ج4.الأحاديث من 301 إلى 400 .
301 " من قرأ *( قل هو الله أحد )* في مرضه الذي يموت فيه , لم يفتن في قبره ,
و أمن من ضغطة القبر , و حملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه من
الصراط إلى الجنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 473 ) :
$ موضوع .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 54 / 2 / 5913 ) و أبو نعيم ( 2 / 213 ) من
طريق أبي الحارث نصر بن حماد البلخي قال : حدثنا مالك بن عبد الله الأزدي قال :
حدثنا # يزيد بن عبد الله بن الشخير العنبري عن أبيه # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع , المتهم به نصر هذا , و قد تفرد به , كما قال
الطبراني , قال ابن معين : كذاب , و شيخه مالك بن عبد الله الأزدي لم أعرفه .
302 " كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 473 ) :
$ موضوع .
و مثله :
303 " كنت نبيا و لا آدم و لا ماء و لا طين " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 473 ) :
$ موضوع .
ذكر هذا و الذي قبله السيوطي في ذيل " الأحاديث الموضوعة " ( ص 203 ) نقلا عن
ابن تيمية , و أقره , و قد قال ابن تيمية في رده على البكري ( ص 9 ) : لا أصل
له , لا من نقل و لا من عقل , فإن أحدا من المحدثين لم يذكره , و معناه باطل ,
فإن آدم عليه السلام لم يكن بين الماء و الطين قط , فإن الطين ماء و تراب ,
و إنما كان بين الروح و الجسد , ثم هؤلاء الضلال يتوهمون أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان حينئذ موجودا , و أن ذاته خلقت قبل الذوات , و يستشهدون على ذلك
بأحاديث مفتراة , مثل حديث فيه أنه كان نورا حول العرش , فقال : يا جبريل أنا
كنت ذلك النور , و يدعي أحدهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحفظ القرآن قبل
أن يأتيه به جبريل .
و يشير بقوله : " و إنما كان بين الروح و الجسد " إلى أن هذا هو الصحيح في هذا
الحديث و لفظه : " كنت نبيا و آدم بين الروح و الجسد " و هو صحيح الإسناد كما
بينته في " الصحيحة " ( 1856 ) , و قال الزرقاني في " شرح المواهب " ( 1 / 33 )
بعد أن ذكر الحديثين : صرح السيوطي في " الدرر " بأنه لا أصل لهما , و الثاني
من زيادة العوام , و سبقه إلى ذلك الحافظ ابن تيمية , فأفتى ببطلان اللفظين
و أنهما كذب , و أقره في " النور " ( كذا و لعله " الذيل " ) و السخاوي في "
فتاويه " أجاب باعتماد كلام ابن تيمية في وضع اللفظين قائلا : و ناهيك به
اطلاعا و حفظا , أقر له المخالف و الموافق , قال : و كيف لا يعتمد كلامه في مثل
هذا و قد قال فيه الحافظ الذهبي : ما رأيت أشد استحضارا للمتون و عزوها منه ,
و كأن السنة بين عينيه و على طرف لسانه , بعبارة رشيقة و عين مفتوحة .
304 " ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 474 ) :
$منكر .
رواه الترمذي ( 3 / 152 ) و أبو بكر الشافعي في " الرباعيات " ( 1 / 106 / 1 -
2 ) و عنه البيهقي في " الآداب " ( 57 / 53 ) و العقيلي ( 455 ) و أبو الحسن
النعالي في " جزء من حديثه " ( 124 - 125 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 18 /
6 / 1 , 22 / 60 / 1 ) و القطيعي في " جزء الألف دينار " ( 35 / 1 ) و أبو نعيم
في " أخبار أصبهان " ( 2 / 185 ) و زاهر الشحامي في " السباعيات " ( 7 / 12 /
2 ) و أبو بكر بن النقور في " الفوائد " ( 1 / 149 / 1 ) و ابن شاذان في
" المشيخة الصغرى " ( 53 / 2 ) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه " ( 277 / 1 )
و عبد الله العثماني الديباجي في " الأمالي " ( 1 / 56 / 1 ) و ابن عساكر في
تاريخه ( 14 / 249 / 2 ) و الضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو "
( 33 / 1 ) كل هؤلاء أخرجوه عن يزيد بن بيان المعلم عن أبي الرحال عن # أنس #
مرفوعا , و قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ : يزيد
ابن بيان .
و قال العقيلي : لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به .
قلت : و هو ضعيف , قال الذهبي في " الميزان " : قال الدارقطني : ضعيف , و قال
البخاري : فيه نظر , ثم ساق له هذا الحديث و قال : قال ابن عدي : هذا منكر .
قلت : و شيخه أبو الرحال نحوه , قال أبو حاتم : ليس بقوي منكر الحديث , و قال
البخاري : عنده عجائب , و قد أشار لضعفه ابن النقور فقال عقب الحديث : إن هذا
الحديث من مفاريد أبي الرحال خالد بن محمد الأنصاري , و لا يرويه عنه غير يزيد
ابن بيان , و فيهما نظر , و لا يعرف لأبي الرحال عن أنس غير هذا الحديث الواحد
و هو مقل له خمسة أحاديث .
305 " كن ذنبا و لا تكن رأسا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 476 ) :
$ لا أصل له فيما أعلم .
و قد أفاد السخاوي في " المقاصد الحسنة " ( ص 154 ) أنه من كلام إبراهيم بن
أدهم أوصى به بعض أصحابه .
ثم رأيته في " الزهد " لأحمد ( 20 / 80 / 1 ) من قول شعيب , و هو ابن حرب
المدائني الزاهد توفي سنة ( 197 هـ ) .
و هو كلام يمجه ذوقي , و لا يشهد لصحته قلبي , بل هو مباين لما نفهمه من
الشريعة و حضها على معالي الأمور و الأخذ بالعزائم , فتأمل .
306 " لعن الله الناظر إلى عورة المؤمن و المنظور إليه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 476 ) :
$ موضوع .
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 15 / 2 ) عن إسحاق بن نجيح عن عباد بن راشد
المنقري عن ( الحسن ) عن # عمران بن حصين #مرفوعا , و قال : و إسحاق بن نجيح
بين الأمر في الضعفاء , و هو ممن يضع الحديث , قال ابن معين : هو من المعروفين
بالكذب و وضع الحديث , قال ابن عدي : و هذا الحديث عن عباد بن راشد عن الحسن
موضوع .
و أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 149 ) من أباطيل إسحاق هذا
تبعا للذهبي في " الميزان " .
و يغني عن هذا الحديث مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " احفظ عورتك إلا عن زوجتك
و ما ملكت يمينك ... " الحديث و سنده حسن , و قد خرجته " في آداب الزفاف في
السنة المطهرة " ( ص 34 - 35 ) من الطبعة الثانية .
307 " لأن أطعم أخا لي في الله لقمة أحب إلي من أن أتصدق بدرهمين , و لدرهمان
أعطيهما إياه أحب إلي من أن أتصدق بعشرين , و لعشرون درهما أعطيها إياه أحب إلي
من أن أعتق رقبة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 477 ) :
$ موضوع .
رواه ابن بشران ( 26 / 107 ) من طريق الحجاج , حدثنا بشر عن الزبير عن # أنس #
مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع , آفته من بشر و هو ابن الحسين كذاب , و هو في نسخة الزبير
ابن عدي ( 54 / 2 ) , و لكن الحديث روي بلفظ آخر و هو :
308 " لأن أطعم أخا في الله مسلما لقمة أحب إلي من أن أتصدق بدرهم , و لأن أعطي أخا
في الله مسلما درهما أحب إلي من أن أتصدق بعشرة , و لأن أعطيه عشرة أحب إلي من
أن أعتق رقبة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 477 ) :
$ ضعيف .
قال السيوطي في " الجامع الصغير " : رواه هناد , و البيهقي في " الشعب " عن
#بديل مرسلا # , قال شارحه المناوي : و فيه الحجاج بن فرافصة , قال أبو زرعة :
ليس بقوي , و أورده الذهبي في الضعفاء و المتروكين .
قلت : و من طريقه رواه أبو القاسم الحلبي السراج في " حديث ابن السقاء " ( 7 /
76 / 2 ) عنه عن أبي العلاء عن يزيد مرفوعا , كذا في الأصل يزيد و لم أعرفه ,
و لعله يزيد بن عبد الله بن الشخير , و حينئذ فهو بدل من أبي العلاء فإنها كنية
يزيد , و عليه فحرف عن بين الكنية و الاسم مقحم من بعض الرواة والله أعلم .
ثم رأيته في " الجامع " لابن وهب ( ص 33 ) عن الحجاج بن فرافصة عن أبي العلاء
لم يجاوزه , و قد ذكر الذهبي في ترجمة الحجاج هذا حديثا عنه عن يزيد الرقاشي عن
أنس , فلعل يزيد في إسناد هذا الحديث هو الرقاشي , و يكون الحجاج رواه عنه
بواسطة أبي العلاء هذا , فإن كان الأمر كما ذكرنا , فهذه علة أخرى في الحديث
فإن الرقاشي هذا ضعيف , والله أعلم .
ثم ترجح عندي أن يزيد محرف من بديل , فقد رأيت الحديث في " مسند الفردوس "
للديلمي , أورده في آخر حرف لا من طريق حجاج بن فرافصة عن أبي العلاء عن بديل
ابن ورقاء العدوي , رفعه .
ثم رأيته كذلك في " زهد هناد " ( 1 / 345 / 643 ) من طريق الحجاج بن فرافصة
أخبرني أبو العلاء عن بديل مرفوعا .
ثم وجدت له شاهدا أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 189 / 1 , من الكواكب 575 )
أنبأ عبيد الله الوصافي بن الوليد عن أبي جعفر مرفوعا به إلا أنه قال في الجملة
الأخيرة : " و لأن أعطي أخا لي الله في الله عشرة دراهم أحب إلي من أن أتصدق
على مسكين بمئة درهم " , و هذا سند ضعيف و مرسل , و رواه السهمي في " تاريخ
جرجان " ( 316 ) عن الفضل بن موسى السيناني عن الوصافي عن كرز بن وبرة مرفوعا
و ذكر أن ابن وبرة هذا كان معروفا بالزهد و العبادة و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا .
309 " من أصبح و الدنيا أكبر همه فليس من الله في شيء , و من لم يتق الله فليس
من الله في شيء , و من لم يهتم للمسلمين عامة فليس منهم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 479 ) :
$ موضوع .
أخرجه الحاكم ( 4 / 317 ) و الخطيب في تاريخه ( 9 / 373 ) الشطر الأول منه من
طريق إسحاق بن بشر حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن # حذيفة #
مرفوعا , و سكت عليه و تعقبه الذهبي بقوله : قلت : إسحاق عدم , و أحسب الخبر
موضوعا .
قلت : و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 132 ) من طريق الخطيب و تعقبه
السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 316 - 317 ) بطرق أخرى و شواهد ذكرها .
أما الطرق عن حذيفة فاثنان آخران : الأول : عن أبان عن أبي العالية عن حذيفة
أراه رفعه , مثل رواية الخطيب .
قلت : و هذا إسناد لا يستشهد به , لأن أبان و هو ابن أبي عياش كذبه شعبة و غيره
, لكنه قد توبع كما سيأتي بعد حديثين .
الآخر : عن عبد الله بن سلمة بن أسلم عن عقبة بن شداد الجمحي عن حذيفة رفعه .
و هذا سند ضعيف جدا , عبد الله هذا ضعفه الدارقطني , و قال أبو نعيم : متروك ,
و عقبة لا يعرف كما في " الميزان " , و فيه جماعة آخرون لم أعرفهم .
و أما الشواهد فهي من حديث ابن مسعود و أنس و أبي ذر , و كلها لا تصح و قد
ذكرتها عقب هذا .
310 " من أصبح و همه الدنيا , فليس من الله في شيء , و من لم يهتم بأمر المسلمين
فليس منهم , و من أعطى الذلة من نفسه طائعا غير مكره فليس منا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 480 ) :
$ ضعيف جدا .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1 / 29 / 1 / 466 / 2 )من طريق يزيد بن ربيعة
عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي عثمان النهدي عن # أبي ذر # مرفوعا , و قال :
تفرد به يزيد بن ربيعة , أورده السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 317 ) و سكت عليه
.
و أما الهيثمي فقال في " مجمع الزوائد " ( 10 / 248 ) : رواه الطبراني , و فيه
يزيد بن ربيعة الرحبي و هو متروك , و أشار المنذري ( 3 / 9 ) إلى تضعيفه .
قلت : و قد أنكر أبو حاتم أحاديثه عن أبي الأشعث كما في " الجرح و التعديل "
( 4 / 2 / 261 ) و هذا منها كما ترى , و قال الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه
موضوعة .
311 " من أصبح و همه غير الله عز وجل فليس من الله في شيء , و من لم يهتم للمسلمين
فليس منهم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 480 ) :
$ موضوع .
ابن بشران في " الأمالي " ( 7 / 105 / 1 ) و ( 19 / 3 / 2 ) و الحاكم ( 4 / 320
) من طريق إسحاق بن بشر , حدثنا مقاتل بن سليمان عن حماد عن إبراهيم عن
عبد الرحمن بن يزيد عن # ابن مسعود #مرفوعا , سكت عليه الحاكم , و قال ابن
بشران : هذا حديث غريب تفرد به إسحاق بن بشر .
و قال الذهبي في " تلخيص المستدرك " : إسحاق و مقاتل ليسا بثقتين و لا صادقين
.
قلت : إسحاق بن بشر أبو حذيفة البخاري كذبه ابن المدني و الدارقطني , كما في
" الميزان " و ساق له هذا الحديث ثم قال عقبه : مقاتل أيضا تالف .
قلت : و ابن سليمان هذا هو البلخي , قال وكيع : كان كذابا .
و الحديث روي من حديث أنس , فقال أبو حامد الحضرمي الثقة في " حديثه " ( 156 /
2 ) أخبرنا سليمان بن عمر , حدثنا وهب بن راشد عن فرقد السبخي عن أنس مرفوعا ,
و من هذا الوجه رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 9 / 193 / 2 ) و أبو
نعيم ( 3 / 48 ) و قال : لم يروه عن أنس غير فرقد , و لا عنه إلا وهب بن راشد ,
و وهب و فرقد غير محتج بحديثهما و تفردهما .
قلت : فرقد ضعيف لسوء حفظه , و وهب بن راشد هو الرقي , قال ابن أبي حاتم في
" الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 27 ) : سئل أبي عنه , فقال : منكر الحديث , حدث
بأحاديث بواطيل , و قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال .
قلت : فالحمل عليه في هذا الحديث , و الراوي عنه سليمان بن عمر الرقي ترجمه ابن
أبي حاتم ( 2 / 1 / 131 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و وثقه ابن حبان ( 8 / 280 ) .
و له طريق أخرى ذكرها السيوطي في " اللآليء المصنوعة " ( 2 / 316 ) شاهدا لحديث
حذيفة المتقدم من رواية ابن النجار بسنده عن عبد الله بن زبيد الأيامي عن أبان
عن أنس مرفوعا , و سكت عنه السيوطي و ليس بجيد , فإن عبد الله بن زبيد غير
معروف العدالة , ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2 / 2 / 62 ) و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و وثقه ابن حبان ( 7 / 23 ) , و شيخه أبان هو ابن
أبي عياش كذبه شعبة و غيره , فمثله لا يستشهد به , و له طريق أخرى عن أنس
مختصرا بلفظ : من أصبح و أكبر همه الدنيا فليس من الله عز و جل .
أخرجه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " ( 6 / 1 ) عن الحارث بن مسلم الرازي
و كانوا يرونه من الأبدال , عن زياد عنه .
و هذا سند واه جدا , زياد هذا هو ابن ميمون الثقفي و هو كذاب , و يحتمل أنه
النميري و هو ضعيف , انظر الحديث ( 296 ) و الحارث قال السليماني : فيه نظر ,
و له شاهد عن علي , أخرجه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر الهاشمي
( 70 / 1 ) و فيه موسى بن إبراهيم المروزي , كذبه يحيى بن معين .
و روى الحديث عن حذيفة و أبي ذر و ابن مسعود , و تقدمت ألفاظهم قريبا , و من
ألفاظ حديث حذيفة :
312 " من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم , و من لا يصبح و يمسي ناصحا لله
و رسوله و لكتابه و لإمامه و لعامة المسلمين فليس منهم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 483 ) :
$ ضعيف .
أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 188 ) و " الأوسط " ( 2 / 171 / 1 / 7626 )
و عنه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 252 ) من طريق عبد الله بن أبي جعفر
الرازي عن أبيه عن الربيع عن أبي العالية عن # حذيفة بن اليمان # مرفوعا ,
و قال : لا يروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد .
قلت : و هو ضعيف من أجل عبد الله بن أبي جعفر و أبيه فإنهما ضعيفان , و اقتصر
الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 87 ) في إعلال الحديث على تضعيف الابن فقط و هو
قصور , فإن الأب أشد ضعفا من الابن .
313 " كان خطيئة داود عليه السلام النظر " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 483 ) :
$ موضوع .
رواه الديلمي بسنده عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن الحسن عن # سمرة # قال : قدم
على النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس , و فيهم غلام ظاهر الوضاءة ,
فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم خلف ظهره و قال : فذكره .
قال ابن الصلاح في " مشكل الوسيط " : لا أصل لهذا الحديث , و قال الزركشي في
" تخريج أحاديث الشرح " : هذا حديث منكر , فيه ضعفاء , و مجاهيل , و انقطاع ,
قال : و قد استدل على بطلانه بقوله صلى الله عليه وسلم : " إني أراكم من وراء
ظهري " , كذا في " ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 122 - 123 ) و " تنزيه
الشريعة " لابن عراق ( 308 / 1 - 2 ) .
قلت : و الاستدلال المذكور فيه نظر , لأن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم من
خلفه إنما هي في حالة الصلاة كما تدل عليه الأحاديث الواردة في الباب , و ليس
هناك ما يدل على أنها مطلقة في الصلاة و خارجها , فتأمل .
و للحديث طريق أخرى رواه أبو نعيم في " نسخة أحمد بن نبيط " و هي موضوعة كما
سيأتي ( برقم 562 ) , و لعل الحديث أصله من الإسرائيليات التي كان يرويها بعض
أهل الكتاب , تلقاها عنه بعض المسلمين , فوهم بعض الرواة فرفعه إلى النبي
صلى الله عليه وسلم , فقد رأيت الحديث في " كتاب الورع " لابن أبي الدنيا ( 162
/ 2 ) موقوفا على ابن جبير , فقال : أخبرنا محمد بن حسان السمتي عن خلف بن
خليفة عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير قال : " كان فتنة داود عليه السلام في
النظر " .
و هذا الإسناد فيه ضعف و هو مع ذلك أولى من المرفوع .
و قصة افتتان داود عليه السلام بنظره إلى امرأة الجندي أوريا مشهورة مبثوثة في
كتب قصص الأنبياء و بعض كتب التفسير , و لا يشك مسلم عاقل في بطلانها لما فيها
من نسبة ما لا يليق بمقام الأنبياء عليهم الصلاة و السلام مثل محاولته تعريض
زوجها للقتل , ليتزوجها من بعده ! و قد رويت هذه القصة مختصرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم فوجب ذكرها و التحذير منها و بيان بطلانها و هي :
314 " إن داود النبي عليه السلام حين نظر إلى المرأة فهم بها قطع على بني إسرائيل
بعثا و أوحى إلى صاحب البعث فقال : إذا حضر العدو فقرب فلانا , و سماه , قال :
فقربه بين يدي التابوت , قال : و كان ذلك التابوت في ذلك الزمان يستنصر به ,
فمن قدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يقتل أو ينهزم عنه الجيش الذي يقاتله ,
فقتل زوج المرأة , و نزل الملكان على داود فقصا عليه القصة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 485 ) :
$باطل .
رواه الحكيم الترمذي في " نوادر الأصول " عن يزيد الرقاشي عن # أنس # مرفوعا ,
كما في " تفسير القرطبي " ( 15 / 167 ) , و قال ابن كثير في تفسيره ( 4 / 31 )
: رواه ابن أبي حاتم , و لا يصح سنده لأنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس ,
و يزيد و إن كان من الصالحين لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة .
قلت : و الظاهر أنه من الإسرائيليات التي نقلها أهل الكتاب الذين لا يعتقدون
العصمة في الأنبياء , أخطأ يزيد الرقاشي فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ,
و قد نقل القرطبي ( 15 / 176 ) عن ابن العربي المالكي أنه قال : و أما قولهم :
إنها لما أعجبته أمر بتقديم زوجها للقتل في سبيل الله , فهذا باطل قطعا , فإن
داود صلى الله عليه وسلم لم يكن ليريق دمه في غرض نفسه .
تنبيه : تبين لنا من رواية ابن أبي حاتم في تفسيره لمثل هذا الحديث الباطل أن
ما ذكره في أول كتابه " التفسير " أنه تحرى إخراجه بأصح الأخبار إسنادا
و أثبتها متنا كما ذكره ابن تيمية ليس على عمومه فليعلم هذا .
315 " من أكل مع مغفور له غفر له " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 486 ) :
$ كذب لا أصل له .
قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى : *( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة
نوح و امرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما
من الله شيئا و قيل ادخلا النار مع الداخلين )* .
و قد استدل بهذه الآية الكريمة بعض العلماء على ضعف الحديث الذي يأثره كثير من
الناس : " من أكل مع مغفور له غفر له " , و هذا الحديث لا أصل له , و إنما يروى
هذا عن بعض الصالحين أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال :
يا رسول الله أنت قلت : " من أكل ... " الحديث , قال : " لا " , و لكني الآن
أقوله ! و في " المقاصد " قال شيخنا يعني ابن حجر : كذب موضوع , و سبقه إلى ذلك
ابن القيم في " المنار " ( ص 51 ) .
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية في أحاديث سئل عنها ( رقم 32 ) من نسختي : هذا ليس
له إسناد عند أهل العلم و لا هو في شيء من كتب المسلمين , إنما يروونه عن سنان
و ليس معناه صحيحا على الإطلاق , فقد يأكل مع المسلمين الكفار و المنافقون .
316 " ابدأ بأمك و أبيك و أختك و أخيك و الأدنى فالأدنى و لا تنسوا الجيران و ذا
الحاجة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 486 ) :
$ ضعيف جدا بهذا التمام .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 20 / 150 / 311 ) من طريق عباد بن أحمد
العرزمي حدثنا عمي عن أبيه عن محمد بن سوقة عن أبي رفاعة عن # معاذ بن جبل #
قال : أقبل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أعطي من
فضل ما خولني الله ? قال : فذكره .
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد ( 3 / 120 ) : رواه الطبراني في " الكبير "
و فيه عباد بن أحمد العرزمي , و هو ضعيف .
قلت : فتعقبه أخونا حمدي السلفي في تعليقه على " المعجم " فقال : قلت بل هو
متروك .
أقول و لقد أصاب جزاه الله خيرا , فإن العرزمي هذا لم يترجم إلا بقول الدارقطني
فيه : متروك , فهو شديد الضعف .
و عمه الظاهر عندي أنه عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي فإنهم ذكروا
أنه يروي عن أبيه قال في " الميزان " : ضعفه الدارقطني , و قال أبو حاتم : ليس
بقوي .
قلت و ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال ( 7 / 91 ) : يعتبر حديثه من غير
روايته عن أبيه .
قلت : و أبوه محمد بن عبيد الله العرزمي متروك أيضا و هو مترجم في " التهذيب "
و غيره , و الحديث قد ثبت من حديث طارق المحاربي مرفوعا نحوه دون قوله : " و لا
تنسوا الجيران و ذا الحاجة " , و لذلك خرجته هنا و حديث طارق مخرج في " إرواء
الغليل " مع أحاديث أخرى بمعناه ( 834 ) .
تنبيه : كان هنا في الطبعة السابقة حديث آخر بلفظ : " إن أهل الشبع في الدنيا
هم أهل الجوع في الآخرة " .
فنقلته إلى " الصحيحة " ( 343 ) لأني وجدت له ما يقويه بلفظه عند ابن ماجه
و بنحوه عند آخرين فاقتضى التنبيه و قد كنت نبهت على هذا في فهرس بعض الطبعات
التي طبعت على طريقة الأوفست بواسطة المكتب الإسلامي والله تعالى هو المسؤول أن
يسدد خطانا و أن يعصمنا من الزلل و من كل ما لا يرضيه .
317 " إن موسى بن عمران مر برجل و هو يضطرب , فقام يدعو له أن يعافيه , فقيل له :
يا موسى إنه ليس الذي يصيبه خبط من إبليس , و لكنه جوع نفسه لي فهو الذي ترى ,
إني أنظر إليه كل يوم مرات أتعجب من طاعته لي , فمره فليدع لك فإن له عندي كل
يوم دعوة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 488 ) :
$ضعيف .
رواه الطبراني ( 3 / 132 / 1 ) : حدثنا جبرون بن عيسى المقريء , أخبرنا يحيى بن
سليمان الحفري , أخبرنا فضيل بن عياض عن منصور عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا
.
و من طريقه رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 345 - 346 ) و قال : هذا حديث
غريب , لم يروه عن فضيل إلا يحيى بن سليمان , و فيه مقال .
قلت : و الراوي عنه جبرون لم أعرفه , و لم يزد الدارقطني في " المؤتلف " ( 2 /
849 ) على قوله فيه : كان يحدث بمصر عن يحيى بن سليمان الحفري نسخة ... .
والله أعلم .
318 " لكل شيء زكاة و زكاة الدار بيت الضيافة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 489 ) :
$ موضوع .
عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للرافعي عن ثابت , و ذكره في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " ( ص 114 ) من رواية ابن أبي شريح في جزء ميني كذا و لعله بيبى حدثنا
أحمد بن عثمان النهرواني , حدثني عبد الله بن عبد القدوس أبو صالح الكرخي ,
حدثنا عاصم بن علي , حدثنا شعبة عن ثابت عن # أنس مرفوعا # , و قال السيوطي :
أورده أبو سعيد النقاش في " الموضوعات " , و قال : وضعه أحمد أو شيخه , و أقره
في " الميزان " ( 1 / 118 ) و أورده الجوزجانى في " الأباطيل " ( 2 / 64 )
و قال : حديث منكر , و عبد الله بن عبد القدوس مجهول .
قلت : لكن له طريق أخرى عن ثابت , رواه ابن عساكر ( 14 / 13 / 2 ) عن أبي طالب
عيسى بن محمد الباقلاني بسنده الصحيح عن حماد بن سلمة عن ثابت به , ساقه في
ترجمة الباقلاني هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا فهو آفته والله أعلم .
قلت : ثم وجدت له طريقا ثالثة عن أنس أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 363 )
عن ابن عدي حدثني محمد بن القاسم بن شريح أبو سعيد بجرجان حدثنا العباس بن محمد
الدامغاني حدثنا علي بن الحسين الكوفي حدثنا عقبة بن الزبير حدثنا علي بن عاصم
عن حميد الطويل عن أنس به , أورده في ترجمة محمد بن القاسم هذا و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا و ابن عاصم ضعيف و علي بن الحسين رافضي .
319 " سبعة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و يقول : ادخلوا
النار مع الداخلين : الفاعل و المفعول به , و الناكح يده , و ناكح البهيمة ,
و ناكح المرأة في دبرها , و ناكح المرأة و ابنتها , و الزاني بحليلة جاره ,
و المؤذي لجاره حتى يلعنه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 490 ) :
$ ضعيف .
رواه ابن بشران ( 86 / 1 - 2 ) من طريق عبد الله بن لهيعة عن عبد الرحمن بن
زياد بن أنعم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن # عبد الله بن عمرو # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة و شيخه الإفريقي , فإنهما ضعيفان من
قبل حفظهما , و قد أورد المنذري في " الترغيب " ( 3 / 195 ) قطعة من الحديث
و قال : رواه ابن أبي الدنيا و الخرائطي و غيرهما , و أشار لضعفه .
320 " كما تكونوا يولى عليكم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 490 ) :
$ ضعيف .
أخرجه الديلمي من طريق يحيى بن هاشم عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن جده عن
# أبي بكرة # مرفوعا , و البيهقي في " الشعب " من طريق يحيى عن يونس بن أبي
إسحاق عن أبي إسحاق مرسلا , و يحيى في عداد من يضع , لكن له طريق أخرى عند ابن
جميع في " معجمه " ( ص 149 ) و القضاعي في " مسنده " ( 47 / 1 ) من جهة أحمد بن
عثمان الكرماني عن المبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعا .
قال ابن طاهر : و المبارك و إن ذكر بشيء من الضعف فالتهمة على من رواه عنه فإن
فيهم جهالة , كذا في " المناوي " .
و قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الكشاف " ( 4 / 25 ) : و في إسناده إلى مبارك
مجاهيل .
قلت : و من هذا الوجه رواه السلفي في " الطيوريات " ( 1 / 282 ) .
ثم إن الحديث معناه غير صحيح على إطلاقه عندي , فقد حدثنا التاريخ تولي رجل
صالح عقب أمير غير صالح و الشعب هو هو ! .
321 " من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى و أقام في أذنه اليسرى لم تضره أم
الصبيان " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 491 ) :
$ موضوع .
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1602 ) و عنه ابن السني في " عمل اليوم
و الليلة " ( 200 / 617 ) و كذا ابن عساكر ( 16 / 182 / 2 ) من طريق أبي يعلى
و ابن بشران في " الأمالي " ( 88 / 1 ) و أبو طاهر القرشي في " حديث ابن مروان
الأنصاري و غيره " ( 2 / 1 ) من طريق يحيى بن العلاء الرازي عن مروان بن سليمان
عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن # الحسين بن علي # مرفوعا .
قلت : و هذا سند موضوع , يحيى بن العلاء و مروان بن سالم يضعان الحديث .
و عزاه ابن القيم في " تحفة المودود " ( ص 9 ) للبيهقي , ثم قال : و قال :
إسناده ضعيف .
قلت : و فيه تساهل لا يخفى , و نحوه قول الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 59 ) :
رواه أبو يعلى و فيه مروان بن سليمان الغفاري و هو متروك .
فتعقبه المناوي في " شرح الجامع الصغير " بقوله : و أقول : تعصيب الجناية برأسه
وحده يؤذن بأنه ليس فيه من يحمل عليه سواه , و الأمر بخلافه ففيه يحيى بن
العلاء البجلي الرازي , قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " : قال أحمد كذاب
وضاع , و قال في " الميزان " : قال أحمد : كذاب يضع , ثم أورد له أخبارا هذا
منها .
قلت : و قد خفي وضع هذا الحديث على جماعة ممن صنفوا في الأذكار و الأوراد ,
كالإمام النووي رحمه الله , فإنه أورده في كتابه برواية ابن السني دون أن يشير
و لو إلى ضعفه فقط , و سكت عليه شارحه ابن علان ( 6 / 95 ) فلم يتكلم على سنده
بشيء ! ثم جاء ابن تيمية من بعد النووي فأورده في " الكلم الطيب " ثم تبعه
تلميذه ابن القيم , فذكره في " الوابل الصيب " , إلا أنهما قد أشارا إلى تضعيفه
بتصديرهما إياه بقولهما و يذكر , و هذا و إن كان يرفع عنهما مسؤولية السكوت عن
تضعيفه , فلا يرفع مسؤولية إيراده أصلا , فإن فيه إشعارا أنه ضعيف فقط و ليس
بموضوع , و إلا لما أورداه إطلاقا , و هذا ما يفهمه كل من وقف عليه في كتابيهما
و لا يخفى ما فيه , فقد يأتي من بعدهما من يغتر بصنيعهما هذا و هما الإمامان
الجليلان فيقول : لا بأس فالحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ! أو يعتبره
شاهدا لحديث آخر ضعيف يقويه به , ذاهلا عن أنه يشترط في هذا أو ذاك أن لا يشتد
ضعفه , و قد رأيت من وقع في شيء مما ذكرت , فقد روى الترمذي بسند ضعيف عن
أبي رافع قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين
ولدته فاطمة بالصلاة , و قال الترمذي : حديث صحيح , و العمل عليه .
فقال شارحه المباركفوري بعد أن بين ضعف إسناده مستدلا عليه بكلمات الأئمة في
راويه عاصم بن عبيد الله : فإن قلت : كيف العمل عليه و هو ضعيف ? قلت : نعم هو
ضعيف , لكنه يعتضد بحديث الحسين بن علي رضي الله عنهما الذي رواه أبو يعلى
الموصلي و ابن السني ! فتأمل كيف قوى الضعيف بالموضوع , و ما ذلك إلا لعدم علمه
بوضعه و اغتراره بإيراده من ذكرنا من العلماء , و كدت أن أقع أنا أيضا في مثله
, فانتظر .
نعم يمكن تقوية حديث أبي رافع بحديث ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم
أذن في أذن الحسن بن علي يوم ولد و أقام في أذنه اليسرى .
أخرجه البيهقي في " الشعب " مع حديث الحسن بن علي و قال : و في إسنادهما ضعف ,
ذكره ابن القيم في " التحفة " ( ص 16 ) .
قلت : فلعل إسناد هذا خير من إسناد حديث الحسن بحيث أنه يصلح شاهدا لحديث رافع
والله أعلم .
فإذا كان كذلك , فهو شاهد للتأذين فإنه الذي ورد في حديث أبي رافع , و أما
الإقامة فهي غريبة , والله اعلم .
و أقول الآن و قد طبع " الشعب " : إنه لا يصلح شاهدا لأن فيه كذابا و متروكا ,
فعجبت من البيهقي ثم ابن القيم كيف اقتصرا على تضعيفه حتى كدت أن أجزم بصلاحيته
للاستشهاد ! فرأيت من الواجب التنبيه على ذلك و تخريجه فيما يأتي ( 6121 ) .
322 " سألت ربي عز وجل أن لا يدخل أحدا من أهل بيتي النار فأعطانيها " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 494 ) :
$موضوع .
أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( 56 / 1 ) أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن
عبد الله بن زياد القطان , حدثنا محمد بن يونس , حدثنا أبو على الحنفي , حدثنا
إسرائيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي رجاء عن # عمران بن حصين #مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع , أبو حمزة الثمالي اسمه ثابت بن أبي صفية ليس بثقة
كما قال النسائي و غيره , و محمد بن يونس هو الكديمي و هو وضاع مشهور .
و قد أساء السيوطي فأورده في " الجامع الصغير " و لم يتكلم عليه شارحه المناوي
بشيء إلا أنه قال : و أخرجه ابن سعد و الملا في " سيرته " و هو عند الديلمي
و ولده بلا سند .
و أما في " التيسير " فقال : إسناده ضعيف .
323 " ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفر " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 494 ) :
$ موضوع .
أخرجه الحاكم ( 4 / 253 ) من طريق هشام بن زياد عن أبي الزناد عن القاسم بن
محمد عن # عائشة # مرفوعا , و قال : صحيح الإسناد , و رده الذهبي في " تلخيصه "
بقوله : قلت : بل هشام متروك , و قال ابن حبان ( 3 / 88 ) : يروي الموضوعات عن
الثقات و المقلوبات عن الأثبات , حتى يسبق إلى قلب المستمع أنه كان المتعمد لها
لا يجوز الاحتجاج به .
و له طريق أخرى بلفظ : " ما أذنب عبد ... " .
قلت : و هو موضوع أيضا , و سيأتي برقم ( 777 ) , و الأول من موضوعات
" الجامع " .
324 " من أذنب ذنبا فعلم أن له ربا إن شاء أن يغفره له غفره له و إن شاء عذبه كان
حقا على الله أن يغفر له " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 495 ) :
$موضوع .
أخرجه أبو الشيخ في " أحاديثه " ( 18 / 2 ) و الطبراني في " حديثه عن النسائي "
( 313 / 1 ) و ابن حبان في " الثقات " ( 2 / 150 ) و الحاكم في " المستدرك "
( 4 / 242 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 286 ) و مشرق بن عبد الله الفقيه
في " حديثه " ( 60 / 2 ) من طريق جابر بن مرزوق المكي عن عبد الله بن
عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبي طوالة عن #أنس #مرفوعا ,
و قال الحاكم : صحيح الإسناد , و رده الذهبي بقوله : قلت : لا والله , و من
جابر حتى يكون حجة ? ! بل هو نكرة , و حديثه منكر , و قال في ترجمة جابر من
" الميزان " : متهم , حدث عنه قتيبة بن سعيد و علي بن بحر بما لا يشبه حديث
الثقات , قاله ابن حبان .
قلت : و مع ذلك ذكره السيوطي في " الجامع " !و يغني عنه ما أخرجه الحاكم قبيل
هذا عن أبي هريرة مرفوعا : " أن عبدا أصاب ذنبا فقال : يا رب أذنبت ذنبا فاغفره
لي , فقال ربه عز وجل : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ به , فغفر له .."
الحديث و قال : صحيح على شرط الشيخين , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .
لكن استدراكه على الشيخين وهم , كما كنت ذكرت في تعليقي على " صحيح الجامع "
( 2099 ) , فقد أخرجه البخاري ( رقم 7507 ) و مسلم ( 8 / 99 ) و أحمد أيضا ( 2
/ 296 و 405 و 492 ) .
325 " من أذنب ذنبا فعلم أن الله قد اطلع عليه غفر له و إن لم يستغفر " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 496 ) :
$ موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 272 / 1 / 4633 ) من طريق إبراهيم بن هراسة
عن حمزة الزيات عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن # ابن مسعود # مرفوعا , قال
الهيثمي ( 10 / 211 ) : و فيه إبراهيم بن هراسة و هو متروك .
قلت : و كذبه أبو داود و غيره , و انظر الحديث قبله .
و مما يبطل هذه الأحاديث الأربعة ما تقرر في الشريعة أن النجاة لا تكون بمجرد
الندم و العلم أن الله مطلع على المذنب بل لابد من التوبة النصوح .
و سوف يأتي حديث آخر بهذا المعنى ( 6172 ) .
326 " من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مئة شهيد " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 497 ) :
$ ضعيف جدا .
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 90 / 2 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 93 / 1 و
141 / 2 ) عن الحسن بن قتيبة أنبأنا عبد الخالق بن المنذر عن ابن أبي نجيح عن
مجاهد عن # ابن عباس #مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا , و علته الحسن بن قتيبة , قال الذهبي في
" الميزان " : هالك , قال الدارقطني : متروك الحديث , و قال أبو حاتم : ضعيف و
قال الأزدى : واهي الحديث , و قال العقيلي : كثير الوهم .
قلت : و شيخه ابن المنذر لا يعرف , و قد عزاه المنذري في " الترغيب " ( 1 /
41 ) للبيهقي من طريق الحسن هذا .
و روي الحديث بلفظ آخر أقرب من هذا , و هو :
327 " المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 497 ) :
$ضعيف .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 200 ) من طريق الطبراني و هذا في
" الأوسط " ( 2 / 31 / 5746 ) حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة , حدثنا محمد بن
صالح العذري حدثنا ( عبد المجيد بن ) عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه عن عطاء
عن #أبي هريرة #مرفوعا , و قال : غريب من حديث عبد العزيز عن عطاء , كذا قال
و زاد الطبراني : تفرد به ابنه عبد المجيد .
قلت : و هو مختلف فيه , و في " التقريب " : صدوق يخطيء , و محمد بن صالح العذري
بالذال المعجمة أو المهملة لم أعرفه , و قال الهيثمي في " المجمع "
( 1 / 172 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد بن صالح العدوي ( كذا )
و لم أر من ترجمه , و بقية رجاله ثقات .
و منه تعلم أن قول المنذري ( 1 / 41 ) : و إسناده لا بأس به , ليس كما ينبغي .
و يغني عنه حديث : " إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه
أجر خمسين منكم ... " الحديث , و هو مخرج في " الصحيحة " ( 494 ) .
328 " من غدا في طلب العلم صلت عليه الملائكة و بورك له في معاشه و لم ينتقص من
رزقه , و كان عليه مباركا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 498 ) :
$موضوع .
ابن بشران ( 154 / 2 ) و ابن عبد البر في " جامع بيان العلم و فضله " ( 1 /
45 ) معلقا من طريق أبي زكريا يحيى بن هاشم , حدثنا مسعر بن كدام عن عطية عن
#أبي سعيد الخدري #مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع , يحيى بن هاشم كذبه ابن معين و غيره , و عطية العوفي
ضعيف مدلس .
ثم وجدت ليحيى متابعا ضعيفا جدا , أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 26 ) :
حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق الأنصاري قال :
حدثنا مسعر بن كدام به , و قال العقيلي : هذا حديث باطل , ليس له أصل , و ليس
هذا الشيخ ( يعني الأنصاري ) ممن يقيم الحديث .
و من هذا الوجه ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 43 ) و قال :
أورده ابن الجوزي في " العلل الموضوعات " .
329 " رحم الله أخي يوسف لو لم يقل : *( اجعلني على خزائن الأرض )* لاستعمله من
ساعته , و لكنه أخر لذلك سنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 499 ) :
$ موضوع .
قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الكشاف " ( 4 / 90 ) : أخرجه الثعلبي عن
# ابن عباس # من رواية إسحاق بن بشر عن جويبر عن الضحاك عنه , و هذا إسناد ساقط
و من طريق الثعالبي رواه الواحدي في " تفسيره " ( 93 / 1 ) .
330 " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إلي لئلا تفتضح عند الأمم , فأوحى الله إلي :
يا محمد بل أنا أحاسبهم فإن كان منهم زلة سترتها عنك لئلا تفتضح عندك " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 500 ) :
$ موضوع .
أخرجه الديلمي في " مسنده ( 2 / 101 ) بسنده عن أبي بكر النقاش عن الحسن بن
الصقر عن يوسف بن كثير عن داود بن المنذر عن بشر بن سليمان الأشعبي عن الأعرج
عن أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا به , و أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " ( ص 179 ) من رواية الديلمي ثم قال : النقاش متهم .
قلت : و مع هذا فقد ذكره في كتابه " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن
أبي هريرة ! و سكت عليه شارحه المناوي فلم يزد على قوله : و رواه ابن شادني
و غيره , كذا , و كأنه لم يقف على إسناده , و إلا لم يجز له السكوت عليه و لا
أن يقتصر على تضعيف إسناده في كتابه الآخر " التيسير " , ثم ذكره السيوطي من
رواية ابن النجار عن # أنس بن مالك #نحوه , و فيه محمد بن أيوب الرقي , قال
ابن حبان : كان يضع الحديث .
و أورده ابن عراق أيضا في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة
الموضوعة " ( ق 400 / 1 ) .
331 " أنا ابن الذبيحين " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 500 ) :
$ لا أصل له بهذا اللفظ .
و في " الكشف " ( 1 / 199 ) : قال الزيلعي و ابن حجر في " تخريج الكشاف " : لم
نجده بهذا اللفظ .
قلت : الحديث في التخريج ( 4 / 141 ) و نص ابن حجر فيه : قلت : بيض له - يعني
الزيلعي - و قد أخرجه .
قلت : كذا قال , و الظاهر أنه ترك بياضا في الأصل بعد قوله : أخرجه , لإملائه
فيما بعد فلم يتمكن , و كأنه كان يظن أن له أصلا فلم يجده , والله أعلم .
و قد وجدت الحاكم قد علق هذا الحديث مجزوما بنسبته إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال في " المستدرك " ( 2 / 559 ) بعد أن روى أثرين عن ابن عباس و ابن
مسعود أن الذبيح هو إسحاق : و قد كنت أرى مشايخ الحديث قبلنا و في سائر المدن
التي طلبنا الحديث فيه وهم لا يختلفون أن الذبيح إسماعيل , و قاعدتهم فيه قول
النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا ابن الذبيحين " إذ لا خلاف أنه من ولد
إسماعيل و أن الذبيح الآخر أبوه الأدنى عبد الله بن عبد المطلب , و الآن فإني
أجد مصنفي هذه الأدلة يختارون قول من قال : إنه إسحاق .
قلت : فلعل الحاكم يشير بالحديث المذكور إلى ما أخرجه قبل صفحات ( 2 / 551 ) من
طريق عبد الله بن محمد العتبي , حدثنا عبد الله بن سعيد ( عن ) الصنابحي قال :
حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم إسماعيل و إسحاق ابني إبراهيم ,
فقال بعضهم : الذبيح إسماعيل , و قال بعضهم : بل إسحاق الذبيح , فقال معاوية :
سقطتم على الخبير , كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه الأعرابي
فقال : يا رسول الله خلفت البلاد يابسة , و الماء يابسا , هلك المال و ضاع
العيال , فعد علي بما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين , فتبسم رسول الله
صلى الله عليه وسلم و لم ينكر عليه , فقلنا : يا أمير المؤمنين و ما الذبيحان ?
قال : إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل الله أمرها أن ينحر بعض
ولده , فأخرجهم فأسهم بينهم فخرج السهم لعبد الله , فأراد ذبحه , فمنعه أخواله
من بني مخزوم و قالوا : أرض ربك و افد ابنك , قال : ففداه بمئة ناقة , قال :
فهو الذبيح , و إسماعيل الثاني , و سكت عليه الحاكم , لكن تعقبه الذهبي بقوله :
قلت :إسناده واه , و قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 4 / 18 ) بعد أن
ذكره من هذا الوجه من رواية ابن جرير : و هذا حديث غريب جدا .
و أما ما في " الكشف " نقلا عن " شرح الزرقاني " على " المواهب " : و الحديث
حسن بل صححه الحاكم و الذهبي لتقويه بتعدد طرقه , فوهم فاحش , فإنما قال
الزرقاني : هذا في حديث " الذبيح إسحاق " و فيه مع ذلك نظر كما سيأتي بيانه إن
شاء الله تعالى .
ثم إن صاحب " الكشف " عقب على ما سبق بقوله : و أقول : فحينئذ لا ينافيه ما
نقله الحلبي في سيرته عن السيوطي أن هذا الحديث غريب و في إسناده من لا يعرف .
قلت : و قد عرفت أن الطرق المشار إليها في كلام الزرقاني ليست لهذا الحديث ,
فقد اتفق قول الذهبي و السيوطي على تضعيفه .
و من جهل الدكتور القلعجي أنه جزم بنسبة حديث الترجمة إلى النبي صلى الله عليه
وسلم في تعليقه على " ضعفاء العقيلي " ( 3 / 94 ) ثم ساق عقبه حديث الحاكم
و سكت عنه متجاهلا تعقب الذهبي ! و بناء على جزمه ذكره في " فهرس الأحاديث
الصحيحة " الذي وضعه في آخر الكتاب ( ص 505 ) ! .
332 " الذبيح إسحاق " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 503 ) :
$ ضعيف .
عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للدارقطني في " الأفراد " عن # ابن مسعود #
و البزار و ابن مردويه عن # العباس بن عبد المطلب # , و ابن مردويه عن
# أبي هريرة # .
قلت : حديث ابن مسعود رواه الطبراني أيضا و فيه مدلس و انقطاع , و لفظه :
" أكرم الناس ... " , و سيأتي بتمامه قريبا , و قد رواه الحاكم ( 1 / 559 ) عنه
مرفوعا بلفظ " الجامع " , و قال : صحيح على شرط الشيخين , و تعقبه الذهبي بأن
فيه سنيد بن داود و لم يكن بذاك .
قلت : قال الحافظ ابن كثير في " التفسير " ( 4 / 17 ) بعد أن ذكره موقوفا
عليه : و هذا صحيح عن ابن مسعود .
قلت : فلعله جاء من طريق غير سنيد .
و حديث العباس رواه البزار في " مسنده " ( 3 / 103 / 2350 ) و أبو الحسن
الحربي في الثاني من " الفوائد " ( 170 / 2 ) عن المبارك بن فضالة عن الحسن عن
الأحنف بن قيس عن العباس مرفوعا باللفظ المذكور أعلاه .
و هذا سند ضعيف , الحسن مدلس و قد عنعنه و المبارك فيه ضعف كما تقدم مرارا و به
أعله الهيثمي فقال : رواه البزار و فيه مبارك بن فضالة و قد ضعفه الجمهور .
قلت : و مع ضعفه فقد اضطرب في روايته فمرة رفعه كما في هذه الرواية , و مرة
أوقفه على العباس كما رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 13 / 143 / 2 ) ,
و ابن أبي حاتم , و كذلك رواه جماعة عن المبارك به عن العباس موقوفا , كما قال
البزار .
و قال الحافظ ابن كثير ( 4 / 17 ) : و هذا أشبه و أصح .
قال الزرقاني ( 1 / 97 ) : و تعقبه السيوطي بأن مباركا قد رفعه مرة , فأخرجه
البزار عنه مرفوعا .
قلت : و هذا تعقب ضعيف لأن مباركا ليس بالحافظ الضابط حتى تقبل زيادته على نفسه
بل اضطرابه في روايته دليل على ضعفه كما لا يخفى .
و قد روي من طريق أخرى عن العباس و سيأتي قريبا برقم ( 335 ) بلفظ : " قال داود
صلى الله عليه وسلم أسألك بحق آبائي ... " .
و حديث أبي هريرة رواه ابن أبي حاتم أيضا و الطبراني في حديث طويل سيأتي مع
بيان علته قريبا .
و روي من حديث # أبي سعيد الخدري # أيضا , أخرجه العقيلي ( 261 ) و قال : إنه
غير محفوظ , و سوف يأتي إن شاء الله بلفظ : " إن داود سأل ربه .. " .
و بالجملة فطرق هذا الحديث كلها ضعيفة ليس فيها ما يصلح أن يحتج به , و بعضها
أشد ضعفا من بعض , و الغالب أنها إسرائيليات رواها بعض الصحابة ترخصا أخطأ في
رفعها بعض الضعفاء , و قد أشار لضعفه القسطلاني في " المواهب " بقوله : إن صح
و تعقبه الزرقاني بهذه الطرق و زعم أن حديث العباس رواه الحاكم من طرق عنه
و صححه على شرطهما , و قال الذهبي : صحيح , و في هذا الزعم أوهام كثيرة سيأتي
التنبيه عليها عند الكلام على حديث العباس باللفظ الآخر رقم ( 336 ) .
ثم قال الزرقاني ( 1 / 98 ) : فهذه أحاديث يعضد بعضها بعضا , فأقل مراتب الحديث
أنه حسن فكيف و قد صححه الحاكم و الذهبي ! .
قلت : الذهبي لم يصححه , و الحاكم وهم في تصحيحه كما سيأتي بيانه , و الطرق
فيها ضعف و اضطراب , و احتمال كون متونها إسرائيليات , بل هو الغالب كما سبق ,
فهذا كله يمنع من القول بأن بعضها يعضد بعضا , و لا سيما و قد ذهب المحققون من
العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم و ابن كثير و غيرهم إلى أن الصواب
في الذبيح أنه إسماعيل عليه السلام , قال ابن القيم في " الزاد " ( 1 / 21 ) :
و أما القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجها , و سمعت شيخ الإسلام ابن
تيمية قدس الله روحه يقول : هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب مع أنه باطل
بنص كتابهم , فإن فيه أن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه بكره , و في لفظ :
وحيده .
و لا يشك أهل الكتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولاده ... و كيف يسوغ أن
يقال : أن الذبيح إسحاق و الله تعالى قد بشر أم إسحاق به و بابنه يعقوب , فقال
تعالى عن الملائكة أنهم قالوا لإبراهيم لما أتوه بالبشرى : *( لا تخف إنا
أرسلنا إلى قوم لوط و امرأته قائمة فضحكت , فبشرناها بإسحاق و من وراء إسحاق
يعقوب )* هود : 71 , فمحال أن يبشرها بأنه يكون له ولد ثم يأمر بذبحه .
ثم ذكر وجوها أخرى في إبطال أنه إسحاق و تصويب أنه إسماعيل فليراجعها من شاء .
333 " إن الله تبارك و تعالى خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي , و بين أن يجيب شفاعتي ,
فاخترت شفاعتي و رجوت أن تكون أعم لأمتي , و لولا الذى سبقني إليه العبد الصالح
لتعجلت فيها دعوتي , إن الله تعالى لما فرج عن إسحاق كرب الذبح , قيل له : يا
إسحاق سل تعط , فقال : أما والذي نفسي بيده لأتعجلنها قبل نزغات الشيطان :
اللهم من مات لا يشرك بك شيئا فاغفر له و أدخله الجنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 506 ) :
$ منكر .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي , حدثنا الوليد
ابن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن
# أبي هريرة # مرفوعا , كذا في " تفسير ابن كثير " ( 4 / 16 ) و قال : هذا حديث
غريب منكر , و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف الحديث , و أخشى أن يكون في
الحديث زيادة مدرجة و هي قوله : " إن الله لما فرج عن إسحاق ... " إلخ , والله
أعلم .
قلت : و ما خشي ابن كثير بعيد , فإن الزيادة المذكورة لها صلة تامة بقوله
قبلها : و لولا الذي ... فهي كالبيان له والله أعلم .
و عبد الرحمن بن زيد ضعيف جدا , قال الحاكم : روى عن أبيه أحاديث موضوعة , لا
يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه .
قلت : و هو راوي حديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم و هو حديث موضوع كما
سبق بيانه في الحديث رقم ( 25 ) .
و ذكرت هناك احتمال كونه من الإسرائيليات , أخطأ في روايته عبد الرحمن بن زيد
فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم , و أقول هنا : إن هذه الزيادة في الحديث
هي من الإسرائيليات أيضا بدليل أن كعب الأحبار حدث بها أبا هريرة كما أخرجه
الحاكم ( 2 / 557 ) بسنده إلى كعب ثم قال عقبه : هذا إسناد صحيح لا غبار عليه
و وافقه الذهبي , و أصرح من هذه الرواية رواية عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن
الزهري أخبرنا القاسم قال : اجتمع أبو هريرة و كعب , فجعل أبو هريرة رضي الله
عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم , و جعل كعب يحدث عن الكتب , فقال
أبو هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أن لكل نبي دعوة مستجابة و إني
قد خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة " , فقال له كعب : أنت سمعت هذا من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم , قال : أفلا أخبرك عن إبراهيم عليه
السلام ? إنه لما رأى ذبح ابنه إسحاق ... قلت : فذكر القصة و ليس فيها هذه
الزيادة , و لهذا قال الحافظ ابن كثير بعد أن ذكر بعض الآثار عن بعض الصحابة في
أن الذبيح إسحاق : و هذه الأقوال - والله أعلم - كلها مأخوذة عن كعب الأحبار ,
فإنه لما أسلم في الدولة العمرية جعل يحدث عمر رضي الله عنه عن كتب قديمة ,
فربما استمع له عمر رضي الله عنه فترخص الناس في استماع ما عنده و نقلوا ما
عنده منها و سميتها و ليس لهذه الأمة والله أعلم حاجة إلى حرف واحد مما عنده .
و الحديث أخرجه الطبراني في " الأوسط " من هذا الوجه ( 2 / 138 / 2 / 7136 ) و
هو دليل على أن الذبيح إسحاق عليه السلام , و به قال بعضهم و هو باطل ,
و الصواب أنه إسماعيل كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله , و مثله ما يأتي .
334 " أكرم الناس يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 508 ) :
$ منكر بهذا اللفظ .
رواه الطبراني في " كبيره " ( 10278 ) من طريق أبي عبيدة عن أبيه # عبد الله بن
مسعود # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل : من أكرم الناس ? قال :
" يوسف بن يعقوب ... " , الحديث , قال الهيثمي في " مجمع الزوائد "
( 8 / 202 ) : و فيه بقية مدلس , و أبو عبيدة لم يسمع من أبيه .
قلت : و لكن بقية قد توبع عليه فقد رواه ابن المظفر في " غرائب شعبة " ( 138 /
1 ) عن معاوية بن حفص و بقية معا عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن
مسعود به , و رواه شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفا عليه ,
و هو الصواب , أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 18 / 1 ) , قال الحافظ ابن
كثير بعد أن ساقه في " تفسيره " ( 4 / 17 ) : و هذا صحيح عن ابن مسعود .
قلت : و الحديث صحيح مرفوعا دون قوله : " إن إسحاق ذبيح الله " , فإن هذه
الزيادة منكرة , فقد أخرج الحديث البخاري ( 6 / 323 - 324 ) و مسلم ( 7 / 103 )
من حديث أبي هريرة : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أكرم الناس ? قال :
" أتقاهم لله , قالوا : ليس عن هذا نسألك , قال : " فأكرم الناس يوسف نبي الله
ابن نبي الله ابن نبي الله بن خليل الله ... " , الحديث ليس فيه " ذبيح الله "
فدل على نكارتها , و قد جاءت أحاديث في أن إسحاق هو الذبيح و لكنها كلها ضعيفة
كما سبق بيانه قريبا , و من ذلك الحديثان الآتيان :
335 " قال داود صلى الله عليه وسلم : أسألك بحق آبائي إبراهيم و إسحاق و يعقوب ,
فقال : أما إبراهيم فألقي في النار فصبر من أجلي , و تلك بلية لم تنلك , و أما
إسحاق فبذل نفسه ليذبح فصبر من أجلي , و تلك بلية لم تنلك , و أما يعقوب فغاب
عنه يوسف و تلك بلية لم تنلك " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 509 ) :
$ ضعيف جدا .
قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 202 ) : رواه البزار عن # العباس #من رواية
أبي سعيد عن علي بن زيد و أبو سعيد لم أعرفه و علي بن زيد ضعيف , و قد وثق .
قلت : أبو سعيد هذا هو الحسن بن دينار و هو واه بمرة , فقد أخرج الحديث ابن
جرير من طريق زيد بن الحباب عن الحسن بن دينار عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن
عن الأحنف بن قيس عن العباس بن المطلب , ذكره ابن كثير ( 4 / 17 ) و قال : لا
يصح , في إسناده ضعيفان و هما الحسن بن دينار البصري متروك , و علي بن زيد بن
جدعان منكر الحديث .
قلت : و الحسن بن دينار كنيته أبو سعيد كما في " الميزان " و لكنه لم يتفرد به
بل توبع عليه مختصرا كما في الحديث الآتي بعده .
و الحديث رواه ابن مردويه أيضا كما في " شرح المواهب " للزرقاني ( 1 / 97 ) .
و ذكره ابن تيمية في " القاعدة الجليلة " أنه من الإسرائيليات و هو الأشبه
بالصواب .
قلت : و إن مما يؤكد ذلك أنه لا يشرع في ديننا التوسل بحق الآباء , كما تقدم
بيانه تحت الأحاديث المتقدمة ( 22 ـ 25 ) .
336 " قال نبي الله داود : يا رب أسمع الناس يقولون : رب إسحاق ? قال : إن إسحاق
جاد لي بنفسه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 510 ) :
$ ضعيف .
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 556 ) من طريق زيد بن الحباب عن حماد بن
سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن # العباس بن عبد المطلب #
مرفوعا , و قال : هذا حديث صحيح , رواه الناس عن علي بن زيد بن جدعان تفرد به .
قلت : و سكت عليه الذهبي و لم يزد على قوله : رواه الناس عن ابن جدعان , و ابن
جدعان ضعيف منكر الحديث كما تقدم عن ابن كثير في الحديث الذي قبله .
و أما قول الزرقانى في " شرح المواهب " ( 1 / 97 ) :
رواه الحاكم من طرق عن العباس , و قال : صحيح على شرطهما , و قال الذهبي : صحيح
و رواه ابن مردويه عن أبي هريرة , قال ابن كثير : و فيه الحسن بن دينار متروك
و شيخه منكر , ففيه أوهام :
الأول : أنه ليس له عند الحاكم إلا هذه الطريق .
الثاني : أنه إنما صححه مطلقا لم يقل : على شرطهما .
الثالث : أن ابن كثير إنما أعل بما نقله الزرقاني عنه حديث العباس الذي قبله
هذا , و أما علة حديث أبي هريرة فهي عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كما تقدم قبل
ثلاثة أحاديث .
337 " إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة , فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات
فساخ , فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق قال لأبيه : يا أبت أوثقني لا
أضطرب , فينتضح عليك من دمي إذا ذبحتني , فشده , فلما أخذ الشفرة فأراد أن
يذبحه نودي من خلفه *( أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا )* " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 511 ) :
$ضعيف بهذا السياق .
أخرجه أحمد ( رقم 2795 ) من طريق حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن
جبير عن # ابن عباس #مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف رجاله كلهم ثقات , و علته أن عطاء بن السائب كان قد اختلط
و سمع منه حماد في هذه الحالة و قبلها أيضا , فقول الزرقاني في " شرح المواهب "
( 1 / 98 ) و الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " : إسناده صحيح , غير
مسلم , و من المعروف عن الشيخ أحمد أنه يحتج في تصحيح هذا السند بأن حمادا سمع
من عطاء قبل الاختلاط , ذكر ذلك في غير ما موضع من تعليقه على " المسند "
و غيره و هو ذهول عما ذكره الحافظ في " تهذيب التهذيب " عن بعض الأئمة أنه سمع
منه في الاختلاط أيضا , فلا يجوز حينئذ تصحيح حديثه إلا بعد تبين أنه سمعه منه
قبل الاختلاط , و الحديث أخرجه الحاكم ( 1 / 466 ) من طريق أخرى عن ابن عباس
رفعه دون قصة الذبح , و صححه على شرط مسلم و وافقه الذهبي , و أخرجه أحمد ( رقم
2707 ) من طريق ثالث عنه أتم منه , و فيه القصة و فيه تسمية الذبيح إسماعيل ,
و هو الصواب لما تقدم بيانه في حديث : " الذبيح إسحاق " رقم ( 332 ) .
338 " إن الله عز وجل خلق السموات سبعا , فاختار العليا منها فسكنها , و أسكن سائر
سمواته من شاء من خلقه , و خلق الأرضين سبعا فاختار العليا منها فأسكنها من شاء
من خلقه , ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم و اختار من بني آدم العرب ,
و اختار من العرب مضر , و اختار من مضر قريشا , و اختار من قريش بني هاشم ,
و اختارني من بني هاشم , فأنا من خيار إلى خيار , فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ,
و من أبغض العرب فببغضي أبغضهم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 512 ) :
$ منكر .
رواه الطبراني ( 3 / 210 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 458 ) و ابن عدي
( 74 / 2 / 301 / 2 ) و أبو نعيم في " دلائل النبوة " ( ص 12 ) و كذا الحاكم
( 4 / 73 - 74 ) و ابن قدامة المقدسي في " العلو " ( 165 - 166 ) و العراقي في
" محجة القرب إلى محبة العرب " ( 2 / 201 ) من طريقين عن محمد بن ذكوان عن عمرو
ابن دينار عن # ابن عمر #مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا : محمد بن ذكوان , قال النسائي : ليس بثقة , و ضعفه
الدارقطني و غيره , و قد قال العقيلي : إنه لا يتابع عليه , لكن أخرجه الحاكم
من طريق أخرى عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر مرفوعا مختصرا .
قلت : و في سنده أبو سفيان زياد بن سهيل الحارثي و لم أجد له ترجمة .
و الحديث أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 367 - 368 ) من الطريق الأول
و قال عن أبيه : إنه حديث منكر , و أقره الذهبي في ترجمة ابن ذكوان من
" الميزان " .
و مما ينبغي أن يعلم أن القطعة الأخيرة من الحديث المتضمنة فضل العرب و فضل
الرسول صلى الله عليه وسلم ثابتة في أحاديث صحيحة قد ذكرنا بعضها عند الكلام
على الحديث الموضوع : " إذا ذلت العرب ذل الإسلام " و تكلمنا هناك عن مسألة
أفضلية العرب على العجم و حقيقتها بشيء من التفصيل فراجع الحديث ( 163 ) و الذي
بعده .
339 " إن إدريس صلى الله عليه وسلم كان صديقا لملك الموت , فسأله أن يريه الجنة
و النار , فصعد بإدريس فأراه النار , ففزع منها و كاد يغشى عليه , فالتف عليه
ملك الموت بجناحه , فقال ملك الموت : أليس قد رأيتها ? قال : بلى , و لم أر
كاليوم قط , ثم انطلق به حتى أراه الجنة فدخلها , فقال ملك الموت : انطلق قد
رأيتها , قال : إلى أين ? قال ملك الموت : حيث كنت , قال إدريس : لا والله لا
أخرج منها بعد أن دخلتها , فقيل لملك الموت : أليس أنت أدخلته إياها ? و إنه
ليس لأحد دخلها أن يخرج منها " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 513 ) :
$ موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 177 / 1 / 7406 ) من طريق إبراهيم بن
عبد الله بن خالد المصيصي أخبرنا حجاج بن محمد عن أبي غسان محمد بن مطرف عن زيد
بن أسلم عن عبيد الله بن أبي رافع عن # أم سلمة # مرفوعا , قال الهيثمي
( 8 / 199 - 200 ) : و فيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي و هو متروك .
قلت : قال الذهبي في " الميزان " : قلت : هذا رجل كذاب , قال الحاكم : أحاديثه
موضوعة .
340 " سووا بين أولادكم في العطية , فلو كنت مفضلا أحدا لفضلت النساء " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 514 ) :
$ ضعيف .
أخرجه أبو بكر الآجري في " الفوائد المنتخبة " ( 1 / 103 / 1 ) و الطبراني ( 3
/ 142 / 2 ) و الحارث بن أبي أسامة في " المسند " ( ص 106 ـمن زوائده )
و البيهقي ( 6 / 177 ) من طرق أربعة قالوا : حدثنا إسماعيل بن عياش عن سعيد بن
يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن # ابن عباس# مرفوعا .
و هذا سند ضعيف , ابن يوسف هذا متفق على تضعيفه , و قال الحافظ ابن عدي بعد أن
أخرج له هذا ( 3 / 381 ) : ليس له أنكر من هذا الحديث , و لذا قال ابن حجر في
" التقريب " في ترجمته : ضعيف .
و منه تعلم أن قوله في " الفتح " ( 5 / 163 ) : و إسناده حسن , غير حسن .
و الشطر الأول من الحديث صحيح , روى معناه الشيخان و غيرهما من حديث النعمان بن
بشير بلفظ : " اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم " و هو مخرج في الإرواء ( 1598 )
و من أوهام الهيثمي في " مجمعه " ( 4 / 153 ) أنه أعله بعبد الله بن صالح فقط
و ذكر الخلاف فيه , و هو متابع من سائر الجمع و لعله سبب وهم الحافظ .
ثم وجدت الحديث قد رواه أبو محمد الجوهري في " الفوائد المنتقاة " ( 7 / 2 )
و عنه ابن عساكر ( 7 / 184 / 2 ) من طريق الأوزاعي قال : حدثني يحيى بن أبي
كثير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
و هذا إسناد معضل , و هذا هو أصل الحديث , فإن الأوزاعي ثقة ثبت , فمخالفة سعيد
ابن يوسف إياه إنما هو من الأدلة على وهنه و ضعفه .
341 " كان يرى في الظلمة كما يرى في الضوء " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 515 ) :
$ موضوع .
رواه تمام في " الفوائد " ( 207 / 1 - 2 / رقم 2210 - من نسختي ) و ابن عدي
( 221 / 2 ) و عنه البيهقي في " الدلائل " ( 6 / 75 ) و الخطيب في " التاريخ "
( 4 / 272 ) و مكي المؤذن في " حديثه " ( 236 / 1 ) و الضياء المقدسي في
" المنتقى من حديث أبي علي الأوقي " ( 1 / 2 ) عن عبد الله بن المغيرة عن
المعلى بن هلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا , و قال البيهقي :
و هذا إسناد فيه ضعيف .
قلت : بل هو ضعيف جدا , و آفته ابن المغيرة هذا , و يقال فيه : عبد الله بن
محمد بن المغيرة , قال العقيلي : يحدث بما لا أصل له , و قال ابن يونس : منكر
الحديث , و ساق له الذهبي أحاديث هذا أحدها , ثم قال : و هذه موضوعات , و مع
ذلك أورده السيوطي في " الجامع الصغير " .
ثم استدركت فقلت : الحمل فيه على شيخ ابن المغيرة - و هو المعلى بن هلال - أولى
ذلك لأنه اتفق النقاد على تكذيبه كما قال الحافظ في " التقريب " .
و تابعه محمد بن المغيرة المزني عن هاشم بن عروة عن أبيه مرسلا به .
أخرجه ابن عساكر ( 17 / 128 / 2 ) من طريق مخلص بن موحد بن عثمان التنوخي ,
أخبرنا أبي , أخبرنا محمد بن المغيرة به , و لم يذكر في موحد هذا جرحا و لا
تعديلا .
و محمد بن المغيرة هذا لم أعرفه , و لعله سقط من النسخة اسم ابنه عبد الله كما
في الطريق , ثم قال البيهقي : و روي ذلك من وجه آخر ليس بالقوي , أخبرناه
أبو عبد الله الحافظ قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن الخليل النيسابوري ,
حدثنا صالح بن عبد الله النيسابوري , حدثنا عبد الرحمن بن عمار الشهيد , حدثنا
المغيرة بن مسلم عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا نحوه .
قلت : و هذا إسناد مظلم , فإن من دون المغيرة هذا لم أجد لهم ترجمة .
342 " لما حملت حواء طاف بها إبليس , و كان لا يعيش لها ولد , فقال : سميه
عبد الحارث , فسمته : عبد الحارث , فعاش , و كان ذلك من وحي الشيطان و أمره " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 516 ) :
$ ضعيف .
أخرجه الترمذي ( 2 / 181 - بولاق ) و الحاكم ( 2 / 545 ) و ابن بشران في
" الأمالي " ( 158 / 2 ) و أحمد ( 5 / 11 ) و غيرهم من طريق عمر بن إبراهيم عن
قتادة عن الحسن عن # سمرة بن جندب # مرفوعا , و قال الترمذي : حديث حسن غريب لا
نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة , و قال الحاكم : صحيح الإسناد
و وافقه الذهبي .
قلت : و ليس كما قالوا , فإن الحسن في سماعه من سمرة خلاف مشهور , ثم هو مدلس
و لم يصرح بسماعه من سمرة و قال الذهبي في ترجمته من " الميزان " : كان الحسن
كثير التدليس , فإذا قال في حديث : عن فلان , ضعف احتجاجه .
قلت : و أعله ابن عدي في " الكامل " ( 3 / 1701 ) بتفرد عمر بن إبراهيم و قال :
و حديثه عن قتادة مضطرب , و هو مع ضعفه يكتب حديثه .
و مما يبين ضعف هذا الحديث الذي فسر به قوله تعالى *( فلما آتاهما صالحا جعلا
له شركاء فيما آتاهما ... )* الآية , أن الحسن نفسه فسر الآية بغير ما في حديثه
هذا , فلو كان عنده صحيحا مرفوعا لما عدل عنه , فقال في تفسيرها : كان هذا في
بعض أهل الملل و لم يكن بآدم , ذكر ذلك ابن كثير ( 2 / 274 - 275 ) من طرق عنه
ثم قال : و هذه أسانيد صحيحة عن الحسن أنه فسر الآية بذلك , و هو من أحسن
التفاسير و أولى ما حملت عليه الآية , و انظر تمام كلامه فإنه نفيس , و نحوه في
" التبيان في أقسام القرآن " ( ص 264 ) لابن القيم .
343 " ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرأ و كتب " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 518 ) :
$ موضوع .
رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( ج 3 رقم 153 من نسختي ) و الطبراني من
طريق أبي عقيل الثقفي عن مجاهد , حدثني عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال :
فذكره , قال الطبراني : هذا حديث منكر , و أبو عقيل ضعيف الحديث , و هذا معارض
لكتاب الله عز وجل , نقله السيوطي في " ذيل الموضوعات " ( ص 5 ) .
و أما ما جاء في " صحيح البخاري " ( 7 / 403 - 409 ) من حديث البراء رضي الله
عنه في قصة صلح الحديبية : فلما كتب الكتاب , كتبوا : " هذا ما قاضى عليه محمد
رسول الله " , قالوا : لا نقر لك بهذا , لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا
و لكن أنت محمد بن عبد الله , فقال : " أنا رسول الله , و أنا محمد بن
عبد الله " , ثم قال لعلي : " امح رسول الله " , قال علي : والله لا أمحوك أبدا
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب و ليس يحسن يكتب , فكتب : هذا ما
قاضى محمد بن عبد الله .. فليس على ظاهره بل هو من باب بنى الأمير المدينة , أي
أمر .
و الدليل على هذا رواية البخاري أيضا ( 9 / 351 - 381 ) في هذه القصة من حديث
المسور بن مخرمة بلفظ : " والله إني لرسول الله و إن كذبتموني , اكتب : محمد بن
عبد الله " , و مثله في " صحيح مسلم " ( 5 / 175 ) من حديث أنس , و لهذا قال
السهيلي : و الحق أن معنى : قوله " فكتب " أي : أمر عليا أن يكتب , نقله الحافظ
في " الفتح " ( 7 / 406 ) و أقره و ذكر أنه مذهب الجمهور من العلماء , و أن
النكتة في قوله : فأخذ الكتاب ... , لبيان أن قوله : " أرني إياها " أنه ما
احتاج إلى أن يريه موضع الكلمة التي امتنع علي من محوها إلا لكونه لا يحسن
الكتابة .
344 " ما من عبد يحب أن يرتفع في الدنيا درجة فارتفع إلا وضعه الله في الآخرة درجة
أكبر منها و أطول , ثم قال : *( و للآخرة أكبر درجات و أكبر تفضيلا )* " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 519 ) :
$ موضوع .
أخرجه الطبراني ( 6 / 234 ) و أبو نعيم ( 4 / 203 - 204 ) من طريق عبد الغفور
ابن سعد الأنصاري عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن # سلمان الفارسي # مرفوعا .
و هذا سند موضوع , قال ابن حبان في " الضعفاء ( 2 / 148 ) : عبد الغفور كان ممن
يضع الحديث , و قال ابن معين : ليس حديثه بشيء , و قال البخاري : تركوه , و به
أعله في " المجمع " ( 7 / 49 ) , و مع ذلك ذكره في " الجامع " .
345 " يقوم الرجل للرجل , إلا بني هاشم فإنهم لا يقومون لأحد " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 519 ) :
$موضوع .
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8 / 289 / 7946 ) و أبو جعفر الرزاز في
" ستة مجالس من الأمالي " ( ق 232 / 2 ) عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن # أبي
أمامة # مرفوعا .
قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 40 ) بعدما عزاه للطبراني : و فيه جعفر بن
الزبير , و هو متروك .
قلت : بل هو كذاب وضاع , و قد سبقت له عدة أحاديث هو المتهم بها , و لذلك كذبه
شعبة و قال : وضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مئة حديث .
و مما يدل على وضع هذا الحديث أنه يقرر عادة تخالف ما كان عليه الصحابة مع
النبي صلى الله عليه وسلم و هو سيد بني هاشم فإنهم كانوا لا يقومون له صلى الله
عليه وسلم لما يعلمون من كراهيته لذلك , كما سيأتي في الحديث الذي بعده , و خير
الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم , على أنه قد جاء ما يخالف هذا الحديث نصا ,
و لكن إسناده ضعيف عندنا فلا يحتج به و هو الآتي بعده .
ثم وجدت للحديث طريقا آخر , فقال ابن قتيبة في " كتاب العرب أو الرد على
الشعوبية " ( 292 ـ من رسائل البلغاء ) : و حدثني يزيد بن عمرو عن محمد بن يوسف
عن أبيه عن إبراهيم عن مكحول مرفوعا نحوه .
قلت : و هذا سند ضعيف لا تقوم به حجة , و فيه علتان :
الأولى : الإرسال , فإن مكحولا تابعي .
و الأخرى : يزيد بن عمرو شيخ ابن قتيبة , فلم أعرفه .
ثم وجدت له طريقا ثالثا بلفظ : " لا يقومن أحد ... " و سيأتي , و يعارضه الحديث
الآتي :
346 " لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 521 ) :
ضعيف .
و في إسناده اضطراب و ضعف و جهالة , أخرجه أبو داود ( 2 / 346 ) و أحمد ( 5 /
253 ) من طريق عبد الله بن نمير , و الرامهرمزي في " الفاصل " ( ص 64 ) و تمام
في " الفوائد " ( 41 / 2 ) عن يحيى بن هاشم كلاهما عن مسعر عن أبي العنبس عن
أبي العدبس عن أبي مرزوق عن أبي غالب عن # أبي أمامة # قال : خرج علينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا , فقمنا إليه فقال ... فذكره .
ثم أخرجه أحمد عن سفيان عن مسعر عن أبي عن أبي عن أبي منهم أبو غالب عن أبي
أمامة به , و رواه عبد الغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء " ( 93 / 2 ) عن
سفيان بن عيينة عن مسعر بن كدام عن أبي مرزوق عن أبي العنبس عن أبي العدبس عن
أبي أمامة , ثم أخرجه أحمد ( 5 / 256 ) و الروياني في " مسنده " ( 30 / 225 /
2 ) من طريق يحيى بن سعيد عن مسعر , حدثنا أبو العدبس عن أبي خلف , حدثنا
أبو مرزوق قال : قال أبو أمامة .
و قال الروياني : اليهود بدل الأعاجم , و أخرجه ابن ماجه ( 2 / 431 ) من طريق
وكيع عن مسعر عن أبي مرزوق عن أبي وائل عن أبي أمامة .
و هذا اضطراب شديد يكفي وحده في تضعيف الحديث , فكيف و أبو مرزوق لين , كما قال
الحافظ في " التقريب " و قال الذهبي في " الميزان " : قال ابن حبان : لا يجوز
الاحتجاج بما انفرد به , ثم ساق له هذا الحديث من الطريق الأول , ثم ساقه من
طريق ابن ماجه , إلا أنه قال : أبي العدبس بدل أبي وائل ثم قال : و هذا غلط
و تخبيط , و في بعض النسخ : عن أبي وائل بدل عن أبي العدبس , و أبو العدبس
مجهول كما في " الميزان " للذهبي و " التقريب " لابن حجر , و به أعل الحديث
الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 181 ) .
و قد ذهل المنذري عن علة الحديث الحقيقية و هي الجهالة و الضعف و الاضطراب الذي
فصلته , فذهب يعله في " مختصر السنن " ( 8 / 93 ) بأبي غالب , فذكر أقوال
العلماء فيه و هي مختلفة , و الراجح عندي أنه حسن الحديث , و لم يرجح المنذري
ها هنا شيئا , و أما في " الترغيب و الترهيب " ( 3 / 269 - 270 ) فقال بعد أن
عزاه لأبي داود و ابن ماجه : و إسناده حسن , فيه أبو غالب , فيه كلام طويل
ذكرته في " مختصر السنن " و غيره و الغالب عليه التوثيق , و قد صحح له الترمذي
و غيره .
قلت : و الحق أن الحديث ضعيف و علته ممن دون أبي غالب كما سبق .
نعم معنى الحديث صحيح من حيث دلالته على كراهة القيام للرجل إذا دخل , و قد جاء
في ذلك حديث صحيح صريح , فقال أنس بن مالك رضي الله عنه : ما كان شخص في الدنيا
أحب إليهم رؤية من رسول الله صلى الله عليه وسلم , و كانوا لا يقومون له لما
يعلمون من كراهيته لذلك .
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( ص 136 ) و الترمذي ( 4 / 7 ) و صححه
و الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " و أحمد أيضا في " المسند "
( 3 / 132 ) و سنده صحيح على شرط مسلم , و رواه آخرون كما تراه في " الصحيحة "
( 358 ) .
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره هذا القيام لنفسه و هي المعصومة من
نزعات الشيطان , فبالأحرى أن يكرهه لغيره ممن يخشى عليه الفتنة , فما بال كثير
من المشايخ و غيرهم قد استساغوا هذا القيام و ألفوه كأنه أمر مشروع , كلا بل إن
بعضهم ليستحبه مستدلا بقوله صلى الله عليه وسلم : " قوموا إلى سيدكم " ذاهلين
عن الفرق بين القيام للرجل احتراما و هو المكروه , و بين القيام إليه لحاجة مثل
الاستقبال و الإعانة عن النزول , و هو المراد بهذا الحديث الصحيح , و يدل عليه
رواية أحمد له بلفظ : " قوموا إلى سيدكم فأنزلوه " و سنده حسن و قواه الحافظ في
" الفتح " , و قد خرجته في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " رقم ( 67 ) , و للشيخ
القاضي عز الدين عبد الرحيم بن محمد القاهري الحنفي ( ت : 851 هـ ) رسالة في
هذا الموضوع أسماها " تذكرة الأنام في النهي عن القيام " لم أقف عليها , و إنما
ذكرها كاتب حلبي في " كشف الظنون " .
347 " لا تزال الأمة على شريعة ما لم تظهر فيهم ثلاث : ما لم يقبض منهم العلم ,
و يكثر فيهم ولد الخبث , و يظهر السقارون , قالوا : و ما السقارون يا رسول الله
? قال : بشر يكونون فى آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا اللعن " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 523 ) :
$ منكر .
أخرجه الحاكم ( 4 / 444 ) و أحمد ( 3 / 439 ) عن زبان بن فائد عن # سهل بن
معاذ بن أنس عن أبيه # مرفوعا , و قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين و رده
الذهبي بقوله : قلت : منكر , و زبان لم يخرجا له .
قلت : و زبان قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف الحديث مع صلاحه و عبادته .
348 " هو الوزغ بن الوزغ الملعون بن الملعون : يعني مروان بن الحكم " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 524 ) :
$ موضوع .
أخرجه الحاكم ( 4 / 479 ) من طريق ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف عن
# عبد الرحمن بن عوف # قال : كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي صلى الله
عليه وسلم فدعا له , فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال ... فذكره , قال الحاكم :
صحيح الإسناد و رده الذهبي بقوله : قلت : لا والله , و ميناء كذبه أبو حاتم .
قلت : و قال ابن معين في كتاب " التاريخ و العلل " ( 13 / 2 ) : ليس بثقة و لا
مأمون , و ربما قال : من ميناء أبعده الله ? ! , و قال يعقوب بن سفيان : غير
ثقة و لا مأمون , يجب أن لا يكتب حديثه .
349 " رحم الله حميرا , أفواههم سلام , و أيديهم طعام , و هم أهل أمن و إيمان " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 524 ) :
$ موضوع .
أخرجه الترمذي ( 4 / 378 ) و أحمد ( 2 / 278 ) و من طريقه العراقي في
" المحجة " ( 46 / 2 ) عن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت
# أبا هريرة # يقول : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل أحسبه
من قيس , فقال : يا رسول الله ألعن حميرا ? فأعرض عنه , ثم جاءه من الشق الآخر
فأعرض عنه , فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ... فذكره , و قال : هذا حديث
غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه , و يروي عن ميناء أحاديث مناكير .
قلت : و قد كذبه أبو حاتم كما تقدم في الحديث الذي قبله .
و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية أحمد و الترمذي , و لم يتكلم
عليه شارحه المناوي بشيء ! لا في " الفيض " , و لا في " التيسير " .
350 " من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 525 ) :
$ لا أصل له بهذا اللفظ .
و قد قال الشيخ ابن تيمية : والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا ,
و إنما المعروف ما روى مسلم أن # ابن عمر # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : " من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة و لا حجة له , و من مات
و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " , و أقره الذهبي في " مختصر منهاج
السنة " ( ص 28 ) و كفى بهما حجة , و هذا الحديث رأيته في بعض كتب الشيعة , ثم
في بعض كتب القاديانية يستدلون به على وجوب الإيمان بدجالهم ميرزا غلام أحمد
المتنبي , و لو صح هذا الحديث لما كان فيه أدنى إشارة إلى ما زعموا , و غاية ما
فيه وجوب اتخاذ المسلمين إماما يبايعونه , و هذا حق كما دل عليه حديث مسلم
و غيره .
ثم رأيت الحديث في كتاب " الأصول من الكافي " للكليني من علماء الشيعة رواه
( 1 / 377 ) عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة عن
أبي عبد الله مرفوعا , و أبو عبد الله هو الحسين بن علي رضي الله عنهما .
لكن الفضيل هذا و هو الأعور أورده الطوسي الشيعي في " الفهرست " ( ص 126 ) ثم
أبو جعفر السروي في " معالم العلماء " ( ص 81 ) , و لم يذكرا في ترجمته غير أن
له كتابا ! و أما محمد بن عبد الجبار فلم يورداه مطلقا , و كذلك ليس له ذكر في
شيء من كتبنا , فهذا حال هذا الإسناد الوارد في كتابهم " الكافي " الذي هو أحسن
كتبهم كما جاء في المقدمة ( ص 33 ) , و من أكاذيب الشيعة التي لا يمكن حصرها
قول الخميني في " كشف الأسرار " ( ص 197 ) : و هناك حديث معروف لدى الشيعة
و أهل السنة منقول عن النبي : ... ثم ذكره دون أن يقرنه بالصلاة عليه صلى الله
عليه وسلم , و هذه عادته في هذا الكتاب ! فقوله : و أهل السنة كذب ظاهر عليه
لأنه غير معروف لديهم كما تقدم بل هو بظاهره باطل إن لم يفسر بحديث مسلم كما هو
محقق في " المنهاج " و " مختصره " و حينئذ فالحديث حجة عليهم فراجعهما .
351 " يا علي أنت أخي في الدنيا و الآخرة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 526 ) :
$ موضوع .
أخرجه الترمذي ( 4 / 328 ) و ابن عدي ( 59 / 1 , 69 / 1 ) و الحاكم ( 3 / 14 )
من طريق حكيم بن جبير عن جميع بن عمير عن # ابن عمر # قال : لما ورد رسول الله
صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بين أصحابه , فجاء علي رضي الله عنه تدمع عيناه
فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك , و لم تواخ بيني و بين أحد , فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... الحديث ,و قال الترمذي : هذا حديث حسن
غريب , و تعقبه الشارح المباركفوري فقال : حكيم بن جبير ضعيف , و رمي بالتشيع .
قلت : تعصيب الجناية برأس حكيم هذا وحده ليس من الإنصاف في شيء , و ذلك
لأمرين :
الأول : أن شيخه جميع بن عمير متهم , قال الذهبي : قال ابن حبان : رافضي يضع
الحديث , و قال ابن نمير : كان من أكذب الناس , ثم ساق له هذا الحديث .
الآخر : أن ابن جبير لم يتفرد به عن جميع , فقد تابعه سالم بن أبي حفصة و هو
ثقة , لكن في الطريق إليه إسحاق بن بشر الكاهلي و قد كذبه ابن أبي شيبة ,
و موسى بن هارون , و قال الدارقطني : هو في عداد من يضع الحديث , أخرجه من
طريقه الحاكم أيضا , فتعقبه الذهبي بقوله : قلت : جميع اتهم , و الكاهلي هالك ,
و تابعه أيضا كثير النواء , رواه ابن عدي , فآفة الحديث جميع هذا , و قد قال
ابن عدي : و عامة ما يرويه لا يتابعه غيره عليه , و لهذا قال شيخ الإسلام ابن
تيمية : و حديث مواخاة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي من الأكاذيب , و أقره
الحافظ الذهبي في " مختصر منهاج السنة " ( ص 317 ) .
352 " يا علي أنت أخي و صاحبي و رفيقي في الجنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 527 ) :
$ موضوع .
أخرجه الخطيب ( 12 / 268 ) من طريق عثمان بن عبد الرحمن , حدثنا محمد بن علي بن
الحسين عن أبيه عن # علي # مرفوعا .
قلت : و هذا سند موضوع , عثمان بن عبد الرحمن هو القرشي و هو كذاب كما تقدم
مرارا , و قد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : و أحاديث المواخاة كلها كذب , و أقره
الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص 460 ) .
353 " إن الله تعالى أوحى إلي فى علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي : أنه سيد المؤمنين
و إمام المتقين , و قائد الغر المحجلين " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 528 ) :
$ موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 210 ) عن مجاشع بن عمرو حدثنا عيسى بن
سوادة النخعي حدثنا هلال بن أبي حميد الوزان عن # عبد الله بن عكيم الجهني #
مرفوعا , و قال : تفرد به مجاشع .
قلت : و هو كذاب , و كذا شيخه عيسى بن سوادة , و به وحده أعله الهيثمي في
" المجمع " ( 9 / 121 ) فقصر , و قال شيخ الإسلام ابن تيمية : هذا حديث موضوع
عند من له أدنى معرفة بالحديث , و لا تحل نسبته إلى الرسول المعصوم , و لا نعلم
أحدا هو سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين غير نبينا صلى الله
عليه وسلم , و اللفظ مطلق , ما قال فيه من بعدي , و أقره الذهبي في " مختصر
المنهاج " ( ص 473 ) .
354 " خلق الله تعالى آدم من طين الجابية , و عجنه بماء الجنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 528 ) :
$ منكر .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 8 / 1 ) و عنه الحافظ ابن عساكر في " تاريخ
دمشق " ( 2 / 119 ) و كذا الضياء في " المجموع " ( 60 / 2 ) عن هشام بن عمار :
أخبرنا الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن رافع عن المقبري عن # أبي هريرة # مرفوعا
.
و هذا سند ضعيف جدا , إسماعيل بن رافع قال الدارقطني و غيره : متروك الحديث
و قال ابن عدي : أحاديثه كلها مما فيه نظر , ثم ساق له هذا الحديث , و من طريقه