السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الثلاثاء، 13 فبراير 2024

أحاديث معلة ظاهرها الصحة {من مسند هشام بن عامر رضي الله عنه الي اخر الصفحة يعني من 404. الي526.} والآخر بعون الله.

 

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند هشام بن عامر رضي الله عنه

404- قال الإمام عبد الرزاق رحمه الله (ج8ص117) : أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن هشام بن عامر قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ الورق بالذهب رباً إلا يداً بيد) .

هذاالحديث. رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع، ابوقلا بة عبد الله بنزيد الجرمي لم يسمع من هشام بن عامر، قاله ابن المديني كما في"جامع التحصيل".

405-قال الإمام معمر بن راشد كما في آخر "مصنف عبد الرزاق" (ج8ص177) عن أيوب عن أبي قلابة عن هشام بن عامر قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إن رأس الدجال من ورائه حبك حبك وأنه سيقول أنا ربكم فمن قال أنت ربي افتتن ومن قال كذبت ربي الله وعليه توكلت وإليه أنيب فلا يضره - أو قال فلا فتنة عليه) .

واخرجه احمد (ج4ص20) من طريق عبد الرزاق عن معمربه.

وكذاالحاكم (ج4ص508) وقال: هذاحديث صحيح على شرط الشيخين. اهـ

هذاالحديث رجاله رجال صحيح، ولكنه منقطع، ابوقلابة وهوعبد الله بن زيد الجرمي لم يسمع من هشام بن عامر، قاله ابن المديني كما في"جامع التحصيل".

406- قال الإمام أبو داود رحمه الله (3216) : حدثنا أبُو صَالِحٍ يَعْنِي

(1/384)

الأنْطَاكِيَّ, أخبرنا أبُو إسْحَقَ ـ يَعْني الْفَزَارِيَّ ـ عن الثَّوْرِيِّ عن أيُّوبَ عن حُمَيْدِ -يعني بنِ هِلاَلٍ- عن هِشَامِ بنِ عَامِرٍ، قال: " جَاءَتِ الأنْصَارُ إلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالُوا: أصَابَنَا قُرْحٌ وَجَهْدٌ فَكَيْفَ تَأْمُرُنَا؟ قالَ: احْفِرُوا وَأوْسِعُوا وَاجْعَلُوا الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلاَثَةَ في الْقَبْرِ، قِيلَ: فَأيُّهُمْ يُقَدَّمُ؟ قال: أكْثَرُهُمْ قُرْآناً".

اخرجه النسائي (2010) واحمد (ج4ص19-20) والبيهقي (ج4ص34) .

والحديثبهذا السند ظاهره على شرط الشيخين، ولكن اليك طرقه ومااعلبه، فا الحديث مداره على حميدبن هلال يرويه:

سفيان الثوري كما عند النسائي (ج4ص80) ، احمد (ج4ص19) ، والبيهقي (ج4ص34، وسفيان بن عيينة كما عند النسائي والطبراني (ج22ص172) .

ومعمربن راشد كما عند الطبراني واحمد.

وحمادبن زيد كما عند الطبراني (ج22ص172) ، وهوالمحفوظ من رواية حماد، لانه جاء عند النسائي (ج4ص83) والبيهقي عن حماد بن زيد، عن ابو، عن حميد بن هلال عن سعد بن هشام، عن هشام بن عامربه. ولكن قال ابن ابي حاتم لابيه كمافي"المراسيل"ص (46) : حميد، عن هشام أي ذلك اصح؟ قال: مارواه حماد بن زيد، عن ايوب، عن حميد، عن هشام. اهـ فتكون زيادة سعدبين حميد وهشام معلة، لان الصحيح فيها الا نقطاع كما قال ابن ابي حاتم.

فاربعتهم (يعني سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، ومعمربن راشد، وحمادبن زيد) يروونه عن ايوب، عن حميد بن هلال عن هشام بن عامربه، وخالفهم عبد الوارث كما عند الترمذي (1713) وابن ماجه (1560) واحمد (ج4ص20) والنسائي (2017) والطبراني (ج22ص173) يرويه عن أيوب عن حميد عن أبي الدهماء عن هشام بن عامر

(1/385)

به. فيكون عبد الوارث خالف الأربعة المتقدمين، وزاد أبا الدهماء، فتكون الزيادة شاذة لمخالفته من هو أرجح منه. والله أعلم.

وتابع أيوب السختياني على روايته (عن حميد عن هشام بدون ذكر الواسطة بين حميد وهشام) سليمان بن المغيرة كما عند النسائي (2015) والطبراني (ج22ص173) فرواه عن حميد عن هشام به.

وخالفهما جرير بن حازم فرواه عن حميد عن سعد بن هشام عن هشام به، ولكن قال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص45) وسألت أبي عن حديث؛ رواه حميد بن هلال في قتلى يوم أحد، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (احفروا، وأعمقوا، وقدموا أكثرهم قرآنا) قال أبي: ورواه سليمان بن المغيرة، وأيوب، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر.

وقال جرير بن حازم: عن حميد بن هلال، عن سعد بن هشام.

ورواه غيرهما، فقال: عن حميد بن هلال، عن أبي الدهماء، أو غيره، عن هشام بن عامر.

فقلت لأبي: أيهما أصح؟ فقال: أيوب، وسليمان بن المغيرة أحفظ من جرير بن حازم. اهـ

فيكون الراجح من هذه الرواية (والله أعلم) هي رواية أيوب وسليمان بن المغيرة عن حميد عن هشام بن عامر به، وهذه الطريق هي منقطعة كما قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص46) سمعت أبي يقول حميد بن هلال لم يلق هشام بن عامر يدخل بينه وبين هشام أبو قتادة العدوي ويقول بعضهم عن أبي الدهماء والحفاظ لا يدخلون بينهم أحداً. اهـ

أفادنا بهذا الأخ أبو الحسن الرازحي

407- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص20) : قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فِتْنَةٌ أَكْبَرُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ) .

(1/386)

واخرجه أبو عونه كما في"اتحاف المهرة" (ج13ص631) ، واخرجه الحاكم (ج4ص528) من طريقين عن ايوب، عن حميد بن هلال، عن هشام به. مع زيادة فيه وهي: انهم كانوايمرون على هشام وياتون عمران بن الحصين، فقال هشام بن عامر: هؤلاءيجتازون الى رجل قد كنا اكثر مشاهدة الرسول الله واحفظ عنه، ولقد سمعت رسول الله فذكره.

وجاءعنداحمد، والطبراني (ج22ص174 (منطريق حماد بن زيد، عن ايوب عن ابي الدرهماء عن هشام بمثل حديث الحاكم، وقد تقدم لك قول ابي حاتم في "المرسيل": ان حميد بن هلال لم يلق هشام بن عامر، وان الحفاظ لايدخلون بينهم احدا. ان يعني ان الصحيح فيها هوالا نقطاع. والحمدالله رب العالمين.

افادانا بهذا الاخ ابوالحسن الرازحي

408- قال الإمام الطبراني رحمه الله (ج22ص171-172) : حدثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: جاء هشام بن عامر إلى الصلاة فأسرع المشي فدخل في الصلاة وقد حفزه النفس فجهر بالقراءة خلف الإمام فلما قضى صلاته قيل له أتقرأ خلف الإمام؟ قال: إنا لنفعل

قال الهيثمي في"المجمع" (ج2ص114) : رواه الطبراني ورجاله موثقون. اهـ

وعاصم بن علي فيه كلام لايضر، فهوحسن الحديث.

وقدتقدم لك في الحديثين السابقين ان الصحيح في هذا السندهوالانقطاع.

افادنا بهذاالاخ ابوالحسن الرازحي

409- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص19) : قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ كَانَ النَّاسُ يَشْتَرُونَ الذَّهَبَ بِالْوَرِقِ نَسِيئَةً

(1/387)

إِلَى الْعَطَاءِ فَأَتَى عَلَيْهِمْ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ فَنَهَاهُمْ وَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَبِيعَ الذَّهَبَ بِالْوَرِقِ نَسِيئَةً وَأَنْبَأَنَا أَوْ قَالَ وَأَخْبَرَنَا أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الرِّبَا) .

قال الهيثمي في"مجمع الزوائد" (ج4ص114: رواه احمد وابويعلى ورجاله رجال الصحيح. اهـ

وهوكما قال، ولكن قال ابن ابي حاتم في"المرسيل"ص (95) : قال علي بن المديني: لم يسمع ابو قلابة من هشم بن عامر. اهـ

وقاله العلائي في"جامع التحصيل"ترجمة (362) نقلا عن ابن المديني. فالحديث منقطع. والله المستعان.

افادنا بهذاالاخ ابوالحسن الرازحي

410- قال الإمام الطبراني رحمه الله (ج22ص177) : حدثنا محمد بن علي بن الأحمر الناقد ثنا نصر بن علي ثنا عمر بن يونس اليمامي ثنا يحيى بن عبد العزيز عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي قتادة العدوي عن هشام بن عامر رضي الله عنه: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: (من رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله)

قال ابن ابي حاتم في"العلل" (ج2ص157) بعدان ذكرهذاالحديث: قال ابي: هذاخطا، نمايروونه عن ابي قلابه عن ثابت بن الضحاك عن النبيصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. اهـ

افانابهذاالاخ ابوالحسن الرازحي

(1/388)

مسند وائل بن حجر رضي الله عنه

411- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج3ص37) : أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ زَائِدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ أَخْبَرَهُ قَالَ قُلْتُ لَأَنْظُرَنَّ إِلَى صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُصَلِّي فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَقَامَ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا بِأُذُنَيْهِ ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى كَفِّهِ الْيُسْرَى وَالرُّسْغِ وَالسَّاعِدِ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ مِثْلَهَا قَالَ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ لَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ مِثْلَهَا ثُمَّ سَجَدَ فَجَعَلَ كَفَّيْهِ بِحِذَاءِ أُذُنَيْهِ ثُمَّ قَعَدَ وَافْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ وَرُكْبَتِهِ الْيُسْرَى وَجَعَلَ حَدَّ مِرْفَقِهِ الْأَيْمَنِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى ثُمَّ قَبَضَ اثْنَتَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ وَحَلَّقَ حَلْقَةً ثُمَّ رَفَعَ إِصْبَعَهُ فَرَأَيْتُهُ يُحَرِّكُهَا يَدْعُو بِهَا) .

هذاالحديث بهذاالسندظاهره انه حسن، ولكن فيه لفظة شاذةوهي ذكر تحريك الاصبع، فقدرواه جماعة من الصحابة وليس في احاديثهم الا الاشارة، والذي شذبهذه اللفظة هوالثقة الثبت زائدة بن قدامة وقد خالف من هو ارجع منه: سفيان الثوري عند النسائي، وشعبةعند احمد، وسفيان بن عيينةعند النسائي، وبشربن المفضل عند ابي داود، وعبد الواحدوعنداحمد، وزهيربن معاوية عند احمد، وعبد الله بن ادريس عندابن خزيمة، وخالدالطحان عند البيهقي، ومحمد بن فضيل عندابن خزيمة، واباالاحوص سلام بن سليم عند الطيالسي، واباعوانة وغيلان بن جامع حكاه عنهما البيهقي، كل هؤلاءيروونه عن عاصم بن كليب به وليس في روايتهم التحريك فيعتبر زائدة بن قدامة شاذا، ولايقال: إن زيادة الثقة مقبولة، فانه يشترط في قبولها أن لايخالف من هو أوثق،

(1/389)

وقد بسطت القول في ذلك في مقدمة"الالزامات والتتبع". ولأخينا الفاضل احمد بن سعيد حفظه الله رسالة في هذا وهي مفيدة جداً ليس لها نظير في بابها.

412- قال أبو داود الطيالسي رحمه الله تعالى (1024) ص (138) : حدثنا شعبة قال أخبرني سلمة بن كهيل قال سمعت حجرا أبا العنبس قال سمعت علقمة بن وائل يحدث عن وائل وقد سمعت من وائل انه: صلى مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فلما قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال آمين خفض بها صوته ووضع يده اليمنى على يده اليسرى وسلم عن يمينه وعن يساره) .

قال الدارقطني في "سننه" (ج1ص334) كذا قال شعبة وأخفى بها صوته ويقال أنه وهم فيه لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل وغيرهما رووه عن سلمة فقالوا ورفع صوته بآمين وهو الصواب اهـ

قلت: وطريق الثوري هي عند الترمذي رقم (248) وأبي داود رقم (932) وأحمد (ج4ص316) .

قال أبو داود: حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن سلمة عن حجر أبى العنبس الحضرمى عن وائل بن حجر قال كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إذا قرأ (ولا الضالين) قال " آمين ". ورفع بها صوته..

وقال البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (ج2ص391) بعد ذكره الحديث وقال يحيى بن سعيد القطان: ليس أحد أحب إلي من شعبة، وإذا خالفه سفيان، أخذت بقول سفيان، وقال يحيى بن معين، ليس بأحد يخالف سفيان الثوري إلا كان القول قول سفيان، قيل: وشعبة أيضا إن خالفه؟ قال: نعم.

وقال أيضاً: وقد أجمع الحفاظ: محمد بن إسماعيل البخاري وغيره، على أنه - يعني شعبة - أخطأ في ذلك، فقد رواه: العلاء بن صالح، ومحمد بن سلمة بن كهيل، عن سلمة

(1/390)

بمعنى رواية سفيان. اهـ

وقال الترمذي في "العلل الكبير" (ج1ص217) و "السنن" (ج2ص28) سمعت محمداً يقول حديث سفيان أصح من حديث شعبة في هذا وأخطأ شعبة في مواضع من هذا الحديث فقال عن حجر أبي العنبس وإنما هو حجر بن عنبس ويكنى أبا السكن وزاد فيه عن علقمة بن وائل وليس فيه عن علقمة وإنما هو عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر وقال وخفض بها صوته وإنما هو ومد بها صوته

قال أبو عيسى وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث؟ فقال حديث سفيان في هذا أصح من حديث شعبة قال وروى العلاء بن صالح الأسدي عن سلمة بن كهيل نحو رواية سفيان.

ثم ساق رواية العلاء، فقال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبان حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا العلاء بن صالح الأسدي عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر: عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نحو حديث سفيان. اهـ

413- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج1ص227) : حدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا الحارث بن عبد الله الخازن ثنا هشيم عن عاصم بن كليب عن علقمة بن وائل عن أبيه: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كان إذا سجد ضم أصابعه

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

الحديث ظاهره كما قال الحاكم رحمه الله, ولكن ابن أبي حاتم رحمه الله يقول في "المراسيل" (ص180) : أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال: قال أبي: لم يسمع هشيم من عاصم بن كليب /هـ المراد منه.

وفي تهذيب التهذيب وجامع التحصيل عن أحمد مثل ذلك.

فعلى هذا فالحديث منقطع.

(1/391)

مسند الوليد بن الوليد رضي الله عنه

414- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص6) : قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ وَحْشَةً قَالَ إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَقُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ فَإِنَّهُ لَا يُضَرُّ وَبِالْحَرِيِّ أَنْ لَا يَقْرَبَكَ

هذالحديث رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع لان محمدبن يحي لم يسمع من الوليدقاله الحفظ في"الاصابة".

(1/392)

ج22222222222222222222.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مسند يعلى بن امية رضي الله عنه

415- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص224) : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ وَعَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ وَعَلَيْهِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَحْرَمْتُ فِيمَا تَرَى وَالنَّاسُ يَسْخَرُونَ مِنِّي وَأَطْرَقَ هُنَيْهَةً قَالَ ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ اخْلَعْ عَنْكَ هَذِهِ الْجُبَّةَ وَاغْسِلْ عَنْكَ هَذَا الزَّعْفَرَانَ وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ) .

ثم قال بعد حديثين: ثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك، عن عطاء عن يعلى بن امية، انه كان مع عمرفي سفر وانه طلب الى عمران يريه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ اذاانزل عليه، وذكرالحديث نحوالحديث المتقدم.

هذا الحديث اذانظرت الى سنده وجدتهم ثقات اثباتا، ولكنه منقطع، عطاءلم يسمع منيعلى بن امية، والواسطة بينها صفوان بن يعلى بن اميةكما في"الصحيحين"و"مسند احمد"وعيرهم راجع"التتبع"ص (470) .

416- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج5ص336) حدثنا مُحمَّدُ بنُ كَثِيرٍ أنبأنا سُفْيَانُ عن ابنِ جُرَيْجٍ عن ابنِ يَعْلَى عن يَعْلَى، قال: "طَافَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مُضْطَبِعاً بِبُرْدٍ أَخْضَرَ".

(1/393)

هذا الحديث اذا نظرت اليه رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع، ابن جريج لم يسمع من يعلى، وابن يعلى هو صفوان وقد ذكرت الواسطة عند الترمذي وابن ماجه، وهو عبد الحميد بن مطعم، والحديث صحيح عند الترمذي وابن ماجه، وقدذكرته في"الصحيح المسند مماليس في الصحيحين".

(1/394)

مسند يعلى بن مرة رضي الله عنه

417- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص173) : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ يَعْلَى قَالَ مَا أَظُنُّ أَنَّ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ رَأَى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِلَّا دُونَ مَا رَأَيْتُ فَذَكَرَ أَمْرَ الصَّبِيِّ وَالنَّخْلَتَيْنِ وَأَمْرَ الْبَعِيرِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ مَا لِبَعِيرِكَ يَشْكُوكَ زَعَمَ أَنَّكَ سَانِيهِ حَتَّى إِذَا كَبُرَ تُرِيدُ أَنْ تَنْحَرَهُ قَالَ صَدَقْتَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا قَدْ أَرَدْتُ ذَلِكَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَفْعَلُ) .

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، الكنه منقطع، المنهال بن عمرو ارسل عن يعلى ابن مرة كما في"تهذيب التهذيب".

(1/395)

ج333333333333333333333333333.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

الكنى

مسند أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه

418- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص193) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْتُبْ لِي بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا بِأَرْضِ الشَّامِ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى مَا يَقُولُ هَذَا فَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَظْهَرُنَّ عَلَيْهَا قَالَ فَكَتَبَ لَهُ بِهَا قَالَ قُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ صَيْدٍ فَأُرْسِلُ كَلْبِيَ الْمُكَلَّبَ وَكَلْبِيَ الَّذِي لَيْسَ بِمُكَلَّبٍ قَالَ إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُكَلَّبَ وَسَمَّيْتَ فَكُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ كَلْبُكَ الْمُكَلَّبُ وَإِنْ قَتَلَ وَإِنْ أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُكَلَّبٍ فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ وَكُلْ مَا رَدَّ عَلَيْكَ سَهْمُكَ وَإِنْ قَتَلَ وَسَمِّ اللَّهَ قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ أَهْلِ كِتَابٍ وَإِنَّهُمْ يَأْكُلُونَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَيَشْرَبُونَ الْخَمْرَ فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِآنِيَتِهِمْ وَقُدُورِهِمْ قَالَ إِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا فَارْحَضُوهَا وَاطْبُخُوا فِيهَا وَاشْرَبُوا قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَحِلُّ لَنَا مِمَّا يُحَرَّمُ عَلَيْنَا قَالَ لَا تَأْكُلُوا لُحُومَ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ وَلَا كُلَّ ذِي

(1/397)

نَابٍ مِنْ السِّبَاعِِِِِ) .

ورواه أحمد رحمه الله (ج4ص193) فقال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أيوب به.

الحديث رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع ففي "جامع التحصيل" وبخط الحافظ الضياء أنه لم يسمع من أبي ثعلبةاهت. وكذا قال الترمذي في "جامعه" كما في "تحفة الشراف".

والحديث أخرجه أحمد رحمه الله (ج4ص195) عن ايوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن أبي ثعلبة.

419- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج11ص508) : حدثنا مُوسَى بنُ سَهْلٍ أخبرنا حَجَّاجُ بنُ إِبراهِيمَ أخبرنا ابنُ وَهْبٍ حدَّثني مُعَاوِيَةَ بنُ صَالِحٍ عن عَبْدِ الرَّحْم?نِ بنِ جُبَيْرٍ عن أبِيهِ عن أبي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ

، قالَ: قالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "لَنْ يَعْجِزَ الله هـ?ذِهِ الأمَّةَ مِنْ نِصْفِ يَوْمِ".

اخرجه الحاكم (ج4ص424) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

كذاقال الحاكم. ومعاوية بن صالح وعبد الرحمن بن جبير، وابوه ليسوامن رجال البخاري.

ثم ان الحديث معل فقد رواه احمد (ج4ص193) فقال رحمه الله: ثنا هاشم بن القاسم، ثنا ليث، عن معاوية بن صالح به وذكره موقوفا وليث هوابن سعيد وهو اثبت من عبد الله بن وهب وقد قال الحافظ في"الفتح" (ج11ص351) في حديث ابي ثعلبة:

اخرجه ابوداود وصححه الحاكم، ورواته ثقات، ولكن رجح البخاري وقفه.

(1/398)

مسند أبي السنابل بن بعككٍ رضي الله عنه

420- قال الإمام أحمد (ج4ص304) حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ وَالْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي السَّنَابِلِ قَالَ وَلَدَتْ سُبَيْعَةُ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً فَتَشَوَّفَتْ فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَأُخْبِرَ فَقَالَ إِنْ تَفْعَلْ فَقَدْ مَضَى أَجَلُهَا) .

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ مَنْصُورٍ ح وَعَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي السَّنَابِلِ بْنِ بَعْكَكٍ قَالَ وَضَعَتْ سُبَيْعَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً فَلَمَّا تَعَلَّتْ تَشَوَّفَتْ لِلنِّكَاحِ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا وَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنْ تَفْعَلْ فَقَدْ حَلَّ أَجَلُهَا) .

قَالَ عَفَّانُ (فَقَدْ خَلَى أَجَلُهَا) .

هذا حديث ظاهره الصحة،، ولكن الترمذي رحمه الله يقول بعد هذا الحديث (ج4ص374 من "التحفة") حديث أبي السنابل حديث مشهور من هذا الوجه ولا نعرف للأسود سماعا من أبي السنابل وسمعت محمدا يقول لا أعرف أن أبا السنابل عاش بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

(1/399)

مسند أبي سيارة المُتعي رضي الله عنه

421- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص584) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِي سَيَّارَةَ الْمُتَعِيُّ (1) قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي نَحْلًا قَالَ أَدِّ الْعُشْرَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ احْمِهَا لِي فَحَمَاهَا لِي

الحديث اذا نظرت الى سنده وجدتهم رجال الصحيح، الاعلي بن محمدوهو ال طنافسي، وهوثقة ولكن الحافظ في"الاصابة"في ترجمةابي سيارة يقول: وسليمان لم يدركاحدا من الصحابة، فهذاالسند منقطع. وذكر البوصيري في"مصباح الزجاجة"عن ابي حاتم والبخاري نحو ذلك.

_________

(1) في الأصل: المنقي, والصواب ما أثبتناه كما في "الإصابة".

(1/400)

مسند أبي عياش رضي الله عنه

422- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص60) : حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَالَ حِينَ أَصْبَحَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كَانَ لَهُ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَكُتِبَ لَهُ بِهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرُفِعَتْ لَهُ بِهَا عَشْرُ دَرَجَاتٍ وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنْ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِذَا أَمْسَى مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ قَالَ فَرَأَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا عَيَّاشٍ يَرْوِي عَنْكَ كَذَا وَكَذَا قَالَ صَدَقَ أَبُو عَيَّاشٍ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن ابن أبي حاتم ذكره في"العلل" (ج2ص180) من حديث أبي معاوية عن سهيل به. قال: ورواه وهيب، عن سهيل، عن أبيه، عن ابن أبي عياش، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ

قال ابن أبي حاتم: قال أبي: وهيب أحفظ من أبي معاوية، والناس يقولون: عن رجل من اسلم. اهـ قلت: ابر معاوية قد تابعه حماد بن سلمة عند أحمد كما ترى، ولكن الظاهران رواية وهيب تعل رواية حماد بن سلمة وأبي معاوية، والله اعلم.

(1/401)

مسند أبي كبشة الانماري رضي الله عنه

423- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص230) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَعْمَلُ بِهِ فِي مَالِهِ فَيُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ مَا لِهَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِيهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاء) .

وقال (ص231) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ عَنْ سَعِيدٍ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ثَلَاثٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ قَالَ فَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّذِي أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ فَإِنَّهُ مَا نَقَّصَ مَالَ عَبْدٍ صَدَقَةٌ وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ بِمَظْلَمَةٍ فَيَصْبِرُ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عِزًّا وَلَا يَفْتَحُ

(1/402)

عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ لَهُ بَابَ فَقْرٍ وَأَمَّا الَّذِي أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ فَإِنَّهُ قَالَ إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ عَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ حَقَّهُ قَالَ فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ قَالَ وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا قَالَ فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ عَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ قَالَ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ قَالَ وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقَّهُ فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ قَالَ وَعَبْدٌ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ قَالَ هِيَ نِيَّتُهُ فَوِزْرُهُمَا فِيهِ سَوَاءٌ) .

الحديث بالسند الأول رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع، قال الحافظ رحمه الله في"النكت الظراف": ولم يسمع سالم من ابي كبشة، وقد أخرجه أبو عوانة في"صحيحه" من طريق جرير، عن منصور، عن سالم قال: حديث عن أبي كبشة. اهـ

قالت: وقد ذكرت الواسطة انه ابن أبي كبشة وسمي عبد الله كما في"تحفة الأشراف"وعبد الله بن أبي كبشة ترجمه ابن حبان رحمه الله في"الثقات" (ج5ص36) فقال: يروي عن أبيه وله صحبه- يعني أباه أبا كبشة- عداده في أهل الشام، روى عنه حبيب بن عبد الله بن أبي كبشة. اهـ

قلت: وسالم بن أبي الجعد كما في"تحفة الأشراف"، فعلى هذا فهو مجهول الحال. فالحديث ضعيف.

وإما الحديث الثاني فمن طريق يونس بن خباب، وهو مختلف فيه كما في"تهذيب التهذيب" لكن الجرح فيه مفسركما في"ميزان الاعتدال"، قال الحافظ الذهبي في ترجمته من "الميزان": قال يحي بن سعيد: كان كذاباً. وقال ابن معين: رجل سوء ضعيف. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه. وقال النسائي: ضعيف- وهذا جرح غير

(1/403)

مسفر - وقال الدارقطني: رجال سوء فيه شيعية مفرطة. وقال البخاري: منكر الحديث.

وذكر في ترجمته حديثاً فيه: أن العبد يُسأل في قبره: من وليك؟ فان قال: علي، نجا. اهـ المراد من"الميزان".

هذا وقد كتبت هذا في "الفواكه الجنية" فعسى الله أن يوفقني لحذفه من الطبعات القادمة.

(1/404)

مسند أبي مالك الاشعري رضي الله عنه

424- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص342) : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ عَنْ شُرَيْحِ (1) بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ يَا سَامِعَ الْأَشْعَرِيِّينَ لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ مِنْكُمْ الْغَائِبَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ حُلْوَةُ الدُّنْيَا مُرَّةُ الْآخِرَةِ وَمُرَّةُ الدُّنْيَا حُلْوَةُ الْآخِرَةِْْْْ

هذا الحديث ظاهره الصحة، وقد أخرجه الحاكم (ج4ص310) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ

لكن في "جامع التحصيل"في ترجمة يعيد بن أبي هند أن أبا حاتم قال: إن رواية سعيد بن أبي هند عن أبي مالك الأشعري مرسلة.

(1/405)

__________

(1) في الأصل: عن شريح عن عبيد, والصواب ما أثبتناه, فهو شريح بن عبيد, كما في كتب الرجال.

مسند أبي هريرة رضي الله عنه

425- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص797) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَوْفٍ عَنْ خِلَاسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعُودُ فِي عَطِيَّتِهِ كَمَثَلِ الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ ثُمَّ عَادَ فِي قَيْئِهِ فَأَكَلَهُ) .

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع، خلاسٌ لم يسمع من أبي هريرة قاله البوصيري في"مصباح الزجاجة"والحافظ في"تهذيب التهذيب"عن الإمام احمد رحمه الله.

426- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص429) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَوْفٍ قَالَ حَدَّثَنَا خِلَاسٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ

الحسن هو ابن أبي الحسن البصري، وهو شيخ عوف، فعوف يرويه عن خلاس عن أبي هريرة، وعن الحسن مرسلاً.

وأنت إذا نظرت في طريق خلاس وجدتهم كلهم رجال الصحيح، ولكن خلاس لم يسمع من أبي هريرة كما في"تهذيب التهذيب"عن الإمام احمد وغيره.

(1/406)

على أن الحاكم قد رواه (ج2ص429) من حديث روح، عن عوف، عن خلاس، ومحمد عن أبي هريرة، لكني لا اعتمد على تفردات الحاكم لكثرة أوهامه.

427- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج6ص171) حدثنا أبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ أخبرنا هَمَّامٌ أخبرنا قَتَادَةَ عن النَّضْرِ بنِ أنَسٍ عن بَشِيرٍ ابنِ نَهِيكٍ عن أَبي هُرَيْرَةَ عن النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: "مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إلَى إحْدَاهُما جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات رجال الصحيح، ولكن الترمذي رحمه الله تعالى يقول (ج4ص295) : إنما أسند هذا همام بن يحي عن قتادة. ورواه هشام الدستوائي عن قتادة، كان يقال: ولا نعرف هذا الحديث مرفوعاً إلا من حديث همام. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: وهشام هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وهو أثبت من همام فيكون الحديث شاذاً، والله اعلم.

ثم وجدت الترمذي في"العلل" (ج1ص449) قد ذكره من حديث سعيد وهو ابن أبي عروبة عن قتادة، قال: كان يقال ... فذكره من قول قتادة، ثم قال الترمذي: وحديث همام أشبه، وهو ثقة حافظ. اهـ

قال ابو عبد الرحمن: بل يعتبر شاذاً، وقد خالف همام هشاما وسعيدا وكل واحد منهما اثبت منه في قتادة، والله علم.

428- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج7ص236) : حدثنا مُحَمَّدُ بنُ رَافَعٍ أخبرنا ابنُ أبي فُدَيْكٍ حدَّثني عَبْدُ الله بنُ أبي يَحْيَى عن سَعِيدِ بنِ أبي هِنْدٍ قال قال أبُو هُرَيْرَةَ

،: قال رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "تَكُونُ إبِلٌ لِلشَّيَاطِينِ وَبُيُوتٌ لِلشَّيَاطِينِ فأمَّا إبِلُ الشَّيَاطِينِ فَقَدْ رَأيْتُها يَخْرُجُ أحَدُكُمْ بِجَنِيبَاتٍ مَعَهُ قَدْ أسْمَنَهَا فَلاَ يَعْلُو بَعِيراً مِنْها وَيَمُرُّ بِأخِيهِ قَدِ انْقَطَعَ بِهِ فَلاَ يَحْمِلُهُ، وَأمَّا بُيُوتُ

(1/407)

الشَّيَاطِينِ فَلَمْ أرَهَا)

كَانَ سَعِيدٌ يَقُولُ: لاَ أُرَاهَا إلاَّ هَذِهِ الأقْفَاصُ الَّتِي يَسْتُرُ النَّاسُ بالدِّيبَاجِ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدت رجاله رجال الصحيح، إلا عبد الله بن أبي يحي، وقد وثقه احمد وابن معين وأبو داود كما في"تهذيب التهذيب". ولكن قال ابن أبي حاتم ص (67) من"المراسيل": سمعت أبي يقول: سعيد بن أبي هند لم يلق أبا هريرة.

429- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص113) : أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَثْرُودٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَخْرَمَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ اللَّهِ ثَلَاثَةٌ الْغَازِي وَالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده حكمت عليه بأنه حسن، ولكن مخرمة بن بكير لم يسمع من أبيه، فالحديث منقطع وقد كتبت شيئاً من هذا في تحقيق ودراسة "التتبع" في الكلام على حديث أبي موسى في ساعة الجمعة.

430- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج7ص6) : حدثنا مُسْدَدٌ أخبرنا عِيسَى بنُ يُونُسَ أخبرنا هِشَامُ بنُ حَسَّانَ عن مُحَمَّدِ بنِ سِيرِينَ عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ ذَرَعَهُ قَيْءٌ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَإنِ اسْتَقَاءَ فَلْيَقْضِ".

هذا الحديث إذا نظرت سنده وجدتهم رجال الصحيح، والكن الحافظ المنذري كما في"عون المعبود"يقول: إن الترمذي (1) يقول: قال محمد- يعني البخاري-: لا أراه محفوظاً. قال أبو عيسى: وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة، ولا يصح

_________

(1) وذكره في "العلل الكبير" (ج1ص342) .

(1/408)

إسناده. قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل قال: ليس من ذا شيء. قال الخطابي: يريد أن الحديث غير محفوظ. اهـ

وفي"فيض القدير": وأنكره احمد. وقال الدارمي: زعم أهل البصرة أن هشاماً وهم فيه. اهـ

431- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج6ص441) : حدثنا مُحمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ أخبرنا حَمَّادٌ في حديثِ أيُّوبَ عن مُحمَّدِ ابن المُنْكَدِرِ عنْ أَبي هُرَيْرَةَ، ذَكَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فيهِ قالَ: "وَفِطْرُكُمْ يَوْمَ تُفْطِرُونَ وَأضْحَاكُمْ يَوْمَ تُضَحُّونَ وَكُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ، وَكُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ مَنْحَرٌ وَكُلُّ جَمْعٍ مَوْقِفٌ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن في"جامع التحصيل"في ترجمة محمد بن المنكدر قال ابن معين وأبو زرعة: لم يسمع من أبي هريرة ولم يلقه. اهـ

وتمثيلنا بأي حديث لا يعني انه لم يثبت من طريق أخرى، فقد اخرج الترمذي (ج3ص382) وقال: هذا حديث غريب حسن من حديث المقبري عن أبي هريرة، وقد أخرجته في "الصحيح المسند". ولكن مقصودنا التنبيه على أن الحديث بهذا المسند لا يثبت، والله اعلم.

432 - قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار" (ج2ص366) : حدثا يحيى بن حبيب، ثنا المعتمر بن سليمان، قال سمعت عوفاً قال: سمعت خِلاساً يقول قال أبو هريرة: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: ذهب ثلاثة نفر رادة لأهلهم قال: فأخذهم مطر فلجؤوا إلى غار قال: فوقع عليهم - أحسبه قال: من فم الغار - حجر فسد عليهم فم الغار ووقع متجاف عنهم

(1/409)

قال: فقال النفر بعضهم لبعض: عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعلم بمكانكم إلا الله تعالى فتعالوا فليدع كل رجل منكم بأوثق عمل عمله لله عز وجل عسى أن يخرجكم من مكانكم. قال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أني كنت برا بوالدي وإني أرحت غنمي ليلة وكنت أحلب لأبوي فآتيهما وهما مضطجعان على فراشهما حتى أسقيهما بيدي وإني أتيتهما ليلة من تلك الليالي وجئت بشرابهما فوجدتهما قد ناما وإني جعلت أرغب لهما في نومهما وأكره أن أوقظهما وأكره أن أرجع بالشراب فيستيقظان فلا يجداني عندهما فقمت مكاني قائما على رؤوسهما كذلك حتى أصبحت اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا. قال: فزال - أو كلمة نحوها - ثلث الحجر انفراجا. قالوا للآخر: إيها - أي قل - قال: فقال الثاني: اللهم إن كنت تعلم أني أحببت ابنة عم لي حباً شديداً - وإني أحسبه قال: - خطبتها إلى أهلها فمنعونيها حتى جعلت لها ما رضيت به بيني وبينها ثم دعوت بها فخلوت بها فقعدت منها مقعد الرجل من المرأة فقالت: لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه. فانقبضت إلى نفسي ووفرت حقها عليها ونفسها اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا. قال: فزال - أو كلمة نحوها - انفراجا. وقالوا للثالث: إيها - أي: قل - قال: اللهم إن كنت تعلم أني عمل لي عامل على صاع من طعام فانطلق العامل ولم يأخذ صاعه فاحتبس علي طويلا من الدهر وإني عمدت إلى صاعه أحرثه حتى اجتمع من ذلك الصاع بقر كثير وشاء كثير ومال كثير وإن ذلك العامل أتاني بعد زمان يطلب الصاع من الطعام وإني قلت: إن صاعك ذلك من الطعام قد صار مالا كثيرا وشاء كثيرا وبقرا كثيرا فخذ

(1/410)

هذا كله فإنه من ذلك الصاع. قال لي: أتسخر بي؟ قلت له: لا والله ولكنه الحق. فانطلق به يسوق المال أجمع اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا. فانفلق الحجر فوقع فخرجوا يتماشون) .

قال البزار: لا نعلم رواه عن عوف عن خلاس إلا المعتمر.

قال أبو عبد الرحمن: الحديث رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع وخلاس لم يسمع من أبي هريرة ففي "جامع التحصيل" أن أبا داود قال: سمعت أحمد يقول: لم يسمع من أبي هريرة شيئاً. وقال يحيى بن سعيد: خلاس عن أبي هريرة مرسل. اهـ المراد منه.

433- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص339) : حَدَّثَنَا يُونُسُ (1) حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ شَكَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ مَشَقَّةَ السُّجُودِ عَلَيْهِمْ إِذَا تَفَرَّجُوا قَالَ اسْتَعِينُوا بِالرُّكَبِ قَالَ ابْنُ عَجْلَانَ وَذَلِكَ أَنْ يَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ إِذَا أَطَالَ السُّجُودَ وَأَعْيَا) .

وأخرجه الحاكم (ج2ص229) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. كذا قال الحاكم رحمه الله، ومسلم لم يحتج بابن عجلان إنما روى له في الشواهد والمتابعات.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته صالحاً للحجية، ولكن الإمام البخاري في "التاريخ" (ج4ص203) حدثنا أبو نعيم عن سفيان عن سمي عن النعمان بن أبي عياش: شكا أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مشقة السجود فقال: استعينوا بالركب، وتابعه عبد الله بن محمد عن ابن عيينة عن سمي عن النعمان.

_________

(1) يونس هو: ابن محمد.

(1/411)

وقال ابن عجلان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة، والأول أصح بإرساله.

وقال الترمذي رحمه الله تعالى (ج2ص78 بتحقيق أحمد شاكر) بعد أن ذكر الحديث متصلاً: قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إلا من هذا الوجه من حديث الليث عن ابن عجلان

وقد روى هذا الحديث سفيان بن عيينة وغير واحد عن سمي عن النمان بن أبي عياش عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نحو هذا، وكأن رواية هؤلاء أصح من رواية الليث. اهـ

والحديث ذكره عبد الرزاق (ج2ص171) عن الثوري عن سمي بسند البخاري في "التاريخ" مرسلاً.

وذكره أيضاً ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص190) فذكر نحو كلام الترمذي ثم ذكر عن أبيه أنه مرسل.

434- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص287) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى بَطْنِهِ فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ لَضِجْعَةٌ مَا يُحِبُّهَا (1) اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ) .

ظاهر الحديث الحسن، ولكن ابن أبي حاتم ذكره في "العلل" (ج2ص233) وقال: قال أبي: له علة.

قلت: وما هو؟ قال: رواه ابن أبي ذئب، عن خاله (2) الحارث بن عبد الرحمن، قال: دخلت أنا، وأبو سلمة على ابن طهفة، فحدث عن أبيه، قال: مر بي وأنا نائم على وجهي، وهو الصحيح. وذكره ابن أبي حاتم أيضاً في هذه الصفحة من وجه آخر وكذا ص (269) و (270) وذكر أنه معل.

_________

(1) في الأصل: ما يحبه الله، والصواب ما أثبتناه.

(2) في الأصل: عن خال الحارث بن عبد الرحمن، والصواب ما أثبتناه.

(1/412)

435- قال ابن حبان رحمه الله (485) : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (إن الله يبغض كل جعظري جواظ سخاب بالأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الأخرة)

هذا الحديث كثيراً ما حدثنا به، وذلك لأن رجاله كلهم ثقات، ولكن أبا حاتم يقول: سعيد بن أبي هند لم يلق أبا هريرة كما في "المراسيل" ونقل هذا الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" مقراً له.

- قال ابن حبان رحمه الله (485) أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (إن الله يبغض كل جعظري جواظ سخاب بالأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الأخرة)

هذا الحديث كثيراً ما حدثنا به، وذلك لأن رجاله كلهم ثقات، ولكن أبا حاتم يقول: سعيد بن أبي هند لم يلق أبا هريرة كما في "المراسيل" ونقل هذا الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" مقراً له.

436- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج4ص70) : حدثنا محمدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أبي الشَّوَارِبِ حدثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ المُخْتَارِ عن سُهَيْلِ بن أبي صَالِحٍ عن أبيهِ عن أبي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ قالَ: "مِنْ غُسْلِهِ الغُسْلُ، ومِنْ حَمْلِهِ الوُضُوءُ يَعْنيِ المَيِّتَ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وافقت أبا عيسى على الحكم عليه بالحسن، ولكن الحافظ في "الفتح" (ج3ص127) يقول: وهو معلول لأن أبا صالح لم يسمعه من أبي هريرة.

وللحديث طرق أخرى إلى أبي هريرة، قال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص351) وسئل أبي عن حديث رواه هدبة، عن حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: (من غسل ميتا فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ) .

قال أبي: هذا خطأ، إنما هو موقوف عن أبي هريرة، لا يرفعه الثقات. اهـ

(1/413)

وقال المناوي في "فيض القدير": قال الترمذي: حسن وضعفه الجمهور وقال ابن حجر: ذكر له البيهقي طرقاً وضعفها ثم صحح وقفه وقال البخاري: الأشبه موقوف وقال ابن الجوزي: فيه محمد بن عمرو قال يحيى: ما زال الناس يتوقون حديثه. اهـ

وأنت خبير أننا إذا ذكرنا حديثاً في هذا الكتاب لا يعني أنه ضعيف من جميع الطرق، ولكن يعني أنه معل من هذه الطريق، وهذا شأن كتب العلل ككتاب ابن أبي حاتم وكتاب الدارقطني، وهذا الحديث من ذاك، فإن له طرقاً كثيرة، حتى قال الحافظ كما في "فيض القدير": طرقه كثيرة كلها لا تصح، وأسوأ أحواله أن يمةن حسناً. اهـ المراد من "فيض القدير".

وأم الحكم الشرعي فالأمر فيه للندب، والله أعلم.

437- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص232) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِلصَّلَاةِ أَوَّلًا وَآخِرًا وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الظُّهْرِ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَدْخُلُ وَقْتُ الْعَصْرِ وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْعَصْرِ حِينَ يَدْخُلُ وَقْتُهَا وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ تَصْفَرُّ الشَّمْسُ وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْمَغْرِبِ حِينَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَغِيبُ الْأُفُقُ وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ حِينَ يَغِيبُ الْأُفُقُ وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَنْتَصِفُ اللَّيْلُ وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْفَجْرِ حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الترمذي رحمه الله يقول (ج1ص470) بعد أن ذكره من طريق محمد بن فضيل به.

قال أبو عيسى: وسمعت محمدا يقول حديث الأعمش عن مجاهد في المواقيت أصح من حديث محمد بن فضيل عن الأعمش وحديث محمد بن فضيل خطأ أخطأ فيه محمد بن فضيل.

(1/414)

حدثنا هناد حدثنا أبو أسامة عن أبي إسحق الفزاري عن الأعمش عن مجاهد قال كان يقال إن للصلاة أولا وآخرا فذكر نحو حديث محمد بن فضيل عن الأعمش نحوه بمعناه.

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص101) بعد أن ذكره من طريق محمد بن فضيل: قال أبي هذا خطأ وهم فيه بن فضيل يرويه أصحاب الأعمش عن الأعمش عن مجاهد قوله. اهـ

وقال البيهقي رحمه الله (ج1ص376) : بعد أن ذكره من طريق محمد بن فضيل: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يضعف حديث محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أحسب يحيى يريد إن للصلاة أولاً وآخراً وقال إنما يروى عن الأعمش عن مجاهد وقال في موضع آخر من "التاريخ" حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إن للصلاة أولاً وآخراً رواه الناس كلهم عن الأعمش عن مجاهد مرسلاً قال الشيخ (البيهقي) وبمعناه ذكره البخاري رحمه الله تعالى.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنا أحمد بن محمد بن النضر ثنا معاوية عن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن مجاهد قال: كان يقال أن للصلاة أولاً وآخراً فذكره وكذلك رواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري وأبو زبيد عبثر بن القاسم عن الأعمش عن مجاهد. اهـ

هذا كلام أهل الفن رحمهم الله، وأما ما ذكره الشيخ أحمد شاكر رحمه الله عن ابن حزم وابن الجوزي أنهما ردَّا هذا التعليل فهما لم يرداه بحجة ولا يعارض ردهما قول البخاري وابن معين وأبي حاتم رحمهم الله.

438- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج7ص219) حدثنا مُوسَى بنُ

(1/415)

مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ أخبرنا مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ عن أبي حَيَّانَ (1) التِّيْمِيِّ أخبرنا أبُو زُرْعَةَ عن أبي هُرَيْرَةَ،: " أنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُسَمِّي الأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ فَرَساً".

الحديث رجاله رجال الصحيح إلا موسى بن مروان، وقد روى عنه جماعة ولم يوثقه معتبر، ولكن الظاهر أنه متابع لما سيأتي في "العلل".

وإليك ما قاله أبو حاتم قال ولده في كتاب "العلل" (ج1ص301) وسألت أبي عن حديث؛ رواه مروان الفزاري، عن أبي حيان التيمي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ سمى الأنثى من الخيل الفرس.

فقال: هذا حديث مشهور، رواه جماعة، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، أنه ذكر الغلول، فقال: لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على عنقه فرس فاختصر مروان هذا الحديث لما قال: يحملها على رقبته أي: جعل الفرس أنثى حين قال: يحملها ولم يقل: (يحمله) . هـ

439- قال الإمام البخاري رحمه الله في "الأدب المفرد" ص (272) حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا بن أبي فديك عن عبد الله بن أبي يحيى عن سعيد بن أبي هند عن أبي هريرة قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتا يوشونها وشى المراحيل.

قال إبراهيم يعني الثياب المخططة.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا عبد الله بن أبي يحيى وهو عبد الله بن محمد بن أبي يحيى، وقد وثقه أحمد وابن معين وأبو داود كما في "تهذيب التهذيب".

ولكن في "جامع التحصيل" عن أبي حاتم رحمه الله أن سعيد بن أبي هند لم يلق أبا

(1/416)

ــــــــ

(1) أبو حيان هو يحيى بن سعيد التيمي.

موسى ولا أبا هريرة.

440- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص383) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ جَالِسًا فِي الشَّمْسِ فَقَلَصَتْ عَنْهُ فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْ مَجْلِسِهِ) .

أنت إذا نظرت إلى سند الحديث وجدتهم رجال الصحيح حسن، ولكن يحيى بن معين وأبازرعة يقولان: لم يسمع محمد بن المنكدر من أبي هريرة كما في "جامع التحصيل".

وقد رواه أبو داود (ج13ص171) فذكر شيخ محمد بن المنكدر رجلاً مبهماً عن أبي هريرة.

والحديث صحيح من حديث قيس بن أبي حازم، عن أبيه وهو من الأحاديث التي ألزم الدارقطنيُّ البخاريَّ ومسلماً أن يخرجاها.

441- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1150) : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْحُمَّى كِيرٌ مِنْ كِيرِ جَهَنَّمَ فَنَحُّوهَا عَنْكُمْ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحسن لم يسمع من هريرة فهو منقطع.

442 - قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1149) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ عَادَ مَرِيضًا وَمَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ وَعْكٍ كَانَ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (أَبْشِرْ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ هِيَ نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا لِتَكُونَ حَظَّهُ

(1/417)

مِنْ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ) .

هذا السند إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم صالحين للحجية فظاهره أنهم كلهم رجال الصحيح، إلا أبا صالح الأشعري وقد قال أبو حاتم: لا باس به، ولكن عبد الرحمن ابن يزيد هو ابن تميم المضعف وليس بابن جابر الثقة، قاله محمد بن عبد الله بن نمير وغيره.

وقال أبو داود في عبد الرحمن بن يزيد بن تميم: متروك الحديث حدث عنه أبو أسامة وغلط في اسمه، وكل ما جاء عن أبي أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد فإنما هو ابن تميم. اهـ من"تهذيب التهذيب".

ورجع ترجمة عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم من"تهذيب التهذيب"

443 - قال قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1211) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَا زَالَ جِبْرَائِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ) .

ظاهر هذا السند أن الحديث صحيح، ولكن إليك ما قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص243) وسألت أبي، وأبا زرعة، عن حديث مجاهد: في قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: أوصاني جبريل عليه السلام بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.

واختلف الرواة عن مجاهد: فقال بشير بن سلمان: عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو.

وقال يونس بن أبي إسحاق: عن مجاهد، عن أبي هريرة.

وقال زبيد: مجاهد، عن عائشة.

قال أبي: حديث زبيد أشبه، لأنه أحفظهم، ولا أبعد أن يكون روى مجاهد، عن كلهم. (1) قال أبي: وقد روي عن عبد الله بن عمرو من غير هذا الطريق. قال أبو زرعة:

_________

(1) في الأصل: عن كلاهم، والمناسب للسياق ما أثبتناه.

(1/418)

سمعت أبا حفص الصيرفي يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: الصحيح: حديث زبيد.

وقال أبو زرعة: الصحيح: حديث زبيد.

قلت له: فتعرف خلافاً سوى ما ذكرنا قال: لا.

444- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج13ص284) : حدثنا مُوسَى بنُ إسْمَاعِيلَ أخبرنا حَمَّادٌ عن مُحَمَّد بن عَمْرٍو عن أَبِي سَلَمَةَ عن أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلاً يَتْبَعُ حَمَامَةً فقَالَ: " شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانَةً".

وأخرجه ابن ماجه (ج2ص1238) : فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا الأسود بن عامر، عن حماد بن سلمة به.

هذا الحديث بهذا السند إذا نظرت إلى رجاله وجدته حسنا ولكن البوصيري رحمه الله يذكر في "مصباح الزجاجة" (ج4ص124) أن مسدداً رواه في"مسنده"مرسلاً فقال: حدثنا يحي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن النبيصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

ويحي هو ابن سعيد القطان، وهو أرجح من حماد بن سلمه، فيكون حماد بن سلمة شاذاً، والله اعلم.

وفيه اختلاف آخر على محمد بن عمرو فقد رواه شريك عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة. ذكره الحافظ المزي في"تحفة الأشراف" (ج11ص4) فهذا يدل على أن محمد بن عمر وما ضبطه. والله اعلم.

445- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص387) : حَدَّثَنَا بَهْزٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ فَقَالَ امْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ وَأَطْعِمْ الْمِسْكِينَ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، لكن الحديث منقطع فقد رواه الإمام احمد (ج2ص263) فقال: ثنا أبو كامل، ثنا حماد، عن أبي عمران الجوني، عن رجال، عن أبي هريرة به.

(1/419)

446- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص297) : حَدَّثَنِي صَفْوَانُ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَجْلَانَ عَنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ الدِّينُ النَّصِيحَةُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حمت عليه بالحسن، ولكن الحافظ ابن حجر رحمه اللله في "تغليق التعليق" (ج2ص57) يقول بعد ذكره من "مسند أحمد" بهذا السند: ورواه محمد بن نصر (1) المروزي عن إسحاق بن راهويه عن صفوان مثله وقال هو غلط وإنما حدث أبو صالح عن أبي هريرة بحديث ((إن الله يرضى لكم ثلاثا الحديث وكان عطاء بن يزيد حاضرا فحدثهم عن تميم الداري بحديث ((إن الدين النصيحة)) فسمعها سهيل منهما

ثم قال الحافظ رحمه الله قلت قد كشف محمد بن نصر عن علته وأن ابن عجلان دخل عليه إسناد في إسناد

وقد أخطأ فيه ابن عجلان خطأ آخر رواه الليث بن سعد عنه عن زيد بن أسلم وعن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة أخرجه النسائي من طريقه

وزيد بن أسلم إنما رواه عن ابن عمر كما سيأتي والقعقاع انما رواه عن أبي صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم كما مضى.

إلى أن قال الحافظ (ص61) وَأَصَح طرقه حَدِيث تَمِيم بل قَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الأوسط لَا يَصح إِلَّا عَن تَمِيم (وَالله أعلم) .

447- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص371) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ النَّخَعِيِّ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ

_________

(1) يراجع الكلام على الحديث في "تعظيم قدر الصلاة" لمحمد بن نصر المروزي (ج2ص685) .

(1/420)

عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَا جَفَا وَمَنْ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ وَمَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ افْتُتِنَ وَمَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنْ السُّلْطَانِ قُرْبًا إِلَّا ازْدَادَ مِنْ اللَّهِ بُعْدًا) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا الحسن بن الحكم وقد وثقه ابن معين وأحمد بن حنبل وحمل عليه ابن حبان، وابن حبان يتجاوز الحد في التجريح.

لكن علة الحديث أن إسماعيل بن زكريا تفرد به، هكذا قال ابن عدي (ج1ص312) : وهذا الحديث لا أعلم يرويه هكذا غير إسماعيل بن زكريا.

وقد خالف إسماعيلَ يعلى ومحمداً ابنا عبيد الطنافسيان فأبهما شيخ عدي بن ثابت.

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص440) : حدثنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا حدثنا الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن شيخ من الأنصار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكره.

ولا يقال: إن الذي من الأنصار هو أبو حازم الأشجعي فإن أبا حازم الأشجعي هو مولى عزة الأشجعية نُسِبَ بأنه كوفي كما في "تهذيب الكمال" و"تهذيب التهذيب" و"الخلاصة" والله أعلم.

ثم رأيت ابن أبي حاتم ذكره في "العلل" (ج2ص246) : فقال: وسألت أبي عن حديث؛ رواه إسماعيل بن زكريا - فذكر السند المتقدم - قال أبي: كذا رواه، ورواه غيره، عن الحسن بن الحكم، عن عدي بن ثابت، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، وهو أشبه.

448- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص360) : حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ حَدَّثَنَا

(1/421)

هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ إِسْحَاقَ (1) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كِنَانَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كُنَّا تَحْتَ ثَنِيَّةِ لِفْتٍ طَلَعَ عَلَيْنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ الثَّنِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ انْظُرْ مَنْ هَذَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا) .

أنت إذا نظرت إلى رجال هذا السند وجدتهم رجال الصحيح، إلا أبا إسحاق بن عبد الله، وقد وثقه أبو زرعة كما في "تهذيب التهذيب". ولكن في "تهذيب الكمال" أن أبا حاتم قال: لم يسمع إسحاق بن عبد الله بن أبي هريرة، فالحديث منقطع.

وللحديث طرق أخرى عند الترمذي (ج10ص344) قال حثنا قتيبة أخبرنا الليث عن هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة فذكر نحوه ثم قال: هذا حديث غريب ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعاً من أبي هريرة، وهذا حديث مرسل عندي.

والمقصود هنا التنبيه على انقطاع الحديث من الطريقين، وأم الحديث فثابت في البخاري من حديث أنس كما في "تحفة الأحوذي".

449- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص385) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ يُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ) .

_________

(1) في الأصل: إسحاق بن الحارث بن عبد الله بن كنانة, والصواب ما أثبتناه كما في "تهذيب التهذيب".

(1/422)

أنت إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحافظ العلائي يذكر جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة في ترجمة أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي ثم قال: والظاهر في ذلك كله الإرسال. اهـ

ولحافظ في"تهذيب التهذيب"يذكر أبا هريرة في جماعة من الصحابة ثم قال: ويقال: لم يسمع منهم. وقال الحافظ المنذري في"الترغيب والترهيب" (ج2ص98) بعد الحديث: رواه النسائي (ج4ص129) : والبيهقي كلاهما عن أبي قلابة عن أبي هريرة ولم يسمع منه فيما اعلم.

450- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص452) : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ حَدَّثَنَا لَيْثٌ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ قَالَ لِصَبِيٍّ تَعَالَ هَاكَ ثُمَّ لَمْ يُعْطِهِ فَهِيَ كَذْبَةٌ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وحجاج هو ابن محمد المصيصي، ولكن ابن شهاب لم يسمع من أبي هريرة، فقد ذكر العلائي في "جامع التحصيل"في ترجمة الزهري انه روى عن أبي هريرة ثم قال: مرسل.

451- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص80) : حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ) .

وأخرجه احمد (ج12ص178) .

قال البوصيري رحمه الله (ج1ص30) من"مصباح الزجاجة": هذا إسناد ظاهره الصحة، ولكن اختلف فيه على الزهري فرواه النسائي من حديث شعيب عن الزهري عن أبي سلمة، وقال: الصواب رواية الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن معاوية كما في"الصحيحين". اهـ

(1/423)

452- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص388) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي الْبَوْلِ) .

وقال أيضاً (ج2ص326) : ثنا يحي بن حماد ثنا أبو عوانة به.

والحديث أخرجه ابن ماجه (348) فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عفان به

والدارقطني (ج1ص128) فقال حدثنا أبو علي الصفار، نا محمد بن علي الوراق، نا عفان به. وقال عقبه: صحيح.

وأخرجه الحاكم (ج1ص183) : من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم: عم محمد بن علي الوراق، عن عفان به. ورواه البيهقي (ج2ص412) بسنده إلى يحي بن حماد، عن أبي عوانة به.

هذا حديث ظاهر سنده انه على شرط الشيخين، ولكن الحافظ في"التلخيص الحبير"يقول (ج1ص106) : وأعله أبو حاتم وقال: إن رفعه باطل. اهـ

والحديث في"العلل" (ج1ص366) قال ابن أبي حاتم: سالت أبي عن حديث رواه عفان، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: ((أكثر عذاب القبر في البول)) . قال أبي: هذا حديث باطل يعني رفعه. اهـ

وقال البوصيري في"مصباح الزجاجة": وحكى الترمذي في"العلل المفردة"عن البخاري أنه قال: إنه حديث صحيح. اهـ (ج1ص101) من"مصباح الزجاجة".

453- قال الإمام الحاكم رحمه الله في "المستدرك" (ج1ص348) : حدثني بكر بن محمد الصيرفي (1) بمكة ثنا أبو مسلم إبراهيم

_________

(1) صوابه بكير بن محمد الصيرفي كما في الأصل بتحقيقنا.

(1/424)

ابن عبد الله ثنا علي بن المديني ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عاصم بن محمد بن زيد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي المؤمن ولم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري ثم أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ثم يستأنف العمل

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

كذا قال الحاكم رحمه الله، ولكن الحافظ ابن رجب في "الملحق بشرح علل للترمذي" (ج2ص769) قال: قال الحافظ أبو الفضل بن عمار الهروي الشهيد رحمه الله: هذا حديث منكر، وإنما رواه عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه، وعبد الله بن سعيد شديد الضعف. قال يحيى القطان: ما رأيت أحداً أضعف منه.

ورواه معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد بن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، وهو يشبه أحاديث عبد الله بن سعيد. انتهى.

454- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص528) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ (ح) وحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ قَالَا حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَلَا صَوْمَ حَتَّى يَجِيءَ رَمَضَانُ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بالحسن، ولكن في "فيض القدير" بعد عزوه لأحمد وأصحاب السنن بلفظ (إذا انتصف شعبان) أن الإمام أحمد قال: هو غير محفوظ. وفي "سنن البيهقي" عن أبي داود عن أحمد: منكر، وقال ابن حجر: وكان بن مهدي يتوقاه. اهـ

(1/425)

455- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص430) حدثنا مُحمَّدُ بنُ المُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلاَنِيُّ وَمَخْلَدُ بنُ خَالِدٍ الشَّعِيريُّ المَعْنى قالاَ أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنبأنا مَعْمَرٌ عن ابنِ أبي ذِئْبٍ عن سَعِيدِ بنِ أبي سَعِيدٍ عن أَبي هُرَيْرَةَ

، قال قال رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "مَا أدْرِي أتُبَّعٌ لَعِينٌ هُوَ أمْ لاَ، وَما أدْرِي أعُزَيرٌ نَبِيٌّ هُوَ أمْ لاَ".

الحديث رواه البخاري في"التاريخ" (ج1ص153) وفيه (والحدود كفارة لأهلها، أم لا)) ، مرسلاً ومتصلاً، وقال: المرسل اصح، ولا يثبت هذا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: لان الحدود كفارة. اهـ

وقال الحافظ ابن عبد البر في كتابه"جامع بيان العلم وفضله": بعد ذكره زعم الدارقطني أنه انفرد عبد الرزاق بهذا الإسناد. قال أبو عمر: حديث عبادة بن الصامت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فيه: "أن الحدود كفارة" وهو أثبت وأصح إسناداً من حديث أبي هريرة.

وقد أخرجه الحاكم (ج2ص450) من طريق آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب، فآدم متابع لمعمر على رفعه، ولكن شيخ الحاكم فيه عبد الرحمن بن الحسن ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" (ج1ص292) وذكر الخطيب أنه قد كُذّب.

راجع ترجمته من "تاريخ بغداد".

456- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1364) : حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ:

(إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُهُ غَدًا فَيُعِيدُهُ اللَّهُ أَشَدَّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ حَفَرُوا حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ

قَالَ

(1/426)

الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَاسْتَثْنَوْا فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ فَيُنْشِفُونَ الْمَاءَ وَيَتَحَصَّنُ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ عَلَيْهَا الدَّمُ الَّذِي اجْفَظَّ فَيَقُولُونَ قَهَرْنَا أَهْلَ الْأَرْضِ وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ فَيَبْعَثُ اللَّهُ نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ دَوَابَّ الْأَرْضِ لَتَسْمَنُ وَتَشْكَرُ شَكَرًا مِنْ لُحُومِهِمْ

الحديث رواه الإمام أحمد فقال: حدثنا روح، حدثنا سعيد بن أبي عروبة به.

الحديث بسند الإمام أحمد رجاله رجال الصحيح، ولكن إليك ما قاله الحافظ ابن كثير (ج3ص105) قال رحمه الله: وإسناده جيد قوي، ولكن متنه في رفعه نكارة، لان ظاهر الآية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه لإحكام بنائه وصلابته وشدته، ولكن هذا قد روي عن كعب الأحبار أنهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل فيقولون: غداً نفتحه، فيأتون من الغد وقد عاد كما كان، فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل، فيقولون كذلك، فيصبحون وهو كما كان، فيلحسونه ويقولون: غدا نفتحه ويلهمون أن يقولون: إن شاء الله) فيصبحون وهو كما فارقوه، فيفتحونه، وهذا متجه، ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب، فانه كان كثيراً ما كان يجالسه ويحدثه، فحدث به أبو هريرة فتوهم بعض الرواة عنه انه مرفوع فرفعه والله اعلم.

ثم قال رحمه الله: ويؤيد ما قلناه من أنهم لم يتمكنوا من نقبه ولا نقب شيء منه، ومن نكارة هذا المرفوع، ثم ذكر الحديث المتفق عليه من حديث زينب: (لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب! فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وحَلَّق، قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث)) .

457- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج2ص476) : حدثنا بِشرُ بنُ معاذٍ العقَديّ حدثنا عبدُ الواحدِ بنُ زيادٍ حدثنا الأعمشُ عن أبي صالحٍ عن أبي

(1/427)

هريرةَ قال: قال رسولُ الله: "إذا صلّى أحدُكم ركعتيْ الفجرِ فليضطجِعْ على يمينِه".

قال أبو عيسى: حديثُ أبي هريرةَ حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه.

أذا نظرت إلى رجال هذا السند وجدتهم رجال الصحيح، إلا بشر بن معاذ وقد قال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق. ولكن رواية عبد الواحد بن زياد عن الأعمش ضعيفة، ففي"تهذيب التهذيب" في ترجمة عبد الواحد بن زياد: وقال صالح بن احمد عن علي بن المديني: سمعت يحي بن سعيد يقول: ما رأيت عبد الواحد بن زياد يطلب حديثاً قط بالبصرة ولا بالكوفة، وكنا نجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة أذاكره حديث الأعمش فلا نعرف منه حرفاً.

وفيه أيضاً: وقال أبو داود: ثقة عمد إلى أحاديث كان يرسلها الأعمش فوصلها. اهـ

وذكر الحافظ الذهبي رحمه الله في"الميزان"هذا الحديث مما أنكر على عبد الوحد. اهـ

والحديث في"الصحيحين"عن عائشة من فعل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

458- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص443) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَلِيحٍ الْمَدَنِيُّ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَمْ يَدْعُ اللَّهَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ

وذكره ص (477) بذلك السند، وأخرجه الترمذي (ج1ص313) وقال: قد روى وكيع عن غير واحد عن أبي المليح هذا الحديث ولا نعرفه إلا من هذا الوجه.

وأخرجه ابن ماجه (ج2ص1258) كهم يروونه عن أبي المليح عن أبي صالح غير منسوب فيتوهم الباحث انه أبو صالح ذكوان لكثرة روايته عن أبي هريرة فيحكم على الحديث بالصحة. لان أبا المليح قد وثقه ابن معين، ولكن الذي في السند هو أبو صالح الفارسي الخوزي، ما ذكر الحافظ ابن حجر في"تهذيب التهذيب"راوياً عنه سوى أبي

(1/428)

المليح ضعفه ابن معين، وقال أبو زرعة: لا باس به. وقال الحافظ في"التقريب": لين.

وذكر الحافظ الذهبي في"الميزان"هذا الحديث في ترجمة أبي صالح يعني انه تفرد به، فعلى هذا فالحديث ضعيف. والله اعلم.

459-قال الإمام أبو محمد بن حبان رحمه الله تعالى ص (592) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ فَيَّاضٍ بِدِمَشْقَ وَاللَّفْظُ لِلْحَسَنِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا، إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ... هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، الْمَلِكُ، الْقُدُّوسُ، السَّلاَمُ، الْمُؤْمِنُ، الْمُهَيْمِنُ، الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ، الْمُتَكَبِّرُ، الْخَالِقُ، الْبَارِئُ، الْمُصَوِّرُ، الْغَفَّارُ، الْقَهَّارُ، الْوَهَّابُ، الرَّزَّاقُ، الْفَتَّاحُ، الْعَلِيمُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الْخَافِضُ، الرَّافِعُ، الْمُعِزُّ، الْمُذِلُّ، السَّمِيعُ، الْبَصِيرُ، الْحَكَمُ، الْعَدْلُ، اللَّطِيفُ، الْخَبِيرُ، الْحَلِيمُ، الْعَظِيمُ، الْغَفُورُ، الشَّكُورُ، الْعَلِيُّ، الْكَبِيرُ، الْحَفِيظُ، الْمُقِيتُ، الْحَسِيبُ، الْجَلِيلُ، الْكَرِيمُ، الرَّقِيبُ، الْوَاسِعُ، الْحَكِيمُ، الْوَدُودُ، الْمَجِيدُ، الْمُجِيبُ، الْبَاعِثُ، الشَّهِيدُ، الْحَقُّ، الْوَكِيلُ، الْقَوِيُّ، الْمَتِينُ، الْوَلِيُّ، الْحَمِيدُ، الْمُحْصِي، الْمُبْدِئُ، الْمُعِيدُ، الْمُحْيِي، الْمُمِيتُ، الْحَيُّ، الْقَيُّومُ، الْوَاجِدُ، الْمَاجِدُ، الْوَاحِدُ، الأَحَدُ،

الصَّمَدُ، الْقَادِرُ، الْمُقْتَدِرُ، الْمُقَدِّمُ، الْمُؤَخِّرُ، الأَوَّلُ، الآخِرُ، الظَّاهِرُ، الْبَاطِنُ، الْمُتَعَالِ، الْبَرُّ، التَّوَّابُ، الْمُنْتَقِمُ، الْعَفُوُّ، الرَّؤُوفُ، مَالِكُ الْمُلْكِ، ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، الْمُقْسِطُ، الْمَانِعُ، الْغَنِيُّ، الْمُغْنِي، الْجَامِعُ، الضَّارُّ، النَّافِعُ، النُّورُ، الْهَادِي، الْبَدِيعُ، الْبَاقِي، الْوَارِثُ، الرَّشِيدُ، الصَّبُورُ)

الحديث ذكره ابن حبان في "صحيحه" كما ترى، والحاكم في "مستدركه" وقال:

(1/429)

صحيح على شرط الشيخين. ولكن الإمام الترمذي رحمه الله تعالى يقول بعد ذكره من طريق صفوان بن صالح: هذا حديث غريب حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح وهو ثقة عند أهل الحديث

وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ولا نعلم في كثير شيء من الروايات له إسناد صحيح ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث

وقد روى آدم بن أبي إياس هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وذكر فيه الأسماء وليس له إسناد صحيح. اهـ

ونقل المباركافوري في "التحفة" عن الحافظ أنه قال: وليست العلة عند الشيخين تفرد الوليد فقط بل الاختلاف فيه والاضطراب وتدليسه واحتمال الإدراج. اهـ

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قول الله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) بعد ذكر الحديث: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني، عن زهير بن محمد: أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك، أي: أنهم جمعوها من القرآن كما رود عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبي زيد اللغوي، والله أعلم.

460- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج7ص30) : أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَقَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَدْ اسْتَثْنَى) .

هذا الحديث إذا نظرت إليه بهذا السند وجدت وجدتهم رجال الصحيح، إلا نوح بن

(1/430)

حبيب، وهو ثقة وقد تُبع عند الترمذي، فتابعه يحيى بن موسى الملقب بخَتٍّ، وهو من مشايخ البخاري.

وإليك ما قاله الإمام الترمذي (ج5ص131) قال رحمه الله: سألْتُ محمدَ بن إسماعيلَ عن هذا الحديثِ فقال: هذا حديثٌ خَطَأٌ أَخْطَأَ فيه عبدُ الرزَّاقِ اختَصَرَهُ مِن حديثِ مَعْمَرٍ عن ابن طاوسٍ عن أبيهِ عن أبي هريرةَ عن النبيِّ قال: "إنَّ سُلَيْمانَ بن داودَ عليه السلام قال لأطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ على سَبْعِينَ امرأَةً تَلِدُ كُلُّ امرأَةٍ غُلاَماً، فطافَ عليهنَّ فلَم تَلِد امرأةٌ مِنْهُنَّ، إلاَّ امرأةً نِصْفَ غُلاَمٍ، فقالَ رسولُ الله: لَوْ قالَ إن شاءَ الله لكَانَ كَمَا قالَ".

هكذا رَوَى عبد الرزاقِ عن مَعْمَرٍ عن ابن طاوس عن أبِيهِ هذا الحديثَ بِطُولِهِ، وقال: (سَبْعِينَ امرأةً) . وقد رُوِيَ هذا الحديثُ مِن غيرِ وجهٍ عن أبي هريرةَ عن النبيِّ قال: (قالَ سُليمانُ بنُ داودَ لأطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ على مائةِ امرأةٍ) . اهـ

461- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج9ص392) : حدثنا أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ أَبي السَّفَرِ الكُوفِيُّ واسْمُهُ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الله الهَمْدَانيُّ حدثنا الحَجَّاجُ بنُ مُحمَّدٍ قَالَ قَالَ ابنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي مُوسَى بنُ عُقْبَةَ عَن سُهَيْلِ بنِ أبي صَالِحٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قالَ رَسُولُ الله "مَنْ جَلَس في مَجْلِسٍ فَكثُرَ فيهِ لَغَطُهُ؟ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أن لاَ إلَهَ إلاّ أنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ إِلاّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ"

قال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ لاَ نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ سُهَيْلٍ إلاّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ.

فأنت إذا نظرت في السند تقول هو حسن على شرط مسلم، ولكن الإمام البخاري يذكر هذا الحديث في ترجمة سهيل من "التاريخ الكبير" و"الصغير" ثم يعقبه

(1/431)

بقوله: وقال موسى عن وهيب نا سهل عن عون بن عبد الله بن عتبة ولم يذكر موسى بن عقبه.

والكلام على بيان علة هذا الحديث بهذا السند مبسوط في آخر "فتح الباري" وفي آخر مقدمة "الفتح" ترجمة البخاري، وفي ترجمة البخاري من "تاريخ بغداد" وفي "معرفة علوم الحديث" للحاكم وفي "العلل" لابن أبي حاتم وفي "النكت" للحافظ على ابن الصلاح.

والحديث صحيح من غير حديث أبي هريرة كما في آخر "فتح الباري".

462- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج10ص77) : حَدَّثَنَا أبُو هَمَّامٍ الوَلِيدُ بنُ شُجَاعِ بنِ الوَليدِ البَغْدَادِيُّ حدثنا الوَلِيدُ بنُ مُسْلِمٍ عَن الأَوْزَاعِيِّ عَن يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ عَن أَبِي سَلَمَةَ عَن أبِي هُرَيْرَةَ: قالَ: "قالُوا يا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟ قالَ وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ"

هَذَا حَدِيثٌ حَسنٌ صحيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أبي هُريْرَةَ لا نَعْرِفُهُ إِلاّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ.

هذا الحديث إذا نظرت إليه وجدت رجاله ثقات وإن كان الوليد بن مسلم مدلساً ولم يصرح بالتدليس فليس هو علته. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في "العلل" (ج2ص645) وتكلم الإمام أحمد في حديثه يعني الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير خاصة، وقال: لم يكن حفظه جيداً فيخطئ فيه، - إلى أن قال - إنه أنكر هذه الحديث، وقال: هذا من خطأ الأوزاعي. ثم قال الحافظ ابن رجب وقد ذكرنا ذلك في أول كتاب المناقب. اهـ

والحديث صحيح بلفظ (كنت نبياً وأدم بين الروح والجسد) كما في "السنة" لابن أبي عاصم، وقد نقلته في "الجامع الصحيح في القدر" وذكرته في "الصحيح المسند" من حديث ميسرة الفجر.

(1/432)

463- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج1ص247) : حدثنَا قُتَيْبَة وهَنَّادٌ (قَالاَ) : حدَّثنا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُهَيْلِ بنِ أبي صالِحٍ عَنْ أبِيهِ عنْ أَبي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ الله قالَ: "لاَ وُضُوءَ إلاَّ مِنْ صَوْتٍ أوْ رِيحٍ"

(قَالَ أبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ) .

إذا نظرت في سند هذا الحديث حكمت عليه بالحسن، وانه على شرط مسلم، ولكن الحافظ ابن حجر رحمه الله ينقل في"التلخيص" (ج1ص117) عن ابن أبي حاتم عن أبيه (1) أن هذا وهم، اختصر شعبة متن الحديث فقال: ((لا وضوء إلا من صوت أو ريح)) . ورواه أصحاب سهيل بلفظ ((إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد ريحاً من نفسه فلا يخرج حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً) . اهـ

وأما ما نقله الحافظ عن الحافظ البيهقي انه قال في حديث الباب: انه ثابت ... الخ فان أبا حاتم رحمه الله اعلم بعلم الحديث من البيهقي رحمه الله.

464- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج9ص332) : حدثنا أبُو بَكْرِ بنُ أبي شَيْبَةَ عن يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا عنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو عن أبِي سَلَمَةَ عن أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ بَاعَ بَيْعَتَيْنِ فِي بَيْعَةٍ فَلَهُ أوْكَسُهُمَا أوِ الرِّبَا".

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته حسناً، ولكنه شاذ بهذا اللفظ، فقد خالف يحي بن زكريا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وإسماعيل ابن جعفر، ومعاذ بن معاذ، وعبد الوهاب بن عطاء، وعبدة بن سليمان، ويحي بن سعيد، كلهم يروونه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نهى عن

(1/433)

ــــــــ

(1) "العلل" (ج1ص47) .

بيعتين في بيعة. اهـ مختصراً من"عون المعبود".

465- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص254) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) .

هذا لحديث ظاهره الحسن، وقد كنت كتبته في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" ولكن الإمام النسائي رحمه الله ذكره في "عمل اليوم والليلة" ص (178) فقال: أخبرنا محمد بن بشار قال حدثنا ابو بكر قال حدثنا الضحاك قال حدثني سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وليقل اللهم باعدني من الشيطان)

خالفه محمد بن عجلان رواه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن كعب قوله. أخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن كعب الأحبار قال يا أبا هريرة احفظ مني اثنتين أوصيك بهما إذا دخلت المسجد فصل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وقل اللهم افتح لي أبواب (رحمتك) وإذا خرجت من المسجد فصل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وقل اللهم احفظني من الشيطان.

خالفه ابن أبي ذئب رواه عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن كعب أخبرنا عيسى بن ابراهيم عن ابن وهب عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: (ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم خير من يوم الجمعة) ثم قدم علينا كعب فقال أبو هريرة وذكر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ساعة في يوم الجمعة لا يوافقها مؤمن يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه

(1/434)

قال كعب صدق والذي أكرمه وإني قائل لك اثنتين فلا تنسهما إذا دخلت المسجد فسلم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (وقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك) وإذا خرجت فسلم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وقل اللهم احفظني من الشيطان.

قال أبو عبد الرحمن (النسائي) ابن أبي ذئب أثبت عندنا من محمد بن عجلان (ومن الضحاك بن عثمان في سعيد المقبري وحديثه أولى عندنا بالصواب وبالله التوفيق وابن عجلان) آاختلطت عليه أحاديث سعيد المقبري ما رواه سعيد عن أبيه عن أبي هريرة وسعيد عن أخيه عن أبي هريرة وغيرهما من مشايخ سعيد فجعلها ابن عجلان كلها عن سعيد عن أبي هريرة وابن عجلان ثقة والله أعلم. اهـ

466- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج4ص71 بتحقيق الدعاس وعادل السيد) حدثنا أبُو بَكْرِ بنُ أبي شَيْبَةَ حدثنا سُرَيْجُ بنُ النُّعْمَانِ أخبرنا فُلَيْحٌ عن أبي طَوَالَةَ عَبْدِ الله بنِ عَبْدِ الرَّحْم?نِ بنِ مَعْمَرٍ الأنصاري عن سَعِيدِ بنِ يَسَارٍ عن أَبي هُرَيْرَةَ، قالَ قالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ الله لا يَتَعَلَّمُهُ إلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ـ يَعني رِيحَهَا".

الحديث رجاله رجال الصحيح، وفليح بن سليمان حديثه في "الصحيحين" مقبول لتحري صاحبي الصحيح، أما خارج الصحيح فالذي يظهر أن حديثه لا يبلغ الحسن.

وما قيل أنه قد توبع فليح عند ابن عبد البر فقد أجاب عنه المحقق (ج1ص659) فقال: وظن قوم أنه قد توبع عند ابن عبد البر.

ثم قال: قلت: ومنشأ هذا الوهم أنه ذكر عند المصنف (1146) الراوي عن أبي طوالة هو أبو سليمان الخزاعي، والصواب أنه ابن سليمان، وهو فليح وكنيته أبو يحيى والله تعالى أعلم. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: والحديث ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص438) فقال: أن

(1/435)

أبازرعة ذكر الحديث من طريق فليح بن سليمان، ثم قال: هكذا رواه. ورواه زائدة أبي طوالة، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن رهط من أهل العراق عن أبي ذر موقوف (1) عليه ولم يرفعه. اهـ

قلت: لا المرفوع صحيح، لضعف فليح، ولمخالفة زائدة بن قدامة وهو ثقة ثبت صاحب سنة كما في "التقريب". ولا الموقوف، لأن فيه مبهمين من أهل العراق، وأيضاً لا يدرى أسمعوا من أبي ذر أم لا؟.

467- قال الإمام الطحاوي رحمه الله في "شرح مشكل الآثار" (ج15ص347) : حدثنا عبيد بن رجال حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إذا حدثتم عني حديثا تعرفونه ولا تنكرونه فصدقوا به قلته أو لم أقله فإني أقول ما تعرفونه ولا تنكرونه وإذا حدثتم عني حديثا تنكرونه ولا تعرفونه فكذبوا به فإني لا أقول ما تنكرونه وأقول ما تعرفونه) .

الحديث ظاهره الصحة، وعبيد بن رجال هو عبيد بن محمد بن موسى، ولم يذكر فيه جرح ولا تعديل، وليس مقصوداً لأن العلة في هذا الحديث من وقفه، فقد عدَّ البخاري رحمه الله ذكر أبي هريرة وَهَماً فقال في "التاريخ" (ج3ص474) سعيد بن أبى سعيد المقبرى رقم الترجمة (1585) ،، وقال ابن طهمان عن ابن أبى ذئب عن سعيد المقبرى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: ما سمعتم عنى من حديث تعرفونه فصدقوه، وقال يحيى: عن أبى هريرة، وهو وهم ليس فيه أبو هريرة. اهـ

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص310) بعد أن ذكر هذا الحديث: قال أبي:

_________

(1) والظاهر: (موقوفاً) على الحال.

(1/436)

هذا حديث منكر، الثقات لا يعرفونه. اهـ

وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير" (ج1ص33) بعد أن ذكر هذا الحديث من غير الطريق المتقدمة عن الطحاوي: وليس لهذا اللفظ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إسناد يصح.

468- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج6ص457) : حدثنا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ أخبرنا حَمَّادٌ عن مُحمَّدِ بن عَمْرٍو عنْ أبي سَلَمَةَ عن أَبي هُرَيْرَةَ، قال قال رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "إذَا سَمِعَ أحَدُكُمْ النِّدَاءَ وَالإنَاءَ عَلَى يَدِهِ فَلاَ يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ".

وقال الإمام أحمد (ج2ص510) حدثنا روح حدثنا حماد عن عن محمد بن عمرو فذكره. وقال أحمد أيضاً حدثنا روح حدثنا حماد عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مثله وزاد فيه وكان المؤذن يؤذن إذا بزغ الفجر. الحديث يدور على محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث.

وإليك ما قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص123) قال رحمه الله: وسألت أبي عن حديث؛ رواه روح بن عبادة، عن حماد، عن محمد بن عمرو به.

قلت لأبي: وروى روح أيضاً عن حماد، عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مثله، وذكر الزيادة المتقدمة فيه.

قال أبي: هذان الحديثان ليسا بصحيحين، أما حديث عمار فعن أبي هريرة موقوف، وعمار ثقة، والحديث الآخر ليس بصحيح. وذكره أيضاً (ص256)

469- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص4393) : حدثنا أَحْمَدُ بنُ حَنبَلٍ أخبرنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ عن مُحمَّدِ بنِ عَمْرٍو عن أبي سَلَمَةَ عن أَبي هُرَيْرَةَ، قالَ قالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "أكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إيْمَاناً أحْسَنُهُمْ خُلُقاً".

ورواه الترمذي (1162) ثم قال: حديث أبي هريرة هذا حديث حسن صحيحٌ.

(1/437)

الحديث ظاهره الحسن، ولكن ابن أبي حاتم رحمه الله يقول في "العلل" (ج2ص266) : وسألت أبي عن حديث؛ رواه محمد بن إسحاق، عن الحارث بن عبد الرحيم بن أبي ذباب، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً) . ورواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. قال أبي: حديث الحارث أشبه، ومحمد بن عمرو لزم الطريق. اهـ

470- قال الإمام أحمد رحمه الله في "المسند" (ج4ص305) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحَزْوَرَةِ فَقَالَ عَلِمْتُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ الْأَرْضِ إِلَى اللَّهِ وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ) .

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَالْحَزْوَرَةُ عِنْدَ بَابِ الْحَنَّاطِينَ

وقال رحمه الله: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا رَبَاحٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكره.

قالت: هذا الحديث ظاهر إسناده في غاية من الصحة، ولكن معمراً قد خالف أوثق الناس في الزهري، وهم: شعيب عند أحمد-المصدر المذكور- والحاكم (ج3ص431) ، وعقيل ويونس الايليان، الأول عند الترمذي رقم (3925) والنسائي في"الكبرى"رقم (4252) وابن ماجه رقم (3108) والدارمي رقم (2510) والحاكم (ص7) من الجزء المذكور، والثاني في كلام الترمذي عقب الحديث المذكور رقمه وصالح بن كيسان عند احمد والنسائي رقم (4253) ، فرووه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي ابن حمراء به مرفوعا، وهو في مسند ابن حمراء هذا من"الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" فرواية معمر تعتبر شاذة. والله اعلم.

فائدة: أشار الترمذي عقب الحديث بان محمد بن عمرو خالف الزهري فرواه عن

(1/438)

أبي سلمة، عن أبي هريرة ثم قال: وحديث الزهري عندي اصح. اهـ ملخصاً

قلت: وحديث محمد بن عمرو-وهو ابن علقمة- أخرجه الطحاوي (ج3ص328) كما في "شرح المعاني"فالحكم على روايته كالحكم على رواية معمر. والله اعلم. اهـ

أفادنا بهذا الأخ أحمد بن سعيد

471 - قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج6ص594) : حَدَّثنا محمودُ بنُ غَيْلاَنَ، حدثنا الفَضْلُ بنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، وعنْ أَبي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ،: قَالَ رَسُولُ الله: "أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ الَّلذَّاتِ" يَعْنِي المَوْت.

أخرجه النسائي (ج1ص258) والترمذي (ج2ص50) وابن ماجه، والحاكم وغيرهم من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً به.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وسكت الذهبي. وقال الترمذي: حديث حسن غريب.

والحديث أعله الدارقطني بالإرسال فقال: يرويه محمد بن عمرو، واختلف عنه؛ فرواه الفضل بن موسى، وعبد العزيز بن مسلم، ومحمد بن إبراهيم بن عثمان، والد أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، والعلاء بن محمد بن سيار، وسليم بن أخضر، وحماد بن سلمة. من رواية محمد بن الحسن الكوفي الأسدي التل، ويعلى بن عباد عنه، وعبد الرحمن بن قيس الزعفراني، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

ورواه أبو أسامة، وغيره، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة مرسلاً. والصحيح المرسل. اهـ "العلل" (ج8ص39)

قال أبو داود رحمه الله في "مسائل الإمام أحمد بن حنبل " (ص303) سمعت أحمد ينكر حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (أكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت) قال: هذا من قبل محمد بن عمرو يعني توصيله. اهـ

(1/439)

472-قال الإمام الدارقطني رحمه الله (ج3ص102) : نا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل نا يعقوب بن إبراهيم نا عبد العزيز بن محمد الدراوردي أخبرني يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أتى بسارق سرق شملة فقالوا يا رسول الله إن هذا قد سرق فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ اذهبوا به فاقطعوه ثم احسموه ثم أئتوني به فقطع فأتي به فقال تب إلى الله فقال قد تبت إلى الله قال تاب الله عليك)

ورواه الطحاوي في"شرح المعاني" (ج3ص168) فقال: حدثنا احمد بن داود، قال: ثنا سعيد بن عون مولى بني هاشم، قال: ثنا الدراوردي به.

ورواه الحاكم (ج4ص381) فقال: حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، ثنا الفضل بن محمد الشعراني، ثنا إبراهيم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن محمد به.

ورواه البيهقي (ج8ص275-276) فقال: اخبر نا ابو بكر بن الحارث الفقيه الاصبهاني، أنبأ أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن العباس، ثنا يعقوب الدورقي، ثنا الدراوردي به.

إذا نظرت إلى هذا الحديث وجدت أن ظاهره الحسن من أجل الدراوردي، وبقية رجاله ثقات أئمة، لكنه معل بالإرسال فقد رواه أبو داود في"المراسيل"ص (204) رقم (244) وعبد الرزاق في "المصنف" (ج10ص335) والدارقطني (ج3ص168) كلهم من طريق سفيان وهو الثوري.

ورواه عبد الرزاق والطحاوي من طريق ابن جريج.

ورواه ابن أبي شيبة في"المصنف"رقم (28568) من طريق ابن عيينة.

ورواه ابوعبيدفي"غريب الحديث" (ج2ص95) من طريق إسماعيل بن جعفر.

ورواه الطحاوي من طريق محمد بن إسحاق، وعبد العزيز بن أبي حازم- قاله

(1/440)

البيهقي في المعروفة كما سيأتي-ستتهم عن يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان به مرسلاً ليس فيه أبو هريرة.

قال الحافظ في"التلخيص" (ج4ص66) ورجح ابن خزيمه وابن المديني وغير واحد إرساله. اهـ المراد

وقال البيهقي في"المعروفة" (12ص420) وأرسله أيضاً سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد بن خصيفة وهو المحفوظ. اهـ

أفادنا بهذا احمد بن سعيد

(1/441)

مسند أبي واقد الليثي رضي الله عنه

473- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص218) : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ (1) مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا بِأَرْضٍ تُصِيبُنَا بِهَا الْمَخْمَصَةُ فَمَتَى تَحِلُّ لَنَا الْمَيْتَةُ قَالَ إِذَا لَمْ تَصْطَبِحُوا وَلَمْ تَغْتَبِقُوا وَلَمْ تَحْتَفِئُوا فَشَأْنُكُمْ بِهَا

هذا حديث رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع ففي"تهذيب التهذيب"في ترجمة حسان بن عطية: وأرسل عن أبي واقد الليثى.

_________

(1) في الأصل: ثنا الوليد ثنا مسلم , والصواب ما أثبتناه.

(1/442)

مسند عم جارية بن قدامة

474- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4ص34) : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جَارِيَةَ بْنِ قُدَامَةَ قَالَ وَحَدَّثَنِي عَمٌّ لِي أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي وَأَقْلِلْ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ... أي: حديث: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لِي قَوْلًا يَنْفَعُنِي وَأَقْلِلْ عَلَيَّ لَعَلِّي أَعِيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لَا تَغْضَبْ فَأَعَادَ عَلَيْهِ مِرَارًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَا تَغْضَبْ) .

هذا الحديث ظاهره الصحة، ولكن جعله من مسند عم جارية معل، والصواب أنه من مسند عم الأحنف بن قيس واسمه جارية بن قدامة، وقد رواه على الصواب الإمام احمد (ج5ص34) من طريق ابن نمير، ويحيى بن سعيد، كلاهما عن هشام به.

قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة جارية: وفيه اختلاف على هشام رواه أكثر اصحابة عنه كما تقدم وصححه بن حبان من طريقه ورواه أبو معاوية ويحيى بن أبي زكريا الغساني وسعيد بن يحيى اللخمي عنم هشام فزاد فيه عن جارية عن عمه ورواه بن أبي شيبة عن عبدة بن سليمان عن هشام على عكس ذلك قال عن الأحنف عن عم له عن جارية.

ووقع في رواية لأبي يعلى عن جارية بن قدامة عن عم أبيه فذكر الحديث والأول أولي فقد رواه الطبراني من طريق بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة ومن طريق محمد

(1/443)

بن كريب عن أبيه شهدت الأحنف يحدث عن عمه جارية وعمه جارية بن قدامة وهو عند بن عباس أنه قال يا رسول الله قل لي قولا ينفعني واقلل ... الحديث.

(1/444)

4444444444444444.

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

أحاديث معلة ظاهرها الصحة

النساء

مسند أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما

475- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص348) : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ مَنْ كَانَ مِنْكُنَّ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا تَرْفَعْ رَأْسَهَا حَتَّى يَرْفَعَ الْإِمَامُ رَأْسَهُ مِنْ ضِيقِ ثِيَابِ الرِّجَالِ) .

هذا حديث رجاله رجال الصحيح، وظاهره الصحة واليك ما قاله الحافظ المزي في"تحفة الأشراف" في ترجمة مولى لأسماء بنت أبي بكر عن مولاته أسماء قال رحمه الله: وقد وهم سريج في موضعين منه احدهما قوله: عن عروة، فانه ليس من حديث الزهري ولا من حديث عروة، والمحفوظ حديث معمر (يعني عن عبد الله بن مسلم اخي الزهري، عن مولى لأسماء، عن أسماء) وقد عزاه الحافظ المزي في"التحفة" لابي داود وهو في "المسند" (ج6ص348) قبل هذا الحديث الذي نقلناه، ثم قال الحافظ المزي رحمه الله: وكان ابن عيينة يرويه عن أخي الزهري وربما شك ابن عيينة فيه، فقال: عن الزهري، أو عن أخيه، عن رجل لم يسمه، عن أسماء، حكاه عبد الغني بن سعيد عن الدارقطني، وقيل فيه عن مولاة لأسماء عن أسماء. اهـ

(1/445)

مسند أسماء بنت عميس رضي الله عنها

476- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص127) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ وَاللَّفْظُ لَهُ عَنْ ابْنِ الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَنَّهَا وَلَدَتْ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بِالْبَيْدَاءِ فَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مُرْهَا فَلْتَغْتَسِلْ ثُمَّ لِتُهِلَّ) .

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم ثقات، ولكن في حاشية"جامع التحصيل"بعد إشارته إلى هذا الحديث أن صاحب"الإلمام"قال: وهذا منقطع عندهم. زاد: القاسم بن محمد لم يلق أسماء. اهـ المراد منه.

وإما ما ذكر عن أبي محمد انه لا ينكر سماعه منها فهذا بالظن والتخمين، ولا يكفي في تصحيح الحديث، ومما يؤيد ما قاله صاحب"الإلمام"أن القاسم ليس له في الأمهات الست عن أسماء بنت عميس إلا هذا الحديث كما في "تحفة الأشراف".

(1/446)

مسند بريرة رضي الله عنها

477- قال الإمام أحمد بن عمرو بن أبي عاصم رحمه الله في "الآحاد والمثاني" (ج6ص205) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عروة، عَنْ بَرِيرَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ فِي ثَلاثٍ مِنَ السُّنَّةِ: تُصُدِّقَ عَلَيَّ بِلَحْمٍ، فَأَهْدَيْتُهُ لِعَائِشَةَ، فَأَبْقَتْهُ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا هَذَا اللَّحْمُ؟ فَقَالَتْ: لَحْمٌ تُصُدِّقَ عَلَى بَرِيرَةَ، فَأَهْدَتْهُ لَنَا، فَقَالَ: هُوَ عَلَى بَرِيرَةَ صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ قَالَتْ: وَكَاتَبْتُ عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنْ شَاءُوا أَهْلُكِ، عَدَدْتُ لَهُمْ ثَمَنَكِ عَدَّةً وَاحِدَةً؟ فَقَالَتْ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: لا إِلا أَنْ تَشْتَرِطِي لَهُمُ الْوَلاءَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اشْتَرِيهَا وَاشْتَرِطِي، فَإِنَّ الْوَلاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ قَالَتْ: وَأَعْتَقتْنِي وَكَانَ لِي الْخِيَارُ) .

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وقد اخرجه النسائي في "الكبرى" (ج3ص195) ولكن في "تحفة الأشراف" أن النسائي قال: حديث يزيد بن رومان خطأ، قال الحافظ المزي: يعني الصواب حديث الزهري وغيره عن عروة عن عائشة. اهـ يعني فالحديث من مسند عائشة لا من مسند بريرة.

وهذا الكلام الذي نقلة الحافظ المزي عن النسائي قد سقط من النسخة المطبوعة.

(1/447)

مسند أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها

478- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص325) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه معل، قال الحافظ المزي في"تحفة الأشراف"بعد عزوه إلى النسائي في"الكبرى": وقال-أي النسائي-: هذا خطأ لا اعلم أحداً تابع شعبة على أم حبيبة، يعني أن الصواب حديث شتير بن شكل عن حفصة وقد مضى، ثم ذكر في ترجمة شتير بن شكل أبا معاوية عن الأعمش عن مسلم وجرير بن عبد الحميد عند مسلم والنسائي في"الكبرى"، وأبا عوانة عن منصور عند مسلم وسفيان الثوري عن الأعمش ومنصور عند النسائي في"الكبرى"كلا هم أي الأعمش ومنصور عن أبي الضحى مسلم بن صبيح عن شتير بن شكل عن حفصة رضي الله عنها فذكرته. اهـ

479-قال ابن ابي عاصم رحمه الله في "السنة" (2/170) بتحقيق باسم: ثنا دحيم، ثنا أبو اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن أم حبيبة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: " أريت ما تلقى أمتي من بعدي، وسفك بعضهم دماء بعض، فأحزنني وشق ذلك علي، وسبق كما سبق ذلك في الأمم قبلها، فسألت الله تعالى أن يوليني شفاعتهم فيهم يوم القيامة، ففعل "

(1/448)

هذا الحديث سنده ظاهره الصحة، ولكن الذهبي رحمه الله في"السير" (ج10ص322) في ترجمة أبي اليمان قال: قال أبو زرعة الدمشقي: سالت احمد بن حنبل عن حديث الزهري، عن انس، عن أم حبيبة فقال: ليس هذا من حديث الزهري، هذا من حديث أبي حسين. فسألت احمد بن صالح عنه فقال: ليس له أصل عن الزهري وأنكره.

إلى أن قال رحمه الله: وقال مكحول البيروني عن جعفر بن محمد أبان الحراني: سالت يحي بن معين عن حديث أبي اليمان-يعني المذكور-فقال: لنا سالت أبا اليمان فقال: الحديث حديث الزهري فمن كتبه عني فقد أصاب، ومن كتبه عني من حديث ابن أبي حسين فهو خطأ، إنما كتب في آخر حديث ابن أبي حسين فغلطت فحدثت به من حديث ابن أبي حسين، وهو صحيح من حديث الزهري.

وروى ابن صاعد عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري قال لنا أبو اليمان: الحديث الزهري والذي حدثتكم عن ابن أبي حسين غلطت فيه بورقة قالبتها.

قال الذهبي رحمه الله قلت: تعين أن الحديث وهم فيه أبو اليمان وصمم على الوهم لان الكبار حكموا بان الحديث ليس عند الزهري، والله اعلم.

(1/449)

مسند زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها

480- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج1ص458) : حدثنا عَبْدُ الله بنُ عَمْرٍو بنِ أبي الحَجَّاجِ أبُو مَعْمَرٍ أخبرنا عَبْدُ الوَارِثِ عن الْحُسَيْنِ عن يَحْيَى بنِ أبي كَثِيرٍ عن أبي سَلَمَةَ، قال "حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنتُ أبي سَلَمَةَ أنَّ امْرَأةً كَانتْ تُهْرَاقُ الدَّمَ وكَانتْ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ أنَّ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أمَرَهَا أنْ تَغْتَسِلَ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ وَتُصَلِّي".

الحديث ظاهره الصحة. ولكن ابن أبي حاتم رحمه الله يقول في"العلل" (ج1ص50) أن أبا هـ يقول: انه مرسل. ويقول الحافظ في "النكت الظراف" (ج11ص325) ": قال ابن أبي حاتم في"العلل": سالت أبي عنه فلم يثبته. اهـ

قال الحافظ: وقد خالفه هشام الدستوائي ومعمر وغيرهما، فقالوا: عن يحي بن ابي كثير، عن ابي ام حبيبة انها استحيضت. اهـ

(1/450)

مسند سهلة بنت سهيل زوج أبي حذيفة رضي الله عنهم

481- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص356) : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلَةَ امْرَأَةِ أَبِي حُذَيْفَةَ أَنَّهَا قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَدْخُلُ عَلَيَّ وَهُوَ ذُو لِحْيَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَرْضِعِيهِ فَقَالَتْ كَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ ذُو لِحْيَةٍ فَأَرْضَعَتْهُ فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا) .

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح وهو معل، بأمرين:

الأول: أن الهيثمي في "مجمع الزوائد" (ج4ص261) رواه أحمد والطبراني في الثلاثة ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن الجميع رووه عن القاسم بن محمد عن سهلة فلا أدري سمع منها أم لا؟.

الثاني: أن سفيان بن عيينة رواه عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم عن عائشة عند أحمد (ج6ص39) ومسلم (ج2ص1096) ورواه ابن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة عند مسلم (ج2ص1096) فالظاهر أن حماد بن سلمة وهم فيه، والله أعلم.

وقد رواه عن عائشة أيضاً عروة بن الزبير كما عند أحمد (ج6ص201و228) وزينب بنت أبي سلمة عند أحمد (ج6ص174) وعند مسلم (ج2ص1077) .

(1/451)

مسند عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها

482- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص205) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ {الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا أَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أَهُوَ الرَّجُلُ يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ قَالَ لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّقُ وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُ) .

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع ففي"تهذيب التهذيب"في ترجمة عبد الرحمن بن سعيد: روى عن عائشة ولم يدركها.

483- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص136) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ جَاءَتْ فَتَاةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي زَوَّجَنِي ابْنَ أَخِيهِ يَرْفَعُ بِي خَسِيسَتَهُ فَجَعَلَ الْأَمْرَ إِلَيْهَا قَالَتْ فَإِنِّي قَدْ أَجَزْتُ مَا صَنَعَ أَبِي وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ تَعْلَمَ النِّسَاءُ أَنْ لَيْسَ لِلْآبَاءِ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ) .

(1/452)

الحديث رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع ففي"تهذيب التهذيب"في ترجمة عبد الله بن بريدة: وقال الدارقطني في كتاب النكاح من "السنن": لم يسمع من عائشة.

484- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص257) : حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَا يَضُرُّ امْرَأَةً نَزَلَتْ بَيْنَ بَيْتَيْنِ مِنْ الْأَنْصَارِ أَوْ نَزَلَتْ بَيْنَ أَبَوَيْهَا) .

الحديث رجاله رجال الصحيح،، ولكنه معل قال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص354) : سألت أبي فذكر الحديث. ثم قال أبوه ورواه يحيى بن معين عن السكن بن إسماعيل الأصم عن هشام بن حسان عن هشام بن عروة، عن يحيى بن سعيد عن عائشة قالت ما ضر امرأة كانت بين حيين من الأنصار أن لا تكون بين أبويها.

قال أبي: هذا الحديث أفسد حديث روح بن عبادة وبين علته وهذا الصحيح ولا يحتمل أن يكون، عن أبيه عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فيروى عن يحيى بن سعيد عن عائشة أشبه ولو كان، عن أبيه كان أسهل عليه حفظاً. اهـ

قلت: وفي الموقوف علة أيضاً وهي الإنقطاع ففي "تهذيب التهذيب" في ترجمة يحيى بن سعيد قال ابن المديني في "العلل": لا أعلمه سمع من صحابي غير أنس. اهـ

485-قال الإمام أبو يعلى (ج8ص245) : حدثنا محمد بن عبد حدثنا ابن أبي فديك ن عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة: عن عائشة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أمر بابن زرارة أن يكوى.

الحديث رجاله رحال الصحيح، ولكن الحافظ في"الإصابة"بعد أن بين الاختلاف في على الزهري قال: إن هذه الرواية شاذة، وان المحفوظ ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل. اهـ

وهو مرسل كما ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص261) .

(1/453)

486- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص217) : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ لِابْنِ أَبِي السَّائِبِ قَاصِّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ (1) ثَلَاثًا لَتُبَايِعَنِّي عَلَيْهِنَّ أَوْ لَأُنَاجِزَنَّكَ فَقَالَ مَا هُنَّ بَلْ أَنَا أُبَايِعُكِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ اجْتَنِبْ السَّجْعَ مِنْ الدُّعَاءِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ كَانُوا لَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ) .

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً فَقَالَتْ إِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ وَهُمْ لَا يَفْعَلُونَ ذَاكَ وَقُصَّ عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً فَإِنْ أَبَيْتَ فَثِنْتَيْنِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَثَلَاثًا فَلَا تَمَلُّ النَّاسُ هَذَا الْكِتَابَ وَلَا أَلْقَيَنَّكَ تَأْتِي الْقَوْمَ وَهُمْ فِي حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِهِمْ فَتَقْطَعُ عَلَيْهِمْ حَدِيثَهُمْ وَلَكِنْ اتْرُكْهُمْ فَإِذَا جَرَّءُوكَ عَلَيْهِ وَأَمَرُوكَ بِهِ فَحَدِّثْهُمْ) .

الحديث أخرج المرفوع منه ابن أبي شيبة (ج10ص199) فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَن دَاوُد، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قالَتْ عَائِشَةُ لابْنِ أَبِي السَّائِبِ قَاصِّ أَهْلِ مَكَّةَ اجْتَنِبَ السَّجْعَ فِي الدُّعَاءِ فَإِنِّي عَهِدْت رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ، وَهُمْ لاَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولمن في "جامع التحصيل" أن الشعبي أرسل عن عائشة، وقد عرفت الواسطة هنا بين الشعبي وعائشة وهو مسروق بن الأجدع الوادعي كما عند الطبراني في الدعاء (ج2ص809) ورجاله كلهم معروفون إلا شيخ الطبراني محمد بن إبراهيم بن بكير فلم أجد له ترجمة إلا في "الميزان" قال الذهبي: ما علمت به بأساً. اهـ

وهذا لا يكفي في قبول حديثه سيما وبين الإمام الذهبي وبينه مفاوز تنقطع دونها أعناق المطي.

_________

(1) هكذا هنا وسيأتي عند ابن أبي شيبة: قاض أهل مكة

(1/454)

487- قال الإمام الحاكم رحمه الله في "المستدرك" (ج1ص184) : أخبرنا أبو بكر إسماعيل بن محمد الفقيه بالري ثنا محمد بن الفرج الأزرق ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: إذا أحدث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنفه ثم لينصرف

تابعه عمر بن علي المقدمي ومحمد بن بشر العبدي وغيرهما عن هشام بن عروة, وهو صحيح على شرطهما ولم يخرجاه.

وحدثناه إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثنا نعيم بن حماد ثنا الفضل بن موسى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: إذا أحدث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنفه ولينصرف وليتوضأ

سمعت علي بن عمر الدرقطني الحافظ يقول: سمعت أبا بكر الشافعي الصيرفي يقول: كل من أفتى من أئمة المسلمين من الحيل إنما أخذه من هذا الحديث.

هذا الحديث إذا نظرت إليه حكمت عليه بالصحة، ولكن الترمذي يقول في "العلل" (ج1ص306) : هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أصح من حديث الفضل بن موسى. اهـ

وقال أبو داود (ج3ص463) قال أبو داود رواه حماد بن سلمة وأبو أسامة عن هشام عن أبيه عن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ " إذا دخل والإمام يخطب ". لم يذكرا عائشة رضى الله عنها. اهـ

وقد ذكر البيهقي (ج2ص254) من وصله ومن أرسله والذي يظهر لي أن

(1/455)

الإرسال أصح لأن الذين أرسلوه وهم: الثوري وشعبة وزائدة وابن المبارك وشعيب بن إسحاق وعبدة (1) بن سليمان. اهـ من البيهثي.

يضاف إلى هؤلاء حماد بن سلمة وحماد بن أسامة أبو أسامة كما تقدم.

488- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص199) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ فَعَلْتُهُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَاغْتَسَلْنَا) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا علي بن محمد الطنافسي وهو مقرون وهو ثقة أيضاً.

ولكن قال الحافظ في "النكت الظراف" (ج12ص272) قلت: قال الترمذي في "العلل": سألت محمداً عنه؟ فقال هذا حديث خطأ إنما يرويه الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم مرسلاً. وقد قال أبو الزناد سألت القاسم بن محمد سمعت في هذا الباب شيئاً؟ فقال: لا.

وقد تعقب ابن القطان هذا الكلام فقال: السند إلى الأوزاعي صحيح وقد صرح بسماعه في رواية الوليد بن مزيد عنه فيحمل قول أبي الزناد على معنى يليق به، ثم ذكر ابن القطان كلاماً متعسفاً لا يرتضيه محقق. اهـ

وذكر الحافظ في "تخليص الحبير" (ج1ص112) نحوه.

وذكره الدارقطني في "السنن" (ج1ص111و121) ثم قال: رفعه الوليد بن مسلم والوليد بن مزيد ورواه بشر بن بكر وأبو المغيرة وعمرو بن أبي سلمة ومحمد بن كثير

_________

(1) في البيهقي عبيدة, والصواب ما أثبتناه.

(1/456)

ومحمد بن مصعب وغيرهم موقوفاً. اهـ

هذا والحديث صحيح عن عائشة من طريق أخرى رواه مسلم وغيره.

489- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص143) : حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ بُدَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ طَعَامًا فِي سِتَّةِ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ لَكَفَاكُمْ فَإِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلْيَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع في موضعين:

الأول: هشام هو بن عبد الله الدستوائي يروي الحديث عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن عبيد الله بن عمير كما في "سنن أبي داود" (ج10ص240) وابن ماجه (ج2ص1086) .

والثاني: عبد الله بن عبيد الله بن عمير يرويه عن أم كلثوم عن عائشة كما في "سنن أبي داود" (ج10ص240) .

قال البوصيري في"مصباح الزجاجة" وكذا الحافظ في "تهذيب التهذيب": قال ابن حزم في "المحلى": لم يسمع عبد الله بن عبيد الله بن عمير من عائشة. اهـ

وأم كلثوم التي يرويه عنها كما في "سنن أبي داود" ذكرها افمام الذهبي رحمه الله في "الميزان" في عداد النساء المجهولات وقال: تفرد عنها عبد الله بن عبيد الله بن عمير في التسمية على الأكل.

490- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1250) : حَدَّثَنَا

(1/457)

هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ أَبُو مَرْوَانَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا هشام بن خالد الأزرق، وقد قال أبو حاتم: إنه صدوق كما في "تهذيب التهذيب". وقال البوصيري في "الزوائد" هذا إسناد صحيح. اهـ

ولكن الحديث من رواية الوليد بن مسلم وهو شامي ورواية الشاميين عن زهير بن محمد ضعيفة، فعلى فالحديث ضعيف بهذا السند.

491- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجة رحمه الله (ج2ص634) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَا حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ فَيَعْدِلُ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ هَذَا فِعْلِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ) .

هذا الحديث بهذا السند إذا نظرت إلى سنده وجدته صحيحا على شرط مسلم ولكن الإمام النسائي رحمه الله يقول بعد إخراجه: أرسله حماد بن زيد. اهـ

يقول الإمام الترمذي رحمه الله (ج4ص294) : ورواه حماد بن زيد وغير واحد من الحفاظ عن أيوب عن أبي قلابة مرسلاً أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كان يقسم، وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة.

492- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص43) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ,

(1/458)

قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يُجْنِبُ ثُمَّ يَنَامُ وَلَا يَمَسُّ مَاءً حَتَّى يَقُومَ بَعْدَ ذَلِكَ فَيَغْتَسِلَ) .

هذا الحديث اذا نظرت اليه وجدت رجاله رجال الصحيح ولكن الإمام الترمذي رحمه الله بعد ان ذكره من طريق أبي بكر بن عياش ومن طريق سفيان الثوري عن أبي إسحاق يقول: وقد روي إسحاق هذا الحديث شعبة والثوري وغير واحد ويرون ان هذا غلط من أبي إسحاق.

ويقول أبو داود: حدثنا الحسن بن علي الواسطي، قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: هذا الحديث وهم يعني حديث أبي إسحاق.

ويقول ابن ماجه بعد ذكره هذا الحديث: قال سفيان: فذكرت الحديث يوما فقال لي إسماعيل: يا فتى يشد هذا الحديث بشيء.

يقصد هؤلاء المحدثون رحمهم الله أن المعروف عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ من حديث عائشة وابن عمر أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ من قوله وفعله الوضوء لمن أراد أن ينام، وهذا على الاستحباب كما في "الفتح" والله اعلم.

493- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج9ص495) : حدثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ، حدثنا جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ عَن كَهْمَسِ بنِ الْحَسَنِ عَن عَبْدِ الله بنِ بُرَيْدَةَ عَن عَائِشَةَ، قالَتْ: "قُلْتُ يا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أيّ لَيْلَةٍ لَيْلَةٍ القَدْرِ مَا أقُولُ فِيهَا؟ قالَ: قُولِي اللهُمَّ إِنّكَ عَفُوٌّ تُحِبُ العَفْوَ فاعْفُ عَنِّي"

قال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.

(1/459)

كذا قال الترمذي رحمه الله وظاهره أنه حسن بهذا الإسناد، ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة عبد الله بن بريدة وقال الدارقطني في كتاب النكاح من "السنن": لم يسمع من عائشة. وقد رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة" ص (500) من حديث سليمان بن بريدة عن عائشة وما أظن سليمان سمع من عائشة فإني لم أجد له في "تحفة الأشراف" إلا هذا ولم يصرح بالتحديث، ثم إنه قد اختلف فيه على سفيان كما في "عمل اليوم والليلة" للنسائي ويكفي للحديث أنه لا يعلم سماع سليمان من عائشة وقد جاء الحديث موقوفاً على عائشة وفيه عبد الله بن جبير وكان شريك مسروق على السلسلة مسروق والراوي لهذا الأثر لم أجد له ترجمة.

494- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص168) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ بَعْضَ نِسَائِهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ قُلْتُ مَا هِيَ إِلَّا أَنْتِ فَضَحِكَتْ

هذا الحديث إذا نظرت إليه وجدت رجاله رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله تعالى يقول (ج1ص284) : وإنما ترك أصحابنا حديث عائشة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ في هذا لأنه لا يصح عند هم لحمال الإسناد.

قال: سمعت أبا بكر العطار البصري يذكر عن علي بن المديني قال: ضعف يحي بن سعيد القطان هذا الحديث جدا. وقال: شبه لاشيء.

قال: سمعت محمد بن إسماعيل يضعف هذا الحديث وقال: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة. وقد روى عن إبراهيم التيمي سماعاً من عائشة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قبلها ولم يتوضأ. ولا يصح أيضاً ولا نعرف لإبراهيم التيمي سماعا من عائشة.

وليس يصح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ في هذا الباب شيء. اهـ

(1/460)

وذكره أبو داود (ج1ص304) وذكر نحو هذا، وذكر عن الأعمش قال: حدثنا أصحابنا عن عروة المزني عن عائشة بهذا الحديث فهذا يدل على انه غير عروة بن الزبير.

قال الحافظ في"تهذيب التهذيب": وعروة المزني شيخ لا يدرى من هو؟ ولم أره في شيء من كتب الرجال إلا هكذا يعللون به هذه الأحاديث ولا يعرفون من حاله بشيء. اهـ

495- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص263) : حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ فَعُرِضَ لَنَا طَعَامٌ اشْتَهَيْنَاهُ فَأَكَلْنَا مِنْهُ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَبَدَرَتْنِي إِلَيْهِ حَفْصَةُ وَكَانَتْ بِنْتَ أَبِيهَا قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا صَائِمَتَيْنِ الْيَوْمَ فَعُرِضَ لَنَا طَعَامٌ اشْتَهَيْنَاهُ فَأَكَلْنَا مِنْهُ فَقَالَ اقْضِيَا يَوْمًا آخَرَ) .

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بأنه حسن، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله بعد ذكر الحديث يقول (ج3ص433) : وروى صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة هذا الحديث عن الزهري عن عروة عن عائشة مثل هذا ورواه مالك بن أنس ومعمر وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاط عن الزهري عن عائشة مرسلاً ولم يذكروا فيه عن عروة وهذا أصح لأنه روي عن ابن جريج قال سألت الزهري قلت له أحدثك عروة عن عائشة قال لم أسمع من عروة في هذا شيء ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث حدثنا بذلك علي بن عيسى بن يزيد البغدادي حدثنا روح بن عبادة عن ابن جريج فذكر الحديث. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: وقد نقل الحافظ ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (ج2

(1/461)

ص635) عن أئمة الحديث تضعيف جعفر بن برقان في الزهري نقل ذلك عن أحمد ويحيى وابن نمير ومسلم والعقيلي.

قلت وكذا صالح بن أبي الأخضر مضعف في الزهري.

496-قال الإمام أبو حاتم بن حبان رحمه الله كما في "الموارد"ص (586) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَضَوَّرَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) .

وأخرجه الحاكم (ج1ص165)

ظاهر سند هذا الحديث انه صحيح، ولكن ابن أبي حاتم قال في"العلل" (ج1ص74) و (ج2ص165) سالت أبي وأبا زرعة وذكر الحديث فقالا: هذا خطأ إنما هو هشام بن عروة عن أبيه انه كان يقول نفسه هكذا رواه جرير.

وقال أبو زرعة: حدثنا يوسف بن عدي بهذا الحديث وهو منكر.

497- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص31) : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ أَنْبَأَنَا مُغِيرَةُ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَرَاثَ الْخَبَرَ تَمَثَّلَ فِيهِ بِبَيْتِ طَرَفَةَ وَيَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ) .

ثم أعاده الإمام أحمد رحمه الله ص (146)

الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكن في"جامع التحصيل"في ترجمة الشعبي:

_________

(1) في "الموارد": بشار, والصواب ما أثبتناه. وترجمة أحمد بن يسار في "تهذيب التهذيب" و "الجرح والتعديل"قال النسائي: ثقة. وقال في موضع آخر: لا بأس به.

(1/462)

وأرسل عن عمر وطلحة بن عبيد الله وابن مسعود وعائشة-وفيه-: قال ابن المديني: ما روى الشعبي عن عائشة مرسل.

498- قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج1ص358) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا عمرو بن يونس بن القاسم اليمامي ثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت عائشة أم المؤمنين كيف كانت صلاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ على الميت؟ قالت: كان يقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا وذكرنا وأنثانا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان) .

ذكره الحاكم شاهدا لحديث قبله وقال: انه صحيح على شرط مسلم. كذا قال: وفيه محمد بن سنان القزاز، وقد كذبه أبو داود وليس من رجال مسلم بل ليس من رجال أصحاب الأمهات الست، لكنه متابع.

قال الإمام النسائي رحمه الله في "عمل اليوم والليلة"ص (583) : اخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري، عن عمر بن يونس، قال: حدثنا عكرمة بن عمار به.

ولكن أعله الترمذي رحمه الله (ج4ص106) بأنه قد رواه الأوزاعي عن يحي بن أبي كثير، قال: حدثني أبو إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، ثم رواه يحي بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ثم قال الترمذي رحمه الله: وروى عكرمة بن عمار عن يحي بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

وحديث عكرمة بن عمار غير محفوظ، وعكرمة ربما يهم في حديث يحيى. اهـ

499- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص686) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ أَبُو طَاهِرٍ, حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَنْبَأَنَا يُونُسُ,

(1/463)

عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله يقول (ج5ص121) بعد ذكره: هذا حديث لا يصح لأن الزهري لم يسمع هذا الحديث من أبي سلمة قال سمعت محمدا يقول روى غير واحد منهم موسى بن عتبة وابن أبي عتيق عن الزهري عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن ابي سلمة عن عائشة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال محمد والحديث هو هذاز

حدثنا أبو إسماعيلَ واسمه محمدُ بن إسماعيلَ بن يوسفَ الترمذي حدثنا أيوبَ بن سليمانَ بن بلالٍ حدثنا أبو بكرِ بن أبي أُوَيْسٍ عن سُلَيْمَانَ بنِ بلالٍ عن موسى بن عُقْبَةَ وعبدِ الله بن أبي عَتيقٍ عن الزهريِّ عن سُليمانَ بن أرقمَ عن يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي سَلَمَةَ عن عائشةَ أن النبي قال: "لا نَذْرَ في مَعصيةِ الله، وكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ"

قال هذا حديثٌ غريبٌ وهو أصَحُّ مِن حديثِ أبي صَفْوَانَ عن يونسَ.

500- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص38) : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ كَانَ أَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ الْحُلْوَ الْبَارِدَ.

أنت إذا نظرت إلى سند الحديث وجدتهم رجال الصحيح، بل ثقات أثباتً، ولكن الإمام الترمذي يقول بعد أن ذكر الحديث (ج6ص19) من حديث ابن أبي عمر عن سفيان به: هكذا روَاهُ غَيرُ واحِدٍ عن ابنِ عُيَيْنَةَ مِثْلَ هذا عن مَعْمَرٍ عن الزُّهْرِيِّ عن عُرْوَةَ عن عائِشةَ.

والصحيحُ ما رَوَى الزُهْرِيُّ عن النبيِّ مُرْسَلاً. حدَّثنا أحمدُ بن محمدٍ، حدثنا

(1/464)

عبدُ الله بنُ المُبَارَكِ، حدثنا مَعْمَرٌ ويُونُسُ عن الزّهْرِيِّ: "أنَّ النَّبِيَّ سُئِلَ: أَيُّ الشَّرَابِ أَطْيَبُ؟ قال: الحُلْوُ الْبَارِدُ"

وهكذا رَوَى عبدُ الرَّزَّاقِ عن مَعْمَرٍ عن الزُّهريِّ عن النبيِّ مُرْسَلاً. وهذا أصَحُّ من حديثِ ابنِ عُيَيْنَةَ. اهـ

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص36) عن أبي زرعة نحو ذلك.

501-قال حدثنا محمدُ بن بَشَّار حدثنا عبدُ الوهَّابِ الثقَفي حدثنا خالدٌ الحَذَّاء عن أبي العاليةِ عن عائشةَ قالت

، "كان رسولُ الله يقولُ في سجودِ القرآنِ بالليلِ: سجدَ وَجْهِي للذِي خَلَقَه وشَقَّ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ بحَوْلَهِ وقوتهِ"

قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

أخرجه النسائي (ج2ص222) .

الحديث إذا نظرت في رجاله قلت: على شرط الشيخين، ولكنه منقطع، خالد الحذاء لم يسمع من أبي العالية، أفادني بهذا الأخ /محمد بن عمرو المصري فرجعت إلى "تهذيب التهذيب" فوجدته كما يقول حفظه الله.

502- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص153) : حدثنا عُثْمانُ بنُ أبي شَيْبَةَ أخبرنا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ عن الأَعْمَشِ عن حَبِيبِ بنِ أبي ثَابِتٍ عن عَطَاءٍ عن عَائِشَةَ، قالَتْ: "سُرِقَتْ مِلْحَفَةٌ لَها فَجَعَلَتْ تَدْعُو عَلَى مَنْ سَرَقَهَا، فَجَعَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا تُسَبِّخِي عَنْهُ".

عطاء هو ابن رباح.

هذا حديث إذا نظرت إليه قلت: صحيح على شرط الشيخين، لكن سفيان الثوري قد رواه عن حبيب عن عطاء مرسلاً كما في "تحفة الأشراف".

(1/465)

والإمام العقيلي رحمه الله قد ذكره في ترجمة حبيب بن أبي ثابت، وقال: وله عن عطاء غير حديث لا يتابع عليه، وقال: إن يحي بن سعيد يقول: حبيب بن أبي ثابت عن عطاء ليست بمحفوظة، وذكر هذا الحافظ في "تهذيب التهذيب"مقرا له. وكذا الحافظ بن رجب ذكر هذا في "شرح علل الحديث الترمذي". (ج2ص228) .

503- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج2ص228) : حدثنا إِبراهِيمُ بنُ مَهْدِيِّ حدثنا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ عن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عن أَبيهِ عن عَائشةَ

، "أَنَّ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَمِعَ المُؤَذِّنَ يَتَشَهَّدُ، قال: وَأَنَا وَأَنَا".

إذا نظرت في هذا السند حكمت عليه بالصحة، وذلك لان رجاله ثقات، ولكن هذا الحديث مما أنكره الإمام أحمد وقال: إنما هو عن هشام عن أبيه مرسل. اهـ من "شرح علل الترمذي"للحافظ بن رجب (ج2ص583) .

504- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج10ص201) : حدثنا سَعِيدُ بنُ مَنْصُورٍ وَعَبْدُ الله بنُ مُحمَّدِ النُّفَيْلِيُّ وَقُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ قالُوا أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْني ابنَ مُحمَّدٍ عنْ هِشَامٍ عنْ أبِيهِ عن عَائِشَةَ،: "أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كانَ يُسْتَعْذَبُ لَهُ المَاءَ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا"

قالَ قُتَيْبَةُ: هِيَ عَيْنٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ المَدِينَةِ يَوْمَانِ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بالحسن، ولكن الحافظ ابن رجب يقول في"شرح علل الحديث الترمذي" (ج2ص586) : قال الأثرم: قال أبو عبد الله: الدراوردي-يعني عبد العزيز بن محمد-إذا حديث من حفظه فليس بشيء أو نحو هذا فقيل له في تصنيفه، قال: ليس الشأن في تصنيفه، إن كان في أصل كتابه وإلا فلا شيء، كان يحدث بأحاديث ليس لها أصل في كتابه. ثم ذكر أنهم يقولون: إن هذا الحديث ليس له أصل في كتابه. اهـ

(1/466)

505-قال محمد بن حبان البستي كما في "موارد الظمآن" ص (288) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ اللَّغْوِ فِي الْيَمِينِ، فَقَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هُوَ كَلاَمُ الرَّجُلِ: كَلاَّ وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ.

هذا السند إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم ثقات، ولكن أبا داود رحمه الله (ج9ص159) يقول: روى هذا الحديث داود بن أبي الفرات عن إبراهيم الصائغ موقوفاً على عائشة وكذلك رواه الزهري وعبد الملك بن أبي سليمان ومالك بن مغول كلهم عن عطاء عن عائشة موقوفاً.

ويقول الحافظ ابن القيم رحمه الله في كتابه"تهذيب السنن": الصواب في هذا انه قول عائشة، كذالك رواه الناس وهو في"صحيح البخاري"عن عائشة قولها.

ورواه ابن حبان في"صحيحه"عن عائشة مرفوعاً. اهـ

506-قال الإمام أبوبكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني في "المصنف" (ج4ص427) : عن الثوري عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن علي عن عائشة قالت أهدي لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وشيقة ظبي وهو محرم فلم يأكله.

-قال محمد بن حبان البستي كما في "موارد الظمآن" ص (288) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ اللَّغْوِ فِي الْيَمِينِ، فَقَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هُوَ كَلاَمُ الرَّجُلِ: كَلاَّ وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ.

هذا السند إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم ثقات، ولكن أبا داود رحمه الله (ج9ص159) يقول: روى هذا الحديث داود بن أبي الفرات عن إبراهيم الصائغ موقوفاً على عائشة وكذلك رواه الزهري وعبد الملك بن أبي سليمان ومالك بن مغول كلهم عن عطاء عن عائشة موقوفاً.

ويقول الحافظ ابن القيم رحمه الله في كتابه"تهذيب السنن": الصواب في هذا انه قول عائشة، كذالك رواه الناس وهو في"صحيح البخاري"عن عائشة قولها.

ورواه ابن حبان في"صحيحه"عن عائشة مرفوعاً. اهـ

506-قال الإمام أبوبكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني في "المصنف" (ج4ص427) : عن الثوري عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن علي عن عائشة قالت أهدي لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وشيقة (1) ظبي وهو محرم فلم يأكله.

إذا نظرت في هذا السند حكمت عليه بأنه صحيح على شرط الشيخين، لكن الإمام احمد يسال عنه فجعل ينكره إنكاراً شديداً وقال: هذا سماع مكة. كما في"شرح علل الحديث الترمذي" (ج2ص607) يريد الإمام احمد رحمه الله أن ما حديث به

_________

(1) في "النهاية": الوشيقة أن يؤخذ اللحم فيغلى قليلاً، ولا ينضج ويحمل في الأسفار، وقيل هي: القديد.

(1/467)

عبد الرزاق بمكة عن الثوري فانه يغلط فيه، وما حدث به باليمن يصيب فيه.

507-قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله (ج30ص50) : حدثنا سعيد بن يحيى الأموي، قال: ثنا أبي، عن هشام بن عروة مما عرضه عليه عروة، عن عائشة قالت: أنزلت (عَبَسَ وَتَوَلَّى) في ابن أمّ مكتوم قالت: أتى إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فجعل يقول: أرشدني، قالت: وعند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ من عظماء المشركين، قالت: فجعل النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يُعْرِض عنه، ويُقْبِل على الآخر ويقول: "أتَرَى بِما أقُولُهُ بأسًا؟ فيقول: لا ففي هذا أُنزلت: (عَبَسَ وَتَوَلَّى) .

هذا الحديث رواه الترمذي (ج9ص250) وقال: حديث حسن غريب.

وروى بعضهم هذا الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه قال: انزل (عَبَسَ وَتَوَلَّى) في ابن أم مكتوم. ولم يذكر فيه عن عائشة. اهـ

رواه الحاكم (ج2ص415) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فقد أرسله جماعة عن هشام بن عروة. اهـ

قال الحافظ الذهبي في "التلخيص": وهو الصواب.

508- قال الإمام أبو داود رحمه الله رقم (1942) : حدثنا هَارُونُ بنُ عَبْدِ الله أخبرنا ابنُ أبي فُدَيْكٍ عن الضَّحَّاكِ ـ يَعْني ابنَ عُثْمانَ ـ عن هِشَام بنِ عُرْوَةَ عن أبِيهِ عن عَائِشَةَ

، رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّها قالَتْ: "أَرْسَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بأُمِّ سَلَمَةَ لَيْلَةَ النَّحْرِ فَرَمَتِ الْجَمْرَةَ قَبْلَ الفَجْرِ ثُمَّ مَضَتْ فأَفَاضَتْ وكَانَ ذ?لِكَ الْيَومُ الْيَومَ الَّذِي يَكُونَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ـ تَعْنِي عِنْدَها".

أخرجه الحاكم (ج1ص469) والبيهقي (ج5ص33) .

أنت إذا نظرت إلى هذا الحديث وجدن رجاله رجال مسلم، على كلام الضحاك، ولكن قد خولف فيه الضحاك بن عثمان سنداً ومتناً حيث قال الحافظ في

(1/468)

"التلخيص" (ج2ص492) رواه الشافعي أنا داود بن عبد الرحمن والدراوردي عن هشام عن أبيه مرسلاً، قال وأخبرني من أثق به عن هشام عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة مثله، ورواه البيهقي من طريق أبي معاوية عن هشام عن أبيه عن زينب عن أم سلمة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أمرها أن توافيه صلاة الصبح بمكة يوم النحر.

قال البيهقي هكذا رواه جماعة عن أبي معاوية وهو في آخر حديث الشافعي المرسل وقد أنكره أحمد بن حنبل لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صلى الصبح يومئذ بالمزدلفة فكيف يأمرها أن توافي معه صلاة الصبح بمكة؟ اهـ

وأيضاً قال ابن التركماني في"الجوهر النقي" (ج5ص132) : وحديث أم سلمة الذي في الباب المذكور مضطرب سنداً كما بينه البيهقي ومضطرب أيضاً متناً كما سنبينه إن شاء الله تعالى وقد ذكر الطحاوي وابن بطال في شرح البخاري أن أحمد بن حنبل ضعفه وقال لم يسنده غير أبى معاوية وهو خطأ وقال عروة مرسلاً انه عليه السلام أمرها أن توافيه صلاة الصبح يوم النحر بمكة.

قال أحمد وهذا أيضاً عجب وما يصنع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يوم النحر بمكة ينكر ذلك قال فجئت إلى يحيى بن سعيد فسألته فقال عن هشام عن أبيه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أمرها أن (توافي) وليس توافيه وبين هذين فرق وقال لي يحيى سل عبد الرحمن بن مهدي فسألته فقال هكذا سفيان عن هشام عن أبيه توافي قال أحمد رحم الله يحيى ما كان اضبطه واشد بعقده وقال البيهقي في "الخلافيات" (توافي) هو الصحيح فانه عليه السلام لم يكن معها بمكة وقت صلاة الصبح يوم النحر.

وقال الطحاوي هذا حديث دار على أبى معاوية وقد اضطرب فيه فرواه مرة هكذا يعنى كما ذكره البيهقي ورواه مرة انه عليه السلام أمرها يوم النحر أن توافي معه صلاة الصبح بمكة فهذا خلاف الأول لان فيه انه أمرها يوم النحر فذلك على صلاة الصبح في اليوم الذي بعد يوم النحر وهذا أشبه لأنه عليه السلام يكون في ذلك الوقت حلالاً. اهـ

(1/469)

509-قال ابن حبان رحمه الله تعالى كما في "الإحسان" (ج7ص437) : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا.

أنت إذا نظرت إلى سند هذا الحديث حكمت عليه بالصحة. ولكن أبا أحمد الزبيري قد خالفه عبد الرزاق الصنعاني وعبيد الله بن موسى فروياه عن سفيان، عن حارثة بن محمد، عن عمرة عن عائشة به مرفوعا. ورواية عبيد الله عند الخطيب في"تاريخ بغداد" (ج13ص119-120) وعند الطحاوي في"مشكل الآثار" (ج3ص309) .

قال الطحاوي رحمه الله: حدثنا أبو أمية، عبيد الله بن موسى العبسي. قال: اخبرنا سفيان، عن حارثة بن محمد، عن عائشة به مرفوعاً. وعبد الرزاق في"مصنفه" (ج2ص444) رواه عن الثوري عن حارثة بن أبي الرجال، عن عمرة، عن عائشة به مرفوعاً.

وأنت إذا نظرت إلى هؤلاء الرواة عن سفيان وهم عبيد الله بن موسى، وعبد الرزاق وأبو أحمد الزبيري، وجدت رتبتهم تكاد أن تكون واحدة بالنسبة لروايتهم عن سفيان حيث قال أبو بكر بن أبي خيثمة: سمعت يحي بن معين وسئل عن أصحاب الثوري أيهم اثبت؟ فقال: هم خمسة يحي القطان، ووكيع، وابن المبارك، وابن مهدي، وأبو نعيم، وإما الفريابي وعبيد الله، وأبو أحمد الزبيري، وعبد الرزاق وطبقتهم فهم كلهم في سفيان بعضهم قريب من بعض، وهم ثقات كلهم دون أولئك في الضبط والمعرفة. اهـ

ولكن كما ترى فمحمد بن عبد الله ابو أحمد الزبيري رواه عن سفيان عن يحي بن سعيد ولم يتابعه أحد فتكون روايته شاذة حيث انه تفرد بها.

(1/470)

والراجح رواية عبد الرزاق وعبيد الله بن موسى حيث روياه عن سفيان، عن حارثة ابن محمد، عن عمرة، عن عائشة به مرفوعاً.

وحارثة بن محمد قال البخاري: منكر الحديث لم يعتد به احد.

تنبيه: هناك طرق أخرى لهذا الحديث استوعبها احد طلابنا في جزء خاص بجمع طرق هذا الحديث والحمد الله.

510- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج3ص190) : حدثنا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَمُسَدَّدٌ ـ وهذَا لَفْظُهُ ـ قال أخبرنا بِشْرٌ ـ يَعني ابنَ المُفَضَّلِ ـ حدثنا بُرْدٌ عن الزُّهْرِيِّ عن عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ عن عَائشةَ، قالت: " كَانَ رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ـ قال أَحْمَدُ ـ يُصَلِّي وَالْبَابُ عَلَيْهُ مُغْلَقٌ، فَجِئْتُ فَاسْتَفْتَحْتُ، قال أَحْمَدُ: فَمَشَى فَفَتَحَ لِي ثُمَّ رَجَعَ إلَى مُصَلاَّهُ، وَذَكَرَ أنَّ الْبَابَ كَانَ في الْقِبْلَةِ".

وأخرجه الترمذي (ج3ص217) فقال: حدثنا أبو سلمة يحي بن خلف، اخبرنا بشر بن المفضل به وقال: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه النسائي (ج3ص11) . واحمد (6ص31) .

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا برد بن سنان، وقد وثقه ابن معين وغيره كما في"تهذيب التهذيب".

ولكن ابن أبي حاتم رحمه الله (ج1ص164) سال أباه عنه: ما حال هذا الحديث؟ فقال: لم يرو هذا الحديث احد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ غير برد، وهو حديث منكر ليس يحتمل الزهري مثل هذا الحديث، وكان برد يرى القدر.

511- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج1ص235) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب العباس بن محمد الدوري ثنا طلق بن غنام ثنا عبد السلام بن حرب الملائي عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن عائشة قالت: كان

(1/471)

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

كذا قال الحاكم وفي "التلخيص الحبير" (ج1ص391) : وقال ابن عبد البر: وهو مرسل لم يسمع أبو الجوزاء من عائشة. اهـ وكذا قال البخاري كما في "تهذيب التهذيب" أن أبا الجوزاء أوس بن عبد الله لم يسمع من عائشة. اهـ

قال أَبُو دَاوُدَ (ج1ص491) : وهذا الحديثُ لَيْسَ بالمَشْهُورِ عن عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ حَرْبٍ لَمْ يَرْوِهِ إِلاَّ طَلْقُ بنُ غَنَّامٍ، وقد رَوَى قِصَّةَ الصَّلاَةِ عن بُدَيْلٍ جَمَاعَةٌ لَمْ يَذْكُرُوا فيه شَيْئاً من هذا.

512- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج12ص214) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَأَبُو النُّعْمَانِ قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ حَائِضٍ إِلَّا بِخِمَارٍ) .

هذا حديث ظاهره الصحة، ولكن الحافظ ابن رجب رحمه الله في "ملحق علل الترمذي" (ص508) أن مسلماً ذكر في كتاب "التمييز" أن حماد بن سلمة عندهم يخطئ في حديث قتادة كثيراً. اهـ

وأبو داود رحمه الله بعد ذكر الحديث من طريق حماد عن قتادة (ج1ص421 بتحقيق الدعاس وصاحبه) قال رواه سعيد ابن أبى عروبة عن قتادة عن الحسن عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. اهـ

ثم قال أبو داوود: حدثنا محمد بن عبيد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد أن عائشة نزلت على صفية أم طلحة الطلحات وذكرت الحديث. قال أبو داود وكذلك رواه هشام عن ابن سيرين. يعني أنه منقطع لأن محمد بن سيرين لم

(1/472)

يسمع من عائشة قاله أبو حاتم كما في "المراسيل" لولده عبد الرحمن. اهـ

وأما الترمذي رحمه الله (ج1ص215 بتحقيق أحمد شاكر) فحسنه، وكذا الحاكم (ج1ص251) قال صحيح على شرط مسلم، ولكنه اتبعه بالحديث المتقدم الذي هو عن سعيد - يعني ابن أبي عروبة، كما قاله أبو داود عن قتادة، عن الحسن فذكر الحديث مرسلاً. اهـ

وقد مر بك أن في رواية حماد بن سلمة عن قتادة خطاً كثيراً، وأم سعيد بن أبي عروبة فهو ثالثة ثلاثة الذين هم أثبت الناس في قتادة. ولانطيل عليك البحث فلكل فن اهله.

وإليك ما قاله الدارقطني في "العلل" كما في "نصب الراية" (ج1ص296) قال رحمه الله بعد ذكره الحديث: يرويه قتادة عن محمد بن سيرين عن صفية بنت الحارث عن محمد عائشة، واختلف فيه على قتادة، فرواه حماد بن سلمة عن قتادة هكذا، مسنداً مرفوعاً عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

وخالفه شعبة، وسعيد بن بشير (1) ، فروياه عن قتادة موقوفاً، ورواه أيوب السخيتاني. وهشام بن حسان عن ابن سيرين مرسلاً عن عائشة، أنها نزلت على صفية بنت الحارث حدثتهما بذلك، ورفعا الحديث، وقول أيوب. وهشام أشبه بالصواب، انتهى كلام الدارقطني. وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" (ج1ص505) وأعله الدارقطني بالوقف وقال: إن وقفه أشبه وأعله الحاكم بالإرسال. اهـ

هذا وأما ما جاء في "المحلى" (ج1ص103) من طريق عفان بن مسلم، ثنا حماد بن زيد، ثنا قتادة به، فلا أراه إلا غلطاً مطبعياً، أو وهماً من بعض الرواة، أكبر برهان على هذا أن ابن حزم رحمه الله رواه من طريق أبي سعيد بن الأعرابي, والشيخ الألباني حفظه الله قد رواه في "الإرواء" (ج1ص214) وذكر من الرواة ابن الأعرابي وفيه حماد بن

_________

(1) في الأصل بسر, بعد الباء سين مهملة. ثم بعدها راء مهملة أيضاً. ولعل الصواب ما أثبتناه.

(1/473)

سلمة.

513- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص150) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ اجْتَمَعْنَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَأَرْسَلْنَ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَ لَهَا قُولِي لَهُ إِنَّ نِسَاءَكَ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ قَالَتْ فَدَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَهُوَ مَعَ عَائِشَةَ فِي مِرْطِهَا فَقَالَتْ لَهُ إِنَّ نِسَاءَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ وَهُنَّ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَتُحِبِّينِي (1) قَالَتْ نَعَمْ قَالَ فَأَحِبِّيهَا فَرَجَعَتْ إِلَيْهِنَّ فَأَخْبَرَتْهُنَّ مَا قَالَ لَهَا فَقُلْنَ إِنَّكِ لَمْ تَصْنَعِي شَيْئًا فَارْجِعِي إِلَيْهِ فَقَالَتْ وَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبَدًا -قَالَ الزُّهْرِيُّ وَكَانَتْ ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ حَقًّا -.

فَأَرْسَلْنَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ قَالَتْ عَائِشَةُ هِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ وَهُنَّ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ قَالَتْ ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ تَشْتُمُنِي فَجَعَلْتُ أُرَاقِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَأَنْظُرُ إِلَى طَرْفِهِ هَلْ يَأْذَنُ لِي فِي أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا فَلَمْ يَتَكَلَّمْ قَالَتْ فَشَتَمَتْنِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا فَاسْتَقْبَلْتُهَا فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ أَفْحَمْتُهَا قَالَتْ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِنَّهَا ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ عَائِشَةُ وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً خَيْرًا مِنْهَا وَأَكْثَرَ صَدَقَةً وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ وَأَبْذَلَ لِنَفْسِهَا فِي كُلِّ شَيْءٍ يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ زَيْنَبَ مَا عَدَا سَوْرَةً مِنْ غَرْبٍ حَدٍّ كَانَ فِيهَا تُوشِكُ مِنْهَا الْفِيئَةَ)

_________

(1) في النسائي في رواية قبل هذه: (ألست تحبين ما أحب) .

(1/474)

الحديث ظاهره الصحة، ولكن النسائي رحمه الله يقول في "الكبرى" في عشرة النساء (ج3ص283) : هذا خطأ والصواب الذي قبله.

يعني بالذي قبله ما ذكره (ص281) فقال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم قال نا عمي قال نا أبي عن صالح عن بن شهاب قال أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن عائشة قالت فذكرت الحديث نحوه.

ثم قال النسائي رحمه الله: أخبرني عمران بن بكار الحمصي، قال: ثنا أبو اليمان، قال: أنا شعيب عن الزهري، قال: أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن الحارث، أن عائشة قالت: فذكر نحوه ثم قال: خالفهما معمر فرواه عن الزهري، عن عروة عن عائشة. اهـ المراد منه

وهذه الطريق التي حكم لها النسائي رحمه الله بالصحة هي التي أخرجها مسلم (ج15ص205)

514- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج1ص53) : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا القعنبي (1) ثنا يزيد بن زريع وأنبأ محمد بن يعقوب الشيباني ثنا يحيى (2) بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا يزيد بن زريع عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله

رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ.

_________

(1) في السند سقط فابن بالويه لم يسمع من القعنبي عبد الله بن مسلمة.

(2) في الأصل: يحيى بن يحيى, والصواب ما أثبتناه.

(1/475)

ولكن الإمام الترمذي رحمه الله يقول (ج5ص11) من كتاب الإيمان من" الجامع" هذا حديث صحيح -يعني بشواهده-ولا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة.

وقد روى أبو قلابة عن عبد الله بن يزيد رضيع لعائشة عن عائشة غير هذا الحديث وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي. اهـ المراد منه

والإمام الذهبي رحمه الله في "التلخيص" يتعقب الحاكم فقال: قلت: فيه انقطاع.

515-قال ابن خزيمة رحمه الله (ج2ص236) : حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ثنا أبو داود الحفري (ح) وثنا يوسف بن موسى ثنا أبو داود عمر بن سعد عن حفص بن غياث عن حميد عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يصلي متربعاً) .

الحديث ظاهره الصحة، ولكن الإمام النسائي قال في "المجتبى" (ج3ص224) : لا أعلم أحداً روى هذا الحديث غير أبي داود وهو ثقة، ولا أحسب هذا الحديث إلا خطأ والله تعالى أعلم. اهـ

وقال الإمام محمد بن نصر المروزي في "قيام الليل"ص (184) : باب ذكر كيفية جلوس المصلي قاعداً في حال قراءته قال أبو عبد الله لم يأت في شيء من الأخبار التي رويناها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أنه صلى جالساً صفة جلوسه كيف كانت إلا في حديث روي عن حفص بن غياث أخطأ فيه حفص رواه عنه أبو داود الحفري عن حميد، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة رضي الله عنها " رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يصلي متربعاً " قال: وحديث الصلاة جالساً رواه عن حميد، عن عبد الله بن شقيق غير واحد كما رواه الناس عن عبد الله بن شقيق رحمه الله ولا ذكر التربع فيه.

حدثنا محمد بن المثنى، ثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن عبد الله بن شقيق، رحمه الله: سألت أم المؤمنين عن صلاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ من الليل؟ ، فقالت: " كان يصلي ليلاً طويلاً قائماً، وليلاً طويلاً قاعداً، فإذا قرأ قائماً ركع قائماً، وإذا قرأ قاعداً ركع قاعداً ".

(1/476)

ورواه حماد، عن بديل بن ميسرة، وحميد عن ابن شقيق فذكره سواء، قال: فيشبه أن يكون الحديث كان عند حفص، عن حميد على ما هو عند الناس، وكان عنده عن ليث، عن مجاهد، وعن حجاج، عن حماد، عن سعيد بن جبير في التربع في الصلاة، فذاكر أبا داود الحفري من حفظه فتوهم، أن ذكر التربع في حديث حميد فاختصر الحديث وألحق فيه التربع توهماً وغلطاً إن كان حفظ ذلك عنه أبو داود، وذلك أنه ليس بمعروف من حديث حفص لا نعلم أحدا رواه عنه غير أبي داود رحمه الله، ولو كان من صحيح حديث حفص لرواه الناس عنه وعرفوه إذ هو حديث لم يروه غيره.

والذي يعرف من حديث حفص في التربع، عن حجاج، عن حماد، عن مجاهد قال: " علمنا سعيد بن جبير صلاة القاعد فقال: يجعل قيامه تربعاً "

وحفص عن ليث، عن مجاهد رحمه الله قال: " صلاة القاعد غير المتربع على النصف من صلاة القائم " قال: وكان حفص رجلاً إذا حدث من حفظه ربما غلط، هو معروف بذلك عند أصحاب الحديث.

قال: وحديث آخر أيضا رواه شريك عن ليث، عن مجاهد، عن عائشة رضي الله عنها رفعته، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: " صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم غير المتربع " غلط فيه شريك: وهذا الكلام رواه الناس عن ليث، عن مجاهد من قوله.

قال محمد بن يحيي: الحمل فيه على شريك قال ففعل شريك في هذا الحديث كفعل حفص في حديث حميد، وشريك معروف عند أصحاب الحديث بسوء الحفظ وكثرة الغلط، قال: فلم يثبت في كيفية جلوس المصلي قاعداً عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ خبر، ولو كان في كيفية الجلوس سنة لا ينبغي أن تجاوز لبين ذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ولو بينه لرواه أصحابه عنه وبينوه، فإذا كان ذلك كذلك فللمصلي جالساً أن يجلس كيف خف عليه وتيسر إن شاء تربع وإن شاء احتبى، وإن شاء جلس في حال القراءة كما يجلس للتشهد وبين السجدتين وإن شاء اتكأ، كل ذلك قد فعله السلف من التابعين ومن بعدهم، غير أن

(1/477)

التربع خاصة، قد روي عن غير واحد أنه كرهه ورخصت فيه جماعة، واختارته أخرى فأما الاحتباء والجلوس كجلسة التشهد فلا نعلم عن أحد من السلف لذلك كراهة، وسنذكر الأخبار المروية في ذلك على وجهها إن شاء الله تعالى. اهـ

(1/478)

مسند أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها

516- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج4ص313) : حدثنا قُتَيْبَةُ حدثنا أبُو عَوَانَةَ عنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عنْ أبيه عن فَاطِمَةَ بنْتِ الْمُنْذرِ عن أمِّ سَلَمَةَ، قالَتْ: قالَ رسولُ الله "لاَ يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعةِ إلاَّ مَا فَتَقَ الأمْعَاءَ في الثَّدْيِ، وكانَ قَبْلَ الفِطَامِ"

هذَا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

الحديث رواته رواة الصحيح، ولكن الإمام الشوكاني رحمه الله يقول في "نيل الأوطار" (ج6ص334) : حديث أم سلمة أخرجه أيضا الحاكم وصححه وأعل بالانقطاع لأنه من رواية فاطمة بنت المنذر بن الزبير الأسدية عن أم سلمة ولم تسمع منها شيء لصغر سنها إذ ذاك اهـ

517- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج9ص385) : حدثنا مَحمُودُ بنُ غَيْلاَنَ، حدثنا وكِيعٌ، حدثنا سُفْيَانُ عَن مَنْصُورٍ عَن عامِرٍ الشّعْبِيِّ عَن أُمِّ سَلَمَةَ، "أَنَّ النبيَّ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قالَ: بِسمِ الله تَوَكّلْتُ عَلَى الله اللهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ نَزِلَّ أوْ نَضِلَّ أَوْ نَظْلِمَ أَوْ نُظْلَمَ أوْ نَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيْنَا"

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.

(1/479)

الحديث أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم وابن السني كما في "تحفة الأحوذي".

وأنت إذا نظرت سنده وجدته مسلسلاً بالأثبات، ولكن الحديث منقطع ففي "تهذيب التهذيب" في ترجمة الشعبي عن علي بن المديني لم يسمع من زيد بن ثابت، ولم يلق أبا سعيد الخدري ولا أم سلمة.

وللحديث علة أخرى, ففي"عمل اليوم والليلة"للنسائي ص (176) : ورواه زبيد عن الشعبي مرسلاً. اخبرنا محمد بن بشار، عن حديث عبد الرحمن، عن سفيان، عن زبيد، عن الشعبي، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مثله، ولم يذكر بسم الله.

518- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص880) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ سَفِينَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى مَا يَفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ) .

قال البوصيري في"مصباح الزجاجة" (ج2ص51) : هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا بجميع رواته ثم ذكر مخرجيه.

قال أبو عبد الرحمن: الحديث منقطع، ففي "تهذيب التهذيب" في ترجمة صالح بن أبي مريم أبي خليل انه أرسل عن سفينة.

519- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص519) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اطَّلَى بَدَأَ بِعَوْرَتِهِ فَطَلَاهَا بِالنُّورَةِ وَسَائِرَ جَسَدِهِ أَهْلُهُ

(1/480)

ظاهر السند الصحة، ولكن منقطع قال البوصيري: وحبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أم سلمة، قاله أبو زرعة. اهـ وهكذا قاله صاحب "جامع التحصيل".

520-قال الإمام أحمد (ج6ص294) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ) .

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع ففي"المراسيل"لابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أبو جعفر بن علي لم يلق أم سلمة.

وفي"العلل"للترمذي (ج1ص274) انه سأل البخاري عن هذا الحديث فقال: هو مرسل، لم يدرك محمد بن علي أم سلمة.

521- قال الحاكم رحمه الله (ج1ص232) : حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن الحسين الشيباني ثنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي بمصر ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حفص بن غياث عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة قالت: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم {الحمد لله رب العالمين} يقطعها حرفاً حرفاً.)

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

الحديث ظاهره الصحة كما يقول الحاكم رحمه الله وان كان عليه مؤاخذة وهو أنهما لم يخرجا لابن أبي مليكة عن أم سلمة كما"تحفة الأشراف"، بل ليس له في "تحفة الأشراف"عن أم سلمة إلا حديث غريب وليس إسناده بمتصل، لان الليث روى شيئا منه عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك يعن عن أم سلمة. اهـ

(1/481)

وذكره العلائي في"جامع التحصيل"عن الترمذي مثله، وكذا المزي في"تحفة الأشراف".

قال أبو عبد الرحمن: الحديث من طريقيه ضعيف: أما الأولى: فللانقطاع، وأما الثانية: فلان يعلى بن مملك قال الحافظ فيه في"التقريب": مقبول. يعني إذا توبع وإلا فلين.

(1/482)

مسند أم سليم رضي الله عنها

522- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص376) : حَدَّثَنَا حَسَنٌ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَهُنَّ يَسُوقُ بِهِنَّ سَوَّاقٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَيْ أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ) .

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، وزهير هم ابن معاوية كما في ترجمة حسن بن موسى من "تهذيب التهذيب"

والحديث من حديث أم سليم رضي الله عنها معل، والصحيح أنه من حديث أنس، قال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف": رواه ثابت وأبو قلابة وقتادة ولم يقولوا: عن أمه، وكذا رواه سفيان بن عيينة، ويزيد بن زريع، عن سليمان التيمي، وقد مضى. اهـ

(1/483)

مسند أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها

523- قال الحاكم رحمه الله (ج1ص406) : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني ثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري.

وحدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم بنت عقبة قال سفيان وكانت قد صلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أفضل الصدقة على ذي الرحمن الكاشح) .

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

وأخرجه البيهقي (ج7ص27) من طريق الحاكم بالسندين.

الحديث إذا نظرت إلى سنده ترى رجاله رجال صحيح، فتحكم عليه بالصحة، ولطن في"مسند الحميدي" (ج1ص157) أن سفيان قال: اخبروني عن الزهري.

وعقبة الحديث قال سفيان: ولم اسمعه من الزهري. فعلم أن الحديث منقطع من طريق سفيان، وأما طريق معمر فظاهرها الصحية. الحمد الله.

(1/484)

مسند أم هانئ رضي الله عنها

524- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج1ص131) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ اغْتَسَلَ هُوَ وَمَيْمُونَةُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ فِي قَصْعَةٍ فِيهَا أَثَرُ الْعَجِينِ) .

هذا حديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله يقول (ج4ص246 بتحقيق إبراهيم عطوة) قال محمد: لا أعرف لمجاهد سماعاً من أم هانئ.

525- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص773) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا اتَّخِذِي غَنَمًا فَإِنَّ فِيهَا بَرَكَةً) .

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات وذكر أن الإمام أحمد وأبا بكر بن أبي شيبة روياه في "مسنديهما" قال: ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن ابن نمير عن أبي معاوية عن هشام فذكره.

الحديث قد اختلف فيه على هشام، قال الحافظ في "النكت الظراف" تعليقاً على كلام المزي بعد ذكره في ترجمة أم هانئ: قلت: رواه حيوة بن شريح عن ابن الهاد أن هشاماً حدثه عن أبيه عن عائشة. أخرجه أبو جعفر الطبري في "تهذيب الآثار" عقب

(1/485)

رواية له عن أبي كريب، عن أبي معوية ووكيع (1) ، وأرسله يحيى بن سعيد القطان وعبدة عن هشام، عن أبيه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال لأم هانئ.

أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" عنه. اهـ

والحديث أخرجه الخطيب (ج7ص11) من حديث أبي معاوية قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أم هانئ به.

وأخرجه (ج8ص202) من طريق حفص بن عمر ويعرف بالكفر قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.

وذكر الخطيب عن ابن عدي أنه قال: في حفص بن عمر: حدث عن عمر بن قيس الملائي، عن عطاء، عن ابن عباس، أحاديث بواطيل.

ورواه أحمد (ج6ص342) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنِي رَبَاحٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْجَحْشِيِّ عَنْ مُوسَى أَوْ فُلَانِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ اتَّخِذِي غَنَمًا يَا أُمَّ هَانِئٍ فَإِنَّهَا تَرُوحُ بِخَيْرٍ وَتَغْدُو بِخَيْرٍ) .

الحديث في سنده موسى بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة ترجمته في "تعجيل المنفعة" ولم يروِ عنه إلا أبو عثمان الجحشي، وأبو عثمان الجحشي لم يور عنه إلا معمر كما في "تعجيل المنفعة" فهما مجهولا العين لا يصلحان في الشواهد والمتابعات.

فحاصل الكلام على الحديث أن الحديث جاء من حديث عائشة، والظاهر أن من رواه عنها سلك به الجادة، وليس فيهم من يعتمد عليه إلا حيوة بن شريك، فالظاهر أنه سلك الطريق المألوفة.

وجاء من حديث أم هانئ رواه أبو معاوية ووكيع، ولكن لم نجد لعروة

رواية عن أم

_________

(1) الظاهر أنه بهذا السند ينتهي إلى أم هانئ.

(1/486)

هانئ إلا هذا الحديث وعروة قد أرسل عن جماعة من الصحابة، فهل سمع منها، لم نرَ سماعه، ورواه مرسلاً يحيى بن سعيد القطان، وعبدة بن سليمان، فالظاهر ترجيح المرسل، والله أعلم.

526- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1199) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ تَعْنِي ضَفَائِرَ) .

ورواه أبو داود (ج11ص244) حدثنا النفيلي أخبرنا سفيان به. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله ذكر هذا الحديث (ج5ص477، 478) الأولى قال بعدها هذا حديث غريب.

والثانية قال: هذا حديث حسن، وعبد الله بن أبي نجيح مكي، وأبو نجيح اسمه يسار، قال: محمد: لا أعرف لمجاهد سماعاً من أم هانئ. اهـ

ونقل الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" قول البخاري وسكت عليه.

__________

قال أبو عمر عبد الله بن سعيد (مرتب الكتاب للشاملة) :

انتهى الكتاب بحمد الله وقد قمت بتصحيح الأخطاء الكثيرة جداً جداً

التي وقعت من الكاتب للملف الوورد الذي نزل في موقع مكتبة الوادعي رحمه الله وأظن ما بقي أكثر وأكثر والله أسأل أن يجعلنا ممن قال فيهم:

(أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج2. باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.}

  ج2. صحيح السيرة {ج2. باقي صحيح السيرة النبوية  تحقيق  الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.} صفحة رقم -130 - قال : قلت : من غف...