ج7.الأحاديث من 601 إلى 700.
601 " اتخذوا السراويلات فإنه من أستر ثيابكم , و خصوا بها نساءكم إذا خرجن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 66 ) :
$ موضوع $ . رواه العقيلي ( ص 18 ) و ابن عدي ( 4 / 1 ) و الديلمي ( 1 / 2 /
200 ) و ابن عساكر ( 2 / 380 / 2 ) عن إبراهيم بن زكريا الضرير العجلي - من أهل
البصرة - : حدثنا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن الأصبغ بن نباتة عن # علي
# قال : كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع في يوم دجن و مطر ,
قال : فمرت امرأة على حمار و معها مكاري فهوت يد الحمار في وهدة من الأرض ,
فسقطت المرأة , فأعرض النبي عليه السلام بوجهه , فقالوا : يا رسول الله إنها
متسرولة . فقال : اللهم اغفر للمتسرولات من أمتي . يا أيها الناس اتخذوا ....
الحديث . ذكره العقيلي في ترجمة إبراهيم هذا , و قال : " صاحب مناكير و أغاليط
, و لا يعرف هذا الحديث إلا به , فلا يتابع عليه " . و قال ابن عدي : " و هذا
الحديث منكر لا يرويه عن همام غير إبراهيم بن زكريا , و لا أعرفه إلا من هذا
الوجه , و إبراهيم حدث عن الثقات بالأباطيل " . و من طريق ابن عدي أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 45 ) و قال : " موضوع , و المتهم به إبراهيم " .
ثم ذكر ما تقدم عن العقيلي و ابن عدي . فتعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 260
) بقوله : " قلت : أخرجه البزار و البيهقي في " الأدب " من هذا الطريق , و
إبراهيم بن زكريا المتهم به الذي قال فيه ابن عدي هذا القول هو الواسطي العبدي
, و ليس هو الذي في إسناد هذا الحديث , إنما هذا إبراهيم بن زكريا العجلي
البصري كما أفصح به العقيلي , و قد التبس على طائفة , منهم الذهبي في " الميزان
" فظنهما واحدا , و فرق بينما غير واحد , منهم ابن حبان , فذكر العجلي في "
الثقات " , و الواسطي في " الضعفاء " . و كذا فرق أبو أحمد الحاكم في " الكنى "
و العقيلي و النباتي في " الحافل " و الذهبي في " المغني " . قال الحافظ ابن
حجر في " اللسان " : و هو الصواب " . قلت : و هذا التعقب ليس فيه كبير طائل ,
ذلك لأن العجلي الذي هو صاحب الحديث لم يوثقه غير ابن حبان , و هو مع ما عرف به
من التساهل في التوثيق , فقد عارضه من حكمه أقرب إلى الصواب منه , فقد قال
العقيلي فيه : " صاحب مناكير و أغاليط " . ثم ساق له حديثين , هذا أحدهما . و
فيه قال ابن عدي ما نقلته آنفا عنه , خلافا لما زعمه السيوطي أنه قال ذلك في
الواسطي العبدي . و إليك نص كلامه لتكون على بينة من الأمر , قال : " إبراهيم
بن زكريا المعلم العبدستاني العجلي الضرير , يكنى أبا إسحاق , حدث عن الثقات
بالأباطيل " . ثم ساق له هذا الحديث , و أعله بما سبق , فاتفاق هذين الإمامين
على تضعيف إبراهيم هذا و استنكار حديثه , مقدم على توثيق ابن حبان له المستلزم
رد الحكم على حديثه بالوضع أو النكارة - كما ذهب إليه السيوطي , لاسيما و قد
ذكر الحافظ النقاد الذهبي أن هذا الحديث من بلايا العجلي ! ثم رأيت ابن أبي
حاتم ذكر في " العلل " ( 1 / 492 - 493 ) عن أبيه أنه قال : " هذا حديث منكر ,
و إبراهيم مجهول " . على أن في الحديث علة أخرى من الأعلى , هي بالاعتماد عليها
في إعلال الحديث أولى , و من الغريب أن الذين تكلموا عليه لم يتنبهوا لها , مثل
ابن الجوزي , و ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 272 ) , ألا و هي الأصبغ
بن نباتة , فهو متفق على تضعيفه , بل قال أبو بكر ابن عياش : " كذاب " . و قال
النسائي و ابن حبان : " متروك " . و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " قال
ابن معين و غيره : ليس بشيء " . و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " . و
بالجملة فالحديث بهذا الإسناد و السياق موضوع . و قد ذكر له السيوطي شواهد من
حديث أبي هريرة و غيره مرفوعا بلفظ : " اللهم ارحم المتسرولات " . و قال : " و
بمجموع هذه الطرق يرتقي الحديث إلى درجة الحسن " . قلت : و في ذلك نظر لأن
الطرق التي أشار إليها لا تخلو من وضاع أو متهم أو مجهول , مع أن بعضها مرسل .
و بيان ذلك مما لا يتسع له الوقت الآن , فإلى مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى .
602 " إن الله عز وجل يقول : أنا الله لا إله إلا أنا , ملك الملوك , و مالك الملوك
, قلوب الملوك بيدي , و إن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة و
الرحمة , و إن العباد عصوني حولت قلوب ملوكهم بالسخط و النقمة فساموهم سوء
العذاب , فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك , و لكن اشغلوا أنفسكم بالذكر و
التضرع أكفكم مولككم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 68 ) :
$ ضعيف جدا $ . رواه الطبراني و عنه أبو نعيم ( 2 / 389 ) و تمام ( 6 / 77 / 1
من مجموع الظاهرية رقم 95 ) عن أبي عمرو المقدم بن داود قال : حدثنا علي بن
معبد قال : حدثنا وهب بن راشد عن مالك بن دينار عن { خلاس } بن عمرو عن # أبي
الدرداء # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , المقدم بن داود قال النسائي :
" ليس بثقة " . و وهب بن راشد هو الرقي قال ابن عدي : " ليس حديثه بالمستقيم ,
أحاديثه كلها فيها نظر " . و قال الدارقطني : " متروك " . و قال ابن حبان : "
لا يحل الاحتجاج به بحال " . و قال الهيثمي ( 5 / 249 ) : " رواه الطبراني في "
الأوسط " و فيه وهب ( الأصل : إبراهيم و هو تحريف ) ابن راشد و هو متروك " .
قلت : و تعصيب الجناية به وحده ليس بجيد لما علمت أن في الطريق إليه المقداد بن
داود , و هو مثله في الضعف .
603 " إن لله تعالى مجاهدين في الأرض أفضل من الشهداء , أحياء مرزوقين , يمشون على
الأرض , يباهي الله بهم ملائكة السماء , و تزين لهم الجنة كما تزينت أم سلمة
لرسول الله صلى الله عليه وسلم , هم الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر , و
المحبون في الله , و المبغضون في الله , والذي نفسي بيده إن العبد منهم ليكون
في الغرفة فوق غرف الشهداء , للغرفة منها ثلاثمائة ألف باب , منها الياقوت و
الزمرد الأخضر , على كل باب نور , و إن الرجل منهم ليتزوج بثلاثمائة ألف حوراء
, قاصرات الطرف عين , كلما التفت إلى واحدة منهن فنظر إليها تقول له : أتذكر
يوم كذا و كذا أمرت بالمعروف , و نهيت عن المنكر ? كلما نظر إلى واحدة منهن
ذكرت له مقاما أمر فيه بمعروف , و نهى فيه عن منكر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 69 ) :
$ لا أصل له $ . ذكره الغزالي ( 2 / 273 ) من حديث # أبي ذر # ! و قال الحافظ
العراقي في " تخريجه " : " لم أقف له على أصل , و هو منكر " . قلت : و لوائح
الوضع عليه ظاهرة . و الله أعلم .
604 " السلطان ظل من ظل الرحمن في الأرض , يأوي إليه كل مظلوم من عباده , فإن عدل
كان له الأجر , و على الرعية الشكر , و إن جار , أو حاف , أو ظلم كان عليه
الإصر , و على الرعية الصبر , و إذا جارت الولاة قحطت السماء , و إذا منعت
الزكاة هلكت المواشي , و إذا ظهر الربا ( و في نسخة : الزنا ) ظهر الفقر و
المسكنة , و إذا أخفرت الذمة أديل للكفار " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 69 ) :
$ موضوع $ . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 5 / 80 - 81 و في النسخة الأخرى 5 /
49 - 50 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 175 / 1 ) و الضياء في " المنتقى من
مسموعاته بمرو " ( 27 / 2 ) من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن
مرة عن # عبد الله بن عمر # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و روى طرفه الأول القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 22 / 2 ) و الديلمي ( 2 / 220
) . قلت : و هذا إسناد موضوع , سعيد بن سنان هو أبو مهدي الحمصي اتهمه البخاري
بقوله : " منكر الحديث " . و قال الدارقطني : " يضع الحديث " . و ضعفه سائر
الأئمة , و قال ابن عدي : " عامة ما يرويه غير محفوظ " . و لذلك أورده الذهبي
في " الضعفاء و المتروكين " و قال : " هالك " . و قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك , و رماه الدارقطني و غيره بالوضع " . و الحديث أورده السيوطي في "
الجامع " من رواية البزار و الحكيم و البيهقي عن ابن عمر . و تعقبه المناوي
بقوله : " و قضية صنيع المصنف أن البيهقي خرجه و سكت عليه : و الأمر بخلافه ,
بل تعقبه بما نصه : و أبو المهدي سعيد بن سنان ضعيف عند أهل العلم بالحديث .
انتهى . و سعيد بن سنان هذا ضعفه ابن معين و غيره , و قال البخاري : منكر
الحديث . و ساق في " الميزان " من مناكيره هذا الحديث , و جزم الحافظ العراقي
بضعف سنده " . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 196 ) : " رواه البزار
, و فيه سعيد بن سنان أبو مهدي , و هو متروك " . و أشار الحافظ المنذري في "
الترغيب " ( 3 / 137 ) إلى تضعيف الحديث .
605 " لو قيل لأهل النار : إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا سنة لفرحوا
بها , و لو قيل لأهل الجنة : إنكم ماكثون في الجنة عدد كل حصاة في الدنيا سنة
لحزنوا , و لكنهم خلقوا للأبد و الأمد " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 70 ) :
$ موضوع $ . رواه الطبراني ( 3 / 75 / 2 ) و أبو نعيم ( 4 / 168 ) من طريق
الحكم بن ظهير عن السدي عن مرة عن # ابن مسعود # مرفوعا : و قال أبو نعيم : "
تفرد به الحكم بن ظهير " . قلت : و هو كذاب عند ابن معين و غيره , و قال ابن
حبان ( 1 / 245 ) : " يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات " . ثم ساق له حديثا
آخر , و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 396 ) : " و هو مجمع على ضعفه " . و
قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 224 ) : " قال أبي : هذا حديث منكر " .
و قد أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني فأساء . و لم يتعقبه
المناوي إلا بقول الهيثمي المذكور ! و الحديث يدل على أبدية الخلود في النار ,
و الآيات القرآنية و الأحاديث الصحيحة تغني عنه من هذه الناحية .
606 " ليأتين على جهنم يوم تصفق أبوابها , ما فيها من أمة محمد أحد " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 71 ) :
$ موضوع $ . رواه ابن عدي عن العلاء بن زيدل عن # أنس # مرفوعا . قلت : و
العلاء هذا قال الذهبي : " تالف , قال ابن المدني : كان يضع الحديث " . و قال
ابن حبان ( 2 / 169 ) : " يروي عن أنس بن مالك بنسخة كلها موضوعة , لا يحل ذكره
في الكتب إلا على سبيل التعجب " . و إنما أوردت الحديث لأن عالمين فاضلين
أورداه ساكتين عليه , أحدهما الحافظ ابن حجر في " تخريج أحاديث الكشاف " ( 4 /
87 , رقم 194 ) و الآخر المناوي ذكره عند شرحه للحديث الذي قبله محتجا به ! و
معنى الحديث صحيح إن كان المراد بـ " أمة محمد " فيه أمة الإجابة لا أمة الدعوة
كما هو ظاهر . و يؤيده ما ذكره ابن القيم في " حادي الأرواح " ( 2 / 176 - 177
) من رواية إسحاق بن راهويه : حدثنا عبيد الله ( بن معاذ ) : حدثنا أبي : حدثنا
شعبة عن يحيى بن أيوب عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : " ما أنا بالذي لا أقول :
إنه سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد , و قرأ قوله : *( فأما الذين شقوا
ففي النار لهم فيها زفير و شهيق )* الآية . قال عبيد الله : كان أصحابنا يقولون
: يعني به الموحدين " . و قد روي الحديث عن أبي أمامة و لا يصح أيضا و هو :
" ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج , و آخر تخفق أبوابها " .
607 " ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج , و آخر تخفق أبوابها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 72 ) :
$ باطل $ . أخرجه الطبراني في " جزء من حديثه " رواية أبي نعيم ( 28 / 1 ) و
الخطيب ( 9 / 122 ) عن عبد الله بن مسعود بن كدام عن جعفر عن القاسم عن # أبي
أمامة # مرفوعا به . و ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 268 ) من هذا
الوجه و قال : " هذا حديث موضوع محال , جعفر هو ابن الزبير متروك " . و أقره
السيوطي ( 2 / 466 ) ثم ابن عراق ( 391 / 1 ) . و أقول : جعفر هذا وضاع , و قد
مضى له أحاديث . لكن الراوي عنه ابن مسعر هالك أيضا , و قد أشار لهذا الذهبي في
ترجمة جعفر فقال : " و يروي بإسناد مظلم عنه حديث متنه : يأتي على جهنم .... "
. ثم أعاده في ترجمة ابن مسعر فقال فيه : " قال أبو حاتم : متروك الحديث . و
قال العقيلي : لا يتابع على حديثه .. " ثم قال : " و في معجم الطبراني من حديث
هذا التالف عن جعفر بن الزبير ( في الأصل " الزبير بن سعيد " و هو تحريف ) عن
القاسم عن أبي أمامة في انقطاع عذاب جهنم , فهذا باطل " . و أقره الحافظ في "
اللسان " و أورده في " تخريج أحاديث الكشاف " ( 4 / 87 رقم 194 ) و لم يعزه
لأحد ! و لعل الحديث أصله موقوف على بعض الصحابة , رفعه هذا التالف أو شيخه
عمدا أو خطأ , فقد أخرجه البزار عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن
عمرو قال : " يأتي على النار زمان تخفق أبوابها ليس فيه أحد . يعني من الموحدين
" . قال الحافظ : " كذا فيه , و رجاله ثقات , و التفسير لا أدري ممن هو ? و هو
أولى من تفسير المصنف " . قلت : الظاهر أن التفسير المذكور , من مخرجه البزار ,
فقد أخرج الفسوي في " تاريخه " بسند البزار عينه عن أبي بلج به , و ليس فيه
التفسير المذكور , هكذا ذكره الذهبي في ترجمة أبي بلج , و كذا الحافظ في "
التهذيب " عن الفسوي و زاد : " قال ثابت البناني : سألت الحسن عن هذا ? فأنكره
" . و أبو بلج هذا في نفسه ثقة , و لكنه ضعيف من قبل حفظه , و لذلك عد الذهبي
هذا الأثر من بلاياه ! ثم قال : " و هو منكر " . و جملة القول أن هذا الحديث لا
يصح مرفوعا و لا موقوفا . هذا و تفسير الزمخشري الذي سبقت الإشارة إليه في كلام
الحافظ هو قوله في " تفسيره " ( 2 / 236 ) : " و قد بلغني أن من الضلال من اغتر
بهذا الحديث فاعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار , و هذا و العياذ بالله من
الخذلان المبين , و لئن صح هذا عن ابن عمرو فمعناه أنهم يخرجون من النار إلى
برد الزمهرير , فذلك خلو جهنم و صفق أبوابها " . و هذا تأويل بعيد . و الأقرب
ما سبق عن الحافظ , إلا أنني أرى أن الصواب عدم الاشتغال بالتأويل ما دام أن
الحديث لم يصح . و الله أعلم . و اعلم أن من أذناب هؤلاء الضلال في القول
بانتهاء عذاب الكفار الطائفة القاديانية , بل هم قد زادوا في ذلك على إخوانهم
الضلال , فذهبوا إلى أن مصير الكفار إلى الجنة ! نص على ذلك ابن دجالهم الأكبر
محمود بشير بن غلام أحمد في كتاب " الدعوة الأحمدية " . فمن شاء التأكد من ذلك
فليراجعها فإني لم أطلها الآن . و إن مما يجب الوقوف عنده , و تحقيق القول فيه
ما ذكره ابن القيم في " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " ( 2 / 171 - 172 ) من
رواية عبد بن حميد ( قال ) : بإسنادين صحيحين له عن الحسن قال : قال عمر بن
الخطاب : " لو لبث أهل النار عدد رمل عالج , لكان لهم يوم يخرجون فيه " . ذكر
ذلك في تفسير قوله تعالى *( لابثين فيها أحقابا )* . و قال ابن القيم : " و
حسبك بهذا الإسناد جلالة , و الحسن و إن لم يسمع من عمر , فإنما رواه عن بعض
التابعين , و لو لم يصح عنده ذلك عن عمر لما جزم به و قال : قال عمر بن الخطاب
" . قلت : هذا كلام خطابي , أستغرب صدوره من ابن القيم رحمه الله . لأنه خلاف
ما هو مقرر عند أهل الحديث في تعريف الحديث الصحيح : أنه المسند المتصل برواية
العدل الضابط , فإذا اعترف بانقطاعه بين الحسن و عمر , فهو مناف للصحة بله
الجلالة ! و خلاف المعروف عندهم من ردهم لمراسيل الحسن البصري خاصة , و لذلك
قال الحافظ ابن حجر في أثر الحسن هذا نفسه : " فهو منقطع , و مراسيل الحسن
عندهم واهية , لأنه كان يأخذ من كل أحد " ! و قوله : " فإنما رواه عن بعض
التابعين , ...... " قلنا : نعم , فكان ماذا ? أليس كذلك كل مرسل تابعي ? إنما
رواه عن تابعي إن لم يكن عن صحابي ? فلماذا إذن اعتبر المحدثون الحديث المرسل
أو المنقطع من قسم الحديث الضعيف ? ذلك لاحتمال أن يكون الرجل الساقط من
الإسناد مجهولا أو ضعيفا لا يحتج به لو عرف , و هذا بخلاف ما لو كان المرسل لا
يروي إلا عن صحابي فإن حديثه حجة , لأن الصحابة كلهم عدول , فهذا المرسل فقط هو
الذي يحتج به من بين المراسيل كلها , و هو الذي اختاره الغزالي و صححه الحافظ
العلائي في " جامع التحصيل في أحكام المراسيل " ( 7 / 1 ) , و أما دعوى البعض
أن الإجماع كان على الاحتجاج بالحديث المرسل حتى جاء الإمام الشافعي , فدعوى
باطلة مردودة بأمور منها ما رواه مسلم في مقدمة " صحيحه " ( 1 / 12 ) عن عبد
الله بن المبارك أنه رد حديث " إن من البر بعد البر أن تصلي لهما مع صلاتك , و
تصوم لهما مع صيامك " بعلة الإرسال , في قصة له تراجع هناك . و ابن المبارك
رحمه الله توفي قبل الشافعي بأكثر من عشرين سنة . و كلام ابن القيم المذكور -
مع مخالفته للأصول - يلزمه أن يقبل مراسيل الحسن البصري كلها إذا صح السند إليه
بها , و ما إخاله يلتزم ذلك , كيف و منها ما رواه عن سمرة مرفوعا . " لما حملت
حواء طاف بها إبليس , و كان لا يعيش لها ولد , فقال : سميه عبد الحارث . فسمته
عبد الحارث , فعاش , و كان ذلك من وحي الشيطان و أمره " . فهذا إسناده خير من
إسناد الحسن عن عمر , لأنه قد قيل أن الحسن سمع من سمرة , بل ثبت أنه سمع منه
حديث العقيقة في " صحيح البخاري " , و هو مع جلالته , مدلس لا يحتج بما عنعنه
من الحديث , و لو كان قد لقي الذي دلس عنه كسمرة , فهل يحتج ابن القيم بحديثه
هذا عن سمرة و يقول فيه : " فإنما رواه عن بعض التابعين ... " ? ! كلا إن ابن
القيم رحمه الله تعالى أعلم و أفقه من أن يفعل ذلك , مع العلم أن بعضهم قد فسر
بهذا الحديث قوله تعالى : *( فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما )*
فأرجع ضمير ( جعلا ) إلى آدم و حواء عليهما السلام ! مع أن الحسن نفسه لم يفسر
الآية بحديثه هذا كما بيناه فيما تقدم ( رقم 342 ) , و كذلك صنع ابن القيم فإنه
فسر الآية المذكورة بنحو ما فسره الحسن , قال في " التبيان " ( 264 ) : "
فاستطرد من ذكر الأبوين إلى ذكر المشركين من أولادهم " . و كم من حديث من رواية
الحسن مرسلا أو منقطعا لم يأخذ به ابن القيم كغيره من أهل العلم بل إن بعضها
ثبت عن الحسن الإفتاء بخلافه , و ليس هذا مجال بيانه , غير أني أقول : إن هذا
الأثر الذي رواه الحسن عن عمر , هو في المعنى كالأثر المتقدم الذي رواه أبو بلج
عن عبد الله بن عمرو . و مع ذلك لما سئل عنه الحسن رحمه الله تعالى أنكره , كما
تقدم من رواية الفسوي عن ثابت عنه . و أقول الآن : إن حديث بطلان الصلاة
بالقهقهة قد جاء مرسلا عن جماعة من التابعين أشهرهم أبو العالية , و منهم الحسن
البصري , و هو صحيح عنه , فقد قال البيهقي في " كتاب معرفة السنن و الآثار " (
ص 139 - طبع الهند ) : " و قد رواه جماعة عن الحسن البصري مرسلا " . فهل يأخذ
به ابن القيم ?! و يؤسفني أن أقول : إن القاديانية في ضلالهم المشار إليه آنفا
( ص 73 ) يجدون متكئا لهم في بعض ما ذهبوا إليه في بعض كتب أئمتنا من أهل السنة
, فقد عقد العلامة ابن القيم في كتابه " الحادي " فصلا خاصا في أبدية النار ,
أطال الكلام فيه جدا , و حكى في ذلك سبعة أقوال , أبطلها كلها سوى قولين منها :
الأول : أن النار لا يخرج منها أحد من الكفار , و لكن الله عز وجل ينفيها , و
يزول عذابها . و الآخر : أنها لا تفنى , أن عذابها أبدي دائم . و قد ساق فيه
أدلة الفريقين و حججهم من المنقول و المعقول , مع مناقشتها , و بيان ما لها و
ما عليها . و الذي يتأمل في طريقة عرضه للأدلة و مناقشته إياها , يستشعر من ذلك
أنه يميل إلى القول الأول , و لكنه لم يجزم بذلك , فراجع إن شئت الوقوف على
كلامه مفصلا الكتاب المذكور ( 2 / 167 - 228 طبع الكردي ) . و لكنني وجدته يصرح
في بعض كتبه الأخرى بأن نار الكفار لا تفنى و هذا هو الظن به , فقال رحمه الله
في " الوابل الصيب " ( ص 26 ) ما نصه : " و أما النار فإنها دار الخبث في
الأقوال و الأعمال و المآكل و المشارب و دار الخبيثين , فالله تعالى يجمع
الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشيء لتراكب بعضه على بعض , ثم يجعله في
جهنم مع أهله . فليس فيها إلا خبيث , و لما كان الناس على ثلاث طبقات : طيب لا
يشوبه خبث , و خبيث لا طيب فيه , و آخرون فيهم خبث و طيب - كانت دورهم ثلاثة :
دار الطيب المحض , و دار الخبث المحض , و هاتان الداران لا تفنيان . و دار لمن
معه خبث و طيب و هي الدار التي تفنى , و هي دار العصاة فإنه لا يبقى في جهنم من
عصاة الموحدين أحد , فإنهم إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا
الجنة , و لا يبقى إلا دار الطيب المحض , و دار الخبث المحض " . و لشيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله تعالى قاعدة في الرد على من قال بفناء الجنة و النار , لم
نقف عليها , و إنما ذكرها الشيخ يوسف بن عبد الهادي في " فهرسته " ( ق / 26 / 1
) .
608 " ليؤمكم أحسنكم وجها , فإنه أحرى أن يكون أحسنكم خلقا , و قوا بأموالكم عن
أعراضكم , و ليصانع أحدكم بلسانه عن دينه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 75 ) :
$ موضوع $ . رواه ابن عدي ( 97 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 5 / 64 / 1 ) عن حسين
بن المبارك الطبراني : حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن #
عائشة # مرفوعا . و قال ابن عدي : " حسين هذا حدث بأسانيد و متون منكرة عن أهل
الشام " . و نقل الذهبي و تبعه المناوي عنه أعني ابن عدي أنه قال فيه : " متهم
" . و لم أجد هذا في نسختنا من " الكامل " ثم ساق له الذهبي حديثا قال عقبه : "
و هذا كذب " . و تقدم الكلام عليه برقم ( 191 ) . و الحديث أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 100 ) من طريق الحضرمي : حدثنا حسان بن يوسف التميمي حدثنا
محمد بن مروان عن هشام بن عروة به و قال : " موضوع . الحضرمي مجهول , و محمد بن
مروان السدي كذاب , و تابعه حسين بن المبارك عن إسماعيل بن عياش عن هشام , و
البلاء من حسين , فإنه يحدث بمنكرات " . و الحديث رواه الديلمي من طريق الحسين
هذا , كما في " اللآلي " ( 2 / 22 ) . و رواه ابن عساكر ( 15 / 240 / 1 ) من
طريق محمد بن صبح بن يوسف : حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن أبي البحتري
عن هشام بن عروة به . أورده في ترجمة محمد بن صبح و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا , و من بينه و بين هشام لم أعرفهم , و سكت السيوطي عنه ! ثم ذكر له
شاهدا من حديث عمرو بن أخطب نحوه , و سأتكلم عليه عقب هذا إن شاء الله تعالى .
و اعلم أنه ليس في الشرع ما يدل على أن هناك ارتباطا بين حسن الوجه و حسن الخلق
, فقد يتلازمان و قد ينفكان , و قد روى أحمد في " مسنده " ( 3 / 492 ) أن أبا
لهب لعنه الله كان وضيء الوجه من أجمل الناس , بل قال ابن كثير : " و إنما سمي
أبا لهب لإشراق وجهه " و مع ذلك فقد كان من أسوء خلق الله خلقا . و أشدهم إيذاء
لرسول الله صلى الله عليه وسلم , و ازدراء به كما هو مشهور عنه , و قد صح عنه
صلى الله عليه وسلم قوله : " إن الله لا ينظر إلى صوركم , و لا إلى أجسامكم , و
لا إلى أموالكم , و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم " رواه مسلم و غيره .
609 " إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أقرؤهم لكتاب الله , فإن كانوا في القراءة سواء ,
فأكبرهم سنا , فإن كانوا في السن سواء فأحسنهم وجها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 76 ) :
$ منكر لا أصل له $ . أخرجه البيهقي ( 3 / 121 ) عن عبد العزيز بن معاوية بن
عبد العزيز أبي خالد القاضي من ولد عتاب بن أسيد : أنبأ أبو عاصم : أنبأ عزرة
بن ثابت عن علباء بن أحمر عن # أبي زيد الأنصاري # ( و هو عمرو بن أخطب )
مرفوعا . و أشار البيهقي لضعفه بقوله : " إن صح " . و علته عبد العزيز هذا ذكره
ابن حبان في " الثقات " و استنكر له هذا الحديث و قال : " هذا منكر لا أصل له ,
و لعله أدخل عليه , و ما عدا هذا من حديثه يشبه حديث الأثبات " . ذكره الحافظ
في " تهذيب التهذيب " و أقره . و قال المناوي : " و فيه عبد العزيز بن معاوية ,
غمزه الحاكم بهذا الحديث , و قال : هو خبر منكر . و رده في " المهذب " بأن
مسلما روى حديثا بهذا السند . انتهى . و به يعرف أن رمز المصنف لضعفه غير صواب
, و أن حكم ابن الجوزي بوضعه تهور " . قلت : و فيه عديد من الموآخذات : الأول :
أن مسلما لم يحتج بعبد العزيز هذا , و إنما روى له في المقدمة . الثاني : أن
السيوطي نفسه أقر في " اللآلي " ( 2 / 22 ) الحاكم على غمزه المذكور . الثالث :
أن ابن الجوزي لم يورد هذا الحديث مطلقا و إنما أورد الجملة الأخيرة منه من
طريق أخرى في حديث آخر و هو موضوع باعتراف الذهبي صاحب " المهذب " , و إقرار
المناوي نفسه له كما مضى في الحديث الذي قبله . رابعا : أن أبا أحمد الحاكم لم
يتفرد بإنكار الحديث بل تابعه عليه ابن حبان , و أقره الحافظ , و ضعفه البيهقي
كما ذكرته عنه آنفا . خامسا : أن هناك أحاديث صحيحة تبين الأحق بالإمامة مثل
حديث أبي مسعود البدري مرفوعا : " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله , فإن كانوا في
القراءة سواء فأعلمهم بالسنة , فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة , فإن
كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا " . رواه مسلم و غيره . و ليس فيه و لا في
غيره ذكر للأحسن وجها . فهذا من الأدلة على صحة حكم الأئمة المذكورين على هذا
الحديث بالإنكار . فأنى للحديث ما أراده له المناوي من القوة ! و الله أعلم . و
قد ذهبت بعض المذاهب إلى تقديم الأحسن وجها بعد الاستواء في الشروط الأخرى عملا
بهذا الحديث المنكر . بل بالغت بعضها فقالت : " فالأحسن زوجة لشدة عفته ,
فأكبرهم رأسا , فأصغرهم عضوا " ! <1> .
-----------------------------------------------------------
[1] مراقي الفلاح ( ص 55 ) من كتب الحنفية . و كأنهم لم يسعهم الوقوف عند
الأحاديث الصحيحة كحديث أبي مسعود المتقدم آنفا , بل و لا عند الأحاديث
الموضوعة و المنكرة , حتى اخترعوا من آرائهم شروطا أخرى , و ليتها كانت معقولة
و غير مستهجنة , و من الممكن العمل بها . و إلا فقل لي بربك كيف يمكن معرفة "
الأصغر عضوا " , مع كونه أكبرهم رأسا إلا بالكشف عن العورات ثم هم مع ذلك يسمون
مثل هذه الآراء فقها ! فاللهم توفيقك و هدايتك . اهـ .
610 " ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم
القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 77 ) :
$ ضعيف $ . أخرجه ابن ماجه ( 1 / 486 ) عن قيس أبي عمارة مولى الأنصار قال :
سمعت عبد الله بن أبي بكر بن # محمد بن عمرو بن حزم # يحدث عن أبيه عن جده
مرفوعا . و هذا سند ضعيف من أجل قيس هذا . قال البخاري : " فيه نظر " . و ذكره
العقيلي في " الضعفاء " و أورد له حديثين و قال : " لا يتابع عليهما " , أحدهما
هذا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " فلا يلتفت إليه , بعد جرح إمام
الأئمة له , و لهذا قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : " فيه لين " . فمن
العجائب أن يسكت الحافظ على الحديث في " التلخيص " ( 5 / 252 ) , و تبعه على
ذلك السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 424 ) . و أعجب منه قول النووي في " الأذكار "
( 188 ) : " إسناده حسن " و أقره المناوي ! و لعل النووي تنبه فيما بعد لعلته
فلم يورده في " الرياض " . و الله أعلم .
611 " ما خاب من استخار , و لا ندم من استشار , و لا عال من اقتصد " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 78 ) :
$ موضوع $ . رواه الطبراني في " الصغير " ( ص 204 ) عن عبد القدوس بن عبد
السلام بن عبد القدوس : حدثني أبي عن جدي عبد القدوس بن حبيب عن الحسن عن # أنس
# مرفوعا . و قال : " لم يروه عن الحسن إلا عبد القدوس تفرد به ولده عنه " .
قلت : عبد القدوس الجد : كذاب , و ابنه اتهمه بالوضع ابن حبان كما سيأتي في
الحديث ( 767 ) . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني في " الأوسط "
فقط و هو قصور , و كذلك عزاه له الحافظ في " اللسان " , و منه تبين أن السند
واحد . فلم يحسن السيوطي بإيراده في " الجامع " مع تفرد هذا الكذاب به ! .
612 " الأكل مع الخادم من التواضع , فمن أكل معه اشتاقت إليه الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 78 ) :
$ موضوع $ . الديلمي ( 1 / 2 / 268 ) عن أبي علي بن الأشعث : حدثنا شريح بن عبد
الكريم : حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي الحسيني أبو الفضل في كتاب
" العروس " : حدثنا محمد بن كثير القرشي : حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير
عن أبي سلمة عن # أم سلمة # مرفوعا . قلت : أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " ( ص 195 ) <1> في جملة أحاديث ذكرها من طريق الديلمي بإسناده عن أبي
الفضل هذا , و قال السيوطي : " ابن الأشعث كذبوه , و قال الديلمي : أسانيد "
كتاب العروس " واهية لا يعتمد عليها , و الأحاديث منكرة جدا " . قلت : و محمد
بن كثير القرشي قال أحمد : " حرقنا حديثه " , و قال البخاري : " منكر الحديث "
. و جعفر بن محمد الحسيني قال الجوزقاني في " كتاب الأباطيل " : " مجروح " . و
به أعله ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 267 ) و قال في ترجمته من المقدمة
( 1 / 45 ) : " أشار الديلمي إلى اتهامه " . يعني قول الديلمي المتقدم . و
الحديث قال المناوي : " سنده ضعيف " . و الظاهر أنه اقتصر على تضعيفه بناء منه
على قاعدة أن ما تفرد به الديلمي فهو ضعيف , و إلا فإنه لو رجع إلى سنده لحكم
عليه بالوضع كما صنع السيوطي على تساهله , و مع ذلك فقد تناقض السيوطي , فأورده
في " الجامع الصغير " أيضا !
-----------------------------------------------------------
قلت : و وقع فيه سقط في إسناد الحديث استدركته من " مختصر الديلمي " للحافظ ابن
حجر . اهـ .
613 " ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين , فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي
بجار السوء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 79 ) :
$ موضوع $ . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 354 ) و أبو عبد الله الفلاكي
في " الفوائد " ( ق 91 / 1 ) عن سليمان بن عيسى : حدثنا مالك عن عمه أبي سهيل
بن مالك عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب لم نكتبه إلا من
هذا الوجه " . قلت : و هو موضوع , آفته سليمان هذا و هو السجزي , و هو كذاب كما
قال أبو حاتم و غيره , و قال ابن عدي : " يضع الحديث " . و من طريقه أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " و قال ( 3 / 237 ) : " لا يصح , سليمان كذاب , و رواه
داود بن الحصين عن إبراهيم بن الأشعث عن مروان بن معاوية الفزاري عن سهيل بن
أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به . قال ابن حبان : داود يحدث عن الثقات
بما لا يشبه حديث الأثبات , يجب مجانبة روايته , و البلية في هذا منه : قال : و
هذا خبر باطل لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم , [ و من روى مثل
هذا الخبر عن إبراهيم بن الأشعث عن مروان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا
. وجب مجانبة روايته , لأن إبراهيم بن الأشعث يقال له : إمام <1> من أهل بخارى
ثقة مأمون , و البلية في هذا الحديث من داود هذا ] " <2> . قلت : لكن تعقبه
الدارقطني في تعليقه عليه فقال : " إبراهيم بن الأشعث ضعيف يحدث عن الثقات بما
لا أصل له . و زعموا أنه كان من العباد . و مروان الفزاري لم يسمع من سهيل بن
أبي صالح و لا روى عنه مما انتهى إلينا " . قلت : و يؤيد تضعيف الدارقطني
لإبراهيم أن ابن حبان نفسه لما أورد إبراهيم في " الثقات " قال : " يغرب و
ينفرد فيخطئ و يخالف " . فهذا منه نقض لوصفه إياه بأنه ثقة مأمون , لأنها لا
تلقي مع وصفه إياه بأنه يخطئ و يخالف , بل هذا إلى التضعيف أقرب منه إلى
التوثيق فتأمل , لاسيما و قد اتهمه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 88 ) عن أبيه بحديث
موضوع و قال : " كنا نظن بإبراهيم الخير فقد جاء بمثل هذا ! " . و اعلم أن داود
بن الحصين هذا ليس هو الأموي مولاهم فإن ذاك مدني , و هذا من ( المنصورة ) كما
في " ضعفاء ابن حبان " و ( المنصورة ) عدة مواضع , و لعلها هنا مدينة خوارزم
القديمة فراجع " معجم البلدان " . ثم إن هذا متأخر عن ذاك , فالأموي من أتباع
التابعين . و تعقبه السيوطي بما لا يجدي كغالب عادته ! فقال في " اللآلي " ( 2
/ 439 ) : " قلت : له شواهد ... " . ثم ذكرها من حديث علي و ابن عباس , عند
الماليني في " المؤتلف و المختلف " , و من حديث أم سلمة عند الديلمي . قلت : و
هي شواهد لا تسمن و لا تغني من جوع ! و لم يسق السيوطي أسانيدها لننظر فيها إلا
الأخير منها , و فيه عبد القدوس بن حبيب الكلاعي و هو متهم بالكذب لا يخفى حاله
على مثل السيوطي , قال ابن المبارك و غيره : " كذاب " . و قال ابن حبان : " كان
يضع الحديث " كما يأتي تحت الحديث ( 767 ) . و أما إسناد حديث علي فقد وقفت
عليه , أخرجه أبو موسى المديني في " جزء من أدركه الخلال من أصحاب ابن منده " (
ق 151 / 2 ) من طريق سليمان بن عيسى بن نجيح : حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد
بن عقيل عن ابن الحنفية عن علي بن أبي طالب مرفوعا نحوه : و قال : " غريب من
حديث الثوري " . قلت : بل هو عندي باطل لم يحدث به الثوري , بل ألصقه به سليمان
هذا و هو السجزي الكذاب الذي في الطريق الأولى ليضل به الناس كما فعل في
الإسناد الأول , قاتل الله الكذابين و قبحهم . و رواه الطبراني في " جزء من
حديثه " ( ق 31 / 2 ) من طريق المقدام بن داود المصري عن عبد الله بن محمد بن
المغيرة عن سفيان به . و هذه متابعة لا يفرح بها ! فإن ابن المغيرة هذا قال
النسائي : " روى عن الثوري و مالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أن يحدثا
بها " . و قال العقيلي : " يحدث بما لا أصل له " . و ساق الذهبي في ترجمته عدة
أحاديث , ثم قال : " و هذه موضوعات " ! و المقدام بن داود ليس بثقة كما قال
النسائي . فبطلت هذه المتابعة أيضا . و ذكر له ابن عراق شاهدا آخر من حديث ابن
مسعود و قال ( 2 / 373 ) : " أخرجه ابن عساكر في تاريخه " . و سكت عليه . و هو
عند ابن عساكر ( 16 / 302 / 2 ) من طريق المظفر بن الحسن بن المهند : أخبرنا
أحمد بن عمر بن جوصا : أخبرنا أبو عامر موسى بن عامر : أخبرنا الوليد بن مسلم :
أخبرنا شيبان أبو معاوية عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا به . و
هذا إسناد واه , و آفته ابن المهند هذا , ففي ترجمته أورده ابن عساكر و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا , و لا ذكر له شيئا من أحواله إلا أنه مات سنة ( 381 ) بـ
( أشنه ) <2> . و أحمد بن عمر بن جوصا , قال الذهبي : " صدوق له غرائب " . و
قال الدارقطني : " لم يكن بالقوي " . و قال مسلمة بن قاسم : " كان عالما
بالحديث مشهورا بالرواية , عارفا بالتصنيف , و كانت الرحلة إليه في زمانه , و
كان له وراق يتولى القراءة عليه و إخراج كتبه , فساء ما بينهما , فاتخذ وراقا
غيره , فأدخل الوراق الأول أحاديث في روايته و ليست من حديثه , فحدث بها ابن
جوصا , فتكلم الناس فيه , ثم وقف عليها فرجع عنها " . قلت : فلعل هذا الحديث
مما دسه عليه ذلك الوراق ليشينه به , هذا إن كان ابن المهند سمعه منه , و حفظه
عنه . ثم إن الوليد بن مسلم و إن كان ثقة فقد كان يدلس تدليس التسوية , و قد
عنعن في إسناده فلا تقوم الحجة به , إن سلم ممن دونه ! و بالجملة , فهذه
الطريق خير طرق هذا الحديث , و مع ذلك فلا يثبت الحديث بها لما علمت من العلل
التي فيها . و اعلم أن الحافظ السخاوي بعد أن أورد الحديث في " المقاصد " ( ص
31 ) من الطريق الأولى [ و أولها ] بقوله : " و سليمان متروك , بل اتهم بالكذب
و الوضع " . استدرك فقال : " و لكن لم يزل عمل السلف و الخلف على هذا " .
فينبغي أن يعلم أنه لا يلزم من ذلك أن الحديث صحيح , لأنه تضمن شيئا زائدا على
ما جرى عليه العمل , ألا و هو تعليل الدفن وسط القوم الصالحين , و هذا لا
يستلزم ثبوت التعليل المذكور فيه , لاحتمال أن يكون شيئا آخر , و على كل حال
فعلة الحكم أمر غيبي لا يجوز إثباتها بالظن و الرجم بالغيب . أو مجرد جريان
العمل على مقتضاها . و الله أعلم .
-----------------------------------------------------------
[1] كذا الأصل , و في " الجرح و التعديل " : " و يعرف بـ ( لام ) " . و لعله
الصواب .
[2] زيادة من " كتاب المجروحين " لابن حبان ( 1 / 286 ) .
[3] بالضم ثم السكون و ضم النون و هاء محضة : بلدة في طرف أذريبجان كما في "
معجم البلدان " . اهـ .
614 " إن لله تعالى في كل يوم جمعة ستمائة ألف عتيق من النار , كلهم قد استوجبوا
النار " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 82 ) :
$ منكر $ . أخرجه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 169 ) و تمام في " الفوائد "
( 236 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 26 / 2 ) و الواحدي في " التفسير " ( 4
/ 145 / 1 ) من طريق يحيى بن سليم الطائفي : حدثنا الأزور بن غالب عن سليمان
التيمي عن ثابت البناني عن # أنس بن مالك # مرفوعا . و أورده ابن عدي و كذا ابن
حبان في ترجمة الأزور هذا , و قال : " كان قليل الحديث إلا أنه روى على قلته عن
الثقات ما لم يتابع عليه من المناكير , فكأنه كان يخطيء و هو لا يعلم حتى صار
ممن لا يحتج به إذا انفرد " . ثم ساق الحديث و قال : " هذا متن باطل لا أصل له
" . و أما ابن عدي فقال : " أحاديثه معدودة يسيرة غير محفوظة , و أرجو أنه لا
بأس به " . كذا قال ! و في " الميزان " : " منكر الحديث , أتى بما لا يحتمل ,
فكذب " .
615 " التائب من الذنب كمن لا ذنب له , و إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 82 ) :
$ ضعيف $ . رواه القشيري في " الرسالة " ( ص 59 طبع بولاق ) و من طريقه ابن
النجار ( 10 / 161 / 2 ) : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن فورك قال : أخبرنا
أحمد بن محمود بن { خرزاذ } قال : حدثنا محمد بن فضيل بن جابر قال : حدثنا سعيد
بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن زكريا قال : حدثني أبي قال : سمعت # أنس بن
مالك # يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مظلم , من دون أنس لم أجد لأحد
منهم ذكرا في شيء من كتب التراجم , اللهم إلا ابن { خرزاذ } هذا فهو من شيوخ
الدارقطني , و قد ساق له حديثا بسند له إلى مالك عن الزهري عن أنس . ثم قال
الدارقطني : " هذا باطل بهذا الإسناد , و من دون مالك ضعفاء " . و قال في موضع
آخر : " مجهول " كما في " اللسان " . فالظاهر أنه هو آفة هذا الحديث . والله
أعلم .
و الحديث أورده في " الجامع الصغير " من رواية القشيري و ابن النجار , و لم
يتكلم عليه المناوي بشيء ! و النصف الأول من الحديث له شواهد من حديث عبد الله
بن مسعود و أبي سعيد الأنصاري . أما حديث ابن مسعود , فأخرجه ابن ماجه ( 4250 )
و أبو عروبة الحراني في " حديثه " ( ق 100 / 2 ) و الطبراني في " المعجم الكبير
" ( 3 / 71 / 1 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 210 ) و القضاعي في "
مسند الشهاب " ( 1 / 2 / 1 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 358 ) من طريق عبد
الكريم الجزري عن أبي عبيدة عنه . و رجال إسناده ثقات , لكنه منقطع بين أبي
عبيدة - و هو ابن عبد الله بن مسعود - و أبيه . و أما حديث أبي سعيد الأنصاري ,
فأخرجه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 245 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 10
/ 398 ) من طريق يحيى بن أبي خالد عن ابن أبي سعيد الأنصاري عن أبيه مرفوعا به
. و زاد في أوله : " الندم توبة " . و هذه الزيادة لها طريق أخرى صحيحة عن ابن
مسعود , و هي مخرجة في " الروض النضير " رقم ( 642 ) . و انظر رقم ( 1150 )
فإنه فيه من حديث أبي هريرة . و أما هذا الإسناد فهو ضعيف كما قال السخاوي في "
المقاصد " ( 313 ) , و علته يحيى بن أبي خالد , قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 140
) : " مجهول " . و كذا قال الذهبي . و نقل الحافظ في " اللسان " عن أبي حاتم
أنه قال : " و هذا حديث ضعيف , رواه مجهول عن مجهول " . يعني يحيى هذا , و ابن
أبي سعيد . ( تنبيه ) : هكذا وقع في " الحلية " ( أبي سعيد ) , و كذا وقع في "
المقاصد " و " الجامع الصغير " و غيرهما . و وقع في " المعرفة " ( أبي سعد ) و
في ترجمته أورد ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 378 ) هذا الحديث , فيبدو أنه الصواب .
و جملة القول : أن الحديث المذكور أعلاه ضعيف بهذا التمام . و طرفه الأول منه
حسن بمجموع طرقه , و قد قال السخاوي : " حسنه شيخنا - يعني ابن حجر - لشواهده "
. و الله أعلم . و له شاهد آخر من حديث ابن عباس بزيادة أخرى , و هو : " التائب
من الذنب كمن لا ذنب له , و المستغفر من الذنب و هو مقيم عليه كالمستهزئ بربه ,
و من آذى مسلما كان عليه من الإثم مثل منابت النخل " .
616 " التائب من الذنب كمن لا ذنب له , و المستغفر من الذنب و هو مقيم عليه
كالمستهزئ بربه , و من آذى مسلما كان عليه من الأثم مثل منابت النخل " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 83 ) :
$ ضعيف $ . رواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 373 / 1 ) و ابن عساكر في المجلس
الثاني و الثلاثين في التوبة من " الأمالي " ( ورقة 4 / 1 ) من طريق الخطيب
بسنده عن سلم بن سالم : حدثنا سعيد الحمصي عن عاصم الجذامي عن عطاء عن # ابن
عباس # مرفوعا . ثم رواه في " التاريخ " ( 15 / 295 / 2 ) من طريق أخرى عن سلم
: حدثنا سعيد بن عبد العزيز به . قلت : و هذا إسناد ضعيف , سلم بن سالم و هو
البلخي الزاهد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : قال أحمد و النسائي : ضعيف
" . و سعيد الحمصي لم أعرفه , و يحتمل أن يكون سعيد بن سنان أبا مهدي الحمصي و
هو ضعيف جدا .
617 " استرشدوا العاقل ترشدوا , و لا تعصوه تندموا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 84 ) :
$ موضوع $ . رواه الخطيب عن سليمان بن عيسى بسنده المتقدم آنفا برقم ( 613 ) عن
# أبي هريرة # مرفوعا . و سليمان كذاب كما سبق , و قد ساق الذهبي في ترجمته هذا
الحديث و قال : " و هذا غير صحيح " . يعني أنه موضوع . قلت : و لم يتفرد به ,
فقد أخرجه أبو الحسن النعالي في " جزء من حديثه " ( 127 / 1 ) و القضاعي في "
مسند الشهاب " ( 61 / 1 ) عن علي بن زياد المتوثي : حدثنا عبد العزيز بن أبي
رجاء : حدثنا مالك بن أنس به . لكنه قال : عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي
هريرة : و عبد العزيز هذا قال الذهبي : " قال الدارقطني : متروك , له مصنف
موضوع كله " . ثم ساق له حديثين في العقل من طريق المتوثي هذا عنه به هذا
أحدهما , و قال في الآخر : " هذا باطل على مالك " . و الأول أورده الدارقطني في
" غرائب مالك " من هذه الطريق و قال : " هذا حديث منكر " . ذكره الحافظ في "
اللسان " . و قد وجدت له طريقا أخرى عن أبي هريرة . رواه أبو جعفر الطوسي
الشيعي في " الأمالي " ( ص 94 ) من طريق داود بن المحبر : حدثنا عباد بن كثير
عن سهيل بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به . و داود هذا و عباد بن
كثير كذابان . و هذا الحديث يكثر من إيراده بعض المشايخ حتى حفظه عنه مريدوه ,
و لذلك أوردته محذرا منه لعلهم ينتهون عن نسبته إليه صلى الله عليه وسلم خشية
أن ينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم : " من حدث عني بحديث و هو يرى أنه كذب
فهو أحد الكذابين " .
618 " مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش في الحجر , و مثل الذي يتعلم العلم في
كبره كالذي يكتب على الماء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 85 ) :
$ موضوع $ . أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني في " الكبير " عن #
أبي الدرداء # . و قال الشارح المناوي : " قال المصنف في " الدرر " : سنده ضعيف
, و قال الهيثمي : فيه مروان بن سالم الشامي , ضعفه الشيخان و أبو حاتم . قلت :
البخاري ضعفه جدا فقد قال فيه : " منكر الحديث " . و كذلك قال مسلم و أبو حاتم
, و قد سبق أن ذكرنا أن من قال البخاري فيه : " منكر الحديث " فلا تحل الرواية
عنه , و لذلك فإن الاقتصار على تضعيف الرجل قصور , و كذا الاقتصار على تضعيف
حديثه , فإنه يفتح الباب لمن لا علم عنده أن يستشهد به , مع أنه من المتفق عليه
أن الحديث إذا اشتد ضعفه لا يجوز أن يستشهد به . و أنا أرى أن هذا الحديث موضوع
, لأن ابن سالم هذا متهم كما يشير إلى ذلك قول البخاري فيه : " منكر الحديث " .
و يؤيده قول أبي عروبة الحراني : " كان يضع الحديث " . و قول الساجي : " كذاب
يضع الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 317 ) : " يروي المناكير عن المشاهير , و
يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات " . و الحديث روي من حديث أبي هريرة
بلفظ آخر , و هو : " من تعلم العلم و هو شاب كان بمنزلة وسم في حجر , و من
تعلمه بعد كبر فهو بمنزلة كتاب على ظهر الماء " .
619 " من تعلم العلم و هو شاب كان بمنزلة وسم في حجر , و من تعلمه بعد كبر فهو
بمنزلة كتاب على ظهر الماء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 85 ) :
$ موضوع $ . رواه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 218 ) من طريق هناد بن
إبراهيم النسفي بسنده عن بقية بن الوليد عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن #
أبي هريرة # و قال : " لا يصح , هناد بن إبراهيم النسفي لا يوثق به , و بقية بن
الوليد مدلس " . و أقره على هذا السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 196 ) , لكن
تعقبه بقوله : " قلت : له شاهد من مرسل إسماعيل بن رافع . أخرجه البيهقي في "
المدخل " بهذا اللفظ . و من طريق أبي الدرداء " . ثم ساق إسناد أبي الدرداء و
لفظه , و هو موضوع كما بينته قبل هذا , و أما المرسل فلم يذكر إسناده إلى
إسماعيل , على أن كونه من مرسله كاف في إنزال حديثه من رتبة الاستشهاد به ,
لأنه ضعيف جدا , تركه جماعة , و قال ابن حبان ( 1 / 112 ) : " كان رجل صالحا ,
إلا أنه كان يقلب الأخبار حتى صار الغالب على حديثه المناكير التي يسبق إلى
القلب أنه كان المعتمد لها " . على أن حق العبارة أن يقال : " من معضل إسماعيل
بن رافع " لأن إسماعيل هذا ليس تابعيا , بل هو يروي عن بعض التابعين , و عليه
فقد سقط من السند اثنان فأكثر , فالحديث معضل .
620 " من أصبح يوم الجمعة صائما , و عاد مريضا , و أطعم مسكينا , و شيع جنازة , لم
يتبعه ذنب أربعين سنة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 86 ) :
$ موضوع $ . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 122 / 2 ) و من طريقه أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 107 ) عن عمرو بن حمزة البصري : حدثنا خليل بن
مرة عن إسماعيل بن إبراهيم عن عطاء بن أبي رباح عن # جابر # مرفوعا . و قال ابن
الجوزي : " موضوع , عمرو , و الخليل و إسماعيل كلهم ضعفاء مجروحون " . و تعقبه
السيوطي بقوله ( 2 / 28 ) : " قلت : هذا لا يقتضي الوضع , و قد وثق أبو زرعة
الخليل فقال : شيخ صالح ... " . قلت : لكن قد أشار البخاري إلى اتهامه بقوله :
" منكر الحديث " . و قال في موضع آخر : " فيه نظر " . و لا يقول هذا إلا فيمن
لا تحل الرواية عنه كما تقدم ذكره مرار , و إذا ثبت هذا عن إمام الأئمة فهو جرح
واضح . و هو مقدم على التعديل , لاسيما إذا كان المعدل دون البخاري في العلم
بالرجال . ثم إن المحققين من العلماء قديما و حديثا لا يكتفون حين الطعن في
الحديث الضعيف سنده على جرحه من جهة إسناده فقط , بل كثيرا ما ينظرون إلى متنه
أيضا فإذا وجدوه غير متلائم مع نصوص الشريعة أو قواعدها لم يترددوا في الحكم
عليه بالوضع , و إن كان السند وحده لا يقتضي ذلك كهذا الحديث , فإن فيه أن فعل
هذه الأمور المستحبة في يوم الجمعة سبب في أن لا يسجل عليه ذنب أربعين سنة ! و
هذا شيء غريب لا مثيل له في الأحاديث الصحيحة فيما أذكر الآن . و لهذا أقول :
إن الشواهد التي أوردها السيوطي ههنا لا تشهد للحديث إلا في الجملة . أما بخصوص
هذه الجملة الأخيرة : " و لم يتبعه ذنب أربعين سنة " فلا , لأنها لم ترد في شيء
منها مطلقا , و كلها أطبقت على أن الجزاء : " وجبت له الجنة " , و لا يخفى أن
هذا شيء و الجملة المتقدمة شيء آخر , إذ لا يلزم من استحقاق الجنة أن لا يتبعه
ذنب أربعين سنة فقد يسجل عليه ذنب بل ذنوب ثم يحاسب عليها فقد يستحق بها النار
فيدخلها , ثم يخرج منها فيدخل الجنة جزاء هذه الأعمال الفاضلة , أو بإيمانه .
فظهر الفرق بين الشاهد و المشهود , و هذا مما يؤكد ما ذهب إليه ابن الجوزي من
أن الحديث موضوع . فتأمل فأنه شيء خطر في البال , فإن كان صوابا فمن الله , و
إن كان خطأ فمن نفسي . ( تنبيه ) : لقد اختلط على المناوي إسناد هذا الحديث
بإسناد أحد الشواهد التي سبقت الإشارة إليها , و هو و إن كان ضعيفا أيضا و لكنه
خير من هذا ضعفا , و بناء عليه رد على ابن الجوزي حكمه على الحديث بالوضع فقال
: " إذ قصاراه أن فيه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي أورده الذهبي في "
الضعفاء " , و فيه ابن لهيعة أيضا " . فأنت ترى أن هذين ليسا في إسناد هذا
الحديث الموضوع فاقتضى التنبيه . و لفظ حديث الأويسي : " من أصبح يوم الجمعة
صائما , و عاد مريضا , و شهد جنازة , و تصدق بصدقة فقد أوجب الجنة " . أخرجه
البيهقي و قال : " الإسناد الأول يؤكد هذا و كلاهما ضعيف " . قلت : و شيخ
الأويسي ابن لهيعة ضعيف أيضا . لكن حديثه صحيح بدون ذكر الجمعة , فانظر "
الصحيحة " ( 88 ) .
621 " من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا و سبعين مغفرة , واحدة فيها صلاح أمره كله
, و ثنتان و سبعون له درجات يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 87 ) :
$ موضوع $ . أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 320 ) و ابن أبي الدنيا في
" قضاء الحوائج " ( ص 38 و 95 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 143 / 2 ) و
الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 15 ) و ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 304
) و أبو علي الصواف في " حديثه " ( 85 / 2 ) و الخطيب ( 6 / 41 ) و ابن عساكر (
6 / 235 / 2 ) من طريق زياد بن أبي حسان عن # أنس # مرفوعا . و أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 171 ) من رواية العقيلي ثم قال : " موضوع . آفته
زياد " . و قال العقيلي : " لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به " . و قال ابن حبان
: " كان شعبة شديد الحمل عليه , و كان ممن يروي أحاديث مناكير , و أوهاما كثيرة
" . و قال الحاكم و النقاش : " روى عن أنس أحاديث موضوعة , و كان شعبة شديد
الحمل عليه و كذبه " . و قال البيهقي : إنه تفرد به . و قد تعقب السيوطي ابن
الجوزي على عادته ! فذكر ( 2 / 86 ) بأن للحديثين طريقين آخرين و شاهدا , و ذلك
مما لا طائل تحته , فإن أحد الطريقين رواه ابن عساكر ( 15 / 193 / 2 ) و فيه
إسماعيل بن عياش و هو ضعيف في روايته عن الحجازيين , و هذه منها و في الطريق
إليه أبو محمد عبد الله بن عبد الغفار بن ذكوان تكلم فيه الكتاني , و فيه جماعة
لم أعرفهم , و في هذه الطريق زيادة تؤكد وضع الحديث و لفظها " و من قال : أشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , أحد صمد , لم يلد و لم يولد , و لم يكن
له كفوا أحد , كتب الله له بها أربعين ألف ألف حسنة " . و الطريق الآخر رواه
الخطيب ( 11 / 175 ) , و فيه دينار مولى أنس , و هو كذاب , قال ابن حبان ( 1 /
290 ) : " كان يروي عن أنس أشياء موضوعة " . و لذلك لم يحسن السيوطي بإيراده
الحديث في " الجامع الصغير " , و قد أورده ابن طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص
80 ) . و أما الشاهد فسيأتي برقم ( 751 ) .
622 " ما جبل ولي الله إلا على السخاء و حسن الخلق " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 88 ) :
$ موضوع $ . رواه أبو القاسم القشيري في " الأربعين " ( ق 157 / 2 ) و القاضي
أبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " ( ق 89 / 1 ) و ابن عساكر ( ج 15 / 407 /
1 ) من طريق يوسف بن السفر أبي الفيض : حدثنا الأوزاعي : حدثني الزهري عن عروة
عن # عائشة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مركب موضوع , و آفته ابن السفر هذا
فإنه كذاب كما سبق مرارا . و قد أورد الحديث من طريقه ابن الجوزي في "
الموضوعات " ( 2 / 179 ) و قال : " قال الدارقطني : يوسف يكذب , و الحديث لا
يثبت " . و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 91 ) ثم ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( ق 262 / 2 ) . قلت : و لا يغتر برواية بقية لهذا الحديث عن
الأوزاعي به . أخرجه أبو حامد الشجاعي في " الأمالي " ( ق 3 - 4 ) و كذا رواه
ابن عساكر أيضا إلا أنه أسقط من إسناده عائشة فأرسله , لا يغتر بذلك فإنها من
تدليسات بقية المشهورة حيث أسقط من بينه و بين الأوزاعي ابن السفر هذا الكذاب .
و يؤيده أن ابن عساكر رواه في رواية أخرى له عن بقية عن يوسف بن السفر عن
الأوزاعي به مرسلا . فهذه الرواية تدل على أن بقية تلقاه عن الكذاب المذكور .
و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 3 / 248 ) من رواية أبي الشيخ عنها .
و أشار إلى تضعيفه .
623 " من أفطر يوما في شهر رمضان في الحضر فليهد بدنة , فإن لم يجد فليطعم ثلاثين
صاعا من تمر المساكين " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 88 ) :
$ موضوع $ . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الدارقطني عن خالد بن
عمرو الحمصي : حدثنا أبي : أنبأنا الحارث بن عبيدة الكلاعي : حدثنا مقاتل بن
سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن # جابر # مرفوعا . و قال ( 2 / 196 ) : " مقاتل
كذاب . و الحارث ضعيف " . و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 106 ) , و مع ذلك
فقد أورده في " الجامع الصغير " ! و تعقبه المناوي بقوله : " و قال مخرجه
الدارقطني : الحارث و مقاتل ضعيفان جدا . اهـ . فقد برىء مخرجه من عهدته ببيان
حاله , فتصرف المصنف بحذف ذلك من كلامه غير جيد , و في " الميزان " : هذا حديث
باطل , يكفي في رده تلف خالد , و شيخه ضعيف , و مقاتل غير ثقة , و خالد كذبه
الفريابي , و وهاه ابن عدي " . ثم ذكر كلام ابن الجوزي السابق ثم قال : " و
تبعه المؤلف في مختصره ساكتا عليه " .
624 " من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 89 ) :
$ موضوع $ . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الحاكم عن جويبر عن
الضحاك عن # ابن عباس # مرفوعا . و قال ( 2 / 204 ) : " قال الحاكم : أنا ابرأ
إلى الله من عهدة جويبر " . و أما السيوطي فكأنه أقره في " اللآلي " فإنه قال
عقبه ( 2 / 111 ) : " قلت : أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " عن الحاكم و قال
: إسناده ضعيف بمرة , و جويبر ضعيف , و الضحاك لم يلق ابن عباس " . ثم ساق له
شاهدا من حديث أبي هريرة رواه ابن النجار , و فيه إسماعيل بن معمر قال السيوطي
: " قال في " الميزان " : ليس بثقة " . فالعجب منه كيف سها عن هذا فأورده في "
الجامع الصغير " ! و قد تعقبه المناوي بما نقله . عن السخاوي أنه قال عقب قول
الحاكم السابق : " بل هو موضوع " . و نقل نحوه عن ابن رجب , و نقل الشيخ
القاريء في " موضوعاته " ( ص 122 ) عن ابن القيم أنه قال : " و أما أحاديث
الاكتحال و الادهان و التطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين , و قابلهم آخرون
فاتخذوه يوم تألم و حزن , و الطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة , و أهل السنة
يفعلون ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم , و يجتنبون ما أمر به
الشيطان من البدع " .
625 " الإيمان نصفان , نصف في الصبر , و نصف في الشكر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 89 ) :
$ ضعيف جدا $ . رواه الخرائطي في " كتاب فضيلة الشكر " ( 129 / 1 من مجموع 98 )
و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 2 / 361 ) عن يزيد الرقاشي عن # أنس بن
مالك # مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا , يزيد هو ابن أبان و هو متروك كما
قال النسائي و غيره . و الحديث ذكره في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في
" الشعب " عن أنس , و قال المناوي : " و فيه يزيد الرقاشي , قال الذهبي و غيره
: متروك " .
626 " من رابط فواق ناقة حرمه الله على النار " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) :
$ منكر $ . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 6 ) و الخطيب ( 7 / 203 ) عن محمد
بن حميد : حدثنا أنس بن عبد الحميد - أخو جرير بن عبد الحميد - عن هشام بن عروة
عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا و قال العقيلي : " هذا حديث منكر " . ذكره في
ترجمة أنس هذا , ثم قال : " و قد رأيت له غير حديث من هذا النحو , فإن كان ابن
حميد ضبط عنه , فليس هو ممن يحتج به " . ثم رواه العقيلي ( ص 165 ) من طريق
سليمان بن مرقاع الجندعي عن مجاهد عن عائشة مرفوعا . و قال : " سليمان منكر
الحديث , و لا يتابع في حديثه " .
627 " من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله من الأجر مثل ما أعطى أيوب على بلائه ,
و من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسية امرأة فرعون " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) :
$ لا أصل له بهذا التمام $ . أورده هكذا الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 39 ) و
قال مخرجه العراقي : " لم أقف له على أصل " . و أقره الزبيدي في " شرح الإحياء
" ( 5 / 352 ) و ذكر نحوه السبكي في " الطبقات " ( 4 / 154 ) . و أقول : قد
وجدت للشطر الأول منه أصلا و لكنه موضوع , رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده
" فقال : حدثنا داود بن المحبر : حدثنا ميسرة بن عبد ربه عن أبي عائشة السعدي
عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة و ابن
عباس قالا : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة قبل وفاته ..... قلت :
فذكر حديثا طويلا جدا في نحو اثنتين عشرة صفحة , و الصفحة أكبر من هذه , و هو
مركب من أحاديث متفرقة , و فيه هذا الشطر , أورده السيوطي بتمامه في " اللآلي "
( 2 / 361 - 373 ) ثم قال : " قال الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " : هذا
الحديث بطوله موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم , و المتهم به ميسرة بن
عبد ربه لا بورك فيه " .
628 " تنقه , و توقه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) :
$ ضعيف $ . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 222 ) و الطبراني في " المعجم
الكبير " و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 267 ) و تمام في " الفوائد " ( 3
/ 40 ) و أبو محمد الخلدي في " جزء من فوائده " ( 44 / 1 ) و أبو العباس بن
المنير في المجلس الخامس من " الأمالي " ( 28 / 1 ) و الرامهرمزي في " المحدث
الفاصل " ( ص 49 ) و في " الأمثال " ( 123 / 2 ) و أبو الحسن الزعفراني في "
فوائد أبي شعيب " ( ق 82 / 2 ) و الخطابي في " غريب الحديث " ( 153 / 1 ) من
طريق عبد الله بن مسعر بن كدام عن مسعر عن وبرة عن # عبد الله بن عمر # مرفوعا
و قال العقيلي : " لا يتابع عليه , و لا يعرف إلا به " . يعني عبد الله هذا .
قلت : قال الذهبي : " تالف , قال أبو حاتم : متروك الحديث " . قلت : و هو راوي
حديث انقطاع عذاب جهنم المتقدم برقم ( 607 ) . و ذكر له السيوطي شاهدا من رواية
الباوردي في " المعرفة " عن سنان مرفوعا بلفظ : " تنق و توق " . و أعله المناوي
بالإرسال فقال : " سنان هو ابن سلمة بن المحبق البصري الهذلي , ولد يوم حنين ,
و له رؤية , و قد أرسل أحاديث " . و لم يتعرض للكلام على إسناده إليه , و ما
أراه يصح . و الله أعلم .
629 " من بات على طهارة ثم مات من ليلته مات شهيدا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 91 ) :
$ موضوع $ . رواه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 729 ) عن سليمان
بن سلمة الخبائري ( الأصل : الجنائزي و هو تصحيف ) : حدثنا يونس بن عطاء بن
عثمان بن سعيد بن زياد بن الحارث الصدائي : حدثنا سلمة الليثي و شريك بن أبي
نمر قالا : حدثنا # أنس بن مالك # مرفوعا . قلت : و هذا سند موضوع , سليمان هذا
قال ابن الجنيد : " كان يكذب " . و يونس بن عطاء قال ابن حبان : " يروي العجائب
, لا يجوز الاحتجاج بخبره " . و قال الحاكم و أبو سعيد النقاش و أبو نعيم : "
روى عن حميد الطويل الموضوعات " . قلت : و مع هذا فقد أورد الحديث السيوطي في "
الجامع الصغير " عن ابن السني ! و لم يتعقبه المناوي بشيء ! فلا أدري ما فائدة
تسويد الصحيفة بإيراده أحاديث هؤلاء الكذابين ?! .
630 " قال الله تعالى : الإخلاص سر من سري , استودعته قلب من أحببت من عبادي " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 92 ) :
$ ضعيف $ . ذكره الغزالي في " الإحياء " ( 4 / 322 ) عن # الحسن # قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قال الحافظ العراقي في " تخريجه " : " رويناه
في جزء من " مسلسلات القزويني " مسلسلا يقول كل واحد من رواته : سألت فلانا عن
الإخلاص ? فقال : ..... , و هو من رواية أحمد بن عطاء الهجيمي عن عبد الواحد بن
زيد عن الحسن عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله تعالى .
و أحمد بن عطاء و عبد الواحد بن زيد كلاهما متروك , و رواه أبو القاسم القشيري
في " الرسالة " من حديث علي بن أبي طالب بسند ضعيف " . ( تنبيه ) : جاء هذا
الحديث في كتاب " من هدي الإسلام " المقرر تدريسه للصف الثامن ( ص 74 طبع سنة
1375 - 1955 ) معزوا للحاكم . و لم أجد من عزاه إليه فهو وهم على الغالب . و
الله أعلم .
631 " ثلاثة ليس عليهم حساب فيما طعموا إذا كان حلالا , الصائم , و المتسحر , و
المرابط في سبيل الله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 92 ) :
$ موضوع $ . الطبراني ( 3 / 143 / 2 ) عن عبد الله بن عصمة عن أبي الصباح عن
أبي هاشم عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع , نقل
المناوي عن الهيثمي أنه قال : " عبد الله بن عصمة و أبو الصباح مجهولان " . و
أقره المناوي ! و أقول : كلا فإن أبا الصباح ليس مجهولا بل هو معروف و لكن
بالوضع ! أورده الحافظ في الكنى من " اللسان " و سماه عبد الغفور , ثم أحال
عليه في " الأسماء " , و ذكر هناك : " قال يحيى بن معين : ليس حديثه بشيء , و
قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث " <1> . و قال البخاري : تركوه , و قال ابن
عدي : ضعيف منكر الحديث " . ثم ساق له أحاديث , على بعضها آثار الوضع لائحة !
فهو المتهم بهذا الحديث . و لعل من آثار هذا الحديث السيئة ما عليه حال
المسلمين اليوم , فإنهم إذا جلسوا في رمضان للإفطار لا يعرف أحدهم أن يقوم عن
الطعام إلا قبيل العشاء لكثرة ما يلتهم من أنواع الأطعمة و الأشربة و الفواكه و
الحلوى ! كيف لا و الحديث يقول : إنه من الثلاثة الذين لا حساب عليهم فيما
طعموا ! فجمعوا بسبب ذلك بين الإسراف المنهي عنه في الكتاب و السنة , و بين
تأخير صلاة المغرب المنهي عنه في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تزال أمتي
بخير أو على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم " صححه الحاكم و
وافقه الذهبي و هو كما قالا , فإن له طرقا و شواهد أشرت إليها في " صحيح سنن
أبي داود " ( رقم 444 ) . نعم جاء الحض على تعجيل الفطر أيضا في أحاديث كثيرة
منها قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " . فيجب
العمل بالحديثين بصورة لا يلزم منها تعطيل أحدهما من أجل الآخر , و ذلك
بالمبادرة إلى الإفطار على لقيمات يسكن بها جوعه ثم يقوم إلى الصلاة , ثم إن
شاء عاد إلى الطعام حتى يقضي حاجته منه , و قد جاء شيء من هذا في السنة العملية
فقال أنس : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات ,
فإن لم تكن رطبات فتمرات , فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء " . رواه أبو
داود و الترمذي و حسنه . و هو في " صحيح أبي داود " برقم ( 2040 ) و ما قبله
متفق عليه , و هو مخرج في " الإرواء " ( 899 ) .
-----------------------------------------------------------
[1] قلت : و تمام كلامه في " المجروحين " ( 2 / 141 ) : " ..... على الثقات ,
كعب و غيره لا يحل كتابة حديثه و لا ذكره إلا على جهة التعجب " . اهـ .
632 " أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله في السراء و الضراء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 93 ) :
$ ضعيف $ . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 57 ) و في " الكبير " أيضا و "
الأوسط " و أبو الشيخ في " أحاديثه " ( 16 / 2 ) و أبو بكر بن أبي علي المعدل
في " سبع مجالس من الأمالي " ( 12 / 1 ) و أبو نعيم ( 5 / 69 ) عن علي بن عاصم
: حدثنا قيس بن الربيع عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس #
مرفوعا . و قال الطبراني و أبو نعيم : " لم يروه عن حبيب إلا قيس بن الربيع و
شعبة بن الحجاج " . زاد الأول : " تفرد به عن شعبة نصر بن حماد الوراق " .
قلت : ثم أخرجه الطبراني في " الصغير " و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 144 /
2 ) و كذا الضياء في " المختارة " ( 7 / 13 / 1 ) من طريق نصر بن حماد : حدثنا
شعبة عن حبيب به . و هذه المتابعة ضعيفة جدا , فإن راويها نصر بن حماد كذاب كما
تقدم مرارا . و أما الطريق الأول فضعيف , و فيه ثلاث علل : الأولى و الثانية :
ضعف علي بن عاصم , و كذا شيخه قيس بن الربيع . و الثالثة : عنعنة حبيب بن أبي
ثابت , فإنه مدلس . و قول الطبراني : " لم يروه عن حبيب إلا قيس و شعبة .... "
إنما هو بالنسبة لما وقع إليه , و إلا فقد تابعهما عن شعبة سعد بن عامر أخرجه
الماليني في " شيوخ الصوفية " ( 17 - 18 ) : أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن
حمزة الصوفي الزادي : أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه بـ ( بلخ ) : أنبأنا
محمد بن فضيل الزاهد : أنبأنا سعد بن عامر عن شعبة به . و من دون ابن فضيل لم
أعرفهما . و تابعهما المسعودي أيضا , أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصبر " ( 50 /
1 ) و الحاكم ( 1 / 502 ) بسند صحيح عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن
حبيب بن أبي ثابت به . و قال : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي ! و فيه
مؤاخذات : الأول : أن المسعودي لم يخرج له مسلم مطلقا , و إنما أخرج له البخاري
تعليقا , فليس هو على شرط مسلم . الثاني : أن المسعودي ضعيف لاختلاطه , قال ابن
حبان ( 2 / 51 ) : " اختلط حديثه القديم بحديثه الأخير فلم يميز فاستحق الترك "
. و قد وصفه الذهبي نفسه في " الميزان " بأنه سيىء الحفظ , فأنى لحديثه الصحة
?! الثالث : أن حبيب بن أبي ثابت قد عنعنه و هو مدلس كما تقدم , فأنى للحديث
الصحة ?! و الحديث أعله الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 70 ) بقيس
بن الربيع قال : " ضعفه الجمهور " . و كأنه خفيت عليه رواية الحاكم هذه ! و
رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 165 / 1 من الكواكب 575 ) بسند صحيح عن حبيب
عن ابن جبير موقوفا عليه . و لعله الصواب .
633 " من نظر في الدنيا إلى من هو دونه , و نظر في الدين إلى من هو فوقه كتبه الله
صابرا و شاكرا , و من نظر في الدنيا إلى من هو فوقه و في الدين إلى من هو دونه
لم يكتبه الله صابرا و لا شاكرا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 94 ) :
$ لا أصل له بهذا اللفظ $ . و إن أورده الغزالي ( 4 / 108 ) و عزاه الحافظ
العراقي للترمذي من حديث # عبد الله بن عمرو # , فإن الترمذي إنما رواه ( 3 /
320 ) من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ : "
خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا , و من لم تكن فيه لم يكتبه الله
شاكرا و لا صابرا : من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به , و من نظر في
دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه كتبه الله شاكرا صابرا , و
من نظر في دينه إلى من هو دونه , و نظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما
فاته منه لم يكتبه الله شاكرا و لا صابرا " . و ضعفه الترمذي بقوله : " هذا
حديث غريب " . و علته المثنى هذا , قال العراقي : " ضعيف " . و سكت عليه الحافظ
في " الفتح " ( 11 / 27 ) و هذا يدل على أن ما يسكت عنه الحافظ في هذا الكتاب
ليس حسنا دائما خلافا لظن بعضهم . و يغني عن هذا الحديث قوله صلى الله عليه
وسلم : " انظروا إلى من هو أسفل منكم , و لا تنظروا إلى من هو فوقكم , فإنه
أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " . رواه مسلم و الترمذي و صححه , و هو عند
البخاري ( 10 / 270 ) نحوه .
634 " إنكم لا تسعون الناس بأموالكم , فليسعهم منكم بسط الوجه , و حسن الخلق " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 95 ) :
$ ضعيف $ . رواه علي بن حرب الطائي في " حديثه " ( 81 / 1 ) و أبو نعيم ( 10 /
25 ) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري عن جده عن # أبي هريرة # . و عزاه
السيوطي للحاكم أيضا و البيهقي . قال المناوي : " قال البيهقي : تفرد به عبد
الله بن سعيد المقبري عن أبيه ( كذا ) . و روي من وجه آخر ضعيف عن عائشة . اهـ
. و في " الميزان " : عبد الله بن سعيد هذا واه بمرة , و قال الفلاس : منكر
الحديث متروك , و قال يحيى : استبان لي كذبه , و قال الدارقطني , متروك ذاهب .
و ساق له أخبارا هذا منها , ثم قال : و قال فيه البخاري : تركوه " . قلت : و
أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 22 ) برواية أبي يعلى و البزار و قال : " و
فيه عبد الله بن سعيد المقبري و هو ضعيف " . و أما قول المنذري ( 3 / 260 ) :
" رواه أبو يعلى و البزار من طرق أحدهما حسن جيد " . فأخشى أن يكون وهما لأمرين
: الأول : أنه لو كان له طرق أحدهما حسن . لما اقتصر الهيثمي على ذكر الطريق
الضعيف . الثاني : أن البيهقي قد صرح بتفرد المقبري به . و الله أعلم . ثم إنني
لم أجد الحديث في " المستدرك " . ثم وجدته فيه ( 1 / 124 ) و قال : " عن أبيه "
.
635 " ذروا العارفين المحدثين من أمتي , لا تنزلوهم الجنة و لا النار , حتى يكون
الله الذي يقضي فيهم يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 95 ) :
$ موضوع $ . رواه ابن عدي ( 208 / 1 ) و الثقفي في " الفوائد العوالي المنتقاة
" المعروفة بـ " الثقفيات " ( ج 6 رقم 10 من منسوختي ) و الخطيب ( 8 / 292 ) من
طريق أيوب بن سويد : حدثني سفيان عن خالد بن أبي كريمة عن عبد الله بن مسور -
بعض ولد جعفر بن أبي طالب - عن # محمد بن الحنفية عن أبيه # مرفوعا . و هذا
إسناد موضوع , المتهم به عبد الله بن مسور قال في " الميزان " : " قال أحمد و
غيره أحاديثه موضوعة " . ثم ساق له أحاديث هذا أحدها . و في " اللسان " : " قال
ابن المديني : كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم , و لا يضع إلا
ما فيه أدب أو زهد , فيقال له في ذلك ? فيقول : إن فيه أجرا " ! و قال البخاري
: " يضع الحديث " . و قال النسائي : " كذاب " . و قال ابن حبان ( 2 / 29 ) :
"كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات " . قلت : و مع هذا فقد أورد السيوطي
حديثه هذا في " الجامع الصغير " ! و للحديث طريق آخر سيأتي بلفظ : " دعوا
المذنبين .... " .
636 " المتحابون في الله على كراسي من ياقوت أحمر حول العرش " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 96 ) :
$ منكر $ . رواه الطبراني ( 1 / 198 / 2 ) و ابن عدي ( 212 / 2 ) و الثقفي في "
الثقفيات " ( 6 / 49 / 2 ) عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي : حدثني سليمان بن
عطاء بن يزيد الليثي عن أبيه عن # أبي أيوب # مرفوعا , و قال ابن عدي : " حديث
غير محفوظ " . قلت : و سنده ضعيف جدا , الليثي هذا قال البخاري و أبو حاتم : "
منكر الحديث " . و قال ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 16 ) : " اختلط بآخره
فكان يقلب الأسانيد و لا يعلم , و يرفع المراسيل فاستحق الترك " . و شيخه
سليمان بن عطاء الراوي عن أبيه عطاء , ذكره ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 133 ) و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 2 / 109 ) .
و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني , و تعقبه المناوي
بالليثي هذا , و نقل عن العلائي أنه قال : " لا بأس بإسناده " . و هذا مردود
ففيه كل البأس لما عرفت من كلام الأئمة في الليثي , و قد جاءت أحاديث كثيرة
ثابتة بمعنى هذا , و ليس في شيء منها " على كراسي من ياقوت " إنما " على كراسي
من نور " ( انظر الترغيب 4 / 47 - 48 ) فدل هذا على أن الحديث بهذا اللفظ منكر
, لتفرد هذا الضعيف به , و خلوه عن جابر يقويه .
637 " إن الله يحب الملحين في الدعاء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 96 ) :
$ باطل $ . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 467 ) و أبو عبد الله الفلاكي في "
الفوائد " ( 89 / 2 ) عن بقية : حدثنا يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن الزهري عن
عروة عن # عائشة # مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا بل موضوع , يوسف بن السفر
كذاب بل قال البيهقي : " هو في عداد من يضع الحديث " . و قد ذكر المناوي عن
الحافظ أنه قال : " تفرد به يوسف بن السفر عن الأوزاعي , و هو متروك , و كأن
بقية دلسه " . و قال ابن عدي في " الكامل " ( 418 / 1 ) : " و هذه الأحاديث
التي رواها يوسف عن الأوزاعي بواطيل كلها " . قلت : و لبقية في هذا الحديث
روايتان إحدهما صرح فيها بسماعه له من يوسف بن السفر و هي هذه , و الأخرى أسقط
من الإسناد يوسف هذا الكذاب فدلسه كما سبق عن الحافظ و هذه أخرجها العقيلي و
أبو عروبة الحراني في " جزء من حديثه " ( 100 / 2 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 238 -
239 ) و السلفي في " معجم السفر " ( 212 / 2 ) و عبد الغني المقدسي في " الدعاء
" ( 145 / 2 ) من طريق كثير بن عبيد : حدثنا بقية عن الأوزاعي به . و بقية متهم
بأنه كان يدلس عن الضعفاء و المتروكين , و هذه الرواية من الشواهد على ذلك . ثم
ساقه العقيلي من طريق عيسى بن يونس عن الأوزاعي قال : كان يقال : أفضل الدعاء
الإلحاح على الله تبارك و تعالى و التضرع إليه . ثم قال : " حديث عيسى بن يونس
أولى , و لعل بقية أخذه عن يوسف بن السفر " .
638 " الجالس وسط الحلقة ملعون " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 97 ) :
$ ضعيف $ . رواه القطيعي في جزء " الألف دينار " ( 1 / 16 / 2 ) من طريق شريك
عن شعبة و همام عن قتادة عن أبي مجلز عن # حذيفة # رفعه . قلت : و هذا إسناد
ضعيف , و له علتان : الأولى : شريك و هو ابن عبد الله القاضي , قال الحافظ : "
يخطيء كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة " . قلت : و قد توبع , لكنه خولف
في لفظه كما يأتي . الثانية : الانقطاع بين أبي مجلز و حذيفة فإنه لم يسمع منه
كما قال ابن معين , بل قال أحمد : إنه لم يدركه كما يأتي . و قد تابع شريكا عبد
الله بن المبارك . أخرجه الترمذي ( 4 / 7 ) بلفظ : " قال حذيفة : ملعون على
لسان محمد , أو لعن الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم , من قعد وسط الحلقة
" . و هكذا أخرجه الحاكم أيضا ( 4 / 281 ) و أحمد ( 5 / 384 , 398 , 401 ) عن
شعبة به و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و الحاكم : " صحيح على شرط
الشيخين " و وافقه الذهبي ! قلت : و قد ذهلوا جميعا عن الانقطاع الذي ذكرناه ,
و به أعله أحمد , فإنه روى بسند الصحيح عن شعبة أنه قال عقب الحديث : " لم يدرك
أبو مجلز حذيفة " . قلت : و تابع شعبة أبان بن يزيد العطار , أخرجه أبو داود (
2 / 292 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 26 / 1 ) بلفظ : " أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة " . و الحديث أورده السيوطي في " الدرر
المنتثرة " ( ص 139 ) بلفظ القطيعي ثم قال : " رواه أبو داود و الترمذي عن
حذيفة بن اليمان " . كذا قال و فيه موآخذتان : الأولى : أن هذا ليس لفظهما كما
سبق . الثانية : أنه سكت عن سنده و هو ضعيف .
639 " ركعتان من المتزوج أفضل من سبعين ركعة من الأعزب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 98 ) :
$ موضوع $ . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 432 ) عن مجاشع بن عمرو : حدثنا عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن # أنس # مرفوعا . و قال : " مجاشع حديثه منكر
غير محفوظ , قال يحيى بن معين : و قد رأيته أحد الكذابين " . و قال ابن حبان (
2 / 321 ) : " يضع الحديث على الثقات , لا يحل ذكره إلا بالقدح " . و من طريق
العقيلي ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 257 ) , و تعقبه السيوطي بأن
له طريقا أخرى , و هو تعقب لا طائل تحته , فإنه طريق باطل لا يصح أن يستشهد به
كما يأتي بيانه في الحديث بعده . ثم إن في الحديث علة أخرى فإن عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم متهم أيضا , و قد سبق له عدة أحاديث , فإن سلم من مجاشع , فلم يسلم
منه . ثم وجدت للحديث طريقا أخرى رواه أبو الحسين الأبنوسي في " الفوائد " ( 32
/ 1 ) عن أحمد بن مسلم قال : حدثنا أحمد بن محمد يعني ابن عمر بن يونس قال :
حدثنا داود بن عبد الله النمري عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به
. قلت : و هذا سند ساقط , أحمد بن مسلم و داود بن عبد الله النمري لم أجد من
ترجمهما . و أما أحمد بن محمد بن عمر بن يونس فهو كذاب , قال الذهبي : " كذبه
أبو حاتم و ابن صاعد , و قال الدارقطني : ضعيف , و قال مرة : متروك " . قلت : و
التعقب على ابن الجوزي بهذا الطريق أولى ( لو صح ) من الطريق الآتي بعد , لأن
متنه موافق لهذا المتن بخلاف الآتي فإنه مغاير كما سترى .
640 " ركعتان من المتأهل خير من اثنتين و ثمانين ركعة من العزب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 98 ) :
$ باطل $ . تمام الرازي في " الفوائد " ( 6 / 118 / 1 ) و عنه الضياء في "
المختارة " ( 117 / 1 ) عن مسعود بن عمرو البكري : حدثنا حميد الطويل عن # أنس
# مرفوعا . قال الذهبي في ترجمة مسعود هذا : " لا أعرفه , و خبره باطل " . ثم
ساق له هذا الحديث و أقره الحافظ في " اللسان " إلا أنه قال : " و قد تقدم نحو
هذا المتن من حديث أنس من وجه آخر في ترجمة مجاشع بن عمرو , و هو معروف به " .
و حديث مجاشع تكلمت عليه آنفا , و ذكرنا أن ابن الجوزي حكم بوضعه , و من العجيب
أن السيوطي تعقبه في " اللآلي " ( 2 / 160 ) بأن له طريقا أخرى ثم ساق هذه عن
تمام ثم قال : " أخرجه من هذه الطريق الضياء في " المختارة " لكن تعقبه الحافظ
ابن حجر في أطرافه فقال : هذا حديث منكر ما لإخراجه معنى " ! فما معنى تعقب
السيوطي إذن على ابن الجوزي بهذه الطريق المنكرة باعترافه , بل ما معنى إخراجه
للحديث في " الجامع الصغير " مع قول الحافظ فيه : " إنه خبر باطل " ?!
641 " كان الناس يعودون داود , يظنون أن به مرضا و ما به إلا شدة الخوف من الله
تعالى " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 99 ) :
$ موضوع $ . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 49 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 14 / 338
/ 2 ) و أبو نعيم ( 7 / 137 ) و كذا ابن عساكر في ترجمة داود عليه السلام و
الضياء في " الأحاديث و الحكايات " ( 150 / 2 ) عن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان
الضبي : حدثنا الأشجعي عن سفيان الثوري عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن # ابن
عمر # مرفوعا . و قال ابن عساكر : " غريب جدا , و ابن غزوان ضعيف " . و قد
أورده السيوطي في " الجامع " عن ابن عساكر وحده فتعقبه المناوي بأن أبا نعيم
رواه أيضا ثم قال : " و فيه عندهما محمد بن عبد الرحمن بن غزوان , قال الذهبي :
قال ابن حبان : يضع <1> , و قال ابن عدي : متهم بالوضع " . و قال في " الميزان
" : " حدث بوقاحة عن مالك و شريك و ضمام بن إسماعيل ببلايا , قال الدارقطني و
غيره : كان يضع الحديث . و قال ابن عدي : له عن ثقات الناس بواطيل " . زاد في "
اللسان " : " و قال ابن عدي : و هو ممن يضع الحديث . و قال الحاكم : روى عن
مالك و إبراهيم بن سعد أحاديث موضوعة " . قلت : و الحديث رواه عبد الله بن
الإمام أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 88 ) عن سعيد بن هلال أن داود النبي كان
الحديث نحوه . فهذا كما تراه موقوف و معضل , فالظاهر أنه من الإسرائيليات . و
الله أعلم .
-----------------------------------------------------------
[1] قلت : و لفظ ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 298 ) : " يروي عن أبيه و
غيره العجائب التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة " . و قال
عن شيخه ابن خزيمة : " أنا خائف أنه كذاب " . اهـ .
642 " السواك يزيد الرجل فصاحة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 100 ) :
$ موضوع $ . ابن عدي في " الكامل " ( 388 / 2 ) و الخطيب في " تلخيص المتشابه "
( 147 / 2 ) من طريق أبي يعلى : أخبرنا محمد بن بحر : أخبرنا المعلى بن ميمون
أخبرنا عمرو بن داود عن سنان بن سنان عن # أبي هريرة # مرفوعا . و رواه العقيلي
في " الضعفاء " ( 277 ) و أبو بكر الختلي في " جزء من حديثه " ( 44 / 2 ) و أبو
سعيد بن الأعرابي في " المعجم " ( 122 / 1 ) و عنه القضاعي ( 13 / 1 ) و
الديلمي ( 2 / 222 ) من طريق أخرى عن المعلى به . و قال العقيلي : " روى عن
سنان بن أبي سنان , كلاهما مجهول , و الحديث معلول " . و أورده ابن عدي في
ترجمة المعلى , و ساق له حديثين آخرين يأتيان بعده , ثم قال : " و له غير ما
ذكرت و كلها غير محفوظة , مناكير " . و في " الكشف " : " قال الصغاني : وضعه
ظاهر , و قال ابن الجوزي : لا أصل له " .
643 " إن الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء , لما يدخل على فقراء المؤمنين منه من الشدة
" .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 100 ) :
$ منكر $ . رواه ابن عدي بإسناد الذي قبله , و رواه العقيلي ( 422 ) و كذا
الطبراني ( 3 / 112 / 1 ) من طريق أخرى عن معلى بن ميمون عن مجاهد عن # ابن
عباس # مرفوعا . و قال العقيلي : " معلى بن ميمون بصري منكر الحديث , لا يتابع
على حديثه , و لا يعرف إلا به , و له من هذا النحو أحاديث مناكير لا يتابع
عليها " . و قوله : " و لا يتابع على حديثه " عجيب فإنه نفسه أخرجه ( ص 150 )
من طريق نعيم بن حماد : حدثنا سعيد بن دهثم المقدسي قال : حدثنا عبد الله بن
نمير الرحبي عن مجاهد به . و لكن سعيد بن دهثم هذا قال العقيلي : " حديثه غير
محفوظ , و عبد الله بن نمير ليس بمعروف بالنقل " . قلت : و نعيم ضعيف .
644 " حامل كتاب الله له في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار , فإن مات و
عليه دين قضى الله ذلك الدين " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) :
$ موضوع $ . رواه الديلمي عن العباس بن الضحاك : حدثنا محمد بن أحمد بن عبد
الله الهروي عن مقاتل بن سليمان عن خولة الطائي عن # سليك الغطفاني # مرفوعا .
أورده السيوطي في " اللآلي " شاهدا للحديث الآتي عقبه و قال : " العباس بن
الضحاك , دجال , و مقاتل بن سليمان قال وكيع و غيره : كذاب " . قلت : فما فائدة
إيراده إذن ? و كيف استجاز ذكره إياه في " الجامع الصغير " أيضا ?! و من عجائبه
أنه لم يورده فيه بتمامه بل بشطره الأول فقط ! و لعله إنما ذكره فيه من أجل أن
له شاهدا , أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " لكن لا يخفى أن الموضوع لا يقوى
بطرقه مهما كثرت , و هذا شيء نبه عليه السيوطي نفسه في " تدريب الراوي " و غيره
. و الشاهد المذكور هو : " من قرأ القرآن فله مائتا دينار , فإن لم يعطها في
الدنيا أعطيها في الآخرة " .
645 " من قرأ القرآن فله مائتا دينار , فإن لم يعطها في الدنيا أعطيها في الآخرة "
.
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) :
$ موضوع $ . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 255 ) من رواية ابن عدي
عن عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن # علي # مرفوعا . و
قال : " جويبر تالف , و عمرو كذاب " . و تعقبه السيوطي ( 1 / 246 ) بما لا يجدي
كغالب عادته ثم قال : " و له طريق آخر عن علي موقوفا " . قلت : ثم ساقه من
رواية البيهقي بإسناده عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي
قال : فذكره نحوه . و قال السيوطي : " عبد الملك كذاب و له طريق أخرى " . ثم
ساق الحديث الذي قبله , و فيه دجال , و آخر كذاب كما سبق من كلام السيوطي نفسه
, فلا أدري ما فائدة تسويد الصحيفة بإيراده أحاديث هؤلاء الكذابين ?!
646 " شاب سفيه سخي أحب إلي من شيخ بخيل عابد , إن السخي قريب من الله , قريب من
الجنة , بعيد من النار , و إن البخيل بعيد من الجنة , قريب من النار " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) :
$ موضوع $ . رواه تمام الرازي ( 3 / 38 - 39 من مجموع الظاهرية رقم 95 ) من
طريق محمد بن زكريا الغلابي : حدثنا العباس بن بكار : حدثنا محمد بن زياد عن
ميمون بن مهران عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و الغلابي وضاع , و قد سبق ذكره
مرارا . و الشطر الأول من الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية
الحاكم في " تاريخه " و الديلمي في " مسند الفردوس " عن ابن عباس , و سكت عنه
شارحه المناوي ! و أورده في اللآلي " ( 2 / 93 ) بتمامه من طريق تمام , لكن سقط
من إسناده بعض رجاله , منهم الغلابي هذا الذي هو آفة الحديث , فخفيت على الناظر
علة الحديث . و الشطر الثاني من الحديث , أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من
طريق أخرى عن أبي هريرة و قال : " قال العقيلي : ليس لهذا الحديث أصل " . و قد
سبق الكلام عليه برقم ( 152 ) .
647 " أي الخلق أعجب إليكم إيمانا ? قالوا : الملائكة , قال : و ما لهم لا يؤمنون و
هم عند ربهم عز وجل ? قالوا : فالنبيون , قال : و ما لهم لا يؤمنون و الوحي
ينزل عليهم ? قالوا : فنحن , قال : و ما لكم لا تؤمنون و أنا بين أظهركم ? قال
: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا إن أعجب الخلق إلي إيمانا لقوم
يكونون من بعدكم يجدون صحفا فيها كتاب يؤمنون بما فيها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 102 ) :
$ ضعيف $ . رواه الحسن بن عرفة : حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي عن المغيرة بن
قيس التميمي عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده # مرفوعا . رواه عنه إسماعيل بن
محمد الصفار في " جزئه " ( 90 / 2 مجموع 22 ) و كذا البيهقي في " الدلائل " ( ج
2 ) و الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " ( 26 / 2 ) و طراد أبو الفوارس في " ما
أملاه يوم الجمعة 14 شعبان سنة 478 " . قلت : و هذا إسناد ضعيف , إسماعيل بن
عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين و هذه منها , فإن المغيرة بن قيس بصري . و
هو ضعيف أيضا . قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 227 ) : " بصري , روى عن عمرو بن
شعيب , روى عنه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي , سمعت أبي يقول ذلك , و
يقول : هو منكر الحديث " . قلت : و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ! كما في
" اللسان " . و رواه البيهقي من طريق مالك بن مغول عن طلحة عن أبي صالح مرفوعا
. و قال : " هذا مرسل " . قلت : و هو على إرساله ضعيف و قد وصله أبو نعيم في "
أخبار أصبهان " ( 1 / 308 - 309 ) و السهمي ( 363 ) من طريق خالد بن يزيد
العمري : حدثنا الثوري عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن أبي صالح عن أبي
هريرة مرفوعا . لكن العمري هذا كذاب وضاع . و قد روي الحديث بلفظ آخر و هو :
" أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا ? قالوا : يا رسول الله الملائكة ? قال :
هم كذلك , و يحق ذلك لهم , و ما يمنعهم و قد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم
بها ? بل غيرهم . قالوا : يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى
بالنبوة و الرسالة ? قال : هم كذلك و يحق لهم ذلك , و ما يمنعهم و قد أنزلهم
الله المنزلة التي أنزلهم بها ? بل غيرهم . قال : قلنا : فمن هم يا رسول الله ?
قال : أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي و لم يروني , و يجدون
الورق المعلق فيعملون بما فيه , فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا " .
648 " أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا ? قالوا : يا رسول الله الملائكة ? قال :
هم كذلك , و يحق ذلك لهم , و ما يمنعهم و قد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم
بها ? بل غيرهم . قالوا : يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى
بالنبوة و الرسالة ? قال : هم كذلك و يحق لهم ذلك , و ما يمنعهم و قد أنزلهم
الله المنزلة التي أنزلهم بها ? بل غيرهم . قال : قلنا : فمن هم يا رسول الله
? قال : أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي و لم يروني , و يجدون
الورق المعلق فيعملون بما فيه , فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 103 ) :
$ ضعيف جدا $ . رواه البغوي في " حديث مصعب الزبيري " ( 152 / 2 ) و عنه ابن
عساكر ( 16 / 274 / 1 ) و الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " ( 36 - 37 ) من طريق
أبي يعلى و هذا في " مسنده " ( 13 / 2 ) و الحاكم ( 4 / 85 - 86 ) و عنه الهروي
في " ذم الكلام " ( 148 / 1 ) عن محمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن #
عمر # مرفوعا . و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : بل
محمد ضعفوه " . قلت : قد اتهمه البخاري بقوله فيه : " منكر الحديث " و قال
النسائي : " ليس بثقة " . فمثله في مرتبة من لا يستشهد بحديثه و لا يعتبر به
كما بينه السيوطي في " تدريب الراوي " ( ص 127 ) . فعلى هذا لا يصلح الحديث
شاهدا للذي قبله , فلا أدري لم جزم الحافظ ابن كثير في " اختصار علوم الحديث "
( ص 143 ) بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " و قد ورد في الحديث
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " فذكره و استدل به على جواز العمل
بالوجادة , فلعله ظن أن ابن أبي حميد هذا ممن يستشهد به , أو أنه وقف له على
طريق أو طرق أخرى يتقوى الحديث بها . و حينئذ ينبغي النظر فيها , فإن صلح شيء
منها للاستشهاد فبها , و إلا فنحن على ما تبين لنا الآن . و الحديث عزاه في "
الجامع الكبير " ( 3 / 170 / 2 ) لأبي يعلى و العقيلي و المرهبي في " العلم " و
الحاكم , و تعقبه الحافظ ابن حجر في أطرافه بأن فيه محمد بن أبي حميد متروك
الحديث , و قال في " المطالب العالية " : محمد ضعيف الحديث سيء الحفظ . و قال
البزار : الصواب أنه عن زيد بن أسلم مرسل . و قد وجدت لابن أبي حميد متابعا ,
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 427 ) عن المنهال بن بحر قال : حدثنا هشام بن
أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم به . و قال العقيلي : "
المنهال في حديثه نظر , و هذا الحديث إنما يعرف لمحمد بن أبي حميد عن زيد بن
أسلم و ليس بمحفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير , و لا يتابع منهالا عليه أحد " .
قلت : و المنهال هذا ذكره ابن عدي في " الكامل " , و أشار إلى تليينه , و وثقه
أبو حاتم و ابن حبان , فإن كان حفظه بهذا الإسناد , فعلته عنعنة يحيى بن أبي
كثير , فإنه كان مدلسا , و لهذا أورده العقيلي في " الضعفاء " ( 466 ) فقال :
" ذكر بالتدليس " . و تبعه على ذلك الذهبي في " الميزان " و ابن حجر في "
التقريب " , و لا أستبعد أن يكون سمعه من ابن أبي حميد هذا فدلسه . و الله أعلم
. و جملة القول أن هذا الإسناد ضعيف جدا لا يصلح للاستشهاد به , و قد وجدت
للحديث طريقين آخرين , أحدهما تقدم قبل هذا , و هو خير من هذا , و الآخر أشدهما