السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الاثنين، 26 فبراير 2024

ج7. السلسلة الضعيفة للالباني {الأحاديث من 601 إلى 700.}




ج7. الأحاديث من 601 إلى 700 .

601 " اتخذوا السراويلات فإنه من أستر ثيابكم , و خصوا بها نساءكم إذا خرجن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 66 ) :

$ موضوع $ . رواه العقيلي ( ص 18 ) و ابن عدي ( 4 / 1 ) و الديلمي ( 1 / 2 /

200 ) و ابن عساكر ( 2 / 380 / 2 ) عن إبراهيم بن زكريا الضرير العجلي - من أهل

البصرة - : حدثنا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن الأصبغ بن نباتة عن # علي

# قال : كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع في يوم دجن و مطر ,

قال : فمرت امرأة على حمار و معها مكاري فهوت يد الحمار في وهدة من الأرض ,

فسقطت المرأة , فأعرض النبي عليه السلام بوجهه , فقالوا : يا رسول الله إنها

متسرولة . فقال : اللهم اغفر للمتسرولات من أمتي . يا أيها الناس اتخذوا ....

الحديث . ذكره العقيلي في ترجمة إبراهيم هذا , و قال : " صاحب مناكير و أغاليط

, و لا يعرف هذا الحديث إلا به , فلا يتابع عليه " . و قال ابن عدي : " و هذا

الحديث منكر لا يرويه عن همام غير إبراهيم بن زكريا , و لا أعرفه إلا من هذا

الوجه , و إبراهيم حدث عن الثقات بالأباطيل " . و من طريق ابن عدي أورده ابن

الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 45 ) و قال : " موضوع , و المتهم به إبراهيم " .

ثم ذكر ما تقدم عن العقيلي و ابن عدي . فتعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 260

) بقوله : " قلت : أخرجه البزار و البيهقي في " الأدب " من هذا الطريق , و

إبراهيم بن زكريا المتهم به الذي قال فيه ابن عدي هذا القول هو الواسطي العبدي

, و ليس هو الذي في إسناد هذا الحديث , إنما هذا إبراهيم بن زكريا العجلي

البصري كما أفصح به العقيلي , و قد التبس على طائفة , منهم الذهبي في " الميزان

" فظنهما واحدا , و فرق بينما غير واحد , منهم ابن حبان , فذكر العجلي في "

الثقات " , و الواسطي في " الضعفاء " . و كذا فرق أبو أحمد الحاكم في " الكنى "

و العقيلي و النباتي في " الحافل " و الذهبي في " المغني " . قال الحافظ ابن

حجر في " اللسان " : و هو الصواب " . قلت : و هذا التعقب ليس فيه كبير طائل ,

ذلك لأن العجلي الذي هو صاحب الحديث لم يوثقه غير ابن حبان , و هو مع ما عرف به

من التساهل في التوثيق , فقد عارضه من حكمه أقرب إلى الصواب منه , فقد قال

العقيلي فيه : " صاحب مناكير و أغاليط " . ثم ساق له حديثين , هذا أحدهما . و

فيه قال ابن عدي ما نقلته آنفا عنه , خلافا لما زعمه السيوطي أنه قال ذلك في

الواسطي العبدي . و إليك نص كلامه لتكون على بينة من الأمر , قال : " إبراهيم

بن زكريا المعلم العبدستاني العجلي الضرير , يكنى أبا إسحاق , حدث عن الثقات

بالأباطيل " . ثم ساق له هذا الحديث , و أعله بما سبق , فاتفاق هذين الإمامين

على تضعيف إبراهيم هذا و استنكار حديثه , مقدم على توثيق ابن حبان له المستلزم

رد الحكم على حديثه بالوضع أو النكارة - كما ذهب إليه السيوطي , لاسيما و قد

ذكر الحافظ النقاد الذهبي أن هذا الحديث من بلايا العجلي ! ثم رأيت ابن أبي

حاتم ذكر في " العلل " ( 1 / 492 - 493 ) عن أبيه أنه قال : " هذا حديث منكر ,

و إبراهيم مجهول " . على أن في الحديث علة أخرى من الأعلى , هي بالاعتماد عليها

في إعلال الحديث أولى , و من الغريب أن الذين تكلموا عليه لم يتنبهوا لها , مثل

ابن الجوزي , و ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 272 ) , ألا و هي الأصبغ

بن نباتة , فهو متفق على تضعيفه , بل قال أبو بكر ابن عياش : " كذاب " . و قال

النسائي و ابن حبان : " متروك " . و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " قال

ابن معين و غيره : ليس بشيء " . و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " . و

بالجملة فالحديث بهذا الإسناد و السياق موضوع . و قد ذكر له السيوطي شواهد من

حديث أبي هريرة و غيره مرفوعا بلفظ : " اللهم ارحم المتسرولات " . و قال : " و

بمجموع هذه الطرق يرتقي الحديث إلى درجة الحسن " . قلت : و في ذلك نظر لأن

الطرق التي أشار إليها لا تخلو من وضاع أو متهم أو مجهول , مع أن بعضها مرسل .

و بيان ذلك مما لا يتسع له الوقت الآن , فإلى مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى .

602 " إن الله عز وجل يقول : أنا الله لا إله إلا أنا , ملك الملوك , و مالك الملوك

, قلوب الملوك بيدي , و إن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة و

الرحمة , و إن العباد عصوني حولت قلوب ملوكهم بالسخط و النقمة فساموهم سوء

العذاب , فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك , و لكن اشغلوا أنفسكم بالذكر و

التضرع أكفكم مولككم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 68 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه الطبراني و عنه أبو نعيم ( 2 / 389 ) و تمام ( 6 / 77 / 1

من مجموع الظاهرية رقم 95 ) عن أبي عمرو المقدم بن داود قال : حدثنا علي بن

معبد قال : حدثنا وهب بن راشد عن مالك بن دينار عن { خلاس } بن عمرو عن # أبي

الدرداء # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , المقدم بن داود قال النسائي :

" ليس بثقة " . و وهب بن راشد هو الرقي قال ابن عدي : " ليس حديثه بالمستقيم ,

أحاديثه كلها فيها نظر " . و قال الدارقطني : " متروك " . و قال ابن حبان : "

لا يحل الاحتجاج به بحال " . و قال الهيثمي ( 5 / 249 ) : " رواه الطبراني في "

الأوسط " و فيه وهب ( الأصل : إبراهيم و هو تحريف ) ابن راشد و هو متروك " .

قلت : و تعصيب الجناية به وحده ليس بجيد لما علمت أن في الطريق إليه المقداد بن

داود , و هو مثله في الضعف .

603 " إن لله تعالى مجاهدين في الأرض أفضل من الشهداء , أحياء مرزوقين , يمشون على

الأرض , يباهي الله بهم ملائكة السماء , و تزين لهم الجنة كما تزينت أم سلمة

لرسول الله صلى الله عليه وسلم , هم الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر , و

المحبون في الله , و المبغضون في الله , والذي نفسي بيده إن العبد منهم ليكون

في الغرفة فوق غرف الشهداء , للغرفة منها ثلاثمائة ألف باب , منها الياقوت و

الزمرد الأخضر , على كل باب نور , و إن الرجل منهم ليتزوج بثلاثمائة ألف حوراء

, قاصرات الطرف عين , كلما التفت إلى واحدة منهن فنظر إليها تقول له : أتذكر

يوم كذا و كذا أمرت بالمعروف , و نهيت عن المنكر ? كلما نظر إلى واحدة منهن

ذكرت له مقاما أمر فيه بمعروف , و نهى فيه عن منكر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 69 ) :

$ لا أصل له $ . ذكره الغزالي ( 2 / 273 ) من حديث # أبي ذر # ! و قال الحافظ

العراقي في " تخريجه " : " لم أقف له على أصل , و هو منكر " . قلت : و لوائح

الوضع عليه ظاهرة . و الله أعلم .

604 " السلطان ظل من ظل الرحمن في الأرض , يأوي إليه كل مظلوم من عباده , فإن عدل

كان له الأجر , و على الرعية الشكر , و إن جار , أو حاف , أو ظلم كان عليه

الإصر , و على الرعية الصبر , و إذا جارت الولاة قحطت السماء , و إذا منعت

الزكاة هلكت المواشي , و إذا ظهر الربا ( و في نسخة : الزنا ) ظهر الفقر و

المسكنة , و إذا أخفرت الذمة أديل للكفار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 69 ) :

$ موضوع $ . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 5 / 80 - 81 و في النسخة الأخرى 5 /

49 - 50 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 175 / 1 ) و الضياء في " المنتقى من

مسموعاته بمرو " ( 27 / 2 ) من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن

مرة عن # عبد الله بن عمر # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

و روى طرفه الأول القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 22 / 2 ) و الديلمي ( 2 / 220

) . قلت : و هذا إسناد موضوع , سعيد بن سنان هو أبو مهدي الحمصي اتهمه البخاري

بقوله : " منكر الحديث " . و قال الدارقطني : " يضع الحديث " . و ضعفه سائر

الأئمة , و قال ابن عدي : " عامة ما يرويه غير محفوظ " . و لذلك أورده الذهبي

في " الضعفاء و المتروكين " و قال : " هالك " . و قال الحافظ في " التقريب " :

" متروك , و رماه الدارقطني و غيره بالوضع " . و الحديث أورده السيوطي في "

الجامع " من رواية البزار و الحكيم و البيهقي عن ابن عمر . و تعقبه المناوي

بقوله : " و قضية صنيع المصنف أن البيهقي خرجه و سكت عليه : و الأمر بخلافه ,

بل تعقبه بما نصه : و أبو المهدي سعيد بن سنان ضعيف عند أهل العلم بالحديث .

انتهى . و سعيد بن سنان هذا ضعفه ابن معين و غيره , و قال البخاري : منكر

الحديث . و ساق في " الميزان " من مناكيره هذا الحديث , و جزم الحافظ العراقي

بضعف سنده " . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 196 ) : " رواه البزار

, و فيه سعيد بن سنان أبو مهدي , و هو متروك " . و أشار الحافظ المنذري في "

الترغيب " ( 3 / 137 ) إلى تضعيف الحديث .

605 " لو قيل لأهل النار : إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا سنة لفرحوا

بها , و لو قيل لأهل الجنة : إنكم ماكثون في الجنة عدد كل حصاة في الدنيا سنة

لحزنوا , و لكنهم خلقوا للأبد و الأمد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 70 ) :

$ موضوع $ . رواه الطبراني ( 3 / 75 / 2 ) و أبو نعيم ( 4 / 168 ) من طريق

الحكم بن ظهير عن السدي عن مرة عن # ابن مسعود # مرفوعا : و قال أبو نعيم : "

تفرد به الحكم بن ظهير " . قلت : و هو كذاب عند ابن معين و غيره , و قال ابن

حبان ( 1 / 245 ) : " يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات " . ثم ساق له حديثا

آخر , و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 396 ) : " و هو مجمع على ضعفه " . و

قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 224 ) : " قال أبي : هذا حديث منكر " .

و قد أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني فأساء . و لم يتعقبه

المناوي إلا بقول الهيثمي المذكور ! و الحديث يدل على أبدية الخلود في النار ,

و الآيات القرآنية و الأحاديث الصحيحة تغني عنه من هذه الناحية .

606 " ليأتين على جهنم يوم تصفق أبوابها , ما فيها من أمة محمد أحد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 71 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن عدي عن العلاء بن زيدل عن # أنس # مرفوعا . قلت : و

العلاء هذا قال الذهبي : " تالف , قال ابن المدني : كان يضع الحديث " . و قال

ابن حبان ( 2 / 169 ) : " يروي عن أنس بن مالك بنسخة كلها موضوعة , لا يحل ذكره

في الكتب إلا على سبيل التعجب " . و إنما أوردت الحديث لأن عالمين فاضلين

أورداه ساكتين عليه , أحدهما الحافظ ابن حجر في " تخريج أحاديث الكشاف " ( 4 /

87 , رقم 194 ) و الآخر المناوي ذكره عند شرحه للحديث الذي قبله محتجا به ! و

معنى الحديث صحيح إن كان المراد بـ " أمة محمد " فيه أمة الإجابة لا أمة الدعوة

كما هو ظاهر . و يؤيده ما ذكره ابن القيم في " حادي الأرواح " ( 2 / 176 - 177

) من رواية إسحاق بن راهويه : حدثنا عبيد الله ( بن معاذ ) : حدثنا أبي : حدثنا

شعبة عن يحيى بن أيوب عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : " ما أنا بالذي لا أقول :

إنه سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد , و قرأ قوله : *( فأما الذين شقوا

ففي النار لهم فيها زفير و شهيق )* الآية . قال عبيد الله : كان أصحابنا يقولون

: يعني به الموحدين " . و قد روي الحديث عن أبي أمامة و لا يصح أيضا و هو :

" ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج , و آخر تخفق أبوابها " .

607 " ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج , و آخر تخفق أبوابها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 72 ) :

$ باطل $ . أخرجه الطبراني في " جزء من حديثه " رواية أبي نعيم ( 28 / 1 ) و

الخطيب ( 9 / 122 ) عن عبد الله بن مسعود بن كدام عن جعفر عن القاسم عن # أبي

أمامة # مرفوعا به . و ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 268 ) من هذا

الوجه و قال : " هذا حديث موضوع محال , جعفر هو ابن الزبير متروك " . و أقره

السيوطي ( 2 / 466 ) ثم ابن عراق ( 391 / 1 ) . و أقول : جعفر هذا وضاع , و قد

مضى له أحاديث . لكن الراوي عنه ابن مسعر هالك أيضا , و قد أشار لهذا الذهبي في

ترجمة جعفر فقال : " و يروي بإسناد مظلم عنه حديث متنه : يأتي على جهنم .... "

. ثم أعاده في ترجمة ابن مسعر فقال فيه : " قال أبو حاتم : متروك الحديث . و

قال العقيلي : لا يتابع على حديثه .. " ثم قال : " و في معجم الطبراني من حديث

هذا التالف عن جعفر بن الزبير ( في الأصل " الزبير بن سعيد " و هو تحريف ) عن

القاسم عن أبي أمامة في انقطاع عذاب جهنم , فهذا باطل " . و أقره الحافظ في "

اللسان " و أورده في " تخريج أحاديث الكشاف " ( 4 / 87 رقم 194 ) و لم يعزه

لأحد ! و لعل الحديث أصله موقوف على بعض الصحابة , رفعه هذا التالف أو شيخه

عمدا أو خطأ , فقد أخرجه البزار عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن

عمرو قال : " يأتي على النار زمان تخفق أبوابها ليس فيه أحد . يعني من الموحدين

" . قال الحافظ : " كذا فيه , و رجاله ثقات , و التفسير لا أدري ممن هو ? و هو

أولى من تفسير المصنف " . قلت : الظاهر أن التفسير المذكور , من مخرجه البزار ,

فقد أخرج الفسوي في " تاريخه " بسند البزار عينه عن أبي بلج به , و ليس فيه

التفسير المذكور , هكذا ذكره الذهبي في ترجمة أبي بلج , و كذا الحافظ في "

التهذيب " عن الفسوي و زاد : " قال ثابت البناني : سألت الحسن عن هذا ? فأنكره

" . و أبو بلج هذا في نفسه ثقة , و لكنه ضعيف من قبل حفظه , و لذلك عد الذهبي

هذا الأثر من بلاياه ! ثم قال : " و هو منكر " . و جملة القول أن هذا الحديث لا

يصح مرفوعا و لا موقوفا . هذا و تفسير الزمخشري الذي سبقت الإشارة إليه في كلام

الحافظ هو قوله في " تفسيره " ( 2 / 236 ) : " و قد بلغني أن من الضلال من اغتر

بهذا الحديث فاعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار , و هذا و العياذ بالله من

الخذلان المبين , و لئن صح هذا عن ابن عمرو فمعناه أنهم يخرجون من النار إلى

برد الزمهرير , فذلك خلو جهنم و صفق أبوابها " . و هذا تأويل بعيد . و الأقرب

ما سبق عن الحافظ , إلا أنني أرى أن الصواب عدم الاشتغال بالتأويل ما دام أن

الحديث لم يصح . و الله أعلم . و اعلم أن من أذناب هؤلاء الضلال في القول

بانتهاء عذاب الكفار الطائفة القاديانية , بل هم قد زادوا في ذلك على إخوانهم

الضلال , فذهبوا إلى أن مصير الكفار إلى الجنة ! نص على ذلك ابن دجالهم الأكبر

محمود بشير بن غلام أحمد في كتاب " الدعوة الأحمدية " . فمن شاء التأكد من ذلك

فليراجعها فإني لم أطلها الآن . و إن مما يجب الوقوف عنده , و تحقيق القول فيه

ما ذكره ابن القيم في " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " ( 2 / 171 - 172 ) من

رواية عبد بن حميد ( قال ) : بإسنادين صحيحين له عن الحسن قال : قال عمر بن

الخطاب : " لو لبث أهل النار عدد رمل عالج , لكان لهم يوم يخرجون فيه " . ذكر

ذلك في تفسير قوله تعالى *( لابثين فيها أحقابا )* . و قال ابن القيم : " و

حسبك بهذا الإسناد جلالة , و الحسن و إن لم يسمع من عمر , فإنما رواه عن بعض

التابعين , و لو لم يصح عنده ذلك عن عمر لما جزم به و قال : قال عمر بن الخطاب

" . قلت : هذا كلام خطابي , أستغرب صدوره من ابن القيم رحمه الله . لأنه خلاف

ما هو مقرر عند أهل الحديث في تعريف الحديث الصحيح : أنه المسند المتصل برواية

العدل الضابط , فإذا اعترف بانقطاعه بين الحسن و عمر , فهو مناف للصحة بله

الجلالة ! و خلاف المعروف عندهم من ردهم لمراسيل الحسن البصري خاصة , و لذلك

قال الحافظ ابن حجر في أثر الحسن هذا نفسه : " فهو منقطع , و مراسيل الحسن

عندهم واهية , لأنه كان يأخذ من كل أحد " ! و قوله : " فإنما رواه عن بعض

التابعين , ...... " قلنا : نعم , فكان ماذا ? أليس كذلك كل مرسل تابعي ? إنما

رواه عن تابعي إن لم يكن عن صحابي ? فلماذا إذن اعتبر المحدثون الحديث المرسل

أو المنقطع من قسم الحديث الضعيف ? ذلك لاحتمال أن يكون الرجل الساقط من

الإسناد مجهولا أو ضعيفا لا يحتج به لو عرف , و هذا بخلاف ما لو كان المرسل لا

يروي إلا عن صحابي فإن حديثه حجة , لأن الصحابة كلهم عدول , فهذا المرسل فقط هو

الذي يحتج به من بين المراسيل كلها , و هو الذي اختاره الغزالي و صححه الحافظ

العلائي في " جامع التحصيل في أحكام المراسيل " ( 7 / 1 ) , و أما دعوى البعض

أن الإجماع كان على الاحتجاج بالحديث المرسل حتى جاء الإمام الشافعي , فدعوى

باطلة مردودة بأمور منها ما رواه مسلم في مقدمة " صحيحه " ( 1 / 12 ) عن عبد

الله بن المبارك أنه رد حديث " إن من البر بعد البر أن تصلي لهما مع صلاتك , و

تصوم لهما مع صيامك " بعلة الإرسال , في قصة له تراجع هناك . و ابن المبارك

رحمه الله توفي قبل الشافعي بأكثر من عشرين سنة . و كلام ابن القيم المذكور -

مع مخالفته للأصول - يلزمه أن يقبل مراسيل الحسن البصري كلها إذا صح السند إليه

بها , و ما إخاله يلتزم ذلك , كيف و منها ما رواه عن سمرة مرفوعا . " لما حملت

حواء طاف بها إبليس , و كان لا يعيش لها ولد , فقال : سميه عبد الحارث . فسمته

عبد الحارث , فعاش , و كان ذلك من وحي الشيطان و أمره " . فهذا إسناده خير من

إسناد الحسن عن عمر , لأنه قد قيل أن الحسن سمع من سمرة , بل ثبت أنه سمع منه

حديث العقيقة في " صحيح البخاري " , و هو مع جلالته , مدلس لا يحتج بما عنعنه

من الحديث , و لو كان قد لقي الذي دلس عنه كسمرة , فهل يحتج ابن القيم بحديثه

هذا عن سمرة و يقول فيه : " فإنما رواه عن بعض التابعين ... " ? ! كلا إن ابن

القيم رحمه الله تعالى أعلم و أفقه من أن يفعل ذلك , مع العلم أن بعضهم قد فسر

بهذا الحديث قوله تعالى : *( فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما )*

فأرجع ضمير ( جعلا ) إلى آدم و حواء عليهما السلام ! مع أن الحسن نفسه لم يفسر

الآية بحديثه هذا كما بيناه فيما تقدم ( رقم 342 ) , و كذلك صنع ابن القيم فإنه

فسر الآية المذكورة بنحو ما فسره الحسن , قال في " التبيان " ( 264 ) : "

فاستطرد من ذكر الأبوين إلى ذكر المشركين من أولادهم " . و كم من حديث من رواية

الحسن مرسلا أو منقطعا لم يأخذ به ابن القيم كغيره من أهل العلم بل إن بعضها

ثبت عن الحسن الإفتاء بخلافه , و ليس هذا مجال بيانه , غير أني أقول : إن هذا

الأثر الذي رواه الحسن عن عمر , هو في المعنى كالأثر المتقدم الذي رواه أبو بلج

عن عبد الله بن عمرو . و مع ذلك لما سئل عنه الحسن رحمه الله تعالى أنكره , كما

تقدم من رواية الفسوي عن ثابت عنه . و أقول الآن : إن حديث بطلان الصلاة

بالقهقهة قد جاء مرسلا عن جماعة من التابعين أشهرهم أبو العالية , و منهم الحسن

البصري , و هو صحيح عنه , فقد قال البيهقي في " كتاب معرفة السنن و الآثار " (

ص 139 - طبع الهند ) : " و قد رواه جماعة عن الحسن البصري مرسلا " . فهل يأخذ

به ابن القيم ?! و يؤسفني أن أقول : إن القاديانية في ضلالهم المشار إليه آنفا

( ص 73 ) يجدون متكئا لهم في بعض ما ذهبوا إليه في بعض كتب أئمتنا من أهل السنة

, فقد عقد العلامة ابن القيم في كتابه " الحادي " فصلا خاصا في أبدية النار ,

أطال الكلام فيه جدا , و حكى في ذلك سبعة أقوال , أبطلها كلها سوى قولين منها :

الأول : أن النار لا يخرج منها أحد من الكفار , و لكن الله عز وجل ينفيها , و

يزول عذابها . و الآخر : أنها لا تفنى , أن عذابها أبدي دائم . و قد ساق فيه

أدلة الفريقين و حججهم من المنقول و المعقول , مع مناقشتها , و بيان ما لها و

ما عليها . و الذي يتأمل في طريقة عرضه للأدلة و مناقشته إياها , يستشعر من ذلك

أنه يميل إلى القول الأول , و لكنه لم يجزم بذلك , فراجع إن شئت الوقوف على

كلامه مفصلا الكتاب المذكور ( 2 / 167 - 228 طبع الكردي ) . و لكنني وجدته يصرح

في بعض كتبه الأخرى بأن نار الكفار لا تفنى و هذا هو الظن به , فقال رحمه الله

في " الوابل الصيب " ( ص 26 ) ما نصه : " و أما النار فإنها دار الخبث في

الأقوال و الأعمال و المآكل و المشارب و دار الخبيثين , فالله تعالى يجمع

الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشيء لتراكب بعضه على بعض , ثم يجعله في

جهنم مع أهله . فليس فيها إلا خبيث , و لما كان الناس على ثلاث طبقات : طيب لا

يشوبه خبث , و خبيث لا طيب فيه , و آخرون فيهم خبث و طيب - كانت دورهم ثلاثة :

دار الطيب المحض , و دار الخبث المحض , و هاتان الداران لا تفنيان . و دار لمن

معه خبث و طيب و هي الدار التي تفنى , و هي دار العصاة فإنه لا يبقى في جهنم من

عصاة الموحدين أحد , فإنهم إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا

الجنة , و لا يبقى إلا دار الطيب المحض , و دار الخبث المحض " . و لشيخ الإسلام

ابن تيمية رحمه الله تعالى قاعدة في الرد على من قال بفناء الجنة و النار , لم

نقف عليها , و إنما ذكرها الشيخ يوسف بن عبد الهادي في " فهرسته " ( ق / 26 / 1

) .

608 " ليؤمكم أحسنكم وجها , فإنه أحرى أن يكون أحسنكم خلقا , و قوا بأموالكم عن

أعراضكم , و ليصانع أحدكم بلسانه عن دينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 75 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن عدي ( 97 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 5 / 64 / 1 ) عن حسين

بن المبارك الطبراني : حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن #

عائشة # مرفوعا . و قال ابن عدي : " حسين هذا حدث بأسانيد و متون منكرة عن أهل

الشام " . و نقل الذهبي و تبعه المناوي عنه أعني ابن عدي أنه قال فيه : " متهم

" . و لم أجد هذا في نسختنا من " الكامل " ثم ساق له الذهبي حديثا قال عقبه : "

و هذا كذب " . و تقدم الكلام عليه برقم ( 191 ) . و الحديث أورده ابن الجوزي في

" الموضوعات " ( 1 / 100 ) من طريق الحضرمي : حدثنا حسان بن يوسف التميمي حدثنا

محمد بن مروان عن هشام بن عروة به و قال : " موضوع . الحضرمي مجهول , و محمد بن

مروان السدي كذاب , و تابعه حسين بن المبارك عن إسماعيل بن عياش عن هشام , و

البلاء من حسين , فإنه يحدث بمنكرات " . و الحديث رواه الديلمي من طريق الحسين

هذا , كما في " اللآلي " ( 2 / 22 ) . و رواه ابن عساكر ( 15 / 240 / 1 ) من

طريق محمد بن صبح بن يوسف : حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن أبي البحتري

عن هشام بن عروة به . أورده في ترجمة محمد بن صبح و لم يذكر فيه جرحا و لا

تعديلا , و من بينه و بين هشام لم أعرفهم , و سكت السيوطي عنه ! ثم ذكر له

شاهدا من حديث عمرو بن أخطب نحوه , و سأتكلم عليه عقب هذا إن شاء الله تعالى .

و اعلم أنه ليس في الشرع ما يدل على أن هناك ارتباطا بين حسن الوجه و حسن الخلق

, فقد يتلازمان و قد ينفكان , و قد روى أحمد في " مسنده " ( 3 / 492 ) أن أبا

لهب لعنه الله كان وضيء الوجه من أجمل الناس , بل قال ابن كثير : " و إنما سمي

أبا لهب لإشراق وجهه " و مع ذلك فقد كان من أسوء خلق الله خلقا . و أشدهم إيذاء

لرسول الله صلى الله عليه وسلم , و ازدراء به كما هو مشهور عنه , و قد صح عنه

صلى الله عليه وسلم قوله : " إن الله لا ينظر إلى صوركم , و لا إلى أجسامكم , و

لا إلى أموالكم , و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم " رواه مسلم و غيره .

609 " إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أقرؤهم لكتاب الله , فإن كانوا في القراءة سواء ,

فأكبرهم سنا , فإن كانوا في السن سواء فأحسنهم وجها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 76 ) :

$ منكر لا أصل له $ . أخرجه البيهقي ( 3 / 121 ) عن عبد العزيز بن معاوية بن

عبد العزيز أبي خالد القاضي من ولد عتاب بن أسيد : أنبأ أبو عاصم : أنبأ عزرة

بن ثابت عن علباء بن أحمر عن # أبي زيد الأنصاري # ( و هو عمرو بن أخطب )

مرفوعا . و أشار البيهقي لضعفه بقوله : " إن صح " . و علته عبد العزيز هذا ذكره

ابن حبان في " الثقات " و استنكر له هذا الحديث و قال : " هذا منكر لا أصل له ,

و لعله أدخل عليه , و ما عدا هذا من حديثه يشبه حديث الأثبات " . ذكره الحافظ

في " تهذيب التهذيب " و أقره . و قال المناوي : " و فيه عبد العزيز بن معاوية ,

غمزه الحاكم بهذا الحديث , و قال : هو خبر منكر . و رده في " المهذب " بأن

مسلما روى حديثا بهذا السند . انتهى . و به يعرف أن رمز المصنف لضعفه غير صواب

, و أن حكم ابن الجوزي بوضعه تهور " . قلت : و فيه عديد من الموآخذات : الأول :

أن مسلما لم يحتج بعبد العزيز هذا , و إنما روى له في المقدمة . الثاني : أن

السيوطي نفسه أقر في " اللآلي " ( 2 / 22 ) الحاكم على غمزه المذكور . الثالث :

أن ابن الجوزي لم يورد هذا الحديث مطلقا و إنما أورد الجملة الأخيرة منه من

طريق أخرى في حديث آخر و هو موضوع باعتراف الذهبي صاحب " المهذب " , و إقرار

المناوي نفسه له كما مضى في الحديث الذي قبله . رابعا : أن أبا أحمد الحاكم لم

يتفرد بإنكار الحديث بل تابعه عليه ابن حبان , و أقره الحافظ , و ضعفه البيهقي

كما ذكرته عنه آنفا . خامسا : أن هناك أحاديث صحيحة تبين الأحق بالإمامة مثل

حديث أبي مسعود البدري مرفوعا : " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله , فإن كانوا في

القراءة سواء فأعلمهم بالسنة , فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة , فإن

كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا " . رواه مسلم و غيره . و ليس فيه و لا في

غيره ذكر للأحسن وجها . فهذا من الأدلة على صحة حكم الأئمة المذكورين على هذا

الحديث بالإنكار . فأنى للحديث ما أراده له المناوي من القوة ! و الله أعلم . و

قد ذهبت بعض المذاهب إلى تقديم الأحسن وجها بعد الاستواء في الشروط الأخرى عملا

بهذا الحديث المنكر . بل بالغت بعضها فقالت : " فالأحسن زوجة لشدة عفته ,

فأكبرهم رأسا , فأصغرهم عضوا " ! <1> .

-----------------------------------------------------------

[1] مراقي الفلاح ( ص 55 ) من كتب الحنفية . و كأنهم لم يسعهم الوقوف عند

الأحاديث الصحيحة كحديث أبي مسعود المتقدم آنفا , بل و لا عند الأحاديث

الموضوعة و المنكرة , حتى اخترعوا من آرائهم شروطا أخرى , و ليتها كانت معقولة

و غير مستهجنة , و من الممكن العمل بها . و إلا فقل لي بربك كيف يمكن معرفة "

الأصغر عضوا " , مع كونه أكبرهم رأسا إلا بالكشف عن العورات ثم هم مع ذلك يسمون

مثل هذه الآراء فقها ! فاللهم توفيقك و هدايتك . اهـ .

610 " ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم

القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 77 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه ابن ماجه ( 1 / 486 ) عن قيس أبي عمارة مولى الأنصار قال :

سمعت عبد الله بن أبي بكر بن # محمد بن عمرو بن حزم # يحدث عن أبيه عن جده

مرفوعا . و هذا سند ضعيف من أجل قيس هذا . قال البخاري : " فيه نظر " . و ذكره

العقيلي في " الضعفاء " و أورد له حديثين و قال : " لا يتابع عليهما " , أحدهما

هذا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " فلا يلتفت إليه , بعد جرح إمام

الأئمة له , و لهذا قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : " فيه لين " . فمن

العجائب أن يسكت الحافظ على الحديث في " التلخيص " ( 5 / 252 ) , و تبعه على

ذلك السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 424 ) . و أعجب منه قول النووي في " الأذكار "

( 188 ) : " إسناده حسن " و أقره المناوي ! و لعل النووي تنبه فيما بعد لعلته

فلم يورده في " الرياض " . و الله أعلم .

611 " ما خاب من استخار , و لا ندم من استشار , و لا عال من اقتصد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 78 ) :

$ موضوع $ . رواه الطبراني في " الصغير " ( ص 204 ) عن عبد القدوس بن عبد

السلام بن عبد القدوس : حدثني أبي عن جدي عبد القدوس بن حبيب عن الحسن عن # أنس

# مرفوعا . و قال : " لم يروه عن الحسن إلا عبد القدوس تفرد به ولده عنه " .

قلت : عبد القدوس الجد : كذاب , و ابنه اتهمه بالوضع ابن حبان كما سيأتي في

الحديث ( 767 ) . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني في " الأوسط "

فقط و هو قصور , و كذلك عزاه له الحافظ في " اللسان " , و منه تبين أن السند

واحد . فلم يحسن السيوطي بإيراده في " الجامع " مع تفرد هذا الكذاب به ! .

612 " الأكل مع الخادم من التواضع , فمن أكل معه اشتاقت إليه الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 78 ) :

$ موضوع $ . الديلمي ( 1 / 2 / 268 ) عن أبي علي بن الأشعث : حدثنا شريح بن عبد

الكريم : حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي الحسيني أبو الفضل في كتاب

" العروس " : حدثنا محمد بن كثير القرشي : حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير

عن أبي سلمة عن # أم سلمة # مرفوعا . قلت : أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث

الموضوعة " ( ص 195 ) <1> في جملة أحاديث ذكرها من طريق الديلمي بإسناده عن أبي

الفضل هذا , و قال السيوطي : " ابن الأشعث كذبوه , و قال الديلمي : أسانيد "

كتاب العروس " واهية لا يعتمد عليها , و الأحاديث منكرة جدا " . قلت : و محمد

بن كثير القرشي قال أحمد : " حرقنا حديثه " , و قال البخاري : " منكر الحديث "

. و جعفر بن محمد الحسيني قال الجوزقاني في " كتاب الأباطيل " : " مجروح " . و

به أعله ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 267 ) و قال في ترجمته من المقدمة

( 1 / 45 ) : " أشار الديلمي إلى اتهامه " . يعني قول الديلمي المتقدم . و

الحديث قال المناوي : " سنده ضعيف " . و الظاهر أنه اقتصر على تضعيفه بناء منه

على قاعدة أن ما تفرد به الديلمي فهو ضعيف , و إلا فإنه لو رجع إلى سنده لحكم

عليه بالوضع كما صنع السيوطي على تساهله , و مع ذلك فقد تناقض السيوطي , فأورده

في " الجامع الصغير " أيضا !

-----------------------------------------------------------

قلت : و وقع فيه سقط في إسناد الحديث استدركته من " مختصر الديلمي " للحافظ ابن

حجر . اهـ .

613 " ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين , فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي

بجار السوء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 79 ) :

$ موضوع $ . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 354 ) و أبو عبد الله الفلاكي

في " الفوائد " ( ق 91 / 1 ) عن سليمان بن عيسى : حدثنا مالك عن عمه أبي سهيل

بن مالك عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب لم نكتبه إلا من

هذا الوجه " . قلت : و هو موضوع , آفته سليمان هذا و هو السجزي , و هو كذاب كما

قال أبو حاتم و غيره , و قال ابن عدي : " يضع الحديث " . و من طريقه أورده ابن

الجوزي في " الموضوعات " و قال ( 3 / 237 ) : " لا يصح , سليمان كذاب , و رواه

داود بن الحصين عن إبراهيم بن الأشعث عن مروان بن معاوية الفزاري عن سهيل بن

أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به . قال ابن حبان : داود يحدث عن الثقات

بما لا يشبه حديث الأثبات , يجب مجانبة روايته , و البلية في هذا منه : قال : و

هذا خبر باطل لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم , [ و من روى مثل

هذا الخبر عن إبراهيم بن الأشعث عن مروان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا

. وجب مجانبة روايته , لأن إبراهيم بن الأشعث يقال له : إمام <1> من أهل بخارى

ثقة مأمون , و البلية في هذا الحديث من داود هذا ] " <2> . قلت : لكن تعقبه

الدارقطني في تعليقه عليه فقال : " إبراهيم بن الأشعث ضعيف يحدث عن الثقات بما

لا أصل له . و زعموا أنه كان من العباد . و مروان الفزاري لم يسمع من سهيل بن

أبي صالح و لا روى عنه مما انتهى إلينا " . قلت : و يؤيد تضعيف الدارقطني

لإبراهيم أن ابن حبان نفسه لما أورد إبراهيم في " الثقات " قال : " يغرب و

ينفرد فيخطئ و يخالف " . فهذا منه نقض لوصفه إياه بأنه ثقة مأمون , لأنها لا

تلقي مع وصفه إياه بأنه يخطئ و يخالف , بل هذا إلى التضعيف أقرب منه إلى

التوثيق فتأمل , لاسيما و قد اتهمه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 88 ) عن أبيه بحديث

موضوع و قال : " كنا نظن بإبراهيم الخير فقد جاء بمثل هذا ! " . و اعلم أن داود

بن الحصين هذا ليس هو الأموي مولاهم فإن ذاك مدني , و هذا من ( المنصورة ) كما

في " ضعفاء ابن حبان " و ( المنصورة ) عدة مواضع , و لعلها هنا مدينة خوارزم

القديمة فراجع " معجم البلدان " . ثم إن هذا متأخر عن ذاك , فالأموي من أتباع

التابعين . و تعقبه السيوطي بما لا يجدي كغالب عادته ! فقال في " اللآلي " ( 2

/ 439 ) : " قلت : له شواهد ... " . ثم ذكرها من حديث علي و ابن عباس , عند

الماليني في " المؤتلف و المختلف " , و من حديث أم سلمة عند الديلمي . قلت : و

هي شواهد لا تسمن و لا تغني من جوع ! و لم يسق السيوطي أسانيدها لننظر فيها إلا

الأخير منها , و فيه عبد القدوس بن حبيب الكلاعي و هو متهم بالكذب لا يخفى حاله

على مثل السيوطي , قال ابن المبارك و غيره : " كذاب " . و قال ابن حبان : " كان

يضع الحديث " كما يأتي تحت الحديث ( 767 ) . و أما إسناد حديث علي فقد وقفت

عليه , أخرجه أبو موسى المديني في " جزء من أدركه الخلال من أصحاب ابن منده " (

ق 151 / 2 ) من طريق سليمان بن عيسى بن نجيح : حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد

بن عقيل عن ابن الحنفية عن علي بن أبي طالب مرفوعا نحوه : و قال : " غريب من

حديث الثوري " . قلت : بل هو عندي باطل لم يحدث به الثوري , بل ألصقه به سليمان

هذا و هو السجزي الكذاب الذي في الطريق الأولى ليضل به الناس كما فعل في

الإسناد الأول , قاتل الله الكذابين و قبحهم . و رواه الطبراني في " جزء من

حديثه " ( ق 31 / 2 ) من طريق المقدام بن داود المصري عن عبد الله بن محمد بن

المغيرة عن سفيان به . و هذه متابعة لا يفرح بها ! فإن ابن المغيرة هذا قال

النسائي : " روى عن الثوري و مالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أن يحدثا

بها " . و قال العقيلي : " يحدث بما لا أصل له " . و ساق الذهبي في ترجمته عدة

أحاديث , ثم قال : " و هذه موضوعات " ! و المقدام بن داود ليس بثقة كما قال

النسائي . فبطلت هذه المتابعة أيضا . و ذكر له ابن عراق شاهدا آخر من حديث ابن

مسعود و قال ( 2 / 373 ) : " أخرجه ابن عساكر في تاريخه " . و سكت عليه . و هو

عند ابن عساكر ( 16 / 302 / 2 ) من طريق المظفر بن الحسن بن المهند : أخبرنا

أحمد بن عمر بن جوصا : أخبرنا أبو عامر موسى بن عامر : أخبرنا الوليد بن مسلم :

أخبرنا شيبان أبو معاوية عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا به . و

هذا إسناد واه , و آفته ابن المهند هذا , ففي ترجمته أورده ابن عساكر و لم يذكر

فيه جرحا و لا تعديلا , و لا ذكر له شيئا من أحواله إلا أنه مات سنة ( 381 ) بـ

( أشنه ) <2> . و أحمد بن عمر بن جوصا , قال الذهبي : " صدوق له غرائب " . و

قال الدارقطني : " لم يكن بالقوي " . و قال مسلمة بن قاسم : " كان عالما

بالحديث مشهورا بالرواية , عارفا بالتصنيف , و كانت الرحلة إليه في زمانه , و

كان له وراق يتولى القراءة عليه و إخراج كتبه , فساء ما بينهما , فاتخذ وراقا

غيره , فأدخل الوراق الأول أحاديث في روايته و ليست من حديثه , فحدث بها ابن

جوصا , فتكلم الناس فيه , ثم وقف عليها فرجع عنها " . قلت : فلعل هذا الحديث

مما دسه عليه ذلك الوراق ليشينه به , هذا إن كان ابن المهند سمعه منه , و حفظه

عنه . ثم إن الوليد بن مسلم و إن كان ثقة فقد كان يدلس تدليس التسوية , و قد

عنعن في إسناده فلا تقوم الحجة به , إن سلم ممن دونه ! و بالجملة , فهذه

الطريق خير طرق هذا الحديث , و مع ذلك فلا يثبت الحديث بها لما علمت من العلل

التي فيها . و اعلم أن الحافظ السخاوي بعد أن أورد الحديث في " المقاصد " ( ص

31 ) من الطريق الأولى [ و أولها ] بقوله : " و سليمان متروك , بل اتهم بالكذب

و الوضع " . استدرك فقال : " و لكن لم يزل عمل السلف و الخلف على هذا " .

فينبغي أن يعلم أنه لا يلزم من ذلك أن الحديث صحيح , لأنه تضمن شيئا زائدا على

ما جرى عليه العمل , ألا و هو تعليل الدفن وسط القوم الصالحين , و هذا لا

يستلزم ثبوت التعليل المذكور فيه , لاحتمال أن يكون شيئا آخر , و على كل حال

فعلة الحكم أمر غيبي لا يجوز إثباتها بالظن و الرجم بالغيب . أو مجرد جريان

العمل على مقتضاها . و الله أعلم .

-----------------------------------------------------------

[1] كذا الأصل , و في " الجرح و التعديل " : " و يعرف بـ ( لام ) " . و لعله

الصواب .

[2] زيادة من " كتاب المجروحين " لابن حبان ( 1 / 286 ) .

[3] بالضم ثم السكون و ضم النون و هاء محضة : بلدة في طرف أذريبجان كما في "

معجم البلدان " . اهـ .

614 " إن لله تعالى في كل يوم جمعة ستمائة ألف عتيق من النار , كلهم قد استوجبوا

النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 82 ) :

$ منكر $ . أخرجه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 169 ) و تمام في " الفوائد "

( 236 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 26 / 2 ) و الواحدي في " التفسير " ( 4

/ 145 / 1 ) من طريق يحيى بن سليم الطائفي : حدثنا الأزور بن غالب عن سليمان

التيمي عن ثابت البناني عن # أنس بن مالك # مرفوعا . و أورده ابن عدي و كذا ابن

حبان في ترجمة الأزور هذا , و قال : " كان قليل الحديث إلا أنه روى على قلته عن

الثقات ما لم يتابع عليه من المناكير , فكأنه كان يخطيء و هو لا يعلم حتى صار

ممن لا يحتج به إذا انفرد " . ثم ساق الحديث و قال : " هذا متن باطل لا أصل له

" . و أما ابن عدي فقال : " أحاديثه معدودة يسيرة غير محفوظة , و أرجو أنه لا

بأس به " . كذا قال ! و في " الميزان " : " منكر الحديث , أتى بما لا يحتمل ,

فكذب " .

615 " التائب من الذنب كمن لا ذنب له , و إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 82 ) :

$ ضعيف $ . رواه القشيري في " الرسالة " ( ص 59 طبع بولاق ) و من طريقه ابن

النجار ( 10 / 161 / 2 ) : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن فورك قال : أخبرنا

أحمد بن محمود بن { خرزاذ } قال : حدثنا محمد بن فضيل بن جابر قال : حدثنا سعيد

بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن زكريا قال : حدثني أبي قال : سمعت # أنس بن

مالك # يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مظلم , من دون أنس لم أجد لأحد

منهم ذكرا في شيء من كتب التراجم , اللهم إلا ابن { خرزاذ } هذا فهو من شيوخ

الدارقطني , و قد ساق له حديثا بسند له إلى مالك عن الزهري عن أنس . ثم قال

الدارقطني : " هذا باطل بهذا الإسناد , و من دون مالك ضعفاء " . و قال في موضع

آخر : " مجهول " كما في " اللسان " . فالظاهر أنه هو آفة هذا الحديث . والله

أعلم .

و الحديث أورده في " الجامع الصغير " من رواية القشيري و ابن النجار , و لم

يتكلم عليه المناوي بشيء ! و النصف الأول من الحديث له شواهد من حديث عبد الله

بن مسعود و أبي سعيد الأنصاري . أما حديث ابن مسعود , فأخرجه ابن ماجه ( 4250 )

و أبو عروبة الحراني في " حديثه " ( ق 100 / 2 ) و الطبراني في " المعجم الكبير

" ( 3 / 71 / 1 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 210 ) و القضاعي في "

مسند الشهاب " ( 1 / 2 / 1 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 358 ) من طريق عبد

الكريم الجزري عن أبي عبيدة عنه . و رجال إسناده ثقات , لكنه منقطع بين أبي

عبيدة - و هو ابن عبد الله بن مسعود - و أبيه . و أما حديث أبي سعيد الأنصاري ,

فأخرجه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 245 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 10

/ 398 ) من طريق يحيى بن أبي خالد عن ابن أبي سعيد الأنصاري عن أبيه مرفوعا به

. و زاد في أوله : " الندم توبة " . و هذه الزيادة لها طريق أخرى صحيحة عن ابن

مسعود , و هي مخرجة في " الروض النضير " رقم ( 642 ) . و انظر رقم ( 1150 )

فإنه فيه من حديث أبي هريرة . و أما هذا الإسناد فهو ضعيف كما قال السخاوي في "

المقاصد " ( 313 ) , و علته يحيى بن أبي خالد , قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 140

) : " مجهول " . و كذا قال الذهبي . و نقل الحافظ في " اللسان " عن أبي حاتم

أنه قال : " و هذا حديث ضعيف , رواه مجهول عن مجهول " . يعني يحيى هذا , و ابن

أبي سعيد . ( تنبيه ) : هكذا وقع في " الحلية " ( أبي سعيد ) , و كذا وقع في "

المقاصد " و " الجامع الصغير " و غيرهما . و وقع في " المعرفة " ( أبي سعد ) و

في ترجمته أورد ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 378 ) هذا الحديث , فيبدو أنه الصواب .

و جملة القول : أن الحديث المذكور أعلاه ضعيف بهذا التمام . و طرفه الأول منه

حسن بمجموع طرقه , و قد قال السخاوي : " حسنه شيخنا - يعني ابن حجر - لشواهده "

. و الله أعلم . و له شاهد آخر من حديث ابن عباس بزيادة أخرى , و هو : " التائب

من الذنب كمن لا ذنب له , و المستغفر من الذنب و هو مقيم عليه كالمستهزئ بربه ,

و من آذى مسلما كان عليه من الإثم مثل منابت النخل " .

616 " التائب من الذنب كمن لا ذنب له , و المستغفر من الذنب و هو مقيم عليه

كالمستهزئ بربه , و من آذى مسلما كان عليه من الأثم مثل منابت النخل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 83 ) :

$ ضعيف $ . رواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 373 / 1 ) و ابن عساكر في المجلس

الثاني و الثلاثين في التوبة من " الأمالي " ( ورقة 4 / 1 ) من طريق الخطيب

بسنده عن سلم بن سالم : حدثنا سعيد الحمصي عن عاصم الجذامي عن عطاء عن # ابن

عباس # مرفوعا . ثم رواه في " التاريخ " ( 15 / 295 / 2 ) من طريق أخرى عن سلم

: حدثنا سعيد بن عبد العزيز به . قلت : و هذا إسناد ضعيف , سلم بن سالم و هو

البلخي الزاهد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : قال أحمد و النسائي : ضعيف

" . و سعيد الحمصي لم أعرفه , و يحتمل أن يكون سعيد بن سنان أبا مهدي الحمصي و

هو ضعيف جدا .

617 " استرشدوا العاقل ترشدوا , و لا تعصوه تندموا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 84 ) :

$ موضوع $ . رواه الخطيب عن سليمان بن عيسى بسنده المتقدم آنفا برقم ( 613 ) عن

# أبي هريرة # مرفوعا . و سليمان كذاب كما سبق , و قد ساق الذهبي في ترجمته هذا

الحديث و قال : " و هذا غير صحيح " . يعني أنه موضوع . قلت : و لم يتفرد به ,

فقد أخرجه أبو الحسن النعالي في " جزء من حديثه " ( 127 / 1 ) و القضاعي في "

مسند الشهاب " ( 61 / 1 ) عن علي بن زياد المتوثي : حدثنا عبد العزيز بن أبي

رجاء : حدثنا مالك بن أنس به . لكنه قال : عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي

هريرة : و عبد العزيز هذا قال الذهبي : " قال الدارقطني : متروك , له مصنف

موضوع كله " . ثم ساق له حديثين في العقل من طريق المتوثي هذا عنه به هذا

أحدهما , و قال في الآخر : " هذا باطل على مالك " . و الأول أورده الدارقطني في

" غرائب مالك " من هذه الطريق و قال : " هذا حديث منكر " . ذكره الحافظ في "

اللسان " . و قد وجدت له طريقا أخرى عن أبي هريرة . رواه أبو جعفر الطوسي

الشيعي في " الأمالي " ( ص 94 ) من طريق داود بن المحبر : حدثنا عباد بن كثير

عن سهيل بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به . و داود هذا و عباد بن

كثير كذابان . و هذا الحديث يكثر من إيراده بعض المشايخ حتى حفظه عنه مريدوه ,

و لذلك أوردته محذرا منه لعلهم ينتهون عن نسبته إليه صلى الله عليه وسلم خشية

أن ينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم : " من حدث عني بحديث و هو يرى أنه كذب

فهو أحد الكذابين " .

618 " مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش في الحجر , و مثل الذي يتعلم العلم في

كبره كالذي يكتب على الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 85 ) :

$ موضوع $ . أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني في " الكبير " عن #

أبي الدرداء # . و قال الشارح المناوي : " قال المصنف في " الدرر " : سنده ضعيف

, و قال الهيثمي : فيه مروان بن سالم الشامي , ضعفه الشيخان و أبو حاتم . قلت :

البخاري ضعفه جدا فقد قال فيه : " منكر الحديث " . و كذلك قال مسلم و أبو حاتم

, و قد سبق أن ذكرنا أن من قال البخاري فيه : " منكر الحديث " فلا تحل الرواية

عنه , و لذلك فإن الاقتصار على تضعيف الرجل قصور , و كذا الاقتصار على تضعيف

حديثه , فإنه يفتح الباب لمن لا علم عنده أن يستشهد به , مع أنه من المتفق عليه

أن الحديث إذا اشتد ضعفه لا يجوز أن يستشهد به . و أنا أرى أن هذا الحديث موضوع

, لأن ابن سالم هذا متهم كما يشير إلى ذلك قول البخاري فيه : " منكر الحديث " .

و يؤيده قول أبي عروبة الحراني : " كان يضع الحديث " . و قول الساجي : " كذاب

يضع الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 317 ) : " يروي المناكير عن المشاهير , و

يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات " . و الحديث روي من حديث أبي هريرة

بلفظ آخر , و هو : " من تعلم العلم و هو شاب كان بمنزلة وسم في حجر , و من

تعلمه بعد كبر فهو بمنزلة كتاب على ظهر الماء " .

619 " من تعلم العلم و هو شاب كان بمنزلة وسم في حجر , و من تعلمه بعد كبر فهو

بمنزلة كتاب على ظهر الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 85 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 218 ) من طريق هناد بن

إبراهيم النسفي بسنده عن بقية بن الوليد عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن #

أبي هريرة # و قال : " لا يصح , هناد بن إبراهيم النسفي لا يوثق به , و بقية بن

الوليد مدلس " . و أقره على هذا السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 196 ) , لكن

تعقبه بقوله : " قلت : له شاهد من مرسل إسماعيل بن رافع . أخرجه البيهقي في "

المدخل " بهذا اللفظ . و من طريق أبي الدرداء " . ثم ساق إسناد أبي الدرداء و

لفظه , و هو موضوع كما بينته قبل هذا , و أما المرسل فلم يذكر إسناده إلى

إسماعيل , على أن كونه من مرسله كاف في إنزال حديثه من رتبة الاستشهاد به ,

لأنه ضعيف جدا , تركه جماعة , و قال ابن حبان ( 1 / 112 ) : " كان رجل صالحا ,

إلا أنه كان يقلب الأخبار حتى صار الغالب على حديثه المناكير التي يسبق إلى

القلب أنه كان المعتمد لها " . على أن حق العبارة أن يقال : " من معضل إسماعيل

بن رافع " لأن إسماعيل هذا ليس تابعيا , بل هو يروي عن بعض التابعين , و عليه

فقد سقط من السند اثنان فأكثر , فالحديث معضل .

620 " من أصبح يوم الجمعة صائما , و عاد مريضا , و أطعم مسكينا , و شيع جنازة , لم

يتبعه ذنب أربعين سنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 86 ) :

$ موضوع $ . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 122 / 2 ) و من طريقه أورده ابن

الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 107 ) عن عمرو بن حمزة البصري : حدثنا خليل بن

مرة عن إسماعيل بن إبراهيم عن عطاء بن أبي رباح عن # جابر # مرفوعا . و قال ابن

الجوزي : " موضوع , عمرو , و الخليل و إسماعيل كلهم ضعفاء مجروحون " . و تعقبه

السيوطي بقوله ( 2 / 28 ) : " قلت : هذا لا يقتضي الوضع , و قد وثق أبو زرعة

الخليل فقال : شيخ صالح ... " . قلت : لكن قد أشار البخاري إلى اتهامه بقوله :

" منكر الحديث " . و قال في موضع آخر : " فيه نظر " . و لا يقول هذا إلا فيمن

لا تحل الرواية عنه كما تقدم ذكره مرار , و إذا ثبت هذا عن إمام الأئمة فهو جرح

واضح . و هو مقدم على التعديل , لاسيما إذا كان المعدل دون البخاري في العلم

بالرجال . ثم إن المحققين من العلماء قديما و حديثا لا يكتفون حين الطعن في

الحديث الضعيف سنده على جرحه من جهة إسناده فقط , بل كثيرا ما ينظرون إلى متنه

أيضا فإذا وجدوه غير متلائم مع نصوص الشريعة أو قواعدها لم يترددوا في الحكم

عليه بالوضع , و إن كان السند وحده لا يقتضي ذلك كهذا الحديث , فإن فيه أن فعل

هذه الأمور المستحبة في يوم الجمعة سبب في أن لا يسجل عليه ذنب أربعين سنة ! و

هذا شيء غريب لا مثيل له في الأحاديث الصحيحة فيما أذكر الآن . و لهذا أقول :

إن الشواهد التي أوردها السيوطي ههنا لا تشهد للحديث إلا في الجملة . أما بخصوص

هذه الجملة الأخيرة : " و لم يتبعه ذنب أربعين سنة " فلا , لأنها لم ترد في شيء

منها مطلقا , و كلها أطبقت على أن الجزاء : " وجبت له الجنة " , و لا يخفى أن

هذا شيء و الجملة المتقدمة شيء آخر , إذ لا يلزم من استحقاق الجنة أن لا يتبعه

ذنب أربعين سنة فقد يسجل عليه ذنب بل ذنوب ثم يحاسب عليها فقد يستحق بها النار

فيدخلها , ثم يخرج منها فيدخل الجنة جزاء هذه الأعمال الفاضلة , أو بإيمانه .

فظهر الفرق بين الشاهد و المشهود , و هذا مما يؤكد ما ذهب إليه ابن الجوزي من

أن الحديث موضوع . فتأمل فأنه شيء خطر في البال , فإن كان صوابا فمن الله , و

إن كان خطأ فمن نفسي . ( تنبيه ) : لقد اختلط على المناوي إسناد هذا الحديث

بإسناد أحد الشواهد التي سبقت الإشارة إليها , و هو و إن كان ضعيفا أيضا و لكنه

خير من هذا ضعفا , و بناء عليه رد على ابن الجوزي حكمه على الحديث بالوضع فقال

: " إذ قصاراه أن فيه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي أورده الذهبي في "

الضعفاء " , و فيه ابن لهيعة أيضا " . فأنت ترى أن هذين ليسا في إسناد هذا

الحديث الموضوع فاقتضى التنبيه . و لفظ حديث الأويسي : " من أصبح يوم الجمعة

صائما , و عاد مريضا , و شهد جنازة , و تصدق بصدقة فقد أوجب الجنة " . أخرجه

البيهقي و قال : " الإسناد الأول يؤكد هذا و كلاهما ضعيف " . قلت : و شيخ

الأويسي ابن لهيعة ضعيف أيضا . لكن حديثه صحيح بدون ذكر الجمعة , فانظر "

الصحيحة " ( 88 ) .

621 " من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا و سبعين مغفرة , واحدة فيها صلاح أمره كله

, و ثنتان و سبعون له درجات يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 87 ) :

$ موضوع $ . أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 320 ) و ابن أبي الدنيا في

" قضاء الحوائج " ( ص 38 و 95 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 143 / 2 ) و

الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 15 ) و ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 304

) و أبو علي الصواف في " حديثه " ( 85 / 2 ) و الخطيب ( 6 / 41 ) و ابن عساكر (

6 / 235 / 2 ) من طريق زياد بن أبي حسان عن # أنس # مرفوعا . و أورده ابن

الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 171 ) من رواية العقيلي ثم قال : " موضوع . آفته

زياد " . و قال العقيلي : " لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به " . و قال ابن حبان

: " كان شعبة شديد الحمل عليه , و كان ممن يروي أحاديث مناكير , و أوهاما كثيرة

" . و قال الحاكم و النقاش : " روى عن أنس أحاديث موضوعة , و كان شعبة شديد

الحمل عليه و كذبه " . و قال البيهقي : إنه تفرد به . و قد تعقب السيوطي ابن

الجوزي على عادته ! فذكر ( 2 / 86 ) بأن للحديثين طريقين آخرين و شاهدا , و ذلك

مما لا طائل تحته , فإن أحد الطريقين رواه ابن عساكر ( 15 / 193 / 2 ) و فيه

إسماعيل بن عياش و هو ضعيف في روايته عن الحجازيين , و هذه منها و في الطريق

إليه أبو محمد عبد الله بن عبد الغفار بن ذكوان تكلم فيه الكتاني , و فيه جماعة

لم أعرفهم , و في هذه الطريق زيادة تؤكد وضع الحديث و لفظها " و من قال : أشهد

أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , أحد صمد , لم يلد و لم يولد , و لم يكن

له كفوا أحد , كتب الله له بها أربعين ألف ألف حسنة " . و الطريق الآخر رواه

الخطيب ( 11 / 175 ) , و فيه دينار مولى أنس , و هو كذاب , قال ابن حبان ( 1 /

290 ) : " كان يروي عن أنس أشياء موضوعة " . و لذلك لم يحسن السيوطي بإيراده

الحديث في " الجامع الصغير " , و قد أورده ابن طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص

80 ) . و أما الشاهد فسيأتي برقم ( 751 ) .

622 " ما جبل ولي الله إلا على السخاء و حسن الخلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 88 ) :

$ موضوع $ . رواه أبو القاسم القشيري في " الأربعين " ( ق 157 / 2 ) و القاضي

أبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " ( ق 89 / 1 ) و ابن عساكر ( ج 15 / 407 /

1 ) من طريق يوسف بن السفر أبي الفيض : حدثنا الأوزاعي : حدثني الزهري عن عروة

عن # عائشة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مركب موضوع , و آفته ابن السفر هذا

فإنه كذاب كما سبق مرارا . و قد أورد الحديث من طريقه ابن الجوزي في "

الموضوعات " ( 2 / 179 ) و قال : " قال الدارقطني : يوسف يكذب , و الحديث لا

يثبت " . و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 91 ) ثم ابن عراق في " تنزيه

الشريعة " ( ق 262 / 2 ) . قلت : و لا يغتر برواية بقية لهذا الحديث عن

الأوزاعي به . أخرجه أبو حامد الشجاعي في " الأمالي " ( ق 3 - 4 ) و كذا رواه

ابن عساكر أيضا إلا أنه أسقط من إسناده عائشة فأرسله , لا يغتر بذلك فإنها من

تدليسات بقية المشهورة حيث أسقط من بينه و بين الأوزاعي ابن السفر هذا الكذاب .

و يؤيده أن ابن عساكر رواه في رواية أخرى له عن بقية عن يوسف بن السفر عن

الأوزاعي به مرسلا . فهذه الرواية تدل على أن بقية تلقاه عن الكذاب المذكور .

و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 3 / 248 ) من رواية أبي الشيخ عنها .

و أشار إلى تضعيفه .

623 " من أفطر يوما في شهر رمضان في الحضر فليهد بدنة , فإن لم يجد فليطعم ثلاثين

صاعا من تمر المساكين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 88 ) :

$ موضوع $ . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الدارقطني عن خالد بن

عمرو الحمصي : حدثنا أبي : أنبأنا الحارث بن عبيدة الكلاعي : حدثنا مقاتل بن

سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن # جابر # مرفوعا . و قال ( 2 / 196 ) : " مقاتل

كذاب . و الحارث ضعيف " . و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 106 ) , و مع ذلك

فقد أورده في " الجامع الصغير " ! و تعقبه المناوي بقوله : " و قال مخرجه

الدارقطني : الحارث و مقاتل ضعيفان جدا . اهـ . فقد برىء مخرجه من عهدته ببيان

حاله , فتصرف المصنف بحذف ذلك من كلامه غير جيد , و في " الميزان " : هذا حديث

باطل , يكفي في رده تلف خالد , و شيخه ضعيف , و مقاتل غير ثقة , و خالد كذبه

الفريابي , و وهاه ابن عدي " . ثم ذكر كلام ابن الجوزي السابق ثم قال : " و

تبعه المؤلف في مختصره ساكتا عليه " .

624 " من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 89 ) :

$ موضوع $ . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الحاكم عن جويبر عن

الضحاك عن # ابن عباس # مرفوعا . و قال ( 2 / 204 ) : " قال الحاكم : أنا ابرأ

إلى الله من عهدة جويبر " . و أما السيوطي فكأنه أقره في " اللآلي " فإنه قال

عقبه ( 2 / 111 ) : " قلت : أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " عن الحاكم و قال

: إسناده ضعيف بمرة , و جويبر ضعيف , و الضحاك لم يلق ابن عباس " . ثم ساق له

شاهدا من حديث أبي هريرة رواه ابن النجار , و فيه إسماعيل بن معمر قال السيوطي

: " قال في " الميزان " : ليس بثقة " . فالعجب منه كيف سها عن هذا فأورده في "

الجامع الصغير " ! و قد تعقبه المناوي بما نقله . عن السخاوي أنه قال عقب قول

الحاكم السابق : " بل هو موضوع " . و نقل نحوه عن ابن رجب , و نقل الشيخ

القاريء في " موضوعاته " ( ص 122 ) عن ابن القيم أنه قال : " و أما أحاديث

الاكتحال و الادهان و التطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين , و قابلهم آخرون

فاتخذوه يوم تألم و حزن , و الطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة , و أهل السنة

يفعلون ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم , و يجتنبون ما أمر به

الشيطان من البدع " .

625 " الإيمان نصفان , نصف في الصبر , و نصف في الشكر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 89 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه الخرائطي في " كتاب فضيلة الشكر " ( 129 / 1 من مجموع 98 )

و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 2 / 361 ) عن يزيد الرقاشي عن # أنس بن

مالك # مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا , يزيد هو ابن أبان و هو متروك كما

قال النسائي و غيره . و الحديث ذكره في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في

" الشعب " عن أنس , و قال المناوي : " و فيه يزيد الرقاشي , قال الذهبي و غيره

: متروك " .

626 " من رابط فواق ناقة حرمه الله على النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) :

$ منكر $ . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 6 ) و الخطيب ( 7 / 203 ) عن محمد

بن حميد : حدثنا أنس بن عبد الحميد - أخو جرير بن عبد الحميد - عن هشام بن عروة

عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا و قال العقيلي : " هذا حديث منكر " . ذكره في

ترجمة أنس هذا , ثم قال : " و قد رأيت له غير حديث من هذا النحو , فإن كان ابن

حميد ضبط عنه , فليس هو ممن يحتج به " . ثم رواه العقيلي ( ص 165 ) من طريق

سليمان بن مرقاع الجندعي عن مجاهد عن عائشة مرفوعا . و قال : " سليمان منكر

الحديث , و لا يتابع في حديثه " .

627 " من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله من الأجر مثل ما أعطى أيوب على بلائه ,

و من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسية امرأة فرعون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) :

$ لا أصل له بهذا التمام $ . أورده هكذا الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 39 ) و

قال مخرجه العراقي : " لم أقف له على أصل " . و أقره الزبيدي في " شرح الإحياء

" ( 5 / 352 ) و ذكر نحوه السبكي في " الطبقات " ( 4 / 154 ) . و أقول : قد

وجدت للشطر الأول منه أصلا و لكنه موضوع , رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده

" فقال : حدثنا داود بن المحبر : حدثنا ميسرة بن عبد ربه عن أبي عائشة السعدي

عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة و ابن

عباس قالا : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة قبل وفاته ..... قلت :

فذكر حديثا طويلا جدا في نحو اثنتين عشرة صفحة , و الصفحة أكبر من هذه , و هو

مركب من أحاديث متفرقة , و فيه هذا الشطر , أورده السيوطي بتمامه في " اللآلي "

( 2 / 361 - 373 ) ثم قال : " قال الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " : هذا

الحديث بطوله موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم , و المتهم به ميسرة بن

عبد ربه لا بورك فيه " .

628 " تنقه , و توقه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 222 ) و الطبراني في " المعجم

الكبير " و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 267 ) و تمام في " الفوائد " ( 3

/ 40 ) و أبو محمد الخلدي في " جزء من فوائده " ( 44 / 1 ) و أبو العباس بن

المنير في المجلس الخامس من " الأمالي " ( 28 / 1 ) و الرامهرمزي في " المحدث

الفاصل " ( ص 49 ) و في " الأمثال " ( 123 / 2 ) و أبو الحسن الزعفراني في "

فوائد أبي شعيب " ( ق 82 / 2 ) و الخطابي في " غريب الحديث " ( 153 / 1 ) من

طريق عبد الله بن مسعر بن كدام عن مسعر عن وبرة عن # عبد الله بن عمر # مرفوعا

و قال العقيلي : " لا يتابع عليه , و لا يعرف إلا به " . يعني عبد الله هذا .

قلت : قال الذهبي : " تالف , قال أبو حاتم : متروك الحديث " . قلت : و هو راوي

حديث انقطاع عذاب جهنم المتقدم برقم ( 607 ) . و ذكر له السيوطي شاهدا من رواية

الباوردي في " المعرفة " عن سنان مرفوعا بلفظ : " تنق و توق " . و أعله المناوي

بالإرسال فقال : " سنان هو ابن سلمة بن المحبق البصري الهذلي , ولد يوم حنين ,

و له رؤية , و قد أرسل أحاديث " . و لم يتعرض للكلام على إسناده إليه , و ما

أراه يصح . و الله أعلم .

629 " من بات على طهارة ثم مات من ليلته مات شهيدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 91 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 729 ) عن سليمان

بن سلمة الخبائري ( الأصل : الجنائزي و هو تصحيف ) : حدثنا يونس بن عطاء بن

عثمان بن سعيد بن زياد بن الحارث الصدائي : حدثنا سلمة الليثي و شريك بن أبي

نمر قالا : حدثنا # أنس بن مالك # مرفوعا . قلت : و هذا سند موضوع , سليمان هذا

قال ابن الجنيد : " كان يكذب " . و يونس بن عطاء قال ابن حبان : " يروي العجائب

, لا يجوز الاحتجاج بخبره " . و قال الحاكم و أبو سعيد النقاش و أبو نعيم : "

روى عن حميد الطويل الموضوعات " . قلت : و مع هذا فقد أورد الحديث السيوطي في "

الجامع الصغير " عن ابن السني ! و لم يتعقبه المناوي بشيء ! فلا أدري ما فائدة

تسويد الصحيفة بإيراده أحاديث هؤلاء الكذابين ?! .

630 " قال الله تعالى : الإخلاص سر من سري , استودعته قلب من أحببت من عبادي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 92 ) :

$ ضعيف $ . ذكره الغزالي في " الإحياء " ( 4 / 322 ) عن # الحسن # قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قال الحافظ العراقي في " تخريجه " : " رويناه

في جزء من " مسلسلات القزويني " مسلسلا يقول كل واحد من رواته : سألت فلانا عن

الإخلاص ? فقال : ..... , و هو من رواية أحمد بن عطاء الهجيمي عن عبد الواحد بن

زيد عن الحسن عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله تعالى .

و أحمد بن عطاء و عبد الواحد بن زيد كلاهما متروك , و رواه أبو القاسم القشيري

في " الرسالة " من حديث علي بن أبي طالب بسند ضعيف " . ( تنبيه ) : جاء هذا

الحديث في كتاب " من هدي الإسلام " المقرر تدريسه للصف الثامن ( ص 74 طبع سنة

1375 - 1955 ) معزوا للحاكم . و لم أجد من عزاه إليه فهو وهم على الغالب . و

الله أعلم .

631 " ثلاثة ليس عليهم حساب فيما طعموا إذا كان حلالا , الصائم , و المتسحر , و

المرابط في سبيل الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 92 ) :

$ موضوع $ . الطبراني ( 3 / 143 / 2 ) عن عبد الله بن عصمة عن أبي الصباح عن

أبي هاشم عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع , نقل

المناوي عن الهيثمي أنه قال : " عبد الله بن عصمة و أبو الصباح مجهولان " . و

أقره المناوي ! و أقول : كلا فإن أبا الصباح ليس مجهولا بل هو معروف و لكن

بالوضع ! أورده الحافظ في الكنى من " اللسان " و سماه عبد الغفور , ثم أحال

عليه في " الأسماء " , و ذكر هناك : " قال يحيى بن معين : ليس حديثه بشيء , و

قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث " <1> . و قال البخاري : تركوه , و قال ابن

عدي : ضعيف منكر الحديث " . ثم ساق له أحاديث , على بعضها آثار الوضع لائحة !

فهو المتهم بهذا الحديث . و لعل من آثار هذا الحديث السيئة ما عليه حال

المسلمين اليوم , فإنهم إذا جلسوا في رمضان للإفطار لا يعرف أحدهم أن يقوم عن

الطعام إلا قبيل العشاء لكثرة ما يلتهم من أنواع الأطعمة و الأشربة و الفواكه و

الحلوى ! كيف لا و الحديث يقول : إنه من الثلاثة الذين لا حساب عليهم فيما

طعموا ! فجمعوا بسبب ذلك بين الإسراف المنهي عنه في الكتاب و السنة , و بين

تأخير صلاة المغرب المنهي عنه في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تزال أمتي

بخير أو على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم " صححه الحاكم و

وافقه الذهبي و هو كما قالا , فإن له طرقا و شواهد أشرت إليها في " صحيح سنن

أبي داود " ( رقم 444 ) . نعم جاء الحض على تعجيل الفطر أيضا في أحاديث كثيرة

منها قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " . فيجب

العمل بالحديثين بصورة لا يلزم منها تعطيل أحدهما من أجل الآخر , و ذلك

بالمبادرة إلى الإفطار على لقيمات يسكن بها جوعه ثم يقوم إلى الصلاة , ثم إن

شاء عاد إلى الطعام حتى يقضي حاجته منه , و قد جاء شيء من هذا في السنة العملية

فقال أنس : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات ,

فإن لم تكن رطبات فتمرات , فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء " . رواه أبو

داود و الترمذي و حسنه . و هو في " صحيح أبي داود " برقم ( 2040 ) و ما قبله

متفق عليه , و هو مخرج في " الإرواء " ( 899 ) .

-----------------------------------------------------------

[1] قلت : و تمام كلامه في " المجروحين " ( 2 / 141 ) : " ..... على الثقات ,

كعب و غيره لا يحل كتابة حديثه و لا ذكره إلا على جهة التعجب " . اهـ .

632 " أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله في السراء و الضراء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 93 ) :

$ ضعيف $ . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 57 ) و في " الكبير " أيضا و "

الأوسط " و أبو الشيخ في " أحاديثه " ( 16 / 2 ) و أبو بكر بن أبي علي المعدل

في " سبع مجالس من الأمالي " ( 12 / 1 ) و أبو نعيم ( 5 / 69 ) عن علي بن عاصم

: حدثنا قيس بن الربيع عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس #

مرفوعا . و قال الطبراني و أبو نعيم : " لم يروه عن حبيب إلا قيس بن الربيع و

شعبة بن الحجاج " . زاد الأول : " تفرد به عن شعبة نصر بن حماد الوراق " .

قلت : ثم أخرجه الطبراني في " الصغير " و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 144 /

2 ) و كذا الضياء في " المختارة " ( 7 / 13 / 1 ) من طريق نصر بن حماد : حدثنا

شعبة عن حبيب به . و هذه المتابعة ضعيفة جدا , فإن راويها نصر بن حماد كذاب كما

تقدم مرارا . و أما الطريق الأول فضعيف , و فيه ثلاث علل : الأولى و الثانية :

ضعف علي بن عاصم , و كذا شيخه قيس بن الربيع . و الثالثة : عنعنة حبيب بن أبي

ثابت , فإنه مدلس . و قول الطبراني : " لم يروه عن حبيب إلا قيس و شعبة .... "

إنما هو بالنسبة لما وقع إليه , و إلا فقد تابعهما عن شعبة سعد بن عامر أخرجه

الماليني في " شيوخ الصوفية " ( 17 - 18 ) : أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن

حمزة الصوفي الزادي : أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه بـ ( بلخ ) : أنبأنا

محمد بن فضيل الزاهد : أنبأنا سعد بن عامر عن شعبة به . و من دون ابن فضيل لم

أعرفهما . و تابعهما المسعودي أيضا , أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصبر " ( 50 /

1 ) و الحاكم ( 1 / 502 ) بسند صحيح عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن

حبيب بن أبي ثابت به . و قال : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي ! و فيه

مؤاخذات : الأول : أن المسعودي لم يخرج له مسلم مطلقا , و إنما أخرج له البخاري

تعليقا , فليس هو على شرط مسلم . الثاني : أن المسعودي ضعيف لاختلاطه , قال ابن

حبان ( 2 / 51 ) : " اختلط حديثه القديم بحديثه الأخير فلم يميز فاستحق الترك "

. و قد وصفه الذهبي نفسه في " الميزان " بأنه سيىء الحفظ , فأنى لحديثه الصحة

?! الثالث : أن حبيب بن أبي ثابت قد عنعنه و هو مدلس كما تقدم , فأنى للحديث

الصحة ?! و الحديث أعله الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 70 ) بقيس

بن الربيع قال : " ضعفه الجمهور " . و كأنه خفيت عليه رواية الحاكم هذه ! و

رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 165 / 1 من الكواكب 575 ) بسند صحيح عن حبيب

عن ابن جبير موقوفا عليه . و لعله الصواب .

633 " من نظر في الدنيا إلى من هو دونه , و نظر في الدين إلى من هو فوقه كتبه الله

صابرا و شاكرا , و من نظر في الدنيا إلى من هو فوقه و في الدين إلى من هو دونه

لم يكتبه الله صابرا و لا شاكرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 94 ) :

$ لا أصل له بهذا اللفظ $ . و إن أورده الغزالي ( 4 / 108 ) و عزاه الحافظ

العراقي للترمذي من حديث # عبد الله بن عمرو # , فإن الترمذي إنما رواه ( 3 /

320 ) من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ : "

خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا , و من لم تكن فيه لم يكتبه الله

شاكرا و لا صابرا : من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به , و من نظر في

دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه كتبه الله شاكرا صابرا , و

من نظر في دينه إلى من هو دونه , و نظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما

فاته منه لم يكتبه الله شاكرا و لا صابرا " . و ضعفه الترمذي بقوله : " هذا

حديث غريب " . و علته المثنى هذا , قال العراقي : " ضعيف " . و سكت عليه الحافظ

في " الفتح " ( 11 / 27 ) و هذا يدل على أن ما يسكت عنه الحافظ في هذا الكتاب

ليس حسنا دائما خلافا لظن بعضهم . و يغني عن هذا الحديث قوله صلى الله عليه

وسلم : " انظروا إلى من هو أسفل منكم , و لا تنظروا إلى من هو فوقكم , فإنه

أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " . رواه مسلم و الترمذي و صححه , و هو عند

البخاري ( 10 / 270 ) نحوه .

634 " إنكم لا تسعون الناس بأموالكم , فليسعهم منكم بسط الوجه , و حسن الخلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 95 ) :

$ ضعيف $ . رواه علي بن حرب الطائي في " حديثه " ( 81 / 1 ) و أبو نعيم ( 10 /

25 ) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري عن جده عن # أبي هريرة # . و عزاه

السيوطي للحاكم أيضا و البيهقي . قال المناوي : " قال البيهقي : تفرد به عبد

الله بن سعيد المقبري عن أبيه ( كذا ) . و روي من وجه آخر ضعيف عن عائشة . اهـ

. و في " الميزان " : عبد الله بن سعيد هذا واه بمرة , و قال الفلاس : منكر

الحديث متروك , و قال يحيى : استبان لي كذبه , و قال الدارقطني , متروك ذاهب .

و ساق له أخبارا هذا منها , ثم قال : و قال فيه البخاري : تركوه " . قلت : و

أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 22 ) برواية أبي يعلى و البزار و قال : " و

فيه عبد الله بن سعيد المقبري و هو ضعيف " . و أما قول المنذري ( 3 / 260 ) :

" رواه أبو يعلى و البزار من طرق أحدهما حسن جيد " . فأخشى أن يكون وهما لأمرين

: الأول : أنه لو كان له طرق أحدهما حسن . لما اقتصر الهيثمي على ذكر الطريق

الضعيف . الثاني : أن البيهقي قد صرح بتفرد المقبري به . و الله أعلم . ثم إنني

لم أجد الحديث في " المستدرك " . ثم وجدته فيه ( 1 / 124 ) و قال : " عن أبيه "

.

635 " ذروا العارفين المحدثين من أمتي , لا تنزلوهم الجنة و لا النار , حتى يكون

الله الذي يقضي فيهم يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 95 ) :

$ موضوع $ . رواه ابن عدي ( 208 / 1 ) و الثقفي في " الفوائد العوالي المنتقاة

" المعروفة بـ " الثقفيات " ( ج 6 رقم 10 من منسوختي ) و الخطيب ( 8 / 292 ) من

طريق أيوب بن سويد : حدثني سفيان عن خالد بن أبي كريمة عن عبد الله بن مسور -

بعض ولد جعفر بن أبي طالب - عن # محمد بن الحنفية عن أبيه # مرفوعا . و هذا

إسناد موضوع , المتهم به عبد الله بن مسور قال في " الميزان " : " قال أحمد و

غيره أحاديثه موضوعة " . ثم ساق له أحاديث هذا أحدها . و في " اللسان " : " قال

ابن المديني : كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم , و لا يضع إلا

ما فيه أدب أو زهد , فيقال له في ذلك ? فيقول : إن فيه أجرا " ! و قال البخاري

: " يضع الحديث " . و قال النسائي : " كذاب " . و قال ابن حبان ( 2 / 29 ) :

"‏كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات " . قلت : و مع هذا فقد أورد السيوطي

حديثه هذا في " الجامع الصغير " ! و للحديث طريق آخر سيأتي بلفظ : " دعوا

المذنبين .... " .

636 " المتحابون في الله على كراسي من ياقوت أحمر حول العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 96 ) :

$ منكر $ . رواه الطبراني ( 1 / 198 / 2 ) و ابن عدي ( 212 / 2 ) و الثقفي في "

الثقفيات " ( 6 / 49 / 2 ) عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي : حدثني سليمان بن

عطاء بن يزيد الليثي عن أبيه عن # أبي أيوب # مرفوعا , و قال ابن عدي : " حديث

غير محفوظ " . قلت : و سنده ضعيف جدا , الليثي هذا قال البخاري و أبو حاتم : "

منكر الحديث " . و قال ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 16 ) : " اختلط بآخره

فكان يقلب الأسانيد و لا يعلم , و يرفع المراسيل فاستحق الترك " . و شيخه

سليمان بن عطاء الراوي عن أبيه عطاء , ذكره ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 133 ) و لم

يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 2 / 109 ) .

و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني , و تعقبه المناوي

بالليثي هذا , و نقل عن العلائي أنه قال : " لا بأس بإسناده " . و هذا مردود

ففيه كل البأس لما عرفت من كلام الأئمة في الليثي , و قد جاءت أحاديث كثيرة

ثابتة بمعنى هذا , و ليس في شيء منها " على كراسي من ياقوت " إنما " على كراسي

من نور " ( انظر الترغيب 4 / 47 - 48 ) فدل هذا على أن الحديث بهذا اللفظ منكر

, لتفرد هذا الضعيف به , و خلوه عن جابر يقويه .

637 " إن الله يحب الملحين في الدعاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 96 ) :

$ باطل $ . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 467 ) و أبو عبد الله الفلاكي في "

الفوائد " ( 89 / 2 ) عن بقية : حدثنا يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن الزهري عن

عروة عن # عائشة # مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا بل موضوع , يوسف بن السفر

كذاب بل قال البيهقي : " هو في عداد من يضع الحديث " . و قد ذكر المناوي عن

الحافظ أنه قال : " تفرد به يوسف بن السفر عن الأوزاعي , و هو متروك , و كأن

بقية دلسه " . و قال ابن عدي في " الكامل " ( 418 / 1 ) : " و هذه الأحاديث

التي رواها يوسف عن الأوزاعي بواطيل كلها " . قلت : و لبقية في هذا الحديث

روايتان إحدهما صرح فيها بسماعه له من يوسف بن السفر و هي هذه , و الأخرى أسقط

من الإسناد يوسف هذا الكذاب فدلسه كما سبق عن الحافظ و هذه أخرجها العقيلي و

أبو عروبة الحراني في " جزء من حديثه " ( 100 / 2 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 238 -

239 ) و السلفي في " معجم السفر " ( 212 / 2 ) و عبد الغني المقدسي في " الدعاء

" ( 145 / 2 ) من طريق كثير بن عبيد : حدثنا بقية عن الأوزاعي به . و بقية متهم

بأنه كان يدلس عن الضعفاء و المتروكين , و هذه الرواية من الشواهد على ذلك . ثم

ساقه العقيلي من طريق عيسى بن يونس عن الأوزاعي قال : كان يقال : أفضل الدعاء

الإلحاح على الله تبارك و تعالى و التضرع إليه . ثم قال : " حديث عيسى بن يونس

أولى , و لعل بقية أخذه عن يوسف بن السفر " .

638 " الجالس وسط الحلقة ملعون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 97 ) :

$ ضعيف $ . رواه القطيعي في جزء " الألف دينار " ( 1 / 16 / 2 ) من طريق شريك

عن شعبة و همام عن قتادة عن أبي مجلز عن # حذيفة # رفعه . قلت : و هذا إسناد

ضعيف , و له علتان : الأولى : شريك و هو ابن عبد الله القاضي , قال الحافظ : "

يخطيء كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة " . قلت : و قد توبع , لكنه خولف

في لفظه كما يأتي . الثانية : الانقطاع بين أبي مجلز و حذيفة فإنه لم يسمع منه

كما قال ابن معين , بل قال أحمد : إنه لم يدركه كما يأتي . و قد تابع شريكا عبد

الله بن المبارك . أخرجه الترمذي ( 4 / 7 ) بلفظ : " قال حذيفة : ملعون على

لسان محمد , أو لعن الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم , من قعد وسط الحلقة

" . و هكذا أخرجه الحاكم أيضا ( 4 / 281 ) و أحمد ( 5 / 384 , 398 , 401 ) عن

شعبة به و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و الحاكم : " صحيح على شرط

الشيخين " و وافقه الذهبي ! قلت : و قد ذهلوا جميعا عن الانقطاع الذي ذكرناه ,

و به أعله أحمد , فإنه روى بسند الصحيح عن شعبة أنه قال عقب الحديث : " لم يدرك

أبو مجلز حذيفة " . قلت : و تابع شعبة أبان بن يزيد العطار , أخرجه أبو داود (

2 / 292 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 26 / 1 ) بلفظ : " أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة " . و الحديث أورده السيوطي في " الدرر

المنتثرة " ( ص 139 ) بلفظ القطيعي ثم قال : " رواه أبو داود و الترمذي عن

حذيفة بن اليمان " . كذا قال و فيه موآخذتان : الأولى : أن هذا ليس لفظهما كما

سبق . الثانية : أنه سكت عن سنده و هو ضعيف .

639 " ركعتان من المتزوج أفضل من سبعين ركعة من الأعزب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 98 ) :

$ موضوع $ . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 432 ) عن مجاشع بن عمرو : حدثنا عبد

الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن # أنس # مرفوعا . و قال : " مجاشع حديثه منكر

غير محفوظ , قال يحيى بن معين : و قد رأيته أحد الكذابين " . و قال ابن حبان (

2 / 321 ) : " يضع الحديث على الثقات , لا يحل ذكره إلا بالقدح " . و من طريق

العقيلي ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 257 ) , و تعقبه السيوطي بأن

له طريقا أخرى , و هو تعقب لا طائل تحته , فإنه طريق باطل لا يصح أن يستشهد به

كما يأتي بيانه في الحديث بعده . ثم إن في الحديث علة أخرى فإن عبد الرحمن بن

زيد بن أسلم متهم أيضا , و قد سبق له عدة أحاديث , فإن سلم من مجاشع , فلم يسلم

منه . ثم وجدت للحديث طريقا أخرى رواه أبو الحسين الأبنوسي في " الفوائد " ( 32

/ 1 ) عن أحمد بن مسلم قال : حدثنا أحمد بن محمد يعني ابن عمر بن يونس قال :

حدثنا داود بن عبد الله النمري عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به

. قلت : و هذا سند ساقط , أحمد بن مسلم و داود بن عبد الله النمري لم أجد من

ترجمهما . و أما أحمد بن محمد بن عمر بن يونس فهو كذاب , قال الذهبي : " كذبه

أبو حاتم و ابن صاعد , و قال الدارقطني : ضعيف , و قال مرة : متروك " . قلت : و

التعقب على ابن الجوزي بهذا الطريق أولى ( لو صح ) من الطريق الآتي بعد , لأن

متنه موافق لهذا المتن بخلاف الآتي فإنه مغاير كما سترى .

640 " ركعتان من المتأهل خير من اثنتين و ثمانين ركعة من العزب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 98 ) :

$ باطل $ . تمام الرازي في " الفوائد " ( 6 / 118 / 1 ) و عنه الضياء في "

المختارة " ( 117 / 1 ) عن مسعود بن عمرو البكري : حدثنا حميد الطويل عن # أنس

# مرفوعا . قال الذهبي في ترجمة مسعود هذا : " لا أعرفه , و خبره باطل " . ثم

ساق له هذا الحديث و أقره الحافظ في " اللسان " إلا أنه قال : " و قد تقدم نحو

هذا المتن من حديث أنس من وجه آخر في ترجمة مجاشع بن عمرو , و هو معروف به " .

و حديث مجاشع تكلمت عليه آنفا , و ذكرنا أن ابن الجوزي حكم بوضعه , و من العجيب

أن السيوطي تعقبه في " اللآلي " ( 2 / 160 ) بأن له طريقا أخرى ثم ساق هذه عن

تمام ثم قال : " أخرجه من هذه الطريق الضياء في " المختارة " لكن تعقبه الحافظ

ابن حجر في أطرافه فقال : هذا حديث منكر ما لإخراجه معنى " ! فما معنى تعقب

السيوطي إذن على ابن الجوزي بهذه الطريق المنكرة باعترافه , بل ما معنى إخراجه

للحديث في " الجامع الصغير " مع قول الحافظ فيه : " إنه خبر باطل " ?!

641 " كان الناس يعودون داود , يظنون أن به مرضا و ما به إلا شدة الخوف من الله

تعالى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 99 ) :

$ موضوع $ . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 49 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 14 / 338

/ 2 ) و أبو نعيم ( 7 / 137 ) و كذا ابن عساكر في ترجمة داود عليه السلام و

الضياء في " الأحاديث و الحكايات " ( 150 / 2 ) عن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان

الضبي : حدثنا الأشجعي عن سفيان الثوري عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن # ابن

عمر # مرفوعا . و قال ابن عساكر : " غريب جدا , و ابن غزوان ضعيف " . و قد

أورده السيوطي في " الجامع " عن ابن عساكر وحده فتعقبه المناوي بأن أبا نعيم

رواه أيضا ثم قال : " و فيه عندهما محمد بن عبد الرحمن بن غزوان , قال الذهبي :

قال ابن حبان : يضع <1> , و قال ابن عدي : متهم بالوضع " . و قال في " الميزان

" : " حدث بوقاحة عن مالك و شريك و ضمام بن إسماعيل ببلايا , قال الدارقطني و

غيره : كان يضع الحديث . و قال ابن عدي : له عن ثقات الناس بواطيل " . زاد في "

اللسان " : " و قال ابن عدي : و هو ممن يضع الحديث . و قال الحاكم : روى عن

مالك و إبراهيم بن سعد أحاديث موضوعة " . قلت : و الحديث رواه عبد الله بن

الإمام أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 88 ) عن سعيد بن هلال أن داود النبي كان

الحديث نحوه . فهذا كما تراه موقوف و معضل , فالظاهر أنه من الإسرائيليات . و

الله أعلم .

-----------------------------------------------------------

[1] قلت : و لفظ ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 298 ) : " يروي عن أبيه و

غيره العجائب التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة " . و قال

عن شيخه ابن خزيمة : " أنا خائف أنه كذاب " . اهـ .

642 " السواك يزيد الرجل فصاحة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 100 ) :

$ موضوع $ . ابن عدي في " الكامل " ( 388 / 2 ) و الخطيب في " تلخيص المتشابه "

( 147 / 2 ) من طريق أبي يعلى : أخبرنا محمد بن بحر : أخبرنا المعلى بن ميمون

أخبرنا عمرو بن داود عن سنان بن سنان عن # أبي هريرة # مرفوعا . و رواه العقيلي

في " الضعفاء " ( 277 ) و أبو بكر الختلي في " جزء من حديثه " ( 44 / 2 ) و أبو

سعيد بن الأعرابي في " المعجم " ( 122 / 1 ) و عنه القضاعي ( 13 / 1 ) و

الديلمي ( 2 / 222 ) من طريق أخرى عن المعلى به . و قال العقيلي : " روى عن

سنان بن أبي سنان , كلاهما مجهول , و الحديث معلول " . و أورده ابن عدي في

ترجمة المعلى , و ساق له حديثين آخرين يأتيان بعده , ثم قال : " و له غير ما

ذكرت و كلها غير محفوظة , مناكير " . و في " الكشف " : " قال الصغاني : وضعه

ظاهر , و قال ابن الجوزي : لا أصل له " .

643 " إن الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء , لما يدخل على فقراء المؤمنين منه من الشدة

" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 100 ) :

$ منكر $ . رواه ابن عدي بإسناد الذي قبله , و رواه العقيلي ( 422 ) و كذا

الطبراني ( 3 / 112 / 1 ) من طريق أخرى عن معلى بن ميمون عن مجاهد عن # ابن

عباس # مرفوعا . و قال العقيلي : " معلى بن ميمون بصري منكر الحديث , لا يتابع

على حديثه , و لا يعرف إلا به , و له من هذا النحو أحاديث مناكير لا يتابع

عليها " . و قوله : " و لا يتابع على حديثه " عجيب فإنه نفسه أخرجه ( ص 150 )

من طريق نعيم بن حماد : حدثنا سعيد بن دهثم المقدسي قال : حدثنا عبد الله بن

نمير الرحبي عن مجاهد به . و لكن سعيد بن دهثم هذا قال العقيلي : " حديثه غير

محفوظ , و عبد الله بن نمير ليس بمعروف بالنقل " . قلت : و نعيم ضعيف .

644 " حامل كتاب الله له في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار , فإن مات و

عليه دين قضى الله ذلك الدين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) :

$ موضوع $ . رواه الديلمي عن العباس بن الضحاك : حدثنا محمد بن أحمد بن عبد

الله الهروي عن مقاتل بن سليمان عن خولة الطائي عن # سليك الغطفاني # مرفوعا .

أورده السيوطي في " اللآلي " شاهدا للحديث الآتي عقبه و قال : " العباس بن

الضحاك , دجال , و مقاتل بن سليمان قال وكيع و غيره : كذاب " . قلت : فما فائدة

إيراده إذن ? و كيف استجاز ذكره إياه في " الجامع الصغير " أيضا ?! و من عجائبه

أنه لم يورده فيه بتمامه بل بشطره الأول فقط ! و لعله إنما ذكره فيه من أجل أن

له شاهدا , أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " لكن لا يخفى أن الموضوع لا يقوى

بطرقه مهما كثرت , و هذا شيء نبه عليه السيوطي نفسه في " تدريب الراوي " و غيره

. و الشاهد المذكور هو : " من قرأ القرآن فله مائتا دينار , فإن لم يعطها في

الدنيا أعطيها في الآخرة " .

645 " من قرأ القرآن فله مائتا دينار , فإن لم يعطها في الدنيا أعطيها في الآخرة "

.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) :

$ موضوع $ . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 255 ) من رواية ابن عدي

عن عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن # علي # مرفوعا . و

قال : " جويبر تالف , و عمرو كذاب " . و تعقبه السيوطي ( 1 / 246 ) بما لا يجدي

كغالب عادته ثم قال : " و له طريق آخر عن علي موقوفا " . قلت : ثم ساقه من

رواية البيهقي بإسناده عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي

قال : فذكره نحوه . و قال السيوطي : " عبد الملك كذاب و له طريق أخرى " . ثم

ساق الحديث الذي قبله , و فيه دجال , و آخر كذاب كما سبق من كلام السيوطي نفسه

, فلا أدري ما فائدة تسويد الصحيفة بإيراده أحاديث هؤلاء الكذابين ?!

646 " شاب سفيه سخي أحب إلي من شيخ بخيل عابد , إن السخي قريب من الله , قريب من

الجنة , بعيد من النار , و إن البخيل بعيد من الجنة , قريب من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) :

$ موضوع $ . رواه تمام الرازي ( 3 / 38 - 39 من مجموع الظاهرية رقم 95 ) من

طريق محمد بن زكريا الغلابي : حدثنا العباس بن بكار : حدثنا محمد بن زياد عن

ميمون بن مهران عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و الغلابي وضاع , و قد سبق ذكره

مرارا . و الشطر الأول من الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية

الحاكم في " تاريخه " و الديلمي في " مسند الفردوس " عن ابن عباس , و سكت عنه

شارحه المناوي ! و أورده في اللآلي " ( 2 / 93 ) بتمامه من طريق تمام , لكن سقط

من إسناده بعض رجاله , منهم الغلابي هذا الذي هو آفة الحديث , فخفيت على الناظر

علة الحديث . و الشطر الثاني من الحديث , أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من

طريق أخرى عن أبي هريرة و قال : " قال العقيلي : ليس لهذا الحديث أصل " . و قد

سبق الكلام عليه برقم ( 152 ) .

647 " أي الخلق أعجب إليكم إيمانا ? قالوا : الملائكة , قال : و ما لهم لا يؤمنون و

هم عند ربهم عز وجل ? قالوا : فالنبيون , قال : و ما لهم لا يؤمنون و الوحي

ينزل عليهم ? قالوا : فنحن , قال : و ما لكم لا تؤمنون و أنا بين أظهركم ? قال

: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا إن أعجب الخلق إلي إيمانا لقوم

يكونون من بعدكم يجدون صحفا فيها كتاب يؤمنون بما فيها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 102 ) :

$ ضعيف $ . رواه الحسن بن عرفة : حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي عن المغيرة بن

قيس التميمي عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده # مرفوعا . رواه عنه إسماعيل بن

محمد الصفار في " جزئه " ( 90 / 2 مجموع 22 ) و كذا البيهقي في " الدلائل " ( ج

2 ) و الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " ( 26 / 2 ) و طراد أبو الفوارس في " ما

أملاه يوم الجمعة 14 شعبان سنة 478 " . قلت : و هذا إسناد ضعيف , إسماعيل بن

عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين و هذه منها , فإن المغيرة بن قيس بصري . و

هو ضعيف أيضا . قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 227 ) : " بصري , روى عن عمرو بن

شعيب , روى عنه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي , سمعت أبي يقول ذلك , و

يقول : هو منكر الحديث " . قلت : و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ! كما في

" اللسان " . و رواه البيهقي من طريق مالك بن مغول عن طلحة عن أبي صالح مرفوعا

. و قال : " هذا مرسل " . قلت : و هو على إرساله ضعيف و قد وصله أبو نعيم في "

أخبار أصبهان " ( 1 / 308 - 309 ) و السهمي ( 363 ) من طريق خالد بن يزيد

العمري : حدثنا الثوري عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن أبي صالح عن أبي

هريرة مرفوعا . لكن العمري هذا كذاب وضاع . و قد روي الحديث بلفظ آخر و هو :

" أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا ? قالوا : يا رسول الله الملائكة ? قال :

هم كذلك , و يحق ذلك لهم , و ما يمنعهم و قد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم

بها ? بل غيرهم . قالوا : يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى

بالنبوة و الرسالة ? قال : هم كذلك و يحق لهم ذلك , و ما يمنعهم و قد أنزلهم

الله المنزلة التي أنزلهم بها ? بل غيرهم . قال : قلنا : فمن هم يا رسول الله ?

قال : أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي و لم يروني , و يجدون

الورق المعلق فيعملون بما فيه , فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا " .

648 " أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا ? قالوا : يا رسول الله الملائكة ? قال :

هم كذلك , و يحق ذلك لهم , و ما يمنعهم و قد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم

بها ? بل غيرهم . قالوا : يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى

بالنبوة و الرسالة ? قال : هم كذلك و يحق لهم ذلك , و ما يمنعهم و قد أنزلهم

الله المنزلة التي أنزلهم بها ? بل غيرهم . قال : قلنا : فمن هم يا رسول الله

? قال : أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي و لم يروني , و يجدون

الورق المعلق فيعملون بما فيه , فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 103 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه البغوي في " حديث مصعب الزبيري " ( 152 / 2 ) و عنه ابن

عساكر ( 16 / 274 / 1 ) و الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " ( 36 - 37 ) من طريق

أبي يعلى و هذا في " مسنده " ( 13 / 2 ) و الحاكم ( 4 / 85 - 86 ) و عنه الهروي

في " ذم الكلام " ( 148 / 1 ) عن محمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن #

عمر # مرفوعا . و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : بل

محمد ضعفوه " . قلت : قد اتهمه البخاري بقوله فيه : " منكر الحديث " و قال

النسائي : " ليس بثقة " . فمثله في مرتبة من لا يستشهد بحديثه و لا يعتبر به

كما بينه السيوطي في " تدريب الراوي " ( ص 127 ) . فعلى هذا لا يصلح الحديث

شاهدا للذي قبله , فلا أدري لم جزم الحافظ ابن كثير في " اختصار علوم الحديث "

( ص 143 ) بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " و قد ورد في الحديث

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " فذكره و استدل به على جواز العمل

بالوجادة , فلعله ظن أن ابن أبي حميد هذا ممن يستشهد به , أو أنه وقف له على

طريق أو طرق أخرى يتقوى الحديث بها . و حينئذ ينبغي النظر فيها , فإن صلح شيء

منها للاستشهاد فبها , و إلا فنحن على ما تبين لنا الآن . و الحديث عزاه في "

الجامع الكبير " ( 3 / 170 / 2 ) لأبي يعلى و العقيلي و المرهبي في " العلم " و

الحاكم , و تعقبه الحافظ ابن حجر في أطرافه بأن فيه محمد بن أبي حميد متروك

الحديث , و قال في " المطالب العالية " : محمد ضعيف الحديث سيء الحفظ . و قال

البزار : الصواب أنه عن زيد بن أسلم مرسل . و قد وجدت لابن أبي حميد متابعا ,

أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 427 ) عن المنهال بن بحر قال : حدثنا هشام بن

أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم به . و قال العقيلي : "

المنهال في حديثه نظر , و هذا الحديث إنما يعرف لمحمد بن أبي حميد عن زيد بن

أسلم و ليس بمحفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير , و لا يتابع منهالا عليه أحد " .

قلت : و المنهال هذا ذكره ابن عدي في " الكامل " , و أشار إلى تليينه , و وثقه

أبو حاتم و ابن حبان , فإن كان حفظه بهذا الإسناد , فعلته عنعنة يحيى بن أبي

كثير , فإنه كان مدلسا , و لهذا أورده العقيلي في " الضعفاء " ( 466 ) فقال :

" ذكر بالتدليس " . و تبعه على ذلك الذهبي في " الميزان " و ابن حجر في "

التقريب " , و لا أستبعد أن يكون سمعه من ابن أبي حميد هذا فدلسه . و الله أعلم

. و جملة القول أن هذا الإسناد ضعيف جدا لا يصلح للاستشهاد به , و قد وجدت

للحديث طريقين آخرين , أحدهما تقدم قبل هذا , و هو خير من هذا , و الآخر أشدهما

ضعفا و هو : " إن أشد أمتي حبا لي قوم يأتون من بعدي , يؤمنون بي و لم يروني ,

يعملون بما في الورق المعلق " .

649 " إن أشد أمتي حبا لي قوم يأتون من بعدي , يؤمنون بي و لم يروني , يعملون بما

في الورق المعلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 104 ) :

$ موضوع بهذا اللفظ $ . رواه ابن عساكر " في تاريخه " ( ج 11 / 137 / 2 ) عن

أحمد بن القاسم بن الريان اللكي المصري : أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط

الأشجعي : حدثني أبي : حدثنا أبي قال : لما نسخ عثمان المصاحف قال له # أبو

هريرة # : أصبت و وفقت , أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول . فذكره

. قال أحمد بن القاسم بن الريان : أخبرنا الواقدي أخبرنا ابن أبي سبرة عن سهيل

بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به . كذا قال و قد سقط منه محمد بن سعد كاتب

الواقدي . قلت : و هكذا وقع الحديث من الطريقين عن أبي هريرة في " نسخة نبيط بن

شريط " ( رقم 57 و 58 ) , و فيها بلايا , كما في ترجمة أحمد بن إسحاق بن

إبراهيم هذا من " الميزان " و قال : " لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب " . و أقره

الحافظ في " اللسان " . و الراوي عنه أحمد بن القاسم بن الريان اللكي بضم اللام

و تشديد الكاف نسبة إلى ( اللك ) بليدة من أعمال برقة الغرب . و قال الذهبي : "

لينه ابن ماكولا , و ضعفه الدارقطني " . ثم وقفت على طريق رابع للحديث ليس فيه

الورق المعلق و سوف يأتي بلفظ : " يا أيها الناس من أعجب الخلق ....... " . و

إنما يصح من هذا الحديث و الذي قبله بعضه , و هو في حديث أبي جمعة رضي الله عنه

قال : تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و معنا أبو عبيدة بن الجراح فقال

: يا رسول الله أحد منا خير منا ? أسلمنا و جاهدنا معك , قال : نعم قوم يكونون

من بعدكم يؤمنون بي و لم يروني . رواه الدارمي ( 2 / 308 ) و أحمد ( 4 / 106 )

و الحاكم ( 4 / 85 ) و صححه و وافقه الذهبي . و أقول : إسناد الدارمي و أحد

إسنادي أحمد صحيح إن شاء الله تعالى . و قد عزاه لهؤلاء الثلاثة السيوطي في "

تدريب الراوي " ( ص 150 ) بلفظ آخر , و هو سهو منه رحمه الله .

650 " أحبوا قريشا , فإنه من أحبهم أحبه الله تعالى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 105 ) :

$ ضعيف جدا $ . رواه الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 107 / 1 ) : حدثنا عيسى بن

مرحوم بن عبد العزيز العطار : حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن # سهل الساعدي # عن

أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . علته عبد المهيمن هذا , قال

البخاري و أبو حاتم : " منكر الحديث " . و قال النسائي ( 2 / 141 ) : " ليس

بثقة " و في موضع آخر : " متروك الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 141 ) : "

ينفرد عن أبيه بأشياء مناكير لا يتابع عليه من كثرة وهمه , فلما فحش ذلك في

روايته بطل الاحتجاج به " . و من طريقه أخرجه الطبراني في " الكبير " و البيهقي

في " الشعب " كما في " فيض القدير " .

651 " من ادهن و لم يسم ادهن معه سبعون شيطانا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 105 ) :

$ كذب $ . أخرجه ابن السني ( رقم 170 ) عن بقية بن الوليد : حدثني مسلمة بن

نافع : <1> حدثني أخي # دويد بن نافع القرشي # قال : قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , على إعضاله , فإن دويد بن

نافع من أتباع التابعين روى عن عروة بن الزبير و نحوه . قال الحافظ في "

التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة , و إلا فهو لين الحديث كما نص عليه

في المقدمة . و أخوه مسلمة لم أجد له ترجمة , و لم يترجمه ابن أبي حاتم في "

الجرح و التعديل " . و بقية مدلس و قد عنعنه , و من عادته أن يروي عن الضعفاء و

المتهمين ثم يدلسهم و يسقطهم من الإسناد , فلعل هذا الحديث أخذه عن بعض

الوضاعين ثم أسقطه , و وهم بعض الرواة في هذا الإسناد فقال عنه : حدثني مسلمة

.... فإن صح أنه سمعه منه فهو من شيوخه المجهولين . و الله أعلم . و قال ابن

أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 305 ) : " سألت أبي عن حديث رواه الحارث بن

النعمان عن شعبة عن مسلمة بن نافع عن أخيه دويد بن نافع قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : " من ادهن فلم يذكر اسم الله ادهن معه سبعون شيطانا " ?

قال : الحارث بن النعمان هذا كان يفتعل الحديث , و هذا حديث كذب , إنما روى هذا

الحديث بقية عن مسلمة بن نافع " . و هاتان فائدتان هامتان من هذا الإمام :

الأولى : أن الحارث بن النعمان كان يفتعل الحديث . و هذا مما لا تراه في شيء من

كتب الرجال , بل خفي هذا النص على الحافظ الذهبي فقال في ترجمة الحارث هذا من "

الميزان " و هو : " الحارث بن النعمان بن سالم الأكفاني " قال : " صدوق " ! و

أقره الحافظ في " التهذيب " و جزم به في " التقريب " . و الله أعلم . الثانية :

الشهادة على هذا الحديث بأنه كذب , و هو حري بذلك .

-----------------------------------------------------------

[1] الأصل : " سلمة بن رافع , و التصحيح من " الجرح و التعديل " و " تهذيب

التهذيب " و غيرهما . اهـ .

652 " ما من عبدين متحابين في الله يستقبل أحدهما صاحبه فيصافحه و يصليان على النبي

صلى الله عليه وسلم إلا لم يتفرقا حتى يغفر الله لهما ذنوبهما ما تقدم منها و

ما تأخر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 106 ) :

$ منكر جدا بهذا اللفظ $ . رواه ابن السني ( برقم 190 ) و ابن حبان في "

الضعفاء " ( 1 / 289 ) و الباطرقاني في " جزء من حديثه " ( 165 / 1 ) عن درست

بن حمزة : حدثنا مطر الوراق عن قتادة عن # أنس # مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف

درست بن حمزة , و يقال : ابن زياد العنبري قال ابن حبان : " كان منكر الحديث

جدا , يروي عن مطر و غيره أشياء تتخايل إلى من يسمعها أنها موضوعة " . و ضعفه

الدارقطني . و قتادة فيه تدليس و قد عنعنه . و قد جاءت أحاديث كثيرة عن جمع من

الصحابة بمعنى هذا الحديث لكن ليس في شيء منها ذكر الصلاة عليه صلى الله عليه

وسلم , و لا مغفرة ما تأخر أيضا من الذنوب , فدل ذلك على أن هذه الزيادة منكرة

. و الله أعلم . و الأحاديث المشار إليها أوردها المنذري ( 3 / 270 - 271 ) .

ثم رأيت النووي قد أورد الحديث في " الأذكار " ساكتا عليه !

653 " الصائم في عبادة و إن كان راقدا على فراشه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 106 ) :

$ ضعيف $ . رواه تمام ( 18 / 172 - 173 ) : أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن

الزجاج قال : حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال : حدثنا

سليمان بن عبد الرحمن : حدثنا هاشم بن أبي هريرة الحمصي عن هشام بن حسان عن ابن

سيرين عن # سلمان بن عامر الضبي # مرفوعا . و هذا سند ضعيف يحيى الزجاج و محمد

بن هارون لم أجد من ذكرهما . و بقية رجاله ثقات غير هاشم بن أبي هريرة الحمصي

ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 105 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . قال : "

و اسم أبي هريرة عيسى بن بشير " . و أورده في " الميزان " و قال : " لا يعرف ,

قال العقيلي : منكر الحديث " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير "

برواية الديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس . و تعقبه المناوي بقوله : " و فيه

محمد بن أحمد بن سهل , قال الذهبي في " الضعفاء " : قال ابن عدي : [ هو ] ممن

يضع الحديث " . قلت : هو عند الديلمي ( 2 / 257 ) لكن طريق تمام ليس فيها هذا

الوضاع كما مر , فهي تنقذ الحديث من إطلاق الوضع عليه . و الله أعلم . و قد

رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 303 ) من قول أبي العالية موقوفا

عليه بزيادة " ما لم يغتب " . و إسناده صحيح . فلعل هذا أصل الحديث موقوف ,

أخطأ بعض الضعفاء فرفعه . و الله أعلم .

654 " ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل أي أبواب الجنة شاء , و زوج من الحور العين حيث

شاء , من عفا عن قاتله , و أدى دينا خفيا , و قرأ دبر كل صلاة مكتوبة عشر

مرات *( قل هو الله أحد )* قال : فقال أبو بكر : أو إحداهن يا رسول الله ? قال

: أو إحداهن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 107 ) :

$ ضعيف جدا $ . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 105 / 2 ) و الطبراني في "

الأوسط " ( ق 186 / 2 ) و أبو محمد الجوهري في " الفوائد المنتقاة " ( 4 / 2 )

و أبو محمد الخلال في " فضائل