السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الاثنين، 26 فبراير 2024

ج2.السلسلة الضعيفة للالباني من 101 الي 200.

 

الأحاديث من 101 إلى 200

 

101  " أما إني لا أنسى , و لكن أنسى لأشرع " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 218 ) : $ باطل لا أصل له .

و قد أورده بهذا اللفظ الغزالي في " الإحياء " ( 4 / 38 ) مجزوما بنسبته إليه

صلى الله عليه وسلم فقال العراقي في " تخريجه " : ذكره مالك بلاغا بغير إسناد ,

و قال ابن عبد البر : لا يوجد في " الموطأ " إلا مرسلا لا إسناد له , و كذا قال

حمزة الكناني : إنه لم يرد من غير طريق مالك , و قال أبو طاهر الأنماطي : و قد

طال بحثي عنه و سؤالي عنه للأئمة و الحفاظ فلم أظفر به و لا سمعت عن أحد أنه

ظفر به , قال : و ادعى بعض طلبة الحديث أنه وقع له مسندا .

قلت : فالعجب من ابن عبد البر كيف يورد الحديث في " التمهيد " جازما بنسبته إلى

النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضع منه , فانظر ( 1 / 100 و 5 / 108 و 10 /

184 ) ? ! .

قلت : الحديث في " الموطأ " ( 1 / 161 ) عن مالك أنه بلغه أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال : " إني لأنسى أو أنسى لأسن " .

فقول المعلق على " زاد المعاد " ( 1 / 286 ) , و إسناده منقطع ليس بصحيح بداهة

لأنه كما ترى بلاغ لا إسناد له , و لذلك قال الحافظ فيما نقل الزرقاني في " شرح

الموطأ " ( 1 / 205 ) : لا أصل له .

و ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم لا ينسى بباعث البشرية و إنما ينسيه الله

ليشرع , و على هذا فهو مخالف لما ثبت في " الصحيحين " و غيرهما من حديث ابن

مسعود مرفوعا : " إنما أنا بشر أنسى كما تنسون , فإذا نسيت فذكروني " , و لا

ينافي هذا أن يترتب على نسيانه صلى الله عليه وسلم حكم و فوائد من البيان

و التعليم , و القصد أنه لا يجوز نفي النسيان الذي هو من طبيعة البشر عنه

صلى الله عليه وسلم لهذا الحديث الباطل ! لمعارضته لهذا الحديث الصحيح .

102  " الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 219 ) :

 

$ لا أصل له .

أورده الغزالي ( 4 / 20 ) مرفوعا إليه صلى الله عليه وسلم ! فقال الحافظ

العراقي و تبعه السبكي ( 4 / 170 - 171 ) : لم أجده مرفوعا , و إنما يعزي إلى

# علي بن أبي طالب # , و نحوه في " الكشف " ( 2 / 312 ) .

103  " جالسوا التوابين فإنهم أرق أفئدة " قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 219 ) : $ لا أصل له . أورده الغزالي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! فقال مخرجه العراقي ( 4 /31 ) و تبعه السبكي ( 4 / 171 ) : لم أجده مرفوعا , قال العراقي : و هو من قول

# عون بن عبد الله # رواه ابن أبي الدنيا في التوبة .

104  " من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود " . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 219 ) : $ موضوع . أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 270 / 14 ) من طريق علي بن الحسين بن حبان قال : وجدت في كتاب أبي - بخط يده - قال أبو زكريا ( يعني ابن معين ) يعقوب بن

محمد الزهري صدوق , و لكن لا يبالي عمن حدث , حدث عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا به , قال ابن معين : هذا كذب و باطل لا يحدث بهذا أحد يعقل ,

و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 157 ) من طريق الخطيب ثم قال ابن الجوزي : يعقوب , قال أحمد بن حنبل : لا يساوي شيئا .

و تعقبه السيوطي ( 2 / 76 ) بنقول أوردها , فيها توثيق ليعقوب هذا , ثم لم يكشف

القناع عن علة هذا الحديث الباطل و هي الانقطاع , فقد قال الذهبي في ترجمة

يعقوب : و أخطأ من قال : إنه روى عن هشام بن عروة , لم يلحقه و لا كأنه ولد إلا

بعد موت هشام , ثم قال : و أردأ ما روى : عن رجل عن هشام عن أبيه عن عائشة

مرفوعا هذا الحديث .

قلت : و لعل هذا الرجل الذي لم يسم هو عبد الله بن محمد بن زاذان المدني و هو

هالك كما يأتي , فقد أخرج الحديث ابن عدي و من طريقه السهمي في " تاريخ جرجان "

( 282 ) و كذا الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 33 / 2 ) من طريق

عبد الله هذا عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا به , أورده ابن

الجوزي من هذا الوجه أيضا و أعله بقوله : قال ابن عدي : عبد الله بن محمد بن

زاذان له أحاديث غير محفوظة , و قال الذهبي في " الميزان " : هالك ثم ساق له

هذا الحديث من طريق ابن عدي , قال الذهبي : هذا كذب , و أقره الحافظ في

" اللسان " .

و للحديث طريق أخرى رواه الخطيب أيضا ( 1 / 258 ) من طريق إسماعيل بن محمد

الطلحي عن سليم يعني المكي عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن # أبي هريرة # مرفوعا به

و أعله ابن الجوزي بقوله : لا يصح , طلحة , و سليم , و الطلحي متروك .

فتعقبه السيوطي ( 2 / 85 ) بقوله : قلت : الطلحي روى عنه ابن ماجه و وثقه مطين

و ذكره ابن حبان في الثقات .

قلت : كأن السيوطي يشير بهذا إلى أن علة الحديث ممن فوق الطلحي هذا , و هو

الصواب , فإن سليما هذا هو ابن مسلم الخشاب , قال النسائي : متروك الحديث ,

و قال أحمد : لا يساوي حديثه شيئا , و طلحة بن عمرو قال النسائي : متروك الحديث

و قد أنكر عليه عبد الرحمن بن مهدي أحاديث حدث بها الناس على مصطبة فقال :

أستغفر الله العظيم و أتوب إليه منها ! فقال له : اقعد على مصطبة و أخبر الناس

فقال : أخبروهم عني ! ثم قال السيوطي : و قد سرق هذا الحديث أبو الحسن محمد بن

أحمد بن سهل الباهلي فرواه عن وهب بن بقية عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبيه

عن عائشة , أخرجه ابن عدي ( 318 / 1 ) و قال : الزهري لم يرو عن أبيه حرفا

و الحديث باطل , و الحمل فيه على أبي الحسن هذا فإنه كان ممن يضع الحديث إسنادا

و متنا , و يسرق من حديث الضعاف و يلزقها على قوم ثقات .

تنبيه : أورد هذا الحديث الشيخ العجلوني في " الكشف " ( 2 / 277 ) و لم يتكلم

عليه بشيء هو و لا من نقله عنه و هو ابن حجر الهيتمي ! و هذا مما يدل على أن

الشيخ العجلوني ليس من النقاد و إلا كيف يخفى عليه حال هذا الحديث الباطل .

و قد قال الشيخ علي القاري في هذا الحديث ( ص 85 ) : لا يصح , يعني أنه موضوع .

و نقل ( ص 109 ) عن ابن القيم أن من علامات الحديث الموضوع أن يكون باطلا في

نفسه فيدل بطلانه على أنه ليس من كلامه عليه الصلاة و السلام , ثم ساق أحاديث

هذا منها , و قال : فإن اللعنة لا تقوم مقام الصدقة أبدا .

105  " من وافق من أخيه شهوة غفر الله له " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 222 ) :

 

$ موضوع .

رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 436 , 437 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان "

( 2 / 66 ) من طريق نصر بن نجيح الباهلي قال حدثنا عمر أبو حفص عن زياد النميري

عن أنس بن مالك عن # أبي الدرداء # مرفوعا , قال العقيلي : و نصر و عمر مجهولان

بالنقل , و الحديث غير محفوظ , و من طريق العقيلي أورده ابن الجوزي في

" الموضوعات " ( 2 / 171 ) و قال : موضوع , عمر متروك , و أقره الحافظ العراقي

في " تخريج الإحياء " ( 2 / 11 ) و أما السيوطي فتعقبه في " اللآليء " ( 2 /

87 ) بقوله : قلت : أخرجه البزار و الطبراني و قال : أبو حفص لم يكن بالقوي .

قلت : هذا القول فيه تساهل كثير فالرجل شديد الضعف حتى قال ابن خراش : كذاب يضع

الحديث , ثم ذكر له السيوطي شاهدا و هو الحديث الآتي , و فيه متهم كما يأتي فلا

قيمة لهذا التعقيب !.

106  " من أطعم أخاه المسلم شهوته حرمه الله النار " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 223 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " بإسناده إلى محمد بن عبد السلام حدثنا

عبد الله بن مخلد بن خالد التميمي صاحب أبي عبيد حدثنا عبد الله بن المبارك عن

هشام عن ابن سيرين عن # أبي هريرة # مرفوعا به , و قال البيهقي : هو بهذا

الإسناد منكر .

قلت : و علته محمد بن عبد السلام و هو ابن النعمان , و قال ابن عدي : كان ممن

يستحل الكذب .

قلت : و هذا الحديث ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 87 ) شاهدا للحديث الذي

قبله , و قد تبين أنه موضوع أيضا , و كلا الحديثين أوردهما في

" الجامع الصغير " ! .

107  " من لذذ أخاه بما يشتهي كتب الله له ألف ألف حسنة , و محى عنه ألف ألف سيئة ,

و رفع له ألف ألف درجة و أطعمه الله من ثلاث جنات : جنة الفردوس , و جنة عدن ,

و جنة الخلد " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 224 ) :

 

$ موضوع .

أورده الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 11 ) جازما بنسبته إلى النبي صلى الله عليه

وسلم ! و قال السبكي في " الطبقات " : إنه لم يجد له إسنادا , و أما العراقي

فقال في " تخريج الإحياء " : و ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية محمد

ابن نعيم عن أبي الزبير عن # جابر # , و قال أحمد بن حنبل : هذا باطل كذب ,

و كذا في " الميزان " و " اللسان " .

قلت : لكن ابن الجوزي إنما أورد الحديث ( 2 / 172 ) إلى قوله : ( ألف ألف

حسنة ) دون باقيه , و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 87 ) ثم ابن عراق في

" تنزيه الشريعة " ( 262 / 2 ) و أورده موفق الدين بن قدامة في " المنتخب "

( 10 / 196 / 1 ) و نقل عن أحمد أنه قال : هذا كذب هذا باطل .

108  " كان يأكل العنب خرطا " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 224 ) :

 

$ موضوع .

رواه ابن عدي في " الكامل " ( 280 / 1 ) , و من طريق البيهقي في " الشعب " ( 2

/ 201 / 1 ) بسنده عن سليمان بن الربيع عن كادح بن رحمة حدثنا حصين بن نمير عن

حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس عن # العباس # مرفوعا , و قال ابن عدي :

و كادح عامة ما يرويه غير محفوظ و لا يتابع عليه في أسانيده و لا في متونه ,

و من طريق ابن عدي أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 287 ) و قال : حسين

ليس بشيء و كادح كذاب , و سليمان ضعفه الدارقطني , ثم ساقه البيهقي و ابن

الجوزي من طريق العقيلي بسنده عن داود بن عبد الجبار أبي سليمان الكوفي حدثنا

الجارود عن حبيب بن يسار عن ابن عباس قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يأكل العنب خرطا , قال العقيلي ( 2 / 34 ) : لا أصل له , و داود ليس بثقة و لا

يتابع عليه .

قلت : و من طريقه رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 110 / 1 ) و الطبراني

في " الكبير " ( 3 / 174 / 2 ) و به تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 211 )

بقوله : قلت : أخرجه الطبراني من هذا الطريق و أخرجه البيهقي في " الشعب " من

الطريقين ثم قال : ليس فيه إسناد قوي , و اقتصر العراقي في " تخريج الإحياء "

على تضعيفه .

قلت : و هذا تعقيب لا طائل تحته , فإن تضعيف العراقي و البيهقي إجمالي لا تفصيل

فيه و إعلال الذين قبلهما مفصل , فهو يقضي على المجمل , و داود المذكور قال فيه

ابن معين : ليس بثقة , و قال مرة : يكذب , فمثله لا يصلح شاهدا لحديث كادح

الكذاب .

و لهذا أقر الذهبي ثم العسقلاني العقيلي على قوله : لا أصل له , فإيراد السيوطي

لحديث ابن عباس في " الجامع الصغير " مما لا يتفق مع شرطه ! .

109  " عمل الأبرار من الرجال من أمتي الخياطة , و عمل الأبرار من أمتي من النساء

المغزل " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 226 ) :

 

$ موضوع .

رواه ابن عدي ( 153 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 303 ) و ابن

عساكر ( 15 / 261 / 1 ) عن أبي داود النخعي سليمان بن عمرو عن أبي حازم عن

# سهل بن سعد # مرفوعا , و قال ابن عدي : هذا مما وضعه سليمان بن عمرو على

أبي حازم , و عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لرواية تمام و الخطيب و ابن

عساكر عن سهل بن سعد و هو في " تاريخ بغداد " ( 9 / 15 ) من طريق أبي داود

النخعي هذه , و قال المناوي في شرحه على " الجامع الصغير " : و ظاهر صنيع

المصنف أن مخرجه الخطيب خرجه و أقره , و الأمر بخلافه , بل قدح في سنده فتعقبه

بأن أبا داود النخعي أحد رواته كذاب وضاع دجال , و بسط ذلك بما يجيء منه أنه

أكذب الناس , و جزم الذهبي في " الضعفاء " بأنه كذاب دجال , و في " الميزان "

عن أحمد : كان يضع الحديث , و عن يحيى : كان أكذب الناس , ثم سرد له أحاديث هذا

منها , و وافقه في " اللسان " و حكم ابن الجوزي بوضعه و لم يتعقبه المؤلف إلا

بإيراد حديث تمام و قال : موسى متروك , و لم يزد على ذلك .

قلت : ذكر السيوطي هذا في " اللآليء " ( 2 / 154 ) و كذا في " الفتاوى " له

( 2 / 107 ) من رواية تمام بإسناده عن موسى بن إبراهيم المروزي حدثنا مالك بن

أنس عن أبي حازم به , و موسى بن إبراهيم المروزي قد كذبه يحيى فلا يفرح

بمتابعته , و لهذا أورد الحديث ابن عراق في الفصل الأول من المعاملات من كتابه

" تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " ( 294 / 2 ) , و هذا

الفصل قد نص في مقدمة الكتاب أنه يورد فيه ما حكم ابن الجوزي بوضعه و لم يخالف

فيه ,‏و قد قال الذهبي في هذا الحديث : قبح الله من وضعه ! ذكره في ترجمة

أبي داود هذا الكذاب , و من أحاديثه :

110  " لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 227 ) :

 

$ موضوع .

عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لرواية الحكيم عن # أبي هريرة # .

قلت : و صرح الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على " تفسير البيضاوى " ( 202 /

2 ) بأن سنده ضعيف , و هو أشد من ذلك فقد قال الشارح المناوي : رواه في

" النوادر " عن صالح بن محمد عن سليمان بن عمرو عن ابن عجلان عن المقبري عن

أبي هريرة قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يعبث بلحيته و هو في

الصلاة , فذكره , قال الزين العراقي في " شرح الترمذي " : و سليمان بن عمرو هو

أبو داود النخعي متفق على ضعفه , و إنما يعرف هذا عن ابن المسيب , و قال في

" المغني " ( 1 / 151 ) : سنده ضعيف , و المعروف أنه من قول سعيد , رواه ابن

أبي شيبة في " مصنفه " , و فيه رجل لم يسم , و قال ولده : فيه سليمان بن عمرو

مجمع على ضعفه , و قال الزيلعي : قال ابن عدي أجمعوا على أنه يضع الحديث .

قلت : رواه موقوفا على سعيد عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( 213 / 1 ) :

أنا معمر عن رجل عنه به و هذا سند ضعيف لجهالة الرجل .

و صرح عبد الرزاق في " المصنف " ( 2 / 226 ) باسمه فقال : ... عن أبان ... و هو

ضعيف أيضا .

قلت : فالحديث موضوع مرفوعا , ضعيف موقوفا بل مقطوعا , ثم وجدت للموقوف طريقا

آخر فقال أحمد في " مسائل ابنه صالح " ( ص 83 ) : حدثنا سعيد بن خثيم قال حدثنا

محمد بن خالد عن سعيد بن جبير قال : نظر سعيد إلى رجل و هو قائم يصلي .‏. إلخ .

قلت : و هذا إسناد جيد , يشهد لما تقدم عن العراقي أن الحديث معروف عن ابن

المسيب .

111  " كذب النسابون , قال الله تعالى : و قرونا بين ذلك كثيرا " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 228 ) :

 

$ موضوع .

أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن سعد و ابن عساكر عن # ابن عباس #

و أورده فيما بعد بلفظ : " كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبته معد بن عدنان بن أد

ثم يمسك و يقول : كذب النسابون ... " و قال : رواه ابن سعد عن ابن عباس .

و سكت عليه شارحه المناوي في الموضعين , و كأنه لم يطلع على سنده , و إلا لما

جاز له ذلك , و قد أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 1 / 28 ) قال : أخبرنا

هشام قال أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعا بتمامه .

قلت : و هشام هذا هو ابن محمد بن السائب الكلبي النسابة المفسر و هو متروك كما

قال الدارقطني و غيره و ولده محمد بن السائب شر منه قال الجوزجاني و غيره :

كذاب , و قد اعترف هو نفسه بأنه يكذب , فروى البخاري بسند صحيح عن سفيان الثوري

قال : قال لي الكلبي : كل ما حدثتك عن أبي صالح فهو كذب ! .

قلت : كذا في " الميزان " و فيه سقط أو اختصار يمنع نسبة الاعتراف بالكذب إلى

الكلبي , كما سيأتي بيانه في الحديث ( 5449 ) .

و قال ابن حبان : مذهبه في الدين و وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى

الإغراق في وصفه يروي عن أبي صالح عن ابن عباس التفسير , و أبو صالح لم ير ابن

عباس , و لا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف , لا يحل ذكره في

الكتب فكيف الاحتجاج به ? ! , و من هذه الطريق أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق

" ( 1 / 197 / 1 , 198 / 2 ) من مخطوطة ظاهرية دمشق .

112  " الجراد نثرة حوت في البحر " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 229 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه ابن ماجه ( 2 / 292 ) من طريق زياد بن عبد الله بن علاثة عن موسى بن محمد

ابن إبراهيم عن أبيه عن # جابر # و # أنس # :

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا على الجراد قال : " اللهم أهلك كباره

و اقتل صغاره , و أفسد بيضه و اقطع دابره , و خذ بأفواهها عن معايشنا و أرزاقنا

إنك سميع الدعاء " , فقال رجل : يا رسول الله كيف تدعو على جند من أجناد الله

بقطع دابره ? فقال : " إن الجراد .. " .

قلت : و هذا سند ضعيف جدا موسى بن محمد هذا هو التيمي المدني و هو منكر الحديث

كما قال النسائي و غيره و قد ساق له الذهبي من مناكيره هذا الحديث , و أورده

ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 14 ) من رواية موسى هذا , ثم قال : لا يصح ,

موسى متروك و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 333 ) فلم يتعقبه بشيء إلا

قوله : قلت : أخرجه ابن ماجه , و مع هذا فقد أورده في " الجامع الصغير " ! , ثم

رأيت ابن قتيبة أخرجه في " غريب الحديث " ( 3 / 114 ) من رواية أبي خالد

الواسطي عن رجل عن # ابن عباس # موقوفا عليه , و هذا مع أنه موقوف و هو به أشبه

فإن سنده واه جدا , لأن أبا خالد هذا و هو عمرو بن خالد متروك و رماه وكيع

بالكذب .

قلت : و يشبه أن يكون هذا الحديث من الإسرائيليات .

113  " اتقوا مواضع التهم " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 230 ) :

 

$ لا أصل له .

أورده الغزالي في " الإحياء " ( 3 / 31 ) و قال مخرجه الحافظ العراقي , لم أجد

له أصلا , و كذا قال السبكي في " الطبقات " ( 4 / 162 ) , و قد روي موقوفا نحوه

فانظر " شرح الإحياء " للزبيدي ( 7 / 283 ) .

114  " من ربى صبيا حتى يقول : لا إله إلا الله لم يحاسبه الله عز وجل " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 231 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 75 ) و ابن عدي ( 162 / 2 ) و ابن

النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10 / 163 / 2 ) من طريق أبي عمير عبد الكبير

ابن محمد بن عبد الله من ولد أنس عن سليمان الشاذكوني حدثنا عيسى بن يونس عن

هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا .

قلت : و هذا سند موضوع عبد الكريم هذا و شيخه الشاذكوني كلاهما متهم بالكذب

و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 178 ) من طريق ابن عدي بسنده عن

عبد الكبير به و قال : لا يصح , قال ابن عدي : لعل البلاء فيه من أبي عمير ,

قال : و قد رواه إبراهيم بن البراء عن الشاذكوني , و إبراهيم حدث بالبواطيل ,

و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 90 / 91 ) بقوله : قلت : أخرجه الطبراني

في " الأوسط " عن عبد الكبير به , و له طريق آخر .

قلت : ثم ساقه من رواية الخلعي بسنده إلى أبي على الحسن بن علي بن الحسن

السريرى الأعسم حدثني أشعث بن محمد الكلاعي حدثنا عيسى بن يونس به ثم قال :

و أشعث في الأصل : أشعب في الموضعين و هو خطأ ضعيف .

قلت : و هذا تعقب لا طائل تحته فإن أشعث هذا لا يعرف إلا في هذا السند و من

أجله أورده في " الميزان " ثم قال : أتى بخبر موضوع يشير إلى هذا , و أقره

الحافظ في " اللسان " , و في ترجمة إبراهيم بن البراء من " الميزان " : قال

العقيلي : يحدث عن الثقات بالبواطيل , و قال ابن حبان : يحدث عن الثقات

بالموضوعات , لا يجوز ذكره إلا على سبيل القدح فيه , ثم قال : هو الذي روى عن

الشاذكوني عن الدراوردي كذا عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعا : " من ربي صبيا

حتى يتشهد وجبت له الجنة " , و هذا باطل .

قال الذهبي : قلت : أحسب أن إبراهيم بن البراء هذا الراوي عن الشاذكوني آخر

صغير , و قال الحافظ في " اللسان " : إبراهيم بن البراء عن سليمان الشاذكوني

بخبر باطل عن الدراوردي ... الظاهر أنه غير الأول , و الشاذكوني هالك , و أما

ابن حبان فجعلهما واحدا .

قلت : فقد اتفقت كلمات هؤلاء الحفاظ ابن حبان و ابن عدي و الذهبي و العسقلاني

على أن هذا الحديث باطل , و جعلوا بطلانه دليلا على اتهام كل من رواه من

الضعفاء و المجهولين , بعكس ما صنع السيوطي من محاولته تقوية الحديث بوروده من

الطريق الأخرى التي فيها أشعث الذي أشار الذهبي إلى اتهامه بهذا الحديث فتأمل

الفرق بين من ينقد و من يجمع ! .

و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني و ابن عدي

و تعقبه شارحه المناوي بمختصر ما ذكرناه عن الذهبي و العسقلاني من أنه حديث

باطل ثم تناقض المناوي فاقتصر في " التيسير " على تضعيف إسناده ! .

115  " أذيبوا طعامكم بذكر الله و الصلاة , و لا تناموا عليه فتقسوا قلوبكم " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 233 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 19 - 20 ) و العقيلي في " الضعفاء "

( ص 57 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 40 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان "

( 1 / 96 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( ص 156 رقم 482 ) و البيهقي

في " الشعب " ( 2 / 211 / 1 ) من طريق بزيع أبي الخليل : حدثنا هشام بن عروة عن

أبيه عن # عائشة # مرفوعا .

قلت : و هذا موضوع , قال العقيلي : بزيع لا يتابع عليه , و قال ابن عدي بعد أن

ساق له أحاديث أخرى : و هذه الأحاديث مناكير كلها لا يتابعه عليها أحد , و قال

البيهقي : هذا منكر تفرد به بزيع و كان ضعيفا .

و قال الذهبي في " الميزان " : متهم , قال ابن حبان : يأتي عن الثقات بأشياء

موضوعات كأنه المتعمد لها , روى عن هشام عن أبيه عن عائشة هذا الحديث و في

" اللسان " : قال البرقاني عن الدارقطني : متروك .

قلت : له عن هشام عجائب , قال : هي بواطيل , ثم قال : كل شيء له باطل .

و قال الحاكم : يروي أحاديث موضوعة , و يرويها عن الثقات , و الحديث أورده ابن

الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 69 ) من هذا الوجه برواية ابن عدي و من روايته

أيضا ( 37 / 2 ) من طريق أصرم بن حوشب حدثنا عبد الله بن إبراهيم الشيباني عن

هشام بن عروة به , و قال ابن الجوزي : موضوع , بزيع متروك و أصرم كذاب , قال

ابن عدي : هو معروف ببزيع , فلعل أصرم سرقه منه , و تعقبه السيوطي في

" اللآليء " ( 3 / 254 ) بقوله : أخرجه من الطريق الأول الطبراني في " الأوسط "

و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " و أبو نعيم في " الطب " و البيهقي في

" الشعب " و قال : تفرد به بزيع و كان ضعيفا , و أخرجه من الطريق الثاني ابن

السني في " الطب " و اقتصر العراقي في " تخريج الإحياء " على تضعيفه , قال

المناوي في " شرح الجامع " : و أنت خبير بأن هذا التعقب أوهى من بيت العنكبوت

و صدق رحمه الله .

و اعلم أن أسعد الناس بهذا الحديث المكذوب هم أولئك الأكلة الرقصة الذين يملؤون

بطونهم بمختلف الطعام و الشراب , ثم يقومون آخذا بعضهم بيد بعض يذكرون الله

تعالى - زعموا - يميلون يمنة و يسرة و أماما و خلفا , و ينشدون الأشعار الجميلة

بالأصوات المطربة حتى يذوب ما في بطونهم ? و مع ذلك فهم يحسبون أنهم يحسنون

صنعا ! و صدق من قال :

متـى علم النـاس في ديننــــــا         بأن الغنـا سنـة تتبـــع

و أن يــأكل المرء أكل الحمــار         و يرقص في الجمع حتى يقع

و قالوا : سكرنا بحب الإله و ما         أسكر القوم إلا القصـــع

كـــذاك البهــائـم إن أشبـعــت         يرقصهــا ريهـا و الشبع

فيــا للعقول و يــا للنـــــهى         ألا منـكر منـكم للبــدع

تــــــهان مســـاجدنـا بالسماع         و تكرم عن مثل ذاك البيع

116  " تعشوا و لو بكف من حشف , فإن ترك العشاء مهرمة " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 235 ) :

 

$ ضعيف جدا .

أخرجه الترمذي ( 3 / 100 ) و القضاعي ( 63 / 1 ) من طريق عنبسة بن عبد الرحمن

القرشي عن عبد الملك بن علاق عن # أنس # مرفوعا , و قال الترمذي :

هذا حديث منكر لا نعرفه إلا من هذا الوجه عنبسة يضعف في الحديث , و عبد الملك

ابن علاق مجهول .

قلت : و عنبسة هذا , قال أبو حاتم : كان يضع الحديث كما في " الميزان " للذهبي

و ساق له أحاديث هذا أحدها , و الحديث رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 214 -

215 ) و الخطيب ( 3 / 396 ) من طريق عنبسة بن عبد الرحمن عن مسلم كذا عن أنس به

.

و قال أبو محمد بن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 11 ) : قرأ علينا أبو زرعة كتاب

الأطعمة فانتهى إلى حديث كان حدثهم قديما إسماعيل بن أبان الوراق عن عنبسة بن

عبد الرحمن عن علاق بن مسلم كذا عن أنس بن مالك به , قال أبو زرعة : ضعيف ,

و لم يقرأ علينا .

ثم رأيته في " الكامل " لابن عدي ( 232 / 2 ) رواه على وجه آخر من طريق

عبد الرحمن بن مسهر البغدادي عن عنبسة بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن ابن

أنس بن مالك عن أبيه مرفوعا و قال : ابن مسهر هذا مقدار ما يرويه لا يتابع عليه

و هذا الحديث لعله لم يؤت من قبله , و إنما أتي من قبل عنبسة لأنه ضعيف ,

و الحديث عن موسى غير محفوظ .

قلت : فتبين من الروايات أن عنبسة كان يضطرب في إسناده , فمرة يقول :

عبد الملك بن علاق و مرة مسلم و لا ينسبه , و أخرى علاق بن مسلم و تارة عن

موسى بن عقبة عن ابن أنس و هذا ضعف آخر في الحديث و هو الاضطراب في سنده .

و أورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 12 ) و من قبله ابن الجوزي

( 3 / 36 ) و ذكره من طريق الترمذي و نقل كلامه عليه و لم يزد فتعقبه السيوطي (

2 / 255 ) بقوله : قلت : ورد من حديث جابر , قال ابن ماجه : حدثنا محمد بن عبد

الله الرقي حدثنا إبراهيم بن عبد السلام بن عبد الله بن باباه المخزومي حدثنا

عبد الله بن ميمون عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : " لا تدعوا العشاء و لو بكف من تمر فإن تركه يهرم " , و

وجدت لحديث أنس طريقا آخر قال ابن النجار في تاريخه " .

قلت : ثم ساق إسناده من طريق أبي الهيثم القرشي عن موسى بن عقبة عن أنس مرفوعا

.

قلت : و هذا إسناد لا يفرح به ! قال الذهبي في " الميزان " : أبو الهيثم القرشي

عن موسى بن عقبة , قال أبو الفتح الأزدي : كذاب , و كذا في " اللسان " , و أما

حديث # جابر # فهو عند ابن ماجه ( 2 / 322 ) بالسند المذكور و هو ضعيف جدا

إبراهيم ابن عبد السلام أحد المتروكين كما في " تهذيب التهذيب " و في

" الميزان " : ضعفه ابن عدي و قال عندي أنه يسرق الحديث , و عبد الله بن ميمون

إن كان هو القداح فهو متروك , و إن كان غيره فهو مجهول , و قد رجح الأول الحافظ

ابن حجر في " التقريب " و رجح الآخر المزي في " التهذيب " قال : لأن القداح لم

يدرك ابن المنكدر إن كان إبراهيم بن عبد السلام في روايته عنه صادقا ! .

117  " من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر غداؤه و إذا رفع " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 237 ) :

 

$ منكر .

رواه ابن ماجه ( 3260 ) و أبو الشيخ في " كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

و آدابه " ( ص 235 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 275 / 1 ) و ابن النجار في

" ذيل تاريخ بغداد " ( 10 / 153 / 2 ) من طرق عن كثير بن سليم عن # أنس #

مرفوعا .

أورده ابن عدي في ترجمة كثير هذا , و قال بعد أن ساق له أحاديث أخرى عن أنس :

و هذه الروايات عن أنس عامتها غير محفوظة .

قلت : و قد اتفقوا على تضعيف كثير هذا , بل قال فيه النسائي : متروك و قد أعله

البوصيري في " الزوائد " بعلة أخرى فقال : جبارة و كثير ضعيفان , و فاته أن

جبارة لم يتفرد به , فقد توبع عليه كما أشرنا إليه , بقولنا من طرق , و في "

العلل " لابن أبي حاتم ( 2 / 11 ) قال أبو زرعة : هذا حديث منكر , و امتنع عن

قراءته فلم يسمع منه .

و المشهور في هذا الباب - على ضعفه ! - الحديث الآتي رقم ( 168 ) , " بركة

الطعام الوضوء قبله و بعده " , فراجعه .

118  " لا تنتفعوا من الميتة بشيء " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 238 ) :

 

$ ضعيف .

رواه ابن وهب في مسنده عن زمعة بن صالح عن أبي الزبير عن # جابر # مرفوعا ,

و زمعة فيه مقال , كذا في " نصب الراية " ( 1 / 122 ) .

قلت : و من طريق ابن وهب أخرجه الطحاوى في " شرح معاني الآثار " ( 1 / 271 )

بهذا السند عن جابر قال : بينا أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه

ناس فقالوا : يا رسول الله إن سفينة لنا انكسرت , و إنا وجدنا ناقة سمينة ميتة

فأردنا أن ندهن بها سفينتنا و إنما هي عود و هي على الماء فقال رسول الله صلى

الله عليه وسلم فذكره , و هذا إسناد ضعيف و له علتان :

الأولى : زمعة هذا قال الحافظ في " التقريب " و في " التلخيص " ( 1 / 297 ) :

ضعيف .

الأخرى : عنعنة أبي الزبير فإنه كان مدلسا .

و مما سبق تعلم أن قول الشيخ سليمان حفيد محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله في

حاشيته على " المقنع " ( 1 / 20 ) :

رواه الدارقطني بإسناد جيد , غير جيد , على أنني في شك كبير من عزوه للدارقطني

فإني لم أره في " سننه " , و هو المراد عند إطلاق العزو إليه و لم أجد من عزاه

إليه غير الشيخ هذا , و ابن الجوزي لما أورده في " التحقيق " ( 15 / 1 ) لم

يعزه لأحد مطلقا بل قال : رواه أصحابنا من حديث جابر , و لو كان عند الدارقطني

لعزاه إليه كما هي عادته , و إنما عزاه الموفق بن قدامة في " المغني " ( 1 /

67 ) لأبي بكر الشافعي بإسناده عن أبي الزبير عن جابر , قال : و إسناده حسن .

و قال الحافظ في " التلخيص " ( 1 / 297 ) بعد أن ذكره من طريق زمعة : رواه

أبو بكر الشافعي في " فوائده " من طريق أخرى , قال الشيخ الموفق : إسناده حسن .

قلت : قد علمت مما نقلته عن الموفق أنه من طريق أبي الزبير أيضا عن جابر و علمت

علته مما بينا , فالإسناد ضعيف على كل حال , و قد راجعت فوائد أبي بكر الشافعي

رواية ابن غيلان عنه , فلم أجد الحديث فيه , لكن في النسخة نقص هو الجزء الأول

و أوراق من أجزاء أخرى , كما راجعت من حديثه أجزاء أخرى فلم أعثر عليه و الله

أعلم .

و إنما صح الحديث بلفظ : " لا تنتفعوا من الميتة بإهاب و لا عصب " , و في ثبوته

خلاف كبير بين العلماء , لكن الراجح عندنا صحته كما حققناه في كتابنا " إرواء

الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل " ( رقم 38 ) .

و الفرق بينه و بين هذا الحديث الضعيف واضح , و هو أنه خاص بالإهاب ( و هو

الجلد قبل الدبغ ) و العصب فلا يصح الانتفاع بهما إلا بعد دبغهما لقوله

صلى الله عليه وسلم : " كل إهاب دبغ فقد طهر " , و هذا عام يشمل الشعر و الصوف

و العظم و القرن و نحو ذلك , و ليس هناك ما يدل على عدم الانتفاع بها إلا هذا

الحديث الضعيف , و لا تقوم به حجة و الأصل الإباحة , فلا ينقل منها إلا بنقل

صحيح و هو معدوم .

( تنبيه ) : كنت قد أعللت الحديث بضعف زمعة بن صالح و عنعنة أبي الزبير و بأنه

مخالف للحديث الصحيح المخرج في " الإرواء " ثم وجدت تصريح أبي الزبير بالسماع

في مطبوعة جديدة قيمة من آثار السلف و وجدت له شاهدا قويا من حديث عبد الله بن

عكيم بهذا اللفظ كنت خرجته في " الإرواء " فأعدت النظر في إسناده فتأكدت من

صحته فأخرجته مع حديث أبي الزبير في " الصحيحة " ( 3133 ) .

( تنبيه ) : كان هنا بهذا الرقم حديث " يا نساء المؤمنات عليكن بالتهليل

و التكبير , و لا تغفلن فتنسين الرحمة " الحديث , ثم وجدت له شاهدا موقوفا على

عائشة له حكم المرفوع فبدا لي أنه لا يليق إيراده هنا مع هذا الشاهد و قد ذكرته

في رسالة " الرد على التعقب الحثيث " و ليت الذين يردون علينا يفيدوننا مثل هذه

الفائدة حتى نبادر إلى الرجوع إلى الصواب , مع الاعتراف لهم بالشكر و الفضل ,

و المعصوم من عصمه الله عز وجل .

119  " عند اتخاذ الأغنياء الدجاج يأذن الله بهلاك القرى " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 240 ) :

 

$ موضوع .

رواه ابن ماجه ( 2 / 48 ) و أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 176 / 1 / 2 )

و عنه ابن عساكر ( 12 / 238 / 1 ) من طريق عثمان بن عبد الرحمن زاد ابن

الأعرابي : الحراني , حدثنا علي بن عروة عن المقبري عن # أبي هريرة # قال : أمر

رسول الله صلى الله عليه وسلم الأغنياء باتخاذ الغنم , و أمر الفقراء باتخاذ

الدجاج و قال : فذكره , قال السندي في " حاشيته على ابن ماجه " : و في

" الزوائد " : في إسناده علي بن عروة تركوه , و قال ابن حبان : يضع الحديث

و عثمان بن عبد الرحمن مجهول , و المتن ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال

الذهبي في " الميزان " : و كذبه صالح جزرة و غيره لأنه روى هذا الحديث .

قلت : و قول البوصيري في " الزوائد " : إن عثمان بن عبد الرحمن مجهول , ليس

كذلك , بل هو معروف و هو الحراني كما صرح به ابن الأعرابي في روايته , و قد قال

الحافظ في ترجمته من " التقريب " : صدوق أكثر الرواية عن الضعفاء و المجاهيل ,

و ضعف بسبب ذلك حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب , و قد وثقه ابن معين .

قلت : و ابن الجوزي أورده ( 2 / 304 ) من طريق ابن عدي ( 5 / 1851 ) بسنده إلى

علي بن عروة عن ابن جريج عن عطاء عن # ابن عباس # مرفوعا به دون قوله " عند

اتخاذ ... " ثم رواه ابن الجوزي من طريق العقيلي بسنده إلى غياث بن إبراهيم عن

طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس به , ثم قال : لا يصح , علي بن عروة و غياث

يضعان الحديث ! و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 227 ) بقوله , قلت : له

طريق آخر , ثم ساق طريق ابن ماجه المذكور الذي فيه علي بن عروة الوضاع ! ,

و لذلك صرح ابن عراق ( 325 / 1 ) بضعف هذا التعقب , و الحديث في " الضعفاء "

للعقيلى ( 351 ) مثل رواية ابن عدي و قال : غياث قال ابن معين : كذاب ليس بثقة

و لا مأمون و قال البخاري : تركوه , و قد تابعه من هو دونه أو مثله .

120  " يا حميراء من أعطى نارا فكأنما تصدق بجميع ما نضجت تلك النار , و من أعطى

ملحا فكأنما تصدق بجميع ما طيب ذلك الملح , و من سقى مسلما شربة من ماء حيث

يوجد الماء فكأنما أعتق رقبة , و من سقى مسلما شربة من ماء حيث لا يوجد ,

فكأنما أحياها " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 242 ) :

 

$ ضعيف .

أخرجه ابن ماجه ( 2 / 92 ) من طريق علي بن غراب عن زهير بن مرزوق عن على بن زيد

ابن جدعان عن سعيد بن المسيب عن # عائشة # أنها قالت : يا رسول الله ما الشيء

الذي لا يحل منعه ? قال : " الماء و الملح و النار " , قالت : قلت : يا

رسول الله هذا الماء قد عرفناه فما بال الملح و النار ? قال : " يا حميراء ...

" و هذا سند ضعيف , علي بن غراب مدلس , و قد عنعنه , و زهير بن مرزوق قال ابن

معين : لا أعرفه , و قال البخاري : منكر الحديث , مجهول , و ساق له الذهبي هذا

الحديث , و علي بن زيد بن جدعان فيه ضعف , و الحديث رواه الطبراني في

" الأوسط " من طريق ابن زهير هذا كما في " المجمع " ( 3 / 133 ) , و أورده ابن

الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 170 ) الشطر الثاني منه من طريق أخرى عن عائشة

و قال : قال ابن عدي : موضوع آفته أحمد بن محمد بن علي بن الحسين بن شفيق ,

فتعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 85 ) بطريق ابن ماجه هذه و ليس فيها أحمد

هذا و أورده من حديث # أنس # و أعله بصالح بن بيان , قال الدارقطني : متروك و

أقره السيوطي .

قلت : و قد وجدت للحديث طريقا ثالثا أخرجه الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق "

( 2 / 153 ) من طريق عبيد بن واقد عن عرضي بن زياد السدوسي عن شيخ من عبد قيس

عن عائشة مرفوعا .

قلت : و هذا سند ضعيف أيضا , عبيد ضعيف و عرضي بن زياد لم أجد من ترجمه ,

و شيخه مجهول لم يسم .

121  " قل ما يوجد في آخر الزمان درهم من حلال , أو أخ يوثق به " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 243 ) :

 

$ ضعيف جدا أو موضوع .

أخرجه أبو نعيم ( 4 / 94 ) من طريق محمد بن سعيد الحراني حدثنا أبو فروة

الرهاوي حدثنا أبي حدثنا محمد بن أيوب الرقى عن ميمون بن مهران عن # ابن عمر #

مرفوعا .

قلت : و هذا سند ضعيف جدا محمد بن سعيد الحراني قال النسائي : لا أدري ما هو

و أبو فروة الرهاوي اسمه يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان بن يزيد , ترجمه ابن

أبي حاتم ( 4 / 2 / 288 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و أبوه محمد بن

يزيد قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 128 ) : سألت أبي عنه ? فقال : ليس بالمتين ,

هو أشد غفلة من أبيه مع أنه كان رجلا صالحا لم يكن من أحلاس الحديث , صدوق ,

و كان يرجع إلى ستر و صلاح , و كان النفيلي يرضاه , و قال البخاري : يروي عن

أبيه مناكير , و قال النسائي : ليس بالقوي , و محمد بن أيوب الرقي , قال ابن

أبي حاتم ( 3 / 2 / 197 ) : سألت أبي عنه ? فقال : ضعيف الحديث .

قلت : و بهذا ترجمه الذهبي في " الميزان " , ثم قال عقبه : محمد بن أيوب الرقي

آخر , عن مالك بخبر باطل , و عنه زهير بن عباد , ثم أعاده بعد خمس تراجم فقال :

محمد بن أيوب عن مالك بن أنس , قال ابن حبان : يضع الحديث , ثم ساق ابن حبان له

خبرا باطلا في فضل أويس , و قال الحافظ في " اللسان " عقب هذه الترجمة : محمد

ابن أيوب الرقي عن ميمون بن مهران و عنه محمد بن يزيد بن سنان , قال أبو حاتم

ضعيف الحديث , و فرق النباتي بينه و بين الراوي عن مالك , و الذي يظهر لي أنهما

واحد .

122  " نهى عن الغناء , و الاستماع إلى الغناء , و نهى عن الغيبة , و عن الاستماع

إلى الغيبة , و عن النميمة , و عن الاستماع إلى النميمة " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 245 ) :

 

$ ضعيف جدا .

أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 8 / 226 ) و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "

مفرقا كما في " المجمع " ( 8 / 91 ) و أبو نعيم ( 4 / 93 ) دون ذكر الغناء ,

كلهم من طريق فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن # ابن عمر # مرفوعا .

قلت : و الفرات هذا قال النسائي و الدارقطني : متروك , و قال البخاري : منكر

الحديث , و قال أحمد : هو قريب من محمد بن الطحان في ميمون يتهم بما يتهم به

ذاك .

قلت : و الطحان هذا هو ابن زياد اليشكري و قد كذبه أحمد و غيره , و قد تقدم له

بعض الأحاديث فانظر الأحاديث ( 16 - 19 ) , و عليه فالفرات هذا متهم عند أحمد .

و الحديث عزاه العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 127 ) للطبراني ثم قال :

و هو ضعيف ,‏و قال الهيثمي : و فيه فرات بن السائب و هو متروك , و في تحريم

النميمة و الغيبة أحاديث صحيحة تغني عن هذا الحديث الضعيف فراجع إن شئت

" الترغيب " ( 3 / 296 - 303 ) .

و أما الغناء فليس كله حراما بل ما كان منه في وصف الخدود و الخصور و الخمور

و نحو ذلك فحرام قطعا , و ما خلا من ذلك فالإكثار منه مكروه , و أما آلات الطرب

فهي محرمة لقوله صلى الله عليه وسلم : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر

و الحرير و الخمر و المعازف " .. الحديث , أخرجه البخاري تعليقا و وصله

أبو داود ( 2 / 174 ) و غيره بسند صحيح , و قد ضعفه ابن حزم بدون حجة , و لي

رسالة في الرد عليه , أسأل الله تيسير نشرها , ثم نشرت الحديث و تكلمت على

تضعيف ابن حزم له , و بينت صحته في " سلسلة الأحاديث " فراجعها برقم ( 91 ) .

123  " إن الله يسأل عن صحبة ساعة " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 246 ) :

 

$ اشتهر هكذا على الألسنة و لا أعرفه بهذا اللفظ .

و هو بمعنى الحديث الآتي و هو :

124  " ما من صاحب يصحب صاحبا و لو ساعة من نهار إلا سئل عن صحبته هل أقام فيها

حق الله أم أضاعه ? " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 247 ) :

 

$ موضوع .

أورده الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 154 ) جازما بنسبته إليه صلى الله عليه

وسلم بلفظ : " إنه دخل غيضة مع بعض أصحابه فاجتنى منه سواكين أحدهما معوج

و الآخر مستقيم فدفع المستقيم إلى صاحبه فقال له : يا رسول الله كنت والله أحق

بالمستقيم مني فقال : ..." فذكره , قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء "

:لم أقف له على أصل , و ذكر نحوه السبكي في " الطبقات " ( 4 / 156 ) .

و أقول : قد وجدت له أصلا و لكنه موضوع لأنه من رواية أحمد بن محمد بن عمر بن

يونس اليمامي , قال ابن أبي حاتم في ترجمته ( 1 / 1 / 71 ) : سألت أبي عنه

فقال : قدم علينا , و كان كذابا , و كتبت عنه , و لا أحدث عنه , فقال الذهبي في

ترجمته من " الميزان " : روى عن عمر بن يونس - يعني جده - عن أبيه سمع حمزة بن

# عبد الله بن عمر # عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل غيضة

فاجتنى سواكين أحدهما مستقيم , قلت : فذكر الحديث بتمامه إلا أنه قال : "‏إنه

ليس من صاحب يصاحب صاحبا و لو ساعة إلا سأله الله عن مصاحبته إياه " .

قلت : أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 143 ـ 144 ) , و رواه الطبري ( 5 /

53 ) عن فلان عن الثقة عنده مرفوعا نحوه , و هذا مرسل ضعيف .

125  " سوء الخلق ذنب لا يغفر , و سوء الظن خطيئة تفوح " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 1 / 247 ) :

 

$ باطل لا أصل له .

و قد أورده الغزالي ( 3 / 45 ) جازما بنسبته إليه صلى الله عليه وسلم و إذا جاز

أن يخفى عليه بطلانه من الناحية الحديثية فلست أدري كيف خفي عليه بطلانه من

الناحية الفقهية ! فإن الحديث معارض تمام المعارضة لقوله تعالى : *( إن الله لا

يغفر أن يشرك به , و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )* , و لعل في هذا عبرة لمن

يتساهلون برواية الأحاديث و نسبتها إليه صلى الله عليه وسلم دون أن يتثبتوا من

صحتها على طريقة المحدثين جزاهم الله عن المسلمين خيرا .

و هذا الحديث أورده السبكي في " الطبقات " ( 4 / 162 ) في فصل الأحاديث التي لم

يجد لها إسنادا مما وقع في كتاب " الإحياء " ,  و أما الحافظ العراقي فإنه

استشهد له في تخريجه إياه بالحديث الآتي و هو :

126  " ما من شيء إلا له توبة , إلا صاحب سوء الخلق , فإنه لا يتوب من ذنب إلا عاد

في شر منه " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 248 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 114 ) و الأصبهاني في " الترغيب "

( 151 / 1 ) من طريق عمرو بن جميع عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم

التيمي عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا .

و قال الطبراني : لم يروه عن يحيى إلا عمرو , و لا يروى عن عائشة إلا بهذا

الإسناد .

قلت : و هو موضوع , فإن عمرا هذا قال النقاش : أحاديثه موضوعة و كذبه يحيى بن

معين و قال ابن عدي : كان يتهم بالوضع , و منه تعلم أن قول الحافظ العراقي في

" تخريج الإحياء " ( 3 / 45 ) بعد أن عزاه للطبراني : و إسناده ضعيف , قصور إلا

أن يلاحظ أن الموضوع من أنواع الضعيف كما هو مقرر في المصطلح .

و قال الحافظ الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8 / 25 ) : رواه الطبراني في

" الصغير " , و فيه عمرو بن جميع و هو كذاب .

و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " برواية أبي الفتح الصابوني في

" الأربعين " عن عائشة و يعترض عليه من وجهين .

الأول : إيراده فيه مع أنه ليس على شرطه لتفرد الكذاب به !

الآخر : اقتصاره في العزو على الصابوني فأوهم أنه ليس عند من هو أشهر منه !

ثم إن الحديث أورده العراقي شاهدا للحديث الذي قبله و ليس بصواب لأمرين .

الأول : أنه ليس فيه " أن سوء الخلق ذنب لا يغفر " .

الآخر : أنه ليس فيه : " و سوء الظن خطيئة تفوح " و هو تمام الحديث قبله .

127  " صلاة بعمامة تعدل خمسا و عشرين صلاة بغير عمامة , و جمعة بعمامة تعدل سبعين

جمعة بغير عمامة , إن الملائكة ليشهدون الجمعة معتمين , و لا يزالون يصلون على

أصحاب العمائم حتى تغرب الشمس " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 249 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه ابن النجار بسنده إلى محمد بن مهدي المروزي أنبأنا أبو بشر بن سيار الرقي

حدثنا العباس بن كثير الرقي عن يزيد بن أبي حبيب قال : قال لي مهدي بن ميمون :

دخلت على سالم بن عبد الله بن عمر و هو يعتم , فقال لي : يا أبا أيوب ألا أحدثك

بحديث تحبه و تحمله و ترويه ? قلت : بلى , قال : دخلت على # عبد الله بن عمر #‏

و هو يعتم فقال : يا بني أحب العمامة , يا بني اعتم تجل و تكرم و توقر , و لا

يراك الشيطان إلا ولى هاربا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

فذكره , قال الحافظ ابن حجر في " لسان الميزان " ( 3 / 244 ) : هذا حديث موضوع

و لم أر للعباس بن كثير في " الغرباء " لابن يونس و لا في " ذيله " لابن الطحان

ذكرا , و أما أبو بشر بن سيار فلم يذكره أبو أحمد الحاكم في " الكنى " و ما

عرفت محمد بن مهدي المروزي , و لا مهدي بن ميمون الراوي للحديث المذكور عن سالم

و ليس هو البصري المخرج في " الصحيحين " و لا أدري ممن الآفة .

و نقله السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 110 ) و أقره و تبعه ابن عراق

( 159 / 2 ) .

ثم ذكر السيوطي أنه أخرجه ابن عساكر في " تاريخه " من طريق عيسى بن يونس

و الديلمي من طريق سفيان بن زياد المخرمي كلاهما عن العباس بن كثير به .

قلت : ثم ذهل عن هذا السيوطي فأورد الحديث في " الجامع الصغير " من رواية ابن

عساكر عن ابن عمر , و تعقبه المناوي في شرحه بأن ابن حجر قال : إنه موضوع

و نقله عنه السخاوي و ارتضاه .

قلت : و لو تعقبه بما نقله السيوطي نفسه في " الذيل " عن ابن حجر كان أولى كما

لا يخفى , و كلام السخاوي المشار إليه في " المقاصد " ( ص 124 ) .

و نقل الشيخ على القاري في " موضوعاته " ( ص 51 ) عن المنوفي أنه قال : هذا

حديث باطل .

ثم تعقبه القاري بأن السيوطي أورده في " الجامع الصغير " مع التزامه بأنه لم

يذكر فيه الموضوع و نقل العجلوني نحوه عن النجم .

قلت : و هذا تعقب باطل تغني حكايته عن إطالة الرد عليه , و ما جاءهم ذلك إلا من

حسن ظنهم بعلم السيوطي , و عدم معرفتهم بما في " الجامع الصغير " من الأحاديث

الموضوعة التي نص هو نفسه في غير " الجامع " على وضع بعضها كهذا الحديث و غيره

مما سبق و يأتي , فكن امرءا لا يعرف الحق بالرجال , بل اعرف الحق تعرف الرجال .

و قد علمت مما سبق أن الحافظ ابن حجر إنما حكم بوضع هذا الحديث من قبل ما فيه

من مبالغة في الفضل لأمر لا يشهد له العقل السليم بمثل هذا الأجر , و لولا هذا

لاكتفى بتضعيفه لأنه ليس في سنده من يتهم , فإذا عرفت هذا أمكنك أن تعلم حكم

الحديث الذي بعده من باب أولى , و هو :

128  " ركعتان بعمامة خير من سبعين ركعة بلا عمامة " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 1 / 251 ) :

 

$ موضوع .

أورده السيوطي في " الجامع الصغير " برواية الديلمي في " مسند الفردوس " عن

# جابر #‏! و كان حقه أن يورده في " ذيل الأحاديث الموضوعة " كما صنع بالحديث

الذي قبله , لأنه أشد مبالغة في فضل الصلاة بالعمامة من ذاك فكان الحكم عليه

بالوضع أولى و أحرى .

هذا و قال المناوي في " شرح الجامع " : و رواه عن جابر أيضا أبو نعيم و من

طريقه و عنه تلقاه الديلمي , فلو عزاه إلى الأصل لكان أولى , ثم إن فيه طارق بن

عبد الرحمن , أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : قال النسائي : ليس بقوى عن

محمد بن عجلان ذكره البخاري " في الضعفاء " , و قال الحاكم : سيء الحفظ و من ثم

قال السخاوي : هذا الحديث لا يثبت .

قلت : محمد بن عجلان ثقة حسن الحديث , فلا يعل بمثله هذا الحديث , و طارق بن

عبد الرحمن اثنان أحدهما البجلي الكوفي روى عن سعيد بن المسيب و نحوه , و هو

ثقة من رجال الشيخين و الآخر القرشي الحجازي يروي عن العلاء بن عبد الرحمن

و نحوه قال الذهبي : لا يكاد يعرف , قال النسائي : ليس بالقوي , فالظاهر أن هذا

هو المراد و ليس الأول لأنه في طبقته و ذكره ابن حبان في " الثقات " فلعله هو

علة الحديث و إلا فمن دونه .

و يؤسفني أنني لم أقف على سند الحديث لأنظر فيه مع أن المناوي ذكر فيما تقدم أن

أبا نعيم رواه أيضا , و لم أجده في " البغية في ترتيب أحاديث الحلية " للشيخ

عبد العزيز بن محمد بن الصديق الغماري فالله أعلم .

ثم رأيت بخط الحافظ ابن رجب الحنبلى في قطعة من شرحه على الترمذي ( 83 / 2 ) ما

نصه : سئل أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل عن شيخ نصيبي يقال : محمد بن نعيم

قيل له : روى شيئا عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :

" صلاة بعمامة أفضل من سبعين صلاة بغير عمامة " , قال : هذا كذاب , هذا باطل .

ثم رأيت رواية أبي نعيم , فتأكدت أن آفة الحديث ممن دون طارق بن عبد الرحمن ,

فخرجته فيما سيأتي ( برقم 5699 ) .

129  " الصلاة في العمامة تعدل بعشرة آلاف حسنة " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 253 ) :

 

$ موضوع .

أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 111 ) من رواية الديلمي

( 2 / 256 ) بسنده إلى أبان عن # أنس # مرفوعا .

و قال : أبان متهم و تبعه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 257 / 2 ) .

قلت : و قال الحافظ السخاوي في " المقاصد " ( ص 124 ) تبعا لشيخه الحافظ ابن

حجر : إنه موضوع و قال المنوفي : إنه حديث باطل كما في " موضوعات " الشيخ

القاري ( ص 51 ) .

و لا شك عندي في بطلان هذا الحديث و كذا الحديثين قبله , لأن الشارع الحكيم يزن

الأمور بالقسطاص المستقيم , فغير معقول أن يجعل أجر الصلاة في العمامة مثل أجر

صلاة الجماعة بل أضعاف أضعافها ! مع الفارق الكبير بين حكم العمامة و صلاة

الجماعة , فإن العمامة غاية ما يمكن أن يقال فيها : إنها مستحبة , و الراجح

أنها من سنن العادة لا من سنن العبادة , أما صلاة الجماعة فأقل ما قيل فيها :

إنها سنة مؤكدة , و قيل : إنها ركن من أركان الصلاة لا تصح إلا بها , و الصواب

أنها فريضة تصح الصلاة بتركها مع الإثم الشديد , فكيف يليق بالحكيم العليم أن

يجعل ثوابها مساويا لثواب الصلاة في العمامة بل دونها بدرجات ! و لعل الحافظ

ابن حجر لاحظ هذا المعنى حين حكم على الحديث بالوضع .

و من آثار هذه الأحاديث السيئة و توجيهاتها الخاطئة أننا نرى بعض الناس حين

يريد الدخول في الصلاة يكور على رأسه أو طربوشه منديلا لكي يحصل بزعمه على هذا

الأجر المذكور مع أنه لم يأت عملا يطهر به نفسه و يزكيها ! و من العجائب أن ترى

بعض هؤلاء يرتكبون إثم حلق اللحية فإذا قاموا إلى الصلاة لم يشعروا بأي نقص

يلحقهم بسبب تساهلهم هذا و لا يهمهم ذلك أبدا , أما الصلاة في العمامة فأمر لا

يستهان به عندهم ! و من الدليل على هذا أنه إذا تقدم رجل ملتح يصلي بهم لم

يرضوه حتى يتعمم , و إذا تقدم متعمم و لو كان عاصيا بحلقه للحيته لم يزعجهم ذلك

و لم يهتموا له فعكسوا شريعة الله حيث استباحوا ما حرمه , و أوجبوا , أو كادوا

أن يوجبوا ما أباحه , و العمامة إن ثبت لها فضيلة فإنما يراد بها العمامة التي

يتزين بها المسلم في أحواله العادية ! و يتميز بها عن غيره من المواطنين ,

و ليس يراد بها العمامة المستعارة التي يؤدي بها عبادة في دقائق معدودة , فما

يكاد يفرغ منها حتى يسجنها في جيبه ! و المسلم بحاجة إلى عمامة خارج الصلاة

أكثر من حاجته إليها داخلها بحكم أنها شعار للمسلم تميزه عن الكافر و لا سيما

في هذا العصر الذي اختلطت فيه أزياء المؤمن بالكافر حتى صار من العسير أن يفشي

المسلم السلام على من عرف و من لم يعرف , فانظر كيف صرفهم الشيطان عن العمامة

النافعة إلى العمامة المبتدعة , و سول لهم أن هذه تكفي و تغني عن تلك و عن

إعفاء اللحية التي تميز المسلم من الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم :

" خالفوا المشركين احفوا و في رواية قصوا الشوارب و أوفوا اللحى " , رواه

الشيخان و غيرهما عن ابن عمر و غيره و هو مخرج في " حجاب المرأة المسلمة "

( ص 93 ـ 95 ) .

و ما مثل من يضع هذه العمامة المستعارة عند الصلاة إلا كمثل من يضع لحية

مستعارة عند القيام إليها ! و لئن كنا لم نشاهد هذه اللحى المستعارة في بلادنا

فإني لا أستبعد أن أراها يوما ما بحكم تقليد كثير من المسلمين للأوربيين . فقد

قرأت في " جريدة العلم الدمشقية " عدد ( 2485 ) بتاريخ 25 ذي القعدة سنة 1364

هـ ما نصه : لندن ـ عندما اشتدت وطأة الحر , و انعقدت جلسة مجلس اللوردات سمح

لهم الرئيس بأن يخلعوا لحاهم المستعارة ! فهل من معتبر ? .

130  " إن الله تعالى لا يعذب حسان الوجوه سود الحدق " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 255 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الديلمي , أنبأنا بنجير بن منصور عن جعفر بن محمد بن الحسين الأبهري و عن

علي بن أحمد الحروري عن جعفر بن أحمد الدقاق عن عبد الملك بن محمد الرقاشي عن

عمرو بن مرزوق عن شعبة عن قتادة عن # أنس # مرفوعا .

أورده السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 113 ـ 114 ) , عند كلامه على الحديث الآتي

بعد هذا , كأنه ساقه شاهدا له , و سكت عنه , فرأيت أن أتكلم عنه و أكشف عن علته

و لا سيما و قد سألني عنه أقرب الناس إلي و هو والدي رحمه الله و جزاه الله عني

خير الجزاء , فأقول : علة هذا الحديث من الرقاشي فمن دونه , و كلهم مجهولون لم

أجد لهم ذكرا في شيء من كتب الرجال التي تحت يدي إلا الرقاشي فإنه من رجال ابن

ماجه و له ترجمة واسعة في " تهذيب التهذيب " ( 6 / 419 - 421 )

و " تاريخ بغداد " ( 10 / 425 ـ 427 ) و يتلخص مما جاء فيها أنه في نفسه صدوق ,

لكنه اختلط حين جاء بغداد فكثر خطؤه في الأسانيد و المتون , فلعل هذا الحديث من

تخاليطه ! و إلا فهو من وضع أحد أولئك المجهولين , و قال ابن عراق في " تنزيه

الشريعة " ( 1 / 174 ) : في سنده جعفر بن أحمد الدقاق , و هو آفته فيما أظن ,

والله أعلم .

قلت : و لست أشك في بطلان هذا الحديث لأنه يتعارض مع ما ورد في الشريعة , من أن

الجزاء إنما يكون على الكسب و العمل *( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره , و من

يعمل مثقال ذرة شرا يره )* لا على ما لا صنع و لا يد للإنسان فيه كالحسن أو

القبح , و إلى هذا أشار صلى الله عليه وسلم بقوله : " إن الله لا ينظر إلى

أجسادكم و لا إلى صوركم و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم " رواه مسلم ( 8 / 11

) , و غيره و هو مخرج في " غاية المرام " ( 415 ) , و راجع التعليق عليه في

مقدمتي على " رياض الصالحين " للنووي ( ص : ل ـ ن ) , فإنه مهم جدا , و مثل هذا

الحديث الموضوع في البطلان الحديث الآتي و هو :

131  " عليكم بالوجوه الملاح و الحدق السود فإن الله يستحي أن يعذب وجها مليحا

بالنار " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 256 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 282 ـ 283 ) في ترجمة الحسن بن علي بن زكريا

بإسناده عن شعبة عن توبة العنبري عن أنس رفعه و أورده ابن الجوزي في

" الموضوعات " , و قال : آفته الحسن بن علي بن زكريا العدوي يضع الحديث , قال

السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 113 ) : هو أحد المعروفين بالوضع , و قال الشيخ

القاري ( ص 110 ) : فلعنة الله على واضعه الخبيث , ثم وجدت له طريقا أخرى فقال

لاحق بن محمد في " شيوخه " , ( 114 / 1 / 2 ) : أخبرنا أبو مسعود حدثنا لاحق بن

الحسين المقدسي حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي درة القاضي حدثنا محمد بن طلحة

العروقي حدثنا إبراهيم بن سليمان الزيات حدثنا شعبة عن توبة العنبري عن

# أنس بن مالك # مرفوعا به .

قلت : و هذا كالذي قبله أو شر منه , و فيه علل :

1 - الزيات هذا قال ابن عدي : ليس بالقوي .

2 - و العروقي , و الراوي عنه محمد القاضي لم أعرفهما .

3 - لاحق هذا و هو آفة الحديث فإنه كذاب وضاع , و قال الإدريسى الحافظ : كان

كذابا أفاكا يضع الحديث على الثقات , لا نعلم له ثانيا في عصرنا مثله في الكذب

و الوقاحة .

و قال الشيرازي في " الألقاب " : حدثنا أبو عمر لاحق بن الحسين بن أبي الورد

فذكر خبرا موضوعا ظاهر الكذب , متنه : " عليكم بالوجوه الملاح ... " فذكره .

قلت : و من أحاديث هذا العدوي الكذاب الحديث الآتي .

132  " النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر , و النظر إلى الوجه القبيح يورث الكلح " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 257 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الخطيب ( 3 / 226 ) و من طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 162 ـ

163 ) من طريق الحسن بن علي بن زكريا البصري حدثنا بشر بن معاذ حدثنا بشر بن

الفضل عن أبيه عن أبي الجوزاء عن # ابن عباس # مرفوعا .

و رواه محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي عن الحسن بن علي بن زكريا بإسناد

آخر عن أنس مرفوعا , لكنها رواية أخطأ فيها الطرازي هذا و قد روى مناكير و

أباطيل , و الصواب عن الحسن بن زكريا الرواية الأولى كما قال الخطيب ,

و الحسن هذا قال ابن عدي : عامة ما حدث به إلا القليل موضوعات و كنا نتهمه بل

نتيقن أنه هو الذي وضعها , و قال ابن حبان : لعله حدث عن الثقات بالأشياء

الموضوعات ما يزيد على ألف حديث , و قال ابن الجوزى : لا نشك أن أبا سعيد هو

الذي وضعه و مثله :

133  " النظر إلى وجه المرأة الحسناء و الخضرة يزيدان في البصر " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 258 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 201 - 202 ) و عنه الديلمي ( 4 / 106 ) من

طريق أحمد بن الحسين الأنصاري حدثنا إبراهيم بن حبيب بن سلام المكي حدثنا ابن

أبي فديك حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن # جابر # مرفوعا .

إبراهيم هذا لم أجد من ترجمه و كذا الراوي عنه أحمد بن الحسين , لكن تابعه محمد

ابن يعقوب عن أبي الشيخ في " التاريخ " ( 236 ) إلا أنه قال : حدثنا إبراهيم بن

سلام المكي و تابعه أيضا محمد بن أحمد القاضي البوراني قال : حدثنا إبراهيم بن

حبيب بن سلام به , رواه أبو نعيم أيضا كما ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 1 /

116 ) و البوراني هذا ترجمه الخطيب ( 1 / 295 ) و روي عن الدارقطني أنه قال

فيه : لا بأس به , و لكنه يحدث عن شيوخ ضعفاء .

قلت : فالظاهر أن إبراهيم شيخ البوراني في هذا الحديث من أولئك الشيوخ الضعفاء

فهو آفة هذا الحديث و قد ذكره الذهبي في " الميزان " في ترجمة محمد بن

عبد الرحمن أبي الفضل بسنده عن ابن أبي فديك به , و قال : خبر باطل .

قلت : و أورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 7 ) , و قال ابن القيم :

هذا الحديث و نحوه من وضع الزنادقة .

قلت : و هو و ما بعده مما سود به السيوطي " الجامع الصغير " و قد أورده ابن

الجوزي في " الموضوعات " و لكن بلفظ آخر و هو .

134  " ثلاثة يزدن في قوة البصر : النظر إلى الخضرة , و إلى الماء الجاري , و إلى

الوجه الحسن " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 259 ) :

 

$‏موضوع .

أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 163 ) من طريق وهب بن وهب القرشي عن

جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن علي بن الحسين عن جده # علي بن أبي طالب #

مرفوعا .

و قال ابن الجوزي : باطل , وهب كذاب .

و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 115 - 117 ) بأن له طرقا أخرى يرقي

الحديث بها عن درجة الوضع , ثم ساقها من حديث ابن عمرو و بريدة و عائشة و جابر

و قد تقدم قبل هذا و أبي سعيد الخدري و ابن عباس موقوفا عليه .

قلت : و كل من هذه الطرق فيها ضعيف أو مجهول أو متهم , و بيان ذلك مما يطول به

الكلام جدا فاكتفيت بالإشارة , و الحكم على هذا الحديث و ما في معناه بالوضع من

قبل معناه أقوى من الحكم عليه به من جهة الإسناد , فقد قال ابن القيم

رحمه الله في رسالته " المنار " : فصل : و نحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون

الحديث موضوعا , ثم ذكر في بيان ذلك فصولا قيمة جدا نقلها عنه الشيخ على القاري

في " خاتمة الموضوعات " قال ( ص 109 ) : فصل : و منها أن يكون الحديث لا يشبه

كلام الأنبياء بل لا يشبه كلام الصحابة كحديث : " ثلاثة يزدن في البصر : النظر

إلى الخضرة , و الوجه الحسن " , و هذا الكلام مما يجل عنه أبو هريرة و ابن عباس

بل سعيد بن المسيب و الحسن , بل أحمد و مالك .

و تعقبه الشيخ القاري بأنه ضعيف لا موضوع .

قلت : لا تعارض بين قوليهما فهو ضعيف سندا موضوع متنا , و قد سبق لهذا بعض

الأمثلة .

135  " إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا , و إذا سمعتم برجل تغير عن خلقه فلا

تصدقوا به , و إنه يصير إلى ما جبل عليه " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 260 ) :

 

$ ضعيف .

أخرجه أحمد ( 6 / 443 ) من طريق الزهري أن # أبا الدرداء # قال : بينما نحن عند

رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر ما يكون إذ قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم , الحديث .

و هذا إسناد منقطع , و به أعله الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7 / 696 )

و تبعه المناوي في " شرح الجامع الصغير " فقال : قال الهيثمي : رجاله رجال

الصحيح إلا أن الزهري لم يدرك أبا الدرداء , و قال السخاوي : حديث منقطع , و به

يعرف ما في رمز المؤلف لصحته .

قلت : و كأن الشيخ العجلوني اغتر بالرمز المشار إليه فإنه قال في " الكشف "

( 1 / 87 ) , رواه أحمد بسند صحيح " ! و من عجيب أمره أنه ذكره في موضع آخر

( 1 / 82 ) برواية أحمد و سكت عليه فلم يصححه , ثم أورده في مكان ثالث ( 1 /

259 ) و نقل عن " المقاصد " أنه منقطع ! , و هذا من الأدلة الكثيرة على أن

العجلوني مقلد ناقل , و هذا الحديث يستشم منه رائحة الجبر و أن المسلم لا يملك

تحسين خلقه لأنه لا يملك تغييره ! , و حينئذ فما معنى الأحاديث الثابتة في الحض

على تحسين الخلق كقوله صلى الله عليه وسلم : " أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن

حسن خلقه " رواه أبو داود ( 2 / 288 ) و غيره في حديث .

و سنده صحيح , فهذا يدل على أن حديث الباب منكر , والله أعلم .

136  " من حدث حديثا فعطس عنده فهو حق " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 261 ) :

 

$ باطل .

أخرجه تمام في " الفوائد " ( 148 / 2 ) و كذا الترمذي الحكيم و أبو يعلى

و الطبراني في " الأوسط " و ابن شاهين من طريق بقية عن معاوية بن يحيى عن

أبي الزناد عن الأعرج عن # أبي هريرة # مرفوعا , و أورده ابن الجوزي في

" الموضوعات " ( 3 / 77 ) من طريق ابن شاهين ثم قال : باطل تفرد به معاوية

و ليس بشيء , و تابعه عبد الله بن جعفر المديني أبو علي عن أبي الزناد ,

و عبد الله متروك  .

و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 286 ) بأحاديث أوردها , بعضها مرفوعة

و بعضها موقوفة , ثم إن بعضها في فضل العطاس مطلقا فلا يصلح شاهدا لو صح .

و أما قول النووي رحمه الله في فتاويه ( ص 36 - 37 ) بعد أن عزاه لأبي يعلى :

إسناده جيد حسن , كل رجاله ثقات متقنون إلا بقية بن الوليد فمختلف فيه , و أكثر

الحفاظ و الأئمة يحتجون بروايته عن الشاميين , و هو يروي هذا الحديث عن معاوية

ابن يحيى الشامي .

قلت : فهذا من أوهامه رحمه الله فإن بقية معروف بالتدليس و قد رواه عن معاوية

معنعنا و قد قال النسائي و غيره : إذا قال :حدثنا و أخبرنا فهو ثقة , و قال غير

واحد : كان مدلسا فإذا قال : عن فليس حجة , و لهذا قال أبو مسهر : أحاديث بقية

ليست نقية فكن منها على تقية , ذكره الذهبي ثم قال : و بقية ذو غرائب

و مناكير , أقول هذا لبيان حال بقية و إلا فالظاهر من كلام السيوطي في

" اللآليء " أنه لم يتفرد به عن معاوية , فعلة الحديث هو معاوية هذا فإنه ضعيف

جدا قال ابن معين : هالك ليس بشيء , و قال أبو حاتم : ضعيف في حديثه إنكار ,

و قال النسائي : ليس بثقة , و قال الحاكم أبو أحمد : يروي عنه الهقل بن زياد عن

الزهري أحاديث منكرة شبيهة بالموضوعة , و قال الساجي : ضعيف الحديث جدا ,

و هكذا باقي أقوال الأئمة كلها متفقة على تضعيفه ليس فيهم من وثقه , فانظر كيف

انصرف النووي عن علة الحديث الحقيقية , و أخذ يدافع عن بقية مع أنه لم يحمل

عليه في هذا الحديث أحد ! فلولا أن النووي رحمه الله وهم لما جاز له أن يصف

يحيى هذا بالثقة و الإتقان , و قد علم أنه متفق على تضعيفه ! و الحديث رواه

البيهقي أيضا و قال : إنه منكر , كما في " شرح المناوي " و قال الهيثمي في

" المجمع " ( 8 / 59 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و قال : لا يروى عن النبي

صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد و أبو يعلى , و فيه معاوية بن يحيى الصدفي

و هو ضعيف , و قد قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 342 ) : سألت أبي عن

حديث رواه داود بن رشيد عن بقية عن معاوية بن يحيى عن أبي الزناد .. عن النبي

صلى الله عليه وسلم : " من حدث بحديث فعطس عنده فهو حق " ? قال أبي : هذا حديث

كذب , فبعد شهادة مثل هذا الإمام النقاد أنه حديث كذب , فما يفيد المتساهلين

محاولتهم إنقاذ إسناد هذا الحديث من الوضع إلى الضعف أو الحسن لأنها محاولات لا

تتفق مع قواعد الحديث في شيء , و ما أحسن ما قاله المحقق ابن القيم رحمه الله

فيما نقله عنه الشيخ القاري في " موضوعاته " ( ص 106 ـ 107 ) : و هذا الحديث

و إن صحح بعض الناس سنده فالحس يشهد بوضعه , لأنا نشاهد العطاس و الكذب يعمل

عمله , و لو عطس مئة ألف رجل عند حديث يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم لم

يحكم بصحته بالعطاس , و لو عطسوا عنده بشهادة رجل لم يحكم بصدقه , و تعقبه هو

و الزركشي من قبل و غيرهما بقولهم : إن إسناده إذا صح و لم يكن في العقل ما

يأباه وجب تلقيه بالقبول .

قلت : أنى لإسناده الصحة و فيه من اتفقوا على ضعفه و يشهد الإمام أبو حاتم بأن

حديثه هذا كذب ? ! ثم العقل يأباه كما بينه ابن القيم فيما سبق و لو صح هذا

الحديث لكان يمكن الحكم على كل حديث نبوي عطس عنده بأنه حق و صدق , و لو كان

عند أئمة الحديث زورا و كذبا ? و هذا ما لا يقوله فيما أظن أحد .

137  " أصدق الحديث ما عطس عنده " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 264 ) :

 

$ باطل .

أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 191 / 2 / 3502 ـ بترقيمي ) من طريق عمارة

ابن زاذان عن ثابت عن #‏أنس # مرفوعا , و قال : لم يروه عن ثابت إلا عمارة .

قلت : و عمارة هذا , قال أحمد : يروي عن ثابت عن أنس أحاديث مناكير .

قلت : و هذا الحديث من روايته عن ثابت عن أنس , فهو علة الحديث , و إلى ذلك

أشار الهيثمي بقوله في " المجمع " ( 8 / 59 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " عن

شيخه جعفر بن محمد بن ماجد و لم أعرفه , و عمارة بن زاذان وثقه أبو زرعة

و جماعة و فيه ضعف , و بقية رجاله ثقات .

و ابن ماجد وثقه الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 196 ) فلا يعل به الحديث , و الله

أعلم .

و قد تقدم الكلام على بطلان الحديث من حيث معناه في الحديث الذي قبله فأغنى عن

الإعادة .

138  " ثلاث يفرح بهن البدن و يربو عليها : الطيب , و الثوب اللين , و شرب العسل " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 265 ) :

 

$ موضوع .

رواه ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 3 / 141 ) و أبو نعيم ( 6 / 340 )

من طريق الطبراني عن محمد بن روح القتيري حدثنا يونس بن هارون الأزدي عن مالك

ابن أنس عن أبيه عن جده عن # عمر بن الخطاب # مرفوعا , و قال أبو نعيم :

غريب من حديث مالك عن أبيه تفرد به القتيري في الأصل القشيري في الموضعين و هو

تصحيف .

قلت : و القتيرى هذا بفتح القاف و بعدها مثناة ضبطه ابن ماكولا و غيره , و تصحف

على ابن السمعاني فذكره في القنبري , و قال : نسبة إلى قنبر مولى علي رضي الله

عنه , منكر الحديث .

قلت : قال فيه ابن يونس أيضا : منكر الحديث , و قال الدارقطني فيه و في شيخه

يونس بن هارون ضعيفان , و قال في " غرائب مالك " : لا يصح هذا الحديث عن مالك

و قال ابن حبان في ترجمة يونس بن هارون : روى عجائب لا تحل الرواية عنه , ما

روى مالك عن أبيه و لا جده شيئا .

139  " أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا و الآخرة " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 266 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الحاكم ( 4 / 322 ) و البيهقي  في " السنن " ( 7 / 13 ) و الطبراني في

" الأوسط " ( 2 / 294 / 1 9423 ) من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن

أبي مالك الدمشقي عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن # أبي سعيد الخدري # مرفوعا .

و قال الطبراني : لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد تفرد به خالد .

قلت : و هو ضعيف متهم و لكنه لم يتفرد به كما يأتي قريبا .

و قال الحاكم : صحيح الإسناد , و وافقه الذهبي .

قلت : و هذا من أوهامهما الفاحشة , فإن خالدا هذا قال أحمد : ليس بشيء , و قال

ابن أبي الحواري : سمعت ابن معين يقول : بالشام كتاب ينبغي أن يدفن كتاب الديات

لخالد بن يزيد بن أبي مالك , لم يرض أن يكذب على أبيه حتى كذب على الصحابة قال

أحمد بن أبي الحواري : سمعت هذا الكتاب عن خالد ثم أعطيته للعطار , فأعطى للناس

فيه حوائج ! ذكره الذهبي في " الميزان " , و قال ابن أبي حاتم في

" الجرح و التعديل " ( 1 / 2 / 359 ) : سئل أبي عن خالد هذا ? فقال : يروي

أحاديث مناكير .

و للحديث طريق ثان , فقال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 278 ) : و سمعت أبي

و حدثنا عن حرملة عن ابن وهب عن الماضي بن محمد الغافقي أبي مسعود عن هشام عن

الحسن عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به , قال أبي : هذا حديث باطل , و ماضى لا

أعرفه , و ذكر نحوه في " الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 242 ) و أقره الذهبي في

" الميزان " و قال : لم يرو عنه غير ابن وهب , قال ابن عدي : منكر الحديث ,

و رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " المعجم " ( 99 / 1 / 2 ) و الطبراني في

" الأوسط " ( 1 / 102 / 2 / 2085 ) من طريقين آخرين عن ابن وهب قال : أخبرني

الماضي بن محمد عن هشام بن حسام عن الحسن عن أبي سلمة عن أبي سعيد به .

و أعله الهيثمي ( 10 / 267 ) بشيخ الطبراني أحمد بن طاهر , و هو كذاب و قلده

المعلق على " الأوسط " ( 2 / 528 ) و هو متابع كما ترى و إنما علته الماضي كما

عرفت , و قد أخرجه ابن عدي أيضا عنه ( 6 / 432 ) و أعله به .و له طريق ثالث سوف

يأتي بلفظ : " اللهم توفني إليك فقيرا ... " , و رابع أخرجه القضاعي ( 94 / 1 )

عن محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه عن عطاء به .

و هذا سند واه من أجل يزيد بن سنان , و ابنه محمد , و هو أشد ضعفا من أبيه .

ثم وجدت له شاهدا لكنه مما لا يفرح به , يرويه أحمد بن إبراهيم المزني : حدثنا

محمد بن كثير حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ : " ألا

أخبركم بأشقى الأشقياء .... " الحديث , و هو لفظ ابن عدي عن الماضي .

أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 144 ) و من طريقه ابن الجوزي في " العلل "

( 2 / 325 ) و قال : لا يصح , قال ابن حبان : كان المزني يضع الحديث على الثقات

وضعا .

قلت : فهو بكتاب ابن الجوزي الآخر " الموضوعات " أولى , و له من مثله الشيء

الكثير , كما أنه يورد في هذا ما هو بـ " العلل " أولى , كما هو معروف عند

العلماء .

و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني , ثم تكلم عليه

المناوي بما نقله عن الهيثمي , و ذكرت بعض كلامه آنفا , ثم قال المناوي :

و من العجب العجاب أنه رمز لصحته لكن الحديث كله مضروب عليه في مسودة المصنف ,

و أما قوله في " التيسير " و هو حسن لا صحيح خلافا للمؤلف و لا ضعيف خلافا

لبعضهم فهو مما لا يساعد عليه شدة ضعف طرقه مع إبطال أبي حاتم إياه , و من

أحاديث هذا الماضي .

140  " الزنا يورث الفقر " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 268 ) :

 

$ باطل .

رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 7 / 2 ) عن أحمد بن عبد الرحمن بن أخي وهب

قال أخبرنا عمي قال أنبأنا الماضي بن محمد عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن #

عبد الله بن عمر # مرفوعا .

قلت : و هذا سند واه , و له علتان : الأولى ضعف ليث بن أبي سليم , و الأخرى

الماضي بن محمد و هو مجهول , منكر الحديث كما تقدم , و عزاه السيوطي في

" الجامع " لرواية القضاعي و البيهقي عن ابن عمر , و قال المنذري في

" الترغيب " ( 3 / 190 ) : رواه البيهقي , و في إسناده الماضي بن محمد .

قلت : هو عنده في " الشعب " ( 4 / 363 ) من طريق ابن عدي و هذا في " الكامل "

( 6 / 432 ) و قال الذهبي : له أحاديث منكرة منها هذا الحديث .

قلت : و الحديث رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 410 - 411 ) : سمعت أبي

و حدثنا عن حرملة عن ابن وهب عن الماضي بن محمد عن هشام عن ليث بن أبي سليم عن

مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , قال أبي : هذا

حديث باطل , و ماضي لا أعرفه .

قلت : ثم وجدت له متابعا , فقال أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني "

( 359 / 2 ) : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا القاسم بن عباد حدثنا عباد حدثنا

أحمد بن حرب عن حسان عن إسماعيل عن ليث به .

قلت : فانحصرت علة الحديث في الليث و لعل أصله موقوف وهم فيه الليث فرفعه , فقد

رواه ابن حبان في " الثقات , ( 2 / 295 ) من طريق مكحول الشامي قال لي ابن عمر

يا مكحول إياك و الزنا فإنه يورث الفقر .

ثم وجدت له طريقا آخر أخرجه البيهقي في " الشعب " و الديلمي في

" مسند الفردوس " ( 2 / 99 / 2 ـ الغرائب ) كلاهما من طريق الحاكم عن شيخه محمد

ابن صالح بن هانيء و هو ثقة قال حدثنا أحمد بن سهل بن مالك حدثني محمد بن

إسماعيل البخاري حدثنا الحسن بن علي الصفار حدثنا أبو خالد الأحمر حدثنا محمد

ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر به .

قلت : و هذا إسناد حسن لولا أنني لم أعرف الحسن بن علي بن صفار و أحمد بن سهل

ابن مالك , فمن كان عنده علم عنهما فليتفضل بإعلامي مشكورا و جزاه الله خيرا .

و للحديث شاهد و لكنه واه و هو :

141  " إياكم و الزنا فإنه فيه ست خصال : ثلاثا في الدنيا و ثلاثا في الآخرة , فأما

اللواتي في الدنيا فإنه يذهب بالبهاء , و يورث الفقر , و ينقص الرزق , و أما

اللواتي في الآخرة : فإنه يورث سخط الرب , و سوء الحساب و الخلود في النار " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 270 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه ابن عدي ( 20 / 23 ) و أبو نعيم ( 4 / 111 ) من طريق مسلمة بن علي عن

الأعمش عن شقيق عن # حذيفة # رضي الله عنه مرفوعا , و قال ابن عدي : و هذا عن

الأعمش غير محفوظ و هو منكر , و قال أبو نعيم : غريب من حديث الأعمش , تفرد به

مسلمة و هو ضعيف الحديث .

قلت : و هو مجمع على تركه , بل قال الحاكم : روى عن الأوزاعي و الزبيدي

المناكير و الموضوعات و قد ساق له الذهبي من مناكيره أحاديث كثيرة منها هذا ,

و آخر قال فيه أبو حاتم : باطل موضوع و سيأتي إن شاء الله برقم ( 145 ) .

و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 107 ) من طريق أبي نعيم ثم

قال : مسلمة متروك , و تابعه أبان بن نهشل عن إسماعيل بن أبي خالد عن الأعمش به

و أبان منكر الحديث جدا , قال ابن حبان : و لا أصل لهذا الحديث , و تعقبه

السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 191 ) بما نقله عن أبي نعيم من اقتصاره على تضعيف

مسلمة , و بأن البيهقي أخرجه في " شعب الإيمان " و قال : هذا إسناد ضعيف ,

مسلمة متروك و أبو عبد الرحمن الكوفي مجهول .

قلت : أبو عبد الرحمن هذا وقع في رواية ابن الجوزي بين مسلمة و الأعمش , و ليس

هو في سند " الحلية " و لا في سند الحديث في " الميزان " فالله أعلم .

ثم رأيت الحديث في جزء من " أمالي الشريف أبي القاسم الحسيني " ( 55 / 1 )

و فيه أبو عبد الرحمن الكوفي هذا , و كذا هو في " الشعب " ( 4 / 379 / 5475 )

.ثم وجدت له طريقا آخر عن الأعمش أخرجه الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 100 / 1 )

من طريق معاوية بن يحيى عن سليمان عن الأعمش .

قلت : و معاوية هذا هو الصدفي و هو ضعيف جدا , قال النسائي : ليس بثقة و ضعفه

هو في رواية و غيره , و لا يخفى أن تعقب السيوطي المذكور لا فائدة منه لأن كلام

البيهقي و كذا أبي نعيم ليس نصا في أن الحديث غير موضوع حتى يعارض به حكم ابن

الجوزي بوضعه لما أخبرناك غير مرة أن الموضوع من أنواع الحديث الضعيف .

فتنبه , و قد روي هذا الحديث بلفظ آخر و هو :

142  " إياكم و الزنا فإن في الزنا ست خصال , ثلاث في الدنيا و ثلاث في الآخرة ,

فأما اللواتي في دار الدنيا فذهاب نور الوجه , و انقطاع الرزق , و سرعة الفناء

و أما اللواتي في الآخرة فغضب الرب , و سوء الحساب , و الخلود في النار إلا أن

يشاء الله "‏.

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 271 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الخطيب ( 12 / 493 ) و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 107 ) من

طريق كعب بن عمرو بن جعفر البلخي إملاء , حدثنا أبو جابر عرس بن فهد الموصلي في

الموصل : حدثنا الحسن بن عرفة العبدي : حدثني يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن

# أنس # مرفوعا , و قال الخطيب و تبعه ابن الجوزي : رجال إسناد هذا الحديث ثقات

سوى كعب و كان غير ثقة , ثم روى عن محمد بن أبي الفوارس أنه قال : كان سيء

الحال في الحديث , و عن العتيقي قال : فيه تساهل في الحديث .

و الحديث رواه من هذا الوجه الواحدي في " تفسيره " ( ق 155 / 1 ) , و تعقب

ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 191 ) بقوله : قلت : و له طريق آخر

واه أخرجه أبو نعيم : حدثنا أبو بكر المفيد حدثنا أبو الدنيا الأشج عن علي بن

أبي طالب رفعه , والله أعلم .

قلت : لم يخجل السيوطي عفا الله عنا و عنه من أن يستشهد بهذا الإسناد الباطل

فإن أبا الدنيا هذا كذاب أفاك لا يخفى حاله على السيوطي , فقد ترجمه الذهبي في

" الميزان " فقال : كذاب طرقي , كان بعد الثلاث مئة ادعى السماع من علي بن

أبي طالب و اسمه عثمان بن خطاب أبو عمرو , حدث عنه محمد بن أحمد المفيد بأحاديث

و أكثرها متون معروفة ملصوقة بعلي بن أبي طالب ... و ما يعني برواية هذا الضرب

و يفرح بعلوها إلا الجهلة , و قال في ترجمته من الأسماء : طير طرأ على أهل

بغداد , و حدث بقلة حياء بعد الثلاث مئة عن علي بن أبي طالب فافتضح بذلك و كذبه

النقادون .

فإذا كان السيوطي لا يحكم بوضع حديث يرويه مثل هذا الرجل البين كذبه , فهو دليل

واضح على مبلغ تساهله في حكمه على الأحاديث , فاعلم هذا و لا تنسه يفدك ذكرك

إياه في مواطن النزاع .

و روي هذا الحديث على لفظ آخر و هو :

143  " إياكم و الزنا فإن فيه أربع خصال : يذهب بالبهاء من الوجه , و يقطع الرزق ,

و يسخط الرحمن , و الخلود في النار " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 273 ) :

 

$ موضوع .

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 144 / 2 / 7238 ـ بترقيمي ) و ابن الجوزي في

" الموضوعات " ( 3 / 106 ) من رواية ابن عدي عن عمرو بن جميع عن ابن جريج عن

عطاء عن # ابن عباس # مرفوعا , و قال الطبراني : لم يروه , عن ابن جريج إلا

عمرو , و قال ابن الجوزي : عمرو كذاب , و هو كما قال الهيثمي في " المجمع "

( 6 / 255 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عمرو بن جميع و هو متروك ,

و أما السيوطي فتعقبه في " اللآليء " ( 2 / 189 ) بقوله : قلت : أخرجه الطبراني

في " الأوسط " , و بناء على هذا التعقيب الذي لا يسمن و لا يغني من جوع أورد

السيوطي الحديث في " الجامع " برواية الطبراني و ابن عدي فتعقبه الشارح المناوي

بعد أن ذكر تعقب السيوطي لابن الجوزي فقال : و هو تعقب أوهى من بيت العنكبوت

لأن ابن جميع الذي حكم بوضع الحديث لأجله في سند الطبراني أيضا فما الذي صنعه ?

! ثم وجدت له متابعا فقال أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 99 / 2 ) أنبأنا

إبراهيم بن إسماعيل الطلحي أبو إسحاق الكوفي يعرف بابن جهد , أنبأنا مختار بن

غسان قال سمعت إسماعيل بن مسلم عن ابن جريج به .

قلت : و من طريق ابن الأعرابي رواه ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من

مسموعاته " ( 34 / 2 ) , و هذا السند خير من الذي قبله , و لكنه معلول من وجوه

ثلاثة : الأول : إسماعيل هذا هو البصري ثم المكي ضعيف .

الثاني : مختار بن غسان لم يوثقه أحد .

الثالث : إبراهيم بن إسماعيل لم أجد من ترجمه نعم ذكره ابن حبان ( في الثقات )

(80 / 88 ) ثم إن مدار السندين على ابن جريج و قد عنعنه !

144  " أكذب الناس الصباغون و الصواغون " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 274 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1 / 262 من ترتيب المسند ) قال : حدثنا همام عن

فرقد السبخي عن يزيد بن عبد الله الشخير عن # أبي هريرة # مرفوعا , و كذا أخرجه

ابن ماجه ( 2 / 6 ) و أحمد ( 2 / 292 , 324 , 345 ) و أبو سعيد بن الأعرابي في

" معجمه " ( 78 / 2 ) من طرق عن همام به , و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير

فرقد هذا و هو أحد زهاد البصرة , قال أبو حاتم : ليس بقوي في الحديث , و قال

النسائي : ليس بثقة , و قال البخاري : في حديثه مناكير كذا في " الميزان " ثم

ساق له من مناكيره أحاديث هذا أولها ! و لهذا أورده ابن الجوزي في " العلل "

و قال : لا يصح , و للحديث طريق أخرى رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 278

) من طريق يحيى بن سلام عن عثمان بن مقسم عن نعيم بن المجمر عن أبي هريرة

مرفوعا بلفظ : "‏أكذب الكاذبين الصياغ " , ثم قال : قال أبي هذا حديث كذب , و

عثمان هو البري و يحيى بن سلام هو الذي روى عنه عبد الحكم بصرى وقع إلى مصر .

قلت : زاد في ترجمته من " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 155 ) : و هو صدوق .

و أما الدارقطني فضعفه , و قال ابن عدي : يكتب حديثه مع ضعفه , و أما عثمان

البري فقد كذبه ابن المعين و الجوزجاني , فهو علة هذه الطريق , و قد ساق الذهبي

في ترجمته هذا الحديث .

و له طريق ثالث عن أبي هريرة , رواه ابن عدي ( 316 / 2 ) عن محمد بن يونس

الكديمي حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة

به و قال : و الكديمي أظهر أمرا من أن يحتاج أن يبين ضعفه .

قلت : يشير بذلك إلى أنه كذاب وضاع .

و للحديث شاهد أخرجه ابن عدي ( 315 / 2 ) عن محمد بن الوليد بن أبان حدثنا هدبة

قال حدثنا همام عن قتادة عن أنس مرفوعا , و قال : و هذا عن أنس بهذا الإسناد

باطل , و ابن الوليد القلانسي يضع الحديث , و الحديث أورده ابن طاهر في

" تذكرة الموضوعات " ( ص 15 ) من الطريقين الأولين , و قال ابن القيم رحمه الله

: الحس يرد هذا الحديث , فإن الكذب في غيرهم أضعافه فيهم , كالرافضة فإنهم أكذب

خلق الله و الكهان و الطرقية و المنجمون , و قد تأوله بعضهم على أن المراد

بالصباغ الذي يزيد في الحديث ألفاظا تزينه , و الصواغ الذي يصوغ الحديث ليس له

أصل , و هذا تكلف بارد لحديث باطل , و تعقبه الشيخ القاري في " موضوعاته " ( ص

107 ) بقوله : و هذا غريب منه فإن الحديث بعينه رواه أحمد و ابن ماجه عن

أبي هريرة كما في " الجامع الصغير " .

قلت : و هذا لا شيء فبعد ثبوت ضعف سند الحديث لا مجال للرد به على من انتقده من

حيث معناه , و إنما يصح مثل هذا التعقيب فيما لو صح سند الحديث و هيهات هيهات !

145  " كان لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 277 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه ابن ماجه ( 1 / 439 ) و أبو الشيخ في " الأخلاق " ( 255 ) و ابن عساكر

( 16 / 226 / 2 / 19 / 131 / 1 ) من طريق مسلمة بن علي حدثنا ابن جريج عن حميد

الطويل عن # أنس # مرفوعا .

قلت : ابن جريج مدلس و قد عنعنه , و هو إنما يدلس عن الضعفاء ! و مسلمة متهم

كما سبق بيانه في الحديث ( 141 ) و هو آفة هذا الحديث فقال ابن أبي حاتم في

" العلل " ( 2 / 315 ) : سألت أبي عن هذا الحديث فقال : هذا حديث باطل موضوع ,

قلت : ممن هو ? قال : مسلمة ضعيف , و أقره الذهبي في " الميزان " و مع ذلك فقد

سود به السيوطي " جامعه " .

و أخرجه البيهقي في " الشعب " و قال : إسناده غير قوي , و ذكره الحافظ في

" تهذيب التهذيب " من منكرات مسلمة , و قد حاول بعضهم أن يشد من عضد الحديث

بحديث آخر بمعناه و لكنه لم ينجح لأنه موضوع كهذا , و هو :

146  " لا يعاد المريض إلا بعد ثلاث " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 277 ) :

 

$ موضوع .

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 200 / 1 / 3647 ـ بترقيمي ) عن نصر بن حماد

أبي الحارث الوراق عن روح بن جناح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن # أبي هريرة

# مرفوعا , و قال الطبراني : تفرد به أبو الحارث الوراق .

قلت : و هذا سند لا يساوي شيئا , أبو الحارث هذا قال ابن معين : كذاب , و قال

البخاري : يتكلمون فيه .

و روح متهم و يأتي له حديث آخر قريبا .

و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي بسنده عن نصر به

إلا أنه قال : روح بن غطيف , بدل روح بن جناح , ثم قال ابن الجوزي ما ملخصه :

لا يصح , روح متروك و كذا نصر .

و قد تعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 403 ) فقال : قلت له شاهد ,

ثم ساق الحديث الذي قبله فلم يصنع شيئا لأنه حديث موضوع كما تقدم .

ثم ذكر له شاهدا آخر من طريق نوح بن أبي مريم حدثنا أبان عن أنس مرفوعا .

و نوح هذا متهم بالكذب و قد مضى , و كذا أبان و هو ابن أبي عياش .

147  " تزوجوا و لا تطلقوا فإن الطلاق يهتز له العرش " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 278 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 12 / 191 ) و من طريقه ابن الجوزي ( 2 /

277 )‏في ترجمة عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن # علي بن

أبي طالب # مرفوعا , و قال : عمرو كان يروي المناكير عن المشاهير و الموضوعات

عن الأثبات .

قلت : و هو كذاب و قد تقدم له أحاديث , و جويبر ضعيف جدا و تقدم له شيء ,

و بهذا أعله ابن الجوزي و قال : لا يصح .

و الحديث أورده الصغاني في " الموضوعات " ( ص 8 ) .

و أقر ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 179 ) فالعجب منه كيف أورده من

رواية ابن عدي في " الجامع الصغير " الذي اشترط في مقدمته أن يصونه مما تفرد به

كذاب أو وضاع ! و أعجب من هذا استدراك الشيخ العجلوني في " الكشف " ( 1 / 304 )

على حكم الصغاني عليه بالوضع بقوله : لكن عزاه في " الجامع الصغير " لابن عدي

بسند ضعيف عن علي ! و كيف لا يكون هذا الحديث موضوعا , و قد طلق جماعة من السلف

بل صح أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق زوجته حفصة بنت عمر رضي الله عنهما ? !

.

148  " تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم " , و في لفظ : " إذا كان في الثوب قدر

الدرهم من الدم غسل الثوب و أعيدت الصلاة " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 279 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 298 ) , و الدارقطني في " سننه "

( ص 154 ) و البيهقي ( 2 / 404 ) عن روح بن غطيف عن الزهري عن أبي سلمة عن

# أبي هريرة # مرفوعا , و قال ابن حبان : هذا خبر موضوع لا شك فيه ما قاله

رسول الله صلى الله عليه وسلم , و إنما اخترعه أهل الكوفة , و روح يروي

الموضوعات عن الثقات و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 1 / 212 ) و ابن

الملقن في " الخلاصة " ( ق 30 / 1 ) , و قال الدارقطني : لم يروه عن الزهري غير

روح بن غطيف و هو متروك الحديث , و قال البخاري في " التاريخ الصغير "

( ص 138 ) : و لا يتابع عليه , و روى البيهقي من طريق الحافظ ابن عدي بسنده إلى

أحمد بن العباس قال : قلت لابن معين : تحفظ عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة

عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ? فقال : لا والله , ثم قال : ممن ?

قلت : حدثنا محرز بن عون , قال : ثقة , عمن ? قلت : عن القاسم بن مالك المزني

قال : ثقة , عمن ? قلت : عن روح بن غطيف , قال : ها , قلت : يا أبا زكريا ما

أرى أتينا إلا من روح بن غطيف ? قال : أجل , قال ابن عدي : هذا لا يرويه عن

الزهري فيما أعلمه غير روح بن غطيف و هو منكر بهذا الإسناد , و فيما بلغني عن

يحيى الذهلي قال : أخاف أن يكون هذا موضوعا .

و الحديث رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 133 ) من هذا الوجه ثم قال : حدثني آدم

قال : سمعت البخاري يقول : هذا الحديث باطل , و روح هذا منكر الحديث , و من

طريق العقيلي أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 76 ) , و أقره السيوطي

في " اللآلىء " ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 428 / 2 ) فالعجب من

السيوطي كيف أورده في " الجامع الصغير " !

و للحديث طريق أخرى بلفظ آخر و هو :

149  " الدم مقدار الدرهم يغسل و تعاد منه الصلاة " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 281 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الخطيب ( 9 / 330 ) , و عنه ابن الجوزي أيضا ( 2 / 75 ) من طريق نوح بن

أبي مريم عن يزيد الهاشمي عن الزهري عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا .

و هذا سند موضوع نوح بن أبي مريم متهم , و قال ابن الجوزي : نوح كذاب , و أقره

الزيلعي في " نصب الراية " ( 1 / 212 ) و السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 3 ) ,

و مع ذلك ذكره في  " الجامع " .

و اعلم أن هذا الحديث هو حجة الحنفية في تقدير النجاسة المغلظة بالدرهم , و إذا

علمت أنه حديث موضوع يظهر لك بطلان التقييد به , و أن الواجب اجتناب النجاسة

و لو كانت أقل من الدرهم لعموم الأحاديث الآمرة بالتطهير .

150  " ثلاث لا يعاد صاحبهن : الرمد , و صاحب الضرس , و صاحب الدملة " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 281 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 11 / 1 / 150 ـ بترقيمي ) و العقيلي

( 421 ) و ابن عدي ( 319 / 2 ) من طريق مسلمة بن علي الخشني حدثني الأوزاعي عن

يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال الطبراني و ابن

عدي : لم يروه عن الأوزاعي إلا مسلمة  .

قلت : و هو متهم , كما يأتي و قال العقيلي : قال ابن معين : ليس بشيء .

و قال البخاري : منكر الحديث .

و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 208 ) من طريق العقيلي و قال :

موضوع , و الحمل فيه على مسلمة و إنما يروى من كلام يحيى بن أبي كثير .

قلت : و قال العقيلي عقبه : هذا أولى , يعني أنه من كلام يحيى , و كذا قال

البيهقي كما يأتي , و ذكره الحافظ في " التهذيب " من منكرات الخشني و قال : قال

أبو حاتم : هذا باطل منكر , و قد تعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء "

( 2 / 406 ) بقوله : قلت : مسلمة لم يتهم بالكذب , و الحديث أخرجه الطبراني في

" الأوسط " و البيهقي في " الشعب " و ضعفه .

قلت : الحق مع ابن الجوزي فإن مسلمة قد روى أحاديث موضوعة تقدم بعضها فانظر

الحديث ( 141 و 145 ) , و لذلك لم يصب السيوطي بذكره في " الجامع " , و قد جزم

البيهقي في " الشعب " ( 6 / 535 / 9190 ) بأن الصحيح أنه من قول يحيى .

و مما يدل على وضعه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود صاحب الرمد , قال

أنس : عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن أرقم من رمد كان به .

أخرجه علي بن الجعد في " مسنده " ( 2 / 844 / 2335 ) و الحاكم ( 1 / 342 ) من

طريق آخر و صححه و وافقه الذهبي و هو كما قالا و له شاهد من حديث زيد نفسه

صححه الحاكم أيضا و الذهبي , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 2716 ) و من

موضوعات الخشني :

151  " العنكبوت شيطان مسخه الله فاقتلوه " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 283 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه ابن عدي ( 320 / 1 ) في ترجمة مسلمة بن علي الخشني حدثنا سعيد بن سنان عن

أبي الزاهرية عن # عبد الله بن عمر # مرفوعا , و قال ابن عدي : مسلمة كل

أحاديثه أو عامتها غير محفوظة .

و مما يدل على بطلان هذا الحديث أنه مخالف لما ثبت في " الصحيح " مرفوعا :

" إن الله لم يجعل لمسخ نسلا و لا عقبا " , رواه مسلم ( 8 / 55 ) .

و قال ابن حزم في " المحلى " ( 7 / 430 ) : و كل ما جاء في المسوخ في غير القرد

و الخنزير فباطل و كذب موضوع .

و خالف السيوطي كعادته فذكره في " جامعه " .

152  " استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أن يحمده خلقه , و بما مدح الله به نفسه :

*( الحمد لله )* , و *( قل هو الله أحد )* , فمن لم يشفه القرآن فلا

شفاه الله " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 283 ) :

 

$ ضعيف جدا .

رواه أبو محمد الخلال في " فضائل قل هو الله أحد " ( 198 / 2 ) حدثنا أحمد بن

عروة الكاتب أنبأنا عبد الله بن محمد بن سعيد الجمال حدثنا يزيد بن عمرو بن

البراء أبو سفيان الشوف حدثنا أحمد بن الحارث الغساني حدثنا ساكنة بنت الجعد

قالت : سمعت # رجاء الغنوي # يقول : فذكره , رواه الواحدي في " تفسيره " ( 2 /

185 / 2 ) من طريق آخر عن أحمد بن الحارث الغساني , مقتصرا على الجملة الأخيرة

منه, و كذا أخرجه الثعلبي كما في " تخريج أحاديث الكشاف " للحافظ ابن حجر

( ص 103 رقم 304 ) .

قلت : و ابن الحارث هذا قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل "

( 1 / 1 / 47 ) : سألت أبي عنه فقال : متروك الحديث , و قال النسائي : منكر

الحديث , و قال البخاري و الدولابي : فيه نظر , و قال العقيلي : له مناكير لا

يتابع عليها , قال : و لا يعرف لرجاء الغنوي رواية , و لا صحت له صحبة ,

و أورده السيوطي في " الجامع " برواية ابن قانع عن رجاء الغنوي , قال المناوي

في شرحه : و قد أشار الذهبي في " تاريخ الصحابة " إلى عدم صحة هذا الخبر فقال

في ترجمة رجاء هذا : له صحبة , نزل البصرة , و له حديث لا يصح في فضل القرآن ,

انتهى بنصه .

و هذا الحديث يوحي بترك المعالجة بالأدوية المادية و الاعتماد فيها على تلاوة

القرآن و هذا شيء لا يتفق في قليل و لا كثير مع سنته صلى الله عليه وسلم

القولية و الفعلية , فقد تعالج صلى الله عليه وسلم بالأدوية المادية مرارا ,

و أمر بذلك فقال : يا عباد الله تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا و أنزل له

دواء " , أخرجه الحاكم بسند صحيح , و هو مخرج في " غاية المرام " ( 292 ) عن

جمع من الصحابة نحوه .

153  " من استشفى بغير القرآن فلا شفاه الله تعالى " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 285 ) :

 

$ موضوع .

أورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 12 ) و أقره الشيخ العجلوني في

" الكشف " ( 2 / 332 ) .

قلت : و أصل هذا اللفظ في الحديث الذي قبله .

154  " السخي قريب من الله , قريب من الجنة , قريب من الناس , بعيد من النار ,

و البخيل بعيد من الله , بعيد من الجنة , بعيد من الناس , قريب من النار ,

و جاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 285 ) :

 

$ ضعيف جدا .

أخرجه الترمذي ( 3 / 143 ) و العقيلي " في الضعفاء " ( 154 ) , و ابن حبان في

" روضة العقلاء " ( ص 246 ) و ابن عدي ( 183 / 2 ) , و الطبري في " التهذيب "

( مسند عمر / 100 / 163 ) من طريق سعيد بن محمد الوراق عن يحيى بن سعيد عن

الأعرج عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا , و ضعفه الترمذي

بقوله : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث سعيد بن محمد , و قد خولف سعيد بن

محمد في رواية هذا الحديث عن يحيى بن سعيد , إنما يروي عن يحيى بن سعيد عن

عائشة شيء مرسل و قال العقيلي : ليس لهذا الحديث أصل من حديث يحيى و لا غيره .

و قال ابن حبان : إن كان حفظ سعيد بن محمد إسناد هذا الخبر فهو غريب غريب .

قلت : و سعيد هذا قال ابن معين : ليس بشيء , و قال ابن سعد و غيره : ضعيف ,

و قال النسائي : ليس بثقة , و قال الدارقطني : متروك .

و قد اضطرب في رواية هذا الحديث فمرة رواه كما سبق , و مرة قال : عن يحيى بن

سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه عن عائشة مرفوعا

به , أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 132 / 1 / 2545 ـ بترقيمي ) و قال :

لم يروه بهذا الإسناد إلا سعيد , و كذلك رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته

بمرو " ( 127 / 2 ) إلا أنه لم يقل : عن أبيه , و الحديث أورده ابن الجوزي من

هذه الطريق و غيرها في " الموضوعات " ( 2 / 180 ) و قال : لا يصح , ثم بين

عللها .

و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 92 - 93 ) بطرق أخرى ذكرها , و كلها

ضعيفة , عند تدقيق النظر فيها , و قد فاته أن الحافظ أبا حاتم قال في حديث

الوراق هذا : هذا حديث منكر , و كذا قال أحمد كما في ترجمة سعيد من " التهذيب "

و قال أبو حاتم في طريق أخرى للحديث عن عائشة : هذا حديث باطل , و سعيد بن

مسلمة ضعيف الحديث أخاف أن يكون أدخل له , انظر " العلل " لابن أبي حاتم

( 2 / 283 ـ 284 ) .

155  " ربيع أمتي العنب و البطيخ " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 287 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 2 / 176 ـ 177 ) , و ابن الجوزي في " الموضوعات "

من طريق محمد بن أحمد بن مهدي : حدثنا محمد بن الضوء بن الدلهمس حدثنا عطاف بن

خالد عن نافع عن # ابن عمر # , و قال ابن الجوزي : موضوع , محمد بن الضوء كذاب

مجاهر بالفسق , و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 210 ) ! ثم ابن عراق في

" تنزيه الشريعة " ( 317 / 2 ) .

قلت : و محمد بن أحمد بن مهدي ضعيف جدا , كما قال الدارقطني .

و الحديث أورده ابن القيم في " الموضوعات " فقال في " المنار " ( ص 21 ) :

و مما يعرف به كون الحديث موضوعا سماجة الحديث و كونه مما يسخر منه .

ثم ذكر أحاديث هذا منها , و أقره الشيخ القاري في " موضوعاته " ( ص 107 - 108 )

و سيأتي في آخر الحديث ( 167 ) عن السخاوي أن أحاديث فضل البطيخ كلها باطلة

و لذلك فقد شان به السيوطي كتابه " الجامع الصغير " فأورده فيه من رواية

أبي عبد الرحمن السلمي في " كتاب الأطعمة " و أبي عمر النوقاني في " كتاب

البطيخ " و الديلمي في " مسند الفردوس " عن ابن عمر .

156  " احترسوا من الناس بسوء الظن " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 288 ) :

 

$ ضعيف جدا .

أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 36 / 1 / 592 ) و ابن عدي ( 6 / 2398 ) من

طريق بقية عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن سليم عن # أنس # مرفوعا , و قال

الطبراني : تفرد به بقية , قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 89 ) : بقية بن

الوليد مدلس  , و بقية رجاله ثقات .

كذا قال : و معاوية بن يحيى ضعيف جدا و لم يوثقه أحد و قد ذكرت بعض أقوال

الأئمة في تضعيفه عند الحديث ( رقم 136 ) و قد ساق له الذهبي أحاديث مما أنكر

عليه هذا أحدها , و قد نقل المناوي في " الفيض " أن الحافظ ابن حجر قال في

" الفتح " : خرجه الطبراني في " الأوسط " من طريق أنس و هو من رواية بقية

بالعنعنة عن معاوية بن يحيى و هو ضعيف , فله علتان , و صح من قول مطرف أخرجه

مسدد .

قلت : و كذا أخرجه ابن عساكر ( 16 / 291 / 2 ) عن مطرف .

و روي من قول عمر و غيره , فأخرج أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في

الفتن " ( ق 12 / 1 - 2 ) عن عيسى بن إبراهيم عن الضحاك بن يسار عن أبي عثمان

النهدي قال : قال عمر بن الخطاب : "‏ليأتين على الناس زمان يكون صالحو الحي

فيهم في أنفسهم إن غضبوا غضبوا لأنفسهم , و إن رضوا رضوا لأنفسهم , لا يغضبون

لله عز وجل و لا يرضون لله عز وجل , فإذا كان ذلك الزمان فاحترسوا " , الحديث ,

لكن عيسى بن إبراهيم هذا و هو الهاشمي ضعيف جدا , و روى أبو نعيم في " أخبار

أصبهان " ( 2 / 202 ) من طريق آخر عن عمر قال : " إن الحزم أن تسيء الظن

بالناس " , و سنده ضعيف أيضا .

و رواه ابن سعد ( 2 / 177 ) من قول الحسن البصري و سنده صحيح .

ثم إن الحديث منكر عندي لمخالفته للأحاديث الكثيرة التي يأمر النبي صلى الله

عليه وسلم فيها المسلمين بأن لا يسيئوا الظن بإخوانهم , منها قوله صلى الله

عليه وسلم : " إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث ... " رواه البخاري ( 10 /

395 - 398 ) و غيره , و هو مخرج في " غاية المرام " ( 417 ) .

ثم إنه لا يمكن التعامل مع الناس على أساس سوء الظن بهم , فكيف يعقل أن يأمر

صلى الله عليه وسلم أمته أن يتعاملوا على هذا الأساس الباطل ? !

157  " الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة , و التودد إلى الناس نصف العقل , و حسن

السؤال نصف العلم " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 290 ) :

 

$ ضعيف .

عزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني في " مكارم الأخلاق " و البيهقي في

" الشعب " عن # ابن عمر # , و سكت عليه الشارح المناوي و هو ضعيف فقد قال ابن

أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 284 ) : سألت أبي عن حديث رواه عن هشام بن عمار عن

المخيس بن تميم عن حفص بن عمر عن إبراهيم بن عبد الله بن الزبير عن نافع عن ابن

عمر فذكره , قال أبي : هذا حديث باطل , و مخيس و حفص مجهولان .

قلت : و كذا قال الذهبي في ترجمة مخيس و قال : روى عنه هشام بن عمار خبرا منكرا

ثم ساق هذا الحديث , و أقره الحافظ في " اللسان " .

و من هذا الوجه أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 1 / 55 / 33 ) .

158  " اغتسلوا يوم الجمعة و لو كأسا بدينار " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 290 ) :

 

$ موضوع .

أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 104 ) من رواية الأزدي بسنده إلى ابن

حبان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال ابن

الجوزي : ابن حبان هو إبراهيم بن البحتري ساقط لا يحتج به .

قلت : هو إبراهيم بن البراء و قد سبق له حديث موضوع ( رقم 114 ) .

هذا و قد تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 26 ) فقال : قلت : له طريق آخر

أخرجه ابن عدي : حدثنا إبراهيم بن مرزوق حدثنا حفص بن عمر أبو إسماعيل الديلمي

.... عن # أنس # مرفوعا به .

قلت : و هذا تعقب فاشل فإن حفص بن عمر هذا كذاب كما قال أبو حاتم فيما نقله

الذهبي في " الميزان " ثم ساق له أحاديث هذا أحدها و لهذا قال ابن عراق ( 248 /

2 ) فلا يصلح شاهدا , و من الغرائب أن السيوطي أورد الحديث في " الجامع " من

رواية ابن عدي هذه , و من رواية ابن أبي شيبة عن أبي هريرة موقوفا , قال

المناوي : و هو شاهد للأول يعني المرفوع , و به رد المصنف على ابن الجوزي جعله

الحديث موضوعا .

قلت : و هذا رد واه فإن الحديث إذا ثبت وضعه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه

وسلم فلا يفيده أن يرد موقوفا على بعض الصحابة إلا أن يكون من الأحاديث التي لا

تقال بالاجتهاد و الرأي فحينئذ يكون لها حكم المرفوع و ليس منها هذا الحديث كما

لا يخفى , هذا و قد سقط من النسخة المطبوعة من " اللآليء " إسناد حديث ابن

أبي شيبة عن أبي هريرة فلم نتمكن من النظر في صحته و لو أنه موقوف , ثم وقفت

على إسناده فقال ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 11 / 20 / 2 ) : أنبأنا وكيع عن

ثور عن زياد النميري عن أبي هريرة قال : لأغتسلن يوم الجمعة و لو كأسا بدينار .

و هذا سند ضعيف , زياد هو ابن عبد الله و هو ضعيف كما في " التقريب " , ثم ساق

السيوطي موقوفا آخر على كعب , و سنده ضعيف أيضا , و بالجملة فالحديث موضوع

مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , ضعيف موقوفا , و الله سبحانه و تعالى

أعلم .

و يغني عنه الأحاديث الصحيحة في الأمر بالغسل يوم الجمعة كقوله صلى الله عليه

وسلم : " غسل الجمعة واجب على كل محتلم " , رواه الشيخان و غيرهما و هو مخرج في

" الإرواء " ( رقم 143 ) , و قد تساهل أكثر الناس بهذا الواجب يوم الجمعة فقل

من يغتسل منهم لهذا اليوم , و من اغتسل فيه فإنما هو للنظافة , لا لأنه من حق

الجمعة , فالله المستعان .

159  " إن الله عز وجل و ملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 292 ) :

 

$ موضوع .

رواه الطبراني في " الكبير " , و من طريقه أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 189 ـ

190 ) من طريق العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا أيوب بن مدرك عن مكحول عن

# أبي الدرداء # مرفوعا .

أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 105 ) من هذا الوجه و قال : لا أصل له

تفرد به أيوب , قال الأزدي : هو من وضعه كذبه يحيى و تركه الدارقطني , و تعقبه

السيوطي بقوله ( 2 / 27 ) : اقتصر على تضعيفه الحافظان : العراقي في " تخريج

الإحياء " و ابن حجر في " تخريج الرافعي " , والله أعلم .

قلت : و تقليدا منه لهما , و هو مجتهد عصره ! , أورده في " الجامع الصغير " !

و قد تعقبه الشارح بقوله بعد أن ذكر قول ابن الجوزي السابق : و لم يتعقبه

المؤلف بشيء سوى أنه اقتصر على تضعيفه العراقي و ابن حجر , و لم يزد على ذلك ,

و أنت خبير بما في هذا التعقب من التعصب .

قلت : و قال الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 176 ) بعد أن عزاه للطبراني : و فيه

أيوب بن مدرك قال ابن معين : إنه كذاب , و نقل هذا عنه الذهبي في " الميزان "

ثم ساق له هذا الحديث و في " اللسان " : و قال العقيلي : يحدث بمناكير لا يتابع

عليها , و قال في حديث العمائم : لا يتابع عليه .

قلت : و الراوي عنه العلاء بن عمرو الحنفي متهم أيضا و من أحاديثه الآتي عقب

هذا بإذن الله .

ثم رأيت العقيلي قد أخرجه في " الضعفاء " ( ص 42 ) من طريق يوسف بن عدي قال :

حدثنا أيوب بن مدرك به , و يوسف هذا ثقة من رجال البخاري , فبرئت ذمة العلاء بن

عمرو منه و انحصرت التهمة في شيخه أيوب بن مدرك , و أخرجه ابن عدي ( 18 / 1 )

من طريق ثالث عنه , و قال : و هذا الحديث منكر .

160  " أحبوا العرب لثلاث : لأني عربي , و القرآن عربي , و كلام أهل الجنة عربي " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 293 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 87 ) و في " معرفة علوم الحديث ( ص 161 -

162 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 327 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 122 /

1 ) و " الأوسط " , و تمام في " الفوائد " ( 22 / 1 ) و من طريقه الضياء

المقدسي في " صفة الجنة " ( 3 / 79 / 1 ) و البيهقي في " شعب الأيمان "

و الواحدي في " تفسيره " ( 81 / 1 ) و ابن عساكر ( 6 / 230 / 1 و  7 / 34 / 1 )

و كذا أبو بكر الأنباري في " إيضاح الوقف و الابتداء " ( ق 6 / 1 نسخة

الإسكندرية ) كلهم من طريق العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن يزيد الأشعري

أنبأنا ابن جريج عن عطاء عن # ابن عباس # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد موضوع , و له ثلاث علل :

الأولى : العلاء بن عمرو , قال الذهبي في " الميزان " : متروك , و قال

ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال , ثم ساق له هذا الحديث من طريق العقيلي

ثم قال : هذا موضوع , قال أبو حاتم : هذا كذب , ثم ساق له حديثا آخر ثم قال :

و هو كذب , و قال في " اللسان " : و قال الأزدي : لا يكتب حديثه , و ذكره ابن

حبان في " الثقات " و قال : ربما خالف , و قال النسائي : ضعيف , و قال صالح

جزرة : لا بأس به , و قال أبو حاتم : كتبت عنه و ما رأيت إلا خيرا .

قلت : لعل قول أبي حاتم هذا و هو في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 359 ) قبل

أن يطلع على روايته للأحاديث المكذوبة , و إلا فتوثيقه لا يتفق في شيء مع

تكذيبه لحديثه كما نقله الذهبي عنه , و هو في كتاب " العلل " لابنه قال : ( 2 /

375 - 376 ) قال : سألت أبي عن حديث رواه العلاء بن عمرو الحنفي ( قلت : فذكره

قال ) : فسمعت أبي يقول : هذا حديث كذب .

لكن قد يقال : ما دام أن الحديث له علل كثيرة فجائز أن تكون العلة عند أبي حاتم

في غير العلاء هذا , والله أعلم .

و قال في ترجمته من " اللسان " : و قال العقيلي بعد تخريجه : منكر ضعيف المتن

لا أصل له و أقره الحافظ .

قلت : و ليس في نسختنا من العقيلي قوله : ضعيف المتن , والله أعلم .

و توثيق ابن حبان إياه مع قوله فيما نقله الذهبي عنه لا يجوز الاحتجاج به بحال

فيه تناقض ظاهر , فلعل التوثيق كان قبل الاطلاع على حقيقة أمره , والله أعلم .

و قد يؤيده قول الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 52 ) بعد أن عزاه للطبراني :

و فيه العلاء بن عمرو الحنفي و هو مجمع على ضعفه .

الثانية : يحيى بن يزيد كذا وقع في هذه الرواية : يزيد , قال الذهبي : ( و هو

تصحيف , و إنما هو : بريد ) .

قلت : و كذلك وقع في " الضعفاء " للعقيلى و " المعرفة " للحاكم و هكذا أورده

ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 12 / 131 ) و روى عن ابن معين أنه

قال : ضعيف , و عن ابن نمير قال : ما يسوى تمرة ? و عن أبي زرعة : منكر الحديث

و عن أبيه قال : ضعيف الحديث ليس بالمتروك يكتب حديثه قال في " اللسان " :

و ذكره الساجي و العقيلي و ابن الجارود في الضعفاء , و قد تابعه عند الحاكم

محمد بن الفضل و هو متهم كما سبق في الحديث ( 26 ) ثم قال الحاكم : حديث يحيى

ابن يزيد عن ابن جريج صحيح , فتعقبه الذهبي بقوله : بل يحيى ضعفه أحمد و غيره ,

و العلاء بن عمرو الحنفي ليس بعمدة , و أما محمد بن الفضل فمتهم و أظن الحديث

موضوعا , و كذلك تعقبه الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( 5 /

1 ) فقال : قلت : و ليس كما قال , بل هو ضعيف لأن يحيى بن يزيد بن أبي بردة

ضعيف عندهم , و كذلك راويه عنه : العلاء بن عمرو الحنفي .

الثالثة : عنعنة ابن جريج فإنه كان مدلسا , قال أحمد : بعض هذه الأحاديث التي

كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة , كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذها :

يعني قوله : أخبرت و حدثت عن فلان كذا في " الميزان " .

و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 41 ) من طريق العقيلي , ثم

قال : قال العقيلي : منكر لا أصل له , قال ابن الجوزي : يحيى يروي المقلوبات .

قال السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 442 ) : قلت : إنما أورده العقيلي في ترجمة

العلاء بن عمرو على أنه من مناكيره , و كذا فعل صاحب " الميزان " ثم ذكر توثيق

ابن حبان و صالح جزرة للعلاء متغافلا عن قاعدة ( الجرح مقدم على التعديل ) و عن

قول ابن حبان الآخر فيه : لا يحل الاحتجاج به بحال , و عن قول الحافظ العراقي :

ضعيف عندهم , كما تقدم , ثم ذكر تصحيح الحاكم له و ما تعقبه الذهبي به , ثم

تعقبه السيوطي بقوله : و له شاهد .

قلت : و لكنه منكر باعتراف السيوطي نفسه فلم يصنع شيئا ! و هو الآتي بعده .

و الحديث أورده شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم " ( ص 76

طبعة الخانجي ) من طريق العقيلي و أنه قال : لا أصل له و أن ابن الجوزي ذكره في

" الموضوعات " و أقرهما على ذلك , إلا أنه نقل قبل ذلك عن الحافظ السلفي : هذا

حديث حسن , قال شيخ الإسلام : فما أدري أراد ( حسن إسناده ) على طريقة المحدثين

أو ( حسن متنه ) على الاصطلاح العام .

قلت : و غالب الظن أنه أراد الثاني و به جزم في " الفيض " لكنه عزاه لابن تيمية

مع أن كلامه كما رأيت لا يدل على جزمه بذلك , و على كل حال فإني أستبعد جدا أن

يستحسن السلفي إسناد هذا الحديث مع أن أحسن أحواله أن يكون ضعيفا جدا , و قد

حكم بوضعه غير واحد من الأئمة الذين سبقوه مثل أبي حاتم و العقيلي دون أن

يخالفهم في ذلك أحد ممن يوثق بعلمه .

و الشاهد الذي أشار إليه السيوطي فيما سبق هو :

161  " أنا عربي , و القرآن عربي , و لسان أهل الجنة عربي " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 298 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 285 / 1 / 9301 ) قال حدثنا مسعدة بن سعد

حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا شبل بن العلاء عن

أبيه عن جده عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال : لم يروه عن شبل إلا عبد العزيز

ابن عمران .

و قد ساقه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 442 ) شاهدا للحديث الذي قبله ثم عقبه

بقوله : قال الذهبي في " المغني " : شبل بن العلاء بن عبد الرحمن , قال ابن

عدي : له مناكير .

قلت : و أعله الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 52 - 53 ) بالراوي عنه فقال : و فيه

عبد العزيز بن عمران و هو متروك .

قلت : و قال ابن معين فيه : ليس بثقة , فالحمل في هذا الحديث عليه أولى ,

و لهذا قال الحافظ العراقي في " المحجة " ( 56 / 1 ) : لكن عبد العزيز بن عمران

الزهري متروك قاله النسائي و غيره , و قال البخاري : لا يكتب حديثه , و على هذا

فلا يصح هذا الحديث و أقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 209 ) .

و مما يدل على بطلان نسبة هذا الحديث إليه صلى الله عليه وسلم أن فيه افتخاره

صلى الله عليه وسلم بعروبته و هذا شيء غريب في الشرع الإسلامي لا يلتئم مع قوله

تعالى : *( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )* و قوله صلى الله عليه وسلم : " لا فضل

لعربي على عجمي ... إلا بالتقوى " رواه أحمد ( 5 / 411 ) بسند صحيح كما قال ابن

تيمية في " الاقتضاء " ( ص 69 ) و لا مع نهيه صلى الله عليه وسلم عن الافتخار

بالآباء و هو قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل أذهب عنكم عبية

الجاهلية و فخرها بالآباء , الناس بنو آدم , و آدم من تراب , مؤمن تقي و فاجر

شقي , لينتهين أقوام يفتخرون برجال إنما هم فحم من فحم جهنم , أو ليكونن أهون

على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأفواها " .

رواه أبو داود و الترمذي و حسنه و صححه ابن تيمية ( ص 35 , 69 ) و هو مخرج في

" غاية المرام " ( 312 ) .

فإذا كانت هذه توجيهاته صلى الله عليه وسلم لأمته فكيف يعقل أن يخالفهم إلى ما

نهاهم عنه ? !

و من أحاديث ابن عمران هذه التي تدل على حاله ! الحديث الآتي و هو :

162  " لما تجلى الله للجبل - يعني جبل الطور - طارت لعظمته ستة جبال فوقعت ثلاثة في

المدينة , و ثلاثة بمكة , بالمدينة أحد و ورقان و رضوى , و وقع بمكة حراء

و ثبير و ثور " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 300 ) :

 

$ موضوع .

رواه المحاملي في " الأمالي " ( 1 / 172 / 1 ) , و من طريقه الخطيب في

" التاريخ " ( 10 / 440 ـ 441 ) و ابن الأعرابي في " معجمه " ( 166 / 2 ) و ابن

أبي حاتم في " تفسيره " من طريق عبد العزيز بن عمران عن معاوية بن عبد الله عن

الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن # أنس # مرفوعا , و قال الحافظ ابن كثير في

" تفسيره " ( 2 / 245 ) : و هذا حديث غريب بل منكر .

قلت : و لم يبين علته , و هي من عبد العزيز بن عمران فإنه غير ثقة كما تقدم في

الحديث الذي قبله , و في ترجمته ساق له الذهبي هذا الحديث و الجلد بن أيوب قال

الدارقطني : متروك .

ثم وجدت الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 120 ) من طريق الخطيب

و قال : قال ابن حبان : موضوع , و عبد العزيز متروك يروي المناكير عن المشاهير

, و تعقبه السيوطي ( 1 / 24 ) بما لا يجدي , كما هي عادته .

163  " إذا ذلت العرب ذل الإسلام " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 301 ) :

 

$‏موضوع .

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 340 ) , و كذا أبو يعلى في " مسنده "

( 3 / 402 / 1881 ) عن منصور بن أبي مزاحم حدثنا محمد بن الخطاب البصري عن علي

ابن زيد عن محمد بن المنكدر عن # جابر # مرفوعا , و ذكره ابن أبي حاتم في

" العلل " ( 2 / 376 ) فقال : سألت أبي عن حديث رواه منصور بن أبي مزاحم فذكره

قال : فسمعت أبي يقول : هذا حديث باطل ليس له أصل .

قلت : و له علتان :

الأولى : محمد بن الخطاب فإنه مجهول الحال , قال ابن أبي حاتم في " الجرح " ( 3

/ 2 / 246 ) : سألت أبي عنه ? فقال : لا أعرفه , و في " الميزان " , و قال

الأزدي : منكر الحديث , ثم ساق له هذا الحديث , يشير بذلك إلى أنه منكر ,

و أقره الحافظ في " اللسان " و زاد عليه أن ابن الخطاب هذا ذكره ابن حبان في

" الثقات " ( 9 / 139 ) .

قلت : و توثيق ابن حبان لا يعتمد عليه كما سبق التنبيه عليه مرارا و بخاصة إذا

خولف ! .

الأخرى : علي بن زيد و هو ابن جدعان ضعيف و قد مضى .

و أما قول الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 53 ) : رواه أبو يعلى , و فيه محمد بن

الخطاب البصري ضعفه الأزدي و غيره , و وثقه ابن حبان , و بقية رجاله رجال

الصحيح .

فهذا من أوهامه رحمه الله لأن ابن جدعان ليس من رجال الصحيح , ثم هو ضعيف كما

تقدم , و منه تعلم خطأ قول المناوي في " فيض القدير " : قال العراقي في

" القرب " : صحيح , ثم نقل ما ذكرت عن الهيثمي آنفا ثم قال : و رمز المصنف

لضعفه باطل ... يعني أنه صحيح , ثم ناقض نفسه بنفسه في شرحه الآخر " التيسير "

فقال : قال العراقي : صحيح و فيه ما فيه ! و اغتر بذلك السيد رشيد رضا فقال في

مجلة " المنار " ( 17 / 920 ) : رواه أبو يعلى بسند صحيح .

ثم رأيت الحافظ العراقي يقول في " محجة القرب في فضل العرب " ( 5 / 2 - 5 / 1 )

بعد أن ساق الحديث من طريق أبي يعلى عن منصور به : و محمد بن الخطاب بن جبير بن

حية تقدم الكلام عليه في الباب الذي قبله , و علي بن زيد بن جدعان مختلف فيه ,

و قد أخرج له مسلم في المتابعات و الشواهد , و ذكر في الباب المشار إليه أن

محمد بن الخطاب زالت جهالة عينه برواية جماعة عنه ذكرهم , و لا يخفى أن زوال

جهالة العين لا يلزم منه زوال جهالة الحال , و على هذا فكلام الحافظ المذكور

يدل على أن الحديث ضعيف عنده للعلتين اللتين ذكرهما , فهذا التحقيق الذي ذكرته

أنا يجعلني أشك في التصحيح الذي نقله المناوي عن العراقي , و الحق أنه ضعيف كما

رمز له السيوطي , و لولا أن في معناه ما يدل على بطلانه لاقتصرنا على تضعيفه ,

ذلك لأن الإسلام لا يرتبط عزه بالعرب فقط بل قد يعزه الله بغيرهم من المؤمنين

كما وقع ذلك زمن الدولة العثمانية لا سيما في أوائل أمرها فقد أعز الله بهم

الإسلام حتى امتد سلطانه إلى أواسط أوربا , ثم لما أخذوا يحيدون عن الشريعة إلى

القوانين الأوربية ( يستبدلون الأدنى بالذي هو خير ) تقلص سلطانهم عن تلك

البلاد و غيرها حتى لقد زال عن بلادهم ! فلم يبق فيها من المظاهر التي تدل على

إسلامهم إلا الشيء اليسير ! فذل بذلك المسلمون جميعا بعد عزهم و دخل الكفار

بلادهم و استذلوهم إلا قليلا منها , و هذه و إن سلمت من استعمارهم إياها ظاهرا

فهي تستعمرها بالخفاء تحت ستار المشاريع الكثيرة كالاقتصاد و نحوه ! فثبت أن

الإسلام يعز و يذل بعز أهله و ذله سواء كانوا عربا أو عجما , " و لا فضل لعربي

على عجمي إلا بالتقوى " , فاللهم أعز المسلمين و ألهمهم الرجوع إلى كتابك و سنة

نبيك حتى تعز بهم الإسلام .

بيد أن ذلك لا ينافي أن يكون جنس العرب أفضل من جنس سائر الأمم , بل هذا هو

الذي أؤمن به و أعتقده و أدين الله به - و إن كنت ألبانيا فإني مسلم و لله

الحمد - ذلك لأن ما ذكرته من أفضلية جنس العرب هو الذي عليه أهل السنة

و الجماعة , و يدل عليه مجموعة من الأحاديث الواردة في هذا الباب منها قوله

صلى الله عليه وسلم : " إن الله اصطفى من ولد إبراهيم و اصطفى من ولد إسماعيل

بني كنانة , و اصطفى من بني كنانة قريشا , و اصطفى من قريش بني هاشم و اصطفاني

من بني هاشم " .

رواه أحمد ( 4 / 107 ) و الترمذي ( 4 / 392 ) و صححه و أصله في " صحيح مسلم "

( 7 / 48 ) و كذا البخاري في " التاريخ الصغير " ( ص 6 ) من حديث واثلة بن

الأسقع , و له شاهد عن العباس بن عبد المطلب , عند الترمذي و صححه , و أحمد ,

و آخر عن ابن عمر عند الحاكم ( 4 / 86 ) و صححه .

و لكن هذا ينبغي ألا يحمل العربي على الافتخار بجنسه , لأنه من أمور الجاهلية

التي أبطلها نبينا محمد العربي صلى الله عليه وسلم على ما سبق بيانه , كما

ينبغي أن لا نجهل السبب الذي به استحق العرب الأفضلية , و هو ما اختصوا به في

عقولهم و ألسنتهم و أخلاقهم و أعمالهم , الأمر الذي أهلهم لأن يكونوا حملة

الدعوة الإسلامية إلى الأمم الأخرى , فإنه إذا عرف العربي هذا و حافظ عليه

أمكنه أن يكون مثل سلفه عضوا صالحا في حمل الدعوة الإسلامية , أما إذا هو تجرد

من ذلك فليس له من الفضل شيء , بل الأعجمي الذي تخلق بالأخلاق الإسلامية هو خير

منه دون شك و لا ريب , إذ الفضل الحقيقي إنما هو اتباع ما بعث به محمد صلى الله

عليه وسلم من الإيمان و العلم , فكل من كان فيه أمكن , كان أفضل , و الفضل إنما

هو بالأسماء المحددة في الكتاب و السنة مثل الإسلام و الإيمان و البر و التقوى

و العلم , و العمل الصالح و الإحسان و نحو ذلك , لا بمجرد كون الإنسان عربيا أو

أعجميا , كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله , و إلى هذا أشار صلى الله

عليه وسلم بقوله : " من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه " رواه مسلم , و لهذا قال

الشاعر العربي :

لسنا و إن أحسابنا كرمـت       يوما على الأحسـاب  نـتكل

نبني كمـا كانت أوائلنـا       تبني و نفعل مثل ما فعلوا

و جملة القول : إن فضل العرب إنما هو لمزايا تحققت فيهم فإذا ذهبت بسبب إهمالهم

لإسلامهم ذهب فضلهم , و من أخذ بها من الأعاجم كان خيرا منهم , " لا فضل لعربي

على أعجمي إلا بالتقوى " , و من هنا يظهر ضلال من يدعو إلى العروبة و هو لا

يتصف بشيء من خصائصها المفضلة , بل هو أوربي قلبا و قالبا !

164  " المدبر لا يباع و لا يوهب , و هو حر من الثلث " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 305 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الدارقطني ( ص 384 ) و البيهقي ( 10 / 314 ) عن عبيدة بن حسان عن أيوب عن

نافع عن # ابن عمر # مرفوعا , و قال الدارقطني : لم يسنده غير عبيدة بن حسان

و هو ضعيف , و إنما هو عن ابن عمر موقوف من قوله .

قلت : و عبيدة هذا بالفتح , قال أبو حاتم : منكر الحديث , و قال ابن حبان ( 2 /

189 ) : يروي الموضوعات عن الثقات .

قلت : و هذا منها بلا شك فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم باع المدبر , فقال جابر

رضي الله عنه : إن رجلا من الأنصار أعتق غلاما له عن دبر لم يكن له مال غيره ,

فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : من يشتريه مني ? فاشتراه نعيم بن

عبد الله بثمان مئة درهم , فدفع إليه , رواه البخاري ( 5 / 25 ) و مسلم ( 5 /

97 ) و غيرهما , و هو مخرج في " الإرواء " ( 1288 ) , و الحديث روى منه ابن

ماجه ( 2 / 104 ) و العقيلي ( 297 ) و الدارقطني و البيهقي من طريق علي بن

ظبيان عن عبيد الله نافع عن ابن عمر مرفوعا بلفظ : " المدبر من الثلث " , و قال

ابن ماجه : سمعت ابن أبي شيبة يقول : هذا خطأ , قال ابن ماجه : ليس له أصل .

قلت : يعني مرفوعا و قال العقيلي : لا يعرف إلا به , يعني علي بن ظبيان , قال

ابن معين : ليس بشيء , و قال البخاري : منكر الحديث , و قال ابن أبي حاتم في

" العلل " ( 2 / 432 ) : سئل أبو زرعة عن حديث رواه علي بن ظبيان عن عبيد الله

قلت : فذكره , فقال أبو زرعة : هذا حديث باطل و امتنع من قراءته , ثم أشار

ابن أبي حاتم إلى أنه من قول ابن عمر موقوفا عليه و لهذا قال ابن الملقن في

" الخلاصة " ( 179 / 1 ) : و أطبق الحفاظ على أن الصحيح رواية الوقف .

و رواه أبو داود في " المراسيل " ( 351 ) عن أبي قلابة مرسلا , و مع إرساله فيه

عمر بن هشام القبطي , مجهول .

و منه يتبين خطأ السيوطي في إيراده الحديث في " الجامع " بلفظيه ! .

165  " كلوا التين , فلو قلت : إن فاكهة نزلت من الجنة بلا عجم لقلت : هي التين ,

و إنه يذهب بالبواسير , و ينفع من النقرس " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 306 ) :

 

$ ضعيف .

ذكره السيوطي في " الجامع " برواية ابن السني و أبي نعيم و الديلمي في " مسند

الفردوس " ( 6 / 47 ) بدون سند عن # أبي ذر # , و قال شارحه المناوي : رووه

كلهم من حديث يحيى بن أبي كثير عن الثقة عن أبي ذر .

قلت : فالإسناد ضعيف لجهالة هذا الذي قيل فيه الثقة ! فإن هذا التوثيق غير

مقبول عند علماء الحديث حتى و لو كان الموثق إماما جليلا كالشافعي و أحمد حتى

يتبين اسم الموثق , فينظر هل هو ثقة اتفاقا أم فيه خلاف , و على الثاني ينظر ما

هو الراجح أتوثيقه أم تضعيفه ? و هذا من دقيق نظر المحدثين رضي الله عنهم و شدة

تحريهم في رواية الحديث عنه صلى الله عليه وسلم , و لهذا قال العلامة ابن القيم

في " زاد المعاد " ( 3 / 214 ) بعد أن ذكر الحديث : و في ثبوته نظر .

قلت : و يغلب على الظن أن هذا الحديث موضوع فإنه ليس عليه نور النبوة , و قد

قال الشيخ العجلوني في " الكشف " ( 1 / 423 ) : جميع ما ورد في الفاكهة من

الأحاديث موضوع , كأنه يعني في فضلها , ثم رأيت الحافظ ابن حجر عزاه في " تخريج

أحاديث الكشاف " ( 4 / 186 ) لأبي نعيم في الطب و الثعلبي من حديث أبي ذر

و قال : و في إسناده من لا يعرف .

166  " إن أهل البيت ليقل طعمهم فتستنير بيوتهم " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 307 ) :

 

$ موضوع .

رواه ابن أبي الدنيا في " كتاب الجوع " ( 5 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء "

( 222 ) و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 35 ) و ابن عدي ( 89 / 1 )

و الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 15 / 5298 ) من طريق عبد الله بن المطلب العجلي

عن الحسن بن ذكوان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا ,

و قال الطبراني : لم يروه عن الحسن إلا عبد الله بن المطلب .

قلت : أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : لا يعرف .

و قال ابن الجوزي : لا يصح , قال العقيلي : عبد الله بن المطلب مجهول , و حديثه

منكر غير محفوظ , و قال أحمد : الحسن بن ذكوان أحاديثه أباطيل ,‏و أقره السيوطي

في " اللآليء " ( 2 / 253 ) و مع هذا فقد أورده في " الجامع الصغير " من رواية

الطبراني في " الأوسط " عن أبي هريرة , و الطريق هو هو ! كما رأيت .

و الحديث ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 5 ) من هذا الوجه و قال : سألت

أبي عنه ? قال : هذا حديث كذب , و عبد الله بن المطلب مجهول , و قال الذهبي في

" الميزان " : إنه خبر منكر , و أقره الحافظ في " اللسان " .

167  " البطيخ قبل الطعام يغسل البطن غسلا , و يذهب بالداء أصلا " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 308 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2 / 282 و 10 / 287 ـ المصورة ) ,

و الذهبي في ترجمة أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار الجرجاني حدثنا الفضل بن صالح

ابن عبيد حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن

عن أبيه عن # بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم # مرفوعا , و فيه قصة للزهري

مع عبد الملك , و قال ابن عساكر : شاذ لا يصح , و قال المناوي عقبه في

" التيسير " : بل لا يصح أصلا و بينه في " الفيض " , فقال فيه مع شذوذه أحمد بن

يعقوب بن عبد الجبار الجرجاني , قال البيهقي : روى أحاديث موضوعة لا أستحل

رواية شيء منها و منها هذا الخبر , و قال الحاكم : أحمد هذا يضع الحديث كاشفته

و فضحته .

قلت : و هذا نقله عن " الميزان " ! و وافقه الحافظ في " اللسان " بل إن السيوطي

نفسه قد أورد هذا الحديث في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 136 / 645 ـ

بترقيمي ) و أعله بما تقدم عن ابن عساكر و الذهبي ( ص 136 ) و وافقه ابن عراق

( 331 / 1 ) و مع ذلك شان به " الجامع الصغير " !

فائدة : قال الحافظ السخاوي في " المقاصد " و تبعه جماعة : صنف أبو عمر

النوقاني في فضائل البطيخ جزءا , و أحاديثه باطلة .

و قد ساق بعضها السيوطي في " الذيل " و لوائح الوضع عليها ظاهرة جدا .

168  " بركة الطعام الوضوء قبله و بعده " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 309 ) :

 

$ ضعيف .

أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 655 ) : حدثنا قيس عن أبي هاشم عن زاذان عن

# سلمان # قال : في التوراة أن بركة الطعام الوضوء قبله , فذكرت ذلك للنبي

صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

و أخرجه أبو داود ( 3761 ) و الترمذي ( 1 / 329 ) و عنه البغوي في " شرح

السنة " ( 3 / 187 / 1 ) و الحاكم ( 4 / 106 - 107 ) و أحمد ( 5 / 441 ) من طرق

عن قيس بن الربيع به , و قال أبو داود : و هو ضعيف , و قال الترمذي : لا نعرف

هذا الحديث إلا من حديث قيس بن الربيع , و قيس يضعف في الحديث .

و قال الحاكم : تفرد به قيس بن الربيع عن أبي هاشم , و انفراده على علو محله

أكثر من أن يمكن تركه في هذا الكتاب , و تعقبه الذهبي بقوله : قلت : مع ضعف قيس

فيه إرسال .

قلت : و لم يتبين لي الإرسال الذي أشار إليه , فإن قيسا قد صرح بالتحديث عن

أبي هاشم , و هذا من الرواة عن زاذان , و قيل لابن معين : ما تقول في زاذان ?

روى عن سلمان ? قال : نعم روى عن سلمان و غيره , و هو ثبت في سلمان .

فعلة الحديث قيس هذا و به أعله كل من ذكرنا و غيرهم , ففي " تهذيب السنن " لابن

القيم ( 5 / 297 / 298 ) أن مهنا سأل الإمام أحمد عن هذا الحديث فقال : هو منكر

ما حدث به إلا قيس بن الربيع .

و الحديث أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 10 ) فقال : سألت أبي عنه ?

فقال : هذا حديث منكر , لو كان هذا الحديث صحيحا , كان حديثا و يشبه هذا الحديث

أحاديث أبي خالد الواسطي عمرو بن خالد , عنده من هذا النحو أحاديث موضوعة عن

أبي هاشم .

قلت : و عمرو بن خالد هذا كذاب فإن كان الحديث حديثه فهو موضوع , والله أعلم .

و أما قول المنذري في " الترغيب " ( 3 / 129 ) بعد أن ساق كلام الترمذي في قيس

ابن الربيع : قيس بن الربيع صدوق و فيه كلام لسوء حفظه لا يخرج الإسناد عن حد

الحسن .

قلت : و هذا كلام مردود بشهادة أولئك الفحول من الأئمة الذين خرجوه و ضعفوه فهم

أدري بالحديث و أعلم من المنذري , و المنذري يميل إلى التساهل في التصحيح

و التحسين , و هو يشبه في هذا ابن حبان و الحاكم من القدامى , و السيوطي و نحوه

من المتأخرين , و في الباب حديث آخر و لكنه منكر , تقدم برقم ( 117 ) , ثم قال

المنذري : و قد كان سفيان يكره الوضوء قبل الطعام , قال البيهقي : و كذلك مالك

ابن أنس كرهه , و كذلك صاحبنا الشافعي استحب تركه , و احتج بالحديث , يعني حديث

ابن عباس قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى الخلاء ثم إنه رجع فأتي

بالطعام , فقيل : ألا تتوضأ ? قال : " لم أصل فأتوضأ " .

رواه مسلم و أبو داود و الترمذي بنحوه إلا أنهما قالا : " إنما أمرت بالوضوء

إذا قمت إلى الصلاة " .

قلت : فهذا دليل آخر على ضعف الحديث و هو ذهاب هؤلاء الأئمة الفقهاء إلى خلافه

و معهم ظاهر هذا الحديث الصحيح .

و قد تأول بعضهم الوضوء في هذا الحديث بمعنى غسل اليدين فقط , و هو معنى غير

معروف في كلام النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في

" الفتاوى " ( 1 / 56 ) فلو صح هذا الحديث لكان دليلا ظاهرا على استحباب الوضوء

قبل الطعام و بعده و لما جاز تأويله .

هذا , و اختلف العلماء في مشروعية غسل اليدين قبل الطعام على قولين , منهم من

استحبه , و منهم من لم يستحبه , و من هؤلاء سفيان الثوري فقد ذكر أبو داود عنه

أنه كان يكره الوضوء قبل الطعام , قال ابن القيم : و القولان هما في مذهب أحمد

و غيره , و الصحيح أنه لا يستحب .

قلت : و ينبغي تقييد هذا بما إذا لم يكن على اليدين من الأوساخ ما يستدعي

غسلهما , و إلا فالغسل و الحالة هذه لا مسوغ للتوقف عن القول بمشروعيته ,

و عليه يحمل ما رواه الخلال عن أبي بكر المروذي قال : رأيت أبا عبد الله يعني

الإمام أحمد يغسل يديه قبل الطعام و بعده , و إن كان على وضوء .

و الخلاصة أن الغسل المذكور ليس من الأمور التعبدية , لعدم صحة الحديث به , بل

هو معقول المعنى , فحيث وجد المعنى شرع و إلا فلا .

169  " إن لكل شيء قلبا , و إن قلب القرآن يس , من قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر

مرات " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 312 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الترمذي ( 4 / 46 ) و الدارمي ( 2 / 456 ) من طريق حميد بن عبد الرحمن عن

الحسن بن صالح عن هارون أبي محمد عن مقاتل بن حيان عن قتادة عن # أنس # مرفوعا

و قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه و هارون أبو محمد

مجهول , و في الباب عن أبي بكر الصديق و لا يصح , و إسناده ضعيف و في الباب عن

أبي هريرة .

قلت : كذا في نسختنا من الترمذي حسن غريب , و نقل المنذري في " الترغيب " ( 2 /

322 ) و الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 3 / 563 ) و الحافظ في " التهذيب "

أنه قال : حديث غريب ليس في نقلهم عنه أنه حسنه , و لعله الصواب فإن الحديث

ضعيف ظاهر الضعف بل هو موضوع من أجل هارون , فقد قال الحافظ الذهبي في ترجمته

بعد أن نقل عن الترمذي تجهيله إياه : قلت : أنا أتهمه بما رواه القضاعي في

" شهابه " : ثم ساق له هذا الحديث , قلت : هو فيه برقم ( 1035 ) .

و في " العلل " ( 2 / 55 - 56 ) لابن أبي حاتم : سألت أبي عن هذا الحديث ?

فقال : مقاتل هذا , هو مقاتل بن سليمان , رأيت هذا الحديث في أول كتاب وضعه

مقاتل بن سليمان و هو حديث باطل لا أصل له .

قلت : كذا جزم أبو حاتم - و هو الإمام الحجة - أن مقاتلا المذكور في الإسناد هو

ابن سليمان مع أنه وقع عندي الترمذي و الدارمي مقاتل بن حيان كما رأيت , فلعله

خطأ من بعض الرواة , و يؤيده أن الحديث رواه القضاعي كما سبق و كذا أبو الفتح

الأزدي من طريق حميد الرؤاسي بسنده المتقدم عن مقاتل عن قتادة به , كذا قال :

عن مقاتل , لم ينسبه فظن بعض الرواة أنه ابن حيان فنسبه إليه , من هؤلاء الأزدي

نفسه فإنه ذكر عن وكيع أنه قال في مقاتل بن حيان : ينسب إلى الكذب قال الذهبي :

كذا قال أبو الفتح و أحسبه التبس عليه مقاتل بن حيان بمقاتل بن سليمان فابن

حيان صدوق قوي الحديث , و الذي كذبه وكيع هو ابن سليمان , ثم قال أبو الفتح

( قلت : فساق إسناد الحديث كما ذكرت آنفا ) فتعقبه الذهبي بقوله : قلت : الظاهر

أنه مقاتل بن سليمان .

قلت : و إذا ثبت أنه ابن سليمان كما استظهره الذهبي و جزم به أبو حاتم فالحديث

موضوع قطعا لأنه أعني ابن سليمان كذاب كما قال وكيع و غيره .

ثم اعلم أن حديث أبي بكر الذي أشار إليه الترمذي و ضعفه لم أقف على متنه و أما

حديث أبي هريرة فقال الحافظ ابن كثير : منظور فيه ثم قال : قال أبو بكر البزار

حدثنا عبد الرحمن بن الفضل حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حميد المكي مولى آل علقمة

عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعا به دون قوله : " من قرأها ... " ثم

قال البزار : لا نعلم رواه إلا زيد عن حميد .

قلت : و حميد هذا مجهول كما قال الحافظ في " التقريب " و عبد الرحمن بن الفضل

شيخ البزار لم أعرفه , و حديثه في " كشف الأستار " برقم ( 2304 ) .

و الحديث مما شان به السيوطي " جامعه " و كذا الشيخ الصابوني " مختصره " 3 /

154 ) الذي زعم أنه لا يذكر فيه إلا الصحيح من الحديث ! و هيهات فإنه مجرد

ادعاء ! .

170  " إن آدم صلى الله عليه وسلم لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة :

أي رب *( أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء , و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك

? قال : إني أعلم ما لا تعلمون )* قالوا : ربنا نحن أطوع لك من بني آدم ,

قال الله تعالى للملائكة : هلموا ملكين من الملائكة , حتى يهبط بهما الأرض ,

فننظر كيف يعملان ? قالوا : ربنا ! هاروت و ماروت , فأهبطا إلى الأرض , و مثلت

لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت : لا والله حتى

تكلما بهذه الكلمة من الإشراك , فقالا : والله لا نشرك بالله , فذهبت عنهما ثم

رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها قالت : لا والله حتى تقتلا هذا الصبي , فقالا :

والله لا نقتله أبدا , فذهبت ثم رجعت بقدح خمر , فسألاها نفسها , قالت : لا

والله حتى تشربا هذا الخمر , فشربا فسكرا , فوقعا عليها , و قتلا الصبى , فلما

أفاقا , قالت المرأة : والله ما تركتما شيئا مما أبيتما علي إلا قد فعلتما حين

سكرتما , فخيرا بين عذاب الدنيا و الآخرة , فاختارا عذاب الدنيا " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 314 ) :

 

$ باطل مرفوعا .

أخرجه ابن حبان ( 717 ـ موارد ) و أحمد ( 2 / 134 و رقم 6178 - طبع شاكر )

و عبد بن حميد في " المنتخب " ( ق 86 / 1 ) و ابن أبي الدنيا في " العقوبات "

( ق 75 / 2 ) و البزار ( 2938 ـ الكشف ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة "

( 651 ) من طريق زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع مولى ابن عمر عن

# عبد الله بن عمر # أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .

و قال البزار : رواه بعضهم عن نافع عن ابن عمر موقوفا و إنما أتى رفع هذا عندي

من زهير لأنه لم يكن بالحافظ .

قلت : و الموقوف صحيح كما يأتي و قال الحافظ ابن كثير في تفسيره " ( 1 / 254 )

: و هذا حديث غريب من هذا الوجه , و رجاله كلهم ثقات من رجال " الصحيحين " إلا

موسى بن جبير هذا هو الأنصاري .... ذكره ابن أبي حاتم في " كتاب الجرح و

التعديل " ( 4 / 1 / 139 ) و لم يحك فيه شيئا من هذا و لا هذا , فهو مستور

الحال , و قد تفرد به عن نافع .

و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 451 ) و لكنه قال : و كان يخطيء و يخالف .

قلت : و اغتر به الهيثمي فقال في " المجمع " ( 5 / 68 ) بعد ما عزى الحديث

لأحمد و البزار : و رجاله رجال الصحيح خلا موسى بن جبير و هو ثقة .

قلت : لو أن ابن حبان أورده في كتابه ساكتا عليه كما هو غالب عادته لما جاز

الاعتماد عليه لما عرف عنه من التساهل في التوثيق فكيف و هو قد وصفه بقوله :

يخطيء و يخالف و ليت شعري من كان هذا وصفه فكيف يكون ثقة و يخرج حديثه في

" الصحيح " ? ! .

قلت : و لذلك قال الحافظ ابن حجر في موسى هذا : إنه مستور , ثم إن الراوي عنه

زهير بن محمد و إن كان من رجال " الصحيحين " ففي حفظه كلام كثير ضعفه من أجله

جماعة , و قد عرفت آنفا قول البزار فيه أنه لم يكن بالحافظ .

و قال أبو حاتم في " الجرح و التعديل " ( 1 / 2 / 590 ) : محله الصدق , و في

حفظه سوء , و كان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه , فما حدث من

كتبه فهو صالح , و ما حدث من حفظه ففيه أغاليط .

قلت : و من أين لنا أن نعلم إذا كان حدث بهذا الحديث من كتابه , أو من حفظه ? !

ففي هذه الحالة يتوقف عن قبول حديثه , هذا إن سلم من شيخه المستور , و قد تابعه

مستور مثله , أخرجه ابن منده كما في ابن كثير من طريق سعيد بن سلمة حدثنا موسى

ابن سرجس عن نافع به بطوله .

سكت عن علته ابن كثير و لكنه قال : غريب , أي ضعيف , و في " التقريب " موسى بن

سرجس مستور .

قلت : و لا يبعد أن يكون هو الأول , اختلف الرواة في اسم أبيه , فسماه بعضهم

جبيرا , و بعضهم سرجسا , و كلاهما حجازي , والله أعلم .

ثم قال الحافظ ابن كثير : و أقرب ما يكون في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر

عن كعب الأحبار , لا عن النبي صلى الله عليه وسلم , كما قال عبد الرزاق في

" تفسيره " : عن الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر عن كعب الأحبار

قال : ذكرت الملائكة أعمال بني آدم و ما يأتون من الذنوب فقيل لهم : اختاروا

منكم اثنين , فاختاروا هاروت و ماروت ... إلخ , رواه ابن جرير من طريقين عن

عبد الرزاق به , و رواه ابن أبي حاتم عن أحمد بن عصام عن مؤمل عن سفيان الثوري

به , و رواه ابن جرير أيضا حدثني المثنى أخبرنا المعلى و هو ابن أسد أخبرنا

عبد العزيز بن المختار عن موسى بن عقبة حدثني سالم أنه سمع عبد الله يحدث عن

كعب الأحبار فذكره , فهذا أصح و أثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين

المتقدمين , و سالم أثبت في أبيه من مولاه نافع , فدار الحديث و رجع إلى نقل

كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل , و علق عليه الشيخ رشيد رضا رحمه الله بقوله :

من المحقق أن هذه القصة لم تذكر في كتبهم المقدسة , فإن لم تكن وضعت في زمن

روايتها فهي في كتبهم الخرافية , و رحم الله ابن كثير الذي بين لنا أن الحكاية

خرافة إسرائيلية و أن الحديث المرفوع لا يثبت .

قلت : و قد استنكره جماعة من الأئمة المتقدمين , فقد روى حنبل الحديث من طريق

أحمد ثم قال : قال أبو عبد الله ( يعني الإمام أحمد ) : هذا منكر , و إنما يروى

عن كعب , ذكره في " منتخب ابن قدامة " ( 11 / 213 ) , و قال ابن أبي حاتم في

" العلل " ( 2 / 69 ـ 70 ) : سألت أبي عن هذا الحديث ? فقال : هذا حديث منكر .

قلت : و مما يؤيد بطلان رفع الحديث من طريق ابن عمر أن سعيد بن جبير و مجاهدا

روياه عن ابن عمر موقوفا عليه كما في " الدر المنثور " للسيوطي ( 1 / 97 ـ 98 )

و قال ابن كثير في طريق مجاهد : و هذا إسناد جيد إلى عبد الله بن عمر , ثم هو -

والله أعلم - من رواية ابن عمر عن كعب كما تقدم بيانه من رواية سالم عن أبيه ,

و من ذلك أن فيه وصف الملكين بأنهما عصيا الله تبارك و تعالى بأنواع من المعاصي

على خلاف وصف الله تعالى لعموم ملائكته في قوله عز وجل : *( لا يعصون الله ما

أمرهم و يفعلون ما يؤمرون )* .

و قد رويت فتنة الملكين في أحاديث أخرى ثلاثة , سيأتي الكلام عليها في المجلد

الثاني رقم ( 910 و 912 و 913 ) إن شاء الله تعالى .

171  " من ولد له مولود , فسماه محمدا تبركا به , كان هو و مولوده في الجنة " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 319 ) :

 

$ موضوع .

رواه ابن بكير في " فضل من اسمه أحمد و محمد " ( ق 58 / 1 ) و من طريقه أورده

ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 157 ) حدثنا حامد بن حماد بن المبارك

العسكري حدثنا إسحاق بن يسار أبو يعقوب النصيبي حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا

حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن مكحول عن # أبي أمامة # مرفوعا , و قال

ابن الجوزي : في إسناده من تكلم فيه , و لم يزد , و تعقبه السيوطي في

" اللآليء " ( 1 / 106 ) بقوله : قلت : هذا أمثل حديث ورد في الباب , و إسناده

حسن , و مكحول من علماء التابعين و فقهائهم وثقه غير واحد , و احتج به مسلم في

" صحيحه " , و روى له البخاري في " الأدب " , و الأربعة , وثقه ابن معين

و النسائي , و ضعفه ابن المديني و قال أبو حاتم : ليس بالمتين , و قال مرة :

كان صدوقا , و قال أبو زرعة : لا بأس به , والله أعلم  .

قلت : لقد أبعد السيوطي عفا الله عنه النجعة فأخذ يتكلم على بعض رجال السند

موهما أنهم موضع النظر منه , مع أن علة الحديث ممن دونهم , ألا و هو حامد بن

حماد العسكري شيخ ابن بكير قال الذهبي في " الميزان " : روى عن إسحاق بن يسار

النصيبي خبرا موضوعا هو آفته , ثم ساق له هذا .

و وافقه الحافظ ابن حجر في " اللسان " .

و لذلك قال المحقق ابن القيم : إنه حديث باطل , كما نقله الشيخ القاري في

" موضوعاته " عنه , ( ص 109 ) و أقره .

و غفل عن هذا التحقيق المناوي فأقر تحت الحديث الآتي ( 437 ) السيوطي على

تحسينه فلا تغتر به , ثم وجدت ابن عراق قد تعقب السيوطي في " تنزيه الشريعة "

( 82 / 1 ) بمثل ما تعقبته به , إلا أنه زاد فقال : لكن وجدت له طريقا أخرى

أخرجها ابن بكير أيضا والله أعلم .

قلت : و سكت عليه ! و فيه ثلاثة لم أجد من ذكرهم , فأحدهم آفته .

172  " قال الله لداود : يا داود ابن لي في الأرض بيتا , فبنى داود بيتا لنفسه قبل

البيت الذي أمر به , فأوحى الله إليه : يا داود بنيت بيتك قبل بيتي ? قال : أي

رب هكذا قلت فيما قضيت : من ملك استأثر , ثم أخذ في بناء المسجد , فلما تم سور

الحائط سقط , فشكا ذلك إلى الله , فأوحى الله إليه أنه لا يصح أن تبني لي بيتا

! قال : أي رب و لم ? قال : لما جرى على يديك من الدماء , قال : أي رب أو لم

يكن ذلك في هواك ? قال : بلى و لكنهم عبادي و إمائي و أنا أرحمهم , فشق ذلك

عليه فأوحى الله إليه : لا تحزن فإني سأقضى بناءه على يد ابنك سليمان ... " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 320 ) :

 

$ باطل موضوع .

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 5 / 12 ) و " مسند الشاميين " ( ص 62 و

99 ـ المصورة ) , و ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 300 ) و عنه ابن الجوزي في

" الموضوعات " ( 1 / 200 ) , عن محمد بن أيوب بن سويد حدثنا أبي حدثنا إبراهيم

ابن أبي عبلة عن أبي الزاهرية عن # رافع بن عمير # مرفوعا , و قال ابن الجوزي :

موضوع , محال , تتنزه الأنبياء عن مثله و يقبح أن يقال : أبيح له قتل قوم أو

أمر بذلك , ثم أبعد بذلك عن الرضا , كيف و قد قال تعالى في حق العصاة : *( و لا

تأخذكم بهما رأفة في دين الله )* قال ابن حبان : و محمد بن أيوب يروي الموضوعات

و أقره السيوطي في " اللآلئ " ( 1 / 170 ) و قال : قلت : أخرجه الطبراني و ابن

مردويه في " التفسير " و قد وافق صاحب " الميزان " على أنه موضوع , قال

أبو زرعة : محمد بن أيوب رأيته قد أدخل في كتب أبيه أشياء موضوعة .

و قال ابن حبان , كان يضع الحديث , و الموضوع منه قصة داود , و أما سؤال سليمان

الخصال الثلاث فورد من طرق أخرى .

قلت : و قد حذفت السؤال منه و أشرت إليه بالنقط ( ... ) لأنه صحيح من حديث

عبد الله بن عمرو , و قد صححه جمع كما هو مبين في " التعليق الرغيب " ( 2 /

137 ) , و راجع تعليقي على " صحيح ابن خزيمة " ( 2 / 288 / 1334 ) , و قد أورده

بتمامه الهيثمي ( 4 / 7 - 8 ) و قال : رواه الطبراني في " الكبير " و فيه محمد

ابن أيوب ابن سويد الرملي و هو متهم بالوضع .

173  " فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 322 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه أبو الشيخ في " العظمة " ( 1 / 297 / 42 ) و عنه ابن الجوزي في

" الموضوعات " ( 3 / 144 ) من طريق عثمان بن عبد الله القرشي حدثنا إسحاق بن

نجيح الملطي حدثنا عطاء الخراساني عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال : عثمان

و شيخه كذابان , و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 227 ) بقوله : قلت :

اقتصر العراقي في " تخريج الإحياء " على تضعيفه , و له شاهد .

قلت : ثم ساق من رواية الديلمي و هذا في " مسنده " ( 2 / 46 ) بسنده إلى سعيد

ابن ميسرة سمعت أنس بن مالك يقول : تفكر ساعة في اختلاف الليل و النهار خير من

عبادة ألف سنة .

قلت : هذا مع كونه موقوفا و مغايرا للفظ الحديث فهو موضوع أيضا , سعيد بن ميسرة

قال الذهبي : مظلم الأمر , و قال ابن حبان : يروي الموضوعات , و قال الحاكم :

روى عن أنس موضوعات , و كذبه يحيى القطان .

قلت : فمثله لا يستشهد به و لا كرامة ! و لذلك فقد أساء بذكره في " جامعه " .

174  " إذا بنى الرجل المسلم سبعة أو تسعة أذرع , ناداه مناد من السماء : أين تذهب

يا أفسق الفاسقين ?! " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 322 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 75 ) من طريق الطبراني قال : حدثنا علي بن

سعيد الرازي قال : حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي قال : حدثنا الوليد بن موسى

الدمشقي قال : حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن الحسن عن # أنس # مرفوعا

و قال : غريب من حديث الحسن و يحيى و الأوزاعي , تفرد به الوليد بن موسى القرشي

و هو ضعيف ليس كالوليد بن موسى الدمشقي .

قلت : و ابن موسى هذا القرشي قال الذهبي في " الميزان " : قال الدارقطني : منكر

الحديث , و قواه أبو حاتم , و قال غيره : متروك , و وهاه العقيلي و ابن حبان ,

و له حديث موضوع .

قلت : و لعله يشير إلى هذا الحديث فإنه ظاهر الوضع لأن الارتفاع بالبناء القدر

المذكور في هذا الحديث ليس ذنبا بله كبيرة حتى يحكم على فاعله بأنه أفسق

الفاسقين , فقاتل الله الوضاعين ما أقل حياءهم و أجرأهم على النار .

و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " بهذا اللفظ و بلفظ : " من بنى فوق

عشرة أذرع ناداه مناد من السماء : يا عدو الله إلى أين تريد " , و قال : رواه

الطبراني عن أنس , أما شارحه المناوي فقال : أغفل المصنف من خرجه , و عزاه في

" الدرر " إلى الطبراني عن أنس , و فيه الربيع بن سليمان الجيزي أورده الذهبي

في " ذيل الضعفاء " و قال : كان فقيها دينا لم يتقن السماع من ابن وهب .

قلت : تعصيب الجناية بالجيزي مع أن فوقه من هو أشد ضعفا منه ليس من الإنصاف في

شيء ألا و هو الوليد بن موسى القرشي فقد عرفت مما سبق أنه متهم , ثم إن الحسن

هو البصري و هو على جلالة قدره مدلس و لم يصرح بسماعه من أنس فهو منقطع .

ثم إن الحديث لم يورده الهيثمي في " المجمع " و إنما أورد فيه ( 4 / 70 ) ما

نصه : و عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر ببنية قبة لرجل من

الأنصار فقال : " ما هذه " ? قالوا : قبة , فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" كل بناء , و أشار بيده على رأسه أكبر من هذا فهو وبال على صاحبه يوم

القيامة‏" , رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله ثقات .

قلت : هذا رواه أبو داود في " سننه " ( 3 / 347 و 348 ) بنحوه من طريق آخر تبين

فيما بعد أنه جيد , كما قال الحافظ العراقي , فنقلته إلى " الصحيحة "

( 8830 ) .

175  " من بنى بناء فوق ما يكفيه كلف يوم القيامة بحمله على عاتقه " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 324 ) :

 

$ باطل .

أخرجه الطبراني ( 3 / 71 / 2 ) و ابن عدي ( 333 / 1 - 2 ) و أبو نعيم ( 8 / 246

) من طريق المسيب بن واضح حدثنا يوسف عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي

عبيدة عن # عبد الله بن مسعود # مرفوعا , و قال أبو نعيم و ابن عدي : غريب من

حديث الثوري تفرد به المسيب عن يوسف , ثم رواه أبو نعيم ( 8 / 252 ) من طريق

محمد يعني ابن المسيب حدثنا عبد الله بن خبيق حدثنا يوسف بن أسباط به .

قلت : و هذا سند ضعيف من أجل يوسف بن أسباط قال أبو حاتم : كان رجلا عابدا ,

دفن كتبه , و هو يغلط كثيرا , و هو رجل صالح , لا يحتج به , كما في " الجرح "

( 4 / 2 / 418 ) , و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " و الهيثمي في

" المجمع " ( 4 / 70 ) و قال : رواه الطبراني في " الكبير " , و فيه المسيب بن

واضح وثقه النسائي و ضعفه جماعة .

قلت : قد تابعه عبد الله بن خبيق كما سبق , فعلة الحديث من شيخهما ابن أسباط ,

ثم إن له علة أخرى هي الانقطاع بين أبي عبيدة و أبيه عبد الله بن مسعود فإنه لم

يسمع منه و أشار لهذا الحافظ العراقي فقال في " تخريج الإحياء " ( 4 / 204 ) :

رواه الطبراني من حديث ابن مسعود بإسناد فيه لين و انقطاع , و الحديث قال

الذهبي في ترجمة المسيب : و هذا حديث منكر , و قال ابن أبي حاتم في " العلل "

( 2 / 115 و 116 ) : سألت أبي عن حديث رواه المسيب بن واضح عن يوسف بن أسباط ..

قلت : فذكره , قال : قال أبي : هذا حديث باطل لا أصل له بهذا الإسناد .

176  " لا تسقوني حلب امرأة " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 325 ) :

 

$ منكر .

أخرجه وكيع في " الزهد " ( 3 / 494 / 408 ) حدثنا قيس بن الربيع عن امرئ القيس

عن عاصم بن بحير عن # ابن أبي الشيخ المحاربي # قال : أتانا رسول الله صلى الله

عليه وسلم فقال : " نصركم الله يا معشر محارب ! لا تسقوني ... " .

و أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 6 / 43 ) من طريقين آخرين عن قيس بن الربيع

به , و زاد أحدهما : قال قيس بن الربيع : فرأيت امرأ القيس إذا أتى بشيراز

( كذا ) قال : حلاب امرأة هذا ? .

قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم , ابن أبي الشيخ لا يعرف إلا في هذا الحديث بهذا

الإسناد , أورده ابن الأثير و غيره هكذا في الصحابة .

و عاصم بن بحير ـ‏بالحاء المهملة مكبرا أو مصغرا ـ كما في" الإكمال " و غيره

و لم أجد له ترجمة , و امرؤ القيس , أورده في " الميزان " بروايته هذه عن عاصم

و قال : قال الأزدي : حدث بخبر منكر لا يصح , و كذا في " اللسان " .

و قيس بن الربيع , قال الحافظ في " التقريب " : صدوق , تغير لما كبر , و أدخل

عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به .

قلت : فلا يبعد أن يكون هذا الحديث بهذا الإسناد المظلم مما أدخله عليه ابنه و

الله أعلم .

177  " من بنى بنيانا في غير ظلم و لا اعتداء , أو غرس غرسا في غير ظلم و لا اعتداء

كان أجره جاريا ما انتفع به أحد من خلق الرحمن تبارك و تعالى " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 326 ) :

 

$ ضعيف .

أخرجه أحمد ( 3 / 438 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 416 - 417 ) و الطبراني

في " المعجم الكبير " ( 20 / 187 / رقم 410 و 411 ) من طريق زبان بن فائد عن #

سهل بن معاذ الجهني عن أبيه # مرفوعا .

و هذا ضعيف من أجل زبان فإنه ضعيف الحديث مع صلاحه و عبادته كما قال الحافظ في

" التقريب " , و الحديث قال في " المجمع " ( 4 / 70 ) : رواه أحمد و الطبراني

في " الكبير " و فيه زبان بن فائد ضعفه أحمد و غيره , و وثقه أبو حاتم .

178  " من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 327 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الترمذي ( 3 / 318 ) و ابن أبي الدنيا في " ذم الغيبة " و ابن عدي ( 296

/ 2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 2 / 339 - 340 ) من طريق محمد بن الحسن بن أبي

يزيد الهمداني عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن # معاذ بن جبل # مرفوعا ,

و قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب , و ليس إسناده بمتصل , و خالد بن معدان لم

يدرك معاذ بن جبل .

قلت : أنى له الحسن إذن ? !‏فإنه مع هذا الانقطاع فيه محمد بن الحسن هذا , كذبه

ابن معين و أبو داود كما في " الميزان " ثم ساق له هذا الحديث , و لهذا أورده

الصغاني في " الموضوعات " ( ص 6 ) و من قبله ابن الجوزي ( 3 / 82 ) ذكره من

طريق ابن أبى الدنيا ثم قال : لا يصح محمد بن الحسن كذاب , و تعقبه السيوطي في

" اللآليء " ( 2 / 293 ) بقوله : قلت : أخرجه الترمذي و قال : هذا حديث حسن

غريب , و له شاهد .

قلت : ثم ذكر الشاهد و هو من طريق الحسن قال : كانوا يقولون : " من رمى أخاه

بذنب تاب إلى الله منه , لم يمت حتى يبتليه الله به " , و هو مع أنه ليس مرفوعا

إليه صلى الله عليه وسلم , فإن في سنده صالح بن بشير المري , و هو ضعيف كما في

" التقريب " فلا يصح شاهدا لضعفه و عدم رفعه , و قد رواه عبد الله بن أحمد في

" زوائد الزهد " ( ص 281 ) قال أخبرت عن سيار حدثنا صالح المري قال : سمعت

الحسن يقول : فذكره , و له شاهد آخر مرفوع و لكنه ضعيف فانظر أجوبة ابن حجر على

القزويني مع مقدمتي لها المنشورة في آخر " المشكاة " بتحقيقنا ( ج 3 ص ح ) .

179  " الدعاء سلاح المؤمن , و عماد الدين , و نور السموات و الأرض " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 328 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه أبو يعلى ( 439 ) و ابن عدي ( 296 / 2 ) و الحاكم ( 1 / 492 ) و القضاعي

( 4 / 2 / 1 ) من طريق الحسن بن حماد الضبي حدثنا محمد بن الحسن بن الزبير

الهمداني حدثنا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن # علي #

رضي الله عنه مرفوعا , و قال الحاكم : هذا حديث صحيح فإن محمد بن الحسن هذا هو

التل و هو صدوق في الكوفيين و وافقه الذهبي و هذا منه خطأ فاحش لأمرين :

الأول : أن فيه انقطاعا كما ذكره الذهبي نفسه في " الميزان " بين علي بن الحسين

و جده علي بن أبي طالب .

الآخر : أن محمد بن الحسن الهمداني هذا ليس هو التل الصدوق كما قال الحاكم ,

و إنما هو محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني الكذاب المذكور في الحديث

المتقدم و يدل على هذا أمور :

1 - أن الذهبي نفسه أورد الحديث في ترجمته بعد أن نقل تكذيبه عن ابن معين

و غيره , و كذلك أورده ابن عدي في ترجمته , فإيراد السيوطي الحديث في

" الجامع " خطأ.

2 - أن الحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 147 ) و قال : رواه أبو يعلى

و فيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد و هو متروك .

3 - أن محمد بن الحسن التل لم يذكر في شيوخه جعفر بن محمد , و إنما ذكر هذا في

شيوخ محمد بن الحسن الهمداني .

4 - أن التل لم ينسب إلى همدان , و إنما نسب إليها ابن أبي يزيد , فالظاهر أن

لفظة ( الزبير ) تحرفت على بعض الرواة في " المستدرك " من ( أبي يزيد ) ,

و بناء عليه ذهب الحاكم إلى أنه التل فأخطأ والله أعلم .

و الجملة الأولى من الحديث وردت من كلام الفضيل بن عياض , رواه السلفي في

" الطيوريات " ( 64 / 1 ) , و رويت في حديث آخر لا يصح و هو :

180  " ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم و يدر لكم أرزاقكم ? تدعون الله ليلكم

و نهاركم , فإن الدعاء سلاح المؤمن " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 329 ) :

 

$ ضعيف .

رواه أبو يعلى ( 3 / 346 / 1812 ) من طريق سلام بن سليم عن محمد بن أبي حميد عن

محمد بن المنكدر عن # جابر بن عبد الله # مرفوعا .

و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 147 ) : رواه أبو يعلى من حديث

جابر بن عبد الله و فيه محمد بن أبي حميد و هو ضعيف .

و أما قول الشيخ العجلوني في " الكشف " ( 1 / 403 ) عقب الحديث المتقدم و قول

الهيثمي هذا : و قال ابن الغرس : قال شيخنا : صحيح , فلعله أراد باعتبار

انجباره فتدبر .

قلت : قد علمت أن الحديث الذي قبله موضوع فلا تأثير له في تقوية هذا الحديث

الضعيف , كما هو مقرر في علم المصطلح .

على أن له علة أخرى تبينت لي بعد أن وقفت على إسناده في " مسند أبي يعلى " ,

فإنه قال : حدثنا أبو الربيع حدثنا سلام يعني ابن سليم عن محمد بن أبي حميد عن

محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله به .

قلت : سلام هذا هو الطويل المدني , و هو متروك متهم بالوضع فإعلال الحديث به

أولى من إعلاله بمحمد بن أبي حميد و قد مضى له حديث موضوع برقم ( 58 ) و آخر

ضعيف توبع عليه برقم ( 26 ) فالحديث موضوع أيضا كالذي قبله , و ليس ضعيفا فقط

كما كنا عللناه بابن أبي حميد من قبل بناء على عبارة الهيثمي فتنبه .

181  " إن الرزق لا تنقصه المعصية و لا تزيده الحسنة , و ترك الدعاء معصية " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 330 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 147 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 11 / 2 ) من

طريق إسماعيل بن يحيى التيمي عن مسعر بن كدام عن عطية عن # أبي سعيد # مرفوعا .

و هذا إسناد موضوع , إسماعيل هذا كذاب كما قال أبو علي النيسابوري و الدارقطني

و الحاكم , و قال ابن عدي : عامة ما يرويه بواطيل , و عطية العوفي ضعيف و قد

مضى له حديث رقم ( 24 ) .

و قال المناوي في " شرح الجامع " : قال الهيثمي : و فيه عطية العوفي ضعيف ,

قال السخاوي : سنده ضعيف .

و قد ذهلوا جميعا عن علة الحديث الحقيقية , و إلا لما جاز تعصيب الجناية برأس

عطية دون إسماعيل الكذاب ! و لعله لذلك أورده السيوطي في " الجامع " .

ثم إن مما يدل على بطلان الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يبسط له

في رزقه و أن ينسأ له في أثره فليصل رحمه " , رواه الشيخان و غيرهما , و هو

مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1486 ) .

فهذا يدل على أن الحسنة سبب في زيادة الرزق كما أنها سبب في إطالة العمر , و لا

تعارض عند التحقيق بين هذا و بين قوله تعالى *( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون

ساعة و لا يستقدمون )* و لبسط هذا موضع آخر .

182  " خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يأثم " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 331 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه أبو داود ( رقم 5120 ) من طريق أيوب بن سويد عن أسامة بن زيد أنه سمع

سعيد بن المسيب يحدث عن # سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي # قال : خطبنا

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره .

قلت : و هذا سند ضعيف جدا من أجل أيوب بن سويد ضعفه أحمد و أبو داود و غيرهما .

و قال النسائي : ليس بثقة , و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 231 ) :

سمعت أبي قال : أول ما أنكرنا على أيوب بن سويد حديث أسامة بن زيد عن سعيد بن

المسيب عن سراقة بن مالك ( فذكر هذا الحديث ) , و ما أعلم أسامة روى عن سعيد بن

المسيب شيئا , و قال في موضع آخر ( 2 / 209 ) : قال أبي : كنت أسمع منذ حين

يذكر عن يحيى بن معين أنه سئل عن أيوب بن سويد فقال : ليس بشيء , و سعيد بن

المسيب عن سراقة لا يجيء , و هذا حديث موضوع , بابه حديث الواقدي .

و الحديث أعله المنذري في " مختصر السنن " ( 8 / 18 ) بأيوب بن سويد ,

و بالانقطاع بين سعيد بن المسيب و سراقة , و ذهل المناوي في " شرح الجامع

الصغير " عن الانقطاع فأعله بأيوب فقط ?

و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 110 ) من حديث خالد بن عبد الله بن حرملة

المدلجي ثم قال : رواه الطبراني و فيه من لم أعرفهم .

و الذي تقتضيه الصناعة الحديثية أن الحديث ضعيف جدا , لولا حكم أبي حاتم بوضعه

فإنه إمام حجة , والله أعلم .

183  " لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 332 ) :

 

$ ضعيف .

أخرجه الدارقطني ( ص 161 ) و الحاكم ( 1 / 246 ) و البيهقي ( 3 / 57 ) من طريق

سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن # أبي هريرة #

مرفوعا , سكت عنه الحاكم ! و قال البيهقي : و هو ضعيف .

قلت : و علته سليمان هذا فإنه ضعيف جدا , قال ابن معين : ليس بشيء , و قال

البخاري : منكر الحديث , قال الذهبي : قال البخاري : من قلت فيه منكر الحديث

فلا تحل رواية حديثه .

ثم أخرجه الدارقطني من طريق محمد بن سكين الشقري المؤذن , أنبأنا عبد الله بن

بكير الغنوي , عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا به , و في

لفظ عنده : " لا صلاة لمن سمع النداء ثم لم يأت إلا من علة " .

و هذا سند ضعيف من أجل محمد بن سكين , أورده ابن أبي حاتم في " الجرح

و التعديل " ( 3 / 2 / 283 ) و ساق له هذا الحديث باللفظ الثاني ثم قال : سمعت

أبي يقول : هو مجهول , و الحديث منكر , و قال الذهبي في " الميزان " : لا يعرف

و خبره منكر , ثم ساق له هذا الحديث باللفظ الأول , ثم قال : قال الدارقطني :

هو ضعيف .

و رواه أحمد في " مسائل ابنه صالح " ( ص 56 ) بسند صحيح عن أبي حيان التيمي عن

أبيه عن علي به موقوفا عليه , و زاد قيل : و من جار المسجد ? قال : " من سمع

النداء " , ثم رواه من طريق أبي إسحاق عن الحارث عنه دون الزيادة .

و الحديث أخرجه العقيلي في " الضعفاء " من هذا الوجه باللفظ الثاني ثم قال :

و هذا يروى من وجه آخر صالح .

قلت : يشير إلى حديث ابن عباس مرفوعا : " من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له

إلا من عذر " .

أخرجه أبو داود و ابن ماجه و الدارقطني و الحاكم و البيهقي , و سند ابن ماجه

و غيره صحيح , و قد صححه النووي و العسقلاني و الذهبي و من قبلهم الحاكم , و هو

مخرج تخريجا دقيقا في " الإرواء " ( 551 ) .

و أما قول مؤلف كتاب " التاج الجامع للأصول " ( 1 / 268 ) : رواه أبو داود

و ابن ماجه بسند ضعيف .

فمن تخليطاته و أخطائه الكثيرة التي بينتها في " نقد التاج " ( رقم 180 ) ,

ثم إن الحديث بلفظه الأول أورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 6 )

و كذا ابن الجوزي أورده في " الموضوعات " ( 2 / 93 ) من طريق صالح كاتب الليث :

حدثنا عمر بن راشد عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا به ,

و قال : قال ابن حبان : عمر لا يحل ذكره إلا بالقدح , و تعقبه السيوطي في

" اللآليء " ( 2 / 16 ) بقوله : قلت : قد وثقه العجلي و غيره , و روى له

الترمذي و ابن ماجه , و له طرق أخر عن جابر و أبي هريرة و علي .

ثم ذكر ما تقدم من حديث جابر و أبي هريرة , و أما حديث علي فموقوف أخرجه

البيهقي و أحمد كما تقدم من طريق أبي حيان عن أبيه عن علي موقوفا .

و هذا سند ضعيف أيضا والد أبي حيان اسمه سعيد بن حيان , قال الذهبي : لا يكاد

يعرف , و قال ابن القطان : إنه مجهول , مع أن ابن حبان و العجلي وثقاه !

فكأنهما لم يعتدا بتوثيقها , كما فعل الذهبي في " الميزان " على ما بينته في

" تيسير الانتفاع " نفعنا الله به و إياك .

تنبيه : عمر بن راشد الذي طعن فيه ابن حبان و وثقه العجلي هو أبو حفص اليمامي

و من طبقته راو آخر , و هو عمر بن راشد الجاري المصري , و أنا أرجح أنه راوي

الحديث لأمرين , الأول : أن راويه عنه صالح كاتب الليث مصري , و الآخر : أن

شيخه فيه ابن أبي ذئب , و هذا ذكروه في شيوخه لا في شيوخ اليمامي , فإذا صح هذا

فهو أشد ضعفا من الأول فإنه متفق على تضعيفه , و قال الدارقطني : كان يتهم بوضع

الحديث على الثقات .

و لكن مجيء الحديث من الطرق التي أوردنا يخرجه عن كونه موضوعا إلى درجة الضعيف

و أما قول المناوي : و من شواهده حديث الشيخين : " من سمع النداء فلم يجب فلا

صلاة له إلا من عذر " , ففيه نظر من وجهين : الأول : أنه لا يصلح شاهدا لحديث

الباب لأنه أخص منه فإنه يفيد أن جار المسجد ينبغي أن يصلي في مسجده الذي هو

جاره فإن صلى في غيره فلا صلاة له و هذا ما لا يفيده الشاهد المذكور كما لا

يخفى , و هذا فرق جوهري بين الحديث الضعيف و الحديث الصحيح .

الآخر : أن عزو الحديث للشيخين خطأ بين كما يشعر به تخريجنا المتقدم له .

و بالجملة فالحديث بلفظه الأول ضعيف لا حجة فيه , و بلفظه الثاني صحيح لشاهده

المتقدم .

184  " إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في أجله فإن ذلك لا يرد شيئا و يطيب نفسه " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 336 ) :

 

$ ضعيف جدا .

أخرجه الترمذي ( 3 / 177 ) و ابن ماجه ( 1 / 439 ) و ابن عدي ( 324 / 2 ) من

طريق موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن # أبي سعيد الخدري #‏مرفوعا .

و ضعفه الترمذي بقوله : هذا حديث غريب .

قلت : و علته موسى هذا و قد أخرج له ابن الجوزي في " موضوعاته " , و أقره

السيوطي كما تقدم في الحديث ( رقم 112 ) , و قد ساق له الذهبي في ترجمته منكرات

هذا أحدها , و نقل المناوي عن النووي أنه قال في " الأذكار " : إسناده ضعيف ,

و عن ابن الجوزي قال : حديث لا يصح , و هو في كتابه " العلل المتناهية " ( 2 /

388 ) .

قلت : و فيه أحاديث هي من حق كتابه الآخر " الموضوعات " , و على العكس , انظر

الحديثين الآتيين بعده .

و قال الحافظ في " الفتح " : في سنده لين و كذا قال في " بذل الماعون " ( 2 / 2

من الكراس 11 ) .

قلت : و في " العلل " لابن أبي حاتم ( 2 / 241 ) : سألت أبي عن هذا الحديث ?

فقال : هذا حديث منكر , كأنه موضوع , و موسى ضعيف الحديث جدا .

185  " الحمد لله , دفن البنات من المكرمات " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 337 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه يعقوب الفسوي في " المعرفة " ( 3 / 159 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 /

144 / 2 ) " و الأوسط " ( 1 / 76 / 2 ) و " مسند الشاميين " ( 2408 ) و البزار

( 790 ـ زوائده ) و أبو القاسم المهراني في " الفوائد المنتخبة " ( 3 / 26 /

1 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 5 / 57 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 15 /

2 ) و ابن عساكر ( 1 / 216 و 8 / 503 / 1 و 11 / 262 / 1 و 15 / 159 / 2 و 16 /

25 / 2 ) من طريق عراك بن خالد بن يزيد عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن عكرمة عن #

ابن عباس # قال : لما عزي رسول الله صلى الله عليه وسلم على رقية امرأة عثمان

ابن عفان قال : فذكره , و قال الطبراني : لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم

إلا بهذا الإسناد , و قال المهراني : غريب تفرد به عثمان بن عطاء , و هذا أولى

من قول الطبراني المذكور فإنه مردود برواية ابن عدي إياه في " الكامل " ( 300 /

1 ) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرشي حدثنا عثمان بن عطاء به ,

و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 236 ) و قال : لا يصح , عثمان ضعيف

و أبوه رديء الحفظ , و عراك ليس بالقوي , و محمد بن عبد الرحمن ضعيف يسرق

الحديث , قال : و سمعت شيخنا عبد الوهاب بن الأنماطي الحافظ يحلف بالله عز وجل

أنه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا شيئا قط , و أقره السيوطي في

" اللآليء " ( 2 / 438 ) , و مع هذا فقد أورده في " الجامع الصغير " و تعقبه

شارحه المناوي بما ذكرناه من الإقرار , ثم تناقض , فقال في " التيسير " :

إسناده ضعيف , و الحديث أورده الصغاني أيضا في الموضوعات " ( ص 8 ) , و قد روي

عن ابن عمر و هو :

186  " دفن البنات من المكرمات " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 338 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 80 / 2 ) و الخطيب ( 7 / 291 ) عن حميد بن حماد

عن مسعر بن كدام عن عبد الله بن دينار عن # ابن عمر # مرفوعا به .

قلت : و هذا سند ضعيف حميد بن حماد قال ابن عدي : يحدث عن الثقات بالمناكير

و الحديث غير محفوظ , و قال أبو داود : ضعيف , و به أعله ابن الجوزي فأورد

الحديث في " الموضوعات " ( 3 / 235 ) من هذا الوجه ثم قال : لا يصح , حميد يحدث

عن الثقات بالمناكير , و أقره السيوطي في " اللآليء " كالحديث الذي قبله , و مع

هذا أورده أيضا في " الجامع الصغير " ! و تعقبه المناوي أيضا بما سبق عن ابن

عدي و قال : و حكم ابن الجوزي بوضعه و أقره عليه الذهبي و المؤلف في " مختصر

الموضوعات " .

ثم تناقض المناوي أيضا , فقال : إسناده ضعيف .

187  " إن الله تعالى ينزل على أهل هذا المسجد - مسجد مكة - في كل يوم و ليلة عشرين

و مئة رحمة : ستين للطائفين , و أربعين للمصلين , و عشرين للناظرين " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 339 ) :

 

$‏ضعيف .

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 123 / 2 ) و " الكبير " ( 11475 ) و وقع

عنده يوسف بن الفيض , و ابن عساكر ( 9 / 476 / 2 ) و الضياء في " المنتقى من

مسموعاته بمرو " عن عبد الرحمن بن السفر الدمشقي حدثنا الأوزاعي عن عطاء حدثني

# ابن عباس # مرفوعا , و عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للحاكم أيضا في

" الكنى " و ابن عساكر , و قال الطبراني : لم يروه عن الأوزاعي إلا ابن السفر .

قلت : و هو كذاب يضع الحديث كما يأتي , قال المناوي في " شرح الجامع " بعد أن

عزاه للخطيب أيضا في " التاريخ " و البيهقي في " الشعب " : ظاهر صنيع المصنف أن

ابن عساكر خرجه و سكت عليه , و الأمر بخلافه , فإنه أورده في ترجمة عبد الرحمن

ابن السفر من حديثه , و نقل عن ابن منده أنه متروك , و تبعه الذهبي , و قال

ابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 2 / 82 ـ 83 ) : حديث لا يصح , تفرد به

يوسف بن السفر و هو كما قال الدارقطني و النسائي : متروك , و قال الدارقطني :

يكذب , و ابن حبان : لا يحل الاحتجاج به و قال يحيى : ليس بشيء .

و منه أخذ الهيثمي ( 3 / 292 ) قوله بعد ما عزاه الطبراني : فيه يوسف بن السفر

و هو متروك .

قلت : و يقال فيه ابن الفيض و هكذا رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 3 / 136 ـ

137 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 116 و 307 ) , و قال ابن حبان :

يوسف بن الفيض يروي عن الأوزاعي المناكير الكثيرة و الأوهام الفاحشة , كأنه كان

يعملها تعمدا .

و أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 287 ) بسنده هذا و قال : سألت أبي عنه

فقال : هذا حديث منكر , و يوسف ضعيف الحديث شبه المتروك , و فيه يقول ابن عدي :

روى بواطيل , و البيهقي : هو في عداد من يضع الحديث ذكره الذهبي في " الميزان "

ثم ساق له أحاديث هذا أحدها , و هو عبد الرحمن بن السفر المتقدم في كلام

المناوي , قال ابن حجر في ترجمته من " اللسان " : كذا سماه بعضهم و الصواب يوسف

ابن السفر متروك , و ذكره البخاري فقال : عبد الرحمن بن السفر روى حديثا موضوعا

.

قلت : و كما ذكره البخاري رواه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 123 / 1 ) , و على

الصواب رواه ابن الأعرابي في " معجمه " ( 185 / 2 ) , ثم رواه من حديث عبد الله

ابن عمرو بن العاص موقوفا عليه و في سنده جعفر بن محمد الأنطاكي , قال الذهبي :

ليس بثقة و له خبر باطل .

قلت : و سيأتي هذا الخبر بلفظ : " يبعث معاوية عليه رداء من نور " .

و أما قول المنذري في " الترغيب " ( 2 / 121 ) : رواه البيهقي بإسناد حسن فهو

فيما أظن من تساهله أو أوهامه , ثم وجدت للحديث طريقا أخرى عن ابن جريج فقال

الأزرقي في " أخبار مكة " ( 256 ) حدثني جدي عن سعيد بن سالم و سليم بن مسلم عن

ابن جريج به , و هذا إسناد لا بأس به إلى ابن جريج فإن جد الأزرقي ثقة , و اسمه

أحمد بن محمد بن الوليد , و سعيد بن سالم هو القداح , قال الحافظ في

" التقريب " : صدوق يهم .

و أما قرينه سليم بن مسلم فهو الخشاب و هو متروك فلا يعتد به و العمدة على

القداح , فلولا عنعنة ابن جريج فإنه مدلس , لحكمت على هذا السند بأنه حسن ,

و لفظ هذه الرواية مثل لفظ حديث الترجمة .

ثم رأيت الحديث رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( 96 ـ من زوائده )

و ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 321 ) و عنه ابن الجوزي ,‏و قال ابن حبان : قد

تبرأنا من عهدة سالم , و تابعه إبراهيم بن يزيد الخوزي و هو متروك متهم رواه

الأصبهاني في " الترغيب " ( 1 / 444 ) من طريق أخرى عن سعيد به مثله , ثم صدق

ظني حين رأيت الحديث في " شعب الإيمان / الحج " للبيهقي ( ق 66 / 1 ) رواه من

طريق النيسابوري باللفظ الآتي بعده و علقه من طريق يوسف بن السفر و قال : و هو

ضعيف .

و الحديث في " المعجم الكبير " من طريق أخرى فيه كذاب آخر بلفظ مغاير لهذا بعض

الشيء و سيأتي إن شاء الله تعالى برقم ( 6245 ) , و أما الخطيب فرواه من طريق

يوسف هذا في " الموضح " ( 2 / 255 ) و قال : تفرد به أبو الفيض يوسف بن السفر

عن الأوزاعي , و رواه في غيره من طريق آخر بلفظ :

188  " إن الله تعالى ينزل في كل يوم مئة رحمة : ستين منها على الطائفين بالبيت ,

و عشرين على أهل مكة , و عشرين على سائر الناس " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 342 ) :

 

$ ضعيف .

أخرجه ابن عدي ( 314 / 1 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 6 / 27 ) و البيهقي ( 3 /

454 ـ 455 ) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري حدثنا محمد بن صفوان عن ابن

جريج عن عطاء # ابن عباس # مرفوعا , و قال ابن عدي : و هذا منكر , و روي عن

الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس رواه عنه يوسف بن السفر و هو ضعيف .

قلت : و ابن معاوية هذا قال ابن معين و الدارقطني : كذاب , زاد الثاني : يضع

الحديث , و ساق الذهبي في ترجمته هذا الحديث .

189  " إياكم و الجلوس في الشمس فإنها تبلي الثوب و تنتن الريح و تظهر الداء الدفين

" .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 343 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 411 ) من طريق محمد بن زياد الطحان حدثنا

ميمون بن مهران عن # ابن عباس # مرفوعا , و سكت عليه الحاكم و تعقبه الذهبي

بقوله : قلت : ذا من وضع الطحان .

قلت : و مع هذا أورده السيوطي في " الجامع الصغير " فتعقبه المناوي بكلام

الذهبي هذا , ثم قال المناوي : فكان ينبغي للمصنف حذفه .

190  " ما من أحد إلا و في رأسه عرق من الجذام تنعر , فإذا هاج سلط الله عليه الزكام

فلا تداووا له " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 343 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه الحاكم ( 4 / 411 ) و كذا القاسم السرقسطي في " غريب الحديث " ( 2 / 154

/ 1 ) من طريق محمد بن يونس القرشي حدثنا بشر بن حجر السلمي , حدثنا فضيل بن

عياض عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس عن # عائشة # مرفوعا , و سكت عليه الحاكم ,

و تعقبه الذهبي بقوله : قلت : كأنه موضوع فالكديمي متهم .

قلت : و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 205 ) بإسناده إلى الكديمي

به , ثم قال : لا يصح , محمد بن يونس هو الكديمي يضع الحديث .

و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 402 ) فإنه لم يتعقبه بشيء إلا أنه ذكر أن

الحاكم أخرجه و أن الذهبي تعقبه بما سبق , و مع هذا أورده في " الجامع الصغير "

! و بذلك تعقبه المناوي في " شرحيه " , و أخرجه الديلمي ( 4 / 22 ) من طريق

ابن لال : حدثنا محمد بن أحمد بن منصور حدثنا الحسين بن يوسف الفحام بمصر حدثنا

محمد بن سحنون التنوخي حدثنا محمد بن بشر المصري حدثنا أبو معاوية الضرير عن

الأعمش عن زيد بن وهب عن جرير بن عبد الله رفعه .

قلت : و هذا المتهم به عندي محمد بن أحمد بن منصور أو شيخه الفحام , فإن هذا لم

أعرفه , و يحتمل أنه الحسين بن يوسف الذي قال ابن عساكر : مجهول , و الأول قال

الذهبي : روى عن أبي حفص الفلاس خبرا باطلا في لعن الرافضة و الجهمية , لا يدرى

من هو و كذلك الراوي عنه .

191  " الجمعة حج الفقراء , و في لفظ : المساكين " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 344 ) :

 

$ موضوع .

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 190 ) و القضاعي ( رقم 79 ) و ابن

عساكر ( 11 / 132 ) عن # ابن عباس #‏باللفظ الأول , و ابن زنجويه و القضاعي

( 78 ) أيضا باللفظ الثاني أيضا كما في " الجامع الصغير " و قال المناوي في

شرحه : و رواه الحارث بن أبي أسامة , أخرجوه كلهم من حديث عيسى بن إبراهيم

الهاشمي عن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس , قال الحافظ العراقي : سنده ضعيف ,

و أورده في " الميزان " في ترجمة عيسى هذا و قال عن جمع : هو منكر الحديث ,

متروك .

و قال السخاوي : مقاتل ضعيف , و كذا الراوي عنه .

قلت : هذا الكلام إنما هو على اللفظ الثاني , و أما اللفظ الأول و هو الثاني في

ترتيب السيوطي فلم يتكلم عليه المناوي بشيء فلعله اكتفى بذلك إشارة إلى أن

طريقهما واحد و هو الظاهر من صنيع " الكشف " و لعله تبع فيه أصله " المقاصد "

فإنه أورده باللفظين ثم قال : و في سنده مقاتل ضعيف .

قلت : أما مقاتل فكذاب كما تقدم نقله عن وكيع في الحديث ( 168 ) , و أما الراوي

عنه عيسى بن إبراهيم فضعيف جدا , قال البخاري و النسائي : منكر الحديث فما دام

أن الحديث من رواية الكذاب فكان اللائق بالسيوطي أن ينزه منه الكتاب ! و لهذا

ذكره الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 7 ) و من قبله ابن الجوزي في

" الموضوعات " و أقره السيوطي نفسه لكن بلفظ آخر , و هو :

192  " الدجاج غنم فقراء أمتي , و الجمعة حج فقرائها " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 345 ) :

 

$ موضوع .

أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 8 ) من رواية ابن حبان في

" المجروحين " ( 3 / 90 ) من طريق عبد الله بن زيد - محمش - النيسابوري عن هشام

ابن عبيد الله الرازي عن ابن أبي ذئب عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا ثم قال :

قال ابن حبان : باطل لا أصل له , و هشام لا يحتج به , و قال الدارقطني : هذا

كذب , و الحمل فيه على محمش كان يضع الحديث .

و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 28 ) فلم يتعقبه بشيء البتة , و أما ابن

عراق فتعقبه في " تنزيه الشريعة " ( 236 / 2 ) بقوله : قلت : اقتصر الحافظ

الذهبي في " طبقات الحفاظ " على قوله بعد إيراد الحديث : هذا غير صحيح , و الله

أعلم .

قلت : و هذا التعقب لا طائل تحته لسببين , الأول : أن علة الحديث المقتضية

لوضعه ظاهرة , و هو كونه من رواية هذا الوضاع , و لا سيما أنه قد صرح الدارقطني

بأنه حديث كذب , و ابن حبان ببطلانه .

و الآخر أن قوله : لا يصح , لا ينافي كونه موضوعا بل كثيرا ما تكون هذه اللفظة

مرادفة لكلمة موضوع , و هي هنا بهذا المعنى لما سبق , و لأن الذهبي نفسه قد

أورد هذا الحديث و حديثا آخر في ترجمة الرازي هذا من رواية ابن حبان عنه ثم قال

الذهبي : قلت : كلاهما باطل , و وصف هذا الخبر في " النبلاء " ( 10 / 447 )

بأنه : لا يحتمل .

و نقل المناوي ( 6 / 163 ) عنه أنه قال في " الضعفاء " : إنهما حديثان موضوعان

.

فتبين أن الذهبي من القائلين بوضع الحديث خلافا لما ظنه ابن عراق .

193  " من سعادة المرء خفة لحيته " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 346 ) :

 

$ موضوع .

أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 360 ) و الطبراني ( 3 / 282 / 1 ) و ابن

عدي ( 358 / 2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 14 / 297 ) من طريق يوسف بن الغرق عن

سكين بن أبي سراج عن المغيرة بن سويد عن # ابن عباس # مرفوعا , ثم روى الخطيب :

عن أبي علي صالح بن محمد : قال بعض الناس : إنما هذا تصحيف إنما هو : " من

سعادة المرء خفة لحييه بذكر الله " , ثم قال الخطيب : سكين مجهول منكر الحديث ,

و المغيرة بن سويد أيضا مجهول , و لا يصح هذا الحديث , و يوسف بن الغرق منكر

الحديث , و لا تصح لحيته , و لا لحييه , و قال ابن حبان : سكين يروي الموضوعات

عن الأثبات و الملزقات عن الثقات , و الحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 5 /

164 - 165 ) و قال : رواه الطبراني و فيه يوسف بن الغرق قال الأزدي : كذاب ,

و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 166 ) من هذا الوجه , ثم ساقه من

رواية الجوهري من طريق سويد بن سعيد , حدثنا بقية بن الوليد عن أبي الفضل عن

مكحول عن ابن عباس مرفوعا بمثله , و من رواية ابن عدي من طريق أبي داود النخعي

عن حطان بن خفاف عن ابن عباس , و من روايته أيضا ( 97 / 2 ) عن الحسين بن

المبارك حدثنا بقية حدثنا ورقاء بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة

مرفوعا ثم قال ابن الجوزي : لا يصح , المغيرة مجهول , و سكين يروي الموضوعات عن

الأثبات , و يوسف كذاب و سويد ضعفه يحيى , و بقية مدلس , و شيخه أبو الفضل هو

بحر بن كنيز السقاء ضعيف , فكفاه تدليسا , و النخعي يضع , و ورقاء لا يساوي

شيئا , و الحسين بن المبارك قال ابن عدي : حدث بأسانيد و متون منكرة .

قلت : و قال ابن عدي ( 153 / 2 ) في ترجمة النخعي : هذا مما وضعه هو .

و تعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 121 ) بما ينتج منه أنه وافقه

على وضعه , فإنه إنما تعقبه فيما ذكره من الجرح في بعض رواة الحديث فقال :

قلت : المغيرة ذكره ابن بان في " الثقات " .

قلت : قد سبق غير مرة أن توثيق ابن حبان وحده لا يعتمد عليه لتساهله فيه و لا

سيما عند المخالفة كما هو الأمر هنا فقد سمعت قول الخطيب في المغيرة هذا أنه

مجهول , و كذا قال أبو علي النيسابوري فيما نقله الذهبي في " الميزان " , ثم هب

أنه ثقة فالراوي عنه سكين مجهول أيضا كما تقدم في كلام الخطيب , و قد قال

الحافظ العسقلاني في ترجمته من " اللسان " : قال ابن حبان : يروي الموضوعات ,

روى عن المغيرة عن ابن عباس رفعه : " من سعادة المرء خفة لحيته " .

قلت : فالحديث إذا موضوع من هذا الوجه حتى عند ابن حبان الذي وثق المغيرة فهو

إنما يتهم به سكين هذا , فالراوي عنه يوسف الغرق قد تابعه عليه عبد الرحمن بن

قيس عند أبي بكر الكلاباذي في " مفتاح معاني الآثار " ( 16 / 1 رقم 18 ) .

ثم قال السيوطي : و ورقاء هو اليشكري ثقة صدوق عالم روى عنه الأئمة الستة .

قلت : صدق السيوطي , و أخطأ ابن الجوزي في قوله فيه لا يساوي شيئا , لكن هذا لا

ينجي الحديث من الوضع ما دام في الطريق إليه بقية و هو مدلس مشهور , و لا يفرح

بتصريحه بالتحديث هنا لأن الراوي عنه الحسين بن المبارك غير ثقة كما يشعر به

كلام ابن عدي المتقدم و هو في " الكامل " ( 97 / 2 ) و قد سلمه السيوطي , بل

قال الذهبي في ترجمته : قال ابن عدي : متهم , ثم ساق له حديثين هذا أحدهما

و قال عقبه : و هو كذب , و أقره الحافظ في " اللسان " .

و يؤيد ما ذهبت إليه من موافقة السيوطي على وضع هذا الحديث أنه نقل في فتاواه

( 2 / 205 ) عن ابن الجوزي أنه أورده في " الموضوعات " , و لم يتعقبه بشيء .

و مع هذا أورده في كتابه " الجامع الصغير " ! فأخطأ و تناقض و لذا تعقبه شارحه

المناوي ببعض ما ذكرناه عن ابن الجوزي و الذهبي و العسقلاني , و الحديث أورده

ابن أبي حاتم ( 2 / 263 ) من طريق بقية عن أبي الفضل ثم ذكر أنه سأل أباه عنه

فقال : هذا حديث موضوع باطل , و ذكر ابن قتيبة في " مختلف الحديث " ( ص 90 ) عن

أصحاب الحديث أنهم قالوا في هذا الحديث : لا أصل له .

194  " عليكم بهذه الشجرة المباركة زيت الزيتون فتداووا به فإنه مصحة من الباسور " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 349 ) :

 

$ كذب .

رواه الطبراني في " الكبير " ( 17 / 247 / 774 ) و عنه أبو نعيم في " الطب "

( 80 / 2 ) حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثني أبي حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن

أبي حبيب عن أبي الخير عن # عقبة بن عامر # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد واه , قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 100 ) : رواه

الطبراني , و فيه ابن لهيعة , و حديثه حسن , و بقية رجاله رجال الصحيح , و لكن

ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمة عثمان بن صالح , و نقل عن أبي حاتم أنه كذب .

قلت : قال ابنه في " العلل " ( 2 / 279 ) : سمعت أبي حدثنا عن يحيى بن عثمان عن

أبيه عن ابن لهيعة عن زيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة مرفوعا بهذا الحديث

قال أبي : هذا حديث كذب .

و أقره الذهبي في " الميزان " , و أشار إلى علته فقال : قال أبو زرعة : لم يكن

عثمان يعني ابن صالح ممن يكذب , و لكن كان يكتب مع خالد بن نجيح , فبلوا به ,

كان يملي عليهم ما لم يسمعوا من الشيخ .

و قال ابن أبي حاتم في ترجمة خالد بن نجيح من " الجرح و التعديل " ( 1 / 2 /

355 ) عن أبيه : كان يصحب عثمان بن صالح المصري و أبا صالح كاتب الليث و ابن

أبي مريم , و هو كذاب يفتعل الأحاديث و يضعها في كتب ابن أبي مريم و أبي صالح ,

و هذه الأحاديث التي أنكرت على أبي صالح يتوهم أنها من فعله .

قلت : فالظاهر أن خالدا هذا هو الذي افتعل هذا الحديث و استطاع أن يوهم عثمان

ابن صالح أنه كتبه عن الشيخ , و هو ابن لهيعة , و أما كيف تمكن من ذلك فالله

أعلم به , و ابن لهيعة ضعيف الحفظ معروف بذلك , و مع هذا لم يحملوا في هذا

الحديث عليه كأنهم رأوا أنه مع ضعفه لا يليق به ذلك والله أعلم .

و قد خفيت علة هذا الحديث على السيوطي فأورده في " الجامع الصغير " ! .

فتعقبه المناوي في " شرحيه " بتكذيب أبي حاتم المتقدم , و قد ذكره السيوطي من

قبل مختصرا بلفظ : "‏عليكم بزيت الزيتون فكلوه و ادهنوا به , فإنه ينفع من

الباسور " , و قال : رواه ابن السني عن عقبة .

زاد المناوي : و رواه عنه الديلمي أيضا .

قلت : و سكتا عنه و ظني أنه عنده بلفظ حديث الترجمة و إسناده فقد رأيته في

" الفردوس " ( 3 / 27 / 4054 ) بلفظ حديث الترجمة , و لم أره في " الغرائب

الملتقطة من مسند الفردوس " لابن حجر العسقلاني , والله أعلم .

195  " إذا جامع أحدكم زوجته أو جاريته فلا ينظر إلى فرجها فإن ذلك يورث العمى " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 351 ) :

 

$ موضوع .

أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 271 ) من رواية ابن عدي ( 44 / 1 ) عن

هشام بن خالد حدثنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن # ابن عباس # مرفوعا , ثم قال

ابن الجوزي : قال ابن حبان : كان بقية يروي عن كذابين و يدلس , و كان له أصحاب

يسقطون الضعفاء من حديثه و يسوونه , فيشبه أن يكون هذا من بعض الضعفاء عن ابن

جريج ثم دلس عنه , و هذا موضوع .

قال السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 170 ) : و كذا نقل ابن أبي حاتم في

" العلل " عن أبيه , قال الحافظ ابن حجر : لكن ذكر ابن القطان في " كتاب أحكام

النظر " أن بقي بن مخلد رواه عن هشام بن خالد عن بقية قال : حدثنا ابن جريج ,

فما بقي فيه إلا التسوية , قال : و قد خالف ابن الجوزي ابن الصلاح فقال : إنه

جيد الإسناد , انتهى .

و الحديث أخرجه البيهقي في " سننه " من الطريقين التي عنعن فيها بقية و التي

صرح فيها بالتحديث , والله أعلم .

قلت : و كذلك رواه ابن عساكر ( 13 / 295 / 2 ) و كذا ابن أبي حاتم ( 2 / 295 )

عن أبيه عن هشام عن بقية حدثنا ابن جريج به , ساقه ابن أبي حاتم بعد أن روى

بهذا الإسناد حديثين آخرين لعلنا نذكرهما فيما بعد , و أشار إلى أن تصريح بقية

بالتحديث خطأ من الراوي عنه هشام فقال : و قال أبي : هذه الثلاثة الأحاديث

موضوعة لا أصل لها , و كان بقية يدلس , فظن هؤلاء أنه يقول في كل حديث حدثنا ,

و لم يفتقدوا الخبر منه , و أقره الذهبي في " الميزان " و جعله أصل قوله في

ترجمة هشام : يروي عن ثقات الدماشقة , لكن يروج عليه , و كأنه لهذا تبع ابن

الجوزي في الحكم على الحديث بالوضع ابن دقيق العيد صاحب " الإمام " كما في

" خلاصة البدر المنير " ( 118 / 2 ) , و قال عبد الحق في " أحكامه " ( 143 /

1 ) لا يعرف من حديث ابن جريج , و قد رواه ابن عساكر في مكان آخر ( 18 / 188 /

1 ) من طريق هشام بن عمار عن بقية عن ابن جريج به , فلا أدري هذه متابعة من

هشام بن عمار لهشام بن خالد , أم أن قوله : عمار محرف عن خالد كما أرجح , و منه

تعلم أن قول ابن الصلاح : إنه جيد الإسناد غير صواب و إنه اغتر بظاهر التحديث

و لم ينتبه لهذه العلة الدقيقة التي نبهنا عليها الإمام أبو حاتم جزاه الله

خيرا , و من الغرائب أن ابن الصلاح مع كونه أخطأ في تقوية هذا الحديث فإنه فيها

مخالف لقاعدة له وضعها هو لم يسبق إليها , و هي أنه انقطع التصحيح في هذه

الأعصار فليس لأحد أن يصحح ! كما ذكر ذلك في " مقدمة علوم الحديث " ( ص 18 بشرح

الحافظ العراقي ) بل الواجب عنده الاتباع لأئمة الحديث الذين سبقوا ! فما باله

خالف هذا الأصل هنا , فصحح حديثا يقول فيه الحافظان الجليلان أبو حاتم الرازي

و ابن حبان : إنه موضوع ? ! و خالف السيوطي كعادته فذكره في " جامعه " .

و النظر الصحيح يدل على بطلان هذا الحديث , فإن تحريم النظر بالنسبة للجماع من

باب تحريم الوسائل فإذا أباح الله تعالى للزوج أن يجامع زوجته فهل يعقل أن

يمنعه من النظر إلى فرجها ? ! اللهم لا , و يؤيد هذا من النقل حديث عائشة

قالت : كنت أغتسل أنا و رسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني و بينه واحد

فيبادرني حتى أقول : دع لي دع لي , أخرجه الشيخان و غيرهما , فإن الظاهر من هذا

الحديث جواز النظر , و يؤيده رواية ابن حبان من طريق سليمان بن موسى أنه سئل عن

الرجل ينظر إلى فرج امرأته ? فقال : سألت عطاء فقال سألت عائشة فذكرت هذا

الحديث بمعناه , قال الحافظ في " الفتح " ( 1 / 290 ) : و هو نص في جواز نظر

الرجل إلى عورة امرأته و عكسه , و إذا تبين هذا فلا فرق حينئذ بين النظر عند

الاغتسال أو الجماع فثبت بطلان الحديث .

196  " إذا جامع أحدكم فلا ينظر إلى الفرج فإنه يورث العمى , و لا يكثر الكلام فإنه

يورث الخرس " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 354 ) :

 

$ موضوع .

أورده ابن الجوزي ( 2 / 271 ) من رواية الأزدي عن إبراهيم بن محمد بن يوسف

الفريابي حدثنا محمد بن عبد الرحمن القشيري عن مسعر بن كدام عن سعيد المقبري عن

# أبي هريرة # مرفوعا , ثم قال الأزدي : إبراهيم ساقط , و تعقبه السيوطي في

" اللآليء " ( 2 / 170 ) بقوله : قلت : روى له ابن ماجه , و قال في " الميزان "

قال أبو حاتم و غيره : صدوق , و قال الأزدي وحده : ساقط , قال : و لا يلتفت إلى

قول الأزدي فإن في لسانه في الجرح رهقا , انتهى .

قال الخليل في " مشيخته " : هذا الحديث تفرد به محمد بن عبد الرحمن القشيري

و هو شامى يأتي بمناكير .

قلت : فهذا هو علة الحديث قال فيه الذهبي : متهم ليس بثقة , و قد قال فيه

أبو الفتح الأزدي : كذاب متروك الحديث , و نقل في " اللسان " عن الدارقطني أنه

قال : متروك الحديث , و عن العقيلي قال : في أحاديثه عن مسعر عن المقبري حديث

منكر ليس له أصل و لا يتابع عليه و هو مجهول .

قلت : و نحوه في " كامل ابن عدي " ( 6 / 2261 ) , و الحديث في " الجامع " أيضا

ثم ساق له السيوطي شاهدا و هو :

197  " لا تكثروا الكلام عند مجامعة النساء فإن منه يكون الخرس و الفأفأة " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 355 ) :

 

$ ضعيف جدا .

أخرجه ابن عساكر ( 5 / 700 ) بسنده إلى أبي الدرداء هاشم بن محمد بن صالح

الأنصاري حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو الأويسي الأصل عامر و هو خطأ

حدثنا خيران بن العلاء الكيساني ثم الدمشقي عن زهير بن محمد عن ابن شهاب عن #

قبيصة بن ذؤيب # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره

قلت : و أورده السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 170 - 171 ) شاهدا للحديث المتقدم

من رواية ابن عساكر و سكت عنه و له علل أربع :

الأولى : الإرسال فإن قبيصة هذا تابعي قيل : له رؤية .

الثانية : زهير بن محمد هو التميمي مختلف فيه قال الحافظ في " التقريب " :

رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها , قال البخاري عن أحمد : كأن

زهيرا الذي يروي عنه الشاميون آخر , قال أبو حاتم : حدث بالشام من حفظه فكثر

غلطه و في " الميزان " , قال الترمذي في " العلل " : سألت البخاري عن حديث زهير

هذا فقال : أنا أتقي هذا الشيخ كأن حديثه موضوع و ليس هذا عندي زهير بن محمد .

قلت : و هذا الحديث من رواية أهل الشام عنه فدل على ضعفه .

الثالثة : خيران بن العلاء , ليس بالمشهور و لم يوثقه غير ابن حبان و قد أشار

لهذا الذهبي حين قال في ترجمته : وثق , له خبر منكر , لعل ذلك من شيخه يعني

زهير بن محمد و لعله عنى هذا الحديث , ثم بدا لي بأن تعصيب علة هذا الحديث بمن

فوق خيران أو من دونه أولى , لأنه قد روى عنه ثمانية , و أثنى عليه الأوزاعي ,

و هو من شيوخه , كما حققته في ترجمته من " تيسير الانتفاع " .

الرابعة : أبو الدرداء هاشم بن محمد بن صالح الأنصاري لم أجد له ترجمة .

و يبعد جدا أن يكون هو الذي في " ثقات ابن حبان " ( 9 / 244 ) , لأنه أعلى طبقة

من هذا بدرجتين , ثم إن ابن حبان لم ينسبه إلى جده الأنصاري , والله أعلم .

و بالجملة فالإسناد ضعيف جدا لا تقوم به حجة و الخبر منكر والله أعلم .

198  " من أصيب بمصيبة في ماله أو جسده و كتمها و لم يشكها إلى الناس كان حقا

على الله أن يغفر له " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 356 ) :

 

$ موضوع .

رواه الطبراني ( 3 / 122 / 1 ) و ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 202 ) عن

هشام بن خالد , أنبأنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن # ابن عباس # مرفوعا , قال

الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 331 ) : رواه الطبراني في " الكبير " و فيه بقية

مدلس .

و قال في مكان آخر ( 10 / 256 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله وثقوا

و أظن أن قوله " الأوسط " خطأ من الناسخ و يؤيده أن المنذري قال : ( 4 / 148 )

رواه الطبراني و لا بأس بإسناده , كذا قال و المقصود أنه أطلق العزو للطبراني

و المراد به في هذه الحالة " معجمه الكبير " , والله أعلم .

قلت : و من طريقه رواه ابن أبي حاتم في " العلل " و ذكر عن أبيه أنه قال : حديث

موضوع لا أصل له , و أقره الذهبي و قد نقلت كلام أبي حاتم بتمامه في الحديث

( 195 ) فراجعه , و ذكره في ترجمة بقية من " الميزان " من طريق ابن حبان و قال

أعني ابن حبان : و هذا من نسخة كتبناها بهذا الإسناد كلها موضوعة يشبه أن يكون

بقية سمعه من إنسان واه عن ابن جريج فدلس عنه و التزق به .

قلت : و كأن السيوطي عفا الله عنا و عنه لم يقف على حكم هذين الإمامين بوضع هذا

الحديث , و إلا لما سود به " الجامع الصغير " ! , أو لعله قلد الهيثمي و

المنذري , و قد تعقبهم المناوي بقول أبي حاتم و الذهبي , ثم تراجع عن ذلك في

شرحه الآخر " التيسير " , فنقل كلام المنذري فقط , و أقره .

199  " حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه و يحسن أدبه " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 357 ) :

 

$ موضوع .

رواه أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين السراج القاري " في الفوائد " ( 5 / 32 /

1 من مجموع 98 ) و محمد بن عبد الواحد المقدسي و هو الضياء في " المنتقى من

مسموعاته " ( ج 4 ورقة 26 / 1 مجموع 101 ) من طريق محمد بن عيسى قال حدثنا محمد

ابن الفضل عن أبيه عن عطاء عن # ابن عباس # مرفوعا , و قال القاري : غريب لا

أعلم رواه إلا محمد بن الفضل و هو ضعيف جدا , و أما أبوه فكان ثقة .

قلت : محمد بن الفضل رماه ابن أبي شيبة بالكذب , و قال الفلاس : كذاب , و قال

أحمد : حديثه حديث أهل الكذب .

و محمد بن عيسى هو المدائني و هو متروك كما قال الدارقطني و الحاكم .

و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية البيهقي في " الشعب " فتعقبه

المناوي بقوله : و قضية تصرف المصنف أن مخرجه البيهقي خرجه ساكتا عليه و الأمر

بخلافه , بل قال : محمد بن الفضل بن عطية ضعيف بمرة انتهى .

و فيه أيضا محمد بن عيسى المدائني قال في " الضعفاء " : قال الدارقطني : ضعيف

متروك .

قلت : و لم يتفرد به فقد رواه أبو بكر الجصاص في " أحكام القرآن " ( 3 / 574 )

من طريق جبارة قال : حدثنا محمد بن الفضل به , لكن جبارة هذا هو ابن المغلس قال

ابن معين : كذاب , و قال ابن نمير : يوضع له الحديث فيرويه و لا يدري ! .

200  " الحج جهاد , و العمرة تطوع " .

 

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 358 ) :

 

$ ضعيف .

أخرجه ابن ماجه ( 2 / 232 ) و ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 286 ) من طريق

الحسن بن يحيى الخشني حدثنا عمر بن قيس , أخبرني طلحة بن يحيى عن عمه إسحاق بن

طلحة عن # طلحة بن عبيد الله # مرفوعا .

قال البوصيري في " الزوائد " ( 2 / 138 ) : هذا إسناد ضعيف عمر بن قيس هو

المعروف بمندل ضعفه أحمد و ابن معين و الفلاس و أبو زرعة و البخاري و أبو حاتم

و أبو داود و النسائي و غيرهم , و الحسن أيضا ضعيف .

قلت : بل هما متروكان , فالأول قال فيه أحمد : أحاديثه بواطيل , و الحسن قال

فيه النسائي : ليس بثقة , و قال الدارقطني : متروك , و قال ابن حبان : منكر

الحديث جدا يروي عن الثقات ما لا أصل له , ثم ساق له حديثا قال فيه : إنه موضوع

و سأذكره عقب هذا إن شاء الله تعالى .

و هذا الحديث قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه ? فقال : هذا حديث باطل .

قلت : لكن له طرق أخرى , فرواه البيهقي في " سننه " ( 4 / 348 ) من طريق سعيد

ابن سالم أن سفيان الثوري أخبره عن معاوية بن إسحاق عن أبي صالح الحنفي مرفوعا

به .

قلت : و هذا سند ضعيف لإرساله , و سعيد بن سالم فيه ضعف , و قد روى البيهقي عن

الشافعي أنه قال : هو منقطع يعني مرسل , ثم قال البيهقي : و قد روي من حديث

شعبة عن معاوية بن إسحاق عن أبي صالح عن أبي هريرة موصولا , و الطريق فيه إلى

شعبة طريق ضعيف , و رواه محمد بن الفضل بن عطية عن سالم الأفطس عن ابن جبير عن

ابن عباس مرفوعا , و محمد هذا متروك .

قلت : بل هو كذاب , كذبه ابن معين و الفلاس و غيرهما كما سبق برقم ( 26 ) ,

و قد رواه من طريقه الطبراني في

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج2. باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.}

  ج2. صحيح السيرة {ج2. باقي صحيح السيرة النبوية  تحقيق  الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.} صفحة رقم -130 - قال : قلت : من غف...