قلت المدون الي هنا سأتوقف في عرض السلسلة الضعيفة وسأترك رابط تنزيلها من أرشيف الشيخ الالباني رحمه ورحم الله والداي وكل المؤمنين التائبين .{https
https://www.alalbani.info/alalbany_books.php
https://www.alalbani.info/
ج12. الأحاديث من 1101 إلى 1200.
1101 " أعلم الناس من يجمع علم الناس إلى علمه , و كل صاحب علم غرثان " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/221 ) :
$ ضعيف $ .
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 120/2 ) و عنه الديلمي في " مسند الفردوس " (
1/1/121 ) عن مسعدة بن اليسع عن شبل بن عباد عن عمرو بن دينار عن # جابر بن
عبد الله # :
أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : أي الناس أعلم ? قال : من جمع
... " .
قلت : و هذا إسناد موضوع آفته مسعدة هذا , قال الذهبي في " الميزان " :
" هالك , كذبه أبو داود , و قال أحمد بن حنبل : حرقنا حديثه منذ دهر " .
و قال ابن أبي حاتم ( 4/1/371 ) :
" سألت أبي عنه فقال : هو ذاهب منكر الحديث لا يشتغل به , يكذب على جعفر بن
محمد " .
قلت : و هذا الحديث مما سود به السيوطي " جامعه الصغير " , و تعقبه المناوي
بقول الهيثمي ( 1/162 ) :
" فيه مسعدة بن اليسع و هو ضعيف جدا " .
قلت : و عليه فقوله في " التيسير " :
" و إسناده ضعيف " .
يخالف ما نقله عن الهيثمي و أقره عليه كما يخالف حال راويه مسعدة .
نعم قد وجدت له متابعا قويا يمنع من الحكم على الحديث بالوضع و إن كان مرسلا ,
فقال الدارمي في " سننه " ( 1/86 ) : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم : نا يحيى بن أبي
بكير : نا شبل عن عمرو بن دينار عن طاووس قال : قيل : يا رسول الله ! أي الناس
أعلم ? الحديث .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري ,; و لكنه مرسل .
1102 " إن المرأة إذا خرجت من بيتها و زوجها كاره لذلك لعنها كل ملك في السماء و كل
شيء مرت عليه غير الجن و الإنس حتى ترجع " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/222 ) :
$ ضعيف جدا $ .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/170/1 - 2 ) عن عيسى بن المساور : حدثنا سويد
ابن عبد العزيز عن محمد عن عمرو بن دينار عن # ابن عمر # مرفوعا و قال :
" لم يروه عن عمرو إلا محمد , تفرد به سويد " .
قلت : و هو ضعيف جدا , قال الذهبي في " الضعفاء " :
" قال أحمد : متروك الحديث " .
و قال في " الميزان " .
" هو واه جدا " .
و قال الهيثمي في " المجمع " :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه سويد بن عبد العزيز و هو متروك , و قد
وثقه دحيم و غيره , و بقية رجاله ثقات " .
قلت : و أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/79 ) إلى أن الحديث حسن أو قريب من
الحسن ; فلا تغتر به .
1103 " لهم ما لنا , و عليهم ما علينا . يعني أهل الذمة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/222 ) :
$ باطل لا أصل له $ .
و قد اشتهر في هذه الأزمنة المتأخرة , على ألسنة كثير من الخطباء و الدعاة
و المرشدين , مغترين ببعض الكتب الفقهية , مثل " الهداية " في المذهب الحنفي ,
فقد جاء فيه , في آخر " البيوع " :
" و أهل الذمة في المبايعات كالمسلمين , لقوله عليه السلام في ذلك الحديث ,
فأعلمهم أن لهم ما للمسلمين , و عليهم ما عليهم " .
فقال الحافظ الزيلعي في " تخريجه " : نصب الراية " ( 4/55 ) :
" لم أعرف الحديث الذي أشار إليه المصنف , و لم يتقدم في هذا المعنى إلا حديث
معاذ , و هو في " كتاب الزكاة " , و حديث بريدة و هو في " كتاب السير " , و ليس
فيهما ذلك " .
و وافقه الحافظ في " الدراية " ( ص 289 ) .
قلت : فقد أشار الحافظان إلى أن الحديث لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم , و أن صاحب " الهداية " قد وهم في زعمه ورود ذلك في الحديث . و هو يعني -
والله أعلم - حديث ابن عباس ; و هو الذي إليه الزيلعي :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال : إنك تأتي قوما أهل
كتاب , فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله , و أني رسول الله , فإن هم أطاعوك
, فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم .. " الحديث . و هو متفق عليه .
فليس فيه - و لا في غيره - ما عزاه إليه صاحب " الهداية " .
بل قد جاء ما يدل على بطلان ذلك , و هو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث
الصحيح :
" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله .. فإذا فعلوا ذلك فقد
حرمت علينا دماؤهم و أموالهم إلا بحقها , لهم ما للمسلمين , و عليهم ما على
المسلمين " .
و إسناده صحيح على شرط الشيخين كما بينته في " الأحاديث الصحيحة " ( 299 ) .
فهذا نص صريح على أن الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الجملة :
" لهم ما لنا , و عليهم ما علينا " .
ليس هم أهل الذمة الباقين على دينهم , و إنما هم الذين أسلموا منهم , و من
غيرهم من المشركين !
و هذا هو المعروف عند السلف , فقد حدث أبو البختري :
" أن جيشا من جيوش المسلمين - كان أميرهم سلمان الفارسي - حاصروا قصرا من قصور
فارس , فقالوا : يا أبا عبد الله ألا تنهد إليهم ? قال : دعوني أدعهم كما سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو , فأتاهم سلمان , فقال لهم : إنما أنا رجل
منكم فارسي , ترون العرب يطيعونني , فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا , و عليكم
مثل الذي علينا , و إن أبيتم إلا دينكم , تركناكم عليه , و أعطونا الجزية عن يد
, و أنتم صاغرون .. " .
أخرجه الترمذي و قال : " حديث حسن " و أحمد ( 5/440 و 441 و 444 ) من طرق عن
عطاء بن السائب عنه .
و لقد كان هذا الحديث و نحوه من الأحاديث الموضوعة و الواهية سببا لتبني بعض
الفقهاء من المتقدمين , و غير واحد من العلماء المعاصرين , أحكاما مخالفة
للأحاديث الصحيحة , فالمذهب الحنفي مثلا يرى أن دم المسلمين كدم الذميين ,
فيقتل المسلم بالذمي , و ديته كديته مع ثبوت نقيض ذلك في السنة على ما بينته في
حديث سبق برقم ( 458 ) , و ذكرت هناك من تبناه من العلماء المعاصرين !
و هذا الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه اليوم طالما سمعناه من كثير من
الخطباء و المرشدين يرددونه في خطبهم , يتبجحون به , و يزعمون أن الإسلام سوى
بين الذميين و المسلمين في الحقوق , و هم لا يعلمون أنه حديث باطل لا أصل له عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فأحببت بيان ذلك , حتى لا ينسب إلى النبي
صلى الله عليه وسلم ما لم يقل !
و نحوه ما روى أبو الجنوب قال : قال علي رضي الله عنه :
" من كانت له ذمتنا , فدمه كدمنا , و ديته كديتنا " .
أخرجه الشافعي ( 1429 ) و الدارقطني ( 350 ) و قال :
" و أبو الجنوب ضعيف " .
و أورده صاحب " الهداية " بلفظ :
" إنما بذلوا الجزية , لتكون دماؤهم كدمائنا , و أموالهم كأموالنا " .
و هو مما لا أصل له , كما ذكرته في " إرواء الغليل " ( 1251 ) .
1104 " من أشار في صلاته إشارة تفهم عنه , فليعد لها . يعني الصلاة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/225 ) :
$ منكر $ .
أخرجه أبو داود ( 944 ) و الطحاوي ( 1/263 ) و الدارقطني ( 195 - 196 ) و عنه
البيهقي ( 2/262 ) من طريق محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة بن الأخنس عن أبي
غطفان عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال أبو داود :
" هذا الحديث وهم " . و قال الدارقطني :
" قال لنا ابن أبي داود : أبو غطفان رجل مجهول , و لعل الحديث من قول ابن إسحاق
, و الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يشير في الصلاة , رواه أنس
و جابر و غيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدارقطني : رواه ابن عمر
و عائشة أيضا " .
قلت : أبو غطفان قد وثقه ابن معين و النسائي و ابن حبان , و روى عنه جماعة من
الثقات , و لم يقل فيه مجهول غير ابن أبي داود , فهو ثقة كما قال الحافظ في "
التقريب " .
و إنما علة الحديث ابن إسحاق و هو مدلس و قد عنعنه .
و من الغرائب قول الزيلعي في " نصب الراية " ( 2/90 ) :
" حديث جيد " !
مع أنه حكى عن ابن الجوزي أنه أعله في " التحقيق " بهذه العلة , و التي قبلها
ثم ذكر أنه :
" تعقبه صاحب " التنقيح " في الأولى , دون الأخرى . و أن الإمام أحمد سئل عن
الحديث , فقال : لا يثبت إسناده , ليس بشيء " .
و سلم بذلك الزيلعي و لم يتعقبه بشيء , و لا مجال لذلك .
و هو قد استدل به لما جاء في " الهداية " على المذهب الحنفي :
" و لا يرد السلام بلسانه , و لا بيده لأنه كلام معنى , حتى لو صافح بنية
التسليم تبطل صلاته " .
و هذا مع أنه لا دليل عليه سوى هذا الحديث , و قد تبين ضعفه , فإنه مخالف
للأحاديث الصحيحة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يشير في الصلاة ,
و لذلك فهو حديث منكر , و في كلام ابن أبي داود السابق إشارة إلى ذلك . و لهذا
قال عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " عقبه ( رقم 1370 ) :
" و الصحيح إباحة الإشارة على ما ذكر مسلم و غيره " .
يعني من حديث جابر في رد السلام إشارة , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 859
) و حديث أنس المشار إليه آنفا هو فيه برقم ( 871 ) .
و لا يدل لهذا المذهب حديث أبي داود مرفوعا :
" لا غرار في صلاة و لا تسليم " .
لما ذكرته في تخريجه في " الأحاديث الصحيحة " ( رقم 311 ) , و قد ذكرت فيه حديث
ابن عمر في إشارته صلى الله عليه وسلم في الصلاة , فراجعه إن شئت .
و أما مصافحة المصلي , فهي و إن لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما علمت
, فلا دليل على بطلان الصلاة , لأنها عمل قليل , لا سيما و قد فعلها عبد الله
ابن عباس رضي الله عنه , فقال عطاء بن أبي رباح :
" أن رجلا سلم على ابن عباس , و هو في الصلاة , فأخذ بيده , و صافحه و غمز يده
" .
أخرجه ابن أبي شيبة ( 1/193/2 ) و البيهقي في " سننه " ( 2/259 ) بإسنادين عن
عطاء أحدهما صحيح , و الآخر رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أن فيه عنعنة
حبيب بن أبي ثابت .
و ليس كل عمل في الصلاة يبطلها , فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت :
" جئت و رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في البيت , و الباب عليه مغلق ,
فمشى [ عن يمينه أو يساره ] حتى فتح لي ثم رجع إلى مقامه , و وصفت الباب في
القبلة " .
أخرجه أصحاب السنن و حسنه الترمذي و صححه ابن حبان و عبد الحق في " الأحكام " (
رقم 1374 ) و إسناده حسن كما بينته في " صحيح أبي داود " ( 885 ) .
1105 " إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل , كان الرجل يلقى الرجل فيقول : يا هذا
اتق الله و دع ما تصنع فإنه لا يحل لك , ثم يلقاه من الغد , فلا يمنعه أن يكون
أكيله و شريبه و قعيده , فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض , ثم قال :
*( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى ابن مريم )* إلى قوله
: *( فاسقون )* , ثم قال : كلا والله لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر
و لتأخذن عن المنكر و لتأخذن على يدي الظالم , و لتأطرنه على الحق أطرا ,
و لتقصرنه على الحق قصرا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/227 ) :
$ ضعيف $ .
أخرجه أبو داود ( 4336 ) و الترمذي ( 2/175 ) و ابن ماجه ( 4006 ) و الطحاوي في
" المشكل " ( 2/61 - 62 ) و ابن جرير في " التفسير " ( 6/305 ) و أحمد في "
المسند " ( 1/391 ) من طرق عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن # عبد الله بن
مسعود # به .
و خالف المؤمل بن إسماعيل فقال : حدثنا سفيان قال : حدثنا علي بن بذيمة عن أبي
عبيدة - أظنه عن مسروق - عن عبد الله به نحوه .
أخرجه ابن جرير .
و المؤمل هذا ضعيف لسوء حفظه .
و خالفه عبد الرحمن بن مهدي فقال : حدثنا سفيان عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره هكذا مرسلا . و هو أصح .
أخرجه الترمذي ( 2/175 - 176 ) و ابن جرير و ابن ماجه .
و تابعه سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود به و زاد في آخره :
" أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض , ثم ليلعننكم كما لعنهم " .
أخرجه أبو داود ( 4337 ) و ابن أبي الدنيا في " الأمر بالمعروف " ( ق 53/1 )
و عبد الغني المقدسي فيه ( 85/2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 8/299 ) و البغوي
في " تفسيره " ( 3/206 - 207 ) من طرق عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن
سالم به .
و سالم هذا هو ابن عجلان الأفطس و هو ثقة من رجال البخاري .
و رواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن العلاء بن المسيب عن عبد الله بن عمرو
ابن مرة عن سالم الأفطس به .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3/1248 ) و ابن جرير و كذا ابن أبي حاتم كما في
" تفسير ابن كثير " و ابن أبي الدنيا ( 54/1 - 2 ) و قال أبو داود بعد أن ذكره
معلقا :
" و رواه خالد الطحان عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة " .
قلت : كأنه يشير إلى أن قول المحاربي : " عبد الله بن عمرو بن مرة " وهم . و هو
الظاهر لمخالفته لرواية الجماعة عن العلاء . و المحاربي لا بأس به , و كان يدلس
كما قال أحمد , و قد عنعنه , فلعل الوهم ممن دلسه .
و رواية الطحان التي علقها أبو داود هي التي وصلها البغوي كما سبقت الإشارة إلى
ذلك , أخرجها من طريق أبي يعلى : أنا وهب بن بقية : أنا خالد - يعني ابن
عبد الله الواسطي - عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن
عبد الله بن مسعود . و قد أخرجها أبو يعلى في " مسنده " ( 3/1262 ) بهذا
الإسناد .
و قد خولف وهب بن بقية في هذا الإسناد , فقال أبو جعفر الطحاوي : حدثنا محمد بن
إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي : حدثنا عمرو بن عون الواسطي : حدثنا خالد بن
عبد الله الواسطي عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي موسى قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره بنحوه .
قلت : هكذا في الأصل " عمرو بن مرة عن أبي موسى " . لم يذكر بينهما أبا عبيدة ,
فلا أدري أسقط من الأصل , أم الرواية هكذا وقعت للطحاوي ? ! و غالب الظن الأول
, لأمور :
1 - أن عمرو بن مرة لم يسمع من أبي موسى بل لم يذكروا له رواية عنه , و كان لا
يدلس , فينبغي أن يكون بينهما راو , و ليس هو إلا أبو عبيدة .
2 - أن ابن كثير قال : قال شيخنا الحافظ المزي : " و قد رواه خالد بن عبد الله
الواسطي عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى " .
قلت : و الظاهر أنه يشير إلى هذه الرواية .
3 - أنهم ذكروا لأبي عبيدة رواية عن أبي موسى .
4 - أن الهيثمي أورده في " المجمع " ( 7/269 ) من حديث أبي موسى ثم قال :
" رواه الطبراني , و رجاله رجال الصحيح " .
و غالب الظن أنه عند الطبراني من هذا الوجه الذي ذكره المزي , فإذا كان كذلك ,
و فرضنا أنه كانت الرواية عنده عن عمرو بن مرة عن أبي موسى , لنبه الهيثمي على
انقطاعها , و إن كان يفوته كثير التنبيه على مثله . والله أعلم .
ثم إن إسناد الطحاوي المتقدم رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين غير شيخ الطحاوي
محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي و هو ثقة مأمون كما روى الخطيب في
ترجمته ( 1/392 ) عن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش . مات سنة ست و سبعين و مائتين
<1> .
و على هذا فينبغي أن يكون هذا الإسناد صحيحا , لاتصاله , وثقه رجاله , لولا أنه
قد اختلف في إسناده على العلاء بن المسيب , فرواه عمرو بن عون الواسطي عن خالد
ابن عبد الله عنه هكذا .
و خالفه وهب بن بقية فرواه عن خالد عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن
عبد الله بن مسعود .
و هذه الرواية أولى بالأخذ بها و الاعتماد عليها , لأن وهب بن بقية ثقة أيضا من
رجال مسلم , و روايته موافقة لرواية أبي داود المتقدمة عن العلاء , و هي من
رواية أبي شهاب الحناط و اسمه عبد ربه بن نافع الكتاني من رجال الشيخين .
و من المحتمل أن يكون هذا الاختلاف على العلاء بن المسيب ليس من الرواة عنه ,
بل منه نفسه , لأنه مع كونه ثقة , فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه , حتى قال
الحافظ في " التقريب " :
" ثقة ربما وهم " .
قلت : فمن الممكن أن يكون وهم في قوله في هذا الإسناد : عن عمرو بن مرة [ عن
أبي عبيدة ] عن أبي موسى , و إذا كان قد صح عنه على الوجه الآخر " عن عمرو عن
أبي عبيدة عن ابن مسعود " . فالقلب يطمئن لهذه الرواية دون تلك لموافقتها
لرواية علي بن بذيمة و سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود .
و على ذلك , فإسناد الطحاوي و كذا الطبراني عن أبي موسى يكون شاذا , فلا يكون
صحيحا , و هذا إذا سلم من الانقطاع بين عمرو بن مرة و أبي موسى على ما سبق
بيانه .
و إذا تبين هذا فالمحفوظ في هذا الحديث أنه من رواية أبي عبيدة عن ابن مسعود
فهو على هذا إسناد ضعيف منقطع . قال المنذري في " الترغيب " ( 4/170 ) :
" أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه , و قيل : سمع " .
قلت : و الصواب الأول , فقد قال شعبة عن عمرو بن مرة : سألت أبا عبيدة : هل
تذكر من عبد الله شيئا ? قال : لا . و قال الترمذي : لا يعرف اسمه , و لم يسمع
من أبيه شيئا . و كذلك قال ابن حبان : إنه لم يسمع من أبيه شيئا . و بهذا جزم
الحافظ المزي في " تهذيب التهذيب " , و تبعه الحافظ في " تهذيبه " .
قلت : فقول الترمذي عقب الحديث :
" حديث حسن غريب " .
مما يتعارض مع الانقطاع الذي اعترف به هو نفسه . و ذلك من تساهله الذي عرف به .
و جملة القول أن الحديث مداره على أبي عبيدة , و قد اضطرب الرواة عليه في
إسناده على أربعة وجوه :
الأول : عنه عن أبيه عبد الله بن مسعود .
الثاني : عنه عن مسروق عن ابن مسعود .
الثالث : عنه مرسلا .
الرابع : عنه عن أبي موسى .
و لقد تبين من تحقيقنا السابق أن الصواب من ذلك الوجه الأول , و أنه منقطع فهو
علة الحديث . و به جزم المحقق أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " رقم ( 3713 )
. وبالله التوفيق .
و كان الحامل على كتابة هذا البحث أن بعض الكتاب ادعى في مجلة " الوعي الإسلامي
" العدد الأول من السنة الثانية ( ص 96 ) أن الحديث مما صح عن الرسول صلوات
الله و سلامه عليه . فأحببت أن أتيقن من خطئه فيما قال , فكان من ذلك هذا
المقال . و كتبت إلى المجلة بخلاصة نافعة منه في أشياء أخرى بتاريخ لا يحضرني
منه إلا السنة 1386 هـ , و لكنها لم تنشر . و لله في خلقه شؤون .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] قلت : و لم يعرفه العيني في كتابه " مغاني الأخيار " كما في تلخيصه " كشف
الأستار " , و ليس هو محمد بن إبراهيم المروزي المترجم في " الميزان "
و المتكلم فيه كما توهم المعلق على " الكشف " بل هو آخر , و ترجمته عند الخطيب
أيضا عقب هذا . اهـ .
#1#
1106 " بعث الله جبريل إلى آدم و حواء فقال لهما : ابنيا لي بيتا , خط لهما جبريل ,
فجعل آدم يحفر و حواء تنقل حتى أجابه الماء , ثم نودي من تحته : حسبك يا آدم !
فلما بنياه أوحى الله إليه أن يطوف به , و قيل له : أنت أول الناس , و هذا أول
بيت , ثم تناسخت القرون حتى حجه نوح , ثم تناسخت القرون حتى رفع إبراهيم
القواعد منه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/231 ) :
$ منكر $ .
أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " ( 1/320 ) و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق
" ( 2/321 ) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح قال : حدثنا أبو صالح الجهني قال :
حدثنا ابن لهيعة عن يزيد عن أبي الخير عن # عبد الله بن عمرو بن العاص # قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال البيهقي :
" تفرد به ابن لهيعة مرفوعا " .
قال الحافظ ابن كثير في " السيرة " ( 1/272 ) :
" قلت : و هو ضعيف , و وقفه على عبد الله بن عمرو أقوى و أثبت " .
قلت : هذا يوهم أنه روي عنه موقوفا بإسناد أقوى , مع أنه لم يخرجه هو و لا
البيهقي موقوفا , فالظاهر أنه يعني أن الوقف به أشبه , والله أعلم .
ثم إن فيه علتين أخريين :
الأولى : أبو صالح الجهني هو عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث , قال الحافظ
:
" صدوق كثير الغلط , ثبت في كتابه , و كانت فيه غفلة " .
قلت : فيحتمل أن الغلط منه , فتعصيبه بابن لهيعة ليس بلازم .
الأخرى : يحيى بن عثمان , قال الحافظ :
" صدوق رمي بالتشيع , و لينه بعضهم لكونه حدث من غير أصله " .
1107 " كان يرمي الجمرة في هذا المكان , و يقول كلما رمي بحصاة : الله أكبر , الله
أكبر , اللهم اجعله حجا مبرورا , و ذنبا مغفورا , و عملا مشكورا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/232 ) :
$ ضعيف $ .
أخرجه البيهقي في " سننه " ( 5/129 ) و الخطيب في " تلخيص المتشابه " ( 11/2 )
عن عبد الله بن حكيم المزني : حدثني أبو أسامة قال :
" رأيت سالم بن عبد الله بن عمر استبطن الوادي , ثم رمى الجمرة بسبع حصيات يكبر
مع كل حصاة : الله أكبر , الله أكبر .. فسألته عما صنع فقال : حدثني أبي أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يرمي الجمرة ... " الحديث . و قال البيهقي :
" عبد الله بن حكيم ضعيف " .
قلت : بل هو شر من ذلك , و هو أبو بكر الداهري البصري , قال أحمد و غيره :
" ليس بشيء " .
و قال الجوزجاني :
" كذاب " .
و قال أبو نعيم الأصبهاني :
" روى عن إسماعيل بن أبي خالد و الأعمش الموضوعات " .
و قال العقيلي :
" يحدث بالبواطيل عن الثقات " .
و قد روي بإسناد آخر , و لكنه ضعيف . يرويه ليث بن أبي سليم عن محمد بن
عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود و نحوه , ثم قال :
" هكذا رأيت الذي أنزلت عليه سورة البقرة صنع " .
و ليث ضعيف , و كان اختلط , و شيخه محمد بن عبد الرحمن ثقة , فالآفة من الليث .
و مما يضعف حديثه أن الحديث في " الصحيحين " و غيرهما من طريق أخرى عن
عبد الرحمن بن يزيد دون قوله : " الله أكبر , اللهم اجعله حجا .. إلخ " . و هو
في مختصري لـ " صحيح البخاري " برقم ( 850 ) يسر الله تمام طبعه , بمنه و كرمه
, و قد خرجته في " إرواء الغليل " ( 1724 ) , و قد جاء التكبير وحده في حديث
آخر مخرج من حديث ابن عمر في " الصحيحين " و غيرهما , و هو في " مختصر البخاري
" برقم ( 851 ) و من حديث أم سليمان بن عمرو بن الأحوص و هو مخرج في " صحيح أبي
داود " ( 1715 ) الأمر الذي يؤكد نكارة هذه الزيادة .
1108 " تخرج الدابة , و معها عصى موسى عليه السلام , و خاتم سليمان عليه السلام ,
فتخطم الكافر بالخاتم , و تجلو وجه المؤمن بالعصا , حتى إن أهل الخوان ليجتمعون
على خوان , فيقول هذا : يا مؤمن , و يقول هذا : يا كافر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/233 ) :
$ منكر $ .
أخرجه الطيالسي ( ص 334 ) و أحمد ( 2/295 و 491 ) و الترمذي ( 12/63 - بشرح ابن
العربي ) و ابن ماجه ( 2/1351/4066 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( ق 24/1 ) كلهم
من طريق عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن # أبي هريرة # أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره . و قال الترمذي :
" حديث حسن " .
قلت : كذا قال و فيه علتان :
الأولى : أوس بن خالد , ذكره البخاري في " الضعفاء " . و قال ابن القطان :
" له عن أبي هريرة ثلاثة أحاديث منكرة , و ليس له كبير شيء " .
كذا في " الميزان " .
و في " التقريب " :
" مجهول " .
الأخرى : علي بن زيد و هو ابن جدعان , ضعيف .
1109 " تخرج الدابة [ من ] أجياد , فيبلغ صدرها الركن اليماني و لما يخرج ذنبها بعد
, و هي دابة ذات وبر و قوائم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/234 ) :
$ ضعيف $ .
أخرجه الواحدي في " الوسيط " ( 3/179/1 ) و الحافظ الذهبي في " الميزان " من
طريق فرقد بن الحجاج القرشي قال : سمعت عقبة بن أبي الحسناء اليماني قال : سمعت
أبا هريرة يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , فإن فرقدا في عداد مجهولي الحال , و شيخه عقبة مجهول
العين , و في ترجمته ساق الذهبي الحديث , و قال فيه :
" مجهول , رواه الكناني عن أبي حاتم الرازي . ثم قال أبو حاتم : روى عنه فرقد
ابن الحجاج مجهول . و كذا قال ابن المديني : عقبة مجهول .. قلت : أما فرقد ,
فقد حدث عنه ثلاث ثقات , و ما علمت فيه قدحا " .
قلت : و قد ترجم الاثنين ابن أبي حاتم ( 3/1/309/1724 و 3/2/82/465 ) و قال في
كل منهما عن أبيه :
" شيخ " .
و أما ابن حبان فأوردهما في " الثقات " ( 2/242 و 2/165 ) و قال في الأول منهما
فرقد :
" يخطىء " .
1110 " عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله ( ثلاث مرات ) , ثم قرأ : *( فاجتنبوا الرجس
من الأوثان , و اجتنبواقول الزور حنفاء لله غير مشركين به )* " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/235 ) :
$ ضعيف $ .
أخرجه أبو داود ( 3599 ) و الترمذي ( 2/49 ) و ابن ماجه ( 2372 ) و أحمد (
4/321 ) من طريق محمد بن عبيد : حدثني سفيان - و هو ابن زياد العصفري - عن أبيه
عن حبيب بن النعمان الأسدي عن # خريم بن فاتك # قال :
" صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح , فلما انصرف قام قائما فقال :
... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه علتان : الجهالة , و الاضطراب في سنده .
أما الجهالة , فمن قبل حبيب بن النعمان . قال ابن القطان :
" لا يعرف " .
و مثله الراوي عنه ابن زياد العصفري . قال ابن القطان :
" مجهول " .
و قال الذهبي :
" لا يدرى من هو ? عن مثله ! " يعني حبيبا .
و أما الاضطراب , فإن محمد بن عبيد رواه كما ذكرنا , و خالفه مروان بن معاوية
الفزاري فقال : عن سفيان بن زياد عن فاتك بن فضالة عن أيمن بن خريم " أن النبي
صلى الله عليه وسلم قام خطيبا ... " الحديث .
أخرجه أحمد ( 4/178 و 232 و 322 ) و الترمذي ( 2/48 ) و قال :
" هذا حديث غريب , إنما نعرفه من حديث سفيان بن زياد , و اختلفوا عليه في رواية
هذا الحديث , و لا نعرف لأيمن بن خريم سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم " .
ثم ساقه من الطريق الأولى , ثم قال :
" هذا عندي أصح , و خريم بن فاتك له صحبة " .
قلت : لكن الراوي عنه مجهول , و كذا الذي بعده كما عرفت , فالحديث ضعيف , و قد
أشار إلى ذلك الترمذي بقوله : " حديث غريب " .
( تنبيه ) : قد عرفت مما تقدم أن حبيب بن النعمان و الراوي عنه زياد العصفري
هما من رجال أصحاب السنن حاشا النسائي , و مع ذلك فالأول منهما رمز له الحافظ
في كتابيه " التهذيب " و " التقريب " ثم الخزرجي في " الخلاصة " بـ ( دق )
ففاتهم الرمز له بـ ( ت ) أيضا . و الآخر رمزوا به بـ ( س ) أي النسائي ,
ففاتهم الرمز له بالثلاثة ( د ق ت ) , ثم لا أدري إذا كان الرمز المذكور ( س )
أرادوا به سننه الكبرى أم الصغرى . و الراجح الأول . والله أعلم .
ثم إن محمد بن عبيد الذي رجح روايته الترمذي هو الطنافسي الأحدب ثقة حافظ احتج
به الشيخان , و مثله المخالف له مروان بن معاوية , و ليس فيه علة سوى أنه كان
يدلس أسماء الشيوخ , و شيخه في إسناده فاتك بن فضالة مجهول أيضا !
1111 " لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا , خير له من أن يمتلىء شعرا هجيت به " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/236 ) :
$ باطل بزيادة هجيت به . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 435 ) و ابن عساكر
في " تاريخ دمشق " ( 17/285/2 ) عن النضر بن محرز عن محمد بن المنكدر عن # جابر
ابن عبد الله # عن النبي صلى الله عليه وسلم . و قال العقيلي :
" النضر بن محرز لا يتابع على حديثه , و لا يعرف إلا به , و إنما يعرف هذا
الحديث بالكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس " .
ثم ساق إسناده من طريق محمد بن مروان السدي عن الكلبي به .
قلت : الكلبي هو محمد بن السائب أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" كذبه زائدة و ابن معين و جماعة " .
و محمد بن مروان السدي , قال الذهبي :
" متروك متهم " .
قلت : و قد خولف في إسناده , فرواه إسماعيل بن عياش عن محمد بن السائب عن أبي
صالح قال :
" قيل لعائشة : إن أبا هريرة يقول : لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن
يمتلئ شعرا , فقالت عائشة : يرحم الله أبا هريرة , حفظ أول الحديث و لم يحفظ
آخره , إن المشركين كانوا يهاجون رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : لأن
يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا من مهاجاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم " .
أخرجه الطحاوي ( 2/371 ) فقال : حدثنا يونس قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني
إسماعيل بن عياش به .
قلت : و إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين و هذه منها , فإن ابن
السائب كوفي , و عليه دار الحديث , فهو آفته .
ثم رأيت ابن عدي قد أخرجه في " كامله " ( 345/1 ) من طريق حبان بن علي عن
الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعا مثل حديث جابر دون قصة عائشة و أبي
هريرة .
و حبان بن علي هو العنزي و هو ضعيف كما في " التقريب " .
و بالجملة فهذه الطريق موضوعة , و قد روى ابن عدي عن سفيان قال :
" قال لي الكلبي : كل شيء أحدث عن أبي صالح فهو كذب " <1> .
" و أما طريق جابر , فهي واهية , فإن النضر بن محرز قال فيه ابن حبان :
" منكر الحديث جدا . لا يحتج جدا " .
و من طريقه رواه أبو يعلى في " مسنده " لكن وقع فيه " أحمد بن محرز " . و قال
الحافظ في " اللسان " :
" و أحمد لم أقف له على ترجمة , فلعله من تغيير بعض الرواة , أو ( النضر ) لقبه
" .
و أحمد هذا هو الذي أشار إليه الحافظ بقوله في " الفتح " ( 10/454 ) : بعدما
عزاه لأبي يعلى :
" و فيه راو لا يعرف " .
و زاد عليه الهيثمي فقال في " المجمع " ( 8/120 ) :
" و فيه من لم أعرفهم " .
قلت : و هذا يؤيد ما ذكره الحافظ من احتمال أن اسم أحمد من تغيير بعض الرواة ,
فإن فيمن دونه من لا يعرف أيضا . ثم قال الحافظ :
" فلم تثبت هذه الزيادة " .
قلت : بل هي باطلة قطعا , فإن الحديث في " الصحيحين " من طريق الأعمش عن أبي
صالح عن أبي هريرة مرفوعا بدونها , و في " البخاري " عن ابن عمر , و في " مسلم
" عن سعد بن أبي وقاص و أبي سعيد الخدري , و في " الطحاوي " عن عمر , كلهم لم
يذكر الزيادة في الحديث , فدل على بطلانها .
على أن في سياق الحديث ما يشعر ببطلان هذه الزيادة من حيث المعنى أيضا , فمن
شاء البيان فليرجع إلى تخريجنا للحديث في " السلسلة الصحيحة " رقم ( 336 ) .
( تنبيه ) : ثم قال الحافظ :
" و ذكر السهيلي في " غزوة ودان " عن جامع ابن وهب أنه روى فيه أن عائشة رضي
الله عنها تأولت هذا الحديث على هجي به النبي صلى الله عليه وسلم , و أنكرت على
من حمله على العموم في جميع الشعر . قال السهيلي : فإن قلنا بذلك , فليس في
الحديث إلا عيب امتلاء الجوف منه , فلا يدخل في النهي رواية اليسير على سبيل
الحكاية , و لا الاستشهاد به في اللغة . ثم ذكر استشكال أبي عبيد <2> , و قال :
عائشة أعلم منه " .
و أقول : يقال للسهيلي : أثبت العرش ثم انقش , فإن الحديث عن عائشة لم يثبت فإن
في سنده عند ابن وهب متهما بالكذب بل هو معترف على نفسه بالكذب كما تقدم من
رواية الطحاوي عنه , فلا تغتر بسكوت الحافظ على ما عزاه السهيلي لابن وهب , فإن
الظاهر أنه أعني الحافظ لم يستحضر أن الحديث عند الطحاوي من طريق ابن وهب ,
و هو لما غزاه للطحاوي ذكر أن فيها ابن الكلبي الواهي , فلو أنه استحضر ذلك
لنبه عليه . والله أعلم .
و الذي دعاني لتحقيق القول في الحديث هو أن بعض ذوي الأهواء من نابغة العصر قد
اتخذ رواية ابن وهب هذه حجة على الطعن في أبي هريرة و نسبته إلى سوء الحفظ لأنه
لم يحفظ في حديثه هذه الزيادة , كما حفظته السيدة عائشة بزعمه , و جهل أن
الحديث عليها مكذوب كما عرفت من هذا التحقيق كما جهل أو تجاهل أن أبا هريرة رضي
الله عنه قد تابعه على رواية الحديث كما رواه بدون الزيادة أربعة آخرون من
أفاضل الصحابة كما حققناه في " السلسلة الصحيحة " رقم ( 330 ) و الحمد لله على
توفيقه .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] قال الحافظ في " الفتح " : " و ابن الكلبي واهي الحديث , و أبو صالح شيخه
ما هو الذي يقال له السمان المتفق على تخريج حديثه في " الصحيح " عن أبي هريرة
, بل هذا آخر ضعيف يقال له : باذان " . اهـ .
[2] انظر كلام أبي عبيد الذي أشار إليه في " الفتح " , أو في " الأحاديث
الصحيحة " . اهـ .
#2#
1112 " كان يقلم أظفاره و يقص شاربه يوم الجمعة قبل أن يخرج إلى الصلاة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/239 ) :
$ ضعيف $ .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 50/1 من ترتيبه ) عن عتيق بن يعقوب الزبيري :
حدثنا إبراهيم بن قدامة عن أبي عبد الله الأغر عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال
:
" لم يروه عن الأغر إلا إبراهيم " .
قلت : و من طريقه رواه البزار أيضا من رواية عتيق بن يعقوب و قال :
" إبراهيم ليس بحجة " .
ذكره في " الميزان " و قال :
" و هو خبر منكر " .
و أشار عبد الحق لتضعيف الحديث في " أحكامه " ( 71/2 ) رقم ( 1690 - بتحقيقي )
و رواه أبو الشيخ في " أخلاق النبي " ( 277 ) من هذا الوجه إلا أنه أرسله .
ثم رواه من طريق أبي مصعب حدثني إبراهيم بن قدامة عن عبد الله بن محمد بن حاطب
عن أبيه مرفوعا نحوه .
ثم رواه من حديث ابن عمرو , و فيه محمد بن القاسم الأسدي و هو كذاب عن محمد بن
سليمان المشمولي : نا عبيد الله بن سلمة بن وهرام عن أبيه , و كلهم ضعيف .
ثم رواه من حديث ابن عمر دون ذكر الأظفار .
و فيه الوليد بن مسلم و هو مدلس و قد عنعنه .
نعم صح موقوفا على ابن عمر رضي الله عنه , فقال نافع :
" كان ابن عمر يقلم أظفاره , و يقص شاربه في كل جمعة " .
أخرجه البيهقي ( 2/244 ) و صححه . و استدل به على ضعف ما روي عن ابن عمر مرفوعا
:
( المسلم يوم الجمعة محرم , فإذا صلى فقد حل ) .
و ذكره نحوه عن ابن عباس مرفوعا و قال :
" إنما رويا عنهما بإسنادين ضعيفين لا يحتج بمثلهما " .
1113 " احضروا الجمعة , و ادنوا من الإمام , فإن الرجل ليكون من أهل الجنة فيتأخر عن
الجمعة , فيؤخر عن الجنة و إنه لمن أهلها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/240 ) :
$ منكر بهذا اللفظ $ .
رواه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 70 ) عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة
عن # الحسن بن سمرة بن جندب # مرفوعا . قال الطبراني :
" لم يروه عن قتادة إلا الحكم " .
قلت : و هو ضعيف , و فيه علة أخرى و هي عنعنة الحسن و هو البصري فإنه مدلس .
و فيه مخالفة ثالثة في السند و المتن , و قد بينت ذلك في " الأحاديث الصحيحة "
بلفظ " احضروا الذكر .. " ( 338 ) فأغنى عن الإعادة .
1114 " لعن صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء , و المترجلات من
النساء المتشبهين بالرجال , و المتبتلين من الرجال الذي يقول : لا يتزوج !
و المتبتلات من النساء اللاتي يقلن ذلك , و راكب الفلاة وحده , فاشتد ذلك على
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , حتى استبان ذلك على وجوههم , و قال :
البائت وحده " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/241 ) :
$ ضعيف بهذا التمام $ .
أخرجه أحمد ( 2/287 و 289 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 196 ) عن طيب بن محمد
عن عطاء بن أبي رباح عن # أبي هريرة # قال : فذكره . أورده العقيلي في ترجمة
الطيب هذا و قال :
" يخالف في حديثه " .
و قال الذهبي :
" لا يكاد يعرف , و له ما ينكر " .
ثم ذكر له هذا الحديث .
و قال الحافظ في " التعجيل " :
" ضعفه العقيلي , و قال أبو حاتم : لا يعرف , و وثقه ابن حبان . أخرج البخاري
حديثه ( يعني هذا ) فقال : لا يصح " .
و ما نقله الحافظ عن البخاري هو في " التاريخ الكبير " له ( 2/2/362 ) .
و مما سبق تعلم أن قول المنذري في " الترغيب " ( 3/106 ) :
" رواه أحمد , و رجاله رجال الصحيح , إلا طيب بن محمد , و فيه مقال , و الحديث
حسن " .
أنه بعيد عن شهادة أئمة الجرح و التعديل في الطيب هذا و في حديثه , و لذلك
خرجته .
1115 " ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة , ألا يا رب نفس
جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم القيامة , ألا رب مكرم لنفسه و هو لها
مهين , ألا رب مهين لنفسه و هو لها مكرم , ألا يا رب متخوض و متنعم فيما أفاء
الله على رسوله ما له عند الله من خلاق , ألا و إن عمل النار سهل بسهوة , ألا
رب شهوة ساعة , أورثت حزنا طويلا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/242 ) :
$ موضوع $ .
رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( 3/142/1 ) : حدثنا أبو عتبة : حدثنا بقية
: حدثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن # ابن البجير # و كان
من أصحاب رسول الله قال :
أصاب يوما النبي صلى الله عليه وسلم الجوع فوضع على بطنه حجر ثم قال : فذكره .
و رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 25 - 26 ) من طريق إسحاق بن راهويه أنبأ
بقية بن الوليد حدثني سعيد بن سنان به , و القضاعي ( ق 114/2 ) من طريق ثالثة
عن بقية به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا بل موضوع , آفته سعيد بن سنان هذا , و هو أبو مهدي
الحمصي , قال الذهبي في " الضعفاء " : " هالك " . و قال الحافظ :
" متروك , و رماه الدارقطني و غيره بالوضع " .
و روى أحمد ( 1/327 ) و القضاعي جملة النار في حديث لابن عباس , فيه نوح بن
جعونة و هو متهم . انظر اللسان ( 6/172 ) .
1116 " نهانا ( يعني أهل فارس ) أن ننكح نساء العرب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/242 ) :
$ ضعيف جدا $ .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/163/2 ) عن الهيثم بن محفوظ السعدي : نا أبو
إسرائيل عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن عبد الرحمن بن يعلى عن # سلمان
الفارسي # قال : فذكره و قال :
" لم يروه عن ابن أبي يعلى إلا الشعبي و لا عنه إلا السري و لا عنه إلا أبو
إسرائيل تفرد به الهيثم " .
قلت : قال الذهبي :
" لا يدرى من هو " .
و السري بن إسماعيل ضعيف جدا كما قال الساجي , و قال النسائي :
" متروك الحديث " . و كذا قال أبو داود , و به أعله الهيثمي في " المجمع " (
4/275 ) .
و قد روي من طريق أخرى , يرويه شريك بن عبد الله عن أبي إسحاق عن الحارث عن
سلمان فقال :
" نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتقدم إمامكم , أو ننكح نساءكم " .
أخرجه البيهقي ( 7/134 ) و قال :
" و روي ذلك من وجه آخر ضعيف عن سلمان " .
قلت : كأنه يشير إلى الطريق الأولى .
و الحارث هو الأعور , و هو متروك أيضا .
و شريك ضعيف لسوء حفظه و قد خولف في إسناده , فرواه جماعة من الثقات عن أبي
إسحاق بإسناد آخر موقوفا .
أخرجه البيهقي و غيره , و قال البيهقي :
" هذا هو المحفوظ : موقوف " .
قلت : و مداره على أبي إسحاق و هو السبيعي و هو مدلس و كان اختلط , و قد تكلمت
على حديثه هذا الموقوف في " الإرواء " ( 1632 ) بما يكفي .
1117 " أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/243 ) :
$ ضعيف $ .
رواه النسائي في " عشرة النساء " ( 2/99/1 ) و ابن أبي شيبة ( 7/19/2 )
و الحاكم ( 2/178 ) و البيهقي ( 7/235 ) و أحمد ( 6/82 و 145 ) من طريق ابن
سخبرة عن القاسم بن محمد عن # عائشة # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره
. إلا أن الحاكم و البيهقي قالا :
" صداقا " . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت : كذا قالا , و ابن سخبرة ليس من رجال مسلم و لا أحد من أصحاب الستة غير
النسائي , قال الذهبي نفسه :
" لا يعرف , و يقال : هو عيسى بن ميمون " . و نحوه في " التهذيب " و " التقريب
" .
و قال ابن أبي حاتم في " الجرح " ( 3/287/1 ) في ترجمة عيسى بن ميمون :
" روى عن القاسم بن محمد , روى عنه حماد بن سلمة , فسماه ابن سخبرة " .
ثم روى عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال : استعديت على عيسى بن ميمون في هذه
الأحاديث عن القاسم بن محمد في النكاح و غيره فقال : لا أعوذ . و قال ابن معين
: عيسى بن ميمون صاحب القاسم عن عائشة , ليس بشيء . و قال أبي : هو متروك
الحديث .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4/255 ) :
" رواه أحمد و البزار , و فيه ابن سخبرة , يقال : اسمه عيسى بن ميمون , و هو
متروك " .
قلت : لكن وقع مسمى في رواية الحاكم فقال : " عمر بن طفيل بن سخبرة المدني " .
و من طريق الحاكم رواه البيهقي , لكن وقع عنده " عمرو " بالواو , و سواء كان "
عمر " أو " عمرا " فلم أجد من ذكره , فتصحيحه على شرط مسلم وهم , لأنه غير
معروف كما تقدم عن الذهبي , فإن كان هو عيسى بن ميمون المدني كما جزم ابن أبي
حاتم فهو واه جدا .
و منه يعلم أن قول الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4/131 - طبع لجنة نشر
الثقافة الإسلامية ) بعدما عزاه لأحمد و البيهقي :
" و إسناده جيد " , غير جيد .
و بعد كتابة ما تقدم رأيت الحديث قد أخرجه أبو مسعود أحمد بن الفرات في "
أحاديثه ( ق 39/1 ) عن ابن سخبرة و سماه " الطفيل " . و كذلك رواه مسمى الخطيب
في " الموضح " ( 1/174 ) من طرق عن الطفيل . و رواه هو و القضاعي في " مسند
الشهاب " ( 2/2 /2 ) من طريق عيسى بن ميمون عن القاسم به . و تابعه عند الخطيب
موسى بن تليدان . و لم أعرفه , و أما تسميته ابن سخبرة بـ " الطفيل " فهو خطأ
بين لأن الطفيل بن سخبرة صحابي و هو أخو عائشة لأمها .
و يغني عن هذا الحديث حديث عائشة الآخر بلفظ :
" إن من يمن المرأة تيسير خطبتها و تيسير صداقها , و تيسير رحمها " .
أخرجه ابن حبان و الحاكم و غيرهما بسند حسن كما بينته في " الإرواء " ( 1986 )
.
1118 " أعظم نساء أمتي بركة أصبحهن وجها و أقلهن مهرا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/245 ) :
$ باطل $ .
رواه الواحدي في " الوسيط " ( 2/115/2 ) عن محمد بن سليمان بن أبي كريمة حدثنا
هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا .
قلت : و هذا سند واه جدا , ابن سليمان هذا قال العقيلي :
" حدث عن هشام ببواطيل لا أصل لها , منها هذا الحديث " .
قلت : يعني حديثا رواه بهذا السند تقدم برقم ( 434 ) .
و الحديث قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4/130 - طبع لجنة نشر الثقافة
الإسلامية ) :
" رواه أبو عمر النوقاني في " كتاب معاشرة الأهلين " , و صححه " .
قلت : فلينظر إذا كان عنده من هذا الوجه كما أظن أو من غيره , و هو بعيد , فقد
أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1/410/1228 ) بإسناده عن ابن أبي كريمة به .
و قال :
" قال أبي : هذا حديث باطل , و ابن أبي كريمة ضعيف الحديث " .
1119 " خصلتان لا يجتمعان في مؤمن , البخل و سوء الخلق " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/245 ) :
$ ضعيف $ .
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 282 ) و الترمذي ( 1/355 ) و أبو سعيد
ابن الأعرابي في " معجمه " ( 109/2 ) و الدولابي ( 2/125 ) و القضاعي ( 24/1 )
عن صدقة بن موسى عن مالك بن دينار عن عبد الله بن غالب عن # أبي سعيد الخدري #
مرفوعا . و قال الترمذي :
" حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صدقة بن موسى " .
قلت : و هو ضعيف لسوء حفظه , قال المناوي في " الفيض " :
" قال الذهبي : و صدقة ضعيف , ضعفه ابن معين و غيره , و قال المنذري : ضعيف " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق له أوهام " .
( تنبيه ) : كل من ذكرنا أخرج الحديث باللفظ المذكور , و قد ذكره السيوطي في
موضعين من " الجامع " الأول بهذا اللفظ من رواية البخاري و الترمذي , و الآخر
من رواية سمويه بلفظ : " لا تجتمع خصلتان في مؤمن : البخل و الكذب " . و لم أقف
على إسناده , و غالب الظن أنه كهذا لا يصح . والله أعلم .
1120 " كان جالسا يوما , فأقبل أبوه من الرضاعة , فوضع له بعض ثوبه , فقعد عليه , ثم
أقبلت أمه , فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر , فجلست عليه , ثم أقبل أخوه من
الرضاعة , فقام له رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأجلسه بين يديه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/246 ) :
$ ضعيف $ .
أخرجه أبو داود في " السنن " ( 5145 ) : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني : حدثنا
ابن وهب قال : حدثني عمرو بن الحارث أن # عمر بن السائب # حدثه أنه بلغه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا .. فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , و له علل :
الأولى : جهالة المبلغ لعمر بن السائب , و يحتمل أن يكون صحابيا , و يحتمل أن
يكون تابعيا , و مع الاحتمال يسقط الاستدلال , لأنه على الاحتمال الثاني ,
يحتمل أن يكون التابعي الذي لم يسم ثقة , و يحتمل غير ذلك , و لهذا لا يحتج
علماء الحديث بالمرسل , كما هو مقرر في علم المصطلح . و الاحتمال الثاني أرجح
من الأول لأن عمر بن السائب , أورده ابن حبان في " أتباع التابعين " من " كتاب
الثقات " ( 2/197 ) و قال :
" يروي عن القاسم بن أبي القاسم و المدنيين . روى عنه عمرو بن الحارث " .
و ذكر الحافظ في " التقريب " أنه من الطبقة السادسة و هي طبقة الذين لم يثبت
لهم لقاء أحد من الصحابة .
و على هذا فالحديث معضل .
الثانية : أن عمر بن السائب نفسه , لم تثبت عندي عدالته , فإنه لم يوثقه أحد
غير ابن حبان , و تساهله في التوثيق معروف , و قد أورده ابن أبي حاتم في "
الجرح و التعديل " ( 3/1/114 ) و لم يحك فيه توثيقا , فهو في حكم المستورين ,
و أما الحافظ فقال من عنده أنه : " صدوق " .
ثم بدا لي أنه لعل ذلك لأنه روى عنه أيضا الليث بن سعد و ابن لهيعة و أسامة بن
زيد .
الثالثة : أحمد بن سعيد الهمداني , مختلف فيه , فوثقه ابن حبان و العجلي ,
و ضعفه النسائي , و قال الذهبي في " الميزان " :
" لا بأس به , تفرد بحديث الغار , قال النسائي : غير قوي " .
قلت : و خلاصة القول أن الحديث ضعيف لا يحتج به .
و إن ما حملني على الكشف عن حال هذا الحديث أنني رأيت نشرة لأحد مشايخ ( إدلب )
بعنوان : " قيام الرجل للقادم عليه جائز " , ذكر فيها اختلاف العلماء في هذه
المسألة , و مال هو إلى القول بالجواز و استدل على ذلك بأحاديث بعضها صحيح لا
دليل فيه , كحديث : " قوموا إلى سيدكم " , و بعضها لا يصح كهذا الحديث , و قد
أورده من رواية أبي داود , دون أن يعلم ما فيه من الضعف , و هذا أحسن الظن به !
و لذلك قمت بواجب بيانه , نصحا للأمة , و شفقة أن يغتر أحد به .
و نحن و إن كنا لا نقول بتحريم هذا القيام الذي اعتاده الناس اليوم , و الذي
حكى الخلاف فيه الشيخ المشار إليه نفسه - لعدم وجود دليل التحريم - فإننا ندعو
الناس جميعا , و في مقدمتهم أهل العلم و الفضل أن يقتدوا بالنبي صلى الله عليه
وسلم في موقفه من هذا القيام , فإذا كان أحبه صلى الله عليه وسلم لنفسه ,
فليحبوه لأنفسهم , و إن كان كرهه لنفسه المعصومة عن وسوسة الشيطان و حبائله ,
فعليهم أن يكرهوه لأنفسهم من باب أولى - كما يقول الفقهاء - لأنها غير معصومة
من وساوس الشيطان و حبائله , فما هو موقفه صلى الله عليه وسلم من القيام
المذكور ? الجواب :
قال أنس رضي الله عنه : " ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه
وسلم رؤية , و كانوا لا يقومون له , لما يعلمون من كراهيته لذلك " أخرجه
البخاري في " الأدب المفرد " و الترمذي بإسناد صحيح على شرط مسلم , و قال
الترمذي : " حديث حسن صحيح " , و بوب له بقوله :
" باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل " .
فمن كان صادقا في بحثه العلمي لهذه المسألة , مخلصا فيه , لا يريد منه إرضاء
الناس , و لا إقرارهم على ما اعتادوه مع مشايخهم على خلاف سنة الصحابة مع نبيهم
, - و لعل الشيخ منهم - فليحيي هذه السنة التي أماتها أهل العلم فضلا عن غيرهم
, و ليتبع النبي صلى الله عليه وسلم في كراهته لهذا القيام , و علامة ذلك أن لا
يغضب إذا دخل مجلسا لم يقم له أهله , بل إذا قاموا له حسب العادة , و على خلاف
سنته صلى الله عليه وسلم تلطف معهم , و شكرهم على حسن نيتهم , و علمهم ما كان
خافيا من سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم , و بذلك تحيا السنن و تموت البدع ,
و تطيب النفوس و يذهب التباغض و التقاطع . و من عجيب أمر ذلك الشيخ , أنه مع
حكايته الخلاف في هذه المسألة و أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره القيام
له من أصحابه , و أن من الورع ترك القيام , ذكر الشيخ هذا كله , و مع ذلك فإنه
في آخر النشرة , يسمي ترك هذا القيام بدعة ! و ينبز الدعاة إليه بـ " المبتدعين
" , مع أنهم لا يزيدون على القول بكراهته , لكراهة النبي صلى الله عليه وسلم
إياه باعتراف الشيخ .
نعم إن الشيخ - تبعا لغيره - يعلل كراهته صلى الله عليه وسلم لذلك بقوله : "
لتواضعه صلى الله عليه وسلم " . و نحن و إن كنا لا نجد هذا التعليل منصوصا عليه
في الحديث , فيحتمل أن تكون الكراهة المذكورة لذلك , و أن تكون لما فيه من
التشبه بالأعاجم , و يحتمل أن يكون لمجموع الأمرين , و لغيرهما , مع ذلك فإننا
نتخذ هذا التعليل من الشيخ حجة عليه و على أمثاله , فنقول :
كره رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام له تواضعا منه , فهل يكرهه الشيخ أيضا
تواضعا منه ? ! و هل يرى هذا التواضع حسنا ينبغي الاقتداء به , و حمل الناس
عليه , و خاصة أهل العلم ? فإن كان الجواب نعم , فقد عاد إلى الصواب , و وافقنا
عليه , و إن قال : ليس بحسن , فنسأل المفتي عن حكم من يستقبح فعله صلى الله
عليه وسلم و تواضعه ? أيبقى على إسلامه , أم يمرق من الدين كما يمرق السهم من
الرمية , و يحبط عمله , و هو في الآخرة من الخاسرين ?
و من جهله أنه ذكر في النشرة المشار إليها أن الزهري أتى إلى الإمام أحمد يسلم
عليه , فلما رآه الإمام أحمد وثب إليه قائما و أكرمه . و لا يدري المسكين أن
الإمام أحمد لم يدرك الزهري , و أن بين وفاتيهما نحو قرن و ربع القرن !
و من ذلك أنه لما ذكر دليل القائلين بعدم استحباب القيام معترضين على القائلين
به للحديث المتقدم " قوموا إلى سيدكم " , ألا و هو قوله صلى الله عليه وسلم : "
قوموا إلى سيدكم فأنزلوه " . لم يزد في الجواب عليه على قوله : " لكن يؤيد كون
القيام له لا لنزوله آخر هذا الحديث و هو : و كان رجال من بني عبد الأشهل
يقولون : قمنا له على أرجلنا صفين , يحييه كل رجل منا حتى انتهى إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم كما في السيرة الشامية " .
قلت : و هذا منتهى الجهل باللغة و الحديث , و قلة الأدب مع النبي صلى الله عليه
وسلم الذي يعرض صاحبه للكفر و العياذ بالله تعالى . و إلا فقل لي بربك : كيف
نوفق بين قوله صلى الله عليه وسلم : " قوموا إلى سيدكم فأنزلوه " , و بين قول
هذا المسكين مستدركا على النبي الكريم : أن القيام لم يكن لنزوله ! ?
و آخر الحديث الذي زعم ليس له أصل في شيء من كتب السنة التي تروي الأحاديث
بالأسانيد التي بها يمكن معرفة ما يصح منها مما لا يصح .
فتأمل صنيع هذا الشيخ الذي نصب نفسه لمعاداة أهل الحديث و أنصار السنة , و الرد
عليهم بمثل هذا الجهل , و تذكر قول من قال :
طبيب يداوي الناس و هو مريض .
1121 " ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/249 ) :
$ ضعيف $ .
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1/1/422 ) و الترمذي ( 1/354 ) و الحاكم (
4/263 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 46/1 ) و العقيلي في "
الضعفاء " ( ص 315 ) و ابن الضريس في " أحاديث مسلم بن إبراهيم الفراهيدي " ( ق
6/1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 105/2 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2/166
) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 13/226/2 و 17/198/2 ) كلهم من طريق عامر بن
أبي عامر الخزاز , حدثنا أيوب بن موسى عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره . و ضعفه الترمذي بقوله :
" حديث غريب , لا نعرفه إلا من حديث عامر بن أبي عامر الخزاز , و هو عامر بن
صالح رستم الخزاز , و أيوب بن موسى هو ابن عمرو بن سعيد بن العاصي , و هذا عندي
حديث مرسل " .
و قال البخاري عقب الحديث :
" مرسل , و لم يصح سماع جده من النبي صلى الله عليه وسلم " .
و أما الحاكم , فقال :
" صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : بل مرسل ضعيف , ففي إسناده عامر بن صالح الخزاز واه " .
و قال العقيلي :
" عامر بن صالح بن رستم , لا يتابع على حديثه , و لا يعرف إلا به , رأيت في
كتاب محمد بن وارة - أخرجه إلي ابنه بـ ( الري ) - سألت أبا الوليد عن عامر بن
أبي عامر الخزاز فقال : كتبت عنه حديث أيوب بن موسى عن أبيه عن جده ( قلت :
فذكر الحديث هذا ) , فبينما نحن عنده يوما إذ قال : حدثنا عطاء بن أبي رباح ,
أو : سمعت عطاء بن أبي رباح , و سئل عن كذا و كذا , فقلت : في سنة كم ? قال :
في أربع و عشرين , قلنا : فإن عطاء توفي في سنة بضع عشرة " .
قلت : و يتلخص مما تقدم , أن للحديث علتين :
الأولى : ضعف عامر بن صالح الخزاز , و في " التقريب " :
" صدوق , سيىء الحفظ , أفرط فيه ابن حبان فقال : يضع " .
الثانية : الإرسال . و بيانه أنه من رواية أيوب بن موسى , عن أبيه عن جده
مرفوعا . و جد أيوب هو عمرو بن سعيد بن العاصي كما تقدم في كلام الترمذي ,
و عمرو هذا تابعي , قال الحافظ :
" وهم من زعم أن له صحبة , و إنما لأبيه رؤية , و كان عمرو مسرفا على نفسه " .
يعني بخروجه على عبد الملك بن مروان ينازعه الخلافة , فاحتال عليه عبد الملك
فقتله .
قلت : و للحديث علة ثالثة , و هي جهالة موسى بن عمرو بن سعيد , قال الذهبي :
" ما حدث عنه سوى ولده أيوب بن موسى " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مستور " .
قلت : و روي الحديث عن ابن عمر و أبي هريرة بإسنادين واهيين .
أما حديث ابن عمر فيرويه محمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري نا محمد بن موسى
السعدي عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه به .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/194/2 /2 ) و ابن عدي في " الكامل " (
362/2 ) و قال :
" هو بهذا الإسناد منكر , محمد بن موسى منكر الحديث , و ليس بذاك المعروف ,
و لم أر أحدا يحدث عنه غير محمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري " .
قلت : و عمرو بن دينار ليس هو المكي الثقة , بل الأعور البصري قهرمان آل الزبير
ضعيف أيضا .
و أما حديث أبي هريرة , فيرويه مهدي بن هلال حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن
سيرين عن أبي هريرة مرفوعا به .
أخرجه العقيلي ( 425 ) و قال :
" ليس بالمحفوظ من حديث هشام بن حسان , و إنما يعرف من رواية عامر بن أبي عامر
الخزاز عن أيوب بن موسى عن أبيه عن جده و فيه أيضا مقال " .
قلت : و مهدي هذا كذبه يحيى بن سعيد و ابن معين .
1122 " أنا و امرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة ( و أومأ يزيد بن زريع بالوسطى
و السبابة ) : امرأة آمت من زوجها ذات منصب و جمال , حبست نفسها على يتاماها ,
حتى بانوا أو ماتوا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/251 ) :
$ ضعيف $ .
أخرجه أبو داود ( 5149 ) و أحمد ( 6/29 ) من طريق النهاس بن قهم قال : حدثني
شداد أبو عمار عن # عوف بن مالك # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , علته النهاس هذا قال الحافظ :
" ضعيف " .
1123 " الإسلام يزيد و لا ينقص " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/252 ) :
$ ضعيف $ .
أخرجه أبو داود ( 2913 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 954 بتحقيقي ) و الحاكم
( 4/345 ) و البيهقي ( 6/294 ) و الطيالسي ( 568 ) و أحمد ( 5/230 و 236 )
و الجوزقاني في " الأباطيل " ( 2/157 ) من طريق شعبة حدثني عمرو بن أبي حكيم عن
عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود قال :
" أتي # معاذ # بيهودي وارثه مسلم , فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول أو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , فورثه " .
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : لكنه معلول بالانقطاع , فقد أخرجه أبو داود من طريق عبد الوارث عن عمرو
ابن أبي حكيم الواسطي : حدثنا عبد الله بن بريدة أن أخوين اختصما إلى يحيى بن
يعمر : يهودي و مسلم , فورث المسلم منهما , و قال : حدثني أبو الأسود أن رجلا
حدثه أن معاذا حدثه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره ,
فورث المسلم .
فهذا يدل على أن أبا الأسود لم يسمعه من معاذ , بينهما رجل لم يسم , فهو مجهول
, فهو علة الحديث , و به أعله البيهقي , فقال بعد أن ساقه من طريق أبي داود :
" و هذا رجل مجهول , فهو منقطع " .
و قال الحافظ في " الفتح " ( 12/43 ) بعدما ذكر تصحيح الحاكم له :
" و تعقب بالانقطاع بين أبي الأسود و معاذ , و لكن سماعه منه ممكن , و قد زعم
الجوزقاني أنه باطل , و هي مجازفة " .
قلت : الذي يبدو لي أن حكم الجوزقاني عليه بأنه باطل , إنما هو باعتبار ما فيه
من توريث المسلم من اليهودي الكافر , فإن الأحاديث الصحيحة على خلاف ذلك كقوله
صلى الله عليه وسلم : " لا يتوارث أهل ملتين شتى " , و هو مخرج مع غيره مما في
معناه في كتابي " إرواء الغليل " ( 1673 ) .
ثم رأيت الحديث قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الجوزقاني بإسناد
آخر له عن يحيى بن يعمر به و أعله بأن فيه محمد بن مهاجر , و هو المتهم به
فظننت أن الجوزقاني حكم عليه بالبطلان بالنظر إلى هذه الطريق , و لذلك تعقبه
السيوطي في " اللآليء " ( 2/442 ) بأن ابن المهاجر بريء منه . ثم ساق بعض الطرق
المتقدمة , و لم يعزه لأبي داود , و ذهل عن العلة الحقيقية في هذا الحديث ,
و هو ما نبه عليه البيهقي ثم العسقلاني . والله أعلم .
و الحديث عزاه الشيخ المنتصر الكتاني في كتابه " نصوص حديثية " لأبي داود
بزيادة : " الإسلام يعلو و لا يعلى , و يزيد و لا ينقص " . و هي زيادة لا أصل
لها عند أبي داود و لا عند غيره ممن أخرج الحديث , اللهم إلا عند بحشل في "
تاريخ واسط " فإنه أخرج الحديث من طريق عمران بن أبان عن شعبة به بلفظ : "
الإيمان يعلو و لا يعلى " بدل " يزيد و لا ينقص " , و ابن أبان ضعيف . و هو
بهذا اللفظ حسن لمجيئه من طرق كما بينته في " الإرواء " , رقم ( 1255 ) .
و الحديث جزم المناوي بضعفه .
1124 " كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة , و من الرجال علي "
.
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/253 ) :
$ باطل $ .
أخرجه الترمذي ( 2/319 ) و الحاكم ( 3/155 ) من طريق جعفر بن زياد الأحمر عن
عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن # بريدة # عن أبيه قال : فذكره . و قال
الترمذي :
" هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه " .
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي !!
قلت : عبد الله بن عطاء , قال الذهبي نفسه في " الضعفاء " :
" قال النسائي : ليس بالقوي " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يخطىء و يدلس " .
قلت : و قد عنعن إسناد هذا الحديث , فلا يحتج به لو كان ثقة , فكيف و هو صدوق
يخطىء ? !
ثم إن الراوي عنه جعفر بن زياد الأحمر , مختلف فيه , و قد أورده الذهبي أيضا في
" الضعفاء " و قال :
" ثقة ينفرد , قال ابن حبان : في القلب منه ! ! " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يتشيع " .
قلت : فمثله لا يطمئن القلب لحديثه , لا سيما و هو في فضل علي رضي الله عنه !
فإن من المعلوم غلو الشيعة فيه , و إكثارهم الحديث في مناقبه مما لم يثبت !
و إنما حكمت على الحديث بالبطلان من حيث المعنى لأنه مخالف لما ثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم في أحب النساء و الرجال إليه كما يأتي .
و قد روي الحديث عن عائشة رضي الله عنه , و هو باطل عنها أيضا , يرويه جميع ابن
عمير التيمي قال :
" دخلت مع عمتي ( و في رواية : أمي ) على عائشة , فسئلت : أي الناس كان أحب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قالت : فاطمة , فقيل : من الرجال ? قالت :
زوجها " . أخرجه الترمذي ( 2/320 ) و الحاكم ( 3/154 ) من طريقين عن جميع به
و السياق للترمذي و قال :
" حديث حسن غريب " . و قال الحاكم - و الرواية الأخرى له - :
" صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي فأحسن :
" قلت : جميع متهم , و لم تقل عائشة هذا أصلا " .
و يؤيد قوله شيئان :
الأول : أنه ثبت عن عائشة خلافه , فقال الإمام أحمد ( 6/241 ) : حدثنا
عبد الواحد الحداد عن كهمس عن عبد الله بن شقيق , قال : قلت لعائشة : أي الناس
كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قالت : عائشة , قلت : فمن الرجال ?
قالت : أبوها " .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح .
و الآخر : أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه , من رواية عمرو بن العاص
قال :
" أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أي الناس أحب إليك ? قال : عائشة ,
قلت : من الرجال ? قال : أبوها , ثم من ? قال : عمر . فعد رجالا " .
أخرجه الشيخان و أحمد ( 4/203 ) .
و له شاهد من حديث أنس قال :
" قيل : يا رسول الله , أي الناس ... " دون قوله : " ثم من ... " .
أخرجه ابن ماجه ( 101 ) و الحاكم ( 4/12 ) و قال :
" صحيح على شرط الشيخين " . و هو كما قال :
" و شاهد آخر , فقال الطيالسي ( 1613 ) : حدثنا زمعة قال : سمعت أم سلمة الصرخة
على عائشة , فأرسلت جاريتها : انظري ما صنعت , فجاءت فقالت : قد قضت , فقالت :
يرحمها الله , والذي نفسي بيده , قد كانت أحب الناس كلهم إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم , إلا أباها " .
قلت : و هذا الإسناد لا بأس به في الشواهد .
قلت : و كون أبي بكر رضي الله عنه أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم هو
الموافق لكونه أفضل الخلفاء الراشدين عند أهل السنة , بل هو الذي شهد به علي
نفسه رضي الله عنه , برواية أعرف الناس به ألا و هو ابنه محمد بن الحنفيه قال :
" قلت لأبي : أي الناس خير بعد النبي صلى الله عليه وسلم ? قال : أبو بكر , قلت
: ثم من ? قال : ثم عمر .. " الحديث .
أخرجه البخاري ( 2/422 ) .
فثبت بما قدمنا من النصوص بطلان هذا الحديث . والله المستعان .
( فائدة ) : و أما ما روى الحاكم ( 3/155 ) , قال :
" حدثنا مكرم بن أحمد القاضي : حدثنا أحمد بن يوسف الهمداني : حدثنا عبد المؤمن
ابن علي الزعفراني : حدثنا عبد السلام بن حرب عن عبيد الله بن عمر عن زيد بن
أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه , أنه دخل على فاطمة بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم , فقال : يا فاطمة والله ما رأيت أحدا أحب إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم منك , والله ما كان أحد من الناس بعد أبيك صلى الله عليه وسلم أحب
إلي منك " . و قال :
" صحيح الإسناد على شرط الشيخين " . و قال الذهبي :
" قلت : غريب عجيب " .
فأقول : أما أنه على شرط الشيخين , فوهم لا شك فيه , لأن من دون عبد السلام بن
حرب لم يخرجا لهم , و عبد السلام بن حرب ليس من شيوخهما .
و أما أنه صحيح , ففيه نظر , و العلة عندي تتردد بين عبد السلام , و عبد المؤمن
فالأول , و إن كان من رجال الشيخين , فقد اختلفوا فيه , و وثقه الأكثرون ,
و قال الحافظ :
" ثقة حافظ , له مناكير " .
و أما عبد المؤمن , فلم أر من وثقه توثيقا صريحا , و غاية ما ذكر فيه ابن أبي
حاتم ( 3/1/66 ) أن الإمام مسلما قال :
" سألت أبا كريب عن عبد المؤمن بن علي الرازي فأثنى عليه , و قال : لولا
عبد المؤمن من أين كان يسمع أبو غسان النهدي من عبد السلام بن حرب ? " .
والله أعلم .
1125 " كان من دعاء داود يقول : اللهم إني أسألك حبك , و حب من يحبك , و العمل الذي
يبلغني حبك , اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي و أهلي , و من الماء البارد ,
و كان إذا ذكر داود يحدث عنه قال : كان أعبد البشر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/256 ) :
$ ضعيف $ .
أخرجه الترمذي ( 2/433 ) و الحاكم ( 2/433 ) و ابن عساكر ( 5/352/2 ) من طريق
محمد بن سعد الأنصاري عن عبد الله بن ربيعة الدمشقي - و قال الحاكم : عبد الله
ابن يزيد الدمشقي , و قال ابن عساكر : عبد الله بن ربيعة بن يزيد الدمشقي -
حدثني عائذ الله أبو إدريس الخولاني عن # أبي الدرداء # , قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " .
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : بل عبد الله هذا قال أحمد : أحاديثه موضوعة " .
و أقول : جرى الذهبي على ظاهر ما وقع في " المستدرك " عبد الله بن يزيد الدمشقي
, فظن أنه عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي , فهو الذي قال فيه أحمد ما سبق ,
و رواية الترمذي و ابن عساكر تدلان أنه ليس هو لأن اسم أبيه ربيعة , و اسم جده
يزيد , فهو غيره , و لهذا قال فيه الحافظ :
" مجهول " . والله أعلم .
لكن قوله في داود : " كان أعبد البشر " له شاهد من حديث ابن عمرو , رواه مسلم ,
و قد خرجته في " الصحيحة " ( 707 ) .
1126 " يا ابن عمر ! دينك دينك , إنما هو لحمك و دمك , فانظر عمن تأخذ , خذ عن الذين
استقاموا , و لا تأخذ عن الذين مالوا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/257 ) :
$ ضعيف $ .
أخرجه الخطيب في " الكفاية " ( ص 121 ) من طريقين عن المبارك مولى إبراهيم بن
هشام المرابطي قال : حدثنا العطاف بن خالد عن نافع عن # ابن عمر # عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , العطاف هذا مختلف فيه , و قد أورده الذهبي في "
الضعفاء " و قال :
" وثقه أحمد و غيره , و قال أبو حاتم : ليس بذاك " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يهم " .
و المبارك مولى إبراهيم بن هشام المرابطي لم أجد له ترجمة .
1127 " كان إذا أتي بطعام أكل مما يليه , و إذا أتي بالتمر جالت يده " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/258 ) :
$ موضوع $ .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 315/2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 11/95 ) من
طريق عبيد بن القاسم حدثنا هشام عن عروة عن أبيه عن # عائشة # قالت : كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكره .
أورده في ترجمة عبيد هذا و روى عن ابن معين أنه ليس بثقة . و في رواية :
" كان كذابا خبيثا " . و عن أبي علي صالح بن محمد :
" كذاب كان يضع الحديث " . و عن أبي داود :
" كان يضع الحديث " .
و قد مضى الحديث مع بسط الكلام عليه برقم ( 909 ) , و الغرض من إيراده الآن
إنما هو ذكر شاهد له من قوله صلى الله عليه وسلم , لبيان ضعفه أيضا يرويه
العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية أبو الهذيل : حدثنا عبيد الله بن
عكراش عن أبيه عكراش بن ذؤيب قال :
" بعثني بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
فقدمت عليه المدينة فوجدته جالسا بين المهاجرين و الأنصار , قال : ثم أخذ بيدي
فانطلق بي إلى بيت أم سلمة , فقال : هل من طعام ? فأتينا بحفنة كثيرة من الثريد
و الوذر , و أقبلنا نأكل منها , فخبطت يدي من نواحيها , و أكل رسول الله
صلى الله عليه وسلم من بين يديه فقبض بيده اليسرى على يدي اليمنى ثم قال :
" يا عكراش كل من موضع واحد فإنه طعام واحد " .
ثم أتينا بطبق فيه ألوان الرطب , أو من ألوان الرطب ( عبيد الله شك ) قال :
فجعلت آكل من بين يدي , و جالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق و قال
:
" يا عكراش كل من حيث شئت فإنه غير لون واحد " .
ثم أتينا بماء فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه و مسح ببلل كفيه وجهه
و ذراعيه و رأسه و قال : يا عكراش هذا الوضوء مما غيرت النار " .
أخرجه الترمذي ( 1/339 ) و السياق له و ابن ماجه ( 3274 ) و أبو بكر الشافعي في
" الفوائد " ( 97 - 98 ) و قال الترمذي :
" حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث العلاء بن الفضل , و قد تفرد به " .
قلت : و هو ضعيف كما في " التقريب " .
و عبيد الله بن عكراش قال الذهبي في " الميزان " :
" فيه جهالة , و قال ابن حبان : منكر الحديث , و قال البخاري : في إسناده نظر .
و قال أبو حاتم : مجهول " .
1128 " ليلة الغار أمر الله عز وجل شجرة فخرجت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم
تستره و إن الله عز وجل بعث العنكبوت فنسجت ما بينهما فسترت وجه النبي صلى الله
عليه وسلم , و أمر الله حمامتين وحشيتين فأقبلتا تدفان ( و في نسخة : ترفان )
حتى وقعا بين العنكبوت و بين الشجرة , فأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل معهم
عصيهم و قسيهم و هراواتهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم على قدر
مائتي ذراع قال الدليل سراقة بن مالك المدلج : انظروا هذا الحجر ثم لا أدري أين
وضع رجله رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال الفتيان : إنك لم تخطر منذ اللية
أثره حتى إذا أصبحنا قال : انظروا في الغار ! فاستقدم القوم حتى إذا كانوا على
خمسين ذراعا نظر أولهم فإذا الحمامات , فرجع , قالوا : ما ردك أن تنظر في الغار
? قال : رأيت حمامتين وحشيتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد , فسمعها النبي
صلى الله عليه وسلم فعرف أن الله عز وجل قد درأ عنهما بهما , فسمت عليهما
فأحرزهما الله تعالى بالحرم فأفرجا كل ما ترون ".