السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الاثنين، 12 فبراير 2024

من ج18.الي آخر كتاب النكاح{الموضوعات لابن الجوزي}

  الموضوعات لابن الجوزي
    كتاب السّفر
    بَاب أَن الْمُسَافِر شَهِيد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْن مسْعدَة أَنبأَنَا أَبُو عمر والفارسي أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَمْرو الزنبقى حَدثنَا أبوالبخترى بن شَاكر حَدثنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّد الْبَصْرِيّ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُسَافِرُ شَهِيدٌ ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
    وَفِيهِ ابْن الْمُغِيرَة.
    قَالَ الْعَقِيلِيّ: يحدث بِمَا لَا أَصْلَ لَهُ.
    وَفِيهِ الْمصْرِيّ.
    قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كذبوه وَأنْكرت عَلَيْهِ أَشْيَاء.
    أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُضَاعِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَبُو سعيد بن الاعرابي حَدثنَا عبد الله بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَوْتُ الْغَرِيبِ شَهَادَةٌ ".
    هَذَا لَا يَصح.
    أما إِبْرَاهِيم بْن بَكْر فَقَالَ ابْن عَدِيّ: كَانَ يسرق الحَدِيث.
    وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: تَرَكُوهُ.
    وَأما عبد الله بن أَيُّوب فَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
    بَاب فِي المراكب أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا هِشَام بن عبد الملك أَبُو تَقِيٍّ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَرُّ الْحَمِيرِ الاسود الْقصير ".
    (2/221)
    هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ مُبشر.
    قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: أَحَادِيثه مَوْضُوعَة يضع الحَدِيث ويكذب.
    وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: كَانَ يكذب.
    وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا تَعَجبا.
    بَاب ركُوب ثَلَاثَة على دَابَّة أَنبأَنَا على بن عبد الله أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ ابْن عبد الله بْنِ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَنْ زَاذَانَ " أَنَّهُ رَأَى ثَلاثَةً عَلَى بَغْلٍ فَقَالَ: لِيَنْزِلْ أَحَدَكُمْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ الثَّالِثَ.
    هَذَا حَدِيث لَيْسَ بِصَحِيح وَإِسْنَاده مُنْقَطع.
    وَقَدْ صَحَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَدِينَة رَاكِبًا فَتلقى بالصبيان، فَحمل وَاحِدًا بَين يَدَيْهِ وَآخر خَلفه، فَدَخَلُوا الْمَدِينَة ثَلَاثَة على دَابَّة.
    بَاب النهى أَن تسمى الطَّرِيق سكَّة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الأَشْيَبِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُسَمَّى الطَّرِيقُ سِكَّةً.
    هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ، وَالْمُتَّهَم بِهِ أَحْمَد بْن دَاوُدَ، وَهُوَ ابْن أُخْت عَبْد الرَّزَّاقِ.
    قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ من أكذب النَّاس.
    بَاب ثَوَاب خدمَة الْمُسَافِرين أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بن يُوسُف
    (2/222)
    أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ التُّسْتَرِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ بَحْرٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِيهِنَّ مِنَ الْفَضْلِ مَا نَالَهُنَّ إِلا بِقُرْعَةٍ الصَّفُ الْمُقَدَّمُ وَالأَذَانُ وَخِدْمَةُ الْقَوْمِ فِي السَّفَرِ ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَاق.
    قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: كَانَ أكذب النَّاس، وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ مَعْرُوف بِوَضْع الحَدِيث. 
***********************************************
    الموضوعات لابن الجوزي

    كتاب الْجِهَاد
    بَاب فِي ذكر الْخَيل أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن عبد الله الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَشْرَسَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِم بن الْحسن ابْن الْحَسَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَخْلُقَ الْخَيْلَ قَالَ لِرِيحِ الْجَنُوبِ: إِنِّي خَالِقٌ مِنْكِ خَلْقًا أَجْعَلُهُ عَزًّا لأَوْلِيَائِي، وَمَذَلَّةً عَلَى أَعْدَائِي، وَجَمَالا لأَهْلِ طَاعَتِي، فقَالَتِ الرِّيحُ: اخْلُقْ، فَقَبَضَ مِنْهَا قَبْضَةً فَخَلَقَ فَرَسًا، فَقَالَ: خَلَقْتُكَ فَرَسًا وَجَعَلْتُكَ فَرَسًا وَجَعَلْتُكَ عَرَبِيًّا وَجَعَلْتُ الْخَيْرَ مَعْقُودًا بِنَاصِيَتِكَ
    وَالْغَنَائِمَ مُحْتَازَةً عَلَى ظَهْرِكَ، وَجَعَلْتُكَ تَطِيرُ بِلا جَنَاحٍ، فَأَنْتَ لِلطَّلَبِ وَأَنْتَ لِلْهَرَبِ وَسَأَجْعَلُ عَلَى ظَهْرِكَ رِجَالا يُسَبِّحُونِي وَيَحْمَدُونِي وَيُهَلِّلُونِي وَيُكَبِّرُونِي.
    فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلائِكَةُ الصِّفَةَ وَخَلْقَ الْفَرَسِ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: يَا رَبُّ نَحْنُ مَلائِكَتُكَ نُسَبِّحُكَ وَنَحْمَدُكَ وَنُهِلُّكَ فَمَاذَا لَنَا؟ قَالَ: يَخْلُقُ اللَّهُ لَهَا خَيْلا بُلْقًا، أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ يَمُدُّ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ.
    قَالَ: وَأَرْسَلَ الْفَرَسَ فِي الأَرْضِ.
    فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَدَمَاهُ عَلَى الأَرْضِ يَمْسَحُ الرَّحْمَنُ بِيَدِهِ عَلَى عُرْفِ ظَهْرِهِ.
    قَالَ: أَذَلَّ صَهِيلُكَ الْمُشْرِكِينَ أَمْلأُ مِنْهُ آذَانَهُمْ وَأَذِلُّ بِهِ أَعْنَاقَهُمْ وَأُرْعِبُ بِهِ قُلُوبهم.
    فَلَمَّا عرض الله عزوجل على آدم من كل شئ مَا خَلَقَ، فَقَالَ لَهُ: اخْتَرْ مِنْ خَلْقِي مَا شِئْتَ، فَاخْتَارَ الْفَرَسَ، فَقِيلَ لَهُ: اخْتَرْتَ عِزَّكَ وَعِزَّ وَلَدِكَ خَالِدًا مَا خَلَدُوا وَبَاقِيًا مَا بَقُوا، تُلْقَحُ فَتُنْتَجُ مِنْهُ أَوْلادٌ أَبَد الآبِدِينَ وَدَهْرَ الدَّاهِرِينَ، بَرَكَتِي عَلَيْكِ وَعَلَيْهِمْ، مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكِ ".
    هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِلا شَكٍّ.
    قَالَ يَحْيَى: الْحَسَن بْن زَيْد ضَعِيف الحَدِيث
    (2/224)
    وَقَالَ ابْن عَدِيّ: يروي أَحَادِيث معضلة وَأَحَادِيثه عَن أَبِيه مُنكرَة.
    بَاب النهى عَن ضرب الدَّابَّة أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُسَافِرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْمُؤَمِّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم ابْن يَزِيدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ضَرْبِ الْبَهَائِمِ، وَقَالَ: إِذَا ضُرِبَتْ فَلا تَأْكُلُوهَا ".
    هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
    قَالَ يَحْيَى: إِبْرَاهِيم بن يزِيد لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمد وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك.
    بَاب لبس السِّلَاح فِي الْجِهَاد
    أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت الْخَطِيب أَنبأَنَا عبد الرحمن ابْن عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ عَنْهُ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ حبيب بن عبد الملك الْفَقِيه أَخْبرنِي بَشرَان بن عبد الملك حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ دَهْثَمُ بن جنَاح حَدثنَا عبيد الله بْنُ ضِرَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اتَّخَذَ مِغْفَرًا لِيُجَاهِدَ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَمَنِ اتَّخَذَ بَيْضَةً بَيَّضَ اللَّهُ وَجْهَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنِ اتَّخَذَ دِرْعًا كَانَتْ لَهُ سِتْرًا يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".
    قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا حَدِيث مُنكر جدا مَعَ إرْسَاله وَالْحمل فِيهِ على من بَين بِشْرَانَ وَالْحَسَن فَإِنَّهُم ملطيون.
    وَقَدْ حَدَّثَنى الصُّورِي قَالَ سَمِعت عبد الغنى الْحَافِظ قَالَ: لَيْسَ فِي الملطيين ثِقَة.
    حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت أَنْبَأَنَا مَحْمُودُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الأَزْرَقُ أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ
    (2/225)
    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَزَالُ الْمَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى العارى مادام حَمَائِلُ سَيْفِهِ فِي عُنُقِهِ ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
    وَيَحْيَى بْن عَنْبَسَة كَذَّاب.
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ دجال يضع الحَدِيث.
    بَاب التقلد بِالسَّيْفِ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنبأَنَا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد ابْن عَلِيٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شَحْمَةَ حَدَّثَنَا دَهْثَمُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْجَزَرِيُّ عَنْ
    ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلاةُ الرَّجُلِ مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ يَعْنِي تَفْضُلُ عَلَى صَلاةٍ غير متقلد سَبْعمِائة ضِعْفٍ.
    وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبَاهِي بِالْمُتَقَلِّدِ سَيْفَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَلائِكَتَهُ، وَهُمْ يصلونَ عَلَيْهِ مادام مُتَقَلِّدَهُ ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
    قَالَ يَحْيَى: ضرار بْن عَمْرو لَيْسَ بشئ وَلا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: ذَاهِب مَتْرُوك.
    بَاب الالوية أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْقُومَسِيُّ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ابْن مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ عَنْ خَالِدِ بْنِ كِلابٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَ أُمَّتِي بِالأَلْوِيَةِ ".
    قَالَ الْعَقِيلِيّ: خَالِد بْن كلاب مَجْهُول وَحَدِيثه غير مَحْفُوظ لَا أصل لَهُ.
    (2/226)
    بَاب تَحْصِيل الشجَاعَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الدَّيْنَوَرِيُّ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الرحيم بن الْهَيْثَم الْبَصْرِيّ حَدثنَا المضابن الْجَارُود حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ أَبى العشرا الدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَكَا نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ إِلَى اللَّهِ جُبْنَ قَوْمِهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: مُرْهُمْ فَلْيَسْتَفُّوا الْحَرْمَلَ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الْجُبْنَ وَيَزِيدُ فِي الْفُرُوسِيَّةِ ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
    قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ أَبُو الْمفضل يضع الحَدِيث وَقَالَ لِي الازهرى: كَانَ دجالًا.
    بَاب فضل الرِّبَاط على السَّاحِل أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَة حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فَرَافِصَةَ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ النَّارَ فَلْيُرَابِطْ عَلَى السَّاحِلِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
    وَإِبْرَاهِيم هُوَ ابْن أَخِي عَبْد الرَّزَّاقِ.
    قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَذَّاب يضع الحَدِيث.
    بَاب النّظر إِلَى سَاحل الْبَحْر أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيّ حَدثنَا عبد الرحمن بن عبد الله الأَنْبَارِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من أَتَى سَاحِلَ الْبَحْرَ يَنْظُرُ فِيهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ نَظْرَةٍ حَسَنَةٌ ".
    (2/227)
    هَذَا حَدِيث لَا يَصح تفرد بِهِ مُحَمَّد بْن سَالِم.
    قَالَ أَحْمَد: هُوَ شبه الْمَتْرُوك.
    وَقَالَ يحيى الْقطَّان: لَيْسَ بشئ.
    بَاب فضل الصَّوْم فِي سَبِيل الله أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّقَّاقُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْن إِسْحَاقَ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنْ الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ خُفِّفَ عَنْهُ مِنْ وُقُوفِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
    عِشْرِينَ سَنَةً ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ وَيَحْيَى: مُحَمَّد بْن حَاتِم كَاذِب.
    وَقَالَ الفلاس: لَيْسَ بشئ.
    قَالَ يَحْيَى والخليل: ابْن مَرَّةً ضَعِيف.
    وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَثِير الرِّوَايَة عَن المجاهيل.
    بَاب فضل التَّكْبِير فِي سَبِيل اللَّهِ تَعَالَى أَنبأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّنْعَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ عَن عبد الله بْنِ نَافِعٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ صَخْرًا فِي مِيزَانِهِ أَثْقَلَ مِنَ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا فِيهَا وَمَا تَحْتَهُنَّ وَأَعْطَاهُ بِهَا رِضْوَانَهُ الأَكْبَرَ وَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَالْمُرْسَلِينَ فِي دَارِ الْجَلالِ يَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا ".
    قَالَ أَبُو حَاتِم: هَذَا الْخَبَر لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
    (2/228)
    وَإِسْحَاق يَأْتِي عَن الثقاة الموضوعات لَا يحل الرِّوَايَة عَنْهُ إِلا على التَّعَجُّب وَلا يحْتَج بعبد الله بن نَافِع.
    وَقَالَ النَّسَائِيّ: عبد الله مَتْرُوك الحَدِيث.
    بَاب فضل التَّكْبِير على سَاحل الْبَحْر أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عبد الله ابْن سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ كَانَ فِي مِيزَانِهِ صَخْرَةً.
    قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَدْرُهَا؟ قَالَ:
    تَمْلأُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ".
    قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا مِمَّا وَضعه أَبُو دَاوُد وَكَانَ وضاعا بإجماعهم.
    وَقَالَ يحيى ابْن معِين: يَزِيد بْن جبيرَة لَيْسَ بشئ.
    بَاب عودة الاسير أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَبَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ رَدَامٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ سَهْلٍ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ عَبَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ السَّكُونِيُّ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسبه) وَقَالَ: " نَزَلَتْ هَذهِ الآيَةُ فِي ابْنٍ لِعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ أَسَرُوهُ وَأَوْثَقُوهُ وَأَجَاعُوهُ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِيهِ أَنِ ائْتِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْلِمْهُ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الضِّيقِ وَالشِّدَّةِ، فَلَمَّا أَخْبَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اكْتُبْ إِلَيْهِ وَمرَّة
    (2/229)
    بِالتَّقْوَى وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنْ يَقُولَ عِنْدَ صَبَاحِهِ وَمَسَائِهِ: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.
    فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رب الْعَرْش الْعَظِيم) فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ قَرَأَهُ فَأُطْلِقَ وَثَاقُهُ فَمُرَّ بِوَادِيهِمُ الَّذِي تَرْعَى فِيهِ إِبِلُهُمْ وَغَنَمُهُمْ وَاسْتَاقَهَا فَجَاءَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدِ اغْتَلْتُهُمْ بَعْدَ مَا أَطْلَقَ اللَّهُ وَثَاقِي، أَفَحَلالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ؟ قَالَ: بَلْ هِيَ حَلالٌ إِذَا نَحْنُ خَمَّسْنَا فَأنْزل الله عزوجل: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ
    لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شئ قدرا) مِنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ أَجَلا.
    وَقَالَ ابْن عَبَّاسٍ: من قَرَأَ هَذهِ الْآيَة عِنْد سُلْطَان يخَاف غشمه، أَو عِنْد موج يخَاف الْغَرق، أَو عِنْد سبع، لم يضرّهُ شئ من ذَلِكَ ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
    وَالضَّحَّاك ضَعِيف وَلم يسمع من ابْن عَبَّاس.
    وجويبر لَيْسَ بشئ وَقَدْ ذكرنَا عَنْ أَحْمَد أَنَّهُ قَالَ: لَا يشْتَغل بِحَدِيث جُوَيْبِر.
    قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَإِسْمَاعِيل كَذَّاب مَتْرُوك.
    وَقَالَ ابْن حبَان: دجال.
    بَاب فِي صَلَاة الاسير أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بْنِ حِبَّانَ قَالَ رَوَى أَبَانُ بْنُ الْمُحَبِّرِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " الأَسِيرُ مَا كَانَ فِي إِسَارِهِ صَلاتُهُ رَكْعَتَانِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يَفُكَّ اللَّهُ أَسْرَهُ ".
    هَذَا حَدِيث بَاطِل وَلا تجوز الرِّوَايَة عَنْ أَبَان إِلا على سَبِيل الِاعْتِبَار يروي عَن جمَاعَة من الثقاة مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ حَتَّى لَا يشك المتبحر فِي هَذهِ الصِّنَاعَة أَنَّهُ كَانَ يعملها.
    وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: أبان مَتْرُوك
    (2/230)
    بَاب فِي السبى حَدِيث فِي فضل السودَان إِذَا آمنُوا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمد بن عبد الله أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْحَبْشَةِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَلْ وَاسْتَفْهِمْ.
    فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالصُّوَرِ وَالأَلْوَانِ وَالنُّبُوَّةِ أَفَرَأَيْتَ إِنْ آمَنْتُ بِمِثْلِ مَا آمَنْتَ بِهِ وَعَمِلْتُ بِمِثْلِ مَا عَمِلْتَ بِهِ إِنِّي لَكَائِنٌ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
    ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُرَى بَيَاضُ الأَسْوَدِ فِي الْجَنَّةِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ، وَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَانَ لَهُ بِهَا عهد عِنْد الله عزوجل، وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَة وَأَرْبع وَعِشْرِينَ أَلْفَ حَسَنَةٍ.
    فَقَالَ رَجُلٌ: كَيْفَ يَهْلِكُ بَعْدَ هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْعَمَلِ لَوْ وُضِعَ عَلَى جَبَلٍ لأَثْقَلَهُ فَتَقُومُ النِّعْمَةُ مِنْ نِعَمِ الله عزوجل فَيَكَادُ تَسْتَنْفِذُ ذَلِكَ إِلا أَنْ يَتَطَوَّلَ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ، وَنَزَلَتْ هَذهِ السُّورَةُ هَلْ أَتَى إِلَى قَوْلِهِ وملكا كَبِيرا.
    فَاشْتَكَى الْحَبَشِيَّ حَتَّى فَاظَتْ نَفْسُهُ ".
    قَالَ ابْنُ عُمَر: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْلِيهِ فِي حُفْرَتِهِ بِيَدِهِ ".
    قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ وَأَبُو بكار فَاحش الْخَطَأ.
    قَالَ يحيى: أَيُّوب لَيْسَ بشئ.
    وَقَالَ مُسْلِم بْن الْحَجَّاجِ: هُوَ ضَعِيف الحَدِيث.
    وَقَالَ النَّسَائِيّ: مُضْطَرب الحَدِيث.
    حَدِيث فِي الْأَمر باتحاد السودَان: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمسيب حَدثنَا أَحْمد بن عبد الرحمن بن
    (2/231)
    الْمفضل حَدثنَا عُثْمَان بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا أَبْيَنُ (1) بْنُ سُفْيَانَ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ سَلامٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " اتخدوا السُّودَانَ فَإِنَّ فِيهِمْ ثَلاثَةٌ فِيهِمْ سَادَاتُ الْجَنَّةِ: لُقْمَانُ الْحَكِيمُ وَالنَّجَاشِيُّ وَبِلالٌ ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَالْمُتَّهَم بِهِ أبين.
    قَالَ الْبُخَارِيّ لَا يكْتب حَدِيث أبين.
    قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كُلّ مَا يرويهِ مُنكر.
    وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: هَذَا متن بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ وَأبين كَانَ يقلب الْأَخْبَار.
    وعُثْمَان بن عبد الرحمن كَانَ يرْوى عَن الثقاة الموضوعات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
    حَدِيث فِي ذمّ السودَان: فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وَأم أَيمن: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمُد بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ حَدَّثَنِي بَيَان حَدثنَا عبد الله بْنُ رَجَاءٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمَدِينِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " ذُكِرَ السُّودَانُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دَعُونِي مِنَ السُّودَانِ إِنَّمَا الأَسْوَدُ لِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ ".
    وَأما حَدِيث أم أَيمن فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَفْصٍ النَّصِيبِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " خَرَجْنَا نتلقى الْوَلِيد بن عبد الملك مَعَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ فَعَرَضَ حَبَشِيٌّ لِرِكَابِنَا فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ أَوْ قَالَ سَمِعْتُ أُمَّ أَيْمَنَ تَقُولُ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا الأَسْوَدُ لِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ ".
    هَذَا حديثان لَا يصحان.
    __________
    (1) أبين بياء مُعْجمَة مَفْتُوحَة بعْدهَا نون كَذَا قَيده الازدي.
    (2/232)
    أما الأَوَّل: فَفِيهِ يَحْيَى بْن أَبِي سُلَيْمَانَ.
    قَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ مُنكر الحَدِيث.
    وَأما الثَّانِي: فَفِيهِ خَالِد بْن مُحَمَّد: قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابع على حَدِيثه.
    وَقَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ مُنكر الحَدِيث.
    وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَجْهُول.
    حَدِيث فِي ذمّ الزنج: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ
    ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جشمودٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ الْبَصْرِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الزَّنْجِيُّ إِذَا شَبِعَ زَنَى وَإِذَا جَاعَ سَرَقَ وَإِنَّ فِيهِمْ لَسَمَاحَةً وَنَجْدَةً ".
    طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ حَدَّثَنَا الصَّفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ الْقَطَّانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الزَّنْجِيُّ حِمَارٌ ".
    طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ حَدَّثَنَا قَاسِمٍ الْمُؤَدِّبِ حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ الضَّحَّاكِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ السُّدِّيُّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " زَوِّجُوا الأَكْفَاءَ وَتَزَوَّجُوا الأَكْفَاءَ وَتَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَإِيَّاكُمْ وَالزَّنْجِ فَإِنَّهُ خَلْقٌ مُشَوَّهٌ ".
    طَرِيق آخر: رَوَى عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَن عَائِشَة عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالزَّنْجِ فَإِنَّهُ خَلْقٌ مُشَوَّهٌ ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
    (2/233)
    أما الطَّرِيق الأَوَّل وَالثَّانِي فَفِيهِ عَنْبَسَة.
    قَالَ يَحْيَى بْن معِين: لَيْسَ بشئ.
    وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
    وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنكر الحَدِيث.
    وَأما الطَّرِيق الثَّالِث فَفِيهِ مُحَمَّد بْن مَرْوَان.
    قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
    وَقَالَ
    ابْن نمير: كَذَّاب.
    وَقَالَ الْبُخَارِيّ: لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ الْبَتَّةَ.
    وَقَالَ أَبُو على صَالح ابْن مُحَمَّد: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
    وَأما الطَّرِيق الرَّابِع فَقَالَ يَحْيَى: عَامِر بن صَالح لَيْسَ بشئ.
    وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
    حَدِيث فِي مدح الْحَبَش: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمد بن مَرْوَان حَدثنَا عبد الله ابْن الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي حبيب حَدثنَا عبد الله بْنُ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْحَبَشَةَ أَنْجُدُ أَسْخِيَاءُ وَإِنَّ فِيهِمْ لَيُمْنًا فَاتَّخِذُوهُمْ وَاسْتَهِنُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أقوى شئ ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وحبِيب هُوَ كَاتب مَالِك.
    قَالَ أَحْمَد بن حَنْبَل: كَانَ يكذب.
    حَدِيث فِي ذمهم: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدَانَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَنْبَسَةَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ " قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَى طَعَامًا فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِلْحَبَشَةِ أُطْعِمُهُمْ وَأَكْسُوهُمْ، فَقَالَ: يَا عَمِّ لَا تَفْعَلْ إِنَّهُمْ إِنْ جَاعُوا سَرَقُوا وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا ".
    تفرد بِهِ عُمَر بْن حَفْص.
    قَالَ أَحْمَد: خرقنا حَدِيثه.
    وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَقَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
    (2/234)
    حَدِيث فِي ترك التّرْك: أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ بْنِ قَيْدَاسٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الرحمن بن عبيد الله الْجُرْفِيُّ حَدَّثَنَا
    أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا عَتْبَانُ بْنُ غَيْلانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَن أَبى وَائِل عَن عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوهُمْ ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سَلَمَةَ بْن حَفْص يضع الحَدِيث لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
    قَالَ: وَقَدْ جربت على أَحْمَد بْن مُحَمَّد الازهر الْكَذِب.
    حَدِيث فِي ذمّ الخصيان: أَنْبَأَنَا هِبَةُ الله بن أَحْمد الحريري أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٌ عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلامَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَاشَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن ابْن مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بن عبد الله بْنِ حُمْرَانَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِي الْخِصْيَانِ خَيْرًا لأَخْرَجَ مِنْ أَصْلابِهِمْ ذُرِّيَّةً يَعْبُدُونَ الله عزوجل وَلَكِنْ عَلِمَ أَنْ لَا خَيْرَ فِيهِمْ فَأَجَبَّهُمْ ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    قَالَ يَحْيَى بْنُ معِين: إِسْحَاق بْن نجيح لَيْسَ بشئ.
    وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
    بَاب أَن شَرّ المَال فِي آخر الزَّمَان المماليك روى يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الرَّهَاوِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " شَرُّ الْمَالِ فِي آخر الزَّمَان المماليك ".
    (2/235)
    هَذَا الحَدِيث لَا يَصح.
    قَالَ يحيى: يزِيد لَيْسَ بشئ.
    وَقَالَ النَّسَائِيّ والأزدي
    هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث.
    بَاب الْمَنْع من أَذَى أهل الذِّمَّة أَنبأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عمر الداوودى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاهِدُ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُذَكَّرُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عِيسَى بن يُونُس عَن الْأَعْمَش عَن أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ آذَى ذِمِّيًّا فَأَنَا خَصْمُهُ وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
    قَالَ الْخَطِيب: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَالْحمل فِيهِ عِنْدِي على الْمُذكر فَإِنَّهُ كَانَ غير ثِقَة ونقلت من خطّ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْن الفرا قَالَ نقلت من خطّ أَبِي حَفْص الْبَرْمَكِيّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الصيدلاني يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الْمروزِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل يَقُولُ: أَرْبَعَة أَحَادِيث تَدور عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَسْوَاق لَيْسَ لَهَا أصل: من بشرني بِخُرُوج أذار بَشرته بِالْجَنَّةِ، وَمن آذَى ذِمِّيا فَأَنا خَصمه يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ونحركم يَوْم صومكم، وللسائل حق وَإِن جَاءَ على فرس ".
    (2/236)
    البيع والمعاملات
    ( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )
    الموضوعات لابن الجوزي
    كتاب البيع والمعاملات
    بَاب ذمّ التَّاجِر وَفِيهِ أَحَادِيث: الحَدِيث الأَوَّل: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ ابْنِ جُشَمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ التُّجَّارِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، فَاسْتَجَابُوا
    وَمَدُّوا أَعْنَاقَهُمْ، فَقَالَ الله عزوجل: بَاعِثُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلا مَنْ صَدَّقَ وَصَلَّى وَأَدَّى الأَمَانَةَ ".
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل صَحِيح يرجع إِلَيْهِ والْحَارث بْن عُبَيْد يَأْتِي عَنِ الثقاة بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم.
    الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْمَدَائِنِيُّ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزيات عَن الاحلج بن عبد الله الْكِنْدِيِّ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ الله بعثنى بلحمة وَمَرْحَمَةً وَلَمْ يَبْعَثْنِي تَاجِرًا وَلا زَرَّاعًا، وَإِنَّ شَرَّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ التُّجَّارَ وَالزَّارِعُونَ إِلا مَنْ شَحَّ عَلَى دِينِهِ ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    قَالَ يَحْيَى: سَلام لَا يكْتب حَدِيثه.
    وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك.
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَالْأَجْلَح كَانَ لَا يدرى مَا يَقُول.
    قَالَ الدَّارقطني: وَمُحَمّد بن عِيسَى ضَعِيف.
    (2/237)
    الحَدِيث الثَّالِث: رَوَى حَفْصٌ الرَّبَالِيُّ عَنْ أَبِي سُحَيْمٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ دَخَلَ سُوقَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: أَلا إِنَّ التَّاجِرَ فَاجِرٌ، أَلا إِنَّ التَّاجِرَ فَاجِرٌ ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
    وَأَبُو سحيم اسْمه الْمُبَارَك بْن سحيم.
    قَالَ الْبُخَارِيّ: وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ هُوَ مُنكر الحَدِيث.
    وَقَالَ النَّسَائِيّ: هُوَ مَتْرُوك.
    وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
    وَقَدْ روى عَنْ طَرِيق آخر عَنْ أَنَس بِإِسْنَاد فِيهِ مَجَاهِيل.
    بَاب اخْتِلَاف الرزق فِي السَّعْي أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا على بن عبد الفراوى حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَلَقَ اللَّهُ الأَرْزَاقَ قَبْلَ الأَجْسَادِ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَبَسَطَهَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَضَرَبَتْهَا الرِّيَاحُ فَوَقَعَتْ فِي الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ، فَمِنْهُ مَا وَقَعَ رِزْقُهُ فِي أَلْفَيْ مَوْضِعٍ، وَمِنْهُ مَا وَقَعَ رِزْقُهُ فِي أَلْفِ مَوْضِعٍ، وَمِنْهُ مَا وَقَعَ رِزْقُهُ عَلَى بَابِ دَارِهِ يَغْدُو إِلَيْهِ وَيَرُوحُ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجْلُهُ ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصح على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم، وَفِيه ضعفاء ومجاهيل.
    بَاب ذكر سَبَب الغلاء والرخص فِيهِ عَنْ عَليّ وَأنس: فَأَما حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلامُ: فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنبأَنَا عبد الصَّمد ابْن الْمَأْمُون أَنبأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنُ على الْخَواص حَدثنَا سُفْيَان
    (2/238)
    ابْن زِيَاد بن آدم حَدثنَا عبد الله بْنُ عَلاجٍ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَن مُحَمَّد بن على ابْن الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: " غَلا السِّعْرُ بِالْمَدِينَةِ فَذَهَبَ أَصْحَابُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ غَلا السِّعْرُ فَسَعِّرْ، فَقَالَ: إِنَّ الله عزوجل هُوَ الْمُعْطِي وَهُوَ الْمَانِعُ وَإِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا اسْمُهُ عُمَارَةُ عَلَى فَرَسٍ مِنْ حِجَارَةِ الْيَاقُوتِ طُولُهُ مَدَّ بَصَرِهِ وَيَدُورُ فِي الأَمْصَارِ وَيَقِفُ فِي الأَسْوَاقِ، فَيُنَادِي: أَلا ليغلو كَذَا وَكَذَا، أَلا لِيَرْخَصْ كَذَا وَكَذَا ".
    وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَلَهُ أَرْبَعَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ وَالتَّنُوخِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ عَنْ شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخَ عَنْ عُبَيْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا ".
    فَذكر نَحْو حَدِيث عَليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
    الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر الْمَقْدِسِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ سَهْلُ بن عبد الله الغارى أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن عبد الله بْنُ يَحْيَى الزَّاهِدُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عبد الرحيم قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْعَلاجِ الْمَوْصِلِيُّ عَنْ حَمَّادُ ابْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ رَفِيعٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا مِنْ حِجَارَةٍ يُقَالُ لَهُ عُمَارَةُ يَنْزِلُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى حِمَارٍ مِنْ حِجَارَةٍ فَيُسَعِّرُ الأَسْعَارَ ثُمَّ يعرج ".
    الطَّرِيق الثَّالِث وبالاسناد عَن مُحَمَّد بن عبد الرحيم حَدَّثَنى السَّرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم:
    (2/239)
    " إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ يَنْزِلُ عَلَى دَابَّةٍ مِنْ زُمُرُّدَةَ خَضْرَاءَ كُلَّ يَوْمٍ فَيُسَعِّرُ الأَسْعَارَ ثُمَّ يَعْرُجُ ".
    الطَّرِيق الرَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن ابْن أَيُّوبَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيد ح.
    وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ
    أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الصَّالِحِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمَّلِ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغِلابِيُّ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ الضَّبِيُّ وَالْمَعْنَى وَاحِد حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنِي يَمَامَةُ بْنُ عبد الله عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْغَلاءُ وَالرُّخْصُ جُنْدَانِ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ يُسَّمَى أَحَدُهُمَا الرَّغْبَةُ وَالآخَرُ الرَّهْبَةُ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُغَلِّيهِ قَذَفَ فِي قُلُوبِ التُّجَّارِ الرَّغْبَةَ فَيَحْبِسُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُرْخِصَهُ قَذَفَ فِي قُلُوبِ التَّجَّارِ الرَّهْبَةَ فَأَخْرَجُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ.
    وَقَالَ أَبُو بدر فأخرجوه ".
    هَذَانِ حديثان لَا يصحان.
    أما حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَانْفَرد بِهِ ابْن أَبى علاج وَهُوَ عبد الله بن أَيُّوب ابْن أَبِي علاج الْمَوْصِلِيّ.
    قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيث مَنَاكِير.
    وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ، فَلا يَشُكُّ السَّامِعَ أَنَّهُ كَانَ يَضَعُهَا.
    وَأما حَدِيث أَنَس فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل الزُّهْرِيّ سرق حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلامُ وَجعل لَهُ إِسْنَادًا آخر.
    قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ الزُّهْرِيّ كذابا، وَهَذَا الحَدِيث مَوْضُوع.
    وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ ابْن أَبِي علاج وَقَدْ تقدم جرحه.
    وَفِيه حَمَّاد بن
    (2/240)
    عَمْرو، قَالَ يَحْيَى: كَانَ يكذب وَيَضَع الحَدِيث.
    وَقَالَ الفلاس وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
    وَأما الطَّرِيق الثَّالِث: فَفِيهِ السرى الْبَغْدَادِيّ.
    قَالَ عبد الرحمن بْن خرَاش كَانَ يكذب.
    وَقَالَ ابْن عَدِيّ: كَانَ يسرق الحَدِيث.
    وَأما الطَّرِيق الرَّابِع فَفِيهِ الْعَبَّاسِ بن بكار.
    قَالَ الدَّارقطني: هُوَ كَذَّاب،
    وَعبد اللَّه بْن الْمثنى ضَعِيف عِنْدهم.
    بَاب ذمّ من تمنى الغلاء فِيهِ عَن ابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث ابْن عمر فَأَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بن ردام أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عُبَيْدِ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان ابْن عِيسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من تَمَنَّى الْغَلاءَ عَلَى أُمَّتِي لَيْلَةً أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ".
    وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ حَدَّثَنى الْحسن ابْن أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الإِسْفَرَائِينِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّد الْمَرْوَزِيُّ أَنْبَأَنَا بِشْرُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو عِصْمَةَ عَن يحيى بن عبيد الله عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ لَا تُطِعْ فِينَا تَاجِرًا وَلا مُسَافِرًا، تَاجِرُنَا يُحِبُّ الْغَلاءَ وَمُسَافِرُنَا يَكْرَهُ الْمَطَرَ ".
    هَذَانِ حديثان موضوعان عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    (2/241)
    أما [الحَدِيث] الأول فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: لَا أعلم رُوَاة غير سُلَيْمَان بْن عِيسَى السجْزِي وَكَانَ كذابا يضع الحَدِيث وَقَالَ السَّعْدِيّ: كَذَّاب مُصَرح.
    وَأما الحَدِيث الثَّانِي: قَالَ يحيى بن عبد الله هُوَ ابْن موهب.
    قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَلا يكْتب حَدِيثه.
    وَقَالَ أَحْمَد: أَحَادِيثه مُنكرَة لَا يعرف هُوَ وَلا أَبُوهُ.
    وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يرْوى مَالا أصل لَهُ.
    بَاب احتكار الطَّعَام فِيهِ عَنِ العبادلة وعَنِ ابْن عُمَرَ وَحده وَعَن أبي هُرَيْرَة وَأنس: فَأَما حَدِيث العبادلة فأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي الطَّنَاجِيرِيُّ أَنبأَنَا عبد الله بن عُثْمَان الصفار حَدثنَا عبد الله بْنُ بَدْرٍ الْمَعْرُوفُ بِزُرَيْقٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ أَيُّوبَ بْنِ زَاذَانَ الْقَرْنِيُّ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ الأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بن عبد الرحمن الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْعَبَادِلَةِ عبد الله بْنِ عَمْرٍو وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالُوا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْقَاصُّ يَنْتَظِرُ الْمِقْتَ، وَالْمُسْتَمِعُ يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ، وَالتَّاجِرُ يَنْتَظِرُ الرِّزْقَ، وَالْمُحْتَكِرُ يَنْتَظِرُ اللَّعْنَةَ، وَالنَّائِحَةُ وَمَنْ حَوْلَهَا مِنِ امْرَأَةٍ مُسْتَمِعَةٍ، عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللِّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ".
    وَأما حَدِيث ابْن عُمَرَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُسَيْن أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا يَزِيدُ حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةُ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ وَبَرِئَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُ ".
    (2/242)
    الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ ابْن عمر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
    " مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا فَقَدْ بَرِئَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُ ".
    وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي أَنْبَأَنَا (1) ابْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ حَدَّثَنَا مُهَنَّى بْنُ يَحْيَى (1) حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ وَسَعِيدٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُحْشَرُ الْحَكَّارُونَ وَقَتَلَةُ الأَنْفُسِ إِلَى جَهَنَّمَ فِي دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ ".
    وَأما حَدِيث أَنَس: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ طَلْحَةَ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ قَالَ سَمِعْتُ دِينَارًا أَنْبَأَنَا مِكْيَسٌ يَقُولُ خَدَمْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ثَلاثَ سِنِينَ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ حَبَسَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ أَخْرَجَهُ فَطَحَنَهُ وَخَبَزَهُ وَتَصَدَّقَ بِهِ لَمْ يَقْبَلْهُ اللَّهُ مِنْهُ ".
    هَذهِ الْأَحَادِيث جَمِيعًا لَا تصح.
    أما حَدِيث العبادلة: فَفِيهِ عَبْد الْوَهَّابِ، كَانَ الثَّوْرِيّ يرميه بِالْكَذِبِ.
    وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
    وَضَعفه أَحْمد وَالدَّارقطني.
    وَأما أَبُو مُحَمَّد الْقُرْبَى قَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
    وَأما حَدِيث ابْن عُمَرَ فَفِي الطَّرِيقَيْنِ أصبغ بْن زَيْد.
    قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيث أصبغ غير مَحْفُوظَة.
    وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ إِذَا انْفَرد.
    وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَإِن بَقِيَّة يحدث عَنِ الضُّعَفَاء والمتروكين وَيُدَلس بالعنعنة.
    __________
    (1) بَيَاض بالاصل.
    (2/243)
    وَأما حَدِيث أَنَس فَقَالَ ابْن عَدِيّ أَبُو مكيس مُنكر الحَدِيث ضَعِيف ذَاهِب شبه الْمَجْهُول.
    وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: روى عَنْ أَنَس أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يحل ذكره فِي
    الْكُتُبِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الْقدح فِيهِ.
    بَاب تَعْظِيم أَمر الدَّين روى حَاتِمُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمِصْرِيُّ عَنْ ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَتَيْ مَرَّةٍ كَتَبَ الله لَهُ ألفا وَخَمْسمِائة حَسَنَةً إِلا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى عَلَيْهِ وَسلم.
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاج بحاتم بْن مَيْمُون بِحَال.
    حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُف العصفرى حَدثنَا قرين ابْن سَهْلِ بْنِ قَرِينٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لاهم إِلا هَمُّ الدَّيْنِ وَلا وَجَعَ إِلا وَجَعُ الْعَيْنِ " قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الحَدِيث بَاطِل الْإِسْنَاد والمتن، وَسَهل مُنكر الحَدِيث.
    وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بسهل فَإِنَّهُ يلزق الْمَرَاسِيل والمقاطيع.
    وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: هُوَ كَذَّاب.
    بَاب تَعْظِيم أَمر الرِّبَا على الزِّنَا فِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة وَأنس وَابْن حَنْظَلَة وعَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهُم: فَأَما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن المظفر أَنبأَنَا
    (2/244)
    أَبُو الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدب حَدثنَا سعيد بن عبد الحميد بن جَعْفَر حَدثنَا عبد الله بْنُ زِيَادٍ
    حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبى هربرة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرِّبَا سَبْعُونَ بَابًا أَصْغَرُهَا كَالزَّانِي يَنْكِحُ أُمَّهُ ".
    الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أبويحيى الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الحيرى حَدثنَا حَفْص بن عبد الرحمن حَدثنَا عبد الله بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرِّبَا سَبْعُونَ بَابًا أَصْغَرُهَا عِنْدَ اللَّهِ كَالَّذِي يَنْكِحُ أُمَّهُ ".
    وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان أَنبأَنَا الْحُسَيْن بن عبد الله الْقطَّان حَدثنَا الْوَلِيد ابْن عُتْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُمَيْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ حَنَشٍ عَنْ عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَكَلَ دِرْهَمًا رِبًا فَهُوَ مِثْلُ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً وَمَنْ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ ".
    وَأما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ أَخْبَرَنِي أَبُو مُجَاهِدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الرِّبَا وَعَظِيمَ شَأْنِهِ وَقَالَ: إِنَّ الدِّرْهِمَ يُصِيبُ الرَّجُلُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ فِي الْخَطِيئَة من سنة وَثَلاثِينَ زَنْيَةً يَزْنِيهَا الرَّجُلُ، وَإِنَّ أربى الربى عرض الرجل الْمُسلم ".
    (2/245)
    الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدثنَا عبد الله ابْن الْحُسَيْن الْهَمدَانِي حَدثنَا الدَّارقطني حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيمَ الصِّلْحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرِّبَا سَبْعُونَ بَابًا أَهْوَنُ بَابٍ مِنْهُ الَّذِي يَأْتِي أُمَّهُ فِي الإِسْلامِ وَهُوَ يعرفهَا، وَإِن من أربا الرِّبَا خَرْقُ الْمَرْءِ عِرْضُ أَخِيهِ، وَخَرْقُ عَرْضِ أَخِيهِ أَنْ يَقُولَ فِيهِ مَا يَكْرَهُ مِنْ مَسَاوِيهِ، وَالْبُهْتَان أَنْ يَقُولَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ 
 
    وَأما حَدِيث ابْن حَنْظَلَة فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأَوَّل: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمَذْهَب أَنبأَنَا القطيعى حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي ح.
    وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحَقِّ بن أَحْمد أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ بِشْرَانَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزْدَادَ أَبُو الصَّفَرِ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّد حَدثنَا جرير ابْن حَازِمٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبى مليكَة عَن عبد الله بن حَنْظَلَة - عسل -[غَسِيلِ] الْمَلائِكَةِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دِرْهَمُ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً ".
    الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحق أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ ابْن بَشرَان حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَرْثِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرو عَن لَيْث عَن عبد الله بن أَبى مليكَة عَن عبد الله بْنِ حَنْظَلَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَدِرْهَمُ رَبًا أَشَدُّ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ سِتَّةً وَثَلاثِينَ زَنْيَةً فِي الْحَطِيمِ ".
    وَأما حَدِيث عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَنَا حَمْدُ بن أَحْمد
    (2/246)
    الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمد بن سعيد حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَيْشُونٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ لَيْثٍ وَخَلْفِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرِّبَا بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا، أَصْغَرُهَا كَالْوَاقِعِ عَلَى أُمِّهِ، وَالدِّرْهَمُ الْوَاحِدُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً ".
    الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عبد الله بْنِ سَعِيد بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو ثُمَيْلَةَ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ أَنَسٍ أَبُو أَنَسٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الدِّرْهَم رِبًا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ سَبْعَةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً ".
    لَيْسَ فِي هَذِه الاحاديث شئ صَحِيح.
    أما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ ففى طريقيه عبد الله بْن زِيَاد وَقَدْ كذبوه، وَقَالَ الْبُخَارِيّ: إِنَّمَا روى هَذَا الحَدِيث أَبُو سَلمَة عَن عبد الله بْنِ سَلام نَفسه.
    وَأما حَدِيث أَنَس فَفِي طَرِيقه الأَوَّل أَبُو مُجَاهِد واسْمه عبد الله بْن كيسَان الْمَرْوَزِيّ.
    قَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ مُنكر الحَدِيث.
    وَالطَّرِيق الثَّانِي تفرد بِهِ طَلْحَة ابْن زَيْدٍ.
    قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
    وَأما حَدِيث ابْن حَنْظَلَة فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل حُسَيْن بْن مُحَمَّد وَهُوَ حُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ بهْرَام أَبُو مُحَمَّد الْمروزِي.
    قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: رَأَيْته وَلم أسمع مِنْهُ، وَسُئِلَ أَبُو حَاتِم عَنْ حَدِيث يرويهِ حُسَيْن فَقَالَ خطأ، فَقيل لَهُ: الْوَهم مِمَّن؟ فَقَالَ: من حُسَيْن يَنْبَغِي أَن يكون.
    وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي لَيْث.
    قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: لَا يشْتَغل بِهِ، وَهُوَ مُضْطَرب الحَدِيث.
    قَالَ المُصَنّف قَالَ: وَإِنَّمَا يروي هَذَا عَن كَعْب.
    أَنبأَنَا ابْن الْحصين أَنبأَنَا
    (2/247)
    ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ ابْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: " لأَنْ أزني أحب إِلَيّ من أَن آكُلَ دِرْهَمًا مِنْ رِبًا ".
    قَالَ الدَّارقطني: وَهَذَا أصح من الْمَرْفُوع.
    وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِي طَرِيقه الأول سوار بْن مُصْعَب.
    قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ أَبُو دَاوُد: لَيْسَ بِثِقَة.
    وَفِي طَرِيقه الثَّانِي عِمْرَان بْن أَنَس.
    قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابع على حَدِيثه.
    قَالَ وَهَذَا يروي من غير هَذَا الْوَجْه مُرْسلا عَنِ ابْن أَبِي مُلَيْكَةَ.
    قَالَ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى الْبَلْخِيّ حَدَّثَنَا مكي بْن إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْن أَبِي مليكَة أَنه سمع عبد الله بْن حَنْظَلَة الراهب يُحَدِّثُ عَنْ كَعْب الْأَحْبَار أَنَّهُ قَالَ: " رَبًّا دِرْهَم يَأْكُلهُ الأنسان وَهُوَ يعلم أعز عَلَيْهِ فِي الْإِثْم من سِتَّة وَثَلَاثِينَ زنية ".
    قَالَ المُصَنّف قلت: وَاعْلَم أَن مِمَّا يرد صِحَة هَذهِ الْأَحَادِيث أَن الْمعاصِي إِنَّمَا يعلم مقاديرها بتأثيراتها وَالزِّنَا يفْسد الْأَنْسَاب، وَيصرف الْمِيرَاث إِلَى غير مستحقيه، ويؤثر من القبائح مَا لَا يوثر أكل لفمة لَا تتعدي ارْتِكَاب نهى، فَلَا وَجه لصِحَّة هَذَا.
    بَاب البيع إِلَى أجل أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنبأَنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْحِمْيَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله ابْن عُبَيْدِ بْنِ عَقِيلٍ الْهِلالِيُّ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو جَزْءٍ حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ دَاوُدَ عَنْ صَالِحِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    " الْبَرَكَةُ فِي ثَلاثٍ: فِي الْبَيْعِ إِلَى أَجَلٍ، وَالْمُعَارَضَةِ، وَاخْتِلاطِ الشَّعِيرِ بِالْبُرِّ لِلْبَيْتِ لَا لِلْبَيْعِ ".
    (2/248)
    قَالَ العقيلى: وحدثناه عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ ثَابِت حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ بِسْطَامَ عَنْ نَصْرِ بن الْقَاسِم عَن دَاوُد ابْن عَلِيٍّ عَنْ صَالِحِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاثٌ فِيهَا الْبَرَكَةُ: الْبَيْعُ إِلَى أَجَلٍ، وَالْمُعَارَضَةُ، وَإِخْلاطُ الْبُرِّ بِالشَّعِيرِ لِلْبَيْتِ لَا لِلسُّوقُ ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وَعبد الرَّحْمَنِ بْن دَاوُدَ وَعُمَر بْن بسطَام مَجْهُولَانِ وحديثهما غير مَحْفُوظ.
    بَاب فِي السفاتج أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ وَمُحَمَّدُ بن عبد الملك قَالا أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ وَإِبْرَاهُيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ التُّسْتَرِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ الْجَلابُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى الْوَجِيهِيُّ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السُّفْتَجَاتُ حَرَامٌ ".
    هَذَا لَا يَصح.
    قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: إِبْرَاهِيم بْن نَافِع مُنكر الحَدِيث، وَعُمَر بْن مُوسَى فِي عِدَادِ مَنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
    بَاب شركَة الذِّمِّيّ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ الْكِنَانِيُّ أَنْبَأَنَا عبيد الله بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ معمر ابْن مُحَمَّدٍ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَفْصِ بْنِ أَخِي هِلالٍ الْكَرْخِيُّ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ
    عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُتْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَارَكَ ذِمِّيًّا فقواضع لَهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ضرب بَينهمَا
    (2/249)
    وَادٍ مِنْ نَارٍ وَقِيلَ لِلْمُسْلِمِ: خُذْ هَذَا الْوَادِي إِلَى ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى تُحَاسِبَ شَرِيكَكَ " قَالَ الْخَطِيب: حَدِيث مُنكر لم أكتبه إِلَّا بِهَذَا الاسناد.
    بَاب توقى الْحَرَام والشبهة أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو زَيْدِ بْنُ عَامِرٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبُورِقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّلَمُونِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ خَلْدٍ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَرَكَ دِرْهَمًا مِنْ حَرَامٍ أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ تَرَكَ دِرْهَمًا مِنْ شُبْهَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، وَمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ أَيَّامَ حَيَاتِهِ وَدَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ البورقي.
    قَالَ الْحَاكِم أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وضع البورقي على الثقاة مَالا يُحْصى.
    بَاب اشتقاق تَسْمِيَة الدِّرْهَم وَالدِّينَار أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن أَحْمد الحواربى حَدَّثَنَا أَبِي وَعَمِّي قَالا حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَبِي عَلاجٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزَّهْرِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا سمى الدِّرْهَم لانه دَارهم، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الدِّينَارَ لأَنَّهُ دَارُ نَارٍ ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وَالْعجب من جرْأَة من يضع مثل هَذَا الْكَلَام الْبَارِد الَّذِي لَا فَائِدَة فِيهِ، وَالْمُتَّهَم بِهِ ابْن أَبِي
    علاج، وَقَدْ ذكرنَا آنِفا عَنِ ابْن حِبَّانَ أَنه قَالَ: يَأْتِي عَن الثقاة بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم، فَلَا يشك للسامع أَنه وَضعهَا.
    (2/250)
    بَاب فضل الْعَمَل بِالْيَدِ أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعْدُونٍ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو على الْحُسَيْن بن عبيد الله ابْن عِمْرَانَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ أُحَيْدِ بْنِ حُمْرَانَ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو قَيْسُ بْنُ أُنَيْفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ الفريانى حَدثنَا عبد الله بن عِيسَى الْجِرْجَانِيّ حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ " أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَاسْتَقْبلهُ سعد ابْن مُعَاذٍ الأَنْصَارِيُّ، فَصَافَحَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا هَذَا الذى اكتبت يَدَاكَ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبُ بِالْمَرْوِ الْمِسْحَاةَ فَأُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِي.
    قَالَ فَقَّبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ وَقَالَ: هَذهِ يَدٌ لَا تَمَسُّهَا النَّارُ أَبَدًا ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَمَا أَجْهَل وَاضعه بالتاريخ، فَإِن سَعْد بْن مُعَاذ لم يكن حَيا فِي غزَاة تَبُوك، لِأَنَّهُ مَاتَ بعد غزَاة بني قُرَيْظَة من السمم الَّذِي رمي بِهِ يَوْم الخَنْدَق، وَكَانَت غزَاة بَنِي قُرَيْظَة فِي سنة خمس من الْهِجْرَة، فَأَما غزَاة تَبُوك فَإِنَّهَا كَانَت فِي سنة تسع، فَلَو كَانَ عِنْد الْكذَّاب توفيق مَا كذب.
    وَمُحَمَّد بْن تَمِيم الفارياني كَذَّاب.
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
    بَاب فِي الْخياطَة أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْخَلالِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ إِن
    النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنْ رِجَالِ أُمَّتِي الْخِيَاطَةُ، وَأَعْمَالُ الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
    وَأَبُو دَاوُد النَّخعِيّ اسْمه سُلَيْمَان بْن عَمْرو، وَقَدْ سبق
    (2/251)
    فِي كتَابنَا أَنَّهُ كَانَ كذابا.
    قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي حَازِم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ من قَوْله.
    بَاب فِي الجزار أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا دِينَار بن عبد الله عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كُنْتُ يَوْمًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بعد مَا تَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ قُمْ بِنَا نَدْخُلِ السُّوقَ فَنْرَبَحَ وَيُرْبَحُ مِنَّا، فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى صِرْنَا إِلَى السُّوقِ، فَإِذَا نَحْنُ فِي أَوَّلِ السُّوقِ بِرَجُلٍ جَزَّارٍ شَيْخٍ كَبِيرٍ قَائِمٍ عَلَى بَيْعِهِ يُعَالِجُ مِنَ وَرَاءِ ضَعْفٍ فَوَقَعَتْ لَهُ فِي قَلْبِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِقَّةٌ، فَهَمَّ أَنْ يَقْصِدَهُ وَيُسَّلِمَ عَلَيْهِ وَيَدْعُوَ لَهُ إِذْ هَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ لَا تُسَلِّمْ عَلَى الْجَزَّارِ، فَاغْتَمَّ مِنْ ذَلِكَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُدْرَى أَيُّ سَرِيرَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ إِذْ مَنَعَهُ مِنْهُ، وَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ وَلَمْ يَدْخُلِ السُّوقَ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ تَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ لِي: قُمْ بِنَا نَدْخُلْ إِلَى السُّوقِ فَنَنْظُرَ أَي شئ حَدَثَ اللَّيْلَةَ عَلَى الْجَزَّارِ، فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا إِلَى السُّوقِ فَإِذَا نَحْنُ بِالْجَزَّارِ قَائِمًا عَلَى بَيْعِهِ كَمَا رَأَيْنَاهُ بِالأَمْسِ، فَهَمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْصِدَهُ وَيَسْأَلَهُ أَيُّ سريرة بَينه وَبَين الله عزوجل إِذْ مَنَعَهُ عَنْهُ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ سَلِّمْ عَلَى الْجَزَّارِ، فَقَالَ لَهُ: حَبِيبِي جِبْرِيلُ أَمْسِ مَنَعْتَنِي عَنْهُ وَالْيَوْمَ أَمَرْتَ بِهِ.
    قَالَ: نَعَمْ يَا مُحَمَّدُ
    إِنَّ الْجَزَّارَ اللَّيْلَةَ وَعَكَتْهُ الْحُمَّى وَعْكًا شَدِيدًا فَسَأَلَ رَبَّهُ وَتَضَّرَعَ إِلَيْهِ، فَقَبِلَهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، فَاقْصِدْهُ يَا مُحَمَّدُ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَبَشِّرْهُ وَانْصَرِفْ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ قَبِلَهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، فَقَصَدَهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ ".
    هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِلا شَكٍّ، قبح من يضع مثل هَذَا الذى لَا معنى لَهُ.
    (2/252)
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: دِينَار مَوْلَى أَنَس يروي عَنْهُ أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا بِالْقَدْحِ فِيهِ.
    بَاب اتِّخَاذ الدَّجَاج لمن لَا يقدر على الْغنم أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد القيراطى حَدثنَا عبد الله بْنِ يَزِيدَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عبيد الله عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدَّجَاج غنم فَقَرَأَ أُمَّتِي، وَالْجُمُعَةُ حَجُّ فُقَرَائِهَا ".
    قَالَ أَبُو حَاتِم: هَذَا مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ، والاحتجاج بِهِشَام بَاطِل.
    قَالَ الدَّارقطني: هَذَا الحَدِيث كذب مَوْضُوع، وَالْحمل فِيهِ على عبد الله بن يزِيد ويلقب بحمش.
    بَاب تَدْبِير الْمصَالح أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْعَطَّارُ حَدَّثَنِي أَبُو اللَّيْثِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الأَنْمَاطِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأُشْنَانِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ إِدْرِيسَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرو بن مرّة عَن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: تَفَضَّلْتُ عَلَى عَبْدِي بِأَرْبَعِ خِصَالٍ: سَلَّطْتُ الدَّابَّةَ عَلَى الْحَبَّةِ
    وَلَوْلَا ذَلِك لَا دخرها الْمُلُوكُ كَمَا يَدَّخِرُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَأَلْقَيْتُ النَّتَنَ عَلَى الْجَسَدِ وَلَوْلا ذَلِكَ مَا دَفَنَ خَلِيلٌ خَلِيلَهُ أَبَدًا، وَسَلَّطْتُ السُّلُوَّ عَلَى الْحُزْنِ، وَلَوْلَا ذَلِك لَا نقطع النَّسْلُ، وَقَضَيْتُ الأَجَلَ وَأَطَلْتُ الأَمَلَ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَخَرِبَتِ الدُّنْيَا وَلَمْ يتهن ذُو معيشة بمعيشته ".
    (2/253)
    هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وَهَذَا الأُشْنَانِيّ هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن ثَابِت، وَإِنَّمَا دلسه سَعِيد بْن أَحْمَدَ.
    قَالَ الدَّارقطني: الأُشْنَانِيّ كَذَّاب دجال، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ وضعا فَاحِشا، قَالَ: وَمَا أبعد أَن يكون هُوَ الرَّاوِي لهَذَا الحَدِيث، لِأَن لَهُ عَنْ يَحْيَى بْن معِين بِهَذَا الإِسْنَادِ حَدِيثا آخر.
    (2/254)
    كتاب النكاااااااااااااااااااااااااااااح
 
    الموضوعات لابن الجوزي

    كتاب النِّكَاح
 
    بَاب الْخَوْف من فتْنَة النِّسَاء أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنبأَنَا ابْن عَدِيٍّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ زِيَادٍ الدورقى حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَنْ أَبِيهِ عَن سعيد ابْن الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلا النِّسَاءُ لَعُبِدَ اللَّهُ حَقًّا حَقًّا ".
    هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ.
    وَفِيهِ عبد الرحيم بْن زَيْد الْعمي.
    قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ هُوَ وَأَبوهُ، وَقَالَ مرّة: عبد الرحيم كَذَّاب خَبِيث، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ ابْن عَدِيّ: هَذَا حَدِيث مُنكر لَا أعرفهُ إِلا من هَذَا الطَّرِيق،
    وكل أَحَادِيثه لَا يُتَابِعه الثقاة عَلَيْهَا.
    قَالَ ابْنُ حَنْبَل: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بزيد.
    قَالَ الْبُخَارِيّ: وَمُحَمَّد بْن عِمْرَان مُنكر الحَدِيث يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.
    بَاب الحذر من النِّسَاء الاجانب أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن زيد الْهَمدَانِي حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ مُبشر حَدثنَا معقل بن عبيد الله عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَتْ إِلَيْهِ تُكَلِّمُهُ فِي حَاجَتِهَا وَقَامَتْ فَأَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يَقْعُدَ فِي مَكَانِهَا فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْعُدَ حَتَّى يَبْرُدَ مَكَانُهَا ".
    تفرد بِهِ شُعَيْب بْن مُبشر.
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يتفرد عَن الثقاة بِمَا لَيْسَ من حَدِيث الْأَثْبَات، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
    (2/255)
    بَاب فِي شكوى الْعزبَة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلُ بْنُ عِيسَى حَدثنَا الداوودى أَنْبَأَنَا ابْنُ أَعْيَنَ السَّرَخْسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ بن حميد حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا فَايِدُ بن عبد الرحمن عَن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: " وَاللَّهِ إِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلَكَنِي الشَّبَقُ وَالْجُوعُ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَعْرَابِيُّ الشَّبَقُ وَالْجُوعُ؟ قَالَ: هُوَ ذَاكَ.
    قَالَ: فَاذْهَبْ فَأَوَّلُ امْرَأَةٍ تَلْقَاهَا لَيْسَ لَهَا زَوْجٌ فَهِيَ امْرَأَتُكَ.
    قَالَ الأَعْرَابِيُّ: فَدَخَلْتُ نَحْلَ بَنِي النَّجَّارِ فَإِذَا جَارِيَةٌ تَخْتَرِفُ فِي زَبِيلٍ فَقُلْتُ لَهَا: يَا ذَاتَ الزَّبِيلِ هَلْ لَكِ زَوْجٌ؟ قَالَتْ: لَا.
    قُلْتُ: انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    قَالَ: فَنَزَلَتْ فَانْطَلَقْتُ مَعَهَا إِلَى مَنْزِلِهَا.
    فَقَالَتْ لأَبِيهَا: إِنَّ
    هَذَا الأَعْرَابِيَّ أَتَانِي وَأَنَا أَخْتَرِفُ فِي الزَّبِيلِ فَسَأَلَنِي: هَلْ لَكِ زَوْجٍ.
    فَقُلْتُ: لَا.
    فَقَالَ: انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    فَخَرَجَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى الاعرابي، فَقَالَ لَهُ الاعرابي: ماذات الزَّبِيلِ مِنْكَ؟ قَالَ: ابْنَتِي.
    قَالَ: هَلْ لَهَا زَوْجٌ؟ قَالَ: لَا.
    قَالَ: فَقَدْ زَوَّجَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    فَانْطَلَقَتِ الْجَارِيَةُ وَأَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ لَهَا زَوْجٌ؟ قَالَ: لَا.
    قَالَ: فَاذْهَبْ فَأَحْسِنْ جِهَازَهَا ثُمَّ ابْعَثْ بِهَا إِلَيْهِ.
    فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ فَجَهَّزَ ابْنَتَهُ وَأَحْسَنَ الْقِيَامَ، ثُمَّ بَعَثَ مَعَهَا بِتَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى بَيْتِ الأَعْرَابِيِّ، فَانْصَرَفَ الأَعْرَابِيُّ إِلَى بَيْتِهِ فَرَأَى جَارِيَةً مُصَنَّعَةً وَرَأَى تَمْرًا وَلَبَنًا، فَقَامَ إِلَى الصَّلاةِ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَدا أَبُو الْجَارِيَةِ عَلَى ابْنَتِهِ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا قَرَبَنَا وَلا قَرَبَ تَمْرَنَا وَلا لَبَنَنَا.
    فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ.
    فَدَعَا الأَعْرَابِيَّ فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ مَا مَنَعَكَ أَن تكون أَلممْت بأهلك؟
    (2/256)
    فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ انْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَدَخَلْتُ الْمَنْزِلَ فَإِذَا جَارِيَةٌ مُصَنَّعَةٌ وَرَأَيْتُ تَمْرًا وَلَبَنًا، فَكَانَ يَجِبُ - لِلَّهِ عَلَيَّ - أَنْ أُحْيِيَ لَيْلَتِي إِلَى الصَّبَاحِ.
    قَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ أَلْمِمْ بِأَهْلِكَ ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصح، فِيهِ آفتان.
    إِحْدَاهمَا فَايِد.
    قَالَ أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ الرَّازِيّ: ذَاهِب الحَدِيث لَا يكْتب حَدِيثه.
    وَالثَّانيَِة عبد الرحمن بْن هَارُون، وَالظَّاهِر أَن الْبلَاء مِنْهُ.
    قَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث يكذب.
    بَاب فضل المتزوج على العزب فِيهِ عَنْ أَنَس وَأبي هُرَيْرَةَ:
    فَأَما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَنِيفَةَ النَّصِيبِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَبَلَةَ حَدَّثَنَا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَكْعَتَانِ مِنَ الْمُتَزَوِّجِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةٍ مِنَ الْعَزَبِ ".
    قَالَ الْعَقِيلِيّ: مجاشع حَدِيثه مُنكر غير مَحْفُوظ.
    قَالَ يَحْيَى بْن معِين: قَدْ رَأَيْته أحد الْكَذَّابين.
    وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا بِالْقَدْحِ.
    وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُف مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيل عَن عبد الله عَنْ صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
    (2/257)
    قَالَ: " لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِي إِلا يَوْمٌ وَاحِدٌ لَلَقِيتُ اللَّهَ بِزَوْجَةٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَصَالح هُوَ مَوْلَى التَّوْأَمَة مَجْرُوح.
    قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وخَالِد ابْن إِسْمَاعِيل يضع الحَدِيث.
    الطَّرِيق الثَّانِي: رَوَى يُوسُفُ بْنُ السَّفَرِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ، رَكْعَتَانِ مِنْ مُتَأَهِّلٍ خَيْرٌ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً مِنْ غَيْرِ مُتَأَهِّلٍ ".
    قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
    قَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيّ: يُوسُف مَتْرُوك الْحَدِيثِ.
    وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: يروي عَنِ الأَوْزَاعِيّ مَا لَيْسَ من
    حَدِيثه، فَلَا يشك السَّامع أَنَّهَا مَوْضُوعَة، لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.
    وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك يكذب.
    بَاب التَّزَوُّج لِلْحسنِ أَو لِلْمَالِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَام ابْن عَبْدِ الْقُدُّوسِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ قَالَ أَنَسٌ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لعزها لم يزده الله عزوجل إِلا ذُلا، وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لماها لم يزده الله عزوجل إِلا فَقْرًا، وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لحسنها لم يزده الله عزوجل إِلا دَنَاءَةً، وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لَمْ يَتَزَوَّجْهَا إِلا لِيَغُضَّ بَصَرَهُ أَوْ يُحَصِّنَ فَرْجَهُ أَوْ يَصِلَ رَحِمَهُ بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيهَا وَبَارَكَ لَهَا فِيهِ ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ضد مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ " تنْكح الْمَرْأَة لما لَهَا ولحسنها ولجمالها ولدينها ".
    (2/258)
    قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: عَبْد السَّلَام يروي الموضوعات لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَال.
    قَالَ النَّسَائِيُّ: عَمْرو بْن عُثْمَان مَتْرُوك الحَدِيث.
    بَاب التَّزَوُّج إِلَى جُهَيْنَة أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا ظَبْيَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَمْرِو ابْن مُرَّةَ الْجُهَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يرجوها فلينكج امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ ".
    هَذَا لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بظبيان، يرْوى عَن أَبِيه الْعَجَائِب.
    بَاب اتِّخَاذ السرارى أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْبَحِيرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله البوسنجى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُلاثَةَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالسَّرَارِيِّ فَإِنَّهُنَّ مُبَارَكَاتُ الأَرْحَامِ ".
    هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: عُثْمَان بْن عَطَاء لَا يحْتَج بِهِ، وَقَالَ عَلِيّ بْن الْجُنَيْد: مَتْرُوك.
    وَأما مُحَمَّد ابْن علاثة، قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي الموضوعات عَن الثقاة لَا يحل كتب حَدِيثه.
    وَأما عَمْرو بْن الْحُصَيْن فَقَالَ ابْن حبَان الرَّازِيّ: لَيْسَ بشئ.
    طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفر أَنبأَنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّدٍ الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنى جدى
    (2/259)
    حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا ثَوْرٌ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يَقُول] : " اتَّخِذُوا السَّرَارِيَّ فَإِنَّهُنَّ مُبَارَكَاتُ الأَرْحَامِ وَإِنَّهُنَّ أَنْجَبُ أَوْلادًا.
    ثُمَّ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: يالها مِنْ زَوْجَةٍ مَرْغُوبٍ عَنْهَا " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    قَالَ النَّسَائِيُّ: حَفْص بْن عُمَرَ الْأَيْلِي لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يقلب الْأَسَانِيد، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك، وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يَصح فِي السراري عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شئ.
    بَاب تزوج الْمَرْأَة بالفاسق أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن
    حبَان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَارِثُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد الْبَلْخِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ زَوَّجَ كَرِيمَتَهُ مِنْ فَاسِقٍ فَقَدْ قَطَعَ رَحِمَهَا ".
    هَذَا لَيْسَ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    قَالَ ابْن حبَان: الْحسن ابْن مُحَمَّد يروي الْأَشْيَاء الْمَوْضُوعَة، وَإِنَّمَا هَذَا من كَلَام الشّعبِيّ وَرَفعه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بَاطِل.
    بَاب الدُّعَاء لقباح النِّسَاء بالرزق أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلْمَان الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَن أَبى قبيل عَن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ " أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لِقِبَاحِ أُمَّتِهِ بِالرِّزْقِ ".
    (2/260)
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
    قَالَ الدَّارقطني: مُوسَى بْن هَارُون مَتْرُوك، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مغفلا يلقن فيتلقن.
    بَاب التَّزَوُّج بالحرائر فِيهِ عَنْ عَليّ وَابْن عَبَّاسٍ وَأنس: فَأَما حَدِيث على فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُوِر بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من سره أَن يلقى الله عزوجل طَاهِرًا مُطَهَّرًا فَلْيَتَزَوَّجِ الْحَرَائِرَ ".
    وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا بُهْلُولُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا نَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ طَاهِرًا مُطَهَّرًا فليتزوج الْحَرَائِر ".
    وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سَوَّارٍ حَدثنَا كثير ابْن سُلَيْمٍ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ سَمِعْتُ أَنَس بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ طَاهِرًا فَلْيَتَزَوَّجِ الْحَرَائِرَ ".
    هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    أما حَدِيث عَليّ فَفِيهِ جُوَيْبِر.
    قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَا يشْتَغل بحَديثه، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
    وَفِيهِ عَمْرو بْن جَمِيع.
    قَالَ يَحْيَى: كَذَّاب خَبِيث، وَقَالَ ابْن عَدِيّ: كَانَ يتهم بِالْوَضْعِ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: هُوَ وجويبر مَتْرُوكَانِ.
    (2/261)
    وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِيهِ نهشل.
    قَالَ ابْنُ رَاهَوَيْه: كَانَ نهشل كذابا، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَن الثقاة مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّب.
    وَفِيهِ مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَةَ رَمَاه أَحْمد وَيحيى وَالدَّارقطني بِالْكَذِبِ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة مَتْرُوك الحَدِيث.
    وَأما حَدِيث أَنَس فَفِيهِ كَثِير بْن سليم.
    قَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يروي عَنْ مَا لَيْسَ من حَدِيثه وَيَضَع عَلَيْهِ، وَقَالَ ابْن عدى: سَلام مُنكر الحَدِيث.
    بَاب السُّؤَال عَن شعر الْمَرْأَة أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الحريري أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْح أَنبأَنَا الدَّارقطني
    حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الرَّبَّاعُ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلاثَةَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ فَلْيَسْأَلْ عَنْ شَعْرِهَا كَمَا يَسْأَلُ عَنْ وَجْهِهَا، فَإِنَّ الشَّعْرَ أَحَدُ الْجَمَالَيْنِ ".
    هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْحسن ابْن عَلِيٍّ وَهُوَ الْعَدَوِيّ.
    قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
    وَلذَلِك قَالَ ابْنُ حِبَّانَ على من رأى ويروي عَمَّن لم يره.
    وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
    وَأما ابْن علاثة فَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثقاة لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ.
    بَاب نهى المتزوج أَن يدْخل على الْمَرْأَة حَتَّى يُعْطِيهَا شَيْئا أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمر والعمى حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي حَمْزَة سَمِعت ابْن عَبَّاس
    (2/262)
    يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَلا يَدْخُلْ عَلَيْهَا حَتَّى يُعْطِيَهَا شَيْئًا وَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلا أَحَدَ نَعْلَيْهِ ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وعصمة يهم وَلا يضْبط قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل.
    بَاب أول الْمهْر أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَخْضَرِ أَنْبَأَنَا ابْنُ شَاهِينَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنُ السَّكِينُ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ الْحَكَمِ الرَّسْعَنِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ عَنْ عَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله قَالَ قَالَ
    رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا مَهْرَ دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ ".
    طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ ابْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْكِحُ النِّسَاءَ إِلا الأَكْفَاءُ وَلا يُزَوِّجُوهُنَّ إِلا الأَوْلِيَاءُ وَلا مَهْرَ دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ ".
    طَرِيق ثَالِث: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرحيم بْنِ سَهْمٍ حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ حَدَّثَنِي مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُنْكِحُوا النِّسَاءَ إِلا مِنَ الأَكْفَاءِ وَلا يُزَوِّجُوهُنَّ إِلا الأَوْلِيَاءُ وَلا مَهْرَ دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ " قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الحَدِيث مَعَ اخْتِلَاف أَلْفَاظه فِي الْمُتُون وَاخْتِلَاف إِسْنَاده بَاطِل لَا يرويهِ إِلا مُبشر.
    قَالَ أَحْمد: مُبشر لَيْسَ بشئ، أَحَادِيثه
    (2/263)
    مَوْضُوعَات كذب يضع الحَدِيث، وَقَالَ الدَّارقطني: يكذب، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يروي عَن الثقاة الموضوعات لَا يحل كتب حَدِيثه إِلا على التَّعَجُّب.
    وَقَدْ روى دَاوُد الأيادي عَنِ الشّعبِيّ عَنْ عَليّ أَنَّهُ قَالَ: " لَا صدَاق أقل من عَشْرَة دَرَاهِم ".
    قَالَ يحيى: دَاوُد لَيْسَ حَدِيثه بشئ.
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ دَاوُد يَقُولُ بالرجعة، ثُمَّ إِن الشّعبِيّ لم يسمع من عَليّ.
    وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لقن غياث دَاوُد عَنِ الشّعبِيّ عَنْ عَليّ " لَا يكون مهْرا أقل من عشرَة دَرَاهِم " فَصَارَ حَدِيثا.
    بَاب إِجَابَة الدعْوَة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ قَالَ: قَرَأت فِي كتاب
    أبي الْقَاسِمِ الثَّلاجِ بِخَطِّهِ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ الْخَرَّاطُ قَالَ سَمِعْتُ الدَّقِيقِيَّ يَقُولُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجِيبُوا صَاحِبَ الْوَلِيمَةِ فَإِنَّهُ مَلْهُوفٌ ".
    قَالَ الْخَطِيب: هَذَا حَدِيث بَاطِل، وَالْحمل فِيهِ على الْخَرَّاط إِن كَانَ ابْن الثلاج صدق فِي رِوَايَته عَنْهُ.
    قَالَ المُصَنّف قلت: ابْن الثلاج اسْمه عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم كَانَ الدَّارقطني وَغَيره يَتَّهِمُونَهُ بِوَضْع الْأَحَادِيث، وَقَالَ الازهرى: كَانَ يضع الحَدِيث.
    بَاب نثر التَّمْر على رَأس المتزوج أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدثنَا عبيد الله بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنى مَنْصُور بن عبد الرحمن عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ فَنَثَرُوا عَلَى رَأْسِهِ تَمْرَ عَجْوَةٍ " هَذَا حَدِيث بَاطِل.
    وَسَعِيد بن سَلام لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ كَذَّاب، وَقَالَ الْبُخَارِيّ: قَدْ ذكر بِوَضْع الحَدِيث، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك يحدث بالاباطيل.
    (2/264)
    بَاب نثار الْعرس فِيهِ عَنْ مُعَاذ وَأنس.
    فَأَما حَدِيث مُعَاذ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ زُفَرَ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُمَرَ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ مَكْحُولٍ عَن عُرْوَة ابْن الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أَنَّهُ شَهِدَ أَمْلاكَ رَجُلٍ مِنَ
    الأَنْصَارِ مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْكَحَ الأَنْصَارِيَّ وَقَالَ: عَلَى الأُلْفَةِ وَالْخَيْرِ وَالطَّيْرِ الْمَيْمُونِ قِفُوا عَلَى رَأْسِ صَاحِبِكُمْ.
    فَوَقَفُوا عَلَى رَأْسِهِ، وَأَقْبَلَتِ السِّلالُ فِيهَا الْفَاكِهَةُ وَالسُّكَّرُ فَنَثَرَ عَلَيْهِمْ، فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ وَلَمْ يَنْتَهِبُوا، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَزْيَنَ الْحِلْمَ أَلا تَنْتَهِبُونَ؟ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ نَهَيْتَنَا عَنِ النُّهْبَةِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَقَالَ إِنَّمَا نيهتكم عَنْ نُهْبَةِ الْعَسَاكِرِ وَلَمْ أَنْهَكْمُ عَنْ نُهْبَةِ الْوَلِيمَةِ، أَلا فَانْتَهِبُوا، قَالَ معَاذ: فو الله: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّرُنَا وَنُحَرِّرُهُ فِي ذَلِكَ النِّهَابِ ".
    الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا فَارُوقُ الْخَطَّابِيُّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ فِي جَمَاعَةٍ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخَزَّازُ حَدَّثَنَا حَازِمٌ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ لِمَازَةَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: " شَهِدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلاكَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالأُلْفَةِ وَالطَّائِرِ الْمَيْمُونِ وَالسَّعَةِ فِي الرِّزْقِ، بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ، دففوا على رَأسه، فجِئ بِدُفٍّ فَضُرِبَ بِهِ وَأَقْبَلَتِ الأَطْبَاقُ عَلَيْهَا فَاكِهَةٌ وَسُكَّرٌ فَنُثِرَ عَلَيْهِ، فَكف النَّاس أَيْديهم
    (2/265)
    فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا لَكُمْ لَا تَنْتَهِبُونَ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَمْ تَنْهَ عَنِ النُّهْبَةِ؟ قَالَ: إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ نُهْبَةِ الْعَسَاكِرِ فَأَمَّا الْعَرَسَاتُ فَلا فَجَاذَبَهُمْ وَجَاذَبُوهُ ".
    وَأما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فِيلٍ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ زِيَادٍ السُّوسِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ
    حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِدَ أَمْلاكَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: أَيْنَ شَاهِدُكُمْ؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا شَاهِدُنَا؟ قَالَ: الدُّفُّ، فَأَتَوْا بِهِ، فَقَالَ: اضْرِبُوا عَلَى رَأْسِ صَاحِبِكُمْ، ثُمَّ جَاءُوا بِأَطْبَاقِهِمْ فَنَثَرُوا، فَهَابَ الْقَوْمُ أَنْ يَتَنَاوَلُوا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَزْيَنَ الْحِلْمَ، مَا لَكُمْ لَا تَتَنَاوَلُونَ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَمْ تَنْهَ عَنِ النُّهْبَةِ؟ قَالَ: نَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّهِيبَةِ فِي الْعَسَاكِرِ وَأَمَّا هَذَا وَأَشْبَاهُهُ فَلا ".
    هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
    أَمَّا حَدِيثُ مُعَاذ فَفِي طَرِيقه الأَوَّل بِشْر بْن إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ.
    قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابع على هَذَا الحَدِيث.
    وَقَدْ روى عَنِ الأَوْزَاعِيّ: أَحَادِيث مَوْضُوعَة لَا يُتَابع عَلَيْهَا.
    وَقَالَ ابْن عَدِيّ: هُوَ عِنْدِي مِمَّن يضع الحَدِيث على الثقاة وَلذَلِك قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة.
    وَأما طَرِيقه الثَّانِي فَإِن حازما ولمازة مَجْهُولَانِ.
    وَأما حَدِيث أَنَس فَفِيهِ خَالِد بْن إِسْمَاعِيلَ.
    قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يضع الحَدِيث على ثقاة الْمُسلمين.
    وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ.
    (2/266)
    بَاب اجتلائه الْعَرُوس أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُمْتَنِعِ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ حَدَّثَنَا ابْنُ وهب عَن الْقَاسِم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْتَلَى عَائِشَةَ عِنْدَ أَبَوَيْهَا قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا ".
    انْفَرد بِهِ الْقَاسِم عَنِ ابْن دِينَار، وَكَانَ أَحْمَد بْن حَنْبَل يرْمى الْقَاسِم بِالْكَذِبِ
    وَقَالَ يحيى: هُوَ كَذَّاب خَبِيث.
    بَاب محبَّة الزَّوْجَة أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنُ السكين حَدثنَا عبد الله بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَابِر حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْمُوَقَّرِيُّ عَنِ الزَّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " أَوَّلُ حُبٍّ كَانَ فِي الإِسْلامِ حُبُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ ".
    تفرد بِهِ الموقري وَلم يروه عَنْهُ غير مُوسَى بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاء وَكِلَاهُمَا كَذَّاب قَالَ أَحْمَد: وَيَحْيَى الموقري لَيْسَ بشئ.
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَكَانَ مُوسَى بْن مُحَمَّد يضع الْأَحَادِيث على الثقاة.
    بَاب مَا تصنع الْمَرْأَة إِذَا دخلت على زَوجهَا أَنبأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَرِيرِيُّ عَنِ الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُف حَدثنَا عبد الله بْنُ وَهْبٍ النَّسَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ أَنْبَأَنَا خُصَيْفٌ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ " أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِذَا دَخَلَتِ الْعُرُوسُ بَيْتَكَ فَاخْلَعْ خُفَّكَ حِينَ تَجْلِسُ وَاغْسِلْ رِجْلَهَا وَصُبَّ الْمَاءَ عَلَى بَابِ دَارك إِلَى أقْصَى دَارك
    (2/267)
    فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ أَخْرَجَ اللَّهُ من دَارك سبعين بابامن الْفَقْرِ وَأَدْخَلَ فِيهِ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْبَرَكَةِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهَا سَبْعِينَ رَحْمَةً وَتَأْمَنُ الْعَرُوسُ مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ مَا دَامَتْ فِي تِلْكَ الدَّارِ، وَامْنَعِ الْعَرُوسَ فِي أُسْبُوعِهَا الأَوَّلِ مِنَ اللِّبَانِ وَالْخَلِّ وَالْكُزْبَرَةِ وَالتُّفَّاحَةِ الْحَامِضَةِ.
    قَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُول الله لاى شئ أَمْنَعُهَا هَذهِ الأَشْيَاءَ الأَرْبَعَةَ؟ قَالَ: لأَنَّ الرَّحِمَ يَعْقَمُ وَيَمْرُدُ مِنْ هَذهِ الأَشْيَاءِ عَنِ الأَوْلادِ، وَالْحَصِيرُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ خَيْرٌ مِنِ امْرَأَةٍ لَا تَلِدُ ".
    وَذكر حَدِيثا طَويلا فِي ورقتين.
    كَذَا قَالَ ابْنُ حِبَّانَ قَالَ وَعبد اللَّه بْن وَهْب شيخ دجال يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلا عَلَى سَبِيلِ الْجَرْحِ فِيهِ.
    بَاب تَعْلِيم النِّسَاء سُورَة النُّور ومنعهن من سُكْنى الغرف وَتَعْلِيم الْكِتَابَة فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وعَائِشَة: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ حَدَّثَنَا عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُعَلِّمُوا نِسَاءَكُمُ الْكِتَابَةُ، وَلا تُسْكِنُوهُنَّ الْغُرَفَ الْعَلالِيَّ ".
    وَقَالَ " خَيْرُ لَهْوِ الْمُؤْمِنِ السِّبَاحَةُ وَخَيْرُ لَهْوِ الْمَرْأَةِ الْمِغْزَلُ ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: جَعْفَر بْن حَفْص كَانَ يحدث عَنِ الثقاة بِمَا لم يحدثوا بِهِ.
    وَقَالَ ابْن عدى: يحدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل وَله أَحَادِيث مَوْضُوعَات عَلَيْهِم.
    (2/268)
    وَأما حَدِيث عَائِشَة فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن على ابْن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ النرسى أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْن يَزِيدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُسْكِنُوهُنَّ الْغُرَفَ وَلا تُعَلِّمُوهُنَّ الْكِتَابَةَ وَعَلِمُّوهُنَّ الْمِغْزَلَ وَسُورَةُ النُّورِ ".
    هَذَا الحَدِيث لَا يَصح وَقَدْ ذكره أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ النَّيْسَابُورِيّ فِي صَحِيحه وَالْعجب كَيْفَ خَفِي عَلَيْهِ أمره.
    قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: كَانَ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيّ يضع الحَدِيث على الشاميين لَا يحل الرِّوَايَة عَنْهُ إِلا عِنْد الِاعْتِبَار.
    روى أَحَادِيث لَا أصُول لَهَا من كَلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ.
    بَاب الْمَكْر فِي النِّكَاح أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا الْحسن بن الطّيب ابْن حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي مَالك عَن على ابْن عُرْوَةَ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عبد الله بْنُ عَوْنٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَصْلُحُ الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ إِلا فِي النِّكَاحِ ".
    هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
    قَالَ يَحْيَى: على بن عُرْوَة لَيْسَ بشئ.
    وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث.
    وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث بَاب ثَوَاب التَّقْبِيل والوطئ أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت
    (2/269)
    الْخَطِيبُ أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الدَّرَبَنْدِيُّ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ خَلَفٍ حَدَّثَنَا أَبُو كَبِيرٍ سَيْفُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجُنَيْدِ وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ فَرْوَةَ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ الْمَدَائِنِيُّ - يَعْنِي الصَّبَّاحَ بْنَ سَهْلٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَتِ امْرَأَةً عَطَّارَةٌ يُقَالُ لَهَا الْحَوْلاءُ، فَجَاءَتْ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ نَفْسِي لَكَ الْفِدَاءُ إِنِّي أُزَيِّنُ نَفْسِي لِزَوْجِي كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى كَأَنِّي
    الْعَرُوسُ أُزَفُّ إِلَيْهِ ".
    وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
    هَذَا مَا رَوَى الْخَطِيبُ وَقد روى لنا هدا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَهُوَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْحَوْلاءِ: " لَيْسَ مِنِ امْرَأَةٍ تَرْفَعُ شَيْئًا مِنْ بَيْتِهَا مِنْ مَكَانٍ أَوْ تَضَعُهُ فِي مَكَانٍ تُرِيدُ بِذَلِكَ إِصْلاحًا إِلا نَظَرَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهَا وَمَا نَظَرَ الله عزوجل إِلَى عبد قطّ فَعَذَّبَهُ ".
    قَالَ: زِدْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ " لَيْسَ مِنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تَحْمَلُ مِنْ زَوْجِهَا إِلا كَانَ لَهَا مِنَ الأَجْرِ كَأَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْمُخْبِتِ الْقَانِتِ، فَإِذَا رَضَّعَتْهُ كَانَ لَهَا بِكُلِّ رَضْعَةٍ عِتْقُ رَقَبَةٍ، فَإِذَا فَطَمَتْهُ نَادَى مُنَادٍ من السَّمَاء أَيهَا الْمَرْأَةُ اسْتَأْنِفِي الْعَمَلَ فَقَدْ كُفِيتِ مَا مَضَى.
    فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا لِلنِّسَاءِ وَالرِّجَالِ؟ قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَأْخُذُ بِيَدِ امْرَأَتِهِ يُرَاوِدُهَا إِلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ فَإِذَا عَانَقَهَا فَعِشْرُونَ حَسَنَةً، فَإِذَا قَبَّلَهَا فَعِشْرُونَ وَمِائَةُ حَسَنَةٍ، فة ذَا جَامَعَهَا ثُمَّ قَامَ إِلَى مُغْتَسَلِهِ لَمْ يَمُرَّ الْمَاءُ عَلَى شَعْرَةٍ مِنْ جَسَدِهِ إِلا كَتَبَ اللَّهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَحَطَّ عَنْهُ عشر خطيئات، وَإِن الله عزوجل لَيُبَاهِي بِهِ الْمَلائِكَةَ فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي قَامَ مِنْ هَذهِ اللَّيْلَة الشَّدِيدَة بَرْدُهَا فَاغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ مُؤْمِنًا، إِنِّي رَبُّهُ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غفرت لَهُ ".
    قَالَ الدَّارقطني: هَذَا حَدِيث بَاطِل، وَقَالَ: ذهب عبد الرحمن بن مهدى
    (2/270)
    وَأَبُو دَاوُد إِلَى زِيَاد بْن مَيْمُون فأنكرا عَلَيْهِ هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ رجعت عَنْهُ.
    قَالَ المُصَنّف قلت: قَالَ يَزِيد بْن هَارُون: كَانَ زِيَاد بْن مَيْمُون كذابا.
    وَقَالَ يَحْيَى بن معِين: لَيْسَ بشئ لَا يساوى قَلِيلا وَلا كثيرا.
    وَقَالَ الْبُخَارِيّ: تَرَكُوهُ.
    وَأما الْمِصْبَاح بْن سُهَيْل فَقَالَ الْبُخَارِيّ والرازي وَأَبُو زُرْعَةَ:
    هُوَ مُنكر الحَدِيث.
    وَقَالَ ابْن حبَان: يروي الْمَنَاكِير عَنْ أَقوام مشاهير لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
    بَاب النّظر إِلَى الْفَرَج فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ أَوْ جَارِيَتَهُ فَلا يَنْظُرْ إِلَى فَرْجِهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يُورِثُ الْعَمَى ".
    قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: كَانَ بَقِيَّة يروي عَنْ كَذَّابين وثقاة وَيُدَلس، وَكَانَ لَهُ أَصْحَاب يسقطون الضُّعَفَاء من حَدِيثه ويسوونه فَيُشبه أَن يكون سَمِعَ هَذَا من بعض الضُّعَفَاء عَنِ ابْن جريج ثمَّ يُدَلس عَنهُ و - الترف -[التزق] بِهِ وَهَذَا مَوْضُوع.
    وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ أَنْبَأَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمَقْدِسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفريابى حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن التُّسْتَرِيُّ عَنْ مُسْعَدِ بْنِ كَرَّامٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَامع
    (2/271)
    أَحَدُكُمْ فَلا يَنْظُرْ إِلَى الْفَرَجِ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْعَمَى، وَلا يُكْثِرُ الْكَلامَ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْخَرَسَ ".
    قَالَ الْأَزْدِيّ: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُف سَاقِط.
    بَاب ثُبُوت الرجل مَعَ الْمَرْأَة الْفَاجِرَة
    أَنبأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَلالُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ عبد بن جناد حَدثنَا عبيد الله بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: " أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَدْفَعُ يَدَ لامِسٍ.
    قَالَ: طَلِّقْهَا.
    قَالَ: إِنِّي أُحِبُّهَا.
    قَالَ: فَاسْتَمْتِعْ بِهَا ".
    وَقَدْ رَوَاهُ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَحَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ كِلاهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا.
    وَقَدْ حمله أَبُو بَكْر الْخلال على الْفُجُور وَلا يجوز هَذَا، وَإِنَّمَا يحمل على تفريطها فِي المَال لَو صَحَّ الحَدِيث.
    قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هَذَا الحَدِيث لَا يثبت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ لَهُ أصل.
    بَاب فِي طَاعَة النِّسَاء فِيهِ عَنْ زَيْد بْن ثَابِت وعَائِشَة: فَأَما حَدِيث زيد فأنبأنا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدثنَا عُثْمَان بن عبد الرحمن الطرائقى عَن عَنْبَسَة بن عبد الرحمن عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طَاعَةُ الْمَرْأَةِ نَدَامَةٌ ".
    وَأما حَدِيث عَائِشَة فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ حَدثنَا عبد الله بن صَالح
    (2/272)
    حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " طَاعَةُ النِّسَاءِ نَدَامَةٌ ".
    هَذَانِ حديثان لَا يصحان.
    أما حَدِيث زَيْد فَفِيهِ عَنْبَسَة.
    قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ:
    هُوَ صَاحب أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا بعثمان بن عبد الرحمن.
    وَأما حَدِيث عَائِشَة فَقَالَ الْعَقِيلِيّ: مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ هِشَام بَوَاطِيلُ لَا أصل لَهَا، مِنْهَا هَذَا الحَدِيث.
    قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا حدث بِهَذَا الحَدِيث عَن هِشَام إِلَّا ضَعِيف.
    بَاب إِثْم مُخَالفَة الزَّوْج أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زُرَيْقٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ فِيهَا أَحَدٌ إِلا اسْتُجِيبَ لَهُ، إِلا أَنْ يَكُونَ امْرَأَةً زَوْجُهَا عَلَيْهَا غَضْبَانُ ".
    قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الْحَدِيثُ بَاطِل بِهَذَا الإِسْنَادِ.
    وَإِسْمَاعِيل يحدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يحل الرِّوَايَة عَنهُ.
    بَاب ثَوَاب الْمَرْأَة إِذَا حملت وَوضعت فِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة وَأنس: فَأَما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَارِث بن
    (2/273)
    الْفَضْلِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا عَوْفٌ وَهِشَامٌ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا حَمَلَتِ الْمَرْأَةُ فَلَهَا أَجْرُ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْمُخْبِتِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِذَا ضَرَبَهَا الطَّلْقُ فَلا يَدْرِي أَحَدٌ مِنَ الْخَلائِقِ مَا لَهَا مِنَ الأَجْرِ، فَإِذَا وَضَعَتْ فَلَهَا بِكُلِّ رَكْعَةٍ عِتْقُ نَسَمَةٍ ".
    قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث.
    وَالْحَسَن بْن مُحَمَّد يروي الموضوعات
    لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ، وَقَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي: كل أَحَادِيثه مَنَاكِير.
    وَأما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الحربى حَدثنَا الْحُسَيْن بن عبد الله بْنِ يَزِيدَ الْعَطَّارِ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي عَمَّارُ بْنُ نُصَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الْخَوْلانِيُّ عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ سَلامَةَ حَاضِنَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُبَشِّرُ الرِّجَالَ بِكُلِّ خَيْرٍ وَلا تُبَشِّرُ النِّسَاءَ [قَالَ] أَصُوَيْحِبَاتُكِ دَسَسْنَكِ لِهَذَا؟ قَالَتْ: أَجَلْ هُنَّ أَمَرْنَنِي، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا تَرْضَى إِحْدَاكُنَّ إِذَا كَانَتْ حَامِلا مِنْ زَوْجِهَا وَهُوَ عَنْهَا [رَاضٍ] أَنَّ لَهَا مِثْلَ أَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ فِي سَبِيل الله عزوجل، فَإِذَا أَصَابَهَا الطَّلْقُ لَمْ يَعْلَمْ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الأَرْضِ مَا أُخْفِيَ لَهَا مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ، فَإِذَا وَضَعَتْ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ لَبَنِهَا جَرْعَةٌ وَلا يُمْتَصُّ مِنْ ثَدْيِهَا مَصَّةٌ إِلا كَانَ لَهَا بِكُلِّ جَرْعَةٍ وَبِكُلِّ مَصَّةٍ حَسَنَةٌ، فَإِذَا أَسْهَرَهَا لَيْلَةً كَانَ لَهَا مِثْلُ أَجْرِ سَبْعِينَ رَقَبَةً يُعْتِقُهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَتَدْرِينَ لِمَنْ هَذَا لِلْمُتَعَفِّفَاتِ الصَّالِحَاتِ الْمُطِيعَاتِ أَزْوَاجَهُنَّ اللاتِي لَا يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَةَ ".
    قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: عَمْرو بْن سَعِيد الَّذِي يروي هَذَا الحَدِيث الْمَوْضُوع عَنْ أَنَس لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على جِهَة الاختبار للخواص.
    (2/274)
    بَاب ذكر الْبَنَات أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحسن بن إِسْحَاق الاردمى حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد
    ابْن كَثِيرٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كَانَتْ عِنْدَهُ ابْنَةٌ فَقَدْ قَدَحَ، وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ اثْنَتَيْنِ فَلا حَجَّ عَلَيْهِ، وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ ثَلاثٌ فَلا صَدَقَةَ عَلَيْهِ وَلا قرى ضيف، وَمن كن عِنْدَهُ أَرْبَعٌ فَيَا عِبَادَ اللَّهِ أَعِينُوهُ أَعِينُوهُ، أَقْرِضُوهُ أَقْرِضُوهُ ".
    هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    قَالَ الْبُخَارِيّ: مُحَمَّد بْن كثر مُنكر الحَدِيث، وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: ذَاهِب الحَدِيث، وَقَالَ ابْن حبَان: يتفرد بِالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْمَشَاهِير حَتَّى خرج عَنْ حد الِاحْتِجَاج بِمَا انْفَرد.
    حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر الْمَقْدِسِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ سهل بن عبد الله بْنِ عَلِيٍّ الْغَازِي أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو النَّقَّاشُ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُوَفَّقِ حَدَّثَنَا الْيَمَانُ بْنُ عَدِيٍّ عَنْ الثَّوْرِيِّ عَنْ جُنَادَةَ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ وُلِدَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَلَمْ يَتَسَخَّطْ مَا خَلَقَ اللَّهُ إِلَّا هَبَط مَالك مِنَ السَّمَاءِ بِجَنَاحَيْنِ أَخْضَرَيْنِ فِي سُلَّمٍ مِنْ دُرٍّ يَدُفُّ مِنْ دَرَجَةٍ إِلَى دَرَجَةٍ حَتَّى يَأْتِيِهَا فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهَا وَجَنَاحَهُ عَلَى جَسَدِهَا ثُمَّ يَقُولُ: بِسْمِ اللَّه وَبِاللَّهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، رَبِّي وَرَبُّكِ اللَّهُ، نِعْمَ الْخَالِقُ اللَّهُ، ضَعِيفَةٌ خَرَجْتِ مِنْ ضَعِيفَةٍ، الْمُنْفِقُ عَلَيْهَا مُعَانٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
    قَالَ النقاش: وَضعه مَنْصُور بْن الْمُوفق.
    قَالَ المُصَنّف قلت: وَفِي الْإِسْنَاد يمَان بْن عَدِيّ، شهد أَحْمَد بِأَنَّهُ يضع.
    (2/275)
    بَاب بركَة الْمَرْأَة إِذا بكرت بأنثى أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا عَايِدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ على بن عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
    أَحْمَدَ الأَثْرَمُ حَدَّثَنَا الْحسن بن دَاوُد سَالِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْوَرَّاقِ حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ كَثِيرٍ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ بَرَكَةِ الْمَرْأَةِ تَبْكِيرُهَا بِالأُنْثَى، أَلَمْ تَسْمَعِ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاء الذُّكُور) ، فَبَدَأَ بِالإِنَاثِ قَبْلَ الذُّكُورِ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وَقد اتّفق فِيهِ جمَاعَة كذابون.
    أما سلم فَقَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب.
    وَأما حَكِيم فَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
    وَأما الْعَلاء بْن كَثِير فَقَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَن الاثبات.
    بَاب إطراف الْأَوْلَاد وَتَقْدِيم الاناث أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن بُلْبُلٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرو النصيبى حَدثنَا عبد الله بْنُ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من حَمَلَ طَرْفَةً مِنَ السُّوقِ إِلَى وَلَده كَانَ كحامل صَدَقَة، وابدؤا بالاناث فَإِن الله عزوجل رَقَّ لِلإِنَاثِ، وَمَنْ رَقَّ لأُنْثَى كَانَ كَمَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ الله عزوجل، وَمَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ لَهُ، وَمَنْ فَرح أُنْثَى فرحه الله عزوجل يَوْمَ الْحُزْنِ ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وَفِيهِ جمَاعَة ضعفاء
    (2/276)
    فَمنهمْ يَزِيد الرقاشِي، كَانَ فِيهِ تدين، لكنه كَانَ يغلط فِي الحَدِيث، فَرُبمَا قلب كَلَام الْحَسَن فَجعله عَنْ أَنَس عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ لَا يعلم.
    وَمِنْهُم ضرار بْن عَمْرو.
    قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَلَا أَبِيه عبد الله وَلا حَمَّاد بْن عَمْرو.
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ حَمَّاد يضع الحَدِيث على الثقاة، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على التَّعَجُّب.
    بَاب ذكر المغزل للْمَرْأَة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ حَدثنَا عَمْرو ابْن عَلِيٍّ قَالَ: وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ صَاحِبُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ كَذَّابٌ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ حَدَّثَنَا مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " زَيِّنُوا مَجَالِسَ نِسَائِكُمْ بِالْمِغْزَلِ ".
    قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: كَانَ مُحَمَّد بْن زِيَاد كذابا خبيثا يضع الحَدِيث.
    بَاب كَرَاهِيَة الطَّلَاق أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ الآدَمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الصَّيْدَلانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ النِّزَالِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَزَوَّجُوا وَلا تُطَلِّقُوا فَإِنَّ الطَّلاقَ يَهْتَزُّ لَهُ الْعَرْشُ ".
    هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
    وَفِيهِ آفَات: الضَّحَّاك مَجْرُوح وجويبر لَيْسَ بشئ.
    قَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: جُوَيْبِر وَعَمْرو مَتْرُوكَانِ، وَقَالَ ابْن عدى: كَانَ عَمْرو ابْن جَمِيع يتهم بِالْوَضْعِ.
    (2/277)
    بَاب جعل الثَّلَاث كالواحدة أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْجَزَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَة مُحَمَّد بن أَحْمد
    ابْن الْمُؤَمَّلِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي خَدِيجَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الملك الأَنْصَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَن جَابر بن عبد الله " أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَخِي حَلَفَ بِالطَّلاقِ أَنْ لَا يُكَلِّمَنِي، فَهَلْ تَجِدُ لَهُ مَخْرَجًا؟ قَالَ: وَكَيْفَ حَلَفَ؟ قَالَ: امْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلاثًا إِنْ كَلَّمَنِي.
    قَالَ: كَيْفَ ضَنُّهَا بِزَوْجِهَا؟ قَالَ: ضَنُّهُ بِهَا.
    قَالَ: يَدَعُهَا حَتَّى تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا ثَلاثٌ حِيَضٍ، ثُمَّ تُكَلِّمُ أَخَاكَ فَلْيَخْطُبْهَا بِمَهْرٍ جَدِيدٍ فَتَكُونُ عِنْدَهُ عَلَى تَطْلِيقَتَيْنِ ".
    هَذَا حَدِيث بَاطِل، وَمَا أحر من يتلاعب بالشريعة ويكذب فِي مثل هَذَا على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل: قَدْ رَأَيْت مُحَمَّد بْن عبد الملك، وَكَانَ يضع الحَدِيث ويكذب، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلا على جِهَة الْقدح فِيهِ.
    بَاب التعزب أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمد حَدثنَا أبويم نعالحافظ حَدَّثَنَا أَبُو غَانِمٍ سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيل الْفَقِيه حَدثنَا عبد الله بن الْحسن حَدثنَا إِسْحَاق ابْن وهب العلاف حَدثنَا عبد الملك بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا اقْتَنَاهُ لِنَفْسِهِ وَلَمْ يَشْغَلْهُ بِزَوْجَةٍ وَلا ولد ".
    (2/278)
    هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    قَالَ الدَّارقطني: إِسْحَاق بْن وَهْب كَذَّاب مَتْرُوك حدث بالأَبَاطيل.
    حَدِيث آخر: رَوَى الْحَكَمُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ
    عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى عَلَيْهِ وَسلم: " لَوْ يَرَى أَحَدُكُمْ بَعْدَ سِتِّينَ وَمَا بِهِ جَرْوَ كَلْبٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَرَى وَلَدًا لِصُلْبِهِ ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوع أَيْضا، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْحَكَم.
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بالحكم، وَلَا أصل لهَذَا الحَدِيث.
    بَاب ثَوَاب من سعى للْجمع بَين الزَّوْجَيْنِ وإثم من فرق بَينهمَا أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ على بن أَحْمد ابْن مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ حَدَّثَنِي جَامِعُ بْنُ سَوَادَةَ الْحَمْرَاوِيُّ حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْن عَبَّاسٍ قَالا: " آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَخْطُبْ غَيْرَهَا حَتَّى خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا فَقَالَ: مَنْ مَشَى فِي تَزْوِيجٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يجمع الله عزوجل أعطَاهُ الله عزوجل بِكُلِّ خُطْوَةٍ وَبِكُلِّ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ عِبَادَةَ سَنَةٍ، صِيَامَ نَهَارِهَا وَقِيَامَ لَيْلِهَا، وَمَنْ مَشَى فِي تَعْوِيقٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَضْرِبَ رَأْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَلْفِ صَخْرَةٍ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ".
    هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وجامع بْن سوَادَة مَجْهُول.
    حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر الطوسى أَنبأَنَا عبد الصَّمد
    (2/279)
    ابْن الْمَأْمُون أَنبأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ هرامٍ عَنْ عَمْرو بْن دِينَار عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَمِلَ فِي فُرْقَةٍ بَيْنَ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا كَانَ فِي
    غَضَبِ اللَّهِ وَلَعْنَةِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَكَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَضْرِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَخْرَةٍ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ إِلا أَن يَتُوب ".
    قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ الْقَاسِم عَنْ عُمَر.
    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاج بالقاسم بِحَال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج2. باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.}

  ج2. صحيح السيرة {ج2. باقي صحيح السيرة النبوية  تحقيق  الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.} صفحة رقم -130 - قال : قلت : من غف...