السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الاثنين، 26 فبراير 2024

ج7. السلسلة الضعيفة للالباني {من 601 الي 700.}

 


ج7.الأحاديث من 601 إلى 700.

601 " اتخذوا السراويلات فإنه من أستر ثيابكم , و خصوا بها نساءكم إذا خرجن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 66 ) :

$ موضوع $ . رواه العقيلي ( ص 18 ) و ابن عدي ( 4 / 1 ) و الديلمي ( 1 / 2 /

200 ) و ابن عساكر ( 2 / 380 / 2 ) عن إبراهيم بن زكريا الضرير العجلي - من أهل

البصرة - : حدثنا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن الأصبغ بن نباتة عن # علي

# قال : كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع في يوم دجن و مطر ,

قال : فمرت امرأة على حمار و معها مكاري فهوت يد الحمار في وهدة من الأرض ,

فسقطت المرأة , فأعرض النبي عليه السلام بوجهه , فقالوا : يا رسول الله إنها

متسرولة . فقال : اللهم اغفر للمتسرولات من أمتي . يا أيها الناس اتخذوا ....

الحديث . ذكره العقيلي في ترجمة إبراهيم هذا , و قال : " صاحب مناكير و أغاليط

, و لا يعرف هذا الحديث إلا به , فلا يتابع عليه " . و قال ابن عدي : " و هذا

الحديث منكر لا يرويه عن همام غير إبراهيم بن زكريا , و لا أعرفه إلا من هذا

الوجه , و إبراهيم حدث عن الثقات بالأباطيل " . و من طريق ابن عدي أورده ابن

الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 45 ) و قال : " موضوع , و المتهم به إبراهيم " .

ثم ذكر ما تقدم عن العقيلي و ابن عدي . فتعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 260

) بقوله : " قلت : أخرجه البزار و البيهقي في " الأدب " من هذا الطريق , و

إبراهيم بن زكريا المتهم به الذي قال فيه ابن عدي هذا القول هو الواسطي العبدي

, و ليس هو الذي في إسناد هذا الحديث , إنما هذا إبراهيم بن زكريا العجلي

البصري كما أفصح به العقيلي , و قد التبس على طائفة , منهم الذهبي في " الميزان

" فظنهما واحدا , و فرق بينما غير واحد , منهم ابن حبان , فذكر العجلي في "

الثقات " , و الواسطي في " الضعفاء " . و كذا فرق أبو أحمد الحاكم في " الكنى "

و العقيلي و النباتي في " الحافل " و الذهبي في " المغني " . قال الحافظ ابن

حجر في " اللسان " : و هو الصواب " . قلت : و هذا التعقب ليس فيه كبير طائل ,

ذلك لأن العجلي الذي هو صاحب الحديث لم يوثقه غير ابن حبان , و هو مع ما عرف به

من التساهل في التوثيق , فقد عارضه من حكمه أقرب إلى الصواب منه , فقد قال

العقيلي فيه : " صاحب مناكير و أغاليط " . ثم ساق له حديثين , هذا أحدهما . و

فيه قال ابن عدي ما نقلته آنفا عنه , خلافا لما زعمه السيوطي أنه قال ذلك في

الواسطي العبدي . و إليك نص كلامه لتكون على بينة من الأمر , قال : " إبراهيم

بن زكريا المعلم العبدستاني العجلي الضرير , يكنى أبا إسحاق , حدث عن الثقات

بالأباطيل " . ثم ساق له هذا الحديث , و أعله بما سبق , فاتفاق هذين الإمامين

على تضعيف إبراهيم هذا و استنكار حديثه , مقدم على توثيق ابن حبان له المستلزم

رد الحكم على حديثه بالوضع أو النكارة - كما ذهب إليه السيوطي , لاسيما و قد

ذكر الحافظ النقاد الذهبي أن هذا الحديث من بلايا العجلي ! ثم رأيت ابن أبي

حاتم ذكر في " العلل " ( 1 / 492 - 493 ) عن أبيه أنه قال : " هذا حديث منكر ,

و إبراهيم مجهول " . على أن في الحديث علة أخرى من الأعلى , هي بالاعتماد عليها

في إعلال الحديث أولى , و من الغريب أن الذين تكلموا عليه لم يتنبهوا لها , مثل

ابن الجوزي , و ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 272 ) , ألا و هي الأصبغ

بن نباتة , فهو متفق على تضعيفه , بل قال أبو بكر ابن عياش : " كذاب " . و قال

النسائي و ابن حبان : " متروك " . و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " قال

ابن معين و غيره : ليس بشيء " . و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " . و

بالجملة فالحديث بهذا الإسناد و السياق موضوع . و قد ذكر له السيوطي شواهد من

حديث أبي هريرة و غيره مرفوعا بلفظ : " اللهم ارحم المتسرولات " . و قال : " و

بمجموع هذه الطرق يرتقي الحديث إلى درجة الحسن " . قلت : و في ذلك نظر لأن

الطرق التي أشار إليها لا تخلو من وضاع أو متهم أو مجهول , مع أن بعضها مرسل .

و بيان ذلك مما لا يتسع له الوقت الآن , فإلى مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى .

602 " إن الله عز وجل يقول : أنا الله لا إله إلا أنا , ملك الملوك , و مالك الملوك

, قلوب الملوك بيدي , و إن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة و

الرحمة , و إن العباد عصوني حولت قلوب ملوكهم بالسخط و النقمة فساموهم سوء

العذاب , فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك , و لكن اشغلوا أنفسكم بالذكر و

التضرع أكفكم مولككم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 68 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه الطبراني و عنه أبو نعيم ( 2 / 389 ) و تمام ( 6 / 77 / 1

من مجموع الظاهرية رقم 95 ) عن أبي عمرو المقدم بن داود قال : حدثنا علي بن

معبد قال : حدثنا وهب بن راشد عن مالك بن دينار عن { خلاس } بن عمرو عن # أبي

الدرداء # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , المقدم بن داود قال النسائي :

" ليس بثقة " . و وهب بن راشد هو الرقي قال ابن عدي : " ليس حديثه بالمستقيم ,

أحاديثه كلها فيها نظر " . و قال الدارقطني : " متروك " . و قال ابن حبان : "

لا يحل الاحتجاج به بحال " . و قال الهيثمي ( 5 / 249 ) : " رواه الطبراني في "

الأوسط " و فيه وهب ( الأصل : إبراهيم و هو تحريف ) ابن راشد و هو متروك " .

قلت : و تعصيب الجناية به وحده ليس بجيد لما علمت أن في الطريق إليه المقداد بن

داود , و هو مثله في الضعف .

603 " إن لله تعالى مجاهدين في الأرض أفضل من الشهداء , أحياء مرزوقين , يمشون على

الأرض , يباهي الله بهم ملائكة السماء , و تزين لهم الجنة كما تزينت أم سلمة

لرسول الله صلى الله عليه وسلم , هم الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر , و

المحبون في الله , و المبغضون في الله , والذي نفسي بيده إن العبد منهم ليكون

في الغرفة فوق غرف الشهداء , للغرفة منها ثلاثمائة ألف باب , منها الياقوت و

الزمرد الأخضر , على كل باب نور , و إن الرجل منهم ليتزوج بثلاثمائة ألف حوراء

, قاصرات الطرف عين , كلما التفت إلى واحدة منهن فنظر إليها تقول له : أتذكر

يوم كذا و كذا أمرت بالمعروف , و نهيت عن المنكر ? كلما نظر إلى واحدة منهن

ذكرت له مقاما أمر فيه بمعروف , و نهى فيه عن منكر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 69 ) :

$ لا أصل له $ . ذكره الغزالي ( 2 / 273 ) من حديث # أبي ذر # ! و قال الحافظ

العراقي في " تخريجه " : " لم أقف له على أصل , و هو منكر " . قلت : و لوائح

الوضع عليه ظاهرة . و الله أعلم .

604 " السلطان ظل من ظل الرحمن في الأرض , يأوي إليه كل مظلوم من عباده , فإن عدل

كان له الأجر , و على الرعية الشكر , و إن جار , أو حاف , أو ظلم كان عليه

الإصر , و على الرعية الصبر , و إذا جارت الولاة قحطت السماء , و إذا منعت

الزكاة هلكت المواشي , و إذا ظهر الربا ( و في نسخة : الزنا ) ظهر الفقر و

المسكنة , و إذا أخفرت الذمة أديل للكفار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 69 ) :

$ موضوع $ . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 5 / 80 - 81 و في النسخة الأخرى 5 /

49 - 50 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 175 / 1 ) و الضياء في " المنتقى من

مسموعاته بمرو " ( 27 / 2 ) من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن

مرة عن # عبد الله بن عمر # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

و روى طرفه الأول القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 22 / 2 ) و الديلمي ( 2 / 220

) . قلت : و هذا إسناد موضوع , سعيد بن سنان هو أبو مهدي الحمصي اتهمه البخاري

بقوله : " منكر الحديث " . و قال الدارقطني : " يضع الحديث " . و ضعفه سائر

الأئمة , و قال ابن عدي : " عامة ما يرويه غير محفوظ " . و لذلك أورده الذهبي

في " الضعفاء و المتروكين " و قال : " هالك " . و قال الحافظ في " التقريب " :

" متروك , و رماه الدارقطني و غيره بالوضع " . و الحديث أورده السيوطي في "

الجامع " من رواية البزار و الحكيم و البيهقي عن ابن عمر . و تعقبه المناوي

بقوله : " و قضية صنيع المصنف أن البيهقي خرجه و سكت عليه : و الأمر بخلافه ,

بل تعقبه بما نصه : و أبو المهدي سعيد بن سنان ضعيف عند أهل العلم بالحديث .

انتهى . و سعيد بن سنان هذا ضعفه ابن معين و غيره , و قال البخاري : منكر

الحديث . و ساق في " الميزان " من مناكيره هذا الحديث , و جزم الحافظ العراقي

بضعف سنده " . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 196 ) : " رواه البزار

, و فيه سعيد بن سنان أبو مهدي , و هو متروك " . و أشار الحافظ المنذري في "

الترغيب " ( 3 / 137 ) إلى تضعيف الحديث .

605 " لو قيل لأهل النار : إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا سنة لفرحوا

بها , و لو قيل لأهل الجنة : إنكم ماكثون في الجنة عدد كل حصاة في الدنيا سنة

لحزنوا , و لكنهم خلقوا للأبد و الأمد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 70 ) :

$ موضوع $ . رواه الطبراني ( 3 / 75 / 2 ) و أبو نعيم ( 4 / 168 ) من طريق

الحكم بن ظهير عن السدي عن مرة عن # ابن مسعود # مرفوعا : و قال أبو نعيم : "

تفرد به الحكم بن ظهير " . قلت : و هو كذاب عند ابن معين و غيره , و قال ابن

حبان ( 1 / 245 ) : " يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات " . ثم ساق له حديثا

آخر , و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 396 ) : " و هو مجمع على ضعفه " . و

قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 224 ) : " قال أبي : هذا حديث منكر " .

و قد أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني فأساء . و لم يتعقبه

المناوي إلا بقول الهيثمي المذكور ! و الحديث يدل على أبدية الخلود في النار ,

و الآيات القرآنية و الأحاديث الصحيحة تغني عنه من هذه الناحية .

606 " ليأتين على جهنم يوم تصفق أبوابها , ما فيها من أمة محمد أحد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 71 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن عدي عن العلاء بن زيدل عن # أنس # مرفوعا . قلت : و

العلاء هذا قال الذهبي : " تالف , قال ابن المدني : كان يضع الحديث " . و قال

ابن حبان ( 2 / 169 ) : " يروي عن أنس بن مالك بنسخة كلها موضوعة , لا يحل ذكره

في الكتب إلا على سبيل التعجب " . و إنما أوردت الحديث لأن عالمين فاضلين

أورداه ساكتين عليه , أحدهما الحافظ ابن حجر في " تخريج أحاديث الكشاف " ( 4 /

87 , رقم 194 ) و الآخر المناوي ذكره عند شرحه للحديث الذي قبله محتجا به ! و

معنى الحديث صحيح إن كان المراد بـ " أمة محمد " فيه أمة الإجابة لا أمة الدعوة

كما هو ظاهر . و يؤيده ما ذكره ابن القيم في " حادي الأرواح " ( 2 / 176 - 177

) من رواية إسحاق بن راهويه : حدثنا عبيد الله ( بن معاذ ) : حدثنا أبي : حدثنا

شعبة عن يحيى بن أيوب عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : " ما أنا بالذي لا أقول :

إنه سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد , و قرأ قوله : *( فأما الذين شقوا

ففي النار لهم فيها زفير و شهيق )* الآية . قال عبيد الله : كان أصحابنا يقولون

: يعني به الموحدين " . و قد روي الحديث عن أبي أمامة و لا يصح أيضا و هو :

" ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج , و آخر تخفق أبوابها " .

607 " ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج , و آخر تخفق أبوابها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 72 ) :

$ باطل $ . أخرجه الطبراني في " جزء من حديثه " رواية أبي نعيم ( 28 / 1 ) و

الخطيب ( 9 / 122 ) عن عبد الله بن مسعود بن كدام عن جعفر عن القاسم عن # أبي

أمامة # مرفوعا به . و ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 268 ) من هذا

الوجه و قال : " هذا حديث موضوع محال , جعفر هو ابن الزبير متروك " . و أقره

السيوطي ( 2 / 466 ) ثم ابن عراق ( 391 / 1 ) . و أقول : جعفر هذا وضاع , و قد

مضى له أحاديث . لكن الراوي عنه ابن مسعر هالك أيضا , و قد أشار لهذا الذهبي في

ترجمة جعفر فقال : " و يروي بإسناد مظلم عنه حديث متنه : يأتي على جهنم .... "

. ثم أعاده في ترجمة ابن مسعر فقال فيه : " قال أبو حاتم : متروك الحديث . و

قال العقيلي : لا يتابع على حديثه .. " ثم قال : " و في معجم الطبراني من حديث

هذا التالف عن جعفر بن الزبير ( في الأصل " الزبير بن سعيد " و هو تحريف ) عن

القاسم عن أبي أمامة في انقطاع عذاب جهنم , فهذا باطل " . و أقره الحافظ في "

اللسان " و أورده في " تخريج أحاديث الكشاف " ( 4 / 87 رقم 194 ) و لم يعزه

لأحد ! و لعل الحديث أصله موقوف على بعض الصحابة , رفعه هذا التالف أو شيخه

عمدا أو خطأ , فقد أخرجه البزار عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن

عمرو قال : " يأتي على النار زمان تخفق أبوابها ليس فيه أحد . يعني من الموحدين

" . قال الحافظ : " كذا فيه , و رجاله ثقات , و التفسير لا أدري ممن هو ? و هو

أولى من تفسير المصنف " . قلت : الظاهر أن التفسير المذكور , من مخرجه البزار ,

فقد أخرج الفسوي في " تاريخه " بسند البزار عينه عن أبي بلج به , و ليس فيه

التفسير المذكور , هكذا ذكره الذهبي في ترجمة أبي بلج , و كذا الحافظ في "

التهذيب " عن الفسوي و زاد : " قال ثابت البناني : سألت الحسن عن هذا ? فأنكره

" . و أبو بلج هذا في نفسه ثقة , و لكنه ضعيف من قبل حفظه , و لذلك عد الذهبي

هذا الأثر من بلاياه ! ثم قال : " و هو منكر " . و جملة القول أن هذا الحديث لا

يصح مرفوعا و لا موقوفا . هذا و تفسير الزمخشري الذي سبقت الإشارة إليه في كلام

الحافظ هو قوله في " تفسيره " ( 2 / 236 ) : " و قد بلغني أن من الضلال من اغتر

بهذا الحديث فاعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار , و هذا و العياذ بالله من

الخذلان المبين , و لئن صح هذا عن ابن عمرو فمعناه أنهم يخرجون من النار إلى

برد الزمهرير , فذلك خلو جهنم و صفق أبوابها " . و هذا تأويل بعيد . و الأقرب

ما سبق عن الحافظ , إلا أنني أرى أن الصواب عدم الاشتغال بالتأويل ما دام أن

الحديث لم يصح . و الله أعلم . و اعلم أن من أذناب هؤلاء الضلال في القول

بانتهاء عذاب الكفار الطائفة القاديانية , بل هم قد زادوا في ذلك على إخوانهم

الضلال , فذهبوا إلى أن مصير الكفار إلى الجنة ! نص على ذلك ابن دجالهم الأكبر

محمود بشير بن غلام أحمد في كتاب " الدعوة الأحمدية " . فمن شاء التأكد من ذلك

فليراجعها فإني لم أطلها الآن . و إن مما يجب الوقوف عنده , و تحقيق القول فيه

ما ذكره ابن القيم في " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " ( 2 / 171 - 172 ) من

رواية عبد بن حميد ( قال ) : بإسنادين صحيحين له عن الحسن قال : قال عمر بن

الخطاب : " لو لبث أهل النار عدد رمل عالج , لكان لهم يوم يخرجون فيه " . ذكر

ذلك في تفسير قوله تعالى *( لابثين فيها أحقابا )* . و قال ابن القيم : " و

حسبك بهذا الإسناد جلالة , و الحسن و إن لم يسمع من عمر , فإنما رواه عن بعض

التابعين , و لو لم يصح عنده ذلك عن عمر لما جزم به و قال : قال عمر بن الخطاب

" . قلت : هذا كلام خطابي , أستغرب صدوره من ابن القيم رحمه الله . لأنه خلاف

ما هو مقرر عند أهل الحديث في تعريف الحديث الصحيح : أنه المسند المتصل برواية

العدل الضابط , فإذا اعترف بانقطاعه بين الحسن و عمر , فهو مناف للصحة بله

الجلالة ! و خلاف المعروف عندهم من ردهم لمراسيل الحسن البصري خاصة , و لذلك

قال الحافظ ابن حجر في أثر الحسن هذا نفسه : " فهو منقطع , و مراسيل الحسن

عندهم واهية , لأنه كان يأخذ من كل أحد " ! و قوله : " فإنما رواه عن بعض

التابعين , ...... " قلنا : نعم , فكان ماذا ? أليس كذلك كل مرسل تابعي ? إنما

رواه عن تابعي إن لم يكن عن صحابي ? فلماذا إذن اعتبر المحدثون الحديث المرسل

أو المنقطع من قسم الحديث الضعيف ? ذلك لاحتمال أن يكون الرجل الساقط من

الإسناد مجهولا أو ضعيفا لا يحتج به لو عرف , و هذا بخلاف ما لو كان المرسل لا

يروي إلا عن صحابي فإن حديثه حجة , لأن الصحابة كلهم عدول , فهذا المرسل فقط هو

الذي يحتج به من بين المراسيل كلها , و هو الذي اختاره الغزالي و صححه الحافظ

العلائي في " جامع التحصيل في أحكام المراسيل " ( 7 / 1 ) , و أما دعوى البعض

أن الإجماع كان على الاحتجاج بالحديث المرسل حتى جاء الإمام الشافعي , فدعوى

باطلة مردودة بأمور منها ما رواه مسلم في مقدمة " صحيحه " ( 1 / 12 ) عن عبد

الله بن المبارك أنه رد حديث " إن من البر بعد البر أن تصلي لهما مع صلاتك , و

تصوم لهما مع صيامك " بعلة الإرسال , في قصة له تراجع هناك . و ابن المبارك

رحمه الله توفي قبل الشافعي بأكثر من عشرين سنة . و كلام ابن القيم المذكور -

مع مخالفته للأصول - يلزمه أن يقبل مراسيل الحسن البصري كلها إذا صح السند إليه

بها , و ما إخاله يلتزم ذلك , كيف و منها ما رواه عن سمرة مرفوعا . " لما حملت

حواء طاف بها إبليس , و كان لا يعيش لها ولد , فقال : سميه عبد الحارث . فسمته

عبد الحارث , فعاش , و كان ذلك من وحي الشيطان و أمره " . فهذا إسناده خير من

إسناد الحسن عن عمر , لأنه قد قيل أن الحسن سمع من سمرة , بل ثبت أنه سمع منه

حديث العقيقة في " صحيح البخاري " , و هو مع جلالته , مدلس لا يحتج بما عنعنه

من الحديث , و لو كان قد لقي الذي دلس عنه كسمرة , فهل يحتج ابن القيم بحديثه

هذا عن سمرة و يقول فيه : " فإنما رواه عن بعض التابعين ... " ? ! كلا إن ابن

القيم رحمه الله تعالى أعلم و أفقه من أن يفعل ذلك , مع العلم أن بعضهم قد فسر

بهذا الحديث قوله تعالى : *( فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما )*

فأرجع ضمير ( جعلا ) إلى آدم و حواء عليهما السلام ! مع أن الحسن نفسه لم يفسر

الآية بحديثه هذا كما بيناه فيما تقدم ( رقم 342 ) , و كذلك صنع ابن القيم فإنه

فسر الآية المذكورة بنحو ما فسره الحسن , قال في " التبيان " ( 264 ) : "

فاستطرد من ذكر الأبوين إلى ذكر المشركين من أولادهم " . و كم من حديث من رواية

الحسن مرسلا أو منقطعا لم يأخذ به ابن القيم كغيره من أهل العلم بل إن بعضها

ثبت عن الحسن الإفتاء بخلافه , و ليس هذا مجال بيانه , غير أني أقول : إن هذا

الأثر الذي رواه الحسن عن عمر , هو في المعنى كالأثر المتقدم الذي رواه أبو بلج

عن عبد الله بن عمرو . و مع ذلك لما سئل عنه الحسن رحمه الله تعالى أنكره , كما

تقدم من رواية الفسوي عن ثابت عنه . و أقول الآن : إن حديث بطلان الصلاة

بالقهقهة قد جاء مرسلا عن جماعة من التابعين أشهرهم أبو العالية , و منهم الحسن

البصري , و هو صحيح عنه , فقد قال البيهقي في " كتاب معرفة السنن و الآثار " (

ص 139 - طبع الهند ) : " و قد رواه جماعة عن الحسن البصري مرسلا " . فهل يأخذ

به ابن القيم ?! و يؤسفني أن أقول : إن القاديانية في ضلالهم المشار إليه آنفا

( ص 73 ) يجدون متكئا لهم في بعض ما ذهبوا إليه في بعض كتب أئمتنا من أهل السنة

, فقد عقد العلامة ابن القيم في كتابه " الحادي " فصلا خاصا في أبدية النار ,

أطال الكلام فيه جدا , و حكى في ذلك سبعة أقوال , أبطلها كلها سوى قولين منها :

الأول : أن النار لا يخرج منها أحد من الكفار , و لكن الله عز وجل ينفيها , و

يزول عذابها . و الآخر : أنها لا تفنى , أن عذابها أبدي دائم . و قد ساق فيه

أدلة الفريقين و حججهم من المنقول و المعقول , مع مناقشتها , و بيان ما لها و

ما عليها . و الذي يتأمل في طريقة عرضه للأدلة و مناقشته إياها , يستشعر من ذلك

أنه يميل إلى القول الأول , و لكنه لم يجزم بذلك , فراجع إن شئت الوقوف على

كلامه مفصلا الكتاب المذكور ( 2 / 167 - 228 طبع الكردي ) . و لكنني وجدته يصرح

في بعض كتبه الأخرى بأن نار الكفار لا تفنى و هذا هو الظن به , فقال رحمه الله

في " الوابل الصيب " ( ص 26 ) ما نصه : " و أما النار فإنها دار الخبث في

الأقوال و الأعمال و المآكل و المشارب و دار الخبيثين , فالله تعالى يجمع

الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشيء لتراكب بعضه على بعض , ثم يجعله في

جهنم مع أهله . فليس فيها إلا خبيث , و لما كان الناس على ثلاث طبقات : طيب لا

يشوبه خبث , و خبيث لا طيب فيه , و آخرون فيهم خبث و طيب - كانت دورهم ثلاثة :

دار الطيب المحض , و دار الخبث المحض , و هاتان الداران لا تفنيان . و دار لمن

معه خبث و طيب و هي الدار التي تفنى , و هي دار العصاة فإنه لا يبقى في جهنم من

عصاة الموحدين أحد , فإنهم إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا

الجنة , و لا يبقى إلا دار الطيب المحض , و دار الخبث المحض " . و لشيخ الإسلام

ابن تيمية رحمه الله تعالى قاعدة في الرد على من قال بفناء الجنة و النار , لم

نقف عليها , و إنما ذكرها الشيخ يوسف بن عبد الهادي في " فهرسته " ( ق / 26 / 1

) .

608 " ليؤمكم أحسنكم وجها , فإنه أحرى أن يكون أحسنكم خلقا , و قوا بأموالكم عن

أعراضكم , و ليصانع أحدكم بلسانه عن دينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 75 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن عدي ( 97 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 5 / 64 / 1 ) عن حسين

بن المبارك الطبراني : حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن #

عائشة # مرفوعا . و قال ابن عدي : " حسين هذا حدث بأسانيد و متون منكرة عن أهل

الشام " . و نقل الذهبي و تبعه المناوي عنه أعني ابن عدي أنه قال فيه : " متهم

" . و لم أجد هذا في نسختنا من " الكامل " ثم ساق له الذهبي حديثا قال عقبه : "

و هذا كذب " . و تقدم الكلام عليه برقم ( 191 ) . و الحديث أورده ابن الجوزي في

" الموضوعات " ( 1 / 100 ) من طريق الحضرمي : حدثنا حسان بن يوسف التميمي حدثنا

محمد بن مروان عن هشام بن عروة به و قال : " موضوع . الحضرمي مجهول , و محمد بن

مروان السدي كذاب , و تابعه حسين بن المبارك عن إسماعيل بن عياش عن هشام , و

البلاء من حسين , فإنه يحدث بمنكرات " . و الحديث رواه الديلمي من طريق الحسين

هذا , كما في " اللآلي " ( 2 / 22 ) . و رواه ابن عساكر ( 15 / 240 / 1 ) من

طريق محمد بن صبح بن يوسف : حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن أبي البحتري

عن هشام بن عروة به . أورده في ترجمة محمد بن صبح و لم يذكر فيه جرحا و لا

تعديلا , و من بينه و بين هشام لم أعرفهم , و سكت السيوطي عنه ! ثم ذكر له

شاهدا من حديث عمرو بن أخطب نحوه , و سأتكلم عليه عقب هذا إن شاء الله تعالى .

و اعلم أنه ليس في الشرع ما يدل على أن هناك ارتباطا بين حسن الوجه و حسن الخلق

, فقد يتلازمان و قد ينفكان , و قد روى أحمد في " مسنده " ( 3 / 492 ) أن أبا

لهب لعنه الله كان وضيء الوجه من أجمل الناس , بل قال ابن كثير : " و إنما سمي

أبا لهب لإشراق وجهه " و مع ذلك فقد كان من أسوء خلق الله خلقا . و أشدهم إيذاء

لرسول الله صلى الله عليه وسلم , و ازدراء به كما هو مشهور عنه , و قد صح عنه

صلى الله عليه وسلم قوله : " إن الله لا ينظر إلى صوركم , و لا إلى أجسامكم , و

لا إلى أموالكم , و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم " رواه مسلم و غيره .

609 " إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أقرؤهم لكتاب الله , فإن كانوا في القراءة سواء ,

فأكبرهم سنا , فإن كانوا في السن سواء فأحسنهم وجها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 76 ) :

$ منكر لا أصل له $ . أخرجه البيهقي ( 3 / 121 ) عن عبد العزيز بن معاوية بن

عبد العزيز أبي خالد القاضي من ولد عتاب بن أسيد : أنبأ أبو عاصم : أنبأ عزرة

بن ثابت عن علباء بن أحمر عن # أبي زيد الأنصاري # ( و هو عمرو بن أخطب )

مرفوعا . و أشار البيهقي لضعفه بقوله : " إن صح " . و علته عبد العزيز هذا ذكره

ابن حبان في " الثقات " و استنكر له هذا الحديث و قال : " هذا منكر لا أصل له ,

و لعله أدخل عليه , و ما عدا هذا من حديثه يشبه حديث الأثبات " . ذكره الحافظ

في " تهذيب التهذيب " و أقره . و قال المناوي : " و فيه عبد العزيز بن معاوية ,

غمزه الحاكم بهذا الحديث , و قال : هو خبر منكر . و رده في " المهذب " بأن

مسلما روى حديثا بهذا السند . انتهى . و به يعرف أن رمز المصنف لضعفه غير صواب

, و أن حكم ابن الجوزي بوضعه تهور " . قلت : و فيه عديد من الموآخذات : الأول :

أن مسلما لم يحتج بعبد العزيز هذا , و إنما روى له في المقدمة . الثاني : أن

السيوطي نفسه أقر في " اللآلي " ( 2 / 22 ) الحاكم على غمزه المذكور . الثالث :

أن ابن الجوزي لم يورد هذا الحديث مطلقا و إنما أورد الجملة الأخيرة منه من

طريق أخرى في حديث آخر و هو موضوع باعتراف الذهبي صاحب " المهذب " , و إقرار

المناوي نفسه له كما مضى في الحديث الذي قبله . رابعا : أن أبا أحمد الحاكم لم

يتفرد بإنكار الحديث بل تابعه عليه ابن حبان , و أقره الحافظ , و ضعفه البيهقي

كما ذكرته عنه آنفا . خامسا : أن هناك أحاديث صحيحة تبين الأحق بالإمامة مثل

حديث أبي مسعود البدري مرفوعا : " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله , فإن كانوا في

القراءة سواء فأعلمهم بالسنة , فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة , فإن

كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا " . رواه مسلم و غيره . و ليس فيه و لا في

غيره ذكر للأحسن وجها . فهذا من الأدلة على صحة حكم الأئمة المذكورين على هذا

الحديث بالإنكار . فأنى للحديث ما أراده له المناوي من القوة ! و الله أعلم . و

قد ذهبت بعض المذاهب إلى تقديم الأحسن وجها بعد الاستواء في الشروط الأخرى عملا

بهذا الحديث المنكر . بل بالغت بعضها فقالت : " فالأحسن زوجة لشدة عفته ,

فأكبرهم رأسا , فأصغرهم عضوا " ! <1> .

-----------------------------------------------------------

[1] مراقي الفلاح ( ص 55 ) من كتب الحنفية . و كأنهم لم يسعهم الوقوف عند

الأحاديث الصحيحة كحديث أبي مسعود المتقدم آنفا , بل و لا عند الأحاديث

الموضوعة و المنكرة , حتى اخترعوا من آرائهم شروطا أخرى , و ليتها كانت معقولة

و غير مستهجنة , و من الممكن العمل بها . و إلا فقل لي بربك كيف يمكن معرفة "

الأصغر عضوا " , مع كونه أكبرهم رأسا إلا بالكشف عن العورات ثم هم مع ذلك يسمون

مثل هذه الآراء فقها ! فاللهم توفيقك و هدايتك . اهـ .

610 " ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم

القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 77 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه ابن ماجه ( 1 / 486 ) عن قيس أبي عمارة مولى الأنصار قال :

سمعت عبد الله بن أبي بكر بن # محمد بن عمرو بن حزم # يحدث عن أبيه عن جده

مرفوعا . و هذا سند ضعيف من أجل قيس هذا . قال البخاري : " فيه نظر " . و ذكره

العقيلي في " الضعفاء " و أورد له حديثين و قال : " لا يتابع عليهما " , أحدهما

هذا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " فلا يلتفت إليه , بعد جرح إمام

الأئمة له , و لهذا قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : " فيه لين " . فمن

العجائب أن يسكت الحافظ على الحديث في " التلخيص " ( 5 / 252 ) , و تبعه على

ذلك السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 424 ) . و أعجب منه قول النووي في " الأذكار "

( 188 ) : " إسناده حسن " و أقره المناوي ! و لعل النووي تنبه فيما بعد لعلته

فلم يورده في " الرياض " . و الله أعلم .

611 " ما خاب من استخار , و لا ندم من استشار , و لا عال من اقتصد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 78 ) :

$ موضوع $ . رواه الطبراني في " الصغير " ( ص 204 ) عن عبد القدوس بن عبد

السلام بن عبد القدوس : حدثني أبي عن جدي عبد القدوس بن حبيب عن الحسن عن # أنس

# مرفوعا . و قال : " لم يروه عن الحسن إلا عبد القدوس تفرد به ولده عنه " .

قلت : عبد القدوس الجد : كذاب , و ابنه اتهمه بالوضع ابن حبان كما سيأتي في

الحديث ( 767 ) . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني في " الأوسط "

فقط و هو قصور , و كذلك عزاه له الحافظ في " اللسان " , و منه تبين أن السند

واحد . فلم يحسن السيوطي بإيراده في " الجامع " مع تفرد هذا الكذاب به ! .

612 " الأكل مع الخادم من التواضع , فمن أكل معه اشتاقت إليه الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 78 ) :

$ موضوع $ . الديلمي ( 1 / 2 / 268 ) عن أبي علي بن الأشعث : حدثنا شريح بن عبد

الكريم : حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي الحسيني أبو الفضل في كتاب

" العروس " : حدثنا محمد بن كثير القرشي : حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير

عن أبي سلمة عن # أم سلمة # مرفوعا . قلت : أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث

الموضوعة " ( ص 195 ) <1> في جملة أحاديث ذكرها من طريق الديلمي بإسناده عن أبي

الفضل هذا , و قال السيوطي : " ابن الأشعث كذبوه , و قال الديلمي : أسانيد "

كتاب العروس " واهية لا يعتمد عليها , و الأحاديث منكرة جدا " . قلت : و محمد

بن كثير القرشي قال أحمد : " حرقنا حديثه " , و قال البخاري : " منكر الحديث "

. و جعفر بن محمد الحسيني قال الجوزقاني في " كتاب الأباطيل " : " مجروح " . و

به أعله ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 267 ) و قال في ترجمته من المقدمة

( 1 / 45 ) : " أشار الديلمي إلى اتهامه " . يعني قول الديلمي المتقدم . و

الحديث قال المناوي : " سنده ضعيف " . و الظاهر أنه اقتصر على تضعيفه بناء منه

على قاعدة أن ما تفرد به الديلمي فهو ضعيف , و إلا فإنه لو رجع إلى سنده لحكم

عليه بالوضع كما صنع السيوطي على تساهله , و مع ذلك فقد تناقض السيوطي , فأورده

في " الجامع الصغير " أيضا !

-----------------------------------------------------------

قلت : و وقع فيه سقط في إسناد الحديث استدركته من " مختصر الديلمي " للحافظ ابن

حجر . اهـ .

613 " ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين , فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي

بجار السوء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 79 ) :

$ موضوع $ . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 354 ) و أبو عبد الله الفلاكي

في " الفوائد " ( ق 91 / 1 ) عن سليمان بن عيسى : حدثنا مالك عن عمه أبي سهيل

بن مالك عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب لم نكتبه إلا من

هذا الوجه " . قلت : و هو موضوع , آفته سليمان هذا و هو السجزي , و هو كذاب كما

قال أبو حاتم و غيره , و قال ابن عدي : " يضع الحديث " . و من طريقه أورده ابن

الجوزي في " الموضوعات " و قال ( 3 / 237 ) : " لا يصح , سليمان كذاب , و رواه

داود بن الحصين عن إبراهيم بن الأشعث عن مروان بن معاوية الفزاري عن سهيل بن

أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به . قال ابن حبان : داود يحدث عن الثقات

بما لا يشبه حديث الأثبات , يجب مجانبة روايته , و البلية في هذا منه : قال : و

هذا خبر باطل لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم , [ و من روى مثل

هذا الخبر عن إبراهيم بن الأشعث عن مروان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا

. وجب مجانبة روايته , لأن إبراهيم بن الأشعث يقال له : إمام <1> من أهل بخارى

ثقة مأمون , و البلية في هذا الحديث من داود هذا ] " <2> . قلت : لكن تعقبه

الدارقطني في تعليقه عليه فقال : " إبراهيم بن الأشعث ضعيف يحدث عن الثقات بما

لا أصل له . و زعموا أنه كان من العباد . و مروان الفزاري لم يسمع من سهيل بن

أبي صالح و لا روى عنه مما انتهى إلينا " . قلت : و يؤيد تضعيف الدارقطني

لإبراهيم أن ابن حبان نفسه لما أورد إبراهيم في " الثقات " قال : " يغرب و

ينفرد فيخطئ و يخالف " . فهذا منه نقض لوصفه إياه بأنه ثقة مأمون , لأنها لا

تلقي مع وصفه إياه بأنه يخطئ و يخالف , بل هذا إلى التضعيف أقرب منه إلى

التوثيق فتأمل , لاسيما و قد اتهمه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 88 ) عن أبيه بحديث

موضوع و قال : " كنا نظن بإبراهيم الخير فقد جاء بمثل هذا ! " . و اعلم أن داود

بن الحصين هذا ليس هو الأموي مولاهم فإن ذاك مدني , و هذا من ( المنصورة ) كما

في " ضعفاء ابن حبان " و ( المنصورة ) عدة مواضع , و لعلها هنا مدينة خوارزم

القديمة فراجع " معجم البلدان " . ثم إن هذا متأخر عن ذاك , فالأموي من أتباع

التابعين . و تعقبه السيوطي بما لا يجدي كغالب عادته ! فقال في " اللآلي " ( 2

/ 439 ) : " قلت : له شواهد ... " . ثم ذكرها من حديث علي و ابن عباس , عند

الماليني في " المؤتلف و المختلف " , و من حديث أم سلمة عند الديلمي . قلت : و

هي شواهد لا تسمن و لا تغني من جوع ! و لم يسق السيوطي أسانيدها لننظر فيها إلا

الأخير منها , و فيه عبد القدوس بن حبيب الكلاعي و هو متهم بالكذب لا يخفى حاله

على مثل السيوطي , قال ابن المبارك و غيره : " كذاب " . و قال ابن حبان : " كان

يضع الحديث " كما يأتي تحت الحديث ( 767 ) . و أما إسناد حديث علي فقد وقفت

عليه , أخرجه أبو موسى المديني في " جزء من أدركه الخلال من أصحاب ابن منده " (

ق 151 / 2 ) من طريق سليمان بن عيسى بن نجيح : حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد

بن عقيل عن ابن الحنفية عن علي بن أبي طالب مرفوعا نحوه : و قال : " غريب من

حديث الثوري " . قلت : بل هو عندي باطل لم يحدث به الثوري , بل ألصقه به سليمان

هذا و هو السجزي الكذاب الذي في الطريق الأولى ليضل به الناس كما فعل في

الإسناد الأول , قاتل الله الكذابين و قبحهم . و رواه الطبراني في " جزء من

حديثه " ( ق 31 / 2 ) من طريق المقدام بن داود المصري عن عبد الله بن محمد بن

المغيرة عن سفيان به . و هذه متابعة لا يفرح بها ! فإن ابن المغيرة هذا قال

النسائي : " روى عن الثوري و مالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أن يحدثا

بها " . و قال العقيلي : " يحدث بما لا أصل له " . و ساق الذهبي في ترجمته عدة

أحاديث , ثم قال : " و هذه موضوعات " ! و المقدام بن داود ليس بثقة كما قال

النسائي . فبطلت هذه المتابعة أيضا . و ذكر له ابن عراق شاهدا آخر من حديث ابن

مسعود و قال ( 2 / 373 ) : " أخرجه ابن عساكر في تاريخه " . و سكت عليه . و هو

عند ابن عساكر ( 16 / 302 / 2 ) من طريق المظفر بن الحسن بن المهند : أخبرنا

أحمد بن عمر بن جوصا : أخبرنا أبو عامر موسى بن عامر : أخبرنا الوليد بن مسلم :

أخبرنا شيبان أبو معاوية عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا به . و

هذا إسناد واه , و آفته ابن المهند هذا , ففي ترجمته أورده ابن عساكر و لم يذكر

فيه جرحا و لا تعديلا , و لا ذكر له شيئا من أحواله إلا أنه مات سنة ( 381 ) بـ

( أشنه ) <2> . و أحمد بن عمر بن جوصا , قال الذهبي : " صدوق له غرائب " . و

قال الدارقطني : " لم يكن بالقوي " . و قال مسلمة بن قاسم : " كان عالما

بالحديث مشهورا بالرواية , عارفا بالتصنيف , و كانت الرحلة إليه في زمانه , و

كان له وراق يتولى القراءة عليه و إخراج كتبه , فساء ما بينهما , فاتخذ وراقا

غيره , فأدخل الوراق الأول أحاديث في روايته و ليست من حديثه , فحدث بها ابن

جوصا , فتكلم الناس فيه , ثم وقف عليها فرجع عنها " . قلت : فلعل هذا الحديث

مما دسه عليه ذلك الوراق ليشينه به , هذا إن كان ابن المهند سمعه منه , و حفظه

عنه . ثم إن الوليد بن مسلم و إن كان ثقة فقد كان يدلس تدليس التسوية , و قد

عنعن في إسناده فلا تقوم الحجة به , إن سلم ممن دونه ! و بالجملة , فهذه

الطريق خير طرق هذا الحديث , و مع ذلك فلا يثبت الحديث بها لما علمت من العلل

التي فيها . و اعلم أن الحافظ السخاوي بعد أن أورد الحديث في " المقاصد " ( ص

31 ) من الطريق الأولى [ و أولها ] بقوله : " و سليمان متروك , بل اتهم بالكذب

و الوضع " . استدرك فقال : " و لكن لم يزل عمل السلف و الخلف على هذا " .

فينبغي أن يعلم أنه لا يلزم من ذلك أن الحديث صحيح , لأنه تضمن شيئا زائدا على

ما جرى عليه العمل , ألا و هو تعليل الدفن وسط القوم الصالحين , و هذا لا

يستلزم ثبوت التعليل المذكور فيه , لاحتمال أن يكون شيئا آخر , و على كل حال

فعلة الحكم أمر غيبي لا يجوز إثباتها بالظن و الرجم بالغيب . أو مجرد جريان

العمل على مقتضاها . و الله أعلم .

-----------------------------------------------------------

[1] كذا الأصل , و في " الجرح و التعديل " : " و يعرف بـ ( لام ) " . و لعله

الصواب .

[2] زيادة من " كتاب المجروحين " لابن حبان ( 1 / 286 ) .

[3] بالضم ثم السكون و ضم النون و هاء محضة : بلدة في طرف أذريبجان كما في "

معجم البلدان " . اهـ .

614 " إن لله تعالى في كل يوم جمعة ستمائة ألف عتيق من النار , كلهم قد استوجبوا

النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 82 ) :

$ منكر $ . أخرجه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 169 ) و تمام في " الفوائد "

( 236 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 26 / 2 ) و الواحدي في " التفسير " ( 4

/ 145 / 1 ) من طريق يحيى بن سليم الطائفي : حدثنا الأزور بن غالب عن سليمان

التيمي عن ثابت البناني عن # أنس بن مالك # مرفوعا . و أورده ابن عدي و كذا ابن

حبان في ترجمة الأزور هذا , و قال : " كان قليل الحديث إلا أنه روى على قلته عن

الثقات ما لم يتابع عليه من المناكير , فكأنه كان يخطيء و هو لا يعلم حتى صار

ممن لا يحتج به إذا انفرد " . ثم ساق الحديث و قال : " هذا متن باطل لا أصل له

" . و أما ابن عدي فقال : " أحاديثه معدودة يسيرة غير محفوظة , و أرجو أنه لا

بأس به " . كذا قال ! و في " الميزان " : " منكر الحديث , أتى بما لا يحتمل ,

فكذب " .

615 " التائب من الذنب كمن لا ذنب له , و إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 82 ) :

$ ضعيف $ . رواه القشيري في " الرسالة " ( ص 59 طبع بولاق ) و من طريقه ابن

النجار ( 10 / 161 / 2 ) : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن فورك قال : أخبرنا

أحمد بن محمود بن { خرزاذ } قال : حدثنا محمد بن فضيل بن جابر قال : حدثنا سعيد

بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن زكريا قال : حدثني أبي قال : سمعت # أنس بن

مالك # يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مظلم , من دون أنس لم أجد لأحد

منهم ذكرا في شيء من كتب التراجم , اللهم إلا ابن { خرزاذ } هذا فهو من شيوخ

الدارقطني , و قد ساق له حديثا بسند له إلى مالك عن الزهري عن أنس . ثم قال

الدارقطني : " هذا باطل بهذا الإسناد , و من دون مالك ضعفاء " . و قال في موضع

آخر : " مجهول " كما في " اللسان " . فالظاهر أنه هو آفة هذا الحديث . والله

أعلم .

و الحديث أورده في " الجامع الصغير " من رواية القشيري و ابن النجار , و لم

يتكلم عليه المناوي بشيء ! و النصف الأول من الحديث له شواهد من حديث عبد الله

بن مسعود و أبي سعيد الأنصاري . أما حديث ابن مسعود , فأخرجه ابن ماجه ( 4250 )

و أبو عروبة الحراني في " حديثه " ( ق 100 / 2 ) و الطبراني في " المعجم الكبير

" ( 3 / 71 / 1 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 210 ) و القضاعي في "

مسند الشهاب " ( 1 / 2 / 1 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 358 ) من طريق عبد

الكريم الجزري عن أبي عبيدة عنه . و رجال إسناده ثقات , لكنه منقطع بين أبي

عبيدة - و هو ابن عبد الله بن مسعود - و أبيه . و أما حديث أبي سعيد الأنصاري ,

فأخرجه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 245 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 10

/ 398 ) من طريق يحيى بن أبي خالد عن ابن أبي سعيد الأنصاري عن أبيه مرفوعا به

. و زاد في أوله : " الندم توبة " . و هذه الزيادة لها طريق أخرى صحيحة عن ابن

مسعود , و هي مخرجة في " الروض النضير " رقم ( 642 ) . و انظر رقم ( 1150 )

فإنه فيه من حديث أبي هريرة . و أما هذا الإسناد فهو ضعيف كما قال السخاوي في "

المقاصد " ( 313 ) , و علته يحيى بن أبي خالد , قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 140

) : " مجهول " . و كذا قال الذهبي . و نقل الحافظ في " اللسان " عن أبي حاتم

أنه قال : " و هذا حديث ضعيف , رواه مجهول عن مجهول " . يعني يحيى هذا , و ابن

أبي سعيد . ( تنبيه ) : هكذا وقع في " الحلية " ( أبي سعيد ) , و كذا وقع في "

المقاصد " و " الجامع الصغير " و غيرهما . و وقع في " المعرفة " ( أبي سعد ) و

في ترجمته أورد ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 378 ) هذا الحديث , فيبدو أنه الصواب .

و جملة القول : أن الحديث المذكور أعلاه ضعيف بهذا التمام . و طرفه الأول منه

حسن بمجموع طرقه , و قد قال السخاوي : " حسنه شيخنا - يعني ابن حجر - لشواهده "

. و الله أعلم . و له شاهد آخر من حديث ابن عباس بزيادة أخرى , و هو : " التائب

من الذنب كمن لا ذنب له , و المستغفر من الذنب و هو مقيم عليه كالمستهزئ بربه ,

و من آذى مسلما كان عليه من الإثم مثل منابت النخل " .

616 " التائب من الذنب كمن لا ذنب له , و المستغفر من الذنب و هو مقيم عليه

كالمستهزئ بربه , و من آذى مسلما كان عليه من الأثم مثل منابت النخل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 83 ) :

$ ضعيف $ . رواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 373 / 1 ) و ابن عساكر في المجلس

الثاني و الثلاثين في التوبة من " الأمالي " ( ورقة 4 / 1 ) من طريق الخطيب

بسنده عن سلم بن سالم : حدثنا سعيد الحمصي عن عاصم الجذامي عن عطاء عن # ابن

عباس # مرفوعا . ثم رواه في " التاريخ " ( 15 / 295 / 2 ) من طريق أخرى عن سلم

: حدثنا سعيد بن عبد العزيز به . قلت : و هذا إسناد ضعيف , سلم بن سالم و هو

البلخي الزاهد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : قال أحمد و النسائي : ضعيف

" . و سعيد الحمصي لم أعرفه , و يحتمل أن يكون سعيد بن سنان أبا مهدي الحمصي و

هو ضعيف جدا .

617 " استرشدوا العاقل ترشدوا , و لا تعصوه تندموا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 84 ) :

$ موضوع $ . رواه الخطيب عن سليمان بن عيسى بسنده المتقدم آنفا برقم ( 613 ) عن

# أبي هريرة # مرفوعا . و سليمان كذاب كما سبق , و قد ساق الذهبي في ترجمته هذا

الحديث و قال : " و هذا غير صحيح " . يعني أنه موضوع . قلت : و لم يتفرد به ,

فقد أخرجه أبو الحسن النعالي في " جزء من حديثه " ( 127 / 1 ) و القضاعي في "

مسند الشهاب " ( 61 / 1 ) عن علي بن زياد المتوثي : حدثنا عبد العزيز بن أبي

رجاء : حدثنا مالك بن أنس به . لكنه قال : عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي

هريرة : و عبد العزيز هذا قال الذهبي : " قال الدارقطني : متروك , له مصنف

موضوع كله " . ثم ساق له حديثين في العقل من طريق المتوثي هذا عنه به هذا

أحدهما , و قال في الآخر : " هذا باطل على مالك " . و الأول أورده الدارقطني في

" غرائب مالك " من هذه الطريق و قال : " هذا حديث منكر " . ذكره الحافظ في "

اللسان " . و قد وجدت له طريقا أخرى عن أبي هريرة . رواه أبو جعفر الطوسي

الشيعي في " الأمالي " ( ص 94 ) من طريق داود بن المحبر : حدثنا عباد بن كثير

عن سهيل بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به . و داود هذا و عباد بن

كثير كذابان . و هذا الحديث يكثر من إيراده بعض المشايخ حتى حفظه عنه مريدوه ,

و لذلك أوردته محذرا منه لعلهم ينتهون عن نسبته إليه صلى الله عليه وسلم خشية

أن ينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم : " من حدث عني بحديث و هو يرى أنه كذب

فهو أحد الكذابين " .

618 " مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش في الحجر , و مثل الذي يتعلم العلم في

كبره كالذي يكتب على الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 85 ) :

$ موضوع $ . أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني في " الكبير " عن #

أبي الدرداء # . و قال الشارح المناوي : " قال المصنف في " الدرر " : سنده ضعيف

, و قال الهيثمي : فيه مروان بن سالم الشامي , ضعفه الشيخان و أبو حاتم . قلت :

البخاري ضعفه جدا فقد قال فيه : " منكر الحديث " . و كذلك قال مسلم و أبو حاتم

, و قد سبق أن ذكرنا أن من قال البخاري فيه : " منكر الحديث " فلا تحل الرواية

عنه , و لذلك فإن الاقتصار على تضعيف الرجل قصور , و كذا الاقتصار على تضعيف

حديثه , فإنه يفتح الباب لمن لا علم عنده أن يستشهد به , مع أنه من المتفق عليه

أن الحديث إذا اشتد ضعفه لا يجوز أن يستشهد به . و أنا أرى أن هذا الحديث موضوع

, لأن ابن سالم هذا متهم كما يشير إلى ذلك قول البخاري فيه : " منكر الحديث " .

و يؤيده قول أبي عروبة الحراني : " كان يضع الحديث " . و قول الساجي : " كذاب

يضع الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 317 ) : " يروي المناكير عن المشاهير , و

يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات " . و الحديث روي من حديث أبي هريرة

بلفظ آخر , و هو : " من تعلم العلم و هو شاب كان بمنزلة وسم في حجر , و من

تعلمه بعد كبر فهو بمنزلة كتاب على ظهر الماء " .

619 " من تعلم العلم و هو شاب كان بمنزلة وسم في حجر , و من تعلمه بعد كبر فهو

بمنزلة كتاب على ظهر الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 85 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 218 ) من طريق هناد بن

إبراهيم النسفي بسنده عن بقية بن الوليد عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن #

أبي هريرة # و قال : " لا يصح , هناد بن إبراهيم النسفي لا يوثق به , و بقية بن

الوليد مدلس " . و أقره على هذا السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 196 ) , لكن

تعقبه بقوله : " قلت : له شاهد من مرسل إسماعيل بن رافع . أخرجه البيهقي في "

المدخل " بهذا اللفظ . و من طريق أبي الدرداء " . ثم ساق إسناد أبي الدرداء و

لفظه , و هو موضوع كما بينته قبل هذا , و أما المرسل فلم يذكر إسناده إلى

إسماعيل , على أن كونه من مرسله كاف في إنزال حديثه من رتبة الاستشهاد به ,

لأنه ضعيف جدا , تركه جماعة , و قال ابن حبان ( 1 / 112 ) : " كان رجل صالحا ,

إلا أنه كان يقلب الأخبار حتى صار الغالب على حديثه المناكير التي يسبق إلى

القلب أنه كان المعتمد لها " . على أن حق العبارة أن يقال : " من معضل إسماعيل

بن رافع " لأن إسماعيل هذا ليس تابعيا , بل هو يروي عن بعض التابعين , و عليه

فقد سقط من السند اثنان فأكثر , فالحديث معضل .

620 " من أصبح يوم الجمعة صائما , و عاد مريضا , و أطعم مسكينا , و شيع جنازة , لم

يتبعه ذنب أربعين سنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 86 ) :

$ موضوع $ . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 122 / 2 ) و من طريقه أورده ابن

الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 107 ) عن عمرو بن حمزة البصري : حدثنا خليل بن

مرة عن إسماعيل بن إبراهيم عن عطاء بن أبي رباح عن # جابر # مرفوعا . و قال ابن

الجوزي : " موضوع , عمرو , و الخليل و إسماعيل كلهم ضعفاء مجروحون " . و تعقبه

السيوطي بقوله ( 2 / 28 ) : " قلت : هذا لا يقتضي الوضع , و قد وثق أبو زرعة

الخليل فقال : شيخ صالح ... " . قلت : لكن قد أشار البخاري إلى اتهامه بقوله :

" منكر الحديث " . و قال في موضع آخر : " فيه نظر " . و لا يقول هذا إلا فيمن

لا تحل الرواية عنه كما تقدم ذكره مرار , و إذا ثبت هذا عن إمام الأئمة فهو جرح

واضح . و هو مقدم على التعديل , لاسيما إذا كان المعدل دون البخاري في العلم

بالرجال . ثم إن المحققين من العلماء قديما و حديثا لا يكتفون حين الطعن في

الحديث الضعيف سنده على جرحه من جهة إسناده فقط , بل كثيرا ما ينظرون إلى متنه

أيضا فإذا وجدوه غير متلائم مع نصوص الشريعة أو قواعدها لم يترددوا في الحكم

عليه بالوضع , و إن كان السند وحده لا يقتضي ذلك كهذا الحديث , فإن فيه أن فعل

هذه الأمور المستحبة في يوم الجمعة سبب في أن لا يسجل عليه ذنب أربعين سنة ! و

هذا شيء غريب لا مثيل له في الأحاديث الصحيحة فيما أذكر الآن . و لهذا أقول :

إن الشواهد التي أوردها السيوطي ههنا لا تشهد للحديث إلا في الجملة . أما بخصوص

هذه الجملة الأخيرة : " و لم يتبعه ذنب أربعين سنة " فلا , لأنها لم ترد في شيء

منها مطلقا , و كلها أطبقت على أن الجزاء : " وجبت له الجنة " , و لا يخفى أن

هذا شيء و الجملة المتقدمة شيء آخر , إذ لا يلزم من استحقاق الجنة أن لا يتبعه

ذنب أربعين سنة فقد يسجل عليه ذنب بل ذنوب ثم يحاسب عليها فقد يستحق بها النار

فيدخلها , ثم يخرج منها فيدخل الجنة جزاء هذه الأعمال الفاضلة , أو بإيمانه .

فظهر الفرق بين الشاهد و المشهود , و هذا مما يؤكد ما ذهب إليه ابن الجوزي من

أن الحديث موضوع . فتأمل فأنه شيء خطر في البال , فإن كان صوابا فمن الله , و

إن كان خطأ فمن نفسي . ( تنبيه ) : لقد اختلط على المناوي إسناد هذا الحديث

بإسناد أحد الشواهد التي سبقت الإشارة إليها , و هو و إن كان ضعيفا أيضا و لكنه

خير من هذا ضعفا , و بناء عليه رد على ابن الجوزي حكمه على الحديث بالوضع فقال

: " إذ قصاراه أن فيه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي أورده الذهبي في "

الضعفاء " , و فيه ابن لهيعة أيضا " . فأنت ترى أن هذين ليسا في إسناد هذا

الحديث الموضوع فاقتضى التنبيه . و لفظ حديث الأويسي : " من أصبح يوم الجمعة

صائما , و عاد مريضا , و شهد جنازة , و تصدق بصدقة فقد أوجب الجنة " . أخرجه

البيهقي و قال : " الإسناد الأول يؤكد هذا و كلاهما ضعيف " . قلت : و شيخ

الأويسي ابن لهيعة ضعيف أيضا . لكن حديثه صحيح بدون ذكر الجمعة , فانظر "

الصحيحة " ( 88 ) .

621 " من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا و سبعين مغفرة , واحدة فيها صلاح أمره كله

, و ثنتان و سبعون له درجات يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 87 ) :

$ موضوع $ . أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 320 ) و ابن أبي الدنيا في

" قضاء الحوائج " ( ص 38 و 95 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 143 / 2 ) و

الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 15 ) و ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 304

) و أبو علي الصواف في " حديثه " ( 85 / 2 ) و الخطيب ( 6 / 41 ) و ابن عساكر (

6 / 235 / 2 ) من طريق زياد بن أبي حسان عن # أنس # مرفوعا . و أورده ابن

الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 171 ) من رواية العقيلي ثم قال : " موضوع . آفته

زياد " . و قال العقيلي : " لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به " . و قال ابن حبان

: " كان شعبة شديد الحمل عليه , و كان ممن يروي أحاديث مناكير , و أوهاما كثيرة

" . و قال الحاكم و النقاش : " روى عن أنس أحاديث موضوعة , و كان شعبة شديد

الحمل عليه و كذبه " . و قال البيهقي : إنه تفرد به . و قد تعقب السيوطي ابن

الجوزي على عادته ! فذكر ( 2 / 86 ) بأن للحديثين طريقين آخرين و شاهدا , و ذلك

مما لا طائل تحته , فإن أحد الطريقين رواه ابن عساكر ( 15 / 193 / 2 ) و فيه

إسماعيل بن عياش و هو ضعيف في روايته عن الحجازيين , و هذه منها و في الطريق

إليه أبو محمد عبد الله بن عبد الغفار بن ذكوان تكلم فيه الكتاني , و فيه جماعة

لم أعرفهم , و في هذه الطريق زيادة تؤكد وضع الحديث و لفظها " و من قال : أشهد

أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , أحد صمد , لم يلد و لم يولد , و لم يكن

له كفوا أحد , كتب الله له بها أربعين ألف ألف حسنة " . و الطريق الآخر رواه

الخطيب ( 11 / 175 ) , و فيه دينار مولى أنس , و هو كذاب , قال ابن حبان ( 1 /

290 ) : " كان يروي عن أنس أشياء موضوعة " . و لذلك لم يحسن السيوطي بإيراده

الحديث في " الجامع الصغير " , و قد أورده ابن طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص

80 ) . و أما الشاهد فسيأتي برقم ( 751 ) .

622 " ما جبل ولي الله إلا على السخاء و حسن الخلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 88 ) :

$ موضوع $ . رواه أبو القاسم القشيري في " الأربعين " ( ق 157 / 2 ) و القاضي

أبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " ( ق 89 / 1 ) و ابن عساكر ( ج 15 / 407 /

1 ) من طريق يوسف بن السفر أبي الفيض : حدثنا الأوزاعي : حدثني الزهري عن عروة

عن # عائشة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مركب موضوع , و آفته ابن السفر هذا

فإنه كذاب كما سبق مرارا . و قد أورد الحديث من طريقه ابن الجوزي في "

الموضوعات " ( 2 / 179 ) و قال : " قال الدارقطني : يوسف يكذب , و الحديث لا

يثبت " . و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 91 ) ثم ابن عراق في " تنزيه

الشريعة " ( ق 262 / 2 ) . قلت : و لا يغتر برواية بقية لهذا الحديث عن

الأوزاعي به . أخرجه أبو حامد الشجاعي في " الأمالي " ( ق 3 - 4 ) و كذا رواه

ابن عساكر أيضا إلا أنه أسقط من إسناده عائشة فأرسله , لا يغتر بذلك فإنها من

تدليسات بقية المشهورة حيث أسقط من بينه و بين الأوزاعي ابن السفر هذا الكذاب .

و يؤيده أن ابن عساكر رواه في رواية أخرى له عن بقية عن يوسف بن السفر عن

الأوزاعي به مرسلا . فهذه الرواية تدل على أن بقية تلقاه عن الكذاب المذكور .

و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 3 / 248 ) من رواية أبي الشيخ عنها .

و أشار إلى تضعيفه .

623 " من أفطر يوما في شهر رمضان في الحضر فليهد بدنة , فإن لم يجد فليطعم ثلاثين

صاعا من تمر المساكين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 88 ) :

$ موضوع $ . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الدارقطني عن خالد بن

عمرو الحمصي : حدثنا أبي : أنبأنا الحارث بن عبيدة الكلاعي : حدثنا مقاتل بن

سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن # جابر # مرفوعا . و قال ( 2 / 196 ) : " مقاتل

كذاب . و الحارث ضعيف " . و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 106 ) , و مع ذلك

فقد أورده في " الجامع الصغير " ! و تعقبه المناوي بقوله : " و قال مخرجه

الدارقطني : الحارث و مقاتل ضعيفان جدا . اهـ . فقد برىء مخرجه من عهدته ببيان

حاله , فتصرف المصنف بحذف ذلك من كلامه غير جيد , و في " الميزان " : هذا حديث

باطل , يكفي في رده تلف خالد , و شيخه ضعيف , و مقاتل غير ثقة , و خالد كذبه

الفريابي , و وهاه ابن عدي " . ثم ذكر كلام ابن الجوزي السابق ثم قال : " و

تبعه المؤلف في مختصره ساكتا عليه " .

624 " من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 89 ) :

$ موضوع $ . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الحاكم عن جويبر عن

الضحاك عن # ابن عباس # مرفوعا . و قال ( 2 / 204 ) : " قال الحاكم : أنا ابرأ

إلى الله من عهدة جويبر " . و أما السيوطي فكأنه أقره في " اللآلي " فإنه قال

عقبه ( 2 / 111 ) : " قلت : أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " عن الحاكم و قال

: إسناده ضعيف بمرة , و جويبر ضعيف , و الضحاك لم يلق ابن عباس " . ثم ساق له

شاهدا من حديث أبي هريرة رواه ابن النجار , و فيه إسماعيل بن معمر قال السيوطي

: " قال في " الميزان " : ليس بثقة " . فالعجب منه كيف سها عن هذا فأورده في "

الجامع الصغير " ! و قد تعقبه المناوي بما نقله . عن السخاوي أنه قال عقب قول

الحاكم السابق : " بل هو موضوع " . و نقل نحوه عن ابن رجب , و نقل الشيخ

القاريء في " موضوعاته " ( ص 122 ) عن ابن القيم أنه قال : " و أما أحاديث

الاكتحال و الادهان و التطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين , و قابلهم آخرون

فاتخذوه يوم تألم و حزن , و الطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة , و أهل السنة

يفعلون ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم , و يجتنبون ما أمر به

الشيطان من البدع " .

625 " الإيمان نصفان , نصف في الصبر , و نصف في الشكر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 89 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه الخرائطي في " كتاب فضيلة الشكر " ( 129 / 1 من مجموع 98 )

و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 2 / 361 ) عن يزيد الرقاشي عن # أنس بن

مالك # مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا , يزيد هو ابن أبان و هو متروك كما

قال النسائي و غيره . و الحديث ذكره في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في

" الشعب " عن أنس , و قال المناوي : " و فيه يزيد الرقاشي , قال الذهبي و غيره

: متروك " .

626 " من رابط فواق ناقة حرمه الله على النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) :

$ منكر $ . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 6 ) و الخطيب ( 7 / 203 ) عن محمد

بن حميد : حدثنا أنس بن عبد الحميد - أخو جرير بن عبد الحميد - عن هشام بن عروة

عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا و قال العقيلي : " هذا حديث منكر " . ذكره في

ترجمة أنس هذا , ثم قال : " و قد رأيت له غير حديث من هذا النحو , فإن كان ابن

حميد ضبط عنه , فليس هو ممن يحتج به " . ثم رواه العقيلي ( ص 165 ) من طريق

سليمان بن مرقاع الجندعي عن مجاهد عن عائشة مرفوعا . و قال : " سليمان منكر

الحديث , و لا يتابع في حديثه " .

627 " من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله من الأجر مثل ما أعطى أيوب على بلائه ,

و من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسية امرأة فرعون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) :

$ لا أصل له بهذا التمام $ . أورده هكذا الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 39 ) و

قال مخرجه العراقي : " لم أقف له على أصل " . و أقره الزبيدي في " شرح الإحياء

" ( 5 / 352 ) و ذكر نحوه السبكي في " الطبقات " ( 4 / 154 ) . و أقول : قد

وجدت للشطر الأول منه أصلا و لكنه موضوع , رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده

" فقال : حدثنا داود بن المحبر : حدثنا ميسرة بن عبد ربه عن أبي عائشة السعدي

عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة و ابن

عباس قالا : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة قبل وفاته ..... قلت :

فذكر حديثا طويلا جدا في نحو اثنتين عشرة صفحة , و الصفحة أكبر من هذه , و هو

مركب من أحاديث متفرقة , و فيه هذا الشطر , أورده السيوطي بتمامه في " اللآلي "

( 2 / 361 - 373 ) ثم قال : " قال الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " : هذا

الحديث بطوله موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم , و المتهم به ميسرة بن

عبد ربه لا بورك فيه " .

628 " تنقه , و توقه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 222 ) و الطبراني في " المعجم

الكبير " و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 267 ) و تمام في " الفوائد " ( 3

/ 40 ) و أبو محمد الخلدي في " جزء من فوائده " ( 44 / 1 ) و أبو العباس بن

المنير في المجلس الخامس من " الأمالي " ( 28 / 1 ) و الرامهرمزي في " المحدث

الفاصل " ( ص 49 ) و في " الأمثال " ( 123 / 2 ) و أبو الحسن الزعفراني في "

فوائد أبي شعيب " ( ق 82 / 2 ) و الخطابي في " غريب الحديث " ( 153 / 1 ) من

طريق عبد الله بن مسعر بن كدام عن مسعر عن وبرة عن # عبد الله بن عمر # مرفوعا

و قال العقيلي : " لا يتابع عليه , و لا يعرف إلا به " . يعني عبد الله هذا .

قلت : قال الذهبي : " تالف , قال أبو حاتم : متروك الحديث " . قلت : و هو راوي

حديث انقطاع عذاب جهنم المتقدم برقم ( 607 ) . و ذكر له السيوطي شاهدا من رواية

الباوردي في " المعرفة " عن سنان مرفوعا بلفظ : " تنق و توق " . و أعله المناوي

بالإرسال فقال : " سنان هو ابن سلمة بن المحبق البصري الهذلي , ولد يوم حنين ,

و له رؤية , و قد أرسل أحاديث " . و لم يتعرض للكلام على إسناده إليه , و ما

أراه يصح . و الله أعلم .

629 " من بات على طهارة ثم مات من ليلته مات شهيدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 91 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 729 ) عن سليمان

بن سلمة الخبائري ( الأصل : الجنائزي و هو تصحيف ) : حدثنا يونس بن عطاء بن

عثمان بن سعيد بن زياد بن الحارث الصدائي : حدثنا سلمة الليثي و شريك بن أبي

نمر قالا : حدثنا # أنس بن مالك # مرفوعا . قلت : و هذا سند موضوع , سليمان هذا

قال ابن الجنيد : " كان يكذب " . و يونس بن عطاء قال ابن حبان : " يروي العجائب

, لا يجوز الاحتجاج بخبره " . و قال الحاكم و أبو سعيد النقاش و أبو نعيم : "

روى عن حميد الطويل الموضوعات " . قلت : و مع هذا فقد أورد الحديث السيوطي في "

الجامع الصغير " عن ابن السني ! و لم يتعقبه المناوي بشيء ! فلا أدري ما فائدة

تسويد الصحيفة بإيراده أحاديث هؤلاء الكذابين ?! .

630 " قال الله تعالى : الإخلاص سر من سري , استودعته قلب من أحببت من عبادي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 92 ) :

$ ضعيف $ . ذكره الغزالي في " الإحياء " ( 4 / 322 ) عن # الحسن # قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قال الحافظ العراقي في " تخريجه " : " رويناه

في جزء من " مسلسلات القزويني " مسلسلا يقول كل واحد من رواته : سألت فلانا عن

الإخلاص ? فقال : ..... , و هو من رواية أحمد بن عطاء الهجيمي عن عبد الواحد بن

زيد عن الحسن عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله تعالى .

و أحمد بن عطاء و عبد الواحد بن زيد كلاهما متروك , و رواه أبو القاسم القشيري

في " الرسالة " من حديث علي بن أبي طالب بسند ضعيف " . ( تنبيه ) : جاء هذا

الحديث في كتاب " من هدي الإسلام " المقرر تدريسه للصف الثامن ( ص 74 طبع سنة

1375 - 1955 ) معزوا للحاكم . و لم أجد من عزاه إليه فهو وهم على الغالب . و

الله أعلم .

631 " ثلاثة ليس عليهم حساب فيما طعموا إذا كان حلالا , الصائم , و المتسحر , و

المرابط في سبيل الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 92 ) :

$ موضوع $ . الطبراني ( 3 / 143 / 2 ) عن عبد الله بن عصمة عن أبي الصباح عن

أبي هاشم عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع , نقل

المناوي عن الهيثمي أنه قال : " عبد الله بن عصمة و أبو الصباح مجهولان " . و

أقره المناوي ! و أقول : كلا فإن أبا الصباح ليس مجهولا بل هو معروف و لكن

بالوضع ! أورده الحافظ في الكنى من " اللسان " و سماه عبد الغفور , ثم أحال

عليه في " الأسماء " , و ذكر هناك : " قال يحيى بن معين : ليس حديثه بشيء , و

قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث " <1> . و قال البخاري : تركوه , و قال ابن

عدي : ضعيف منكر الحديث " . ثم ساق له أحاديث , على بعضها آثار الوضع لائحة !

فهو المتهم بهذا الحديث . و لعل من آثار هذا الحديث السيئة ما عليه حال

المسلمين اليوم , فإنهم إذا جلسوا في رمضان للإفطار لا يعرف أحدهم أن يقوم عن

الطعام إلا قبيل العشاء لكثرة ما يلتهم من أنواع الأطعمة و الأشربة و الفواكه و

الحلوى ! كيف لا و الحديث يقول : إنه من الثلاثة الذين لا حساب عليهم فيما

طعموا ! فجمعوا بسبب ذلك بين الإسراف المنهي عنه في الكتاب و السنة , و بين

تأخير صلاة المغرب المنهي عنه في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تزال أمتي

بخير أو على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم " صححه الحاكم و

وافقه الذهبي و هو كما قالا , فإن له طرقا و شواهد أشرت إليها في " صحيح سنن

أبي داود " ( رقم 444 ) . نعم جاء الحض على تعجيل الفطر أيضا في أحاديث كثيرة

منها قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " . فيجب

العمل بالحديثين بصورة لا يلزم منها تعطيل أحدهما من أجل الآخر , و ذلك

بالمبادرة إلى الإفطار على لقيمات يسكن بها جوعه ثم يقوم إلى الصلاة , ثم إن

شاء عاد إلى الطعام حتى يقضي حاجته منه , و قد جاء شيء من هذا في السنة العملية

فقال أنس : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات ,

فإن لم تكن رطبات فتمرات , فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء " . رواه أبو

داود و الترمذي و حسنه . و هو في " صحيح أبي داود " برقم ( 2040 ) و ما قبله

متفق عليه , و هو مخرج في " الإرواء " ( 899 ) .

-----------------------------------------------------------

[1] قلت : و تمام كلامه في " المجروحين " ( 2 / 141 ) : " ..... على الثقات ,

كعب و غيره لا يحل كتابة حديثه و لا ذكره إلا على جهة التعجب " . اهـ .

632 " أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله في السراء و الضراء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 93 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 57 ) و في " الكبير " أيضا و "

الأوسط " و أبو الشيخ في " أحاديثه " ( 16 / 2 ) و أبو بكر بن أبي علي المعدل

في " سبع مجالس من الأمالي " ( 12 / 1 ) و أبو نعيم ( 5 / 69 ) عن علي بن عاصم

: حدثنا قيس بن الربيع عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس #

مرفوعا . و قال الطبراني و أبو نعيم : " لم يروه عن حبيب إلا قيس بن الربيع و

شعبة بن الحجاج " . زاد الأول : " تفرد به عن شعبة نصر بن حماد الوراق " .

قلت : ثم أخرجه الطبراني في " الصغير " و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 144 /

2 ) و كذا الضياء في " المختارة " ( 7 / 13 / 1 ) من طريق نصر بن حماد : حدثنا

شعبة عن حبيب به . و هذه المتابعة ضعيفة جدا , فإن راويها نصر بن حماد كذاب كما

تقدم مرارا . و أما الطريق الأول فضعيف , و فيه ثلاث علل : الأولى و الثانية :

ضعف علي بن عاصم , و كذا شيخه قيس بن الربيع . و الثالثة : عنعنة حبيب بن أبي

ثابت , فإنه مدلس . و قول الطبراني : " لم يروه عن حبيب إلا قيس و شعبة .... "

إنما هو بالنسبة لما وقع إليه , و إلا فقد تابعهما عن شعبة سعد بن عامر أخرجه

الماليني في " شيوخ الصوفية " ( 17 - 18 ) : أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن

حمزة الصوفي الزادي : أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه بـ ( بلخ ) : أنبأنا

محمد بن فضيل الزاهد : أنبأنا سعد بن عامر عن شعبة به . و من دون ابن فضيل لم

أعرفهما . و تابعهما المسعودي أيضا , أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصبر " ( 50 /

1 ) و الحاكم ( 1 / 502 ) بسند صحيح عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن

حبيب بن أبي ثابت به . و قال : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي ! و فيه

مؤاخذات : الأول : أن المسعودي لم يخرج له مسلم مطلقا , و إنما أخرج له البخاري

تعليقا , فليس هو على شرط مسلم . الثاني : أن المسعودي ضعيف لاختلاطه , قال ابن

حبان ( 2 / 51 ) : " اختلط حديثه القديم بحديثه الأخير فلم يميز فاستحق الترك "

. و قد وصفه الذهبي نفسه في " الميزان " بأنه سيىء الحفظ , فأنى لحديثه الصحة

?! الثالث : أن حبيب بن أبي ثابت قد عنعنه و هو مدلس كما تقدم , فأنى للحديث

الصحة ?! و الحديث أعله الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 70 ) بقيس

بن الربيع قال : " ضعفه الجمهور " . و كأنه خفيت عليه رواية الحاكم هذه ! و

رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 165 / 1 من الكواكب 575 ) بسند صحيح عن حبيب

عن ابن جبير موقوفا عليه . و لعله الصواب .

633 " من نظر في الدنيا إلى من هو دونه , و نظر في الدين إلى من هو فوقه كتبه الله

صابرا و شاكرا , و من نظر في الدنيا إلى من هو فوقه و في الدين إلى من هو دونه

لم يكتبه الله صابرا و لا شاكرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 94 ) :

$ لا أصل له بهذا اللفظ $ . و إن أورده الغزالي ( 4 / 108 ) و عزاه الحافظ

العراقي للترمذي من حديث # عبد الله بن عمرو # , فإن الترمذي إنما رواه ( 3 /

320 ) من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ : "

خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا , و من لم تكن فيه لم يكتبه الله

شاكرا و لا صابرا : من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به , و من نظر في

دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه كتبه الله شاكرا صابرا , و

من نظر في دينه إلى من هو دونه , و نظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما

فاته منه لم يكتبه الله شاكرا و لا صابرا " . و ضعفه الترمذي بقوله : " هذا

حديث غريب " . و علته المثنى هذا , قال العراقي : " ضعيف " . و سكت عليه الحافظ

في " الفتح " ( 11 / 27 ) و هذا يدل على أن ما يسكت عنه الحافظ في هذا الكتاب

ليس حسنا دائما خلافا لظن بعضهم . و يغني عن هذا الحديث قوله صلى الله عليه

وسلم : " انظروا إلى من هو أسفل منكم , و لا تنظروا إلى من هو فوقكم , فإنه

أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " . رواه مسلم و الترمذي و صححه , و هو عند

البخاري ( 10 / 270 ) نحوه .

634 " إنكم لا تسعون الناس بأموالكم , فليسعهم منكم بسط الوجه , و حسن الخلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 95 ) :

$ ضعيف $ . رواه علي بن حرب الطائي في " حديثه " ( 81 / 1 ) و أبو نعيم ( 10 /

25 ) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري عن جده عن # أبي هريرة # . و عزاه

السيوطي للحاكم أيضا و البيهقي . قال المناوي : " قال البيهقي : تفرد به عبد

الله بن سعيد المقبري عن أبيه ( كذا ) . و روي من وجه آخر ضعيف عن عائشة . اهـ

. و في " الميزان " : عبد الله بن سعيد هذا واه بمرة , و قال الفلاس : منكر

الحديث متروك , و قال يحيى : استبان لي كذبه , و قال الدارقطني , متروك ذاهب .

و ساق له أخبارا هذا منها , ثم قال : و قال فيه البخاري : تركوه " . قلت : و

أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 22 ) برواية أبي يعلى و البزار و قال : " و

فيه عبد الله بن سعيد المقبري و هو ضعيف " . و أما قول المنذري ( 3 / 260 ) :

" رواه أبو يعلى و البزار من طرق أحدهما حسن جيد " . فأخشى أن يكون وهما لأمرين

: الأول : أنه لو كان له طرق أحدهما حسن . لما اقتصر الهيثمي على ذكر الطريق

الضعيف . الثاني : أن البيهقي قد صرح بتفرد المقبري به . و الله أعلم . ثم إنني

لم أجد الحديث في " المستدرك " . ثم وجدته فيه ( 1 / 124 ) و قال : " عن أبيه "

.

635 " ذروا العارفين المحدثين من أمتي , لا تنزلوهم الجنة و لا النار , حتى يكون

الله الذي يقضي فيهم يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 95 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن عدي ( 208 / 1 ) و الثقفي في " الفوائد العوالي المنتقاة

" المعروفة بـ " الثقفيات " ( ج 6 رقم 10 من منسوختي ) و الخطيب ( 8 / 292 ) من

طريق أيوب بن سويد : حدثني سفيان عن خالد بن أبي كريمة عن عبد الله بن مسور -

بعض ولد جعفر بن أبي طالب - عن # محمد بن الحنفية عن أبيه # مرفوعا . و هذا

إسناد موضوع , المتهم به عبد الله بن مسور قال في " الميزان " : " قال أحمد و

غيره أحاديثه موضوعة " . ثم ساق له أحاديث هذا أحدها . و في " اللسان " : " قال

ابن المديني : كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم , و لا يضع إلا

ما فيه أدب أو زهد , فيقال له في ذلك ? فيقول : إن فيه أجرا " ! و قال البخاري

: " يضع الحديث " . و قال النسائي : " كذاب " . و قال ابن حبان ( 2 / 29 ) :

"‏كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات " . قلت : و مع هذا فقد أورد السيوطي

حديثه هذا في " الجامع الصغير " ! و للحديث طريق آخر سيأتي بلفظ : " دعوا

المذنبين .... " .

636 " المتحابون في الله على كراسي من ياقوت أحمر حول العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 96 ) :

$ منكر $ . رواه الطبراني ( 1 / 198 / 2 ) و ابن عدي ( 212 / 2 ) و الثقفي في "

الثقفيات " ( 6 / 49 / 2 ) عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي : حدثني سليمان بن

عطاء بن يزيد الليثي عن أبيه عن # أبي أيوب # مرفوعا , و قال ابن عدي : " حديث

غير محفوظ " . قلت : و سنده ضعيف جدا , الليثي هذا قال البخاري و أبو حاتم : "

منكر الحديث " . و قال ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 16 ) : " اختلط بآخره

فكان يقلب الأسانيد و لا يعلم , و يرفع المراسيل فاستحق الترك " . و شيخه

سليمان بن عطاء الراوي عن أبيه عطاء , ذكره ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 133 ) و لم

يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 2 / 109 ) .

و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني , و تعقبه المناوي

بالليثي هذا , و نقل عن العلائي أنه قال : " لا بأس بإسناده " . و هذا مردود

ففيه كل البأس لما عرفت من كلام الأئمة في الليثي , و قد جاءت أحاديث كثيرة

ثابتة بمعنى هذا , و ليس في شيء منها " على كراسي من ياقوت " إنما " على كراسي

من نور " ( انظر الترغيب 4 / 47 - 48 ) فدل هذا على أن الحديث بهذا اللفظ منكر

, لتفرد هذا الضعيف به , و خلوه عن جابر يقويه .

637 " إن الله يحب الملحين في الدعاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 96 ) :

$ باطل $ . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 467 ) و أبو عبد الله الفلاكي في "

الفوائد " ( 89 / 2 ) عن بقية : حدثنا يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن الزهري عن

عروة عن # عائشة # مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا بل موضوع , يوسف بن السفر

كذاب بل قال البيهقي : " هو في عداد من يضع الحديث " . و قد ذكر المناوي عن

الحافظ أنه قال : " تفرد به يوسف بن السفر عن الأوزاعي , و هو متروك , و كأن

بقية دلسه " . و قال ابن عدي في " الكامل " ( 418 / 1 ) : " و هذه الأحاديث

التي رواها يوسف عن الأوزاعي بواطيل كلها " . قلت : و لبقية في هذا الحديث

روايتان إحدهما صرح فيها بسماعه له من يوسف بن السفر و هي هذه , و الأخرى أسقط

من الإسناد يوسف هذا الكذاب فدلسه كما سبق عن الحافظ و هذه أخرجها العقيلي و

أبو عروبة الحراني في " جزء من حديثه " ( 100 / 2 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 238 -

239 ) و السلفي في " معجم السفر " ( 212 / 2 ) و عبد الغني المقدسي في " الدعاء

" ( 145 / 2 ) من طريق كثير بن عبيد : حدثنا بقية عن الأوزاعي به . و بقية متهم

بأنه كان يدلس عن الضعفاء و المتروكين , و هذه الرواية من الشواهد على ذلك . ثم

ساقه العقيلي من طريق عيسى بن يونس عن الأوزاعي قال : كان يقال : أفضل الدعاء

الإلحاح على الله تبارك و تعالى و التضرع إليه . ثم قال : " حديث عيسى بن يونس

أولى , و لعل بقية أخذه عن يوسف بن السفر " .

638 " الجالس وسط الحلقة ملعون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 97 ) :

$ ضعيف $ . رواه القطيعي في جزء " الألف دينار " ( 1 / 16 / 2 ) من طريق شريك

عن شعبة و همام عن قتادة عن أبي مجلز عن # حذيفة # رفعه . قلت : و هذا إسناد

ضعيف , و له علتان : الأولى : شريك و هو ابن عبد الله القاضي , قال الحافظ : "

يخطيء كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة " . قلت : و قد توبع , لكنه خولف

في لفظه كما يأتي . الثانية : الانقطاع بين أبي مجلز و حذيفة فإنه لم يسمع منه

كما قال ابن معين , بل قال أحمد : إنه لم يدركه كما يأتي . و قد تابع شريكا عبد

الله بن المبارك . أخرجه الترمذي ( 4 / 7 ) بلفظ : " قال حذيفة : ملعون على

لسان محمد , أو لعن الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم , من قعد وسط الحلقة

" . و هكذا أخرجه الحاكم أيضا ( 4 / 281 ) و أحمد ( 5 / 384 , 398 , 401 ) عن

شعبة به و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و الحاكم : " صحيح على شرط

الشيخين " و وافقه الذهبي ! قلت : و قد ذهلوا جميعا عن الانقطاع الذي ذكرناه ,

و به أعله أحمد , فإنه روى بسند الصحيح عن شعبة أنه قال عقب الحديث : " لم يدرك

أبو مجلز حذيفة " . قلت : و تابع شعبة أبان بن يزيد العطار , أخرجه أبو داود (

2 / 292 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 26 / 1 ) بلفظ : " أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة " . و الحديث أورده السيوطي في " الدرر

المنتثرة " ( ص 139 ) بلفظ القطيعي ثم قال : " رواه أبو داود و الترمذي عن

حذيفة بن اليمان " . كذا قال و فيه موآخذتان : الأولى : أن هذا ليس لفظهما كما

سبق . الثانية : أنه سكت عن سنده و هو ضعيف .

639 " ركعتان من المتزوج أفضل من سبعين ركعة من الأعزب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 98 ) :

$ موضوع $ . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 432 ) عن مجاشع بن عمرو : حدثنا عبد

الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن # أنس # مرفوعا . و قال : " مجاشع حديثه منكر

غير محفوظ , قال يحيى بن معين : و قد رأيته أحد الكذابين " . و قال ابن حبان (

2 / 321 ) : " يضع الحديث على الثقات , لا يحل ذكره إلا بالقدح " . و من طريق

العقيلي ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 257 ) , و تعقبه السيوطي بأن

له طريقا أخرى , و هو تعقب لا طائل تحته , فإنه طريق باطل لا يصح أن يستشهد به

كما يأتي بيانه في الحديث بعده . ثم إن في الحديث علة أخرى فإن عبد الرحمن بن

زيد بن أسلم متهم أيضا , و قد سبق له عدة أحاديث , فإن سلم من مجاشع , فلم يسلم

منه . ثم وجدت للحديث طريقا أخرى رواه أبو الحسين الأبنوسي في " الفوائد " ( 32

/ 1 ) عن أحمد بن مسلم قال : حدثنا أحمد بن محمد يعني ابن عمر بن يونس قال :

حدثنا داود بن عبد الله النمري عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به

. قلت : و هذا سند ساقط , أحمد بن مسلم و داود بن عبد الله النمري لم أجد من

ترجمهما . و أما أحمد بن محمد بن عمر بن يونس فهو كذاب , قال الذهبي : " كذبه

أبو حاتم و ابن صاعد , و قال الدارقطني : ضعيف , و قال مرة : متروك " . قلت : و

التعقب على ابن الجوزي بهذا الطريق أولى ( لو صح ) من الطريق الآتي بعد , لأن

متنه موافق لهذا المتن بخلاف الآتي فإنه مغاير كما سترى .

640 " ركعتان من المتأهل خير من اثنتين و ثمانين ركعة من العزب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 98 ) :

$ باطل $ . تمام الرازي في " الفوائد " ( 6 / 118 / 1 ) و عنه الضياء في "

المختارة " ( 117 / 1 ) عن مسعود بن عمرو البكري : حدثنا حميد الطويل عن # أنس

# مرفوعا . قال الذهبي في ترجمة مسعود هذا : " لا أعرفه , و خبره باطل " . ثم

ساق له هذا الحديث و أقره الحافظ في " اللسان " إلا أنه قال : " و قد تقدم نحو

هذا المتن من حديث أنس من وجه آخر في ترجمة مجاشع بن عمرو , و هو معروف به " .

و حديث مجاشع تكلمت عليه آنفا , و ذكرنا أن ابن الجوزي حكم بوضعه , و من العجيب

أن السيوطي تعقبه في " اللآلي " ( 2 / 160 ) بأن له طريقا أخرى ثم ساق هذه عن

تمام ثم قال : " أخرجه من هذه الطريق الضياء في " المختارة " لكن تعقبه الحافظ

ابن حجر في أطرافه فقال : هذا حديث منكر ما لإخراجه معنى " ! فما معنى تعقب

السيوطي إذن على ابن الجوزي بهذه الطريق المنكرة باعترافه , بل ما معنى إخراجه

للحديث في " الجامع الصغير " مع قول الحافظ فيه : " إنه خبر باطل " ?!

641 " كان الناس يعودون داود , يظنون أن به مرضا و ما به إلا شدة الخوف من الله

تعالى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 99 ) :

$ موضوع $ . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 49 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 14 / 338

/ 2 ) و أبو نعيم ( 7 / 137 ) و كذا ابن عساكر في ترجمة داود عليه السلام و

الضياء في " الأحاديث و الحكايات " ( 150 / 2 ) عن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان

الضبي : حدثنا الأشجعي عن سفيان الثوري عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن # ابن

عمر # مرفوعا . و قال ابن عساكر : " غريب جدا , و ابن غزوان ضعيف " . و قد

أورده السيوطي في " الجامع " عن ابن عساكر وحده فتعقبه المناوي بأن أبا نعيم

رواه أيضا ثم قال : " و فيه عندهما محمد بن عبد الرحمن بن غزوان , قال الذهبي :

قال ابن حبان : يضع <1> , و قال ابن عدي : متهم بالوضع " . و قال في " الميزان

" : " حدث بوقاحة عن مالك و شريك و ضمام بن إسماعيل ببلايا , قال الدارقطني و

غيره : كان يضع الحديث . و قال ابن عدي : له عن ثقات الناس بواطيل " . زاد في "

اللسان " : " و قال ابن عدي : و هو ممن يضع الحديث . و قال الحاكم : روى عن

مالك و إبراهيم بن سعد أحاديث موضوعة " . قلت : و الحديث رواه عبد الله بن

الإمام أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 88 ) عن سعيد بن هلال أن داود النبي كان

الحديث نحوه . فهذا كما تراه موقوف و معضل , فالظاهر أنه من الإسرائيليات . و

الله أعلم .

-----------------------------------------------------------

[1] قلت : و لفظ ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 298 ) : " يروي عن أبيه و

غيره العجائب التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة " . و قال

عن شيخه ابن خزيمة : " أنا خائف أنه كذاب " . اهـ .

642 " السواك يزيد الرجل فصاحة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 100 ) :

$ موضوع $ . ابن عدي في " الكامل " ( 388 / 2 ) و الخطيب في " تلخيص المتشابه "

( 147 / 2 ) من طريق أبي يعلى : أخبرنا محمد بن بحر : أخبرنا المعلى بن ميمون

أخبرنا عمرو بن داود عن سنان بن سنان عن # أبي هريرة # مرفوعا . و رواه العقيلي

في " الضعفاء " ( 277 ) و أبو بكر الختلي في " جزء من حديثه " ( 44 / 2 ) و أبو

سعيد بن الأعرابي في " المعجم " ( 122 / 1 ) و عنه القضاعي ( 13 / 1 ) و

الديلمي ( 2 / 222 ) من طريق أخرى عن المعلى به . و قال العقيلي : " روى عن

سنان بن أبي سنان , كلاهما مجهول , و الحديث معلول " . و أورده ابن عدي في

ترجمة المعلى , و ساق له حديثين آخرين يأتيان بعده , ثم قال : " و له غير ما

ذكرت و كلها غير محفوظة , مناكير " . و في " الكشف " : " قال الصغاني : وضعه

ظاهر , و قال ابن الجوزي : لا أصل له " .

643 " إن الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء , لما يدخل على فقراء المؤمنين منه من الشدة

" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 100 ) :

$ منكر $ . رواه ابن عدي بإسناد الذي قبله , و رواه العقيلي ( 422 ) و كذا

الطبراني ( 3 / 112 / 1 ) من طريق أخرى عن معلى بن ميمون عن مجاهد عن # ابن

عباس # مرفوعا . و قال العقيلي : " معلى بن ميمون بصري منكر الحديث , لا يتابع

على حديثه , و لا يعرف إلا به , و له من هذا النحو أحاديث مناكير لا يتابع

عليها " . و قوله : " و لا يتابع على حديثه " عجيب فإنه نفسه أخرجه ( ص 150 )

من طريق نعيم بن حماد : حدثنا سعيد بن دهثم المقدسي قال : حدثنا عبد الله بن

نمير الرحبي عن مجاهد به . و لكن سعيد بن دهثم هذا قال العقيلي : " حديثه غير

محفوظ , و عبد الله بن نمير ليس بمعروف بالنقل " . قلت : و نعيم ضعيف .

644 " حامل كتاب الله له في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار , فإن مات و

عليه دين قضى الله ذلك الدين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) :

$ موضوع $ . رواه الديلمي عن العباس بن الضحاك : حدثنا محمد بن أحمد بن عبد

الله الهروي عن مقاتل بن سليمان عن خولة الطائي عن # سليك الغطفاني # مرفوعا .

أورده السيوطي في " اللآلي " شاهدا للحديث الآتي عقبه و قال : " العباس بن

الضحاك , دجال , و مقاتل بن سليمان قال وكيع و غيره : كذاب " . قلت : فما فائدة

إيراده إذن ? و كيف استجاز ذكره إياه في " الجامع الصغير " أيضا ?! و من عجائبه

أنه لم يورده فيه بتمامه بل بشطره الأول فقط ! و لعله إنما ذكره فيه من أجل أن

له شاهدا , أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " لكن لا يخفى أن الموضوع لا يقوى

بطرقه مهما كثرت , و هذا شيء نبه عليه السيوطي نفسه في " تدريب الراوي " و غيره

. و الشاهد المذكور هو : " من قرأ القرآن فله مائتا دينار , فإن لم يعطها في

الدنيا أعطيها في الآخرة " .

645 " من قرأ القرآن فله مائتا دينار , فإن لم يعطها في الدنيا أعطيها في الآخرة "

.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) :

$ موضوع $ . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 255 ) من رواية ابن عدي

عن عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن # علي # مرفوعا . و

قال : " جويبر تالف , و عمرو كذاب " . و تعقبه السيوطي ( 1 / 246 ) بما لا يجدي

كغالب عادته ثم قال : " و له طريق آخر عن علي موقوفا " . قلت : ثم ساقه من

رواية البيهقي بإسناده عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي

قال : فذكره نحوه . و قال السيوطي : " عبد الملك كذاب و له طريق أخرى " . ثم

ساق الحديث الذي قبله , و فيه دجال , و آخر كذاب كما سبق من كلام السيوطي نفسه

, فلا أدري ما فائدة تسويد الصحيفة بإيراده أحاديث هؤلاء الكذابين ?!

646 " شاب سفيه سخي أحب إلي من شيخ بخيل عابد , إن السخي قريب من الله , قريب من

الجنة , بعيد من النار , و إن البخيل بعيد من الجنة , قريب من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) :

$ موضوع $ . رواه تمام الرازي ( 3 / 38 - 39 من مجموع الظاهرية رقم 95 ) من

طريق محمد بن زكريا الغلابي : حدثنا العباس بن بكار : حدثنا محمد بن زياد عن

ميمون بن مهران عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و الغلابي وضاع , و قد سبق ذكره

مرارا . و الشطر الأول من الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية

الحاكم في " تاريخه " و الديلمي في " مسند الفردوس " عن ابن عباس , و سكت عنه

شارحه المناوي ! و أورده في اللآلي " ( 2 / 93 ) بتمامه من طريق تمام , لكن سقط

من إسناده بعض رجاله , منهم الغلابي هذا الذي هو آفة الحديث , فخفيت على الناظر

علة الحديث . و الشطر الثاني من الحديث , أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من

طريق أخرى عن أبي هريرة و قال : " قال العقيلي : ليس لهذا الحديث أصل " . و قد

سبق الكلام عليه برقم ( 152 ) .

647 " أي الخلق أعجب إليكم إيمانا ? قالوا : الملائكة , قال : و ما لهم لا يؤمنون و

هم عند ربهم عز وجل ? قالوا : فالنبيون , قال : و ما لهم لا يؤمنون و الوحي

ينزل عليهم ? قالوا : فنحن , قال : و ما لكم لا تؤمنون و أنا بين أظهركم ? قال

: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا إن أعجب الخلق إلي إيمانا لقوم

يكونون من بعدكم يجدون صحفا فيها كتاب يؤمنون بما فيها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 102 ) :

$ ضعيف $ . رواه الحسن بن عرفة : حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي عن المغيرة بن

قيس التميمي عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده # مرفوعا . رواه عنه إسماعيل بن

محمد الصفار في " جزئه " ( 90 / 2 مجموع 22 ) و كذا البيهقي في " الدلائل " ( ج

2 ) و الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " ( 26 / 2 ) و طراد أبو الفوارس في " ما

أملاه يوم الجمعة 14 شعبان سنة 478 " . قلت : و هذا إسناد ضعيف , إسماعيل بن

عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين و هذه منها , فإن المغيرة بن قيس بصري . و

هو ضعيف أيضا . قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 227 ) : " بصري , روى عن عمرو بن

شعيب , روى عنه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي , سمعت أبي يقول ذلك , و

يقول : هو منكر الحديث " . قلت : و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ! كما في

" اللسان " . و رواه البيهقي من طريق مالك بن مغول عن طلحة عن أبي صالح مرفوعا

. و قال : " هذا مرسل " . قلت : و هو على إرساله ضعيف و قد وصله أبو نعيم في "

أخبار أصبهان " ( 1 / 308 - 309 ) و السهمي ( 363 ) من طريق خالد بن يزيد

العمري : حدثنا الثوري عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن أبي صالح عن أبي

هريرة مرفوعا . لكن العمري هذا كذاب وضاع . و قد روي الحديث بلفظ آخر و هو :

" أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا ? قالوا : يا رسول الله الملائكة ? قال :

هم كذلك , و يحق ذلك لهم , و ما يمنعهم و قد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم

بها ? بل غيرهم . قالوا : يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى

بالنبوة و الرسالة ? قال : هم كذلك و يحق لهم ذلك , و ما يمنعهم و قد أنزلهم

الله المنزلة التي أنزلهم بها ? بل غيرهم . قال : قلنا : فمن هم يا رسول الله ?

قال : أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي و لم يروني , و يجدون

الورق المعلق فيعملون بما فيه , فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا " .

648 " أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا ? قالوا : يا رسول الله الملائكة ? قال :

هم كذلك , و يحق ذلك لهم , و ما يمنعهم و قد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم

بها ? بل غيرهم . قالوا : يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى

بالنبوة و الرسالة ? قال : هم كذلك و يحق لهم ذلك , و ما يمنعهم و قد أنزلهم

الله المنزلة التي أنزلهم بها ? بل غيرهم . قال : قلنا : فمن هم يا رسول الله

? قال : أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي و لم يروني , و يجدون

الورق المعلق فيعملون بما فيه , فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 103 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه البغوي في " حديث مصعب الزبيري " ( 152 / 2 ) و عنه ابن

عساكر ( 16 / 274 / 1 ) و الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " ( 36 - 37 ) من طريق

أبي يعلى و هذا في " مسنده " ( 13 / 2 ) و الحاكم ( 4 / 85 - 86 ) و عنه الهروي

في " ذم الكلام " ( 148 / 1 ) عن محمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن #

عمر # مرفوعا . و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : بل

محمد ضعفوه " . قلت : قد اتهمه البخاري بقوله فيه : " منكر الحديث " و قال

النسائي : " ليس بثقة " . فمثله في مرتبة من لا يستشهد بحديثه و لا يعتبر به

كما بينه السيوطي في " تدريب الراوي " ( ص 127 ) . فعلى هذا لا يصلح الحديث

شاهدا للذي قبله , فلا أدري لم جزم الحافظ ابن كثير في " اختصار علوم الحديث "

( ص 143 ) بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " و قد ورد في الحديث

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " فذكره و استدل به على جواز العمل

بالوجادة , فلعله ظن أن ابن أبي حميد هذا ممن يستشهد به , أو أنه وقف له على

طريق أو طرق أخرى يتقوى الحديث بها . و حينئذ ينبغي النظر فيها , فإن صلح شيء

منها للاستشهاد فبها , و إلا فنحن على ما تبين لنا الآن . و الحديث عزاه في "

الجامع الكبير " ( 3 / 170 / 2 ) لأبي يعلى و العقيلي و المرهبي في " العلم " و

الحاكم , و تعقبه الحافظ ابن حجر في أطرافه بأن فيه محمد بن أبي حميد متروك

الحديث , و قال في " المطالب العالية " : محمد ضعيف الحديث سيء الحفظ . و قال

البزار : الصواب أنه عن زيد بن أسلم مرسل . و قد وجدت لابن أبي حميد متابعا ,

أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 427 ) عن المنهال بن بحر قال : حدثنا هشام بن

أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم به . و قال العقيلي : "

المنهال في حديثه نظر , و هذا الحديث إنما يعرف لمحمد بن أبي حميد عن زيد بن

أسلم و ليس بمحفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير , و لا يتابع منهالا عليه أحد " .

قلت : و المنهال هذا ذكره ابن عدي في " الكامل " , و أشار إلى تليينه , و وثقه

أبو حاتم و ابن حبان , فإن كان حفظه بهذا الإسناد , فعلته عنعنة يحيى بن أبي

كثير , فإنه كان مدلسا , و لهذا أورده العقيلي في " الضعفاء " ( 466 ) فقال :

" ذكر بالتدليس " . و تبعه على ذلك الذهبي في " الميزان " و ابن حجر في "

التقريب " , و لا أستبعد أن يكون سمعه من ابن أبي حميد هذا فدلسه . و الله أعلم

. و جملة القول أن هذا الإسناد ضعيف جدا لا يصلح للاستشهاد به , و قد وجدت

للحديث طريقين آخرين , أحدهما تقدم قبل هذا , و هو خير من هذا , و الآخر أشدهما

ضعفا و هو : " إن أشد أمتي حبا لي قوم يأتون من بعدي , يؤمنون بي و لم يروني ,

يعملون بما في الورق المعلق " .

649 " إن أشد أمتي حبا لي قوم يأتون من بعدي , يؤمنون بي و لم يروني , يعملون بما

في الورق المعلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 104 ) :

$ موضوع بهذا اللفظ $ . رواه ابن عساكر " في تاريخه " ( ج 11 / 137 / 2 ) عن

أحمد بن القاسم بن الريان اللكي المصري : أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط

الأشجعي : حدثني أبي : حدثنا أبي قال : لما نسخ عثمان المصاحف قال له # أبو

هريرة # : أصبت و وفقت , أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول . فذكره

. قال أحمد بن القاسم بن الريان : أخبرنا الواقدي أخبرنا ابن أبي سبرة عن سهيل

بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به . كذا قال و قد سقط منه محمد بن سعد كاتب

الواقدي . قلت : و هكذا وقع الحديث من الطريقين عن أبي هريرة في " نسخة نبيط بن

شريط " ( رقم 57 و 58 ) , و فيها بلايا , كما في ترجمة أحمد بن إسحاق بن

إبراهيم هذا من " الميزان " و قال : " لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب " . و أقره

الحافظ في " اللسان " . و الراوي عنه أحمد بن القاسم بن الريان اللكي بضم اللام

و تشديد الكاف نسبة إلى ( اللك ) بليدة من أعمال برقة الغرب . و قال الذهبي : "

لينه ابن ماكولا , و ضعفه الدارقطني " . ثم وقفت على طريق رابع للحديث ليس فيه

الورق المعلق و سوف يأتي بلفظ : " يا أيها الناس من أعجب الخلق ....... " . و

إنما يصح من هذا الحديث و الذي قبله بعضه , و هو في حديث أبي جمعة رضي الله عنه

قال : تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و معنا أبو عبيدة بن الجراح فقال

: يا رسول الله أحد منا خير منا ? أسلمنا و جاهدنا معك , قال : نعم قوم يكونون

من بعدكم يؤمنون بي و لم يروني . رواه الدارمي ( 2 / 308 ) و أحمد ( 4 / 106 )

و الحاكم ( 4 / 85 ) و صححه و وافقه الذهبي . و أقول : إسناد الدارمي و أحد

إسنادي أحمد صحيح إن شاء الله تعالى . و قد عزاه لهؤلاء الثلاثة السيوطي في "

تدريب الراوي " ( ص 150 ) بلفظ آخر , و هو سهو منه رحمه الله .

650 " أحبوا قريشا , فإنه من أحبهم أحبه الله تعالى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 105 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 107 / 1 ) : حدثنا عيسى بن

مرحوم بن عبد العزيز العطار : حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن # سهل الساعدي # عن

أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . علته عبد المهيمن هذا , قال

البخاري و أبو حاتم : " منكر الحديث " . و قال النسائي ( 2 / 141 ) : " ليس

بثقة " و في موضع آخر : " متروك الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 141 ) : "

ينفرد عن أبيه بأشياء مناكير لا يتابع عليه من كثرة وهمه , فلما فحش ذلك في

روايته بطل الاحتجاج به " . و من طريقه أخرجه الطبراني في " الكبير " و البيهقي

في " الشعب " كما في " فيض القدير " .

651 " من ادهن و لم يسم ادهن معه سبعون شيطانا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 105 ) :

$ كذب $ . أخرجه ابن السني ( رقم 170 ) عن بقية بن الوليد : حدثني مسلمة بن

نافع : <1> حدثني أخي # دويد بن نافع القرشي # قال : قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , على إعضاله , فإن دويد بن

نافع من أتباع التابعين روى عن عروة بن الزبير و نحوه . قال الحافظ في "

التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة , و إلا فهو لين الحديث كما نص عليه

في المقدمة . و أخوه مسلمة لم أجد له ترجمة , و لم يترجمه ابن أبي حاتم في "

الجرح و التعديل " . و بقية مدلس و قد عنعنه , و من عادته أن يروي عن الضعفاء و

المتهمين ثم يدلسهم و يسقطهم من الإسناد , فلعل هذا الحديث أخذه عن بعض

الوضاعين ثم أسقطه , و وهم بعض الرواة في هذا الإسناد فقال عنه : حدثني مسلمة

.... فإن صح أنه سمعه منه فهو من شيوخه المجهولين . و الله أعلم . و قال ابن

أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 305 ) : " سألت أبي عن حديث رواه الحارث بن

النعمان عن شعبة عن مسلمة بن نافع عن أخيه دويد بن نافع قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : " من ادهن فلم يذكر اسم الله ادهن معه سبعون شيطانا " ?

قال : الحارث بن النعمان هذا كان يفتعل الحديث , و هذا حديث كذب , إنما روى هذا

الحديث بقية عن مسلمة بن نافع " . و هاتان فائدتان هامتان من هذا الإمام :

الأولى : أن الحارث بن النعمان كان يفتعل الحديث . و هذا مما لا تراه في شيء من

كتب الرجال , بل خفي هذا النص على الحافظ الذهبي فقال في ترجمة الحارث هذا من "

الميزان " و هو : " الحارث بن النعمان بن سالم الأكفاني " قال : " صدوق " ! و

أقره الحافظ في " التهذيب " و جزم به في " التقريب " . و الله أعلم . الثانية :

الشهادة على هذا الحديث بأنه كذب , و هو حري بذلك .

-----------------------------------------------------------

[1] الأصل : " سلمة بن رافع , و التصحيح من " الجرح و التعديل " و " تهذيب

التهذيب " و غيرهما . اهـ .

652 " ما من عبدين متحابين في الله يستقبل أحدهما صاحبه فيصافحه و يصليان على النبي

صلى الله عليه وسلم إلا لم يتفرقا حتى يغفر الله لهما ذنوبهما ما تقدم منها و

ما تأخر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 106 ) :

$ منكر جدا بهذا اللفظ $ . رواه ابن السني ( برقم 190 ) و ابن حبان في "

الضعفاء " ( 1 / 289 ) و الباطرقاني في " جزء من حديثه " ( 165 / 1 ) عن درست

بن حمزة : حدثنا مطر الوراق عن قتادة عن # أنس # مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف

درست بن حمزة , و يقال : ابن زياد العنبري قال ابن حبان : " كان منكر الحديث

جدا , يروي عن مطر و غيره أشياء تتخايل إلى من يسمعها أنها موضوعة " . و ضعفه

الدارقطني . و قتادة فيه تدليس و قد عنعنه . و قد جاءت أحاديث كثيرة عن جمع من

الصحابة بمعنى هذا الحديث لكن ليس في شيء منها ذكر الصلاة عليه صلى الله عليه

وسلم , و لا مغفرة ما تأخر أيضا من الذنوب , فدل ذلك على أن هذه الزيادة منكرة

. و الله أعلم . و الأحاديث المشار إليها أوردها المنذري ( 3 / 270 - 271 ) .

ثم رأيت النووي قد أورد الحديث في " الأذكار " ساكتا عليه !

653 " الصائم في عبادة و إن كان راقدا على فراشه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 106 ) :

$ ضعيف $ . رواه تمام ( 18 / 172 - 173 ) : أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن

الزجاج قال : حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال : حدثنا

سليمان بن عبد الرحمن : حدثنا هاشم بن أبي هريرة الحمصي عن هشام بن حسان عن ابن

سيرين عن # سلمان بن عامر الضبي # مرفوعا . و هذا سند ضعيف يحيى الزجاج و محمد

بن هارون لم أجد من ذكرهما . و بقية رجاله ثقات غير هاشم بن أبي هريرة الحمصي

ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 105 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . قال : "

و اسم أبي هريرة عيسى بن بشير " . و أورده في " الميزان " و قال : " لا يعرف ,

قال العقيلي : منكر الحديث " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير "

برواية الديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس . و تعقبه المناوي بقوله : " و فيه

محمد بن أحمد بن سهل , قال الذهبي في " الضعفاء " : قال ابن عدي : [ هو ] ممن

يضع الحديث " . قلت : هو عند الديلمي ( 2 / 257 ) لكن طريق تمام ليس فيها هذا

الوضاع كما مر , فهي تنقذ الحديث من إطلاق الوضع عليه . و الله أعلم . و قد

رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 303 ) من قول أبي العالية موقوفا

عليه بزيادة " ما لم يغتب " . و إسناده صحيح . فلعل هذا أصل الحديث موقوف ,

أخطأ بعض الضعفاء فرفعه . و الله أعلم .

654 " ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل أي أبواب الجنة شاء , و زوج من الحور العين حيث

شاء , من عفا عن قاتله , و أدى دينا خفيا , و قرأ دبر كل صلاة مكتوبة عشر

مرات *( قل هو الله أحد )* قال : فقال أبو بكر : أو إحداهن يا رسول الله ? قال

: أو إحداهن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 107 ) :

$ ضعيف جدا $ . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 105 / 2 ) و الطبراني في "

الأوسط " ( ق 186 / 2 ) و أبو محمد الجوهري في " الفوائد المنتقاة " ( 4 / 2 )

و أبو محمد الخلال في " فضائل الإخلاص " ( ق 201 / 2 ) عن عمر بن نبهان عن أبي

شداد عن # جابر # مرفوعا . و قال الطبراني : " لا يروى هذا الحديث إلا بهذا

الإسناد " . قلت : و هو ضعيف جدا , عمر بن نبهان , قال ابن معين . " ليس بشيء "

, و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 90 ) : " يروي المناكير عن المشاهير

فاستحق الترك " . و أبو شداد لم أعرفه . و الحديث ساقه الحافظ ابن حجر في "

نتائج الأفكار " ( 1 / 154 / 1 ) من طريق أبي يعلى و قال : " هذا حديث غريب ,

أخرجه الطبراني في " كتاب الدعاء " , و أبو شداد لا يعرف اسمه و لا حاله , و

الراوي عنه ضعفه جماعة " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 102 ) : " رواه

أبو يعلى و فيه عمر بن نبهان و هو متروك " . و قال المنذري في " الترغيب " ( 3

/ 208 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و رواه أيضا من حديث أم سلمة بنحوه "

. و أشار إلى تضعيفه . و حديث أم سلمة أورده الهيثمي أيضا في " المجمع " ,

( 9 / 302 ) و قال : "‏رواه الطبراني و فيه جماعة لم أعرفهم " . قلت : و رواه

الدينوري عنها بلفظ " من كانت فيه واحدة ... " و سيأتي برقم ( 1276 ) و له شاهد

من حديث ابن عباس مرفوعا مثل حديث جابر دون قول أبي بكر : " أو إحداهن .... "

أخرجه ابن السني ( رقم 132 ) من طريق عمرو بن خالد عن الخليل بن مرة عن إسماعيل

بن إبراهيم الأنصاري عن عطاء عنه . قلت : و هذا أشد ضعفا من سابقه : الأنصاري

مجهول , و الخليل بن مرة ضعيف جدا , و عمرو بن خالد كذاب . لكن أخرجه ابن عساكر

في " تاريخ دمشق " ( 17 / 274 / 1 ) من طريق حماد بن عبد الرحمن : أخبرنا

إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري به . إلا أن حمادا هذا مما لا يفرح بمتابعته , قال

أبو زرعة : " يروي أحاديث مناكير " و قال أبو حاتم : " شيخ مجهول , منكر الحديث

, ضعيف الحديث " .

655 " إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله احبسوا علي , يا عباد

الله احبسوا علي , فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 108 ) :

$ ضعيف $ . رواه الطبراني ( 3 / 81 / 1 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 254 / 1 )

و عنه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 500 ) كلاهما من طريق معروف بن

حسان السمرقندي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الله بن بريدة <1> عن #

عبد الله بن مسعود # مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف , و فيه علتان : الأولى :

معروف هذا , فإنه غير معروف ! قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 333 ) عن أبيه إنه "

مجهول " . و أما ابن عدي فقال : إنه " منكر الحديث " , و بهذا أعله الهيثمي (

10 / 132 ) , فقال بعد أن عزاه لأبي يعلى و الطبراني : " و فيه معروف بن حسان و

هو ضعيف " . الثانية : الانقطاع , و به أعله الحافظ ابن حجر فقال : " حديث غريب

, أخرجه ابن السني و الطبراني , و في السند انقطاع بين ابن بريدة و ابن مسعود "

. نقله ابن علان في " شرح الأذكار " ( 5 / 150 ) . و قال الحافظ السخاوي في "

الابتهاج بأذكار المسافر و الحاج " ( ص 39 ) : " و سنده ضعيف , لكن قال النووي

: إنه جربه هو و بعض أكابر شيوخه " . قلت : العبادات لا تؤخذ من التجارب , سيما

ما كان منها في أمر غيبي كهذا الحديث , فلا يجوز الميل إلى تصحيحه بالتجربة !

كيف و قد تمسك به بعضهم في جواز الاستغاثة بالموتى عند الشدائد و هو شرك خالص .

و الله المستعان . و ما أحسن ما روى الهروي في " ذم الكلام " ( 4 / 68 / 1 ) أن

عبد الله بن المبارك ضل في بعض أسفاره في طريق , و كان قد بلغه أن من اضطر (

كذا الأصل , و لعل الصواب : ضل ) في مفازة فنادى : عباد الله أعينوني ! أعين ,

قال فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده . قال الهروي : فلم يستجز . أن يدعو بدعاء لا

يرى إسناده " . قلت : فهكذا فليكن الاتباع . و مثله في الحسن ما قال العلامة

الشوكاني في " تحفة الذاكرين " ( ص 140 ) بمثل هذه المناسبة : " و أقول : السنة

لا تثبت بمجرد التجربة , و لا يخرج الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا

. و قبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه

وسلم , فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة و هو أرحم الراحمين , و قد تكون

الاستجابة استدراجا " . و للحديث طريق آخر معضل , أخرجه ابن أبي شيبة في "

المصنف " ( 12 / 153 / 2 ) عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن رسول الله صلى

الله عليه وسلم قال : فذكره نحوه . و هذا مع إعضاله , فيه ابن إسحاق و هو مدلس

و قد عنعنه , و الأصح عن أبان عن مجاهد عن ابن عباس موقوفا عليه كما يأتي بيانه

في آخر الحديث التالي .

-----------------------------------------------------------

[1] هكذا هو في " الطبراني " و وقع في ابن السني : " عن ابن بردة عن أبيه " و

الظاهر أنه خطأ من بعض النساخ كما يشعر بذلك كلام الحافظ الآتي . و الله أعلم .

اهـ .

656 " إذا أضل أحدكم شيئا , أو أراد أحدكم غوثا , و هو بأرض ليس بها أنيس فليقل :

يا عباد الله أغيثوني , يا عباد الله أغيثوني , فإن لله عبادا لا نراهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 109 ) :

$ ضعيف $ . رواه الطبراني في " الكبير " ( مجموع 6 / 55 / 1 ) : حدثنا الحسين

بن إسحاق : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي : حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال : حدثني

أبي عن عبد الله بن عيسى عن ابن علي عن # عتبة بن غزوان # عن نبي الله صلى الله

عليه وسلم قال : فذكره . و زاد في آخره : " و قد جرب ذلك " . قلت : و هذا سند

ضعيف . و فيه علل : 1 و 2 - عبد الرحمن بن شريك و هو ابن عبد الله القاضي و

أبوه كلاهما ضعيف , قال الحافظ في الأول منهما : " صدوق يخطيء " . و قال في

أبيه : " صدوق يخطيء كثيرا , تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة " . و قد أشار

إلى هذا الهيثمي بقوله في " المجمع " ( 10 / 132 ) : " رواه الطبراني و رجاله

وثقوا على ضعف في بعضهم , إلا أن يزيد ( كذا ) بن علي لم يدرك عتبة " . 3 -

الانقطاع بين عتبة و ابن علي , هكذا وقع في أصلنا الذي نقلنا منه الحديث ( ابن

علي ) غير مسمى , و قد سماه الهيثمي كما سبق ( يزيد ) , و أنا أظنه وهما من

الناسخ أو الطابع , فإنه ليس في الرواة من يسمى ( يزيد بن علي ) و الصواب ( زيد

بن علي ) و هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب , ولد سنة ثمانين , و

مات عتبة سنة عشرين على أوسع الأقوال فبين وفاته و ولادة زيد بن علي دهر طويل !

و قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " : " أخرجه الطبراني بسند منقطع عن

عتبة بن غزوان مرفوعا و زاد في آخره " و قد جرب ذلك " . ثم قال الحافظ : " كذا

في الأصل , أي الأصل المنقول منه هذا الحديث من كتاب الطبراني , و لم أعرف

تعيين قائله , و لعله مصنف المعجم , و الله أعلم " . فقد اقتصر الحافظ على

إعلاله بالانقطاع , و هو قصور واضح لما عرفت من العلتين الأوليين . و أما دعوى

الطبراني رحمه الله بأن الحديث قد جرب , فلا يجوز الاعتماد عليها , لأن

العبادات لا تثبت بالتجربة , كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله . و مع أن هذا

الحديث ضعيف كالذي قبله , فليس فيه دليل على جواز الاستغاثة بالموتى من

الأولياء و الصالحين , لأنهما صريحان بأن المقصود بـ " عباد الله " فيهما خلق

من غير البشر , بدليل قوله في الحديث الأول : " فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه

عليهم " . و قوله في هذا الحديث : " فإن لله عبادا لا نراهم " . و هذا الوصف

إنما ينطبق على الملائكة أو الجن , لأنهم الذين لا نراهم عادة , و قد جاء في

حديث آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة . أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ : " إن

لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر , فإذا

أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله أعينوني " . قال الحافظ كما

في " شرح ابن علان " ( 5 / 151 ) : " هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا , أخرجه

البزار و قال : لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من

هذا الوجه بهذا الإسناد " . و حسنه السخاوي أيضا في " الابتهاج " و قال الهيثمي

: " رجاله ثقات " . قلت : و رواه البيهقي في " الشعب " موقوفا كما يأتي . فهذا

الحديث - إذا صح - يعين أن المراد بقوله في الحديث الأول " يا عباد الله " إنما

هم الملائكة , فلا يجوز أن يلحق بهم المسلمون من الجن أو الإنس ممن يسمونهم

برجال الغيب من الأولياء و الصالحين , سواء كانوا أحياء أو أمواتا , فإن

الاستغاثة بهم و طلب العون منهم شرك بين لأنهم لا يسمعون الدعاء , و لو سمعوا

لما استطاعوا الاستجابة و تحقيق الرغبة , و هذا صريح في آيات كثيرة , منها قوله

تبارك و تعالى : *( و الذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير , إن تدعوهم لا

يسمعوا دعائكم , و لو سمعوا ما استجابوا لكم , و يوم القيامة يكفرون بشرككم , و

لا ينبئك مثل خبير )* ( فاطر 13 - 14 ) . هذا , و يبدو أن حديث ابن عباس الذي

حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه , لأنه قد عمل به , فقال ابنه عبد الله في "

المسائل " ( 217 ) : " سمعت أبي يقول : حججت خمس حجج منها ثنتين [ راكبا ] و

ثلاثة ماشيا , أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا , فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا

, فجعلت أقول : ( يا عباد الله دلونا على الطريق ! ) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت

على الطريق . أو كما قال أبي , و رواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 455 / 2 ) و

ابن عساكر ( 3 / 72 / 1 ) من طريق عبد الله بسند صحيح . و بعد كتابة ما سبق

وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " ( ص 303 ) : حدثنا موسى بن إسحاق : حدثنا

منجاب بن الحارث : حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [ عن أبان ] ابن صالح

عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا

إسناد حسن كما قالوا , فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو

من رجال مسلم , على ضعف في حفظه , قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يهم " .

و موسى بن إسحاق هو أبو بكر الأنصاري ثقة , ترجمه الخطيب البغدادي في " تاريخه

" ( 13 / 52 - 54 ) ترجمة جيدة . نعم خالفه جعفر بن عون فقال : حدثنا أسامة بن

زيد .... فذكره موقوفا على ابن عباس . أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 /

455 / 1 ) . و جعفر بن عون أوثق من حاتم بن إسماعيل , فإنهما و إن كانا من رجال

الشيخين , فالأول منهما لم يجرح بشيء , بخلاف الآخر , فقد قال فيه النسائي :

ليس بالقوي . و قال غيره : كانت فيه غفلة . و لذلك قال فيه الحافظ : " صحيح

الكتاب , صدوق يهم " . و قال في جعفر : " صدوق " . و لذلك فالحديث عندي معلول

بالمخالفة , و الأرجح أنه موقوف , و ليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها

في حكم المرفوع , لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب . و

الله أعلم . و لعل الحافظ ابن حجر رحمه الله لو اطلع على هذه الطريق الموقوفة ,

لانكشفت له العلة , و أعله بالوقف كما فعلت , و لأغناه ذلك عن استغرابه جدا , و

الله أعلم .

657 " من ترك أربع جمعات من غير عذر , فقد نبذ الإسلام وراء ظهره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 112 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من مسموعاته " ( ق 34 / 1 ) من

طريق شريك عن عوف الأعرابي عن سعيد بن أبي الحسن عن # ابن عباس # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , لأن شريكا هذا و هو ابن عبد الله القاضي ضعفوه لسوء

حفظه . لاسيما و قد خولف في لفظه و رفعه , فقال أبو يعلى في " مسنده " ( 2 /

719 ) : حدثنا حميد بن مسعدة : أخبرنا سفيان بن حبيب عن عوف به موقفا على ابن

عباس بلفظ : " من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات , فقد نبذ .... " إلخ . قلت : و

هو إسناد صحيح كما قال المنذري ( 1 / 261 ) , و رجاله ثقات رجال مسلم غير سفيان

بن حبيب , و هو ثقة أخرج له البخاري في " الأدب المفرد " و منه تعلم خطأ

الهيثمي في إطلاقه قوله ( 2 / 193 ) : " و رجاله رجال الصحيح " . و الحديث

أورده الغزالي في " الإحياء " ( 1 / 160 ) مرفوعا بلفظ : " ثلاث " , فقال مخرجه

الحافظ العراقي : " رواه البيهقي في " الشعب " من حديث ابن عباس " . قلت : فهذا

يدل بظاهره أنه مرفوع عند البيهقي فليراجع من استطاع إسناده في " شعب الإيمان "

, فإنه لا يزال غالبه غير مطبوع حتى الآن . و قد أخرجه الشافعي في " مسنده " (

رقم 381 - ترتيب السندي ) : أخبرنا إبراهيم بن محمد : حدثني صفوان بن سليم عن

إبراهيم بن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " من

ترك الجمعة من غير ضرورة كتب منافقا في كتاب لا يمحى و لا يبدل " . و في بعض

الحديث : ( ثلاثا ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا إبراهيم بن محمد و هو ابن أبي

يحيى المدني متروك . و أما إبراهيم بن عبد الله بن سعيد عن أبيه , فلم أعرفهما

, و لم يترجمهما الحافظ في " التعجيل " . و الله أعلم .

658 " عج حجر إلى الله تعالى فقال : إلهي و سيدي عبدتك منذ كذا و كذا سنة ( و في

رواية : ألف سنة ) , ثم جعلتني في أس كنيف ? فقال : أوما ترضى أن عدلت بك عن

مجالس القضاة ? " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 113 ) :

$ موضوع $ . أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( 5 / 58 / 2 من مجموع الظاهرية

رقم 92 ) و من طريقه ابن عساكر في " تاريخه " ( 15 / 324 / 1 - 2 ) من طريق أبي

معاوية عبيد الله بن محمد القري المؤدب قال مرة : حدثنا محمود بن خالد : حدثنا

عمر عن الأوزاعي , و مرة قال : عبد الرحمن بن إبراهيم : حدثنا الوليد بن مسلم

عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال

الرازي : " هذا حديث منكر , و أبو معاوية القري هذا ضعيف و كان يحدث بهذا

الحديث بالإسنادين جميعا " . و أقره الشيخ أحمد بن عز الدين بن عبد السلام في "

النصيحة بما أبدته القريحة " ( ق 41 / 1 ) . و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع

" من رواية تمام و ابن عساكر عن أبي هريرة . و تعقبه شارحه المناوي . بكلام

الرازي هذا , و نقل الحافظ في " اللسان " عن ابن عساكر أنه قال فيه : " كان

ضعيفا " . ثم رأيت السيوطي قد أورد الحديث في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( رقم

632 ) من رواية تمام و إنكاره للحديث . و وافقه ابن عراق فأورده في " تنزيه

الشريعة " ( 315 / 2 ) و قال : " قال الذهبي في " تلخيص الواهيات " , و ابن حجر

في " لسان الميزان " : هذا موضوع " .

659 " أيما شاب تزوج في حداثة سنه , عج شيطانه : يا ويله عصم مني دينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 113 ) :

$ موضوع $ . رواه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 115 / 1 ) و من طريقه ابن حبان في

" الضعفاء " ( 1 / 275 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 162 / 2 من الجمع بين

زوائده و زوائد " الصغير " ) و ابن زيدان في " مسنده " ( 20 / 1 ) و الخطيب ( 8

/ 33 ) و ابن عساكر ( 8 / 506 / 1 ) عن خالد بن إسماعيل المخزومي : حدثنا عبيد

الله بن عمر عن صالح بن أبي صالح مولى التوأمة عن # جابر # مرفوعا به . قلت : و

هذا موضوع , و له آفتان : الأولى : صالح هذا , فإنه ضعيف , و لكن الحمل فيه على

غيره . الثانية : خالد هذا و كنيته أبو الوليد , قال ابن حبان : " روى عن عبيد

الله بن عمر العجائب , لا يجوز الاحتجاج به بحال , و لا الرواية عنه " . و قال

الذهبي : " قال ابن عدي : كان يضع الحديث , و قال الدارقطني : متروك " . و لهذا

وصفه الذهبي في " الكنى " من " ميزانه " بأنه " الكذاب " . و قال الحافظ محمد

بن عبد الهادي تلميذ ابن تيمية في بعض أبحاثه في التفسير و الحديث <1> : " هذا

حديث موضوع , و خالد بن إسماعيل المخزومي متروك " و قال الهيثمي في " المجمع "

( 4 / 253 ) : " رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " و فيه خالد بن إسماعيل

المخزومي و هو متروك " . قلت : و قد تابعه عصمة بن محمد بن عبيد الله بن عمر به

. أخرجه ابن عساكر ( 18 / 76 / 1 ) , و لكنها متابعة لا تسمن و لا تغني من جوع

, فإن عصمة هذا حاله كحال المخزومي , فقال الدارقطني و غيره : " متروك " . و

قال يحيى : " كذاب يضع الحديث " .

-----------------------------------------------------------

[1] مخطوط في المكتبة الظاهرية بدمشق ( حديث 405 / 225 / 1 ) . ا هـ .

660 " كان إذا صلى مسح بيده اليمنى على رأسه و يقول : بسم الله الذي لا إله غيره

الرحمن الرحيم , اللهم أذهب عني الهم و الحزن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 114 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه الطبراني في " الأوسط " ( ص 451 - زوائده نسخة الحرم المكي

) و الخطيب ( 12 / 480 ) عن كثير بن سليم أبي سلمة سمعت # أنسا # به . قلت : و

هذا سند ضعيف جدا من أجل كثير هذا , قال البخاري و أبو حاتم : " منكر الحديث "

. و قال النسائي و الأزدي : " متروك " . و ضعفه غيرهم . و الحديث أورده السيوطي

في " الجامع " عن الخطيب و لم يتعقبه الشارح بشيء . و قد وجدت له طريقا آخر ,

رواه ابن السني ( رقم 110 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 301 ) عن سلامة عن

زيد العمي عن معاوية بن قرة عن أنس . و هذا موضوع , سلامة هو الطويل كذاب .

661 " كنت أول النبيين في الخلق , و آخرهم في البعث , [ فبدأ بي قبلهم ] " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 115 ) :

$ ضعيف $ . رواه تمام في " فوائده " ( 8 / 126 / 1 ) و أبو نعيم في " الدلائل "

( ص 6 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( 3 / 93 / 1 ) من طريق سعيد بن بشير : حدثنا

قتادة عن الحسن عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف , و له علتان :

الأولى : عنعنة الحسن . الثانية : سعيد بن بشير , قال الحافظ : " ضعيف " . و

خالفه أبو هلال فقال : عن قتادة مرسلا , فلم يذكر فيه الحسن عن أبي هريرة .

أخرجه ابن سعد ( 1 / 149 ) . و الحديث أورده ابن كثير من رواية ابن أبي حاتم من

الوجه الأول , و فيه الزيادة التي بين القوسين [ ] , ثم قال ابن كثير : " سعيد

بن بشير فيه ضعف , و قد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به مرسلا , و هو أشبه

, و رواه بعضهم عن قتادة موقوفا " . و عزاه المناوي لابن لال و الديلمي كلهم من

حديث سعيد بن بشير به , ثم قال : " و سعيد بن بشير ضعفه ابن معين و غيره " .

قلت : و في ترجمته أورد الذهبي هذا الحديث من غرائبه ! و يغني عن هذا الحديث

قوله صلى الله عليه و آله وسلم : " كنت نبيا و آدم بين الروح و الجسد " . رواه

أحمد في " السنة " ( ص 111 ) عن ميسرة الفجر . و سنده صحيح , و لكن لا دلالة

فيه و لا في الذي قبله على أن النبي صلى الله عليه وسلم أول خلق الله تعالى ,

خلافا لما يظن البعض . و هذا ظاهر بأدنى تأمل .

662 " صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي , القدرية و المرجئة . قلت يا رسول الله :

ما المرجئة ? قال : قوم يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل . قلت : ما القدرية ?

قال : الذين يقولون المشيئة إلينا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 115 ) :

$ موضوع بهذا التمام $ . رواه الخطيب في " المتشابه في الرسم " ( 144 / 1 ) عن

الحسن بن سعيد المطوعي : أخبرنا عبدان العسكري حدثنا الحسن بن علي بن بحر

أخبرنا إسماعيل بن داود الجزري : أخبرنا أبو عمران الموصلي عن # أنس # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد موضوع , أبو عمران اسمه سعيد بن ميسرة , قال البخاري : "

منكر الحديث " . و قال ابن حبان ( 1 / 313 ) : " يقال إنه لم ير أنسا . و كان

يروي عنه الموضوعات التي لا تشبه أحاديثه , كأنه كان يروي عن أنس عن النبي صلى

الله عليه وسلم ما يسمع القصاص يذكرونه في القصص " . و قال الحاكم : " روى عن

أنس موضوعات " . و كذبه يحيى القطان . و بقية الرواة لم أعرف منهم غير عبدان .

و الحديث أورد السيوطي شطره الأول في " الجامع " دون قوله : " قلت : يا رسول

الله ........ " . و عزاه لأبي نعيم في " الحلية " عن أنس , و الطبراني في "

الأوسط " عن واثلة و عن جابر , و هو في " الحلية " ( 9 / 254 ) من طريق عبد

الحكم بن ميسرة : حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعا . و هذا سند ضعيف

: عبد الحكم هذا ضعفه الدارقطني فقال : " يحدث بما لا يتابع عليه " . و ذكره

النسائي في " كتاب الضعفاء " كما في " اللسان " . و لم أره في " ضعفاء النسائي

" المطبوع في الهند . و الله أعلم . و في حديث واثلة عند الطبراني محمد بن محصن

و هو متهم : و في حديث جابر عنده بحر بن كنيز السقاء , و هو متروك انظر "

المجمع " ( 7 / 206 ) .

663 " لا راحة للمؤمن دون لقاء الله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 116 ) :

$ لا أصل له مرفوعا $ . و إنما رواه الإمام أحمد في " الزهد " ( ص 156 ) من

طريق إبراهيم قال : قال # عبد الله # فذكره . و هذا إسناد رجاله ثقات كلهم و

ظاهره الانقطاع بين إبراهيم , و هو النخعي و عبد الله و هو ابن مسعود , لكن قال

الحافظ أبو سعيد العلائي في النخعي : " هو مكثر من الإرسال , و جماعة من الأئمة

صححوا مراسيله , و خص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود " . قلت : و ذلك لما

رواه الأعمش قال : قلت لإبراهيم : أسند لي عن ابن مسعود . فقال إبراهيم : إذا

حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت , و إذا قلت : " قال عبد الله " فهو

عن غير واحد عن عبد الله " . ذكره في " التهذيب " . فمثل هذا الإسناد يمكن

تحسينه . و الله أعلم . و قال السيوطي في " الدرر " : " أورده في " الفردوس "

عن أبي هريرة مرفوعا و لم يسنده " . ثم رأيته في " حديث أبي الحسن الأخميمي " (

2 / 63 / 1 ) من طريق سفيان الثوري عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال : قال عبد

الله بن مسعود : " ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله , فمن كانت راحته في لقاء

الله عز وجل فكأن قد " . فهذه طريق أخرى موقوفة على ابن مسعود , فهو عنه صحيح

إن شاء الله تعالى .

664 " من كنوز البر كتمان المصائب , و ما صبر من بث " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 117 ) :

$ موضوع $ . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 42 ) عن داود بن المحبر :

حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي : حدثنا عبد الله بن الأسود الأصبهاني عن #

أنس بن مالك # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع , أورده أبو نعيم في ترجمة عبد

الله بن الأسود هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , لكن عنبسة و داود كلاهما

كذاب , فأحدهما آفته .

665 " الصدقة تمنع ميتة السوء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 117 ) :

$ ضعيف $ . رواه أبو عبد الله القاضي الفلاكي في " فوائده " ( 87 / 2 ) :

أخبرنا عمر بن القاسم المقري : أخبرنا القاسم بن أحمد الملطي : حدثنا لوين :

حدثنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا

إسناد موضوع , المتهم به الملطي هذا و هو القاسم بن إبراهيم , و ما في الأصل "

ابن أحمد " خطأ , فإن الذي يروي عن لوين و عنه عمر بن القاسم هو القاسم بن

إبراهيم و هو كذاب , و بقية رجال الإسناد ثقات معروفون , غير عمر بن القاسم

المقري و هو صدوق كما قال الخطيب ( 11 / 269 ) . و الحديث عزاه في " الجامع "

للقضاعي عن أبي هريرة , و قال شارحه المناوي : " قال ابن حجر : فيه من لا يعرف

, و به يرد قول العامري : صحيح " . قلت : و لعل تصحيح العامري من أجل شاهده

الذي أخرجه الترمذي ( 2 / 23 ) عن أنس مرفوعا بلفظ " تدفع " و قال : " غريب " .

قلت : و فيه عبد الله بن عيسى الخزاز , قال النسائي : " ليس بثقة " . فلا يصلح

إذن حديثه للشواهد . و سيأتي إن شاء الله .

666 " حاكوا الباعة فإنه لا ذمة لهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 117 ) :

$ لا أصل له بهذا اللفظ $ . غير أن الحافظ ابن حجر قال : " ورد بسند ضعيف , لكن

بلفظ : ( ماكسوا الباعة فإنه لا خلاق لهم ) " . قال : و ورد بسند قوي عن الثوري

أنه قال : كان يقال : و ذكره " . كذا في " المقاصد الحسنة " للسخاوي ( ص 179 )

.

667 " غبن المسترسل حرام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 118 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه الطبراني في " الكبير " عن # أبي أمامة # مرفوعا . قال

الهيثمي ( 4 / 76 ) : " و فيه موسى بن عمير الأعمى , و هو ضعيف جدا " . و لهذا

قال في " المقاصد " : " و سنده ضعيف جدا " . و زاد عليه في " كشف الخفاء " ( 1

/ 342 ) : " و رواه أحمد بلفظ : ما زاد التاجر على المسترسل فهو ربا " . قلت :

لم أره في " المسند " , و لم يعزه إليه الهيثمي , و هو على شرطه . فالله أعلم .

و موسى هذا قال الحافظ : " متروك و قد كذبه أبو حاتم " و في الميزان " : " قال

أبو حاتم : ذاهب الحديث كذاب . و قال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابعه عليه

الثقات " . ثم ساق الذهبي أحاديث , هذا أحدها . و قد روى الحديث البيهقي في "

سننه " ( 5 / 348 - 349 ) من هذا الوجه بنحوه ثم قال : " موسى بن عمير تكلموا

فيه , و قد روي معناه عن يعيش بن هشام القرقساني عن مالك , و اختلف عليه في

إسناده , و هو أضعف من هذا " . قلت : يعني الحديث الآتي : " غبن المسترسل ربا "

.

668 " غبن المسترسل ربا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 118 ) :

$ باطل $ . رواه البيهقي ( 5 / 349 ) عن يعيش بن هشام عن مالك عن جعفر بن محمد

عن أبيه عن # جابر # مرفوعا . و عنه عن مالك عن الزهري عن # أنس # مرفوعا . و

عنه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن # علي # مرفوعا . و ضعفه البيهقي جدا كما سبق

في الذي قبله . و علته يعيش هذا , ضعفه ابن عساكر كما في " الميزان " و كذا

الدارقطني فإنه قال - بعد أن أورد له في " غرائب مالك " هذا الحديث - : " هذا

باطل بهذا الإسناد , و من دون مالك ضعفاء " . و قال في موضع آخر : " مجهولون "

كما في " اللسان " . و منه تعلم أن قول الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (

2 / 72 - 73 ) : " رواه الطبراني من حديث أبي أمامة بسند ضعيف , و البيهقي من

حديث جابر بسند جيد , و قال : ( ربا ) بدل ( حرام ) " . قلت : فهو غير مسلم في

الحديثين , أما الأول فلما سبق من شدة ضعفه , و أما الثاني فلقول الحافظ

الدارقطني : إنه باطل من هذا الوجه . فمن أين له الجودة ?! .

669 " عليكم بالعمائم فإنها سيما الملائكة , و أرخوها خلف ظهوركم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 119 ) :

$ منكر $ . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 201 / 1 ) من طريق محمد بن

الفرج المصري : حدثنا عيسى بن يونس عن مالك بن مغول عن نافع عن # ابن عمر #

مرفوعا . و أورده الذهبي بإسناده إلى الطبراني , ذكره في ترجمة محمد بن الفرج

هذا و قال : " أتى بخبر منكر " . ثم ساقه . و أقره الحافظ في " اللسان " . و

عيسى بن يونس ليس هو ابن أبي إسحق السبيعي , بل هو عيسى بن يونس الرملي , و

كلاهما ثقة . و قول المناوي عن الدارقطني : " ضعيف " فمن الظاهر أنه عنى رجلا

آخر غير الرملي , و الظاهر عندي ما ذكرته . و الله أعلم . و الحديث خولف فيه

محمد بن الفرج , فرواه ابن عدي ( 29 / 1 ) عن يعقوب بن كعب : حدثنا عيسى بن

يونس عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة مرفوعا . قلت : و هذا أصح

فإن يعقوب بن كعب و هو الحلبي ثقة , فروايته مقدمة على رواية ابن الفرج المجهول

, لكن الأحوص بن حكيم ضعيف من قبل حفظه , فهو علة هذه الطريق . و الحديث عزاه

السيوطي للبيهقي في " الشعب " عن عبادة قال المناوي : " و كذا رواه ابن عدي

كلاهما من حديث الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة قال الزين العراقي في

" شرح الترمذي " : و الأحوص ضعيف " . و الحديث ضعفه السخاوي في " المقاصد " في

أحاديث ذكرها في فضل العمامة , قال : " و كله ضعيف , و بعضه أوهى من بعض " .

670 " لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت فضول الأغنياء فقسمتها على فقراء

المهاجرين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 119 ) :

$ لا أصل له مرفوعا $ . و إنما روي عن عمر , فقال ابن حزم في " المحلى " ( 6 /

158 ) " و روينا من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي

ثابت عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال : قال # عمر بن الخطاب # رضي الله تعالى عنه

: فذكره , و قال ابن حزم : و هذا إسناد في غاية الصحة و الجلالة " . و أقول :

كلا فإن من شروط الإسناد الصحيح أن يخلو من علة قادحة . و هذا ليس كذلك , فإن

حبيب بن أبي ثابت على جلالة قدره قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : " كان

كثير الإرسال و التدليس " ! و أورده في " طبقات المدلسين " في الطبقة الثالثة و

هي في " من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه

بالسماع ..... " فقال ( ص 12 ) : " تابعي مشهور يكثر التدليس , وصفه بذلك ابن

خزيمة و الدارقطني و غيرهما , و نقل أبو بكر بن عياش عن الأعمش عنه أنه كان

يقول : " لو أن رجلا حدثني عنك , ما باليت أن رويته عنك " . يعني و أسقطه من

الوسط " . فمثله لا يحتج بروايته , إلا إذا صرح بالتحديث . و هو في هذه الرواية

قد عنعن فهي مردودة .

671 " ذاكر الله في الغافلين مثل الذي يقاتل عن الفارين , و ذاكر الله في الغافلين

مثل الشجرة الخضراء في وسط الشجر الذي قد تحات ورقه من الضريب . ( قال يحيى بن

سليم : يعني بـ " الضريب " البرد الشديد ) , و ذاكر الله في الغافلين يغفر له

بعدد كل فصيح و أعجم . ( قال : فالفصيح بنو آدم , و الأعجم البهائم ) , و ذاكر

الله في الغافلين يعرفه الله عز وجل مقعده من الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 120 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 96 / 1 - 2 ) : حدثنا يحيى بن

سليم الطائفي قال : سمعت عمران بن مسلم و عباد بن كثير يحدثان عن عبد الله بن

دينار عن # عبد الله بن عمر # مرفوعا . و كذلك رواه الخطابي في " غريب الحديث "

( 1 / 8 / 2 ) و الحافظ ابن عساكر في " فضيلة ذكر الله عز وجل " ( 94 / 2 مجموع

24 ) من طريق أخرى عن الطائفي به , إلا أنه أسقط من إسناده عباد بن كثير , ثم

قال : " هذا حديث غريب " . و رواه أبو نعيم ( 6 / 181 ) من طريق الحسن بن عرفة

, و إلى أبي نعيم فقط عزاه السيوطي في " الجامع " , فلو عزاه إلى ابن عرفة كان

أولى , قال الشارح : " و كذا رواه البيهقي في " الشعب " عن ابن عمر , قال

الحافظ العراقي : سنده ضعيف , أي و ذلك لأن فيه عمران بن مسلم القصير , قال في

" الميزان " : قال البخاري : منكر الحديث . ثم أورد له هذا الخبر " . قلت :

الذهبي إنما أورد الحديث في ترجمة " عمران بن مسلم " الذي قبل ترجمة " عمران بن

مسلم القصير " , و هذا قد روى عنه البخاري في " صحيحه " , و الأول قال فيه : "

منكر الحديث " . فهذا دليل على أنه فرق بينهما , و كذا فرق بينهما جماعة ,

فعليه جرى الذهبي . و قول البخاري فيه " منكر الحديث " يشير إلى أنه ضعيف جدا ,

و لا يفيده متابعة عباد بن كثير , فإنه متهم كما سبق مرارا . و كذلك لا يعطيه

شيئا من القوة الشاهد الذي ذكره السيوطي قبله , لشدة ضعفه و هو الآتي : " ذاكر

الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين " .

672 " ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 121 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه الطبراني ( 3 / 49 / 2 ) و عنه أبو نعيم ( 4 / 268 ) عن

الواقدي قال : حدثنا هشام بن سعد عن محصن بن علي عن عون بن عبد الله بن عتبة عن

أبيه عن # ابن مسعود # مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث عون متصلا

مرفوعا لم يروه عنه إلا محصن و لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . قلت : و هذا سند

موضوع , الواقدي متهم بالكذب كما سبق مرارا , و محصن بن علي مجهول . لكن قال

الهيثمي ( 10 / 80 - 81 ) بعد أن ساقه عن ابن مسعود : " رواه الطبراني " الكبير

" و " الأوسط " و البزار و رجال " الأوسط " وثقوا " . و أستبعد جدا أن يقول هذا

في سند " الأوسط " و فيه أيضا الواقدي , فالظاهر أنه ليس في سنده الواقدي , و

لكن يشكل عليه قول أبي نعيم السابق : " و لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . فلعله

- أعني أبا نعيم - لم يسمعه من الطبراني من الطريق الثاني . و الله أعلم . ثم

رأيته في " زوائد البزار " ( ص 295 ) من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء عن

محصن بن علي به نحوه . و قال : " لا نعلمه يروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد

" . قلت : و إبراهيم هذا هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي متروك . و قد رأيت

الحديث في " الزهد " ( ص 328 ) للإمام أحمد رواه بإسناد حسن عن حسان بن أبي

سنان قال : فذكره موقوفا عليه . فلعل هذا هو أصل الحديث موقوف , فرفعه بعض

الرواة خطأ . و الله أعلم .

673 " قسم من الله عز وجل : لا يدخل الجنة بخيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 121 ) :

$ موضوع $ . رواه تمام في " فوائده " ( 2 / 60 / 1 من مجموع الظاهرية رقم 93 )

و عنه ابن عساكر ( 16 / 203 / 1 ) من طريق محمد بن زكريا الغلابي : حدثنا

العباس بن بكار : حدثنا أبو بكر الهذلي عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا . و

قال ابن عساكر : " غريب جدا و الغلابي ضعيف " . قلت : بل موضوع , و الغلابي يضع

الحديث كما قال الدارقطني . و أبو بكر الهذلي ضعيف جدا , قال ابن معين و غيره :

" لم يكن بثقة " . و الحديث أورده " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر عن ابن

عباس , و هو قصور بين , و لم يتكلم عليه شارحه بشيء .

674 " المغبون لا محمود و لا مأجور " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 123 ) :

$ ضعيف $ . و له طريقان : الأول : عن علي , أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 4 /

212 ) عن أبي القاسم الأبندوني عن أحمد بن طاهر بن عبد الرحمن أبي الحسن

البغدادي بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن # علي # , و قال الخطيب : "

سمعت الأبندوني و قد سئل عن حال شيخه هذا ? فقال : لو قيل [ له ] حدثكم أبو بكر

الصديق , لقال نعم , و ضعفه " . و له عنه طريق آخر , أخرجه البغوي في " حديث

كامل بن طلحة " ( 2 / 2 ) و أبو حفص الكتاني في " جزء من حديثه " ( 41 / 2 ) و

أبو القاسم السمرقندي في " ما قرب سنده " ( 4 / 1 ) و عنه ابن عساكر في "

تاريخه " ( 4 / 265 / 1 ) و الشيخ علي بن الحسن العبدي في " جزئه " ( 156 - 157

) و ابن عساكر أيضا ( 4 / 265 / 1 ) و ( 5 / 6 / 1 ) كلهم من طريق أبي هاشم

القناد البصري عن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه مرفوعا . و هكذا أخرجه

الخطيب ( 4 / 180 ) و كذا أبو يعلى إلا أنه لم يقل : " عن أبيه " فهو عنده من

مسند الحسن بن علي كما ذكره الهيثمي ( 4 / 75 - 76 ) و من قبله الذهبي في ترجمة

أبي هشام هذا من كنى " الميزان " و قال : " لا يعرف , و خبره منكر " . ثم ساق

هذا الحديث , و أقره الحافظ العراقي ( 2 / 73 ) . الثاني : عن الحسن بن علي رضي

الله عنهما . أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 1 / 152 ) و الطبراني

( 1 / 272 / 2 ) عن طلحة بن كامل عن محمد بن هشام عن عبد الله بن الحسن بن

الحسن عن أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و رجاله موثقون غير محمد بن هشام فلم

أعرفه , و يحتمل أن يكون هو محمد بن هشام بن عروة , فإن يكن هو , فهو مجهول ,

ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 116 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قال

الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني : " و فيه محمد بن هشام , و الظاهر أنه محمد بن

هشام بن عروة , و ليس في " الميزان " أحد يقال له محمد بن هشام ضعيف , و بقية

رجاله ثقات " . قلت : ثم رأيته في " تاريخ ابن عساكر " ( 15 / 185 / 2 ) من هذا

الوجه و قال : " محمد بن هشام القناد " . فهذا يبين أنه غير ابن عروة , و لكن

القناد هذا لم أعرفه , و يحتمل احتمالا قويا أنه هو أبو هشام القناد البصري

المتقدم , فيستفاد منه أن اسمه محمد بن هشام , و هذا مما لم يذكروه في ترجمته .

و الله أعلم .

675 " أتاني جبريل فقال : يا محمد ماكس عن درهمك , فإن المغبون لا مأجور و لا محمود

" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 122 ) :

$ لا أصل له بهذا التمام $ . قال السخاوي : " رواه الديلمي في " مسند الفردوس "

بلا سند عن # أنس # " . و الشطر الأخير منه ضعيف و هو الذي قبله .

676 " من ساء خلقه من الرقيق و الدواب و الصبيان فاقرءوا في أذنيه *( أفغير دين

الله يبغون )* الآية " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 123 ) :

$ موضوع $ . رواه أبو الفضل الهمداني في آخر " مجلس من حديث أبي الشيخ " ( 66 /

1 ) و ابن عساكر ( 5 / 122 / 2 ) عن أبي خلف عن # أنس بن مالك # مرفوعا . قلت :

و هذا إسناد موضوع , قال الذهبي : " أبو خلف الأعمى عن أنس كذبه يحيى بن معين ,

و قال أبو حاتم : منكر الحديث " . و الحديث رواه ابن السني ( رقم 504 ) عن

المنهال بن عيسى : حدثنا يونس بن عبيد قال : فذكره مختصرا نحوه موقوفا عليه . و

لذلك قال الحافظ : " هو خبر مقطوع و المنهال قال أبو حاتم : مجهول , و قد وجدته

عن ابن عباس . أخرجه الثعلبي ( في التفسير ) " . و لم يذكر الحافظ إسناده

بتمامه لينظر فيه . و قد نقلت كلامه عن " شرح الأذكار " ( 5 / 152 ) .

677 " ابن آدم ! عندك ما يكفيك و أنت تطلب ما يطغيك . ابن آدم ! لا من قليل تقنع ,

و لا من كثير تشبع . ابن آدم ! إذا أصبحت معافى في جسدك , آمنا في سربك , عندك

قوت يومك فعلى الدنيا العفاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 123 ) :

$ موضوع $ . رواه أبو نعيم ( 6 / 98 ) و الخطيب ( 12 / 72 ) و كذا ابن السني في

" القناعة " ( 3 / 2 ) و ابن عساكر ( 5 / 263 / 2 ) عن أبي بكر الداهري :

أخبرنا ثور بن يزيد عن خالد ابن مهاجر عن # ابن عمر # مرفوعا . قلت : و هذا

موضوع , أبو بكر الداهري . قال الذهبي في الكنى : " ليس بثقة و لا مأمون " . و

قال الجوزجاني : " كذاب " . و قال العقيلي : " لا يقيم الحديث , و يحدث ببواطيل

عن الثقات " . و قال أبو نعيم : " روى عن إسماعيل بن أبي خالد و الأعمش

الموضوعات " . و الحديث عزاه السيوطي لابن عدي و البيهقي في " الشعب " فتعقبه

المناوي بقوله : " و نقله عن ابن عدي و سكوته عليه يوهم أنه خرجه و سلمه , و

الأمر بخلافه بل قال : أبو بكر الداهري كذاب متروك , و قال الذهبي : متهم

بالوضع . و هكذا هو في " شعب البيهقي " . و ذكر نحوه الحافظ ابن حجر , فكان

ينبغي حذفه " . و قال الحافظ الهيثمي ( 10 / 289 ) : " رواه الطبراني في "

الأوسط " عن ابن عمر . و فيه أبو بكر الداهري و هو ضعيف " !

678 " نهى أن تحلق المرأة رأسها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 124 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه النسائي ( 2 / 276 ) و الترمذي ( 1 / 172 ) و تمام في "

الفوائد " ( رقم 2274 - نسختي ) و عبد الغني المقدسي في " السنن " ( ق 174 / 2

) من طرق عن همام عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن # علي # قال : فذكره مرفوعا .

ثم رواه الترمذي من طريق أبي داود الطيالسي عن همام نحوه , و لم يذكر فيه عن

علي . و قال : " حديث علي فيه اضطراب , و روي عن حماد بن سلمة عن قتادة عن

عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى ...... " . قلت : و الاضطراب المذكور

إنما هو من همام , فكان تارة يجعله من مسند علي , و تارة من مسند عائشة , و هذا

أصح , لمتابعة حماد عليه كما ذكره الترمذي . و قال عبد الحق : في " أحكامه "

بعد أن ذكره من الوجه الأول عنه : " و خالفه هشام الدستوائي و حماد بن سلمة ,

فروياه عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا " . قلت : و هذا ظاهره أنه

لم يذكر عائشة في إسناده أصلا , و عليه فهو وجه آخر من الاضطراب الذي أشار إليه

الترمذي . و على الوجه الثاني فهو منقطع . لأن قتادة لم يسمع من عائشة فهذا

الاضطراب يمنع من تقوية الحديث , و لذلك لم يحسنه الترمذي , مع ما عرف به من

التساهل . و لا يقويه ما أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 389 / 1 - منتخبه )

عن معلى بن عبد الرحمن : حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن هشام بن عروة عن أبيه عن

عائشة به , لأن المعلى هذا شديد الضعف , و من طريقه أخرجه البزار في " مسنده "

و قال : " روى عن عبد الحميد أحاديث لم يتابع عليها , و لا نعلم أحدا تابعه على

هذا الحديث " . ذكره في " نصب الراية " ( 3 / 95 ) . و قال الهيثمي في " المجمع

" ( 3 / 263 ) : " رواه البزار , و فيه معلى بن عبد الرحمن و قد اعترف بالوضع .

و قال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به " ! قلت : هذا رجاء ضائع بعد اعترافه

بالوضع , و قد قال فيه الدارقطني : " ضعيف كذاب " . و قال أبو حاتم : " متروك

الحديث " . و ذهب ابن المديني إلى أنه كان يضع الحديث . و قال أبو زرعة : "

ذاهب الحديث " كما في " الميزان " . فهذه النقول عن هؤلاء الأئمة الفحول , دليل

على أن ابن عدي و غيره ممن أثنى عليه لم يعرفه . و روى البزار أيضا قال : حدثنا

عبد الله بن يوسف الثقفي : حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة : حدثنا أبي عن وهب

بن عمير قال : سمعت عثمان يقول : فذكره مرفوعا و قال : " وهب بن عمير لا نعلمه

روى غير هذا الحديث , و لا نعلم حدث عنه إلا عطاء بن أبي ميمونة , و روح ليس

بالقوي " . قلت : روح قال فيه أحمد : " منكر الحديث " . و ضعفه ابن معين . و

أما ابن عدي فقال : ما أرى برواياته بأسا . و وهب ابن عمير , أورده ابن أبي

حاتم ( 4 / 2 / 24 ) من رواية عطاء عنه عن عثمان و لم يذكر فيه جرحا و لا

تعديلا . فهو مجهول . و عبد الله بن يوسف الثقفي لم أعرفه , فهو إسناد مظلم , و

لذلك فلم ينشرح القلب لتقوية الحديث بمثله . و الله أعلم .

679 " إذا كان يوم عرفة , إن الله ينزل إلى السماء الدنيا . فيباهي بهم الملائكة

فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق , أشهدكم أني قد

غفرت لهم , فتقول الملائكة : يا رب فلان كان يرهق , و فلان و فلانة , قال :

يقول الله عز وجل : قد غفرت لهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما من

يوم أكثر عتيق من النار من يوم عرفة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 125 ) :

$ ضعيف $ . رواه ابن منده في " التوحيد " ( 147 / 1 ) و أبو الفرج الثقفي في "

الفوائد " ( 78 / 2 و 92 / 1 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 221 / 1 مخطوط

و 7 / 159 - طبع المكتب الإسلامي ) عن مرزوق مولى أبي طلحة : حدثني أبو الزبير

عن # جابر # مرفوعا . و قال ابن منده : " هذا إسناد متصل حسن من رسم النسائي ,

و مرزوق روى عنه الثوري و غيره , و رواه أبو كامل الجحدري عن عاصم بن هلال عن

أيوب عن أبي الزبير عن جابر , و محمد بن مروان عن هشام عن أبي الزبير عن جابر "

. و قال الثقفي : " إسناد صحيح متصل , و رجاله ثقات أثبات , مرزوق هذا هو أبو

بكر مرزوق مولى طلحة بن عبد الرحمن الباهلي ثقة . روى عنه الثوري و أبو داود

الطيالسي و غيرهم من الأئمة " . قلت : لكن قال ابن حبان في " الثقات " : "

يخطيء " . و قال ابن خزيمة " أنا بريء من عهدته " . و قد خولف في بعض سياقه ,

رواه محمد بن مروان العقيلي : حدثنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر به

بلفظ : " ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذي الحجة , قال : فقال رجل : يا رسول

الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ? قال : هن أفضل من عدتهن جهادا في

سبيل الله , و ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة , ينزل الله تبارك إلى

السماء الدنيا , فيباهي بأهل الأرض أهل السماء , فيقول : انظروا إلى عبادي ,

جاؤوا شعثا غبرا , ضاحين , جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي , و لم يروا عذابي

, فلم ير يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة " . أخرجه أبو يعلى في " مسنده "

( ق 116 / 2 ) و ابن حبان ( 1006 ) و البزار أيضا كما في " الترغيب " ( 2 / 126

) و " مجمع الزوائد ( 3 / 253 ) و قال : " و فيه محمد بن مروان العقيلي وثقه

ابن معين , و ابن حبان , و فيه بعض كلام , و بقية رجاله رجال الصحيح " . و قال

الحافظ في ترجمة العقيلي هذا : " صدوق له أوهام " . قلت : إنما علة الحديث أبو

الزبير , فإنه مدلس , و قد عنعنه في جميع الطرق عنه . قال الحافظ : " صدوق ,

إلا أنه يدلس " . و قال الذهبي : " و أما ابن حزم فإنه يرد من حديثه ما يقول

فيه : عن جابر , و نحوه , لأنه عندهم ممن يدلس ..... و في " صحيح مسلم " عدة

أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع من جابر ..... ففي القلب منها شيء "

. و الحديث رواه ابن خزيمة أيضا و البيهقي باللفظ الأول كما في " الترغيب " .

نعم قد صح من الحديث مباهاة الله ملائكته بأهل عرفة , و قوله : " انظروا إلى

عبادي جاؤوني شعثا غبرا " من حديث أبي هريرة و ابن عمرو و عائشة , و هي في "

الترغيب " ( 2 / 128 - 129 ) و قد خرجت حديث عائشة في " الصحيحة " ( 2551 ) .

680 " إن لإبليس مردة من الشياطين يقول لهم : عليكم بالحجاج و المجاهدين فأضلوهم عن

السبيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 126 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه الطبراني ( 3 / 119 / 2 ) و ابن شاهين في " رباعياته " (

187 / 2 ) و زاهر الشحامي في " السباعيات " ( 8 / 18 / 1 ) و ابن عساكر في

التجريد " ( 19 / 1 ) عن نافع أبي هرمز مولى يوسف بن عبد الله السلمي عن # أنس

# مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . نافع هذا قال أبو حاتم : " متروك

الحديث " و قال البخاري : " منكر الحديث " , و قد قيل : إنه نافع بن هرمز , و

قيل إنه غيره , و في ترجمة ابن هرمز ساق الذهبي هذا الحديث و الله أعلم . و

أيهما كان فهو ضعيف جدا , و ابن هرمز كذبه ابن معين . و الحديث أورده الهيثمي

في " المجمع " ( 3 / 215 ) ثم السيوطي في " الجامع " عن ابن عباس رواية

الطبراني في " الكبير " و قال الهيثمي : " و فيه نافع بن هرمز أبو هرمز و هو

ضعيف " . قلت : و لم ينفرد به فقد رواه ابن عساكر ( 15 / 1 ) من طريق جبارة بن

مغلس : أخبرنا كثير بن سليم عن أنس به . قلت : و هذا سند واه جدا , كثير بن

سليم و هو الأيلي ضعفوه , بل قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال النسائي :

" متروك " . و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 223 ) : " كان ممن يروي عن

أنس ما ليس من حديثه و يضع عليه " . و جبارة بن مغلس ضعيف .

681 " عليكم بالصلاة بين العشاءين , فإنها تذهب بملاغاة أول النهار , و تذهب آخره "

.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 127 ) :

$ موضوع $ . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من رواية إسماعيل بن أبي زياد

الشامي عن الأعمش : حدثنا أبو العلاء العنبري عن # سلمان # مرفوعا . " و

إسماعيل هذا متروك يضع الحديث , قاله الدارقطني . و اسم أبي زياد مسلم , و قد

اختلف فيه على الأعمش " . كذا في " تخريج الإحياء " ( 1 / 309 - 310 ) . و

الحديث مما سود به السيوطي " الجامع الصغير " و قد تعقبه المناوي بكلام الحافظ

العراقي المذكور ثم قال : " فكان ينبغي للمصنف حذفه " !

682 " أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة , و أهل مكة , و أهل الطائف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 127 ) :

$ ضعيف $ . رواه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 129 / 2 ) عن الطبراني :

حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة : حدثنا حرمي

بن عمارة : حدثني سعيد بن المسيب الطائفي عن عبد الملك بن أبي زهير الثقفي أن

حمزة بن عبد الله بن أبي أسماء أخبره أن القاسم بن الحسن الثقفي أخبره أن # عبد

الله بن جعفر # أخبره به مرفوعا . ثم قال : " ذكر ابن أبي حاتم : سعيد بن

السائب الطائفي يروي عن عبد الملك بن أبي زهير . و ذكر حمزة بن عبد الله بن أبي

تيماء الثقفي روى عنه عبد الملك بن أبي زهير " . يعني أن سعيد بن السائب هو

سعيد بن المسيب المذكور في السند بدليل أن ابن أبي حاتم ذكر أنه يروي عن شيخه

في هذا السند عبد الملك بن أبي زهير , و ابن أبي حاتم ذكر ذلك في ترجمة عبد

الملك هذا ( 2 / 2 / 351 ) , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما سعيد

فوثقه ( 2 / 1 / 30 ) . و أما حمزة بن عبد الله بن أبي أسماء فالظاهر أن ابن

أبي تيماء تحرف على بعض الرواة كما يفيده كلام الضياء فيما نقله عن ابن أبي

حاتم , و قد ترجمه ( 1 / 2 / 213 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و أما ابن

حبان فأورده في " الثقات " على قاعدته في توثيق المجهولين باعترافه , فقد أورد

قبل هذه الترجمة بترجمتين رجلا آخر فقال ( 2 / 64 ) : " حمزة شيخ يروي المراسيل

لا أدري من هو " ! ثم قال في حمزة هذا : " حمزة بن عبد الله الثقفي يروي عن

القاسم بن حبيب , روى عنه عبد الملك بن زهير " . كذا وقع فيه : ابن زهير . و

أما القاسم بن حسن الثقفي , فالظاهر أنه الذي في " ثقات ابن حبان " ( 1 / 186 )

: " القاسم بن الحسن يروي عن عثمان بن عفان , روى عنه محمد بن إسحاق " . و

الخلاصة أن الإسناد ضعيف مسلسل بالمجهولين : القاسم هذا , و الراوي عنه حمزة و

عنه عبد الملك بن أبي زهير , فإيراد الضياء له في " المختارة " لا يجعله عندنا

من الأحاديث المختارة , بل هذا يؤيد ما ذكرته مرارا من أن شرطه في هذا الكتاب

قائم على كثير من التساهل من الإغضاء عن جهالة الرواة تارة , و عن ضعفهم تارة

أخرى .

683 " أمان لأهل الأرض من الغرق القوس , و أمان لأهل الأرض من الاختلاف الموالاة

لقريش , قريش أهل الله , فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزب إبليس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 128 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 280 ) و تمام ( 3 / 20 / 2

) و عنه ابن عساكر ( 5 / 379 / 1 ) و الحاكم ( 4 / 75 ) و كذا الطبراني ( 3 /

123 / 2 ) و من طريقه العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( 19 / 2 ) عن

إسحاق بن سعيد بن الأركون : حدثنا خليد بن دعلج عن عطاء بن أبي رباح عن # ابن

عباس # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت

: واه , و في إسناده ضعيفان " . قلت : الأول منهما ابن الأركون هذا . و قال

الذهبي في " الميزان " : " قال الدارقطني : منكر الحديث , و قال أبو حاتم : ليس

بثقة " . و الثاني خليد بن دعلج قال ابن حبان : " كان كثير الخطأ " . و قال

الساجي : " مجمع على تضعيفه " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . و عده

الدارقطني في جماعة المتروكين . فالإسناد ضعيف جدا , و قد اقتصر العراقي على

إعلاله بخليد فقط و هو قصور . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من

طريق أخرى عن خليد و قال ( 1 / 143 ) : " موضوع , خليد ضعفوه , و الراوي عنه

منكر الحديث , و وهب كذاب يضع , و هو المتهم به " . و تعقبه السيوطي في "

اللآلئ " ( 1 / 86 ) بهذه الطريق الخالية من وهب الكذاب فأصاب . ثم ذكر للشطر

الأول منه شاهدا من رواية سعيد بن منصور عن سعيد أن هرقل كتب إلى معاوية يسأله

عن القوس ? فكتب إلى ابن عباس يسأله ? فكتب إليه ابن عباس : " إن القوس أمان

لأهل الأرض من الغرق " . و سكت السيوطي عن إسناده , و هو صحيح , و قد رواه

البخاري أيضا في " الأدب المفرد " ( ص 113 ) و لكن لا يصح عندي شاهدا , لأنه

موقوف , فيحتمل أن يكون مما تلقاه ابن عباس عن أهل الكتاب . و الله أعلم .

684 " إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك , ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر

ما أمر به نجا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 129 ) :

$ ضعيف $ . رواه الترمذي ( 3 / 246 ) و تمام في " الفوائد " ( 1 / 10 / 2 رقم

74 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 316 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 1 / 15

/ 1 ) و السهمي ( 420 ) و ابن عساكر ( 15 / 134 / 2 ) عن نعيم بن حماد : أخبرنا

سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن # أبي هريرة # مرفوعا , و ضعفه

الترمذي بقوله : " غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد " . و قال أبو نعيم

: " تفرد به نعيم " . قلت : و هو ضعيف لكثرة وهمه حتى قال أبو داود : " عنده

نحو عشرين حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل " . قال الذهبي : " و

قد سرد ابن عدي في " الكامل " جملة أحاديث انفرد بها نعيم , منها هذا الحديث "

. قال المناوي : " و أورده ابن الجوزي في " الواهيات " و قال : قال النسائي :

حديث منكر رواه نعيم بن حماد , و ليس بثقة " . قلت : لكنه لم ينفرد به كما

زعموا , فقد وجدت له طريقين آخرين : الأول : عن أبي ذر , أخرجه الهروي ( 14 -

15 ) من طريقين عن محمد بن طفر بن منصور حدثنا محمد بن معاذ حدثنا علي بن خشرم

: حدثنا عيسى بن يونس عن الحجاج بن أبي زياد عن أبي الصديق أو عن أبي نضرة - شك

الحجاج - عن أبي ذر مرفوعا به نحوه أتم منه . قلت : و هذا سند رجاله كلهم ثقات

غير محمد بن طفر هذا فلم أجد من ترجمه , و لعله هو آفة هذا الإسناد النظيف <1>

. الثاني : عن الحسن البصري مرفوعا , أخرجه أبو عمرو الداني في " السنن الواردة

في الفتن " ( 10 / 2 ) عن إبراهيم بن محمد عن ليث بن أبي سليم عن معاوية عن

الحسن به . و هذا سند ضعيف جدا , و فيه علل : 1 - إرسال الحسن , و مراسيله

قالوا : هي كالريح ! 2 - اختلاط ليث بن أبي سليم . 3 - إبراهيم بن محمد إن لم

يكن الأسلمي المتروك فلم أعرفه , لكنه قد توبع كما يأتي . و الحديث سئل عنه

أحمد فلم يعرفه , و حدث به رجل فلم يعرفه . ذكره ابن قدامة في " المنتخب " ( 10

/ 196 ) . ثم رأيت ابن أبي حاتم أورده في " العلل " ( 2 / 429 ) من طريق نعيم

بن حماد , ثم قال : " فسمعت أبي يقول : هذا عندي خطأ رواه جرير و موسى بن أيمن

عن ليث عن معروف عن الحسن عن النبي صلى الله تعالى عليه و آله وسلم مرسل " .

-----------------------------------------------------------

[1] ثم وجدت لابن طفر متابعين , فأخرجت لذلك حديثه هذا في " الصحيحة " ( 2010 )

فراجعه , فإن متنه يختلف عن هذا بعض الشيء . اهـ .

685 " لا صرورة في الإسلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 130 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه أبو داود ( 1729 ) و الحاكم ( 1 / 448 ) و أحمد ( 1 / 312 ) و

الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 128 / 1 ) و الضياء في " المختارة " ( 65

/ 68 / 1 ) من طريق عمر بن عطاء عن عكرمة عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و وافقه

الذهبي ! قلت : و هذا من أوهامهما , فإن عمر هذا هو ابن عطاء بن وراز , و هو

ضعيف اتفاقا , و الذهبي نفسه أورده في " الميزان " و قال : " ضعفه يحيى بن معين

و النسائي و قال أحمد : ليس بقوي " . و هو غير عمر بن عطاء بن أبي الخوار ,

فهذا ثقة , و هو يروي عن ابن عباس مباشرة , فلعل الأول اشتبه عليهما بهذا فصححا

إسناده ! و للحديث شاهد مجهول , أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 79

/ 1 ) عن كلاب بن علي الوحيدي - من بني عامر - عن ابن جبير بن مطعم عن أبي

مرفوعا به دون قوله " في الإسلام " . و كلاب هذا مجهول كما قال الذهبي و

العسقلاني .

686 " اللهم واقية كواقية الوليد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 131 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 371 - بتحقيقي ) و ابن عدي في "

الكامل " ( ق 11 / 1 ) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك : حدثنا إسماعيل بن عياش

عن يحيى بن سعيد عن سالم عن # ابن عمر # قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم

يقول ........ " فذكره و قال : " لا يحدث به عن يحيى غير ابن عياش " . قلت : و

هو شامي ضعيف في غير روايته عن الشاميين , و هذا منه , و ابن الضحاك كذاب . لكن

الظاهر أنه روي من غير طريقه , فقد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 182 )

بهذا اللفظ و قال : " قال أبو يعلى : يعني المولود . كذا فسر لنا , رواه أبو

يعلى , و فيه راو لم يسم , و بقية رجاله ثقات " . ثم وقفت على إسناد أبي يعلى

في " مسنده " ( 3 / 1333 ) : حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الحيري : أخبرنا

سفيان : أخبرنا شيخ من أهل المدينة عن سالم به . لكن الحيري هذا لم أعرفه ,

فلعله في " ثقات ابن حبان " .

687 " اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة , لقمان الحكيم , و

النجاشي , و بلال المؤذن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 131 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 170 ) و الطبراني ( 3 / 123

/ 2 ) و عنه ابن عساكر ( 3 / 232 / 2 ) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي :

أخبرنا أبي بن سفيان المقدسي عن خليفة بن سلام عن عطاء بن أبي رباح عن # ابن

عباس # مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف جدا أبي بن سفيان قال ابن حبان : " كان يقلب

الأخبار , و أكثر روايته عن الضعفاء " . قال البخاري : " لا يكتب حديثه " . و

قال الدارقطني : " ضعيف له مناكير " . و الحديث ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات

" من رواية ابن حبان و قال ابن الجوزي : ( 2 / 232 ) : " لا يصح , و المتهم به

أبين كان يقلب الأخبار , و عثمان لا يحتج به " . قلت : عثمان صدوق , و إنما ضعف

لروايته عن الضعفاء , و هذا لا يقدح فيه , و قد وثقه ابن معين , و علة الحديث

أبين هذا و إعلال ابن الجوزي له بعثمان أيضا قد تبع فيه ابن حبان , فقد قال عقب

الحديث : " و عثمان بن عبد الرحمن قد تبرأت من عهدته , هذا متن باطل لا أصل له

" . ثم ذكر السيوطي شاهدا من حديث واثلة بن الأسقع , أخرجه الحاكم ( 4 / 284 )

لكن ليس فيه الأمر باتخاذ السودان , و لا أنهم من سادات أهل الجنة , و ذكر

مهجعا بدل النجاشي . فهو شاهد قاصر . و يعارض هذا الحديث أحاديث رويت في ذم

السودان يأتي بعضها , فانظر الأرقام ( 726 و 727 , 3218 ) .

688 " أوحى الله عز وجل إلى داود النبي صلى الله عليه وسلم : يا داود ! ما من عبد

يعتصم بي دون خلقي , أعرف ذلك من نيته , فتكيده السموات بمن فيها إلا جعلت له

من بين ذلك مخرجا , و ما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف منه نيته إلا قطعت

أسباب السماء بين يديه و أرسخت الهوى من تحت قدميه , و ما من عبد يطيعني إلا و

أنا معطيه قبل أن يسألني , و غافر له قبل أن يستغفرني " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 132 ) :

$ موضوع $ . أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( 5 / 58 / 2 ) من طريق يوسف بن

السفر عن الأوزاعي عن الزهري عن عبد الرحمن بن # كعب بن مالك # عن أبيه مرفوعا

. قلت : و هذا موضوع , المتهم به ابن السفر , فإنه ممن يضع الحديث كما تقدم . و

لعله من الإسرائيليات التي تلقاها كعب بن مالك عن بعض مسلمة أهل الكتاب , ثم

نسبه هذا الكذاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . و الحديث عزاه السيوطي في

" الجامع " لابن عساكر وحده . و هذا قصور واضح , و لم يتكلم عليه شارحه المناوي

بشيء .

689 " زين الصلاة الحذاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 132 ) :

$ موضوع $ . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 292 / 1 ) : أخبرنا أبو يعلى قال :

حدثنا يحيى بن أيوب : أخبرنا محمد بن الحجاج اللخمي : حدثنا عبد الملك بن عمير

عن النزال بن سبرة عن # علي # مرفوعا . و قال : " هذا ليس له أصل عن عبد الملك

بن عمير , و هو مما وضعه محمد بن الحجاج على عبد الملك " . قلت : و من طريقه

رواه تمام في " الفوائد " ( 138 / 2 ) . و ابن الحجاج هذا هو صاحب حديث الهريسة

, و قد روى ابن عدي تكذيبه عن جماعة من الأئمة , و لهذا فقد أساء السيوطي

بإيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير " من رواية أبي يعلى , قال المناوي في

" شرحه " : " و قال الهيثمي : فيه محمد بن الحجاج اللخمي و هو كذاب . انتهى .

فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب " . و حديث الهريسة المشار إليه هو الآتي :

" أطعمني جبريل الهريسة من الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل " .

690 " أطعمني جبريل الهريسة من الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 133 ) :

$ موضوع $ . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 374 ) و كذا ابن حبان ( 2 / 290 )

و ابن عدي ( 291 / 2 ) و تمام ( 29 / 114 - 115 ) من طريق محمد بن الحجاج عن

عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش عن # حذيفة # , و قال تمام : " لم يرو هذا

الحديث إلا محمد بن الحجاج " . و قال ابن عدي : " و هذا حديث موضوع , وضعه محمد

بن الحجاج " . و قال فيه ابن حبان : " كان محمد يروي الموضوعات عن الأثبات , لا

تحل الرواية عنه " . و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق هذا

الكذاب بألفاظ مختلفة ثم قال : ( 3 / 18 ) : " هذا حديث وضعه محمد بن الحجاج و

كان صاحب هريسة ( ! ) و غالب طرقه تدور عليه , و سرقه منه كذابون " . و تعقبه

السيوطي كعادته في " اللآلي " بأن له شواهد كثيرة ( 2 / 234 - 237 ) . و لو

أردنا الكلام عليها لطال بنا المقال فحسبي أن أتكلم على شاهد واحد منها هو

خيرها باعتراف السيوطي لتعرف حقيقة أمر هذا الشاهد ثم تقيس عليه ما غاب عنك من

الشواهد الأخرى . قال الأزدي : حدثنا عبد العزيز بن محمد بن زبالة : حدثنا

إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي : حدثنا عمر [ و ] بن بكر عن أرطاة عن مكحول

عن أبي هريرة قال : شكى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل قلة الجماع .

فتبسم جبريل حتى تلألأ مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم من بريق ثنايا جبريل

, ثم قال : أين أنت عن أكل الهريسة فإن فيها قوة أربعين رجلا ? قال الأزدي : "

إبراهيم ساقط , فنرى أنه سرقه و ركب له إسنادا " . قال السيوطي ( 2 / 236 ) :

" قلت : إبراهيم روى له ابن ماجه , و قال في " الميزان " : قال أبو حاتم و غيره

: صدوق , و قال الأزدي وحده : ساقط . قال : و لا يلتفت إلى قول الأزدي فإن في

لسانه في الجرح رهقا . انتهى . و حينئذ فهذا الطريق أمثل طرق الحديث " . قلت :

لم ينفرد الأزدي بجرح إبراهيم هذا بل سبقه إلى ذلك الساجي فقال كما في "

التهذيب " : " يحدث بالمناكير و الكذب " . و لست أشك أن حديثه هذا كذب فإن لم

يكن هو آفته فهو شيخه عمرو بن بكر و هو السكسكي قال ابن حبان ( 2 / 78 ) : "

روى عن الثقات الأوابد و الطامات التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة

أو مقلوبة , لا يحل الاحتجاج به " . و قال الذهبي : " أحاديثه شبه موضوعة " .

على أن ابن زبالة قريب منه في الضعف , قال ابن حبان ( 2 / 132 ) : " يروي عن

المدنيين الثقات الأشياء المعضلات " .

691 " ثلاث من كنوز البر : إخفاء الصدقة , و كتمان الشكوى , و كتمان المصيبة , يقول

الله عز وجل : إذا ابتليت عبدي ببلاء فصبر , لم يشكني إلى عواده أبدلته لحما

خير من لحمه , و دما خير من دمه , فإن أرسلته أرسلته و لا ذنب له , و إن توفيته

فإلى رحمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 134 ) :

$ موضوع $ . تمام ( 6 / 119 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 15 / 120 / 2 ) و الطبراني

في " الكبير " و أبو القاسم الحنائي في " الفوائد " ( 147 / 1 ) و أبو نعيم في

" الحلية " ( 7 / 117 ) و في " الأربعين الصوفية " ( 60 / 2 ) من طريق الجارود

بن يزيد : حدثنا سفيان يعني الثوري عن الأشعث عن ابن سيرين عن # أنس بن مالك #

مرفوعا . و قال الحنائي و أبو نعيم : " تفرد به الجارود . و زاد الأول : و هو

ضعيف الحديث " . و كذا قال ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 199 ) إلا أنه

قال : " و هو متروك و تعقبه السيوطي في " اللآلي " بقوله ( 4 / 395 ) : " قلت :

لم يتهم الجارود بوضع " . قلت : بلى , فقد قال ابن أبي حاتم في " الجرح و

التعديل " ( 1 / 1 / 225 ) : " كان أبو أسامة يرميه بالكذب , و قال أبي : هو

كذاب " . و قال العقيلي : " يكذب و يضع الحديث " . و قال الحاكم : " روى عن

الثوري أحاديث موضوعة " . و نحوه قول ابن حبان : " ينفرد بالمناكير عن المشاهير

, و روى عن الثقات ما لا أصل له " . ثم قال في حديث الترجمة : " لا أصل له " .

ثم ذكر السيوطي له شواهد منها : " ثلاث من كنوز البر , كتمان الأوجاع , و

البلوى و المصيبات , و من بث لم يصبر " .

692 " ثلاث من كنوز البر , كتمان الأوجاع , و البلوى و المصيبات , و من بث لم يصبر

" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 135 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه تمام ( 9 / 140 / 1 ) من طريق ناشب بن عمرو : حدثنا مقاتل

بن حيان عن قيس بن سكن عن # ابن مسعود # مرفوعا .‏و هذا إسناد ضعيف جدا , ناشب

بن عمرو قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال الدارقطني : " ضعيف " . و قد

روي الحديث من وجه آخر نحوه و هو : " من كنوز البر كتمان المصائب و الأمراض و

الصدقه " .

693 " من كنوز البر كتمان المصائب و الأمراض و الصدقة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 135 ) :

$ ضعيف $ . رواه الروياني في " مسنده " ( 250 / 1 ) و ابن عدي ( 151 / 2 ) و

أبو نعيم ( 8 / 197 ) و القضاعي ( 21 / 2 ) عن زافر بن سليمان عن عبد العزيز بن

أبي رواد عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث

نافع و عبد العزيز , تفرد به عنه زافر " . قلت : و هو ضعيف لسوء حفظه , و قال

ابن عدي : " عامة ما يرويه لا يتابع عليه " . و قد نقل ابن أبي حاتم في " العلل

" ( 2 / 332 ) عن أبي زرعة أنه قال : " هذا حديث باطل " . قال ابن أبي حاتم : "

و امتنع أبو زرعة أن يحدث به " . و قد رواه أبو زكريا البخاري في " فوائده "

كما في " اللآلي " ( 2 / 396 ) عن هشام بن خالد : حدثنا بقية عن ابن أبي رواد

به نحوه . و هذا إسناد ضعيف , بقية هو ابن الوليد و كان يدلس عن الضعفاء و

الكذابين و قد عنعنه . و رواه أبو الحسين البوشنجي في " المنظوم " ( 4 / 2 ) و

أبو علي الهروي في " الفوائد " ( 7 / 1 ) عن عبد الله بن عبد العزيز عن أبيه به

. و عبد الله هذا هو عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد , قال أبو حاتم و غيره

: " أحاديثه منكرة " . و قال ابن الجنيد : " لا يساوي شيئا " . و قال ابن عدي :

" روى أحاديث عن أبيه لا يتابع عليها " . لكن قد رواه أبو نعيم في كتاب "

الأربعين " ( ق 60 / 2 ) من طريق منصور بن أبي مزاحم عن عبد العزيز به . و

منصور هذا ثقة من رجال مسلم . و لكن يغلب على الظن أن السند إليه لا يصح . و من

المؤسف أنه لا سبيل الآن إلى الرجوع إلى الأربعين " للنظر في إسناده , لأنه

مخطوط من مخطوطات الظاهرية , و هي الآن خارج المكتبة في صناديق حديدية مقفلة

صيانة لها من الحرق بسبب الحرب القائمة بين العرب و اليهود . ثم أعيدت الكتب

إلى المكتبة , فراجعت " الأربعين " فإذا هو يقول : حدثني عيسى بن حامد الرخجي -

ببغداد - : حدثنا الحسن بن حمزة : حدثنا منصور بن أبي مزاحم به . و الرخجي هذا

ثقة , ترجمه الخطيب ( 11 / 178 - 179 ) . و أما الحسن بن حمزة فلم أجد له ترجمة

, فالظاهر أنه هو علة هذا الإسناد . و الله أعلم .

694 " أنا خاتم الأنبياء , و أنت يا علي خاتم الأولياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 136 ) :

$ موضوع $ . رواه الخطيب ( 10 / 356 - 358 ) عن عبيد الله بن لؤلؤ السلمي :

أخبرنا عمر بن واصل قال : سمعت سهل بن عبد الله يقول : أخبرني محمد بن سوار

خالي : حدثنا مالك بن دينار : أخبرنا الحسن بن أبي الحسن البصري عن # أنس #

مرفوعا في حديث طويل ساقه في فضل علي , هذا منه . ثم قال الخطيب : " هذا الحديث

موضوع من عمل القصاص , وضعه عمر بن واصل , أو وضع عليه " . و أورده ابن الجوزي

في " الموضوعات " ( 1 / 398 ) و نقل كلام الخطيب هذا و اقره هو و السيوطي ( 1 /

379 - 380 ) . و ذكره الحافظ في " اللسان " في ترجمة ابن لؤلؤ هذا و قال : "

روى عن عمر بن واصل حديثا موضوعا ساقه الخطيب في ترجمته " . ثم ذكره . و إن من

عجائب السيوطي أن يذكر لهذين المتهمين عنده - فضلا عن غيره حديثا آخر في كتابه

" الجامع الصغير " , و هو الآتي بعده .

695 " بعثت بمداراة الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 136 ) :

$ موضوع $ . رواه أبو سعد الماليني في " الأربعين في شيوخ الصوفية " ( 6 / 2 )

عن عبيد الله بن لؤلؤة الصوفي : أخبرني عمر بن واصل قال : سمعت سهل بن عبد الله

يقول : أخبرني محمد بن سوار : أخبرني مالك بن دينار و معروف بن علي عن الحسن عن

محارب بن دثار عن # جابر بن عبد الله # قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما

نزلت سورة ( براءة ) : فذكره . قلت : و هذا موضوع المتهم به ابن لؤلؤة أو شيخه

عمر بن واصل فإنهما تفردا برواية الحديث الذي قبله , و هو موضوع قطعا , و

أحدهما هو الذي اختلقه , و مع هذا فالسيوطي لا يتورع عن أن يروي لهما هذا

الحديث في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في " الشعب " و قد تعقبه المناوي

بهذين المتهمين ثم قال : " و فيه مالك بن دينار الزاهد , أورده الذهبي في "

الضعفاء " , و وثقه بعضهم " .

696 " لا بأس بقضاء شهر رمضان مفرقا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 136 ) :

$ ضعيف $ . رواه الماليني في " الأربعين " ( 11 / 1 ) عن أبي عبيد البسري محمد

بن حسان الزاهد : أخبرنا أبو الجماهر محمد بن عثمان : حدثنا يحيى بن سليم

الطائفي : حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . قلت : و هذا

إسناد ضعيف , يحيى بن سليم الطائفي ضعيف لسوء حفظه . و بقية رجاله ثقات غير

محمد بن حسان الزاهد , فهو غير معروف الحال . قال السمعاني : " من مشاهير

الصوفية " . و قال ياقوت في " معجمه " : " له كلام في الطريقة و كرامات " . و

قد حدث عن جمع , و عنه آخرون سماهم ياقوت , و لم يحك فيه جرحا و لا تعديلا , و

قد خالفه الحافظ ابن أبي شيبة فقال في " المصنف " ( 3 / 32 ) , و عنه الدارقطني

( ص 244 ) . و البيهقي في " سننه الكبرى " ( 4 / 259 ) : حدثنا يحيى بن سليم

الطائفي عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر قال : بلغني أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم سئل عن تقطيع قضاء رمضان ? فقال : فذكره نحوه . و هذا عن الطائفي أصح

, و هو مرسل أو معضل قال البيهقي : " و قد وصله غير أبي بكر عن يحيى بن سليم ,

و لا يثبت متصلا " . و كأنه يشير إلى هذه الطريق ثم قال : " و قد روي من وجه

آخر ضعيف عن ابن عمر مرفوعا , و قد روي في مقابلته عن أبي هريرة في النهي عن

القطع مرفوعا , و كيف يكون ذلك صحيحا و مذهب أبي هريرة جواز التفريق , و مذهب

ابن عمر المتابعة ?! " . و أما الوجه الآخر فلعله ما عند الدارقطني أيضا عن

سفيان بن بشر : حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر

مرفوعا نحوه . و قال : " لم يسنده غير سفيان بن بشر " . قلت : و هو في عداد

المجهولين فإني لم أجد له ذكرا فيما عندي من كتب الرجال , و كأنه لذلك ضعفه

البيهقي كما سبق , و أشار إلى ذلك الحافظ في " التلخيص " حيث قال بعد أن ذكره

من طريق الدارقطني : " قال : و رواه عطاء عن عبيد بن عمير مرسلا . قلت : و

إسناده ضعيف أيضا " . و أما قول الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 4 / 198 ) : " و

قد صحح الحديث ابن الجوزي و قال : ما علمنا أحدا طعن في سفيان بن بشر " ! فهو

تصحيح قائم على حجة لا تساوي سماعها ! فإن كل راو مجهول عند المحدثين يصح أن

يقال فيه : " ما علمنا أحدا طعن فيه " ! فهل يلزم من ذلك تصحيح حديث المجهول !?

اللهم لا , و إنها لزلة من عالم يجب اجتنابها . و أما حديث أبي هريرة المقابل

لهذا فلفظه : " من كان عليه من رمضان شيء فليسرده و لا يقطعه " . و لكنه حسن

الإسناد عندي تبعا لابن القطان و ابن التركماني , و لذلك أوردته في " الأحاديث

الصحيحة " .

697 " الإيمان بالنية و اللسان , و الهجرة بالنفس و المال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 137 ) :

$ موضوع $ . رواه عبد الخالق بن زاهر الشحامي في " الأربعين " ( 260 / 1 ) عن

نوح بن أبي مريم عن يحيى بن سعد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص قال :

سمعت # عمر بن الخطاب # يقول في خطبته سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

: فذكره . قلت : نوح بن أبي مريم معروف بالوضع , و قد سبق مرارا , و المحفوظ عن

يحيى بن سعيد ما رواه عنه جماعة بإسناده الصحيح هذا مرفوعا بلفظ : " إنما

الأعمال بالنيات , و إنما لكل امريء ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله

فهجرته إلى الله و رسوله ..... " الحديث . رواه الشيخان و غيرهما , و لذلك فقد

أساء السيوطي بإيراده هذا الحديث الموضوع في " الجامع " !

698 " إن فاتحة الكتاب و آية الكرسي و الآيتين من ( آل عمران ) : *( شهد الله أنه

لا إله إلا هو الملائكة و ألو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم

. إن الدين عند الله الإسلام )* و *( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و

تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء )* إلى قوله : *( و ترزق من

تشاء بغير حساب )* هن مشفعات , ما بينهن و بين الله حجاب , فقلن : يا رب !

تهبطنا إلى أرضك و إلى من يعصيك ? قال الله : بي حلفت لا يقرؤهن أحد من عبادي

دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مأواه على ما كان فيه , و إلا أسكنته حظيرة الفردوس

, و إلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 138 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 218 ) و ابن السني ( رقم 322

) و عبد الخالق الشحامي في " الأربعين " ( 26 / 2 ) عن محمد بن زنبور عن الحارث

بن عمير : حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن # علي بن أبي طالب # مرفوعا .

و قال ابن حبان : " موضوع لا أصل له , و الحارث كان ممن يروي عن الأثبات

الموضوعات " . قلت : وثقه المتقدمون مثل ابن معين و غيره , لكن قال الذهبي في "

الميزان " : " و ما أراه إلا بين الضعف , فإن ابن حبان قال في " الضعفاء " :

روى عن الأثبات الأشياء الموضوعات , و قال الحاكم : روى عن حميد و جعفر الصادق

أحاديث موضوعة " . زاد في " المغني " : " قلت : أنا أتعجب كيف خرج له النسائي "

. ثم ساق له الذهبي أحاديث هذا أحدها , ثم قال : " قال ابن حبان : موضوع لا أصل

له " . و أقره في " الميزان " و الحافظ في " التهذيب " و لكنه قال : " و الذي

يظهر لي أن العلة فيه ممن دون الحارث " , و مال إليه الشيخ المعلمي رحمه الله

في " التنكيل " ( 2 / 223 ) . قلت : بل علته الحارث هذا , لأن مدار الحديث على

محمد بن زنبور عنه , و ابن زنبور لم يتهمه أحد , بخلاف الحارث فقد علمت قول ابن

حبان و الحاكم فيه , بل كذبه ابن خزيمة كما يأتي فهو آفة هذا الحديث , و قد

أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال : ( 1 / 245 ) : " تفرد به الحارث قال

ابن حبان : كان يروي عن الأثبات الموضوعات , روى هذا الحديث و لا أصل له . و

قال ابن خزيمة : الحارث كذاب , و لا أصل لهذا الحديث " . و تعقبه السيوطي في "

اللآليء " ( 1 / 229 - 230 ) بأمرين : الأول : ما سبق من توثيق بعضهم للحارث ,

و هذا لا يجدي شيئا بعد طعن ابن حبان و غيره فيه و روايته لهذا الحديث الذي

يعترف ابن حبان و الذهبي بوضعه و يوافقهم الحافظ ابن حجر كما يشير إليه قوله

السابق في " التهذيب " . الثاني : بقوله : و قد ورد بهذا اللفظ من حديث أبي

أيوب . ثم ساقه . و في إسناده كذاب كما يأتي , فما فائدة الاستشهاد به ?! (

فائدة هامة ) : قال ابن الجوزي عقب الحديث : " قلت : كنت قد سمعت هذا الحديث في

زمن الصبا فاستعملته نحوا من ثلاثين سنة لحسن ظني بالرواة , فلما علمت أنه

موضوع تركته , فقال لي قائل : أليس هو استعمال خير ? قلت : استعمال الخير ينبغي

أن يكون مشروعا , فإذا علمنا أنه كذب خرج عن المشروعية " . أقول : و إذا خرج عن

المشروعية فليس من الخير في شيء , فإنه لو كان خيرا لبلغه صلى الله عليه وسلم

أمته , و لو بلغه , لرواه الثقات , و لم يتفرد بروايته من يروي الطامات عن

الأثبات . و إن فيما حكاه ابن الجوزي عن نفسه لعبرة بالغة , فإنها حال أكثر

علماء هذا الزمان و من قبله , من الذين يتعبدون الله بكل حديث يسمعونه من

مشايخهم , دون أي تحقق منهم بصحته , و إنما هو مجرد حسن الظن بهم . فرحم الله

امرأ رأى العبرة بغيره فاعتبر . و حديث أبي أيوب المشار إليه هو : " لما نزلت

*( الحمد لله رب العالمين )* , و آية ( الكرسي ) , و *( شهد الله )* , و قل :

*( اللهم مالك الملك )* إلى *( بغير حساب )* , تعلقن بالعرش و قلن : أنزلتنا

على قوم يعملون بمعاصيك ? فقال : و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني لا يتلوكن عبد

دبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه و أسكنته جنة الفردوس , و نظرت إليه

كل يوم سبعين مرة , و قضيت له سبعين حاجة , أدناها المغفرة " .

699 " لما نزلت *( الحمد لله رب العالمين )* , و آية ( الكرسي ) , و *( شهد الله )*

, و *( قل اللهم مالك الملك )* إلى *( بغير حساب )* , تعلقن بالعرش و قلن :

أنزلتنا على قوم يعملون بمعاصيك ? فقال : و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني لا

يتلوكن عبد دبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه و أسكنته جنة الفردوس ,

و نظرت إليه كل يوم سبعين مرة , و قضيت له سبعين حاجة , أدناها المغفرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) :

$ موضوع $ . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق محمد بن عبد الرحمن بن

بحير بن ريسان : حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق : حدثنا يحيى بن أيوب : حدثنا

إسحاق بن أسيد عن يعقوب بن إبراهيم عن محمد بن ثابت بن شرحبيل عن عبد الله بن

يزيد الخطمي عن # أبي أيوب # مرفوعا . ذكره السيوطي في " اللآلي " ( 1 / 229 -

230 ) شاهدا للحديث الذي قبله , ثم سكت عليه فأساء , لأن ابن ريسان هذا قال

الذهبي : " اتهمه ابن عدي , و قال ابن يونس : ليس بثقة , و قال أبو بكر الخطيب

: كذاب " . ثم ساق له حديثين ثم قال : " و هذان باطلان " ! و قال ابن حبان ( 2

/ 260 ) : " كان ممن ينفرد بالمعضلات عن الثقات , و يأتي بالمناكير عن المشاهير

" .

700 " أيما ناشئ نشأ في طلب العلم و العبادة حتى يكبر و هو على ذلك أعطاه الله يوم

القيامة ثواب اثنين و سبعين صديقا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه تمام ( 29 / 112 / 1 رقم 2428 ) و ابن عبد البر في " جامع

العلم " ( 1 / 82 ) من طريق يوسف بن عطية قال : أخبرنا مرزوق - و هو أبو عبد

الله الحمصي - عن مكحول عن # أبي أمامة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا

, من أجل يوسف بن عطية و هو الصفار البصري قال البخاري : " منكر الحديث " . و

قال النسائي و الدولابي : " متروك " . و من طريقه رواه الطبراني في " الكبير "

كما في " المجمع " ( 1 / 125 ) ثم قال : " و هو متروك الحديث " . و نقل المناوي

في " فيض القدير " عن " ميزان الذهبي " أنه قال : " هذا منكر جدا " . قلت : و

هذا صواب و لكن لم أره في ترجمة يوسف بن عطية من " الميزان " فلينظر .

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج2. باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.}

  ج2. صحيح السيرة {ج2. باقي صحيح السيرة النبوية  تحقيق  الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.} صفحة رقم -130 - قال : قلت : من غف...