسلام أبا العباس ابن تيمية قال: هذا حديث موضوع مختلق باتفاق أهل المعرفة.

وقال ابن قتيبة في"تأويل مختلف الحديث ص (236) : الحديث ضعيف عند أهل الحديث.

وقال الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال": (يحيى بن زكريا) صوابه (يحيى أبو زكريا) ، ثم ذكر الحديث وقال: إنه باطل. إلى أن قال الحافظ الذهبي: وبقيت مدة أظن أن يحيى هو ابن أبي زائدة وأن الحديث أدخل على بيبي في" جزئها "ثم إذا به في الأمل من حديث ابن أخي ميمي البغدادي عن البغوي أيضا والبغوي فصاحب حديث وفهم وصدق، وشيخه فثقة فتعين أن الحمل في هذا الحديث على يحيى ابن زكريا هذا المجهول التالف ثم ذكر له الحافظ الذهبي طريقا أخرى فيها يحيى ابن سابق وقال: وهو واه وسيأتي. اهـ

وأعلم أن الحديث جاء من طريق عبد الله بن عمر. ومن حديث عبد الله ابن عمرو ولا يصح منها شئ. والحمد لله.

88-قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج10 ص348) :

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا عَقِيلُ بْنُ مَعْقِلٍ قَالَ سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ عَنْ النُّشْرَةِ فَقَالَ هُوَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ.

إذا نظرت إلى رجال هذا الحديث وجدتهم رجال الصحيح إلا عقيل بن معقل وقد وثقه ابن معين ولكن العلائي في جامع التحصيل يقول في ترجمة وهب: قال ابن معين: لم يلق جابر بن عبد الله إنما هو كتاب وقال في موضع آخر هو صحيفة ليست

(1/94)

بشيء.

89-قال الإمام أبو داود رحمه الله: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا قَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ حَقَّهَا وَلَا تَعْدُوا الْمَنَازِلَ.

وقال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج2ص1240) :

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا هِشَامٌ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لَا تَنْزِلُوا عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ وَلَا تَقْضُوا عَلَيْهَا الْحَاجَاتِ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح ولكنه منقطع قال ابن أبى حاتم كما في "جامع التحصيل" سألت أبى سمع الحسن من جابر؟ قال ما أرى ولكن هشام بن حسان يقول عن الحسن حدثنا جابر وأنا أنكر هذا إنما الحسن عن جابر كتاب مع أنه أدرك جابراً. اهـ

ورواية هشام بن حسان عن الحسن ضعيفة ففي "تهذيب التهذيب" قال أبو داود إنما تكلموا في حديثه عن الحسن عن عطاء لأنه كان يرسل وكانوا يرون أنه أخذ كتب حوشب. اهـ

90- قال الإمام أبو بكر بن أبى شيبة في "كتاب الإيمان" ص (14) :

حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الحسن عن جابر بن عبد الله أنه

(1/95)

قال: قيل: يا رسول الله؟ أي الأعمال أفضل، قال: " الصبر والسماحة، قيل: أي المؤمنين أكمل إيمانا قال: أحسنهم خلقاً)

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح فزائدة هو ابن قدامة وهشام هو ابن حسان والحسن هو الحسن بن أبي الحسن البصري ولكن رواية هشام عن الحسن ضعيفة. ففي "تهذيب التهذيب ": وقال أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن عليه: ما كنا نعد هشام بن حسان في الحسن شيئا وذكر نحو هذا عن ابن المديني وأبي داود.

والحسن لم يسمع من جابر بن عبد الله كما في "تهذيب التهذيب" عن ابن المديني وأبي حاتم.

91-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1079) : -

حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَقَ الْهَرَوِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لَمْ يُحَرِّمْ الضَّبَّ وَلَكِنْ قَذِرَهُ وَإِنَّهُ لَطَعَامُ عَامَّةِ الرِّعَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَنْفَعُ بِهِ غَيْرَ وَاحِدٍ وَلَوْ كَانَ عِنْدِي لَأَكَلْتُهُ.

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نَحْوَهُ.

ظاهر سند الحديث أنه صحيح ولكن في" تهذيب التهذيب" عن البخاري أن قتادة لم يسمع من سليمان بن قيس اليشكري. وكذا قال يحيى ابن معين كما في "تهذيب التهذيب "أيضا وكذا قال البوصيري كما في"مصباح الزجاجة".

92-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجة رحمه الله (ج2ص971) :

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ

(1/96)

سُوقَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ رَفَعَتْ امْرَأَةٌ صَبِيًّا لَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِهَذَا حَجٌّ قَالَ نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ.

الحديث أخرجه الترمذي (ج3ص673) وقال حديث جابر حديث غريب.

هكذا قال الترمذي رحمه الله أما رجاله فرجال الصحيح أما علي ابن محمد فهو الطنافسي وليس من رجال الصحيح، ولكنه ثقة، وهو مقرون، فظاهر السند أن الحديث صحيح ولكن إليك ما ذكره ابن أبى حاتم في "العلل" (ج1ص293) بعد سؤاله أباه، وذكر الحديث فقال أبوه: قال ابن عيينة قال إبراهيم ابن عقبة إنما حديث ابن المنكدر عن كريب عن ابن عباس هذا الحديث. اهـ

فالحديث معروف من حديث ابن عباس منكرٌ من حديث جابر.

93-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص864) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ لَا يُقْطَعُ الْخَائِنُ وَلَا الْمُنْتَهِبُ وَلَا الْمُخْتَلِسُ.

هذا حديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن إليك ما قاله أبو حاتم وأبو زرعة كما في "العلل" لابن أبي حاتم (ج1ص450) قالا: لم يسمع ابن جريج هذا الحديث من أبي الزبير، يقال انه سمعه من ياسين: أنا حدثت ابن جريج عن أبي الزبير. قال ابن أبي حاتم فقلت لهما: ما حال ياسين؟ فقالا ليس بالقوي. اهـ.

94-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص833) : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ الْجَارُ أَحَقُّ بِشُفْعَةِ جَارِهِ يَنْتَظِرُ بِهَا وَإِنْ كَانَ غَائِبًا إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِدًا.

(1/97)

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات، ولكن الظاهر أن عبد الملك بن أبي سليمان وهم فيه، ففي "تهذيب التهذيب ": وقال الحسن بن حبان سئل يحيى بن معين عن حديث عطاء عن جابر في الشفعة فقال هو حديث لم يحدث به احد إلا عبد الملك، وقد أنكره الناس عليه ولكن عبد الملك ثقة صدوق لا يرد على مثله. قلت: تكلم فيه شعبة؟ قال: نعم. قال شعبة لو جاء عبد الملك بآخر مثله لرميت بحديثه.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه هذا حديث منكر وعبد الملك ثقة. اهـ

95-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص793) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِد.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته على شرط مسلم ولكن الإمام الترمذي رحمه الله بعد أن ذكره من طريق عبد الوهاب به قال (ج4ص574) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ الْوَاحِدِ. قَالَ وَقَضَى بِهَا عَلِيٌّ فِيكُمْ.

وَهَذَا أَصَحُّ وَهَكَذَا رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مُرْسَلًا.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (ج1ص467) : إنه سأل أباه وأبا زرعة عن هذا الحديث فقالا: أخطأ عبد الوهاب في هذا الحديث إنما هو عن جعفر عن أبيه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. مرسلا. اهـ المراد من الترمذي.

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص467) أنه سألت أبِاه، وأبا زُرعة، عَن هذا الحدِيثٍ؛ فقالا: أخطأ عبدُ الوهّابِ فِي هذا الحدِيثِ، إِنّما هُو عن جعفرٍ، عن أبِيهِ: أنَّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مُرسلاً.

96-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص354) :

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَمِيرًا مِنْ أُمَرَاءِ الْفِتْنَةِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُ جَابِرٍ فَقِيلَ لِجَابِرٍ لَوْ تَنَحَّيْتَ عَنْهُ فَخَرَجَ يَمْشِي بَيْنَ ابْنَيْهِ فَنُكِّبَ فَقَالَ: تَعِسَ مَنْ أَخَافَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

(1/98)

فَقَالَ ابْنَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا: يَا أَبَتِ وَكَيْفَ أَخَافَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَقَدْ مَاتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ جَنْبَيَّ) .

الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح ولكن في "جامع التحصيل " عن علي بن الحسين بن الجنيد: زيد بن أسلم عن جابر مرسل.

97-قال الحاكم رحمه الله (ج1ص452) : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، ثنا الحسين بن الحسن المهاجري، ثنا هارون بن سعيد الأيلي، ثنا ابن وهب، أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، ويحيى بن عبد الله بن سالم، أن عمر، مولى المطلب أخبرهما، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أنه كان يقول: " لحم صيد البر لكم حلال، وأنتم حرم ما لم تصيدوه أو يصاد لكم "

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

كذا قال الحاكم، والمطلب بن عبد الله بن حنطب لم يسمع من جابر، قاله أبو حاتم كما في "جامع التحصيل".

98- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج7ص11) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ح وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ هَشِشْتُ فَقَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: صَنَعْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا عَظِيمًا قَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ. قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ مَضْمَضْتَ مِنَ الْمَاءِ وَأَنْتَ صَائِمٌ ".

قَالَ عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ فِى حَدِيثِهِ قُلْتُ لاَ بَأْسَ بِهِ. ثُمَّ اتَّفَقَا قَالَ " فَمَهْ ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام النسائي

(1/99)

يقول عقب الحديث: هذا حديث منكر، وبكير مأمون، وعبد الملك بن سعيد روى عنه غير واحد، ولا ندري ممن هذا. كما في "تحفة الأشراف" في ترجمة عمر، وفي "ميزان الاعتدال" في ترجمة عبد الملك بن سعيد.

99-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1027) : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ثَلَاثَ حَجَّاتٍ حَجَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ وَحَجَّةً بَعْدَ مَا هَاجَرَ مِنْ الْمَدِينَةِ وَقَرَنَ مَعَ حَجَّتِهِ عُمْرَةً وَاجْتَمَعَ مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَمَا جَاءَ بِهِ عَلِيٌّ مِائَةَ بَدَنَةٍ مِنْهَا جَمَلٌ لِأَبِي جَهْلٍ فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ فَنَحَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ وَنَحَرَ عَلِيٌّ مَا غَبَرَ قِيلَ لَهُ مَنْ ذَكَرَهُ قَالَ جَعْفَرٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ.

الحديث رجاله رجال الصحيح إلا القاسم بن محمد وقد وثقه الخطيب ثم إنه متابع، قال الترمذي رحمه الله (ج3ص545) : حدثنا عبد الله بن أبي زياد أخبرنا زيد بن حباب عن سفيان به.

ولكن الإمام الترمذي رحمه الله بعد أن ذكره بهذا السند قال: هذا حديث غريب من حديث سفيان لا نعرفه إلا من حديث زيد بن حباب ورأيت عبد الله بن عبد الرحمن روى هذا الحديث في كتبه عن عبد الله بن أبي زياد قال وسألت محمدا عن هذا فلم يعرفه من حديث الثوري عن جعفر عن أبيه عن جابر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ورأيته لم يعد هذا الحديث محفوظا وقال إنما يروى عن الثوري عن أبي إسحق عن مجاهد مرسلاً اهـ.

أقول: قول الترمذي رحمه الله: لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حُبَابٍ متعقب فقد تابع زيدا عبد الله بن داود وهو الخريبي ثقة فيبقى على الحديث العلة التي أعله بها البخاري.

(1/100)

ورواية الثوري عند ابن ماجه عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس منقطعة فإن الحكم لم يسمع من مقسم عن ابن عباس إلا خمسة أحاديث ليس هذا منها.

100- قال أبو داود رحمه الله (ج4ص30) : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَلَفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بَوَاكِي فَقَالَ اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا مَرِيعًا نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ قَالَ فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ.

وأخرجه الطبراني في الدعاء (ج3ص1786) فقال رحمه الله: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن محمد بن أبي خلف به.

قال أبو عبد الرحمن: الحديث ظاهر سنده أنه على شرط مسلم، ولكن قال الحافظ في "التلخيص الحبير" (ج2ص202) : وقد أعله الدارقطني في "العلل" بالإرسال وقال: رواية من قال: عن يزيد الفقير من غير ذكر جابر أشبه بالصواب.

وكذا قال أحمد بن حنبل رحمه الله، وجرى النووي في الأذكار على ظاهره فقال: صحيح على شرط مسلم. اهـ

101-قال ابن القيم في المنار المنيف (ص94) : وقال الحارث بن أبي أسامة في مسنده حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثنا إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر قال: قال رسول الله ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي تعال صل بنا فيقول لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة. وهذا إسناد جيد.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته ظاهره الصحة، ولكن وهب ابن منبه قال ابن معين: لم يلق جابر بن عبد الله إنما هو كتاب، وقال في موضع آخر صحيفة ليست بشيء، وفى "التهذيب" أنه اختلف في سماعه من عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله

(1/101)

عنهما كما في "جامع التحصيل".

102-قال الإمام البيهقي رحمه الله (ج10ص200) :

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبى عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن على بن عفان ثنا حسين ابن على عن سفيان بن عيينة عن عمرو عن جابر قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ انطلقوا بنا إلى البصير الذي في بنى واقف نعوده وكان رجلا أعمى - كذا قال.

الحديث ظاهر سنده الصحة ولكن الإمام البزار رحمه الله يقول عقب هذا الحديث كما في "كشف الأستار" (ج2ص389) : لا نعلم أحداً وصل هذا الحديث إلا الجعفي - يعنى الحسين بن على الجعفي الذي في السند - أحسبه أخطأ لأن الحفاظ إنما يروونه عن ابن عيينة عن عمرو عن محمد بن جبير مرسلاً. اهـ

(1/102)

مسند جبير بن مطعم رضى الله عنه

103-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص80) : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ رُكَانَةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلا الْمَسْجِدَ الْحَرَام.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدت رجاله رجال الصحيح ولكن فى "تهذيب التهذيب" و "جامع التحصيل" إن رواية محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن جبير بن مطعم مرسلة.

104- قال الإمام َ أحمد رحمه الله (ج4ص81) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ فِرْقَةً عَلَى هَذَا الْجَبَلِ وَفِرْقَةً عَلَى هَذَا الْجَبَلِ فَقَالُوا سَحَرَنَا مُحَمَّدٌ فَقَالُوا إِنْ كَانَ سَحَرَنَا فَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ.

إذا نظرت إلى سند هذا الحديث فهو محتمل للحسن وقد رواه ابن حبان وعنده متابعة محمد ابن فضيل بن غزوان لسليمان بن كثير فيرتقي الحديث في ظاهره إلى الصحة ولكن الحديث رواه الحاكم (ج2ص472) من طريق هشيم عن حصين عن جبير بن محمد بن جبير عن أبيه عن جده وهشيم أثبت من سفيان وشعبة في حصين,

(1/103)

قاله يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي كما في "تهذيب التهذيب".

وقال أبو داود: قال أحمد: ليس أحد أصح حديثا عن حصين من هشيم كما في "تهذيب التهذيب" أيضاً.

وفيه اختلاف آخر ففي "تحفة الأشراف" عن المزي رحمه الله رواه محمد بن فضيل عن حصين عن سالم بن أبى الجعد عن محمد بن جبير عن أبيه. اهـ

وذكر الحافظ هذا الإختلاف في "النكت الظراف" ثم قال: ولولا هذا الإختلاف لكان الحديث على شرط الصحيح. اهـ

والظاهر أن الإختلاف من حصين بن عبد الرحمن فإنه كان قد تغير. والله أعلم.

105-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص81) : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْر.

الحديث أخرجه الدارمي (ج1ص413) فقال: أخبرنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة به. والحديث رجاله رجال الصحيح ولكنه معل، قال حمزة الكنانى الحافظ: لم يقل فيه أحد: (عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير، عن أبيه) غير حماد بن سلمة ورواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير، عن رجل من أصحاب النبي وهو أشبه بالصواب. والله أعلم.

(1/104)

مسند جرير بن عبد الله البجلي رضى الله عنه

106-قال الإمام الطبراني رحمه الله في "المعجم الكبير" (ج2ص343) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدُوسِ بن كَامِلٍ السِّرَاجُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ بن أَبَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ سَرِيَّةً إِلَى خَثْعَمٍ، فَاعْتَصَمَ نَاسٌ مِنْهُمْ بِالسُّجُودِ، فَأَسْرَعَ إِلَيْهِمُ الْقَتْلَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ لَهُمْ بنصْفِ الْعَقْلِ، وَقَالَ: " إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْمُشْرِكِينَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِمَ؟ قَالَ: " لا تَرَاءَى نارَهُمَا ".

الحديث رواه الترمذي (ج5ص229) فقال: حدثنا هناد، حدثنا أبو معاوية به.

ورواه أبو داود (ج3ص104) بسند الترمذي.

وأنت إذا نظرت إلى سنده من الكتابين وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي قال عقبه: حدثنا هناد، حدثنا عبدة، عن اسماعيل بن أبى خالد، عن قيس بن أبى حازم مثل حديث أبى معاوية، ولم يذكر فيه (عن جرير) ، وهذا أصح، وأكثر أصحاب إسماعيل قالوا: (عن إسماعيل، عن قيس بن أبى حازم، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بعث سرية) ، ولم يذكروا فيه (عن جرير) .

وروى حماد بن سلمة عن الحجاج بن أرطأة، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن قيس، عن جرير، مثل حديث أبى معاوية، وسمعت محمداً يقول: الصحيح حديث قيس عن النبي{{صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسلاً. اهـ المراد منه.

وقال أبو داود عقبه: الحديث بسنده من حديث أبى معاوية متصلاً رواه هشيم ومعمر، وخالد الواسطي، وجماعة لم يذكروا جريراً. اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج2. باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.}

  ج2. صحيح السيرة {ج2. باقي صحيح السيرة النبوية  تحقيق  الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.} صفحة رقم -130 - قال : قلت : من غف...