السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الثلاثاء، 13 فبراير 2024

أحاديث معلة ظاهرها الصحة من مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الي اخر الصفحة يعني{ من 294. الي 403.}


أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

294- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج11ص478) : حدثنا عَبْدُ الله بنُ مُحمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ أخبرنا يُونُسُ بنُ رَائِدٍ عن عَلِيِّ بنِ بَذِيمَةَ عن أبي عُبَيْدَةَ عن عَبْدِ الله بنِ مَسْعُودٍ، قال قال رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "إنَّ أوَّلَ مَا دَخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ: يَا هذَا اتَّقِ الله وَدَعْ مَا تَصْنَعُ فإنَّهُ لا يَحِلُّ لَكَ ثُمَّ يَلْقَاهُ مِنَ الْغَدِ فَلاَ يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أنْ يَكُونَ أكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ فلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ الله قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، ثُمَّ قالَ: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَرْيَمَ ـ إلَى قَوْلِهِ ـ فَاسِقُونَ} ، ثُمَّ قالَ: كَلاَّ والله لَتَأْمُرُنَّ بالمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عن المُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيِ الظَّالِمِ، وَلَتَأْطِرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أطْراً، وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْراً".

حدثنا خَلَفُ بنُ هِشَامٍ أخبرنا أبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ عن الْعَلاَءِ بنِ المُسَيِّبِ عن عَمْرِو بنِ مُرَّةَ عن سَالِمٍ عن أبي عُبَيْدَةَ عن ابنِ مَسْعُودٍ عن النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، بِنَحْوِهِ. زَادَ: "أوْ لَيَضْرِبَنَّ الله بِقُلُوبِ بَعْضِكُم عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ لَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا

(1/272)

لَعَنَهُمْ".

قالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ المحَارِبيُّ عن الْعَلاَءِ بنِ المسَيِّبِ عن عَبْدِ الله بنِ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ عن سَالِمٍ الأفْطَسِ عن أبي عُبَيْدَةَ عن عَبْدِ الله. وَرَوَاهُ خَالِدٌ الطَّحَّانُ عن الْعَلاَء عن عَمْرِو بنِ مُرَّةً عن أبي عُبَيْدَةَ.

الحديث قال فيه الإمام الترمذي (ج9ص413) : هذا حديث حسن غريب. وهو كما يقول الترمذي رحمه الله أو أعلى، لولا أن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه.

وقد جاء الحديث في "مجكع الزوائد" من حديث أبي موسى فقال الهيثمي: إن رجاله رجال الصحيح. وذلك لأنه جاء عن أبي عبيدة عن أبي موسى وأبو عبيدة قد سمع من أبي موسى، ولكن ابن أبي حاتم رحمه الله يقول (ج2ص103) من "العلل" وسألت أبي عن حديث؛ رواه خالد، عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكره. قال أبي: لا أعرف هذا الحديث من حديث عمرو بن مرة، وإنما رواه علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ويرويه عن العلا بن المسيب عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن سالم الا فطس عن ابي عبيدة عن النبي صلى عليه وعلى اله وسلم. والحديث من جميعه الى ابي عبيد ة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. اهـ.

295- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج2ص103) : حدثنا هنّاد حدثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن عاصمِ بن كُلَيْبٍ، عن عبدِ الرحم?نِ بن الأسودِ عن عَلْقَمَةَ قال: قال عبدُ الله ابنُ مسعودٍ: "ألا أُصلي بكمْ صلاةَ رسولِ الله، فصلى، فلم يرفعْ يَديْهِ إلاَّ في أول مرة"

قال أبو عيسى: حديثُ ابن مسعود حديث حسنٌ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته كما يقول الترمذي رحمه الله، ولكن إليك ما يقول أبو داود رحمه الله (ج2ص448) قال رحمه الله: هذا حديث مختصر من حديث

(1/273)

طويل، وليس هو بصحيح على هذا اللفظ.

حدثنا الحسن بن علي، اخبرنا معاوية وخالد بن عمرو وأبو حذيفة، اخبرنا سفيان بإسناده فقال: فرفع يديه في أول مرة وقال بعضهم: مرة واحدة. اهـ

وقال الإمام البخاري رحمه الله في "جزء رفع اليدين"بعد ذكر هـ هذا الحديث بصيغة التمريض، وقال أحمد بن حنبل: عن يحي بن ادم، قال: نظرت في كتاب عبد الله بن إدريس، عن عاصم بن كليب، ليس فيه (ثم لم يعد) فهذا أصح، لان الكتاب أحفظ عند أهل العلم لان الرجل يحدث بشيء ثم يرجع إلى الكتاب فيكون كما في الكتاب.

حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، حدثنا علقمة أن عبد الله، رضي الله عنه قال: " علمنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ الصلاة: فقام فكبر ورفع يديه، ثم ركع، فطبق يديه جعلهما بين ركبتيه فبلغ ذلك سعدا فقال: صدق أخي قد كنا نفعل ذلك في أول الإسلام ثم أمرنا بهذا ".

قال البخاري: " وهذا المحفوظ عند أهل النظر من حديث عبد الله بن مسعود"

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص96) : سألت أبي عن حديث رواه الثوي فذكره، فقال أبي: هذا خطأ يقال: وهم فيه الثوري، وروى هذا الحديث عن عاصم جماعة، فقالوا كلهم: إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ افتتح فرفع يديه ثم ركع فطبق وجعلها بين ركبتيه. ولم يقل احد ما رواه الثوري. اهـ

296-قال الإمام الطبراني رحمه الله في "المعجم الكبير" (ج10ص256) : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري وعبدان بن أحمد قالا: ثنا أبو كريب ثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن منصور عن ربعي عن عبد الله يرفعه قال: ثلاثة يحبهم الله رجل قام من الليل يتلو كتاب الله ورجل تصدق بصدقة يخفيها من شماله ورجل كان في سرية فانهزم أصحابه فاستقبل العدو) .

(1/274)

قال الحافظ الهيثمي (ج1ص255) : رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه الترمذي (ج7ص289) : فقال: حدثنا أبو كريب به. ثم أعقبه فقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه غير محفوظ، والصحيح ما روى شعبة وغيره عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن زيد بن ظبيان، عن أبي ذر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وأبو بكر بن عياش كثير الغلط. اهـ

وقال ص (293) : من حديث شعبة عن منصور سمعت ربعياً يحدث عن زيد بن ظبيان رفعه إلى أبي ذر وذكر الحديث، ثم قال الترمذي: حديث صحيح، وهكذا روى شيبان عن منصور نحو هذا، وهذا اصح من حديث أبي بكر. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: لا حديث ابن مسعود صحيح لما رأيت، ولا حديث أبي ذر، فا ن زيد بن ظبيان ما روى عنه إلا ربعي ولم يوثقه معتبر كما في "تهذيب التهذيب".

297-قال قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1412) : حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رجل لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت؟ قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (إذا سمعت جيرانك يقولون أن قد أحسنت فقد أحسنت. وإذا سمعتهم يقولون قد أسأت. فقد أسأت)

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكن ابن أبي حاتم يذكره في "العلل" (ج2ص100) ويقول: انه سال أباه وأبازرعة وأنهما قالا: هذا خطأ، رواه حماد بن شعيب عن منصور عن جامع بن شداد عن الحسن (1) بن مسلم عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسل، قالا: وهذا هو الصحيح.

_________

(1) كذا في ابن ماجه قبل هذا الحديث: (جامع بن شداد، عن كلثوم الخزاعي) والظاهر أنه تصحف في "العلل"لابن أبي حاتم.

(1/275)

298-قال الإمام جعفر بن محمد الفريابي في كتابه "صفات المنافقين وذم المنافقين" ص (8) حدثنا عمرو بن علي، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، قال: أخبرني منصور، سمعت أبا وائل، يحدث عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان "

قال أبو حفص عمرو بن علي: لا أعلم أحداً تابع أبا داود على هذا وأبو داود ثقة

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، وقد تفرد برفعه أبو داود وقد رواه جرير عن منصور به موقوفاً.

ورواه زهير وهو ابن معاوية، عن منصور عند النسائي (ج8ص117) موقوفاً أيضاً.

ورواه عاصم بن بهدلة عن أب وائل به موقوفاً.

ورواه الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله فذكره موقوفاً.

كل هذا عند المؤلف رحمه الله إلا رواية زهير فعند النسائي.

وأخرج ابن جرير رحمه الله (ج1ص191) حديث الأعمش عن عمارة بن عمير به موقوفاً. والحديث رواه أبو نعيم (ج5ص43) من طريق المؤلف ثم قال: تفرد برفعه أبوداور عن شعبة، ورواه غندر عن شعبة موقوفاً، ورواه أبو عوانة وزهير بن معاوية عن منصور موقوفاً. اهـ

وقال قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار" (ج1ص62) وهذا لا نعلن سنده إلا أبوداود بهذا الإسناد وغيره يرويه موقوفاً. اهـ

فعُلِمَ بهذا شذوذ أبي داود سليمان بن داود الطيالسي.

والحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة.

299- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج8ص363) : حدثنا ابنُ أبي عُمَرَ,

(1/276)

أخبرنا سُفْيَانُ عن جَامِعٍ، وَهُوَ ابنُ أَبي رَاشِدٍ وَعبْدُ المَلِكَ بنُ أَعْيَنَ عن أَبي وَائِلٍ عن عَبْدِ الله بن مسعود، يَبْلُغُ بِهِ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قالَ: "مَا مِنْ رَجُلٍ لاَ يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ إلاَّ جَعَلَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي عُنُقِهِ شُجَاعاً، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ الله عز وجل {ولاَ يحسبن الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا أَتَاهُمْ الله مِنْ فَضْلِهِ} الآيَةَ، وَقَالَ مَرَّةً قَرَأَ رَسُولُ الله مِصْدَاقَهُ {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وَمَنْ اقْتَطَعَ مَالَ أَخِيهِ المسْلِمِ بِيَمِينٍ لَقِيَ الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ الله مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ الله {إنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله} الآيَةَ"

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده توهمته صحيحاً، فظاهره أنه على شرط مسلم.

نعم قوله (من اقتطع) إلى آخره في "الصحيحينط من حديث ابن مسعود، وما قبله يعتبر رفعه شاذاً، ذلك لأنه قد خالف سفيان بن عيينة من هو أرجح منه فرواه الطبري (ج7ص436) من حديث سفيان الثوري، عن أبي إسحاق عن أبي وائل، عن عبد الله قولهز

ومن طريق شعبة عن أبي إسحاق سمعت أبا وائل يحدث أنه سمع عبد الله به.

ورواه الحاكم (ج2ص298) من حديث أبي بكر بن عياش، ثنا أبو إسحاق ثنا أبو وائل قال: قال عبد الله به.

فالثوري وشعبة وأبو بكر بن عياش يروونه موقوفاً، وسفيان بن عيينة يرفعه، يعتبر شاذاً كما ترى، والله أعلم.

(1/277)

300- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص880) : حدثنا علي بن محمد، حدثنا يحيى بن ادم، حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن علقمة عن عبد الله قال: - لقد رأينا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يصلي في النعلين والخفين.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا إسحاق مختلط، وزهير بن حرب ممن روى عنه بعد الإختلاط، وأبو إسحاق أيضاً مدلس والظاهر أنه هنا قد

دلس ففي "مسند الإمام أحمد" رحمه الله (ج1ص460) ثنا حسن بن موسى، ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن علقمة بن قيس، - ولم يسمع منه، وسأله رجل من حديث علقمة - فهو هذذا الحديث أن عبد الله بن مسعود أتى أبا موسى الأشعري ... وذكر الحديث.

وهذكا رواه ابن أبي شيبة (ج2ص417) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (ج1ص511) .

وأخرجه الطيالسي (ج1ص84 من "ترتيب المسند" فقال حدثنا زهير عن أبي إسحاق عمن حدثه عن عبد الله، فقد أبهم من حدثه ودلس علقمة بن قيس كما ترى.

301- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص458) : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فِي قَرِيبٍ مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ لَيْسَ فِيهِمْ إِلَّا قُرَشِيٌّ لَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ صَفْحَةَ وُجُوهِ رِجَالٍ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ وُجُوهِهِمْ يَوْمَئِذٍ فَذَكَرُوا النِّسَاءَ فَتَحَدَّثُوا فِيهِنَّ فَتَحَدَّثَ مَعَهُمْ حَتَّى أَحْبَبْتُ أَنْ يَسْكُتَ قَالَ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ فَإِنَّكُمْ أَهْلُ هَذَا الْأَمْرِ مَا لَمْ تَعْصُوا اللَّهَ فَإِذَا عَصَيْتُمُوهُ بَعَثَ إِلَيْكُمْ مَنْ يَلْحَاكُمْ كَمَا يُلْحَى هَذَا الْقَضِيبُ لِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ ثُمَّ لَحَا

(1/278)

قَضِيبَهُ فَإِذَا هُوَ أَبْيَضُ يَصْلِدُ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن رواية عبيد الله عن عبد الله بن مسعود مرسلة كما في "تهذيب التهذيب" وفي "تحفة الأشراف" في ترجمة عبيد الله بن عبد الله: لم يدركه.

302- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص444) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِطَعَّانٍ وَلَا بِلَعَّانٍ وَلَا الْفَاحِشِ الْبَذِيءِ وَقَالَ ابْنُ سَابِقٍ مَرَّةً بِالطَّعَّانِ وَلَا بِاللَّعَّان) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب التهذيب" بعد أن ذكر رواه أبو بكر بن أبي شيبة رواه عن محمد بن سابق قال إن كان ابن أبي شيبة حفظه فهو غريب وقال ابن المديني هذا حديثٌ منكرٌ من حديث إبراهيم عن علقمة وإنما روى هذا أبو وائل عن عبد الله من غير حديث الأعمش عنه. اهـ مختصراً من ترجمة محمد بن سابق.

303- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص389) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدُّهْنِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ابْنُ سُمَيَّةَ مَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ قَطُّ إِلَّا اخْتَارَ الْأَرْشَدَ مِنْهُمَا) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "جامع التحصيل" في ترجمة سالم بن أبي الجعد قال ابن المديني: لم يلقَ ابن مسعود، ولم يلق عائشة.

304- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1142) : حدثنا علي بن سلمة. حدثنا زيد بن الحباب. حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي

(1/279)

الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (عليكم بالشفاءين العسل والقرآن) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا علي بن سلمة وهو اللبقي وقد وثقه البخاري ومسلم كما في "تهذيب التهذيب"ولكن ابن جرير في "تفسيره" يقول (14ص141) حدثنا سفيان بن وكيع قال ثنا أبي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله فذكر نحوه موقوفاً.

وسفيان بن وكيع ضعيف، ولكن الحافظ ابن كثير يذكرهذا في "تفسيرهط عقب حديث ابن ماجةثم يقول: وله شبه. اهـ كذا ولعله (ولعله أشبه) .

ويقول المناوي في "فيض القدير" قال الحاكم على شرطهما، وقال البيهقي في "الشعب" الصحيح موقوف على ابن مسعود. اهـ

ثم رأيت الحديث في "المستدرك" (ج4ص200) فإذا سفيان بن وكيع قد توبع، تابعه أبو بكر بن أبي شيبة، ثم قال الحاكم رحمه الله وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا محمد بن عبيد ثنا الأعمش عن خثيمة والأسود قالا: قال عبد الله: عليكم بالشفائين: القرآن والعسل.

فعلم أن الصحيح وقفه، وأن زيد بن الحباب الذي رفعه يعتبر شاذاً.

305- قال الإمام ابن حبان رحمه الله كما في "موارد الضمآن" (ص441) : أبو يعلى, حدثنا أبو همام (1) حدثنا ابن وهب, أنبأنا حيوة بن شريح عن عُقيل بن خالد عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: (كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد

_________

(1) أبو همام هو يونس بن عبد الأعلى, ويقال له أيضاً: أبو محمد كما في "الكنى" للدولابي.

(1/280)

وعلى حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)

الحديث أخرجه ابن جرير (ج1ص30) فقال حدثني بذلك يونس بن عبد الأعلى فقال انبأنا ابن وهب به.

فظاهر السند أنه حسن، وقد أخرجه الحاكم (ج1ص553) وقال ك صحيح الإسناد. ولكن قال الإمام الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج4ص185) : وكان أهل العلم بالأسانيد يدفعون هذا الإسناد بإنقطاعه في إسناده، لأن أبا سلمة لا يتهيأ في سِنّهِ لقاء عبد الله بن مسعود ولا أخذه عنه.

306- قال الإمام الدولابي رحمه الله في" الكنى" (ج1ص155) : أخبرني أحمد بن شعيب قال: أنبأ عبد الحميد بن محمد قال: حدثنا مخلد قال: حدثنا بشير أبو إسماعيل، عن سيار أبي الحكم، عن طارق عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: " اقتربت الساعة، ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصاً "

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت له بالحسن، وبشير هو ابن سليمان أبو إسماعيل، وأما سيار فالصحيح أنه أبو حمزة، وليس بأبي الحكم، وقد كان بشير بن سلمان يهم فيه ويقول: أبو الحكم. وأبو الحكم من رجال الجماعة، وأما سيار أبو حمزة فمستور الحال.

وإن كنت تريد المزيد راجعت ترجمة سيار أبي الحكم من "تهذيب التهذيب" وترجمة سيار أبي حمزة من "تهذيب الكمال"

فالحديث ضعيف لأن سياراً أبا حمزة لا يرتقي إلى الحجية، ولكن يصلح في الشواهد

(1/281)

والمتابعات. والله أعلم.

307- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج1ص20-21) : حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا محمد بن غالب بن حرب. وأخبرني الحسين بن علي ثنا محمد بن إسحاق قالا: ثنا علي بن مسلم الطوسي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. وحدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ثنا علي بن العباس البجلي قال: ذكر عبد الوارث بن عبد الصمد قال: حدثني أبي ثنا شعبة عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: لو أن رجلين دخلا في الإسلام فاهتجرا كان أحدهما خارجا من الإسلام حتى يرجع الظالم

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين جميعا ولم يخرجاه وعبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد: ثقة مأمون وقد خرجا جميعا له غير حديث تفرد به عن أبيه وشعبة وغيرهما.

قال أبو عبد الرحمن: الحديث ظاهره أنه على شرط مسلم، ولكن الإمام الدارقطني لما سئل عنه كما في "العلل" (ج1ص33) قال يرويه الأعمش وطلحة بن المصرف، عن زيد بن وهب رفعه عبد الصمد، عن شعبة عن الأعمش. ووقفه غيره. والموقوف أشبه. اهـ

308- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج2ص880) : حدثنا دعلج بن أحمد السجزي ببغداد ثنا موسى بن هارون وصالح بن مقاتل. وحدثنا علي بن حمشاد ثنا أبو المثنى العنبري (1) وأحمد بن علي الأبار. وحدثنا أحمد بن سَهلِ (2)

_________

(1) في الأصل: (العَنَزي) , والصواب ما أثبتناه.

(2) في الأصل: (أحمد بن سفيان) , والصواب ما أثبتناه.

(1/282)

بن حمدويه الفقيه ببخارى ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ قالوا: ثنا أحمد بن جناب المصيصي ثنا عيسى بن يونس عن سفيان الثوري عن زبيد عن مرة عن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب) .

هذا حديث صحيح الإسناد تفرد به أحمد بن جناب المصيصي وهو شرط من شرطنا في هذا الكتاب أنا نحرج أفراد الثقات إذا لم نجد لها علة وقد وجدنا لعيسى بن يونس فيه متابعين: أحدهما من شرط هذا الكتاب وهو سفيان بن عقبة أخو قبيصة

حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ مهران بن هارون الرازي ثنا الفضل بن العباس الرازي ـ وهو فضلك الرازي ـ ثنا إبراهيم بن محمد بن حمويه الرازي ثنا سفيان بن عقبة أخو قبيصة عن حمزة الزيات وسفيان الثوري عن زبيد عن مرة عن عبد الله بن مسعود: عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب وإذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان

وأما المتابع الذي من شرط هذا الكتاب فعبد العزيز بن أبان والحديث معروف به فقد صح بمتابعين لعيسى بن يونس ثم بمتابع الثوري عن زبيد وهو حمزة الزيات. اهـ

الحديث إذا نظرت إلى سنده فأقل أحواله أنه يحسن، ولكن إليك ما قاله الدارقطني رحمه الله في "العلل" (ج5ص269) وقد سئل عن هذا الحديث فقال: يرويه زبيد، عن مرة، عن عبد الله واختلف عنه، فرفعه أحمد بن جناب، عن عيسى بن يونس، عن الثوري، عن زبيد.

وتابعه عبد الرحمن بن زبيد، عن أبيه.

ووقفه عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن كثير، عن الثوري، عن زبيد.

وكذلك، رواه محمد بن طلحة، وزهير بن معاوية.

وروي عن حمزة الزيات، عن زبيد، مرفوعا أيضا.

ورواه الصباح بن محمد الهمداني -وهو كوفي أحمسي ليس بقوي- عن مرة، عن

(1/283)

عبد الله، مرفوعا أيضاً والصحيح موقوف. اهـ.

309- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص153) حدثنا عَلِيُّ بنُ الْحُسَيْنِ الرَّقِّيُّ حدثنا عَبْدُ الله بنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قال أخبرني عُبَيْدُالله بنُ عَمْرٍو عن زَيْدِ بنِ أبي أُنَيْسَةَ عنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ عن إبْرَاهِيمَ، قال: أرَادَ الضَّحَّاكُ بنُ قَيْسٍ أنْ يَسْتَعْمِلَ مَسْرُوقاً، فقالَ لَهُ عُمَارَةُ بنُ عُقْبَةَ: أتَسْتَعْمِلُ رَجُلاً منْ بَقَايَا قَتَلَةِ عُثْمَانَ؟ فقالَ لَهُ مَسْرُوقٌ حدثنا عَبْدُ الله بنُ مَسْعُودٍ، وَكَانَ في أنْفُسِنَا مَوْثُوقَ الْحَدِيث: " أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أرَادَ قَتْلَ أبِيكَ قال مَنْ لِلصِّبْيَةِ قال النَّارُ فَقَدْ رَضِيتُ لَكَ مَا رَضِيَ لَكَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ".

وأخرجه الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج11ص402) وعنده عمارة بن عقبة بن أبي معيط. وأخرجه الحاكم (ج2ص124) وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

الحديث ظاهره الصحة إلا أن إبراهيم هو ابن يزيد النخعي كما في ترجمة عمرو بن مرة من "تهذيب الكمال" لم يسمع من أحمد من الصحابة كما في "المراسيلط لابن أبي حاتم، وعمارة بن عقبة بن أبي معيط صحابي كما في ترجمته من "الإصابة".

والضحاك بن قيس أثبت البخاري صحبته كما في " الإصابة" واختلفوا في صحة سماعه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قال الحافظ في "الإصابة" - أي في سماعه من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فإن أقل ما قيل في سنِّه عند موت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أنه كان ابن ثمان سنين. اهـ.

310- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1424) : حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري وعمر بن شبة بن عبيدة قالا حدثنا عمر بن علي. أخبرني إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله بن

(1/284)

مسعود عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: (إذا كان أجل أحدكم بأرض وأوثبته. الحاجة, فإذا بلغ أقصى أثره قبضه الله سبحانه. فتقول الأرض يوم القيامة رب هذا ما استودعتني) .

وأخرجه ابن أبي عاصم رحمه الله في "السنة" (ج1ص137) فقال حدثنا محمد بن يحيى بن أبي حازم القطعي، حدثنا عمر بن علي، عن إسماعيل بن أبي خالد به.

وأخرجه الحاكم (ج1ص41-42) من طريق عمر بن علي المقدمي به. ومن طريق محمد بن خالد الوهبي عن إسماعيل به. ومن طريق هشيم عن إسماعيل به.

ثم قال الحاكم: فقد أسند هذا الحديث ثلاثة من الثقات عن إسماعيل وواقفه عنه سفيان بن عيينة فنحن على ما شرطنا في إخراج الزيادة من الثقة في الوصل والسند. اهـ

فأنت إذا نظرت إلى السند وجدته يستحق أن يحكم عليه بالصحة، ولكن ابن أبي حاتم ذكره في "العلل" (ج1ص362) فقال رحمه الله: وسألت أبي عن حديث؛ رواه محمد بن خالد الوهبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود، وذكر الحديث. ثم قال أبي: الكوفيون لا يرفعونه.

قال أبو محمد: هذا الحديث معروف بعمر بن علي بن مقدم، تفرد به عن إسماعيل بن أبي خالد، وتابعه على روايته محمد بن خالد الوهبي. اهـ

ذكره الدارقطني في "العلل" (ج5ص238) فقال: فقال وقد سُئِل عن الحديث فقال: يرويه إسماعيل بن أبي خالد، فرفعه عنه عمرو بن علي المقدمي، ومحمد بن خالد الوهبي، وهشيم من رواية موسى بن حيان، عن ابن مهدي عنه , وغيره يرويه، عن هشيم ولا يرفعه. وكذلك رواه ابن عيينة، ويحيى القطان، وغيرهما موقوفا، وهو الصواب.

حدثنا أحمد بن عبد الله الوكيل، حدثنا عمر بن شبة، حدثنا يحيى، حدثنا إسماعيل، عن قيس، قال: قال عبد الله: إذا كان أجل أحدكم بأرض أتى له الحاجة فيعمد إليها، فإذا كان أقصى أثره قبض، فتقول الأرض يوم القيامة: هذا ما استودعتني. اهـ

(1/285)

311- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج2ص880) : حدثنا أبو علي الحافظ أنبأ عبدان الأهوزي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: هبطوا على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وهو يقرأ ببطن نخلة فلما سمعوه قالوا: انصتوا قالوا: صه وكانوا تسعة أحدهم زوبعة فأنزل الله عز وجل: {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا} إلى {ضلال مبين}

صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وسكت عليه الذهبي، وأخرجه تلميذه في "الدلائل" (ج2ص228) من طريق الحاكم به. قلت: أبو احمد اسمه محمد بن عبد الله ثقة، إلا انه متكلم في روايته عن الثوري، فأقل أحوال هذا الإسناد انه حسن، ولكن أبا احمد قد خالف جماعة: يحي القطان عند إسحاق البستي رقم (877) ، والطبري رقم (31312) في "تفسيريهما" ووكيع ويحي ابن يمان عند أبي نعيم في "الدلال" (ح2ص464) رقم (253) ، ووافقهم في رواية أخرى وهي الراجحة البستي رقم (879) والطبري رقم (31313) ، والبزار (ج3ص68) كما في "كشف الأستار"، والدارقطني في "العلل" (ج5ص55) ، فرووه عن الثوري، عن عاصم، عن زر به مرسلاً وهو الراجح، فرواية الوصل تعتبر شاذة أو منكرة، وانظر أيضاً "علل الدارقطني" (ج5ص54-55) رقم (701) .

312- قال الإمام أحمد رحمه الله (3861) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا

(1/286)

سَعِيدٌ, حَدَّثَنَا قَتَادَةُ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ, عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْفِطْرَةِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ النَّارِ قَالَ فَابْتَدَرْنَاهُ فَإِذَا هُوَ صَاحِبُ مَاشِيَةٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَنَادَى بِهَا) .

أنت إذا نظرت في الحديث وجدت رجاله رجال الشيخين، ولكن قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص142) : سمعت أبي يقول: قتادة عن أبي الأحوص مرسل.

(1/287)

مسند عبد الله بن المغفل رضي الله عنه

313- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج11ص216) حدثنا مُسَدَّدٌ أخبرنا يحيى عن هِشَامِ بنِ حَسَّانَ عن الْحَسَنِ عن عَبْدِ الله بنِ مُغْفَّلٍ: "أنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن التَّرَجَّلِ إلاَّ غِبًّا".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن رواية هشام بن حسان عن الحسن ضعيفة، قال ابن علية: ما كنا نعد هشام في الحسن شيئاً. اهـ من "تهذيب التهذيب"

(1/288)

مسند عبد الرحمن بن أزهر رضي الله عنه

214- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص88) : قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَأُتِيَ بِسَكْرَانَ فَأَمَرَ مَنْ كَانَ مَعَهُ أَنْ يَضْرِبُوهُ بِمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ.

قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ يُحَدِثُ أَنَّ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ... الحديث.

الحديث أخرجه أبو داود (ج3ص475) والحميدي في "المسند" (ج3ص398) والبخاري في "التاريخ" (ج5ص340) والطبري في "التاريخ" (ج13ص43) ويعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (ج ص383) . وقد ألزم الدارقطني البخاري ومسلماً أن يخرجاه.

هذا الحديث ظاهره الصحة، ولكن قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص416) : وسألت أبي، وأبا زرعة، عن حديث؛ رواه أسامة بن زيد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن أزهر، قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يسأل عن خالد بن الوليد، وأنا غلام شاب، فأتي بشارب، وأمرهم، فضربوه، فمنهم من ضرب بنعله، وذكرت لهما الحديث.

فقالا: لم يسمع الزهري هذا الحديث من عبد الرحمن بن أزهر، يدخل بينهما عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر.

قلت لهما: من يدخل بينهما ابن عبد الرحمن بن أزهر؟ قالا: عُقيل

(1/289)

بن خالد. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: وعبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر: قال الحافظ في "التقريب"مقبول، أي إذا توبع وإلا فليّن، فعلى فالحديث لايصح والله أعلم.

والإمام أحمد يقول كما في "تهذيب التهذيب" في ترجمة الزهري: ما أراه سمع من عبد الرحمن بن أزهر إنما يقول الزهري: كان عبد الرحمن بن أزهر يحدث فيقول معمر وأسامة عنه سمعت عبد الرحمن. ولم يصنعا عندي شيئاً.

وذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" في ترجمة الزهري نحوه وقد تصحف معمر في "المراسيل" إلى (نعم) ومن "المراسيل" زيادة اراه حفظ وقد أدخل بينه وبينه طلحة بن عبد الله بن عوف. اهـ

أي أدخل الزهري بينه وبين عبد الرحمن بن أزهر.

(1/290)

2222222222222222222222

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

315- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص319) : حدثنا محمد بن المصفى الحمصي. حدثنا أنس بن عياض. حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ (إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول) .

هذا حديث حسن.

قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بالحسن، ولكن قال الدارقطني في "العلل" (ج4ص287-288) رقم (570) وسئل عن حديث إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف فقال: يرويه محمد بن مصفى، وانفرد به، عن أنس بن عياض، عن محمد بن عمرو، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، ووهم فيه. وإنما رواه محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم التيمي مرسلاً. اهـ

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص172) : وسألت أبي عن حديث؛ رواه محمد بن المصفى، عن أبي ضمرة، عن محمد بن عمرو، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قال: إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون في الصفوف الأول.

قال أبي: هذا خطأ بهذا الإسناد، الصحيح، ما رواه الدراوردي، عن ابن عجلان، عن

(1/291)

إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. اهـ.

أفادنا بهذا أبو الفضل الليبي

316- قال الإمام أحمد رحمه الله في "المسند" (ج1ص193 رقم1675 بتحقيق أحمد شاكر) : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي الْجَنَّةِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ) .

هذا الحديث ظاهر إسناده الحسن، ولكنه شاذ وسيأتي بيانه، وأخرجه الترمذي (ج5ص647) رقم (3747) فقال رحمه الله حدثنا قتيبة به. ثم قال: أخبرنا مصعب (1) قراءة عن عبد العزيز بن محمد عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نحوه ولم يذكر فيه عن عبد الرحمن بن عوف.

قلتُ: يعني أرسله ولكن رواية الوصل أرجح، لعلو مرتبة قتيبة على أبي مصعب، ثم أيضاً قتيبة توبع كما ذكر ذلك الحافظ في "نكته على الأطراف" حيث قال: قلت تابعه إسحاق بن إبراهيم والحماني على وصله. اهـ المراد. انظر "تحفة الأشراف" (ج1ص209) .

ثم قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن سعيد بن زيد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نحو هذا وهذا أصح من الحديث الأول.

_________

(1) كذا في الأصل والصواب (أبو مصعب) واسمه أحمد بن أبي بكر الزهري. انظر "تحفة الأحوذي" و"تحفة الأشراف" وترجمته من "التهذيب" وغيرها.

(1/292)

قلت: يعني من حديث عبد الرحمن بن عوف هذا، ثم ذكر حديث سعيد بن زيد بسنده عمر بن سعيد - وهو ابن أبي الحسين النوفلي المكي ثقة - عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عنه به ثم قال وسمعت محمداً - يعني البخاري- يقول هو أصح من الحديث الأول. اهـ.

وانظر "تحفة الأشراف" مع النكت عليها (ج7ص209) وأخرج الحديث أيضاً النسائي في "الكبرى" (ج5ص56) رقم (8194) قال أخبرنا قتيبة بن سعيد به. والبغوي في "شرح السنة" (ج14ص128) رقم (3925) من طريق قتيبة به.

قال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص366) رقم (2613) وسألت أبي عن حديث؛ رواه عبد العزيز الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قال: عشرة في الجنة.

ورواه موسى بن يعقوب الزمعي، عن عمر بن سعيد بن سريج، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن سعيد بن زيد، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ.

قلت لأبي: أيهما أشبه؟ قال: حديث موسى أشبه، لأن الحديث يروى عن سعيد من طرق شتى، ولا يعرف عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في هذا شيء. اهـ

فُلِمَ بهذا أن حديث ابن عوف شذ به الدراوردي فسلك به الجادة، وخالف في ذلك من هو أرجح منه - وهو عمر بن سعيد النوفلي- والله أعلم.

تنبيه: حديث العشرة صحيح بمجموع طرقه من حديث سعيد بن زيد أبي الأعور وهو أحدهم.

أفادنا بهذا الأخ أحمد بن سعيد.

317- قال البزار رحمه الله في "مسننده" (ج3ص241) : وَحَدَّثَنَاهُ عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ يَعْنِي ابْنَ شُرَيْحٍ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَعَنَهُ اللَّهُ)

(1/293)

، قَالَ: لَنْ يَنْفَلِتَ مِنِّي ابْنُ آدَمَ مِنْ إِحْدَى ثَلاثٍ: أَخْذُ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ، وَوَضْعُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، أَوْ يَمْنَعُهُ مِنْ حَقِّهِ.

قلت: رجاله ثقات غير عبدة بن عبد الله وهو الصفار الجزاعي. فترجمته في "الجرح والتعديل" (ج6ص90) قال أبو حاتم: صدوق. ولكن قال يحيى بن معين والبخاري: أبو سلمة لم يسمع من أبيه شيئاً، زاد ابن معين: ولا من طلحة بن عبيد الله. اهـ

(1/294)

مسند عبد الرحمن بن يَعمُر رضي الله عنه

318- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1127) : حدثنا أبو بكر والعباس بن عبد العظيم العنبري قالا. حدثنا شبابة عن شعبة عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر قال نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عن الدباء والحنتم.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم ثقات، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله يقول في "العلل" (ج10ص527) بعد ذكر الحديث بسنده: هذا حديث غريب من قبل إسناده لا نعلم أحداً حدث به عن شعبة غير شبابة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أوجه كثيرة أنه نهى أن ينتبذ في الدباء والمزفت)) .

وحديث شبابة إنما يستغرب لأنه تفرد به عن شعبة، وقد روى شعبة وسفيان والثوري بهذا الإسناد عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((الحج عرفة)) . فهذا الحديث المعروف عند أهل الحديث بهذا الإسناد) .

وقال البخاري" في التاريخ الكبير" في ترجمة وقال عبد الرزاق قال الثوري: كان عند بكير حديثان سمع شعبة احدهما ولم يسمع الآخر، وروى شبابة عن شعبة عن بكير عن ابن يعمر: نهى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عن الجر، ولم يصح /هـ.

قال أبو عبد الرحمن: حديث (الحج عرفة) من الأحاديث التي ألزم الدارقطني البخاري ومسلماً أن يخرجاه.

(1/295)

مسند عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه

319-قال أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله كما في "المطالب العالية" (ج1ص207) رقم (480) : وقال أبو بكر: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن ابن خثيم، حدثني داود بن عاصم الثقفي، عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: " وقت لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أن أقرأ بـ سبح اسم ربك الأعلى، وأشباهها من القرآن "

هذا حديث سنده حسن. ولكن قال ابن المديني كما في "جامع التحصيل": داود بن أبي عاصم عن عثمان بن أبي العاص هو مرسل.

(1/296)

3333333333333333333333333

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه

320- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج7ص4) : حَدَّثنا عَبْدُ بنُ حُمَيدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ، أخبرنا حُرَيثُ بنُ السَّائِبِ، قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ حدثني حُمْرَانُ بنُ أَبَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ

، عَنْ النبيِّ قَالَ: "لَيْسَ لابنِ آدَمَ حَقٌ فِي سِوَى هذِهِ الخِصَالِ: بَيْتٍ يَسْكُنُهُ، وَثَوْبٍ يُوَارِي عَوْرَتَهُ، وَجِلْفِ الْخُبْزِ وَالْمَاءِ"

هَذَا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ وَهُوَ حدِيثُ الحُرَيثِ بنِ السَّائِبِ.

ظاهر هذا السند أن الحديث حسن ورجاله رجال الصحيح، إلا حريث بن السائب وقد قال في ابن معين صالح وقال مرة ثقة وقال أبو حاتم ما به بأس، فمثل هذا يحسن حديثه ولا يضره إدخال الساجي إياه في "الضعفاء" مع قول ابن معين وأبي حاتم ولكن الحافظ يقول"تهذيب التهذيب": قال الساجي قال أحمد روى عن الحسن عن حمران عن عثمان حديثا منكرا يعني الذي أخرجه الترمذي وقد ذكر الاثرم عن أحمد علته فقال سئل أحمد عن حريث فقال هذا شيخ بصري روى حديثاً منكراً يعني الذي أخرجه الترمذي عن الحسن عن حمران عن عثمان كل شئ فضل عن ظل بيت وجلف الخبز وثوب يواري عورة ابن آدم فلا حق لابن آدم فيه. قال قلت قتادة يخالفه قال نعم سعيد عن قتادة عن الحسن عن حمران عن رجل من أهل الكتاب. قال أحمد حدثناه روح ثنا سعيد يعنى عن قتادة به.

(1/297)

321- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص63) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حُرِّمَ عَلَى النَّارِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا أُحَدِّثُكَ مَا هِيَ هِيَ كَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ الَّتِي أَعَزَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ وَهِيَ كَلِمَةُ التَّقْوَى الَّتِي أَلَاصَ (1) عَلَيْهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ عِنْدَ الْمَوْتِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

يقول الفاضل أحمد شاكر: إسناده صحيح، وهو في "مجمع الزوائد" (ج1ص15) وقال: رجاله ثقات. اهـ

قال ابوعبد الرحمن: لكنه منقطع ففي"تهذيب التهذيب" في ترجمة مسلم بن يسار وقال القطان: لم يسمع قتادة منه. اهـ

وفي"جامع التحصيل"في ترجمة قتادة: وقال يحي بن سعيد: لم يسمع قتادة من مسلم بن يسار شيئاً. اهـ

وفي"تهذيب التهذيب"في ترجمة قتادة وقال ابن معين: لم يسمع من ابن أبي مليكة، ولا من حميد بن عبد الرحمن الحميري، ولا من مسلم بن يسار. اهـ

322- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج7ص103) : أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِثَلَاثٍ أَنْ يَزْنِيَ بَعْدَ مَا أُحْصِنَ أَوْ يَقْتُلَ إِنْسَانًا

_________

(1) ألاص عليها عمه أي أداره عليها وراوده فيها, وعمه هو أبوطالب. /هـ من تحقيق أحمد شاكر.

(1/298)

فَيُقْتَلَ أَوْ يَكْفُرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ فَيُقْتَلَ)

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا مؤمل بن إهاب، والظاهر أن حديثه لا ينزل عن درجة الحسن، ولكن الحافظ ابن حجر رحمه الله يقول في "النكت الظراف": قال ابن أبي حاتم في "العلل": سمعت أبي يقول: بسر بن سعيد عن عثمان مرسل. اهـ

والحديث صحيح عن عثمان من غير هذه الطريق، أخرجته في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين".

323- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص62) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ يَعْنِي ابْنَ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ دَعَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَقَالَ إِنِّي سَائِلُكُمْ وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَصْدُقُونِي نَشَدْتُكُمْ اللَّهَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْثِرُ قُرَيْشًا عَلَى سَائِرِ النَّاسِ وَيُؤْثِرُ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى سَائِرِ قُرَيْشٍ فَسَكَتَ الْقَوْمُ فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَوْ أَنَّ بِيَدِي مَفَاتِيحَ الْجَنَّةِ لَأَعْطَيْتُهَا بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى يَدْخُلُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ فَبَعَثَ إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَلَا أُحَدِّثُكُمَا عَنْهُ يَعْنِي عَمَّارًا أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ آخِذًا بِيَدِي نَتَمَشَّى فِي الْبَطْحَاءِ حَتَّى أَتَى عَلَى أَبِيهِ وَأُمِّهِ وَعَلَيْهِ يُعَذَّبُونَ فَقَالَ أَبُو عَمَّارٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ الدَّهْرَ هَكَذَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ اصْبِرْ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِآلِ يَاسِرٍ وَقَدْ فَعَلْتُ)

هذا حديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أحمد شاكر يقول: إسناده ضعيف لانقطاعه، نقل عن الحافظ انه قال في"الإصابة": لم يدرك ثوبان ولا أبا الدرداء، ولا عمرو بن عبسة، فضلاً عن عمر، فضلاً عن أبي بكر. اهـ

(1/299)

مسند عَدي بن عَمِيرة الكِندي رضي الله عنه

324- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص602) : حدثنا عيسى بن حماد المصري. أنبأنا اليث بن سعد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن عدي بن عدي الكندي عن أبيه قال: - قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ (الثيب تعرب عن نفسها والبكر رضاها صمتها)

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكن في"تهذيب التهذيب"في ترجمة عدي ابن عدي وقال ابن أبي حاتم: عن ابيه: روى عن أبيه مرسلاً لم يسمع من أبيه، يدخل بينهما العرس بن عميرة (1) . اهـ

وقال البوصيري في"مصباح الزجاجة" (ج2ص101) : هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه منقطع، عدي لم يسمع من أبي عدي بن عميرة يدخل بينهما العرس بن عميرة، قاله أبو حاتم وغيره. اهـ المراد من"مصباح الزجاجة". وأخرجه الإمام احمد (ج4ص192) و (ج4ص492) وفيه العلة المتقدمة.

_________

(1) قلت: هو في "المراسيل" لابن أبي حاتم ص (126) .

(1/300)

مسند عقبةبن عامر الجهني رضي الله عنه

325- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص148) : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ انْطَلَقَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى لِيُصَلِّيَ فِيهِ فَاتَّبَعَهُ نَاسٌ فَقَالَ مَا جَاءَ بِكُمْ قَالُوا صُحْبَتُكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَحْبَبْنَا أَنْ نَسِيرَ مَعَكَ وَنُسَلِّمَ عَلَيْكَ قَالَ انْزِلُوا فَصَلُّوا فَنَزَلُوا فَصَلَّى وَصَلَّوْا مَعَهُ فَقَالَ حِينَ سَلَّمَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا لَمْ يَتَنَدَّ بِدَمٍ حَرَامٍ إِلَّا دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَِِِِ) .

الحديث ظاهره الصحة، ولكن عبد الرحمن بن عائذ لم يسمع من عقبة بن عامر، كما في"تحفة الأشراف".

326- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص153) : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ اكْفِنِي أَوَّلَ النَّهَارِ بِأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ أَكْفِكَ بِهِنَّ آخِرَ يَوْمِكَ) .

هذا حديث ظاهره الصحة، ولكن قتادة يرسل كثيراً.

قال الإمام احمد: ما اعلم قتادة سمع من احد من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إلا من انس

(1/301)

ابن مالك قيل له: فعبد الله بن سرجس؟ فكأنه لم يره سماعاً، قال حرب: فقلت لأحمد: شيخ يقال له دغفل بن حنظلة له صحبة يروي عنه قتادة؟ قال: ما اعرفه. وصحح أبو زرعة سماعه من عبد الله بن سرجس وزاد ابن المديني: أبا الطفيل. اهـ مختصراً من "جامع التحصيل"

327- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج9ص413) حدثنا مُسْلِمُ بنُ إبْرَاهِيمَ أخبرنا أَبَانُ عن قَتَادَةَ عن الْحَسَنِ عن عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ أنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قالَ: "عُهْدَةُ الرَّقِيقِ ثَلاَثَةُ أيَّامٍ".

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع، الحسن لم يسمع من عقبة بن عامر كما في "جامع التحصيل"عن علي بن المديني. وكذا في"المراسيل"لابن أبي حاتم ص (42) اهـ..

وقال الخطابي في "اختصار السنن"وضعف احمد بن حنبل عهدة الثلاث في الرقيق، وقال: لا يثبت في العهدة حديث. وقالوا لم يسمع الحسن من عقبة بن عامر شيئاً، الحديث (1) مشكوك فيه، عن سمرة، ومرة قال: عقبة. اهـ ويزداد ضعفاً انه في"مصنف ابن أبي شيبة " (ج8ص406) عن الحسن مرسلاً.

_________

(1) في الأصل " (فالحديث) وفي التعليق على متن "سنن أبي داود) (ج7ص76) : (والحديث) وهو الصواب، لأنه ابتداء كلام.

(1/302)

4444444444444444444444444444.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند أبي مسعود الأنصاري عُقبة بن عَمرو رضي الله عنه

328- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص119) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَأَوْسَطَهُ وَآخِرَهُ

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، إلا أبا عبد الله الجدلي، وقد وثقه أحمد وابن معين كما في "تهذيب التهذيب"

والحديث ظاهره الصحة، ولكنه منقطع، ففي "جامع التحصيل"في ترجمة إبراهيم ابن يزيد النخعي وقال شعبة: لم يسمع إبراهيم النخعي من أبي عبد الله الجدلي. اهـ وأخرجه احمد أيضاً (ج5ص272) من هذه الطريق المعلة.

329- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج13ص315) حدثنا أَبُو بَكْرِ بنُ أَبِي شَيْبةَ أخبرنا وَكِيعٌ عن الأوْزَاعِيِّ عن يَحْيَى عن أَبِي قِلاَبَةَ، قال قال أبو مَسْعُود لأبِي عَبْدِ الله أَوْ قال أَبُو عَبْدِ الله لأبِي مسعود: " مَا سَمِعْتَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بئس مطية الرَّجل زَعَمُوا؟ قال سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَمُوا".

قَالَ أبُو دَاوُدَ: أَبُو عَبْدِ الله هذَا حُذَيْفَةُ.

(1/303)

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن صاحب "عون المعبود"ينقل عن أبي مسعود الدمشقي في الأطراف انابا قلابة لم يسمع منهما يعني حذيفة وأبا مسعود رضي الله عنهم. اهـ

وقال المناوي في "فيض القدير"قال الذهبي في "المهذب": فيه إرسال، وقال ابن عساكر في"الأطراف": حديث منقطع لأنه من رواية عبد الله بن زيد الجرمي وهو لم يسمع منه. اهـ

وقال العلائي في"جامع التحصيل": وقد ذكر جماعة من الصحابة في ترجمة أبي قلابة منهم حذيفة والظاهر في ذلك كله الإرسال. اهـ

فقول هؤلاء الأئمة مقدم على وجادات الشيخ ناصر الدين رجفظه الله التصريح بالتحديث عند الطحاوي في "مشكل الآثار" وعند ابن مندة في "المعرفة" لأن هذين الكتابين غير مسموعين له، والكتب قد دخلها التصحيف، وهذه القاعدة لنا أن نقول الحافظ مقدم على ما نجده في الكتب لأن الكتب ليست مسموعة لنا، والله أعلم.

ثم وجدت الحافظ رحمه اله قد ذكره في "النكت الظراف" فقال بعد ذكره كلام المزي: إن أبا القاسم قال: إن أبا قلابة لم يسمع منهما، قال الحافظ: قلت في تفسير أبي عبد الله في هذا الحديث بأنه حذيفة نظر، لأن الوليد بن مسلم روى هذا الحديث عن الأوزاعي أنه حدثه قال ثنا يحيى بن أبي كثير، ثنا أبو قلابة حدثني أبو عبد الله هكذا أخرجه الحسن بن سفيان، عن دحجيم عن الوليد، فعلى فأبو عبد الله آخر غير حذيفة لأن أبا قلابة ما أدرك حذيفة.

قلت وقد اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير اختلافاً آخر، فرواه يحيى بن عبد العزيز، عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المهلب أنا عبد الله بن عمر قال: يا أبا مسعود فذكره. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: والحديث من الطريقين في "الأدب المفرد" فعلم بما قرره الحافظ رحمه الله أن يحيى بن أبي كثير قد اضطرب في شيخ أبي قلابة ولا تزال أيضاً علة

(1/304)

الانقطاع، لأنه لم يسمع من أبي مسعود. والله أعلم.

330- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص1100) : دثنا إسماعيل بن أسد. حدثنا جعفر بن عون. حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود قال أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رجل. فكلمه. فجعل ترعد فرائصه. فقال له: (هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد)

قال أبو عبد الله إسماعيل وحده وصله.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا إسماعيل بن أسد، وقد قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو ثقة صدوق كما في "تهذيب التهذيب" ولكن في "مصباح الزجاجة" هذا الحديث معدود في أفراد ابن ماجه. وقد استغربه حجاج بن الشاعر. وأشار على إسماعيل أن لا يحدث به إلا مرة في السنة لغرابته إلى أن قال حاكياً عنابن عدي هذا الحديث سرقه ابن أبان من إسماعيل بن أبي الحارث القطان. وسرقه منه أيضا عبيد بن الهيثم الحلبي. ورواه زهير وابن عيينة ويحيى القطان عن أبي خالد مرسلاً والمحفوظ عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس مرسلاً من غير ذكر أبي مسعود.

وقال الإمام البيهقي في "دلائل النبوة" (ج5ص69) بع ذكره موصولاً قال: وقد أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب، قال: أنبأنا جعفر بن عون، قال: أنبأنا إسماعيل، عن قيس، قال: جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يكلمه فأرعد الرجل، فقال له: " هون عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد " هذا مرسل وهو المحفوظ.

وأخرجه ابن سعد مرسلاً (ج1ص23) فقال أخبرنا يزيد بن هارون وعبد الله بن نمير قالا أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن رجلا أتى رسول الله

(1/305)

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكر الحديث.

فأنت ترى أن زهير بن معاوية، ويحيى بن سعيد القطان، وابن عيينة، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن نمير، يرسلونه ولم يخالفهم من هو مماثل لهم، فعلى فالوصل شاذٌ والله أعلم.

وقد خالف الجميع عباد بن العوام عند الحاكم (ج2ص466) فرواه عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير بن عبد الله به سلك الجادة، وهو يعتبر شاذاً والله أعلم.

(1/306)

مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه

331- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص135) : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا أَيُّوبُ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جُعْتُ مَرَّةً بِالْمَدِينَةِ جُوعًا شَدِيدًا فَخَرَجْتُ أَطْلُبُ الْعَمَلَ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ قَدْ جَمَعَتْ مَدَرًا فَظَنَنْتُهَا تُرِيدُ بَلَّهُ فَأَتَيْتُهَا فَقَاطَعْتُهَا كُلَّ ذَنُوبٍ عَلَى تَمْرَةٍ فَمَدَدْتُ سِتَّةَ عَشَرَ ذَنُوبًا حَتَّى مَجَلَتْ يَدَايَ ثُمَّ أَتَيْتُ الْمَاءَ فَأَصَبْتُ مِنْهُ ثُمَّ أَتَيْتُهَا فَقُلْتُ بِكَفَّيَّ هَكَذَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَبَسَطَ إِسْمَاعِيلُ يَدَيْهِ وَجَمَعَهُمَا فَعَدَّتْ لِي سِتَّةَ عَشْرَ تَمْرَةً فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَأَكَلَ مَعِي مِنْهَا.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدته رجال الصحيح، لكن في "جامع التحصيل" عن أبي زرعة: مجاهد عن علي مرسل.

332- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص116) : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَنْبَأَنَا يُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ عَنْ الصَّغِيرِ حَتَّى يَبْلُغَ وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنْ الْمُصَابِ حَتَّى يُكْشَفَ عَنْهُِِِِ) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحسن لم يسمع من علي ففي"جامع التحصيل" قال الترمذي لا نعرف للحسن سماعاً من علي وقد

(1/307)

روى عنه حديث (رفع القلم عن ثلاثة) وقد أدركه ولكنا لا نعلم له سماعاً منه. اهـ

333- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص112) : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ حَدَّثَنِي شُرَيْحٌ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ قَالَ ذُكِرَ أَهْلُ الشَّامِ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ بِالْعِرَاقِ فَقَالُوا الْعَنْهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ لَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْأَبْدَالُ يَكُونُونَ بِالشَّامِ وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ رَجُلًا يُسْقَى بِهِمْ الْغَيْثُ وَيُنْتَصَرُ بِهِمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَيُصْرَفُ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ بِهِمْ الْعَذَابُ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح، ولكن شريح بن عبيد لم يدرك علياً، كما أفاده الشيخ أحمد شاكر.

334- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص94) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يُودَى (1) الْمُكَاتَبُ بِقَدْرِ مَا أَدَّىُُُُ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحافظ العلائي يقول في "جامع التحصيل" وقال أبو زرعة: عكرمة عن أبي بكر الصديق وعن علي رضي الله عنهمامرسل. اهـ

وفي "تحفة الأشراف" أن الترمذي بعد ما ذكره تعليقاً قال: روى خالد عن عكرمة، عن علي قوله. ثم ذكر المزي أن النسائي رواه في "الكبرى " من طريق وهيب، بالسند المتقدم عند أحمد، ثم قال: ومن طريق إسماعيل ابن علية، عن أيوب به ولم يرفعه. إلى أن قال المزي رحمه الله: قال النسائي: ابن علية أثبت في أيوب من وهيب، وحديثه أشبه

_________

(1) يودّى من الدية.

(1/308)

بالصواب. اهـ

فعلم أن الحديث معل بالانقطاع وبالوقف. وفيه غير ذلك راجع "تحفة الأشراف" (ج5ص111)

335- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص83) : حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ وَأَنَا حَدِيثُ السِّنِّ قَالَ قُلْتُ تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ يَكُونُ بَيْنَهُمْ أَحْدَاثٌ وَلَا عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ سَيَهْدِي لِسَانَكَ وَيُثَبِّتُ قَلْبَكَ قَالَ فَمَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ بَعْدُ

هذا حديث رجاله رجال الصحيح، ويحيى هو ابن سعيد القطان، وقد أخرجه الحاكم في" المستدركط (ج3ص135) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وسكت عليه الذهبي.

قال أبو عبد الرحمن: الحديث منقطع لأن أبا البختري وهو سعيد بن فيروز لم يسمع من علي، وقد أخرجه الإمام أحمد (ج1ص136) فقال فيه أبو البختري: أخبرني من سمع علياً فذكره. وقال أبو عبد الرحمن النسائي في " الخصائصطص (57) أبو البختري لم يسمع من علي شيئاً.

336- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص94) حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلنَّاسِ مَا تَرَوْنَ فِي فَضْلٍ فَضَلَ عِنْدَنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ فَقَالَ النَّاسُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ شَغَلْنَاكَ عَنْ أَهْلِكَ وَضَيْعَتِكَ وَتِجَارَتِكَ فَهُوَ لَكَ فَقَالَ لِي: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟

(1/309)

فَقُلْتُ قَدْ أَشَارُوا عَلَيْكَ فَقَالَ لِي قُلْ فَقُلْتُ لِمَ تَجْعَلُ يَقِينَكَ ظَنًّا فَقَالَ لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ فَقُلْتُ أَجَلْ وَاللَّهِ لَأَخْرُجَنَّ مِنْهُ أَتَذْكُرُ حِينَ بَعَثَكَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ سَاعِيًا فَأَتَيْتَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَمَنَعَكَ صَدَقَتَهُ فَكَانَ بَيْنَكُمَا شَيْءٌ فَقُلْتَ لِي انْطَلِقْ مَعِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْنَاهُ خَاثِرًا فَرَجَعْنَا ثُمَّ غَدَوْنَا عَلَيْهِ فَوَجَدْنَاهُ طَيِّبَ النَّفْسِ فَأَخْبَرْتَهُ بِالَّذِي صَنَعَ فَقَالَ لَكَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ وَذَكَرْنَا لَهُ الَّذِي رَأَيْنَاهُ مِنْ خُثُورِهِ فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ وَالَّذِي رَأَيْنَاهُ مِنْ طِيبِ نَفْسِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي فَقَالَ إِنَّكُمَا أَتَيْتُمَانِي فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ وَقَدْ بَقِيَ عِنْدِي مِنْ الصَّدَقَةِ دِينَارَانِ فَكَانَ الَّذِي رَأَيْتُمَا مِنْ خُثُورِي لَهُ وَأَتَيْتُمَانِي الْيَوْمَ وَقَدْ وَجَّهْتُهُمَا فَذَاكَ الَّذِي رَأَيْتُمَا مِنْ طِيبِ نَفْسِي فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَدَقْتَ وَاللَّهِ لَأَشْكُرَنَّ لَكَالْأُولَى وَالْآخِرَةَُُُُ

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع أبو البختري وهو سعيد بن فيروز لم يسمع من علي، ففي " جامع التحصيل" في ترجمة أبي البختري سعيد بن فيروز: شعبة كان أبو إسحاق يعني السبيعي أكبر من أبي البختري ولم يدرك أبو البختري عليا ولم يره وكذلك قال البخاري وأبو زرعة وغيرهما.

337- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص151) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ قِيلَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ رَسُولَكُمْ كَانَ يَخُصُّكُمْ بِشَيْءٍ دُونَ النَّاسِ عَامَّةً قَالَ مَا خَصَّنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ يَخُصَّ بِهِ النَّاسَ إِلَّا بِشَيْءٍ فِي قِرَابِ سَيْفِي هَذَا فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ أَسْنَانِ الْإِبِلِ وَفِيهَا أَنَّ الْمَدِينَةَ حَرَمٌ مِنْ بَيْنِ ثَوْرٍ إِلَى عَائِرٍ مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا,

(1/310)

فَإِنَّ عَلَيْهِ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ وَمَنْ تَوَلَّى مَوْلًى بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الدارقطني رحمه الله سئل عنه في "العلل" (ج4ص153-154) فقال: يرويه الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن علي حدث به عنه الثوري، وأبو معاوية، وابن فضيل، ويعلى بن عبيد، وزيد بن أبي أنيسة، وغيرهم.

وخالفهم شعبة فرواه عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن علي.

والمحفوظ قول الثوري ومن تابعه. اهـ المراد منه.

وذكره الحافظ في "الفتح" (ج4ص85) وأقر الدارقطني على قوله.

338- قال الإمام الحاكم رحمه الله في "المستدرك" (ج3ص59) : حدثنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان ثنا إبراهيم بن نصر الرازي وإبراهيم بن ديزيل قالا: ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن علي رضي الله عنه قال: غسلت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فجعلت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا وكان طيبا حيا وميتا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

إذا نظرت إلى سند الحديث وجدته كما يقول الحاكم رحمه الله. ولكن إليك ماقاله الدارقطني في"العلل" (ج3ص219) قال بعد أن ذكر الحديث: حدث به سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن علي.

(1/311)

وقال عبد الواحد بن زياد، وصفوان بن عيسى، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: قال علي. وأرسله ابن المبارك، وعبد الرزاق، عن معمر، وكذلك قال صالح بن كيسان، والأوزاعي، عن الزهري. والمرسل أصح. اهـ

وأيضاً رواية عبد الواحد بن زياد، وحماد بن زيد، وعيسى بن صفوان تعتبر من رواية البصريين عن معمر، وما حدث به في البصرة ففيه ضعف والله أعلم.

339- قال الإمام الطحاوي (ج1ص373) حدثنا جعفر الفريابي، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي، قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: " من حدث عني بحديث، وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين "

واخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (903) وابن ماجه (ج1ص15) .

الحديث ظاهر سنده الحسن، ولكن إليك ما قاله الإمام الترمذي رحمه الله (ج5ص36 بتحقيق كمال يوسف الحوت) قال رحمه الله: وروى شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ هذا الحديث وروى الأعمش وابن أبي ليلى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وكأن حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة عند أهل الحديث أصح. اهـ

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" وقد وسأل أبا زرعة، فقال أبو زرعة: هذا خطأ، والصحيح: أنه عن ابن أبي ليلى، عن سمرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. اهـ

(1/312)

مسند عَّمار بن ياسر رضي الله عنهما

340- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج11ص236) حدثنا هَارُونُ بنُ عَبْدِ الله حدثنا عبْدُ الْعَزِيزِ بنُ عَبْدِ الله الأوَيْسِي حدثنا سُلَيْمانُ بنُ بِلاَلٍ عنْ ثَوْرٍ بنِ زَيْدٍ عن الْحَسَنِ بنِ أبِي الْحَسَنِ عنْ عَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ، أنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قالَ: "ثَلاَثَةٌ لاَ تَقْرَبُهُمْ المَلاَئِكَةٌ: جِيْفَةُ الْكَافِرِ، وَالمُتَضَمِّخُ بِالخُلُوقِ، وَالْجُنُبُ إلاَّ أنْ يَتَوَضَّأَ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحسن لم يسمع من عنار، قاله الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" وفي "تهذيب الكمال" وقاله المنذري كما في "عون المعبود"

341- قال أبو يعلى رحمه الله (ج3ص212) حدثنا الحسن بن قزعة حدثنا سفيان بن حبيب عن سعيد عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (أنزلت المائدة من السماء خبزاً ولحماً فأمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا لغد فخانوا وادخروا ورفعوا فمسخوا قردة وخنازير) .

الحديث أخرجه الترمذي (ج8ص343) مع"التحفة"وقال هذا حديث غريب. قد رواه أبو عاصم وغير واحد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن خلاس عن عمار

(1/313)

بن ياسر موقوفا ولا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث الحسن بن قزعة.

ثم قال الترمذي رحمه الله حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا سفيان بن حبيب عن سعيد بن أبي عروبة نحوه ولم يرفعه وهذا أصح من حديث الحسن بن قزعة ولا نعلم للحديث المرفوع أصلاً.

وأخرجه البزار (ج4ص250) واقل حدثن الحسن بن قزعةبه، وقال عَقِبَ الحديث: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمار مرفوعاً إلا من هذا الوجه.

342- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص148) رقم (429) : حدثنا محمد بن أبي عمر العدني. حدثنا سفيان عن بعد الكريم أبي أمية عن حسان بن بلال عن عمار بن ياسر. ح وحدثنا ابن عمر قال حدثنا سفيان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن حسان بن بلال عن عمار بن ياسر قال: - رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يخلل لحيته.

أنت إذا نظرت إلى سند الحديث حكمت عليه بالحسن، فرجاله رجال مسلم سوى حسان بن بلال وهو حسن الحديث، وعبد الكريم بن أمية ضعيف لكنه متابع كما ترى.

ولكن الإمام البخاري يقول في "تاريخه" (ج1ص31) في ترجمة حسان بن بلال وقال ابن عيينة مرة: عن سعيد عن قتادة عن حسان عن عمار عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، ولا يصح حديث سعيد. اهـ

قال الحافظ في "التلخيص" (ج1ص149) لم يسمع ابن عيينو من سعيد ولا قتادة من حسان. اهـ

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص32) وسألت أبي عن حديث؛ رواه ابن عيينة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن حسان بن بلال، عن عمار، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في تخليل اللحية. قال أبي: لم يحدث بهذا أحد سوى ابن عيينة، عن ابن أبي عروبة. قلت: هو صحيح؟

(1/314)

قال: لو كان صحيحاً لكان في مصنفات ابن أبي عروبة، ولم يذكر ابن عيينة في هذا الحديث الخبر وهذا أيضاً مما يوهنه. اهـ

343- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص153) : حدثنا مُحمَّدُ بنُ أحْمَدَ بنِ أبي خَلَفٍ وَمُحمَّدُ بنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ في آخَرِينَ قالوا أخبرنا يَعْقُوبُ أخبرنا أبي عن صَالحٍ عن ابنِ شِهَابٍ حَدَّثَني عُبَيْدَالله بنُ عَبْدِ الله عن ابنِ عَبَّاسٍ عن عَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ أنَّ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَرَّسَ بأُولاَتِ الْجَيْشِ وَمَعَهُ عَائشةُ، فَانْقَطَعَ عِقْدٌ لَهَا مِنْ جَزْعِ ظِفَارٍ (1) ، فَحَبَسَ النَّاسَ ابْتِغَاءُ عِقْدِهَا ذَلِكَ حَتَّى أضَاءَ الْفَجْرُ وَلَيْسَ مَعَ النَّاسِ مَاءٌ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهَا أبُو بَكْرٍ رَضِي الله عَنْهُ وقال: حَبَسْتِ النَّاسَ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَأنْزَلَ الله تَعالَى ذِكْرُهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رُخْصَةَ التَّطْهِرِ بالصَّعِيدِ الطَّيِّبِ، فَقَامَ المُسْلِمُونَ مَعَ رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَضَرَبُوا بأيْدِيهِمْ إلَى الأرْضِ ثُمَّ رَفَعُوا أيْدِيهِمْ وَلَمْ يَقْبِضُوا مِنَ التُّرَابِ شَيْئاً، فَمَسَحُوا بِهَا وُجُوهَهُمْ وَأيْدِيَهُمْ إلَى المَنَاكِبِ وَمِنْ بُطُونِ أيْدِيهِمْ إلَى الآبَاطِ.

زَادَ ابنُ يَحْيَى في حَدِيثِهِ: قال ابنُ شِهَابٍ في حَدِيثِهِ: وَلاَ يَعْتَبِرُ بِهَذَا النَّاسُ". /هـ

هذا الحديث ظاهره الصحة، ولكن إليك ما ذكره ابن أبي حاتم في"العلل" (ج1ص32) وقد سأل أباه، وأبا زرعة، عن هذا الحديث؛ فقالا: هذا خطأ، رواه مالك، وابن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبيه، عن عمار، وهو الصحيح، وهما أحفظ. قلت: قد رواه يونس، وعقيل، وابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عمار، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، وهم أصحاب الكتاب. فقالا: مالك صاحب كتاب وصاحب

_________

(1) اسم مكان وراء ذي الحليفة كما في "عون المعبود".

(1/315)

حفظ. اهـ

واعلم أن الحديث قد جاء عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عمار وهو منقطع عبيد الله لم يسمع من عمار، وجاء عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه عن عمار وظاهره الصحة، ولكنه شاذ والصحيح عن عمار - أخرجه البخاري ومسلم - المسح على الكفين فحسب والله أعلم.

(1/316)

55555555555555555555.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه

344- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج10ص105) حدثنا عَبَّادُ بنُ مُوسَى الْخُتَّلِيُّ قالَ أخبرنا إِسْمَاعِيلُ ـ يَعني ابنَ جَعْفَرٍ ـ عن إسْرَائِيلَ عن أبي إسْحَاقَ عن عَمْرٍو عن عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ قالَ: "لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ قالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا في الْخَمْرِ بَيَانَاً شِفَاءً، فَنَزَلَتْ الآيةُ الَّتي في الْبَقَرَةِ: {يَسْأَلُونَكَ عن الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إثْمٌ كَبِيرٌ} الآيةُ، فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ، قالَ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا في الْخَمْرِ بَيَاناً شِفَاءً، فَنَزَلَتْ الآيةُ الَّتي في النِّسَاءِ {ي?أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} فَكَانَ مُنَادِي رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ يُنَادِي: ألاَ لا يَقْرَبَنَّ الصَّلاَةَ سَكْرَانٌ. فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ، فقالَ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا في الخَمْرِ بَيَاناً شِفاءً، فَنَزَلَتْ هـ?ذِهِ الآيةُ {فَهَلْ أنْتُمْ مُنْتَهُونَ} قالَ عُمَرُ: انْتَهَيْنَا".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع ففي "جامع التحصيل" في ترجمة عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة قال أبو زرعة: حديثه عن عمر

(1/317)

مرسل.

وأيضاً رواه الإمام الترمذي (ج8ص416) عن أبي ميسرة عن عمر، ثم رواه عن أبي ميسرة أن عمر بن الخطاب قال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً ثم قال: وهذا أصح من حديث محمد بن يوسف. اهـ يعني رحمه الله أن المرسل أصح.

هذا قول الترمذي وفيه نظر، فإن محمد بن يوسف قد توبع، فقد تابعه إسماعيل بن أبي جعفر كما ترى عند أبي داود، وخلف بن الوليد عند الإمام أحمد، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله (ج2ص92) : إنه مروي من طريق إسرائيل. اهـ فيبقى الحديث على الإنقطاع والله أعلم.

345- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص44) : حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ أَنْبَأَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ عَنْ أَبِي لَبِيدٍ قَالَ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ طَاحِيَةَ مُهَاجِرًا يُقَالُ لَهُ بَيْرَحُ بْنُ أَسَدٍ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بِأَيَّامٍ فَرَآهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَعَلِمَ أَنَّهُ غَرِيبٌ فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ مِنْ أَهْلِ عُمَانَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ الَّتِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا عُمَانُ يَنْضَحُ بِنَاحِيَتِهَا الْبَحْرُ بِهَا حَيٌّ مِنْ الْعَرَبِ لَوْ أَتَاهُمْ رَسُولِي مَا رَمَوْهُ بِسَهْمٍ وَلَا حَجَرٍ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح

، إلا لمازة بن زبارة وقد وثقه ابن سعد، فشيخ الإمام أحمد هو يزيد بن هارون، وجرير هو ابن حازم وقد قال الحافظ الهيثمي في "المجمع" (ج1ص52) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير لمازة بن زبارة وهو ثقة، قال ورواه أبو يعلى كذلك. اهـ

وقال أحمد شاكر في تحقيق "المسند": إسناده صحيح. اهـ

هذا قول الهيثمي وأحمد شارك ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة لمازة وقال

(1/318)

المفضل بن غسان الغلابي: إن أبا لبيد لمازة لم يلقَ عمر. فعُلم أن الحديث منقطع.

346- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج9ص443) حدثنا زُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ وَعُثْمَانُ بنُ أبِي شَيْبَةَ قالاَ أخبرنا جَرِيرٌ عن عُمَارَةَ بنِ الْقَعْقَاعِ عن أبي زُرْعَةَ بنِ عَمْرِو بنِ جَرِيرٍ أنَّ عُمَرَ بنَ الْخَطَّابِ قالَ قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: " إنَّ مِنْ عِبَادِ الله لأُنَاساً مَا هُمْ بِأنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُم الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ الله. قالُوا: يَارَسُولَ الله تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟ قالَ: هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ الله عَلَى غَيْرِ أرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلاَ أمْوَالٍ يَتَعَاطُونَهَا فَوَالله إنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإنَّهُمْ لَعَلَى نُورٍ، لاَ يَخَافُونَ إذَا خَافَ النَّاسُ، وَلاَ يَحْزَنُونَ إذَا حَزِنَ النَّاسُ، وَقَرَأَ هذِهِ الآيَةَ: {ألاَ إنَّ أوْلِيَاءَ الله لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع أبو زرعة أرسل عن عمر كما في "تهذيب التهذيب".

وقال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف": إن أبا زرعة لم يدرك عمر.

347- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص159) :

حدثنا علقمة بن عمرو الدارمي. حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء البجلي عن عقبة بن عامر الجهني عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (ما من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء. ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إى فتحت له ثمأنية أبواب

(1/319)

الجنة يدخل من أيها شاء) .

علقمة بن عمرو الدارمي لم يوثقه إلا ابن حبان، ولم أكتب الحديث من أجله، فهو متابع، قال عبد الرزاق في "المصنف" (ج1ص45) عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر الجهني به. ولكني كتبته من أجل الإنقطاع بين عبد الله بن عطاء وعقبة بن عامر، فإن عبد الله أسقط ثلاثة.

وإليك بيان ذلك: قالابن أبي حاتم رحمه اله في مقدمة "الجرح والتهعديل" (ج1ص167) نا علي بن الحسين بن الجنيد قال قال علي ابن المديني نا بشر بن المفضل قال قدم علينا إسرائيل فحدثنا عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر بحديثين، فذهبت إلى شعبة فقلت ما تصنع شيئاً، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بكذا، فقال يا محنون هذا حدثنا به أبو إسحاق فقلت لأبي: إسحاق من عبد الله بن عطاء؟ قال شاب من أهل البصرة قدم علينا، فقدمت البصرة فسألت عنه فإذا هو جليس فلان وإذا هو غائب في موضع فقدم فسألته فحدثني به، فقلت من حدثك؟ قال حدثني زياد بن مخراق فأحالني على صاحب حديث، فلقيت زياد بن مخراق فسألته فحدثني به قال حدثني بعض أصحابنا عن شهر بن حوشب. اهـ

وأما تلكم القصة الطويلة التي وقعت في "الرحلة" للخطيب، وفي "الكفاية" للخطيب أيضاً فضعيفة جداً، لأنها من طريق نصر بن حماد وهو كذاب.

348- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1103) : حدثنا الحسين بن مهدي. حدثنا عبد الرزاق. أنبأنا معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح، إلا الحسين بن مهدي،

(1/320)

وقد قال أبو حاتم: إنه صدوق كما في "تهذيب التهذيب" وقد توبع عند الترمذي (ج5ص584) فقال الترمذي رحمه الله (ج5ص584) حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق به.

ولكن الإمام الترمذي بعد أن ذكره بسنده قال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق عن معمر وكان عبد الرزاق يضطرب في رواية هذا الحديث فربما ذكر فيه (عن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ) وربما رواه عن الشك فقال أحبه عن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وربما قال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسلاً حدثنا أبو داود سلميان بن معبد حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نحوه ولم يذكر فيه (عن عمر) اهـ

وفي "علل الترمذي الكبير" (رقم331) سألت محمداً عن هذا الحديث فقال هو حديث مرسل قلت له رواه أحد عن زيد بن أسلم غير معمر؟ قال لا أعلمه (1) .

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص15) وسمعته - يعني أباه - يقول: وذكر الحديث بسنده من طريق عبد الرزاق متصلاً فقال: حدث مرة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ هكذا رواه دهراً.

ثم قال بعد زيد بن أسلم، عن أبيه: أحسبه عن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ثم لم يمت حتى جعله: عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بلا شك. اهـ

وأخرجه البزار (ج1ص397) وقال عقبه: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن زيد إلا معمر، وزياد بن سعد، ورواه غير واحد، عن عبد الرزاق عن معمر، عن زيد، عن أبيه، ولا أعلمه إلا عن عمر، ورواه غير واحد بلا شك. اهـ

_________

(1) وقد تصحف هذا الكلام في "فيض القدير "تصحيفاً شديداً ففيه: قلت له: ورواه أحمد عن زيد بن أسلم عن عمر؟ قال: لا أعلمه. اهـ والله المستعان.

(1/321)

وذكره ابن الطاهر في "أطراف غرائب الدارقطني" (ج1ص96) ثم قال: إن الدارقطني قال: غريب من حديث زيد عن أبيه حدث به عنه معمر، وتابعه زياد بن سعد. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: ومما يؤكد أن الصحيح في الحديث الإرسال أنه في "جامع معمر" (ج10ص442) من آخر "مصنف عبد الرزاق". عن معمر عن زيد بن أسلم، عن أبيه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال.. وذكر الحديث. اهـ

349- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج10ص240 بتحقيق أحمد شاكر) : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَ النَّاسَ فَسَمِعَهُ يَقُولُ أَلَا وَإِنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ مَا بَالُ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْجَلْدُ وَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا (1) بَعْدَهُ وَلَوْلَا أَنْ يَقُولَ قَائِلُونَ أَوْ يَتَكَلَّمَ مُتَكَلِّمُونَ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ زَادَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ لَأَثْبَتُّهَا كَمَا نُزِّلَتْ) .

هذا حديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في رواية هشيم عن الزهري ضعف، ضاعت صحيفة هشيم التي سمعها من الزهري وقيل: جاءت الريح فأخذتها من يده، وقيل: انه ذاكر شعبة بحديث الزهري ولم يكن شعبة كتب عن الزهري، فاخذ شعبة الصحيفة فالقاها في دجلة. فكان هشيم يروي عن الزهري من حفظه. اهـ مختصراً من"تهذيب التهذيب".

وقد وهم ههنا هشيم في ذكر عبد الرحمن بن عوف في السند، قال الحافظ المزي في "الأطراف"في ترجمة عبد الرحمن بن عوف عن عمر بعد ان ذكره من رواية شعبة، عن

_________

(1) في الأصل: (ورجمناه) بعده، وفي "المستدرك" طبعة الحلبي (ج1ص29) (ورجمنا) كما أثبتناه.

(1/322)

سعد بن إبراهيم، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف، عن عمر: رواه جماعة فلم يذكروا عبد الرحمن بن عوف في إسناده وهو الصواب.

350- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص21) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَنْبَأَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي يَدِ رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ أَلْقِ ذَا فَأَلْقَاهُ فَتَخَتَّمَ بِخَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ ذَا شَرٌّ مِنْهُ فَتَخَتَّمَ بِخَاتَمٍ مِنْ فِضَّةٍ فَسَكَتَ عَنْهُ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن عمار بن أبي عمار لم يدرك عمر، كما في"جامع التحصيل"عن أبي زرعة، وكذا في"المراسيل"لابن أبي حاتم ص (185) .

351- قال الحاكم رحمه الله في "المستدرك" (ج1ص113) : حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو ثنا إبراهيم بن هلال البوزنجردي ثنا علي بن الحسن بن شقيق أنبأ عبد الله بن المبارك، وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد الفقيه البخاري بنيسابور ثنا أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله بن المبارك، وحدثنا بكر بن محمد الصوفي بمكة ثنا الحسن بن علي المعمري ثنا الحسن بن عيسى أنبأ عبد الله بن المبارك

وحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القاري واللفظ له ثنا عثمان بن سعيد الدارامي ثنا نعيم بن حماد أنبأ ابن المبارك أنبأ محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: خطبنا عمر بالجابية فقال: إني قمت فيكم كمقام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فينا فقال: أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو

(1/323)

الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ويشهد ولا يستشهد فمن أراد منكم بحبوحة (1) الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان قالها ثلاثا وعليكم بالجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ألا ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن.

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فإني لا أعلم خلافا بين أصحاب عبد الله بن المبارك في إقامة هذا الإسناد عنه ولم يخرجاه.

ثم ذكر له الحاكم شاهدين عن محمد بن سوقه.

الحديث اخرجه الترمذي (ج3ص207) مع "التحفة"طبعة هندية، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقه، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. اهـ

فأنت إذا نظرت إلى سند الحديث وجدته كما يقول الحاكم والترمذي رحمهما الله ولكن الإمام البخاري رحمه الله يقول في "التاريخ" (ج1ص120) في ترجمة محمد بن سوقه: وقال ابن المبارك اخبرنا محمد بن سوقة عن ابن دينار عن ابن عمر عن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال خير الناس قرنى بطوله، وقال لنا عبد الله بن صالح حدثنى الليث قال حدثنى يزيد بن الهاد عن ابن دينار عن ابن شهاب أن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، نحوه، وقال بعضهم عن ابن دينار عن أبى صالح، وحديث ابن الهاد اصح، وهو مرسل بإرساله اصح. اهـ

وقد رواه ابن ماجه (ج2ص791) من حديث عبد الملك بن عمير، عن جلبر بن سمرة، وقد اضطرب فيه عبد الملك بن عمير كما في "العلل" للدارقطني، وهو ثقة تغير

_________

(1) أي: التمكين فيها والحلول بها وأراد أن يسكن وسطها وخيارها

(1/324)

حفظه ربما دلس، فلعل هذا الحديث مما تغير حفظه فيه، ويراجع ما كتبته في تخريج أحاديث "الرسالة الوازعة للمعتدين عن سب صحابة سيد المرسلين" فإن الظاهر أن الحديث بمجموع طرقه صحيح والله أعلم، وتعليل الحديث من طريق أو الطريقين لا يعني أنه معل من جميع طرقه، إلا إذا جزم حافظ من الحفاظ أنه لا يصح بوجه من الوجوه.

352- قال البزار رحمه الله (ج1ص291) : حدثنا محمد بن يحيى بن السكن، قال: حدثنا حبان بن هلال، وأملاه علينا من كتابه، عن همام، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس، عن عمر، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجد الأقصى) .

قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام البزار قال عقب الحديث: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه، من هذا الإسناد، وهو خطأ أتى خطؤه من حبان، لأن هذا الحديث إنما يرويه همام، وغيره عن قتادة عن قزعة عن أبي سعيد.

ثم قال الحافظ ابن كثير كما في "مسند الفاروق" (ج1ص327) قلت: وروى الإسماعيلي من حديث الثوري، عن أبي سنان ضرار، عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: سمعت عمر خطبنا بالروحاء فقال: لا تشد الرحال إلا إلى البيت العتيق. وهكذا رواه موقوفاً على عمر رضي الله عنه.

353- قال الإمام البخاري في "التاريخ الكبير" (ج4ص29) : سليمان بن عتيق الحجازى، قال الحميدي نا ابن عيينة عن زياد بن سعد عن سليمان بن عتيق عن ابن الزبير سمع عمر يقول: صلاة في المسجد الحرام خير من مائة صلاة فيما سواه.

وقال إسحاق ابن نصر: أنا عبد الرزاق أنا ابن جريح, وسليمان بن عتيق سمعا ابن

(1/325)

الزبير قوله. وقال عارم: حدثنا حماد بن زيد عن حبيب المعلم عن عطاء عن ابن الزبير عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، وقال إبراهيم ابن نافع عن سليمان بن عتيق عن ابن الزبير عن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، وقال يحيى بن يوسف نا عبيد الله عن عبد الكريم عن عطاء عن جابر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ولا يصح، وقال عبد الكريم عن عطاء عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، ولا يثبت. اهـ

354- قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (ج4ص295) : حدثنا علي بن عبد الرحمن ومحمد بن سليمان الباغندي قالا ثنا خلاد بن يحيى قال ثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن عمرو بن حريث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعراً) .

الحديث أخرجه البزار (ج1ص368) فقال: حدثنا زهير بن محمد، وأحمد بن إسحاق اللفظ لزهير، قالا: حدثنا خلاد بن يحيى، به ثم قال البزار: وهذا الحديث قد رواه غير واحد، عن إسماعيل، عن عمرو بن حريث، عن عمر موقوفاً. ولا نعلم أسنده إلا خلاد بن سفيان. اهـ

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص235) وذكر أنه سأل أباه وأبا زرعة عن هذا الحديث فقالا: هذا خطأ وهم فيه خلاد، وإنما هو عن عمر قوله. اهـ

وقال الدارقطني في "العلل" (ج2ص189) وقد سُئل عن هذا الحديث: أسنده خلاد بن يحيى، عن الثوري، عن إسماعيل، رفعه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. ووقفه غيره عن الثوري. وكذلك رواه يحيى القطان، وأبو معاوية، وأبو أسامة، وغيرهم عن إسماعيل موقوفاً. وهو الصحيح. اهـ المراد منه.

355- قال الإمام النسائي رحمه الله في "الكبرى" (ج1ص182) : أخبرنا حميد بن مَسعدة عن سفيان وهو بن حبيب عن شعبة عن زبيد عن عبد الرحمن

(1/326)

بن أبي ليلى عن عمر قال: صلاة الجمعة ركعتان والفطر ركعتان والنحر ركعتان والسفر ركعتان تمام غير قصر على لسان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ.

وقال رحمه الله (ص183) أنبأ إبراهيم بن محمد قال حدثنا يحيى عن سفيان عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قال عمر: صلاة المسافر ركعتان وصلاة الأضحى ركعتان وصلاة الفطر ركعتان وصلاة الجمعة ركعتان تمام وليس بقصر على لسان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ.)

هذا حديث ظاهره الصحة، ولكن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر على الصحيح من أقوال أهل العلم، فالبخاري في"تاريخه الكبير"لم يذكر عمر من شيوخ ابن أبي ليلى، وذكر عن احمد وهو ابن سعيد الدارمي، عن النضر، عن شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي اليلى: ولدت لست سنين بقيت من خلافة عمر رضي الله عنه.

واحمد هو ابن سعيد الدارمي أبو جعفر، ففي"المعروفة والتاريخ"للفسوي (ج1ص321) أثر احمد بن أبي الحجاج الدارمي أبو جعفر، وهو احمد بن سعيد الدارمي، إمام كبير رحمه الله مترجم في"تهذيب التهذيب".

النافون لسماعه من عمر:

احمد بن زهيربن حرب قال: قد روي سماعه عن عمر من طرق وليس بصحيح"تهذيب التهذيب".

وقال الخليلي في"الإرشاد": الحفاظ لا يثبتون سماعه من عمر"تهذيب التهذيب".

وقال ابن المديني: كان شعبة ينكر أن يكون سمع من عمر.

وقال عباس الدوري: سئل يحي بن معين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمر؟ فقال: لم يره، قال فقلت له: الحديث الذي يروي كذا مع عمر نتراءى الهلال؟ فقال: ليس بشيء. اهـ

أقول: هذه القصة ذكرها الذهبي رحمه الله في "السير" (ج4ص266) وقال: تفرد

(1/327)

به إسرائيل. اهـ المراد منه. قلت: وعبد الأعلى في السند شيخ إسرائيل، والراوي عن عبد الرحمن بن أبي اليلى هوعبد الأعلى بن عامر الثعلبي وهو ضعيف، راجع"تهذيب التهذيب". فعلى هذا فقول أبي حاتم كما في"تهذيب التهذيب" إن عبد الرحمن بن أبي ليلى رأى عمر محمول على هذه القصة ولا يقال: المثبت مقدم على النافي، لان المثبت معتمد على حديث ضعيف. والله اعلم.

وكذا ما جاء في"العلل"اللدارقطني (ج2ص116) تصريح عبد الرحمن بالسماع من عمر قال الدارقطني: لم يتابع يزيد بن هارون على قوله هذا. وكذا ما جاء انه عن عبد الرحمن بن أبي اليلى عن كعب بن عجرة عن عمر كما في النسائي في"الكبرى"وابن ماجه، فهو حديث معل كما في "العلل" للدارقطني (ج2ص115) وابن أبي حاتم في"العلل" (ج1ص183) .

فالصحيح أن الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر.

356- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج1ص443) : ثنا أبو محمد.... (1) القاسم بن مالك المزني عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا كان نفر ثلاثة فليؤمروا أحدهم ذاك أمير أمره رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

هكذا يقول الحاكم رحمه الله، ولكن الإمام البزار رحمه الله يقول في"البحر الزخار" (ج1ص462) : حدثنا عمار بن خالد، قال: نا القاسم بن مالك المزني فذكره. ثم قال:

_________

(1) هنا سقط في السند استدرك من "اتحاف المهرة" قال الحاكم رحمه الله: حدثنا أبو محمد المزني حدثنا جعفر بن أحمد بن سنان، حدثنا عمار بن خالد. فذكره عن القاسم بن مالك به.

(1/328)

وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عمر موقوفاً ولا نعلم أسنده إلا القاسم بن مالك، عن الأعمش. اهـ

وقال الدارقطني في "العلل" (ج2ص151) : وقد سُئِل عن الحديث هو حديث يرويه القاسم بن مالك المزني، والحسين بن علوان، وهو ضعيف، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عمر قوله (1) .

وخالفهما عبد الواحد بن زياد، وأبو معاوية، وغيرهما، فرووه عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عمر قوله، وهو الصواب. اهـ

357- قال الإمام الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج1ص201) : حدثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن إسماعيل يعني ابن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبزى، أن عمر كبر على زينب بنت جحش أربعا، ثم أرسل إلى أزواج النبي عليه السلام من يدخل هذه قبرها قلن: من كان يدخل عليها في حياتها وقال: كان رسول الله عليه السلام يقول: " أسرعكن بي لحاقا أطولكن يدا " فكن يتطاولن بأيديهن وإنما كان ذلك أنها كانت صناعا يعني بما يقيم في سبيل الله.

واخرجه البزار (ج1ص360) فقال حدثنا علي بن نصر، ومحمد بن معمر، واللفظ لمحمد بن معمر، قالا: حدثنا وهب بن جرير به.

ثم قال عقبه: وهذا الحديث قد يروى عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ من وجوه، ولا نعلم رواه أحد عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أجل من عمر، وقد رواه غير واحد، عن إسماعيل، عن الشعبي مرسلا، وأسنده شعبة فقال عن ابن أبي ليلى، ولا نعلم حدث به، عن شعبة إلا وهب.

_________

(1) كذا في "علل الدارقطني" وصواب العبارة: (مرفوعاً) فإن القاسم بن مالك يرويه مرفوعاً.

(1/329)

الحديث ظاهره الصحة ولكن إليك ما ذكره الدارقطني في "العلل" (ج2ص176) : فقال رحمه الله وقد سُئِلَ عنه: هو حديث يرويه إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، عن ابن أبزى عن عمر رواه عن إسماعيل جماعة منهم زايدة وزهير وأبو شهاب وعبيد الله بن موسى وأبو حمزة السكري ويحيى القطان، وابن فضيل، وابن عيينة، ويزيد بن هارون ويعلى بن عبيد، وغيرهم فرووه عن إسماعيل موقوفا غير مرفوع.

ورواه شعبة من رواية وهب بن جرير عنه عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن ابن أبزى عن عمر.

وذكر فيه كلاماً رفعه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

أغرب به وهب بن جرير، عن شعبة، وهو قوله: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يقول: أسرعكن بي لحوقاً أطولكن يداً.

ورواه غندر، عن شعبة فوقفه، وقال: عن ابن أبي ليلى. ورواه فراس، عن الشعبي، عن ابن أبزى، عن عمر. ورواه زكريا، عن الشعبي، عمن حدثه عن عمر.

ورواه منصور بن عبد الرحمن الأشل، عن الشعبي مرسلاً، عن عمر.

ورواه حجاج بن أرطاة، عن الشعبي، عن ابن أبي ليلى، عن عمر، قوله والمحفوظ قول زايدة، ومن تابعه عن إسماعيل.

حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل حدثنا عمر بن شبة حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل حدثنا عامر حدثني عبد الرحمن بن أبزى قال صليت مع عمر رضي الله عنه بالمدينة على زينب فكبر عليها أربعا ثم أرسل إلى أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أن من تأمرن أن يدخلها القبر قال فكان عمر يعجبه أن يكون هو يلي ذلك قال فأرسلن إليه انظر من كان يراها في حياتها فليكن هو الذي يدخلها القبر فقال عمر صدقن.

358- قال لإمام أحمد رحمه الله في "المسند" (143) بتحقيق أحمد شاكر: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ حَدَّثَنَا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ عَبْدِيٌّ حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ الْكُرْدِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ) .

(1/330)

الحديث أخرجه البزار كما في "كشف الأستار" (ج1ص97) :

حدثنا محمد بن عبد الملك، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: حذرنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كل منافق عليم اللسان.

وهذا الكلام لا نحفظه إلا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واختلفوا في رفعه عن عمر فذكرناه، عن عمران إذ كان يختلف في رفعه عن عمر، وإسناد عمر إسناد صالح فأخرجناه، عن عمر وأعدناه، عن عمران لحسن إسناد عمران. اهـ

هذا الحديث ظاهره الصحة، ولكن سُئِل الدارقطني في "العلل" (ج2ص170) : عن حديث عبد الله بن بريدة، عن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: أخوف ما أخاف عليكم من منافق عليم اللسان.

فقال: هو حديث رواه حسين المعلم، واختلف عنه؛ فرواه معاذ بن معاذ، عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن عمران بن حصين، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ.

ووهم فيه.

ورواه عبد الوهاب بن عطاء، وروح بن عبادة، وغيرهما عن حسين، عن ابن بريدة، عن عمر بن الخطاب، وهو الصواب في قصة طويلة. اهـ

وابن بريدة لم يسمع من عمر قال أبو زرعة مرسل كما في "جامع التحصيل" رقم (252)

وسئل أيضاً الدارقطني في "العلل" (ج2ص246) عن حديث أبي عثمان النهدي عن عمر قوله أخوف ما أخاف عليكم كل منافق عليم اللسان.

فقال رواه المعلى بن زياد عن أبي عثمان عن عمر موقوفا غير مرفوع. وكذلك رواه حماد بن زيد عن ميمون الكردي عن أبي عثمان عن عمر قوله.

وخالفه ديلم بن غزوان ويكنى أبا غالب عن ميمون الكردي عن أبي عثمان عن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

وتابعه الحسن بن أبي جعفر الجفري عن ميمون الكردي فرفعه أيضا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. والموقوف أشبه بالصواب والله اعلم. اهـ

(1/331)

مسند عَمرو بن حَزم رضي الله عنه

359- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1163) : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عفان. حدثنا عبد الواحد بن زياد. حدثنا عثمان ابن حكيم. حدثني أبو بكر بن عمرو بن حزم عن عمرو بن حزم قال عرضت (1) النهشة من الحية على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فأمر بها.

إذا نظرت في سند الحديث وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع كما حكاه البوصيري في "مصباح الزجاجة" نقلاً عن المزي من "تحفة الأشراف" نقلاً عن الترمذي وفي"تحفة الأشراف": هذا مرسل. وأبو بكر هو أبو محمد بن عمرو بن حزم فإنه لم يدرك جده.

_________

(1) هنا سقط ففي "تحفة الأشراف": (عرضت رقية الحيَّة من النهشة على النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .

(1/332)

مسند عَمرو بن خارجة رضي الله عنه

360- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج6ص247) : أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ اسْمُهُ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ وَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات، ولكن قتادة لم يسمع من عمرو بن خارجة، ولم يذكروا لقتادة سماعاً من أحد من الصحابة إلا من أنس، واختلفوا في سماعه من عبد الله بن سرجس، فنظرنا في السند الذي قبله في النسائي وفي مسند الإمام أحمد (ج4ص186و238) فوجدنا قتادة قد دلس عند أن حدث إسماعيل بن أبي خالد، دلس شهر بن حوشب وعبد الرحمن بن غنم، فقد رواه عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنيم، عن عمرو بن خارجه. والله أعلم.

(1/333)

6666666666666666.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند عَمرو بن عَبَسَة رضي الله عنه

361- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج7ص434) : حدثنا الْوَلِيدُ بن عُتْبَةَ قال أخبرنا الوَلِيدُ حدثنا عَبْدُ الله بنُ الْعَلاَءِ أنَّهُ سَمِعَ أبا سَلاَّمٍ الأسْوَدَ قالَ سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عَبْسَةَ

، قالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إلَى بَعيرٍ مِنَ المَغْنَمِ فَلَمَّا سَلَّمَ أخَذَ وَبَرَةً مِنْ جَنْبِ البَعِيرِ ثُمَّ قالَ وَلاَ يَحِلُّ لِي مِنْ غَنَائِمِكُم مِثْلُ هـ?ذَا إلاَّ الْخُمُسَ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ فِيكُم".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا الوليد بن عتبة وهو ثقة، وأبو سلام وهو ممطور الحبشي قد صرح بالسماع من عمرو بن عبسة، ولكن ابا حاتم يقول كما في "العلل" لولده (ج1ص303) : ما أدري ما هذا لم يسمع أبو سلام من عمرو بن عبسة شيئاً، غنما روى عن أبي أمامة عنهاهـ

وعند ابن أبي حاتم أيضاً تصريح أبي سلام بالسماع كما عند أبي داود، فلم يعتبره شيئاً وعده وهماص من بعض الرواة.

(1/334)

مسند عَمرو بن أُمِّ مَكتُوم رضي الله عنه

362- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص423) : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ (1) , عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ قَالَ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتُ ضَرِيرًا شَاسِعَ الدَّارِ وَلِي قَائِدٌ لَا يُلَائِمُنِي فَهَلْ تَجِدُ لِي رُخْصَةً أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي قَالَ أَتَسْمَعُ النِّدَاءَ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ مَا أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً) .

الحديث ظاهره الحسن، ولكن في "تهذيب التهذيب" أن ابن القطان أنكر سماع أبي رزين من ابن أم مكتوم.

وفي "جامع التحصيل": وقال يحيى بن معين: أبو رزين عن عمرو بن أم مكتوم مرسل.

_________

(1) أبورزين هو: مسعود بن مالك

(1/335)

مسند عمران بن حصين رضي الله عنه

363- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1299) : حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حميد حدثنا الحسن عن عمران بن الحصين أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: (مَنْ اِنْتَهَبَ نُهْبَة فَلَيْسَ مِنَّا) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب التهذيب" أن ابن معين قال: إن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين، وفيه أيضاً: وقال ابن المديني: سمعت يحيى يعني ابن القطان وقيل: كان الحسن يقول: سمعت عمران قال: أما عن ثقة فلا. اهـ

والحديث صحيح عن أنس وعن جابر رض الله عنهما.

364- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج7ص247) : حدثنا يَحْيَى بنُ خَلَفٍ أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بنُ عَبْدِ المَجِيدِ أخبرنا عَنْبَسَةُ ح. وحدثنا مُسَدَّدٌ أخبرنا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ جَمِيعاً عن الْحَسَنِ عن عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ عن النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قال: " لاَ جَلَبَ وَلاَ جَنَبَ. زَادَ يَحْيَى في حَدِيثِهِ: في الرِّهَانِ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن ابن أبي حاتم يقول في "المراسي"ص (40) :

(1/336)

(رواية الحسن البصري عن عمران بن حصين رضي الله عنهما)

حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي بن المديني قال سمعت يحيى وقيل له كان الحسن يقول سمعت عمران بن حصين فقال أما عن ثقة فلا.

حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال قال أبي الحسن قال بعضهم حدثني عمران بن حصين يعني إنكاراً عليه أنه لم يسمع من عمران بن حصين.

حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني الحسن لم يسمع من عمران بن حصين وليس يصح ذلك من وجه يثبت.

سمعت أبي يقول لم يسمع الحسن من عمران بن حصين وليس يصح من وجه يثبت.

حدثنا محمد بن سعيد بن بلج قال سمعت عبد الرحمن بن الحكم يقول سمعت جريراً يسأل بهزا عن الحسن من لقي من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال سمع من ابن عمر حديثا ولم يسمع من عمران بن حصين شيئاً.

سمعت أبي يقول الحسن لا يصح له سماع عن عمران بن حصين يدخل قتادة عن الحسن هياج بن عمران البرجمي عن عمران بن حصين وسمرة

ذكره أبي عن إسحق بن منصور قلت ليحيى بن سيرين والحسن سمعا من عمران بن حصين قال ابن سيرين نعم قال أبو محمد بن أبي حاتم يعني أن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين. اهـ

365- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج3ص358) : حدثنا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ فَارِسَ أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله بنِ المُثَنَّى (1) حدثني أشْعَثُ عن مُحَمَّدِ بنِ سِيرِينَ عن خَالِدٍ ـ يَعْني الْحَذَّاءَ ـ عن أبي قَلاَبَةَ عن أبي المُهَلَّبِ عن عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ: " أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ فَسَهَا فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ تَشَهَّدَ ثُمَّ سَلَّمَ".

_________

(1) وقع في "عون المعبود" طبعة مصرية تقديم وتأخير وصححناه من الطبعة الهندية ومن "جامع الترمذي"

(1/337)

الحديث أخرجه الترمذي (ج2ص412) وقال هذا حديثٌ حسَنٌ.

وقال الحافظ في "الفتح (ج3ص98) بعد عزوه لأبي داود والترمذي وابن حبان والحاكم: قال الترمذي حسن غريب وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وقال بن حبان ما روى بن سيرين عن خالد غير هذا الحديث انتهى وهو من رواية الأكابر عن الاصاغر وضعفه البيهقي وبن عبد البر وغيرهما ووهموا رواية أشعث لمخالفته غيره من الحفاظ عن بن سيرين فإن المحفوظ عن بن سيرين في حديث عمران ليس فيه ذكر التشهد وروى السراج من طريق سلمة بن علقمة أيضا في هذه القصة قلت لابن سيرين فالتشهد قال لم أسمع في التشهد شيئا وقد تقدم في باب تشبيك الأصابع من طريق بن عون عن بن سيرين قال نبئت أن عمران بن حصين قال ثم سلم وكذا المحفوظ عن خالد الحذاء بهذا الإسناد في حديث عمران ليس فيه ذكر التشهد كما أخرجه مسلم فصارت زيادة أشعث شاذة ولهذا قال بن المنذر لا أحسب التشهد في سجود السهو يثبت لكن قد ورد في التشهد في سجود السهو عن بن مسعود عند أبي داود والنسائي وعن المغيرة عند البيهقي وفي اسنادهما ضعف فقد يقال أن الأحاديث الثلاثة في التشهد باجتماعها ترتقي إلى درجة الحسن قال العلائي وليس ذلك ببعيد وقد صح ذلك عن بن مسعود من قوله أخرجه بن أبي شيبة اهـ.

قال أبو عبد الرحمن: أشعث هو ابن عبد الملك الحمراني ثقة فقيه كما في "التقريب" ولكن حكم على روايته بالشذوذ لمخالفته غيره من الحفاظ كما تقدم في كلام الحافظ رحمه الله، وقد ذكر البيهقي ف "السنن" (ج2ص355) شعبة ووهيباً وابن علية والثقفي وهشيماً وحماد بن زيد ويزيد بن زريع، ثم قال: وغيرهم عن خالد الحذاء، لم يذكر أحد منهم ما ذكر أشعث عن محمد عنه، ثم قال البيهقي: ورواه أيوب عن محمد قال أخبرت عن عمران فذكر السلام دون التشهد. وفى رواية هشيم ذكر التشهد قبل

(1/338)

السجدتين، وذلك يدل على خطإ أشعث فيما رواه. اهـ

وأما حديث ابن مسعود الذي أشار إليه الحافظ فقد رواه أبو داود (ج3ص338) فقال رحمه الله: حدثنا النُّفَيْلِيُّ أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ عن خُصَيْفٍ عن أبي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ الله عَنْ أَبِيهِ عن رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قال: "إذَا كُنْتَ في صَلاَةٍ فَشَكَكْتَ في ثَلاَثٍ أوْ أرْبَعٍ وَأكْبرُ ظَنَّكَ عَلَى أرْبَعٍ تَشَهَّدْتَ ثُمَّ سَجَدْتَ سَجْدَتَيْنِ وَأنْتَ جَالِسٌ قَبْلَ أنْ تُسَلِّمَ، ثُمَّ تَشَهَّدْتَ أيْضاً ثُمَّ تُسَلِّمُ".

قَالَ أبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ عن خُصَيْفٍ وَلَمْ يَرْفَعْهُ، وَوَافَقَ عَبْدُ الْوَاحِدِ أيْضاً سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَإسْرَائِيلُ، وَاخْتَلَفُوا في الْكَلاَمِ في مَتْنِ الْحَدِيثِ وَلَمْ يُسْنِدُوهُ. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: فتحصل من هذا أن في الحديث ثلاث علل: الشذوذ، شذ محمد بن مسلمة فرفعه، وقد خالف عبد الواحد وهو ابن زياد وسفيان الثوري وشريك وهو ابن عبد الله النخعي وإسرائيل وهو ابن يونس بن أبي إسحاق.

وفيه أيضاً ضعف خصيف وهو ابن عبد الرحمن الجزري، وفيه الإنقطاع أبو عبيدة وهو عامر بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من عبد الله بن مسعود فمثل هذا الحديث لا يستشهد به.

وأما حديث المغيرة بن شعبة فقد رواه البيهقي (ج2ص355) وقال هذا يتفرد به محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الشعبي ولا يُفرح بما تفرد به والله أعلم. اهـ

فُلِمَ أنه لم يثبت في التشهد فس سجود السهو شيء ولاتصلح الأحاديث بمجموعها للحجية، وحسبها أنها مخالفة للأحاديث الصحيحة التي في "الصحيحين" وغيرهما إذ ليس فيها تشهد. والله أعلم.

وأما أثر عبد الله بن مسعود فليس بحجة قال أبو بكر بن أبي شيبة (ج2ص31) :

(1/339)

ــــــــ

(1) وكذا محمد بن فضيل عند ابن أبي شيبة (ج2ص31) .

حدثنا محمد بن فضيل، عن خصيف عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: يتشهد فيهما.

حدثنا عباد بن العوام، عن حصين، عن إبراهيم، عن عبد الله: قال: فيهما تشهد. اهـ

فأما الأثر فلأول فخصيف ضعيف، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.

وأما الأثر الثاني فإبراهيم هو ابن يزيد النخعي ولم يسمع من عبد الله بن مسعود والحمد لله.

366- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1155) : حدثنا عمرو بن رافع. حدثنا هشيم عن منصور ويونس عن الحسن عن عمران ابن الحصين قال نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عن الكي. فاكتويت. فما أفلحت ولا أنجحت.) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح، إلا عمرو بن رافع وقد قال أبو حاتم: قلَّ من كتبنا عنه أصدق لهجة أو أصحُّ حديثاً منه، حدثنا علي الطنافسي عنه. اهـ من "تهذيب التهذيب"

ولكن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين فهو منقطع.

(1/340)

7777777777777777777777.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند عَوفِ بن مالكٍ الأشَجَعي رضي الله عنه

367- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1444) : حدثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد حدثنا جابر قال سمعت سليم ابن عامر يقول سمعت عوف بن مالك الأشجعي يقول قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (أتدرون ما خيرني ربي الليلة؟) قلنا الله ورسوله أعلم. قال (فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة. فاخترت الشفاعة) قلنا يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهلها. قال (هي لكل مسلم)

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام ابن خزيمة رواه في"التوحيد"ص (263) وقال ص (264) : أخاف أن يكون قوله: سمعت عوفاً وهَمَاً وان بينهما معدي كرب. ثم ساقه بسنده إلى يسلم بن عامر، عن معدي كرب، عن عوف بن مالك. اهـ المراد منه.

وأخرج الحديث يعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (ج2ص337) بسنده إلى سليم بن عامر، عن معدي كرب، عن عوف به. اهـ

وفي"تهذيب التهذيب"في ترجمة سليم: وقال ابن أبي حاتم في"المراسيل": روى عن عوف بن مالك مرسلاً ولم يلقه. اهـ وقال ابن أبي حاتم في"العلل" (ج2ص213) عن أبيه: لم يسمع سليم بن عامر من عوف بن مالك شيئا، بينه بين عوف نفسان. اهـ المراد منه. ويراجع ما كتبته في "الشفاعة" على هذا الحديث ص (84) .

(1/341)

مسند أبي الدرداء عُويمر رضي الله عنه

368- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص444) : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ لَا تَخْتَصَّ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ دُونَ اللَّيَالِي وَلَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ دُونَ الْأَيَّامِ) .

عاصم هو ابن سليمان الأحول، والحديث ظاهر سنده انه صحيح على شرط الشيخين، ولكن في"جامع التحصيل" في ترجمة محمد بن سيرين عن أبي حاتم: ولا أظنه سمع من أبي الدرداء، ذاك بالشام، وذاك بالبصرة. وفيه أيضاً: وقال في"التهذيب": إن روايته عن حذيفة وأبي الدرداء مرسلة. اهـ

369- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص443) : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ يُونُسَ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نَتَذَاكَرُ مَا يَكُونُ إِذْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَبَلٍ زَالَ عَنْ مَكَانِهِ فَصَدِّقُوا وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِرَجُلٍ تَغَيَّرَ عَنْ خُلُقِهِ فَلَا تُصَدِّقُوا بِهِ وَإِنَّهُ يَصِيرُ إِلَى مَا جُبِلَ عَلَيْهِ) .

الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع الزهري لم يسمع من أبي الدرداء كما في"فيض القدير"عن الهيثمي والسخاوي.

(1/342)

370- قال الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربي رحمه الله في "إكرام الضيف" ص (28) حدثنا سُريج (1) نا ابن علية عن يونس عن الحسن عن أبي الدرداء أنه تضيفهم ضيف فأبطأ أبو الدرداء حتى نام الضيف طاويا ونام الصبية فجاء أبو الدرداء والمرأة غضبى تلظى فقالت لقد شققت علينا منذ الليلة أبطأت علينا حتى بات ضيفنا طاويا ونام صبياننا جياعا فغضب وقال لا أطعمه الليلة وقالت المرأة لا أطعم حتى تطعم فاستيقظ الضيف وقال ألا تراها تجرأ على الذنوب إني احتبست في كذا وكذا فقال الضيف وأنا والله حتى تطعماه والطعام موضوع فلما رأيت الضيف جائعا والصبية جياعا قدمت يدي فأكلت وأكلوا معي فبروا يا رسول الله وفجرت قال بل أنت أبرهم وأخيرهم) .

هذا حديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في"تهذيب التهذيب"عن أبي الدرداء مرسل.

371- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص898) : حدثنا علي بن محمد ثنا وكيع عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي السفر قال: قال أبو الدرداء سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: (ما من رجل يصاب بشيء من جسده فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة أو حط عنه به خطيئة) سمعته أذناي ووعاه قلبي

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا علي بن محمد والظاهر أنه الطنافسي وهو ثقة، ولابن ماجه شيخ آخر اسمه علي بن محمد، وهو

_________

(1) في الأصل: (شريح) والصواب ما أثبتناه, وهو سريج بن النعمان من مشايخ الإمام أحمد.

(1/343)

صدوق، وكلاهما يرويان عن وكيع، ولكن الطنافسي أشهر، ورواية ابن ماجه عنه أكثر.

ولكن الترمذي رحمه الله أخرج الحديث (ج4ص650) ثم قال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ولا أعرف لأبي السفر سماعا من أبي الدرداء وأبو السفر اسمه سعيد بن أحمد ويقال له محمد الثوري. اهـ

وقال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" في ترجمة أبي السفر عن أبي الدرداء لم يسمع منه.

372- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص440) : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ لَا تَعْجَزَنَّ مِنْ الْأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ نَهَارِكَ أَكْفِكَ آخِرَهُ) .

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح ثقات، فأبو المغيرة فهو عبد القدوس بن الحجاج وصفوان هو ابن عمرو. والحديث منقطع ففي "تهذيب الكمال" أن محمد بن عوف سئل هل سمع شريح بن عبيد من أبي الدرداء فقال لا قيل له فسمع من أحد من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال ما أظن ذلك وذلك انه لا يقول في شيء من ذلك سمعت وهو ثقة.

وفي "تهذيب التهذيب" روى عن ثوبان وأبي الدرداء وأبي أمامة ثم ذكر جماعة وقال: ولم يدركهم.

373- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في"المطالب العالية" (ج5ص15) قال الطيالسي، حدثنا ابن أبي ذئب، عن يزيد بن أبي حبيب قال إن رجلين اختصما إلى أبي الدرداء في شبر من الأرض فقال أبو الدرداء سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقول " إذا كنت في أرض

(1/344)

فسمعت رجلين يختصمان في شبر من الأرض فاخرج منها ". قال: فخرج أبو الدرداء فأتى الشام) .

هو في "مسند الطيالسي" (132) وقد قال البوصيري: رواه أبو داود الطيالسي ورواته ثقات. اهـ

نعم هو كما يقول، ولكن أبا الدراء مات قبل أن يولد يزيد بن أبي حبيب بسنوات.

374- قال الإمام أحمد رحمه الله (8668) بتحقيق أحمد شاكر رحمه الله: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُصُّ عَلَى الْمِنْبَرِ {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فَقُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ الثَّانِيَةَ {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فَقُلْتُ الثَّانِيَةَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ الثَّالِثَةَ {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فَقُلْتُ الثَّالِثَةَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ نَعَمْ وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ

وأخرجه النسائي في "التفسير" (2ص222) فقال حدثنا علي بن حجر نا إسماعيل نا محمد بن أبي حرملة به. وأخرجه ابن جرير في "التفسير" (ج27ص146) فقال: وحدثني زكرياء بن يحيى بن أبان المصري، قال ثنا ابن أبي مريم، قال أخبرنا محمد بن جعفر عن محمد بن أبي حرملة به.

هذا الحديث ظاهره الصحة ولكن الحافظ في "الفتح" (ج11ص267) في الكلام على حديث أبي ذر المتفق عليه: وزاد حفص بن غياث في روايته

(1/345)

عن الأعمش قال الأعمش قلت لزيد بن وهب: انه بلغني انه أبو الدرداء قال أشهد لحدثنيه أبو ذر بالربذة قال الأعمش وحدثني أبو صالح عن أبي الدرداء نحوه وأخرجه احمد عن أبي نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي الدرداء بلفظ انه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة نحوه وفيه وان رغم انف أبي الدرداء قال البخاري في بعض النسخ عقب رواية حفص حديث أبي الدرداء مرسل لا يصح انما أردنا للمعرفة أي انما اردنا ان نذكره للمعرفة بحاله قال والصحيح حديث أبي ذر قيل له فحديث عطاء بن يسار عن أبي الدرداء فقال مرسل أيضا لا يصح ثم قال اضربوا على حديث أبي الدرداء قلت فلهذا هو ساقط من معظم النسخ وثبت في نسخة الصغاني وأوله قال أبو عبد الله حديث أبي صالح عن أبي الدرداء مرسل فساقه.. . اهـ المراد من "الفتح".

قال أبو عبد الرحمن: وهذا الذي ذكره الحافظ موجود في "الطبعة الحلبية" مع الفتح" (ج14ص39) قال البخاري رحمه الله: قال أبو عبد الله - يعني البخاري- حديث أبي صالح عن أبي الدرداء مرسل لا يصح، إنما أردنا المعرفة، والصحيح حديث أبي ذر قيل لأبي عبد الله: حديث عطاء بن يسار عن أبي الدرداء؟ قال مرسل أيضاً لا يصح والصحيح حديث أبي الدرداء ثم قال اضربوا على حديث أبي الدرداء. اهـ

وقال الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمة عطاء بن يسار عن أبي الدرداء قال البخاري: هو مرسل. ثم ساق الحديث بسند سعيد بن أبي مريم، وفيه أن عطاء قال أخبرني أبو الدرداء. اهـ

قلت: لعل التصريح وهم من بعض الرواة، ثم إن الحديث له طرق أخرى ذكره الحافظ في "الفتح" من غير طريق أبي طالح وعطاء بن يسار، تحتاج إلى نظر في أسانيدها.

375- قال ابن أبي عاصم في "السنة" (ج1ص198 حديث 271 تحقيق الجوابرة) حدثنا هشام بن خالد، ثنا الوليد بن مسلم، عن

(1/346)

عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: " إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله "

الوليد بن مسلم قد صرح بالتحديث عند البزار كما في "كشف الأستار" (ج2ص82) وعند أب نعيم في "الحلية" (ج6ص86) .

فظاهر السند أنه صالح للحجية، ولكن ابن الجوزي رحمه الله يقول في "العلل المتناهية" (ج2ص800) قال الدارقطني: وقد روي موقوفاً وهو الصواب. اهـ

وقال المناوي رحمه الله في "فيض القدير" (ج2ص341) قال الدارقطني والبيهقي وقفه أصح من رفعه. وقال ابن عدي وهو بهذا الإسناد باطل. اهـ

(1/347)

مسند عيَّاش بن أبي رَبيعَةَ رضي الله عنه

376- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص420) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ تَخْرُجُ رِيحٌ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ تُقْبَضُ فِيهَا أَرْوَاحُ كُلِّ مُؤْمِنٍ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "الإصابة" في ترجمة عياش بن أبي ربيعة أن نافعاً أرسل عنه.

(1/348)

88888888888.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند قيس بن سعد رضي الله عنهما

377- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص585) : حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن القاسم بن مخيمرة عن أبي عمار عن قيس بن سعد قال: أمرنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة فلما نزلت الزكاة لم يأمرنا ولم ينهنا ونحن نفعله) .

أبو عمار هو عريب بن حميد، وثقه أحمد ويحيى كما في "تهذيب الكمال" وبقية السند معروفون ثقات، فأنت إذا نظرت إلى هذا السند وجدتهم ثقات، ولكن الإمام النسائي رحمه الله بعد أن أخرجه من طرق شعبة عن الحكم بن عيينة عن القاسم بن مخيمرة عن عمرو بن شرحبيل عن قيس بن سعد بن عبادة به، ثم ذكر هذه الطريق التي هي من طريق سلمة بن كهيل عن القاسم بن مخيمرة عن أبي عمار الهمداني عن قيس بن سعد به قال: والحكم أثبت من سلمة بن كهيل

، يريد رحمه الله أن رواية الحكم هي المحفوظة، ورواية سلمة بن كهيل هي الشاذة والله أعلم.

(1/349)

مسند قيس بن عائذ رضي الله عنه

378- قال الإمام عبد الله بن أحمد رحمه الله في "زوائد المسند" (ج1ص585) حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَلَى نَاقَةٍ خَرْمَاءَ وَعَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُمْسِكٌ بِخِطَامِهَا.

وَهَلَكَ قَيْسٌ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ.

وقال الإمام أحمد (ج4ص408) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَةٍ وَحَبَشِيٌّ مُمْسِكٌ بِخِطَامِهَا) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات، وأبو إسماعيل المؤدب هو إبراهيم بن سليمان حسن الحديث، وهو متابع كما ترى، تابعه محمد بن عبيد الطنافسي وهو ثقة، فظاهر الحديث الصحة، ولكن الحديث أخرجه النسائي (ج3ص151) من طريق بن أبي زائدة قال أخبرني إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن أبي كاهل الأحمسي.

(1/350)

وفي "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" من طريق أبي أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن أبي كاهل به.

وأخرجه الدولابي (ج1ص50) من طريق أبي أسامة به، وذكر أن اسم اخيه اشعث.

وأخرجه ابن ماجه (ج1ص408) من طريق وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن أبي كاهل به.

ورواه أحمد (ج4ص306) من حديث وكيع أيضاً عن إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن أبي كاهل به.

وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (ج2ص225) من حديث وكي عبه.

ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (ج7ص142) من حديث عيسى بن يونس عن إسماعيل بن أبي خالد قال أخبرني سعيد أخي عن أبي كاهل قيس بن عائذ الأحمسي به.

فعلم من هذه الطرق إلى إسماعيل أن هناك واسطة بين إسماعيل وأبي كاهل.

قال الدولابي في "الكنى" قال سمعت العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين قال إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن أبي كاهل به

أما سعيد بن أبي خالد أخو إسماعيل فترجمته في "تهذيب التهذيب" ولم يذكر عنه راوياً إلا أخاه إسماعيل على اختلاف عنه فيه، ولم يوثقه معتبر.

قال الحافظ في " التهذيب" ولأبي خالد ابنان غير هذين وهما النعمان وأشعث. اهـ

وأما أشعث الذي عند الدولابي فلم أجد ترجمته، فالحديث لم يصح لأن إسماعيل لم يسمعه من أبي كاهل، والواسطة غير موثق من معتبر والله أعلم.

(1/351)

مسند كعب بن عُجرة رضي الله عنه

379- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجة رحمه الله (ج1ص41) : حدثنا علي بن محمد حدثنا عبد الله بن إدريس عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن كعب بن عجرة قال: - ذكر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فتنة فقربها، فمر رجل مقنع رأسه، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ (هذا يومئذ على الهدى) فوثبت فأخذت بضبعي عثمان ثم استقبلت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. فقلت هذا؟ قال (هذا)

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلاعلي بن محمد شيخ ابن ماجه وهو الطنافسي، وقد قال أبو حاتم فيه: كان ثقة صدوقاً، وهو أحب إليَّ من أبي بكر بن أبي شيبة في الفضل والصلاح، وأبو بكر أكثر حديثاً وأفهم. اهـ من "تهذيب التهذيب"

على أن علي بن محمد قد توبع قال أبو بكر بن أبي شيبة في "المصنف" (ج12ص41) حدثنا إسماعيل بن علية، عن هشام به. فسند أبي بكر بن أبي شيبة رجاله رجال الصحيح.

ولكن الحديث منقطع، محمد بن سيرين لم يسمع من كعب بن عجرة كما في "زوائد البوصيري" (ج1ص18) اهـ وفي "جامع التحصيل" عن أبي حاتم أنه قال: لم يسمع محمد بن سيرين من كعب بن عجرة شيئاً.

(1/352)

999999999999.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند كعب بن مُرة رضي الله عنه

380- قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله (ج10ص219) : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَن سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَن شُرَحْبِيلَ بْنِ السَّمْطِ قَالَ: قلْنَا لِكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ يَا كَعْبُ، حَدِّثْنَا، عَن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فقَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَسْقِ اللَّهَ لِمُضَرَ، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مَرِيعًا مَرِيًّا عَاجِلاً غَيْرَ رَائِثٍ نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، قَالَ: فَمَا جَمَّعُوا حَتَّى أُحيوا فَأَتَوْهُ فَشَكَوْا إلَيْهِ الْمَطَرَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلا عَلَيْنَا، قَالَ: فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَقَطَّعُ يَمِينًا وَشِمَالاً) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن سالم بن أبي الجعد لم يسمع من شرحبيل بن السمط، قاله أبو داود كما في "جامع التحصيل"

381- قال الإمام أحمد رحمه الله في "المسند" (ج4ص235) : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ قَالَ قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ارْمُوا أَهْلَ صُنْعٍ مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً قَالَ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي

(1/353)

النَّحَّامِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الدَّرَجَةُ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ وَلَكِنَّهَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ.

قَالَ يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا كَانَ فِكَاكَهُ مِنْ النَّارِ يُجْزَى بِكُلِّ عَظْمٍ مِنْهُ عَظْمًا مِنْهُ وَمَنْ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ كَانَتَا فِكَاكَهُ مِنْ النَّارِ يُجْزَى بِكُلِّ عَظْمَيْنِ مِنْهُمَا عَظْمًا مِنْهُ وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

قَالَ يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً) .

وَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ اسْتَسْقِ اللَّهَ لِمُضَرَ قَالَ فَقَالَ إِنَّكَ لَجَرِيءٌ أَلِمُضَرَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَنْصَرْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَنَصَرَكَ وَدَعَوْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَأَجَابَكَ قَالَ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ يَقُولُ اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيعًا مَرِيئًا طَبَقًا غَدَقًا عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ قَالَ فَأُحْيُوا قَالَ فَمَا لَبِثُوا أَنْ أَتَوْهُ فَشَكَوْا إِلَيْهِ كَثْرَةَ الْمَطَرِ فَقَالُوا قَدْ تَهَدَّمَتْ الْبُيُوتُ قَالَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا قَالَ فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَقَطَّعُ يَمِينًا وَشِمَالًا) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا داود يقول: لم يسمع سالم بن أبي الجعد من شرحبيل بن السمط، كما في "جامع التحصيل".

382- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج6ص27) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

(1/354)

الْعَلَاءِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ يَا كَعْبُ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) .

قَالَ لَهُ حَدِّثْنَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ ارْمُوا مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً قَالَ ابْنُ النَّحَّامِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الدَّرَجَةُ قَالَ أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ وَلَكِنْ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا داود رحمه الله يقول بعد إخراجه الحديث (ج10ص514) سالم لم يسمع من شرحبيل مات شرحبيل بصفين. اهـ ونقله الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" وسكت عليه.

(1/355)

مسند مُحمَّد بن صَيفِي رضي الله عنه

383- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1060) : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو الأحوص عن عاصم عن الشعبي عن محمد بن صيفي قال: ذبحت أرنبين بمروة. فأتيت بهما النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. فأمرني بأكلهما.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحافظ يذكر في "الإصابة" في ترجمة محمد بن صيفي: وأخرج البغوي من طريق الأعمش وغيره عن الشعبي عن محمد بن صيفي وذكر الحديث ثم قال: وقال البغوي هذا وهم والصواب محمد بن صفوان. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: وقد أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث محمد بن صفوان. وقد أخرجته في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين".

(1/356)

مسند مُرَّة بن وَهب الثقفي رضي الله عنه

384- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص122) : دثنا علي بن محمد. حدثنا وكيع عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن يعلى بن مرة عن أبيه قال: كنت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في سفر. فأراد أن يقضي حاجته. فقال لي (ائت تلك الأشاءتين) قال وكيع يعني النخل الصغار. (فقل لها أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يأمركما أن تجتمعا) . فاجتمعتا. فاستتر بهما. فقضى حاجته ثم قال لي (ائتهما فقل لهما لترجع كل واحدة منكما إلى مكانها) فقلت لهما. فرجعتا

وأخرجه أحمد (ج4ص172) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده كان ظاهره الحسن، ولكن الحافظ يقول في ترجمة منهال بن عمرو في "تهذيب التهذيب" وأرسل عن يعلى بن مرة.

وقوله (يعلى بن مرة عن أبيه) في زيادة (عن أبيه) خلاف قال الحافظ المزي في "تحفة الشراف": رواه أبو بكر بن أبي شيبة، عن وكيع فلم يقل (عن أبيه) وهو الصحيح، وقال البخاري: قال وكيع: (عن يعلى عن أبيه) وهو وَهَمٌ.

وذكر الحافظ في "تهذيب التهذيب" نحو هذا ثم قال: قلت: قلت: وقد تابع علياً - يعني شيخ ابن ماجة - علي بن مسلم وقد تابع وكيعاً على ذلك محاضر ابن المورع ويحيى بن عيسى الرملي ويونس بن بكير والله تعالى أعلم وقد روى البغوي في "معجم

(1/357)

الصحابة" ما يدل على أن له صحبة بغير هذا الحديث المختلف فروى من طريق أم يحيى بنت يعلى بن مرة عن أبيها قال جئت بأبي يوم الفتح فقلت يارسول الله بايعه على الهجرة فقال لا هجرة بعد الفتح الحديث وإسناده جيد.

وأقول: الذي يظهر لي أن الحديثين ضعيفان، أما الأول فلأن المنهال بن عمرو لم يسمع من يعلى، وأما الثاني: فلأن أم يحيى مجهولة، ولم أرَ ما يثبت صحبتها، وإن كان قد ذكرها الحافظ في "الإصابة".

385- قال الإمام أحمد رحمه الله في "المسند" (ج4ص171) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ وَكِيعٌ مُرَّةَ يَعْنِي الثَّقَفِيَّ وَلَمْ يَقُلْ مُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا بِهِ لَمَمٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَبَرَأَ فَأَهْدَتْ إِلَيْهِ كَبْشَيْنِ وَشَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَشَيْئًا مِنْ سَمْنٍ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ خُذْ الْأَقِطَ وَالسَّمْنَ وَأَحَدَ الْكَبْشَيْنِ وَرُدَّ عَلَيْهَا الْآخَرَِِِِ) .

المنهال بن عمرو لم يسمع من يعلى بن مرة كما في "تهذيب التهذيب"

(1/358)

10 10 10 .

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند مُعاذ بن جَبَل رضي الله عنه

386- قال الإمام الحاكم رحمه الله ج1ص4) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب أخبرني الليث بن سعد عن عياش بن عباس القتباني عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن عمر خرج إلى المسجد يوما فوجد معاذ بن جبل عند قبر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يبكي فقال: ما يبكيك يا معاذ؟ قال: يبكيني حديث سمعته من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: يقول: اليسير من الرياء شرك ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة) .

هذا حديث صحيح ولم يخرج في الصحيحين وقد احتجا جميعا بزيد بن أسلم عن أبيه عن الصحابة واتفقا جميعا على الإحتجاج بحديث الليث بن سعد عن عياش بن عباس القتباني وهذا إسناد مصري صحيح ولا يحفظ له علة.

كذا قال وقد أخرجه (ج4ص328) والطحاوي في "مشكل الآثار" (ج5ص48) من طريق عياش بن عباس، عن عيسى بن عبد الرحمن به، عن زيد بن أسلم به.

فعلم أن الساقط من السند عيسى بن عبد الرحمن، وهو تالف فقد قال البخاري فيه: منكر الحديث. كما في "تهذيب التهذيب".

(1/359)

387- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج4ص87) حدثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ أخبرنا اللَّيْثُ عن يَزِيدَ بنِ أبي حَبِيبٍ عن أبي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بنِ وَاثلَةَ عن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ: "أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَان في غَزْوَةِ تَبُوك إذا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حتى يَجْمَعَهَا إِلى الْعَصْرِ فَيُصَلِّيِهمَا جَمِيعاً، وَإذا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمسِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعاً ثُمَّ سَارَ، وكَان إذا ارْتَحَلَ قَبْلَ المَغْرِبِ أَخَّرَ المَغْرِبَ حتى يُصَلِّيَهَا مع الْعِشَاءِ، وإذا ارْتَحَلَ بَعْدَ المَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلاَّهَا مع المَغْرِبِ".

قال أَبُو دَاوُدَ: ولم يَرْوِ هذا الحديثَ إِلاَّ قُتَيْبَةُ وَحْدَهُ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقاتٍ أثباتاً، ولكن الحكم رحمه الله تعالى يذكره في " معرفة علوم الحديث" ص (120) فقال: هذا حديث رواته أئمة ثقات وهو شاذ الإسناد والمتن لا نعرف له علة نعلله بها ولو كان الحديث عند الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل لعللنا به الحديث ولو كان عند يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير لعللنا به فلما لم نجد له العلتين خرج عن أن يكون معلولاً ثم نظرنا فلم نجد ليزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل رواية ولا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أصحاب أبي الطفيل ولا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل عن أبي الطفيل فقلنا: الحديث شاذ.

وقد حدثونا عن أبي العباس الثقفي قال كان قتيبة بن سعيد يقول لنا: على هذا الحديث علامة أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأبي بكر بن أبي شيبة وأبي خيثمة حتى عد قتيبة أسامي سبعة من أئمة الحديث كتبوا عنه هذا الحديث وقد أخبرناه أحمد بن جعفر القطيعي قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا قتيبة فذكره

قال أبو عبد الله: فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجبا من إسناده ومتنه ثم لم يبلغنا عن واحد منهم أنه ذكر للحديث علة وقد قرأ علينا أبو علي الحافظ هذا الباب,

(1/360)

وحدثنا به عن أبي عبد الرحمن النسائي وهو إمام عصره عن قتيبة بن سعيد ولم يذكر أبو عبد الرحمن ولا أبو علي للحديث علة فنظرنا فإذا الحديث موضوع وقتيبة بن سعيد ثقة مأمون

حدثني أبو الحسن محمد بن موسى بن عمران الفقيه قال ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال سمعت صالح بن حفصويه النيسابوري قال أبو بكر وهو صاحب حديث يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول قلت لـ قتيبة بن سعيد: مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل؟ فقال: كتبته مع خالد المدايني قال البخاري وكان خالد المداني يدخل الأحاديث على الشيوخ. اهـ

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في "العلل" (ج2ص702) بع ذكره الحديث: وهو غريب جداً، فاستنكره الحفاظ، ويقال: إنه سمعه مع خالد بن الهيثم فأدخله على الليث، وهو لا يشعر، كذا ذكره الحاكم في "علوم الحديث" اهـ

وقوله (خالد بن الهيثم) الظاهر أنه غلط مطبعي وهو خالد بن القاسم أبو الهيثم كما في "ميزان الإعتدال".

388- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص580) : حدثنا عمرو بن سواد المصري، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني سليمان بن بلال عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بعثه إلى اليمن وقال له (خذ الحب من الحب. والشاة من الغنم. والبعير من الإبل. والبقرة من البقر) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة عطاء بن يسار: روى عن معاذ وفي سماعه منه نظر.

وقال الحاكم رحمه الله (ج1ص388) : هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع عطاء ابن يسار من معاذ بن جبل فاني لا أتقنه.

فتعقبه الذهبي فقال: قلت: لم يلقه.

(1/361)

389- قال الإمام ابن جرير رحمه الله في "التفسير" (ج12ص136) : حدثنا أبو كريب قال، حدثنا أبو أسامة، وحسين الجعفي، عن زائدة قال، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ قال: أتى رجل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، ما ترى في رجل لقي امرأة لا يعرفها، فليس يأتي الرجل من امرأته شيئًا إلا قد أتاه منها، غير أنْ لم يجامعها؟ فأنزل الله هذه الآية: (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) ، فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: توضأ ثم صلّ. قال معاذ: قلت: يا رسول الله، أله خاصة أم للمؤمنين عامة؟ قال: بل للمؤمنين عامة.

حدثنا محمد بن المثني قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أن رجلا أصابَ من امرأة ما دون الجماع، فأتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يسأله عن ذلك، فقرأ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أو: أنزلت (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل) ، الآية، فقال معاذ: يا رسول الله، أله خاصة، أم للناس عامة؟ قال: هي للناس عامة.

حدثنا ابن المثني قال، حدثنا أبو داود قال، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أتى رجل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، فذكر نحوه.

الحديث بالسند الأول من طريق زائدة وهو ابن قدامة، ظاهره الصحة، وذكره

(1/362)

الحاكم رحمه الله (ج1ص135) فقال: ومنها ما أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى (1) أنبأ محمد بن أيوب (2) , أنبأ إبراهيم بن موسى ويحيى بن المغيرة قالا: ثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل فذكره. ثم قال الحاكم: إنه صحيح.

وكذا من طريق جرير وه وابن عبد الحميد، وأما من طريق شعبة فهو مرسل والحديث الذي ظاهره افتصال قد حكم عليه العلماء بأنه منقطع، قال الإمام الترمذي رحمه الله مع "تحفة الأحوذي" (ج8ص426) بعد ذكره الحديث من طريق زائدة: هذا حديثٌ لَيْسَ إسنادُهُ بِمُتَّصِلٍ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي لَيْلَى لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ مَاتَ في خِلاَفَةِ عُمَرَ وَقُتِلَ عُمَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي لَيْلَى غُلامٌ صَغِيرٌ ابنُ سِتِّ سِنِينَ. وقد رَوَى (3) عن عُمَرَ ورآه. وَرَوَى شُعْبَةُ هذا الحديثَ عن عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أبي لَيْلَى عن النَّبيِّ مُرْسَلاً. اهـ

وقال ابن المديني: لم يسمع من معاذ، وكذا قال الترمذي في "العلل الكبير" وابن خزيمةاهـ من "تهذيب التهذيب"

وقال الحافظ البيهقي رحمه الله بعد ذكره من طريق جرير عن عبد الملك بن عمير عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل به: وهكذا رواه زائدة بن قدامة وأ بو عوانة عن عبد الملك وفيه إرسال (4) عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك معاذ بن جبل. اهـ

وفي "جامع التحصيل" للعلائي في ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلى وبخط الحافظ

_________

(1) هو الكعبي.

(2) هو ابن الضريس وكلاهما مترجم في " رجال الحاكم الذين ليسوا في التهذيب"

(3) روى عنه ولم يمع منه راجع "تهذيب التهذيب" ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلى.

(4) في الأصل (عن عبد الرحمن) فحذفنا (عن) عمداً.

(1/363)

الضياء: أنه لم يسمع من معاذ بن جبل رضي الله عنهم. اهـ

كذا (رضي الله عنهم) ولعله يعني ابن أبي ليلى وأباه ومعاذ بن جبل.

390- قال الإمام أبو داود رحمه الله: (ج13ص138) : حدثنا يُوسُفُ بنُ مُوسَى أخبرنا جُرِيرُ بنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عن عَبْدِ المَلِك بنِ عُمَيْرٍ عن عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ أَبي لَيْلَى عن مُعَادِ بنِ جَبَلٍ قالَ: " اسْتَبَّ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، فَغَضِبَ أَحَدُهُمَا غَضَباً شَدِيداً حَتَّى خُيِّلَ إِلَىَّ أَنَّ أَنْفَهُ يَتَمَرَّعُ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ، فقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لأعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَها لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُه مِنَ الْغَضَبِ، فقالَ مَا هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قالَ يَقُولُ: الَّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ قالَ: فَجَعَلَ مُعَاذُ يَأْمُرُهُ فأَبَى وَمَحِكَ وَجَعَلَ يَزْدَادُ غَضَباًّ".

الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ كما في"جامع التحصيل" وحديث متفق عليه من حديث سليمان بن صرد.

(1/364)

مسند مُعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما

391- قال الإمام أبو داود رحمه الله حدثنا عُبَيْدُ الله بنُ مُعَاذٍ أخبرنا أبِي أخبرنا شُعْبَةُ عن قَتَادَةَ أَنَّهُ سَمِعَ مُطَرِّفاً عن مُعَاوِيَةَ بنِ أبي سُفْيَانَ عن النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ قال: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ".

الحديث معل كما في "علل" الدارقطني (ج7ص65) وسئل عن حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن معاوية: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قال: ليلة القدر ليلة أربع وعشرين. فقال: يرويه معاذ بن معاذ، عن شعبة، عن قتادة، عن مطرف، عن معاوية مرفوعاً. وكذلك قال فهد بن سليمان، عن عمرو بن مرزوق، وعباد بن زياد الساجي، عن عثمان بن عمر، عن شعبة، ولا يصح، عن شعبة مرفوعاً.

والذي رجحه ابن القطان كما في "الوهم والإيهام" (ج2ص517) وقال الحافظ في "بلوغ المرام": رواه أبو داود والراجح وقفه.

(1/365)

مسند المغيرة بن شعبة رضي الله عنه

392- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص182) : حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ثور بن يزيد عن رجاء بن حيوة عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة عن المغيرة بن شعبة: - أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مسح أعلى الخف وأسفله

هشام بن عمار فيه كلام ولكنه متابع، قال الترمذي رحمه الله حدثنا أبو الوليد الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم به.

وأبو الوليد اسمه: أحمد بن عبد الرحمن بن بكار.

قال أبو داود رحمه الله حدثنا موسى بن مروان ومحمود بن خالد الدمشقى - المعنى - قالا حدثنا الوليد به.

هذا الحديث إذا نظرت إلى رجال السند وجدتهم ثقات، ولكن أبا عيسى الترمذي رحمه الله يقول (ج1ص323) : هذا حديث معلول لم يسنده عن ثور بن يزيد غير الوليد بن مسلم.

قال أبو عيسى وسألت أبا زرعة ومحمد بن اسماعيل عن هذا الحديث؟ فقالا ليس بصحيح لأن ابن مبارك روى هذا عن ثور عن رجاء بن حيوة قال حدثت عن كاتب المغيرة مرسل عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ولم يذكر فيه المغيرة. اهـ

وقال أبوداود (ج1ص282) وبلغني أنه لم يسمع هذا الحديث ثور من

(1/366)

رجاء. اهـ

393- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج4ص59) : أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ بَكَّارٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ عَمِّهِ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ الرَّاكِبُ خَلْفَ الْجَنَازَةِ وَالْمَاشِي حَيْثُ شَاءَ مِنْهَا وَالطِّفْلُ يُصَلَّى عَلَيْهِ) .

هذا الحديث اخرجه الترمذي (ج4ص118) فقال حدثنا بشر بن آدم بن بنت أزهر السمان البصري حدثنا إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله حدثنا أبي عن زياد بن جبي ربه.

ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح رواه إسرائيل وغير واحد عن سعيد بن عبيد الله.

ولكن الحافظ ابن حجر يقول في "التلخيص الحبير" (ج2ص114) بعد ذكر مخرجيه وقول الحاكم (صحيح على شرط البخاري) لكن رواه الطبراني موقوفاً على المغيرة وقال لم يرفعه سفيان ورجح الدارقطني في العلل الموقوف.

(1/367)

111111111111111.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند المقداد بن الأسود رضي الله عنه

394- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج1ص356) : حدثنا عَبْدُ الله بنِ مَسْلَمَةَ عن مَالِكٍ عن أبي النَّضْرِ عن سُلَيْمَان بنِ يَسَارٍ عن المِقْدَادِ بنِ الأسْوَدِ، قال: "إنَّ عَلِيَّ بنِ أبي طَالِبٍ أمَرَهُ أنْ يَسْألَ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عن الرَّجُلِ إذَا دَنَا مِنْ أهْلِهِ فَخَرَجَ مِنْهُ المَذْيُ مَاذَا عَلَيْهِ، فإنَّ عِنْدِي ابْنَتَهُ وَأنَا أسْتَحْيِي أنْ أسْألَهُ؟ قال المِقْدَادُ: فَسَألْتُ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عن ذَلِكَ، فَقَالَ: إذَا وَجَدَ أحَدُكمُ ذَلِكَ فَلْيَنْضَحْ فَرْجَهُ وَلْيَتوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى رجال السند وجدتهم ثقات أثباتاً، ولكن في "عون المعبود" قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: حديث سليمان بن يسار عن المقداد مرسلاً لا نعلم سمع منه شيئاً. قال البيهقي: هو كما قال. اهـ

وأيد الحافظ رحمه الله في "تهذيب التهذيب"

(1/368)

مسند المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه

395- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص132) : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ الْكِنَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ قَالَ سَمِعْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مَلَأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثُ طَعَامٍ وَثُلُثُ شَرَابٍ وَثُلُثٌ لِنَفْسِهِ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا سليمان بن سليم، وقد وثقه أحمد وابن معين وغيرهما كما في "تهذيب التهذيب" ولكن في "تهذيب التهذيب" و"الجرح والتعديل" و "جامع التحصيل" أن رواية يحيى بن جابر عن المقدام وهم من بعض الرواة، وجزم الحفاظ بأن فلان لم يسمع من فلان، ولم يعارضهم من يثبت سماعه مقدم على التصريح بالسماع في نسخة غير مسموعة لنا والله أعلم.

على أنه قد اختلف على سليمان بن سليم كما في "تحفة الأشراف" فتارة يرويه عن يحيى بن جابر، وتارة عن صالح بن يحيى كما عزاه المزي رحمه الله إلى عشرة النساء للنسائي في "الكبرى".

وصالح بن يحيى بن المقدام قال البخاري: فيه نظر. وقال موسى بن هارون الحمال: لا يعرف صالح ولا أبوه إلا بجده. اهـ مختصراً من "تهذيب التهذيب".

(1/369)

وللحديث طرق أخرى عزاها المزي رحمه الله في "تحفة الأشراف" إلى ابن ماجه من طريق محمد بن حرب، عن أمه، عن أمها عن المقدام فذكره.

ووالدة محمد بن حرب ترجم لها الذهبي في "الميزان" في عداد النساء المجهولات وقال: تفرد عنها ولدها.

وجدته يُنظر في حالها.

(1/370)

مسند نافع بن عبد الحارث رضي الله عنه

396- قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه" (ج12ص55) حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , قَالَ: قَالَ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ , وَقَالَ لِي: أَمْسِكْ عَلَي الْبَاب , فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْقُفِّ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ فَضُرِبَ الْبَابُ , فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا أَبُو بَكْرٍ , فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ , قَالَ: فَأَذِنْت لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ , فَجَاءَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقُفِّ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ , ثُمَّ ضُرِبَ الْبَابُ , فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا , قَالَ: عُمَرُ , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا عُمَرُ , فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ , قَالَ: فَأَذِنْت لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَجَاءَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقُفِّ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ , ثُمَّ ضُرِبَ الْبَابُ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا , قَالَ: عُثْمَان , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا عُثْمَان , قَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ مَعَ بَلاَءٍ , قَالَ: فَأَذِنْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَدَخَلَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقُفِّ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ) .

الحديث أخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص408) فقال ثنا يزيد بن هارون به. ثم قال: عفان ثنا وهيب حدثني موسى بن عقبة قال سمعت أبا سلمة يحدث

(1/371)

ولا أعلمه إلا عن نافع بن عبد الحارث به.

وأخرجه أبو داود (ج14ص91) فقال حدثنا يحيى بن أيوب يعني المقابري أخبرنا إسماعيل يعني بن جعفر، أخبرنا محمد بن عمرو به.

وأخرجه النسائي ص (11) من "فضائل الصحابة" مفرداً من "الكبرى" فقال أخبرنا علي بن حجر قال أنا إسماعيل عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي قال دخل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ حائطا من حوائط المدينة فقال لبلال أمسك علي الباب.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا محمد بن عمرو بن علقمة فروى له البخاري مقروناص بغيره، ومسلم في المتابعات كما في "تهذيب التهذيب" وهو حسن الحديث، والذي يظهر لي أنه قد وهم في هذا الحديث، وقد قال يحيى بن معين عن محمد بن عمرو فقال ما زال الناس يتقون حديثه قيل له وما علة؟ ذلك قال كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من روايته ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة. طوقد تابع موسى بن عقبة وليس جزما به كما ترى، وخالفهما أبو الزناد كما في "فضائل الصحابة" للنسائي ص (11) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ابن عوف أخبره أن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي أخبره أن أبا موسى الأشعري أخبره أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كان في حائط بالمدينة فذكره، وهذا هو المحفوظ من حديث أبي موسى كما في "الصحيحين" والله أعلم.

ثم وجدت الحافظ في "الفتح" (ج7ص37) قد تكلم على هذا قال رحمه الله: ووقع نحو قصة أبي موسى لبلال وذلك فيما أخرجه أبو داود من طريق إسماعيل بن جعفر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي قال دخل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ حائطا من حوائط المدينة فقال لبلال: (أمسك (1) علي الباب) فجاء أبو بكر يستأذن ... فذكر نحوه. وأخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث أبي سعيد نحوه

_________

(1) قال أبوعبد الرحمن: هذا في النسائي وليس في أبي داود

(1/372)

وهذا إن صح حُمِلَ على التعدد.

ثم ظهر لي أن فيه وهما من بعض رواته فقد أخرجه احمد عن يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو وفي حديثه أن نافع بن عبد الحارث هو الذي كان يستأذن وهو وهم أيضاً فقد رواه احمد من طريق موسى بن عقبة عن أبي سلمة عن نافع فذكره وفيه فجاء أبو بكر فاستأذن فقال لأبي موسى (1) فيما أعلم ائذن له وأخرجه النسائي من طريق أبي الزناد عن أبي سلمة عن نافع (2) بن عبد الحارث عن أبي موسى وهو الصواب فرجع الحديث إلى أبي موسى واتحدت القصة والله اعلم.

(1/373)

ــــــــ

(1) ليس في "المسند" فقال لأبي موسى.

(2) الذي في النسائي: عن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الرحمن بن عبد الحارث عن أبي موسى، وكذا في "تحفة الأشراف".

12 12 12 .

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند نبيط بن شريط رضي الله عنه

397- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص253) : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ بِعَرَفَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ) .

هذا الحديث أخرجه الإمام أبو داود رحمه الله (ج5ص394) فقال حدثنا مُسَدَّدٌ أخبرنا عَبْدُ الله بنُ دَاوُدَ عن سَلَمَةَ بنِ نُبَيْطٍ عن رَجُلٍ مِنَ الْحَيِّ عن أبِيهِ نُبَيْطٍ: "أَنَّهُ رَأَى النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَاقِفاً بِعَرَفَةَ عَلَى بَعِيرٍ أَحْمَرَ يَخْطُبُ".

فعلم أن في سند النسائي انقطاعاً، والله أعلم.

(1/374)

مسند أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد رضي الله عنه

398- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج13ص204) : حدثنا مُحَمَّدُ بنُ حَاتِمٍ الْجَرْجَرَائِيُّ وَعُثْمانُ بنُ أَبي شَيْبَةَ المَعْنَى أَنَّ عَبْدَ ةَ بنَ سُلَيْمانَ أَخْبَرَهُمْ عن الْحَجَّاجِ بنِ دِينَارٍ عن أَبِي هَاشِمٍ عن أَبِي الْعَالِيَةِ عن أَبي بَرْزَةَ الأسْلَمِيِّ، قال: " كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِأَخَرَةٍ إِذَا أَرادَ أَنْ يَقُومَ مِنَ المَجْلِسِ: سُبْحَانَكَ الَّلهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِل?هَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ أَلَيْكَ. فقالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ الله إِنَّكَ لَتَقُولُ قَوْلاً مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا مَضَى. قال: كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ في المَجْلِسِ".

ظاهر السند أنه حسن، فرجاله رجال الصحيح، إلا الحجاج بن دينار وهو حسن الحديث، وأ هشمه ارماني، وأبو الالية وهو الرياحي. والحديث ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص188) وفيه بعد سؤاله عن هذا الحديث بهذا السند، قال عبد الرحمن قلت: ورواه منصور، عن فضيل بن عمرو، عن زياد بن حصين، عن أبي العالية، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً.

قال أبي: حديث منصور أشبه، لأن حديث أبي هاشم رواه حجاج بن دينار، عن أبي هاشم، وحجاج ليس بالقوي، إاى أن قال ابن أبي حاتم قال أبو زرعة: حديث منصور أشبه، لأن الثوري رواه وهو أحفظهم. اهـ وذكر الدارقطني في "العلل" (ج6ص311) نحوه: والمرسل أصح، ثم قال محمد بن مروان العقيلي حدثنا هشام بن حسان، عن حفصة، عن أبي العالية، قوله لم يجاوز به. اهـ

(1/375)

مسند النعمان بن بشير رضي الله عنه

399- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص401) : حدثنا محمد بن المثنى وأحمد بن ثابت وجميل بن الحسن، قالوا حدثنا عبد الوهاب، حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. فخرج فزعا يجر ثوبه، حتى أتى المسجد. فلم يزل يصلي حتى انجلت، ثم قال (إن أناسا يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء، وليس كذلك. أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا تجلى الله لشيء من خلقه خشع له)

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدته على شرط الصحيح، وأحمد بن ثابت وجميل بن الحسن مقرونان بمحمد بن المثنى، وهو من شيوخ الشيخين، ولكن الحديث فيه انقطاع، قال الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" في ترجمة أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي: وقال يحيى بن معين: وأبو قلابة عن النعمان بن بشير مرسل. اهـ

وقال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" بعد ذكره من رواه عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير. ورواه عفان، عن عبد الوارث، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل، عن (سقط المروي عنه) ورواه وهيب بن خالد وعبيد الله بن الوزاع، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن قبيصة بن مخارق. اهـ المراد منه

(1/376)

أقول: أبو قلابة يرسل كثيراً، فينظر أسمع الحديث من قبيصة أم لا؟ وإلا فيجتمع على الحديث الاختلاف فيه على أبي قلابة والانقطاع. والله أعلم.

400- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج7ص97) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَسَارَّهُ فَقَالَ اقْتُلُوهُ ثُمَّ قَالَ أَيَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ نَعَمْ وَلَكِنَّمَا يَقُولُهَا تَعَوُّذًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لَا تَقْتُلُوهُ فَإِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ) .

الحديث ظاهره الحسن لكن الامام المزي رحمه الله ذكره في "تحفة الاشراف" في ترجمة اوس بن أبي أوس من طرق سنذكرها إن شاء الله من"سنن النسائي" ثم قال ورواه أسود بن عامر عند النسائي في المحاربة، عن إسرائيل، عن سماك، عن النعمان بن بشير، وأخطأ فيه. اهـ

ونقل عن النسائي في ترجمة النعمان بن بشير من "تحفة الاشراف" أنه قال: حديث الأسود خطأ يعني أن الصواب: حديث سماك عن النعمان بن سالم عن أوس. اهـ

وأقول: خالف أسود بن عامر عبيد الله بن موسى عند النسائي (ج8ص80) فرواه عن إسرائيل عن سماك، عن النعمان بن سالم، عن رجل حدثه، فذكر الحديث.

ورواه النسائي أيضاً عن زهير وهو ابن معاوية، عن سماك عن النعمان بن سالم، قال سمعت أوساً فذكر الحديث. ورواه شعبة عن النعمان بن سالم، قال سمعت أوساً فذكر الحديث.

وحاتم بن أبي صغيرة، عن النعمان بن سالم، أن عمرو بن أوس أخبره أن أباه أوساً فذكر الحديث. اهـ

(1/377)

لا يضر زيادة عمرو بن أوس فهو من المزيد في المتصل الاسانيد، إذ قد صرح النعمان بن سالم بالسماع من أوس بن أبي أوس.

هذا وقال البزار كما في "كشف الأستار" (ج1ص15) بعد أن ذكره بسند النسائي إلى النعمان بن بشير فقال: وهذا أخطأ فيه أسود. اهـ

(1/378)

13 13 13 .

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند النعمان بن مُقرن رضي الله عنه

401- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص445) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا حَرْبٌ يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ قَالَ قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْبَعِ مِائَةٍ مِنْ مُزَيْنَةَ فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَبِأَمْرِهِ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا طَعَامٌ نَتَزَوَّدُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ زَوِّدْهُمْ فَقَالَ مَا عِنْدِي إِلَّا فَاضِلَةٌ مِنْ تَمْرٍ وَمَا أُرَاهَا تُغْنِي عَنْهُمْ شَيْئًا فَقَالَ انْطَلِقْ فَزَوِّدْهُمْ فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى عُلِّيَّةٍ لَهُ فَإِذَا فِيهَا تَمْرٌ مِثْلُ الْبَكْرِ الْأَوْرَقِ فَقَالَ خُذُوا فَأَخَذَ الْقَوْمُ حَاجَتَهُمْ قَالَ وَكُنْتُ أَنَا فِي آخِرِ الْقَوْمِ قَالَ فَالْتَفَتُّ وَمَا أَفْقِدُ مَوْضِعَ تَمْرَةٍ وَقَدْ احْتَمَلَ مِنْهُ أَرْبَعُ مِائَةِ رَجُلٍ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحافظ يقول في "الإصابة" في ترجمة النعمان بن مقرن بعد أن ساق الحديث: ورجاله ثقات، ولكنه منقطع فإن النعمان استشهد في خلافة عمر، فلم يدركه سالم. اهـ

(1/379)

مسند أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه

402- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص41) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي مُسَيْلِمَةَ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فِيهِ شَيْئًا فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا فَقَالَ أَمَّا بَعْدُ فَفِي شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِيهِ وَإِنَّهُ كَذَّابٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَذَّابًا يَخْرُجُونَ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَلْدَةٍ إِلَّا يَبْلُغُهَا رُعْبُ الْمَسِيحِ إِلَّا الْمَدِينَةَ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا مَلَكَانِ يَذُبَّانِ عَنْهَا رُعْبَ الْمَسِيحِ) .

هذا الحديث سنده أنه على شرط البخاري، ولكن الحاكم رحمه الله (ج1ص541) يقول وقد أعضل معمر وشعيب بن أبي حمزة هذا الإسناد عن الزهري فإن طلحة بن عبد الله لم يسمعه من أبي بكرة إنما سمعه من عياض بن مسافع عن أبي بكرة هكذا رواه يونس بن يزيد وعقيل بن خالد عن الزهري، ثم ذكره بسنده إلى عقيل ويونس ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

كذا قال الحاكم رحمه الله، وإلا فعياض بن مسافع ليس من رجال أصحاب الأمات الست، وإنما ترجمته في "تعجيل المنفعة" وهو أيضاً مجهول لم يروِ عنه إلا الزهري ولم يوثقه إلا ابن حبان.  هذا وقد تابع يونس عقيلاً على ذكر عياض بن مسافع ابنُ أخي الزهري عند الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص46) فقال رحمه الله: ثنا يعقوب، ثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه به.

 مسند النواس بن سمعان رضي الله عنهما

403- قال الإمام ابن حبان رحمه الله في (ج16ص296-297) رقم (7307) كما في "الحسان": أخبرنا أبو يعلى حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال: فتح على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فتح فأتيته فقلت: يا رسول الله سيب الخيل ووضعوا السلاح فقد وضعت الحرب أوزارها وقالوا: لا قتال فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (كذبوا الآن جاء القتال الآن جاء القتال إن الله جل وعلا يزيغ قلوب أقوام يقاتلون ويرزقهم الله منهم حتىى يأتي أمر الله على ذلك وعقر دار المؤمنين الشام)

ورواه أبو القاسم البغوي كما في "تفسير ابن كثير" (ج7ص291 طبعة الشعب) فقال حدثنا داود بن رشيد به.

ثم قال الحافظ ابن كثير عقبه: وهكذا رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي عن داود بن لرشيد به، والمحفوظ أنه من رواية سلمة بن نفي كما تقدم. اهـ المراد.

قلت ك ورواه الحافظ بن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج1ص116و117) من كريقين: الول إلى الموصلي به، والثاني إلى البغوي به.

قلت: هذا رواه داود بن رشيد فخالف الناس في إسناده، فقد رواه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عند ابن سعد في "الطبقات" (ج7ص427) وصفوان بن صالح  الدمشقي عند الطبراني في الكبير (ج7 رقم 6359) وفي مسند الشاميين (ج2 رقم 1419) وهشام بن عمار وأحمد بن عبد الرحمن القرشي عند ابن عساكر (ج1ص116) كلهم عن الوليد بن مسلم، عن محمد بن مهاجر، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن بفير، عن سلمة بن نفي لبه. قال الحافظ بن عساكر عقب رواية ابن عمار والقرشي: خالفهما داود بن رشيد فرواه عن الوليد بن مسلم فجعله من مسند نواس بن سمعان. اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج2. باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.}

  ج2. صحيح السيرة {ج2. باقي صحيح السيرة النبوية  تحقيق  الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.} صفحة رقم -130 - قال : قلت : من غف...