السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الاثنين، 26 فبراير 2024

ج6.السلسلة الضعيفة للالباني {الأحاديث من 501 إلى 600.}

 

ج6.الأحاديث من 501 إلى 600 .


501 " خيركم من لم يترك آخرته لدنياه , و لا دنياه لآخرته , و لم يكن كلا على الناس

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 1 ) :

$ موضوع $ . أخرجه أبو بكر الأزدي في " حديثه " ( 5 / 1 ) و أبو محمد الضراب في

" ذم الرياء " ( 293 / 1 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 4 / 221 ) عن نعيم بن

سالم بن قنبر عن # أنس بن مالك # مرفوعا . و هذا إسناد موضوع , نعيم بن سالم

أورده هكذا في " اللسان " و قال : " قال ابن القطان : " لا يعرف " . قلت : تصحف

عليه اسمه و إلا فهو معروف مشهور بالضعف متروك الحديث , و أول اسمه ياء مثناة

من تحت , ثم غين ثم نون , سيأتي " . ثم قال هناك في " يغنم بن سالم " : " و قال

أبو حاتم : ضعيف , و قال ابن حبان : كان يضع على أنس , و قال ابن يونس : حدث عن

أنس فكذب " . و من طريقه رواه الديلمي أيضا , كما في " الحاوي " ( 2 / 202 )

للسيوطي و " فيض القدير " للمناوي . و قد روي الحديث بإسناد آخر موضوع عن أنس و

هو الذي قبله .

502 " كفى بالموت واعظا , و كفى باليقين غنى , و كفى بالعبادة شغلا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 1 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 97 / 1 ) و ابن بشران

في " مجلس يوم الجمعة 17 ذي الحجة سنة 412 من الأمالي " ( ورقة 208 / 2 من

مجموع الظاهرية رقم 87 ) و أبو الفتح الأزدي في " المواعظ " ( 7 / 1 ) و

القضاعي ( 114 / 1 ) و القاسم بن عساكر في " تعزية المسلم " ( 2 / 216 / 2 ) و

كذا أبو نعيم " في حديث الكديمي " ( 35 / 2 ) من طريق الربيع بن بدر عن يونس بن

عبيد عن الحسن عن # عمار # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا الربيع بن بدر

متروك . ثم إنه روي موقوفا , فقد أخرجه أحمد في " الزهد " ( 176 ) و ابن أبي

الدنيا في " كتاب اليقين " ( رقم 31 ) بسند صحيح عن جعفر بن سليمان عن يونس قال

: حدثني من سمع عمار بن ياسر يقول : فذكره موقوفا غير مرفوع . و كذلك رواه نعيم

بن حماد في " زوائد زهد ابن المبارك " ( رقم 148 ) عن ابن مسعود موقوفا و هو

الصواب إن شاء الله .

503 " من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة - لقي الله عز وجل مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 2 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 134 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 457 ) و

البيهقي ( 8 / 22 ) من طريق يزيد بن زياد الشامي عن الزهري عن سعيد بن المسيب

عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال العقيلي : " يزيد هذا قال البخاري : منكر

الحديث " قال : " و لا يتابعه إلا من هو نحوه " و قال البيهقي : " و يزيد منكر

الحديث " . قلت : و أفاد البخاري بكلمته السابقة أنه لا تحل الرواية عنه فهو

عنده متهم كما تقدم قبل حديثين و ذكر الذهبي في ترجمته عن أبي حاتم أنه قال : "

هذا حديث باطل موضوع " . و أقره الذهبي و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (

2 / 104 ) من حديث أبي هريرة و عمر و أبي سعيد , و أعلها كلها ثم قال : " قال

أحمد : " ليس هذا الحديث بصحيح " , و قال ابن حبان : هذا حديث موضوع لا أصل له

من حديث الثقات " . قلت : و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 187 - 188 )

بشواهد أوردها تقتضي أن الحديث ضعيف لا موضوع . قلت : و من شواهده ما أخرجه ابن

لؤلؤ في " الفوائد المنتقاة " ( 218 / 2 ) عن الأحوص عن أبي عون المري عن عروة

ابن الزبير مرفوعا . و هذا مع إرساله ضعيف , فإن الأحوص - هو ابن حكيم - ضعيف

الحفظ . و منها ما عند أبي نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 152 , 264 ) من طريق

داود بن المحبر عن ضمرة بن جويرية عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . و ابن المحبر

كذاب لكن رواه ابن عساكر ( 2 / 382 / 2 ) و كذا البيهقي في " الشعب " كما في "

اللآلي " من طريقين عن عبد الله بن حفص ( و في اللآلي : عبيد الله بن حفص بن

مروان ) عن سلمة بن العيار الفزاري عن الأوزاعي عن نافع به . و رجاله ثقات غير

ابن حفص هذا فلم أجد له ترجمة . و منها ما عند أبي نعيم في " الحلية " ( 5 / 74

) عن حكيم بن نافع قال : حدثنا خلف بن حوشب عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن

المسيب قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

فذكره و قال : " غريب تفرد به حكيم " . قلت : و هو ضعيف .

504 " نعم الطعام الزبيب يشد العصب و يذهب بالوصب و يطفئ الغضب و يطيب النكهة و

يذهب بالبلغم و يصفي اللون . و ذكر خصالا تمام العشرة لم يحفظها الراوي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 3 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن حبان في " كتاب المجروحين " المعروف بـ " الضعفاء " ( 1 /

324 - طبع الهند ) و أبو نعيم في " الطب " ( 9 / 1 نسخة الشيخ السفرجلاني ) و

الخطيب في " التلخيص " ( 36 / 2 ) و ابن عساكر ( 7 / 115 / 1 ) من طريق سعيد بن

زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند قال : حدثني أبي زياد بن فائد عن أبيه فائد بن

زياد عن أبيه عن # أبي هند الداري # قال : " أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه

وسلم طبق من زبيب مغطى فكشف عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : " كلوا

بسم الله , نعم .... " . قلت : و هذا موضوع , سعيد هذا قال الأزدي : " متروك "

. و قال ابن حبان عقبه : " لا أدري البلية ممن هي ? أمنه أو من أبيه أو جده ?

لأن أباه و جده لا يعرف لهما رواية إلا من حديث سعيد , و الشيخ إذا لم يرو عنه

ثقة فهو مجهول لا يجوز الاحتجاج به , لأن رواية الضعيف لا يخرج من ليس بعدل عن

حد المجهولين إلى جملة أهل العدالة , لأن ما روى الضعيف و ما لم يرو في الحكم

سيان " . قلت : و في تعليله الأخير , إشارة قوية إلى أن مذهبه أنه لا يجوز

العمل بالحديث الضعيف , لأنه في حكم ما لم يرو من الحديث , و هو تعليل قوي جدا

فتأمل . و ساق له الذهبي حديثا آخر و هو : " قال الله تبارك و تعالى : من لم

يرض بقضائي , و يصبر على بلائي , فليلتمس ربا سوائي " .

505 " قال الله تبارك و تعالى : من لم يرض بقضائي , و يصبر على بلائي , فليلتمس ربا سوائي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 3 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 324 ) و الطبراني في "

الكبير " و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 376 / 1 ) و الخطيب في "

التلخيص " ( 39 / 2 ) و ابن عساكر ( 7 / 115 / 1 , 12 / 267 / 1 , 15 / 304 / 1

) من طريق سعيد بن زياد بالإسناد المذكور في الحديث الذي قبله . و قال الهيثمي

في " المجمع " ( 7 / 207 ) : " و فيه سعيد بن زياد بن هند و هو متروك " . و قال

العراقي ( 3 / 296 ) : " و إسناده ضعيف " . و هذا قصور أو تساهل أو لعل في

نسختنا من " تخريج الإحياء " سقط , فقد نقل المناوي عنه أنه قال : " ضعيف جدا "

و هذا أقرب . و قد روي الحديث بإسناد آخر لعله خير من هذا و هو : " من لم يرض

بقضاء الله , و يؤمن بقدر الله , فليلتمس إلها غير الله " .

506 " من لم يرض بقضاء الله , و يؤمن بقدر الله , فليلتمس إلها غير الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 4 ) :

$ ضعيف جدا $ . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 187 ) و كذا في " الأوسط " و

من طريقه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 228 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد

" ( 2 / 227 ) من طريق سهيل بن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن # أنس

بن مالك # مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن خالد إلا سهل " . قلت : و

يقال فيه : سهيل بن أبي حزم , و هو ضعيف عند الجمهور , و قال ابن حبان ( 1 /

349 ) : " ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات " . و للحديث طريق أخرى

تقدم قبله , و ثالث لعله يأتي إن شاء الله .

507 " إذا كان يوم القيامة أنبت الله لطائفة من أمتي أجنحة فيطيرون من قبورهم إلى الجنان , يسرحون فيها و يتنعمون فيها كيف شاءوا , فتقول لهم الملائكة : هل رأيتم الحساب ? فيقولون : ما رأينا حسابا . فتقول لهم : هل جزتم الصراط ? فيقولون : ما رأينا صراطا . فتقول لهم : هل رأيتم جهنم ? فيقولون : ما رأينا شيئا . فتقول لهم الملائكة : من أمة من أنتم ? فيقولون : من أمة محمد صلى الله عليه وسلم . فتقول : ناشدناكم الله حدثونا ما كانت أعمالكم في الدنيا ? فيقولون : خصلتان كانتا فينا فبلغنا هذه المنزلة بفضل رحمة الله . فيقولون : و ما هما ? فيقولون : كنا إذا خلونا نستحي أن نعصيه , و نرضى باليسير مما قسم لنا , فتقول الملائكة : يحق لكم هذا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 4 ) :

$ موضوع $ . أورده الغزالي في " الإحياء " ( 3 / 295 ) فقال مخرجه العراقي : "

رواه ابن حبان في " الضعفاء " و أبو عبد الرحمن السلمي من حديث # أنس # مع

اختلاف , و فيه حميد بن علي القيسي ساقط هالك , و الحديث منكر مخالف للقرآن و

للأحاديث الصحيحة في الورود و غيره " . قلت : اتهمه ابن حبان ( 1 / 259 )

بأحاديث ساقها له , هذا أحدها .

508 " إن الله يحب أن تقبل رخصه , كما يحب العبد مغفرة ربه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 4 ) :

$ باطل بهذا اللفظ $ . أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 104 / 1 - 2

زوائد المعجمين ) : حدثنا الفضل بن العباس : حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار :

حدثنا عمرو بن عبد الجبار : حدثنا عبد الله بن يزيد بن آدم عن # أبي الدرداء و

أبي أمامة و واثلة بن الأسقع و أنس بن مالك # مرفوعا به . و قال : " لا يروى عن

هؤلاء الأربعة إلا بهذا الإسناد , تفرد به إسماعيل " . قلت : و هو ثقة كما قال

الخطيب , و إنما الآفة من شيخه عمرو بن عبد الجبار , قال ابن عدي : " روى عن

عمه مناكير " . أو من شيخ شيخه عبد الله بن يزيد بل هو بالحمل عليه فيه أولى ,

فقد قال أحمد : " أحاديثه موضوعة " . و قال الجوزجاني : " أحاديثه منكرة " .

كما في " الميزان " للذهبي , و قال في موضع آخر : " ليس بثقة : تركه الأزدي و

غيره , و أتى بعجائب " . و قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2 / 2 /

197 ) و قد ساق له حديثا غير هذا : " سألت أبي عنه ? فقال : لا أعرفه , و هذا

حديث باطل " . قلت : و حديث الترجمة باطل أيضا بهذا اللفظ , فقد ورد من طرق

بعضها صحيح بلفظ : " إن الله يحب أن تؤتى رخصه , كما يكره أن تؤتى معصيته " و

في رواية : " ... كما يحب أن تؤتى عزائمه " . ورد ذلك عن جماعة من الصحابة ,

خرجت أحاديثهم و تتبعت طرقها و ألفاظها في " إرواء الغليل " ( 557 ) يسر الله

طبعه .

509 " عليكم بالهندباء , فإنه ما من يوم إلا و هو يقطر عليه قطرة من قطر الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 5 ) :

$ موضوع $ . أبو نعيم في " الطب " : حدثنا أبي : حدثنا محمد بن أبي يحيى :

حدثنا صالح بن سهل : حدثنا موسى بن معاذ : حدثنا عمر بن يحيى بن أبي سلمة قال :

حدثتني أم كلثوم بنت أبي سلمة عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف

جدا , موسى بن معاذ و عمر بن يحيى ضعفهما الدارقطني , و عمر بن يحيى أظنه الذي

في إسناد الحديث الآتي بعد هذا بحديث و قد قال فيه أبو نعيم إنه " متروك الحديث

" كما يأتي . و من دونهما لم أعرفهما . و لهذا قال السيوطي في " اللآلي " : " و

هذا الإسناد كله تالف " . و ذكره أيضا من حديث أنس و قال : إسناده كالذي قبله .

قلت : و مع هذا فقد ذهل السيوطي أو تساهل فأورد حديث ابن عباس هذا في " الجامع

الصغير " من رواية أبي نعيم , و قال المناوي في شرحه : " و فيه عمرو بن أبي

سلمة ضعفه ابن معين و غيره " . قلت : و هذا وهم منه رحمه الله فليس في إسناد

الحديث عمرو هذا , و الظاهر أنه تصحف عليه أو على بعض النساخ اسم عمر بن يحيى

بن أبي سلمة بعمرو بن أبي سلمة هذا . و الله أعلم . و الحديث أورده ابن الجوزي

في " الموضوعات " ( 2 / 298 ) من حديث الحسين رضي الله عنه نحوه . و رواه

السهمي في " تاريخ جرجان " ( ص 64 ) عن الحسين بن علوان عن أبان بن أبي عياش عن

أنس مرفوعا . و أبان متروك متهم بالكذب . و ابن علوان كذاب وضاع . و جزم بوضعه

ابن القيم كما نقله عنه الشيخ علي القاريء في " موضوعاته " ( ص 107 , 126 ) و

أقره .

510 " عليكم بالقرع فإنه يزيد بالدماغ , عليكم بالعدس فإنه قدس على لسان سبعين نبيا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 7 ) :

$ موضوع $ . رواه أبو موسى المديني في جزء من " الأمالي " ( 63 / 1 ) و أبو

نعيم في " الطب " عن عمرو بن الحصين : حدثنا محمد بن عبد الله بن علاثة عن ثور

بن يزيد عن مكحول عن # واثلة بن الأسقع # مرفوعا . و هذا إسناد موضوع , عمرو بن

حصين كذاب و شيخه ابن علاثة ضعيف كما تقدم مرارا , آخرها تحت الحديث ( 425 ) .

و من هذا الوجه رواه الطبراني في " الكبير " كما في " المجمع " ( 5 / 44 ) و

أورده السيوطي من روايته في " الجامع الصغير " فلم يوفق . كما سبق التنبيه عليه

برقم ( 40 ) , و الغرض هنا الكلام على اللفظ الآخر , و هو : " عليكم بالقرع ,

فإنه يزيد في العقل , و يكثر الدماغ " . عزاه السيوطي للبيهقي عن عطاء مرسلا ,

و تعقبه المناوي بقوله : " إن مخلد بن قريش أورده في " اللسان " و قال : قال

ابن حبان في " الثقات " : يخطيء " . قلت : فإن لم يكن في هذه الطريق إلا

الإرسال فهو ضعيف , و إن كان القلب يميل إلى أن هذا المتن موضوع أيضا . و الله

أعلم . ثم وقفت على إسناد الحديث عند البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 198 / 2

- مصورة المكتب الإسلامي ) , فإذا فيه علة أخرى , فإنه رواه عن مخلد بن قريش :

أنبأنا عبد الرحمن بن دلهم عن عطاء مرسلا مع الطرف الثاني من حديث الترجمة ,

خلافا لما يوهمه صنيع السيوطي من ذكره الطرف الأول منه فقط . قلت : و ابن دلهم

لم أجد له ترجمة فيما عندي من كتب الرجال .

511 " قلوب بني آدم تلين في الشتاء و ذلك لأن الله خلق آدم من طين , و الطين يلين في الشتاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 7 ) :

$ موضوع $ .

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 216 ) من طريق عمر بن يحيى : حدثنا شعبة

الحجاج عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن # معاذ بن جبل # مرفوعا و قال : "

تفرد برفعه عمر بن يحيى و هو متروك الحديث , و الصحيح من قول خالد " . و قال

الذهبي في ترجمته : أتى بخبر شبه موضوع " , ثم ساق له هذا الحديث ثم قال : " و

لا نعلم لشعبة عن ثور رواية " .

و قال في " طبقات الحفاظ " : " هذا حديث غير صحيح مركب على شعبة , و عمر بن

يحيى لا أعرفه , تركه أبو نعيم " .

و قال الحافظ ابن حجر : " أظنه عمر بن يحيى بن عمر بن أبي سلمة عن عبد الرحمن

بن عوف , و قد ضعفه الدارقطني و الله أعلم " .

كذا في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " لابن عراق ( 69

/ 1 ) . قلت : و عمر هذا لعله الذي سبق في إسناد الحديث الذي قبل هذا بحديث . و

الله أعلم .

512 " كلوا الزيت و ادهنوا به , فإنه شفاء من سبعين داء , منها الجذام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 7 ) :

$ منكر $ . أبو نعيم في " الطب " من طريق الطبراني : حدثنا يحيى بن عبد الباقي

: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بزة : حدثنا علي بن محمد الرحال مولى بن هاشم قال

: سمعت الأوزاعي يقول : حدثني مكحول عن أبي مالك عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت

: و هذا حديث منكر يحيى بن عبد الباقي هو الأذني , روى عنه الطبراني حديثا آخر

في " المعجم الصغير " ( ص 244 ) , كنيته أبو القاسم كما في " معجم البلدان "

مادة " أذنة " و لم أجد من وثقه . و ابن أبي بزة هو أحمد بن محمد بن عبد الله

بن القاسم بن أبي بزة المكي قال أبو حاتم : " ضعيف الحديث , و لست أحدث عنه

فإنه روى حديثا منكرا " يعني آخر غير هذا . و قال العقيلي : " منكر الحديث " .

و علي بن محمد الرحال لم أر له ترجمة . و أبو مالك , الظاهر أنه الذي في "

الميزان " و " اللسان " : " أبو مالك الدمشقي , عداده في التابعين , أرسل حديثا

, و عنه عبد الله بن دينار , مجهول " .

513 " غسل الإناء و طهارة الفناء , يورثان الغنى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 8 ) :

$ موضوع $ . رواه الخطيب ( 12 / 92 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 105 / 2 ) عن

علي بن محمد الزهري : حدثنا أبو يعلى الموصلي بإسناده عن # أنس # مرفوعا . و

قال الخطيب : " و لم أكتبه إلا عن الزهري هذا , و كان كذابا " . قلت : و لهذا

أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 77 ) و أيده السيوطي في " اللآلي " (

2 / 4 ) , و تبعه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 228 / 1 ) فقال : " قلت :

قال في " الميزان " : هذا وضعه علي بن محمد الزهري على أبي يعلى " . قلت : و

أقره الحافظ في " اللسان " , فأعجب بعد هذا , كيف أورده السيوطي في " الجامع

الصغير " من هذا الوجه الذي اعترف هو بوضعه !! .

514 " لن تهلك الرعية و إن كانت ظالمة مسيئة إذا كانت الولاة هادية مهدية , و لن تهلك الرعية و إن كانت هادية مهدية إذا كانت الولاة ظالمة مسيئة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 8 ) :

$ ضعيف $ . رواه أبو نعيم في " فضيلة العادلين " ( ورقة 227 وجه 1 من مجموع

الظاهرية رقم 63 ) من طريق محمد بن حسان السمتي : حدثنا أبو عثمان عبد الله بن

زيد : حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن # ابن عمر # مرفوعا . و هذا إسناد

ضعيف , السمتي هذا وثقه الأكثرون , و ضعفه بعضهم , و قال الدارقطني : " ثقة

يحدث عن الضعفاء " . قلت : فعلى هذا فشيخه في هذا الحديث عبد الله بن زيد ضعيف

, و قد صرح بتضعيفه الأزدي كما في " الميزان " و " اللسان " . قلت : و ترجمه

الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 9 / 459 ) , و ساق له حديثين , هذا أحدهما , و لم

يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . فهو مجهول عندي إن لم يكن ضعيفا .

515 " اذكروا الله ذكرا يقول المنافقون : إنكم تراءون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 9 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه الطبراني ( 3 / 77 / 1 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 3

/ 80 - 81 ) بسنده عن سعيد بن سفيان الجحدري عن الحسن بن أبي جعفر عن عقبة بن

أبي ثبيت الراسبي عن أبي الجوزاء عن # ابن عباس # مرفوعا . و قال : " غريب لم

يوصله إلا سعيد عن الحسن " . قلت : و الحسن هذا ضعيف جدا , و قد ذكر له الذهبي

أحاديث وصفها بأنها " من بلاياه " ! و قد مضى أحدها برقم ( 295 ) . و سعيد بن

سفيان قال ابن حبان : " كان ممن يخطيء " . قلت : فلعله أخطأ في وصل هذا الحديث

عن ابن عباس , فقد ذكر المنذري ( 2 / 230 ) أن البيهقي رواه عن أبي الجوزاء

مرسلا . و الله أعلم . ثم تبين لي أنه يحتمل أن يكون الخطأ من شيخه الحسن , بل

هو الأقرب لشدة ضعفه , و لأنه ورد من طريق أخرى عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء

مرسلا و هو : " أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقون : إنكم مراءون " .

516 " أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقون : إنكم مراءون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 9 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 204 / 1 / 1022 ط ) و عبد الله بن

أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 108 ) من طريق سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك عن #

أبي الجوزاء # مرفوعا . و هذا سند ضعيف , لإرساله و ضعف سعيد بن زيد . و قد روي

عن أبي الجوزاء عن ابن عباس متصلا مرفوعا و لكن إسناده ضعيف جدا , و هو الذي

قبله , و نحوه ما روي بلفظ : " أكثروا ذكر الله حتى يقولوا : مجنون " .

517 " أكثروا ذكر الله حتى يقولوا : مجنون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 9 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه الحاكم ( 1 / 499 ) و أحمد ( 3 / 68 ) و عبد بن حميد في "

المنتخب من المسند " ( 102 / 1 ) و الثعلبي في " التفسير " ( 3 / 117 - 118 ) و

كذا الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 230 / 2 ) و ابن عساكر ( 6 / 29 / 2 ) عن دراج

أبي السمح عن أبي الهيثم عن # أبي سعيد الخدري # مرفوعا . و قال الحاكم : "

صحيح الإسناد " . كذا قال ! و أما الذهبي فقد سقط الحديث من " تلخيصه " المطبوع

مع " المستدرك " فلم يتبين لي هل تعقبه أم أقره , و الأحرى به الأول لأمرين :

أحدهما : أنه الذي نعهده منه في غير ما حديث من أحاديث دراج التي صححها الحاكم

, فإنه يتعقبه بدراج , و يقول فيه " إنه كثير المناكير " و قد مضى أحدها برقم (

294 ) . و الآخر : أنه أورد دراجا أبا السمح في " الميزان " فقال : " قال أحمد

: أحاديثه مناكير و لينه , و قال يحيى : ليس به بأس . و في رواية : ثقة . و قال

فضلك الرازي : ما هو ثقة و لا كرامة . و قال النسائي : منكر الحديث . و قال أبو

حاتم : ضعيف . و قد ساق ابن عدي له أحاديث و قال : عامتها لا يتابع عليها " . و

قد ساق له الذهبي من مناكيره أحاديث , هذا أحدها . و منه تعلم أن تحسين الحديث

كما فعل الحافظ فيما نقله المناوي عنه غير حسن . و الله أعلم .

518 " من اعتكف عشرا في رمضان كان كحجتين و عمرتين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 10 ) :

$ موضوع $ . رواه البيهقي في " الشعب " من حديث # الحسين بن علي # مرفوعا و قال

: " إسناده ضعيف و محمد بن زاذان أي أحد رجاله متروك , و قال البخاري : لا يكتب

حديثه . اهـ كلامه و فيه أيضا عنبسة بن عبد الرحمن , قال البخاري : تركوه , و

قال الذهبي في " الضعفاء " : متروك متهم أي بالوضع " . كذا في " فيض القدير " .

قلت : و عنبسة هذا هو الذي قال فيه أبو حاتم : " كان يضع الحديث " كما في "

الميزان " للذهبي , ثم ساق له أحاديث هذا أحدها , و من طريقه أخرجه الطبراني في

" المعجم الكبير " ( 1 / 292 / 1 ) و أبو طاهر الأنباري في " المشيخة " ( ق 162

/ 1 - 2 ) بلفظ : " اعتكاف عشر ..... " و قال ابن حبان ( 2 / 168 ) : " صاحب

أشياء موضوعة و ما لا أصل له " .

519 " إن هاتين صامتا عما أحل الله , و أفطرتا على ما حرم الله عز وجل عليهما , جلست إحداهما إلى الأخرى , فجعلتا تأكلان لحوم الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 10 ) :

$ ضعيف $ . رواه أحمد ( 5 / 431 ) عن رجل عن # عبيد مولى رسول الله صلى الله

عليه وسلم # : " أن امرأتين صامتا , و أن رجلا قال : يا رسول الله : إن ها هنا

امرأتين قد صامتا و إنهما كادتا أن تموتا من العطش , فأعرض عنه أو سكت , ثم عاد

, و أراه قال بالهاجرة - قال : يا نبي الله إنهما والله قد ماتتا أو كادتا أن

تموتا , قال : دعهما , قال : فجاءتا , قال : فجيء بقدح أو عس , فقال لإحداهما :

قيئي , فقاءت قيحا أو دما و صديدا و لحما , حتى قائت نصف القدح ثم قال للأخرى :

قيئي , فقاءت من قيح و دم و صديد و لحم عبيط و غيره حتى ملأت القدح , ثم قال :

فذكره . و هذا سند ضعيف بسبب الرجل الذي لم يسم . و قال الحافظ العراقي ( 1 /

211 ) إنه مجهول و رواه الطيالسي ( 1 / 188 ) عن أنس فقال : حدثنا الربيع عن

يزيد عنه . قلت : و هذا سند ضعيف جدا , الربيع هو ابن صبيح ضعيف . و يزيد هو

ابن أبان الرقاشي و هو متروك .

520 " من أحيا ليلة الفطر و ليلة الأضحى , لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 11 ) :

$ موضوع $ . قال في " المجمع " ( 2 / 198 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و

" الأوسط " عن # عبادة بن الصامت # , و فيه عمر بن هارون البلخي , و الغالب

عليه الضعف , و أثنى عليه ابن مهدي و غيره و لكن ضعفه جماعة كثيرة " . قلت :

ابن مهدي له فيه قول آخر معاكس لهذا و هو : " لم يكن له عندي قيمة " ! و قد قال

فيه ابن معين و صالح جزرة : " كذاب " . و كذا قال ابن الجوزي في " الموضوعات "

( 2 / 142 ) و ساق له حديثا اتهمه بوضعه . و قال ابن حبان ( 2 / 91 ) : " كان

ممن يروي عن الثقات المعضلات , و يدعي شيوخا لم يرهم " . فالرجل ساقط متهم , و

قد مضى له بعض الأحاديث الموضوعة , فانظر الأرقام ( 240 و 288 و 455 ) و ما

يأتي برقم ( 523 ) و روي الحديث من طريق أخرى بلفظ : " من قام ليلتي العيدين

محتسبا لله , لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " .

521 " من قام ليلتي العيدين محتسبا لله , لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 11 ) :

$ ضعيف جدا $ . أخرجه ابن ماجة ( 1 / 542 ) عن بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد

عن خالد بن معدان عن # أبي أمامة # مرفوعا . قال في " الزوائد " : " إسناده

ضعيف لتدليس بقية " . و قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 1 / 328 ) : "

إسناده ضعيف " . قلت : بقية سيء التدليس , فإنه يروي عن الكذابين عن الثقات ثم

يسقطهم من بينه و بين الثقات و يدلس عنهم ! فلا يبعد أن يكون شيخه الذي أسقطه

في هذا الحديث من أولئك الكذابين , فقد قال ابن القيم في هديه صلى الله عليه

وسلم ليلة النحر من المناسك ( 1 / 212 ) : " ثم نام حتى أصبح , و لم يحي تلك

الليلة , و لا صح عنه في إحياء ليلتي العيدين شيء " . ثم رأيت الحديث من رواية

عمر بن هارون الكذاب , و المذكور في الحديث السابق , يرويه عن ثور بن يزيد به .

فلا أستبعد أن يكون هو الذي تلقاه بقية عنه ثم دلسه و أسقطه . و سيأتي تخريج

حديثه فيما بعد إن شاء الله تعالى برقم ( 5163 ) .

522 " من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة , ليلة التروية و ليلة عرفة و ليلة

النحر و ليلة الفطر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 12 ) :

$ موضوع $ . رواه نصر المقدسي في جزء من " الأمالي " ( 186 / 2 ) عن سويد بن

سعيد حدثني عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن وهب بن منبه عن # معاذ بن جبل #

مرفوعا . و هذا إسناد موضوع كما يأتي بيانه , و أورده السيوطي في " الجامع

الصغير " من رواية ابن عساكر عن معاذ . فتعقبه شارحه المناوي بقوله : " قال ابن

حجر في " تخريج الأذكار " : حديث غريب , و عبد الرحيم بن زيد العمي أحد رواته

متروك و سبقه ابن الجوزي فقال : حديث لا يصح , و عبد الرحيم قال يحيى : كذاب ,

و النسائي : متروك " . قلت : و سويد بن سعيد ضعيف أيضا , فالإسناد ظلمات بعضها

فوق بعض ! و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 100 ) بلفظ " ....

الليالي الخمس ...... " فذكره و زاد في آخره : " و ليلة النصف من شعبان " ثم

قال : " رواه الأصبهاني " . و أشار المنذري لضعفه أو وضعه . قلت : و هو عند

الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 50 / 2 ) من الوجه المذكور .

523 " من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية فلا يتكلمن بالفارسية , فإنه يورث النفاق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 12 ) :

$ موضوع $ . رواه الحاكم ( 4 / 87 ) من طريق عمر بن هارون : حدثنا أسامة بن زيد

الليثي عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . سكت عليه الحاكم و رده الذهبي بقوله :

" عمر كذبه ابن معين , و تركه الجماعة " . و قد سود السيوطي " جامعه " بهذا

الحديث , فتعقبه الشارح بكلام الذهبي هذا , ثم قال : " فكان ينبغي للمصنف حذفه

, و ليته إذ ذكره بين حاله " .

524 " ما أنفقت الورق في شيء أحب إلى الله عز وجل من نحيرة تنحر في يوم عيد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 12 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 88 ) و الطبراني ( 3 /

102 / 1 ) و أبو القاسم الهمداني في " الفوائد " ( 1 / 196 / 1 ) و الدارقطني

في " سننه " ( ص 543 ) و المخلص في قطعة من "فوائده " ( 84 / 1 )و ابن أبي

شريح في "جزء بيبي " ( 168 / 1 - 2 ) عن إبراهيم بن يزيد الخوزي عن عمرو بن

دينار عن طاووس عن # ابن عباس # مرفوعا . و عزاه السيوطي في " الجامع "

للطبراني و البيهقي في " سننه " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 17 ) : "

رواه الطبراني عن ابن عباس , و فيه إبراهيم بن يزيد الخوزي و هو ضعيف " . قلت :

بل هو ضعيف جدا , فقد قال ابن حبان : " روى مناكير كثيرة , و أوهاما غليظة حتى

يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها " . و قال البرقي فيه : " كان يتهم بالكذب " .

و أشار إلى هذا الذي ذكره البرقي الإمام البخاري بقوله فيه : " سكتوا عنه " ,

قال الحافظ ابن كثير في " اختصار علوم الحديث " ( ص 118 تحقيق الشيخ أحمد شاكر

رحمه الله ) : " إذ قال البخاري في الرجل : " سكتوا عنه " , أو " فيه نظر " ,

فإنه يكون في أدنى المنازل و أردئها عنده , و لكنه لطيف العبارة في التجريح ,

فليعلم ذلك " . قال شارحه أحمد شاكر : " و كذلك قوله : " منكر الحديث " فإنه

يريد الكذابين , ففي " الميزان " للذهبي ( ج 1 ص 5 ) : نقل ابن القطان أن

البخاري قال : كل من قلت فيه : منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه " .

525 " ما عمل ابن آدم في هذا اليوم أفضل من دم يهراق , إلا أن تكون رحما توصل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 13 ) :

$ ضعيف $ . قال المنذري ( 2 / 102 ) : " رواه الطبراني في الكبير عن # ابن عباس

# و في إسناده يحيى بن الحسن الخشني لا يحضرني حاله " . و أما الهيثمي فقال ( 4

/ 18 ) : " هو ضعيف و قد وثقه جماعة " . كذا قال , و لم أجد له ذكرا في شيء من

كتب الرجال التي عندي . و الله أعلم . هذا ما كنت نشرته في " مجلة التمدن

الإسلامي " الغراء , و أزيد الآن فأقول : ذكر السمعاني في مادة ( الخشني ) جمعا

من الرواة منهم الحسن بن يحيى الخشني , و حكى اختلاف العلماء فيه , و هو من

رجال " التهذيب " و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق كثير الغلط " . فلعله

هو راوي هذا الحديث , لكن انقلب اسمه على بعض نساخ " الطبراني " فقال : " يحيى

بن الحسن الخشني " فلم يعرفه المنذري , و عرفه الهيثمي , و لكنه فاته أن ينبه

على انقلاب اسمه على الناسخ , و الله أعلم . ثم راجعت " معجم الطبراني الكبير "

فوجدت الحديث فيه ( 3 / 104 / 1 ) عن الحسن بن يحيى الخشني عن إسماعيل بن عياش

عن ليث عن طاووس عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم

الأضحى .... فذكره . قلت : فتبين أنه هو الحسن بن يحيى الذي ذكره السمعاني و

أنه انقلب اسمه على بعضهم . و ازددت علما بضعف الحديث حين رأيت فيه إسماعيل بن

عياش و ليث و هو ابن أبي سليم فهو إسناد مسلسل بالضعفاء ! . و الحمد لله على

توفيقه .

526 " ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إرهاق الدم , إنه ليأتي يوم

القيامة بقرونها و أشعارها و أظلافها , و إن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض , فطيبوا بها نفسا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 14 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه الترمذي ( 2 / 352 ) و ابن ماجة ( 2 / 272 ) و الحاكم ( 4 /

221 - 222 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 129 / 1 ) من طريق أبي المثنى

سليمان بن يزيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا . قلت : و حسنه

الترمذي و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! فتعقبه الذهبي بقوله : " قلت :

سليمان واه , و بعضهم تركه " . و كذلك تعقبه المنذري في " الترغيب " ( 2 / 101

) فقال : " رووه كلهم من طريق أبي المثنى و هو واه و قد وثق " . و قال البغوي

عقبه : " ضعفه أبو حاتم جدا " .

527 " الأضاحي سنة أبيكم إبراهيم , قالوا : فما لنا فيها ? قال : بكل شعرة حسنة , قالوا : فالصوف ? قال : بكل شعرة من الصوف حسنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 14 ) :

$ موضوع $ . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 273 ) و الحاكم ( 2 / 389 ) عن عائذ الله بن

عبد الله المجاشعي عن أبي داود السبيعي عن # زيد بن أرقم # قال : " قال أصحاب

رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما هذه الأضاحي قال " : فذكره . و قال الحاكم :

" صحيح الإسناد " ! فرده الذهبي بقوله : " قلت : عائذ الله قال أبو حاتم : منكر

الحديث " . و هذا تعقب قاصر يوهم أنه سالم ممن فوق عائذ , قال المنذري بعد أن

حكى تصحيح الحاكم : " بل واهية , عائذ الله هو المجاشعي و أبو داود هو نفيع بن

الحارث الأعمى و كلاهما ساقط " . و أبو داود هذا قال الذهبي فيه : " يضع " . و

قال ابن حبان : " لا تجوز الرواية عنه , هو الذي روى عن زيد بن أرقم ... " فذكر

الحديث .

528 " يا فاطمة ! قومي إلى أضحيتك فاشهديها , فإنه يغفر لك عند أول قطرة من دمها كل

ذنب عملتيه , و قولي : *( قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين

لا شريك له و بذلك أمرت و أنا من المسلمين )* . قال عمران بن حصين : قلت : يا

رسول الله ! هذا لك و لأهل بيتك خاصة و أهل ذاك أنتم - أم للمسلمين عامة ? قال

: لا , بل للمسلمين عامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 15 ) :

$ منكر $ . أخرجه الحاكم ( 4 / 222 ) من طريق النضر بن إسماعيل البجلي : حدثنا

أبو حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن # عمران بن حصين # مرفوعا . و قال : "

صحيح الإسناد " ! فرده الذهبي بقوله : " قلت : بل أبو حمزة ضعيف جدا , و [ ابن

] إسماعيل ليس بذاك " . و من طريق أبي حمزة و اسمه ثابت بن أبي صفية رواه

الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " كما في " المجمع " ( 4 / 17 ) . ثم ساق له

الحاكم شاهدا من طريق عطية عن أبي سعيد الخدري مرفوعا دون قوله : " و قولي

...... " و جعل : " قلت : يا رسول الله هذا لك ... " من قول فاطمة , و رده

الذهبي أيضا بقوله : " قلت : عطية واه " . و من طريقه رواه البزاز و أبو الشيخ

ابن حيان في " كتاب الضحايا " كما في " الترغيب " ( 2 / 102 ) و قال ابن أبي

حاتم في " العلل " ( 2 / 38 - 39 ) : " سمعت أبي يقول : هو حديث منكر " . و

رواه أبو قاسم الأصبهاني عن علي نحوه كما في " الترغيب " . و قال : " و قد حسن

بعض مشايخنا حديث علي هذا , و الله أعلم " .

529 " من ضحى طيبة بها نفسه , محتسبا لأضحيته , كانت له حجابا من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 15 ) :

$ موضوع $ . قال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 17 ) و قد ذكره من حديث # حسن بن

علي # : " رواه الطبراني في " الكبير " و فيه سليمان بن عمرو النخعي و هو كذاب

" . قلت : و قال ابن حبان فيه ( 1 / 330 ) : " كان رجلا صالحا في الظاهر إلا

أنه كان يضع الحديث وضعا " . و من سهو السيوطي أنه أورده في " الجامع الصغير "

من هذا الوجه ! و رده عليه شارحه المناوي بكلام الهيثمي هذا ثم قال : " فكان

ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب " .

530 " أيها الناس ضحوا , و احتسبوا بدمائها , فإن الدم و إن وقع في الأرض , فإنه يقع في حرز الله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 16 ) :

$ موضوع $ . قال الهيثمي و قد ذكره من حديث # علي # أيضا : " رواه الطبراني في

الأوسط , و فيه عمرو بن الحصين العقيلي و هو متروك الحديث " .

531 " يخرج قوم هلكى لا يفلحون قائدهم امرأة , قائدهم في الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 16 ) :

$ منكر $ . رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " المعجم " ( 77 / 1 ) : أخبرنا

الصاغاني : أخبرنا أبو نعيم أخبرنا عبد الجبار بن العباس عن عطاء بن السائب عن

عمر بن الهجنع عن # أبي بكرة # قال : " قيل له : ما منعك ألا تكون قاتلت عن

صبرتك يوم الجمل ? فقال " فذكره مرفوعا . و رواه أبو منصور بن عساكر في : "

الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين " ( 28 / 2 الحديث 12 ) من طريق الصغاني . و

أورده العقيلي في " الضعفاء " ( 289 ) و قال :حدثنا محمد بن عبيدة قال : حدثنا

أبو نعيم به و قال : " عمر بن الهجنع لا يتابع عليه , و لا يعرف إلا به و عبد

الجبار بن العباس من الشيعة " . قلت : و هذا صدوق , و أما عمر بن الهجنع , فقال

الذهبي تبعا للعقيلي : " لا يعرف " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 1 /

145 ) على قاعدته في توثيق المجهولين , فلا يغتر به كما نبهنا عليه مرارا . و

عطاء بن السائب كان اختلط , فالحديث ضعيف منكر , و قد أورده ابن الجوزي في "

الموضوعات " ( 2 / 10 ) من طريق العقيلي , و أعله بعبد الجبار هذا , فلم يصنع

شيئا ! و لذلك رد عليه السيوطي في " اللآلي " ( 1091 ) ثم ابن عراق في " تنزيه

الشريعة " ( 195 / 1 ) بأن العقيلي أورده في ترجمة ابن الهجنع , فقال فيه ما

سبق : " متروك الحديث " . قلت : لأنه كان كذابا , فسقط حديثه .

532 " إن الله نظر في قلوب العباد فلم يجد قلبا أنقى من أصحابي , و لذلك اختارهم , فجعلهم أصحابا , فما استحسنوا فهو عند الله حسن , و ما استقبحوا فهو عند الله قبيح " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 16 ) :

$ موضوع $ . رواه الخطيب ( 4 / 165 ) من طريق سليمان بن عمرو النخعي : حدثنا

أبان بن أبي عياش و حميد الطويل عن # أنس # مرفوعا . و قال : " تفرد به النخعي

" . قلت : و هو كذاب كما سبق مرارا , أقربها الحديث ( 529 ) و لهذا قال الحافظ

ابن عبد الهادي : " إسناده ساقط , و الأصح وقفه على ابن مسعود " . نقله في "

الكشف " ( 2 / 188 ) و يعني بالموقوف الحديث الآتي : " ما رأى المسلمون حسنا

فهو عند الله حسن , و ما رآه المسلمون سيئا فهو عند الله سيء " .

533 " ما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن , و ما رآه المسلمون سيئا فهو عند الله سيء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 17 ) :

$ لا أصل له مرفوعا $ . و إنما ورد موقوفا على # ابن مسعود # قال : " إن الله

نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ,

فاصطفاه لنفسه , فابتعثه برسالته , ثم نظر في قلوب العباد بعد محمد صلى الله

عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد , فجعلهم وزراء نبيه , يقاتلون على

دينه فما رأى المسلمون ...... " إلخ . أخرجه أحمد ( رقم 3600 ) و الطيالسي في "

مسنده " ( ص 23 ) و أبو سعيد ابن الأعرابي في " معجمه " ( 84 / 2 ) من طريق

عاصم عن زر بن حبيش عنه . و هذا إسناد حسن . و روى الحاكم منه الجملة التي

أوردنا في الأعلى و زاد في آخره : " و قد رأى الصحابة جميعا أن يستخلفوا أبا

بكر رضي الله عنه " و قال : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي . و قال الحافظ

السخاوي : " هو موقوف حسن " . قلت : و كذا رواه الخطيب في " الفقيه و المتفقه "

( 100 / 2 ) من طريق المسعودي عن عاصم به إلا أنه قال : " أبي وائل " بدل " زر

بن حبيش " . ثم أخرجه من طريق عبد الرحمن بن يزيد قال : قال عبد الله : فذكره .

و إسناده صحيح . و قد روي مرفوعا و لكن في إسناده كذاب كما بينته آنفا . و إن

من عجائب الدنيا أن يحتج بعض الناس بهذا الحديث على أن في الدين بدعة حسنة , و

أن الدليل على حسنها اعتياد المسلمين لها ! و لقد صار من الأمر المعهود أن

يبادر هؤلاء إلى الاستدلال بهذا الحديث عندما تثار هذه المسألة و خفي عليهم . أ

- أن هذا الحديث موقوف فلا يجوز أن يحتج به في معارضة النصوص القاطعة في أن "

كل بدعة ضلالة " كما صح عنه صلى الله عليه وسلم .

ب - و على افتراض صلاحية الاحتجاج به فإنه لا يعارض تلك النصوص لأمور : الأول :

أن المراد به إجماع الصحابة و اتفاقهم على أمر , كما يدل عليه السياق , و يؤيده

استدلال ابن مسعود به على إجماع الصحابة على انتخاب أبي بكر خليفة , و عليه

فاللام في " المسلمون " ليس للاستغراق كما يتوهمون , بل للعهد . الثاني : سلمنا

أنه للاستغراق و لكن ليس المراد به قطعا كل فرد من المسلمين , و لو كان جاهلا

لا يفقه من العلم شيئا , فلابد إذن من أن يحمل على أهل العلم منهم , و هذا مما

لا مفر لهم منه فيما أظن . فإذا صح هذا فمن هم أهل العلم ? و هل يدخل فيهم

المقلدون الذين سدوا على أنفسهم باب الفقه عن الله و رسوله , و زعموا أن باب

الاجتهاد قد أغلق ? كلا ليس هؤلاء منهم و إليك البيان : قال الحافظ ابن عبد

البر في " جامع العلم " ( 2 / 36 - 37 ) : " حد العلم عند العلماء ما استيقنته

و تبينته , و كل من استيقن شيئا و تبينه فقد علمه , و على هذا من لم يستيقن

الشيء , و قال به تقليدا , فلم يعلمه , و التقليد عند جماعة العلماء غير

الاتباع , لأن الاتباع هو أن تتبع القائل على ما بان لك من صحة قوله , و

التقليد أن تقول بقوله و أنت لا تعرفه و لا وجه القول و لا معناه " <1> . و

لهذا قال السيوطي رحمه الله : " إن المقلد لا يسمى عالما " نقله السندي في

حاشية ابن ماجة ( 1 / 7 ) و أقره . و على هذا جرى غير واحد من المقلدة أنفسهم

بل زاد بعضهم في الإفصاح عن هذه الحقيقة فسمى المقلد جاهلا فقال صاحب " الهداية

" تعليقا على قول الحاشية : " و لا تصلح ولاية القاضي حتى ... يكون من أهل

الاجتهاد " قال ( 5 / 456 ) من " فتح القدير " : " الصحيح أن أهلية الاجتهاد

شرط الأولوية , فأما تقليد الجاهل فصحيح عندنا , خلافا للشافعي " . قلت : فتأمل

كيف سمى القاضي المقلد جاهلا , فإذا كان هذا شأنهم , و تلك منزلتهم في العلم

باعترافهم أفلا تتعجب معي من بعض المعاصرين من هؤلاء المقلدة كيف أنهم يخرجون

عن الحدود و القيود التي وضعوها بأيديهم و ارتضوها مذهبا لأنفسهم , كيف يحاولون

الانفكاك عنها متظاهرين بأنهم من أهل العلم لا يبغون بذلك إلا تأييد ما عليه

العامة من البدع و الضلالات , فإنهم عند ذلك يصبحون من المجتهدين اجتهادا مطلقا

, فيقولون من الأفكار و الآراء و التأويلات ما لم يقله أحد من الأئمة المجتهدين

, يفعلون ذلك , لا لمعرفة الحق بل لموافقة العامة ! و أما فيما يتعلق بالسنة و

العمل بها في كل فرع من فروع الشريعة فهنا يجمدون على آراء الأسلاف , و لا

يجيزون لأنفسهم مخالفتها إلى السنة , و لو كانت هذه السنة صريحة في خلافها ,

لماذا ? لأنهم مقلدون ! فهلا ظللتم مقلدين أيضا في ترك هذه البدع التي لا

يعرفها أسلافكم , فوسعكم ما وسعهم , و لم تحسنوا ما لم يحسنوا , لأن هذا اجتهاد

منكم , و قد أغلقتم بابه على أنفسكم ?! بل هذا تشريع في الدين لم يأذن به رب

العالمين , *( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )* و إلى

هذا يشير الإمام الشافعي رحمة الله عليه بقوله المشهور : " من استحسن فقد شرع "

. فليت هؤلاء المقلدة إذ تمسكوا بالتقليد و احتجوا به - و هو ليس بحجة على

مخالفيهم - استمروا في تقليدهم , فإنهم لو فعلوا ذلك لكان لهم العذر أو بعض

العذر لأنه الذي في وسعهم , و أما أن يردوا الحق الثابت في السنة بدعوى التقليد

, و أن ينصروا البدعة بالخروج عن التقليد إلى الاجتهاد المطلق , و القول بما لم

يقله أحد من مقلديهم ( بفتح اللام ) , فهذا سبيل لا أعتقد يقول به أحد من

المسلمين . و خلاصة القول : أن حديث ابن مسعود هذا الموقوف لا متمسك به

للمبتدعة , كيف و هو رضي الله عنه أشد الصحابة محاربة للبدع و النهي عن اتباعها

, و أقواله و قصصه في ذلك معروفة في " سنن الدارمي " و " حلية الأولياء " و

غيرهما , و حسبنا الآن منها قوله رضي الله عنه : " اتبعوا و لا تبتدعوا فقد

كفيتم , عليكم بالأمر العتيق " . <2> فعليكم أيها المسلمون بالسنة تهتدوا و

تفلحوا .

-----------------------------------------------------------

[1] قلت : تأمل هذا النص من هذا الإمام و نقله عن العلماء التفريق بين الاتباع

و التقليد , و عض عليه بالنواجذ , فإنه من العلم المجهول اليوم حتى عند كثير من

حملة شهادة الدكتوراة الشرعية , فضلا عن غيرهم . بل إن بعضهم يجادل في ذلك أسوأ

المجادلة , و يكابر فيه أشد المكابرة , و إن شئت التفصيل فراجع كتاب " بدعة

التعصب المذهبي " لصاحبنا الأستاذ الفاضل محمد عيد عباسي ( ص 33 - 39 ) .

[2] راجع تخريجه مع بعض الآثار الأخرى في رسالتي : " الرد على التعقيب الحثيث "

. اهـ .

534 " الهر سبع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 19 ) :

$ ضعيف $ . رواه أحمد ( 2 / 442 ) و العقيلي ( 331 ) و البيهقي ( 1 / 251 - 252

) عن عيسى بن المسيب عن أبي زرعة عن # أبي هريرة # مرفوعا . و هذا سند ضعيف من

أجل عيسى بن المسيب , ضعفه ابن معين , و أبو زرعة و النسائي و الدارقطني و

غيرهم كما في " الميزان " للذهبي , ثم ساق له هذا الحديث و قال العقيلي : " و

لا يتابعه إلا من هو مثله أو دونه " .

535 " حمل العصا علامة المؤمن , و سنة الأنبياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 19 ) :

$ موضوع $ . أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 2 / 97 - زهر الفردوس ) من

طريق يحيى بن هاشم الغساني عن قتادة عن # أنس # مرفوعا . قلت : و هذا موضوع , و

إن ذكره السيوطي في " الفتاوي " ( 2 / 201 ) و سكت عليه ! بل أورده في " الجامع

الصغير " ! فقد تعقبه شارحه المناوي بأن الغساني هذا قال الذهبي في " الضعفاء "

: " قالوا : كان يضع الحديث " .

536 " كان للأنبياء كلهم مخصرة يتخصرون بها تواضعا لله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 20 ) :

$ موضوع $ . رواه الديلمي من طريق وثيمة بن موسى عن سلمة بن الفضل عن محمد بن

إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن # ابن عباس # رفعه . ذكره السيوطي في "

الفتاوي " ( 2 / 201 ) و سكت عليه ! و وثيمة هذا قال ابن أبي حاتم في " الجرح "

( 4 / 2 / 5 ) : " روى عن سلمة أحاديث موضوعة " . و اعلم أنه ليس في الباب في

الحض على حمل العصا , حديث يصح , و أن حمل العصا من سنن العادة لا العبادة .

537 " من شم الورد الأحمر , و لم يصل علي , فقد جفاني " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 20 ) :

$ موضوع $ . قال السيوطي في " الفتاوي " ( 2 / 183 , 192 , 208 ) : " هو من

الأحاديث المقطوع ببطلانها مما في كتاب ( نزهة المجالس ) لعبد الرحمن الصفوري "

. قلت : و لذلك أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( 85 و 86 ) و ذكر

أنه من وضع بعض المغاربة , فراجعه إن شئت .

538 " من وجد ماله في الفيء قبل أن يقسم فهو له , و من وجده بعدما قسم فليس له شيء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 20 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه الدارقطني ( ص 472 ) من طريق إسحاق بن عبد الله عن ابن شهاب

عن سالم عن أبيه # ابن عمر # مرفوعا , و قال : " إسحاق هو ابن أبي فروة متروك "

. قلت : ثم رواه من طريق أخرى عن ابن عمر , و فيه رشدين بن سعد و هو ضعيف , و

من طريق أخرى عن ابن عباس مرفوعا نحوه . و فيه الحسن بن عمارة , و هو يضع . و

قد روي من طرق أخرى ضعفها الزيلعي في " نصب الراية " ( 3 / 435 ) و روى

الدارقطني و غيره معنى هذا الحديث عن عمر موقوفا عليه و هو ضعيف أيضا لانقطاعه

كما قال الدارقطني و غيره . و قد قال بهذا التفصيل الذي تضمنه هذا الحديث جماعة

من العلماء , و ذهب الشافعي و جماعة آخرون إلى أنه لا يملك أهل الحرب بالغلبة

شيئا من المسلمين , و لصاحبه أخذه قبل القسمة و بعدها و هذا هو الحق الذي لا شك

فيه و إن تبجح بعض الكتاب المعاصرين بخلافه , و اعتبر ذلك من مفاخر الإسلام

فقال : " إن الإسلام قرر حق تملك الغنائم لمن حازها من المتحاربين , المسلمون و

غيرهم في ذلك سواء " <1> و هذا باطل لأنه مع أنه لا مستند له إلا هذا الحديث

الضعيف , فهو مخالف لحديث المرأة الصحابية التي أسرها المشركون , و كانوا

أصابوا ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ( العضباء ) , فانفلتت المرأة ذات ليلة ,

و هربت على العضباء , فطلبوها فأعجزتهم , و قدمت فقالت : إنها نذرت إن أنجاها

الله عليها لتنحرنها ! فقال صلى الله عليه وسلم : " لا نذر لابن آدم فيما لا

يملك , و لا في معصية الله تبارك و تعالى " : رواه مسلم ( 5 / 78 - 79 ) و أحمد

( 4 / 429 , 430 / 432 , 434 ) . فهذا صريح في أن هذه المرأة لم تملك هذه

الناقة , و لو أن الأمر كما قال ذلك البعض , لكانت الناقة من حق هذه المرأة و

هذا بين لا يخفى . ثم وجدت ابن عبد الهادي في " تنقيح التحقيق " ( 2 / 374 -

375 ) استدل بهذا الحديث الصحيح لمذهب أحمد القائل : " إذا استولى المشركون على

أموال المسلمين لم يملكوها , ( قال : ) و وجه الحجة أنه لو ملكها المشركون ما

أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبطل نذرها , إنما أخذ الناقة لأنه

أدركها غير مقسومة " .

-----------------------------------------------------------

[1] انظر كتاب " من هدي الإسلام " المقرر تدريسه للصف الثاني عشر الإعدادي

الطبعة الثانية ( ص 93 ) . اهـ .

539 " لا تذكروني عند ثلاث : تسمية الطعام , و عند الذبح , و عند العطاس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 21 ) :

$ موضوع $ . رواه البيهقي ( 9 / 286 ) من طريق سليمان بن عيسى : أخبرني عبد

الرحيم بن # زيد العمي # عن أبيه مرفوعا و قال : " هذا منقطع , و عبد الرحيم و

أبوه ضعيفان , و سليمان بن عيسى السجزي في عداد من يضع الحديث " . و ذكر نحوه

ابن عبد الهادي في " تنقيح التحقيق " ( 2 / 392 ) و عزاه للحاكم بدل البيهقي ,

و الله أعلم . و قال ابن حبان في عبد الرحيم ( 2 / 152 ) : " يروي عن أبيه

العجائب مما لا يشك من الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة كلها " . قلت : فإن

سلم منهما فلن يسلم من السجزي .

540 " نهينا عن صيد كلب المجوسي و طائره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 21 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه الترمذي ( 2 / 341 ) و البيهقي ( 9 / 245 ) من طريق شريك عن

الحجاج عن القاسم بن أبي بزة عن سليمان اليشكري عن # جابر # . و ضعفه الترمذي

بقوله : " غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه " , و البيهقي بقوله : " في هذا

الإسناد من لا يحتج به " . قلت : و هما شريك و هو ابن عبد الله القاضي , و هو

ضعيف من قبل حفظه . و الحجاج و هو بن أرطاة , و هو مدلس و قد عنعنه . و ليس في

الباب ما يشهد للحديث , و يمكن فهمه على وجهين : الأول : أن يكون كلب المجوسي

صاد بإرسال صاحبه فعلى هذا لا يجوز أكل صيده فيكون معنى الحديث صحيحا . الثاني

: أن يكون الذي أرسله مسلما , و على هذا يحل صيده و لا يصح معنى الحديث و قد

أوضح المسألة الإمام مالك أحسن التوضيح فقال في " الموطأ " ( 2 / 41 ) : "

الأمر المجتمع عليه عندنا أن المسلم إذا أرسل كلب المجوسي الضاري فصاد أو قتل

أنه إذا كان متعلما فأكل ذلك الصيد حلال لا بأس به , و إن لم يذكه المسلم , و

إنما مثل ذلك مثل المسلم يذبح بشفرة المجوسي , أو يرمي بقوسه , أو بنبله ,

فيقتل بها , فصيده ذلك و ذبيحته حلال لا بأس بأكله , و إذا أرسل المجوسي كلب

المسلم الضاري على صيد فأخذه فإنه لا يؤكل ذلك الصيد إلا أن يذكى , و إنما مثل

ذلك مثل قوس المسلم و نبله , يأخذها المجوسي , فيرمي بها الصيد فيقتله , و

بمنزلة شفرة المسلم يذبح بها المجوسي , فلا يحل أكل شيء من ذلك " .

541 " ثلاث من أخلاق الإيمان : من إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل , و من إذا رضي لم يخرجه رضاه من حق , و من إذا قدر لم يتعاط ما ليس له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 22 ) :

$ موضوع $ . أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 31 ) و عنه أبو نعيم في "

أخبار أصبهان " ( 1 / 132 ) و ابن بشران في " الأمالي الفوائد " ( 2 / 133 / 2

) من طريق حجاج بن يوسف بن قتيبة الهمداني : حدثنا بشر بن الحسين عن الزبير بن

عدي عن # أنس بن مالك # مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن الزبير بن عدي

إلا بشر بن الحسين " . قلت : و هو كذاب كما سبق مرارا . و قال الهيثمي ( 1 / 59

) بعد أن عزاه للمعجم : " و فيه بشر بن الحسين و هو كذاب " . قلت : و راويه عنه

الهمداني مجهول كما قال ابن المديني , و الحديث مما سود به السيوطي " جامعه " :

و لهذا تعقبه شارحه المناوي بكلام الهيثمي المذكور ثم قال : " فكان ينبغي

للمصنف حذفه من هذا الكتاب " . و لعل السيوطي اغتر باقتصار الحافظ العراقي على

تضعيفه في " تخريج الإحياء " ( 4 / 307 ) و هو منه قصور أو ذهول أو تسامح في

التعبير لأن الحديث الموضوع من أقسام الحديث الضعيف , ثم إن الحديث هو أول حديث

في " نسخة الزبير بن عدي " المحفوظة في ظاهرية دمشق حرسها الله تعالى .

542 " حجوا , فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 23 ) :

$ موضوع $ . رواه أبو الحجاج يوسف بن خليل في " السباعيات " ( 1 / 18 / 1 ) عن

يعلى بن الأشدق عن # عبد الله بن جراد # مرفوعا و موقوفا . و من هذا الوجه

أخرجه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 3 / 209 ) و " الجامع " و

قال الهيثمي : " و فيه يعلى بن الأشدق و هو كذاب " .

543 " حجوا قبل أن لا تحجوا : يقعد أعرابها على أذناب أوديتها , فلا يصل إلى الحج

أحد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 23 ) :

$ باطل $ . رواه أبو نعيم في " أخبار أصفهان " ( 2 / 76 - 77 ) و البيهقي ( 4 /

341 ) و الخطيب في " التلخيص " ( 96 / 2 ) من طريق عبد الله بن عيسى بن بحير :

حدثني محمد بن أبي محمد عن أبيه عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : عبد الله هذا

هو الجندي , ذكره العقيلي في " الضعفاء " , و ساق له هذا الحديث و قال : "

إسناد مجهول فيه نظر " و قال الذهبي : " إسناد مظلم , و خبر منكر " . و قال في

" المهذب " كما في المناوي : " إسناده واه " . و شيخه محمد بن أبي محمد مجهول

كما قال أبو حاتم , و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 2 / 268 ) ! و ساق

له هذا الحديث ثم قال : " و هذا خبر باطل , و أبو محمد لا يدرى من هو ? " يعني

أنه هو علة الحديث . و الله أعلم .

544 " حجوا قبل أن لا تحجوا , فكأني أنظر إلى حبشي أصمع , أفدع , بيده معول يهدمها

حجرا حجرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 23 ) :

$ موضوع $ . أخرجه الحاكم ( 1 / 148 ) و أبو نعيم ( 4 / 131 ) و البيهقي ( 4 /

340 ) عن يحيى بن عبد الحميد الحماني : حدثنا حصين بن عمر الأحمسي : حدثنا

الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن # علي # مرفوعا . سكت عليه

الحاكم و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : حصين واه , و يحيى الحماني ليس بعمدة "

. و أقول : حصين كذاب كما قال ابن خراش و غيره . و قال الحاكم : ( 1 / 268 ) :

" يروي الموضوعات عن الأثبات " و قد تفرد بهذا الحديث كما قال أبو نعيم . و أما

الحماني , فقد تابعه جبارة عند ابن عدي ( 102 / 2 ) في ترجمة حصين هذا و قال :

" عامة أحاديثه معاضيل " .

545 " من غش العرب لم يدخل في شفاعتي , و لم تنله مودتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 24 ) :

$ موضوع $ . أخرجه الترمذي ( 4 / 376 ) و أحمد رقم ( 519 ) و من طريقه العراقي

في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( 8 / 2 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من

المسند " ( 8 / 1 ) و أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 136 / 2 ) من طريق

حصين بن عمر عن مخارق بن عبد الله عن طارق بن شهاب عن # عثمان بن عفان # مرفوعا

. و قال الترمذي : " حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي , و

ليس عند أهل الحديث بذاك القوي " . قلت : بل هو كذاب عند غير واحد منهم , كما

سبق ذكره قبل هذا , و حديثه هذا معارض لما صح عنه صلى الله عليه وسلم من قوله :

" شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " . و هو مخرج في " الروض النضير " رقم ( 43 ,

65 ) , و " المشكاة " ( 5598 و 5599 ) .

546 " للإمام سكتتان , فاغتنموا القراءة فيهما بفاتحة الكتاب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 24 ) :

$ لا أصل له مرفوعا $ . و إنما رواه البخاري في " جزء القراءة " ( ص 33 ) عن #

أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف # قال : فذكره موقوفا عليه . قلت : و إسناده حسن

. ثم رواه عن أبي سلمة عن أبي هريرة موقوفا عليه , و سنده حسن أيضا . <1> و

الذي دعاني إلى التنبيه على بطلان رفعه أنني رأيت ما نقله بعضهم في تعليقه على

قول النووي في " الأذكار " ( ص 63 ) : " إنه يستحب للإمام في الصلاة الجهرية أن

يسكت بعد التأمين سكتة طويلة بحيث يقرأ المأموم الفاتحة " . فقال المعلق عليه و

هو الشيخ محمد حسين أحمد : " قال الحافظ : دليل استحباب تطويل هذه السكتة حديث

أبي سلمة بن عبد الرحمن أن للإمام سكتتين .... أخرجه البخاري في كتاب " القراءة

خلف الإمام " و أخرجه فيه أيضا عن أبي سلمة عن أبي هريرة . و عن عروة بن الزبير

قال : يا بني اقرؤوا إذا سكت الإمام , و اسكتوا إذا جهر , فإنه لا صلاة لمن لم

يقرأ بفاتحة الكتاب " . فقوله : " حديث أبي سلمة .... " فيه إيهام كبير أنه

حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم و أن اللفظ من قوله صلى الله عليه

وسلم كما هو المتبادر عند الإطلاق , و راجعني من أجل ذلك بعض الشافعية محتجا به

! فبينت له أن الحديث ليس هو من كلامه صلى الله عليه وسلم , و إنما هو مقطوع

موقوف على أبي سلمة , حتى و لو كان مرفوعا لكان ضعيفا لأنه مرسل تابعي . ثم قلت

: و لو صح عنه صلى الله عليه وسلم لما كان حجة لكم بل هو عليكم ! قال كيف ? قلت

: لأنه يقول : " فاغتنموا القراءة في السكتتين " و هما سكتة الافتتاح و سكتة

بعد القراءة , و أنتم لا تقولون بقراءة الفاتحة أو بعضها في السكتة الأولى !

نعم نقل ابن بطال عن الشافعي أن سبب سكوت الإمام السكتة الأولى ليقرأ المأموم

فيها الفاتحة . لكن الحافظ تعقبه في " الفتح " ( 2 / 182 ) بقوله : " و هذا

النقل من أصله غير معروف عن الشافعي , و لا عن أصحابه , إلا أن الغزالي قال في

" الإحياء " : إن المأموم يقرأ الفاتحة إذا اشتغل الإمام بدعاء الافتتاح و خولف

في ذلك , بل أطلق المتولي و غيره كراهية تقديم المأموم قراءة الفاتحة على

الإمام " . و كذلك قول عروة المتقدم حجة على الشافعية , لأنه يأمر المؤتم

بالسكوت إذا جهر الإمام . و هذا هو أعدل الأقوال في مسألة القراءة وراء الإمام

, أن يقرأ إذا أسر الإمام , و ينصت إذا جهر . و قد فصلت القول في هذه المسألة و

جمعت الأحاديث الواردة فيها في تخريج أحاديث " صفة صلاة النبي صلى الله عليه

وسلم " .

----------------------------------------------------------

[1] قلت : فيه دليل على أن قول أبي هريرة في " مسلم " : " اقرأ بها في نفسك يا

فارسي " إنما يعني قراءتها في سكتات الإمام إن وجدت , و هذه فائدة هامة , فخذها

شاكرا لله تعالى . اهـ .

547 " كان للنبي صلى الله عليه وسلم سكتتان , سكتة حين يكبر , و سكتة حين يفرغ من

قراءته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 25 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه البخاري في " جزء القراءة " ( ص 23 ) و أبو داود و الترمذي و

ابن ماجة و غيرهم من حديث الحسن البصري عن # سمرة بن جندب # . و هذا سند ضعيف

أعله الدارقطني في سننه ( ص 138 ) بالانقطاع فقال عقب الحديث : " الحسن مختلف

في سماعه من سمرة , و قد سمع منه حديثا واحدا , و هو حديث العقيقة " . قلت : ثم

هو على جلالة قدره مدلس كما سبق التنبيه على ذلك مرارا , و لم أجد تصريحه

بسماعه لهذا الحديث بعد مزيد البحث و التفتيش عن طرقه إليه , فلو سلم أنه ثبت

سماعه من سمرة لغير حديث العقيقة , لما ثبت سماعه لهذا , كما لا يخفى على

المشتغلين بعلم السنة المطهرة . ثم إن للحديث علة أخرى و هي الاضطراب في متنه .

ففي هذه الرواية أن السكتة الثانية محلها بعد الفراغ من القراءة , و في رواية

ثانية : بعد الفراغ من قراءة الفاتحة , و في الأخرى بعد الفراغ من الفاتحة و

سورة عند الركوع . و هذه الرواية الأخيرة هي الصواب في الحديث لو صح , لأنه

اتفق عليها أصحاب الحسن , يونس , و أشعث , و حميد الطويل , و قد سقت رواياتهم

في ذلك في " ضعيف سنن أبي داود " ( رقم 135 و 138 ) و نقلت فيه عن أبي بكر

الجصاص أنه قال : " هذا حديث غير ثابت " . فبعد معرفة علة الحديث لا يلتفت

المنصف إلى قول من حسنه . و إذا عرفت هذا فلا حجة للشافعية في هذا الحديث على

استحبابهم السكوت للإمام بقدر ما يقرأ المأموم الفاتحة , و ذلك لوجوه : الأول :

ضعف سند الحديث . الثاني : اضطراب متنه . الثالث : أن الصواب في السكتة الثانية

فيه أنها قبل الركوع بعد الفراغ من القراءة كلها لا بعد الفراغ من الفاتحة .

الرابع : على افتراض أنها أعني السكتة بعد الفاتحة , فليس فيه أنها طويلة

بمقدار ما يتمكن المقتدي من قراءة الفاتحة ! و لهذا صرح بعض المحققين بأن هذه

السكتة الطويلة بدعة فقال شيخ الإسلام ابن تيمية فـ " الفتاوى " ( 2 / 146 -

147 ) : " و لم يستحب أحمد أن يسكت الإمام لقراءة المأموم , و لكن بعض أصحابه

استحب ذلك , و معلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يسكت سكتة تتسع لقراءة

الفاتحة لكان هذا مما تتوفر الهمم و الدواعي على نقله , فلما لم ينقل هذا أحد ,

علم أنه لم يكن , و أيضا فلو كان الصحابة كلهم يقرؤون الفاتحة خلفه صلى الله

عليه وسلم , إما في السكتة الأولى و إما في الثانية لكان هذا مما تتوفر الهمم و

الدواعي على نقله فكيف و لم ينقل أحد من الصحابة أنهم كانوا في السكتة الثانية

يقرءون الفاتحة , مع أن ذلك لو كان شرعا لكان الصحابة أحق الناس بعلمه , فعلم

أنه بدعة " . قلت : و مما يؤيد عدم سكوته صلى الله عليه وسلم تلك السكتة

الطويلة قول أبي هريرة رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا

كبر للصلاة سكت هنية , فقلت : يا رسول الله أرأيت سكوتك بين التكبير و القراءة

ماذا تقول ? قال أقول : اللهم باعد بيني و بين خطاياي .... " الحديث فلو كان

رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت تلك السكتة بعد الفاتحة بمقدارها لسألوه

عنها كما سألوه عن هذه .

548 " لئن أظهرني الله عليهم ( يعني كفار قريش الذين قتلوا حمزة ) لأمثلن بثلاثين

رجلا منهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 26 ) :

$ ضعيف $ . رواه ابن إسحاق في " السيرة " عن بعض أصحابه عن # عطاء بن يسار #

قال : نزلت سورة ( النمل ) بمكة و هي مكية إلا ثلاث آيات من آخرها نزلت

بالمدينة بعد أحد , حين قتل حمزة و مثل به , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: ( فذكره ) , فلما سمع المسلمون ذلك قالوا : والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بهم

مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط , فأنزل الله *( و إن عاقبتهم فعاقبوا

بمثل ما عوقبتهم به )* إلى أخر السورة . ذكره الحافظ ابن كثير ( 2 / 592 ) و

ضعفه بقوله : " و هذا مرسل و فيه رجل مبهم لم يسم , و قد روي من وجه آخر متصل "

. قلت : و هذا المتصل من حديث أبي هريرة ضعيف كما يأتي بعده . و روي من حديث

ابن عباس و هو : " لئن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين رجلا منهم , فأنزل الله عز

وجل في ذلك : *( و إن عاقبتهم فعاقبوا )* إلى قوله : *( يمكرون )* " .

549 " لئن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين رجلا منهم , فأنزل الله عز وجل في ذلك : *( و

إن عاقبتهم فعاقبوا )* إلى قوله : *( يمكرون )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 27 ) :

$ ضعيف $ . رواه الطبراني ( 3 / 107 - 108 ) عن أحمد بن أيوب بن راشد البصري :

أخبرنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن كعب القرظي و الحكم بن

عتيبة عن مقسم و مجاهد عن # ابن عباس # قال : " لما وقف رسول الله صلى الله

عليه وسلم على حمزة فنظر إلى ما به قال : لولا أن تحزن النساء ما غيبته و

لتركته حتى يكون في بطون السباع و حواصل الطيور حتى يبعثه الله مما هنالك . قال

: و أحزنه ما [ رأى ] به فقال " فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف , قال : الهيثمي

( 6 / 120 ) : " و فيه أحمد بن أيوب بن راشد و هو ضعيف " . قلت : لم أجد من صرح

بتضعيفه من الأئمة المتقدمين , و لا من وثقه منهم , نعم أورده ابن حبان في "

الثقات " و قال : " ربما أغرب " , و هذا ليس بجرح كما أن إيراده إياه في "

الثقات " ليس بتوثيق معتمد , كما سبق التنبيه عليه مرارا , فالحق أن الرجل في

عداد مجهولي العدالة , و لذلك لم يوثقه الحافظ في " التقريب " و لم يضعفه , بل

قال فيه " مقبول " إشارة إلى ما ذكرته . و الله أعلم . و رواه البيهقي في "

دلائل النبوة " ( ج 1 - غزوة أحد - مخطوط ) عن ابن إسحاق قال : حدثني بريدة بن

سفيان عن محمد بن كعب مرفوعا . و هذا مع إرساله ضعيف أيضا , و بريدة بن سفيان

قال الحافظ : " ليس بالقوي " . و قد روي هذا الحديث من طريق أخرى عن محمد بن

كعب , أخرجه المحاملي في " الأمالي " ( ج 7 رقم 2 ) عن عبد العزيز بن عمران :

حدثني أفلح بن سعيد عن محمد بن كعب عن ابن عباس . و هذا سند ضعيف جدا , عبد

العزيز قال الحافظ : " متروك , احترقت كتبه فحدث من حفظه فاشتد غلطه " . و روي

من حديث أبي هريرة نحوه و أتم منه , و هو : " رحمة الله عليك إن كنت ما علمت

لوصولا للرحم , فعولا للخيرات , والله لولا حزن من بعدك عليك , لسرني أن أتركك

حتى يحشرك الله من بطون السباع - أو كلمة نحوها - أما والله على ذلك لأمثلن

بسبعين كمثلتك . فنزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بهذه

السورة و قرأ : *( و إن عاقبتهم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به )* إلى آخر الآية ,

فكفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يعني عن يمينه ) , و أمسك عن ذلك " .

550 " رحمة الله عليك إن كنت ما علمت لوصولا للرحم , فعولا للخيرات , والله لولا

حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع - أو كلمة

نحوها - أما والله على ذلك لأمثلن بسبعين كمثلتك . فنزل جبريل عليه السلام على

محمد صلى الله عليه وسلم بهذه السورة و قرأ : *( و إن عاقبتهم فعاقبوا بمثل ما

عوقبتم به )* إلى آخر الآية , فكفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يعني عن

يمينه ) , و أمسك عن ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 28 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 2 / 6 / 1 - 2 ) و الحاكم (

3 / 197 ) و البزاز و الطبراني و البيهقي في " دلائل النبوة " ( ج 1 - غزوة أحد

) و الواحدي ( 146 / 1 ) عن صالح المري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي

عن # أبي هريرة # : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد

المطلب حين استشهد , فنظر إلى منظر لم ينظر إلى منظر أوجع للقلب منه , أو أوجع

لقلبه منه , و نظر إليه و قد مثل به فقال : " فذكره . و سكت عنه الحاكم و تعقبه

الذهبي بقوله : " قلت : صالح واه " . و قال الحافظ ابن كثير ( 2 / 592 ) : " و

هذا إسناد فيه ضعف لأن صالحا هو ابن بشير المري ضعيف عند الأئمة " . و كذلك

ضعفه الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 119 ) . و رواه البيهقي أيضا من طريق يحيى بن

عبد الحميد قال : حدثنا قيس عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس

مرفوعا نحوه و زاد : " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل نصبر يا رب ! "

. و سنده ضعيف , مسلسل بالضعفاء الثلاثة : ابن أبي ليلى فمن دونه ! قلت : و قد

ثبت بعضه مختصرا من طرق أخرى فأخرج الحاكم ( 3 / 196 ) و الخطيب في " التلخيص "

( 44 / 1 ) عن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بحمزة يوم أحد و قد

جدع و مثل به فقال : " لولا أن صفية تجد لتركته حتى يحشره الله من بطون الطير و

السباع , فكفنه في نمرة " . و قال : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي و هو

كما قالا . و رواه الحاكم ( 3 / 197 - 198 ) و البزاز و الطبراني من حديث ابن

عباس بسند لا بأس به في المتابعات و الشواهد . و سبب نزول الآية السابقة في هذه

الحادثة صحيح فقد قال أبي بن كعب : " لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة و

ستون رجلا , و من المهاجرين ستة , فمثلوا بهم و فيهم حمزة , فقالت الأنصار :

لئن أصبناهم مثل هذا لنربين عليهم , فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله عز وجل :

*( و إن عاقبتهم فعاقبوا بمثل ما عوقبتهم به )* الآية , فقال رجل : لا قريش بعد

اليوم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفوا عن القوم غير أربعة " .

رواه الترمذي ( 4 / 133 ) , و الحاكم ( 2 / 359 ) و عبد الله بن أحمد في "

زوائد المسند " ( 5 / 135 ) و حسنه الترمذي , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد "

, و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .

551 " من قلد عالما لقي الله سالما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 29 ) :

$ لا أصل له $ . و قد سئل عنه السيد رشيد رضا رحمه الله فأجاب في مجلة " المنار

" ( 34 / 759 ) بقوله : " ليس بحديث " .

552 " جلس صلى الله عليه وسلم على مرفقة حرير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 29 ) :

$ لا أصل له $ . كما أشار لذلك الحافظ الزيلعي في " نصب الراية " ( 4 / 227 ) ,

و قد احتج به صاحب " الهداية " لمذهب الحنفية الذي يجيز للرجال الجلوس على

الحرير ! . قال الزيلعي : " يشكل على المذهب حديث حذيفة قال : نهانا رسول الله

صلى الله عليه وسلم أن نشرب في آنية الذهب و الفضة , و أن نأكل فيها , و عن لبس

الحرير و الديباج , و أن نجلس عليه . أخرجه البخاري " . قلت : و هذا هو الحق

أنه يحرم الجلوس على الحرير كما يحرم لبسه لحديث البخاري هذا , و الأحاديث

العامة في تحريم لبسه على الرجال كقوله عليه السلام : " لا تلبسوا الحرير فإنه

من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة " متفق عليه , فإنها تتناول بعمومها

الجلوس عليه , لأن الجلوس لبس لغة و شرعا , كما قال أنس رضي الله عنه : " قمت

إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس " . فانظر كيف تصرف الأحاديث الموضوعة

الناس عن الأحاديث الصحيحة . *( فاعتبروا يا أولي الأبصار )* .

553 " عادي الأرض لله و للرسول , ثم لكم من بعد , فمن أحيا أرضا ميتة فهي له , و

ليس لمحتجر حق بعد ثلاث سنين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 29 ) :

$ منكر بهذا التمام $ . أخرجه أبو يوسف صاحب أبي حنيفة في " كتاب الخراج " ( ص

77 ) قال : حدثني ليث عن # طاووس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل : الأولى : الإرسال من طاووس ,

فإنه تابعي . الثانية : ضعف ليث و هو ابن أبي سليم لاختلاطه كما بينه ابن حبان

في " كتاب المجروحين " ( 1 / 57 و 2 / 231 ) . الثالثة : أبو يوسف فيه ضعف من

قبل حفظه , قال الفلاس : " صدوق كثير الخطأ " و ضعفه البخاري و غيره و وثقه ابن

حبان و غيره . قلت : و قد تفرد بقوله في آخر الحديث : " و ليس لمحتجر .... "

فقد أخرجه يحيى بن آدم في " كتاب الخراج " ( ص 85 , 86 , 88 ) و البيهقي في

سننه ( 6 / 143 ) من طرق كثيرة عن ليث به مرسلا بدون هذه الزيادة , فهي منكرة .

و كذلك أخرجه الشافعي ( 2 / 204 ) و البيهقي عن سفيان الثوري عن ابن طاووس

مرسلا . و وصله البيهقي عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا . و قال : "

تفرد به معاوية بن هشام مرفوعا موصولا " . قلت : و معاوية فيه ضعف , و الصواب

في الحديث مرسل . ثم إن هذه الزيادة رواها أبو يوسف أيضا موقوفا على عمر رضي

الله عنه فلعله الصواب . قال أبو يوسف : و حدثني محمد بن إسحاق عن الزهري عن

سالم بن عبد الله . " أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال على المنبر : " من

أحيا أرضا ميتة فهي له , و ليس لمحتجر حق بعد ثلاث سنين " و ذلك أن رجالا كانوا

يحتجرون من الأرض ما لا يعملون " . و هذا سند منقطع في موضعين , لكن رواه يحيى

بن آدم ( ص 90 ) و أبو عبيد القاسم بن سلام ( ص 290 ) عن سالم بن عبد الله عن

أبيه قال : كان الناس يحتجرون على عهد عمر رضي الله عنه فقال : من أحيا أرضا

فهي له . قال يحيى : كأنه لم يحلها له بالتحجير حتى يحييها . و هذا سند صحيح

إلى عمر , و لكن ليس فيه " و ليس لمحتجر ... " . لكن يظهر أن هذه الجملة ثابتة

عن عمر , فقد رواها أبو يوسف عنه من طريق ثانية , و يحيى من طريق ثالثة , و هي

و إن كانت لا تخلو من ضعف فبعضها يقوي بعضا . و جملة القول : أن هذه الزيادة

رفعها منكر , و الصواب أنها من قول عمر , و أما الجملة الأولى من الحديث فضعيفة

لإرسالها . و أما قوله : " من أحيا أرضا ميتة فهي له " فهي ثابتة عن النبي صلى

الله عليه وسلم من طرق أخرى عند أبي داود و غيره , و للبخاري معناه , و قد

خرجتها في " الإرواء " ( 1548 ) , و بعضها في " الأحاديث الصحيحة " رقم ( 568 )

من المجلد الثاني منه , و قد تم طبعه قريبا و الحمد لله . فائدة فقهية : اعلم

أن الإحياء غير التحجير , و قد بين الفرق بينهما يحيى بن آدم أحسن بيان فقال (

ص 90 ) : " و إحياء الأرض أن يستخرج فيها عينا أو قليبا أو يسوق إليها الماء ,

و هي أرض لم تزرع , و لم تكن في يد أحد قبله يزرعها أو يستخرجها حتى تصلح للزرع

, فهذه لصاحبها أبدا , لا تخرج من ملكه , و إن عطلها بعد ذلك , لأن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال : " من أحيا أرضا فهي له " , فهذا إذن من رسول الله صلى

الله عليه وسلم فيها للناس , فإن مات فهي لورثته و له أن يبيعها إن شاء " قال :

" و التحجير , فهو غير الإحياء , قال ابن المبارك : التحجير أن يضرب على الأرض

من الأعلام و المنار فهذا الذي قيل فيه إن عطلها ثلاث سنين فهي لمن أحياها بعده

" . و يظهر أن هذا الفرق الواضح لم ينتبه له رئيس حزب التحرير الإسلامي فإنه

احتج بهذا الحديث المنكر في كتابه " النظام الاقتصادي في الإسلام " ( ص 20 )

على أنه يشترط في إحياء الأرض الموات أن يستثمرها مدة ثلاث سنوات من وضع يده

عليها , و أن يستمر هذا الإحياء باستغلالها فإن لم يفعل سقط حق ملكيته لها " .

و الحديث مع أنه منكر ليس فيه الشرط المذكور , و لا هو في الإحياء كما هو ظاهر

بأدنى تأمل , و كم له أو لحزبه مثل هذا الاستدلال الباطل , و الاحتجاج

بالأحاديث المنكرة و الأخبار الواهية .

554 " إن حادينا نام فسمعنا حاديكم فملت إليكم , فهل تدرون أنى كان الحداء ? قالوا

: لا والله , قال : إن أباهم مضر خرج إلى بعض رعاته , فوجد إبله قد تفرقت ,

فأخذ عصا فضرب بها كف غلامه , فعدا الغلام في الوادي و هو يصيح : يا يداه يا

يداه ! فسمعت الإبل فعطفت عليه , فقال مضر : لو اشتق مثل هذا لانتفعت به الإبل

و اجتمعت , فاشتق الحداء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 31 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " ( ص 238 ) من طريق أبي البختري

وهب عن طلحة المكي عن بعض علمائهم : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مال ذات

ليلة بطريق مكة إلى حاد مع قوم , فسلم عليهم فقال " . فذكره . قلت : و هذا مع

إرساله موضوع , و المتهم به أبو البختري هذا , و هو وهب بن وهب المدني القاضي

قال ابن معين : " كان يكذب عدو الله ! " و قال أحمد : " كان يضع الحديث وضعا "

. و ذكر ابن الجوزي في مقدمة " الموضوعات " ( 1 / 47 - ط ) أنه من كبار

الوضاعين , فالعجب منه كيف يروي له في هذا الكتاب ( تلبيس إبليس ) الذي أكثر

قرائه لا علم لهم بالحديث و رجاله ! و قد ساق الذهبي في ترجمة أبي البختري هذا

أحاديث كثيرة ثم قال : " و هذه أحاديث مكذوبة " . و الموضوع في هذا الحديث إنما

هو ما عدا الجملة الأولى منه , فإن لها شاهدا مرسلا قويا , فقال ابن سعد في "

الطبقات " ( 1 / 2 ) : أخبرنا الفضل بن دكين أبو نعيم : أخبرنا العلاء بن عبد

الكريم عن مجاهد قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فبينا هو يسير

بالليل و معه رجل يسايره إذ سمع حاديا يحدو , و قوم أمامه , فقال لصاحبه , لو

أتينا حادي هؤلاء القوم , فقربنا حتى غشينا القوم , فقال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : ممن القوم ? قالوا : من مضر , فقال : و أنا من مضر , وني حادينا ,

فسمعنا حاديكم , فأتيناكم . و رواه ابن الأعرابي في " حديث سعدان بن نصر " ( 1

/ 22 / 1 ) . و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات من رجال مسلم لولا أنه مرسل , و

لكنه جاء نحوه من طريق آخر , فقال ابن سعد : أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي

: أنبأنا حنظلة بن أبي سفيان الجمحي عن طاووس قال : " بينما رسول الله صلى الله

عليه وسلم في سفر إذ سمع صوت حاد , فسار حتى أتاهم فقال : من القوم ? قالوا :

مضريون , فقال صلى الله عليه وسلم : و أنا مضري , فقالوا : يا رسول الله إنا

أول من حدا , بينما رجل في سفر فضرب غلاما له على يده بعصا فانكسرت يده , فجعل

الغلام يقول و هو يسير الإبل : وايداه وايداه ! و قال : هيبا هيبا , فسارت

الإبل " . و هذا مرسل صحيح أيضا . و رواه ابن الأعرابي عن عكرمة مرسلا بسند

صحيح أيضا . و هو يبين أن الأصل في قصة الحداء موقوف , فرفعه ذلك الكذاب أبو

البختري .

و قد ذكر الحافظ ابن كثير في " البداية " ( 2 / 199 ) عن علماء التاريخ أنهم

قالوا : كان مضر أول من حدا , و ذلك لأنه كان حسن الصوت , فسقط يوما عن بعيره ,

فوثبت يده , فجعل يقول : وايداه وايداه ? فأعنقت الإبل لذلك . و هذا مخالف لهذا

المرسل . و الله أعلم .

555 " من فقه الرجل المسلم أن يصلح معيشته , و ليس من حبك الدنيا طلب ما يصلحك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 32 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه ابن عدي ( 175 / 1 ) عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن

أبي شجرة عن # عبد الله بن عمر # مرفوعا , و قال : " سعيد بن سنان أبو مهدي

الحمصي عامة ما يرويه غير محفوظ " . قلت : و في " التقريب " : " متروك رماه

الدارقطني و غيره بالوضع " . قلت : و روي الحديث من طريق آخر بنحوه , و هو : "

من فقه الرجل رفقه في معيشته " .

556 " من فقه الرجل رفقه في معيشته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 33 ) :

$ ضعيف $ . رواه أحمد ( 5 / 194 ) و من طريقه الثعلبي في " تفسيره " ( 3 / 146

/ 1 ) و ابن عدي ( 37 / 2 ) و ابن عساكر ( 13 / 375 / 1 ) عن أبي بكر بن أبي

مريم عن ضمرة بن حبيب عن # أبي الدرداء # مرفوعا . و قال ابن عدي : " أبو بكر

بن أبي مريم الغالب على حديثه الغرائب , و قل ما يوافقه عليه الثقات , و هو ممن

لا يحتج به , و لكن يكتب حديثه " . قلت : ثم هو منقطع لأن ضمرة لم يسمع من أبي

الدرداء كما أفاده الذهبي , فإن بين وفاتيهما نحو مائة سنة . و اقتصر الهيثمي (

4 / 74 ) على إعلاله باختلاط ابن أبي مريم . و الحديث أورده السيوطي في "

الجامع " من رواية أحمد و البيهقي عن أبي الدرداء قال شارحه المناوي : " ثم قال

البيهقي تفرد به سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية اهـ . قال الذهبي في " الضعفاء "

: و سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية متهم , أي بالوضع " . قلت : و هذا يوهم أن

الحديث من هذه الطريق عند أحمد أيضا , و ليس كذلك كما سبق فتنبه , و رواه ابن

عدي عن سعيد بن سنان بسند آخر عن ابن عمر نحوه و تقدم لفظه قريبا . و رواه ابن

الأعرابي في " المعجم " ( 237 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 11 ) عن

فرج بن فضالة : أخبرنا لقمان بن عامر عن أبي الدرداء موقوفا عليه . و الفرج بن

فضالة ضعيف كما في " التقريب " و بقية رجاله ثقات , فلعل هذا هو أصل الحديث

موقوف , أخطأ بعض الضعفاء فرفعه , و الله أعلم . ثم وجدت ما يؤيد وقفه , فقال

وكيع بن الجراح في " الزهد " ( 2 / 78 / 1 ) : حدثنا سفيان عن منصور عن سالم بن

أبي الجعد " أن رجلا صعد إلى أبي الدرداء و هو في غرفة له , و هو يلتقط حبا

منثورا , فقال أبو الدرداء " فذكره موقوفا عليه . و رجاله كلهم ثقات لولا أنه

مرسل . و كذلك رواه ابن عساكر ( 3 / 375 / 1 ) من طريق المعتمر بن سليمان عن

منصور به . و رواه أيضا من طريق إسماعيل بن عياش عن حريز بن عثمان الرحبي عن

أبي حبيب الحارث بن محمد عن أبي الدرداء موقوفا .

557 " خذوا من القرآن ما شئتم لما شئتم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 33 ) :

$ لا أصل له فيما أعلم $ . و قال السيد رشيد رضا في " المنار " ( مجلد 28 / 660

) : " لم أره في شيء من كتب الحديث " .

558 " ليس بكريم من لم يتواجد عند ذكر الحبيب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 34 ) :

$ موضوع $ . ذكره محمد بن طاهر المقدسي في " صفوة التصوف " و من طريقه أبو حفص

عمر السهروردي صاحب " عوارف المعارف " : أن النبي صلى الله عليه وسلم أنشده

أعرابي : قد لسعت حية الهوى كبدي فلا طبيب لها و لا راقي . إلا الحبيب الذي

شغفت به فعنده رقيتي و ترياقي . فتواجد حتى سقطت البردة عن منكبيه فقال معاوية

: ما أحسن لهوكم , فقال : مهلا يا معاوية ليس ..... " الحديث . قال ابن تيمية

في رسالة " السماع و الرقص " ( ص 169 من مجموعة الرسائل المنيرية ج 3 ) : " هذا

حديث مكذوب موضوع باتفاق أهل العلم بهذا الشأن , قال : و هذا و أمثاله إنما

يرويه من هو أجهل الناس بحال النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه و من بعدهم

بمعرفة الإيمان و الإسلام " ! قلت : ثم راجعت كتاب " صفوة التصوف " للحافظ ابن

طاهر المقدسي فلم أجد الحديث فيه , و إنما عزاه الحافظ في " لسان الميزان "

لكتاب آخر له أسماه " السماع " و قد ساق إسناده السهروردي في " العوارف " ( ص

108 - 109 ) فإذا هو من طريق أبي بكر عمار بن إسحاق قال : حدثنا سعيد بن عامر

عن شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس به . و قال : " فهذا الحديث أوردناه

مسندا كما سمعناه و وجدناه , و قد تكلم في صحته أصحاب الحديث , و ما وجدنا شيئا

نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاكل وجد أهل الزمان و سماعهم و اجتماعهم

و هيئتهم , إلا هذا , و ما أحسنه من حجة للصوفية و أهل الزمان في سماعهم و

تمزيقهم الخرق و قسمتها أن لو صح , و يخالج سري أنه غير صحيح , و لم أجد فيه

ذوق اجتماع النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه و ما كانوا يعتدونه على ما

بلغنا في هذا الحديث , و يأبى القلب قبوله . قلت : و المتهم بهذه القصة عمار بن

إسحاق هذا فقد قال الذهبي في ترجمته : " كأنه واضع هذه الخرافة التي فيها : "

قد لسعت حية الهوى كبدي " . فإن الباقين ثقات " .

559 " كان يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة *( قل يا أيها الكافرون )* , و *( قل هو

الله أحد )* , و يقرأ في العشاء الآخرة ليلة الجمعة ( الجمعة ) , و ( المنافقين

) " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 34 ) :

$ ضعيف جدا $ . أخرجه ابن حبان ( 552 ) و البيهقي ( 2 / 391 ) الشطر الأول منه

من طريق سعيد بن سماك بن حرب : حدثني أبي سماك بن حرب - قال : و لا أعلم إلا -

عن # جابر بن سمرة # قال : فذكره . و أخرجه أيضا في كتابه " الثقات " ( 2 / 104

) في ترجمة سعيد هذا , و قال : " و المحفوظ عن سماك أن النبي صلى الله عليه

وسلم فذكره " . قلت : و هذا من تناقض ابن حبان , فإنه من جهة يعله بالإرسال و

يبين أنه لا يصح موصولا عن جابر بن سمرة , و من جهة أخرى يورد الموصول في "

صحيحه " ! و علة الحديث سعيد بن سماك , فقد قال ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 32 ) عن

أبيه : " متروك الحديث " , و توثيق ابن حبان إياه من تساهله الذي عرف به عند

المحققين , و قد يغتر به كثير ممن لا تحقيق عندهم , فيصححون أحاديث كثيرة

تقليدا له , من ذلك هذا الحديث , فقد جاء في " البجيرمي " ( 2 / 64 ) : " و

يستحب أيضا قراءة ( الجمعة ) و ( المنافقين ) في صلاة عشاء ليلة الجمعة , كما

ورد عند ابن حبان بسند صحيح و قد كان السبكي يفعله , فأنكر عليه بأنه ليس في

كلام الرافعي . فرد على المنكر بما مر . أي من الورود و كم من مسائل لم يذكرها

الرافعي : فعدم ذكره لها لا يستلزم عدم سنيتها " . قلت : و هذا الجواب من

الوجهة الفقهية صحيح , يدل على تحرر السبكي من الجمود المذهبي , و لكن الحديث

ضعيف غير محفوظ بشهادة ابن حبان نفسه , فلا يثبت به الاستحباب فضلا عن السنية ,

بل إن التزام ذلك من البدع , و هو ما يفعله كثير من أئمة المساجد في دمشق و

غيرها من البلدان السورية , و لكنهم جمعوا بين البدعة و إرضاء الناس , فقد

تركوا قراءة ( المنافقون ) أصلا و التزموا قراءة الشطر الثاني من ( الجمعة ) في

الركعتين تخفيفا عن الناس زعموا ! و كنت منذ القديم استنكر منهم هذا الالتزام ,

و لا أعرف مستندهم في ذلك , حتى رأيت كلام البجيرمي هذا , المستند على هذا

الحديث , الذي كنت استغربه لعدم وروده في الأمهات الستة و غيرها و لكن ذلك لا

يكفي للإنكار , حتى وقفت على إسناده في " موارد الظمآن " و منه نقلت , فتبين لي

ضعفه بل و تضعيف ابن حبان نفسه له في كتابه الآخر , فالحمد لله على توفيقه . ثم

إن مما يدل على ضعف الحديث أن الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ

بالسورتين الأوليين في سنة المغرب , و ليس في فرضه , جاء ذلك عنه صلى الله عليه

وسلم من طرق , و قد خرجته في " صفة الصلاة " ( ص 115 - السابعة ) .

560 " كان يصلي في شهر رمضان في غير جماعة بعشرين ركعة و الوتر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 35 ) :

$ موضوع $ . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 90 / 2 ) و عبد بن حميد في

" المنتخب من المسند " ( 73 / 1 - 2 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 148 / 2

) و في " الأوسط " كما في " المنتقى منه " للذهبي ( 3 / 2 ) و في " زوائد

المعجمين " ( 1 / 109 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 1 / 2 ) و الخطيب في "

الموضح " ( 1 / 209 ) و أبو الحسن النعالي في " حديثه " ( 127 / 1 ) و أبو عمرو

بن منده في " المنتخب من الفوائد " ( 268 / 2 ) و البيهقي في " السنن الكبرى "

( 2 / 496 ) كلهم من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن مقسم عن # ابن

عباس # مرفوعا , و قال الطبراني : " لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد " .

و قال البيهقي : " تفرد به أبو شيبة و هو ضعيف " . قلت : و كذا قال الهيثمي في

" المجمع " ( 3 / 172 ) أن أبا شيبة ضعيف , و قال الحافظ ابن حجر في " الفتح "

( 4 / 205 ) بعد ما عزاه لابن أبي شيبة : " إسناده ضعيف " . و كذلك ضعفه الحافظ

الزيلعي " في نصب الراية " ( 2 / 153 ) من قبل إسناده , ثم أنكره من جهة متنه

فقال : " ثم هو مخالف للحديث الصحيح عن عائشة قالت : " ما كان النبي صلى الله

عليه وسلم يزيد في رمضان و لا في غيره على إحدى عشرة ركعة " رواه الشيخان " . و

كذلك قال الحافظ ابن حجر و زاد : " هذا مع كون عائشة أعلم بحال النبي صلى الله

عليه وسلم ليلا من غيرها " . قلت : و وافقها جابر بن عبد الله رضي الله عنه

فذكر : " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أحيا بالناس ليلة في رمضان صلى ثمان

ركعات , و أوتر " . رواه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 90 , 114 ) و الطبراني

في " المعجم الصغير " ( ص 108 ) و ابن حبان في صحيحه ( رقم 920 - موارد ) . و

قد أفسد حديث جابر هذا بعض الضعفاء فرواه محمد بن حميد الرازي حدثنا عمر بن

هارون بإسناده عن جابر بلفظ : " فصلى أربعا و عشرين ركعة و أوتر بثلاث " . و

أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 75 و 276 ) . قلت : و مع أن إسناده إلى محمد

بن حميد لا يصح , لأن فيه من لا يعرف حاله , فإن محمد بن حميد و شيخه عمر بن

هارون متهمان بالكذب فلا يعتد بروايتهما بله مخالفتهما ! و بالجملة فقد اتفقت

كلمات أئمة الحديث على تضعيف حديث أبي شيبة هذا , بل عده الحافظ الذهبي في

ترجمته من " الميزان " من مناكيره . و قال الفقيه أحمد بن حجر الهيتمي في "

الفتاوى الكبرى " إنه شديد الضعف . و أنا أرى أنه حديث موضوع , و ذلك لأمور .

الأول : مخالفته لحديث عائشة و جابر . الثاني : أن أبا شيبة أشد ضعفا مما يفهم

من عبارة البيهقي السابقة و غيره , فقد قال ابن معين فيه : " ليس بثقة " . و

قال الجوزجاني : " ساقط " . و كذبه شعبة في قصة , و قال البخاري : " سكتوا عنه

" . و قد بينا فيما سبق أن من قال فيه البخاري " سكتوا عنه " فهو في أدنى

المنازل و أردئها عنده , كما قال الحافظ ابن كثير في " اختصار علوم الحديث " (

ص 118 ) . الثالث : أن فيه أن صلاته صلى الله عليه وسلم في رمضان كانت في غير

جماعة , و هذا مخالف لحديث جابر أيضا , و لحديث عائشة الآخر : " أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد , و صلى رجال بصلاته

, فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه , فأصبح الناس فتحدثوا فكثر

أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بصلاته "

. الحديث نحو حديث جابر و فيه : " و لكن خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها " .

رواه البخاري و مسلم في " صحيحيهما " . فهذه الأمور تدل على وضع حديث أبي شيبة

. و الله تعالى هو الموفق . ( فائدة ) دل حديث عائشة و حديث جابر على مشروعية

صلاة التراويح مع الجماعة , و على أنها إحدى عشرة ركعة مع الوتر . و للأستاذ

نسيب الرفاعي رسالة نافعة في تأييد ذلك اسمها " أوضح البيان فيما ثبت في السنة

في قيام رمضان " فننصح بالاطلاع عليها من شاء الوقوف على الحقيقة . ثم إن أحد

المنتصرين لصلاة العشرين ركعة أصلحه الله - قام بالرد على الرسالة المذكورة في

وريقات سماها " الإصابة في الانتصار للخلفاء الراشدين و الصحابة " حشاها

بالافتراءات , و الأحاديث الضعيفة بل الموضوعة , و الأقوال الواهية , الأمر

الذي حملنا على تأليف رد عليه أسميته " تسديد الإصابة إلى من زعم نصرة الخلفاء

الراشدين و الصحابة " و قد قسمته إلى ستة رسائل طبع منها : الأولى : في بيان

الافتراءات المشار إليها . الثانية : في " صلاة التراويح " . و هي رسالة جامعة

لكل ما يتعلق بهذه العبادة , و قد بينت فيها ضعف ما يروى عن عمر رضي الله عنه

أنه أمر بصلاة التراويح عشرين ركعة , و أن الصحيح عنه أنه أمر بصلاتها إحدى

عشرة ركعة وفقا للسنة الصحيحة , و أن أحدا من الصحابة لم يثبت عنه خلافها

فلتراجع فإنها مهمة جدا و إنما علينا التذكير و النصيحة <1> .

-----------------------------------------------------------

[1] ثم لخصتها في جزء لطيف بعنوان , فضل قيام رمضان , و هو مطبوع أيضا . اهـ .

561 " إن الله لم يأذن لمترنم بالقرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 38 ) :

$ موضوع $ . رواه الطبراني في " الأوسط " من حديث # جابر # مرفوعا . قال

الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7 / 170 ) : " و فيه سليمان بن داود الشاذكوني ,

و هو كذاب " . قلت : و روايته مثل هذا الحديث مما يدل على كذبه , فإنه حديث

باطل معارض للحديث الصحيح : " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي [ حسن الصوت ] و في

لفظ : حسن الترنم يتغنى بالقرآن [ يجهر به ] " . رواه الشيخان و الطحاوي و

غيرهما كما في كتابي صفة النبي صلى الله عليه وسلم ( ص 130 الطبعة السابعة ) .

562 " كان يمكن جبهته و أنفه من الأرض , ثم يقوم كأنه السهم لا يعتمد على يديه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 38 ) :

$ موضوع $ . قال الهيثمي ( 2 / 135 ) . " رواه الطبراني في الكبير عن # معاذ بن

جبل # و فيه الخصيب بن جحدر , و هو كذاب " . قلت : و هذا الحديث مما يدل على

كذبه , روى البخاري في " صحيحه " ( 1 / 241 ) عنه صلى الله عليه وسلم : " أنه

كان إذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس و اعتمد على الأرض ثم قام " . فهذا

خلاف ما روى هذا الكذاب . و هذه الجلسة هي المعروفة بجلسة الاستراحة و هي سنة ,

و قد رواها بضعة عشر صحابيا عند أبي داود و غيره بسند صحيح , فلا التفات إلى من

أنكر استحبابها و زعم أنه صلى الله عليه وسلم إنما فعلها لحاجة أو شيخوخة ! و

أما تمكين الأنف و الجبهة من الأرض , فثابت في غير ما حديث صحيح من فعله صلى

الله عليه وسلم و قوله , و لذلك أوردته في " صفة النبي صلى الله عليه وسلم "

مخرجا , فراجعه إن شئت ( ص 149 ) .

563 " ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين , فإن الميت يتأذى بجار السوء , كما يتأذى الحي

بجار السوء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 38 ) :

$ موضوع $ . رواه القاضي أبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " ( 91 / 1 ) و أبو

نعيم في " الحلية " ( 6 / 354 ) من طريق سليمان بن عيسى : حدثنا مالك بن أنس عن

عمه أبي سهيل عن أبيه عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب من

حديث مالك لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . قلت : و سليمان هذا كذاب , كما تقدم

غير مرة , قال المناوي : " و من ثم أورد الجوزقاني الحديث في " الموضوعات " , و

كذا ابن الجوزي و تعقبه المؤلف , و غاية ما أتى به أن له شاهد حاله كحاله ! " .

564 " الفقر أزين على المؤمن و أحسن من العذار على خد الفرس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 39 ) :

$ ضعيف $ . و له طرق : الأول : عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن # سعد بن

مسعود الكندي # مرفوعا . أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 181 / 2 من الكواكب

575 و رقم 568 - ط ) و الحربي في " الغريب " ( 5 / 52 / 1 ) و أبو القاسم

الهمداني في " الفوائد " ( 1 / 202 / 2 ) . و هذا إسناد ضعيف جدا , من أجل ابن

أنعم هذا , و قد مضى القول فيه مرارا , و اتهمه ابن حبان فقال ( 2 / 53 ) : "

كان يروي الموضوعات عن الثقات , و يأتي عن الأثبات بما ليس من أحاديثهم , و كان

يدلس عن محمد بن سعيد بن أبي قيس المصلوب " . و الحديث أورده السيوطي في "

الذيل " ( رقم 803 بترقيمي ) من رواية ابن عدي و حكى قوله فيه إنه حديث منكر ,

فتعقبه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 359 / 1 ) بأن هذا لا يقتضي أن يكون

موضوعا . ثم ذكر له الشاهد الآتي عن شداد , و آخر تقدم بلفظ : " تحفة المؤمن

الفقر " . و من عجائب السيوطي و تناقضه أنه أورد الحديث في " الجامع الصغير "

أيضا ! من طريق الطبراني , مع أنه في " الذيل " حكم بوضعه ! ثم إن سعد بن مسعود

الكندي مختلف في صحبته كما في " الإصابة " فراجعه إن شئت . الثاني : عن أحمد بن

عمار : حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . رواه القاضي الفلاكي (

90 / 2 ) . و هذا ضعيف جدا أيضا , ابن عمار هذا هو الدمشقي أخو هشام بن عمار ,

قال الدارقطني : " متروك " . و ساق له في " الميزان " حديثا ثم قال : " هذا

منكر " . الثالث : عن شداد بن أنس . رواه الطبراني بسند ضعيف كما في " المغني "

للحافظ العراقي ( 4 / 169 ) ثم قال : " و المعروف أنه من كلام عبد الرحمن بن

زياد بن أنعم , رواه ابن عدي في الكامل هكذا " .

565 " من اتخذ مغفرا ليجاهد به في سبيل الله غفر الله له , و من اتخذ بيضة بيض الله

وجهه يوم القيامة ,و من اتخذ درعا كانت له سترا من النار يوم القيامة ".

قال الألباني في "السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 40 ) :

$ منكرا جدا $ . أخرجه الخطيب ( 7 / 128 ) من طريق بشران بن عبد الملك البغدادي

:حدثنا أبو عبد الرحمن دهثم بن جناح :حدثنا عبيد الله بن ضرار عن أبيه عن #

الحسن البصري # قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره ,و قال : "منكر

جدا مع إرساله , و الحمل فيه على من بين بشران و الحسن , فإنهم ملطيون , و قد

حدثني محمد بن علي الصوري قال :سمعت عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ يقول

:ليس في الملطيين ثقة ".و أقره الحافظ في ترجمة دهثم من اللسان " .و عبيد

الله بن ضرار قال الذهبي :"لا يحتج به و لا كرامة ".و أبوه ضرار و هو ابن

عمرو الملطي , قال الذهبي في " المغني " : " متروك الحديث " .

566 " إن لي حرفتين اثنتين , فمن أحبهما فقد أحبني , و من أبغضهما فقد أبغضني :

الفقر و الجهاد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 40 ) :

$ لا أصل له $ . قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 168 ) : " لم

أجد له أصلا " . قلت : و هو منكر عندي , فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه

تعوذ من الفقر , فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم أمته على حب ما تعوذ منه

?! .

567 " خير هذه الأمة فقراؤها , و أسرعها تضجعا في الجنة ضعفاؤها " .

قال الألباني في "السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 40 ) :

$ لا أصل له $ . و قال الحافظ العراقي أيضا ( 4 / 168 ) " لم أجد له أصلا " .

568 " من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 40 ) :

$ موضوع $ . أورده ابن طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص 87 ) و قال : " فيه

مأمون بن أحمد الهروي , دجال يضع الحديث " . و قال الذهبي فيه : " أتى بطامات و

فضائح , وضع على الثقات أحاديث هذا منها " . و في " اللسان " : " و قال أبو

نعيم : " خبيث وضاع , يأتي عن الثقات بالموضوعات " . قلت : و يظهر لي من

الأحاديث التي افتراها أنه حنفي المذهب , متعصب هالك , فإن الأحاديث التي

أوردها في ترجمته كلها تدور على الانتصار للإمام أبي حنيفة , و الطعن في الإمام

الشافعي , فمنها هذا الحديث فهو طعن صريح في المذهب الشافعي الذي يقول بمشروعية

رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه و هو الحق الذي لا ريب فيه كما يأتي , و

انتصار مكشوف لمذهب الحنفية القائل بكراهة ذلك , فلم يكتف هذا الخبيث بما عليه

مذهبه من القول بالكراهة حتى افترى هذا الحديث , ليشيع بين الناس أن الرفع مبطل

للصلاة , و لعله أراد بذلك أن يؤيد رواية مكحول عن أبي حنيفة أنه قال : من رفع

يديه في الصلاة فسدت صلاته " و هذه الرواية اغتر بها أمير كاتب الاتقاني فبنى

عليها رسالة ألفها لبيان بطلان الصلاة بالرفع ! و كذا اغتر بها من سلك مسلكه

فحكم بعدم جواز اقتداء الحنفي بالشافعي لأنهم يرفعون أيديهم ! مع أن هذه

الرواية عن أبي حنيفة باطلة كما حققه العلامة أبو الحسنات اللكنوي في " الفوائد

البهية , في تراجم الحنفية " ( ص 116 , 216 , 217 ) . و هذا الحديث أورده الشيخ

القاريء في " موضوعاته " و قال ( ص 81 ) : " هذا الحديث وضعه محمد بن عكاشة

الكرماني قبحه الله " . ثم نقل ( ص 129 ) عن ابن القيم أنه قال : " إنه موضوع "

. قلت : و هذا يخالف ما تقدم أن الواضع له الهروي , فإن ثبت هذا فلعل أحدهما

سرقه من الآخر ! فتأمل ما يفعل عدم الاعتناء بالسنة , و ترك التثبت في الرواية

عنه صلى الله عليه وسلم و عن علماء الأمة . ( فائدة ) الرفع عند الركوع و الرفع

منه , ورد فيه أحاديث كثيرة جدا عنه صلى الله عليه وسلم , بل هي متواترة عند

العلماء بل ثبت الرفع عنه صلى الله عليه وسلم مع كل تكبيرة في أحاديث كثيرة و

لم يصح الترك عنه صلى الله عليه وسلم إلا من طريق ابن مسعود رضي الله عنه , فلا

ينبغي العمل به لأنه ناف , و قد تقرر عند الحنفية و غيرهم : أن المثبت مقدم على

النافي , هذا إذا كان المثبت واحدا فكيف إذا كانوا جماعة كما في هذه المسألة ?

فيلزمهم عملا بهذه القاعدة مع انتفاء المعارض أن يأخذوا بالرفع , و أن لا

يتعصبوا للمذهب بعد قيام الحجة , و لكن المؤسف أنه لم يأخذ به منهم إلا أفراد

من المتقدمين و المتأخرين حتى صار الترك شعارا لهم ! . هذا و من موضوعات الهروي

المذكور آنفا : " من قرأ خلف الإمام ملىء فوه نارا " .

569 " من قرأ خلف الإمام ملئ فوه نارا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 41 ) :

$ موضوع $ . أورده ابن طاهر في " التذكرة " ( ص 93 ) و قال : " فيه مأمون بن

أحمد الهروي دجال يروي الموضوعات " . قلت : و قد سبقت ترجمته في الحديث الذي

قبله . و الحديث رواه ابن حبان في ترجمته من " الضعفاء " , و عده الذهبي من

طاماته ! و قد اغتر بالحديث بعض الحنفية فاحتج به على تحريم القراءة وراء

الإمام مطلقا ! قال أبو الحسنات اللكنوي في " التعليق الممجد على موطأ محمد " (

ص 99 ) : " ذكره صاحب " النهاية " و غيره مرفوعا بلفظ " ففي فيه جمرة " و لا

أصل له " . و قال قبيل ذلك : " لم يرد في حديث مرفوع صحيح النهي عن قراءة

الفاتحة خلف الإمام و كل ما ذكروه مرفوعا فيه , إما لا أصل له و إما لا يصح " .

ثم ذكر الحديث بلفظيه مثالا على ذلك . هذا و قد اختلف العلماء قديما و حديثا في

القراءة وراء الإمام على أقوال ثلاثة : 1 - وجوب القراءة في الجهرية و السرية .

2 - وجوب السكوت فيهما . 3 - القراءة في السرية دون الجهرية . و هذا الأخير

أعدل الأقوال و أقربها إلى الصواب و به تجتمع جميع الأدلة بحيث لا يرد شيء منها

و هو مذهب مالك و أحمد , و هو الذي رجحه بعض الحنفية , منهم أبو الحسنات

اللكنوي في كتابه المذكور آنفا , فليرجع إليه من شاء التحقيق . هذا و من

موضوعات هذا الدجال في الطعن على الإمام الشافعي في شخصه : " يكون في أمتي رجل

يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس , و يكون في أمتي رجل يقال له أبو

حنيفة هو سراج أمتي " .

570 " يكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس , و يكون في

أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 42 ) :

$ موضوع $ . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 457 ) من طريق مأمون بن

أحمد السلمي : حدثنا أحمد بن عبد الله الجويباري : أنبأنا عبد الله بن معدان

الأزدي عن # أنس # مرفوعا و قال : " موضوع , وضعه مأمون أو الجويباري , و ذكر

الحاكم في " المدخل " أن مأمونا قيل له : ألا ترى إلى الشافعي و من تبعه ? فقال

: حدثنا أحمد إلى آخره , فبان بهذا أنه الواضع له " , قلت : و زاد في " اللسان

" : " ثم قال الحاكم : و مثل هذه الأحاديث يشهد من رزقه الله أدنى معرفة بأنها

موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

قلت : و للحديث طرق أخرى , لا يفرح بها إلا الهلكى في التعصب لأبي حنيفة و لو

برواية الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإن الطرق المشار إليها

مدارها على بعض الكذابين و المجهولين , فمن الغريب جدا أن يميل العلامة العيني

إلى تقوية الحديث بها , و أن ينتصر له الشيخ الكوثري , و لا عجب منه في ذلك ,

فإنه مشهور بإغراقه في التعصب للإمام رحمه الله , و لو على حساب الطعن في

الأئمة الآخرين , و إنما العجب من العيني , فإنه غير مشهور بذلك , و قد رد

عليهما , و تكلم على الطرق المشار إليها بما لا تراه مجموعا في كتاب العلامة

المحقق المعلمي اليماني في كتابه القيم " التنكيل بما في تأنيب الكوثري من

الأباطيل " ( ج 1 / 20 , 446 - 449 - بتحقيقي ) .

571 " كم من حوراء عيناء ما كان مهرها إلا قبضة من حنطة , أو مثلها من تمر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 43 ) :

$ موضوع $ . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 13 ) و عنه ابن الجوزي في "

الموضوعات " ( 3 / 253 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 84 ) عن أبان بن

المحبر عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . ذكراه في ترجمة أبان هذا و قال العقيلي

: " شامي منكر الحديث " . و قال ابن حبان : " روى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم

, حتى لا يشك المتبحر في هذه الصناعة أنه كان يعملها , لا يجوز الاحتجاج به و

لا الرواية عنه " . و قال في حديثه هذا : " باطل " . و نقل العسقلاني في "

اللسان " عن العقيلي أنه قال : " لا يتابعه عليه إلا من هو مثله أو دونه " . و

هذه الجملة ليست في نسختنا من " الضعفاء " للعقيلي و الله أعلم . و قال ابن أبي

حاتم في " العلل " ( 1 / 22 ) : قال أبي : هذا حديث باطل , و أبان هذا مجهول

ضعيف الحديث " . و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 253 ) فأصاب , قال

المناوي : " و أقره عليه المؤلف - يعني السيوطي - في " مختصرها " فلم يتعقبه "

. انظر " اللآلي " للسيوطي ( 2 / 452 ) .

572 " ثلاث من كن فيه أظله الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله , الوضوء على

المكاره , و المشي إلى المساجد في الظلم , و إطعام الجائع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 43 ) :

$ موضوع $ . أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي الشيخ في "

الثواب " و الأصبهاني في " الترغيب " عن # جابر # . و بجانبه الإشارة إلى ضعفه

. و لم يتعقبه المناوي هنا بشيء مطلقا , فكأنه لم يستحضر إسناده , مع أن الحديث

عند مخرجيه تمام حديث أوله عند الترمذي بلفظ : ( ثلاث من كن فيه نشر الله عليه

كنفه .... ) كما تقدم بيانه عن المنذري تحت الحديث ( رقم 92 ) . و حديث الترجمة

أورده السيوطي مفصولا مستقلا عن تمامه هذا , و تعقبه المناوي تحت حديث الترمذي

: بأن فيه : " عبد الله بن إبراهيم الغفاري قال المزي : متهم . أي بالوضع " .

فإذا كان الأمر كذلك و كان الحديثان في الأصل حديثا واحدا , فذلك يقتضي أن يعطى

لهما حكم واحد , و هو الوضع , و لو كان طريق حديث الترجمة غير طريق الحديث

المتقدم لنبه عليه المنذري , كما هو شأن المحدثين في مثل هذا الأمر , فلم يتنبه

المناوي لهذا التحقيق , و لذلك لم يتعقبه بشيء . و الله الموفق .

573 " من صلى خلف عالم تقي , فكأنما صلى خلف نبي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 44 ) :

$ لا أصل له $ . و قد أشار لذلك الحافظ الزيلعي بقوله في " نصب الراية " ( 2 /

26 ) : " غريب " . و هذه عادته في الأحاديث التي تقع في " الهداية " و لا أصل

لها , فيما كان من هذا النوع : " غريب " ! . فاحفظ هذا فإنه اصطلاح خاص به .

574 " إنما يفعل هذا ( يعني تقبيل اليد ) الأعاجم بملوكها , و إني لست بملك , إنما

أنا رجل منكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 44 ) :

$ موضوع $ . و هو قطعة من حديث سبق الكلام على إسناده فراجع الحديث ( 89 ) . و

قد صح عنه صلى الله عليه وسلم تقبيل بعض الناس ليده صلى الله عليه وسلم . و لم

ينكر ذلك عليهم , فدل على جواز تقبيل يد العالم . و قد فعل ذلك السلف مع

أفاضلهم , و فيه عدة آثار تراها في كتاب " القبل و المعانقة " لأبي سعيد ابن

الأعرابي تلميذ أبي داود و في " الأدب المفرد " للبخاري ( ص 142 ) . لكن ليس

معنى ذلك أن يتخذ العلماء تقبيل الناس لأيديهم عادة , فلا يلقاهم أحد إلا قبل

يدهم - كما يفعل هذا بعضهم - فإن ذلك خلاف هديه صلى الله عليه وسلم قطعا , لأنه

لم يفعل ذلك معه إلا القليل من الصحابة الذين لا يعرفون هديه صلى الله عليه

وسلم و ما هو أحب إليه كالمصافحة . و لذلك لم يرد أن المقربين منه العارفين به

مثل أبي بكر و غيره من العشرة المبشرين بالجنة كانوا يقبلون يده الشريفة , و

هذا خلاف ما عليه بعض المشايخ , و لو لم يكن في عادتهم هذه إلا تقبيح السنة

القولية و العملية التي حض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا و هي

المصافحة لكفى . و من العجيب أن بعضهم يغضب أشد الغضب إذا لم تقبل يده , و ما

هو إلا شيء جائز فقط , و لا يغضب مطلقا إذا تركت المصافحة مع أنها مستحبة و

فيها أجر كبير , و ما ذلك إلا من آثار حب النفس و اتباع الهوى . نسأل الله

الحماية و السلامة .

575 " ما تلف مال في بر و لا بحر إلا بحبس الزكاة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 45 ) :

$ منكر $ . قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 63 ) بعد أن ذكره من حديث # عمر #

: " رواه الطبراني في الأوسط و فيه عمر بن هارون و هو ضعيف " . قلت : بل هو

كذاب كما تقدم غير مرة . لكن الحديث له طريق أخرى , ذكره ابن أبي حاتم في "

العلل " ( 1 / 220 - 221 ) من طريق عراك بن خالد : حدثني أبي قال : سمعت

إبراهيم بن أبي عبلة يحدث عن عبادة بن الصامت مرفوعا به . و قال : " قال أبي :

حديث منكر , و إبراهيم لم يدرك عبادة , و عراك منكر الحديث " .

576 " إنما أتي داود عليه السلام من النظرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 45 ) :

$ موضوع $ . رواه أبو بكر بن أبي علي المعدل في " الأمالي " ( ق 12 / 1 ) و أبو

نعيم في " نسخة أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط " ( ق 158 / 2 )

حدثني أبي إسحاق قال : حدثني إبراهيم بن نبيط عن # نبيط # مرفوعا . و هذه

النسخة <1> قال الذهبي : " فيها بلايا , و أحمد بن إسحاق لا يحل الاحتجاج به ,

فإنه كذاب " . و أقره الحافظ في " اللسان " . و كتب بعض المحدثين على هذه "

الأمالي " بجانب الحديث : " موضوع " . و قد سبق الحديث بلفظ : " كان خطيئة داود

عليه السلام النظر " رقم ( 312 ) .

-----------------------------------------------------------

[1] و هي محفوظة في مجموع في ظاهرية دمشق ( حديث 79 / 457 - 167 ) . اهـ .

577 " إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له : إنك أنت ظالم , فقد تودع منهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 45 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه أحمد ( رقم 6520 ) و الحاكم ( 4 / 96 ) من طريق أبي الزبير عن

# عبد الله بن عمرو # مرفوعا . قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي .

و أقول كلا ليس بصحيح , فإن أبا الزبير لم يسمع من ابن عمرو كما قال ابن معين و

أبو حاتم , و كأن الحاكم تنبه لهذا فيما بعد فإنه روى ( 4 / 445 ) بهذا الإسناد

حديثا آخر ثم قال : " إن كان أبو الزبير سمع من عبد الله بن عمر [ و ] , فإنه

صحيح " و وافقه الذهبي . و أما ترجيح صديقنا الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله في

" التعليق على المسند " أن أبا الزبير سمع منه , فليس بقوي عندي . ذلك لأنه

بناه على رواية ابن لهيعة عن أبي الزبير قال : " رأيت العبادلة يرجعون على

صدورهم أقدامهم في الصلاة : عبد الله بن عمر , و عبد الله بن عمرو , و عبد الله

بن الزبير , و عبد الله بن عباس " . و ابن لهيعة عندنا ضعيف لسوء حفظه , و لذلك

ضعفه الجمهور , فلا حجة في روايته لهذه الرؤية , سيما و هي مخالفة لما سبق عن

الإمامين ابن معين و أبي حاتم . ثم لو سلمنا بثبوت سماع أبي الزبير من ابن عمرو

في الجملة , لما لزم منه اتصال إسناد هذا الحديث و ثبوته , لأن أبا الزبير مدلس

يروي عمن لقيه ما لم يسمع منه و قصته في ذلك مع الليث ابن سعد مشهورة . و لذلك

فإني أقطع بضعف هذا الإسناد . و الله أعلم . و بعد كتابة ما تقدم رأيت أبا

الشيخ روى الحديث في جزء " أحاديث أبي الزبير عن غير جابر " ( 11 / 1 ) من هذا

الوجه , ثم رواه ( 15 / 2 ) من طريق أبي الزبير عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن

عمر ( كذا بدون واو بعد الراء ) مرفوعا , فثبت أن أبا الزبير لم يسمعه من عبد

الله بن عمرو و أن بينهما عمرو بن شعيب , ثم هو على هذا الوجه الآخر منقطع أيضا

لأن عمرو بن شعيب لم يسمع من جد أبيه عبد الله بن عمرو . نعم للحديث شاهد لولا

شدة ضعفه لحكمت على الحديث بالحسن , عزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني في "

الأوسط " عن جابر , قال المناوي : " و فيه سيف بن هارون ضعفه النسائي و

الدارقطني " . قلت : قال الدارقطني في " سؤالات البرقاني عنه " ( رقم 196

بترقيمي ) : " ضعيف , كوفي متروك " . قلت : فهو شديد الضعف . و الله أعلم .

578 " أحبوا العرب و بقاءهم , فإن بقاءهم نور في الإسلام , و إن فناءهم ظلمة في

الإسلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 46 ) :

$ ضعيف $ . رواه أبو نعيم في " نسخة أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن شريط " ( ق

108 / 1 ) : حدثني أبي إسحاق قال : حدثني إبراهيم بن نبيط عن جده # نبيط #

مرفوعا . قلت : و هذه النسخة فيها بلايا كما تقدم في الحديث الذي قبله . لكن له

طريق آخر رواه أبو الشيخ في " كتاب الثواب و فضائل الأعمال " قال : حدثنا أحمد

بن محمد بن الجعد : حدثنا منصور بن أبي مزاحم : حدثنا محمد بن الخطاب عن عطاء

بن أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا به . ذكره الحافظ العراقي في " محجة القرب

إلى محبة العرب " ( 5 / 2 ) ثم قال : " ليس في إسناده محل نظر إلا أن محمد بن

الخطاب بن جبير بن حية الثقفي الجبيري البصري ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح و

التعديل " , و أن أباه أبا حاتم قال : " لا أعرفه " . و قال الأزدي : " منكر

الحديث " . و الأزدي ليس بعمدة , و قد زالت جهالة عينه برواية جماعة عنه , فقد

روى عنه مسلم بن إبراهيم الفراهيدي و أبو سلمة المنقري , و منصور بن أبي مزاحم

, ذكره ابن حبان في " الثقات " . قلت : و هو الذي روى حديث " إذا ذلت العرب ذل

الإسلام " و قد سبق بيان حاله برقم ( 163 ) , و قد أورده العراقي في عقب هذا

الحديث , ثم أحال في معرفة ترجمة محمد بن الخطاب عليه . و قد ذكر تحته ما يتلخص

منه أنه مجهول الحال , كما سبق بيانه هناك . ثم وجدت له متابعا , فقال أبو

الشيخ في " تاريخ أصبهان " ( ق 160 / 1 ) : حدثنا أبو زفر قال : حدثنا أحمد بن

يونس قال : حدثنا محمد بن عبد الصمد بن جابر الضبي قال : حدثني أبي عن عطاء بن

أبي ميمونة به . قلت : و هذه متابعة واهية فإن عبد الصمد بن جابر الضبي سئل عنه

ابن معين فقال : " ضعيف " , و قال ابن حبان ( 2 / 142 ) : " يخطيء كثيرا و يهم

فيما يروي على قلة روايته " . و ابنه محمد بن عبد الصمد , قال الذهبي : " صاحب

مناكير , و لم يترك " . و أبو زفر هو هذيل بن عبيد الله بن عبد الله بن قدامة

الضبي , و في ترجمته أورد له أبو الشيخ هذا الحديث , و قال : " مات سنة اثنين و

عشرين و ثلاثمائة " و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . ثم بدا لي أن فيه علة

أخرى , و هي الانقطاع بين عطاء هذا و أبي هريرة , فإنهم لم يذكروا له رواية عنه

أصلا , و يبعد أن يكون سمع منه , بل لعله ولد بعد رفاة أبي هريرة , فإن بين

وفاتيهما اثنتين و سبعين سنة على الأقل , فإن أبا هريرة توفي سنة سبع , و قيل

ثمان : و قيل : تسع و خمسين , و مات عطاء سنة إحدى و ثلاثين و مائة . و لما

كانت الطريق الأولى للحديث عن نبيط بن شريط واهية جدا , فإن الحديث يظل على

ضعفه . و الله أعلم .

579 " هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم . يعني يوم ذي قار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 47 ) :

$ ضعيف $ . رواه ابن قانع في " معجم الصحابة " ( 12 / 2 ) عن سليمان بن داود

المنقري حدثنا يحيى بن يمان : حدثنا أبو عبد الله التيمي عن # عبد الله بن

الأخرم عن أبيه # - و كانت له صحبة - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

فذكره . قلت : و هذا سند موضوع , سليمان هذا هو الشاذكوني كذاب , كذبه في

الحديث ابن معين و صالح جزرة . و يحيى بن يمان ضعيف . و شيخه أبو عبد الله

التيمي لم أعرفه . و قد رواه الشاذكوني بإسناد آخر أقرب إلى الصواب من هذا فقال

الطبراني في " المعجم الكبير " ( 62 / 2 ) : حدثنا أبو مسلم الكشي : أخبرنا

سليمان بن داود الشاذكوني أخبرنا محمد بن سواء : حدثني الأشهب الضبعي : حدثني

بشير بن يزيد الضبعي - و كان قد أدرك الجاهلية - قال : قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم يوم ذي قار فذكره . قال الهيثمي ( 6 / 211 ) بعد أن عزاه للطبراني :

" و فيه سليمان بن داود الشاذكوني و هو ضعيف " . قلت بل : كذاب كما عرفت , و

لكني وجدت له متابعا قويا , فقال خليفة بن خياط في " كتاب الطبقات " ( 12 / 1 )

: حدثني محمد بن سواء به . و خليفة هذا ثقة احتج به البخاري و هو أخباري علامة

. و الأشهب الضبعي مجهول أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 1 / 1 /

1342 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و بشير بن يزيد الضبعي , قال ابن أبي

حاتم عن أبيه : " أدرك الجاهلية له صحبة " و قال البغوي : " لم أسمع به إلا في

هذا الحديث " . ثم ساقه من طريق الأشهب الضبعي به . و قال الحافظ في " الإصابة

" : " و أخرجه بقي بن مخلد في " مسنده " من هذا الوجه , و كذلك البخاري في "

تاريخه " و ذكره ابن حبان في التابعين فقال : شيخ قديم أدرك الجاهلية يروي

المراسيل . قلت : و ليس في شيء من طرق حديثه له سماع " . ثم رواه خليفة من

الطريق الأول فقال : و حدثني أبو أمية عمر بن المنخل السدوسي قال : حدثنا يحيى

بن اليمان العجلي عن رجل من بني تيم اللات عن عبد الله بن الأخرم به . قلت :

فالظاهر أنه لم تثبت صحبته , و عليه فالحديث له علتان : الإرسال و الجهالة . و

الله أعلم . ( فائدة ) : قال الحافظ : " و يوم ذي قار من أيام العرب المشهورة

كان بين جيش كسرى و بين بكر بن وائل لأسباب يطول شرحها , قد ذكرها الأخباريون ,

و ذكر ابن الكلبي أنها كانت بعد وقعة بدر بأشهر , قال : و أخبرني الكلبي عن أبي

صالح عن ابن عباس قال : ذكرت وقعة ذي قار عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال :

ذاك أول يوم انتصف فيه العرب من العجم , و بي نصروا " . قلت : هذه الكلمة " و

بي نصروا " رواها الطبراني من طريق خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده فذكر

قصة إرسال النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر إلى بكر بن وائل و عرضه الإسلام

عليهم و فيه : قالوا : حتى يجيء شيخنا فلان - قال خلاد : " أحسبه قال : المثنى

بن خارجة - فلما جاء شيخهم عرض عليهم أبو بكر رضي الله عنه , قال : إن بيننا و

بين الفرس حربا فإذا فرغنا مما بيننا و بينها عدنا فنظرنا , فقال أبو بكر :

أرأيت إن غلبتموهم أتتبعنا على أمرنا ? قال : لا نشترط لك هذا علينا , و لكن

إذا فرغنا فيما بيننا و بينهم عدنا فنظرنا فيما نقول , فلما التقوا يوم ذي قار

هم و الفرس قال شيخهم : ما اسم الرجل الذي دعاكم إلى الله ? قالوا : محمد ,

قالوا : هو شعاركم فنصروا على القوم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بي

نصروا . قال الهيثمي ( 6 / 211 ) : " و رجاله ثقات رجال الصحيح غير خلاد بن

عيسى و هو ثقة " . ( تنبيه ) : بلغ جهل بعض الناس بالتاريخ و السيرة النبوية في

هذا العصر أن أحدهم طبع منشورا يرد فيه على صديقنا الفاضل الأستاذ علي الطنطاوي

طلبه من الإذاعة أن تمتنع من إذاعة ما يسمونه بالأناشيد النبوية , لما فيها من

وصف جمال النبي صلى الله عليه وسلم بعبارات لا تليق بمقامه صلى الله عليه وسلم

, بل فيها ما هو أفظع من ذلك من مثل الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم من دون

الله تبارك و تعالى , فكتب المشار إليه في نشرته ما نصه بالحرف ( ص 4 ) : " و

ها هي (!) الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا يستصحبون بعض نسائهم لخدمة

أنفسهم في الغزوات و الحروب , و كانوا يضمدون (!) الجرحى و يهيئون (!) لهم

الطعام , و كانوا يوم ذي قار عند اشتداد وطيس الحرب بين الإسلام و الفرس كانت

النساء تهزج أهازيج و تبعث الحماس في النفوس بقولها : إن تقبلوا نعانق و نفرش

النمارق . أو تدبروا نفارق فراق غير وامق . فانظر إلى هذا الجهل ما أبعد مداه !

فقد جعل المعركة بين الإسلام و الفرس , و إنما هي بين المشركين و الفرس , و نسب

النشيد المذكور لنساء المسلمين في تلك المعركة ! و إنما هو لنساء المشركين في

غزوة أحد ! كن يحمسن المشركين على المسلمين كما هو مروي في كتب السيرة ! فقد

خلط بين حادثتين متباينتين , و ركب منهما ما لا أصل له البتة بجهله أو تجاهله

ليتخذ من ذلك دليلا على جواز الأناشيد المزعومة , و لا دليل في ذلك - لو ثبت -

مطلقا إذ أن الخلاف بين الطنطاوي و مخالفيه ليس هو مجرد مدح النبي بل إنما هو

فيما يقترن بمدحه مما لا يليق شرعا كما سبقت الإشارة إليه و غير ذلك مما لا

مجال الآن لبيانه , و لكن صدق من قال : " حبك الشيء يعمي و يصم " <1> فهؤلاء

أحبوا الأناشيد النبوية و قد يكون بعضهم مخلصا في ذلك غير مغرض فأعماهم ذلك عما

اقترن بها من المخالفات الشرعية . ثم إن هذا الرجل اشترك مع رجلين آخرين في

تأليف رسالة ضدنا أسموها " الإصابة في نصرة الخلفاء الراشدين و الصحابة " حشوها

بالافتراءات و الجهالات التي تنبيء عن هوى و قلة دراية , فحملني ذلك على أن

ألفت في الرد عليهم كتابا أسميته " تسديد الإصابة إلى من زعم نصرة الخلفاء

الراشدين و الصحابة " موزعا على ست رسائل صدر منها الرسالة الأولى و هي في بيان

بعض افتراءاتهم و أخطائهم , و الثانية في " صلاة التراويح " و الثالثة في أن "

صلاة العيدين في المصلى هي السنة " ثم أصدرنا الخامسة بعنوان " تحذير الساجد من

اتخاذ القبور مساجد " .

-----------------------------------------------------------

[1] قلت : و قد روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , و لكنه لا يصح كما

سيأتي بيانه برقم ( 1868 ) . اهـ .

580 " ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم

يوم القيامة , ثم تلا هذه الآية : *( و كان حقا علينا نصر المؤمنين )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 50 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه ابن أبي حاتم من طريق ليث عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن #

أبي الدرداء # مرفوعا . و رواه أبو الشيخ في " كتاب الثواب " كما في " الترغيب

" ( 3 / 302 ) , و ذكره ابن كثير في " تفسيره " ( 3 / 436 ) و سكت عليه , و ذلك

لظهور ضعفه , فإن شهر بن حوشب ضعيف , و كذا الراوي عنه ليث و هو ابن أبي سليم ,

و قد خولف في إسناده و متنه فرواه عبيد الله بن أبي زياد عن شهر عن أسماء بنت

يزيد مرفوعا نحوه مختصرا دون قوله : " ثم تلا ..... " . أخرجه أحمد ( 6 / 461 )

و أبو الشيخ في " الفوائد " ( 80 / 2 ) . <1> و عبد الله بن أبي زياد فيه ضعف

أيضا , قال الحافظ في " التقريب " : " ليس بالقوي " . و مما ذكرنا تعلم أن قول

المنذري : " رواه أحمد بإسناد حسن و ابن أبي الدنيا و الطبراني " غير حسن . لكن

الحديث له طريق أخرى عن أم الدرداء مختصرا بلفظ : " من رد عن عرض أخيه رد الله

عن وجهه النار يوم القيامة " . أخرجه الترمذي ( 3 / 124 ) و أحمد ( 6 / 450 )

من طريق أبي بكر النهشلي عن مرزوق أبي بكر التيمي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء

مرفوعا به . و قال الترمذي : " هذا حديث حسن " . قلت : لعله حسنه بالذي قبله ,

و إلا فمرزوق هذا مجهول . قال الذهبي : " ما روى عنه سوى أبي بكر النهشلي " . و

أبو بكر النهشلي قال الحافظ : " صدوق " و الله أعلم .

-----------------------------------------------------------

[1] مخطوط في ظاهرية دمشق ( حديث 357 ) . اهـ .

581 " إذا استشاط السلطان تسلط الشيطان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 51 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه أحمد ( 4 / 226 ) عن عروة بن محمد قال : حدثني أبي عن جدي

مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف عروة بن محمد و أبوه هما عندي مجهولا الحال ,

و لم يوثقهما غير ابن حبان على قاعدته ! و قد قال الحافظ في الأول : " مقبول "

. يعني عند المتابعة و قال في أبيه : " صدوق " . و لو أنه عكس لكان أقرب إلى

الصواب عندي فإن هذا قال الذهبي فيه : " تفرد عنه ولده الأمير عروة " فكيف يكون

صدوقا سيما و لم يوثقه من يعتبر توثيقه ? و أما عروة فقد روى عنه جماعة لكنه لم

يوثقه غير ابن حبان كما ذكرنا فبقي على الجهالة . و لا يغتر بقول الهيثمي ( 7 /

71 ) : " رواه أحمد و الطبراني و رجاله ثقات " . فإنه يعني أنهم ثقات عند ابن

حبان ! .

582 " إن الغضب من الشيطان , و إن الشيطان خلق من النار , و إنما تطفأ النار بالماء

, فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 51 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه أحمد بالسند الذي قبله . و كذلك أخرجه البخاري في " التاريخ "

( 4 / 1 / 8 ) و أبو داود ( 2 / 287 ) و ابن عساكر ( 15 / 337 / 2 ) . قلت : و

سنده ضعيف فيه مجهولان , كما بينته آنفا . و قد سكت عنه الحافظ العراقي في "

تخريج الإحياء " ( 3 / 145 و 151 ) و ابن حجر في " الفتح " ( 10 / 384 ) . و

الحديث روي عن معاوية بلفظ : " الغضب من الشيطان , و الشيطان من النار , و

الماء يطفي النار , فإذا غضب أحدكم فليغتسل " . رواه أبو نعيم في " الحلية " (

2 / 130 ) و ابن عساكر ( 16 / 365 / 1 ) عن الزبير بن بكار : أخبرنا عبد المجيد

بن عبد العزيز بن أبي رواد عن ياسين بن عبد الله بن عروة عن أبي مسلم الخولاني

عن معاوية بن أبي سفيان أنه خطب الناس و قد حبس العطاء شهرين أو ثلاثة , فقال

له أبو مسلم : يا معاوية إن هذا المال ليس بمالك و لا مال أبيك , و لا مال أمك

, فأشار معاوية إلى الناس أن امكثوا , و نزل فاغتسل ثم رجع فقال : أيها الناس

إن أبا مسلم ذكر أن هذا المال ليس بمالي و لا مال أبي و لا مال أمي , و صدق أبو

مسلم , إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكر الحديث ) اغدوا

على عطاياكم على بركة الله عز وجل . قلت : و هذا إسناد ضعيف أيضا , ياسين بن

عبد الله بن عروة لم أجد له ترجمة . و عبد المجيد بن عبد العزيز فيه ضعف , قال

الحافظ : صدوق يخطيء , و كان مرجئا , أفرط ابن حبان فقال : متروك " . قلت : لفظ

ابن حبان ( 2 / 152 ) : " منكر الحديث جدا , يقلب الأخبار , و يروي المناكير عن

المشاهير فاستحق الترك " .

583 " أترعون عن ذكر الفاجر ?! اذكروه بما فيه يحذره الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 52 ) :

$ موضوع $ . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 72 ) و كذا ابن حبان ( 1 / 215 ) و

أبو الحسن الحربي في " الأمالي " ( 245 / 1 ) و ابن عدي ( 260 / 2 ) و المحاملي

في " الأمالي " ( ج 5 رقم 15 ) و البيهقي في " سننه " ( 10 / 215 ) و الخطيب في

" تاريخه " ( 1 / 382 , 3 / 188 و 7 / 262 ) و في " الكفاية " ( ص 42 ) و ابن

عساكر ( 12 / 7 / 2 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 21 / 1 ) و

الهروي في " ذم الكلام " ( 4 / 81 / 1 ) و السهمي في " تاريخه " ( 75 ) من طريق

الجارود بن يزيد عن # بهز بن حكيم عن أبيه عن جده # مرفوعا . و قال العقيلي :

" ليس له من حديث بهز أصل , و لا من حديث غيره , و لا يتابع عليه من طريق يثبت

" . و قال البيهقي : " هذا يعرف بالجارود بن يزيد النيسابوري و أنكره عليه أهل

العلم بالحديث , سمعت أبا عبد الله الحافظ ( يعني الحاكم ) يقول : سمعت أبا عبد

الله محمد بن يعقوب الحافظ غير مرة يقول : كان أبو بكر الجارودي إذا مر بقبر

جده يقول : يا أبة لو لم تحدث بحديث بهز بن حكيم لزرتك " ! قال ابن عدي و

البيهقي : " و قد سرقه عنه جماعة من الضعفاء فرووه عن بهز بن حكيم , و لم يصح

فيه شيء " . و قال ابن حبان : " و الخبر في أصله باطل , و هذه الطرق كلها

بواطيل لا أصل لها " . و خفي هذا على الهروي فقال : " حديث حسن من حديث بهز و

قد توبع جارود بن يزيد عليه " ! و تبعه يوسف بن عبد الهادي في " جمع الجيوش و

الدساكر على ابن عساكر " ! ( 2 / 2 ) . و روى الخطيب عن أحمد أنه قيل له . رواه

غيره ? فقال : ما علمت . ثم ذكر الخطيب أنه روي عن جماعة ثم قال : " و لا يثبت

عن واحد منهم ذلك , و المحفوظ أن الجارود تفرد به " . ثم روى عن البخاري أنه

قال فيه : " منكر الحديث , كان أبو أسامة يرميه بالكذب " . و عن أبي داود : "

غير ثقة " و قال الذهبي في " الميزان " : " و قال أبو حاتم : كذاب " . و في "

اللسان " : " قال العقيلي : متروك الحديث , لأنه يكذب و يضع الحديث " . و ذكر

المناوي : أن الدارقطني قال في " علله " : " هو من وضع الجارود , ثم سرقه منه

جمع " . و في " الميزان " أنه " موضوع " , و نقله عنه في " الكبير " و أقره ,

لكن نقل الزركشي عن الهروي في " كتاب ذم الكلام " أنه حسن باعتبار شواهده " !

قلت : و هذا الاستدراك لا طائل تحته , لأنه ذهول عن الشرط الذي يجب تحققه في

الشواهد حتى يتقوى الحديث بها و هو السلامة من الضعف الشديد الناتج من تهمة في

الرواة , و هذا مفقود ههنا لما سبق في كلام الأئمة النقاد أن الحديث من وضع

الجارود سرقه منه آخرون ! و لهذا لما حكى السخاوي في " المقاصد " كلام الهروي

السابق تعقبه بالرد فقال : " و ليس كذلك , فقد قال الحاكم فيما نقله البيهقي في

" الشعب " : إنه غير صحيح و لا معتمد " . و لهذا أورد الحديث ابن طاهر في "

الموضوعات " ( ص 3 ) و أعله بالجارود . قلت : و ممن سرقه عنه سليمان بن عيسى

السجزي فرواه عن سفيان , أخرجه ابن عدي ( 161 / 1 ) و قال : " و هذا عن الثوري

عن بهز باطل و السجزي يضع الحديث " . و قد روي الحديث بلفظ آخر و هو : " ليس

لفاسق غيبة " .

584 " ليس لفاسق غيبة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 52 ) :

$ باطل $ . رواه الطبراني في " المعجم الكبير " و أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص

236 ) و ابن عدي ( ق 61 / 2 ) و أبو بكر ابن سلمان الفقيه في " مجلس من الأمالي

" ( 15 / 2 ) و أبو بكر الدقاق في " حديثه " ( 2 / 42 / 2 ) و الهروي في " ذم

الكلام " ( 4 / 81 / 1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 97 / 2 ) و الواحدي في

" التفسير " ( 4 / 82 / 1 ) و كذا الخطيب في " الكفاية " ( ص 42 ) كل هؤلاء من

طريق جعدبة بن يحيى الليثي : حدثنا العلاء بن بشر عن سفيان عن # بهز بن حكيم عن

أبيه عن جده # مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا , جعدبة قال الدارقطني : "

متروك " . و العلاء بن بشر ضعفه الأزدي . و ذكره الحاكم فقال : " هذا الحديث

غير صحيح " , و قال ابن حبان في " الثقات " في ترجمة العلاء : " روى عنه جعدبة

بن يحيى مناكير " . و قال ابن عدي : " و العلاء بن بشر هذا لا يعرف , و هذا

اللفظ غير معروف " . و نقل المناوي عنه عن أحمد أنه قال : " حديث منكر " . قلت

: و قد وجدت له طريقا أخرى , رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 239 -

240 ) عن محمد بن يعقوب : حدثنا إبراهيم بن سلام المكي : حدثنا ابن أبي فديك عن

جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا به . قلت : و هذا سند ضعيف محمد بن يعقوب

هذا هو ابن أبي يعقوب أبو بكر ترجمه أبو نعيم و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ,

و إبراهيم بن سلام المكي لم أعرفه . و الحديث ذكره ابن القيم في الموضوعات في

كتابة " المنار " و قال ( ص 61 ) : " قال الدارقطني و الخطيب : قد روي من طرق و

هو باطل " .

585 " من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 54 ) :

$ ضعيف جدا $ . أخرجه عيسى بن علي الوزير في " ستة مجالس " ( 193 / 2 ) و أبو

القاسم المهرواني في " الفوائد المنتخبة " ( 41 / 1 ) و البيهقي في " سننه " (

10 / 210 ) و الخطيب ( 8 / 438 ) و أبو محمد بن شيبان العدل في " الفوائد " ( 1

/ 220 / 1 ) و القضاعي ( 36 / 1 ) من طريق رواد بن الجراح أبي عصام العسقلاني :

حدثنا أبو سعد الساعدي عن # أنس # مرفوعا . و قال البيهقي : " ليس بالقوي " , و

قال المهرواني : " غريب , و لم نكتبه إلا من حديث رواد بن الجراح " . قلت : و

له علتان : الأولى : رواد هذا , قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق اختلط

بآخره فترك , و في حديثه عن الثوري ضعف شديد " . الثانية : أبو سعد هذا قال

الذهبي في " الميزان " : " ليس بعمدة " ثم ساق له هذا الحديث , ثم قال : " و قد

ذكره علي بن أحمد السليماني في من يضع الحديث " . و قال الدارقطني في " سؤالات

البرقاني عنه " ( رقم 574 - نسختي ) : " مجهول يترك حديثه " . و للحديث طريق

أخرى عند الخطيب ( 4 / 171 ) و أبي بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 120 /

2 ) عن الربيع بن بدر : حدثنا أبان عن أنس به . و هذا أشد ضعفا من الذي قبله :

الربيع متروك , و أبان و هو ابن أبي عياش متهم بالوضع .

586 " ليس مني ذو حسد و لا نميمة و لا كهانة , و لا أنا منه , ثم تلا هذه الآية *(

و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و إثما

مبينا )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 54 ) :

$ موضوع $ . ذكره الهيثمي ( 8 / 91 ) من حديث # عبد الله بن بسر # ثم قال : "

رواه الطبراني و فيه سليمان بن سلمة الخبائري و هو متروك " . قلت : و ذلك لأنه

متهم قال ابن الجنيد : " كان يكذب " . و ساق له الذهبي حديثا و قال : " هذا

موضوع " .

587 " ثلاثة من كن فيه آواه الله في كنفه , و ستر عليه برحمته , و أدخله في محبته ,

من إذا أعطى شكر , و إذا قدر غفر , و إذا غضب فتر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 55 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 93 ) و الحاكم ( 1 / 125 ) و

الخطيب في " التلخيص " ( 76 - 2 ) عن عمر بن راشد مولى عبد الرحمن بن أبان بن

عثمان التيمي : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب القرشي عن هشام بن عروة عن

محمد بن علي عن # ابن عباس # مرفوعا . قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و رد

الذهبي بقوله : " بل واه , فإن عمر قال فيه أبو حاتم : وجدت حديثه كذبا " .

قلت : و كنيته أبو حفص الجاري و قال ابن حبان : " يضع الحديث على الثقات , لا

يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه فكيف الرواية عنه ?! " . و قد أخرجه

البيهقي في " الشعب " و قال عقبه : " عمر بن راشد هذا شيخ مجهول من أهل مصر

يروي ما لا يتابع عليه " . و لهذا قال المناوي متعقبا على السيوطي الذي أورد

الحديث في " الجامع الصغير " : " لم يصب في إيراده " . قلت : و له طريق أخرى عن

ابن أبي ذئب به . أخرجه ابن عدي ( 331 / 1 - 2 ) : حدثنا أحمد بن داود بن أبي

صالح حدثنا أبو مصعب المديني - يلقب مطرف - : حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أبي

ذئب به . و أحمد هذا قال ابن حبان ( 1 / 134 ) و ابن طاهر : " يضع الحديث " .

588 " من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه , و من حفظ لسانه ستر الله عورته , و من

اعتذر إلى الله قبل عذره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 56 ) :

$ موضوع $ . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 111 ) معلقا عن عبد

السلام بن هاشم : حدثنا خالد بن برد عن أبيه عن # أنس بن مالك # مرفوعا . قلت :

و هذا إسناد مكذوب , المتهم به عبد السلام بن هاشم هذا , قال فيه عمرو بن علي

الفلاس : " لا أقطع على أحد بالكذب إلا عليه " . و قد تساهل الهيثمي في تضعيفه

فقط فقال في " المجمع " ( 8 / 68 ) بعد أن ساق الحديث دون الجملة الأخيرة منه :

" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عبد السلام بن هاشم و هو ضعيف " . و من

رواية الطبراني أورده السيوطي في " الجامع " و تعقبه المناوي بكلام الهيثمي

الذي نقلته آنفا , إلا أنه وقع في نقله " ابن هلال " بدل " ابن هشام " و هو

موافق لما ذكره الهيثمي في مكان آخر ( 8 / 70 ) و كأنه وهم منه , أو تحريف من

بعض النساخ , إذ ليس في الرواة من يدعى عبد السلام بن هلال . و الله أعلم . و

الحديث أشار المنذري ( 3 / 279 ) لضعفه أو وضعه .

589 " لا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة إلا أمروا عليهم أحدهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 56 ) :

$ ضعيف $ . رواه أحمد ( رقم 6647 ) من طريق ابن لهيعة قال : حدثنا عبد الله بن

هبيرة عن أبي سالم الجيشاني عن # عبد الله بن عمرو # مرفوعا في حديث . قلت : و

هذا سند ضعيف من أجل ابن لهيعة فإنه ضعيف لسوء حفظه . و الذي صح في هذه الباب

ما أخرجه أبو داود ( 1 / 407 ) و غيره من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إذا

كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم " . و سنده حسن , و له شواهد انظرها إن شئت في

" المجمع " ( 5 / 255 ) , و كلها بلفظ الأمر ليس في شيء منها " لا يحل " . فهذا

مما تفرد به ابن لهيعة فهو ضعيف منكر . أقول هذا تحقيقا للرواية و بيانا للفرق

بين ما صح من الحديث و ما لم يصح . فإنه يترتب على ذلك نتائج هامة أحيانا و ذلك

لأن لفظ : " لا يحل " نص في حرمة ترك التأمير , و أما لفظ الأمر فليس نصا في

ذلك بل هو ظاهر , و لذلك اختلف العلماء في حكم التأمير فمن قائل بالندب , و من

قائل بالوجوب , و لو صح لفظ ابن لهيعة لكان قاطعا للنزاع . أقول هذا مع أنني

أرى الأرجح الوجوب , لأنه الأصل في الأمر كما هو مقرر في علم الأصول , و ممن

قال بوجوب التأمير الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 223 ) فيراجع كلامه فإنه مفيد

.

590 " من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 56 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه أبو العباس الأصم في " جزء من حديثه " ( 193 / 1 ) و رقم (

129 نسختي ) و علي بن الحسن بن إسماعيل العبدي في " حديثه " ( 156 / 1 - 2 ) و

الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 42 / 1 ) عن سلم بن ميمون الخواص

حدثنا زفر بن سليمان عن المثنى بن الصباح عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده #

مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا لما يأتي , و اقتصر السيوطي في عزوه على

البيهقي في " الشعب " . و قال المناوي : " و فيه سلم بن ميمون الخواص أورده

الذهبي في " الضعفاء " و قال : قال ابن حبان : بطل الاحتجاج به . و قال أبو

حاتم : لا يكتب حديثه , عن ( زافر ) قال ابن عدي : لا يتابع على حديثه , و وثقه

ابن معين . عن ( المثنى بن الصباح ) ضعفه ابن معين , و قال النسائي : متروك "

<1> . قلت : و مع هذا كله سكت الحافظ العراقي على الحديث في " تخريج الإحياء "

( 2 / 292 ) !

-----------------------------------------------------------

[1] في عبارة المناوي أخطاء مطبعية كثيرة صححتها من كتب الرجال . اهـ .

591 " من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل , إلا وراء الإمام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 57 ) :

$ ضعيف $ . رواه القاضي أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " ( 47 / 1 ) <1> عن

يحيى بن سلام : حدثنا مالك بن أنس عن وهب بن كيسان عن # جابر # مرفوعا . قلت :

و يحيى بن سلام ضعفه الدارقطني كما في " الميزان " , و نقل الزيلعي ( 1 / 10 )

عنه أعني الدارقطني أنه قال في " غرائب مالك " : " هذا باطل لا يصح عن مالك " .

قلت : و الصواب أنه موقوف كذلك أخرجه الخلعي أيضا عن القعنبي , و البيهقي ( 2 /

160 ) عن ابن بكير , كلاهما عن مالك عن وهب عن جابر من قوله غير مرفوع , و قال

البيهقي : " رفعه يحيى بن سلام و غيره من الضعفاء عن مالك , و ذلك مما لا يحل

روايته على طريقة الاحتجاج به " . قلت : و الحديث صحيح بدون قوله : " إلا وراء

الإمام " يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة

الكتاب " رواه الشيخان عن عبادة بن الصامت , و قوله صلى الله عليه وسلم لـ "

المسيء صلاته " بعد أن أمره بقراءة الفاتحة في الركعة الأولى : " ثم اصنع ذلك

في صلاتك كلها " رواه البخاري و غيره . لكن في معنى هذه الزيادة : " إلا وراء

الإمام " قوله صلى الله عليه وسلم : " من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة "

. و هو حديث صحيح عندنا له طرق كثيرة جدا و قد ساقها الزيلعي ( 2 / 6 - 11 ) ثم

خرجتها في " الإرواء " رقم ( 493 ) , و هي و إن كانت لا تخلو من ضعف , و لكنه

ضعف منجبر , و قد صح إسناده عن عبد الله بن شداد مرسلا , و المرسل إذا جاء

متصلا فهو حجة عند الإمام الشافعي و غيره فاللائق بأتباعه أن يأخذوا بهذا

الحديث إذا أرادوا أن لا يخالفوه في أصوله ! و هو من المخصصات لحديث عبادة بن

الصامت , و لكنه يخصصه بالجهرية فقط , لا في السرية , لأن قراءة الإمام فيها لا

تكون قراءة لمن خلفه , إذ أنهم لا يسمعونها فلا ينتفعون بقراءته , فلابد لهم من

القراءة السرية , و بذلك نكون عاملين بالحديثين و لا نرد أحدهما بالآخر . و هو

مذهب مالك و أحمد و غيرهما أن القراءة فيها مشروعة دون الجهرية . و هو أعدل

الأقوال كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " و من أراد التفصيل

فليرجع إليها , و سبق شيء من هذا في الحديث ( 569 ) .

-----------------------------------------------------------

[1] جزء ( 20 ) من مخطوطة الظاهرية ( مجموع 53 ) . اهـ .

592 " أسست السموات السبع و الأرضون السبع على *( قل هو الله أحد )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 58 ) :

$ موضوع $ . رواه أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " ( 53 / 2 ) و الدينوري في "

المجالسة " ( 36 / 3 / 1 ) عن موسى بن محمد بن عطاء قال : حدثنا شهاب بن خراش

الحوشبي قال : سمعت قتادة يقول : حدثني # أنس بن مالك # به مرفوعا . قلت : و

هذا إسناد موضوع , موسى بن محمد بهذا هو الدمياطي المقدسي قال ابن أبي حاتم في

" الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 161 ) : " قال أبي كان يكذب و يأتي بالأباطيل ,

و قال موسى بن سهل الرملي : أشهد عليه أنه كان يكذب , و قال أبو زرعة : كان

يكذب " . و قال ابن حبان ( 2 / 241 - 242 ) : " كان يضع الحديث على الثقات , و

يروي ما لا أصل له عن الأثبات " . و قال العقيلي ( ص 410 ) : " يحدث عن الثقات

بالبواطيل و الموضوعات " . و بالجملة فهو ممن اتفقت كلمات الأئمة على تكذيبه و

اطراح حديثه , و لذلك قال الذهبي : إنه أحد التلفاء . ثم نقل تكذيب أبي زرعة و

أبي حاتم له و قول ابن حبان فيه . ثم ذكر له أحاديث موضوعة هذا منها , و مع ذلك

كله و وضوح حال الرجل لم يستحي السيوطي فأورد له هذا الحديث في " الجامع الصغير

" الذي صانه بزعمه عما تفرد به كذاب أو وضاع ! و قد أورده من رواية تمام عن أنس

. و تعقبه المناوي بأنه فيه الدمياطي هذا و نقل التكذيب المذكور عن أبي زرعة و

أبي حاتم . و مما يدل على كذبه أن الحديث رواه ابن الضريس في " فضائل القرآن "

( 3 / 110 / 1 ) من طريق آخر عن كعب الأحبار من قوله , فرفعه هذا الكذاب بإسناد

من عنده ألصقه به ! و من موضوعات هذا الكذاب : " الجنة تحت أقدام الأمهات , من

شئن أدخلن , و من شئن أخرجن " .

593 " الجنة تحت أقدام الأمهات , من شئن أدخلن , و من شئن أخرجن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 58 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن عدي ( 325 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء " عن موسى بن

محمد بن عطاء : حدثنا أبو المليح حدثنا ميمون عن # ابن عباس # مرفوعا . و قال

العقيلي : " هذا منكر " . نقله الحافظ في ترجمة " موسى بن عطاء " و هو كذاب كما

سبق بيانه في الذي قبله . و الشطر الأول من الحديث له طريق آخر , رواه أبو بكر

الشافعي في " الرباعيات " ( 2 / 25 / 1 ) و أبو الشيخ في " الفوائد " و في "

التاريخ " ( ص 253 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( 3 / 53 / 1 ) و القضاعي ( 2 / 2

/ 1 ) و الدولابي ( 2 / 138 ) عن منصور بن المهاجر عن أبي النضر الأبار عن أنس

مرفوعا به . و من هذا الوجه رواه الخطيب في " الجامع " كما في " فيض القدير "

للمناوي و قال : " قال ابن طاهر : و منصور و أبو النضر لا يعرفان , و الحديث

منكر , انتهى . فقول العامري في شرحه : " حسن " غير حسن " . و يغني عن هذا حديث

معاوية بن جاهمة أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أردت أن

أغزو و قد جئت أستشيرك ? فقال : هل لك أم ? قال : نعم . قال : فالزمها فإن

الجنة تحت رجليها . رواه النسائي ( 2 / 54 ) , و غيره كالطبراني ( 1 / 225 / 2

) . و سنده حسن إن شاء الله , و صححه الحاكم ( 4 / 151 ) , و وافقه الذهبي , و

أقره المنذري ( 3 / 214 ) .

594 " هدية الله إلى المؤمن السائل على بابه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 59 ) :

$ موضوع $ . رواه تمام في " الفوائد " ( 9 / 167 / 2 ) و الضياء في " المنتقى

من مسموعاته بمرو " ( 62 / 2 ) عن أبي أيوب سليمان بن سلمة الخبائري : حدثنا

سعيد بن موسى ( و قال الضياء : ابن زيد الأزدي ) : حدثنا مالك عن نافع عن # ابن

عمر # مرفوعا . و عزاه السيوطي في " الجامع " للخطيب فقط في " رواة مالك " عن

ابن عمر , و تعقبه المناوي بأن الخطيب قال : " و سعيد مجهول , و الخبائري مشهور

بالضعف " . قال المناوي : " قال في " الميزان " قلت : هذا موضوع , و سعيد هالك

. اهـ . و أعاده في محل آخر و قال : هذا كذب . اهـ . و قال ابن الجوزي : حديث

لا يصح , و سعيد بن موسى اتهمه ابن حبان بالوضع " . قلت : و لم يتفرد به سعيد

بن زيد بل تابعه عند تمام سعيد بن أبي مريم , لكن الراوي عنه عبد السلام بن

محمد الأموي قال الدارقطني : " ضعيف جدا " و قال : " منكر الحديث " . و قال

الخطيب : " صاحب مناكير " . قلت : و لعله أراد أن يقول : " سعيد بن زيد " فقال

: " سعيد بن أبي مريم " خطأ , و ابن أبي مريم ثقة بخلاف الأول . قلت : و يحتمل

أن ذلك من وهم أو وضع الخبائري , فقد رأيت ابن حبان أورد الحديث في " الضعفاء "

( 1 / 324 ) من طريقه قال : حدثنا سعيد بن موسى عن مالك به , و ساق له حديثا

آخر و قال : " لست أدري وضعه سعيد بن موسى أو سليمان بن سلمة , لأن الخبر في

نفسه موضوع " . و تابعه أيضا موسى بن محمد الدمياطي و هو كذاب كما سبق قبل

حديثين , رواه ابن عدي كما في " الميزان " و قال : " هذا كذب " و أقره الحافظ

في " اللسان " . و من طريقه رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 5 / 2 / 3 ) و

أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 135 ) .

595 " إذا مدح الفاسق غضب الرب و اهتز لذلك العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 60 ) :

$ منكر $ . رواه أبو الشيخ في " العوالي " ( 32 / 1 ) و الخطيب في " تاريخه " (

7 / 298 و 8 / 428 ) من طريق أبي خلف خادم أنس عن # أنس بن مالك # مرفوعا . و

من هذا الوجه رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الغيبة " كما ذكره المناوي و قال :

" أبو خلف قال الذهبي : قال يحيى : كذاب , و قال أبو حاتم : منكر الحديث . و

قال ابن حجر في " الفتح " : سنده ضعيف . ( قال المناوي ) : و رواه ابن عدي عن

بريدة , قال العراقي : و سنده ضعيف . و في " الميزان " : خبر منكر " .

596 " الناس كأسنان المشط , و إنما يتفاضلون بالعافية , و المرء كثير بأخيه يرفده و

يحمله , و لا خير في صحبة من لا يرى لك مثل ما ترى له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 60 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه ابن عدي ( 153 / 2 ) عن المسيب بن واضح : حدثنا سليمان بن

عمرو : حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن # أنس بن مالك # مرفوعا و قال :

" و هذا الحديث وضعه سليمان على إسحاق " . و من طريقه رواه القضاعي ( 2 / 9 / 1

) و ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 80 ) من طريق ابن عدي , و تعقبه السيوطي

في " اللآلي " ( 2 / 290 ) بأن له طريقا أخرى . قلت : أخرجه الدولابي ( 1 / 168

) و ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 188 - 189 ) و الخطابي في " غريب الحديث "

( 119 / 2 ) و ابن عساكر ( 2 / 119 / و 3 / 205 / 2 ) و أبو نعيم ببعضه ( 10 /

25 ) من طرق عن بكار بن شعيب أبي خزيمة العبدي قال : حدثنا عبد العزيز ابن أبي

حازم عن أبيه عن سهل بن سعد مرفوعا به . و هذا سند ضعيف جدا بكار بن شعيب قال

ابن حبان : " يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم , لا يجوز الاحتجاج به " . ثم

ساق له هذا الحديث منكرا له عليه كما قال الحافظ في " اللسان " و قال الجوزجاني

: " و هو منكر جدا " . لكن قال السيوطي : " و قد توبع بكار فقال ابن لال :

حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب : حدثنا إبراهيم بن فهد : حدثنا محمد بن موسى

حدثنا غياث بن عبد المجيد عن عمر بن سليم عن أبي حازم به . قلت : و سكت عليه

السيوطي , و هذه متابعة قوية لولا أن الطريق إليها مظلمة , فإن غياث بن عبد

الحميد مجهول كما قال العقيلي : و محمد بن موسى لم أعرفه , و في طبقته بهذا

الاسم جماعة . و إبراهيم بن فهد قال ابن عدي : " سائر أحاديثه مناكير , و هو

مظلم الأمر " . و قال أبو الشيخ : " قال البردعي : ما رأيت أكذب منه " . قال

أبو الشيخ : " و كان مشايخنا مضعفونه " . قلت : فمثل هذا الطريق لا يستشهد به

لشدة ضعفه . و قد وجدت له طريقا آخر عن سهل بن سعد , أخرجه أبو الشيخ في "

أحاديث أبي الزبير عن غير جابر " ( 11 / 2 ) عن سهل بن عامر البجلي حدثنا ميمون

بن عمرو البصري عن أبي الزبير عن سهل بن سعد مرفوعا . و لكنه واه جدا , سهل بن

عامر هذا قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2 / 1 / 202 ) : " قال أبي

: و هو ضعيف , روى أحاديث بواطيل و كان يفتعل الأحاديث " . و في معناه قول

البخاري : " منكر الحديث " . و أما ابن حبان فيبدو أنه لم يتبين له حقيقة أمره

فلذلك أورده في " الثقات " ! و وجدت له شاهدين آخرين متصل و مرسل . أما المتصل

فأخرجه ابن عساكر ( 3 / 205 / 2 ) عن بشر بن عون : حدثنا بكار بن تميم عن مكحول

عن أبي أمامة مرفوعا . قلت : و هذا موضوع بكار بن تميم مجهول , و الآفة بشر بن

عون قال ابن حبان ( 1 / 181 ) : " له نسخة عن بكار بن تميم عن مكحول نحو مائة

حديث كلها موضوعة " . و أما المرسل فأخرجه الخطيب ( 7 / 57 ) من طريق بشر بن

غياث عن البراء بن عبد الله الغنوي عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم . و هذا سند ضعيف جدا , بشر بن غياث , قال الذهبي : " مبتدع ضال لا ينبغي

أن يروى عنه و لا كرامة " . " و في الميزان " : " قال الأزدي : زائغ صاحب رأي ,

لا يقبل له قول , و لا يخرج حديثه و لا كرامة إذا كان عندنا على غير طريقة

الإسلام " . و نقل عنه أنه كان ينكر عذاب القبر و سؤال الملكين و الصراط و

الميزان . و البراء بن عبد الله الغنوي ضعفه أحمد و ابن معين و غيرهما . و

الحسن هو البصري فهو مرسل , و على إرساله فالإسناد إليه غير صحيح . و بالجملة

فالحديث ضعيف جدا , و ليس في كل هذه الطرق ما يأخذ بعضده . و الله أعلم . ثم

وجدت له طريقا ثانيا عن أنس , رواه ابن شاذان الأزجي في " حديثه " ( 2 / 105 /

2 ) عن رواد بن الجراح عن أبي سعد الساعدي عن أنس بن مالك مرفوعا . و هذا سند

تالف ! أبو سعد هذا قال الذهبي : " مجهول حدث عنه رواد بن الجراح و ليس بعمدة ,

و قد ذكره علي بن أحمد السلماني في من يضع الحديث " .

597 " نعم , خصال أربع : الدعاء لهما , و الاستغفار لهما , و إنفاذ وعدهما , و صلة

الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما . قاله لمن سأله : هل بقي من بر أبوي شيء

بعد موتهما أبرهما به ? " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 62 ) :

$ ضعيف $ . رواه أبو بكر ابن أبي شيبة في " الأدب " ( 1 / 151 / 1 - 2 ) :

حدثنا الفضيل بن دكين : حدثنا ابن الغسيل : حدثني أسيد بن علي مولى أبي أسيد عن

أبيه أنه سمع # أبا أسيد # قال : بينما أنا جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم

أتاه رجل من بني سلمة فقال : يا رسول الله هل بقي .... الحديث . و رواه

الروياني في " مسنده " ( 251 / 1 ) و الخطيب في " الموضح " ( 1 / 41 - 42 ) و

الواحدي ( 153 / 2 ) و أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب الصحبة " ( ص 41 ) من

طرق أخرى عن عبد الرحمن بن الغسيل به . و قد تابعه موسى بن يعقوب عن أسيد به

إلا أنه قال : " أسيد " بالضم . أخرجه الخطيب و أشار إلى أنه خطأ و أن الصواب "

أسيد " كما رواه ابن الغسيل . قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات كلهم , غير

علي مولى أبي أسيد لم يوثقه غير ابن حبان , و لم يرو عنه غير ابنه أسيد , و

لهذا قال الذهبي : " لا يعرف " , و أشار إلى ذلك الحافظ بقوله : " مقبول " . و

عنه رواه أبو داود ( 5142 ) و ابن ماجة ( 3664 ) و أحمد ( 3 / 497 - 498 ) و

ابن حبان ( 2030 ) .

598 " لما قدم المدينة جعل النساء و الصبيان و الولائد يقلن :

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا ما دعا لله داع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 63 ) :

$ ضعيف $ . رواه أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " ( 59 / 2 ) و كذا البيهقي في

" دلائل النبوة " ( 2 / 233 - ط ) عن الفضل بن الحباب قال : سمعت # عبد الله بن

محمد بن عائشة # يقول فذكره . و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات , لكنه معضل سقط من

إسناده ثلاثة رواة أو أكثر , فإن ابن عائشة هذا من شيوخ أحمد و قد أرسله . و

بذلك أعله الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 244 ) . ثم قال البيهقي

كما في تاريخ ابن كثير ( 5 / 23 ) : " و هذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة

من مكة لا أنه لما قدم المدينة من ثنيات الوداع عند مقدمه من تبوك " . و هذا

الذي حكاه البيهقي عن العلماء جزم به ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " ( ص 251

تحقيق صاحبي الأستاذ خير الدين وانلي ) , لكن رده المحقق ابن القيم فقال في "

الزاد " ( 3 / 13 ) : و هو وهم ظاهر لأن " ثنيات الوداع " إنما هي ناحية الشام

لا يراها القادم من مكة إلى المدينة و لا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام " .

و مع هذا فلا يزال الناس يرون خلاف هذا التحقيق , على أن القصة برمتها غير

ثابتة كما رأيت ! ( تنبيه ) : أورد الغزالي هذه القصة بزيادة : " بالدف و

الألحان " و لا أصل لها كما أشار لذلك الحافظ العراقي بقوله : " و ليس فيه ذكر

للدف و الألحان " . و قد اغتر بهذه الزيادة بعضهم فأورد القصة بها , مستدلا على

جواز الأناشيد النبوية المعروفة اليوم ! فيقال له : " أثبت العرش ثم انقش " !

على أنه لو صحت القصة لما كان فيها حجة على ما ذهبوا إليه كما سبقت الإشارة

لهذا عند الحديث ( 579 ) فأغنى عن الإعادة .

599 " إذا مات الرجل منكم فدفنتموه فليقم أحدكم عند رأسه , فليقل : يا فلان ابن

فلانة ! فإنه سيسمع , فليقل : يا فلان ابن فلانة ! فإنه سيستوي قاعدا , فليقل :

يا فلان ابن فلانة , فإنه سيقول : أرشدني أرشدني رحمك الله , فليقل : اذكر ما

خرجت عليه من دار الدنيا : شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , و أن

محمدا عبده و رسوله , و أن الساعة آتية لا ريب فيها , و أن الله يبعث من في

القبور , فإن منكرا و نكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه و يقول له : ما تصنع

عند رجل قد لقن حجته ? فيكون الله حجيجهما دونه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 64 ) :

$ منكر $ . أخرجه القاضي الخلعي في " الفوائد " ( 55 / 2 ) عن أبي الدرداء هاشم

بن محمد الأنصاري : حدثنا عتبة بن السكن عن أبي زكريا عن جابر بن سعيد الأزدي

قال : " دخلت على # أبي أمامة الباهلي # و هو في النزع , فقال لي : يا أبا سعيد

إذا أنا مت فاصنعوا بي كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصنع بموتانا

فإنه قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , لم أعرف أحد منهم غير عتبة بن

السكن , قال الدارقطني : " متروك الحديث " و قال البيهقي : " واه منسوب إلى

الوضع " . و الحديث أورده الهيثمي ( 3 / 45 ) عن سعيد بن عبد الله الأزدي قال :

شهدت أبا أمامة ..... الحديث . و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " و في

إسناده جماعة لم أعرفهم " . قلت : فاختلف في اسم الراوي عن أبي أمامة ففي رواية

الخلعي أنه جابر بن سعيد الأزدي و في رواية الطبراني أنه سعيد بن عبد الله

الأزدي , و هذا أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 76 ) فقال : " سعيد الأزدي " لم

ينسبه لأبيه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , فهو في عداد المجهولين ,

فالعجب من قول الحافظ في " التلخيص " ( 5 / 243 ) بعد أن عزاه للطبراني : " و

إسناده صالح , و قد قواه الضياء في " أحكامه " و أخرجه عبد العزيز في " الشافي

" . و الراوي عن أبي أمامة سعيد الأزدي بيض له ابن أبي حاتم " ! فأنى لهذا

الإسناد الصلاح و القوة و فيه هذا الرجل المجهول ?! بل فيه جماعة آخرون مثله في

الجهالة كما يشير لذلك كلام الهيثمي السابق , و هذا كله إذا لم يكن في إسناد

الطبراني عتبة بن السكن المتهم , و إلا فقد سقط الإسناد بسببه من أصله ! و قد

قال النووي في " المجموع " ( 5 / 304 ) بعد أن عزاه للطبراني : و إسناده ضعيف .

و قال ابن الصلاح : ليس إسناده بالقائم " . و كذلك ضعفه الحافظ العراقي في "

تخريج الإحياء " ( 4 / 420 ) و قال ابن القيم في " الزاد " ( 1 / 206 ) : " لا

يصح رفعه " . و اعلم أنه ليس للحديث ما يشهد له , و كل ما ذكره البعض إنما هو

أثر موقوف على بعض التابعين الشاميين لا يصلح شاهدا للمرفوع بل هو يعله , و

ينزل به من الرفع إلى الوقف , و في كلمة ابن القيم السابقة ما يشير إلى ما

ذكرته عند التأمل . على أنه شاهد قاصر إذ غاية ما فيه : " أنهم كانوا يستحبون

أن يقال للميت عند قبره : يا فلان قل لا إله إلا الله , قل أشهد أن لا إله إلا

الله ( ثلاث مرات ) , قل : ربي الله , و ديني الإسلام , و نبي محمد " . فأين

فيه الشهادة على بقية الجمل المذكورة في الحديث مثل " ابن فلانة " و " أرشدني

... " و قول الملكين : " ما نصنع عند رجل " ... " . و جملة القول أن الحديث

منكر عندي إن لم يكن موضوعا . و قد قال الصنعاني في " سبل السلام " ( 2 / 161 )

: " و يتحصل من كلام أئمة التحقيق أنه حديث ضعيف , و العمل به بدعة و لا يغتر

بكثرة من يفعله " . و لا يرد هنا ما اشتهر من القول بالعمل بالحديث الضعيف في

فضائل الأعمال , فإن هذا محله فيما ثبت مشروعيته بالكتاب أو السنة الصحيحة ,

أما ما ليس كذلك فلا يجوز العمل فيه بالحديث الضعيف , لأنه تشريع و لا يجوز ذلك

بالحديث الضعيف , لأنه لا يفيد إلا الظن المرجوح اتفاقا فكيف يجوز العمل بمثله

?! فليتنبه لهذا من أراد السلامة في دينه , فإن الكثيرين عنه غافلون . نسأل

الله تعالى الهداية و التوفيق .

600 " جبلت القلوب على حب من أحسن إليها , و بغض من أساء إليها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 65 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن الأعرابي في " المعجم " ( 2 / 21 - 22 ) و ابن عدي ( 82 /

1 ) و أبو موسى المدني في جزء " من أدركه الخلال من أصحاب ابن منده " ( 150 -

151 ) و أبو نعيم ( 4 / 121 ) و الخطيب ( 7 / 346 ) و القضاعي ( 49 / 2 ) عن

إسماعيل بن أبان عن الأعمش عن خيثمة عن # عبد الله بن مسعود # مرفوعا . و قال

أبو نعيم : " غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه " و ذكر نحوه ابن عدي و زاد : " و

هو معروف عن الأعمش موقوفا " . قلت : و إسماعيل هذا قال فيه أحمد : " روى

أحاديث موضوعة عن فطر و غيره , فتركناه " . و قال ابن حبان ( 1 / 116 ) : " كان

يضع الحديث على الثقات " . و قال أبو داود : " كان كذابا " . و نقل المناوي عن

" لسان الميزان " قال الأزدي : " هو كوفي زائغ و هو الذي روى حديث جبلت القلوب

, قال الأزدي : " هذا الحديث باطل " . قال المناوي : و رأيت بخط ابن عبد الهادي

في تذكرته : قال مهنأ : سألت أحمد و يحيى عنه ? فقالا : ليس له أصل , و هو

موضوع " . قلت : نقله أيضا ابن قدامة موفق الدين في " المنتخب " ( 10 / 195 / 2

) عن مهنأ به . و مع هذا كله أورده السيوطي في " الجامع " ! و قال : " صحح

البيهقي وقفه " ! قلت : الموقوف موضوع أيضا فإنه من هذه الطريق , كذلك رواه ابن

حبان في " روضة العقلاء " ( ص 255 ) و غيره , و لذلك قال السخاوي : " هو باطل

مرفوعا و موقوفا " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج2. باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.}

  ج2. صحيح السيرة {ج2. باقي صحيح السيرة النبوية  تحقيق  الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.} صفحة رقم -130 - قال : قلت : من غف...