السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الثلاثاء، 13 فبراير 2024

{أحاديث معلة ظاهرها الصحة} من مسند أبى ذر جندب بن جنادة رضى الله عنه الي اخر الصفحة من { 107 الي 172.}



أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند أبى ذر جندب بن جنادة رضى الله عنه

107-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص152) : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كَانَ يَسْقِي عَلَى حَوْضٍ لَهُ فَجَاءَ قَوْمٌ فَقَالَ أَيُّكُمْ يُورِدُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَيَحْتَسِبُ شَعَرَاتٍ مِنْ رَأْسِهِ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا فَجَاءَ الرَّجُلُ فَأَوْرَدَ عَلَيْهِ الْحَوْضَ فَدَقَّهُ وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ قَائِمًا فَجَلَسَ ثُمَّ اضْطَجَعَ فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا ذَرٍّ لِمَ جَلَسْتَ ثُمَّ اضْطَجَعْتَ قَالَ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا داود رواه (ج13ص140) من حديث أحمد بن حنبل به. ثم قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن داود، عن بكر أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بعث أبا ذر بهذا.

قال أبو داود: وهذا أصح الحديثين. يريد أبو داود أن المراسيل أصح.

قال صاحب "عون المعبود": قال: المنذري بعد ذكره كلام أبي داود: وقال غيره إنما يروى أبو حرب عن عمه عن أبى ذر، ولا يحفظ له سماع من أبى ذراهـ المراد من "عون المعبود".

108-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص178) : حَدَّثَنَا يَزِيدُ, حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو السَّلِيلِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَتْلُو عَلَيَّ هَذِهِ الْآيَةَ {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} حَتَّى فَرَغَ مِنْ الْآيَةِ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَا لَكَفَتْهُمْ قَالَ فَجَعَلَ يَتْلُو بِهَا وَيُرَدِّدُهَا عَلَيَّ حَتَّى نَعَسْتُ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ كَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ أُخْرِجْتَ مِنْ الْمَدِينَةِ قَالَ قُلْتُ إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ أَنْطَلِقُ حَتَّى أَكُونَ حَمَامَةً مِنْ حَمَامِ مَكَّةَ قَالَ كَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ أُخْرِجْتَ مِنْ مَكَّةَ قَالَ قُلْتُ إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ إِلَى الشَّامِ وَالْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ قَالَ وَكَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ أُخْرِجْتَ مِنْ الشَّامِ قَالَ قُلْتُ إِذَنْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ أَضَعَ سَيْفِي عَلَى عَاتِقِي قَالَ أَوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ أَوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ قَالَ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا.

أنت إذا نظرت في سند هذا الحديث وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في ترجمة أبى السليل ضريب بن نقير من تهذيب: وأرسل عن أبى ذر، وأبى هريرة، وابن عباس، فعلى هذا فالحديث منقطع.

109-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص151) : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ بَيْتِ كَنْزٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ وَلَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي.

هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح فحسين هو ابن محمد المؤدب وشيبان هو ابن عبد الرحمن أبو معاوية، وبقية السند معروفون، ولكن الحديث له علة هي أنه قد اختلف على منصور فيه.

ففي المسند (ج5ص151) : ثنا جرير عن منصور عن ربعي بن حراش عمن

(1/108)

حدثه عن أبى ذر.

وبعده ثنا سن بن موسى ثنا زهير عن منصور عن ربعي بن راش قال منصور عن زيد بن بيان أو عن رجل أو عن أبي ذر به.

وفي "تفسير ابن كثير" (ج1ص604) بعد ما نقل حديث الباب بسنده قال وقد رواه ابن مردويه من حديث الأشجعى عن الثوري عن منصور عن ربعي عن زيد بن ظبيان عن أبي ذر به.

والثوري أحفظ من كل من رواه عن منصور وتؤيد روايته رواية زهير وهو ابن معاوية التي فيها تردد وزيد بن ظبيان الذي يرجع الحديث إليه ما روى عنه إلا ربعي ولم يوثقه معتبر كما في "تهذيب التهذيب" فهو مجهول العين فعلم أن الحديث ضعيف والله أعلم.

110-قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله (ج1ص309) : ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال: من بنى لله مسجداً ولو مثل مفحص قطاة بنى له بيت في الجنة.

حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا يزيد بن عبد العزيز عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: (من بني لله مسجدا ولو مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة) .

الأثر الموقوف صحيح.

وقال الإمام أبو عمرو بن عبد الخالق البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار" (ج1ص203) : حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ في الدار، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، (ح) وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ

(1/109)

ابْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا، وَلَوْ قَدْرَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ.

قال البزار: وَلاَ نَعْلَمُ أَنَّ سَلْمَ بْنَ جُنَادَةَ تُوبِعَ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ وَإِنَّمَا يُعْرَفُ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ وقد وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَبْدِ الْعَزِيزِ (2) .

كذا قال البزار رحمه الله وإليك ما قاله ابن أبي حاتم رحمه الله حول هذا الحديث، قال رحمه الله في "العلل" (ج1ص97) : سألت ابي وأبا زرعة عن حديث وراه علي بن حكيم عن شريك عن الأعمش عن ابراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رفعه قال من بنى مسجدا ولو مثل مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة فقالا هكذا رواه عدة من أصحاب شريك فلم يرفعوه والصحيح عن أبي ذر من حديث شريك موقوفاً.

قال أبي: ورواه أبو بكر بن عياش عن الأعمش ورفعه ونفس الحديث موقوف وهو أصح.

قال أبو محمد: وحدثني أبي قال حدثنا حماد بن زاذان قال سمعت ابن مهدي قال حديث الأعمش من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة) ليس من صحيح حديث الأعمش.

111-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص173) : حَدَّثَنَا ابْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ لَاءَمَكُمْ مِنْ خَدَمِكُمْ فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ وَمَنْ لَا يُلَائِمُكُمْ مِنْ خَدَمِكُمْ فَبِيعُوا وَلَا تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

هذا حديث ظاهره الصحة، ولكن ابن أبي حاتم يقول في "المراسيل" ص (216) :

_________

(1) في "التمهيد" لابن عبد البر (ج1ص32) قال شعبة وسفيان: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من إبراهيم التيمي. اهـ من فوائد أبي أحمد المكي.

(2) كذا في الأصل، وصوابه: عن قطبة بن عبد العزيز كما في "موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان" (ص97)

(1/110)

قيل لأبي زرعة: مورق العجلي عن أبي ذر، قال لم يسمع مورق من أبي ذر شيئاً.

وقال الدارقطني في "العلل" (ج6ص264) : ومورق لم يسمع من أبي ذر.

112-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص161) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَبَهْزٌ وَحَجَّاجٌ قَالُوا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاصِلٍ قَالَ بَهْزٌ حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَالَ حَجَّاجٌ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا عَنْ أَبِي ذَرٍّ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي جُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِنَبِيٍّ قَبْلِي وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ عَلَى عَدُوِّي وَبُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَهِيَ نَائِلَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا قَالَ حَجَّاجٌ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا.

الحديث ظاهره الصحة، ولكن ابن أبي حاتم قال في "المراسيل" (ص205) : سمعت أبي يقول: مجاهد عن عائشة مرسل، وعن أبي ذر مرسل. اهـ

وذكره الدارقطني في "العلل" (ج6ص257) ، فقال: ورواه واصل الاحدب وعمر (1) بن ذر عن مجاهد عن أبي ذر مرسلا. إلى أن قال الدارقطني: والمحفوظ قول من قال عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، عن (2) أبي ذر.

113-قال الإمام أبو داود رحمه الله (4205) : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيْلِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ هَذَا الشَّيْبُ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ) .

(1/111)

__________

(1) في الأصل (عمرو) والصواب ما أثبتناه.

(2) سقطت (عن) من الأصل ورأينا إثباتها.

أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (20174) ، وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (ج2ص153) : حدثنا اسحاق بن ابراهيم الدبري، أنا عبد الرزاق به.

وأخرجه الإمام أحمد (ج5ص147) : حدثنا عبد الرزاق به وغيرهم.

وأنت إذا نظرت إلى هذا السند وجدت ظاهره على شرط الشيخين.

ولكن قال الدارقطني في "العلل" (ج6ص278) : تفرد به معمر بن راشد وأغرب به. اهـ

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص302) : سألت أبي عن حديث رواه عَبْدُ الرَّزَّاقِ عن مَعْمَرٌ عَنْ ٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيْلِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ هَذَا الشَّيْبُ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَم. قال أبي: إنما هو الأجلح ليس للجريري معنى. اهـ

فتبين من هذا أن رواية معمر شاذة، ولم يصب من صححه من هذه الطريق زاعما أنه على شرط الشيخين. هذا والله أعلم.

أما طريق الأجلح فالراجح فيها الإرسال حيث أن النسائي قال بعد ذكر طريق الأجلح: خالفه الجريري وكهمس. اهـ يعني فرووه من طريق عبد الله بن بريدة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كذا مرسلاً. انظر "سنن النسائي" (ج8ص139-140) .

تنبيه: لأحد تلاميذنا جزء في جمع طرق هذا الحديث.

114-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج6ص223) : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مَا مِنْ فَرَسٍ عَرَبِيٍّ إِلَّا يُؤْذَنُ لَهُ عِنْدَ كُلِّ سَحَرٍ بِدَعْوَتَيْنِ اللَّهُمَّ خَوَّلْتَنِي مَنْ خَوَّلْتَنِي مِنْ بَنِي آدَمَ وَجَعَلْتَنِي لَهُ فَاجْعَلْنِي أَحَبَّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ أَوْ مِنْ أَحَبِّ مَالِهِ وَأَهْلِهِ إِلَيْهِ) .

(1/112)

هذا الحديث ظاهر سنده الحجية، ولكن الدارقطني في "العلل" وقد سئل عن هذا الحديث يرويه يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه فرواه عبد الحميد بن جعفر عن يزيد عن سويد بن قيس عن معاوية بن حديج عن أبي ذر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال ذلك يحيى القطان عن عبد الحميد.

ووقفه غير يحيى عن عبد الحميد وكذلك رواه الليث عن يزيد بن أبي حبيب موقوفا أيضا وهو المحفوظ. اهـ

وهو عند الإمام أحمد (ج5ص162) - ولكن شيخ يزيد بن أبي حبيب أبو شماسة -أن معاوية بن حديج مر على أبي ذر وهو قائم عند فرس له، وذكره موقوفا ومعاوية بن حديج ليس من رجال السند، بل هو عن أبي شماسة عن أبي ذر.

وفي آخره: قال عبد الله: قال أبي: ووافقه عمرو بن الحارث. وقال الإمام أحمد بعد أن ذكره عند النسائي من طريق عبد الحميد بن جعفر: خالفه عمرو بن الحارث فقال عن يزيد عن عبد الرحمن بن شماسة وقال ليث: عن بن شماسة أيضاً. اهـ

(1/113)

مسند أبي قتادة الحارث بن رِبْعِي رضي الله عنه

115- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج8ص184) : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ كَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ ضَخْمَةٌ فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ أَنْ يُحْسِنَ إِلَيْهَا وَأَنْ يَتَرَجَّلَ كُلَّ يَوْمٍ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ن ولكن محمد بن المنكدر لم يسمع من أبي قتادة كما قرره الحافظ في "تهذيب التهذيب".

وفي الحديث اختلاف آخر، فقد رواه المفضل بن فضالة، عن ابن جريج عن عطاء عن ابن المنكدر، أن أبا قتادة.....كما في "تحفة الأشراف".

واختلاف آخر وهو حسان بن عطية رواه عن ابن المنكدر، عن جابر مرفوعا ن كما في "سنن أبي داود" (ج11ص111) . ويحيى ابن سعيد وهو الأنصاري، وعطاء وهوابن أبي رباح أرجح من حسان بن عطية، وأيضا هو قد سلك به الجادة فترجح روايتهما، ويكون الحديث عن أبي قتادة وهو منقطع. والله أعلم.

116-قال الحاكم رحمه الله (ج1ص310) : أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر، ثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، عن

(1/114)

أبي قتادة، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مر بأبي بكر، وهو يصلي يخفض من صوته، ومر بعمر وهو يصلي رافعا صوته. قال: فلما اجتمعا عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قال لأبي بكر: " يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض من صوتك؟ " فقال: قد أسمعت من ناجيت فقال: " مررت بك يا عمر وأنت ترفع صوتك؟ " فقال: يا رسول الله، أحتسب به أوقظ الوسنان، قال: فقال لأبي بكر: " ارفع من صوتك شيئاً ". وقال لعمر: " اخفض من صوتك ".

الحديث أخرجه أبو داود كما في "تحفة الأشراف" عن الحسن بن الصباح عن يحيى ابن اسحاق به، فظاهره أنه على شرط مسلم، ولكن أبا داود أتبعه عن موسى وهو ابن اسماعيل التبوذكي المنقري، عن حماد وهو ابن سلمة، عن ثابت البناني، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسلاً.

وذكر صاحب "التحفة" أن الترمذي قال: غريب إنما أسنده يحيى ابن اسحاق عن حماد، وأكثر الناس إنما رووا هذا عن ثابت عن ابن رباح مرسلاً.

(1/115)

مسند حُذيفة بن اليمان رضي الله عنه

117 -قال النسائي رحمه الله (ج4ص142) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ قَالَ أَنْبَأَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ أَيَّ سَاعَةٍ تَسَحَّرْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ هُوَ النَّهَارُ إِلَّا أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَطْلُعْ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بالحسن، لكن النسائي رحمه الله عقبه بطريقين تدلان على أن الصحيح وقفه على حذيفة والمتن أيضا مغاير فقال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ قَالَ

تَسَحَّرْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الصَّلَاةِ فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا إِلَّا هُنَيْهَةٌ.

أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ قَالَ

تَسَحَّرْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْنَا رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ ثُمَّ أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَصَلَّيْنَا.

قال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف": قال النسائي لا نعلم أحدا رفعه غير عاصم، ثم ذكر النسائي تأويله على فرض صحته.

قال أبو عبد الرحمن: لا يُحتاجُ إلى التأويل الذي ذكره الإمام النسائي رحمه الله، فإن الأثرين الذين بعده يدلان على أن عاصماً ما حفظ.

(1/116)

وقد قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في " شرح علل الترمذي": بعد ذكره عاصماً: كان حفظه سيئاً وحديثه خاصة عن زر، وأبي وائل مضطرب، كان يحديث بالحديث تارة عن زر، وتارة عن أبي وائل.

قال حنبل بن إسحاق: نا مسدد أبو زيد الواسطي عن حماد ابن سلمة قال: ((كان عاصم يحدثنا بالحديث الغداة عن زر، وبالعشي عن أبي وائل)

قال العجلي: ((عاصم ثقة في الحديث، لكن يختلف عليه في حديث زر وأبي وائل) اهـ

. قال أبو عبد الرحمن: وحديث عاصم بن أبي النجود يزداد ضعفاً أنه خالف ظاهر قول الله تعالى (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) .

وحديث عائشة المتفق عليه وفيه (ولا يؤذن حتى يطلع الفجر) وفيه (فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم) .

118-قال أبو داود رحمه الله (ج12ص420) : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ: مَا أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ تُدْرِكُهُ الْفِتْنَةُ إِلَّا أَنَا أَخَافُهَا عَلَيْهِ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا تَضُرُّكَ الْفِتْنَةُ) .

محمد هو ابن سيرين، وهشام هوابن حسان، وأنت إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن محمد ابن سيرين روايته عن حذيفة مرسلة، كما في "جامع التحصيل".

119-قال أبو داود رحمه الله (ج13ص173) : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا أَبَانُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مِجْلَزٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(1/117)

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لَعَنَ مَنْ جَلَسَ وَسْطَ الْحَلْقَةِ.

الحديث أخرجه الترمذي (ج8ص28) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

فأنت إذا نظرت إلى هذا السند قلت: هو صحيح على شرط الشيخين، ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة أبي مجلز لا حق بن حميد: وأرسل عن عمر وحذيفة، وفيه قال الدوري عن ابن معين: لم يسمع من حذيفة. وفي "جامع التحصيل" في ترجمة لاحق بن حميد: قال شعبة: لم يدرك حذيفة. اهـ

120-قال الترمذي رحمه الله (ج10ص147) : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رِبْعِيٍّ وَهُوَ ابْنُ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.

هذا حديث حسن.

ثم عقبه الترمذي بأنه منقطع وأن عبد الملك بن عمير لم يسمعه من ربعي، وإنما سمعه من مولى ربعي هلال.

قال أبو عبد الرحمن: وهلال مولى ربعي مجهول، لم يرو عنه إلا عبد الملك بن عمير ولم يوثقه معتبر، وزاد المناوي في " فيض القدير" أن ابن حجر يقول: إن أبا حاتم أعله بأن ربعي بن حراش لم يسمعه من حذيفة. اهـ

ومما ذكر أن حديث ابن مسعود وحديث أنس يشهدان له لا يصلح، لنه منقطع وهما شديدا الضعف. والله أعلم.

121-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص393) :

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي لَقِيتُ بَعْضَ أَهْلِ الْكِتَابِ

(1/118)

فَقَالَ نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَدْ كُنْتُ أَكْرَهُهَا مِنْكُمْ فَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ مُحَمَّدٌ.

هذا الحديث بهذا السند رجاله رجال الصحيح ولكن الحافظ ابن حجر يقول في " الفتح" (ج11ص540) : وقال أبو عوانة عن عبد الملك، عن ربعي ن عن الطفيل بن سخبرة اخي عائشة بنحوه. أخرجه ابن ماجه أيضا، وهكذا قال حماد بن سامة عند أحمد وشعبة وعبد الله بن ادريس، عن عبد الملك، وهو الذي رجحه الحفاظ وقالوا: إن ابن عيينة وهم في قوله: عن حذيفة والله أعلم. اهـ

ويضاف إلى هؤلاء زيد بن أبي أنيسة عند الطبراني في "الكبير " (ج8ص289) .

ويضاف إلى هؤلاء عبد الله بن عمرو الرقي كما في " الأسماء والصفات" ص (143) . فهؤلاء ستة. قال الحافظ في "النكت الظراف": قال ابراهيم الحربي في كتاب "الهجران " له: هذا وهم من ابن عيينة، إنما رواه ربعي ابن حراش عن الطفيل بن عبد الله بن سخبرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

وفي "الأسماء والصفات" قال البخاري: حديث شعبة اصح من حديث ابن عيينة.

وقال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" في ترجمة الطفيل: وهم سفيان في ذلك. اهـ

فعلم شذوذ سفيان كما قال هؤلاء الحفاظ. والله أعلم.

122-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص391) : حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَعَفَّانُ قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ عَنْ نُعَيْمٍ قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ ابْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ أَسْنَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِي فَقَالَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ حَسَنٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ.

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، إلا عثمان البتي وهو عثمان بن مسلم البتي

(1/119)

مترجم له في "تهذيب التهذيب" وثقه أحمد وابن معين، وفي رواية معاوية بن صالح عن ابن معين تضعيفه، لكن قال النسائي: هذا عندي خطأ، لعله أراد عثمان البري. اهـ

وتصحيح الحديث متوقف على ثبوت سماع نعيم بن أبي هند من حذيفة، وهو في "تحفة الأشراف" في ترجمة ربعي عن حذيفة يروي عن ربعي عن حذيفة وليس هنا تصريح بالسماع حتى يقال: إنه من المزيد في متصل الأسانيد، على أنه قد جاء في "الأسماء والصفات" للبيهقي ص (385) ذكر الواسطة أنها ربعي، وإن في سندها الحسن بن بن أبي جعفر الجفري، وهو ضعيف إلا أنها تعطي ريبة في رواية نعيم عن حذيفة، والله اعلم.

123-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5 ص391) : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ) .

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكنه معل، قال ابن أبي حاتم: عن أبي زرعة وقد ذكر الحديث عن عبد العزيز الأويسي، عن أبراهيم بن سعد، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن ربعي بن حراش عن حذيفة....وذكر الحديث، ثم قال أبو زرعة: والصحيح عن ربعي عن أبي مسعود (وهو عقبة بن عمرو البدري) عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كلام الأول. والثاني ليس من الحديث يعني: (ويأتيك بالأخبار من لم تزود) .

124-قال الإمام عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله في "المصنف" (ج10 ص420) : عن معمر عن الاعمش عن زيد ابن وهب عن حذيفة قال: كنا إذا دعينا إلى طعام والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ معنا، لم نضع أيدينا حتى يضع يده، قال: فأتينا بجفنة، فكف يده، فكففنا أيدينا، فجاء أعرابي كأنما يطرد، فوضع يده فيها، فأخذ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بيده، فأجلسه، ثم جاءت جارية فوقعت بها، فأخذ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ,

(1/120)

ثم قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: إن الشيطان يستحل طعام القوم إذا لم يذكروا عليه اسم الله، وإن الشيطان لما رآنا كففنا أيدينا جاء بهذا الرجل وهذه الجارية يستحل بهما طعامنا والذي لا إله غيره إن يده لمع أيديهما في يدي)

هذا الحديث ظاهر سنده الصحة، ولكن الإمام الطحاوي يقول في " مشكل الأثار" (ج3ص111) : وأهل العلم جميعا بالحديث يقولون: إن معمر غلط في إسناد عن معمر، وأن الصحيح في إسناده هو ما حدثناه فهد بن سليمان، قال حدثنا محمد بن الصلت الكوفي، قال حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش عن خيثمة، عن أبي حذيفة، عن حذيفة فذكر الحديث. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: الأمر كما يقول الإمام الطحاوي رحمه الله فقد خالف معمر أبو معاوية وعيسى ابن يوسف وسفيان الثوري كل هؤلاء الثلاثة عند مسلم (ج3ص1597 بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي) .

(1/121)

مسند الحكم بن عمرو

ج22222222222222.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند الحكم بن عمرو الغفاري رضي الله عنه

125-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص213) :

حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ أَبِي حَاجِبٍ عَنِ الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ بِفَضْلِهَا لَا يَدْرِي بِفَضْلِ وَضُوئِهَا أَوْ فَضْلِ سُؤْرِهَا.

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدت رجاله ثقات ن وأبو حاجب اسمه سوادة بن عاصم والراوي عنه هو عاصم بن سليمان الأحول.

ولكن الإمام الترمذي في "العلل" (ج1ص134) يقول: إنه سأل البخاري عن هذا الحديث فقال: ليس بصحيح. اهـ

وقال البخاري في "التاريخ الكبير" سوادة بن عاصم أبو حاجب العنزي بصري، كناه أحمد وغيره، ويقال الغفاري، ولا أراه يصح عن الحكم بن عمرو. ثم ساق الحديث.

وقال الدارقطني في "السنن" (ج1ص53) : بعد ذكره الحديث مرفوعا: أبو حاجب اسمه سوادة بن عاصم، واختلف عنه فرواه عمران بن حدير، وغزوان بن حجير السدوسي عنه موقوفا من قول الحكم غير مرفوع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

(1/122)

مسند حكيم بن حزام رضي الله عنه

126-قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج9ص410) : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ أَخْبرَنَاأَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَأْتِينِي الرَّجُلُ فَيُرِيدُ مِنِّي الْبَيْعَ لَيْسَ عِنْدِي أَفَأَبْتَاعُهُ لَهُ مِنْ السُّوقِ فَقَالَ لَا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الشيخين، ولكن في "جامع التحصيل" في ترجمة يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال الإمام أحمد: مرسل.

قلت أخرجه ابن حبان في "صحيحه"، والأصح ما قال الإمام أحمد: بينهما عبد الله بن عصمة. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: قد عزى الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" زيادة رواية يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عصمة، عن حكيم بن حزام إلى النسائي ن ولكن عبد الله بن عصمة مستور الحال. والله أعلم.

127-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج2ص205) : أَخْبَرَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ قَالَ سَمِعْتُ يُوسُفَ

(1/123)

وَهُوَ ابْنُ مَاهَكَ يُحَدِّثُ عَنْ حَكِيمٍ قَالَ: بايعت رسول الله ألا أخِرَّ (1) إلا قائماً.

أنت إذا نظرت في رجاله حكمت بأنه صحيح السند، ولكنه منقطع، قال الإمام أحمد: يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام مرسل. كما في "جامع التحصيل".

_________

(1) قيل معناه: ألا يخر للسجود إلا بعد القيام من الركوع، وقيل معناه: ألا أُقتل إلا وأنا قائم على الإسلام. أي: ثابت على الإسلام. وقيل: مبايعته رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الموت. راجع "مشكل الآثار" للطحاوي (ج1ص196)

(1/124)

مسند أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد رضي الله عنه

128-قال أبو داود رحمه الله (ج4ص296) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ أخبَرَنَا قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ الْوِتْرُ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِخَمْسٍ فَلْيَفْعَلْ وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِثَلَاثٍ فَلْيَفْعَلْ وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِوَاحِدَةٍ فَلْيَفْعَلْ) .

الحديث أخرجه النسائي (ج3ص238) في"المجتبى"، وابن ماجه (ج1ص376) فقال: حدثنا عبد الرحمن بن ابراهيم الدمشقي، ثنا الفريابي، عن الأوزاعي، عن الزهري به.

ظاهر الحديث بسند ابن ماجه أنه على شرط الشيخين.

ولكن النسائي في "الكبرى" يقول بعد أن ذكره من حديث سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب قال من شاء أوتر بسبع.....فذكره موقوفا، ثم قال النسائي: الموقوف أولى بالصواب.، والله أعلم.

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص171) : سألت أبي عن حديث رواه الفريابي عن الاوزاعي عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي ايوب عن النبي قال: (الوتر حق فمن شاء أوتر بثلاث ومن شاء أوتر بخمس) ورواه عمر بن عبد الواحد عن الاوزاعي عن الزهري, عن عطاء بن يزيد, عن النبي مرسلاً، ولم

(1/125)

يذكر أبا أيوب. قلت لأبي: أيهما أصح مرسل أو متصل؟ قال لا هذا ولا هذا هو من كلام أبي ايوب.

قال أبو محمد: أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد (1) عن أبيه عن الاوزاعي فقال عن أبي أيوب عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ

وروى بكر بن وائل والزبيدي ومحمد بن أبي حفصة (2) وسفيان بن حسين ووهيب عن معمر، فقالوا كلهم: عن الزهري عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

وأما من وقفه فابن عيينة ومعمر من رواية عبد الرزاق وشعيب بن أبي حمزة (3) . اهـ

وذكره الدارقطني في "العلل" (ج6ص98) وسئل عنه فقال: يرويه الزهري واختلف عنه في رفعه فرواه بكر بن وائل والاوزاعي والزبيدي محمد بن أبي حفصة وسفيان بن حسين ومحمد بن إسحاق عن الزهري مرفوعا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

ورواه أشعث بن سوار عن الزهري فشك في رفعه واختلف عن يونس فرواه حرملة عن بن وهب عن يونس مرفوعا وخالفه بن أخي بن وهب عن عمه عن يونس فوقفه وتابعه عثمان بن عمر عن يونس واختلف عن معمر فرفعه عدي بن الفضل عن معمر ووقفه حماد بن يزيد وابن علية وعبد الاعلى وعبد الرزاق عنه. واختلف عن بن عيينة فرفعه محمد بن حسان الازرق عنه ووقفه الحميدي وقتيبة وسعيد بن منصور والذين وقفوه عن معمر أثبت ممن رفعه. أهـ

وقال الحافظ في "التلخيص" (ج2ص29) : وصحح أبو حاتم والذهلي والدارقطني في "العلل" والبيهقي وغير واحد وقفه وهو الصواب. اهـ

_________

(1) في الأصل: (ابن يزيد) والصواب ما أثبتناه.

(2) في الأصل: (حفص) والصواب ما أثبتناه.

(3) في الأصل: (شعير) والصواب ما أثبتناه.

(1/126)

ج3333333333.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند خالد بن عدي الجهني رضي الله عنه

129-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص220) :

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَحَيْوَةُ حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ وَلَا يَرُدَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ) .

أبو الأسود هو محمد بن عبد الرحمن الملقب بيتيم عروة.

واخرجه أبو يعلى (ج2ص226) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن ابن أبي حاتم ذكره في "العلل" (ج1ص217) وقال: قال أبي: هذا خطأ، إنما يروي عن بسر بن سعيد، عن ابن الساعدي، عن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. اهـ

(1/127)

مسند خُريم بن فَاتِك الأسَدي رضي الله عنه

130-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص321) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ شِمْرٍ عَنْ خُرَيْمٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لَوْلَا أَنْ فِيكَ اثْنَتَيْنِ كُنْتَ أَنْتَ قَالَ إِنْ وَاحِدَةً تَكْفِينِي قَالَ تُسْبِلُ إِزَارَكَ وَتُوَفِّرُ شَعْرَكَ قَالَ لَا جَرَمَ وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا شمر بن عطية ن وقد وثقه النسائي وابن سهد وابن نمير وابن معين كما في "تهذيب التهذيب" ولكنه لم يدرك خريم بن فاتك كما في "تهذيب التهذيب" فالحديث منقطع.

(1/128)

مسند ذِي الجَوشَن رضي الله عنه

131-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص484) :

حَدَّثَنَا عِصَامُ (1) بْنُ خَالِدٍ, حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ بِابْنِ فَرَسٍ لِي فَقُلْتُ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ جِئْتُكَ بِابْنِ الْعَرْجَاءِ لِتَتَّخِذَهُ قَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَنْ أَقِيضَكَ بِهِ الْمُخْتَارَةَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ فَقُلْتُ مَا كُنْتُ لِأَقِيضَكَ الْيَوْمَ بِعُدَّةٍ قَالَ فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهِ ثُمَّ قَالَ يَا ذَا الْجَوْشَنِ أَلَا تُسْلِمُ فَتَكُونَ مِنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ قُلْتُ لَا قَالَ لِمَ قُلْتُ إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمَكَ قَدْ وَلِعُوا بِكَ قَالَ فَكَيْفَ بَلَغَكَ عَنْ مَصَارِعِهِمْ بِبَدْرٍ قَالَ قُلْتُ بَلَغَنِي قَالَ قُلْتُ إِنْ تَغْلِبْ عَلَى مَكَّةَ وَتَقْطُنْهَا قَالَ لَعَلَّكَ إِنْ عِشْتَ أَنْ تَرَى ذَلِكَ قَالَ ثُمَّ قَالَ يَا بِلَالُ خُذْ حَقِيبَةَ الرَّجُلِ فَزَوِّدْهُ مِنْ الْعَجْوَةِ فَلَمَّا أَنْ أَدْبَرْتُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ مِنْ خَيْرِ بَنِي عَامِرٍ قَالَ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَبِأَهْلِي بِالْغَوْرِ إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ فَقُلْتُ مِنْ أَيْنَ قَالَ مِنْ مَكَّةَ فَقُلْتُ مَا فَعَلَ النَّاسُ قَالَ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ قُلْتُ: هَبِلَتْنِي أُمِّي, فَوَاللَّهِ لَوْ أُسْلِمُ

_________

(1) في الأصل: عفان, والتصويب من " إتحاف المهرة ".

(1/129)

يَوْمَئِذٍ ثُمَّ أَسْأَلُهُ الْحِيرَةَ لَأَقْطَعَنِيهَا.

قال عبد الله بن أحمد (1) : حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ن والحكم بن موسى، قال: حدثنا عيسى بن يونس ن عن أبيه، عن جده، عن ذي الجوشن عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نحوه.

قال حدثنا محمد بن عباد، قال حدثنا سفيان، عن أبي اسحاق عن ذي الجوشن أبي شمر الضبابي، نحو هذا الحديث.

قال سفيان: فكان ابن ذي الجوشن جارا لأبي أسحاق، لا أراه إلا سمع منه.

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، وظاهره الصحة، لكنه منقطع، أبو اسحاق لم يسمع من ذي الجوشن. قاله ابو زرعة كما في "تهذيب التهذيب" وكلام سفيان في آخره يشعر بذلك.

_________

(1) وقع في المطبوع من رواية أحمد بن حنبل، والتصحيح من "إتحاف المهرة" (ج4ص459) ، "أطراف المسند" (ج2ص321) وكلاهما للحافظ ابن حجر.

(1/130)

ج4444444444444.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند رافع بن خديج رضي الله عنه

132-قال الحاكم رحمه الله (ج2ص308) :

أخبرنا أبو زكريا العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، عن رافع بن خديج، أنه كانت تحته امرأة قد خلا من سنها، فتزوج عليها شابة، فآثر البكر عليها، فأبت امرأته الأولى أن تقر على ذلك، فطلقها تطليقة حتى إذا بقي من أجلها يسير، قال: إن شئت راجعتك، وصبرت على الأثرة، وإن شئت تركتك حتى يخلو أجلك. قالت: بل راجعني أصبر على الأثرة، فراجعها ثم آثر عليها، فلم تصبر على الأثرة، فطلقها الأخرى، وآثر عليها الشابة، قال: فذلك الصلح الذي بلغنا أن الله قد أنزل فيه " (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً، فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً "

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

كذا قال الحاكم رحمه الله. ولكن الحافظ ابن كثير رحمه الله في"تفسيره" (ج1ص520) يقول: قال الشافعي رحمه الله: أنبأنا ابن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب فذكره

(1/131)

مرسلا. وذكر ابن كثير عن البيهقي أنه رواه من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، أخبرني سعيد بن المسيب وسليمان بن يَسَار: أن السُّنَّة في هاتين الآيتين اللتين ذكر الله فيهما نشوز المرء وإعراضه عن امرأته في قوله: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} إلى تمام الآيتين، وذكر نحو ما تقدم عند الحاكم وكذا عزاه الحافظ ابن كثير إلى عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه 'ن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار ن قال ابن كثير رحمه الله: فذكره بطوله. اهـ

فعلم من هذا أن الراجح إرساله، فإن ابن عيينة وشعيب بن أبي حمزة أرجح من معمر، ثم إنا لا نعتمد على الحاكم لكثرة أوهامه في.

(1/132)

مُسند الزُبيرِ بن العَوَّام رضي الله عنه

133-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص165) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم كلهم ثقات، ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة محمد بن عبد الله المعروف بابن كناسة: روى له النسائي حديثه عن هشام عن أخيه عثمان، عن أبيه عروة بن الزبير حديث: غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود، قال ابن معين: غنما هو عن عروة مرسلاً. وقال الدارقطني: لم يتابع عليه، رواه الحفاظ من أصحاب هشام بن عروة مرسلاً. اهـ

وذكره الإمام النسائي في "سننه" (ج8ص137) من حديث عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود) .

ومن حديث محمد بن كناسة بمثل ما عند الإمام أحمد، ثم قال: وكلاهما غير محفوظ.

134-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص653) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَيَّاجٍ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ أَنَّهُ كَانَتْ عِنْدَهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ

(1/133)

عُقْبَةَ فَقَالَتْ لَهُ وَهِيَ حَامِلٌ طَيِّبْ نَفْسِي بِتَطْلِيقَةٍ فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ فَرَجَعَ وَقَدْ وَضَعَتْ فَقَالَ مَا لَهَا خَدَعَتْنِي خَدَعَهَا اللَّهُ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقَالَ (سَبَقَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ اخْطُبْهَا إِلَى نَفْسِهَا) .

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، إلا شيخ ابن ماجه وقد قال النسائي: لا بأس به

. وقال محمد بن عبد الله الحضرمي: كان ثقة.

ولكن قال البوصيري في "مصباح الزجاجة": هذا اسناد رجاله ثقات، إلا انه منقطع، ميمون هو ابن مهران أبو أيوب روايته عن الزبير مرسلة. قاله المزي في "التهذيب". اهـ

(1/134)

مسند زِيادِ بن لَبِيدٍ رضي الله عنه

135-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص160) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ شَيْئًا فَقَالَ وَذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ أُمِّ لَبِيدٍ إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ لَا يَنْتَفِعُونَ مِمَّا فِيهِمَا بِشَيْءٍ؟) .

وقال الإمام أحمد ص (219) من هذا الجزء: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن ابن لبيد الأنصاري به.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الذهبي يقول في "الكاشف" في ترجمة زياد بن لبيد: إن رواية سالم عنه مرسلة.

والحديث صحيح من حديث عوف بن مالك كما في "مسند أحمد " (ج6ص26) وقد أخرجته في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين".

(1/135)

ج5555555555.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند زيد بن ثابت رضي الله عنه.

136-قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج4ص281) : حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بِمَعْنَاهُ

أي بمعنى الحديث السابق، وهو أن زيد بن ثابت قرأ على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ النجم فلم يسجد فيها.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا صخر وهو - حميد بن زياد - خالف يزيد بن خصيفة وابن أبي ذئب ن فهما يرويانه عن ابن قسيط عن عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت أنه قرأ على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. وهو يرويه عن ابن قسيط عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه به. وهما أرجح منه فيعتبر شاذاً.

راجع ما كتبته على "التتبع" ص (468) وقد حصل لي وهم هناك، سيتبين ان شاء الله في الطبعة الثالثة.

(1/136)

مسند زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه.

137-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص192) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا) .

هذا حديث رجاله رجال الصحيح، عبد الملك هو ابن أبي سليمان، وعطاء هو ابن أبي رباح، وهو منقطع، ففي " جامع التحصيل" في ترجمة عطاء بن أبي رباح لم يسمع من زيد بن خالد الجهني.

وأخرجه البزار كما في "كشف الأستار" (ج1ص399) .

138-قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج1ص304) : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ أَرْسَلُونِي إِلَى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ أَسْأَلُهُ عَنْ الْمُرُورِ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي فَأَخْبَرَنِي عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ (لَأَنْ يَقُومَ أَرْبَعِينَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ) قَالَ سُفْيَانُ فَلَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ شَهْرًا أَوْ صَبَاحًا أَوْ سَاعَةً.

قال الحافظ المزي رحمه الله في "تحفة الأشراف" في ترجمة زيد بن خالد: إن المحفوظ حديث سالم أبي النضر عن بُسر بن سعيد: أنّ زيد بن خالد أرسله إلى أبي جُهيم. ومن جعل الحديث من مسند زيد بن خالد فقد وهم والله أعلم. اهـ مختصراً

(1/137)

وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (ج1ص584) في الكلام على رواية البخاري من طريق مالك عن أبي النضر مولى عبد الله بن عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد أن زيد بن خالد أَرْسَلَهُ إِلَى أَبِي جُهَيْمٍ.

قال الحافظ: هَكَذَا رَوَى مَالِك هَذَا الْحَدِيث فِي الْمُوَطَّأِ لَمْ يُخْتَلَفْ عَلَيْهِ فِيهِ أَنَّ الْمُرْسِلَ هُوَ زَيْد، وَأَنَّ الْمُرْسَلَ إِلَيْهِ هُوَ أَبُو جُهَيْم، وَتَابَعَهُ سُفْيَان الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عِنْد مُسْلِم وَابْن مَاجَهْ وَغَيْرِهِمَا وَخَالَفَهُمَا اِبْن عُيَيْنَة عَنْ أَبِي النَّضْرِ فَقَالَ " عَنْ بُسْر بْن سَعِيد قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبُو جُهَيْمٍ إِلَى زَيْد بْن خَالِد أَسْأَلُهُ.... فَذَكَرَ الْحَدِيث.

قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ: هَكَذَا رَوَاهُ اِبْن عُيَيْنَة مَقْلُوبًا أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ، ثُمَّ قَالَ اِبْن أَبِي خَيْثَمَةَ: سُئِلَ عَنْهُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ فَقَالَ: هُوَ خَطَأ، إِنَّمَا هُوَ " أَرْسَلَنِي زَيْد إِلَى أَبِي جُهَيْمٍ " كَمَا قَالَ مَالِك. اهـ المراد من الفتح، وذكر الطحاوي في "مشكل الأثار" (ج1ص83) نحو ذلك.

139-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص116) : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (لَا تَتَّخِذُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا صَلُّوا فِيهَا وَمَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الْغَازِي فِي أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيْءٌ) .

الحديث رجاله رجال الصحيح، فإسحاق بن يوسف هو المعروف بالأزرق، وعبد الملك هو ابن أبي سليمان، وعطاء هو ابن أبي رباح، ولكن الحديث منقطع، قال علي بن المديني: عطاء بن أبي رباح لم يسمع من زيد بن خالد الجهني. من "جامع التحصيل".

وأخرجه الترمذي (ج3ص533) مقتصراً على أجر التفطير.

(1/138)

140-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص114) : حَدَّثَنَا يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيْءٌ) .

وَيَزِيدُ (1) قَالَ: أَنْبَأَنَا، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: مِنْ غَيْرِ أَنْ لَا يُنْتَقَصُ.

الحديث رجاله رجال الصحيح، فيعلى هو ابن عبيد، وعبد الملك هو ابن أبي سليمان، وعطاء هو ابن أبي رباح.

والحديث منقطع، فعطاء بن أبي رباح لم يسمع من زيد بن خالد، قاله ابن المديني كما في "جامع التحصيل".

_________

(1) الظاهر أنه يزيد بن هارون شيخ الإمام أحمد، ويكون شيخه عبد الملك.

(1/139)

مسند سالم بن عبيد رضي الله عنه.

141-قال الإمام أبو حاتم محمد ابن حبان البستي رحمه الله (ص479) من "الموارد": أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل، عن منصور، عن هلال بن يساف، قال: كنا مع سالم بن عبيد في غزاة، فعطس رجل من القوم، فقال: السلام عليكم، فقال سالم: السلام عليك وعلى أمك، فوجد الرجل في نفسه، فقال له سالم: كأنك وجدت في نفسك؟ ، فقال: ما كنت أحب أن تذكر أمي بخير ولا بشر، فقال سالم كنا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، في سفر فعطس رجل، فقال: السلام عليكم، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: " عليك وعلى أمك، إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، أو، قال: الحمد لله رب العالمين، وليقل له: يرحمك الله، وليقل هو: يغفر الله لكم "

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا عبد الله بن محمد الأزدي، ولم أتمكن من البحث عنه، ولا يضر وليس هو المقصود منالبحث، إذ الحديث في "سنن أبي داود" والترمذي من غير طريقه. قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج8ص12، 13) : هذا حديث قد اختلفوا في روايته عن منصور، وقد أدخلوا بين هلال بن يساف وبين سالم رجلاً.

وقال الإمام النسائي في "عمل اليوم والليلة" ص (241) وص (242) بعد ذكره

(1/140)

الإختلاف: أخبرنا محمد بن بشار، قال حدثنا يحيى عن سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن رجل، عن آخر، قال: كنا مع سالم بن عبيد في سفر فقال كنا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فعطس رجل....نحوه.

قال أبو عبد الرحمن (النسائي) : وهذا الصواب عندنا، والأول خطأ، والله أعلم.

ثم قال النسائي رحمه الله: أخبرنا القسام بن زكريا بن دينار قال حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن منصور عن هلال عن رجل عن خالد بن عرفطة عن سالم بن عبيد.

(1/141)

ج6666666666.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند سُرَاقةَ بن مَالك رضي الله عنه.

142-قال الحاكم رحمه الله (ج1ص60) : أخبرنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف، ثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا زيد بن الحباب، حدثني موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن سراقة بن مالك، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: " ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ المغلوبون الضعفاء، وأهل النار كل جعظري جواظ مستكبر ".

" هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ".

وقال الحاكم رحمه الله (ج3ص619) : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني الزاهد، ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني موسى بن علي بن رباح به.

كذا قال الحاكم رحمه الله في الطريق الأول: إنه على شرط مسلم، ولكنه منقطع فقد رواه الإمام أحمد (ج4ص175) فقال: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ بَلَغَنِي عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِيِّ، وذكر الحديث.

فعلم من هذا أن علي بن رباح لم يسمعه من سراقة.

143-قال الإمام ابو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج2ص1209) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ سَمِعْتُ أَبِي

(1/142)

يَذْكُرُ عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ ابْنَتُكَ مَرْدُودَةً إِلَيْكَ لَيْسَ لَهَا كَاسِبٌ غَيْرُكَ.

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، إلا أنه منقطع، قال البوصيري في "مصباح الزجاجة": علي بن رباح لم يسمع من سراقة بن مالك.

(1/143)

مسند سعد بن عُبادة رضي الله عنه

144- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج6ص255) : أخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ حَجَّاجٍ قَالَ سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَة: أَنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ سَقْيُ الْمَاءِ فَتِلْكَ سِقَايَةُ سَعْدٍ بِالْمَدِينَةِ.

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا ابراهيم بن الحسن، وقد قال أبو حاتم: إنه صدوق، ووثقه النسائي، ولكن الحسن لم يدرك سعد بن عبادة كما في "تهذيب التهذيب".

145-قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج2ص1214) :

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ صَاحِبِ الدَّسْتُوَائِيِّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ (سَقْيُ الْمَاءِ) .

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا علي بن محمد، وقد توبع فقد رواه أبو داود في الزكاة عن محمد بن كثير، عن همام بن يحيى، عن قتادة به.

وعن محمد بن عبد الرحيم، عن محمد بن عرعرة، عن شعبة عن قتادة به.

(1/144)

فالحديث كما ترى رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع، سعيد بن المسيب لم يدرك سعد بن عبادة كما في "جامع التحصيل".

(1/145)

مسند سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

146-قال الإمام ابوعبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص45) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ ابْنِ سَابِطٍ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ فِي بَعْضِ حَجَّاتِهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ فَذَكَرُوا عَلِيًّا فَنَالَ مِنْهُ فَغَضِبَ سَعْدٌ وَقَالَ تَقُولُ هَذَا لِرَجُلٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات، ولكن يحيى ابن معين يقول: إن عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من سعد بن أبي وقاص كما في "جامع التحصيل".

147- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج5ص102) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ الْمِصْرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: لَمَّا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ النِّسَاءُ قَامَتْ امْرَأَةٌ جَلِيلَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نِسَاءِ مُضَرَ فَقَالَتْ: (يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّا كَلٌّ عَلَى آبَائِنَا وَأَبْنَائِنَا) - قَالَ أَبُو دَاوُد وَأُرَى فِيهِ وَأَزْوَاجِنَا - فَمَا يَحِلُّ لَنَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ؟ فَقَالَ: (الرَّطْبُ تَأْكُلْنَهُ وَتُهْدِينَهُ) .

(1/146)

قَالَ أَبُو دَاوُد: الرَّطْبُ: الْخُبْزُ وَالْبَقْلُ وَالرُّطَبُ. قَالَ أَبُو دَاوُد: وَكَذَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ يُونُسَ.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا محمد بن سوار بن راشد، وقد قال أبو حاتم: إنه صدوق، بل قد رواه سفيان الثوري عن يونس بن عبيد، فظاهر الحديث الصحة، ولكن الحافظ يقول في "تهذيب التهذيب" في ترجمة زياد بن جبير: قال أبو حاتم وأبو زرعة روايته عن سعد بن أبي وقاص مرسلة.

148- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص275) : أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مُوسَى الْبَلْخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ قَالَ مُجَاهِدٌ قَالَ سَعْدٌ رَجَعْنَا فِي الْحَجَّةِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَبَعْضُنَا يَقُولُ رَمَيْتُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ وَبَعْضُنَا يَقُولُ رَمَيْتُ بِسِتٍّ فَلَمْ يَعِبْ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا حاتم يقول: إن مجاهداً عن سعدٍ مرسل كما في "تهذيب التهذيب".

149-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص275) : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا يَأْكُلُ الْبَقَرُ بِأَلْسِنَتِهَا) .

الحديث ظاهر سنده الحسن، ولكن في "جامع التحصيل": وقال أبوزرعة: زيد بن أسلم عن سعد -يعني سعد بن أبي وقاص- مرسل، وفي "تهذيب التهذيب": قال أبوزرعة: لم يسمع من سعد. اهـ

150-قال الإمام أبو يعلى رحمه الله (ج2ص66) : حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن سعيد بن أبي

(1/147)

هلال، حدثه، عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، عن أبيها، أنه دخل مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ على امرأة، وبين يديها نوى وحصى تسبح، فقال: " أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا، أو أفضل؟ قول: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا قوة إلا بالله مثل ذلك ".

وأخرجه ابن حبان كما في "موارد الظمآن" ص (579) ، والحاكم (ج1ص547) .

فأنت إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن إذا رجعت إلى "تهذيب التهذيب" لم تجد رواية لسعيد بن أبي هلال عن عائشة بنت سعد، فرجعنا إلى "تحفة الأشراف" فإذا يعزوه إلى أبي داود والترمذي والنسائي في "عمل اليوم والليلة" من طريق سعيد بن أبي هلال عن خزيمة عن عائشة عن أبيها، وخزيمة هذا قال الإمام الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه سعيد بن أبي هلال، حديثه في التسبيح. اهـ

(1/148)

ج77777777.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند أبي سعيد الخُدري سعد بن مالك رضي الله عنهما

151-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج4ص399) : حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ.

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ وَأَبُو حَمْزَةَ اسْمَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَابِرٍ وَهُوَ شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.

سويد هو ابن نصر، وأنت إذا نظرت في رجال هذا السند وجدتهم رجال الصحيح، إلا أبا حمزة عبد الله بن جابر وقد وثقه ابن معين، ولكن الحسن لم يسمع من أبي سعيد قاله علي بن المديني كما في "جامع التحصيل".

152-َقال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص40) : أخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ الْأَوْدِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا البختري وهو

(1/149)

سعيد بن فيروز لم يدرك أبا سعيد الخدري كما في "جامع التحصيل" عن أبي حاتم رحمه الله.

وقال أبو داود (ج4ص422) عقب هذا الحديث: أبو البختري لم يسمع من أبي سعيد.

والحديث في "الصحيحين" من حديث أبي سعيد من غير هذه الطريق.

153- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص22) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ قَالَ قَرَأَهَا رَسُولُصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَوَسَلَّمَ حَتَّى خَتَمَهَا وَقَالَ النَّاسُ حَيْزُ وَأَنَا وَأَصْحَابِي حَيْزُ وَقَالَ لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ كَذَبْتَ وَعِنْدَهُ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَهُمَا قَاعِدَانِ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ لَوْ شَاءَ هَذَانِ لَحَدَّثَاكَ وَلَكِنْ هَذَا يَخَافُ أَنْ تَنْزِعَهُ عَنْ عِرَافَةِ قَوْمِهِ وَهَذَا يَخْشَى أَنْ تَنْزِعَهُ عَنْ الصَّدَقَةِ فَسَكَتَا فَرَفَعَ مَرْوَانُ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ لِيَضْرِبَهُ فَلَمَّا رَأَيَا ذَلِكَ قَالُوا (1) : صَدَقَ.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا البختري وهو سعيد بن فيروز لم يسمع من أبي سعيد حكاه في "جامع التحصيل" عن أبي حاتم.

154-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج2ص123) : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ, عَنْ

_________

(1) كذا في "المسند"، وفي "تفسير ابن كثير" (ج8ص531) نقلاً عن "المسند": (قالا) :، وفي "دلائل النبوة" للبيهقي (ج5ص110) (قال: صدقت) والمناسب مافي "تفسير ابن كثير " (قالا) .

(1/150)

عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ) .

هذا الحديث ظاهر سنده أنه حسن ولكن الإمام الترمذى رحمه الله يقول (ج2ص50) بعد ذكره الحديث وقد تكلم فى إسناد حديث أبى سعيد كان يحيى بن سعيد يتكلم فى على بن على وقال أحمد لايصح هذا الحديث. اهـ

وقال الإمام أبو داود رحمه الله (ج2ص478) بعد ذكره الحديث وهذا الحديث يقولون هو من على بن على عن الحسن مرسلاً الوهم من جعفر. اهـ

وقد أورده أبو داود في "المراسيل" عن الحسن كما في "تحفة الأشراف".

155-قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1328) : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (لَا يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَحْقِرُ أَحَدُنَا نَفْسَهُ قَالَ يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ ثُمَّ لَا يَقُولُ فِيهِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِي كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ خَشْيَةُ النَّاسِ فَيَقُولُ فَإِيَّايَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى) .

فأنت إذا نظرت إلى رجال هذا الحديث وجدتهم رجال الصحيح، وقد قال

(1/151)

البوصيري في "مصباح الزجاجة" هذا اسناد صحيح اهـ.

ولكن أبا البختري وهو سعيد بن فيروز لم يدرك أبا سعيد كما في "جامع التحصيل" عن أبي حاتم.

ثم وجدت الحديث في "المسند" (ج3ص84) عن أبي البختري عن رجل عن أبي سعيد به. فصرح بالساقط وهو مبهم.

156- قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج1ص498) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ (1) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُبْنَى عَلَى الْقَبْرِ.

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، وإليك ما قاله البوصيري في "مصباح الزجاجة" (ج2ص41) قال رحمه الله: هذا اسناده ثقات، إلا أنه منقطع، القاسم بن مخيمرة لم يسمع من أبي سعيد. اهـ

وفي "تهذيب التهذيب" في ترجمة القاسم بن مخيمرة: وقال الدوري عن ابن معين: لم نسمع أنه سمع من أحد من الصحابة.

وقال ابن حبان في "الثقات": ماأحسبه سمع من أبي موسى يعني أبا بردة. وقال في موضع آخر: سأل عائشة عما يلبس المحرم؟. اهـ

157-قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج1ص171) : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ عَنْ التَّشَبُّهِ فِي الصَّلَاةِ

_________

(1) في الأصل: وهب, والصواب ما أثبتناه كما في " تحفة الأشراف ".

(1/152)

فَقَالَ: (لَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، قال البوصيري رحمه الله في "مصباح الزجاجة" (ج1ص74) : هذا اسناد رجاله ثقات، إلا أنه معل برواية الحفاظ من أصحاب الزهري عنه،، عن سعيد، عن عبد الله بن زيد. اهـ

وحديث عبد الله بن زيد بن عاصم في "الصحيحين" وأبي داود والنسائي، وحديث أبي سعيد رواه الإمام أحمد في "المسند" وذكر العقيلي عن الإمام أحمد أنه كان ينكر حديث المحاربي عن معمر. وقال العلائي في "المراسيل": قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: لم نعلم أن عبد الرحمن بن محمد المحاربي سمع من معمر شيئاً، وبلغنا أنه كان يدلس. اهـ

158-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص87) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ لَتُرَى غُرَفُهُمْ فِي الْجَنَّةِ كَالْكَوْكَبِ الطَّالِعِ الشَّرْقِيِّ أَوْ الْغَرْبِيِّ فَيُقَالُ مَنْ هَؤُلَاءِ فَيُقَالُ هَؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا حازم وهو سلمة بن دينار لم يسمع من أبي سعيد، ففي "جامع التحصيل" عن ولده عبد العزيز: من حدثك أن أبي سمع واحدا من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ غير سهل بن سعد فلا تصدقه.

159-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص84) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ: (أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ أَلَا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً وَإِنَّ أَكْثَرَ ذَاكُمْ غَدْرًا أَمِيرُ الْعَامَّةِ فَمَا نَسِيتُ رَفْعَهُ بِهَا صَوْتَهُ) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن علي بن المديني

(1/153)

يقول: إن الحسن لم يسمع من أبي سعيد. كما في "جامع التحصيل".

160-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص78) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ سُئِلَ عَنْ الْعَزْلِ قَالَ: حدثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: (أَنْتَ تَخْلُقُهُ أَنْتَ تَرْزُقُهُ أَقِرَّهُ قَرَارَهُ أَوْ مَقَرَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن علي بن المديني قال: إن الحسن لم يسمع من أبي سعيد كما في "جامع التحصيل".

161-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص68) : حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ اسْتِئْجَارِ الْأَجِيرِ حَتَّى يُبَيَّنَ أَجْرُهُ وَعَنْ النَّجْشِ وَاللَّمْسِ وَإِلْقَاءِ الْحَجَرِ.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص71) : ثنا حسن، ثنا حماد بن سلمة، عن حماد، عن أبراهيم، عن أبي سعيد الخدري به.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، فسريح هو ابن النعمان، وحماد هو ابن سلمة، وحماد شيخه هو ابن أبي سليمان، وابراهيم هو ابن يزيد النخعي.

ولكن الحديث منقطع، قال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف": إن ابراهيم لم يسمع من أبي سعيد.

وله علة آخرى هو أن النسائي رواه في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف": إن ابراهيم لم يسمع من أبي سعيد. اهـ

وله علة أخرى هي أن النسائي رواه في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي سعيد: إذا استأجرت أجيراً فأعلمه أجره. موقوف.

162-قال الحاكم رحمه الله (ج1ص132) : وحدثنا أبو بكر محمد

بن

(1/154)

أحمد بن بالويه، ثنا أبو المثنى العنبري، قال (1) : ثنا أبو عمر (2) الضرير، ثنا حسان بن إبراهيم، عن سعيد بن مسروق الثوري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قال: " مفتاح الصلاة الوضوء، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم ".

هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

فأنت إذا نظرت إلى السند وجدته كما يقول الحاكم رحمه الله صحيحا ولكن ابن عدي رحمه الله يقول في ترجمة حسان بن ابراهيم: إنه وهم فيه، وإنما الحديث لأبي سفيان وهو طريف العدوي ثم ساقه بسنده. اهـ المراد منه

وطريف هو ابن شهاب أبو سفيان، ضعفه ابن معين، وقال أحمد: ليس بشئ، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم، وقال النسائي: متروك. اه المراد من "الميزان".

163-قال الإمام ابو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص63) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَرَى رَبَّنَا قَالَ: (تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ فِي غَيْرِ سَحَابٍ قُلْنَا لَا قَالَ فَتَضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فِي غَيْرِ سَحَابٍ قَالُوا لَا قَالَ إِنَّكُمْ لَا تَضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ إِلَّا كَمَا تَضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا)

_________

(1) في "المستدرك": (قالا) وهو خطأ.

(2) أبوعمر هو حفص بن عمر وترجمته في " تذكرة الحفاظ ".

وفي " الكامل " لابن عدي: أبوعمر الحوضي وهو حفص بن عمر وكلاهما قد روى عن حسان كما في " تهذيب الكمال ".

(1/155)

ظاهر السند أنه على شرط الشيخين، ولكن إليك ما قاله الترمذي رحمه الله (ج7ص270) بعد ذكره الحديث من حديث جابر بن نوح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً: وهكذا روى يحيى بن عيسى الرملي وغير واحد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وروى عبد الله بن إدريس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وحديث ابن إدريس عن الأعمش غير محفوظ وحديث أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أصح وهكذا رواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وقد روي عن أبي سعيد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ من غير هذا الوجه مثل هذا الحديث وهو حديث صحيح أيضاً. اهـ

يقول المباركفوري رحمه الله: أخرجه الشيخان من طريق عطاء بن يسار عن أبي سعيد. اهـ

وقد ذكر الحافظ رحمه الله كلام الترمذي في "النكت الظراف" وأقره عليه.

164- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج7ص497) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُضَحِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَحِيلٍ يَنْظُرُ فِي سَوَادٍ وَيَأْكُلُ فِي سَوَادٍ وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ.

الحديث أخرجه الترمذي (ج5ص80) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث حفص بن غياث. وأخرجه النسائي وابن ماجه.

قال أبو عبد الرحمن: ظاهر السند أنه على شرط مسلم، ولكن في "تهذيب التهذيب" وقد قيل: إن رواية محمد بن علي عن جميع من سمي هنا من الصحابة ما عدا ابن عباس وجابر بن عبد الله وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب مرسلة. اهـ وما وجدت له في "تحفة الأشراف" عن أبي سعيد إلا هذا الحديث مع أن محمد رحمه الله من المكثرين.

(1/156)

165- قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج1ص589) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا لِخَمْسَةٍ لِعَامِلٍ عَلَيْهَا أَوْ لِغَازٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ لِغَنِيٍّ اشْتَرَاهَا بِمَالِهِ أَوْ فَقِيرٍ تُصُدِّقَ عَلَيْهِ فَأَهْدَاهَا لِغَنِيٍّ أَوْ غَارِمٍ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن ابن أبي حاتم يسأل أباه وأبا زرعة عن هذا الحديث (ج1ص221) فقالا هذا خطأ، رواه الثوري عن زيد بن اسلم قال حدثني الثبت قال قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وهو اشبه وقال أبي: فان قال قائل: الثبت من هو؟ أليس هو عطاء بن يسار؟ قيل له لو كان عطاء بن يسار لم يُكَنَّ عنه.

قلت لأبي زرعة: أليس الثبت هو عطاء؟ قال: لا لو كان عطاء ما كان يكني عنه.

وقد رواه ابن عيينه عن زيد عن عطاء عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسل. قال أبي والثوري احفظ. اهـ من "العلل".

166- قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج1ص586) : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ: (الْوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا) .

هذا الحديث بهذا السند إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة أبي البختري سعيد بن فيروز: وقال أبوداود: لم يسمع من أبي سعيد، وفيه أيضا: وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" عن أبيه: لم يدرك أبا ذر ولا أبا سعيد، ولا زيد بن ثابت، ولا رافع بن خديج، وهو عن عائشة مرسل. اهـ

167- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج13ص170) : أخبََرَنَََا الْقَعْنَبِيُّ, أخبرنا

(1/157)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: (خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا) .

قَالَ أَبُو دَاوُد هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ.

وقال البخاري في "الأدب المفرد" ص (388) : حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا أبو عامر، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي، حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال: أذن أبو سعيد بجنازة فكأنه تخلف حتى أخذالقوم مجالسهم، ثم جاء بعد فلما رآه القوم تسرعوا وقام بعضهم عنه ليجلس في مجلسه. فقال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يقول: خير المجالس أوسعها، ثم تنحى وجلس في مجلس واسع.

هذا الحديث إذا نظرت في سنده ظننتهم رجال الصحيح، ومن ثم يقول الإمام النووي في "رياض الصالحين" ص (339) : رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري. ويقول الحاكم في "المستدرك" (ج4ص269) : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.

ولكن في "تهذيب التهذيب" عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري اثنان: أحدهما من رجال الجماعة، والآخر ذكره الحافظ تمييزا، قال: وهو ابن أخي عبد الرحمن بن أبي عمرة.

وقال في ترجمة الأول الذي هو من رجال الجماعة: وما ادعاه المؤلف -يعني المزي- من أن ابن أبي الموالي روى عنه، ليس بشئ إنما روى عن ابن أخيه.

وقال في ترجمة التمييز: وما أظنه سمع منه -يعني أبا سعيد -.

وعبد الرحمن بن أبي عمرة الذي ذكر تمييزا روى عنه جماعة، وما وثقه معتبر فهو هذا.

فالحديث ضعيف من أجل عبد الرحمن، ومن أجل قول الحافظ: وما أظنه سمع من

(1/158)

أبي سعيد. وقد كنت وهمت في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" وقلت: صحيح على شرط البخاري، ثم نبهني بعض أخواني في الله على هذا، فجزاه الله خيراً.

168- قال الإمام أبو يعلى رحمه الله (ج2ص346) : حدثنا أبو بكر، حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عياض، عن أبي سعيد قال: " كنا نورثه على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ " يعني الجد.

هذا الحديث ظاهره الصحة، فأبو بكر هو بن أبي شيبة، وقبيصة هو ابن عقبة، وسفيان هو الثوري، وعياض هو ابن عبد الله، ولكن أبا زرعة يقول كما في "العلل" لابن أبي حاتم (ج2ص52) : هذا خطأ أخطأ فيه قبيصة انما هو كنا نؤدي صدقة الفطر على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

وقال الإمام مسلم في "التمييز" (ص190) : هذا خبر صحف فيه قبيصة، وانما كان الحديث بهذا الإسناد عن عياض (يعني عن أبي سعيد) ، قال: كنا نوديه على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يعني في الطعام وغيره في زكاة الفطر، فلم يقر قراءته، فقلب قوله، الى أن قال: يورثه. ثم قلب له معنى فقال: يعني الجد. اهـ

169- قال الحاكم رحمه الله (ج4ص311 بتحقيقنا) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا أبو أسامة، ثنا سعيد بن إياس الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إذا استجد ثوبا سماه عمامة أو قميصا أو رداء ثم يقول: " اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له "

" هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ".

كذا قال الحاكم حكم عليه بظاهر الحديث ولكن الحافظ فى "نتائج الأفكار"

(1/159)

(ج1ص123) يذكر أن النسائى رواه من طريق حماد بن سلمة عن الجريرى عن أبى العلاء بن عبد الله بن الشخير عن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسلاً

وقال: هذا أولى بالصواب من رواية عيسى بن يونس -يعنى الذى يرويه عن سعيد الجريرى -فإنه سمع من الجريرى بعد الإختلاط وسماع حماد عنه قديم قبل اختلاطه ثم قال الحافظ: وكذا أشار أبو داود إلى هذه العلة وأفاد علة أخرى وهى أن عبد الوهاب الثقفى رواه عن الجريرى عن أبى نضرة مرسلا لم يذكر أبا سعيد وغفل ابن حبان والحاكم عن علته فصححاه

أخرجه ابن حبان من رواية عيسى ابن يونس ومن رواية خالد الطحان. وأخرجه الحاكم من رواية أبى أسامة كلهم عن الجريرى وكل من ذكرناه سوى حماد والثقفى سمع من الجريري بعد اختلاطه. اهـ المراد منه.

(1/160)

مسند سلمان الفارسي رضي الله عنه

170-قال أبو بكر بن أبي شيبة كما في "المطالب العالية" (ج1ص199) رقم (451) : حدثنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت القاسم بن مخيمرة يذكر أن سلمان قدمه قوم يصلى بهم فأبى فدفعوه فلما صلى بهم قال: أكلكم راض؟ قالوا: نعم قال: الحمد لله إني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يقول: (ثلاثة لا تقبل صلاتهم المرأة تخرج من بيتها بغير إذنه والعبد الابق والرجل يؤم القوم وهم له كارهون) .

هذا سند رجال ثقات فظاهره الصحة، لكن لم يسمع القاسم بن مخيمرة من أحد من الصحابة كما في "تهذيب التهذيب".

171- قال الإمام البزار رحمه الله (ج6ص484) : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبِيدَةَ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قَالَ: (رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ) .

قال أبو عبد الرحمن: هذا الالحديث ظاهر سنده الحسن، ولكن ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص310) قال: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه أنس بن عياض

(1/161)

عن محمد بن عمرو عن عبيدة بن سفيان عن أبي الجعد الضمري عن سلمان الفارسي عن النبي "رباط يوم في سبيل خير من صيام شهر وقيامه" فقالا: هذا خطأ انما هو محمد بن عمرو عن مكحول عن سلمان كذا رواه يحيى القطان واسماعيل بن جعفر قلت لهما الوهم ممن هو قالا من أبي ضمرة. اهـ

(1/162)

وقال الدارقطني رحمه الله في "أطراف الغرائب والأفراد" (ج3ص119) : تفرد به أبو ضمرة أنس بن عياض، عن محمد بن عمرو، عن عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي الجعد (1) عنه، أي عن سلمان، ووهم فيه وإنما رواه محمد بن عمرو، عن مكحول عن سلمان مرسلاً.

مسند سفينة رضي الله عنه

172- قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج3ص606) : حدثنا أبو العباس، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني أسامة بن زيد، أن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، حدثه، عن محمد بن المنكدر، أن سفينة، مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قال: " ركبت البحر فانكسرت سفينتي التي كنت فيها فركبت لوحا من ألواحها فطرحني اللوح في أجمة فيها الأسد فأقبل إلي يريدني فقلت: يا أبا الحارث، أنا مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فطأطأ رأسه، وأقبل إلي فدفعني بمنكبه حتى أخرجني من الأجمة، ووضعني على الطريق وهمهم فظننت أنه يودعني فكان ذلك آخر عهدي به " هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

كذا قال الحاكم رحمه الله، وسكت عليه الذهبي، ومحمد بن عبد الله ما رولى له مسلم، وأسامة بن زيد هو الليثي، قال الحاكم: واستدللت بكثرة روايته على أنه عنده -أي عند مسلم - صحيح الكتاب.

على أن أكثر تلك الأحاديث مستشهد بها، أو هو مقرون في الإسناد، وقال ابن القطان الفاسي: لم يحتج به مسلم، وإنما أخرج له استشهاداً.

ومحمد بن المنكدر قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": روايته عن سفينة مرسلة.

_________

(1) في الأصل (ابن الجعد) , والصواب ما أثبتناه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج2. باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.}

  ج2. صحيح السيرة {ج2. باقي صحيح السيرة النبوية  تحقيق  الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.} صفحة رقم -130 - قال : قلت : من غف...