السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الثلاثاء، 13 فبراير 2024

أحاديث معلة ظاهرها الصحة { من مسند سَمُرة بن جُندب رضي الله عنه الي اخر الصفحة { من 173 الي 293.}



ج1111111111111111111.

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند سَمُرة بن جُندب رضي الله عنه 

173-قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج10ص64) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ: أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ عَضُدٌ مِنْ نَخْلٍ فِي حَائِطِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ وَمَعَ الرَّجُلِ أَهْلُهُ قَالَ فَكَانَ سَمُرَةُ يَدْخُلُ إِلَى نَخْلِهِ فَيَتَأَذَّى بِهِ وَيَشُقُّ عَلَيْهِ فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَبِيعَهُ فَأَبَى فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يُنَاقِلَهُ فَأَبَى فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَطَلَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيعَهُ فَأَبَى فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يُنَاقِلَهُ فَأَبَى قَالَ فَهِبْهُ لَهُ وَلَكَ كَذَا وَكَذَا أَمْرًا رَغَّبَهُ فِيهِ فَأَبَى فَقَالَ أَنْتَ مُضَارٌّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (لِلْأَنْصَارِيِّ اذْهَبْ فَاقْلَعْ نَخْلَهُ) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع، ففي "تهذيب التهذيب": في وفاة سمرة بن جندب أنه توفي سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة تسع وخمسين.

وفيه في ولادة محمد بن علي أنه ولد سنة ستين، وقيل سنة ست وخمسين، وأما ما جاء عن الواقدي أن مولده سنة خمس وأربعين فلم يرتضه الحافظ. والله أعلم

174-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص11) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ,

(1/164)

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ سَمُرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا حَدَّثْتُكُمْ حَدِيثًا فَلَا تَزِيدُنَّ عَلَيْهِ وَقَالَ أَرْبَعٌ مِنْ أَطْيَبِ الْكَلَامِ وَهُنَّ مِنْ الْقُرْآنِ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ لَا تُسَمِّيَنَّ غُلَامَكَ أَفْلَحًا وَلَا نَجِيحًا وَلَا رَبَاحًا وَلَا يَسَارًا) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن هل سمع هلال ابن يساف من سمرة بن جندب؟ وهلال يرسل عن الصحابة كما فى تهذيب التهذيب فمن ادعى سماعه من سمرة فعليه أن يأتى برواية واحدة صحيحة ولو فى غير هذا الحديث أو بقول حافظ من الحفاظ أنه سمع منه

وقد أخرجه أبو داود الطيالسى رقم (899، 900) مفرقا وأخرج قطعة منه ابن ماجه (ج2ص1252) وأخرجه النسائى فى عمل اليوم والليلة ص (487) وليس عندهم تصريح بالسماع ثم أيضا هلال بن يساف ليس له من سمرة إلا هذا الحديث عند النسائى فى "عمل اليوم والليلة" وقطعة منه عند ابن ماجه كما فى "تحفة الأشراف"

ومما يدل على أن هلال بن يساف لم يسمعه من سمرة أن الإمام أحمد رحمه الله رواه (ج5ص7) فقال ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن عميلة عن سمرة وذكر النهى عن التسمية

وقال ص (10) ثنا حسن بن موسى ثنا زهير عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن عميلة عن سمرة قال قال رسول الله > أحب الكلام إلى الله تبارك وتعالى أربع. وذكر بقية الحديث المتقدم

وقال الإمام مسلم رحمه الله (ج3ص1685) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ رَبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ وَلَا تُسَمِّيَنَّ غُلَامَكَ يَسَارًا وَلَا

(1/165)

رَبَاحًا وَلَا نَجِيحًا وَلَا أَفْلَحَ فَإِنَّكَ تَقُولُ أَثَمَّ هُوَ فَلَا يَكُونُ فَيَقُولُ لَا إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ فَلَا تَزِيدُنَّ عَلَيَّ

وحَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنِي جَرِيرٌ ح وحَدَّثَنِي أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَهُوَ ابْنُ الْقَاسِمِ ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ كُلُّهُمْ عَنْ مَنْصُورٍ بِإِسْنَادِ زُهَيْرٍ فَأَمَّا حَدِيثُ جَرِيرٍ وَرَوْحٍ فَكَمِثْلِ حَدِيثِ زُهَيْرٍ بِقِصَّتِهِ وَأَمَّا حَدِيثُ شُعْبَةَ فَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الْغُلَامِ وَلَمْ يَذْكُرْ الْكَلَامَ الْأَرْبَع. اهـ

ولا يقال إن هلال سمعه من ربيع بن عميلة ثم سمعه من سمرة أو سمعه من سمرة ثم سمعه من ربيع بم عميلة وإنما يقال هذا فيمن ثبت سماعه من شيخ شيخه ولو مرة واحدة. والله أعلم

فالحاصل أن الحديث بذكر ربيع بن عميلة صحيح وبحذفه معل.

175- قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله (ج3ص266) : حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن أبي قلابة عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (عليكم بالثياب البياض فليلبسها أحياؤكم وكفنوا فيها موتاكم) .

الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكن في "جامع التحصيل": أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي لم يسمع من سمرة. اهـ

وقد ذكرت الواسطة بينه وبين سمرة وهو أبو المهلب كما في "تحفة الأشراف" وعزاه للنسائي. وقد صح من حديث ابن عباس.

(1/166)

مسند سَهل بن أبي حَثمة رضي الله عنهما

176- قال ابن أبي عاصم رحمه الله في "السنة" (ج2ص1002) : حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الأعلى، عن معمر عن الزهري، عن سهل بن أبي حثمة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: تعلموا من قريش ولا تعلموهم.

أبو بكر هو ابن أبي شيبة.

وهذا الحديث ظاهره الصحة، ولكنه منقطع ففي ترجمة سهل بن أبي حثمة من "تهذيب التهذيب" (ج4ص218) ك وأرسل عنه الزهري.

177- قال ابن أبي عاصم رحمه الله في "السنة" (ج2ص1005) : حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الأعلى، عن معمر عن الزهري، عن سهل بن أبي حثمة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: قَدِّموا قريشاً ولا تَقَدَّمُوها.

الحديث تقدم الكلام عليه في الذي قبله.

(1/167)

مسند شَدَّادِ بن أوس رضي الله عنهما

178- قال الإمام أحمد في "مسنده" (ج4ص123) : حدثنا عبد الرزاق، قال: معمر ن أخبرني أيوب ن عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي أسماء الرحبي، عن شداد بن أوس قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَى لِي الْأَرْضَ أَوْ قَالَ إِنَّ رَبِّي زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَإِنِّي أُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يَهْلِكُوا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَلَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ وَقَالَ يُونُسُ لَا يُرَدُّ وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَلَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا أَوْ قَالَ مَنْ بِأَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ وَإِذَا وُضِعَ فِي أُمَّتِي السَّيْفُ لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

قال أبو عبد الرحمن: الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن قال البزار بعد إخراجه من حديث شداد بن أوس (ج8ص413) : قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ: فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ إِنَّمَا هَذَا عَنْ ثَوْبَانَ، فَقَالَ: لاَ نَظَرْتَ وَهُوَ هَكَذَا. وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ,

(1/168)

عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّوَابُ. وَرَوَاهُ قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. اهـ

فعلم من هذا أن الحديث معل من حديث شداد بن أوس، صحيح من حديث ثوبان.

(1/169)

ج22222222222222222222222222222.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند أبي أُمَامة صُديِّ بن عجلان رضي الله عنه

179- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص249) : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ سَالِمٍ أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيءٍ، وسُبحَانَ الله مِثلَهَا فَأعظِم ذَلِكَ)

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع قال العلائي في "جامع التحصيل": وحكى الترمذي في "العلل" (1) عن البخاري أنه قال: سالم بن أبي الجعد لم يسمع من أبي أمامة ولا ثوبان، وسمع من جابر وأنس بن مالك.

180- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج9ص471) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الثَّقَفِيُّ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَيُّ الدُّعَاءِ

_________

(1) في " العلل الكبير" (ج2 ص963) .

(1/170)

أَسْمَعُ قَالَ جَوْفَ اللَّيْلِ الْآخِرِ وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب التهذيب" عن يحيى بن معين: أن عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من أبي أمامة.

(1/171)

مسند صَفَوان بن عسَّال المُرادي رضي الله عنه

181- قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج1ص829: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ قُلْتُ أُنْبِطُ الْعِلْمَ قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا مِنْ خَارِجٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ إِلَّا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا بِمَا يَصْنَعُ) .

هذا الحديث بهذا السند ظاهره الحسن، ولكن الإمام يحيى ابن معين يقول: وحديث معمر عن ثابت، وعاصم بن أبي النجود، وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام. اهـ من "تهذيب التهذيب"

والحديث صحيح من حديث صفوان بن عسال من طريق أخرى، وقد ذكرته في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين".

(1/172)

مسند ضِرَارِ بن الأزوَرِ رضي الله عنه

182- قال الإمام أحمد رحمه اله (ج4ص311) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَر: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَحْلُبُ فَقَالَ: دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ.

إذا نظرت إلى سند هذا الحديث وجدت رجاله ثقات، وظاهره الصحة ولكن الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول كما في "العلل" (ج2ص245) : سألت أبي وأبا زرعة وذكر هذا الحديث: فقالا: روى هذا الحديث جماعة من الحفاظ عن الأعمش ن عن يعقوب بن بجير، عن ضرار بن الأزور، بدلا من عبد الله بن سنان، وهو الصحيح، قال: خالف الثوري الخلق في هذا الحديث. وقال غير سفيان: الأعمش عن يعقوب بن بجير، عن ضرار بن الأزور. اهـ

قلت: ويعقوب بن بجير قال الذهبي: في "الميزان": لا يعرف ثم قال: غريب فرد، والأعمش مدلس، وما ذكر سماعا ولا يعقوب ذكر سماعا من ضرار، ولا أعرف لضرار سواه. اهـ من "الميزان".

قلت: فالحديث لا يصح من الطريقين. والله أعلم.

(1/173)

ج333333333333333333.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند طلحة بن عُبيد الله رضي الله عنه

183-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص163) : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ عَنِ ابْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَجُلَيْنِ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَكَانَ إِسْلامُهُمَا جَمِيعًا وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْ صَاحِبِهِ فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ قَالَ طَلْحَةُ فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِهِمَا وَقَدْ خَرَجَ خَارِجٌ مِنْ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ ثُمَّ رَجَعَا إِلَيَّ فَقَالَا لِي ارْجِعْ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ فَعَجِبُوا لِذَلِكَ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقَالَ مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا كَانَ أَشَدَّ اجْتِهَادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدَخَلَ هَذَا الْجَنَّةَ قَبْلَهُ فَقَالَ أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً قَالُوا بَلَى وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَهُ قَالُوا بَلَى وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا سَجْدَةً فِي السَّنَةِ قَالُوا بَلَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ فَلَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "جامع التحصيل" عن ابن معين: أن أبا سلمة لم يسمع من طلحة.

(1/174)

مسند عُبَادَةَ بن الصَّامِت رضي الله عنه.

184-قال الحاكم رحمه الله (ج3ص356) : حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا هشام بن علي، ثنا حسين بن محمد، ثنا شيبان، عن قتادة، عن سليمان اليشكري، عن أبي الأشعث، عن عبادة بن الصامت قال: " بايعنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ على أن لا نخاف في الله لومة لائم ".

" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ".

كذا قال وسليمان لم يخرجا له.

وإذا نظرت إلى سند هذا الحديث وجدته صحيحا وليس كذلك، فقتادة لم يسمع من سليمان اليشكري كما في "تهذيب التهذيب" في ترجمة سليمان بن قيس اليشكري.

(1/175)

مسند العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه.

185- قال أبو داود رحمه الله (ج14ص165) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُوسَى الطَّحَّانِ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَكْنُسَ زَمْزَمَ وَإِنَّ فِيهَا مِنْ هَذِهِ الْجِنَّانِ، يَعْنِي الْحَيَّاتِ الصِّغَارَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِنَّ.

الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا موسى بن مسلم، وقد وثقه ابن معين كما في "تهذيب التهذيب" ولكن الحافظ المنذري يقول كما في "عون المعبود" في سماع عبد الرحمن بن سابط من العباس بن عبد المطلب نظر، والأظهر أنه مرسل.

(1/176)

ج4444444444444444444444.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه

186-قال الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد "فضائل الصحابة" (ج1ص56) : حدثني عبد الله بن عون، قال: حدثنا أبو اسماعيل المؤدب ابراهيم بن سليمان، قال: حدثنا اسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد الله ابن أبي أوفى. وحدثنا الربيع بن ثعلب أبو الفضل إملاء، قال: حدثنا أبو اسماعيل المؤدب ابراهيم بن سليمان بن رزين، عن اسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد الله ابن أبي أوفى قال: " شكا عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد- رضي الله عنه- إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يا خالد لم تؤذي رجلًا من أهل بدر؟ لو أنفقت مثل أحد ذهبًا لم تدرك عمله. فقال: يا رسول الله يقعون في فأرد عليهم. فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: لا تؤذوا خالدًا فإنه سيف من سيوف الله- عز وجل- صبَّه الله على الكفار ".

هذا الحديث ظاهره الصحة، ولكن ابن أبي حاتم يقول في "العلل" (ج2ص356) : وحدثنا أبوزرعة، عن ابن الأصبهاني عن عبد الله بن إدريس عن اسماعيل عن الشعبي,

(1/177)

عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسل. سمعت أبا زرعة يقول: الصحيح حديث أبي إدريس. اهـ

وقال الحافظ الذهبي متعقباً على الحاكم إذ قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه (ج3ص298) قلت: رواه ابن إدريس عن أبي خالد عن الشعبي مرسلاً وهو أشبه.

187-قال الإمام أبوعبد الله محمد بن يزيد القزويني رحمه الله (ج1ص61) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَقُ الْأَزْرَقُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَّارِ) .

هذا الحديث بهذا السند إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح ولكن الصحيح أن الأعمش لم يسمع من ابن أبي أوفى ففي "تهذيب التهذيب" يقال: أنه مرسل وكذا في "تحفة الشراف"

وفي "تهذيب التهذيب" أيضا: لم يسمع من ابن أبي أوفى. اهـ

وفي "جامع التحصيل": ذكر الترمذي أنه لم يسمع من أحد من الصحابة. اهـ

وفي "مصباح الزجاجة" واسناد ابن أبي أوفى رجاله ثقات إلا أنه منقطع والأعمش لم يسمع من ابن أبي أوفى، قاله غير واحد. اهـ

هذا وأما أبو نعيم في "الحلية" (ج5ص54) فقد قال: إن الأعمش رأى ابن أبي أوفى وسمع منه. اهـ وأبو نعيم ليس بمنزلة من نفى حتى يقال: المثبت مقدم على من النافي، بل هو متساهل جمع في "الحلية" ماهبَّ ودبَّ.

ثم إن إسحاق بن يوسف الأزرق قد خالفه عبد الله بن نمير فرواه عن الأعمش عن الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كما في "تحفة الأشراف".

وقد قال أبو نعيم في "الحلية" (ج5ص56) : ويذكر أنه مما تفرد به اسحاق وروي من حديث الثوري عن الأعمش ثم ساقه بسنده إلى سفيان ولكن السند إلى سفيان يحتاج إلى نظر في رجاله. والله المستعان. وللحديث سند آخر حسن في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" مسند عبد الله بن أبي أوفى.

(1/178)

مسند عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما

188-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج8ص182) : أخبرنا اسحاق بن ابراهيم، قال: أنبأنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت محمد بن أبي يعقوب، يحدث عن عبد الله بن جعفر قال: أمهل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم، ثم أتاهم، فقال: لا تبكوا أخي بعد اليوم، ثم قال: ادعوا إلي بني أخي، فجئ بنا كأنا أفراخ، فقال: ادعوا الحلاق، فأمر بحلق رؤوسنا. مختصر.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن محمد بن أبي يعقوب وهو محمد بن عبد الله لم يسمع من عبد الله بن جعفر، رواه عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر كما في "مسند الإمام أحمد" (ج1ص2049 وكما في "تحفة الأشراف".

والظاهر أنه سقط عند الطبع أو النسخ التي طبع عليها، ولو كان من أصل النسائي لنبه عليه الحافظ المزي رحمه الله، وعندنا من النسائي نسختان في كلتيهما هذا السقط، ومن المؤكد أنه ليس من النسائي إذ قد عزاه إليه المزي في "تحفة الأشراف" من طريق محمد بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر، فالله أعلم فالحديث ليس معلا، ولكنني أبقيته ليُعلم أن في نسختي النسائي سقطاً.

(1/179)

مسند عبد الله بن حبشي الخثعمي رضي الله عنه

189-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص411) : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُبْشِيٍّ الْخَثْعَمِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ: (إِيمَانٌ لَا شَكَّ فِيهِ وَجِهَادٌ لَا غُلُولَ فِيهِ وَحَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ قِيلَ فَأَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ قَالَ طُولُ الْقُنُوتِ قِيلَ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ جَهْدُ الْمُقِلِّ قِيلَ فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ هَجَرَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ قِيلَ فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ جَاهَدَ الْمُشْرِكِينَ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ قِيلَ فَأَيُّ الْقَتْلِ أَشْرَفُ قَالَ مَنْ أُهَرِيقَ دَمُهُ وَعُقِرَ جَوَادُهُ) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، فعلي هو ابن عبد الله البارقي، وقد روى له مسلم حديثا واحدا كما في "تهذيب التهذيب".

ولكن الحديث قد اختلف فيه على عبيد بن عمير كما في "تاريخ البخاري" ترجمة عبد الله بن حبشي ورجح الحافظ في "الإصابة" ما رواه البخاري في "تاريخه" قال رحمه الله: وقال زهير بن حرب حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح، قال: حدثنا ابن شهاب، عن عبد الله بن عبيد، عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ....مثله.

وقال الحافظ: وهذا الأقوى.

(1/180)

ج555555555555555555555.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند عبد الله بن حوالة رضي الله عنه

190- قال الإمام يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (ج2ص88) : حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، قال: حدثنى أبو علقمة، يرد الحديث إلى جبير بن نفير قال: قال عبد الله بن حوالة رضى الله عنه: كنا عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فشكونا إليه العرى والفقر وقلة الشئ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: أبشروا فوالله لأنا بكثرة الشئ أخوفني عليكم من قلته، والله لا يزال هذا الامر فيكم حتى يفتح الله ارض فارس وارض الروم وارض حمير وحتى تكونوا اجنادا ثلاثة جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن وحتى يعطى الرجل المائة فيسخطها، قال ابن حوالة ك قلت: يارسول الله ومن يستطيع الشام وبه الروم ذوات القرون؟ قال والله ليفتحها الله عليكم وليستخلفنكم فيها حتى يظل العصابة البيض منهم قمصهم الملحمة اقفاؤهم قياما على الرويجل الاسود منكم المحلوق ما امرهم من شئ فعلوه وان بها رجالا لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في اعجاز الابل، قال ابن حوالة: فقلت: يارسول الله اختر لى ان ادركني ذلك قال انى اختار لك الشام فانه صفوة الله من بلاده واليه تجتبى صفوته من عباده يا اهل اليمن عليكم بالشام فان صفوة

(1/181)

الله من ارضه الشام ألا فمن أبى فليستبق في غدر اليمن فان الله قد تكفل لى بالشام واهله - قال أبو علقمة فسمعت عبد الرحمن بن جبير يقول: يعرف أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نعت هذا الحديث في جزء بن سهيل السلمى وكان على الاعاجم في ذلك الزمان فكان إذا راحوا إلى مسجد نظروا إليه واليهم قياما حوله فعجبوا لنعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فيه وفيهم، قال أبو علقمة أقسم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ في هذا الحديث ثلاث مرات لا نعلم أنه أقسم في حديث مثله.

هذا حديث ظاهره الصحة فنصر بن علقمة وثقه دحيم كما في "تهذيب التهذيب" لكن في "المراسيل" للإبن أبي حاتم رحمه الله (ص176) أن أباه قال: نصر بن علقمة عن جبير بن نفير مرسل. وفي موضع آخر: نصر بن علقمة لم يدرك جبير بن نفير. اهـ

وذكر عبد الرحمن بن جبير في آخر الحديث لا يدل على أن عبد الرحمن أسنده عن أبيه جبير بن نفير، فتنبه.

(1/182)

مسند عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما

191-قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج2ص159) : حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، ثنا السري بن خزيمة، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، عن معمر بن راشد، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن الزبير رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: " من شهر سيفه، ثم وضعه، فدمه هدر "

" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ".

وأخرجه النسائي (ج7ص117) فقال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم، قال: أنبأنا الفضل بن موسى، قال: حدثنا معمر، عن ابن طاوس به.

ثم أخرجه من حديث عبد الرزاق عن معمر به موقوفاً، ثم رواه من حديث ابن جريج عن ابن طاوس به موقوفاً.

فالظاهر ترجيح الموقوف، لأن معمراً قد اختلف عليه في رفعه ووقفه، وابن جريج لم يختلف عليه فيه، والله أعلم.

192-قال البزار رحمه الله (ج6ص153) : حَدَّثَنَا زُرَيْقُ بْنُ السَّخْتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قَالَ: الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ.

(1/183)

قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث ظاهره الحسن، وقد تكلم عليه البزار قال: إن أحمد بن اسحاق الحضرمي تفرد بهذا الحديث وخالف غيره.

وكذلك روى عن هدبة بن المنهال عن عبد الملك بن عمير مختصرا واختلف عن أبى عوانة فرواه أحمد بن إسحاق الحضرمي عن أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن عبد الله بن الزبير.

ولكن كلام الدارقطني أوسع، فلذلك نحن ننقل الكلام عليه من "العلل" للدارقطني (ج8ص18) قال: يرويه عبد الملك بن عمير واختلف عنه فرواه شيبان بن عبد الرحمن وأبو حمزة السكري وعبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

وخالفه إبراهيم بن الحجاج فرواه عن أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة مرسلاً.

واختلف عن شريك فرواه جبارة عن شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وخالفه منجاب فرواه عن شريك عن عبد الملك عن أبي سلمة مرسلا وقال محمد بن الطفيل عن شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أم سلمة.

حدثنا ابن مخلد ثنا حمدان بن عمر ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: "المستشار مؤتمن" ووهم فيه حمدان وإنما هذا في حديث شيبان عن عبد الملك وقوله عن يحيى بن أبي كثير وهم وقال عبد الحكيم بن منصور عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هيثم بن التيهان ويشبه أن يكون الاضطراب من عبد الملك والاشبه بالصواب قول شيبان وأبي حمزة. اهـ

(1/184)

مسند عبد الله بن السائب رضي الله عنهما

193-قال الحاكم رحمه الله (ج1ض295) : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي، ثنا أبو الموجه، ثنا يوسف، عن عيسى، ثنا الفضل بن موسى، ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن السائب، قال: شهدت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ العيد، فلما قضى الصلاة، قال: " إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب " هذا " حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه

الحديث ظاهره الصحة كما قال الحاكم رحمه الله إلا أن أبا داود قال عقب الحديث (ج4ص16) : وهذا مرسل عن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

وأخرجه البيهقى (ج3ص301) ثم عقبه بقول يحيى ابن معين هذا خطأ إنما هو عن عطاء فقط وإنما يغلط فيه الفضل بن موسى يقول عن عبد الله ابن السائب

قال البيهقى رحمه الله وساق بسنده عن قبيصة عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء قال النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ....وذكر الحديث. اهـ

وذكر صاحب "عون المعبود" عن النسائى أنه قال: هذا خطأ والصواب انه مرسل. اهـ

ومحاولة ابن التركمانى فى الجوهر النقى وكذا بعض العصريين تقوية الحديث فماذا يقعان فى مقابلة الحفاظ:

(1/185)

1-يحيى ابن معين

2- أبو داود

3-النسائى

4- البيهقى

فأقول: رحم الله من عرف قدر نفسه فالحفاظ يحفظون حديث المحدث وحديث شيوخه وحديث تلاميذه فهم يعرفون وهم الشيخ، وهذا بخلاف الباحث العصرى فهو لايحكم إلا بما عنده من السند فلا مقارنة بين باحث عصرى وبين حافظ من المتقدمين.

(1/186)

ج5555555555555555555555555

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند عبد الله بن سلام رضي الله عنه.

194- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج7ص187) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ الْأَعْرَابِيِّ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ.

ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

والحديث أخرجه ابن ماجه (ج1ص423) و (ج2ص1083) والدارمي (ج2ص357) والإمام أحمد (ج5ص451) وعبد بن حميد في "المنتخب" (ص444) والحاكم في "المستدرك" (ج3ص13) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. و (ج4ص160) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

ووالحديث يتوقف في الحكم على صحته، حتى يعلم ثبوت سماع زرارة بن أوفى من عبد الله بن سلام، فقد قال أبو حاتم لما سأله ابنه: ما أراه ولكن يدخل في المسند.

ولا يشكل على هذا ما وقع من التصيح عند ابن ماجة (ج2ص1083) بتحديث

(1/187)

عبد الله بن سلام لزرارة فإنه مخالف لجميع الأصول التي نقلت منها، فإن ابن ماجه يرويه (ج2ص1083) من طريق أبي أسامة عن عوف مصرحاً بالتحديث وقد رواه (ج1ص423) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وابن أبي عدي وعبد الوهابومحمد بن جعفر عن عوف، وليس فيه التصريح بالتحديث. والترمذي كما ترى وزيادة على من لم يصرحوا بالتحديث سعيد بن عامر عند الدارمي، وابن حميد في "المنتخب" فالله أعلم التصريح في ابن ماجة من بعض النساخ، أو غلط مطبعي، أو وهم من بعض الرواة، والله أعلم.

(1/188)

مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنه

195-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص879) : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ جَعَلَ الدِّيَةَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا قَالَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} قَالَ بِأَخْذِهِمْ الدِّيَة.

الحديث رواه الترمذى (ج4ص646) : فقال حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن هانىء حدثنا محمد بن مسلم الطائفى به

وأخرجه أبو داود (ج2ص290) : حدثنا محمد بن سليمان الأنبارى أخبرنا زيد بن الحباب عن محمد بن مسلم به

الحديث إذا نظرت إلى اسناده حكمت عليه بالحسن لأن محمد بن مسلم مختلف فيه والظاهر أنه لا ينزل حديثه عن الحسن ولكن أبا داود رحمه الله قال بعد ذكره الحديث من طريق محمد بن مسلم رواه بن عيينة عن عمرو عن عكرمة عن النبى لم يذكر ابن عباس وذكر الإمام الترمذى رحمه الله نحو كلام أبى داود.

وأنت خبير أن ابن عيينة أثبت الناس فى عمرو بن دينار فيكون محمد بن مسلم

(1/189)

شاذاً وقد وصله محمد بن ميمون عن ابن عيينة كما في "عون المعبود" وقد قال فيه النسائى إنه صالح كان أمياً مغفلاً.

فلا يقبل من الوصل والناس يرسلونه عن سفيان ونقل صاحب "تحفة الأشراف" عن النسائى أنه قال ومحمد بن ميمون أيضاً ليس بالقوي.

196-قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج2ص506) : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه فقال: يا عم، إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالاً. قال: لم؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمداً لتعرض لما قبله قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً. قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر له أو أنك كاره له قال: وماذا أقول " فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجز ولا بقصيدة مني ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى وإنه لَيُحَطِّمُ مَا تَحتَهُ " قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه. قال: فدعني حتى أفكر، فلما فكر قال: " هذا سحر يؤثر يأثره من غيره فنزلت (ذرني ومن خلقت وحيداً) "

هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ولم يخرجاه

(1/190)

وقد ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله فى البداية والنهاية (ج3ص60) فقال قال اسحاق حدثنا عبد الرزاق به.

والحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته على شرط البخارى كما يقول الحاكم رحمه الله ولكن الحافظ البيهقى بعد أن ذكره فى دلائل النبوة (ج2ص198) : قال هكذا حدثناه موصولا وفى حديث حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال جاء الوليد ثم ذكره ثم قال وهذا فيما رواه يوسف بن يعقوب القاضى عن سليمان بن حرب عن حماد هكذا مرسلاً

وكذلك رواه معمر عن عباد بن منصور عن عكرمة مرسلاً

فمعمر كما ترى اختلف عليه فيه وحماد بن زيد يرويه مرسلاً وحماد بن زيد أثبت الناس فى أيوب فرواية معمر المتصلة تعتبر شاذة والله أعلم.

197- قال الإمام ابو عبد الله الحاكم رحمه الله في "مستدركه" (ج4ص128) : أخبرني الحسين بن علي، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا نصر بن علي الجهضمي، أخبرني أبي، عن هارون بن موسى النحوي، عن الزبير بن الحارث، عن عكرمة، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: " نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ عن طعام المتباريين أن يؤكل ".

" هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات، ولكن أبا داود رحمه الله (ج10ص224) قال: حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: أخبرني أبي، قال: أخبرنا جرير بن حازم، عن الزبير بن الحارث به.

ثم قال أبو داود: أكثر من رواه عن جرير لا يذكر فيه ابن عباس. وهارون النحوي ذكر فيه ابن عباس، وحماد بن زيد لم يذكر ابن عباس. اهـ

وذكر المناوي في "فيض القدير" نحو قول أبي داود، وزاد أن الحافظ الذهبي قال في

(1/191)

"الميزان": صوابه مرسل.

وفي "عون المعبود" أن صاحب "المصابيح" قال: والصحيح أنه عن عكرمة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسلاً.

198- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص272) : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ -يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ-، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ: أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ يَعْنِي عَرَفَةَ فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا قَالَ:

{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدته على شرط مسلم، ولكن الإمام ابن منده يقول في "الرد على الجهمية": وهذا حديث تفرد به حسين بن محمد المروزي، عن جرير بن حازم، وهو أحد الثقات، ورواه حماد بن زيد، وعبد الوارث، وابن علية، وربيعة بن كلثوم، كلهم عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفاً. وكذا رواه حبيب بن أبي ثابت، وعلي بن بذيمة، وعطاء بن السائب كلهم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مثله. اهـ المراد منه

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "التفسير" (ج2ص262) و"البداية والنهاية" (ج1ص83) بعد سياق طرقه موقوفاً: فهذا أكثر وأثبت، والله أعلم.

199- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج4ص47) : أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ

(1/192)

إِبْرَاهِيمَ، عَنْ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ، ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ مَرَّتْ بِهِمَا جَنَازَةٌ فَقَامَ أَحَدُهُمَا وَقَعَدَ الْآخَرُ فَقَالَ الَّذِي قَامَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَدْ قَامَ، قَالَ لَهُ الَّذِي جَلَسَ: لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَدْ جَلَسَ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم ثقات رجال الصحيح، ولكن قال الحافظ في "التهذيب" في ترجمة أبي مجلز لاحق بن حميد: وقال ابن خيثمة: سئل ابن معين عن حديث التميمي عن أبي مجلز أن ابن عباس والحسن بن علي مرت بهما جنازة فقال: مرسل.

200- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج4ص46) : أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ جَنَازَةً مَرَّتْ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَابْنِ عَبَّاسٍ فَقَامَ الْحَسَنُ وَلَمْ يَقُمْ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ الْحَسَنُ: أَلَيْسَ قَدْ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لِجَنَازَةِ يَهُودِيٍّ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَعَمْ ثُمَّ جَلَسَ.

أخبرنا يعقوب بن ابراهيم، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا منصور، عن ابن سيرين، قال: مر بجنازة على الحسن بن علي وابن عباس، فقام الحسن ولم يقم ابن عباس، فقال الحسن لابن عباس: أما قام لها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ؟ قال ابن عباس: قام لها، ثم قعد.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم أثباتاً، قد أخرج لهم البخاري ومسلم، ولكن الحديث منقطع، محمد بن سيرين لم يسمع ابن عباس، قاله ابن المديني وأحمد كما في "جامع التحصيل".

201- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص277) : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ الْحَسَنِ

(1/193)

الْعُرَنِيِّ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا رَمَى الْجَمْرَةَ فَقَدْ حَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا النِّسَاءَ قِيلَ وَالطِّيبُ قَالَ أَمَّا أَنَا فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَتَضَمَّخُ بِالْمِسْكِ أَفَطِيبٌ هُوَ؟

سيأتي الكلام على هذا السند، وهو أن الحسن العرني لم يسمع من ابن عباس.

202- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج6ص2) : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَقُ الْأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أُخْرِجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ، قَالَ: أَبُو بَكْرٍ أَخْرَجُوا نَبِيَّهُمْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ لَيَهْلِكُنَّ، فَنَزَلَتْ: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَكُونُ قِتَالٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَهِيَ أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله يقول (ج5ص325 بتحقيق ابراهيم عطوة) بعد أن حسنه: وقد رواه عبد الرحمن ابن مهدي وغيره عن سفيان ن عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير مرسلا ليس فيه عن ابن عباس.

حدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير مرسلاً ليس فيه ابن عباس.

ثم ذكره أيضا من طريق أبي أحمد الزبيري وهو محمد بن عبد الله مرسلاً.

(1/194)

تنبيهات

الأول: وقع تخليط بعد هذا الحديث في "تحفة الأحوذي" طبعة مصرية بتحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن عثمان، علم بالمقابلة على الطبعة الهندية، والطبعة التي بتحقيق ابراهيم عطوة و "تفسير ابن كثير" (ج3ص225) .

الثاني: قد روى هذا الحديث ابن جرير (ج17ص172) والطبراني (ج12ص16) من طريق قيس بن الربيع، عن الأعمش متصلا، وقيس بن الربيع ضعيف.

الثالث: عند الترمذي من طريق شيخه سفيان بن وكيع، زيادة (وكيع) مع اسحاق الأزرق، فقال الترمذي (ج9ص15) : حدثنا سفيان بن وكيع، أخبرنا أبي واسحاق بن يوسف الأزرق به.

ولكن سفيان بن وكيع ضعيف، فالظاهر أنه تفرد بوصله اسحاق بن يوسف الأزرق، والله أعلم.

الرابع: قد روى هذا الحديث الإمام أحمد في "المسند" (ج1ص216) والترمذي والنسائي والحاكم (ج2ص66) وابن حبان كما في "الموارد" ص (409) والطبراني كما في "الأوائل" ص (58) كلهم من طريق سفيان عن الأعمش، وخالف الحاكم (ج3ص7) فرواه من طريق شعبة، عن الأعمش به، فصار شعبة متابعا لسفيان الذي اختلف عليه فيه، وقد بحثت حتى تعبت لعلي أجد طريق الحاكم عند غيره فلم أجد، ولا تطمئن النفس لما تفرد به الحاكم لكثرة أوهامه، على أن في السند علي بن سعيد وهما اثنان أحدهما: حافظ متفق على جلالته، والآخر حافظ فيه ضعف، ولم يتميز لي أيهما، فالحاصل أني لا أعتمد على الحاكم فيما تفرد به لكثرة أوهامه.

وقد تتبعت من "المستدرك" الكثير من الأوهام التي سكت عليها الإمام الذهبي، وأنا إن شاء الله مستمر في إكمال الباقي ثم إخراجه يسر الله ذلك (1) .

_________

(1) وقد خرج الكتاب مطبوعاً بحمد الله.

(1/195)

203- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج4 ص239) : حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ وَيَحْيَى بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ، فَصَلَّى ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْهَا رَكْعَتَا الْفَجْرِ، حَزَرْتُ قِيَامَهُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِقَدْرِ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ.

لَمْ يَقُلْ نُوحٌ مِنْهَا رَكْعَتَا الْفَجْرِ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم ثقات رجال الصحيح، إلا نوح بن حبيب، وهو موثق ومقرون، ولكن عكرمة بن خالد قال الإمام أحمد: لم يسمع من ابن عباس. كما في "تهذيب التهذيب".

204 - قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج5 ص414) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَنبَأَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِى سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِىِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَدَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ أُغَيْلِمَةَ بَنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى حُمُرَاتٍ فَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا وَيَقُولُ: " أُبَيْنِىَّ (1) لاَ تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ".

قَالَ أَبُو دَاوُدَ اللَّطْحُ الضَّرْبُ اللَّيِّنُ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب

_________

(1) في "النهاية": بعد ذكره الحديث وقد اختُلف في صيغتها ومعناها: فقيل إنه تصغير أبنى كأعمى وأُعَيْمَى وهو اسم مفرد يدل على الجمع. وقيل إنّ ابْناً يُجمع على أبْنَا مقصورا وممدودا. وقيل هو تصغير ابن وفيه نظر. وقال أبو عُبيد: هو تصغير بَنِيَّ جمع ابن مضافا إلى النفس فهذا يُوجب أن تكون صيغة اللفظ في الحديث (أُبَيْنِيّ) , بوزن (سُرَيْجِيّ) , وهذه التقديرات على اختلاف الروايات. /هـ

(1/196)

التهذيب" في ترجمة الحسن بن عبد الله العرني: قال أحمد بن حنبل: العرني لم يسمع من ابن عباس شيئاً. وقال أبو حاتم: لم يدركه. اهـ

205- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج6 ص321) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ أَخْبَرَنِى أَبُو أَحْمَدَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَسْلَمَتِ امْرَأَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَتَزَوَّجَتْ فَجَاءَ زَوْجُهَا إِلَى النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى قَدْ كُنْتُ أَسْلَمْتُ وَعَلِمَتْ بِإِسْلاَمِى فَانْتَزَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مِنْ زَوْجِهَا الآخَرِ وَرَدَّهَا إِلَى زَوْجِهَا الأَوَّلِ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، لكن رواية سماك عن عكرمة مضطربة، قاله علي بن المديني كما في "تهذيب التهذيب".

206- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج9 ص175) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِى ابْنَ مُحَمَّدٍ - عَنْ عَمْرٍو - يَعْنِى ابْنَ أَبِى عَمْرٍو - عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً لَزِمَ غَرِيمًا لَهُ بِعَشْرَةِ دَنَانِيرَ فَقَالَ وَاللَّهِ لاَ أُفَارِقُكَ حَتَّى تَقْضِيَنِى أَوْ تَأْتِيَنِى بِحَمِيلٍ فَتَحَمَّلَ بِهَا النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ بِقَدْرِ مَا وَعَدَهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ " مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَ هَذَا الذَّهَبَ ". قَالَ مِنْ مَعْدِنٍ. قَالَ " لاَ حَاجَةَ لَنَا فِيهَا وَلَيْسَ فِيهَا خَيْرٌ ". فَقَضَاهَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

ظاهر هذا الحديث أنه حسن، لكن قال الحافظ ابن رجب في "شرح علل الحديث للترمذي" في الكلام على عمرو بن أبي عمرو: وقال البخاري: هو صدوق، لكن روى عن عكرمة مناكير ولم يذكر في شئ منها أنه سمع من عكرمة، نقله عنه الترمذي في كتاب "العلل" إلى أن قال ابن رجب: وقال أحمد: كل أحاديثه عن عكرمة مضطربة، لكنه نسب الاضطراب إلى عكرمة لا إلى عمرو.

(1/197)

207- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج10 ص18) حدثنا أحمد بن الحسن حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال: بينما نحن عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال بأبي أنت وأمي تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمت في صدرك؟ قال أجل يا رسول الله فعلمني قال إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب وقد قال أخي يعقوب لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي} يقول حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم يستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وآلم تنزيل السجدة وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله وصل علي وأحسن وعلى سائر النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ثم قل في آخر ذلك اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف مالا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني اللهم بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني اللهم بديع السموات

(1/198)

والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري وأن تطلق به لساني وأن تفرج به عن قلبي وأن تشرح به صدري وأن تعمل به بدني لأنه لا يعينني على الحق غيرك ولا يؤتيه إلا أنت ولا حول ولا وقوة إلا بالله العلي العظيم يا أبا الحسن فافعل ذلك ثلاث جمع أو خمس أو سبع يجاب بإذن الله والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط)

قال عبد الله بن عباس: فوالله ما لبث علي إلا خمسا أو سبعا حتى جاء علي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في مثل ذلك المجلس فقال يا رسول الله إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات أو نحوهن وإذا قرأتهن على نفسي تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها وإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلت وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عند ذلك مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن)

هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم. وأخرجه الحاكم (ج1ص316) وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه. فتعقبه الذهبي فقال: قلت: هذا حديث منكر شاذ، أخاف أن يكون موضوعاً، وقد حيَّرني والله جودة سنده. اهـ

وأخرجه الطبراني في " الكبير" (ج11ص317) حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا هشام بن عمار ثنا محمد بن إبراهيم القرشي حدثني أبو صالح (1)

_________

(1) كذا في المعجم وصوابه أبو صالح عن عكرمة، ويقول ابن الجوزي ان أبا صالح إسحاق بن نجيح الملطي.

(1/199)

وعكرمة عن ابن عباس به

وذكره الحافظ ابن كثير في "فضائل القران" وقال بعد قول الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولاشك أن سنده من الوليد على شرط الشيخين حيث صرح الوليد بالسماع من ابن جريج فالله أعلم فإنه من البين غرابته بل نكارته والله أعلم. اهـ

وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" (ج2ص138) وذكر أن في سند الطبراني محمد بن إبراهيم القرشي مجروح، وأما بسند الوليد بن مسلم فقال: إن فيه محمد بن الحسن النقاش ونقل عن طلحة بن محمد بن جعفرأنه قال: كان النقاش يكذب. اهـ

وذكر الذهبي في ترجمة محمد بن إبراهيم القرشي أنه روى خبراً موضوعاً في الدعاء لحفظ القران.

قال أبوعبد الرحمن: كتبتُ هذا الحديث لأن ظاهره أنه حسن، كما قاله الترمذي وما علمت عالماً صححه من العلماء الأولين إلا الترمذي والحاكم وهما متساهلان، وقد رأيتَ ماذا قال أئمة النقد حول الحديث.

وقال الحافظ الذهبي في " ميزان الإعتدال"في ترجمة سليمان بن عبد الرحمنبعد أن أبان أنه ثقة مطلقاً ذكر له هذا الحديث ثم قال: وهو - مع نظافة سنده - حديث منكر جداً في نفسي منه شيء فالله أعلم فلعل سليمان شبه له وأدخل عليه كما قال فيه أبو حاتم لو أن رجلا وضع له حديثا لم يفهم. اهـ

وقال في ترجمة الوليد بن مسلم قلت ومن أنكر ما أتى حديث حفظ القرآن رواه الترمذي. اهـ

وقال الحافظ بن رجب رحمه الله في "شرح علل الترمذي" (ج2ص77) : ومنه قول أبي أحمد الحاكم في حديث علي الطويل في الدعاء لحفظ القرآن إنه يشبه أحاديث القصاص. اهـ

208- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج40 ص135) : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ

(1/200)

عُثْمَانَ أَبُو الْجَوْزَاءِ - وَهُوَ ثِقَةٌ بَصْرِيٌّ أَخُو أَبِي الْعَالِيَةِ- قَالَ أَنْبَأَنَا حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ)

هذا الحديث إذا نظرت إليه وجدت سنده رجال الصحيح، لكنَّ النسائي رحمه الله روى بعده من طريق سفيان (1) عن عمرو, عن محمد (2) بن جبير عن ابن عباس.

وتابع سفيان ابن جريج عن عمرو بن دينار به كما في طتحفة الأشراف" فعلى هذا فحديث حماد بن سلمة منقطع.

209- قال الإمام البزار رحمه الله كما في " كشف الأستار" (ج4 ص94) حَدَّثنا سَهْل بن بحر، قال: حَدَّثنا أبو نعيم، قال: حَدَّثنا عصام بن قدامة، عَن عِكْرِمة، عَن ابنِ عباس، رَضِي الله عنهما، قال: قال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لنسائه: ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأديب تخرج كلاب حوأب فيقتل عن يمينها، وعَن يسارها قتلى كثيراً ثم تنجو بعدما كادت.

حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا عبيد الله (3) بن موسى عن عصام بن قدامة البجلي، عن عكرمة.

قال الهيثمي: قلت: فذكر نحوه غير أنه قال: (تقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثيرة)

_________

(1) وهو أثبت الناس في عمرو بن دينار.

(2) في الأصل: محمد بن حنين والصواب ما أثبتناه كما في "تحفة الأشراف".

(3) في الأصل (عبد الله) والصواب ما أثبتناه كما في ترجمة محمد بن عثمان بن كرامة من "تهذيب الكمال".

(1/201)

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد.

قال أبو عبد الرحمن: وظاهره الحسن، وسهل بن بحر ترجمه ابن أبي حاتم ثم قال: كتبت عنه بالري مع أبي وكان صدوقاً. اهـ. وبقية الرجال مترجم لهم في "تهذيب التهذيب" وسهل بن بحر متابع كما ترى، على أنه حسن الحديث لو تفرد، ومخرج الحديث هو عصام بن قدامة، وأقل أحواله أنه حسن الحديث، كما في ترجمته في "تهذيب التهذيب".

ولكن أبا حاتم يذكر في "العلل" (ج2ص426) أنه سأل أباه عن هذا الحديث فقال: لم يرو هذا الحديث غير عصام، وهو حديث منكر لا يروى من طريق غيره. اهـ

قلت: والحديث صحيح من حديث عائشة في "مسند أحمد" والبزار كما في "كشف الأستار" (ج4ص94) وقد أخرجته في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" بمعناه.

210- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج2 ص399) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالاَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّى فَذَهَبَ جَدْىٌ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَتَّقِيهِ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وهو منقطع فيحيى بن الجزار لم يسمعه من ابن عباس كما في "تهذيب التهذيب".

وفي "المسند" (ج1ص291) : عفان ثنا شعبة قال أخبرني عمرو قال سمعت يحيى بن الجزار عن بن عباس لم يسمعه منه، وذكر الحديث.

211- قال الإمام أبو يعلى الموصلي رحمه الله في " المسند" (ج4 ص217) : حدثنا أحمد بن جميل المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا رباح بن

(1/202)

زيد عن عمر بن حبيب عن القاسم بن أبي بزة عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس أنه يحد ث أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: إن أول شيء خلقه الله القلم وأمره فكتب كل شيء.

الحديث ظاهره الصحة، فرجاله كلهم ثقات، أحمد بن جميل المروزي، قال أبوحاتم: صدوق، وقال ابن معين: ليس به بأس. ومعنى ليس به بأس عند ابن معين: ثقةكما في "مقدمة ابن الصلاح"ص (111) لكن أحمد بن جميل سمع من ابن المبارك وهو صغير كان يقول: كنت أسمع منه وأنا أنظر إلى العصافير. اهـ من "تعجيل المنفعة".

وقد تابع أحمد بن جميل عليه نعيم بن حماد الخزاعي، عند عثمان بن سعيد الدارمي ص (121) وعند ابن جرير (ج29ص16) ونعيم بن حماد فيه كلام، لكنه قد تابعهما علي بن الحسن بن شقيق عند الطبري في "النفسير" أيضاً، وتابعهم يعمر بن بشر عند ابن أبي عاصم في "السنة" (ج1ص50) ويعمر ترجمه ابن أبي حاتم فقال: روى عن ابن المبارك، وروى عنه أحمد بن سنان الواسطي، وحجاج بن حمزة وغيرهما. ولم يذكر ابن أبي حاتم فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مستور الحال، يصلح في الشواهد والمتابعات.

وأما قول الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله في "تخريج السنة": إن يعمر بن بشر تابعه الإمام أحمد فهو وهم، فلعله توهم (أحمد بن جميل) (أحمد بن حنبل) واغتر بما في "الأسماء والصفات" للبيهقي من التصحيف، والله أعلم.

وبعد هذا البحث تعلم أن مخرج الحديث الإمام ابن المبارك يرويه عن رباح ابن زيد، عن عمر بن حبيب، عن القاسم بن أبي بزة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به مرفوعاً.

وقد خالف هذه الطريق ما هو أرجح منها، وإليكها بالتفصيل.

قال الإمام عبد الله بن أحمد في "السنة"ص (131) : حدثني أبي نا جرير عن عطاء عن أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنه قال أول ما خلق الله القلم ثم قال له اكتب قال ما اكتب قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.

(1/203)

عطاء بن السائب مختلط، وجرير بن عبد الحميد سمع منه بعد الاختلاط، ولكن الوقف له طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما.

قال الإمام عبد الله بن أحمد في "السنة"ص (131) حدثني أبي نا هشيم أنا منصور يعني ابن زاذان عن الحكم بن عتيبة عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال إن أول ما خلق الله عز وجل القلم قال وأمره فكتب ما هو كائن قال فكتب فيما كتب تبت يدا أبي لهب.

هذا الأثر صحيح، وأبو ظبيان اسمه حصين بن جندب.

قال ابن جرير رحمه الله (ج29ص16) حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن مجاهد قال: قلت لابن عباس.. وذكر الأثر موقوفاً، وسنده صحيح كما ترى، وأبو هاشم هو الرماني.

ثم ذكره من حديث شعبة، قال: ثنا أبو هاشم، وفيه التردد في الصحابي أهو ابن عباس أو ابن عمر، ولا يضر التردد هنا، فهو من طريق سفيان وهو الثوري مجزوم به أنه ابن عباس، فلا يضر التردد من شعبة، فسفيان أرجح من شعبة كما هو معلوم من ترجمتيهمت ومن قول شعبة: سفيان أحفظ مني. على أن الطريق المرفوعة تنتهي إلى القاسم بن أبي بِزَّةَ وقد جاء في "السنة" لعبد الله بن أحمد ص (36) بسند أصح من المرفوع، قال عبد الله: حدثني أبي نا يحيى بن سعيد عن هشام يعني الدستوائي حدثني القاسم ابن أبي بزة حدثني عروة بن عامر قال سمعت ابن عباس.. فذكره موقوفاً، فعُلِمَ بهذا أن المرفوع شاذٌّ وأن الصحيح وَقفُه على ابن عباس رضي الله عنهما.

وقد صح الحديث مرفوعاً من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وقد كتبته بأسانيده في "الجامع الصحيح في القدر"ص (102، 103) .

212- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج3 ص639) : حدثنا قتيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس: أن

(1/204)

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أفاض قبل طلوع الشمس

قال أبو عيسى حديث ابن عباس حديث حسن صحيح.

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام أحمد يقول: لم يسمع الحكم من مقسم إلا خمسة أحاديث ذكرها الحافظ في " تهذسي التهذيب" وليس هذا منها.

213- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1 ص246) رقم (2211) حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَرْبَعًا عُمْرَةً مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ وَعُمْرَةَ الْقَضَاءِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ قَابِلٍ وَعُمْرَةَ الثَّالِثَةِ مِنْ الْجِعِرَّانَةِ وَالرَّابِعَةَ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ.

وأخرجه أبو داود (ج5ص470) .

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله (ج3 ص547) بعد أن رواه من طريق داود بن عبد الرحمن قال: حديث ابن عباس حديث حسن غريب وروى ابن عيينة هذا الحديث عن عمرو بن دينار عن عكرمة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ اعتمر أربع عمر ولم يذكر فيه (عن ابن عباس) قال حدثنا بذلك سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فذكر نحوه. اهـ

وسفيان ابن عيينة هو أثبت الناس في عمرو بن دينار، فتكون رواية داود بن عبد الرحمن شاذة والله أعلم.

قال البيهقي في "السنن الكبرى" (ج5 ص12) بعد أن روى الحديث: قال أبو الحسن يعني -علي بن عبد العزيز- ليس أحد يقول في هذا الحديث عن بن عباس إلا داود بن عبد الرحمن قال الشيخ قد رواه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ اعتمر مرسلا قال البخاري داود بن عبد الرحمن صدوق إلا أنه ربما

(1/205)

يهم في الشيء.

214- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج5 ص81) : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِىُّ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) قَالَ كَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ عُمَرُ - رضى الله عنه- أَنَا أُفَرِّجُ عَنْكُمْ. فَانْطَلَقَ فَقَالَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ إِنَّهُ كَبُرَ عَلَى أَصْحَابِكَ هَذِهِ الآيَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضِ الزَّكَاةَ إِلاَّ لِيُطَيِّبَ مَا بَقِىَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ وَإِنَّمَا فَرَضَ الْمَوَارِيثَ لِتَكُونَ لِمَنْ بَعْدَكُمْ ". فَكَبَّرَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ لَهُ " أَلاَ أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ "

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته رجال الصحيح، وغيلان هو ابن جامع من رجال مسلم، فظاهره أنه على شرط مسلم، وقد كنت اغتررت بذلك حتى أفادني بعض إخواني في الله أن شعبة يقول: لم يسمع جعفر بن إياس من مجاهد كما في "تهذيب التهذيب".

ثم أوقفني بعض إخواني في الله على " سلسلة " الشيخ الضعيفة رقم (1319) فإذا الحديث فيها انقطاع بين غيلان وجعفر بن إياس، والساقط عثمان بن عمير أبو اليقظان، وهو ضعيف.

215- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج3ص459) : حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوارث عن يونس عن الحسن عن ابن عباس: قال أمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بصوم يوم عاشوراء يوم العاشر

قال أبو عيسى حديث ابن عباس حسن صحيح.

(1/206)

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع، الحسن لم يسمع من ابن عباس كما في "جامع التحصي" عن أحمد ويحيى وبهز بن أسد وابن المديني. وفي "عون المعبود" أن أصحاب الأطراف حملو قول الترمذي: حسن صحيح على حديث قبله لابن عباس.

216- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص204) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ - يَعْنِى ابْنَ مُوسَى - عَنْ عَلِىِّ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ - وَكَانَ النَّضِيرُ أَشْرَفَ مِنْ قُرَيْظَةَ - فَكَانَ إِذَا قَتَلَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْظَةَ رَجُلاً مِنَ النَّضِيرِ قُتِلَ بِهِ وَإِذَا قَتَلَ رَجُلٌ مِنَ النَّضِيرِ رَجُلاً مِنْ قُرَيْظَةَ فُودِىَ بِمِائَةِ وَسْقٍ مِنْ تَمْرٍ فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَتَلَ رَجُلٌ مِنَ النَّضِيرِ رَجُلاً مِنْ قُرَيْظَةَ فَقَالُوا ادْفَعُوهُ إِلَيْنَا نَقْتُلْهُ. فَقَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَأَتَوْهُ فَنَزَلَتْ (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) وَالْقِسْطُ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ ثُمَّ نَزَلَتْ (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ) . قَالَ أَبُو دَاوُدَ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ جَمِيعًا مِنْ وَلَدِ هَارُونَ النَّبِىِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

قال أبو عبد الرحمن هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكن رواية سماك عن عكرمة مضطربة.

217- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص157) : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ أَبِى عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ " مَنْ أَتَى بَهِيمَةً فَاقْتُلُوهُ

(1/207)

وَاقْتُلُوهَا مَعَهُ ". قَالَ قُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُ الْبَهِيمَةِ قَالَ مَا أُرَاهُ إِلاَّ قَالَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُؤْكَلَ لَحْمُهَا وَقَدْ عُمِلَ بِهَا ذَلِكَ الْعَمَلُ.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ لَيْسَ هَذَا بِالْقَوِىِّ.

قال أبو عبد الرحمن: تقدم ما قيل في رواية عمر بن أبي عمرو عن عكرمة (1) .

218- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص153) : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ النُّفَيْلِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِى عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِى عَمْرٍو مِثْلَهُ وَرَوَاهُ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ وَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ.

الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بأنه حسن، ولكن رواية عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة مضطربة كما تقدم.

وعباد بن منصور ضعيف ومدلس، وقد دلس إبراهيم بن أبي يحيى وداود بن الحصين كما في "الميزان" وإبراهيم بن أبي يحيى تالف.

وأحديث داود بن الحصين عن عكرمة مناكير، قاله أبو داود كما في " الميزان".

وقد سأل ابن أبي حاتم أباه (ج1ص455) عن حديث إبراهيم ابن أبي حبيبة، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، فقال: هذا حديث منكر، لم يروه غير ابن أبي حبيبة.

قال أبو عبد الرحمن: وإبراهيم بن أبي حبيبة هو إبراهيم بن سالم بن أي حبيبة مختلف فيه

_________

(1) في التعليق على حديث رقم (206) .

(1/208)

والراجح ضعفه، وقد رأيتَ أن أبا حاتم حمن على حديثه بأنه منكر.

219- قال الإمام أبو عيسى الترمذي رحمه الله (ج10ص266) : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن ثور بن يزيد عن مكحول عن كريب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ للعباس إذا كان غداة الاثنين فأتني أنت وولدك حتى أدعو لك بدعوة ينفعك الله بها وولدك فغدا وغدونا معه وألبسنا كساء ثم قال اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا اللهم أحفظه في ولده

قال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

الحديث ظاهره الحسن، كما قال الترمذيرحمه الله، لكن الحافظ المزي رحمه الله يقول في ترجمة عبد الوهاب بن عطاء: وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل أبو زرعة عنه فقال روى عن ثور بن يزيد حديثين ليسا من حديث ثور وذكر عن يحيى بن معين هذين الحديثين فقال لم يذكر فيهما الخبر وقال صالح بن محمد الأسدي أنكروا على الخفاف حديثا رواه لثور بن يزيد عن مكحول عن كريب عن بن عباس حديثا في فضل العباس وما أنكروا عليه غيره فكان يحيى بن معين يقول هذا موضوع وعبد الوهاب لم يقل فيه حدثنا ثور ولعله دلس فيه وهو ثقة ثم ذكر الحافظ المزي هذا الحديث. اهـ

وكذا ذكر الحافظ الذهبي هذا الحديث في ترجمته يعني أنه تفرد به. والله المستعان.

220- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص391) : حدثنا علي بن محمد. حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأرقم ابن شرحبيل عن ابن عباس قال: لما مرض رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة. فقال (ادعوا لي عليا) قالت عائشة يا رسول الله

(1/209)

ندعو لك أبا بكر؟ قال (ادعوه) قالت حفصة يا رسول الله ندعو لك عمر؟ قال (ادعوه) قالت أم الفضل يا رسول الله ندعو لك العباس؟ قال نعم. فلما اجتمعوا رفع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رأسه. فنظر فسكت. فقال عمر قوموا عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. ثم جاء بلال يؤذنه بالصلاة. فقال (مروا أبا بكر فليصل بالناس) فقالت عائشة يا رسول الله أن أبا بكر رجل رقيق حصر. ومتى لا يراك يبكي والناس يبكون. فلو أمرت عمر يصلي بالناس. فخرج أبو بكر فصلى بالناس. فوجد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ من نفسه خفة. فخرج يهادي بين رجلين. ورجلاه تخطان في الأرض. فلما رآه الناس سبحوا بأبي بكر. فذهب ليستأخر. فأومأ إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أي مكانك. فجاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فجلس عن يمينه. وقام أبو بكر. وكان أبو بكر يأتم بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ والناس يأتمون بأبي بكر. قال ابن عباس وأخذ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ من القراءة من حيث كان بلغ أبو بكر

قال وكيع وكذا السنة. قال فمات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في مرضه ذلك.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم ثقات، ولكن أبا إسحاق مدلس ولم يصرح بالتحديث، قال الإمام البخاري رحمه الله في "التاريخ" في ترجمة أرقم بن شرحبيل: ولم يذكر أبو إسحاق سماعاً منه.

221- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص189) : حدثنا هشام بن عمار. حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين. حدثنا الأوزعي عن عطاء بن أبي رباح قال: سمعت ابن عباس يخبر أن رجلا أصابه جرح في رأسه على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. ثم أصابه احتلام. فأُمر

(1/210)

بالإغتسال فاغتسل فكُزَّ (1) فمات. فبلغ ذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فقال (قتلوه. قتلهم الله. أو لم يكن شفاء العي السؤال) . قال عطاء وبلغنا أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال (لو غسل جسده وترك رأسه حيث أصابه الجراح) .

هشام ابن عمار فيه كلام، وليس هو المقصود هنا، وبقية رجال السند ثقات، ولكن البوصيري يقول في "مصباح الزجاجة": هذا إسناد منقطع قال الدارقطني الأوزاعي عن عطاء مرسل انتهى. رواه أبو داود عن نضر بن عاصم الأنطاكي حدثنا محمد بن شعيب أخبرني الأوزاعي أنه بلغه عن عطاء بن أبي رباح فذكره بإسناده ومتنه. اهـ المراد من "مصباح الزجاجة".

وقد ذكر للأوزاعي متابعاً، ولسنا بصدد صحة الحديث من ضعفه، ولكن المقصود بيان سند ظاهره الصحة وفيه كلام.

222- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص307) : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ زَعَمَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ غَنَمًا يَوْمَ النَّحْرِ فِي أَصْحَابِهِ وَقَالَ اذْبَحُوهَا لِعُمْرَتِكُمْ فَإِنَّهَا تُجْزِئُ عَنْكُمْ فَأَصَابَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ تَيْسٌ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى ظاهره قلت: هو على شرط البخاري، ولكني رجعت إلى " تحفة الأشراف" فلم أجد في هذه الترجمة إلا حديثين خارج "الصحيحين"، فعلمت أن بهما شيئاً، فرجعت إلى "جامع التحصيل" فإذا علي بن المديني يقول: لم يلق ابن جريج عكرمة، وما ذكر في "المسند" (أخبرني عكرمة) يحمل على أنه وهم من حجاج بن محمد ذلك لأنه لم يثبت أحد سماع ابن جريج من عكرمة، فعلم أن ما في "المسند" وهمٌ. والله أعلم.

_________

(1) الكز مرض يؤخد من شدة البرد. كما في "مختار الصحاح".

(1/211)

223- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص240) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي السَّلَفِ فِي حَبَلِ الْحَبَلَةِ رِبًا.

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الشيخين، ولكن الإمام الترمذي بعد أن ذكره (ج4ص423) فقال: حدثنا قتيبة حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نهى عن بيع الحبل الحبلة قال وفي الباب عن عبد الله بن عباس وأبي سعيد الخدري

قال حديث ابن عمر حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم وحبل الحبلة نتاج النتاج وهو بيع مفسوخ عند أهل العلم وهو من بيوع الغرر وقد روى شعبة هذا الحديث عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وروى عبد الوهاب الثقفي وغيره عن أيوب عن سعيد بن جبير ونافع عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وهذا أصح. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: وحديث ابن عمر متفق عليه، وحديث ابن عباس شاذ.

224- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص231) : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرْسَلْتَ الْكَلْبَ فَأَكَلَ مِنْ الصَّيْدِ فَلَا تَأْكُلْ فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ وَإِذَا أَرْسَلْتَهُ فَقَتَلَ وَلَمْ يَأْكُلْ فَكُلْ فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى صَاحِبِهِ)

قَالَ عَبْد اللَّهِ: (وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَضَرَبَ عَلَيْهِ أَبِي كَذَا قَالَ أَسْبَاطٌ) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدت رجاله رجال الصحيح، وحماد هو ابن أبي سليمان، ولكن الحديث ضعيف، لأن إبراهيم هو ابن يزيد النخعي لم يسمع من ابن عباس ففي "تهذيب التهذيب": وقال ابن المديني لم يلق النخعي أحدا من أصحاب

(1/212)

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فقلت (1) له فعائشة قال هذا لم يروه غير سعيد ابن أبي عروبة عن أبي معشر عن ابراهيم وهو ضعيف وقد رأى أبا جحيفة وزيد بن أرقم وابن أبي أوفى ولم يسمع من ابن عباس..اهـ

225- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص215) : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ سَافَرَ مِنْ الْمَدِينَةِ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ.

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الشيخين. ومنصور هو ابن راذان، ولكن في "جامع التحصيل" في ترجمة محمد بن سيرين: قال أحمد وابن المديني لم يسمع من بن عباس شيئا قال أحمد إنما يقول نُبِّئت عن ابن عباس وقد سمع من أبي هريرة وابن عمر وقال خالد الحذاء كل شيء قال بن سيرين نبئت عن بن عباس إنما سمعه من عكرمة لقيه أيام المختار بالكوفة.

226- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص294) : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ يُونُسَ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِائَةٍ وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ وَلَا يُغْلَبُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ) .

الحديث بهذا السند ظاهره أنه على شرط الشيخين، ولكن إليك ما ذكره ابن أبي حاتم (ج1ص347) قال: وسألت أبي عن حديث؛ رواه وهب بن جرير، عن أبيه، عن يحيى بن أيوب، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، فذكره.

_________

(1) القائل (فقات له) هو محمد بن أحمد البراء كما في "المراسيل"لإبن أبي حاتم ص (8) وفيه: وقد رأى أبا جحيفة وزيد بن أرقم وابن أبي أوفى يعني عبد الله ولم يسمع منهم. ولم يذكر ابن عباس.

(1/213)

ورواه لوين: محمد بن سليمان، عن حبان بن علي أخي مندل، عن عقيل، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

ورواه ليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قال ... ، فسمعت أبي يقول: مرسل أشبه، لا يحتمل هذا الكلام يكون كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. اهـ المراد منه.

وقال الترمذي (ج5ص66) : بعد ما ذكره: هذا حديث حسن غريب لا يسنده كبير أحد غير جرير بن حازم وإنما روى هذا الحديث عن الزهري وعن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، ثم ذكر ما تقدم من أنه قد رواه حبان بن علي مسنداً، وذكر روية الليث المرسلة. اهـ المراد منه.

وذكره أبو داود في "المراسيل" من حديث عقيل عن الزهري مرسلاً، قال أبو داود قد أسند هذا ولا يصح أسنده جرير بن حازم وهو خطأ. اهـ.

هذا ومما ينبغي أن يعلم أن مراسيل الزهري رحمه الله من أضعف المراسيل. والله أعلم.

227- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص880) : حدثنا محمد بن معمر. ثنا محمد بن كثير. ثنا سليمان بن كثير عن عمرو ابن دينار عن طاوس عن ابن عباس رفعه إلى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: (من قتل في عمية أو عصبية بحجر أو سوط أو عصا فعليه عقل الخطإ. ومن قتل عمدا فهو قود. ومن حال بينه وبينه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. لايقبل منه صرف ولاعدل) .

الحديث أخرجه النسائي (ج2ص40) من هذه الطريق وأخرجه قبلها فقال: أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال قال حدثنا سعيد بن سليمان قال أنبأنا سليمان بن كثير به.

وأخرجه (ج12ص282) فقال: حدثنا محمد بن أبي غالب أخبرنا سعيد بن سليمان عن سليمان بن كثير به.

(1/214)

هذا الحديث بهذا السند محتمل للتحسين، ولكن سليمان بن كثير خالف سفيان بن عيينة قال أبو داود رحمه الله (ج12ص281) حدثنا محمد بن عبيد حدثنا حماد ح وحدثنا ابن السرح حدثنا سفيان - وهذا حديثه - عن عمرو عن طاوس قال من قتل. وقال ابن عبيد قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ... الحديث.

فسليمان بن كثير شاذ، إذ قد خالف من هو أرجح منه، وهو سفيان بن عيينة، وسفيان أثبت الناس في عمرو بن دينار، فيكون الراجح أنه من قول طاوس أو مرفوعاً مرسلاً.

228- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج2ص396) : حدثنا أبو علي الحافظ أنبأ عبدان الأهوازي ثنا عمرو بن محمد الناقد ثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن شعبة عن جعفر بن إياس عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما: في قوله تعالى: {لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا} قال: أخطأ الكاتب حتى تستأذنوا

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدته على شرط الشيخين، كما يقول الحاكم رحمه الله، ولكن في "تهذيب التهذيب" أن شعبة قال: لم يسمع جعفر بن إياس من مجاهد شيئاً إنما هي صحيفة. اهـ

وفي "مقدمة الفتح" أن الشيخين لم يخرجا لجعفر عن مجاهد شيئاً.

والأثر ثابت من طريق شعبة وهشيم، عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس كما في "تفسير ابن جرير".

229- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص787) : حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن يسف. ثنا إسرائيل حدثنا سماك بن

(1/215)

حرب عن عكرمة عن ابن عباس أن قريشاً أتوا امرأة كاهنة. فقالوا لها أخبرينا أشبهنا أثراً بصاحب المقام. فقالت إن أنتم جررتم كساء على هذه السهلة ثم مشيتم عليها أنبأتكم. قال فجروا كساء. ثم مشى الناس عليها. فأبصرت أثر رسول الله. فقالت هذا أقربكم إليه شبها. ثم مكثوا بعد ذلك عشرين سنة أو ماشاء الله ثم بعث الله محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (ج3ص50) هذا إسناد صحيح رجاله ثقات وله شاهد من حديث عائشة رواه أصحاب الكتب الستة. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: سماك بن حرب روايته عن عكرمة مضطربة كما في " تهذيب التهذيب" عن علي بن المديني.

230- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج4ص380) : أنبأنا أبو عمار بن حسين حريث أنبأنا الفضل بن موسى عن معمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس: أن رجلا أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قد ظاهر من امرأته فوقع عليها فقال يا رسول الله! إني قد ظاهرت من زوجتي فوقعت عليها قبل أن أكفر فقال وما حملك على ذلك يرحمك الله؟ قال رأيت خلخالها في ضوء القمر قال فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله به

قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح.

الحديث ظاهر سنده أنه حسن، لكن الإمام النسائي رحمه الله ذكره (ج6ص167) : قالأخبرنا محمد بن رافع، قال حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا معمر الحكم بن أبان عن عكرمة مرسلاً. ثم قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه قال أنبأنا المعتمر (ح) وأنبأنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال حدثنا المعتمر قال سمعت الحكم بن أبان قال سمعت عكرمة مرسلاً. ثم قال الإمام النسائي المرسل

(1/216)

أولى بالصواب من المسند والله سبحانه وتعالى أعلم.

وفي "سنن أبي داود" (ج6ص306) : رواه عن الحكم مرسلاً سفيان وإسماعيل بن علية.

وفيها أيضاً: حدثنا أبو كامل أن عبد العزيز بن المختار حدثهم حدثنا خالد حدثنى محدث عن عكرمة فذكره مرسلاً. وخالد هو ابن مهران الحذاء.

فمعمر بن راشد يعتبر شاذاً، على أنه قد رواه عبد الرزاق مرسلاً، ولعل الوصل مما حدث به بالبصرة. والله أعلم.

231- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج12ص593) : حدثنا محمد بن يحيى. حدثنا سعيد بن سليمان. حدثنا محمد بن مسلم. حدثنا إبراهيم ابن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ (لم نر للمتحابين مثل النكاح) .

الحديث رجاله رجال الصحيح، ومحمد بن مسلم هو الطائفي والظاهر فيه أن حديثه لا ينزل عن الحسن ولكن الحاكم رحمه الله بعد إخراجه الحديث من طريق محمد بن مسلم به قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه لأن سفيان بن عيينة ومعمر بن راشد أوقفاه عن إبراهيم بن ميسرة على ابن عباس. اهـ

وقال ابن أبي شيبة (ج5ص228) معاذ عن ابن جريج عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكره.

فعلم أن وصله شاذ، وللحديث طرق أخرى ذكرها الشيخ ناصر حفظه الله في "الصحيحة" لا يرتقي بها الحديث إلى الحسن. والله أعلم.

232- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج14ص178) : حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة,

(1/217)

عن ابن عباس قال: إن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة والنحلة والهدهد والصرد.

وأخرجه ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1074) .

ثم إذا إلى سند الحديث وجدت رجاله رجال الصحيح، ولكن إليك ما قاله ابن أبي حاتم في "العلل) (ج2ص301) قال رحمه الله: وسألت أبي، وأبا زرعة، عن حديث؛ رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نهى عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد.

قلت لهما: وقد روى هذا الحديث هشام الدستوائي، وأبان العطار، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ.

فقالا: رواه ابن جريج، عن عبد الله بن أبي لبيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس.

وقالا: سمعنا علي بن المديني يذكر عن يحيى بن سعيد، عن الثوري، قال: اطلعت في كتاب ابن جريج فوجدت فيه عن عبد الله بن أبي لبيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس.

قال أبو زرعة: وهو أصح.

ورواه رباح، عن معمر، عن الزهري، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ.

وروى أيوب بن سويد، عن ابن جريج، عن الزهري، عن سليمان بن يسار، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، وأخطأ فيه، ولم يسمع ابن جريج من الزهري هذا الحديث وقد روى بعضهم عن ابن جريج هذا الحديث، فقال: حدثت عن الزهري.

وروى هذا الحديث حارث الخازن شيخ بهمذان، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، وأخطأ فيه الشيخ، يشبه أن يكون دخل له حديث في حديث، وليس هذا الحديث من حديث إبراهيم بن سعد.

قلت لأبي زرعة: ما حال هذا الشيخ الهمذاني؟ قال: كان شيخا لم يبلغني عنه أنه حدث بحديث منكر إلا هذا، وقد كان كتب عن أبي معشر حديثا كثيرا.

قلت لأبي زرعة: فما وجه هذا الحديث عندك؟ قال: أخطأ فيه عبد الرازق،

(1/218)

والصحيح من حديث معمر, عن الزهري أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، مرسلا.

وأما نفس الحديث فالصحيح عندنا على ما روي في كتاب ابن جريج: عن عبد الله بن أبي لبيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

قلت: أليس هشام وأبان العطار رويا عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ؟ قال: بلى، ولكن زيادة الحافظ على الحافظ تقبل. اهـ

فالحاصل أن رواية عبد الرزاق معلة، ورواية ابن جريج، عن عبد الله بن أبي لبيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ صحيحة والله أعلم.

233- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص215) : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ

وقال (ص271) حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَ مُوسَى بِمَا صَنَعَ قَوْمُهُ فِي الْعِجْلِ فَلَمْ يُلْقِ الْأَلْوَاحَ فَلَمَّا عَايَنَ مَا صَنَعُوا أَلْقَى الْأَلْوَاحَ فَانْكَسَرَتْ

أخرجه الحاكم رحمه الله (ج2ص321) وابن حبان (14/رقم6213) وابن عدي في "الكامل (ج7ص2596) كلهم من طريق هشيم عن أبى بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس مرفوعاً.

وساق ابن عدي سنده إلى يحيى بن حسان يقول هشيم لم يسمع حديث أبى بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس (ليس الخبر كالمعاينة) إنما دلسه.

قال ابن عدي: ويقال ان هذا لم يسمعه هشيم من أبى بشر إنما سمعه من أبى عوانة عن أبى بشر فدلسه. اهـ

(1/219)

وطريق أبي عوانة عن أبى بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباسأخرجا البزار كما في "كسف الأستار" (1/رقم200) وابن حبان (14/رقم6214) من طريق أبي داور والحاكم (ج2ص380) من طريق عفان والطبراني في "الكبير" (12/رقم124510) من طريق محمد بن أبي نعيم الواسطي وابن عدي (ج7ص2596) من طريق حماد كلهم عن أبي عوانة به.

وهذا حديث صحيح الإسناد. والله أعلم.

234- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج1ص236) : أخبرنا أبو محمد الحسن بن حليم (1) المروزي أنبأ أبو الموجه أنبأ يوسف بن عيسى وأبو عمار قالا: ثنا الفضل بن موسى ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يلتفت في صلاته يمينا وشمالا ولا يلوي عنقه خلف ظهره

هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بما حكم عليه الحاكم رحمه الله، ولكن إليك ما ذكره المزي رحمه الله في "تحفة الأشراف" عقب هذا الحديث فيعد أن ذكره من حديث الفضل بن موسى، منحديث أبي داود رحمه الله ذكر عن أبي داود أنه ذكره عن هناد بن السري، عن وكيع، عن عبد الله بن سعيد عن رجل، عن عكرمة، عن النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال- يعني أبا داود -: وهذا أصح.

ثم ذكر المزي أنه قال في حديث الفضل أنه: غريب. وقال الترمذي: قد خالف وكيع الفضل ثم قال: عن محمود عن وكيع عن عبد الله بن سعيد عن بعض أصحاب عكرمة: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بنحوه، ولم يقل عكرمة. اهـ.

_________

(1) في "المستدرك"حكيم، والصواب ما أثبتناه، بعد الحاء لام من الحلم، وهو الحسن بن محمد بن حليم.

(1/220)

235- قال الإمام الطبراني رحمه الله في "المعجم الكبير" (ج12ص63) : حدثنا الوليد بن العباس العداس المصري ثنا أبو صالح الحراني ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قرأ (في عين حمئة) .

وذكره في "المعجم الضغير" (ص460) وقال: لم يروه عن بن خثيم إلا حماد تفرد به أبو صالح. اهـ

قلت: وأبو صالح هو عبد الغفار بن داود، كما في - السند في "الصغير"-.

وشيخ الطبراني ضعيف كما في " الميزان" و "اللسان" (1) ولكن رواه الحاكم (ج2ص244) فقال: حدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا عبيد بن شريك (2) البزاز ثنا أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ {في عين حمئة}

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

الحديث ظاهره كما يقول الحاكم رحمه الله، ولكن إليك ما قاله الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج1ص255-256) قال رحمه الله: حدثنا علي بن عبد الرحمن (3) ابن محمد بن المغيرة، حدثنا عبد الغفار بن داود الحراني، حدثنا حماد بن سلمة به.

ثم قال رحمه الله: وكأن هذا الحديث مما لم يرفعه أحد من حديث حماد بن سلمة

_________

(1) في "اللسان" نسبه الوليد بن العباس البصري إلى البصرة، والصواب إلى مصر كما في المصادر الأخرىى منها "الميزان".

(2) هو عبيد بن عبد الواحد بن شريك.

(3) قال الحافظ في التقريب: صدوق

(1/221)

غير عبد الغفار بن داود، وهو مما يخطئه فيه أهل الحديث ويقولون: إنه موقوف على ابن عباس وقد خالفه فيه أصحاب حماد فلم يرفعوه فممن خالفه فيه منهم خالد بن عبد الرحمن الخراساني وحجاج بن منهال الأنماطي، كما قد حدثنا محمد بن الحجاج بن سليمان الحضرمي أبو جعفر، حدثنا خالد بن عبد الرحمن، حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الله بن عثمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه كان يقرؤها في عين حمئة يهمزها وكما قد حدثنا محمد بن خزيمة، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد، عن عبد الله بن عثمان فذكر بإسناده مثله ولم يرفعه. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: وقد رواه غير حماد أيضاً موقوفاً.

قال ابن جرير (ج16ص11) : حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا ابن أبى عديّ، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس (وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) قال: ذات حمأة.

حدثنا الحسين بن الجنيد، قال: ثنا سعيد بن سلمة، قال: ثنا إسماعيل بن علية، عن عثمان بن حاضر، قال: سمعت عبد الله بن عباس يقول: قرأ معاوية هذه الآية، فقال: (عَيْنٌ حامِيَةٌ) فقال ابن عباس: إنها عين حمئة، قال: فجعلا كعبا بينهما، قال: فأرسلا إلى كعب الأحبار، فسألاه، فقال كعب: أما الشمس فإنها تغيب في ثأط، فكانت على ما قال ابن عباس، والثأط: الطين.

حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني نافع بن أبي نعيم، قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج يقول: كان ابن عباس يقول (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) ثم فسرها. ذات حمأة، قال نافع: وسئل عنها كعب، فقال: أنتم أعلم بالقرآن مني، ولكني أجدها في الكتاب تغيب في طينة سوداء.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن

(1/222)

ابن عباس (وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) قال: هي الحمأة.

قال: وأخبرني عمرو بن دينار، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، قال: قرأت (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) وقرأ عمرو بن العاص (فِي عَيْنٍ حامِيَةٍ) فأرسلنا إلى كعب. فقال: إنها تغرب في حمأة طينة سوداء.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) والحمئة: الحمأة السوداء.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن ورقاء، قال: سمعت سعيد بن جبير، قال: كان ابن عباس يقرأ هذا الحرف (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) ويقول: حمأة سوداء تغرب فيها الشمس.

هذا وقد جاء الحديث مرفوعاً من حديث ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لكنه لا يثبت فهو من طريق محمد بن دينار الطاحي، عن سعد بن أوس، عن مصدح أبي يحيىكما في "مشكل الآثار" (ج1ص261) ومحمد بن دينار الطاحي قال في الحافظ في "التقريب" صدوق سيء الحفظ رمي بالقدر، وتغير قبل موته.

وقال الحافظ في مصدح أبي يحيى: مقبول.

فعلم بهذا أن الحديث لا يثبت مرفوعاً. والحمد لله.

236- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص261) :

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ أَهْدَى جَمَلَ أَبِي جَهْلٍ الَّذِي كَانَ اسْتَلَبَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي رَأْسِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي هَدْيِهِ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ لِيَغِيظَ بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَْْْْ.

هذا الحديث ظاهر سنده الحسن، ولكن الإمام البيهقي رحمه الله يقولفي "السنن الكبرى" (ج5ص230) عقب الحديث: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن

(1/223)

صالح الهاشمي ثنا أبو جعفر المستعيني ثنا عبد الله بن علي المديني حدثني أبي قال: كنت أرى أن هذا من صحيح حديث بن إسحاق فإذا هو قد دلسه حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن إسحاق قال حدثني من لا اتهم عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس قال علي فإذا الحديث مضطرب. اهـ

ولا يعترض على هذا بالتصريح بالتحديث، عند الإمام أحمد فقول الحافظ مقدم على نسخة يجوز أنه دخلها التتحريف أو الوهم من بعض الرواة.

ثم وجدته في "سيرة ابن هشام" (ج3ص322) طبع دار الصحابة: (وقال عبد الله بن أبي نجيح) غير مصرح بالتحديث، ومثله في الطبراني (ج11ص91- 92) وكذا في "سنن أبي داود" (ج2ص360) فعُلِم صحة قول ابن المديني إذ أعله بالتدليس ابن اسحاق. والله أعلم.

وفي "المسند" (ج1ص160) ثنا يعقوب، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال حدثني رجل عن عبد الله بن أبي نجيح به.

طريق أخرى إلى ابن أبي نجيح:

237- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَهْدَى فِي بُدْنِهِ بَعِيرًا كَانَ لِأَبِي جَهْلٍ فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ.) .

هذا الحديث ظاهره الصحة، قال الحافظ البيهقي (ج5ص230) : وهذا إسناد صحيح إلا أنهم يرون أن جرير بن حازم أخذه من محمد بن إسحاق ثم دلسه فإن بين فيه سماع جرير من بن أبي نجيح صار الحديث صحيحا والله أعلم.

والحديث أخرجه الحاكم (ج1ص467) وقال صحيح على شرط مسلم.

وعليه فيه ثلاث مؤاخذات:

(1/224)

الأولى: أن مسلم لم يعتمد على ابن إسحاق، وما روى إلا قدر خمسة أحاديث في الشواهد والمتابعات.

الثانية: أن أحمد بن عبد الجبار العطاردي ليس من رجال مسلم، كما في "التقريب".

الثالثة: أنه معل كما ترى.

238- قال الإمام ابن حبان رحمه الله كما في "موارد الظمآن" (ص451) : أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا يزيد بن صالح اليشكري ومحمد بن أبان الواسطي قالا: حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت أبا رجاء العطاردي قال: سمعت ابن عباس وهو يقول على المنبر: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (لا يزال أمر هذه الأمة مواتياً - أو مقارباً - ما لم يتكلموا في الولدان والقدر) .

هذا الحديث صحيح رجاله رجال الصحيح، إلا يزيد بن صالح اليشكري، وقد قال ابن أبي حاتم عن أبيه: إنه مجهول. فتعقبه الذهبي في "الميزان" فقال: كان ورعا مجتهدا كبير القدر، قال الحسن بن سفيان فاتني لأجل أمي يحيى بن يحيى فعوضني الله بأبي خالد الفراء قال أبو حاتم الرازي مجهول

قلت: وثقه غيره. اهـ

وهو مقرون بمحمد بن أبن أبان الواسطي، وقد وثقه مسلمة كما في "تهذيب التهذيب"، وقد قيل فيه إنه من شيوخ البخاري.

وأما الحسن بن سفيان وإن كان أنزل من رجال الصحيح طبقة فإنه إمام عظيم الشأن.

هذا ما قررته على ظاهر السند ثم رأيت في "كشف الأستار" (ج3ص36) قال البزار قد رواه جماعة فوقفوه على ابن عباس. اهـ.

239- قال ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" رحمه الله (ج7ص312طبعة الشعب) : وحدثنا أبي، حدثنا يحيى بن المغيرة، أخبرنا جرير، عن عبد الله بن

(1/225)

عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في الحجر: "والله ليبعثه الله يوم القيامة له عينان ينظر بهما، ولسان ينطق، به ويشهد على من استلمه بالحق، فمن استلمه فقد بايع الله"، ثم قرأ: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) .

قلت: هذا إسناد حسن، غير أن زيادة (فمن استلمه فقد بايع الله) تفرد بها يحيى بن المغيرة وهو حسن الحديث، وقد خالف قتيبة بن سعيد، عن جرير به دون الزيادة، أخرج حديثه الترمذيفي كتاب الحج (961) وتابعه متابعة قاصرة وهي لجري تامة جماعة منهم:

1) حماد بن سلمة عند أحمد (ج1ص291و 307و371) والدارمي رقم (1839) وابن خزيمة رقم (2734) والبيهقي (ج5ص75) .

2) ثابت بن يزيد أبو زيد الأحول عند أحمد (ج1ص266) وابن خزيمة رقم (2736) والحاكم (ج1ص457) .

3) عبد الرحيم بن سليمان الرازي عند ابن ماجه رقم (2944) .

4) علي بن عاصم عند أحمد (ج1ص247)

5) فضيل بن سليمان عند ابن خزيمة (2735) وابن حبان رقم (3711 و3712) .

6) عمران بن عبد الله عند أب نعيم في "الحلية" (ج6ص243) .

جميعهم عن عبد الله بن عثمان بن خيثم به، دون الزيادة المذكورة، فعلم من هذا أن الزيادة شاذة تفرد بها ابن المغيرة وخالف جمعاً.

أفادنا بهذا أحمد بن سعيد.

240- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج4ص319) : أنبأ أبو الحسن أحمد بن

(1/226)

محبوب الرملي بمكة ثنا عبد الله بن محمد بن نصر الرملي ثنا محمد بن أبي عمر العدني ثنا عبد العزيز بن محمد عن أبي سُهيل (1) بن مالك عن طاوس عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: ليس على المعتكف صيام إلا أن يجعله على نفسه. وأخرجه البيهقي في "سننه" (ج4ص319) مرفوعاً وقال: تفرد به عبد الله بن محمد بن نصر الرملي هذا ثم أخرجه موقوفاً على ابن عباس وقال: هذا هو الصحيح موقوف ورفعه وهم.

قال الدارقطني (ج2ص199) بعد أن روى الحديث: رفعه هذا الشيخ وغيره لا يرفعه.

قال في "التنقيح" والشيخ هو عبد الله بن محمد الرملي، ذكره ابن القطان في كتابه" بيان الوهم والإيهام" ثم قال: وعبد الله بن محمد بن نصر الرملي لا أعرفه (3/442) رقم (1198) .

عبد الله بن محمد بن نصرقال فيه الذهبي في "تاريخ الإسلام" (300-301) ص (316) : الحافظ كثير الحديث واسع الرحلة.

فائدة:

حديث عمر بن الخطاب (اعتكف وصم يوماً)

ذكر هذا الحديث ابن عدي في "الكامل" ثم قال: لا أعلم ذكر ذكر الصوم مع الاعتكاف الا من رواية عبد الله بن بديل ... وعبد الله بن بديل له غير ما ذكرت مما فقلنا عليه من الزيادة في متن أو في إسناد. (ج4ص1530) .

قال أبو بكر النيسابوري: هذا الحديث منكر لأن الثقات من أصحاب عمرو بن دينار لم يذكروه ومنهم ابن جريج وابن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وغيرهم وابن

_________

(1) في الأصل: أبو سهل, وهو خطأ وصوابه: أبو سهيل كما في "تهذيب الكمال"والبيهقي (ج4ص319) .

(1/227)

بديل ضعيف الحديث. (ج4ص316) .

أخرج البخاري ومسلم هذا الحديث ولم يذكروا الصوم بل فيه: (أوف بنذرك) "نصب الرأيةط (ج2ص488".

أفادنا بهذا خالد بن علي.

241- قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار" (ج3ص52و53) رقم (2219) : يوسف بن موسى ومحمد بن عثمان بن كرامة حدثنا عبيد الله بن موسى: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أن رجلاً من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، كان يحب امرأة، فاستأذن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في حاجة، فأذن له فانطلق في يوم مطير، فإذا هو بامرأة على غدير ماء تغتسل، فلما جلس منها مجلس الرجل من المرأة، ذهب يحرك ذكره، فإذا هو كأنه هدبة، فذكر ذلك، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: أربع ركعات فأنزل الله عز وجل: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات) .

قال البزار: لانعلمه بهذا اللفظ إلا عن ابن عباس ولا نعلم رواه عن ابن عيينة إلا عبيد الله بن موسى. اهـ

الحديث ظاهره الصحة، ولكن الإمام أحمد رحمه الله وقد سُئِلَ عن هذا الحديث فقال: ماأرى هذا إلا كذاب أو كذب وأنكره جداً. الهـ من "العلل" (ج2ص210) رقم (2039) .

وقال أبو حاتم الرازي: وقد سأله عن هذا الحديث ولدهُ كما في"العلل" (ج2

(1/228)

ص58) رقم (1659) هذا خطأ، حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن يحيى بن جعدة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وذكر الحديث. اهـ

وقال يعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (ج2ص210) حدثنا أبو يوسف ثنا الحميدي حدثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار أخبرني يحيى بن جعدة: أن رجلاً استأذن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في يوم مطير.

وعبيد الله بن موسى روى هذا الحديث عن ابن عيينة باسناد عجب، والصحيح ما ذكرنا عن الحميدي، وعبيد الله عند أصحابنا قد غلط فيما ذكر. اهـ

وقال عبد الرزاق في "تفسيرهط (ج2ص315) : عن محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، وذكر الحديث. اهـ

فالصحيح أن الحديث مرسل، والمرسل من قسم الضعيف

أفادنا بهذا الأخ أبو أحمد الحربي.

(1/229)

مسند أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان رضي الله عنهما

242- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص127) : أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّسَائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ خَرَجَ حَاجًّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ فَلَمَّا كَانُوا بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَلَدَتْ أَسْمَاءُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ ثُمَّ تُهِلَّ بِالْحَجِّ وَتَصْنَعَ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ إِلَّا أَنَّهَا لَا تَطُوفُ بِالْبَيْتِ)

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، إلا أحمد بن فضالة، وقد قال النسائي ومسلمة بن قاسم: لا بأس كان يخطئ.

لكن محمد بن أبي بكر لم يسمع من أبيه، فقد كان عمره حين توفي أبوه أبو بكر رضي الله عنه نحو ثلاث سنين وذكر العلائي أن القاسم لم يدرك أباه أيضاً اهـ من "جامع التحصيل".

وقد بسط القول أبو محمد بن حزم رحمه الله في كتابه "حجة الوداع " في تضعيف هذا الحديث وعدم ثبوته، فراجعه إن شئت.

243- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص8) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ,

(1/230)

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ قَامَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بِعَامٍ فَقَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَقَامِي عَامَ الْأَوَّلِ فَقَالَ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِنَّهُ لَمْ يُعْطَ عَبْدٌ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ الْعَافِيَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ وَالْبِرِّ فَإِنَّهُمَا فِي الْجَنَّةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ وَالْفُجُورَ فَإِنَّهُمَا فِي النَّارِ) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدت رجاله رجال الصحيح، ولكن أبا عبيدة وهو عامر بن عبد الله بن مسعود لم يدرك أبا بكر..

244- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص8) : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا فِي الدُّنْيَا خَيْرًا مِنْ الْيَقِينِ وَالْمُعَافَاةِ فَسَلُوهُمَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع الحسن بن أبي الحسن ولد لسنتين من خلافة عمر كما في "تهذيب التهذيب" فعلى هذا فهو لم يدرك أبا بكرالصديق رضي الله عنه.

245- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص9) : حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَنَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا عَامَ أَوَّلَ فَقَالَ: أَلَا إِنَّهُ لَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ النَّاسِ شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنْ الْمُعَافَاةِ بَعْدَ الْيَقِينِ أَلَا إِنَّ الصِّدْقَ وَالْبِرَّ فِي الْجَنَّةِ أَلَا إِنَّ الْكَذِبَ وَالْفُجُورَ فِي النَّارٍٍٍٍِ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وحميد بن عبد الرحمن هو الحميري كما في "العلل" للدار قطني (ج1ص166) و "العلل"لابن أبي حاتم (ج2ص204) وما رأيت في "تهذيب التهذيب"رواية للحميري عن عمر وما أظنه أدركه.

(1/231)

على أنه قد رُوي عن سليم، عن قتادة عن ابن عباس عن عمر عن أبي بكر كما في "العلل" للدار قطني.

وفي "العلل" لابن أبي حاتم (ج2ص205) سألت أبي عن هذا الحديث؟ أي الذي هم حميد سمعت أبا بكر يخطب فقال: هذا خطأ، إنما هو حميد، عن ابن عباس، قال: سمعت أبا بكر. اهـ

فالحاصل أن هذا الحديث اختلف فيه على حميد ولعل الأرجح ما ذكره ابو حاتم رحمه الله. والله أعلم.

246- قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج2ص975) : حدثنا إبراهيم بن المنذر الخزامي ويعقوب بن حميد بن كاسب قالا حدثنا ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن محمد بن المنكدر عن عبد الرحمن بن يربوع عن أبي بكر الصديق أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ سئل أي الأعمال أفضل؟ : قال (العَجُّ والثَّجُّ) .

الحديث ظاهره أنه صالح للحجية. ولكن الإمام الترمذ رحمه الله في "سننه" (ج3ص190) بعد أن ذكر الحديث حديث أبي بكر غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان ومحمد بن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع وقد روى محمد بن المنكدر عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن أبيه غير هذا الحديث.

وروى أبو نعيم الطحان ضرار بن صرد هذا الحديث عن ابن أبي فديك عن الضحاك عن عثمان عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن عبد الرحمن ابن يربوع عن أبيه عن أبي بكر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وأخطأ فيه ضرار.

قال أبو عيسى سمعت أحمد بن الحسن يقول: قال أحمد بن حنبل: من قال في هذا الحديث عن محمد بن المنكدر, عن ابن عبد الرحمن بن يربوع, عن أبيه فقد أخطأ.

(1/232)

قال وسمعت محمداً يقول: وذكرت له حديث ضرار بن صرد عن ابن أبي فديك فقال: هو خطأ, فقلت: قد رواه غيره عن ابن أبي فديك أيضا مثل روايته فقال لا شيء إنما رووه عن ابن أبي فديك ولم يذكروا فيه عن سعيد بن عبد الرحمن ورأيته يُضعِّفُ ضرار بن صرد.

والعج هو رفع الصوت بالتلبية والثج هو نحر البدن

(1/233)

ج666666666.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

247- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج2ص76) : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ قِيلَ لَهُ بِأَيِّ شَيْءٍ أَمَرَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَمَرَنَا أَنْ نُسَبِّحَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنَحْمَدَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنُكَبِّرَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ فَتِلْكَ مِائَةٌ قَالَ سَبِّحُوا خَمْسًا وَعِشْرِينَ وَاحْمَدُوا خَمْسًا وَعِشْرِينَ وَكَبِّرُوا خَمْسًا وَعِشْرِينَ وَهَلِّلُوا خَمْسًا وَعِشْرِينَ فَتِلْكَ مِائَةٌ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ افْعَلُوا كَمَا قَالَ الْأَنْصَارِيُّ) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده حكمت عليه بالحسن، وعبد العزيز بن أبي رواد هو حسن الحديث، لكن روايته عن نافع فيها ضعفبل قال ابن حبان: روى عن نافععن ابن عمر نسخة موضوعة كما في "الميزان"

248- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص250) : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: غَدَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِنًى

(1/234)

إِلَى عَرَفَةَ فَمِنَّا الْمُلَبِّي وَمِنَّا الْمُكَبِّرُ

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: غَدَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَرَفَاتٍ فَمِنَّا الْمُلَبِّي وَمِنَّا الْمُكَبِّرُ.

هذا الحديث بهذا السند رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع، فقد رواه مسلم عن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه، وعبد الله بن أبي سلمة يرسل ولم يُتيقن سماعه من ابن عمر، بل لم يذكر له في الأمهات الست عن ابن عمر إلا هذا الحخديث، ولو ثبت سمتاعه لقلنا: يحتمل أنه رواه عن ابن عمر بواسطة ثم رواه عنه مباشرةولكنه لم يثبت، والله اعلم.

249- قال الإمام أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي رحمه الله في "سننه" (ج1ص9) : أخبرنا محمد بن طريف ثنا محمد بن فضيل ثنا أبو حيان عن عطاء عن بن عمر قال: كنا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أين تريد قال إلى أهلي قال هل لك في خير قال وما هو قال تشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله قال ومن يشهد على ما تقول قال هذه السلمة فدعاها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثا فشهدت ثلاثا أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه وقال إن اتبعوني أتيتك بهم وإلا رجعت مكثت معك) .

أبو حيان هو يحيى بن سعيد التيمي، وعطاء يحتمل أنه ابن رباح، ويحتمل أنه ابن يسار.

(1/235)

وأنت إذا نظرت في رجاله وجدتهم رجال الصحيح، فهذا السند ظاهره أنه حسن، ولكن ابن أبي حاتم في "لالعلل" (ج2ص392) إن أباه قال: أنا أُنكر هذا، لأن أبا حيان لم يسمع من عطاء، ولم يروِ عنه، وليس هذا الحديث من حديث عطاء. اهـ المراد منه.

250- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج8ص464) : حدثنا القعنبى حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهرى عن سالم عن أبيه قال رأيت النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة.

هذا الحديث إذا نظرت إلى ظاهره قلت: هو في غاية من الصحة وإليك ما قاله الإمام الترمذي رحمه الله حول هذا الحديث (ج4ص88) بعد أن ساقه بسنده عن ابن عيينة متصلاً ثم قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال حدثنا عمرو بن عاصم عن همام عن منصور وبكر الكوفي وزياد وسفيان كلهم يذكر أنه سمعت من الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة.

حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة.

قال الزهري وأخبرني سالم أن أباه كان يمشي أمام الجنازة.

قال أبو عيسى حديث ابن عمر هكذا رواه ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحد عن الزهري عن سالم عن أبيه نحو حديث ابن عيينة وروى معمر ويونس بن يزيد ومالك وغير واحد من الحفاظ عن الزهري أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كان يمشي أمام الجنازة قال الزهري وأخبرني سالم أنه أباه كان يمشي أمام الجنازة.

وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك أصح.

قال أبو عيسى: وسمعت يحيى بن موسى يقول: سمعتُ عبد الرزاق قال: ابن المبارك: حديث الزهري في هذا مرسل أصح من حديث ابن عيينة, قال ابن المبارك

(1/236)

وأرى ابن جريج أخذه عن ابن عيينة.

قال أبو عيسى وروى همام بن يحيى هذا الحديث عن زياد وهو ابن سعد ومنصور وبكر وسفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه وإنما هو سفيان بن عيينة روى عنه همام. اهـ

يقصد التمذي من هذا أن همام بن يحيى وهم فيه، وقال النسائي (ج4ص52) هذا خطأ والجواب مرسل. اهـ

وراجع "تلخيص الحبير" للحافظ ابن حجر، وهذا الحديث كما ترى مما سكت عنهأبو داود، فعلى هذا فقوله رحمه الله تعالى: وما سكتُّ عنه فهو صالح يحتاج إلى بحث، فقد سكت عن أحاديث وتعقبه الحافظ المنذري، وسكت المنذري عن أشياء فتعقبه الحافظ ابن القيم كما يعلم من كتابيهما.

251- قال الإمام أبو داود رحمه الله (11ص308) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ. فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ؟ قَالَ هِيَ: (هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ) .

(1/237)

هذا الحديث إذا نظرت في سنده حكمت بصحته، ولكن الحافظ ابن أبي حاتم يسأل أباه عن هذا الحديث كما في "العلل" (ج2ص417) فيقول أبوه بعد ذكره الحديث: روى هذا الحديث ابن جابر، عن عمير بن هانئ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، مرسلا، والحديث عندي ليس بصحيح، كأنه موضوع..

252- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص88) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا أَبْيَضَ فَقَالَ أَجَدِيدٌ ثَوْبُكَ أَمْ غَسِيلٌ فَقَالَ فَلَا أَدْرِي مَا رَدَّ عَلَيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (الْبَسْ جَدِيدًا وَعِشْ حَمِيدًا وَمُتْ شَهِيدًا) أَظُنُّهُ قَالَ (وَيَرْزُقُكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)

هذا الحديث إذا نظرت إليه تقول: هو صحيح على شرط الشيخين، ولكن ابن أبي حاتم يذكره في "العلل"0ج1ص490) ثم قال بعد أن سأل أباه عنه: ورواه عبد الرزاق أيضاً، عن الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: مثله، فأنكر الناس ذلك، وهو حديث باطل، فالتمس الحديث هل رواه أحد.

فوجدوه قد رواه ابن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي الأشهب النخعي، عن رجل من مزينة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، فذكر مثله.

وقال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" (ج5ص397) قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ: لا أعلم أحداً رواه عن الزهري غير معمر، وما أحسبه بالصحيح - والله أعلم.

وقال الحافظ في "النكت الظراف" قلت: قال النسائي: هذا حديث منكر أنكره يحيى القطان على عبد الرزاق ولم يروه عن معمر غيره. وقد رُوِيَ عن معقل واختلف عليه فقيل: عنه ابراهيم بن سعد عن الزهري مرسلاً، وليس هذا الحديث من حديث الزهري. هكذا وقع في رواية ابن الأحمر. اهـ

قلت وهو كذلكفي طعمل اليوم واليلة"ص (276) .

(1/238)

وقال الترمذي رحمه الله في "العلل الكبير"ص (373) عقب الحديث سألت محمداً (يعني البخاري) عن هذا الحديث قال: قال سليمان الشاذكوني قدمت على عبد الرزاق فحدثنا بهذا الحديث عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه. ثم رأيت عبد الرزاق يحدث بهذا الحديث عن سفيان الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر.

قال محمد وقد حدثونا بهذا عن عبد الرزاق عن سفيان أيضاً

قال محمد وكلا الحديثين لا شيء. وأما حديث سفيان فالصحيح ما حدثنا به أبو نعيم عن سفيان عن ابن أبي خالد عن أبي الأشهب أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رأى على عمر ثوبا جديداً مرسل

قال محمد واسم أبي الأشهب هذا زاذان قال ابن إدريس أنا ذهبت بابن أبي خالد إليه. اهـ

فالحاصل أنه حديث منكر كما قاله النسائي.

253- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص294) : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَذْنَبْتُ ذَنْبًا كَبِيرًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ فَقَالَ لَهُ: (رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَلَكَ وَالِدَانِ) قَالَ لَا قَالَ: (فَلَكَ خَالَةٌ) قَالَ نَعَمْ فَقَالَ: (رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَبِرَّهَا إِذًا) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي ذكره (ج6ص30) ثم قال: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان بن عيية، عن عن محمد بن سوقة عن أبي بكر بن حفص عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نحوه ولم يذكر فيه عن ابن عمر وهذا أصح من حديث أبي معاوية. اهـ يعني الإرسال.

254- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج3ص255) : حدثنا نصر بن على حدثنى أبى حدثنا شعبة عن أبى بشر سمعت مجاهدا يحدث عن ابن عمر عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فى التشهد " التحيات لله الصلوات الطيبات السلام

(1/239)

عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ". قال قال ابن عمر زدت فيها وبركاته. " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله ". قال ابن عمر زدت فيها وحده لا شريك له. " وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ".

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وقد قال الدارقطني (ج1ص351) : هذا إسناد صحيح، وقد تابعه -يعني علي بن نصر- على رفعه بن أبي عدي عن شعبة ووقفه غيرهما. اهـ

ولم أكتبه من أجل قول الدارقطني فإنا لا ندري من وَقَفه أهو أرجح أم علي بن نصر وابن أبي عدي؟ ولكن كتبته هنالأن في "تهذيب التهذيب" أن الإمام أحمد قال كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد قال لم يسمع منه شيئاً. وقال ابن معين طعن عليه شعبة في حديثه عن مجاهد قال من صحيفة. اهـ.

هذا وأما التصرح هنا بالسماع من مجاهد، فيحتمل أنه وهم من أبي بشر أو غيره والله أعلم.

ولا أقصد أن الحديث لم يصح بحال، ولكني أقصد أن هذه الطريق معلة لأن الحديث قد ورد في "مسند الإمام أحمد" (ج7ص193) بتحقيق أحمد شاكر: حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَابَيْ الْمَكِّيُّ قَالَ صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ فَقَالَ أَلَا أُعَلِّمُكَ تَحِيَّةَ الصَّلَاةِ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا فَتَلَا عَلَيَّ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ يَعْنِي قَوْلَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فِي التَّشَهُّدِ.

هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.

255- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص491) : حدثنا سهل بن أبي سهل. حدثنا مكي بن إبراهيم أبو السكن عن مالك عن نافع عن ابن عمر , أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صلى على النجاشي فكبر أربعاً.

(1/240)

هذا الحديث إذا نظرت في سنده حكمتَ عليه بالصحة، وسهل بن أبي سهل هو سهل بن زنجلة حافظ كما في "تهذيب التهذيب" وقال أبو حاتم: صدوق، وقال مسلمة رازي ثقة.

ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة سهل: وسئل أبو إسحاق الحربي عن حديث رواه سهل بن زنجلة عن مكي بن ابراهيم عن مالك عن نافع عن ابن عمران النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صلى على النجاشي.

فأنكره قال الخطيب وقد قال مكي حدثتهم بالبصرة عن مالك عن نافع يعني بهذا الحديث وهو خطأ إنما حدثنا مالك عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة. اهـ

256- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص95) : حدثنا زيد بن أخرم وأبو بدر عباد بن الوليد قالا حدثنا محمد بن عباد الهنائي. حدثنا علي بن المبارك الهنائي عن أيوب الختياني عن خالد بن دريك عن ابن عمر: - أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال (من طلب العلم لغير الله أو أراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار) .

الحديث أخرجه الترمذي (ج5ص33بتحقيق إبراهيم عطوة) .

ظاهر السند أن الحديث حسن، ولكن الحافظ العلائي يقول في ترجمة خالد بن دُريك: روى عم ابن عمر وعائشة ولم يدركهما. قاله شيخنا المزي. اهـ المراد منه.

وأما ما نقله الحافظ في "النكت الظراف" قال: حكم ابن القطان بصحته، فكأنه عنده متصل أو اكتفى بالمعاصرة. اهـ فأقول: يجوز ان ابن القطان اكتفى بظاهر السند، والله أعلم.

257- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص61) : حدثنا هشام بن عمار. حدثنا يحيى بن حمزة. حدثنا الأوزاعي عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال (ينشأ نشء يقرؤن القرأن لا يجاوز تراقيهم. كلما خرج قرن قطع)

(1/241)

قال ابن عمر سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: (كلما خرج قرن قطع أكثر من عشرين مرة, حتى يخرج في عِرَاضِهِم الدجال)

قال البوصيري في "مصباح الزجاجة (ج1ص26) : هذا إسناد صحيح احتج به البخاري بجميع رواته. اهـ

ولكن في "تهذيب التهذيب" وقال أبو زرعة الدمشقي لا يصح للاوزاعي عن نافع شئ وكذا قال عباس عن ابن معين لم يسمع من نافع شيئاً. اهـ

258- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص118) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ لَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ قَالَ بَلَى قَدْ فَعَلْتَ وَلَكِنْ غُفِرَ لَكَ بِالْإِخْلَاصِ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن قد تقدم في "المسند" (ج7ص194) وسيأتي فيه أيضاً (ج8ص232) أن حماد بن سلمة قال: لم يسمع هذا من ابن عمر - يعني ثابتاً - بينهما رجل.

فعلم أن الحديث بهذا السند منقطع، والحمد لله.

259- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص98) : - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّي حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُمَثِّلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مَالَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ ثُمَّ يَلْزَمُهُ يُطَوِّقُهُ يَقُولُ أَنَا كَنْزُكَ أَنَا كَنْزُكَ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تحفة الأشراف" بعد أن ذَكَرَهُ: رواه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار, عن أبيه, عن أبي

(1/242)

صالح عن أبي هريرة, قال النسائيُّ: رواية عبد الرحمن أشبه بالصواب وعبد العزيز أثبت عندنا من عبد الرحمن. اهـ

وذكر نحو هذا الحافظ ابن كثير في "تفسيره" عن النسائي ثم عقبه بقوله: قلت: لا منافاة بين الروايتين فقد يكون عند عبد الله بن دينار من الوجهين والله أعلم.

قال أبو عبد الرحمن: الحديث في النسائي (ج5ص39) ولم أجد هذا الكلام، فلعله سقط من النسخة المطبوعة. وكذا لم أجده في طبعة الحلبي (ج5ص28) فلعله سقط أيضاً.

وقول الحافظ (لا منافاة بين الروايتين فقد يكون عند عبد الله بن دينار من الوجهين) مقبول لو لم يكن هناك قرينة تدل على وهم عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة بن الماجشون، وأما وقد وجدت القرينة وهي الظاهر أنه سلك الجادة وعبد الرحمن سلك غير الجادة، فترجح رواية من سلك الجادة كما في "فتح المغيث" والله أعلم.

وقال الحافظ في "الفتح"_ج3ص269) قوله عن أبي صالح كذا رواه عبد الرحمن وتابعه زيد بن أسلم عن أبي صالح عند مسلم وساقه مطولا وكذا رواه مالك عن عبد الله بن دينار ورواه بن حبان من طريق بن عجلان عن القعقاع بن حلية عن أبي صالح لكنه وقفه على أبي هريرة وخالفهم عبد العزيز بن أبي سلمة فرواه عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أخرجه النسائي ورجحه (1) لكن قال بن عبد البر: رواية عبد العزيز خطأ بين لأنه لو كان عند عبد الله بن دينار عن بن عمر ما رواه عن أبي صالح أصلاً. انتهى.

وفي هذا التعليق نظر وما المانع أن يكون له فيه شيخان نعم الذي يجري على طريقة أهل الحديث أن رواية عبد العزيز شاذة لأنه سلك الجادة ومن عدل عنها دل على مزيد حفظه. اهـ

_________

(1) ينظر في قوله (رجحه) بل الذي في "تفسير ابن كثير " و"تحفة الأشراف" أن النسائي رجح رواية عبد الرحمن عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً.

(1/243)

قال أبو عبد الرحمن: فالحاصل أن الحديث صحيح عن أبي هريرة وشاذ من حديث ابن عمر.

260- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص71) : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ وَإِذَا أُحِلْتَ عَلَى مَلِيءٍ فَاتْبَعْهُ وَلَا بَيْعَتَيْنِ فِي وَاحِدَةٍ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة يونس بن عبيد وقال ابن أبي خيثمة قلت: لابن معين سمع يونس من نافع؟ قال: لا. - وفيه أيضاً- وقال أحمد وأبو حاتم لم يسمع من نافع شيئاً. - وفيه أيضاً- قال الترمذي قال البخاري ما أراه من نافع.

وما ذكر في "جامع التحصيل" أن أبا زرعة قال: أتوهم أنّ في حديثه شيئاً يدل على أنه سمع منه. فلا يقبل التوهم مع التصريح من أحمد وابن معين وأبي حاتم أنه لم يسمع منه. والله أعلم.

261- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص33) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَشْتَرِي الذَّهَبَ بِالْفِضَّةِ فَقَالَ إِذَا أَخَذْتَ وَاحِدًا مِنْهُمَا فَلَا يُفَارِقْكَ صَاحِبُكَ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ لَبْسٌ) .

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج7ص156) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ به.

قال الإمام أحمد رحمه الله (ص264) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ به.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي يتبعه كما في تحقيق أحمد شاكر (ج7ص50) من "المسند" بقوله:

(1/244)

هذا الحديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن ابن عمر.

وروى داود بن أبي هند هذا الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عمر موقوفاً.

ثم قال أحمد شاكر رحمه الله: وقال المنذري: قال البيهقي: والحديث تفرد برفعه سماك بن حرب. وقال شعبة: رفعه لنا سماك بن حرب وأنا أفرقه. اهـ

ومعنى أفرقه: أي أخافه.

فعلى هذا فالحديث شاذ، ومحاولة أحمد شاكر تصحيحه أن زيادة الثقة مقبولة، هذا إذا لم يخالف من هو أرجح منه، وقد خالف سماكاً داود بن أبي هند فوقفه، فسماك يعتبر شاذ لأن داود أرجح منه، والله أعلم.

262- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص25) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ قَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ مَنَايَانَا بِهَا حَتَّى تُخْرِجَنَا مِنْهَا) .

قال الإمام أحمد رحمه الله أيضاً (ج8ص223) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ به.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح بالسند الأول، وفي الثاني رجاله رجال الصحيح، إلا محمد بن ربيعة وهو ثقة. ولكن سعيد بن أبي هند يرسل ولم يصرح بالتحديث، ولا ندري أسمع من ابن عمر أم لم يسمع، ولم يذكر في شيوخه ان عمر كما في "تهذيب الكمال" وهكذا لم تذكر له ترجمة في "تحفة الأشراف" عن ابن عمر، فنحن نتوقف في ثبوت الحديث. والله أعلم.

263- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص8) : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَوَضَّأُ

(1/245)

ثَلَاثًا ثَلَاثًا وَيُسْنِدُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن ابا حاتم يقول: إن رواية المطلب بن عبد الله بن حنطب عن ابن عمر مرسلة. كما في "تهذيب التهذيب".

264- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص918) : حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. ثنا يحيى بن سليم الطائفي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال نهى رسول الله عن بيع الولاء وعن هبته) .

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، وإليك ما قاله أبوزرعة الرازي كما في "العلل"لابن أبي حاتم (ج2ص53) قال أبو زرعة: الصحيح: عبيد الله عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً ثم ذكره بسنده إلى حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر به.

وبسنده إلى عبد الله بن نمير عن عبيد الله، عن عبد الله بن دينار عن عبد الله به. اهـ المراد منه.

قال أبو عبد الرحمن وحديث عبد الله بن دينار عنابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ في الصحيحين ولا يعرف الحديث إلا من طريق عبد الله بن دينار حتى قال مسلم في "صحيحه" الناس عيال في هذا على عبد الله بن دينار.

265- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص844) : حدثنا راشد بن سعيد الرملي وعبيد الله بن الجهم الأنماطي قالا ثنا ضمرة ابن ربيعة عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (من ملك ذا رحم محرم فهو حر) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حمت عليه بأنه حسن، ولكن في "تهذيب التهذيب"في ترجمة ضمرة بن ربيعة- بعد ذكر أنه وثقه أحمد وابن معين والنسائي وابن سعد- ذكر أن الإمام أحمد أنكر على ضمرة هذا الحديث ورده رداً شديداً, وقال: لو

(1/246)

قال رجل ان هذا كذب لما كان مخطئاً وأخرجه الترمذي وقال لا يتابع ضمرة عليه وهو خطأ عند أهل الحديث. اهـ

وذكر الحافظ الذهبي في "الميزان" أن ضمرة تفرد بهذا الحديث.

وقال النسائي (4897) بعد إخراج الحديث: وهو حديث منكر. والله أعلم اهـ

266- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجة رحمه الله (ج2ص845) : حدثنا حرملة بن يحيى. عبد الله بن وهب. أخبرني ابن لهيعة. ح وحدثنا محمد بن بحيى. ثنا سعيد بن أبي مريم. أنبأنا الليث بن سعد جميعا عن عبيد الله بن أبي جعفر عن بكير بن الأشج عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (من أعتق عبدا وله مال فمال العبد له. إلا أن يشترط السيد ماله فيكون له)

وقال ابن لهيعة: (إلا أن يستثنيه السيد) .

وقال الإمام أبو داود رحمه الله (ج10ص503) : حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرنى ابن لهيعة والليث بن سعد عن عبيد الله بن أبى جعفر به.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وابن لهيعة متابع كما ترى، ولكن إليك ما قاله الحافظ ابن القيم رحمه الله في "تهذيب السنن" (ج10503 مع "عون المعبود") : وهذا الحديث يعد في أفراد عبيد الله هذا , وقد أنكره عليه الأئمة قال الإمام أحمد - وقد سئل عنه - يرويه عبيد الله بن أبي جعفر من أهل مصر , وهو ضعيف في الحديث , كان صاحب فقه , وأما في الحديث: فليس هو فيه بالقوي. وقال أبو الوليد: هذا الحديث خطأ.

ثم قال ابن القيم: وهذا كما قاله الأئمة , فإن الحديث المحفوظ عن سالم إنما هو في البيع " من باع عبدا وله مال فماله للبائع إلا أن يشترط المبتاع " هذا هو المحفوظ عنه إلى أن قال: وأما قصة العتق: فإنها وهم من ابن أبي جعفر , خالف فيها الناس.

(1/247)

قال البيهقي في روايته: وهي خلاف رواية الجماعة. اهـ المراد من "تهذيب السنن".

267- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص6280) : دثنا يحيى بن حكيم. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: - أسلم غيلان بن سلمة وتحته عشر نسوة. فقال له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ خذ منهن أربعاً)

الحديث ظاهر سنده الصحة. ولكن الإمام الترمذي رحمه الله بعد أن ذكره (ج4ص378) من طريق هناد أخبرنا عبدة عن سعيد بن أبي عروبة عن معمر به قال هكذا رواه معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال وسمعت محمد بن إسماعيل يقول هذا حديث غير محفوظ والصحيح ما روى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري وحمزة قال حدثت عن محمد بن سويد الثقفي أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة قال محمد وإنما حديث الزهري عن سالم عن أبيه أن رجلا من ثقيف طلق نساءه فقال له عمر لتراجعن نساءك أو لأرجمن قبرك كما رجم قبر أبي رغال. اهـ

وراجع بقية الكلام على هذا الحديث في "نيل الأوطار" (ج6ص170) تجد أن أبا حاتم وأبا زرعة وأحمد قد أعلوا هذا الحديث. والله أعلم.

268- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج92ص78) : حدثنا محمد بن العلاء حدثنا ابن إدريس قال سمعت الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة قال سمع ابن عمر رجلا يحلف لا والكعبة فقال له ابن عمر إنى سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقول " من حلف بغير الله فقد أشرك ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع قال البيهقي (10ص29) : وهذا مما لم يسمعه سعد بن عبيدة من بن عمر، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر هو القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن منصور عن سعد بن عبيدة قال:

(1/248)

كنت عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقمت وتركت رجلا عنده من كندة فأتيت سعيد بن المسيب قال فجاء الكندي فزعا فقال جاء بن عمر رجل فقال احلف بالكعبة قال لا ولكن أحلف برب الكعبة فإن عمر كان يحلف بأبيه فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لا تحلف بأبيك فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك.

وجاء بيان المجهول أنه محمد الكنديكما في "مسند أحمد" (ج2ص69) ومحمد الكندي ترجمته في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (ج8ص132) وهو مجهول، قاله أبو حاتم.

وأما مارواه الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص58) فقال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي حَلْقَةٍ فَسَمِعَ رَجُلًا فِي حَلْقَةٍ أُخْرَى وَهُوَ يَقُولُ لَا وَأَبِي فَرَمَاهُ ابْنُ عُمَرَ بِالْحَصَى وَقَالَ إِنَّهَا كَانَتْ يَمِينَ عُمَرَ فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا وَقَالَ إِنَّهَا شِرْكٌ) .

وكذا ذكره (ص60) سنداً ومتناً، فهذه الرواية محمولة على رواية منصور، إذ في رواية منصور أنه لم يسمعه، إذ يحتمل أنه سمع رجلاً في حلقة أخرى لم يكن فيها، ثم منصور أثبت وأتقن من الأعمش، والأعمش أيضاً مدلس.

وقال الإمام الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج2ص300) بعد ذكره من طريق منصور: وقفنا على أن منصور بن المعتمر قد زاد في إسناد هذا الحديث على الأعمش، وعلى سعيد بن مسروق، عن سعد بن عبيدة رجلاً مجهولاً بينه وبين ابن عمر في هذا الحديث ففسد بذلك إسناده. اهـ المراد منه.

فعلم أن الحديث ضعيف، والحمد لله.

269- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص91) : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْوَحْدَةِ أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ وَحْدَهُ أَوْ يُسَافِرَ وَحْدَهُ.

(1/249)

أبو عبيدة اسمه عبد الواحد بن واصل، وهو من رجال البخاري كما في "تهذيب التهذيب" فرجاله رجال الصحيح،، ولكنه شاذ، فقد خالف أبا عبيدة هاشم بن القاسم عند أحمد (ج2ص120) ومحمد بن عبيد وه الطنافسي عند أحمد (ج2ص24) و (ص60) وسفيان بن عيينة عند أحمد (ج2ص86) وأبو الوليد وهو هشام بن عبد الملك الطيالسي عند البخاري (ج6ص137) وأبو نعيم وهو الفضل بن دكين عند البخاري أيضاً (ج6ص137) والهيثم بن جميل عند الدارمي (ج2ص289) وبشر بن المفضل عند الحاكم (ج2ص101) ووكيع كما في "الموارد" (ص484) .

فهولاء ثمانية منهم من هو بمفرده أرجح من أبي عبيدة عبد الرحمن بن واصل.

ثم أيضاً عمر بن محمد يتابع أخاه عاصماً كمتا عند أحمد (ج2ص112) وعند النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"، والراوي عنه عند أحمد مؤمل بن إسماعيل وهو ضعيف ولكنه تابعه محمد بن ربيعة عند النسائي.

ففي "التحفة" وعن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن محمد بن ربيعة، عن عمر بن محمد بن زيد العمري عن أبيه به.

سند المتابعة عند النسائي كمافي "تحفة الأشراف".

المغيرة بن عبد الرحمن: وثقه النسائي ومسلمة كما في "تهذيب التهذيب".

ومحمد بن ربيعة وثقه ابن معين والنسائي والدارقطني كما في "تهذيب التهذيب".

وعمر بن محمد بن زيد من رجال الشيخين كما في "تهذيب التهذيب".

فالمتابعة صحيحة والحمد لله.

واللفظ المحفوظ: (لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده) لفظ البخاري.

270- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج3ص175) : حدثنا يزيد بن محمد الدمشقى حدثنا هشام بن إسماعيل حدثنا محمد بن شعيب, أنبأنا

(1/250)

عبد الله بن العلاء بن زبر عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر أن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صلى صلاة فقرأ فيها فلبس عليه فلما انصرف قال لأبى " أصليت معنا ". قال نعم. قال " فما منعك ".

أي: أن تفتح عليَّ كما في "عون المعبود" وعزاه لابن حبان وهو في "تقريب الإحسان إلى صحيح ابن حبان" (ج6ص13و14) .

هذا حديث ظاهره الصحة، وقد كتبته في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"

فعسى الله أن ييسر حذفه، وذلك أن ابن أبي حاتم قال (ج1ص77) : وسألت أبي عن حديث؛ رواه هشام بن إسماعيل فذكره، قال أبي: هذا وهم، دخل لهشام بن إسماعيل حديث في حديث، نظرت في بعض أصناف محمد بن شعيب فوجدت هذا الحديث: رواه محمد بن شعيب، عن محمد بن يزيد البصري، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صلى فترك آية هكذا مرسل.

ورأيت بجنبه حديث: عبد الله بن العلاء، عن سالم، عن أبيه: عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، أنه سئل عن صلاة الليل، فقال: مثنى مثنى ... ) فعلمتُ أنه سقط على هشام بن إسماعيل متن حديث عبد الله بن العلاء، وبقي إسناده، وسقط إسناد حديث محمد بن يزيد البصري، فصار متن حديث محمد بن يزيد البصري بإسناد حديث عبد الله بن العلاء بن زبر، وهذا حديث مشهور يرويه الناس عن هشام بن عروة.

فلما قدمت السفرة الثانية رأيت هشام بن عمار يحدث به عن محمد بن شعيب، فظننت أن بعض البغداديين أدخلوه عليه، فقلت له: يا أبا الوليد، ليس هذا من حديثك فقال: أنت كتبت حديثي كله؟ فقلت: أما حديث محمد بن شعيب فإني قدمت عليك سنة بضعة عشر، فسألتني أن أخرج لك مسند محمد بن شعيب، فأخرجت إلي حديث محمد بن شعيب فكتبت لك مسنده؟ فقال: نعم، هي عندي بخطك، قد أعلمت الناس أن هذا بخط أبي حاتم فسكت. اهـ

(1/251)

271- قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار" (ج2ص202) : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، وَلاَ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ بِجَرِيرَةِ أَبِيهِ، وَلاَ بِجَرِيرَةِ أَخِيهِ) .

وَحَدَّثَنَاهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى السَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ.

قال الهيثمي: قلت: فذكر نحوه.

قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه وهذا الكلام قد رُوِيَ نحوه من وجه آخر ورُوِيَ بألفاظ من وجوه.

هذا الحديث بالسند الأول رجاله رجال الصحيح، والحديث في النسائي (ج7ص126، 127) واستفدنا منه فوائد:

الأولى: أن الحديث في النسائي فليس من شرط "زوائد البزار".

الثانية: أن عبد الله هو ابن عمر، وكان المتبادر إلى الذهن أنه ابن مسعود، لأن هذه السلسلة تنتهي إلى ابن مسعود كثيراً.

الثالثة: أن الراجح في الحديث من هذه الطريق الإرسال، فقد ذكره النسائي من طريق شريك وأبي بكر بن عياش، عن الأعمش ثم قال: هذا خطأ والصواب مرسل، ثم ذكره من طريق أبي معاوية ويعلى بن عبيد عن الأعمش مرسلاً.

272- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج6ص3) : حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة الكوفي حدثنا حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كنا نأكل على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ونحن نمشي

(1/252)

ونشرب ونحن قيام

قال هذا حديث صحيح غريب من حديث عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر وروى عمران بن جرير هذا الحديث عن أبي اليرزي عن ابن عمر وأبو اليرزي اسمه يزيد بن عطارد.

هذا حديث ظاهره الحسن.

وأخرجه الدارمي (2126) وابن حبان (5322، 5325) وابن أبي شيبة (24108) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" وأحمد (5874) وابنه في "الزوائد" بنفس الرقم، والخطيب في "التاريخ" (ج8ص195-196) من طريق حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر به.

وتابع سلم بن جنادة في روايته عن حفص بن غياث أبو بكر بن أبي شيبة، ومن خلال الطرق يثبت أن مدار هذا الحديث على حفص بن غياث، وهذا إسناده ظاهره الصحة إلا أنه معل بعلة خفية عجيبة، فقد جاء في "علل الترمذي الكبير" (ج2ص791) قال الترمذي رحمه الله: ما جاء في الرخصة في الشرب قائماً حدثنا أبو السائب حدثنا حفص بن غياث.. فذكر الحديث فسألت محمداً عن هذا الحديث فقال هذا حديث فيه نظر

قال أبو عيسى لا يعرف عن عبيد الله إلا من وجه رهاة حفص وإنما يعرف من حديث عمران بن حدير عن أبي البزري عن ابن عمر. اهـ

وإذا كنت تريد المزيد من الحديث راجعت"تاريخ الخطيب" (ج8ص195) اهـ مختصراً من كلام رضا المصري.

273- قال الإمام أحمد رحمه الله (6201) : حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لِلْمُؤَذِّنِ مَدَّ صَوْتِهِ وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ سَمِعَ صَوْتَهُ) .

(1/253)

قال الحافظ في "التلخيص الحبير" (ج1ص205ح 300) : ورواه البيهقي من وجهين آخرين عن الأعمش فقال تارة عن أبي صالح وتارة عن مجاهد عن أبي هريرة، ومن طريق أخرى عن مجاهد عن بن عمر. وقال الدارقطني: الأشبه أنه عن مجاهد مرسل. اهـ

274- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص383) : حدثنا علي بن محمد وأبو كريب وأحمد بن سنان. قالوا حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ سها فسلم في الركعتين. فقال له رجل يقال له ذو اليدين يا رسول الله أقصرت أو نسيت؟ قال (ما قصرت وما نسيت) قال إذا فصليت ركعتين. قال (أكما يقول ذو اليدين؟) قالوا نعم. فتقدم فصلى ركعتين ثم سلم. ثم سجد سجدتي السهو.

وأخرجه أبو داود فقال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت حدثنا أبو أسامة (ح) أخبرنا محمد بن العلاء أخبرنا أبو أسامة أخبرنى عبيد الله.

هذا حديث ظاهره الصحة، ولكن ابن أبي حاتم يقول في "العلل" (ج1ص99) : وسألت أبي عن حديث؛ رواه أبو أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في قصة ذي اليدين.

قال أبي: هذا حديث منكر، أخاف أن يكون أخطأ فيه أبو أسامة. اهـ

275- قال الإمام الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج7ص83) : حدثنا إبراهيم بن أبي داود (1) قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال جاء

_________

(1) مترجم في "السير" (ج12ص612) وصفه الذهبي بأنه حافظ متقن.

(1/254)

رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فقال: أوصني, فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (لا تشرك بالله عز وجل شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر وتسمع وتطيع وعليك بالعلانية وإياك والسر) .

هذا الحديث ظاهره الصحة، ولكن افمام البخاري يقول في "التاريخ" (ج3ص494) في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن الجمحي قال ابن صباح حدثنا سعيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: عليك بالعلانية، وقال محمد بن بشر عن عبيد الله عن يونس عن الحسن عن عمر - قوله - مثله، وهذا اصح.

وذكره ابن عدي (ج3ص1235) في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن الجمحي من طريق البخاري به، وذكر أنه قال: وإرساله أصح. اهـ

وذكر الحاكم (ج1ص51) عن محمد بن يحيى الذهلي مثل قول البخاري. اهـ

وذكر ابن أبي حاتم في "العلل" عن أبي زرعة أنه قال: يروى هذا الحديث عن عبيد الله عن يونس عن الحسن قال: قال جاء رجل إلى عمر.... فذكر الحديث. اهـ.

276- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج4ص244) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني ثنا أسد بن موسى ثنا أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد حدثني عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قام بعد أن رجم الأسلمي فقال: اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها فمن ألم فليستتر بستر الله وليتب إلى الله فإنه من يبدلنا صفحته نقم عليه كتاب الله عز وجل

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

كذا قال رحمه الله، وأسد بن موسى لم يخرج له البخاري إلا تعليقاً، ولم يخرج له مسلم كما في "التقريب". وله متابع عند البيهقي (ج8ص330) : عبد الوهاب

(1/255)

الثقفي متابعة قاصرة، ومتابع آخر عند البيهقي أيضاً هارون بن موسى القروي وهو لا بأس به كما في "التقريب".

وقال الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج1ص86) : ما قد حدثنا يونس- وهو ابن عبد الأعلى الصدفي، أخبرني أنس بن عياض الليثي، عن يحيى، حدثني عبد الله بن دينار، مولى ابن عمر أنه بلغه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، ثم ذكر هذا الحديث حرفاً حرفاً. قلت وهذا مرسل.

وقال عبد الرزاق في "المصنف" (ج7ص323) قال بن جريج فأخبرني يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار مولى بن عمر أنه بلغه أن رجلا من أسلم جاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. وهو مرسل كما ترى.

وقال عبد الرزاق في "المصنف" (ج7ص323) قال ابن عيينة فأخبرني عبد الله بن دينار، قال قام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكر الحديث. فسفيان ابن عيينة يخالف يحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان أرجح من يحيى بن سعيد، ويحيى بن سعيد قد اختلف عليه فيه كما ترى.

والحديث ذكره العقيلي في "الضعفاء" في ترجمة عبد الله بن دينار (ج2ص248) وأنه مضطرب فيه عبد الله بن دينار فقال: حدثنا روح بن الفرج القطان قال: حدثنا أبو سعيد الجعفي قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار، قال الجعفي: أراه عن ابن عمر، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لما رجم (1) الأسلمي الذي أخبره عن نفسه أنه زنا فرجمه، قام في الناس فقال: " يا أيها الناس، اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها، ومن ألم بها فليستتر بستر الله عز وجل "

حدثناه إبراهيم بن محمد قال: حدثنا أبو يعلى محمد بن الصلت التوزي قال: حدثنا أبو ضمرة، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لما رجم الأسلمي خطب فقال: " يا أيها الناس، قدرنا لكم أن تنتهوا عن هذه القاذورة التي نهاكم الله عنها، فمن ألم بشيء فليستتر بستر الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله "

(1/256)

حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج، وحدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا حسين بن حسن قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد وقال ابن جريج: أخبرنا يحيى بن سعيد، يقول: أخبرني عبد الله بن دينار، أنه بلغه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لما رجم الأسلمي، فذكر نحوه.

حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا بهذا الحديث يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار، ثم سألت ابن دينار عنه فقال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ على المنبر: " اجتنبوا هذه القاذورة ". فذكره.

وقد تقدم أن العقيلي قال إن عبد الله بن دينار اضطرب فيه. اهـ

وتعقبه الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمة عبد الله بن دينار وقال: إن الإضطراب من غيره. فالحافظ الذهبي يقر الإضطراب ولكنه يتفيه عن عبد الله بن دينار.

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "التلخيص الحبير" (ج4ص116) وذكره الدارقطني في "العلل" وقال رُويَ عن عبد الله بن دينار مسنداً ومرسلاً والمرسل أشبه. اهـ

277- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج2ص57) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا الخصيب بن ناصح ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نهى عن بيع الكالئ بالكالئ

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

هذا الحديث ظاهر سنده الحجية، وموسى بن عقبة ثقة حجة إمام في المغازي من رجال الجماعة كما في "التقريب".

لكن قد رواه البيهقي (ج5ص290) من طرق موسى عن نافع به، ولم يسمِّ موسى ثم قال موسى هذا هو بن عبيدة الربذة وشيخنا أبو عبد الله - أي الحاكم - قال في روايته: عن موسى بن عقبة وهو خطأ والعجب من أبي الحسن الدارقطني شيخ

(1/257)

عصره روى هذا الحديث في كتاب "السنن" عن أبي الحسن علي بن محمد المصري هذا فقال عن موسى بن عقبة وشيخنا أبو الحسين رواه لنا عن أبي الحسن المصري في الجزء الثالث من سنن المصري فقال عن موسى غير منسوب ثم أردفه المصري بما أخبرنا وساق الحديث عن عبد العزيز الربذي عن نافع عن ابن عمر: به.. أبو عبد العزيز الربذي هو موسى بن عبيدة. اهـ

ثم قال بعد سند آخر قال أبو أحمد وهذا معروف بموسى بن عبيدة عن نافع قال الشيخ رحمه الله وقد رواه عبيد الله بن موسى وزيد بن الحباب وغيرهما عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. اهـ

موسى بن عبيدة قال أحمد: لا يكتب حديثه، وقال النسائي وغيره: ضعيف، وقال ابن معين: ليس بشئ. وقال مرة لا يحتج بحديثه. اهـ المراد من "الميزان".

وقد ذكر ابن عدي الحديث في "الكامل" (ج5ص221) ثم قال في آخر الترجمة (ص2336) وهذه الأحاديث التي ذكرتها لموسى بن عبيدة بأسانيدها مختلفة عامتها مما ينفرد بها من يرويها عنه وعامتها متونها غير محفوظة وله غير ما ذكرت من الحديث والضعف على رواياته بين. اهـ

وقال الشيخ الألباني في "الإرواء" (ج5ص221) نقلاً عن تلخيص الحبير: وقد جزم الدارقطني في " العلل " بأن موسى بن عبيدة تفرد به. فهذا يدل على أن الوهم في قوله: موسى بن عقبة من غيره.

قال الشيخ الألباني: وأنا أظن أن الوهم من ابن ناصح فهو الذي قال ذلك لأن توهيمه أولى من توهيم حافظين مشهورين الدارقطني والحاكم. والله أعلم. ثم ذكر الحافظ عن الشافعي أنه قال: أهل الحديث يوهنون هذا الحديث. وعن الإمام أحمد قال: ليس في هذا حديث يصح لكن إجماع الناس على أنه لا يجوز بيع دين بدين. وقال الحافظ في " بلوغ المرام. رواه إسحاق والبزار بإسناد ضعيف اهـ المراد.

(1/258)

278- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص331) : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. حدثنا طلحة بن يحيى عن يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: - قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ (لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء أن تلتمع) يعني في الصلاة) .

هذا الحديث ظاهره الحسن، فطلحة بن يحيى وهو الأنصاري الدمشقي الظاهر أن حديثه لا ينزل عن الحسن. ولكن قال أبو حاتم كما في "العلل" لولده (ج1ص130) وهم يونس بن يزيد، روى بالحجاز عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، وأخطأ فيه. وروى مرة عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، وهذا الصحيح. اهـ.

قلت: وحديث يونس عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ

قد ذكرته في"الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" والحمد لله.

(1/259)

مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما

279- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص159) :

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنِ الْقَاسِمِ يَعْنِي ابْنَ مُخَيْمِرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ يُصَابُ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ إِلَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ فَقَالَ اكْتُبُوا لِعَبْدِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنْ خَيْرٍ مَا كَانَ فِي وِثَاقِي

هذا حديث رجاله رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب التهذيب "وقال الدوري: عن ابن معين: لم نسمع انه سمع من أحد من الصحابة اهـ يعني أن قاسماً لم يسمع من أحد من الصحابة.

وأما ما ذكر ابن حبان انه سال عائشة عما يلبس المحرم؟ فان ثبت كان مخصصاً بعائشة والله أعلم.

280- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص294) : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا رَأَيْتُمْ أُمَّتِي تَهَابُ الظَّالِمَ أَنْ تَقُولَ لَهُ إِنَّكَ أَنْتَ ظَالِمٌ فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ) .

(1/260)

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجل الصحيح، والحسن بن عمرو وهو الفقيمي ولكن أبا الزبير وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي قال العلا ئي في ترجمته: إن ابن معين وأبا حاتم قالا: لم يسمع من عبد الله بن عمرو بن العاص.

281- قال عبد الرزاق رحمه الله (1713) : عن الثوري عن خالد الحذاء عن القاسم بن ربيعة عن عقبة بن أوس السدوسي عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال لما قدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مكة قال لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده ألا إن كل مأثرة تعد وتدعى ومال ودم تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحجاج ألا إن قتيل الخطأ قتيل السوط والعصا قال القاسم منها أربعون في بطونها أولادها قال خالد وقال غير القاسم مائة منها أربعون في بطونها أولادها.

ورواه أحمد رحمه الله (ج5ص411-412) عن إسماعيل، عن خالد به نحوه، غير أنه قال عن رجل (1) من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

وروى نحوه أبو داود (4547) عن سليمان بن حرب، ومسدد، عن حماد، عن خالد به وقال فيه: عن عبد الله بن عمرو.

ورواه أيضاً النسائي (ج8ص41) نحوه عن يحي بن حبيب بن عربي عن حماد عن خالد به، وقال عن عبد الله بن عمرو.

وروى نحوه ابن ماجه (ج2ص877) عن محمد بن يحي عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن خالد به. وقال فيه: عن عبد الله بن عمرو أيضاً.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدته صالحاً للحجية، على اختلاف على خالد

_________

(1) الصحابي المبهم هو عبد الله بن عمرو كما في الطريق الأخرى.

(1/261)

الحذاء، بوب عليه النسائي رحمه الله (ج8ص40-41) ولا يضر.

وقد ذكره ابن ماجة عن أيوب بدل خالد بسند صحيح لكن سقط منه عقبة ابن أوس فقد رواه عن القاسم بن ربيعة عن عبد الله بن عمرو مباشرة.

والحديث معل فقد قال الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" ترجمة (528) : عقبة ابن أوس، عن عبد الله بن عمر أو عبد الله بن عمرو، قال ابن الغلابي فيما رواه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: لم يسمع منه.

(1/262)

مسند أبي موسى الأشعري (عبد الله بن قيس) رضي الله عنه

282- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص399) : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى وَقَالَ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي ذَاتِي وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي)

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح وقد صححه النووي كما في "تخريج عمل اليوم الليلة"للنسائي قال المخرج: وخالفه الحافظ ابن حجر فقال: لان أبا مجلز في سماعه من أبي موسى نظر، وقد عهد منه الإرسال عمن لم يلقه. اهـ المراد منه.

283-قال قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج5ص383) : حدثنا إسحاقُ بنُ منصورٍ حدثنا عبدُ الله بنُ نُمَيْرٍ حدثنا عُبَيْدُ الله بنُ عُمَرَ عن نَافِعٍ عن سَعيدِ بنِ أبي هِنْد عن أبي موسى الأشعَرِيِّ أنَّ رسولَ الله قال: "حُرَّمَ لِبَاسُ الْحَرِيرِ والذَّهَب على ذُكُورِ أُمَّتِي وأُحِلَّ لإنَاثِهمْ"

هذا حديث حسنٌ صحيحٌ.

إذا نظرت في السند وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحديث منقطع قال الحافظ

(1/263)

العلائي في"جامع التحصيل"في ترجمة سعيد بن أبي هند: قال أبو حاتم: لم يلق أبا موسى الأشعري. اهـ

والحديث في "مسند أحمد" (ج4ص392) و (393) عن سعيد بن أبي هند، عن رجل عن أبي موسى.

284- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج13ص283) حدثنا عَبْدُ الله بنُ مَسْلَمَةَ عن مَالِكٍ عن مُوسَى بنِ مَيْسَرَةَ عن سَعِيدٍ بنِ أَبِي هِنْدٍ عن أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قالَ: " مَنْ لَعِبَ بالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى الله وَرَسُولَهُ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا موسى بن ميسرة قد وثقه ابن معين والنسائي كما في "تهذيب التهذيب" على أنه قد توبع قال ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1237) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبد الرحيم بن سليمان وأبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى فذكره.

فهذا السند الظاهر أنه على شرط الشيخين، ولكن في "جامع التحصيل" أن سعيد بن أبي هند لم يلق أبا موسى الأشعري قاله أبو حاتم.

285- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص414) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رِفَاعَةَ عَن الْحَسَنِ عَن أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَطِيرُ الصُّحُفُ فِي الْأَيْدِي فَآخِذٌ بِيَمِينِهِ وَآخِذٌ بِشِمَالِهِ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا علي بن علي بن رفاعة، وقد وثقه ابن معين وأبو زرعة كما في " تهذيب التهذيب" وتكلم فيه أبو حاتم.

وأبو حاتم رحمه الله من المتشددين في الجرح، ولكن الحديث ضعيف من أجل أن الحسن

(1/264)

لم يسمع من أبي موسى، قاله ابن المديني كما في "تهذيب التهذيب".

286- حدثنا أحمد بن سنان حدثنا يزيد بن هارون عن سليمان التيمي وسعيد بن أبي عروبةض عن قتادة عن الحسن عن أبي موسى قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (إذا التقى المسلمان بسيفهيما فالقاتل والمقتول في النار) قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال (إنه أراد قتل صاحبه)

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وقد قال البوصيري في الزوائد: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات. اهـ

ثم نظرت في " تهذيب التهذيب" فوجدت أن الحسن لم يسمع من أبي موسى، قاله علي بن المديني. وفيه وقال البزار ولا احسبه سمع من أبي موسى. اهـ

والحديث في "الصحيحين" من حديث الحسن عن الأحنف عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فيزداد حديث أبي موسى ضعفاً لشذوده.

287- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج8ص248) : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى

أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فِي دَابَّةٍ لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةٌ فَقَضَى بِهَا بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحافظ المزي ذكر فيه من الإختلاف ثم قال: والصحيح عن سماك بن حرب مرسلاً إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ والله أعلم. "تحفة الأشراف"

288- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج11ص77) حدثنا عَمْرُو بنُ عَوْنٍ أخبرنا أبُو عَوَانَةَ عن قَتَادَةَ عن أبِي بُرْدَةَ قال قال لِي أبي: "يَا بُنَيَّ لَوْ

(1/265)

رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أصَابَتْنَا السَّماءُ حَسِبْتَ أنَّ رِيحَنَا رِيحُ الضَّأْنِ".

الحديث أخرجه ابن ماجه (ج2ص1180) فقال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا الحسن بن موسى عن شيبان عن قتادة به.

وعزاه الحافظ المزي في "تحفة الأشراف " إلى الترمذي من طريق قتية عن أبي عوانة بسند أبي داود، فأنت إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن ذكر الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" عن الإمام يحيى بن معين أنه قال: ولا أعلم سمع من أبي بردة. اهـ يعني أنه لا يعلم أن قتادة سمع من أبي بردة.

289- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج4ص395) : حدثنا مُحمَّدُ بنُ المُثَنَّى أخبرنا مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ حدثني أبِي عن قَتَادَةَ عن أبي بُرْدَةَ بنِ عَبْدِ الله أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ: "أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا خَافَ قَوْماً قالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ في نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحافظ العلائي يذكر في "جامع التحصيل" عن الإمام يحيى بن معين أنه قال: ولا أعلم سمع من أبي بردة يعني قتادة.

والحديث أخرجه الإمام أحمد (ج4ص414) ثنا سليمان بن داود قال أنا عمران عن قتادة عن أبي بردة عن أبي موسى. فذكره.

وعمران هو ابن دوار القطان.

ثم الإمام أحمد ثنا على بن عبد الله قال ثنا معاذ قال حدثني أبي عن قتادة عن أبي بردة بن عبد الله بن قيس عن أبيه عبد الله بن قيس: ان نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكره، وهذه علة أخرى للحديث وهي الإرسال.

(1/266)

290- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص412) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو عَن الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَ) .

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَن عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَن الْمُطَّلِبِ عَن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى) .

هذا الحديث ظاهره الصحة إذ رجاله رجال الصحيح، ولكن الحافظ الذهبي يقول في "تلخيص المستدرك" (ج4ص308) بع أن قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقال الذهبي: فيه انقطاع. يعني الحافظ الذهبي أن المطلب بن عبد الله بن حنطب لم يسمع من أبي موسى.

291- قال الإمام النسائي رحمه الله في "السنن الكبرى" (ج6ص363) : قوله تعالى (ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده) أنا محمد بن عبد الأعلى نا خالد عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن أبي موسى قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: لا يسمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار) .

قال أبوعبد الرحمن: هذا حديث ظاهره الصحة، فرجاله رجال الصحيح، وخالد هو

(1/267)

ابن الحارث كما في ترجمة شعبة في "تهذيب الكمال" لكن الإمام البزار يقول في "مسنده" (ج8ص59) وهذا الكلام لا نعلم رواه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إلا أبو موسى بهذا الإسناد ولا أحسب سمع سعيد بن جبير من أبي موسى.

قال ابوعبد الرحمن وقد نظرنا إلى مخرج الحديث. أحمد في "المسن" (ج4ص396) والطيالسي (ص69) والبزار (ج8ص59) فليس عند أحد منهم التصريح بالتحديثو أيضاً نظرنا في "تحفة الأشراف" فلم نجد لسعيد بن جبير رواية عن أبي موسى إلا هذا الحديث، فالظاهر صحة ما قاله البزار رحمه الله.

ثم وجدت الحافظ في "التقريب" يقول وروايته عن عائشة وأبي موسى ونحوهما مرسلة. اهـ

292- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج2ص476 بتحقيقنا) : حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري ثنا أبو نعيم ثنا يونس بن أبي إسحاق: أنه تلا قول الله عز وجل: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون} فقال أبو بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال: نزل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بأعرابي فأكرمه فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: تعهدنا ائتنا فأتاه الأعرابي فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: ما حاجتك؟ فقال: ناقة برحلها وبحر لبنها أهلي فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: عجز هذا أن يكون كعجوز بني إسرائيل فقال له أصحابه: ما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله؟ فقال: إن موسى حين أراد أن يسير ببني إسرائيل ضل عنه الطريق فقال لبني إسرائيل ما هذا؟ قال فقال له علماء بني إسرائيل:

(1/268)

إن يوسف عليه السلام حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى تنقل عظامه معنا فقال موسى: أيكم يدري أين قبر يوسف؟ فقال علماء بني إسرائيل ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل فأرسل إليها موسى فقال: دلينا على قبر يوسف قالت: لا والله حتى تعطيني حكمي فقال لها: ما حكمك؟ قالت: حكمي أن أكون معك في الجنة فكأنه كره ذلك قال فقيل له: اعطها حكمها فأعطاها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء فقالت لهم: انضبوا هذا الماء فلما انضبوا قالت لهم: احفروا فحفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أن أقلوه من الأرض إذ الطريق مثل ضوء النهار

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ولعل واهم يتوهم أن يونس بن أبي إسحاق سمع من أبي بردة حديث لا نكاح إلا بولي كما سمعه أبوه. اهـ

وقال الحاكم رحمه الله (ج2ص355) : حدثنا أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا أحمد بن عمران الأخمسي ثنا محمد بن فضيل ثنا يونس بن أبي إسحاق به. فذكره وقال في آخره: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

. اهـ

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته صالح للحجية، ولكن الحافظ ابن كثير رحمه الله يقول في "تفسيره" (ج3ص355) بعد ذكر هذا الحديث: وهذا حديث غريب جداً والأقرب أنه موقوف. والله أعلم.

قول الحاكم: ولعل واهم يتوهم أن يونس بن أبي إسحاق سمع من أبي بردة حديث: (لا نكاح إلا بولي) كما سمعه أبوه. /هـ غير مفهوم فيه سقط أخل بتركيب بالكلام والظاهر أنه: (ولعل واهماً يتوهم أن الحديث منقطع بين يونس بن أبي إسحاق وبين أبي بردة وليس كذلك فقد سمع يونس بن أبي إسحاق من أبي بردة حديث (لا نكاح إلا

(1/269)

بولي) كما سمعه أبوه) .

وكلام الذهبي في "التلخيص" يرشد إلى ذلك.

293- قال البيهقي رحمه الله (ج1ص146) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِىُّ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ فِرَاسٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلاَثَةٌ يَدْعُونَ اللَّهَ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ رَجُلٌ كَانَتْ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ سَيِّئَةُ الْخُلُقِ فَلَمْ يُطَلِّقْهَا وَرَجُلٌ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ مَالٍ فَلَمْ يُشْهِدْ عَلَيْهِ وَرَجُلٌ آتَى سَفِيهًا مَالَهُ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ) ".

الحديث بهذا السند ظاهره الصحة.

وقد أخرج الحاكم (1) الحديث (ج2ص302) ثم قال عقبه: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لتوقيف أصحاب شعبة هذا الحديث على أبي موسى وإنما أجمعوا على سند حديث شعبة بهذا الإسناد ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين وقد اتفقا جميعا على إخراجه. اهقول الحاكم.

وقال الذهبي في "التلخيص": ولم يخرجاه، لأن الجمهور رووه عن شعبة موقوفاً ورفعه معاذ بن معاذ عنه. اهـ

ونقل المناوي في "فيض القدير (ج3ص336) عن الذهبي قوله في "تهذيب

_________

(1) وقع عند الحاكم سقط وتخليط ففيه: حدثني علي بن حمشاذ العدل ثنا أبو المثنى معاذ بن معاذ العنبري ثنا أبي ثنا شعبة ... إلخ وصوابه، ثنا أَبُوالْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِىُّ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. كما في "سنن البيهقي"

(1/270)

السنن للبيهقي" هو مع نكارته إسناده نظيف. وقد رواه ابن جرير من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به موقوفاً وهو صحيح على شرطهما.

وكذا رواه أبو نعيم في مسانيد أبي يحيى فراس الهمداني من طريق داود بن إبراهيم الواسطي وهو متروك كما في "الجرح والتعديل" (ج3ص407) من طريق عمر بن حكام وهو ضعيف، وكذا الطحاوي من طريق عمرو بن حكام مرفوعاً.

ورواه أبونعيم كذلك عن عثمان بن عمر موقوفاً، وقال رواه غندر وروح موقوفاً. اهـ

فالحاصل أنه تفرد به من يعتد به معاذ بن معاذ. وخالف غندر عند ابن جرير وأبي نعيم، وروح وعثمان بن عمر عند أبي نعيم أيضاً، ويحيى بن سعيد القطان عند ابن أبي شيبة.

(1/271)

ج777777777777777

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

247- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج2ص76) : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ قِيلَ لَهُ بِأَيِّ شَيْءٍ أَمَرَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَمَرَنَا أَنْ نُسَبِّحَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنَحْمَدَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنُكَبِّرَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ فَتِلْكَ مِائَةٌ قَالَ سَبِّحُوا خَمْسًا وَعِشْرِينَ وَاحْمَدُوا خَمْسًا وَعِشْرِينَ وَكَبِّرُوا خَمْسًا وَعِشْرِينَ وَهَلِّلُوا خَمْسًا وَعِشْرِينَ فَتِلْكَ مِائَةٌ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ افْعَلُوا كَمَا قَالَ الْأَنْصَارِيُّ) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده حكمت عليه بالحسن، وعبد العزيز بن أبي رواد هو حسن الحديث، لكن روايته عن نافع فيها ضعفبل قال ابن حبان: روى عن نافععن ابن عمر نسخة موضوعة كما في "الميزان"

248- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص250) : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: غَدَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِنًى

(1/234)

إِلَى عَرَفَةَ فَمِنَّا الْمُلَبِّي وَمِنَّا الْمُكَبِّرُ

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: غَدَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَرَفَاتٍ فَمِنَّا الْمُلَبِّي وَمِنَّا الْمُكَبِّرُ.

هذا الحديث بهذا السند رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع، فقد رواه مسلم عن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه، وعبد الله بن أبي سلمة يرسل ولم يُتيقن سماعه من ابن عمر، بل لم يذكر له في الأمهات الست عن ابن عمر إلا هذا الحخديث، ولو ثبت سمتاعه لقلنا: يحتمل أنه رواه عن ابن عمر بواسطة ثم رواه عنه مباشرةولكنه لم يثبت، والله اعلم.

249- قال الإمام أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي رحمه الله في "سننه" (ج1ص9) : أخبرنا محمد بن طريف ثنا محمد بن فضيل ثنا أبو حيان عن عطاء عن بن عمر قال: كنا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أين تريد قال إلى أهلي قال هل لك في خير قال وما هو قال تشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله قال ومن يشهد على ما تقول قال هذه السلمة فدعاها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثا فشهدت ثلاثا أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه وقال إن اتبعوني أتيتك بهم وإلا رجعت مكثت معك) .

أبو حيان هو يحيى بن سعيد التيمي، وعطاء يحتمل أنه ابن رباح، ويحتمل أنه ابن يسار.

(1/235)

وأنت إذا نظرت في رجاله وجدتهم رجال الصحيح، فهذا السند ظاهره أنه حسن، ولكن ابن أبي حاتم في "لالعلل" (ج2ص392) إن أباه قال: أنا أُنكر هذا، لأن أبا حيان لم يسمع من عطاء، ولم يروِ عنه، وليس هذا الحديث من حديث عطاء. اهـ المراد منه.

250- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج8ص464) : حدثنا القعنبى حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهرى عن سالم عن أبيه قال رأيت النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة.

هذا الحديث إذا نظرت إلى ظاهره قلت: هو في غاية من الصحة وإليك ما قاله الإمام الترمذي رحمه الله حول هذا الحديث (ج4ص88) بعد أن ساقه بسنده عن ابن عيينة متصلاً ثم قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال حدثنا عمرو بن عاصم عن همام عن منصور وبكر الكوفي وزياد وسفيان كلهم يذكر أنه سمعت من الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة.

حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة.

قال الزهري وأخبرني سالم أن أباه كان يمشي أمام الجنازة.

قال أبو عيسى حديث ابن عمر هكذا رواه ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحد عن الزهري عن سالم عن أبيه نحو حديث ابن عيينة وروى معمر ويونس بن يزيد ومالك وغير واحد من الحفاظ عن الزهري أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كان يمشي أمام الجنازة قال الزهري وأخبرني سالم أنه أباه كان يمشي أمام الجنازة.

وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك أصح.

قال أبو عيسى: وسمعت يحيى بن موسى يقول: سمعتُ عبد الرزاق قال: ابن المبارك: حديث الزهري في هذا مرسل أصح من حديث ابن عيينة, قال ابن المبارك

(1/236)

وأرى ابن جريج أخذه عن ابن عيينة.

قال أبو عيسى وروى همام بن يحيى هذا الحديث عن زياد وهو ابن سعد ومنصور وبكر وسفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه وإنما هو سفيان بن عيينة روى عنه همام. اهـ

يقصد التمذي من هذا أن همام بن يحيى وهم فيه، وقال النسائي (ج4ص52) هذا خطأ والجواب مرسل. اهـ

وراجع "تلخيص الحبير" للحافظ ابن حجر، وهذا الحديث كما ترى مما سكت عنهأبو داود، فعلى هذا فقوله رحمه الله تعالى: وما سكتُّ عنه فهو صالح يحتاج إلى بحث، فقد سكت عن أحاديث وتعقبه الحافظ المنذري، وسكت المنذري عن أشياء فتعقبه الحافظ ابن القيم كما يعلم من كتابيهما.

251- قال الإمام أبو داود رحمه الله (11ص308) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ. فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ؟ قَالَ هِيَ: (هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ) .

(1/237)

هذا الحديث إذا نظرت في سنده حكمت بصحته، ولكن الحافظ ابن أبي حاتم يسأل أباه عن هذا الحديث كما في "العلل" (ج2ص417) فيقول أبوه بعد ذكره الحديث: روى هذا الحديث ابن جابر، عن عمير بن هانئ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، مرسلا، والحديث عندي ليس بصحيح، كأنه موضوع..

252- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص88) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا أَبْيَضَ فَقَالَ أَجَدِيدٌ ثَوْبُكَ أَمْ غَسِيلٌ فَقَالَ فَلَا أَدْرِي مَا رَدَّ عَلَيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (الْبَسْ جَدِيدًا وَعِشْ حَمِيدًا وَمُتْ شَهِيدًا) أَظُنُّهُ قَالَ (وَيَرْزُقُكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)

هذا الحديث إذا نظرت إليه تقول: هو صحيح على شرط الشيخين، ولكن ابن أبي حاتم يذكره في "العلل"0ج1ص490) ثم قال بعد أن سأل أباه عنه: ورواه عبد الرزاق أيضاً، عن الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: مثله، فأنكر الناس ذلك، وهو حديث باطل، فالتمس الحديث هل رواه أحد.

فوجدوه قد رواه ابن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي الأشهب النخعي، عن رجل من مزينة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، فذكر مثله.

وقال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" (ج5ص397) قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ: لا أعلم أحداً رواه عن الزهري غير معمر، وما أحسبه بالصحيح - والله أعلم.

وقال الحافظ في "النكت الظراف" قلت: قال النسائي: هذا حديث منكر أنكره يحيى القطان على عبد الرزاق ولم يروه عن معمر غيره. وقد رُوِيَ عن معقل واختلف عليه فقيل: عنه ابراهيم بن سعد عن الزهري مرسلاً، وليس هذا الحديث من حديث الزهري. هكذا وقع في رواية ابن الأحمر. اهـ

قلت وهو كذلكفي طعمل اليوم واليلة"ص (276) .

(1/238)

وقال الترمذي رحمه الله في "العلل الكبير"ص (373) عقب الحديث سألت محمداً (يعني البخاري) عن هذا الحديث قال: قال سليمان الشاذكوني قدمت على عبد الرزاق فحدثنا بهذا الحديث عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه. ثم رأيت عبد الرزاق يحدث بهذا الحديث عن سفيان الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر.

قال محمد وقد حدثونا بهذا عن عبد الرزاق عن سفيان أيضاً

قال محمد وكلا الحديثين لا شيء. وأما حديث سفيان فالصحيح ما حدثنا به أبو نعيم عن سفيان عن ابن أبي خالد عن أبي الأشهب أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رأى على عمر ثوبا جديداً مرسل

قال محمد واسم أبي الأشهب هذا زاذان قال ابن إدريس أنا ذهبت بابن أبي خالد إليه. اهـ

فالحاصل أنه حديث منكر كما قاله النسائي.

253- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص294) : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَذْنَبْتُ ذَنْبًا كَبِيرًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ فَقَالَ لَهُ: (رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَلَكَ وَالِدَانِ) قَالَ لَا قَالَ: (فَلَكَ خَالَةٌ) قَالَ نَعَمْ فَقَالَ: (رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَبِرَّهَا إِذًا) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي ذكره (ج6ص30) ثم قال: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان بن عيية، عن عن محمد بن سوقة عن أبي بكر بن حفص عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نحوه ولم يذكر فيه عن ابن عمر وهذا أصح من حديث أبي معاوية. اهـ يعني الإرسال.

254- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج3ص255) : حدثنا نصر بن على حدثنى أبى حدثنا شعبة عن أبى بشر سمعت مجاهدا يحدث عن ابن عمر عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فى التشهد " التحيات لله الصلوات الطيبات السلام

(1/239)

عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ". قال قال ابن عمر زدت فيها وبركاته. " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله ". قال ابن عمر زدت فيها وحده لا شريك له. " وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ".

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وقد قال الدارقطني (ج1ص351) : هذا إسناد صحيح، وقد تابعه -يعني علي بن نصر- على رفعه بن أبي عدي عن شعبة ووقفه غيرهما. اهـ

ولم أكتبه من أجل قول الدارقطني فإنا لا ندري من وَقَفه أهو أرجح أم علي بن نصر وابن أبي عدي؟ ولكن كتبته هنالأن في "تهذيب التهذيب" أن الإمام أحمد قال كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد قال لم يسمع منه شيئاً. وقال ابن معين طعن عليه شعبة في حديثه عن مجاهد قال من صحيفة. اهـ.

هذا وأما التصرح هنا بالسماع من مجاهد، فيحتمل أنه وهم من أبي بشر أو غيره والله أعلم.

ولا أقصد أن الحديث لم يصح بحال، ولكني أقصد أن هذه الطريق معلة لأن الحديث قد ورد في "مسند الإمام أحمد" (ج7ص193) بتحقيق أحمد شاكر: حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَابَيْ الْمَكِّيُّ قَالَ صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ فَقَالَ أَلَا أُعَلِّمُكَ تَحِيَّةَ الصَّلَاةِ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا فَتَلَا عَلَيَّ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ يَعْنِي قَوْلَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فِي التَّشَهُّدِ.

هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.

255- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص491) : حدثنا سهل بن أبي سهل. حدثنا مكي بن إبراهيم أبو السكن عن مالك عن نافع عن ابن عمر , أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صلى على النجاشي فكبر أربعاً.

(1/240)

هذا الحديث إذا نظرت في سنده حكمتَ عليه بالصحة، وسهل بن أبي سهل هو سهل بن زنجلة حافظ كما في "تهذيب التهذيب" وقال أبو حاتم: صدوق، وقال مسلمة رازي ثقة.

ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة سهل: وسئل أبو إسحاق الحربي عن حديث رواه سهل بن زنجلة عن مكي بن ابراهيم عن مالك عن نافع عن ابن عمران النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صلى على النجاشي.

فأنكره قال الخطيب وقد قال مكي حدثتهم بالبصرة عن مالك عن نافع يعني بهذا الحديث وهو خطأ إنما حدثنا مالك عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة. اهـ

256- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص95) : حدثنا زيد بن أخرم وأبو بدر عباد بن الوليد قالا حدثنا محمد بن عباد الهنائي. حدثنا علي بن المبارك الهنائي عن أيوب الختياني عن خالد بن دريك عن ابن عمر: - أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال (من طلب العلم لغير الله أو أراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار) .

الحديث أخرجه الترمذي (ج5ص33بتحقيق إبراهيم عطوة) .

ظاهر السند أن الحديث حسن، ولكن الحافظ العلائي يقول في ترجمة خالد بن دُريك: روى عم ابن عمر وعائشة ولم يدركهما. قاله شيخنا المزي. اهـ المراد منه.

وأما ما نقله الحافظ في "النكت الظراف" قال: حكم ابن القطان بصحته، فكأنه عنده متصل أو اكتفى بالمعاصرة. اهـ فأقول: يجوز ان ابن القطان اكتفى بظاهر السند، والله أعلم.

257- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص61) : حدثنا هشام بن عمار. حدثنا يحيى بن حمزة. حدثنا الأوزاعي عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال (ينشأ نشء يقرؤن القرأن لا يجاوز تراقيهم. كلما خرج قرن قطع)

(1/241)

قال ابن عمر سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: (كلما خرج قرن قطع أكثر من عشرين مرة, حتى يخرج في عِرَاضِهِم الدجال)

قال البوصيري في "مصباح الزجاجة (ج1ص26) : هذا إسناد صحيح احتج به البخاري بجميع رواته. اهـ

ولكن في "تهذيب التهذيب" وقال أبو زرعة الدمشقي لا يصح للاوزاعي عن نافع شئ وكذا قال عباس عن ابن معين لم يسمع من نافع شيئاً. اهـ

258- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص118) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ لَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ قَالَ بَلَى قَدْ فَعَلْتَ وَلَكِنْ غُفِرَ لَكَ بِالْإِخْلَاصِ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن قد تقدم في "المسند" (ج7ص194) وسيأتي فيه أيضاً (ج8ص232) أن حماد بن سلمة قال: لم يسمع هذا من ابن عمر - يعني ثابتاً - بينهما رجل.

فعلم أن الحديث بهذا السند منقطع، والحمد لله.

259- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص98) : - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّي حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُمَثِّلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مَالَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ ثُمَّ يَلْزَمُهُ يُطَوِّقُهُ يَقُولُ أَنَا كَنْزُكَ أَنَا كَنْزُكَ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تحفة الأشراف" بعد أن ذَكَرَهُ: رواه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار, عن أبيه, عن أبي

(1/242)

صالح عن أبي هريرة, قال النسائيُّ: رواية عبد الرحمن أشبه بالصواب وعبد العزيز أثبت عندنا من عبد الرحمن. اهـ

وذكر نحو هذا الحافظ ابن كثير في "تفسيره" عن النسائي ثم عقبه بقوله: قلت: لا منافاة بين الروايتين فقد يكون عند عبد الله بن دينار من الوجهين والله أعلم.

قال أبو عبد الرحمن: الحديث في النسائي (ج5ص39) ولم أجد هذا الكلام، فلعله سقط من النسخة المطبوعة. وكذا لم أجده في طبعة الحلبي (ج5ص28) فلعله سقط أيضاً.

وقول الحافظ (لا منافاة بين الروايتين فقد يكون عند عبد الله بن دينار من الوجهين) مقبول لو لم يكن هناك قرينة تدل على وهم عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة بن الماجشون، وأما وقد وجدت القرينة وهي الظاهر أنه سلك الجادة وعبد الرحمن سلك غير الجادة، فترجح رواية من سلك الجادة كما في "فتح المغيث" والله أعلم.

وقال الحافظ في "الفتح"_ج3ص269) قوله عن أبي صالح كذا رواه عبد الرحمن وتابعه زيد بن أسلم عن أبي صالح عند مسلم وساقه مطولا وكذا رواه مالك عن عبد الله بن دينار ورواه بن حبان من طريق بن عجلان عن القعقاع بن حلية عن أبي صالح لكنه وقفه على أبي هريرة وخالفهم عبد العزيز بن أبي سلمة فرواه عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أخرجه النسائي ورجحه (1) لكن قال بن عبد البر: رواية عبد العزيز خطأ بين لأنه لو كان عند عبد الله بن دينار عن بن عمر ما رواه عن أبي صالح أصلاً. انتهى.

وفي هذا التعليق نظر وما المانع أن يكون له فيه شيخان نعم الذي يجري على طريقة أهل الحديث أن رواية عبد العزيز شاذة لأنه سلك الجادة ومن عدل عنها دل على مزيد حفظه. اهـ

_________

(1) ينظر في قوله (رجحه) بل الذي في "تفسير ابن كثير " و"تحفة الأشراف" أن النسائي رجح رواية عبد الرحمن عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً.

(1/243)

قال أبو عبد الرحمن: فالحاصل أن الحديث صحيح عن أبي هريرة وشاذ من حديث ابن عمر.

260- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص71) : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ وَإِذَا أُحِلْتَ عَلَى مَلِيءٍ فَاتْبَعْهُ وَلَا بَيْعَتَيْنِ فِي وَاحِدَةٍ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة يونس بن عبيد وقال ابن أبي خيثمة قلت: لابن معين سمع يونس من نافع؟ قال: لا. - وفيه أيضاً- وقال أحمد وأبو حاتم لم يسمع من نافع شيئاً. - وفيه أيضاً- قال الترمذي قال البخاري ما أراه من نافع.

وما ذكر في "جامع التحصيل" أن أبا زرعة قال: أتوهم أنّ في حديثه شيئاً يدل على أنه سمع منه. فلا يقبل التوهم مع التصريح من أحمد وابن معين وأبي حاتم أنه لم يسمع منه. والله أعلم.

261- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص33) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَشْتَرِي الذَّهَبَ بِالْفِضَّةِ فَقَالَ إِذَا أَخَذْتَ وَاحِدًا مِنْهُمَا فَلَا يُفَارِقْكَ صَاحِبُكَ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ لَبْسٌ) .

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج7ص156) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ به.

قال الإمام أحمد رحمه الله (ص264) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ به.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي يتبعه كما في تحقيق أحمد شاكر (ج7ص50) من "المسند" بقوله:

(1/244)

هذا الحديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن ابن عمر.

وروى داود بن أبي هند هذا الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عمر موقوفاً.

ثم قال أحمد شاكر رحمه الله: وقال المنذري: قال البيهقي: والحديث تفرد برفعه سماك بن حرب. وقال شعبة: رفعه لنا سماك بن حرب وأنا أفرقه. اهـ

ومعنى أفرقه: أي أخافه.

فعلى هذا فالحديث شاذ، ومحاولة أحمد شاكر تصحيحه أن زيادة الثقة مقبولة، هذا إذا لم يخالف من هو أرجح منه، وقد خالف سماكاً داود بن أبي هند فوقفه، فسماك يعتبر شاذ لأن داود أرجح منه، والله أعلم.

262- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص25) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ قَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ مَنَايَانَا بِهَا حَتَّى تُخْرِجَنَا مِنْهَا) .

قال الإمام أحمد رحمه الله أيضاً (ج8ص223) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ به.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح بالسند الأول، وفي الثاني رجاله رجال الصحيح، إلا محمد بن ربيعة وهو ثقة. ولكن سعيد بن أبي هند يرسل ولم يصرح بالتحديث، ولا ندري أسمع من ابن عمر أم لم يسمع، ولم يذكر في شيوخه ان عمر كما في "تهذيب الكمال" وهكذا لم تذكر له ترجمة في "تحفة الأشراف" عن ابن عمر، فنحن نتوقف في ثبوت الحديث. والله أعلم.

263- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص8) : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَوَضَّأُ

(1/245)

ثَلَاثًا ثَلَاثًا وَيُسْنِدُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن ابا حاتم يقول: إن رواية المطلب بن عبد الله بن حنطب عن ابن عمر مرسلة. كما في "تهذيب التهذيب".

264- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص918) : حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. ثنا يحيى بن سليم الطائفي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال نهى رسول الله عن بيع الولاء وعن هبته) .

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، وإليك ما قاله أبوزرعة الرازي كما في "العلل"لابن أبي حاتم (ج2ص53) قال أبو زرعة: الصحيح: عبيد الله عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً ثم ذكره بسنده إلى حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر به.

وبسنده إلى عبد الله بن نمير عن عبيد الله، عن عبد الله بن دينار عن عبد الله به. اهـ المراد منه.

قال أبو عبد الرحمن وحديث عبد الله بن دينار عنابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ في الصحيحين ولا يعرف الحديث إلا من طريق عبد الله بن دينار حتى قال مسلم في "صحيحه" الناس عيال في هذا على عبد الله بن دينار.

265- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص844) : حدثنا راشد بن سعيد الرملي وعبيد الله بن الجهم الأنماطي قالا ثنا ضمرة ابن ربيعة عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (من ملك ذا رحم محرم فهو حر) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حمت عليه بأنه حسن، ولكن في "تهذيب التهذيب"في ترجمة ضمرة بن ربيعة- بعد ذكر أنه وثقه أحمد وابن معين والنسائي وابن سعد- ذكر أن الإمام أحمد أنكر على ضمرة هذا الحديث ورده رداً شديداً, وقال: لو

(1/246)

قال رجل ان هذا كذب لما كان مخطئاً وأخرجه الترمذي وقال لا يتابع ضمرة عليه وهو خطأ عند أهل الحديث. اهـ

وذكر الحافظ الذهبي في "الميزان" أن ضمرة تفرد بهذا الحديث.

وقال النسائي (4897) بعد إخراج الحديث: وهو حديث منكر. والله أعلم اهـ

266- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجة رحمه الله (ج2ص845) : حدثنا حرملة بن يحيى. عبد الله بن وهب. أخبرني ابن لهيعة. ح وحدثنا محمد بن بحيى. ثنا سعيد بن أبي مريم. أنبأنا الليث بن سعد جميعا عن عبيد الله بن أبي جعفر عن بكير بن الأشج عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (من أعتق عبدا وله مال فمال العبد له. إلا أن يشترط السيد ماله فيكون له)

وقال ابن لهيعة: (إلا أن يستثنيه السيد) .

وقال الإمام أبو داود رحمه الله (ج10ص503) : حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرنى ابن لهيعة والليث بن سعد عن عبيد الله بن أبى جعفر به.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وابن لهيعة متابع كما ترى، ولكن إليك ما قاله الحافظ ابن القيم رحمه الله في "تهذيب السنن" (ج10503 مع "عون المعبود") : وهذا الحديث يعد في أفراد عبيد الله هذا , وقد أنكره عليه الأئمة قال الإمام أحمد - وقد سئل عنه - يرويه عبيد الله بن أبي جعفر من أهل مصر , وهو ضعيف في الحديث , كان صاحب فقه , وأما في الحديث: فليس هو فيه بالقوي. وقال أبو الوليد: هذا الحديث خطأ.

ثم قال ابن القيم: وهذا كما قاله الأئمة , فإن الحديث المحفوظ عن سالم إنما هو في البيع " من باع عبدا وله مال فماله للبائع إلا أن يشترط المبتاع " هذا هو المحفوظ عنه إلى أن قال: وأما قصة العتق: فإنها وهم من ابن أبي جعفر , خالف فيها الناس.

(1/247)

قال البيهقي في روايته: وهي خلاف رواية الجماعة. اهـ المراد من "تهذيب السنن".

267- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص6280) : دثنا يحيى بن حكيم. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: - أسلم غيلان بن سلمة وتحته عشر نسوة. فقال له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ خذ منهن أربعاً)

الحديث ظاهر سنده الصحة. ولكن الإمام الترمذي رحمه الله بعد أن ذكره (ج4ص378) من طريق هناد أخبرنا عبدة عن سعيد بن أبي عروبة عن معمر به قال هكذا رواه معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال وسمعت محمد بن إسماعيل يقول هذا حديث غير محفوظ والصحيح ما روى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري وحمزة قال حدثت عن محمد بن سويد الثقفي أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة قال محمد وإنما حديث الزهري عن سالم عن أبيه أن رجلا من ثقيف طلق نساءه فقال له عمر لتراجعن نساءك أو لأرجمن قبرك كما رجم قبر أبي رغال. اهـ

وراجع بقية الكلام على هذا الحديث في "نيل الأوطار" (ج6ص170) تجد أن أبا حاتم وأبا زرعة وأحمد قد أعلوا هذا الحديث. والله أعلم.

268- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج92ص78) : حدثنا محمد بن العلاء حدثنا ابن إدريس قال سمعت الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة قال سمع ابن عمر رجلا يحلف لا والكعبة فقال له ابن عمر إنى سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقول " من حلف بغير الله فقد أشرك ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع قال البيهقي (10ص29) : وهذا مما لم يسمعه سعد بن عبيدة من بن عمر، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر هو القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن منصور عن سعد بن عبيدة قال:

(1/248)

كنت عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقمت وتركت رجلا عنده من كندة فأتيت سعيد بن المسيب قال فجاء الكندي فزعا فقال جاء بن عمر رجل فقال احلف بالكعبة قال لا ولكن أحلف برب الكعبة فإن عمر كان يحلف بأبيه فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لا تحلف بأبيك فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك.

وجاء بيان المجهول أنه محمد الكنديكما في "مسند أحمد" (ج2ص69) ومحمد الكندي ترجمته في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (ج8ص132) وهو مجهول، قاله أبو حاتم.

وأما مارواه الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص58) فقال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي حَلْقَةٍ فَسَمِعَ رَجُلًا فِي حَلْقَةٍ أُخْرَى وَهُوَ يَقُولُ لَا وَأَبِي فَرَمَاهُ ابْنُ عُمَرَ بِالْحَصَى وَقَالَ إِنَّهَا كَانَتْ يَمِينَ عُمَرَ فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا وَقَالَ إِنَّهَا شِرْكٌ) .

وكذا ذكره (ص60) سنداً ومتناً، فهذه الرواية محمولة على رواية منصور، إذ في رواية منصور أنه لم يسمعه، إذ يحتمل أنه سمع رجلاً في حلقة أخرى لم يكن فيها، ثم منصور أثبت وأتقن من الأعمش، والأعمش أيضاً مدلس.

وقال الإمام الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج2ص300) بعد ذكره من طريق منصور: وقفنا على أن منصور بن المعتمر قد زاد في إسناد هذا الحديث على الأعمش، وعلى سعيد بن مسروق، عن سعد بن عبيدة رجلاً مجهولاً بينه وبين ابن عمر في هذا الحديث ففسد بذلك إسناده. اهـ المراد منه.

فعلم أن الحديث ضعيف، والحمد لله.

269- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص91) : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْوَحْدَةِ أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ وَحْدَهُ أَوْ يُسَافِرَ وَحْدَهُ.

(1/249)

أبو عبيدة اسمه عبد الواحد بن واصل، وهو من رجال البخاري كما في "تهذيب التهذيب" فرجاله رجال الصحيح،، ولكنه شاذ، فقد خالف أبا عبيدة هاشم بن القاسم عند أحمد (ج2ص120) ومحمد بن عبيد وه الطنافسي عند أحمد (ج2ص24) و (ص60) وسفيان بن عيينة عند أحمد (ج2ص86) وأبو الوليد وهو هشام بن عبد الملك الطيالسي عند البخاري (ج6ص137) وأبو نعيم وهو الفضل بن دكين عند البخاري أيضاً (ج6ص137) والهيثم بن جميل عند الدارمي (ج2ص289) وبشر بن المفضل عند الحاكم (ج2ص101) ووكيع كما في "الموارد" (ص484) .

فهولاء ثمانية منهم من هو بمفرده أرجح من أبي عبيدة عبد الرحمن بن واصل.

ثم أيضاً عمر بن محمد يتابع أخاه عاصماً كمتا عند أحمد (ج2ص112) وعند النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"، والراوي عنه عند أحمد مؤمل بن إسماعيل وهو ضعيف ولكنه تابعه محمد بن ربيعة عند النسائي.

ففي "التحفة" وعن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن محمد بن ربيعة، عن عمر بن محمد بن زيد العمري عن أبيه به.

سند المتابعة عند النسائي كمافي "تحفة الأشراف".

المغيرة بن عبد الرحمن: وثقه النسائي ومسلمة كما في "تهذيب التهذيب".

ومحمد بن ربيعة وثقه ابن معين والنسائي والدارقطني كما في "تهذيب التهذيب".

وعمر بن محمد بن زيد من رجال الشيخين كما في "تهذيب التهذيب".

فالمتابعة صحيحة والحمد لله.

واللفظ المحفوظ: (لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده) لفظ البخاري.

270- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج3ص175) : حدثنا يزيد بن محمد الدمشقى حدثنا هشام بن إسماعيل حدثنا محمد بن شعيب, أنبأنا

(1/250)

عبد الله بن العلاء بن زبر عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر أن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صلى صلاة فقرأ فيها فلبس عليه فلما انصرف قال لأبى " أصليت معنا ". قال نعم. قال " فما منعك ".

أي: أن تفتح عليَّ كما في "عون المعبود" وعزاه لابن حبان وهو في "تقريب الإحسان إلى صحيح ابن حبان" (ج6ص13و14) .

هذا حديث ظاهره الصحة، وقد كتبته في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"

فعسى الله أن ييسر حذفه، وذلك أن ابن أبي حاتم قال (ج1ص77) : وسألت أبي عن حديث؛ رواه هشام بن إسماعيل فذكره، قال أبي: هذا وهم، دخل لهشام بن إسماعيل حديث في حديث، نظرت في بعض أصناف محمد بن شعيب فوجدت هذا الحديث: رواه محمد بن شعيب، عن محمد بن يزيد البصري، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صلى فترك آية هكذا مرسل.

ورأيت بجنبه حديث: عبد الله بن العلاء، عن سالم، عن أبيه: عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، أنه سئل عن صلاة الليل، فقال: مثنى مثنى ... ) فعلمتُ أنه سقط على هشام بن إسماعيل متن حديث عبد الله بن العلاء، وبقي إسناده، وسقط إسناد حديث محمد بن يزيد البصري، فصار متن حديث محمد بن يزيد البصري بإسناد حديث عبد الله بن العلاء بن زبر، وهذا حديث مشهور يرويه الناس عن هشام بن عروة.

فلما قدمت السفرة الثانية رأيت هشام بن عمار يحدث به عن محمد بن شعيب، فظننت أن بعض البغداديين أدخلوه عليه، فقلت له: يا أبا الوليد، ليس هذا من حديثك فقال: أنت كتبت حديثي كله؟ فقلت: أما حديث محمد بن شعيب فإني قدمت عليك سنة بضعة عشر، فسألتني أن أخرج لك مسند محمد بن شعيب، فأخرجت إلي حديث محمد بن شعيب فكتبت لك مسنده؟ فقال: نعم، هي عندي بخطك، قد أعلمت الناس أن هذا بخط أبي حاتم فسكت. اهـ

(1/251)

271- قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار" (ج2ص202) : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، وَلاَ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ بِجَرِيرَةِ أَبِيهِ، وَلاَ بِجَرِيرَةِ أَخِيهِ) .

وَحَدَّثَنَاهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى السَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ.

قال الهيثمي: قلت: فذكر نحوه.

قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه وهذا الكلام قد رُوِيَ نحوه من وجه آخر ورُوِيَ بألفاظ من وجوه.

هذا الحديث بالسند الأول رجاله رجال الصحيح، والحديث في النسائي (ج7ص126، 127) واستفدنا منه فوائد:

الأولى: أن الحديث في النسائي فليس من شرط "زوائد البزار".

الثانية: أن عبد الله هو ابن عمر، وكان المتبادر إلى الذهن أنه ابن مسعود، لأن هذه السلسلة تنتهي إلى ابن مسعود كثيراً.

الثالثة: أن الراجح في الحديث من هذه الطريق الإرسال، فقد ذكره النسائي من طريق شريك وأبي بكر بن عياش، عن الأعمش ثم قال: هذا خطأ والصواب مرسل، ثم ذكره من طريق أبي معاوية ويعلى بن عبيد عن الأعمش مرسلاً.

272- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج6ص3) : حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة الكوفي حدثنا حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كنا نأكل على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ونحن نمشي

(1/252)

ونشرب ونحن قيام

قال هذا حديث صحيح غريب من حديث عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر وروى عمران بن جرير هذا الحديث عن أبي اليرزي عن ابن عمر وأبو اليرزي اسمه يزيد بن عطارد.

هذا حديث ظاهره الحسن.

وأخرجه الدارمي (2126) وابن حبان (5322، 5325) وابن أبي شيبة (24108) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" وأحمد (5874) وابنه في "الزوائد" بنفس الرقم، والخطيب في "التاريخ" (ج8ص195-196) من طريق حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر به.

وتابع سلم بن جنادة في روايته عن حفص بن غياث أبو بكر بن أبي شيبة، ومن خلال الطرق يثبت أن مدار هذا الحديث على حفص بن غياث، وهذا إسناده ظاهره الصحة إلا أنه معل بعلة خفية عجيبة، فقد جاء في "علل الترمذي الكبير" (ج2ص791) قال الترمذي رحمه الله: ما جاء في الرخصة في الشرب قائماً حدثنا أبو السائب حدثنا حفص بن غياث.. فذكر الحديث فسألت محمداً عن هذا الحديث فقال هذا حديث فيه نظر

قال أبو عيسى لا يعرف عن عبيد الله إلا من وجه رهاة حفص وإنما يعرف من حديث عمران بن حدير عن أبي البزري عن ابن عمر. اهـ

وإذا كنت تريد المزيد من الحديث راجعت"تاريخ الخطيب" (ج8ص195) اهـ مختصراً من كلام رضا المصري.

273- قال الإمام أحمد رحمه الله (6201) : حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لِلْمُؤَذِّنِ مَدَّ صَوْتِهِ وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ سَمِعَ صَوْتَهُ) .

(1/253)

قال الحافظ في "التلخيص الحبير" (ج1ص205ح 300) : ورواه البيهقي من وجهين آخرين عن الأعمش فقال تارة عن أبي صالح وتارة عن مجاهد عن أبي هريرة، ومن طريق أخرى عن مجاهد عن بن عمر. وقال الدارقطني: الأشبه أنه عن مجاهد مرسل. اهـ

274- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص383) : حدثنا علي بن محمد وأبو كريب وأحمد بن سنان. قالوا حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ سها فسلم في الركعتين. فقال له رجل يقال له ذو اليدين يا رسول الله أقصرت أو نسيت؟ قال (ما قصرت وما نسيت) قال إذا فصليت ركعتين. قال (أكما يقول ذو اليدين؟) قالوا نعم. فتقدم فصلى ركعتين ثم سلم. ثم سجد سجدتي السهو.

وأخرجه أبو داود فقال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت حدثنا أبو أسامة (ح) أخبرنا محمد بن العلاء أخبرنا أبو أسامة أخبرنى عبيد الله.

هذا حديث ظاهره الصحة، ولكن ابن أبي حاتم يقول في "العلل" (ج1ص99) : وسألت أبي عن حديث؛ رواه أبو أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في قصة ذي اليدين.

قال أبي: هذا حديث منكر، أخاف أن يكون أخطأ فيه أبو أسامة. اهـ

275- قال الإمام الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج7ص83) : حدثنا إبراهيم بن أبي داود (1) قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال جاء

_________

(1) مترجم في "السير" (ج12ص612) وصفه الذهبي بأنه حافظ متقن.

(1/254)

رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فقال: أوصني, فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (لا تشرك بالله عز وجل شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر وتسمع وتطيع وعليك بالعلانية وإياك والسر) .

هذا الحديث ظاهره الصحة، ولكن افمام البخاري يقول في "التاريخ" (ج3ص494) في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن الجمحي قال ابن صباح حدثنا سعيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: عليك بالعلانية، وقال محمد بن بشر عن عبيد الله عن يونس عن الحسن عن عمر - قوله - مثله، وهذا اصح.

وذكره ابن عدي (ج3ص1235) في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن الجمحي من طريق البخاري به، وذكر أنه قال: وإرساله أصح. اهـ

وذكر الحاكم (ج1ص51) عن محمد بن يحيى الذهلي مثل قول البخاري. اهـ

وذكر ابن أبي حاتم في "العلل" عن أبي زرعة أنه قال: يروى هذا الحديث عن عبيد الله عن يونس عن الحسن قال: قال جاء رجل إلى عمر.... فذكر الحديث. اهـ.

276- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج4ص244) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني ثنا أسد بن موسى ثنا أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد حدثني عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قام بعد أن رجم الأسلمي فقال: اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها فمن ألم فليستتر بستر الله وليتب إلى الله فإنه من يبدلنا صفحته نقم عليه كتاب الله عز وجل

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

كذا قال رحمه الله، وأسد بن موسى لم يخرج له البخاري إلا تعليقاً، ولم يخرج له مسلم كما في "التقريب". وله متابع عند البيهقي (ج8ص330) : عبد الوهاب

(1/255)

الثقفي متابعة قاصرة، ومتابع آخر عند البيهقي أيضاً هارون بن موسى القروي وهو لا بأس به كما في "التقريب".

وقال الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج1ص86) : ما قد حدثنا يونس- وهو ابن عبد الأعلى الصدفي، أخبرني أنس بن عياض الليثي، عن يحيى، حدثني عبد الله بن دينار، مولى ابن عمر أنه بلغه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، ثم ذكر هذا الحديث حرفاً حرفاً. قلت وهذا مرسل.

وقال عبد الرزاق في "المصنف" (ج7ص323) قال بن جريج فأخبرني يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار مولى بن عمر أنه بلغه أن رجلا من أسلم جاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. وهو مرسل كما ترى.

وقال عبد الرزاق في "المصنف" (ج7ص323) قال ابن عيينة فأخبرني عبد الله بن دينار، قال قام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكر الحديث. فسفيان ابن عيينة يخالف يحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان أرجح من يحيى بن سعيد، ويحيى بن سعيد قد اختلف عليه فيه كما ترى.

والحديث ذكره العقيلي في "الضعفاء" في ترجمة عبد الله بن دينار (ج2ص248) وأنه مضطرب فيه عبد الله بن دينار فقال: حدثنا روح بن الفرج القطان قال: حدثنا أبو سعيد الجعفي قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار، قال الجعفي: أراه عن ابن عمر، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لما رجم (1) الأسلمي الذي أخبره عن نفسه أنه زنا فرجمه، قام في الناس فقال: " يا أيها الناس، اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها، ومن ألم بها فليستتر بستر الله عز وجل "

حدثناه إبراهيم بن محمد قال: حدثنا أبو يعلى محمد بن الصلت التوزي قال: حدثنا أبو ضمرة، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لما رجم الأسلمي خطب فقال: " يا أيها الناس، قدرنا لكم أن تنتهوا عن هذه القاذورة التي نهاكم الله عنها، فمن ألم بشيء فليستتر بستر الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله "

(1/256)

حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج، وحدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا حسين بن حسن قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد وقال ابن جريج: أخبرنا يحيى بن سعيد، يقول: أخبرني عبد الله بن دينار، أنه بلغه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لما رجم الأسلمي، فذكر نحوه.

حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا بهذا الحديث يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار، ثم سألت ابن دينار عنه فقال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ على المنبر: " اجتنبوا هذه القاذورة ". فذكره.

وقد تقدم أن العقيلي قال إن عبد الله بن دينار اضطرب فيه. اهـ

وتعقبه الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمة عبد الله بن دينار وقال: إن الإضطراب من غيره. فالحافظ الذهبي يقر الإضطراب ولكنه يتفيه عن عبد الله بن دينار.

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "التلخيص الحبير" (ج4ص116) وذكره الدارقطني في "العلل" وقال رُويَ عن عبد الله بن دينار مسنداً ومرسلاً والمرسل أشبه. اهـ

277- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج2ص57) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا الخصيب بن ناصح ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نهى عن بيع الكالئ بالكالئ

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

هذا الحديث ظاهر سنده الحجية، وموسى بن عقبة ثقة حجة إمام في المغازي من رجال الجماعة كما في "التقريب".

لكن قد رواه البيهقي (ج5ص290) من طرق موسى عن نافع به، ولم يسمِّ موسى ثم قال موسى هذا هو بن عبيدة الربذة وشيخنا أبو عبد الله - أي الحاكم - قال في روايته: عن موسى بن عقبة وهو خطأ والعجب من أبي الحسن الدارقطني شيخ

(1/257)

عصره روى هذا الحديث في كتاب "السنن" عن أبي الحسن علي بن محمد المصري هذا فقال عن موسى بن عقبة وشيخنا أبو الحسين رواه لنا عن أبي الحسن المصري في الجزء الثالث من سنن المصري فقال عن موسى غير منسوب ثم أردفه المصري بما أخبرنا وساق الحديث عن عبد العزيز الربذي عن نافع عن ابن عمر: به.. أبو عبد العزيز الربذي هو موسى بن عبيدة. اهـ

ثم قال بعد سند آخر قال أبو أحمد وهذا معروف بموسى بن عبيدة عن نافع قال الشيخ رحمه الله وقد رواه عبيد الله بن موسى وزيد بن الحباب وغيرهما عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. اهـ

موسى بن عبيدة قال أحمد: لا يكتب حديثه، وقال النسائي وغيره: ضعيف، وقال ابن معين: ليس بشئ. وقال مرة لا يحتج بحديثه. اهـ المراد من "الميزان".

وقد ذكر ابن عدي الحديث في "الكامل" (ج5ص221) ثم قال في آخر الترجمة (ص2336) وهذه الأحاديث التي ذكرتها لموسى بن عبيدة بأسانيدها مختلفة عامتها مما ينفرد بها من يرويها عنه وعامتها متونها غير محفوظة وله غير ما ذكرت من الحديث والضعف على رواياته بين. اهـ

وقال الشيخ الألباني في "الإرواء" (ج5ص221) نقلاً عن تلخيص الحبير: وقد جزم الدارقطني في " العلل " بأن موسى بن عبيدة تفرد به. فهذا يدل على أن الوهم في قوله: موسى بن عقبة من غيره.

قال الشيخ الألباني: وأنا أظن أن الوهم من ابن ناصح فهو الذي قال ذلك لأن توهيمه أولى من توهيم حافظين مشهورين الدارقطني والحاكم. والله أعلم. ثم ذكر الحافظ عن الشافعي أنه قال: أهل الحديث يوهنون هذا الحديث. وعن الإمام أحمد قال: ليس في هذا حديث يصح لكن إجماع الناس على أنه لا يجوز بيع دين بدين. وقال الحافظ في " بلوغ المرام. رواه إسحاق والبزار بإسناد ضعيف اهـ المراد.

(1/258)

278- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص331) : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. حدثنا طلحة بن يحيى عن يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: - قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ (لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء أن تلتمع) يعني في الصلاة) .

هذا الحديث ظاهره الحسن، فطلحة بن يحيى وهو الأنصاري الدمشقي الظاهر أن حديثه لا ينزل عن الحسن. ولكن قال أبو حاتم كما في "العلل" لولده (ج1ص130) وهم يونس بن يزيد، روى بالحجاز عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، وأخطأ فيه. وروى مرة عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، وهذا الصحيح. اهـ.

قلت: وحديث يونس عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ

قد ذكرته في"الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" والحمد لله.

(1/259)

مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما

279- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص159) :

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنِ الْقَاسِمِ يَعْنِي ابْنَ مُخَيْمِرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ يُصَابُ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ إِلَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ فَقَالَ اكْتُبُوا لِعَبْدِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنْ خَيْرٍ مَا كَانَ فِي وِثَاقِي

هذا حديث رجاله رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب التهذيب "وقال الدوري: عن ابن معين: لم نسمع انه سمع من أحد من الصحابة اهـ يعني أن قاسماً لم يسمع من أحد من الصحابة.

وأما ما ذكر ابن حبان انه سال عائشة عما يلبس المحرم؟ فان ثبت كان مخصصاً بعائشة والله أعلم.

280- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص294) : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا رَأَيْتُمْ أُمَّتِي تَهَابُ الظَّالِمَ أَنْ تَقُولَ لَهُ إِنَّكَ أَنْتَ ظَالِمٌ فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ) .

(1/260)

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجل الصحيح، والحسن بن عمرو وهو الفقيمي ولكن أبا الزبير وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي قال العلا ئي في ترجمته: إن ابن معين وأبا حاتم قالا: لم يسمع من عبد الله بن عمرو بن العاص.

281- قال عبد الرزاق رحمه الله (1713) : عن الثوري عن خالد الحذاء عن القاسم بن ربيعة عن عقبة بن أوس السدوسي عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال لما قدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مكة قال لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده ألا إن كل مأثرة تعد وتدعى ومال ودم تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحجاج ألا إن قتيل الخطأ قتيل السوط والعصا قال القاسم منها أربعون في بطونها أولادها قال خالد وقال غير القاسم مائة منها أربعون في بطونها أولادها.

ورواه أحمد رحمه الله (ج5ص411-412) عن إسماعيل، عن خالد به نحوه، غير أنه قال عن رجل (1) من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

وروى نحوه أبو داود (4547) عن سليمان بن حرب، ومسدد، عن حماد، عن خالد به وقال فيه: عن عبد الله بن عمرو.

ورواه أيضاً النسائي (ج8ص41) نحوه عن يحي بن حبيب بن عربي عن حماد عن خالد به، وقال عن عبد الله بن عمرو.

وروى نحوه ابن ماجه (ج2ص877) عن محمد بن يحي عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن خالد به. وقال فيه: عن عبد الله بن عمرو أيضاً.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدته صالحاً للحجية، على اختلاف على خالد

_________

(1) الصحابي المبهم هو عبد الله بن عمرو كما في الطريق الأخرى.

(1/261)

الحذاء، بوب عليه النسائي رحمه الله (ج8ص40-41) ولا يضر.

وقد ذكره ابن ماجة عن أيوب بدل خالد بسند صحيح لكن سقط منه عقبة ابن أوس فقد رواه عن القاسم بن ربيعة عن عبد الله بن عمرو مباشرة.

والحديث معل فقد قال الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" ترجمة (528) : عقبة ابن أوس، عن عبد الله بن عمر أو عبد الله بن عمرو، قال ابن الغلابي فيما رواه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: لم يسمع منه.

(1/262)

مسند أبي موسى الأشعري (عبد الله بن قيس) رضي الله عنه

282- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص399) : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى وَقَالَ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي ذَاتِي وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي)

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح وقد صححه النووي كما في "تخريج عمل اليوم الليلة"للنسائي قال المخرج: وخالفه الحافظ ابن حجر فقال: لان أبا مجلز في سماعه من أبي موسى نظر، وقد عهد منه الإرسال عمن لم يلقه. اهـ المراد منه.

283-قال قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج5ص383) : حدثنا إسحاقُ بنُ منصورٍ حدثنا عبدُ الله بنُ نُمَيْرٍ حدثنا عُبَيْدُ الله بنُ عُمَرَ عن نَافِعٍ عن سَعيدِ بنِ أبي هِنْد عن أبي موسى الأشعَرِيِّ أنَّ رسولَ الله قال: "حُرَّمَ لِبَاسُ الْحَرِيرِ والذَّهَب على ذُكُورِ أُمَّتِي وأُحِلَّ لإنَاثِهمْ"

هذا حديث حسنٌ صحيحٌ.

إذا نظرت في السند وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحديث منقطع قال الحافظ

(1/263)

العلائي في"جامع التحصيل"في ترجمة سعيد بن أبي هند: قال أبو حاتم: لم يلق أبا موسى الأشعري. اهـ

والحديث في "مسند أحمد" (ج4ص392) و (393) عن سعيد بن أبي هند، عن رجل عن أبي موسى.

284- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج13ص283) حدثنا عَبْدُ الله بنُ مَسْلَمَةَ عن مَالِكٍ عن مُوسَى بنِ مَيْسَرَةَ عن سَعِيدٍ بنِ أَبِي هِنْدٍ عن أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قالَ: " مَنْ لَعِبَ بالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى الله وَرَسُولَهُ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا موسى بن ميسرة قد وثقه ابن معين والنسائي كما في "تهذيب التهذيب" على أنه قد توبع قال ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1237) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبد الرحيم بن سليمان وأبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى فذكره.

فهذا السند الظاهر أنه على شرط الشيخين، ولكن في "جامع التحصيل" أن سعيد بن أبي هند لم يلق أبا موسى الأشعري قاله أبو حاتم.

285- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص414) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رِفَاعَةَ عَن الْحَسَنِ عَن أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَطِيرُ الصُّحُفُ فِي الْأَيْدِي فَآخِذٌ بِيَمِينِهِ وَآخِذٌ بِشِمَالِهِ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا علي بن علي بن رفاعة، وقد وثقه ابن معين وأبو زرعة كما في " تهذيب التهذيب" وتكلم فيه أبو حاتم.

وأبو حاتم رحمه الله من المتشددين في الجرح، ولكن الحديث ضعيف من أجل أن الحسن

(1/264)

لم يسمع من أبي موسى، قاله ابن المديني كما في "تهذيب التهذيب".

286- حدثنا أحمد بن سنان حدثنا يزيد بن هارون عن سليمان التيمي وسعيد بن أبي عروبةض عن قتادة عن الحسن عن أبي موسى قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (إذا التقى المسلمان بسيفهيما فالقاتل والمقتول في النار) قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال (إنه أراد قتل صاحبه)

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وقد قال البوصيري في الزوائد: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات. اهـ

ثم نظرت في " تهذيب التهذيب" فوجدت أن الحسن لم يسمع من أبي موسى، قاله علي بن المديني. وفيه وقال البزار ولا احسبه سمع من أبي موسى. اهـ

والحديث في "الصحيحين" من حديث الحسن عن الأحنف عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فيزداد حديث أبي موسى ضعفاً لشذوده.

287- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج8ص248) : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى

أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فِي دَابَّةٍ لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةٌ فَقَضَى بِهَا بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحافظ المزي ذكر فيه من الإختلاف ثم قال: والصحيح عن سماك بن حرب مرسلاً إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ والله أعلم. "تحفة الأشراف"

288- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج11ص77) حدثنا عَمْرُو بنُ عَوْنٍ أخبرنا أبُو عَوَانَةَ عن قَتَادَةَ عن أبِي بُرْدَةَ قال قال لِي أبي: "يَا بُنَيَّ لَوْ

(1/265)

رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أصَابَتْنَا السَّماءُ حَسِبْتَ أنَّ رِيحَنَا رِيحُ الضَّأْنِ".

الحديث أخرجه ابن ماجه (ج2ص1180) فقال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا الحسن بن موسى عن شيبان عن قتادة به.

وعزاه الحافظ المزي في "تحفة الأشراف " إلى الترمذي من طريق قتية عن أبي عوانة بسند أبي داود، فأنت إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن ذكر الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" عن الإمام يحيى بن معين أنه قال: ولا أعلم سمع من أبي بردة. اهـ يعني أنه لا يعلم أن قتادة سمع من أبي بردة.

289- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج4ص395) : حدثنا مُحمَّدُ بنُ المُثَنَّى أخبرنا مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ حدثني أبِي عن قَتَادَةَ عن أبي بُرْدَةَ بنِ عَبْدِ الله أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ: "أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا خَافَ قَوْماً قالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ في نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحافظ العلائي يذكر في "جامع التحصيل" عن الإمام يحيى بن معين أنه قال: ولا أعلم سمع من أبي بردة يعني قتادة.

والحديث أخرجه الإمام أحمد (ج4ص414) ثنا سليمان بن داود قال أنا عمران عن قتادة عن أبي بردة عن أبي موسى. فذكره.

وعمران هو ابن دوار القطان.

ثم الإمام أحمد ثنا على بن عبد الله قال ثنا معاذ قال حدثني أبي عن قتادة عن أبي بردة بن عبد الله بن قيس عن أبيه عبد الله بن قيس: ان نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكره، وهذه علة أخرى للحديث وهي الإرسال.

(1/266)

290- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص412) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو عَن الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَ) .

حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَن عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَن الْمُطَّلِبِ عَن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى) .

هذا الحديث ظاهره الصحة إذ رجاله رجال الصحيح، ولكن الحافظ الذهبي يقول في "تلخيص المستدرك" (ج4ص308) بع أن قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقال الذهبي: فيه انقطاع. يعني الحافظ الذهبي أن المطلب بن عبد الله بن حنطب لم يسمع من أبي موسى.

291- قال الإمام النسائي رحمه الله في "السنن الكبرى" (ج6ص363) : قوله تعالى (ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده) أنا محمد بن عبد الأعلى نا خالد عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن أبي موسى قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: لا يسمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار) .

قال أبوعبد الرحمن: هذا حديث ظاهره الصحة، فرجاله رجال الصحيح، وخالد هو

(1/267)

ابن الحارث كما في ترجمة شعبة في "تهذيب الكمال" لكن الإمام البزار يقول في "مسنده" (ج8ص59) وهذا الكلام لا نعلم رواه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إلا أبو موسى بهذا الإسناد ولا أحسب سمع سعيد بن جبير من أبي موسى.

قال ابوعبد الرحمن وقد نظرنا إلى مخرج الحديث. أحمد في "المسن" (ج4ص396) والطيالسي (ص69) والبزار (ج8ص59) فليس عند أحد منهم التصريح بالتحديثو أيضاً نظرنا في "تحفة الأشراف" فلم نجد لسعيد بن جبير رواية عن أبي موسى إلا هذا الحديث، فالظاهر صحة ما قاله البزار رحمه الله.

ثم وجدت الحافظ في "التقريب" يقول وروايته عن عائشة وأبي موسى ونحوهما مرسلة. اهـ

292- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج2ص476 بتحقيقنا) : حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري ثنا أبو نعيم ثنا يونس بن أبي إسحاق: أنه تلا قول الله عز وجل: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون} فقال أبو بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال: نزل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بأعرابي فأكرمه فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: تعهدنا ائتنا فأتاه الأعرابي فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: ما حاجتك؟ فقال: ناقة برحلها وبحر لبنها أهلي فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: عجز هذا أن يكون كعجوز بني إسرائيل فقال له أصحابه: ما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله؟ فقال: إن موسى حين أراد أن يسير ببني إسرائيل ضل عنه الطريق فقال لبني إسرائيل ما هذا؟ قال فقال له علماء بني إسرائيل:

(1/268)

إن يوسف عليه السلام حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى تنقل عظامه معنا فقال موسى: أيكم يدري أين قبر يوسف؟ فقال علماء بني إسرائيل ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل فأرسل إليها موسى فقال: دلينا على قبر يوسف قالت: لا والله حتى تعطيني حكمي فقال لها: ما حكمك؟ قالت: حكمي أن أكون معك في الجنة فكأنه كره ذلك قال فقيل له: اعطها حكمها فأعطاها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء فقالت لهم: انضبوا هذا الماء فلما انضبوا قالت لهم: احفروا فحفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أن أقلوه من الأرض إذ الطريق مثل ضوء النهار

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ولعل واهم يتوهم أن يونس بن أبي إسحاق سمع من أبي بردة حديث لا نكاح إلا بولي كما سمعه أبوه. اهـ

وقال الحاكم رحمه الله (ج2ص355) : حدثنا أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا أحمد بن عمران الأخمسي ثنا محمد بن فضيل ثنا يونس بن أبي إسحاق به. فذكره وقال في آخره: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . اهـ

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته صالح للحجية، ولكن الحافظ ابن كثير رحمه الله يقول في "تفسيره" (ج3ص355) بعد ذكر هذا الحديث: وهذا حديث غريب جداً والأقرب أنه موقوف. والله أعلم.

قول الحاكم: ولعل واهم يتوهم أن يونس بن أبي إسحاق سمع من أبي بردة حديث: (لا نكاح إلا بولي) كما سمعه أبوه. /هـ غير مفهوم فيه سقط أخل بتركيب بالكلام والظاهر أنه: (ولعل واهماً يتوهم أن الحديث منقطع بين يونس بن أبي إسحاق وبين أبي بردة وليس كذلك فقد سمع يونس بن أبي إسحاق من أبي بردة حديث (لا نكاح إلا بولي) كما سمعه أبوه) .

وكلام الذهبي في "التلخيص" يرشد إلى ذلك.

293- قال البيهقي رحمه الله (ج1ص146) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِىُّ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ فِرَاسٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلاَثَةٌ يَدْعُونَ اللَّهَ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ رَجُلٌ كَانَتْ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ سَيِّئَةُ الْخُلُقِ فَلَمْ يُطَلِّقْهَا وَرَجُلٌ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ مَالٍ فَلَمْ يُشْهِدْ عَلَيْهِ وَرَجُلٌ آتَى سَفِيهًا مَالَهُ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ) ".

الحديث بهذا السند ظاهره الصحة.

وقد أخرج الحاكم (1) الحديث (ج2ص302) ثم قال عقبه: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لتوقيف أصحاب شعبة هذا الحديث على أبي موسى وإنما أجمعوا على سند حديث شعبة بهذا الإسناد ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين وقد اتفقا جميعا على إخراجه. اهقول الحاكم.

وقال الذهبي في "التلخيص": ولم يخرجاه، لأن الجمهور رووه عن شعبة موقوفاً ورفعه معاذ بن معاذ عنه. اهـ

ونقل المناوي في "فيض القدير (ج3ص336) عن الذهبي قوله في "تهذيب

_________

(1) وقع عند الحاكم سقط وتخليط ففيه: حدثني علي بن حمشاذ العدل ثنا أبو المثنى معاذ بن معاذ العنبري ثنا أبي ثنا شعبة ... إلخ وصوابه، ثنا أَبُوالْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِىُّ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. كما في "سنن البيهقي" السنن للبيهقي" هو مع نكارته إسناده نظيف. وقد رواه ابن جرير من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به موقوفاً وهو صحيح على شرطهما.

وكذا رواه أبو نعيم في مسانيد أبي يحيى فراس الهمداني من طريق داود بن إبراهيم الواسطي وهو متروك كما في "الجرح والتعديل" (ج3ص407) من طريق عمر بن حكام وهو ضعيف، وكذا الطحاوي من طريق عمرو بن حكام مرفوعاً.

ورواه أبونعيم كذلك عن عثمان بن عمر موقوفاً، وقال رواه غندر وروح موقوفاً. اهـ

فالحاصل أنه تفرد به من يعتد به معاذ بن معاذ. وخالف غندر عند ابن جرير وأبي نعيم، وروح وعثمان بن عمر عند أبي نعيم أيضاً، ويحيى بن سعيد القطان عند ابن أبي شيبة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج2. باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.}

  ج2. صحيح السيرة {ج2. باقي صحيح السيرة النبوية  تحقيق  الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.} صفحة رقم -130 - قال : قلت : من غف...