السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الأحد، 25 فبراير 2024

​رسالة بايزيد الثاني إلى قانصوه الغوري يهنئه بمناسبة توليه عرش السلطنة المملوكية​ المؤلف بايزيد الثاني

       ​رسالة بايزيد الثاني إلى قانصوه الغوري يهنئه بمناسبة توليه عرش السلطنة المملوكية​ المؤلف بايزيد الثاني
    ويكي بيانات.
    ملاحظات: وردت هذه الرسالة بِاللُغة العربيَّة في المُجلَّد الأوَّل من كتاب «مجموعة مُنشآت السلاطين» لأحمد فريدون بك، الصادر سنة 1275هـ في دار الطباعة العامرة بإستانبول. صحيفة 347 - 349. رابط تحميل نسخة من الكتاب. النسخة الواردة أدناه من تصحيح وتعليق أ.د. فاضل بيات، في المُجلَّد الأوَّل من موسوعة «البلاد العربيَّة في الوثائق العُثمانيَّة».
    الحمدُ لله الذي استخلف على عمارة العالم من اصطفاهم من خلقه، وأحسن إليهم تمام القُدرة، وأعظم شأنهم، ورفع مكانهم، وجعلهم أمنًا على رعاة حقِّه، وخصَّهم بِمزيد الرفعة والرُّتبة، والصلوٰة والسَّلام على أفضل الرُّسل مُحمَّد [الذي عُرف بِصفته ونعته واسمه ونسبه قبل] ظُهُوره بِالنُبُوَّة، واستعلى على كافَّة الأنام بِهذه القُوَّة بعد امتداد الفترة واشتداد البجرة، وعلى آله وأصحابه الذين هم أئمَّةُ البررة وقتلة الفجرة.
    فإنَّا أصدرنا هذه المُكاتبة اللطيفة والمُفاوضة الشريفة إلى الحضرة العليَّة السُنيَّة الأكرميَّةمُلاحظة 1 الأكمليَّة الأكفليَّة الأفخميَّة الأعظميَّة الأعلميَّة الأعمليَّة الأعدليَّة الغوثيَّة والغيَّاثيَّة، عون الأُمَّة وكهف الملَّة الذي خفَّف السياسة بِحزمه، وشرَّف الرياسة بِفهمه وأقامة الآء(؟) بِرحابته، وأدام النصفة بِسماحته، وطوَّق الرقاب بِنعمه، واسترقَّ الأحرار بِمحاسن شيمه، وأقبلت الأماني عليه وفدًا، وحُشدت له السعاداتُ حشدًا، واطَّلع الكرمُ في أُفق أبوابه المُنيرة صباحه، وبسط الشرف في ظلاله الظليلة جناحه، وهو حامي بيت الحرام والروضة المُطهَّرة والمقام، وناصر المُسلمين والإسلام، المُختص بِالعزَّة والتمكين من حضرة الملك العلَّام، الله يُبقيه للأيادي بِقُلدها، ولِلمساعي بِخُلدها، ولِلمكارم بِوُتُدها، في دولةٍ واسعة الأرجاء، مُمتدَّة الأقباء، مأمونةٍ من الزوال، محروسةٍ عن الأنفال، ما ذرَّ شارق، وكرَّ طارق، وبرق بارق، وطلُع فجره، ولمع بدره، نهدي إليه سلامًا سلامًا، وهو كالعُقد انتظامًا، والورد ابتسامًا، وأوفر أقسامًا، وأوسع مقامًا، ويُؤلِّف بين القُلُوب ويُعطيهم نظامًا، وتُبدي لِعلمه الشريف:
    إنَّ الرياسة الإنسيَّة والسياسة المدنيَّة وحماية بيضة الممالك، وحراسة الرعيَّة عن المهالك من صعاب الأُمُور وعظامها بين الجُمهُور لا يُوفَّق بها، ولا يستعد بِتوفيقها إلَّا من لهُ الرُتبة العالية والدرجة السامية عند الملك القديم الذي بِيده ملكوتُ كُلِّ شيء وهو السميعُ العليم، فإنَّ الفائزين بِتلك النعمة العُظمى والعطيَّة الكُبرى موسومين بِسُنن المُرسلين والأنبياء، وُجُودهم كهف البرايا، وُجُودهم كفيلُ الرعايا، تنكشفُ ظُلم ظُلم البعض عن البعض بعد الهم، وتنقسم الأرزاق المُخرجة من رحم السماء وصدع الأرض بِسماحتهم، وتنحسم المخاوف والمحن، وترتفعُ الحوادث والفتن بِمهابتهم وإيالتهم، لولاهم لاختلَّ النظام، وتساوى الخاص والعام، وانجذبت النُفُوس إلى ما في طبايعها من البأساء والبُؤس، لِتعذُّر خلاصهنَّ وتعسُّر مناصهنَّ عن الملكات الرديَّة، ما دامت في المنازل الجسمانيَّة والمعالم الظلمانيَّة، فلا يُخفى أنَّ من اختاره الله تعالىٰ لِتنفيذ أوامره ونواهيه، وحتَّم على الرعيَّة مُطاوعته بِحُسن القبول، وإطاعته بعد إطاعة الله والرسول، عملًا بِقوله تعالىٰ: ﴿أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِى ٱلْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ﴾ وواجب ذكره بِالدَّعوات الصالحة عقب الصلوٰة في الأوقات الخمس التي تُظنُّ فيها إجابة الدعوات، وحقٌّ عليه أن يُوقِّر الكبير، ويرحم الصغير، ويأمر بِالمعروف وينهى عن المُنكر، ويعتقد أنَّ الدين والمُلك توأمان لا يتم أحدهما إلَّا بِالآخر، وتُصرف نيَّته إلى تقوية الحق وإعزازه، ويعطف همَّته على نُصرة الإسلام وإحرازه، ويُخفض أجنحة الرأفة والمرحمة على المُسلمين، مُسترشدًا بِكلمة التعظيم لِأمر الله، والشفقة على خلق الله أُسُّ الدين، ويُراعي العدالة والنصفة في حُكمه وحُكُومته، رهبةً من قوله: كُلُّكم راعٍ [وكُلُّكم] مسؤولٌ عن رعيَّته ورغبته بِسعة حاله، ويُفرغ شعث ماله، فإنَّ من عدل في الحُكم، وكفَّ النفس عن الظُّلم، صفت لهُ الدُنيا، ودامت عليه النُعمى، ومَلَكَ القُلُوب، وأمَّن الحُرُوب، وصارت طاعته فريضة، وصحَّته غنيمة، قال النبيّ : «إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا إِمَامٌ عَادِلٌ»، صدق رسول الله.
    وينبغي بِجيرانه الكرام من السلاطين العُظماء أن يُهنِّئ بِتلك الدولة البهيَّة والسيادة السُنيَّة، لأنَّ التهنئة سُنَّة حسنة، وعادة مُستحسنة بين السادات، إذا تجددت لِواحدٍ منهم نعمة جزيلة، وتمهَّدت رُتبةٌ جليلة. هذا والغرض من ترتيب تلك المُقدِّمات وتسبُّبها قد سمعنا وعلمنا أنَّ الله تعالىٰ أعظم أمركم، ورفع قدركم، وأخذ يدكم، وتهيَّأ أدوات السعادة عندكم، واصطفيكم لِضبط الجُمهُور، واجتباكم لِرد المحذور، وجعلكم خلف المُجاهدين، وأورثكم أرضهم، وصيَّركم شرف الباقين، وجمع بِصريمتكم شمل السُداد بعد تبدُّده، وقطع بِعزيمتكم حبل الفساد بعد تأكُّده، وسدَّ بِكفايتكم أبواب الخلل بعد اتساعه، وشدَّ بِعنايتكم أسباب الأمل بعد انقطاعه، وزيَّن بِوُجُودكم الشريف سرير السلطنة القاهرة، وبوَّأكم بِالطالع الأسعد الغُرَّة الباهرة، فاطَّلع كوكب العدل وكان خافيًا، وأوضح مذهب الفضل وكان عافيًا، وحشد القُلُوب على ولائكم، وشرَّف المنابر بِصالح دُعائكم، وأصلح الجُمهُور بِسياستكم، ونظَّم المنشور بِحُسن درايتكم، حتَّى استقامت الأُمُور، وأُفسدت الثُغُور، ورُتِّبت العُمَّال، وهُذِّبت الإعمال، وسكنت الرعيَّة، وانحسمت الأذيَّة، وانكشفت الطائمة المُستولية، واهتدت العُقُول الحايرة، ونامت العُيُون الساهرة، وقرَّ الأمر قراره، ووجد فلك الأمن مداره، وهذه الأُحدُوثة الجميلة أزالت قُلُوب الأعداء عن مقارها، وعمَّرت نُفُوس الأولياء بِمسارها، وأعادت الأيَّام أعيادًا، وأحرقت لِلحُسَّاد أفئدةً وأكبادًا، وجعلت صُدُورنا مُنشرحة، وقُلُوبنا مُتسعة ومُنفسحة، بِسبب المحبَّة الأزليَّة التي ثابتة في جبلتنا لا يُمكن زوالها، والمودَّة الجُبليَّة(؟) التي نابتة عن قريحتنا لا يُصوَّر انفصالها، وسألنا الله تعالىٰ أن يُديمكن ذلك القدر والجد والفخر والمجد وتلك العزَّة الشامخة والرُقعة الباذخة، ويزيد لِهذه الدولة انتشار جناح وأسفار صباح وسناء مصباح.
    واخترنا لِتأدية التهنئة منَّا إلى جنابكم الكريم، وذهابًا إلى المذهب المعروف، وتبعًا لِلرسم القديم كما مرَّة آنفًا، وتقرَّر سالفًا، الأمير المُكرَّم والكبير المُفخَّم، ذا القدر الأتم، والنجابة والكرم، والمُؤيِّد بِتأييد الله الأكبر، رئيس السلَّاحين حيدر، رُزقت سلامته، وحسُنت بِالخير إعادته، وحمَّلناه السلام، وأودعنا عنده نبذًا من الكلام، فالمأمول من كرمكم العميم، وفضلكم الجسيم، إنَّ القاصد المرقوم إذ استعد بِحُصُول الوُصُول إلى خدمتكم الشريفة، وأباح راحلته في سُدَّتكم المُنيفة، وأقبل على تبيلغ ما يحمله من الرسالات، وتصدَّى بِتأدية ما تضمَّنته من الأمانات، أن يُنظر بِنواظر الإكرام، وعُيُون العزّ واللُّطف والاحترام، ويُسمع بِحُسن الاستماع إلى ما يحكيه، ويُمنح بِمزيد الاطلاع على ما يُؤدِّيه، ويُصرف إلى حضرتنا العليَّة بِأخبار المسرَّات، لِيُثمر المُوافاة والمُصافاة، وقاكم الله عن المكايد والعاهات بِمنِّه ولُطفه.
    كُتب في أواسط صفر المُظفَّر، خُتم بِالخير والظَّفر، سنة ثمانٍ وتسعُمائةمُلاحظة 2 حسب المرسوم الشريف حامدًا لله الكبير، ومُصليًّا على رسوله البشير النذير.
    هوامش
    وردت في الأصل بِشكل «الأزكيَّة».
    المُوافق فيه 20 آب (أغسطس) 1502م.
    ==============
    ​رسالة بايزيد الثاني إلى قانصوه الغوري للعفو عن دولتباي نائب طرابلس الشام​ المؤلف بايزيد الثاني
    ويكي بيانات.
    تحميل بصيغة
    ملاحظات: وردت هذه الرسالة بِاللُغة العربيَّة في المُجلَّد الأوَّل من كتاب «مجموعة مُنشآت السلاطين» لأحمد فريدون بك، الصادر سنة 1275هـ في دار الطباعة العامرة بإستانبول. رابط تحميل نسخة من الكتاب.
    وبه ثقتي
    الحمدُ لله الذي يغفرُ لمن يشاء وهو الغفور الرحيم، ويتوب الذين ﴿عَمِلُواْ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٍۢ﴾ إنَّهُ عزيزٌ حكيم. والصلوٰة والسَّلامُ على النبي الأُميّ العربيّ الهاشميّ مُحمَّد، نزل في شأنه ﴿إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍۢ﴾، وعلى آله وأصحابه الذين اعتصموا بِحبل الله جميعًا ﴿وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ﴾.
    وبعد، فإنَّا أصدرنا هذه المُفاوضة الشريفة والمُكاتبة اللطيفة إلى الحضرة العليَّة الأعظميَّة الأكرميَّة الأعدليَّة الغوثيَّة الغيَّاثيَّة، مُفيضُ الحسنات مُقيل العثرات، الذي أفاض الخير دواعيه، وحسم الشَّرُ عواديه، وأنام الأنامُ في أيَّام عدله، وعمَّرهم بِإحسانه وفضله، ولان لِأمره كُلَّ مُتعدٍّ، ودان محكمه كُلَّ مُتمرِّد، وهو حامي بيت الحرام، والرّوضة المُطهَّرة والمقام، نصيرُ المُسلمين، ظهيرُ أمير المُؤمنين، المُختص بِالغزو والتمكين، من حضرت ربِّ العالمين، صاحب الممالك، أعزَّ الله أنصاره وضاعف اقتداره، وخلَّدهُ في دولةٍ عاليةٍ وعيشةٍ راضيةٍ، ماسُها الأصاغر والخُدَّام، وعفا عنهم المُلُوك الكرام والسلاطين العظام، تهدي إليه سلام يتأرَّج عُرفًا ويبلَّج وصفًا، ويكادُ يُمازج النسيم لُطفًا، وتُبدي لِعلمه الكريم أنَّ كتابه المُستطاب الذي انتظمت ألطافه كالدُّرر، وحسُنت سُطُوره من الطُّرر على الغُرر، كأنَّ الجواهر نُثرت في أرض القراطيس، ونُشرت عليها أجنحة الطواويس، قد وصل إلينا على يد الأميري الكبيري السيفي الأخصِّي يُونُس الخاصكي الأشرفي، رُزقت سلامته، وفتح لدينا وتلى بين يدينا، وألقينا السَّمع لِإصغاء ما يُنهيه، وأصغينا كُلُّ ما يُخبره ويُنيبه بِرواءٍ مُسفرٍ، ووجهٍ ضاحكٍ مُستبشرٍ، فاضطلعنا على ما فيه من أعلام تقبُّل الشفاعة، وحُسن القبُول على الإشارة التي صدرت من سُدَّتنا العظيمة إلى أبوابكم الكريمة، لِلصفح عن فهوةٍ ظهرت وزلَّةٍ بُذرت، عن الأمير الكبير الباذل الباسل المُجاهد العادل دولتباي دامت معاليه، وفهمنا أنَّ أمير المُومى إليه قد خرج من ضيق السَّخط والسَّطو إلى سعة المرحمة والعفو، وقرن الحافَّة بِالإسعاف، وأُفيض عليه الإنزاف، وسلَّم إليه ما يترجَّاه، بل ما هو أجلُّ منه قدرًا وأعظم أمرًا، وهو نيابة السلطنة بِالممالك الطرابُلسيَّة، فابتهجت نُفُوسنا الرضيَّة، وانشرحت صُدُورنا السُنيَّة، واتسعت قُلُوبنا الزكيَّة، بأنَّ جنابكم العليّ العافي لقد فاز فوزًا عظيمًا بِذلك الإغماض والتعافي، إذ قال النبيّ : «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: لِيَقُمْ الَّذِي أَجْرُهُ عَلَىٰ اللَّهِ»، فلا يقوم إلَّا العافون على الناس. وكُتبت أيضًا في صحايف أعمالنا مثوباتٍ كثيرة وحسناتٍ كبيرة، كما قال الله تعالىٰ: ﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ﴾، صدق الله العظيم وصدق رسُولُه الكريم.
    ثُمَّ انتهينا إلى ما اندرج في ذيل مُكاتبتكم الجليلة من أحوال الرجُل الذي ظهر في البلاد الشرقيَّة، فهزم واليها وعلا أهاليها وأمطر سحابه مطرًا فنال من حاجته وطرًا، لاحظناه كان كُلُّه مفهومًا وصار بِأسره معلومًا، ونحنُ نستدعي بِالدعوات المُستجابة عقيب الصلوات الخمس والأوقات المُستطابة من الله الملك المُعين، أن يختار الخير لِلمُؤمنين، ويدفع الرِّجز عن المُسلمين، ويُصلح بالهم ويُهذِّب حالهم في كُلِّ حين، ويمُنَّ عليهم بِفضاء كرمه ويُحسن إليهم بِجزيل نعمه ﴿وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍۢ﴾. وأمَّا التحف التي اتحفتموها، فعُرضت علينا بِالإجلال وقوبلت بِالتكريم والإقبال، فوقعت في موقع الرِّضا، ومحل القبول والارتضا، ثُمَّ أعدنا القاصد المُشار إليه، بعد أن عاملناه بِالإكرام وأفضنا عليه خُلع التشريف والاحترام، وحمَّلناه لِمقامكم العالي الكريم، من السلام ما هو أزكى من نشر الحمام، ولو كالته جسمًا لكان لكان أصفى من ماء الغمام. وقَّاكم الله عن المكارة والآلام.
    كُتب في أوائل أوَّل الربيعين من شُهُور سنة عشر وتسعُمائة.
    ======
    ​رسالة بايزيد الثاني إلى قانصوه الغوري بشأن عودة الشاهزاده قورقود من مصر​ المؤلف بايزيد الثاني
    ويكي بيانات.
    تحميل بصيغة
    ملاحظات: وردت هذه الرسالة بِاللُغة العربيَّة في المُجلَّد الأوَّل من كتاب «مجموعة مُنشآت السلاطين» لأحمد فريدون بك، الصادر سنة 1275هـ في دار الطباعة العامرة بإستانبول. رابط تحميل نسخة من الكتاب.
    الحمدُ للهِ الذي اقتضت حكمته البالغة ابتلاء عزيزٍ من عباده المُكرَّمين، فابتلاهُ بِفرقة فلذة كبده زمانًا، فلمَّا بلغ الأمر أشُدَّهُ ومُنتهاه، تعلَّقت إرادته القديمة وعنايته العميمة، ينقضي هذه البحرة ونيله أباه، بعد أن قال إنَّك اليوم مكينٌ أمين مُبين، وعزَّ مقامه وأكرم مثواه، فيُوجِّه من مصر البشير، ولمَّا فصلت العير قال أبوه ﴿إِنِّى لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ۖ﴾ وعليه منَّ الله بِالفضل والجود، فإنَّهُ وجد المفقود، ونال بِالمولود، فقرَّت به عيناه، والصلوٰة والسَّلامُ على سيِّدنا مُحمَّد أبَّان رُتبة مجده قوله تعالىٰ: ﴿سُبْحَٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلًا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْأَقْصَا ٱلَّذِى بَٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنْ ءَايَٰتِنَآ ۚ﴾ وهو خيرُ البشر وأولاه، وعلى آله وأصحابه الذين أدرك كُلٌ منهم ما يُخبر ويرضاه، وكان عقباه خيرًا وأحسن من أولاه.
    وبعد، فإنَّا أصدرنا هذه المُفاوضة الشريفة والمُلاطفة اللطيفة إلى الحضرة العليَّة الأكرميَّة الأفخميَّة الأعظميَّة الأكمليَّة الأكفليَّة الأعلميَّة الأفضليَّة الأعدليَّة العونيَّة الغوثيَّة الغيَّاثيَّة، عضُد الملَّة، كهف الأُمَّة، هو الذي جمع المحاسن كُلُّها وجرت عليه المفاخر ذيلها، وألتقت لديه المغانم مقاليدها، وأرجعت إليه المكارم أسانيدها، حامي الحرمين المُبجَّلين المُشرَّفين المُعظَّمين، ناصر الإسلام والمُسلمين، ظهير أمير المُؤمنين المُختص بِاللطف الخفيّ من حضرة ربِّ العالمين، لا زال خواطره الشريفة مسرورة، ومواد ابتهاجه موفورة، وأعماله مبرورة، وإيادته مشكورة، ومحامده على الألسُن مذكورة، والخلايق بِنعمه معمورة، وعنايت المُكرَّمات بِغيث لُطفه ممطورة، وما برحت حضرته العليَّة أن يعطف الصادر والوارد عطف العمِّ والوالد، ويأوي الكرام منه إلى رُكنٍ منيعٍ واصل رفيع، ما كدا الصبح والمسا، وجاء الربيع بعد الشتا، يهدي إليه سلامًا ألطف من الشمال، وأعذب من السلسال، وأطيب من روح الوصال، ودُعاءٌ يُشنَّف بِصفائها الآذان، ويُعطَّر بِنوافجها روان الزمان، إنَّ كتابه الكريم الذي هو لسجلِّ اللطف شار، وعن عزَّة الكرم سافر، قد وصل إلينا على يد القاصد الأميري الكبيري الأخصِّي المُقرَّبي المُؤتمني كسباي، أحسن الله وفادته، فتلقيناه بِوجهٍ بسن، ورواءٍ هشٍ، فكرَّمناه كامل التكريم، وسائلناه عن مقامكم العظيم، ثُمَّ فصَّ ختام ذلك الكتاب لدينا، وتلى ما تضمَّنه بين يدينا، فأصغيناهُ حُسن الإصغاء بِسمع الإرادة والرضا، فلمَّا انتبهنا إلى البشارة بِأنَّ الولد الأغرّ الأمجد، والنخل الرشيد الأسعد، نور حدقة السلطنة الزاهرة، ونورُ حديقة الخِلافة الباهرة، تمرة نخلة السعادة السرمديَّة ونخيلة ثمرة الدولة الأبديَّة، المُتحلَّى بِحلية مكارم الأخلاق، الفائز بِالقدح المُعلَّى بِالاستحقاق، والمُختص بِعناية الملك الودود، عَضُد الدولة والدين سُلطان قورقود، جعل الله السعادة مقرونة بِسفره، والسلامة مضمونة بِخبره، آل إلى أصله وانقلب إلى أهله، وانصرف إلى داره وانعطف نحو دياره، وكُتبت مُثوَّبات الصلة في صفحات أعماله، وكُنتُم فائزين معهُ بِتلك المُثوَّبات العُظمى كما ورد في قول النبي صلوات الله على قائله: «الدَّالَّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِهِ»، تبلَّجت الدُنيا وتبرَّجت، تعطَّرت الآفاق وتأرَّجت، فتكاثر السُرُور وامتلأ فُؤادنا الوسيع بِالفرحة والحبور ﴿ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِىٓ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ﴾، فبسطنا ألسنة الثنا والدُعاء، حتَّى بلغ عنان الشُكر عنان السماء، وحمدنا الله حمدًا مُتزايدًا المقدار، واسعة الأقطار، باقية الآثار، لا تنقضي عدده وتنتهي أمده، على أنَّ الدهر ابتسم بعد عبوسهن ولانت شكيمته بعد بوسه، وطلع نجم الشرف بعد أُفوله، وجرى الماء في عون الإبل بعد ذُيُوله دأب الصَّقر إلى الوكر بعد ذهابه، والتصق الخليجُ بِالبحر بعد انشعابه، فحصلت لنا مسرَّةٌ عظيمة، أعيت عن العدُوِّ لم يقف عند الحدِّ، حتَّى لو حرَّضنا النُفُوس على تعدادها وحصرها، لحرَّضنا بين إحصاء السحايب والقطر.
    وكانت بِهُبُوب نسمات هذه المُكرَّمات بقاع المحبَّةِ في عراض صُدُورنا المُنشرحة، وبقاع المودَّة في معاني قُلُوبنا المُنفتحة روضًا حصيبًا، وحلل أزهاره خرزًا مُشببًا وبِأخيه عضًّا طريًّا، ورشحات طلِّه دُرًّا بهيًّا، فصلنا شفاعتكم اللطيفة والجميلة، وصرفنا وُجُوه همَّتنا العليَّة وعنايتنا الجليلة نحو إقباله واطِّراد حاله وتحقُّق أمانيه وآماله كالعِقد يوم نظامه والرّوضِ غب همامه، وتعنُّق أنواره وتبسُّم أزهاره، وفوَّضنا إليه لواء أنطالية، وهي في ممالكنا المحميَّة من الألوية العالية، مُضيفًا إليها لواء علائية، ولواء منوغاد وبان سبها من الإقطاعات والمُضافات على السُنن المعهود العُثماني، والنهج المعروف الخاقاني، وأفضنا شايب الرأفة عليه، فبلغت مراسمه الخاصَّة بِثلثين مائة ألف درهم على ما أُشير إليه، والله يجعلها له ودًّا والزناد ومطمئنة المها. هذا فالقاصد المُومى إليه أدَّى رسالته وبلَّغ أمانته بِأوضح لسان وأملح بيان، وأعدناه بعد أن عاملناه بِمزيد اللُّطف والاحترام، وألبسنا عليه وعلى من معهُ خُلع التشريف والإكرام، وحمَّلناه من التحيَّة والسلام والشوق والغرام عدد قطر الغِمام، والله تعالىٰ يمُدُّكم ويُخلِّد نعمه عليكم ما كرَّ الشُهُور والأعوام. والحمدُ لله الملك العلَّام، والصلوٰة على مُحمَّدٍ سيِّد الأنام.
    ======

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج2. باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.}

  ج2. صحيح السيرة {ج2. باقي صحيح السيرة النبوية  تحقيق  الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.} صفحة رقم -130 - قال : قلت : من غف...