السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الاثنين، 12 فبراير 2024

كتاب المواريث من اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة {المواريث والبعث والاخر}

كتاب المواريث والبعث من اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 

{المواريث والبعث}

كتاب الْمَوَارِيثِ

(ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى الْأَيْلِيّ حَدَّثَنَا عُمَر بْن يَحْيَى حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عَمْرو النَّخَعِيّ عَنِ الْكَلْبِيّ عَنْ أَبِي صالِح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: الْخُنْثَى يَرِثُ مِنْ قِبَلِ مَبَالِهِ.

لَا يَصِّح الْكَلْبِيّ والنَّخَعِيّ وأَبُو صَالح كذابون قَالَ ابْن عدي وَالْبَلَاء فِيهِ مِنَ الْكَلْبِيّ ذكر أَبُو مُحَمَّد بْن قُتَيْبَة أَن فَاطِمَة خرجت فِي ثَلَاثَة من نسائها فتوطأ ذيولها حَتَّى دخلت عَلَى أَبِي بَكْر فكلمته يَعْنِي فِي الْمِيرَاث قَالَ ابْن قُتَيْبَة كُنْت أرى أَن لهَذَا أصلا فَقَالَ لي بعض نقلة الْأَخْبَار: أَنَا أسن منْ هَذَا الْحَدِيث وَأعرف منْ عمله قلت: فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا منْ طرق عَنْ عَائِشَة أَن فَاطِمَة أَتَتْ أَبَا بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ تلتمس مِيرَاثهَا منْ رَسُول الله فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْر إِن رَسُول الله قَالَ: لَا نورث مَا تركنَا صَدَقَة.

وَفِي تَارِيخ ابْن النَّجّار بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَر بْن المُهْتَدِي قَالَ لَا شكّ أَن فَاطِمَة والْعَبَّاس علما أَن النَّبِيّ قَالَ: نَحْنُ معاشر الْأَنْبِيَاء لَا نورث مَا تركنَا صَدَقَة. فتأولت فَاطِمَة والْعَبَّاس أَن ذَلِكَ فِي الكراع وَالسِّلَاح وَآلَة الْجِهَاد دون المَال وأخبرهما أَبُو بَكْر أَن المُرَاد جُمَيْع مَا يملكهُ واللَّه أَعْلَم.

(الجوزقاني) أَنْبَأَنَا أَبُو نصر الصَّواف أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم بْن مُحَمَّد الْوَرَّاق حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْن بْن عُثْمَان حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنَا الْقَاسِم بْن اللَّيْث حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المُهَاجر حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ خَالِد الْحذاء عَن عَمْرو بْن كردِي عَن يَحْيَى بْن معمر عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ كَانَ يُوَرِّثُ الْمُسْلِمَ مِنَ الْكَافِرِ وَيَقُولُ سَمِعْتُ رَسُول الله يَقُولُ: الإِسْلامُ يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ.

بَاطِل وَالْمُتَّهَم بِهِ مُحَمَّد بْن المُهَاجر.

قلت: هُوَ بَرِيء مِنْهُ فقد أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا دَاوُد بْن مُحَمَّد بْن صَالح المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الحَجَّاج الشَّامي حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة بِهِ وَأخرجه أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ عَمْرو بْن أَبِي حَكِيم عَنْ عبد الله بن

(2/367)

بُرَيْدَة عَن يَحْيَى بْن يعْمُر عَنْ أَبِي الْأسود الدَّيْلَمِيّ عَنْ مُعَاذ بْن جبل بِهِ وَأخرجه أَحْمَد فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا شُعْبَة بِهِ وَأخرجه الْحَاكِم وَصَححهُ ولَمْ يتعقبه الذَّهَبِيّ واللَّه أَعْلَم (أَنْبَأَنَا) الْفَضْل بْن الْحُبَاب حَدَّثَنَا مسدَّد حَدَّثَنَا عِيسَى بْن يُونُس عَنْ جَعْفَر بْن الزبير عَن الْقَاسِم عَن أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا: مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ فَلَهُ وَلاؤُهُ.

لَا يَصِّح الْقَاسِم واه وجَعْفَر يكذب وَتَابعه مُعَاوِيَة بْن يَحْيَى الصَّدَفِي وَلَيْسَ بِشَيْء عَنِ الْقَاسِم قُلْتُ أَخْرَجَهُ البَيْهَقيّ فِي سنَنه مِنَ الطَّرِيقَيْنِ وقَالَ ضَعِيف وَشَاهد مَا رَوَاهُ أَحْمَد والدارمي وأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والنَّسائيّ وَابْن مَاجَه والدارَقُطْنيّ وَالْحَاكِم عَن تَميم الدَّارِيّ قَالَ: قلتُ يَا رَسُول الله مَا السّنة فِي الرجل يسلم عَلَى يَدي الرجل؟ قَالَ: هُوَ أولى النّاس بمحياته ومماته.

واللَّه أعلم.

ثم كتاب البعث

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة

كتاب الْبَعْثِ

(الدارَقُطْنيّ) حَدَّثَنَا أَبُو الْأسود عَن عَبْد الله بْن مُوسَى القَاضِي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد الْحَنَفِيّ حَدَّثَنَا عِمْرَانَ حَدَّثَنَا خَارِجَة عَنِ ابْن جُرَيْج عَنْ عَطاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ حَظَّ أُمَّتِي مِنَ الأَرْضِ طُولُ بَلائِهَا تَحْتَ الأَرْضِ وَإِنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ حَتَّى أَدْخُلَهَا أَنَا وَأُمَّتِي الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ.

قَالَ الدارَقُطْنيّ: تَفَرّد بِهِ الْحَنَفِيّ عَنْ عِمْرَانَ عَنْ خَارِجَة بْن مُصْعَب وخارجة لَيْسَ بِثِقَة.

(ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّه النبطي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا حَمْزَة بْن دَاوُد حَدَّثَنَا عُمَر بْن يحيى عَن الْعَلَاء بن زيدل عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله الدُّنْيَا سَبْعَةُ أَيَّامٍ الآخِرَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}

عُمَر مَوْضُوع.

وَالْمُتَّهَم بِهِ الْعَلاء بْن زيد قلت لَهُ شَوَاهِد

(2/368)

فَأخْرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والبَيْهَقيّ فِي الدَّلَائِل منْ حَدِيث الضَّحَّاك بْن ذهل الجُهَنيِّ: الدُّنْيَا سَبْعَة آلَاف سنة وَأَنا فِي آخرهَا ألف وَأوردهُ السُّهَيْليّ فِي الرّوح قَالَ هَذَا الْحَدِيث وَإِن كَانَ ضَعِيف الْإِسْنَاد فقد رَوَى مَوْقُوفا عَلَى ابْن عَبَّاس منْ طرق صِحَاح أَنَّهُ قَالَ: الدُّنْيَا سَبْعَة أَيَّام كُلّ يوْم ألف سنة وَبعث رَسُول الله فِي آخرهَا ألفا.

قَالَ وَصحح أَبُو جَعْفَر الطَّبَرَانِيّ هَذَا الأَصْل وعضده بآثار انْتهى.

وَلَهُ شَاهد مَرْفُوع منْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْرَجَهُ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول منْ طَرِيق لَيْث بْن أَبِي سُلَيْم عَنْ مُجَاهِد عَنْهُ وَلَيْث لين وَآخر مَرْفُوع منْ حَدِيث أَنَس بِلَفْظ عُمَر الدُّنْيَا سَبْعَة آلَاف سنة أَخْرَجَهُ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه عَنْ شَقِيق بْن إِبْرَاهِيم الزَّاهد عَنْ أَبِي هَاشِم الْأَيْلِيّ عَنْ أَنَس وأَبُو هَاشِم ضَعِيف وَعند ابْن أَبِي حَاتِم فِي التَّفْسِير عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ: الدُّنْيَا جُمُعَة منْ جمع الْآخِرَة سَبْعَة آلَاف سنة وروى ابْن أَبِي الدُّنْيَا فِي ذمّ الأمل عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ: إِنَّمَا الدُّنْيَا جُمُعَة منْ جمع الْآخِرَة وَورد بِذَلِك آثَار أخر سقتها فِي كتاب كشف الْغُمَّة عَنْ مُجَاوزَة هَذِهِ الْأمة واللَّه أَعْلَم (العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا صَالِح بْن شُعَيْب حَدَّثَنَا أُمَيَّة بْن بسطَام الْعَبْسيّ حَدَّثَنَا عَاصِم الْعَبادَانِي حَدَّثَنَا عَبْد الْكَرِيم بْن كَيْسَان عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: حَوْضِي أَشْرَبُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنِ اتَّبَعَنِي مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ نَاقَةَ ثَمُودَ لِصَالِحٍ فَيَحْتَلِبُهَا فَيَشْرَبُهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ حَتَّى يُوَافَى بِهَا الْمَوْقِفَ وَلَهَا رُغَاءٌ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنْتَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْعَضْبَاءِ قَالَ لَا ابْنَتِي فَاطِمَةُ عَلَى الْعَضْبَاءِ وَأُحْشَرُ أَنَا عَلَى الْبُرَاقِ وَأُخْتَصُّ بِهِ دُونَ الأَنْبِيَاءِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى بِلالٍ فَقَالَ يُحْشَرُ هَذَا عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ فَيَقْدَمُهَا بِالأَذَانِ مَحْضًا فَإِذَا قَالَ أشهدُ أَن لَا إِلَه إِلا اللَّهُ قَالَتِ الأَنْبِيَاءُ مِثْلَهَا وَنَحْنُ نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَتِ الْخَلائِقُ نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَمِنْ مَقْبُولٍ مِنْهُ وَمِنْ مَرْدُودٍ عَلَيْهِ فَيُتَلَقَّى بِحُلَّةٍ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ الشُّهَدَاءُ وَصَالِحُ الْمُؤَذِّنِينَ.

مَوْضُوع: قَالَ العُقَيْليّ: عَبْد الْكَرِيم مَجْهُول بِالنَّقْلِ وَحَدِيثه غَيْر مَحْفُوظ.

قُلْتُ لَهُ طَرِيق آخر أَخْرَجَهُ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْد اللَّه الفُرَاوِيّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن عُمَر العُمَرِي أَنْبَأنَا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي شُرَيْح حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الخيري الرداني حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد حُمَيد بْن زَنْجوَيْه حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه هُوَ ابْن يُونُس حَدَّثَنَا سَلام بْن سَلام حَدَّثَنَا جَبَلَة بْن عُثْمَان عَمَّن حدّثه عَنْ مَكْحُول عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: حَوْضِي أَشْرَبُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَمَنْ آمَنَ بِي وَمَنِ اسْتَسْقَانِي مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَتُبْعَثُ نَاقَةُ ثَمُودَ لِصَالِحٍ فَيَحْتَلِبُهَا فَيَشْرَبُ مِنْ لَبَنِهَا هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى تُوَافِيَ بِهِ الْمَحْشَر

(2/369)

لَهَا رُغَاءٌ وَهُوَ يُلَبِّي عَلَيْهَا فَقَالَ مُعَاذٌ إِذَنْ تَرْكَبُ الْعَضْبَاءَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا تَرْكَبُهَا ابْنَتِي فَاطِمَةُ وَأَنَا عَلَى الْبُرَاقِ اخْتُصِصْتُ بِهِ مِنْ دُونِ الأَنْبِيَاءِ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى بِلالٍ فَقَالَ هَذَا يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ يُنَادِي عَلَى ظَهْرِهَا بِالأَذَانِ مَحْضًا أَوْ قَالَ حَقًّا.

فَإِذَا سَمِعَتِ الأَنْبِيَاءُ وَأُمَمُهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا الله وأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ نَظَرُوا كُلُّهُمْ إِلَى بِلالٍ فَقَالُوا وَنَحْنُ نشْهد على ذَلِك قبَاء ذَلِك مِمَّن قبل مِنْهُ وَرَدَّ عَلَى مَنْ رَدَّ فَإِذَا وَافَى بِلالٌ اسْتُقْبِلَ بِحُلَّةٍ مِنَ الْجَنَّةِ فَلَبِسَهَا وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ بِلالٌ وَصَالِحُ الْمُؤَذِّنِينَ.

وقَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي كتاب الْأَذَان: حَدثنَا ابْن أسيد المَدِينيّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عَبْد الْمُؤْمِن اللؤْلُؤِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَعْلَى زينور حَدَّثَنَا عُمَر بْن صبح عَن مقَاتل بْن حبَان عَنْ كثير بْن مرّة الْحَضْرَمِيّ بْن أَبِي أَوْفَى قَالَ: حدث رَسُول الله بِحَدِيث الْحَوْض فَلَمَّا فرغ منْ حَدِيثه قَالَ يشرب منْ حَوْضِي يَوْم الْقِيَامَة أَنا ومؤمنو أمتِي وَمن استسقاني مِنَ الْأَنْبِيَاء وتبعث نَاقَة ثَمُود لصالح النَّبِيّ عَلَيْه الصَّلِاة وَالسَّلَام لَهَا رُغَاء حَتَّى يوافى بهَا الْمَحْشَر فَقَالَ مُعَاذ يَا رَسُول اللَّه وَأَنت يَوْمئِذٍ عَلَى نَاقَتك العضباء قَالَ لَا تركبها ابْنَتي وَأَنا يَوْمئِذٍ عَلَى الْبراق أخص بِهِ نَفسِي دون الْأَنْبِيَاء قَالَ وبلال جَالس أَمَام رَسُول الله فَأَشَارَ النَّبِي قَالَ وَهَذَا يَوْمئِذٍ عَلَى نَاقَة منْ نُوق الجَنَّة يُنَادي عَلَيْهَا نِدَاء مخلصًا بِالْأَذَانِ فَإِذا سَمِعْتُ الْأَنْبِيَاء وأتباعهم مِنَ الْأُمَم قَول بِلَال أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ قَالُوا بأجمعهم مثل قَول بِلَال تَصْدِيقًا لَهُ قبل ذَلِك مِمَّن قبل مِنْهُ وَرَدَّ عَلَى منْ رد فَلَا يزَال بِلَال يُؤذن أذانًا بعد أَذَان على نقاته حَتَّى يوافى بهَا الْمَحْشَر يسْتَقْبل بحلة منْ حلل الجَنَّة فيلبسها وَأول منْ يكسى يَوْمئِذٍ بعد الْأَنْبِيَاء وَالشُّهَدَاء بِلَال وَصَالح المؤذنين وَالْمُؤمنِينَ واللَّه أَعْلَم.

(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا حَكَّامَة بنت عُثْمَان بْن دِينَار أَخْي مَالك بْن دِينَار عَنْ أَبِيهَا عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ وَلا فَخْرٌ وَيَتْبَعُنِي بِلالٌ الْمُؤَذِّنُ وَيَتْبَعُهُ سَائِرُ الْمُؤَذِّنِينَ وَهُوَ وَاضِعٌ يَدَهُ فِي أَذَانِهِ وَهُوَ يُنَادِي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وَسَائِرُ الْمُؤَذِّنِينَ يُنَادُونَ مَعَهُ وَيَتْبَعُونَهُ حَتَّى يَأْتِيَ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ فَأَكُونُ أَنَا أَوَّلُ ضَارِبٍ حَلْقَةَ بَابِ الْجَنَّةِ وَلا فَخْرَ فَتَتَلَقَّانَا الْمَلائِكَةُ بِخُيُولٍ وَنُوقٍ َمِنْ أَلْوَانِ الْجَوَاهِرِ تَعْقِلُهَا التَّسْبِيحُ حَتَّى تُسَلِّمَ عَلَيْنَا وَتَقُولُ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنَيْنَ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ وذُكِر حَدِيثا طَويلا.

كَذَا قَالَ العُقَيْليّ: قَالَ عُثْمَان تروى عَنْهُ ابْنَته حَكَّامَة أَحَادِيث بَوَاطِيلُ لَهَا أَصْل منْ هَذَا الْحَدِيث.

(الْخَطِيب) أَنْبَأَنَا أَبُو عَليّ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بن

(2/370)

إِسْمَاعِيل الْبَزَّار حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن عَائِد الخلَّال حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن دَاوُد السطري حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن صالِح حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أَيُّوب عَنِ ابْن جُرَيْج عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب القرضي عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: يَبْعَثُ اللَّهُ الأَنْبِيَاءَ عَلَى الدَّوَابِّ وَيُبْعَثُ صَالِحٌ عَلَى نَاقَتِهِ كَمَا يُوَافَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ الْمَحْشَرَ وَيُبْعَثُ ابْنَا فَاطِمَةَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى نَاقَتَيْنِ وَعَلَيُّ بْنُ أَبَى طَالِبٍ عَلَى نَاقَتِي وَأَنَا عَلَى الْبراق وَيبْعَث بِلَالًا عَلَى نَاقَةٍ فَيُنَادَى بِالأَذَانِ وَشَاهِدُهُ حَقًّا حَقًّا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أشهدُ أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله شَهِدَ بِهَا جَمِيعُ الْخَلائِقِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فَقُبِلَتْ مِمَّنْ قُبِلَتْ مِنْهُ.

مَوْضُوع: عَبْد اللَّه بْن صَالح كَاتب اللَّيْث مُنكر الْحَدِيث كَانَ لَهُ جَار يضع الْحَدِيث عَلَى شيخ عَبْد اللَّه ويكتبه بِخَط يشبه خطّ عَبْد اللَّه ويرميه فِي دَاره بَيْنَ كتبه فيتوهم عَبْد اللَّه أَنَّهُ خطه فَيحدث بِهِ.

قُلْتُ لَهُ طَرِيق آخر أَخْرَجَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك قَالَ أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن بَالَوَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا ابْن نُمَيْر حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم قَائِد الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا صَالِح الْأَعْمَشُ عَنْ سُهَيْل بْن أَبِي صَالح عَنْ أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا.

قَالَ الْحَاكِم: صَحِيح عَلَى شَرط مُسْلِم وَتعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ أَبُو مُسلم لم يخرجُوا لَهُ قَالَ الْبُخَارِيّ فِيهِ نظر وقَالَ غَيره مَتْرُوك انْتهى.

وَورد أَيْضا حَدِيث بُرَيْدَة وعَلى أخرج ابْن عَسَاكِر منْ طَرِيق أَبِي نُعَيم حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْوَرَّاق الْمُؤَدب حَدَّثَنَا أَبُو صَالِح مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الْمُهلب حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى الطرسوسي حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن الخَطَّاب حَدَّثَنَا ابْن الْفَضْل بْن عَطِيَّة عَنْ أَبِيه عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: يَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى نَاقَةَ صَالِحٍ يَشْرَبُ مِنْ لَبَنِهَا هُوَ وَمَنْ آمن بِهِ مِنْ قَوْمِهِ وَلِي حَوْضٌ كَمَا بَيْنَ عَدْنَ إِلَى عُمَانَ أَكْوَابُهُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَيَسْتَسْقِي الأَنْبِيَاءُ وَيَبْعَثُ اللَّهُ صَالِحًا عَلَى نَاقَتِهِ قَالَ مُعَاذُ بْنُ جبل يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنْتَ عَلَى الْعَضْبَاءِ قَالَ أَنا أبْعث على الْبراق ويخصني بِهِ من بَين الْأَنْبِيَاء وَفَاطِمَة ابْنَتي على العضباء وَيُؤْتَى بِلالٌ بِنَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ فَيَرْكَبُهَا وَيُنَادِي بِالأَذَانِ فَيُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى يُوافِيَ الْمَحْشَرَ وَيُؤْتَى بِلالٌ بِحُلَّتَيْنِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ فَيَكْسَاهُمَا فَأَوَّلُ مِنْ يُكْسَى مِنَ الْمُؤَذِّنِينَ بِلالٌ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدُ.

وَأخرج ابْن عَسَاكِر منْ طَرِيق زَيْد بْن يَعْقُوب الدّقّاق حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن مُحَمَّد الْفَروِي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُمَر عَنْ أَبِيهِ عُمَر بْن عَلِيّ عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب: إِذا كَانَ يوْم الْقِيَامَة حملت عَلَى الْبراق وحملت فَاطِمَة عَلَى نَاقَتي العضباء وَحمل بِلَال عَلَى نَاقَة منْ نُوق الجَنَّة وَهُوَ يَقُولُ اللَّه أكبر اللَّه أكبر إِلَى آخر الْأَذَان يسمع الْخَلَائق.

وَأخرج ابْن عَسَاكِر منْ طَرِيق الحبيب حَدَّثَنِي الْحسن بن أبي طَالب

(2/371)

حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الْوَاعِظ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد حَدَّثَنَا عُمَر بْن يَحْيَى الْآجُرِيّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيم المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا دَاوُد بْن الزبْرِقَان عَن مُحَمَّد بْن جحادة عَنْ أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: يُحْشَرُ الْمُؤَذِّنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نُوق من نُوقِ الْجَنَّةِ يَقْدَمُهُمْ بِلالٌ رَافِعِي أَصْوَاتِهِمْ بِالأَذَانِ يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ الْجَمْعُ فَيُقَالُ مَنْ هَؤُلاءِ فَيُقَالُ مُؤَذِّنُو أمة مُحَمَّد يخافُ النَّاس وَلَا يَخافون ويحزنُ النَّاسُ وَلا يَحْزَنُونَ واللَّه أَعْلَم.

(ابْن عدي) حَدَّثَنَا ابْن أَبِي سُوَيْد حَدَّثَنَا شَيبَان حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن دِينَار عَنِ الخصيب بْن جحدر عَنْ عِمْرَانَ بْن سُلَيْمَان عَن عَوْف بْن مَالك الْأَشْجَعِيّ عَن النَّبِي قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ الْمُتَكَبِّرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُوَرِ الذَّرِّ لِهَوَانِهِمْ عَلَى اللَّهِ يَتَوَاطَؤُهُمُ الْجِنُّ وَالإِنْسُ وَالدَّوَابُّ بِأَرْجُلِهَا حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فَيَدْخُلُ أَهْلُ الْجنَّة الْجنَّة وأهلُ النَّار النَّار وَيُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي وَادِ جَهَنَّمَ: الخصيب مَتْرُوك وَكَذَا الْحَسَن.

قُلْتُ لَهُ شَاهد منْ حَدِيث جَابِر وَأبي هُرَيْرَةَ وَابْن عُمَر.

وقَالَ الْبَزَّار حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن السكن الْأَيْلِيّ حَدَّثَنَا الْجَعْد بْن زُرَيْق أَخْبَرَنِي الْقَاسِم بْن عَبْد اللَّه يَعْنِي العُمَرِي عَنْ مُحَمَّد بْن المُنْكَدِر عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِي قَالَ: يَبْعَثُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسا فِي صُوَرِ الذَّرِّ يَتَوَاطَؤُهُمُ النَّاسُ بِأَقْدَامٍ فَيُقَالُ مَا بَالُ هَؤُلاءِ الْمُسْتَكْبِرُونَ فِي الدُّنْيَا.

وقَالَ الْبَزَّار: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُثْمَان العُقَيْليّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رَاشد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو عَن أَبِي سَلمَة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُوَرِ الذَّرِّ.

قَالَ أَبُو الْقَاسِم بْن صَصْرى فِي أَمَالِيهِ أَنْبَأَنَا أَبُو غَالب أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الْبناء أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حسون النَّرْسِيّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْوراق إملاء حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان إملاء حَدَّثَنَا أَبُو ثَوْر هَاشم بْن نَاجِية مولى عُثْمَان بْن عَفَّان حَدَّثَنَا عَطَاء بْن مُسْلِم عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو عَن أَبِي سَلمَة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِيّ قَالَ: يُجَاءُ بِالْجَبَّارِينَ الْمُتَكَبِّرِينَ فِي صُوَرِ الذَّرِّ يَتَوَاطَؤُهُمُ النَّاسُ لِهَوَانِهِمْ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ ثُمَّ يُذْهَبُ بِهِمْ إِلَى نَارِ الأَنْيَارِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الأَنْيَارُ قَالَ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ.

قَالَ ابْن صَصْرى تَفَرّد بِهِ عَطَاء بْن مُسْلِم الْحلَبِي.

وقَالَ أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد عَنِ ابْن عجلَان حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ النَّاسِ يَعْلُوهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الصَّغَارِ حَتَّى يَدْخُلُوا سِجْنًا فِي جَهَنَّمَ يُقَالُ لَهُ بُولَسُ يَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ عصارة أهل

(2/372)

النَّارِ.

أَخْرَجَهُ التِّرمِذيّ وَأخرج البَيْهَقيّ منْ وَجه آخر عَنْ عَمْرو بْن شُعَيْب واللَّه أَعْلَم.

(أَنْبَأَنَا) أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزُّرَقي أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْخياط أَنْبَأَنَا أَبُو سهل مَحْمُود بْن عُمَر العُكْبَرِيّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن النقاش حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن الْحُسَيْن الطَّبَرِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حُمَيد الرَّازيّ حَدَّثَنَا سَلَمَة بْن صالِح حَدَّثَنَا الْقَاسِم بْن الحكم عَنْ سَلام الطَّوِيل عَنْ غياث بْن الْمُسَيِّب عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن غَنْم وَزيد بْن وهب عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلَيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعِدَّةٌ من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالب قَالَ رَسُول الله: إِنَّ فِي الْقِيَامَةِ لَخَمْسِينَ مَوْقِفًا كُلُّ مَوْقِفٍ مِنْهَا خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ فَأَوَّلُ مَوْقِفٍ إِذَا خَرَجَ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ يَقُومُونَ عَلَى أَبْوَابِ قُبُورِهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ عُرَاةً حُفَاةً جِيَاعًا عِطَاشًا فَمَنْ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ مُؤْمِنًا بِرَبِّهِ مُؤْمِنًا بِجَنَّتِهِ وَنَارِهِ مُؤْمِنًا بِالْبَعْثِ وَالْقِيَامَةِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ مِنَ اللَّهِ مُصَدِّقًا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ نَجَا وَفَازَ وَغَنِمَ وَسَعِدَ وَمَنْ شَكَّ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا بَقِيَ فِي جُوعِهِ وَعَطَشِهِ وَغَمِّهِ وَكَرْبِهِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيهِ بِمَا يَشَاءُ ثُمَّ يُسَاقُونَ مِنْ ذَلِكَ الْمَقَامِ إِلَى الْمَحْشَرِ فَيَقُومُونَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ فِي سُرَادِقَاتِ النِّيرَانِ فِي حَرِّ الشَّمْسِ وَالنَّارُ عَنْ أَيْمَانِهِمْ.

وذُكِر حَدِيثا طَويلا مِقْدَار جُزْء عَلَيْه آثَار تدل عَلَى أَنَّهُ مَوْضُوع لَا أَصْل لَهُ ثُمّ فِي إِسْنَادُه سَلام الطَّوِيل مَتْرُوك وسَلَمَة بْن صَالِح لَيْسَ بِشَيْء ومُحَمَّد بْن خريم كَذَّاب (ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الجُهَنيِّ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن بشر بْن هِلَال حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ حَدَّثَنَا مَرْوَان الفَزَاريّ عَنْ حُمَيد الطَّوِيل عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: يُدْعَى النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأُمَّهَاتِهِمْ سَتْرًا مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ.

لَا يَصِّح إِسْحَاق مُنْكَر الْحَدِيث (قُلْتُ) لَهُ طَرِيق آخر قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن علوِيَّة حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى الْقطَّان حَدَّثَنَا ابْن بشر أَبُو حنيفَة حَدَّثَنَا ابْن جريج عَن ابْن أَبِي مليكَة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ اللَّهَ يَدْعُو النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأُمَّهَاتِهِمْ سَتْرًا مِنْهُ عَلَى عِبَادِهِ واللَّه أعلم.

(رَوَى) إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الطيان حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد الزَّاهد حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَبِي زِيَاد عَنْ ثَوْر عَنْ خَالِد بْن معدان عَن مُعَاذِ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَثَمَّ مَوَازِينُ وَكِفَّتَانِ؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّ ثَمَّ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ تُوزَنُ حَسَنَاتُهُ بِسَيِّئَاتِهِ فَإِنْ فُضِّلَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ كَانَ من أهل الْجنَّة وَإِن فضلت سيئاته على حَسَنَاته كَانَ من أهل النَّار وَمن اسْتَوَت

(2/373)

حَسَنَاته وسيئاته جَازَ الصِّرَاطَ وَكَانَ عَلَى السُّورِ وَهُوَ الأَعْرَافُ حَتَّى أَشْفَعَ لَهُمْ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِي وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرٍ وَالسَّيِّئَةُ بِوَاحِدَةٍ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ مِنْ غَلَبَتْ وَاحِدَتُهُ عَشْرًا.

لَا يَصِّح إِسْمَاعِيل كَذَّاب والْحُسَيْن وإِبْرَاهِيم مجروحان (الدارَقُطْنيّ) حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن رَبِيعَة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن هَارُون الْخياط حَدَّثَنَا صَالِح التِّرمِذيّ حَدَّثَنَا الْمُسَيِّب بْن شريك عَنْ سَعِيد بْن الْمَرْزُبَان عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: يَخْتَصِمُ الرُّوحُ وَالْجَسَدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ الْجَسَدُ أَنَا كُنْتُ بِمَنْزِلَةِ الْجِذْعِ مُلْقًى لَا أُحَرِّكُ يَدًا وَلا رِجْلا لَوْلا الرُّوحُ وَتَقُولُ الرُّوحُ أَنَا كُنْتُ رِيحًا لَوْلا الْجَسَدُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَعْمَلَ شَيْئًا فَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلَ أَعْمَى حَمَلَ الأَعْمَى الْمُقْعَدَ فَدَلَّهُ بِبَصَرِهِ الْمُقْعَدُ وَحَمَلَهُ الأَعْمَى بِرِجْلِهِ.

مَوْضُوع.

سَعِيد بْن الْمَرْزُبَان والْمُسَيِّب مَتْرُوكَانِ (حَدَّثَنَا) مُحَمَّد بْن يَحْيَى المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا عَاصِم بْن عَليّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد الْفُرَات التَّمِيمِيّ سَمِعْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ: الطَّيْرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرْفَعُ مَنَاقِيرَهَا وَتَضْرِبُ بِأَذْنَابِهَا وَتَطْرَحُ مَا فِي بُطُونِهَا وَلَيْسَ عِنْدَهَا طَلِبَةٌ فَاتِقَةٌ.

لَا يَصِّحُ مُحَمَّد بْن الْفُرَات كَذَّاب رَوَى عَنْ محَارب مَوْضُوعَات (قُلْتُ) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ والبَيْهَقيّ فِي سنَنه.

وقَالَ مُحَمَّد بْن الْفُرَات الْكُوفِي ضَعِيف.

وقَالَ العُقَيْليّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى الْإِصْطَخْرِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن شَاذان حَدَّثَنَا سَعِيد بْن الصَّلْت حَدَّثَنَا هَارُون بْن الجهم أَبُو الجهم الْقُرَشِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الْملك بْن عُمَير بْن محَارب بْن دثار عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: إِنَّ الطَّيْرَ لَتَضْرِبُ بِمَنَاقِيرِهَا وَتُحَرِّكُ أَذْنَابَهَا مِنْ هَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَا تُكَلِّمُ شَاهِدَ الزُّورِ وَلا تُعَادُ قَدَمَاهُ حَتَّى يُقْذَفَ فِي النَّارِ.

قَالَ العُقَيْليّ: هَارُون بْن الجهم لَيْسَ هَذَا الْحَدِيث منْ حَدِيث عَبْد الْملك بْن عُمَير لَهُ أصل وإِنَّمَا هَذَا منْ حَدِيث مُحَمَّد بْن الْفُرَات الْكرْمَانِي عَنْ محَارب عَنِ ابْن عُمَر انْتهى واللَّه أَعْلَم.

(الدارَقُطْنيّ) حَدَّثَنَا الْبَغَوِيّ حَدَّثَنَا أَبُو الرّبيع الزهْرَانِي حَدَّثَنَا حَفْص بْن أَبِي دؤاد عَن لَيْث عَن مُجَاهِد عَن ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: أَوَّلُ مَنْ أَشْفَعُ لَهُ مِنْ أُمَّتِي أَهْلُ بَيْتِي ثُمَّ الأَقْرَبُ فَالأَقْرَبُ ثُمَّ الأَنْصَارُ ثُمَّ مَنْ آمَنَ بِي مِنَ الْيَمَنِ ثُمَّ سَائِرُ الْعَرَبِ ثُمَّ سَائِرُ الأَعَاجِمِ وَمَنْ أَشْفَعُ لَهُ أَوَّلا أَفْضَلُ قَالَ الدارَقُطْنيّ تَفَرّد بِهِ حَفْص عَنْ لَيْث قَالَ الْمُؤلف لَيْث ضَعِيف وحَفْص كَذَّاب وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ.

أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي الطَّاهِر الْبَزَّاز أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عَلي بْن عَلِيّ الْبَصْرِيّ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيد عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الأندلسي حَدثنَا

(2/374)

أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُرَيْش المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْوَاحِد الْكَاتِب المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن كدر بْن هاني الْقُرَشِيّ حَدَّثَنَا الشاه بْن قرح أَبُو بَكْر حَدَّثَنَا الْفُضَيْل بْن عِياض عَنْ مَنْصُور عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَلْقَمَة عَن عَبْد اللَّهِ مَرْفُوعًا: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُدْخِلَ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا فَيَقُولُ الْمَلَكُ كَمَا أَنْتُمْ وَمَعَهُ عَشْرُ خَوَاتِيمَ مِنْ خَوَاتِيمِ الْجَنَّةِ هَدِيَّةٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَيَضَعُهَا فِي أَصَابِعِهِمْ مَكْتُوبٌ فِي أَوَّلِ خَاتَمٍ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ وَفَى الثَّانِي مَكْتُوبٌ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنَيْنِ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ وَفَى الثَّالِثِ ذَهَبَتْ عَنْكُمُ الأَحْزَانُ وَالْغُمُومُ وَفَى الرَّابِعِ مَكْتُوبٌ لِبَاسُهُمُ الْحُلِيُّ وَالْحُلَلُ وَفَى الْخَامِسِ مَكْتُوبٌ زَوَّجْنَاكُمُ الْحُورَ الْعِينَ وَفَى السَّادِسِ مَكْتُوبٌ إِنَّي جِزْيَتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ وَفَى السَّابِعِ مَكْتُوبٌ صِرْتُمْ شَبَابًا لَا تَهْرَمُونَ أَبَدًا وَفَى الثَّامِنِ مَكْتُوبٌ صِرْتُمْ آمِنَيْنِ لَا تَخَافُونَ أَبَدًا وَفَى التَّاسِعِ مَكْتُوبٌ رَافَقْتُمُ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءَ وَفَى الْعَاشِرِ مَكْتُوبٌ أَنْتُمْ فِي جِوَارِي وَلا تُؤْذَى الْجِيرَانُ فَلَمَّا دَخَلُوا بُيُوتَهُمْ قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحزن.

لَا يشك فِي وَضعه فِيهِ مَجْهُولُونَ والشاه كَانَ يضع الْحَدِيث.

(ابْن عَبْد الرَّحْمَن) السُّلَمِيّ فِي الْأَرْبَعين أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مطر حَدَّثَنَا حميد بْن عَلِيّ بْن هَارُون القَيْسيّ أَنْبَأَنَا هدبة بْن خَالِد حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلمَة عَن ثَابت عَن أَنَسٍ مَرْفُوعا: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ قَوْمًا عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ بِأَجْنِحَةٍ خُضْرٍ فَيَسْقُطُونَ عَلَى حِيطَانِ الْجَنَّةِ فَتُشْرِفُ عَلَيْهِمْ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ فَيَقُولُونَ لَهُمْ مَا أَنْتُمْ أَمَا شَهِدْتُمُ الْحساب أما شهدتم الْوُقُوفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَقَالُوا لَا نَحْنُ قَوْمٌ عَبَدْنَا اللَّهَ سِرًّا فَأَحَبَّ أَنْ يُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ سِرًّا.

مَوْضُوع: وَالْمُتَّهَم بِهِ حُمَيد قُلْتُ لَهُ طَرِيق آخر قَالَ ابْن النجار فِي تَارِيخه الْحَسَن بْن أَحْمَد أَبُو عَليّ الديرعاقولي حدَّث عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن شُعَيْب شيخ مَجْهُول عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حَفْص الْعَبْسيّ الْمَعْرُوف بِابْن عَائِشَة الْبَصْرِيّ بِحَدِيث غَرِيب ثُمّ قَالَ قَرَأت فِي كتاب أَبِي مَنْصُور مُحَمَّد بْن نَاصِر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هَارُون الصَّائِغ الفودي بِخَطِّهِ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو مَنْصُور شهفيروز بْن عَبْد اللَّه الشِّيرَازِيّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد عَلِيّ بْن عَبْد الْملك حَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو طَاهِر عَبْد الْوَاحِد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الفَرَضيّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا أَبُو عَليّ الْحَسَن بْن أَحْمَد الديرعاقولي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن شُعَيْب حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن عَائِشَة حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلمَة عَن ثَابِت عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَأُخْرِجَ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ فَوَقَفُوا فِي مَحْشَرِهِمْ يُنْبِتُ اللَّهُ لأَقْوَامٍ مِنْ وَلَدِ آدَمَ أَجْنِحَةً خَضْرَاءَ فَيَتَطَايَرُونَ فَيَسْقُطُونَ عَلَى حِيطَانِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ لَهُمْ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ مَنْ أَنْتُمْ فَيَقُولُونَ لَهُمْ أَشَهِدْتُمُ الْحِسَابَ فَيَقُولُونَ لَا نَعْرِفُ حِسَابًا فَيَقُولُونَ بِمَ نِلْتُمْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ فَيَقُولُونَ إِنَّا كُنَّا أَقْوَامًا نَعْبُدُ اللَّهَ فِي دَارِ الدُّنْيَا سرا فأدخلنا الْيَوْم

(2/375)

الْجَنَّةَ سِرًّا.

واللَّه أَعْلَم.

(ابْن حَيْوَة) فِي جزئه حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الْجَوْهَرِي حَدَّثَنَا قُرَّةَ بْن حبيب الغَنَويّ عَنْ جسر بْن فرقد عَن الْحَسَن عَن عمرَان بن الْحصين وأَبَى هُرَيْرَةَ قَالا سُئِلَ رَسُولُ الله عَنْ هَذِهِ الآيَةِ {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جنَّات عدن} قَالَ: قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ فِي ذَلِكَ الْقَصْرِ سَبْعُونَ دَارًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ فِي كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ بَيْتًا مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ سَرِيرًا عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا مِنْ كُلِّ لَوْنٍ عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطَّعَامِ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ وَصِيفَةً وَيُعْطَى الْمُؤْمِنُ مِنَ الْقُوَّةِ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ مَا يَأْتِي عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ، مَوْضُوع.

جسر لَيْسَ بِشَيْء.

قلت: أَخْرَجَهُ ابْن أَبِي الدُّنْيَا فِي صفة الجَنَّة وَابْن أبي حَاتِم فِي التَّفْسِير والطَّبَرَانِيّ وأَبُو الشَّيْخ فِي العظمة والآجري فِي النَّصِيحَة منْ طَرِيق الْحَسَن ابْن خَليفَة عَنِ الْحَسَن واللَّه أَعْلَم.

(الْعقيلِيّ) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد النصيبي حَدَّثَنَا أَبُو بَقِيّ هِشَام بْن عَبْد الْملك حَدَّثَنَا عُتْبَة بْن السكن الفَزَاريّ حَدَّثَنَا أبان بْن المُحَبَّر عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: كَمْ مِنْ حَوْرَاءَ عَيْنَاءَ مَا كَانَ مَهْرُهَا إِلا قَبْضَةً مِنْ حِنْطَةٍ وَمِثْلُهَا مِنْ تَمْرٍ.

لَا يَصِّح وقَالَ ابْن حبَان: بَاطِل أبان مَتْرُوك قَالَ العُقَيْليّ لَا يُتَابَع عَلَيْه إِلَّا منْ هُوَ مثله أَو دونه (ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن نصر الرَّمْلِيّ وَعبد الْجَبَّار بْن أَحْمَد السَّمَرْقَنْدِيّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُسَافر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَعْلَى حَدَّثَنَا عُمَر بْن صبيح من مقَاتل بْن حَيَّان عَنِ الْأَعْرَج عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وحَدَّثَنِي زِيَاد بْن سيار حَدَّثَتْنِي عُرْوَةُ بِنْتُ عِيَاضٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ جَدَّهَا أَبَا كِرْصَافَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ابْنُوا الْمَسَاجِدَ وَأَخْرِجُوا الْقُمَامَةَ مِنْهَا فَمَنْ بَنَى لِلَّهِ بَيْتًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَذِهِ الْمَسَاجِدُ الَّتِي تُبْنَى فِي الطَّرِيقِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَإِخْرَاجُ الْقُمَامَةِ مِنْهَا مُهُورُ الْحُورِ الْعِينِ.

صَححهُ الضياء المقدسيّ فِي المختارة واللَّه أعلم.

(الْخَطِيب) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سِنَان حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن جبر حَدَّثَنَا أَبِي عَن الْحَسَن عَن أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعت رَسُول الله يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَة} قَالَ: غِلَظُ كُلِّ فِرَاشٍ مِنْهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.

لَا يَصِّح جبر وَابْنه مَتْرُوكَانِ وَالْمُتَّهَم بِهِ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سِنَان.

قَالَ ابْن حبَان يضع الْحَدِيث ويقلبه ويسرقه قُلْتُ صَحَّ منْ غَيْر هَذَا الطَّرِيق.

قَالَ أَحْمد حَدثنَا حسن

(2/376)

حَدَّثَنَا ابْن لَهِيعَة حَدَّثَنَا دراج وقَالَ التِّرمِذيّ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب حَدَّثَنَا رِشْدِين بْن سَعْد عَنْ عَمْرو بْن الْحَارِث عَنْ دراج عَن أَبِي الْهَيْثَم عَن أَبِي سعيد عَن النَّبِي قَالَ: ارْتِفَاعُهَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْض ومسيرة مَا بَينهمَا خَمْسمِائَة عَامٍ.

قَالَ التِّرمِذيّ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا منْ حَدِيث رِشْدِين انْتهى وَقَدْ رَأَيْته منْ حَدِيث غَيره عِنْد أَحْمَد فَلَو رَأَى التِّرمِذيّ طَرِيق أَحْمَد أَيْضا لصححه وَقَدْ صَححهُ ابْن حبَان فَأخْرجهُ فِي صَحِيحه من طَرِيق ابْن لَهِيعَة وَصَححهُ الضياء المقدسيّ فَأخْرجهُ فِي المختارة منْ طَرِيق رِشْدِين وأَخْرَجَهُ أَيْضا النَّسائيّ والبَيْهَقيّ فِي الْبَعْث واللَّه أَعْلَم.

(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْن عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ الْوَكِيل حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم السراج حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيم الترجماني إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مَرْوَان الْكُوفِي عَن سعد ابْن طريف عَنْ زيد بْن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ مَرْفُوعًا: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَخْرُجُ مِنْ أَعْلاهَا الْحُلَلُ وَمِنْ أَسْفَلِهَا خَيْلٌ بُلْقٌ مِنْ ذَهَبٍ مُسْرَجَةٌ مُلْجَمَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ لَا تَرُوثُ وَلا تَبُولُ ذَاتُ أَجْنِحَةٍ.

فَيَجْلِسُ عَلَيْهَا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فَتَطِيرُ بِهِمْ حَيْثُ شَاءُوا فَيَقُولُ الَّذِي أَسْفَلَ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ نَاصِفُونَا يَا رَبِّ مَا بَلَّغَ هَؤُلاءِ هَذِهِ الْكَرَامَةَ فَقَالَ اللَّهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ وَكُنْتُمْ تُفْطِرُونَ.

وَكَانُوا يَقُومُونَ بِاللَّيْلِ وَكُنْتُمْ تَنَامُونَ وَكَانُوا يُنْفِقُونَ وَكُنْتُمْ تَبْخَلُونَ وَكَانُوا يُجَاهِدُونَ الْعَدُوَّ وَكُنْتُمْ تَجْبُنُونَ.

مَوْضُوع.

وَالْمُتَّهَم بِهِ سَعْد بْن طريف ومُحَمَّد بْن مَرْوَان هُوَ السُّدِّيّ الصَّغِير كَذَّاب ثُمّ إِن عَلي بْن الْحُسَيْن لَمْ يدْرك عَلي بْن أَبِي طَالِب وَالله أعلم (الْخَطِيب) أَنْبَأنَا القَاضِي أَبُو الْعَلَاء مُحَمَّد بْن عَليّ بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن تَميم حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْن السقطيّ أَبُو حَنش حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَة زُهَيْر بْن حَرْب حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُوسَى حَدَّثَنَا ابْن لَهِيعَة حَدَّثَنَا دراج عَنْ أبي الْهَيْثَم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مَرْفُوعًا: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً الْوَرَقَةُ مِنْهَا تُغَطِّي جَزِيرَةَ الْعَرَبِ أَعْلَى الشَّجَرَةِ كِسْوَةٌ لأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْفَلَ الشَّجَرَةِ خَيْلٌ بُلْقٌ سُرُوجُهَا مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ وَلُجُمُهَا دُرٌّ أَبْيَضُ لَا تَرُوثُ وَلا تَبُولُ لَهَا أَجْنِحَةٌ تَطِيرُ بِأَوْلِيَاءِ الله تَعَالَى حَيْثُ يشاؤون فَيَقُولُ مَنْ دُونَ تِلْكَ الشَّجَرَةِ يَا رب ثمَّ نَالَ هَؤُلاءِ هَذَا فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى كَانُوا يَصُومُونَ وَأَنْتُمْ تُفْطِرُونَ وَكَانُوا يُصَلُّونَ وَأَنْتُمْ تَنَامُونَ وَكَانُوا يَتَصَدَّقُونَ وَأَنْتُمْ تَبْخَلُونَ وَكَانُوا يُجَاهِدُونَ وَأَنْتُمْ تَقْعُدُونَ ثُمَّ مَنْ تَرَكَ الْحَجَّ لِحَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا لَمْ تُقْضَ لَهُ تِلْكَ الْحَاجَةُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى الْمُحَلِّقِينَ قَدِمُوا وَمَنْ أَنْفَقَ مَالا فِيمَا لَا يُرْضِي اللَّهَ تَعَالَى فَظَنَّ أَنَّهُ لَا يَخْلُفُ عَلَيْهِ لَمْ يَمُتْ حَتَّى ينْفق أضعافه فِيمَا يسْخط وَمن ترك مَعُونَة أَخِيه الْمُسلم فِيمَا يُؤجر عَلَيْهِ لم يمت حَتَّى يُبْتَلَى بِمَعْرِفَةِ مَنْ يَأْثَمُ فِيهِ وَلَا يُؤجر عَلَيْهِ.

(2/377)

ابْن لَهِيعَة ذَاهِب الْحَدِيث وأَبُو حَنش مَجْهُول قلب قَالَ الذَّهَبِيّ: السقطيّ نكرَة لَا يعرف وأتى بِخَبَر لَا يعرف مَوْضُوع وَهُوَ هَذَا واللَّه أعلم.

(عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد فِي زوائده الْمسند) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَنِ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق عَنِ النُّعْمَان بْن سَعْد عَنْ عَلَيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا مَا فِيهَا بَيْعٌ وَلا شِرَاءٌ إِلا الصُّوَرُ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ إِنِ اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَ فِيهَا مَجْمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ يَرْفَعْنَ أَصْوَاتًا لَمْ تَرَ الْخَلائِقُ مِثْلَهَا يَقُلْنَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلا نَبِيدُ وَنَحْنُ الراضيات فَلَا تسخط وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلا نَبْأَسُ طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ: لَا يَصِّحُ وَالْمُتَّهَم بِهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق وَهُوَ أَبُو شَيْبَة الواسطيّ قَالَ يَحْيَى مَتْرُوك قلتُ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد: أَخْرَجَهُ منْ طَرِيقه التِّرمِذيّ وقَالَ: غَرِيب وَحسن لَهُ غَيره مَعَ قَوْله إنَّه تكلم فِيهِ منْ قبل وَصحح الْحَاكِم منْ طَرِيقه حَدَّثَنَا غَيْر هَذَا وَأخرج لَهُ ابْن خُزَيْمة فِي الصِّيَام منْ حَدِيثه صَححهُ آخر لَكِن قَالَ فِي الْقلب منْ عَبْد الرَّحْمَن شَيْء وَلَهُ شَاهد منْ حَدِيث جَابِر أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وأَبُو نُعَيم فِي صفة الجَنَّة وَلَفظه: خرج علينا رَسُول الله وَنحن مجتمعون فَقَالَ: يَا مَعْشَر الْمُسلمين إِن فِي الجَنَّة لسوقًا مَا يُبَاع فِيهَا وَلَا يشترى إِلَّا الصُّور فَمنْ أحبّ صُورَة منْ رَجُل أَوِ امْرَأَة دخل فِيهَا.

وَالَّذِي يظْهر لي أَن المُرَاد أَن صورته تَتَغَيَّر فَتَصِير شَبيهَة بِتِلْكَ الصُّورَة إِلَّا أَنَّهُ دخل فِيهَا وَالْمرَاد بالصورة الشكل والهيئة وَالْبزَّة وأصل ذكر سوق الجَنَّة منْ غَيْر تعرض لذكر الصُّور فِي صَحِيح مُسْلِم منْ حَدِيث أَنَس وَفِي التِّرمِذيّ وَابْن مَاجَه منْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ أهـ.

وَقد وجدت لَهُ طَرِيقا آخر عَنْ عَليّ قَالَ ابْن عَسَاكِر أَنْبَأنَا أَبُو مُحَمَّد بْن الْأَكْفَانِيِّ حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد أَنْبَأنَا أَبُو الْقَاسِم عُمَر بْن الْحسن بن مُحَمَّد بن درسويه أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن خَيْثَمَة بْن سُلَيْمَان الأطرابلسي أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن بْن فيل حَدَّثَنَا أَبُو ثوبة حَدثنَا مُحَمَّد بن أَبُو الْفُرَات الْجرْمِي سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاق يذكر عَنِ الْحَرْث عَنْ عَلَيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا لَا يُبَاعُ فِيهِ وَلا يُشْتَرَى إِلا الصُّوَرُ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ يَتَوَافَوْنَ عَلَى كُلِّ مِقْدَارٍ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا يَمُرُّ بِهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَمَنِ اشْتَهَى صُورَةً دَخَلَ فِيهِ مِنْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ وَكَانَ هُوَ تِلْكَ الصُّورَةَ وَالله أعلم (الْخَطِيب) أَنْبَأنَا الْأَزْهَرِي أَنْبَأنَا الْمعَافى بْن زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيد الْحَرَّانِي وَهْب بْن حَفْص حَدثنَا عبد الْملك بن

(2/378)

إِبْرَاهِيم الجدي حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلمَة عَن عَمْرو بْن دِينَار عَن جَابر أَن النَّبِي قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا يُدْعَى بِاسْمِهِ إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا وَهُمْ جُرْدٌ إِلا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فَإِنَّ لِحْيَتَهُ تَبْلُغُ سُرَّتَهُ (ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الْغَزِّي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي السّري حَدَّثَنَا شيخ بْن أَبِي خَالِد الْبَصْرِيّ حَدَّثَنَا حمّاد بْن سَلمَة عَن عَمْرو بْن دِينَار عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: يُدْعَى النَّاسُ بِأَسْمَائِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدٌ إِلا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فَإِنَّ لِحْيَتَهُ تَضْرِبُ إِلَى سُرَّتِهِ.

قَالَ ابْن حبَان: مَوْضُوع.

وَهْب كَذَّاب وَشَيخ ابْن أَبِي خَالِد كَانَ يرْوى عَنِ الثِّقَات المعضلات لَا يحْتَج بِهِ بِحَال وَلما حدَّثت ابْن أَبِي السّري عَن شيخ ابْن أَبِي خَالِد بِهَذَا الْحَدِيث بلغ ذَلِكَ إِلَى وَهْب بْن حَفْص وَكَانَ معضلا فسرقه وحدَّث بِهِ عَنْ عَبْد الْملك موهمًا أَنَّهُ سَمِع مِنْهُ وَقَدْ رَوَى أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث الْكُوفِي عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى بْن جَعْفَر عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه إِلَى أَن ينتهى إِلَى عَلَيِّ بْنِ أبي طَالب عَن النَّبِي أَنَّهُ قَالَ: أَهْلُ الْجَنَّةِ لَيْسَ لَهُمْ كُنًى إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكْنَى بِأَبِي مُحَمَّدٍ.

قَالَ ابْن عَدِيّ: وأَبُو الْحَسَن هُوَ الْمُتَّهم بِهِ فِي هَذَا الْحَدِيث.

قُلْتُ: الْحَدِيث الأول أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة منْ طَرِيق وَهْب بْن حَفْص وَلَهُ شَاهد أَخْرَجَهُ ابْن أَبِي الدُّنْيَا فِي صفة الجَنَّة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَهْلَ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ لَيْسَ لَهُمْ لِحًى إِلا مَا كَانَ مِنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فَإِنَّ لِحْيَتَهُ تَصِيرُ إِلَى صَدْرِهِ.

وَحَدِيث عَليّ قَالَ البَيْهَقيّ فِي الدَّلَائِل أَنْبَأنَا أَبُو عَبْد الله الْحَافِظ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر بْن دَاوُد بْن سَليْمّان الْعَوْفِيّ قَالَ قرئَ عَلَى أَبِي عَليّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث الْكُوفِي بمثعير وَأَنا أسمع فَأقر بِهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَن مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب فِي مَدِينَة رَسُول اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبِي إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن عَن أَبِيهِ عَن جَدِّهِ عَلَيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: أَهْلُ الْجَنَّةِ لَيْسَ لَهُمْ كُنًى إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ تَوْقِيرًا وَتَعْظِيمًا.

وَفِي تَارِيخ ابْن عَسَاكِر بِسَنَدِهِ عَنْ كَعْب قَالَ لَيْسَ أحد يكنى فِي الجَنَّة غَيْر آدم يكنى فِيهَا أَبَا مُحَمَّد.

وَفِيه عَنْ غَالب بْن عَبْد اللَّه العُقَيْليّ قَالَ: كنية آدم فِي الدُّنْيَا أَبُو الْبشر وَفِي الجَنَّة أَبُو مُحَمَّد.

وروى أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة عَنْ بَكْر بْن عَبْد اللَّه الْمُزنِيّ قَالَ: لَيْسَ

(2/379)

أحد فِي الجَنَّة لَهُ كنية إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّد أكْرم اللَّه بِذَلِك مُحَمَّدًا وَالله أعلم.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نَاصِر أَنْبَأَنَا أَبُو عَليّ الْحَسَن بْن أَحْمَد الْفَقِيه أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بْن عَبْد الْبَاقِي أَنْبَأَنَا رزق بْن عَبْد الوهَّاب أَنْبَأنَا أَبُو عَلِيّ بْن شَاذان أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَر غُلَام ثَعْلَب أَنْبَأنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن هِشَام بْن أَبِي الدميك المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا سَلمَة بْن شبيب حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْد اللَّه الْحَرَّانِي حَدَّثَنَا ضرار بْن عَمْرو عَنْ يَزِيد الرِّقاشي عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِي قَالَ: إِذَا أَسْكَنَ اللَّهُ أَهْلَ الْجنَّة الْجنَّة وأهلُ النَّار النَّار فَهَبَطَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى الْجَنَّةِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فِي كُلِّ سَبْعَةِ آلافِ سَنَةٍ مَرَّةً قَالَ وَفَى الْقُرْآنِ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ فَيَهْبِطُ إِلَى مَرْجِ الْجَنَّةِ فَيَمُدُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ حِجَابًا مِنْ نُورٍ فَيَبْعَثُ جِبْرِيلَ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَأْمُرُ فَلْيَزُورُوهُ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ فِي مَوْكِبٍ عَظِيمٍ حَوْلَهُ صَفْقُ أَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَة ودوي تسبيحهم والنور ين أَيْدِيهِمْ أَمْثَالَ الْجِبَالِ فَيَمُدُّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ فَيَقُولُونَ مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ هَذَا الْمَجْعُولُ بِيَدِهِ المفتوخ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَالْمُعَلَّمُ الأَسْمَاءَ وَالْمَسْجُودُ لَهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ الَّذِي أُبِيحَ لَهُ الْجَنَّةُ هَذَا آدَمُ وَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا فِي إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدٍ وَقَالَ ثُمَّ يَخْرُجُ كُلُّ نَبِيٍّ وَأُمَّتُهُ فَيَخْرُجُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَحُفُّوا حَوْلَ الْعَرْشِ فَيَقُولُ لَهُمْ عَزَّ وَجَلَّ بِلَذَاذَةِ صَوْتِهِ وَحَلاوَةِ نَغَمَتِهِ مَرْحَبًا بِعِبَادِي وذُكِر حَدِيثا طَويلا لَا فَائِدَة فِي ذكره وَهُوَ مَوْضُوع لَا يشك فِيهِ وَالله تَعَالَى ينزه عَنْ أَن يُوصف بلذة الصَّوْت وحلاوة النغمة وَيزِيد الرِّقَاشِي مَتْرُوك وَكَذَا ضرار ويَحْيَى بْن عَبْد اللَّه قَالَ ابْن حَبَّان يَأْتِي عَنِ الثِّقَات بأَشْيَاء معضلات قلت تَمام الْحَدِيث بعد قَول هَذَا آدم قَدْ أذن لَهُ عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلّ ثُمّ يَخْرُج رَجُل فِي مثل موكبه حوله دوى تَسْبِيح الْمَلَائِكَة وَرفع النُّور أمامهم فيمد أَهْل الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ فَيَقُولُونَ مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّه فَتَقول الْمَلَائِكَة هَذَا الْمُصْطَفى لوحيه والمؤتمن لرسالته والمبعوث بنبوته والمجعول النَّار عَلَيْه بردا وَسلَامًا هَذَا إِبْرَاهِيم خَلِيل رب الْعَالمين والخليل الَّذِي يعد خَلِيله شَيْئا ثُمّ يَخْرُج رَجُل آخر فِي مثل موكبه حوله دوى منْ تَسْبِيح الْمَلَائِكَة والنور أمامهم فيمد أهل الجَنَّة أَعْنَاقهم يَقُولُونَ منْ هَذَا الَّذِي أذن لَهُ عَلَى اللَّه فَتَقول الْمَلَائِكَة هَذَا الَّذِي اصطفاه لنَفسِهِ ألْقى عَلَيْه محبته ولين لَهُ الْحجر وَأنزل عَلَيْه الْمَنّ والسلوى وظلل عَلَيْه الْغَمَام وقربه نجيًا وأَعْطَاه الألواح فِيهَا كُلّ شَيْء وَكَلمه تكليمًا هَذَا مُوسَى بْن عِمْرَانَ قَدْ أذن لَهُ عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلّ ثُمّ يَخْرُج رَجُل آخر فِي مثل موكب آدم عَلَيْه الصَّلَاة والسَّلَام وموكب إِبْرَاهِيم وموكب مُوسَى وَجَمِيع مواكب أَهْل الجَنَّة حوله دوى تَسْبِيح الْمَلَائِكَة وَرفع النُّور أمامهم فيمد أَهْل الجَنَّة أَعْنَاقهم فَيَقُولُونَ مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ أذن لَهُ عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلّ فَتَقول الْمَلَائِكَة هَذَا الْمُصْطَفى لوحيه المؤتمن لرسالته الْمَبْعُوث بنبوته خَاتم

(2/380)

الْأَنْبِيَاء وَالرسل وَصَاحب لِوَاء الْحَمد وَأول منْ تَنْشَق الأَرْض عَنْ ذوائبه سيد وُلِد آدم عَلَيْه الصَّلَاة والسَّلَام وَأعظم الْأَنْبِيَاء حوضًا وَأَكْثَرهم واردا وَأول شَافِع وَأول مُشَفع هَذَا أَحْمد قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ ثُمّ يَخْرُج كُلّ نَبِيٍّ وَأُمَّتُهُ فَيَخْرُجُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَحُفُّوا حول الْعَرْش فَيَقُول لَهُم اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِلَذَاذَةِ صَوْتِهِ وَحَلاوَةِ نغمته مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكرموهم فتنهض الْمَلَائِكَة فتطرح للأنبياء مَنَابِر النُّور وللصديقين سررًا منْ نور وللشهداء كراسي منْ نور وَسَائِر الْأَنْبِيَاء عَلَى كُثْبَان الْمسك وَلَيْسَت الْمَلَائِكَة مِنَ الجَنَّة فِي شَيْء لَا يَأْكُلُون فِيهَا أَكلَة وَلَا يشربون فِيهَا شربة خلقُوا لِلْعِبَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة شهي إِلَيْهِم التَّسْبِيح كَمَا شهي إِلَى بني آدم الشَّهَوَات قَالَ هَهُنَا فِي الْوَحْي {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبهم} ثُمَّ يَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وجيراني وزواري أطعموهم فتوضع بَيْنَ أَيدي أَسْفَل أَهْل الجَنَّة سَبْعُونَ ألف صَحْفَة منْ ذهب لَيْسَ مِنْهَا صفحة عَلَى لون وَاحِد فِيهَا ألوان منْ لُحُوم طَائِر كأَنَّها البخت لينَة لين الزّبد وريحه ريح الْمسك وحلاوته حلاوة الْعَسَل لَا ريش لَهُ وَلَا عظم لَمْ يمسهُ نَار وَلَا حَدِيدَة فيأكل منْ كُلهنَّ فيجد لآخرهن طعمًا كَمَا وجد لأولهن ثُمّ يَقُولُ مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكلُوا اسقوهم فَيقوم عَلَى رَأس أَسْفَل أَهْل الجَنَّة منزلَة سَبْعُونَ ألف غُلَام أشباه اللُّؤْلُؤ المنثور بِأَيْدِيهِم آنِية الْفضة وأباريق الذَّهَب فِيهَا أشربة بردهَا برد الثَّلج وحلاوتها حلاوة الْعَسَل وريحها ريح الْمسك ممزوج بالزنجبيل والكافور مطبوع بالمسك لَيْسَ فِيهَا إِنَاء على لون وَاحِد كلهم يتشاهون إِلَيْهِم ليَأْخُذ الْإِنَاء فَيَضَع الْإِنَاء عَلَى فِيهِ قدر أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا ينزفون لَيست كام وَفد الَّتِي تسلب الْعُقُول وتحرك الْأَقْدَام وَلَا يصدعون منْ تعاطيهم إِيَّاهَا ثُمّ يَقُولُ مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكلُوا وَشَرِبُوا فكهوهم فيؤتون بأطباق مِنَ الذَّهَب مكللة بالمرجان قَدْ قطف لَهُم منْ ثمار الجَنَّة نبتها أَمْثَال القلال ورطبها أَمْثَال الخواتي يقطر شهده طيب عذب دسم وَهُوَ الرطب الجني الَّذِي ذكر اللَّه عَزَّ وَجَلّ لِمَرْيَم وَزعم يَزِيد الرِّقَاشِي أَن الرجل يكسر الرمانة فَتسقط الْحبَّة فتستر وُجُوه الرِّجَال بَعضهم منْ بعض ثُمّ يَقُولُ مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكلُوا وَشَرِبُوا وفكهوا أكسوهم فينتهي إِلَى شَجَرَة منْ ذهب سقفها الْفضة تنْبت السندس والاستبرق فيؤتون بحلل مسقولة بِنور الرَّحْمَن موسومة بالوشي حَتَّى إِذا لبسوا قَالَ مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكلُوا وَشَرِبُوا وفكهوا وكسوا طيبوهم فتهاج ريح فِي الجَنَّة تسمى المثيرة تثير أثابير الْمسك الْأَبْيَض الأذفر وتساقط عَلَيْهِم منْ خلال الشّجر حَتَّى تبل عَلَيْهِم ثِيَابهمْ وعمائمهم ثمَّ يَقُول مربحا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكلُوا وَشَرِبُوا وفكهوا وكسوا وطيبوا وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لأرينهم وَجْهي فيتجلى لَهُم رب الْعِزّ عَزَّ وَجَلّ فَيَقُول السَّلَام عَلَيْكُم يَا عبَادي انْظُرُوا إليَّ قَدْ رضيت عَنْكُم

(2/381)

فَيَقُولُونَ سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ فتصدع لَهُ مَدَائِن أَهْل الجَنَّة وقصورها وتتجاوب فُصُول شَجَرهَا وأنهارها وَجَمِيع مَا فِيهَا سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ فَيمْلَأ الْأَبْصَار بِالنّظرِ إِلَى وَجهه عَزَّ وَجَلّ الَّذِي تقطعت الْأَبْصَار دونه وَالَّذِي تجلى للجبل فَجعله دكًا وخر مُوسَى صعقًا وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ وأشرقت الأَرْض بِنور وَجهه تبَارك وَتَعَالَى فاحتكروا الجَنَّة وَجَمِيع مَا فِيهَا حِين نظرُوا إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلّ وإِلَى ذَلِكَ انْتهى الْعَطاء والمزيد ثُمّ يحمل الْعَرْش إِلَى الْجُمُعَة الْأُخْرَى فيفعل بهم ذَلِكَ فِي كُلّ جُمُعَة أَخْرَجَهُ الْمُوفق بْن قدامَة فِي كتاب الْبكاء والرقة.

قَالَ قَرَأت عَلَى الشَّيْخ الثِّقَة أَبِي الْحَسَن عَبْد الْحق بْن عَبْد الْخَالِق بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْقَادِر بْن يُوسُف أخْبركُم أَبُو الْحَسَن الْمُبَارَك بْن عَبْد الْجَبَّار الصَّيْرفيّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَليّ الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن شَاذان بِهِ واللَّه أَعْلَم.

(الدارَقُطْنيّ) حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد الْقَاسِم بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مَرْزُوق الْبَصْرِيّ حَدَّثَنَا هَانِئ بْن يَحْيَى بْن هَاشِم بْن سُلَيْمَان الْمُجَاشِعِي حَدَّثَنَا الْمُرِّيّ عَنْ عُبَاد الْمِنْقَرِيّ عَنْ مَيْمُون سياه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنّ النَّبِي قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضره إِلَى رَبهَا ناظره} قَالَ: وَاللَّهِ مَا نَسَخَهَا مُنْذُ أَنْزَلَهَا يَزُورُونَ رَبَّهُمْ فَيَطْعَمُونَ وَيُسْقَوْنَ ويطيبيون وَيحلونَ وترفع الْحجب بَينه وَبَينه وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بكرَة وعشيا} .

لَا يَصِّح مَيْمُون ينْفَرد بِالْمَنَاكِيرِ عَن الْمَشَاهِير لَا يحْتَج بِهِ إِذا انْفَرد.

وَصَالح المري: مَتْرُوك (الْخَطِيب) أَنْبَأنَا الْحُسَيْن بْن أبي الْحُسَيْن الْوَرَّاق حَدَّثَنَا عز بْن أَحْمد الْوَاعِظ حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد العَطَّار حَدَّثَنَا جدي عَبْد اللَّه بْن الْحَكَم سَمِعت عَاصِمًا أَبَا مُحَمَّد يَقُول سَمِعت حميدا الطَّوِيل قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يَتَجَلَّى لأَهْلِ الْجَنَّةِ فِي مِقْدَارِ كُلِّ يَوْمٍ عَلَى كَثِيبٍ مِنْ كَافُورٍ أَبْيَضَ لَا أَصْلَ لَهُ جَعْفَر وجَدّه عَاصِم مَجْهُولان (ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْخَالِق حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الصدائي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر الْمُقَدَّمِيّ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه الْقُرَشِيّ عَنِ الْفَضْل الرِّقَاشِي عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدر عَن جَابِر بْن عَبْد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله: بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ إِذَ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ فَنَظَرُوا فَإِذَا الرَّبُّ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ {سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} قَالَ فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَلا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَحْتَجِبَ فَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ وَفَى دَارِهِمْ.

مَوْضُوع.

الْفَضْل رَجُل سوء.

قَالَ الْعقيلِيّ:

(2/382)

هَذَا الْحَدِيث لَا يعرف إِلَّا بِعَبْد اللَّه وَلَا يُتَابَع عَلَيْه قُلْتُ أَخْرَجَهُ ابْن مَاجَه فِي سنَنه حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن أَبِي الشَّوَارِب حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِم العبداني وَهُوَ عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه حَدَّثَنَا الْفَضْل الرِّقَاشِي بِهِ وَورد منْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْرَجَهُ ابْن النَّجّار فِي تَارِيخه قَالَ كتبت إِلَى أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن عبد الأرتاجي أَن أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن نصر بْن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الْمقري الشِّيرَازِيّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن يَزِيد العصري حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم سُلَيْمَان بْن أَحْمَد الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا بَكْر بْن سهل الدمياطي حَدَّثَنَا عَمْرو بْن هَاشم الْبَيْرُوتِي حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أبي كَرِيمَة عَن ابْن جريج عَن أَبِي صالِح عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي مَجْلِسٍ لَهُمْ إِذْ لَمَعَ لَهُمْ نُورٌ غَلَبَ عَلَى نُورِ الْجَنَّةِ فَرَفَعُوا رؤوسهم فَإِذَا الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ سُبْحَانَهُ سَلُونِي فَقَالُوا نَسْأَلُكَ الرِّضَا فَقَالَ بِرِضَائِي أَحْلَلْتُكُمْ دَارِي وَأَنَلْتُكُمْ كَرَامَتِي وَهَذَا أَوَانُهَا فَسَلُوا فَيَقُولُونَ نَسْأَلُكَ الزِّيَارَةَ إِلَيْكَ فَيُؤْتَوْنَ بِنَجَائِبَ مِنْ نُورٍ تَضَعُ حَوَافِرَهَا عِنْدَ مُنْتَهَى طَرَفِهَا وَتَقُودُهَا الْمَلائِكَةُ بِأَزِمَّتِهَا فَيُنْتَهَى بِهِمْ إِلَى دَارِ السُّرُورِ فَيَنْصَغبِونَ بِنُورِ الرَّحْمَنِ وَيَسْمَعُونَ قَوْلَهُ مَرْحَبًا بِأَحِبَّائِي وَأَهْلِ طَاعَتِي فَيَرْجِعُونَ بِالتُّحَفِ إِلَى مَنَازِلهمْ ثمَّ تَلا النَّبِي هَذِهِ الآيَةَ {نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيم} سُلَيْمَان بْن أَبِي كَرِيمَة قَالَ ابْن عَدِيّ: عَامَّة أَحَادِيثه مَنَاكِير ولَمْ أر للْمُتَقَدِّمين فِيهِ كلَاما.

واللَّه تَعَالَى أَعْلَم.

(أَبُو نُعَيم) أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدَان حَدثنَا مُحَمَّد بْن يُونُس السُّلَمِيّ حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْمَاعِيل بْن يُوسُف السّلّال حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِم العبداني عَنِ الْفَضْل بْن عِيسَى الرقاشِي عَن مُحَمَّد ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابِر بْن عَبْد اللَّهِ مَرْفُوعًا: بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ إِذَ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ غَلَبَ عَلَى نُورِ الْجَنَّةِ فَرفعُوا رؤوسهم فَإِذَا الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ سَلُونِي قَالُوا نَسْأَلُكَ الرِّضَا عَنَّا فَيَقُولُ رِضَائِي أحلكم دَاري وَأَنا لكم كَرَامَتِي وَهَذَا أَوَانُهَا فَسَلُونِي قَالُوا نَسْأَلُكَ الزِّيَارَةَ إِلَيْكَ فَيُؤْتَوْنَ بِنَجَائِبَ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ أَزِمَّتُهَا مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ فَيُحْمَلُونَ عَلَيْهَا تَضَعُ حوافرها عَن مُنْتَهَى طَرَفِهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِمْ إِلَى جَنَّةِ عَدْنٍ وَهَى قَصَبَةُ الْجنَّة وَيُؤمر اللَّهُ بِأَطْيَارٍ عَلَى أَشْجَارٍ يُجَاوِبْنَ الْحُورَ الْعِينَ بِأَصْوَاتٍ لَمْ يَسْمَعِ الْخَلائِقُ بِمِثْلِهَا يَقُلْنَ نَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نيأس نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلا نَمُوتُ إِنَّا أَزْوَاجٌ كِرَامٌ لِكِرَامٍ طِبْنَا وَطَابُوا لَنَا وَيَأْمُرُ اللَّهُ بِكُثْبَانٍ مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ فَيَنْثُرُهَا عَلَيْهِمْ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنعم عُقبى الدَّار ثُمَّ تُجِيبُهُمْ رِيحٌ يُقَالُ لَهَا الْمُثِيرَةُ ثُمَّ تَقُولُ الْمَلائِكَةُ: رَبَّنَا قَدْ جَاءَ الْقَوْمُ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَرْحَبًا بِالطَّائِعِينَ مَرْحَبًا بِالصَّادِقِينَ ادْخُلُوهَم فَيُكْشَفُ لَهُمْ عَنِ الْحِجَابِ فَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَنْظُرُ الله إِلَيْهِم فينصبغون فِي نور الرَّحْمَن حَتَّى

(2/383)

مَا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَالَ رَسُول الله فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {نُزُلا مِنْ غَفُور رَحِيم} .

مَوْضُوع.

وأَبُو عَاصِم هُوَ عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه هُوَ الْكُدَيْمِي يضع قلت أَخْرَجَهُ البَيْهَقيّ فِي كتاب الْبَعْث والنُّشُور منْ هَذَا الطَّرِيق واللَّه أعلم.

(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا يُوسُف بْن يَزِيد حَدَّثَنَا أَسد بْن مُوسَى حَدَّثَنَا الزَّاهدي عَنْ سُفْيَان عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ عَاصِم بْن ضَمرَة عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جُبِّ الْحُزْنِ أَوْ وَادِي الْحُزْنِ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا جُبُّ الْحُزْنِ أَوْ وَادِي الْحُزْنِ؟ قَالَ: وَادِي الْحُزْنِ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ تَعَوَّذُ مِنْهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ مَرَّةً أَعَدَّهُ اللَّهُ لِلْقُرَّاءِ الْمُرَائِينَ وَإِنَّ مِنْ شَرِّ الْقُرَّاءِ مَنْ يزور الْأُمَرَاء.

لَا يَصح الداهري أَبُو بَكْر بْن حَكِيم قَالَ العُقَيْليّ يحدث ببواطيل عَنِ الثِّقَات (ابْن عدي) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شرور حَدَّثَنَا زَكَرِيّا بْن يَحْيَى الْمَدَائِنِي حَدَّثَنَا مَالك بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا عمار بْن سيف عَنْ معَان بْن رِفَاعَة عَن ابْن سِيرِين عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جُبِّ الْحُزْنِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا جُبُّ الْحُزْنِ قَالَ وَادٍ فِي جَهَنَّم يدْخلهُ الْقُرَّاء المراؤون وَأَبْغَضُهُمْ إِلَى اللَّهِ الزَّوَّارُونَ لِلأُمَرَاءِ.

لَا يَصِّح عمار وَمَعَان مَتْرُوكَانِ قُلْتُ الْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرمِذيّ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب الْمحَاربي عَنْ عمار بْن سيف بِهِ بِلَفْظ قَالَ: وَاد فِي جَهَنَّم تتعوذ مِنْهُ جَهَنَّم كُلّ يوْم مائَة مرّة قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ يدْخلهُ قَالَ الْقُرَّاء المراؤون بأعمالهم وقَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْد اللَّه بْن عبدويه الْبَغْدَادِيّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عَطَاء عَنْ يُونُس عَنِ الْحَسَن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِي قَالَ: إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لواديًا تَسْتَعِيذُ جَهَنَّمُ مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي فِي كل يَوْم أَرْبَعمِائَة مَرَّةٍ أُعِدَّ ذَلِكَ الْوَادِي لِلْمُرَائِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ لِحَامِلِ كتاب اللَّهِ وَلِلْمُصَدِّقِ فِي غَيْرِ ذَاتِ اللَّهِ وَلِلْحَاجِّ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَلِلْخَارِجِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ واللَّه أعلم (ابْن عدي) حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن إِسْحَاق بْن زاطيا حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن أَبِي شيبَة حَدَّثَنَا يزِيد بْن هَارُون حَدَّثَنَا أَزْهَر بْن سِنَان عَنْ محَمْد بْن وَاسع قَالَ دخلت عَلَى بِلَال بْن أبي بردة فَقلت يَا بِلَال إِن أَبَاك حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيه عَن النَّبِي قَالَ: إِنَّ فِي النَّارِ جُبًّا يُقَالُ لَهُ هَبْهَبُ حَقُّ اللَّهِ أَنْ يُسْكِنَهُ كُلَّ جَبَّارٍ فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مُسْتَكْبِرًا يَا بِلالُ.

قَالَ ابْن حبَان: هَذَا متن لَا أصل لَهُ أَزْهَر لَيْسَ بِشَيْء.

قلت قَالَ أَبُو نُعَيم فِي الْحِلْية هَذَا حَدِيث تَفَرّد بِهِ أَزْهَر بْن سِنَان الْقُرَشِيّ عَنْ مُحَمَّد وحدَّث بِهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل وأَبُو خَيْثَمَة عَنْ يَزِيد بْن هَارُون مثله وَرَوَاهُ سَعِيد بْن سُلَيْمَان الواسطيّ عَنْ أَزْهَر مثله أهـ وَأخرجه أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنده والطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلَمْ يتعقبه الذَّهَبِيّ والبَيْهَقيّ فِي الشّعب وأزهر

(2/384)

منْ رجال التِّرمِذيّ قَالَ فِيهِ ابْن عدي لَيست أَحَادِيثه بالمنكر جدا أَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْس بِهِ وَالله أعلم (ابْن عدى) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله بن طعمة الْمقري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْم حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن هدبة حَدَّثَنَا أَنَسٌ مَرْفُوعًا: إِنَّ فِي جَهَنَّمَ بَحْرًا أَسْوَدَ مُظْلِمًا مُنْتِنَ الرِّيحِ يُغْرِقُ اللَّهُ فِيهِ مَنْ أَكَلَ رِزْقَهُ وَعَبَدَ غَيْرَهُ.

إِبْرَاهِيم كَذَّاب (ابْن عَدِيّ) أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن سُفْيَان حَدَّثَنَا شَيْبَان حَدَّثَنَا أَيُّوب بْن حَوْط عَنْ لَيْث عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: الذُّبَابِ كُله فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ (الطَّبَرَانِيّ) حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الْعَزِيز حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمار الْمَوْصِلِيّ حَدَّثَنَا الْقَاسِم بْن يَزِيد الحرمي حَدَّثَنَا سُفْيَان الثَّوْرِي عَنْ مَنْصُور عَنْ مُجَاهِد عَنْ عُبَيْد بْن عُمَير اللَّيْثِيّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: الذُّبَابِ كُله فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ (الطَّبَرَانِيّ) حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن عُمَر الضَّبِّيّ حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عُمَير بْن سُفْيَان عَنْ إِسْمَاعِيل بْن مُسْلِم المكّيّ عَن الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: كل الذُّبَابِ فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ (أَبُو يعلى) حَدثنَا شَيبَان بن فروخ حَدَّثَنَا مِسْكين بْن عَبْد الْعَزِيز عَن أَبِيهِ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعا: عُمَر الذُّبَاب أَرْبَعُونَ يَوْمًا والذباب كُله فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ.

لَا يَصِّح أَيُّوب مَتْرُوك وَالقَاسِم مَجْهُول وَإِسْمَاعِيل لَيْسَ بِشَيْء ومسكين لَيْسَ بِالْقَوِيّ قُلْتُ قَالَ الحَافِظ ابْن حجر حَدِيث أَنَس لَا بَأْس بِسَنَدِهِ وَحَدِيث ابْن عُمَر ضَعِيف.

وقَالَ البوصيري فِي زَوَائِد الْعشْرَة حَدِيث أَنَس إِسْنَادُه حسن أهـ وَلِحَدِيث أَنَس طَرِيق ثَان قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد حَدَّثَنَا عُقْبة بْن خَالِد حَدَّثَنَا حنبسة بْن العَاصِي حَدَّثَنَا حَنْظَلة عَنْ أَنَس مَرْفُوعًا بِهِ.

وَلَمْ يقل إِلَّا النَّحْل وَلِحَدِيث ابْن عُمَر طرق أُخْرَى قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو طَالِب حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عَنْ لَيْث بْن أبي سليم عَن مُجَاهِد عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: الذُّبَابِ كُله فِي النَّار إِلَّا النَّحْل.

وقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الدبرِي عَن عَبْد الرَّزَّاق عَن النَّوَوِيّ عَن لَيْث عَن مُجَاهِد عَن عُبَيْد بْن عُمَير أَوْ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله كُلّ الذُّبَاب فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ وقَالَ حَدَّثَنَا بَكْر بْن سهل حَدَّثَنَا نُعَيْم بْن حَمَّاد حَدَّثَنَا الْفضل بْن مُوسَى عَن سُفْيَان عَنْ لَيْث عَنْ مُجَاهِد عَنِ ابْنِ عَمْرٍ وعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: الذُّبَاب فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ.

وقَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُوسُف التركي حَدثنَا

(2/385)

ابْن عَائِشَة حَدَّثَنَا صَفْوَان حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن مُسْلِم قَالَ كُنْت عِنْد الْأَعْمَشُ فَجعل الذُّبَاب يسْقط عَلَى عَيْنَيْهِ فَقَالَ يَا إِسْمَاعِيل مَا تحفظ فِي الذُّبَاب فَقَالَ أحفظ أَن عُمَر الذُّبَاب أَرْبَعُونَ يَوْمًا فَكَأَنِّي لَمْ أشفه فِيهِ فَقَالَ حَدَّثَنِي خَيْثَمَة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَوْ قَالَ ابْنُ عَمْرٍو أَنّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ.

وقَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم الْكشِّي حَدثنَا عَبْد اللَّه بْن رَجَاء حَدَّثَنَا يَحْيَى أَبُو زَكَرِيّا عَنِ الْأَعْمَشُ عَنْ مُجَاهِد عَن ابْن عُمَر أَن رَسُول الله قَالَ الذُّبَاب فِي النَّار وُرُود أَيْضا من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْحَضْرَمِيّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن أَبِي مُعَاوِيَة حَدَّثَنَا أَبِي عَن الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَنِ ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي قَالَ: الذُّبَابُ فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا إِدْرِيس بْن عَبْد الْكَرِيم الْحداد حَدَّثَنَا عَاصِم بْن عَلِيّ حَدَّثَنَا ابْن يَحْيَى بْن طَلْحَة عَنِ الْمُسَيِّب بْن رَافع عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: الذُّبَابِ كُله فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ (الْخَطِيب) أَنْبَأَنَا عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد العلان حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشَّافِعِي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن روح حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن مِهْرَان أَبُو سُلَيْمَان الْمَدَائِنِي حَدَّثَنَا سَلام عَنْ أَبِي بشر عَنْ أنسقال قَالَ رَسُول الله فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُم جُزْء مقسوم} قَالَ: جُزْءٌ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ وُجُزْءٌ شَكَوْا فِي اللَّهِ وَجُزْءٌ غَفَلُوا عَنِ اللَّهِ، مَوْضُوع: آفَتُهُ سَلام، قلت أَخْرَجَهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي التَّفْسِير منْ هَذَا الطَّرِيق واللَّه أعلم (ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا مكرم حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن يُوسُف حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن مُسْلِم عَنْ سُلَيْمَان التَّيْميّ عَنْ نَافِع عَنِ ابْن عمر عَن النَّبِي قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْرِجُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ حَتَّى يَمْكُثَ فِيهَا أَحْقَابًا وَالْحِقْبُ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ سنة كل سنة ثلثمِائة وَسِتُّونَ يَوْمًا كُلُّ يَوْمٍ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ.

قَالَ ابْن عَدِيّ: هَذَا حَدِيث مُنْكَر جدا.

وسُلَيْمَان شَبَّه الْمَجْهُول وروى عَنِ التَّيْميّ مَا لَيْسَ منْ حَدِيثه بحَديثه.

قلت: أَخْرَجَهُ الْبَزَّار فِي مُسْنَده وَابْن مرْدَوَيْه فِي التفسر منْ هَذَا الطَّرِيق.

وقَالَ الْحَافِظ أَبُو الْحسن الهيثمي وَأَبُو الْفَضْل بْن حجر فِي الزَّوَائِد: هَذَا الْحَدِيث مَوْضُوع فِي نقدي أهـ وَلَهُ شَوَاهِد قَالَ ابْن أَبِي عُمَر الْعَدنِي فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا مَرْوَان عَنْ جَعْفَر بْن الزُّبَير عَن الْقَاسِم عَن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {لابِثِينَ فِيهَا أحقابا} قَالَ: الحقب ألف

(2/386)

شَهْرٍ وَالشَّهْرُ ثَلاثُونَ يَوْمًا وَالسَّنَةُ ثلثمِائة وَسِتُّونَ يَوْمًا وَالْيَوْمُ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ وَالْحِقْبُ ثَلاثُونَ أَلْفَ سَنَةٍ.

أَخْرَجَهُ ابْن أَبِي حَاتِم فِي تَفْسِيره والطَّبَرَانِيّ وجَعْفَر مَتْرُوك وقَالَ هَنَاد بْن السرى فِي كتاب الزّهْد حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر عَن عَاصِم عْن أبي صالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ الْحِقْبُ ثَمَانُون سنة وَالسّنة ثلثمِائة وَسِتُّونَ يَوْمًا وَالْيَوْمُ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ.

وقَالَ حَدَّثَنَا وَكِيع عَنْ سُفْيَان عَنْ عمار الذَّهَبِيّ عَن سالِم بْن أَبِي الْجَعْد أَن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب سَأَلَ هلالا البحري مَا تَجِدُونَ الحقب فِيكُم قَالَ نجده فِي كتاب اللَّه ثَمَانِينَ سنة السّنة اثْنَا عشر شهرا الشَّهْر ثَلَاثُونَ يَوْمًا الْيَوْم ألف سنة.

وقَالَ عَبْد بْن حميد فِي تَفْسِيره أَنْبَأَنَا الْحَسَن بْن مُوسَى وحَجّاج بْن منهال عَنْ حَمَّاد بْن سَلمَة عَن عَاصِم عَن أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ {لابِثِينَ فِيهَا أحقابا} قَالَ: الْحِقْبُ ثَمَانُونَ عَامًا الْيَوْمُ مِنْهَا كَسُدْسِ الدُّنْيَا وقَالَ الْبَزَّار فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا عَبْد القدوس بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْكَبِير حَدَّثَنَا الحَجَّاج بْن نصر حَدَّثَنَا همام عَنْ أَبِي عَاصِم عَنْ أَبِي صالِح عَن أَبِي هُرَيْرَةَ: رَفعه {لابثين فِيهَا أحقابا} قَالَ الْحِقْبُ ثَمَانُونَ سَنَةً.

قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم أحدا رَفعه إِلَّا الحَجَّاج وَغَيره يوقفه وَلَهُ شَوَاهِد أخر أوردتها فِي التَّفْسِير الْمَأْثُور واللَّه أَعْلَم.

(أَحْمَد) حَدَّثَنَا حسن بْن مُوسَى حَدَّثَنَا سَلام بن مِسْكين عَن أبي طلال عَن أنس بْن مَالك عَن النَّبِي قَالَ: إِنَّ عَبْدًا فِي جَهَنَّمَ لَيُنَادِي أَلْفَ سَنَةٍ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لجبريل: اذْهَبْ فَائْتِنِي بعبدي هَذَا فَيَنْطَلِقُ فَيَجِدُ أَهْلَ النَّارِ مُنْكَبِّينَ يَبْكُونَ فَيَرْجِعُ إِلَى رَبِّهِ فَيُخْبِرُهُ فَيَقُولُ اذْهَبْ فَائْتِنِي بِهِ فَإِنَّهُ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَيَجِيءُ بِهِ فيقف على ربه فَيَقُول لَهُ يَا عَبْدِي كَيْفَ وَجَدْتَ مَكَانَكَ وَمَقِيلَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ شَرَّ مَكَانٍ وَشَرَّ مَقِيلٍ فَيَقُولُ رُدُّوا عَبْدِي فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا كُنْتُ أَرْجُو إِذْ أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَنْ تَرُدَّنِي فِيهَا فَيَقُولُ دَعُوا عَبْدِي.

لَا يَصِّح أَبُو ظلال لَيْسَ بِشَيْء (قُلْتُ) قَالَ الحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد أخرج لَهُ التِّرمِذيّ وَحسن بعض حَدِيثه وعلق لَهُ الْبُخَارِيّ حَدِيثا وقَالَ فِيهِ هُوَ مقارب الْحَدِيث وَأخرج هَذَا الْحَدِيث ابْن خُزَيْمة فِي كتاب التَّوْحِيد منْ صَحِيحه إِلَّا أَنَّهُ سَاقه بطرِيق لَهُ تدل عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى شَرطه فِي الصِّحَّة وَفِي الْجُمْلَة لَيْسَ هُوَ مَوْضُوعا وَأخرجه البَيْهَقيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات وقَالَ الْآجُرِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَبْد الحميد حَدَّثَنَا زِيَاد بْن أَيُّوب حَدَّثَنَا مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة حَدَّثَنَا مَالك بْن أَبِي الْحَسَن عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَ أَلْفِ عَامٍ فَقَالَ الْحَسَنُ لَيْتَنِي ذَلِكَ الرَّجُلُ فَهَذَا شَاهد لبَعض حَدِيث أنس أهـ وَالله أعلم.

(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا القَاضِي أَبُو الْعَلَاء مُحَمَّد بْن عَليّ بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا أَبُو نصر سهل بْن عُبَيْد اللَّه بْن دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن أبان الْمحَاربي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن نوح الْجند يسابوري حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى النَّاقِد

(2/387)

حَدَّثَنَا سهل بْن عُثْمَان حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن مِسْعَر بْن كدام عَنْ جَعْفَر عَنِ الْقَاسِم عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا: يَأْتِي عَلَى جَهَنَّمَ يَوْمٌ مَا فِيهَا مِنْ بَنِي آدَمَ أَحَدٌ تَخْفِقُ أَبْوَابُهَا كَأَنَّهَا أَبْوَابُ الْمُوَحِّدِينَ.

مَوْضُوع.

جَعْفَر هُوَ ابْن الزُّبَير مَتْرُوك.

فَوَائِد مُتَفَرِّقَة

قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي مُقَدّمَة الموضوعات.

أعلم أَن الروَاة الَّذِين وَقع فِي حَدِيثهمْ الْمَوْضُوع وَالْكذب والمقلوب خَمْسَة أَقسَام:

(الأول) : قوم غلب عَلَيْهِم الزّهْد والتقشف فغفلوا عَنِ الْحِفْظ والتمييز وَمِنْهُم منْ ضَاعَت كتبه أَوِ احترقت أَو دَفنهَا ثُمّ حدَّث منْ حفظه فغلط فَهَؤُلَاءِ تَارَة يرفعون الْمُرْسل ويسندون الْمَوْقُوف وَتارَة يقلبون الْإِسْنَاد وَتارَة يدْخلُونَ حَدِيثا فِي حَدِيث.

(الثَّانِي) : قوم لم يعاينوا علم النَّقْل فَكثر خطوهم وفحش عَلَى نَحْو مَا جرى فِي الْقسم الأول.

(الثَّالِث) : قوم ثِقَات لَكِن اخْتلطت عُقُولهمْ فِي أَوَاخِر أعمارهم فخلطوا فِي الرِّوَايَة.

(الرَّابِع) : قوم غلبت عَلَيْهِم الْغَفْلَة ثُمّ انقسم هَؤُلَاءِ فَمنهمْ منْ كَانَ يلقن فيتلقن ويُقَالُ قل فَيَقُول وَقَدْ كَانَ بعض هَؤُلَاءِ ذَا وراقة يضع لَهُ الْحَدِيث فيرويه وَلَا يعلم وَمِنْهُم منْ كَانَ يرْوى الْأَحَادِيث وَإِن لَمْ يكن سَمَاعا ظنا مِنْهُ أَن ذَلِكَ جَائِز وَقَدْ قِيلَ لبَعض ضعفائهم هَذِهِ الصَّحِيفَة سماعك فَقَالَ لَا وَلَكِن الَّذِي رَوَاهَا مَاتَ فرويتها مَكَانَهُ.

(الْخَامِس) : قوم تعمدوا الْكَذِب ثُمّ انقسم هَؤُلَاءِ ثَلَاثَة أَقسَام:

(الأول) : قوم رووا الْخَطَأ منْ غَيْر أَن يعلمُوا أَنَّهُ خطأ فَلَمَّا عرفُوا الصَّوَاب وأيقنوا بِهِ أصروا عَلَى الْخَطَأ أَنَفَة أَن ينسبوا إِلَى غلط.

(الثَّانِي) : قوم رووا عَنْ كَذَّابين وضعفاء ويعلمون فدلسوا أَسْمَاءَهُم وَالْكذب منْ أْولَئِك الْمَجْرُوحين وَالْخَطَأ الْقَبِيح منْ هَؤُلَاءِ المدلسين وهم فِي مرتبَة الْكَذَّابين لما قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِي أَنه قَالَ منْ رَوَى عني حَدِيثا يرى أَنَّهُ كذب فَهُوَ أحد الْكَذَّابين وَفِي هَذَا الْقسم قوم رووا عَنْ أَقوام مَا رَأَوْهُمْ مثل إِبْرَاهِيم بْن هدبة عَنْ أَنَسٍ وَكَانَ بِوَاسِطَة شيخ يحدث عَنْ أَنَس وَيحدث مرّة عَنْ شريك فَقِيل لَهُ حِين حدَّث عَنْ أَنَس لَعَلَّك سَمِعْتُهُ منْ شريك فَقَالَ أَقُول لَكُمُ الصدْق سَمِعْتُ هَذَا منْ أَنَس بْن مَالك عَنْ شريك وَقَدْ حدَّث عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق الْكرْمَانِي عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي يَعْقُوب فَقِيل لَهُ مَاتَ مُحَمَّد قبل أَن تولد بتسع سِنِين، وحدَّث مُحَمَّد بْن حَاتِم الْكشِّي عَنْ عَبْد بْن حُمَيد فَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الْحَاكِم هَذَا الشَّيْخ سَمِع منْ عَبْد بْن حُمَيد بعد مَوته بِثَلَاث عشر سنة.

(2/388)

(الثَّالِث) قوم تعمدوا الْكَذِب لَا لأَنهم أخطأوا وَلَا لأَنهم رووا عَنْ كَذَّاب فَهَؤُلَاءِ تَارَة يكذبُون فِي الْإِسْنَاد فيروون عَمَّن لَمْ يسمعوا مِنْهُ وَتارَة يسرقون الْأَحَادِيث الَّتِي يَرْوِيهَا غَيرهم وَتارَة يضعون أَحَادِيث وَهَؤُلَاء الوضاعون انقسموا ثَمَانِيَة أَقسَام الأول الزَّنَادِقَة قصدُوا إِفْسَاد الشَّرِيعَة وإيقاع الشَّك فِيهَا فِي قُلُوب الْعباد والتلاعب بِالدّينِ كَعبد الْكَرِيم بْن أَبِي العوجاء وَبنت حَمَّاد وقَالَ ابْن عَدِيّ لما أَخَذَ ابْن أَبِي العوجاء أَتَى بِهِ مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ فَأمر بِضَرْب عُنُقه فَقَالَ وَالله لقَدْ وضعت فِيكُم أَرْبَعَة آلَاف حَدِيث أحرم فِيهَا الْحَلَال وَأحل فِيهَا الْحَرَام وَعَن جَعْفَر بْن سُلَيْمَان قَالَ سَمِعْتُ الْمهْدي يَقُولُ أقرّ عِنْدِي رَجُل مِنَ الزَّنَادِقَة أَنَّهُ وضع أَرْبَعمِائَة حَدِيث فَهِيَ تجول فِي أَيدي النّاس وَقَدْ كَانَ فِي هَؤُلَاءِ الزَّنَادِقَة منْ يغْفل الشَّيْخ فِي كِتَابه مَا لَيْسَ منْ حَدِيثه فيرويه ذَلِكَ الشَّيْخ ظنا مِنْهُ أَنَّهُ منْ حَدِيثه.

وقَالَ حَمَّاد بْن زَيْد وضعت الزَّنَادِقَة على رَسُول الله أَرْبَعَة آلَاف حَدِيث.

الثَّانِي قوم كَانُوا يقصدون وضع الْحَدِيث نصْرَة لمذاهبهم وَهَذَا مَذْكُور عَنْ قوم مِنَ السالمية عَنْ عَبْد اللَّه بن يزِيد الْمقري قَالَ رَجَعَ رَجُل منْ أَهْل الْبدع عَنْ بدعته فَجعل يَقُولُ انْظُرُوا هَذَا الْحَدِيث عَمَّن تأخذونه فَإنَّا كُنَّا إِذا تراءينا رَأيا جعلنَا لَهُ حَدِيثا.

وَعَن ابْن لَهِيعَة قَالَ سَمِعْتُ شَيخا مِنَ الْخَوَارِج تَابَ وَرجع فَجعل يَقُولُ إِن هَذِهِ الْأَحَادِيث دين فانظروا عَمَّن تأخذون دينكُمْ فَإنَّا كُنَّا إِذا هوينا أمرا صيرناه حَدِيثا وَعَن حَمَّاد بْن سَلَمَة قَالَ حَدَّثَنِي شيخ لَهُم يَعْنِي الرافضية قَالَ كُنَّا إِذا استحسنا شَيْئا جَعَلْنَاهُ حَدِيثا وقَالَ الْحَاكِم أَبُو عَبْد اللَّه كَانَ مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الطائكاني منْ رُؤَسَاء المرجئة يضع الْحَدِيث عَلَى مَذْهَبهم وَعَن أَبِي أَنَس الْحَرَّانِي قَالَ قَالَ الْمُخْتَارِ لرجل منْ أَصْحَاب الْحَدِيث ضع لي حَدِيثا عَنِ النَّبِيّ أَنَّهُ كَائِن بعده خَليفَة مطالبًا لَهُ بترة وَلَده وَهَذِه عشرَة آلَاف دِرْهَم وخلعة ومركوب وخادم فَقَالَ لَهُ الرجل أما عَنِ النَّبِي فَلَا وَلَكِن اختر منْ شِئْت مِنَ الصَّحَابَة وَحط لي مِنَ الثّمن مَا شِئْت قَالَ عَنِ النَّبِي أوكد وَالْعَذَاب عَلَيْه أَشد الثَّالِث قوم وضعُوا الْأَحَادِيث فِي التَّرْغِيب والترهيب ليحثوا النّاس بزعمهم عَلَى الْخَيْر ويزجروهم عَنِ الشَّرّ وَهَذَا يغلظ عَلَى الشَّرِيعَة ومضمون فعلهم أَن الشَّرِيعَة نَاقِصَة وتحتاج إِلَى تَتِمَّة فقد أتممناها عَنْ أبي عَبْد اللَّه النهاوندي قَالَ قُلْتُ لغلام خَلِيل هَذِهِ الْأَحَادِيث الَّتِي تُحَدِّث بهَا مِنَ الرَّقَائِق فَقَالَ وضعناها لنرقق بهَا قُلُوب الْعَامَّة.

وَعَن أَبِي جَعْفَر التفري قَالَ لما حدَّث غُلَام خَلِيل عَنْ بَكْر بْن عِيسَى عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة قُلْتُ لَهُ يَا أَبَا عَبْد اللَّه إِن هَذَا الرجل قديم الْوَفَاة وَلَمْ تلْحقهُ وَلَا منْ فِي سنك فَكيف فِي هَذَا وَقلت لَهُ أحسبك سَمِعْتُهُ منْ رَجُل يُقَالُ لَهُ بَكْر بْن عِيسَى غَيْر هَذَا فَسكت وافترقنا فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَد قَالَ يَا أَبَا جَعْفَر علمت أَنِّي نظرت البارحة فِيمَن سَمِعْتُ مِنْهُ بِالْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ بَكْر بْن عِيسَى فوجدتهم سِتِّينَ رَجُلًا قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ غُلَام خَلِيل كَانَ يتزهد ويهجر شهوات الدُّنْيَا يتقوت الباقلاء صرفا وغلقت أسواق

(2/389)

بَغْدَاد يوْم مَوته فَحسن لَهُ الشَّيْطَان هَذَا الْفِعْل الْقَبِيح وَعَن مُحَمَّد بْن عِيسَى الطباع قَالَ سَمِعْتُ ابْن مَهْدِيّ يَقُولُ لِميسرَة بْن عَبْد ربه منْ أَيْنَ جِئْت بِهَذِهِ الْأَحَادِيث منْ قَرَأَ كَذَا فَلَه كَذَا قَالَ وَضَعتهَا أَرغب النّاس فِيهَا وَسُئِلَ عَبْد الْجَبَّار بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِي دَاوُد النَّخَعِيّ فَقَالَ كَانَ أطول النّاس قيَاما بلَيْل وَأَكْثَرهم صياما بنهار وَكَانَ يضع الْحَدِيث وضعا وَكَانَ أَبُو بشر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْفَقِيه المَرْوَزِيّ منْ أَصْلَب أَهْل زَمَانه فِي السّنة وأذبهم عَنْهَا وأخفهم لمن خالفها وَكَانَ مَعَ هَذَا يضع الْحَدِيث ويقلبه.

وقَالَ أَبُو زرْعَة الرَّازيّ كَانَ مَيْسَرَة بْن عَبْد ربه يضع الْحَدِيث وَقَدْ وضع فِي فَضَائِل قزوين نَحوا منْ أَرْبَعِينَ حَدِيثا كَانَ يَقُولُ إِنِّي أحتسب فِي ذَلِكَ وَعَن أَبِي عمار المَرْوَزِيّ قَالَ قِيلَ لأبي عصمَة بْن أَبِي مَرْيَم المَرْوَزِيّ منْ أَيْنَ لَك عَنْ عِكْرِمَة عَنِ ابْن عَبَّاس فِي فَضَائِل الْقُرْآن سُورَة سُورَة وَلَيْسَ عِنْد أَصْحَاب عِكْرِمَة هَذَا قَالَ إِنِّي رَأَيْت النّاس أَعرضُوا عَنِ الْقُرْآن وَاشْتَغلُوا بِفقه أبي حنيفَة وَمَغَازِي بن إِسْحَاق فَوضعت هَذَا الْحَدِيث حسبَة وقَالَ ابْن عَدِيّ سَمِعْتُ أَبَا بدر أَحْمَد بْن خَالِد يَقُولُ كَانَ وَهْب بن حَفْص مِنَ الصَّالِحين مكث عشْرين سنة لَا يكلم أحدا قَالَ أَبُو عرُوبَة كَانَ يكذب كذبا فَاحِشا.

وَعَن يَحْيَى بْن سَعِيد الْقطَّان مَا رَأَيْت الْكَذِب فِي أحد أَكثر مِنْهُ فِيمَن ينْسب إِلَى الْخَيْر والزهد الرَّابِع قوم استجازوا وضع الْأَسَانِيد لكل كَلَام حسن كَمَا حكى عَنْ مُحَمَّد بْن سَعِيد أَنَّهُ قَالَ لَا بَأْس إِذا كَانَ كَلَام حسن أَن تضع لَهُ سنادا الْخَامِس قوم كَانَ يعرض لَهُم غَرَض فيضعون الْحَدِيث فَمنهمْ منْ قصد بِذَلِك التَّقَرُّب إِلَى السّلطان بنصرة غَرَض كَانَ.

كغياث بْن إِبْرَاهِيم فَإنَّهُ حِين دخل عَلَى الْمهْدي وَكَانَ الْمهْدي يحب الْحمام فَقِيلَ لَهُ حَدِّثْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ حَدَّثَنَا فُلان عَنْ فُلان أَن النَّبِي قَالَ: لَا سَبْقَ إِلا فِي نصل أَوْ خف أَوْ حافر أَوْ جَنَاحٍ فَأَمَرَ لَهُ الْمَهْدِيُّ ببدرة فَلَمَّا قَامَ أشهد عَلَى فَقَالَ إنَّه قفا كَذَّاب عَلَى رَسُول الله نعم قَالَ الْمهْدي أَنَا حَملته عَلَى ذَلِكَ ثُمّ أَمر بِذبح الْحمام ورفض مَا كَانَ فِيهِ.

وَمِنْهُم منْ كَانَ يضع الْحَدِيث جَوَابا لسائليه كَمَا رَوَى المعيطي عَنْ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُل أعْطى الْغَزل لحائك فنسج لَهُ وَفضل مِنْهُ خيوط فَقَالَ صَاحب الثَّوْب هِيَ لي وقَالَ النساج هِيَ لي فالخيوط لمن فَقَالَ إِبْرَاهِيم حَدَّثَنِي ابْن جُرَيْج وَعَطَاء قَالَ: إِن كَانَ صَاحب الثَّوْب أعطَاهُ لأردها نسج فالخيوط لَهُ وَإِلَّا فَهِيَ للحائك.

وَمِنْهُم منْ كَانَ يَضَعهُ فِي ذمّ منْ يُرِيد أَن يذمه كَمَا حكى عَنْ سَعْد بْن طريف أَنَّهُ رَأَى ابْنه يبكي فَقَالَ مَا لَك فَقَالَ ضَرَبَنِي الْمعلم فَقَالَ أما واللَّه لأحدثنهم حَدَّثَنِي عِكْرِمَة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ معلمو صِبْيَانكُمْ شِرَاركُمْ وَقيل لمأمون بْن أَحْمد أَلا ترى إِلَى الشّافعيّ وَإِلَى منْ تبعه بخراسان فَقَالَ حَدثنَا أَحْمد بن

(2/390)

عَبْد اللَّه بْن مَعْدَان عَنْ أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: يكون فِي أمتِي رَجُل يُقال لَهُ مُحَمَّد بْن إِدْرِيس أضرّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ.

وَقيل لمُحَمد بْن عكاشة الْكرْمَانِي ان قوما يرفعون أَيْديهم فِي الرُّكُوع وَبعد رفع الرَّأْس مِنَ الرُّكُوع فَقَالَ أَنْبَأَنَا الْمُسَيِّب بْن وَاضح حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه الْمُبَارَك عَنْ يُونُس عَنْ يَزِيد عَنِ الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الرُّكُوعِ فَلَا صرة لَهُ.

السَّادِس قوم وضعُوا الْأَحَادِيث قصدا للأغراب ليطلبوا وَيسمع مِنْهُم قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الْحَاكِم مِنْهُم إِبْرَاهِيم بْن اليسع وَهُوَ ابْن أَبِي حَيَّة كَانَ يحدث عَنْ جَعْفَر الصَّادِق وَهِشَام بْن عُرْوَة فيركب حَدِيث هَذَا عَلَى حَدِيث ذَاكَ تستغرب تِلْكَ الْأَحَادِيث بِتِلْكَ الْأَسَانِيد قَالَ وَمِنْهُم حَمَّاد بْن عَمْرو النصيبي وبهلول بْن عُبَيْد وأصرم بْن حَوْشَب وَمِنْهُم منْ كَانَ يَدعِي سَماع منْ لم يسمع مِنْهُم ليكْثر حَدِيثه قَالَ عَمْرو بْن عَوْف قدِم علينا شيخ مخضوب بِالْحِنَّاءِ فَحدث عَنْ أَنَس وَاجْتمعَ خلق أَكثر منْ عشْرين ألفا حمل حَدِيثه إِلَى هُشَيْم وَيزِيد بْن هَارُون فَقَالَا أَحَادِيث صِحَاح سمعناها منْ حُمَيد والتَّيْميّ فَدخل السُّوق فَاشْترى مغازي بن إِسْحَاق وَقعد يحدث عَنْهُ فَقَالُوا لَهُ أَيْنَ رَأَيْته فَبكى وقَالَ الصدْق يَزِيد كُلّ شَيْء لَمْ أره وَلَكِن أَخْبَرَنِي أَنَس عَنْهُ فمزقوا الْكتب وروى مُسْلِم بْن الْحجَّاج أَن يَحْيَى بْن أَكْثَم دخل مَعَ أَمِير الْمُؤْمِنِين حمص فَرَأى كل من صبا يشبه الشيران فَدخل عَلَى شيخ وعَلى رَأسه دبية وَلَهُ جُبَّة فأدناه وقَالَ شيخ منْ لقِيت قَالَ اسْتَغْنَيْت عَنْ جُمَيْع النّاس بشيخي قَالَ وَمن شيخك قَالَ الْأَوْزَاعِيّ قَالَ والْأَوْزَاعِي عَمَّن قَالَ عَنْ مَكْحُول قَالَ عَمَّن قَالَ عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنة قَالَ وسُفْيَان عَمَّن قَالَ عَنْ عَائِشَة فَقَالَ لَهُ يحيى أَرَاك تعلو إِلَى أَسْفَل، السَّابِع قوم شقّ عَلَيْهِم الْحِفْظ فَضربُوا بعد الْوَقْت وَرُبمَا رَأَوْا أَن الْمَحْفُوظ مَعْرُوف فَأتوا بِمَا لَا يعرف مِمَّا يحصل مقصودهم وهَؤُلَاءِ قِسْمَانِ، أَحَدُهُمَا الْقصاص ومعظم الْبلَاء مِنْهُم يجرى لأَنهم يُرِيدُونَ أَحَادِيث تتفق وترفق والصحاح يقل فِيهَا هَذَا ثُمّ إِن الْحِفْظ يشق عَلَيْهِم ويتفق عدم الدّين وهم يحضرهم جهال، حكى فقيهان ثقتان عَنْ بعض قصاص زَمَاننَا وَكَانَ يظْهر النّسك والتخشع أَنَّهُ حكى لَهما قَالَ قُلْتُ يوْم عَاشُورَاء قَالَ رَسُول اللَّهِ منْ فعل الْيَوْم كَذَا فَلَه كَذَا وَمن فعل كَذَا فَلَه كَذَا إِلَى آخر الْمجْلس فَقَالَا وَمن أَيْنَ حفظت هَذِهِ الْأَحَادِيث فَقَالَ واللَّه مَا حَفظتهَا وَلَا أعرفهَا فَقَالَ بل فِي وقتي قلتهَا وَقَدْ صنفت بعض قصاص زَمَاننَا كتابا فَذكر فِيهِ أَن الْحَسَن والْحُسَيْن دخلا عَلَى عُمَر بْن الخَطَّاب وَهُوَ مَشْغُول فَلَمَّا أَفَاق منْ شغله رفع رَأسه فرآهما فَقَامَ فقبلهما ووهب لكل وَاحِد مِنْهُمَا ألفا وقَالَ لَهما اجعلاني فِي حل فَمَا عرفت دخولكما فَرَجَعَا وشكراه بَيْنَ يَدي أَبِيهِمَا فَقَالَ عَليّ سَمِعْتُ رَسُول الله يَقُولُ: عُمَر بْن الخَطَّاب نور

(2/391)

فِي الْإِسْلَام وسراج لأهل الجَنَّة فحدثاه فَدَعَا بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس وَكتب بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم حَدَّثَنِي سيدا شباب أَهْل الجَنَّة عَنْ أَبِيهِمَا المرتضى عَن جدهما الْمُصْطَفى أَنَّهُ قَالَ عُمَر نور الْإِسْلَام فِي الدُّنْيَا وسراج أَهْل الجَنَّة وَأوصى أَن يَجْعَل فِي كَفنه عَلَى صَدره فَوضع فَلَمَّا أَصْبحُوا وجدوه عَلَى قَبره وَفِيه صدق الحَدِيث صدق الْحَسَن والْحُسَيْن وَصدق أَبوهُمَا وَصدق رَسُول الله عُمَر نور الْإِسْلَام وسراج أَهْل الجَنَّة.

وَالْعجب لهَذَا الَّذِي بلغت بِهِ الوقاحة إِلَى أَن يصنف مثل هَذَا ثُمّ مَا كَفاهُ حَتَّى عرضه عَلَى كبار الْعلمَاء فَكَتَبُوا عَلَيْه تصويب ذَلِكَ التصنيف فَلهَذَا عرف أَن هَذَا محَال متوفر علم بِهِ أَنَّهُ منْ أَجْهَل الْجُهَّال الَّذِين مَا شموا ريح النَّقْل وَلَعَلَّه قَدْ سَمعه منْ بعض الطَّرِيقَيْنِ وَقَدْ ذكرت فِي كتاب الْقصاص عَنْهُمْ طرقًا منْ هَذِهِ الْأَشْيَاء وَمَا أَكثر مَا تعرض عَلَى أَحَادِيث فِي مجْلِس الْوَعْظ قَدْ ذكرهَا قصاص الزَّمَان فأردها عَلَيْهِم وَأبين أَنَّهَا محَال فيحقدون عَلَى حِين أبين عُيُوب سلكهم حَتَّى قُلْتُ يَوْمًا قُولُوا لمن تودده هَذِهِ الْأَحَادِيث مَا يتهيأ لَكُمُ مَعَ وجود هَذَا النَّاقِص اتِّفَاق زائف وَذكرت حَدِيثا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو بَكْر الكروحي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الجوزقي سَمِعْتُ غَيْر وَاحِد منْ مَشَايِخنَا يذكرُونَ عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمة أَنَّهُ قَالَ مَا دَامَ أَبُو حَامِد بْن الشرفي فِي الْأَحْيَاء لَا يتهيأ لأحد أَن يكذب عَلَى رَسُول الله وَعَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمة قَالَ حَيَاة أَبِي حَامِد بْن الشرفي تحجب بَيْنَ النَّاس وبَيْنَ الْكَذِب عَلَى رَسُول اللَّه وَعَن الدارَقُطْنيّ أَنَّهُ قَالَ يَا أَهْل بَغْدَاد لَا تظنوا أَن أحدا يقدر يكذب عَلَى رَسُول الله وَأَنا حَيّ وَقَدْ روينَا عَنِ ابْن الْمُبَارَك أَنَّهُ قِيلَ لَهُ هَذِهِ الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة فَقَالَ تعيش لَهَا الجهابذة الثَّامِن الشحاذون فَمنهمْ قصاص وَمِنْه غير قصاص وَمِنْهُم هَؤُلَاءِ منْ يضع وأغلبهم يحفظ الْمَوْضُوع.

وروى الدارَقُطْنيّ عَنْ أبي حَاتِم البستي قَالَ: دخلت تاجروان مَدِينَة بَيْنَ الرقة وحران فَحَضَرت الْجَامِع فَلَمَّا فَرغْنَا مِنَ الصَّلَاة قَامَ بَيْنَ أَيْدِينَا شَاب فَقَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَليفَة حَدَّثَنَا الْوَلِيد حَدَّثَنَا شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ قضى لمُسلم حَاجَة فعل اللَّه بِهِ كَذَا وَكَذَا.

فَلَمَّا فرغ دَعوته فَقلت لَهُ رَأَيْت أَبَا خَليفَة قَالَ لَا فَقلت.

كَيفَ تروى عَنْهُ وَلَمْ تره فَقَالَ إِن المناقشة مَعنا منْ قله الْمُرُوءَة أَنا أحفظ هَذَا الْإِسْنَاد الْوَاحِد وَكلما سَمِعْتُ حَدِيثا ضممته إِلَى هَذَا الْإِسْنَاد.

(فصل)

قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: والوضاعون خلق كثير فَمن كبارهم وهب ابْن وَهْب القَاضِي ومُحَمَّد بْن السّائب الْكَلْبِيّ ومُحَمَّد بْن سَعِيد الشَّامي المصلوب وَأَبُو دَاوُد النَّخعِيّ

(2/392)

وإِسْحَاق بْن نجيح الْمَلْطِي وعباس بْن إِبْرَاهِيم النَّخَعِيّ والمُغِيرَة بْن شُعْبَة الْكُوفِي وَأحمد بْن عَبْد اللَّه الجويباري ومأمون بْن أَبِي أَحْمَد الهَرَويّ ومُحَمَّد بْن عكاشة الْكرْمَانِي ومُحَمَّد بْن الْقَاسِم الطائكاني ومُحَمَّد بْن زِيَاد الْيَشْكُرِي وقَالَ النَّسائيّ الكذابون المعروفون بِوَضْع الْحَدِيث أَرْبَعَة ابْن أَبِي يَحْيَى بِالْمَدِينَةِ والواقدي بِبَغْدَاد وَمُقَاتِل بْن سُلَيْمَان بخراسان ومُحَمَّد بْن سَعِيد المصلوب بِالشَّام وقَالَ الحَافِظ سهل بْن الْبَرَاء ثُمّ وضع أَحْمَد بْن الجويباري ومُحَمَّد بْن عكاشة الْكرْمَانِي ومُحَمَّد بْن تَمِيم الدَّارِيّ الفاريابي على رَسُول الله أَكثر منْ عشرَة آلَاف حَدِيث وَقَدْ قدِم جمَاعَة مِنَ الْكَذَّابين عَلَى كذبهمْ وتنصلوا منْ ذَلِكَ عَنِ ابْن أَبِي شَيْبَة قَالَ كُنْت أَطُوف بِالْبَيْتِ وَرجل ورائي يَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِر لي وَمَا أَرَاك تفعل فَقلت يَا هَذَا قنوطك أَكثر منْ ذَنْبك فَقَالَ دَعْنِي فَقلت لَهُ أَخْبَرَنِي، فَقَالَ إِنِّي كذبت عَلَى رَسُول اللَّهِ خمسين حَدِيثا فطارت فِي النَّاس وَمَا أقدر أَن أرد مِنْهَا شَيْئا.

وقَالَ ابْن لَهِيعَة دخلت عَلَى شيخ وَهُوَ يبكي فَقلت وَمَا يبكيك قَالَ وضعت أَرْبَعمِائَة حَدِيث أدخلتها فِي النّاس فَلَا أَدْرِي كَيفَ أصنع.

وَعَن أَبِي العيناء قَالَ أَنَا والجاحظ وَضعنَا حَدِيثا وَأَدْخَلْنَاهُ عَلَى الشُّيُوخ بِبَغْدَاد فقبلوه ألَّا ابْن أَبِي شَيْبَة العَلَويّ فَإنَّهُ قَالَ لَا يشبه آخر هَذَا الْحَدِيث أَوله وأبى أَن يقبله وَكَانَ أَبُو العيناء يحدث بِهَذَا بَعْدَمَا تَابَ.

(فصل)

قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: لما لَمْ يُمكن أحدا أَن يدْخل فِي الْقُرْآن مَا لَيْسَ مِنْهُ أَخَذَ أَقوام يزِيدُونَ فِي حَدِيث رَسُول الله ويضعون عَلَيْه مَا لَمْ يقل فَأَنْشَأَ اللَّه عُلَمَاء يَذبُّونَ عَلَى النَّقْل ويوضحون الصَّحِيح ويفضحون الْقَبِيح وَمَا يخلى اللَّه بهم عصرًا مِنَ الْأَعْصَار غَيْر أَن هَذَا الضَّرْب قَدْ قل فِي هَذَا الزَّمَان فَصَارَ أعز منْ عنقاء مغرب.

(وَقَدْ كَانُوا إِذا عدوا قَلِيلا ... فقد صَارُوا أعز مِنَ الْقَلِيل)

قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِي: الْمَلَائِكَة جُزْء مِنَ السَّمَاء وَأَصْحَاب الْحَدِيث جُزْء مِنَ الأَرْض وقَالَ يَزِيد بْن زُرَيْع: لكل دين فرسَان وفرسان هَذَا الدّين أَصْحَاب الْأَسَانِيد.

(فصل)

قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: وَالْأَحَادِيث سِتَّة أَقسَام: الأول مَا اتّفق عَلَى صِحَّته الْبُخَارِيّ ومُسْلِم وَذَلِكَ الْغَايَة، الثَّانِي مَا تَفَرّد بِهِ الْبُخَارِيّ ومُسْلِم، الثَّالِث مَا صَحَّ سَنَده وَلَمْ يُخرجهُ وَاحِد مِنْهُمَا، الرَّابِع مَا فِيهِ ضعف قريب مُحْتَمل وَهَذَا هُوَ الْحَدِيث الْحَسَن، الْخَامِس الشَّديد الضعْف الْكثير التزلزل فَهَذَا يتَفَاوَت مراتبه عِنْد الْعلمَاء فبعضهم يُدْنِيه مِنَ الحسان وَيَزْعُم أَنَّهُ لَيْسَ بِقَوي التزلزل وَبَعْضهمْ يرى شدَّة تزلزله فيلحقه بالموضوعات، وَفِي هَذَا

(2/393)

جمع الْكتاب الْمُسَمّى بالعلل المتناهية فِي الْأَحَادِيث الْوَاهِيَة السَّادِس الموضوعات الْمَقْطُوع بِأَنَّهَا كذب فَتَارَة تكون مَوْضُوعَة فِي نَفسهَا وَتارَة تُوضَع على النَّبِي وَهِي كَلَام غَيره وَفِي هَذَا الْقسم جَمعنَا كتَابنَا الموضوعات هَذَا كُله كَلَام ابْن الْجَوْزِيّ رحِمَه الله تَعَالَى. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج2. باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.}

  ج2. صحيح السيرة {ج2. باقي صحيح السيرة النبوية  تحقيق  الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.} صفحة رقم -130 - قال : قلت : من غف...