السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الثلاثاء، 13 فبراير 2024

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها 20- من كتاب التفسير الي المصادر والمراجع والحمد لله رب العلين تم الكتاب



ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية 

وعلومها

20- من كتاب التفسير

1 - باب في تفسير قوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}

123- (1) عن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه، قال: "كُلُّ حرفٍ في القرآنِ في القُنُوتِ: فهو الطاعة ".

أورد ابن القَيِّم - رحمه الله - هذا الحديث مستدلاً به على ما قاله من رَفْع ابن حبان الموقوفات، فقال: "كما رَفَعَ قولَ أُبَيِّ بن كعب ... وهذا لا يُشْبهُ كلام رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وغايته أن يكون كلام أُبَيٍّ"1.

قلت: هذا الحديث مداره على: دَرَّاج2، عن أبي الهيثم3، عن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعاً.

أخرجه أحمد، وأبو يعلى في (مسنديهما) 4 من طريق: حسن بن موسى5، عن ابن لهيعة، عن دَرَّاج به.

__________

1 أحكام أهل الذمة: (2/ 623) .

2 ابن سمعان، أبو السَّمْح، قيل: اسمه عبد الرحمن، وَدَرَّاج لقب، السهمي مولاهم، المصري، صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف، من الرابعة، مات سنة 126هـ/ بخ 4. (التقريب 201) .

3 هو: سليمان بن عمرو بن عبد - أو عبيد- الليثي، المصري، ثقة، من الرابعة/ بخ4. (التقريب 253) .

4 حم: (3/ 75) ، يع: (2/ 522) ح 1379.

5 الأشيب، أبو علي البغدادي، قاضي الموصل وغيرها، ثقة، مات سنة 209 أو210هـ/ ع. (التقريب 164) .

وأخرجه ابن حبان في (صحيحه) 1، وابن أبي حاتم في (تفسيره) - كما ساقه عنه ابن كثير2 - كلاهما من طريق: ابن وهب.

وأخرجه الطبراني في (الأوسط) 3 من طريق: رشدين بن سعد4، كلاهما عن: عمرو بن الحارث، عن دَرَّاج به.

ولفظه عند الجميع: "كل حرف في القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة". إلا أنه جاء عند الطبراني بلفظ: "كلُّ قنوت في القرآن فهو طاعة".

قال الطبراني عقب روايته: "لم يرو هذا الحديث عن عمرو إلا رشدين".

وهذا الحديث ضعيفٌ، ضَعَّفَهُ غير واحدٍ من الأئمة، وذلك أن مداره على دَرَّاج أبي السمح، وقد ضَعَّفه الأكثرون، فقال الإمام أحمد: "حديثه منكر"5. وقال النسائي: "ليس بالقوي"6. وقال مرة: "منكر

__________

1 الإحسان: (1/ 264) ح 309.

2 تفسير القرآن العظيم: (1/160-161) .

(2/480) ح 1829.

4 ابن مفلح المهري، أبو الحجاج المصري، ضعيف، رَجَّحَ أبو حاتم عليه ابن لهيعة، وقال ابن يونس: "كان صالحاً في دينه فأدركته غفلة الصالحين فَخَلَّطَ في الحديث"، من السابعة، مات سنة 188 هـ / ت ق. (التقريب 209) .

5 تهذيب التهذيب: (3/208) .

6 الضعفاء والمتروكين: (ص 39) .

الحديث"1. وقال الدارقطني: "ضعيف"2 ومرة قال "متروك"3. وقال فضلك الرازي: "ليس بثقة ولا كرامة"4.

وضَعَّفَه الإمام أحمد، وأبو داود في روايته عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد خاصة5.

وَوَثَّقَه مع ذلك: ابن معين6، وابن حبان7، وابن شاهين8. وقال عثمان الدارمي: "صدوق"9.

ويَتَبَيَّنُ من هذا أنَّ جانب الضَّعْفِ أقوى في حقِّ دَرَّاج هذا، وبخاصة في روايته عن: أبي الهيثم، عن أبي سعيد كما قال أحمد، وأبو داود. واختاره ابن حجر.

وهذا الحديث من روايته عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، فيكون ضعيفاً، ولذلك قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:

__________

1 تهذيب التهذيب: (3/208) .

2 سؤالات الحاكم للدارقطني: (ص 170) رقم 261.

3 سؤالات البرقاني: (ص 29) رقم 142.

4 تهذيب التهذيب: (3/208) .

5 تهذيب التهذيب: (3/208 - 209) .

6 تاريخ الدوري عن ابن معين: (2/ 155) .

7 الثقات: (5/ 114) .

8 الثقات: (ص 83) .

9 تاريخ الدارمي عن ابن معين: (ص 107) رقم 315.

(3/315)

"في هذا الإسناد ضعفٌ، لا يعتمد عليه، ورفع هذا الحديث منكرٌ، وقد يكون من كلام الصحابي أو من دونه، والله أعلم. وكثيراً ما يأتي بهذا الإسناد تفاسير فيها نكارة، فلا يغتر بها، فإن السند ضعيف"1. وهذا الكلام من ابن كثير - رحمه الله - يؤكد أَنَّ الضعف فيه من دَرَّاج.

ومع ذلك، فإنَّ في أكثر طرق هذا الحديث من يُضَعَّف غير دَرَّاج هذا؛ ففي إسناد أحمد وأبي يعلى: "ابن لهيعة"، وليس الحديث من رواية أحد من العبادلة عنه، وفيه ضعف في غير روايتهم عنه، ولذلك قال الهيثمي: "وفي إسناد أحمد وأبي يعلى: ابن لهيعة، وهو ضعيف"2.

أما إسناد الطبراني، ففيه: "رشدين بن سعد"، وهو ضعيف أيضاً.

وقال الشيخ الألباني: "ضعيف"3.

فتلخص من ذلك: أنَّ هذا الحديث ضعيف الإسناد، وأنَّ رفعه لا يصحُّ، كما قال ابن كثير رحمه الله، واختاره ابن القَيِّم أيضاً.

فإذا تَبَيَّنَ ذلك، فإن لنا مع ابن القَيِّم - رحمه الله - وقفات:

الأولى: في نسبته رفع هذا الحديث إلى ابن حبان، ولا أدري ما وجه ذلك؟ فقد شارك ابن حبان في روايته مرفوعاً جماعة، وفيهم من هو متقدم على ابن حبان.

__________

1 تفسير القرآن العظيم: (1/ 161) .

2 مجمع الزوائد: (6/320) .

3 ضعيف الجامع: (ح4230) .

(3/316)

الثانية: لم يُنَبِّهْ - رحمه الله - على ضعف إسناده، بل أشارَ - فقط - إلى رجحان وقفه، وهذا لا يُغْني عن بيان ضعف سنده.

الثالثة: نسبته هذا الحديث إلى أُبَيِّ بن كعب، وقد علمنا أنه مرويٌّ عن أبي سعيد رضي الله عنه، ولم أقف على من نسبه إليه غيره، ولم أجده من روايته بعد البحث، فلعله وَهِمَ في ذلك رحمه الله.

وقد أوردَ ابن كثير - رحمه الله - هذا الحديث في تفسير قوله تعالى من سورة البقرة: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} [البقرة: 116] .

ثم ذكر معاني {قَانِتُونَ} ، وأن اختيار ابن جرير: أنها بمعنى "مطيعون". وأن هذا القول يجمع الأقوال كلها، ثم أورد هذا الحديث في بيان معنى القنوت في القرآن، وذكر أنه لا يصح مرفوعاً كما تقدم من قوله، والله أعلم.

(3/317)

من كتااااااااااااااب التوحيد والاسماء والصفااااااااا ت

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها

21- من كتاب التوحيد والأسماء والصفات

1 - باب في علو الله - عزوجل - واستوائه على عرشه

124- (1) عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: كُنْتُ في البَطْحَاءِ في عِصَابِةٍ فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّتْ بهم سحابةٌ، فَنَظَر إليها، فقال: "ما تُسَمُّونَ هذه؟ " قالوا: السَّحَاب. قال: "والْمُزْن؟ " 1. قالوا: والمزن. قال: "والعَنَان؟ " 2. قالوا: والعنان - قال أبو داود في حديثه: لم أَتْقنْ العنان جيداً - قال: "هل تدرون ما بُعْد ما بين السماء والأرض؟ ". قالوا: لا ندري. قال: "إنَّ بُعْدَ ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة، ثم السماء فوقها كذلك" حتى عَدَّ سبع سموات "ثم فوق السابعة بحرٌ، بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوْعَالٍ3، بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهم العرش، بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم الله - تبارك وتعالى - فوق ذلك".

ذكر ابن القَيِّم - رحمه الله - أن هذا الحديث قد رُدّ بأن في إسناده "الوليد بن أبي ثور" وهو ضعيف، وبحديث أبي هريرة الذي رُوي بمعنى حديث العباس، ولكن جاء فيه أن ما بين الأرض والسماء خمسمائة سنة.

__________

1 الْمُزْن: هو الغَيْم والسَّحاب، واحدته: مُزْنَةٌ، وقيل: هي السحابة البيضاء. (النهاية 4/325) .

2 تقدم معناه في ص (303) .

3 الوَعِلُ: الشاةُ الجَبَلِيَّة الذَّكَر، والأنثى منها: أَرْوِيَّة، والجمع: أَوْعَالٌ. (المجموع المغيث 3/435) مادة: وعل.

(3/321)

ثم أجاب ابن القَيِّم - رحمه الله - عن ذلك: بأنَّ الوليدَ لم ينفرد به، بل تَابَعَهُ عليه جماعةٌ، منهم: إبراهيم بن طهمان، وعمرو بن أبي قيس، فلا تعلق على الوليد في ذلك.

وبأن معارضته بحديث أبي هريرة: فاسدةٌ؛ لأن الترمذيَّ ضَعَّفَهُ، وأنَّ جماعةً قالوا بعدم سماع الحسن من أبي هريرة1.

وساقه - رحمه الله - مرة من طريق أبي داود، ثم قال: "حديث حسن صحيح"2. وقال مرة: "رواه أبو داود بإسناد جيد"3.

قلت: هذا الحديث أخرجه أبو داود، وابن ماجه في (سننيهما) 4، وأحمد في (مسنده) 5، والدارمي في (الرد على بشر المريسي) 6، وابن أبي شيبة في (العرش) 7، وعلقه ابن خزيمة في (التوحيد) 8، والآجري في (الشريعة) 9، واللالكائي في (شرح اعتقاد أهل السنة) 10، والعقيلي في

__________

1 تهذيب السنن: (7/ 91 - 93) .

2 اجتماع الجيوش الإسلامية: (ص 93) .

3 مختصر الصواعق: (2/ 356) .

4 د: (5/93) ح 4723 ك السنة، باب في الجهمية. جه: (1/69) ح193 المقدمة.

(1/207) .

(ص 90 - 91) .

(ص 55) ح 9.

(1/236) .

(ص 292) .

10 (3/390) ح 651.

(3/322)

(الضعفاء) 1، وابن الجوزي في (العلل المتناهية) 2، كلهم من طريق: الوليد ابن أبي ثور3، عن: سماك بن حرب، عن عبد الله بن عميرة4، عن الأحنف ابن قيس5، عن العباس رضي الله عنه به. واللفظ المذكور هو لفظ أبي داود، ومثله لفظ: ابن ماجه، وابن أبي شيبة، واللالكائي، والآجري، إلا أنه جاء عند ابن أبي شيبة: "ثمانية أملاك، أو أوعال". وأما الدارمي فقد وقع عنده: " ... بينهما مسيرة خمسمائة سنة، وكذلك غلظ كل سماء". وكذا لفظ الإمام أحمد، وزاد: "وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء".

قلت: وفي هذا الإسناد الوليد بن أبي ثور، وقد ضَعَّفَهُ الأئمة: ذأحمد، وصالح جزرة، وابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابن نمير6. وقال العقيلي: "يُحَدِّث عن سماك بمناكير لا يتابع عليها"7. وقال ابن حبان: "منكر الحديث جداً، في أحاديثه أشياء لا تشبه أحاديث الأثبات ... "8.

__________

(2/284) في ترجمة "عبد الله بن عميرة".

(1/9) ح6.

3 هو: الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني، الكوفي، وقد ينسب لجده، ضعيف، من الثامنة، مات سنة 172 هـ/ بخ د ت ق. (التقريب 582) .

4 كوفي، مقبول، من الثانية / د ت ق. (التقريب 316) .

5 ابن معاوية بن حصين التميمي السعدي، أبو بحر، اسمه الضَّحَّاك، وقيل: صخر، مخضرم، ثقة، قيل: مات سنة 67 هـ، وقيل 72 هـ/ع. (التقريب96) .

6 انظر: الميزان: (4/340 - 341) ، وتهذيب التهذيب: (11/ 138) .

7 كذا في التهذيب: (11/ 138) ، ولم أجده في الضعفاء للعقيلي، انظره: (4/319) .

8 المجروحين: (3/ 79) .

(3/323)

ولذلك فقد أعلَّ الحديثَ به: ابن الجوزي1 رحمه الله، والمنذري، فقال: "وفي إسناده: الوليد بن أبي ثور، ولا يحتجُّ بحديثه"2.

ولكن الوليد بن أبي ثور لم ينفرد بروايته عن سماك، وإنما تابعه جماعةٌ كما تقدم من كلام ابن القَيِّم رحمه الله، فمن هؤلاء:

1- عمرو بن أبي قيس3: أخرجه من طريقه: أبو داود في (سننه) 4، والترمذي في (جامعه) 5، وابن أبي عاصم في (السنة) 6، وابن خزيمة في (التوحيد) 7، وأبو الشيخ في (العظمة) 8، واللالكائي في (شرح اعتقاد أهل السنة) 9، من طرق، عن: عمرو بن أبي قيس، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة به، ولفظه عندهم كلفظ حديث أبي داود المتقدم من رواية الوليد بن أبي ثور، إلا أنه وقع عند أبي الشيخ: "والله - تبارك وتعالى - فوق ذلك بعلمه على العرش". ولم أر كلمة "بعلمه" إلا عنده.

__________

1 العلل المتناهية: (1/ 10) .

2 تهذيب السنن: (7/ 93) .

3 الرازي، الأزرق، كوفي نزل الري، صدوق له أوهام، من الثامنة / خت 4. (التقريب 426) .

(5/ 94) ح 2724.

(5/ 424) ح 3320 ك التفسير، من سورة الحاقة.

(1/ 253) ح 577.

(1/ 234) ح 144.

(2/ 566) ح 204.

(3/ 389) ح 650.

(3/324)

وعمرو بن أبي قيس: صدوق، لكن في حديثه بعض الخطأ، ويَهِمُ قليلاً1، ومثله لا بأس بحديثه في المتابعات، وقد قال الترمذي عقبه: "حديث حسن غريب".

2- إبراهيم بن طهمان: أخرجه من طريقه: أبو داود في (سننه) 2، والآجري في (الشريعة) 3، والبيهقي في (الأسماء والصفات) 4 ثلاثتهم من طريق: إبراهيم بن طهمان، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة به، ولفظه بنحو ما تقدم في حديث الوليد بن أبي ثور، وهذه متابعة جيدة- أيضاً - للوليد بن أبي ثور، عن سماك.

3- شعيب بن خالد5: أخرجه من طريقه: أحمد في (مسنده) 6، وابن أبي شيبة في (العرش) 7 عن محمد بن أبان. والحاكم في (المستدرك) 8 عن إسحاق بن إبراهيم، ثلاثتهم عن:

__________

1 انظر: تهذيب التهذيب: (8/ 94) .

(5/94) ح 2725.

(ص 292) .

(ص 526) .

5 البجلي، الرازي، القاضي، ليس به بأس، من السابعة / د. (التقريب 267) .

(1/206) .

(ص 55) ح10.

(2/ 412) .

(3/325)

عبد الرزاق، عن يحيى بن العلاء1، عن عمه شعيب بن خالد، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة، عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه به بإسقاط الأحنف بن قيس، ونَبَّهَ ابن أبي شيبة في حديثه على ذلك، فقال: "ولم يَذْكُر عبد الرزاق في حديثه الأحنف".

وقد أخرجه الحاكم2 مرة أخرى بالإسناد نفسه، فذكر فيه الأحنف بن قيس! وقد وقع عندهم أن المسافة بين السماء والأرض خمسمائة سنة.

وهذه المتابعة في إسنادها يحيى بن العلاء الرازي، وقد كذبه بعضهم، ورمي بالوضع.

ولذا لما قال الحاكم عقبه: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"! تَعَقَّبَهُ الذهبي رحمه الله، فقال: "يحيى واهٍ". وقال ابن الجوزي رحمه الله - بعد أن أخرجه من طريق الإمام أحمد -: "هذا حديث لا يصحُّ، قال بعض الحفاظ: تَفَرَّدَ به يحيى بن العلاء، قال أحمد، هو كذاب يضع الحديث. وقال يحيى: ليس بثقة ... "3. وقال الذهبي - بعد أن أخرجه أيضاً من طريق أحمد -: "ويحيى بن العلاء متروك الحديث"4.

__________

1 البجلي، أبو عمرو أو أبو سلمة، الرَّازِي، رُمي بالوضع، من الثامنة، مات قرب 160 هـ/ د ق. (التقريب 595) .

2 المستدرك: (2/501) .

3 العلل المتناهية: (1/ 8 - 9) ح 5.

4 العلو: (ص 50) .

(3/326)

فإذا عُرف حالُ هذه المتابعة، وأن مدارها على يحيى هذا، فإنَّه لا قيمةَ لها في تقوية رواية الوليد بن أبي ثور، إذ وجودها - والحالة هذه - كعدمها.

4- شريك: وأشار إلى روايته الترمذي، فقال: "وروى شريك، عن سماك بعض هذا الحديث، وأوقفه ولم يرفعه".

قلت: أخرج رواية شريك هذه: ابن خزيمة في (التوحيد) 1، والحاكم في (المستدرك) 2 من طرق، عن شريك، عن سماك بإسناد الوليد ابن أبي ثور الماضي، إلى العباس رضي الله عنه في قوله عز وجل: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17] قال: "ثمانية أملاك، على صورة الأوعال، بين أظلافهم إلى ركبهم مسيرة ثلاث وستين سنة". وفي رواية ابن خزيمة: "قال شريك مرة: ومناكبهم ناشبة بالعرش".

قال أبو عبد الله الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي! وفيه نظر؛ فإن عبد الله بن عميرة لم يخرج له مسلم كما تَقَدَّم في ترجمته.

فهذه المتابعاتُ للوليد بن أبي ثور يزول بها ما يخشى من التَّفَرُّدِ في هذا الحديث عن سماك بن حرب.

__________

(1/ 251) ح 158.

(2/ 500) .

(3/327)

ولكن هل يصحُّ إسناد هذا الحديث بعد وجود هذه المتابعات؟ كلاّ فإنه لا يزال مُعَلاًّ.

وبيان ذلك: أن مدار هذا الحديث على عبد الله بن عميرة، وقد تَفَرَّد عنه سماك بن حرب، لم يرو عنه أحد غيره، ولم يوثقه مع ذلك أحد إلا ابن حبان1، وذكره ابن أبي حاتم في كتابه، فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً2. ولذلك قال عنه إبراهيم الحربي: "لا أعرفه"3 وقال الذهبي: "فيه جهالة"4. وقال مرة: "لا يعرف"5. وتوثيق ابن حبان هنا لا ينفعه شيئاً، لما عرف من عادته في توثيق المجهولين، علماً بأنه قد اشتبه عليه رجل بآخر؛ فإنه جعل "عبد الله بن عميرة القيسي أبا المهاجر"، هو نفسه "عبد الله بن عميرة الكوفي" الذي معنا، وهما عند البخاري6، وابن أبي حاتم7 اثنان، فلينظر في ذلك. وقد قال فيه الحافظ ابن حجر "مقبول" يعني: حيث يُتَابع، ولم يتابع هنا، فهو لين الحديث.

فالحاصلُ: أن الرَّجُلَ مجهول، وبذلك أَعَلَّ الذهبي الحديث، فقال: "تَفَرَّدَ به سماك عن عبد الله، وعبد الله فيه جهالة"8.

__________

1 الثقات: (5/ 42) .

2 الجرح والتعديل: (2/ 2/ 124) .

3 تهذيب التهذيب: (5/ 344) .

4 الميزان: (2/ 469) .

5 المغني: (1/ 350) .

6 التاريخ الكبير: (3/ 1/ 159) رقم 494، 495.

7 الجرح والتعديل: (2/ 2/ 124 - 125) رقم 572، 573.

8 العلو: (ص 50) .

(3/328)

فإذا أُضِيف إلى ذلك: تَفَرُّدُ سماك عنه، كانت تلك عِلَّة أخرى، فقد قال الإمام النسائي - رحمه الله - في حق سماك: "إذا انفرد بأصل لم يكن حُجَّةً؛ لأنَّهُ كان يُلَقَّنُ فيتلقن"1. وقال يعقوب بن شيبة: "ومن سمع منه قديماً، مثل: شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم"2. وليس هذا الحديث من رواية واحد من هؤلاء القدامى عن سماك، وكان قد اختلط بآخره كما مَرَّ.

وثمةَ عِلَّةٌ أخرى في هذا الإسناد أيضاً، قال البخاريُّ - رحمه الله - في ترجمة عبد الله بن عميرة هذا: "لا نعلم له سماعاً من الأحنف"3. فإذا ثبت ذلك، فإنه يكون منقطعاً.

وأيضاً قد اختلف في ألفاظ هذا الحديث، فروى "إما واحدة، أو اثنتان، أو ثلاث وسبعون سنة" وروي: "خمسمائة سنة" وروي: "ثلاث وستين سنة". ووقع عند أبي الشيخ: "والله فوق ذلك بعلمه ... " وغيره لا يذكر هذه اللفظة. هذا مع رواية بعضهم له عن سماك موقوفاً، وهذا لا شك اختلاف يورث ضعفاً في الحديث.

فتلخص من ذلك: أن هذا الحديثَ ضعيفُ الإسنادِ، لا يثبت مثله، ولم يُصِبْ ابنُ القَيِّم - رحمه الله - في تصحيحه إياه أو حتى تحسينه؛ إذ قد تَبَيَّن من خلال هذه الدراسة أن الأمرَ على خلاف ذلك،

__________

1 تهذيب التهذيب: (4/ 234) .

2 المصدر السابق.

3 التاريخ الكبير: (3/ 1/ 159) .

(3/329)

وقد ضَعَّفه الذهبي كما مضى، وضَعَّفَ ابن الجوزي بعض طرقه1، وأورده العقيلي في (ضعفائه) 2 في ترجمة ابن عميرة، ونقل كلام البخاري في عدمِ سماعه من الأحنف. وقال الشيخ الألباني: "إسناده ضعيف"3 والله أعلم.

__________

1 العلل المتناهية: (1/ 8 - 10) .

(2/284) .

3 ظلال الجنة: (1/ 254) ، وتخريج الطحاوية: (ص310) .

(3/330)

2 - باب آخر منه

125- (2) عن جبير بن مطعم رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ... إِنَّ عرشه على سمواته لهكذا" وقال بأصبعه مثل القبة عليه. "وإنَّه لَيَئِطُّ1 به أطيط الرَّحْلِ بالراكبِ".

تناول ابن القَيِّم - رحمه الله - هذا الحديث في (تهذيب السنن) 2، وتَوَسَّعَ في الكلام عليه، والردِّ على من ضَعَّفَهُ، والجواب عن العلل التي أُعِلَّ بها، وخلص إلى القول بثبوت الحديث، وأنه حديث حسن. وستأتي أجوبته - رحمه الله - أثناء هذا البحث إن شاء الله تعالى.

قلت: هذا الحديث أخرجه أبو داود في (سننه) 3، عن أحمد بن سعيد4 وجماعة واللفظ لأحمد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في (السنة) 5، واللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) 6، والبيهقي في (الأسماء والصفات) 7، والذهبي

__________

1 الأطّ والأَطِيطُ: نقيضُ صوت الْمَحَامِل والرِّحَالِ إذا ثَقُلَ عليها الركبان، وأطّ الرَّحْلُ والنَّسْعُ، يَئِطُّ أطّاً وأطِيطاً: صَوَّتَ. (لسان العرب ص: 92، مادة: أطط) .

(7/ 94 - 98) .

(5/ 94) ح 4726 ك السنة، باب في الجهمية.

4 ابن إبراهيم الرِّباطي المروزي، أبو عبد الله الأشقر، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة 246 هـ/ خ م د ت س. (التقريب 79) .

(1/ 253) ح 576.

(3/ 394) ح 656.

(ص 526) .

(3/331)

في (العلو) 1 كلهم من طريق: أحمد بن الأزهر2.

وأخرجه الدارقطني في (الصفات) 3، والطبراني في (الكبير) 4، من طريق: علي بن المديني، ويحيى بن معين كليهما.

وأخرجه الدارقطني في (الصفات) 5 - أيضاً - من طريق: محمد ابن يزيد المعروف بأخي كَرْخَويه - قال الدارقطني: "وكان من الثقات"-

وأخرجه ابن خزيمة في (التوحيد) 6 من طريق: محمد بن بشار7. كلهم عن:

وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن يعقوب ابن عتبة8، عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم9، عن أبيه10، عن

__________

(ص 37) .

2 ابن منيع، أبو الأزهر العبدي النيسابوري، صدوق كان يحفظ، ثم كبر فصار كتابه أثبت من حفظه، من الحادية عشرة، مات سنة 263 هـ / س ق. (التقريب 77) .

(ص 52) ح 39.

(2/ 132) ح 1547.

(ص 50) ح 38.

(1/ 239) ح 147.

7 ابن عثمان العبدي، البصري، أبو بكر، بندار، ثقة، من العاشرة، مات سنة 252 هـ / ع. (التقريب 469) .

8 ابن المغيرة بن الأخنس الثقفي، ثقة، من السادسة، مات سنة 128 هـ / د س ق. (التقريب 608) .

9 مقبول، من السادسة / د. (التقريب 138) .

10 هو: محمد بن جبير بن مطعم، ثقة عارف بالنسب، من الثالثة، مات على رأس المائة / ع. (التقريب 471) .

(3/332)

جده جبير بن مطعم رضي الله عنه.

وأخرجه الآجري في (الشريعة) 1 عن حفص بن عبد الرحمن2، عن ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة بالإسناد السابق إلى جبير بن مطعم.

ولفظه: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي، فقال: يا رسول الله، جهدت الأنفس، وضاعت العيال ... فذكر حديث الاستسقاء، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: "ويحك!! أَتَدْرِي ما الله؟ إن عرشه على سمواته لهكذا" - وقال بأصبعه مثل القُبَّة عليه - "وإنه ليئطُ به أطيطَ الرَّحْلِ بالرَّاكِبِ". هذا سياق أبي داود، وعند ابن خزيمة: "إن الله على عرشه، وعرشه على سمواته، وسمواته على أرضه هكذا ... ". ولفظ الآجري: " إنه لفوق سماواته، وهو على عرشه"، وقريب منه لفظ البيهقي. وجاء عند اللالكائي مختصراً بدون ذكر القبة والأطيط، ولفظه: "إنه لفوق سماواته على عرشه".

وقد رُوِيَ هذا الحديثُ على وجه آخرَ، فأخرجه أبو داود في (سننه) 3 عن: محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، وعبد الأعلى. وابن أبي شيبة في كتاب (العرش) 4 عن: عبد الأعلى. وأبو الشيخ في (العظمة)

__________

(ص 293) .

2 ابن عمر، أبو عمر البَلْخِي الفقيه، النيسابوري قاضيها، صدوقٌ عابدٌ، رُمِيَ بالإرجاء، من التاسعة، مات سنة199هـ/ قد س. (التقريب 172) .

(5/ 94 - 96) ح 4726.

(ص 56) ح 11.

(2/ 554) ح 198.

(3/333)

عن: محمد بن المثنى. وابن أبي عاصم في (السنة) 1 عن: ابن المثنى، وعبد الأعلى. والدارمي في (الرد على بشر المريسي) 2 عن: ابن بشار. كلهم عن: وهب بن جرير بالإسناد السابق، لكنهم قالوا فيه: عن: محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، وجبير بن محمد، كلاهما عن محمد بن جبير به. وجاء عند الدارمي مختصراً ليس فيه قصة الأعرابي.

قال أبو داود - عقب إشارته إلى هذا الخلاف في إسناده -: "والحديث بإسناد أحمد بن سعيد هو الصحيح - يعني: عن يعقوب، عن جبير - وافقه عليه جماعة، منهم: يحيى بن معين وعلي بن المديني، ورواه جماعة عن ابن إسحاق كما قال أحمد أيضاً"3. وَصَوَّبَ الدارقطني - أيضاً - ما صَوَّبَه أبو داود هنا4، وكذا صَوَّبَه المزي5.

وقد أُعِلَّ هذا الحديث بعدَّة علل، أجمل ذلك المنذري في (تهذيب السنن) 6، فقال: "قال أبو بكر البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه من الوجوه، إلا من هذا الوجه. ولم يقل فيه محمد بن إسحاق: حدثني يعقوب بن عتبة".

__________

(1/ 252) ح 575.

(ص 105) .

3 سنن أبي داود: (5/ 96) .

4 الصفات: (ص 53) .

5 تهذيب الكمال: (4/ 506) .

(7/ 97 - 101) .

(3/334)

قال المنذري: "ومحمد بن إسحاق مُدَلِّس، وإذا قال المدلس: عن فلان. ولم يقل: حدثنا، أو سمعت، أو أخبرنا، لا يحتجُّ بحديثه، وإلى هذا أشار البزار، مع أن ابن إسحاق إذا صَرَّحَ بالسماع: اختلف الحفاظ في الاحتجاج بحديثه، فكيف إذا لم يصرح به". قال: "وقد رواه يحيى بن معين وغيره، فلم يذكروا فيه لفظة: به"1. قال: "وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي2: وقد تَفَرَّدَ به يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس الثقفي الأخنسي، عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم ... وليس لهما في صحيحي ... البخاري ... ومسلم رواية. وانفرد به محمد بن إسحاق بن يسار عن يعقوب. وابن إسحاق: لا يحتجُّ بحديثه، وقد طعن فيه غير واحد من الأئمة، وَكَذَّبَه جماعة منهم".

فهذا حاصلُ ما أُعِلَّ به هذا الحديث، وقد تناول ابنُ القَيِّم هذه العلل بالجواب، فكان حاصل ما أجاب به:

أولاً: أما الطَّعْنُ في محمد بن إسحاق: فإنَّه مردود، قال: "إن ابن إسحاق بالموضع الذي جعله الله: من العلم والأمانة"3. ثم أخذ في نقل أقوال الأئمة في الثناء على محمد بن إسحاق ومدحه، وأن الترمذي صحح

__________

1 كما عند ابن أبي عاصم: (ح 575) ، والدارقطني: (ح 39) ، والآجري: (ص293) .

2 هو ابن عساكر، وقد ألف في تضعيف هذا الحديث جزءاً سماه (تبيان الوهم والتخليط فيما أخرجه أبو داود من حديث الأطيط) . أفاد ذلك محقق كتاب (العرش) لابن أبي شيبة.

3 تهذيب السنن: (7/ 94) .

(3/335)

له حديثاً لم يأت إلا من طريقه، وهو حديث سهل بن حنيف، قال: كنت ألقى من المذي شدة ... الحديث، قال ابن القَيِّم: "فهذا حكم قد تَفَرَّدَ به ابن إسحاق في الدنيا، وقد صححه الترمذي".

وأما القول بتكذيبه: فإن ذلك مبنيٌّ على ما حُكي عن هشام بن عروة، إذ قال: "حَدَّثَ عن امرأتي فاطمة بنت المنذر، وأُدْخِلْتُ عليها وهي بنت تسع، وما رآها رجل حتى لقيتُ الله".

وأجاب ابن القَيِّم - رحمه الله - عن ذلك: بأن سليمان بن داود الشاذكوني - راوي هذه الحكاية - اتُّهِم بالكذب، فلا يجوز القدح في الرجل بمثل روايته. ثم إن هشاماً نفى رؤيته لها، ولم ينف سماعه منها، ومعلوم أنه لا يلزم من انتفاء الرؤية انتفاء السماع، وفي هذا يقول الإمام أحمد: "لعله سمع منها في المسجد، أو دخل عليها فحدثته من وراء حجاب، فأي شيء في هذا؟ فقد كانت امرأة كبرت وأسنت"1. وقد رَدَّ الحافظ الذهبي - رحمه الله - هذه الحكاية بنحو ذلك2.

قلت: ولعلَّ الذي تطمئنُ إليه النفسُ في أمر ابن إسحاق: ما قرره الذهبيُّ رحمه الله؛ حيث قال: " ... له ارتفاع بحسبه، ولا سيما في السِّير، وأمَّا في أحاديث الأحكام: فينحطُّ حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن، إلا فيما شَذَّ فيه، فإنه يعد منكراً"3. وقال مرة: "فالذي

__________

1 تهذيب السنن: (7/94) .

2 سير أعلام النبلاء: (7/ 49) .

3 المصدر السابق: (7/ 41) .

(3/336)

يظهر لي: أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال صدوق، وما انفرد به: ففيه نكارة؛ فإن في حفظه شيئاً"1.

قلت: وهذا الحديثُ من هذا القبيل؛ فإنَّ مداره على ابن إسحاق وحده، وإذا كان ما ينفرد به في الأحكام على هذه الصفة التي حكى الذهبيُّ - صاحب الاستقراء التام في الرِّجال - فإن ما ينفرد به في العقائد أولى أن يُتَوَقَّفَ فيه.

وعلى هذا، فإن إطلاق ابنِ القَيِّم القول بتوثيقِهِ، والاحتجاجِ بروايته لا يخلو من نظر.

ثانياً: وأما القولُ بأنَّ ابنَ إسحاقَ عنعنه، ولم يُصَرِّحْ بسماعه من يعقوب بن عتبة: فأجاب ابن القَيِّم بقوله: "فعلى تقدير العلم بهذا النفي: لا يخرج الحديث عن كونه حسناً، فإنه قد لقي يعقوب وسمع منه، وفي الصحيح قطعة من الاحتجاج بعنعنة الْمُدَلِّس: كأبي الزبير عن جابر، وسفيان عن عمرو بن دينار، ونظائر كثيرة لذلك"2. كذا قال ابن القَيِّم رحمه الله! وهاهنا وقفات:

- الأولى: هل عنعنة الراوي عن شيخه تحمل على الاتصال بمجرد ثبوت اللقاء؟ الجمهور على أن ذلك لا يكون متصلاً إلا بشرط عدم

__________

1 الميزان: (3/ 475) .

2 تهذيب السنن: (7/ 98) .

(3/337)

كون المعنعن مُدَلِّسَاً1، وهذا شرط أساسي، قال الحافظ الذهبي رحمه الله: "ثم بتقدير تيقن اللقاء، يشترط أن لا يكون الراوي عن شيخه مدلساً ... فإن كان مدلساً: فالأظهر أنه لا يحمل على السماع"2. ولما كان ابن إسحاق مدلساً، فإن عنعنته لا تحمل هنا على الاتصال، خلافاً لما اختاره ابن القَيِّم رحمه الله.

- الثانية: فإذا ثبت أن ابن إسحاق من المدلسين، فهل يحتج بما قال فيه: "عن"، ولم يصرح بسماعه؟ قال النووي رحمه الله: " والصحيح التفصيل: فما رواه بلفظ محتمل لم يبين فيه السماع: فمرسل، وما بينه فيه: كسمعت وحدثنا ... فمقبول محتج به"3. وقال العلائي: "الصحيح الذي عليه جمهور أئمة الحديث والفقه والأصول: الاحتجاج بما رواه المدلس الثقة مما صرح فيه بالسماع، دون ما رواه بلفظ محتمل"4. وقال ابن حجر: "وحكم من ثبت عنه التدليس إذا كان عدلاً: أن لا يقبل منه إلا ما صرح فيه بالتحديث على الأصح"5. فظهر من ذلك عدم الاحتجاج برواية المدلس ما لم يصرح بالسماع أو التحديث، خلافاً لما قاله ابن القَيِّم هنا.

وأما ما ذهب إليه - رحمه الله - من القول بالاحتجاج في

__________

1 انظر: تدريب الراوي: (1/ 214 - 215) .

2 الموقظة: (ص 45) .

3 تدريب الراوي: (1/ 229 - 230) .

4 جامع التحصيل: (ص 111 - 112) .

5 نزهة النظر مع النخبة: (ص 43) .

(3/338)

الصحيح بعنعنة المدلسين، كأبي الزبير عن جابر، وسفيان عن عمرو بن دينار: فقد أجيب عن ذلك بأنه محمول على ثبوت السماع من جهة أخرى1، على أن هذا قد نوزع فيه أيضاً2.

وبعد ذلك كله: فإن ابن إسحاق قد عده الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في الطبقة الرابعة3 من طبقات المدلسين، وهم: "الذين اتُّفِقَ على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل"4.

فإذا ثبت ذلك، فإن عنعنة ابن إسحاق وعدم تصريحه بالسماع في هذا الحديث تبقى علة لا يمكن دفعها، خلافاً لابن القَيِّم رحمه الله.

ثالثاً: أما عن تَفَرُّدِ جبير بن محمد به: فقد أجاب ابن القَيِّم - رحمه الله - عن ذلك: بأن محمد بن جبير ثقة، وعدم رواية أصحاب الصحيحين عنه ليس بعلة5. كذا وقع عند ابن القَيِّم "محمد بن جبير"، وقد تَقَدَّمَ أن كلام ابن عساكر في ابنه "جبير بن محمد بن جبير". ولا أدري: هل هذا خطأ طباعي، أم أن ابن القَيِّم فعلاً أراد محمد بن جبير؟

__________

1 تدريب الراوي: (1/ 230) . وانظر الكلام على ذلك فيما تقدم (ص 319 - 321) .

2 انظر: النكت على ابن الصلاح: (2/ 635) .

3 طبقات المدلسين: (ص 132) .

4 المصدر السابق: (ص 24) .

5 انظر: تهذيب السنن: (7/ 98) .

(3/339)

وعلى كلِّ حال، فإنَّ جبير بن محمد مما يُعَلُّ به هذا الحديث، كما ذُكِر عن ابن عساكر؛ فإنه لم يرو عنه إلا: يعقوب بن عتبة، وحصين ابن عبد الرحمن1، ولم يوثقه مع ذلك أحد إلا ابن حبان، فإنه ذكره في (ثقاته) 2.

وهو بهذه المثابة مجهول الحال، وقد قال عنه الحافظ ابن حجر: "مقبول"، يعني: حيث يتابع، ولم يتابعه أحد على هذا الحديث، فهو إذن لين الحديث.

ثم أخذ ابن القَيِّم في الجواب عن باقي علل هذا الحديث: كالقول باضطراب إسناده ومتنه وغير ذلك، فذهب إلى أن زيادة لفظة (به) من باب زيادة الثقات، وذلك لا يوجبُ رَدَّ الحديث3.

والذي يتلخصُ من ذلك: أن هذا الحديثَ ضعيفُ السَّنَدِ، غريبُ المتن:

__________

1- لتفرد ابن إسحاق به، وقد عُرف القول فيما ينفردُ به.

2- وعنعنته إياه، وهو مدلس.

3- وضعفِ جبير بن محمد، إلى غير ذلك مما أعل به.

وأما جواب ابن القَيِّم عن هذه العلل: فإنه لا يُغْنِي عن ضعف

1 انظر: تهذيب التهذيب: (2/ 63) .

(6/ 148) .

3 تهذيب السنن: (7/ 98) .

(3/340)

الحديث شيئاً، - كما تقدم –؛ فإن جمعاً من الأئمة على إعلاله، وقد تقدم من ذلك قول: البزار، وابن عساكر، والمنذري، وأعَلَّهُ أيضاً: البيهقي رحمه الله، فقال: "وهذا حديث ينفرد به محمد بن إسحاق ... "1. فذكر نحواً من الكلام المتقدم.

وقال الحافظ الذهبي: "هذا حديثٌ غريبٌ جداً فردٌ، وابن إسحاق حجةٌ في المغازي إذا أَسْنَدَ، وله مناكيرُ وعجائبُ، فالله أعلم أقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذا أم لا ... "2. واسْتَغْرَبَهُ كذلك الحافظ ابن كثير3 رحمه الله. وقال الشيخ الألباني: "إسناده ضعيف، ورجاله ثقات. لكن ابن إسحاق مُدَلِّس، ومثله لا يحتج به إلا إذا صرح بالتحديث، وهذا ما لم يفعله فيما وقفت عليه من الطرق إليه ... "4.

والخطابي - رحمه الله - مع أنه أخذَ في تأويل هذا الحديث، إلا أنه - فيما يبدو - قد اختار إعلاله؛ إذ قال: "وذكر البخاري هذا الحديث في التاريخ5 ... ولم يُدْخِلْهُ في الجامع الصحيح"6.

ثم توجَّهَ ابن القَيِّم - رحمه الله - بعد ذلك إلى نفي تَفَرُّدِ ابنِ

__________

1 الأسماء والصفات: (ص 528) .

2 العلو للعلي الغفار: (ص 39) .

3 تفسير القرآن العظيم: (1/ 310) .

4 ظلال الجنة في تخريج السنة: (ص 252) .

(1/ 2/ 224) .

6 معالم السنن: (7/ 97) .

(3/341)

إسحاق برواية هذا المعنى، فقال: "وقد رُوِيَ هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير حديث ابن إسحاق. فقال محمد بن عبد الله الكوفي - المعروف بمُطَيَّن-: حدثنا عبد الله بن الحكم وعثمان، قالا: حدثنا يحيى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن:

126- (3) عمر رضي الله عنه، أنه قال: أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم امرأةٌ، فقالت: ادْعُ الله أن يُدْخِلَنِي الجنة. فَعَظَّمَ أَمْرَ الرَّبِّ، ثم قال: " إِنَّ كُرْسِيَّه فوقَ السموات والأرض، وأنه يقعدُ عليه، فما يَفْضُل منه مقدار أربع أصابع" ثم قال بأصابعه فجمعها، "وأنَّ له أطيطاً كأطيط الرحل " 1.

ثم قال ابن القَيِّم رحمه الله: "فإن قيل: عبد الله بن الحكم، وعثمان لا يعرفان. قيل: بل هما ثقتان مشهوران: عثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن الحكم القطواني، وهما من رجال الصحيح"2.

قلت: هذا الحديث أخرجه هكذا مسنداً: ابن أبي عاصم في (السنة) 3 عن: إسماعيل بن سالم الصائغ. والبزار في (مسنده) 4 عن: الفضل بن سهل. وابن خزيمة في (التوحيد) 5 عن: يعقوب بن إبراهيم

__________

1 تهذيب السنن: (7/ 98) .

2 المصدر السابق: (7/ 99) .

(1/ 251) ح 574.

(1/ 457) ح 325.

(1/ 244) ح 150، 151.

(3/342)

الدورقي. والطبراني1 عن: عبيد الله بن أبي زياد القطواني. وأبو الشيخ في (العظمة) 2 عن: أبي بكر ابن إسحاق، والحسن بن ناصح. والدارقطني في (الصفات) 3 عن: أحمد بن منصور بن سيار، كلهم عن: يحيى بن أبي بكير4، عن إسرائيل5، عن أبي إسحاق6 السبيعي، عن عبد الله بن خليفة7، عن عمر رضي الله عنه به بنحو ما تقدم.

واللفظ الذي أورده ابن القَيِّم - رحمه الله - هو لفظ ابن الجوزي في (العلل المتناهية) 8، من الطريق التي ذكرها ابن القَيِّم.

وفي هذا الحديث عِدُّة علل:

__________

1 أخرجه من طريقه: أبو العلاء الهمداني في فتياه حول الصفات (100/ 1) ، والضياء المقدسي في المختارة: (1/59) ، وأبو محمد الدشتي في إثبات الحد: (134 - 135) . أفاد ذلك الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة: (2/257) ح866.

(2/ 548) ح193.

(ص 48) ح35.

4 واسم أبي بكير: نسر، الكرماني، كوفي الأصل، نزل بغداد، ثقة، من التاسعة، مات سنة 208 هـ أو 209 هـ/ع. (التقريب 588) .

5 ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، أبو يوسف الكوفي، ثقة تُكُلِّم فيه بلا حجة، من السابعة، مات سنة 160 هـ وقيل بعدها / ع. (التقريب 104) .

6 هو: عمرو بن عبد الله بن عبيد - ويقال: علي، ويقال: ابن أبي شعيرة - الهمداني، ثقة مكثر عابد، من الثالثة، اختلط بآخرة، مات سنة 129هـ/ع. (التقريب423) .

7 الهمداني، مقبول، من الثانية / فق. (التقريب 301) .

(1/ 4) ح 3 باب ذكر الاستواء على العرش.

(3/343)

أولها: جهالة عبد الله بن خليفة، راويه عن عمر: فقد ذكره ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) 1 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وانفرد ابن حبان بتوثيقه2 على قاعدته، فيكون بهذه المثابة مجهول الحال، إذ انتفت جهالة عينه برواية أبي إسحاق، ويونس بن أبي إسحاق3 عنه، ولذلك قال عنه الذهبي رحمه الله: "لا يكاد يعرف"4. وقال الحافظ ابن كثير: "ليس بذاك المشهور"5. وقال فيه الحافظ ابن حجر: "مقبول" يعني: حيث يتابع، وإلا يكون لين الحديث، وهو لم يتابع هنا، إذ مدار الحديث عليه وحده.

العلة الثانية: اضطرابُه سنداً ومتناً: فقد رُوي عن عبد الله بن خليفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، أخرجه كذلك الدارمي في (الرد على المريسي) 6 من طريق: عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل به، وفيه: " ... وإنه ليقعدُ عليه، فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع - وَمَدَّ أصابعه الأربع - وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركبه من يثقله". وأخرجه ابن الجوزي في (العلل المتناهية) 7 من طريق: وكيع، عن إسرائيل به، ولفظه

__________

(2/ 2/ 45) .

2 الثقات: (5/ 28) .

3 تهذيب التهذيب: (5/ 198) .

4 الميزان: (2/ 414) .

5 تفسير القرآن العظيم: (1/ 310) .

(ص 74) .

(1/ 4) ح 2.

(3/344)

عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الكرسيُّ الذي يجلس عليه عز وجل، ما يفضل منه ... ".

وقد وقع الحديث عند ابن خزيمة بالشك، ففيه: " ... عبد الله بن خليفة - أظنه عن عمر - أن امرأة ... " قال ابن خزيمة رحمه الله: "ما أدري: الشك والظن أنه عن عمر، هو من يحيى بن أبي بكير، أم من إسرائيل، قد رواه وكيع بن الجراح، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة مرسلاً، ليس فيه ذكر عمر لا بيقين ولا ظن"1.

وقد روي مع ذلك موقوفاً على عمر رضي الله عنه، رواه كذلك: الثوري، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر رضي الله عنه أنه قال: " إذ جَلَسَ - تبارك وتعالى - على الكرسي، سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد". أخرجه من هذا الطريق: عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب (السنة) 2، وقد أشار البزار - رحمه الله - إلى هذه الرواية الموقوفة، فقال: "وقد روى الثوري هذا الحديث عن: أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر موقوفاً"3.

وقد أَعَلَّ الأئمة هذا الحديث من أجل هذا الاضطراب، فقال ابن الجوزي في (العلل المتناهية) 4: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإسناده مضطرب جداً ... وتارة يرويه ابن خليفة: عن عمر،

__________

1 التوحيد: (1/ 245) .

(ص 79) ح 402، باب ذكر الكرسي.

3 مسند البزار: (1/ 458) .

(1/ 5 - 6) .

(3/345)

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتارة يقفه على عمر. وتارة يوقف على ابن خليفة. وتارة يأتي: فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع. وتارة يأتي: فما يفضل منه مقدار أربع أصابع، وكل هذا تخليط من الرواة، فلا يُعَوَّل عليه". وقال الحافظ ابن كثير: " ... منهم من يرويه عنه، عن عمر موقوفاً، ومنهم من يرويه عنه مرسلاً، ومنهم من يزيد في متنه زيادة غريبة، ومنهم من يحذفها"1.

العلة الثالثة: أن أبا إسحاق السَّبيعي عَنْعَنَهُ، وهو مُدَلِّسٌ: وقد ذكره الحافظ ابن حجر - رحمه الله - ضمن الطبقة الثالثة من المدلسين2، والراجح في شأنهم: عدم قبول رواياتهم إلا إذا صرحوا بالسماع.

وعلة رابعة: ذكرها الحافظُ ابن كثير رحمه الله، فقال: "وفي سماعه - يعني عبد الله بن خليفة - من عمر نظر"3.

وكأن ابن خزيمة - رحمه الله - رَجَّحَ كونه مرسلا، ولذلك قال: "وليس هذا الخبر من شرطنا؛ لأنه غير متصل الإسناد. لسنا نحتج في هذا الجنس من العلم بالمراسيل والمنقطعات"4.

فإذا تَبَيَّنَ ضعف هذا الحديث، فإن الهيثمي - رحمه الله - لم يُصِبْ

__________

1 تفسير القرآن العظيم: (1/ 310) .

2 طبقات المدلسين: (ص 101) .

3 تفسير القرآن العظيم: (1/ 310) .

4 التوحيد: (1/ 245 - 246) .

(3/346)

حين قال: "رجاله رجال الصحيح"1. فإنَّ عبد الله بن خليفة لم يخرج له أحد من أصحاب السنن الأربعة، فضلاً عن الصحيحين، ومثله قول أبي محمد الدّشتي في كتاب إثبات الحدِّ: "حديث صحيح، رواته على شرط البخاري ومسلم". نقل ذلك عنه الشيخ الألباني، ثم قال: "وهو خطأ بَيّنٌ مزدوج، فليس الحديث بصحيح، ولا رواته على شرطهما ... فأنّى للحديث الصحة؟! بل هو حديث منكر عندي"2.

فتلخص من ذلك: أنَّ هذا الحديثَ ضعيفُ السَّنَدِ، مضطربٌ سنداً ومتناً، فمثله لا يصلح الاعتماد عليه في تقوية حديث ابن إسحاق الماضي. ومن ذلك يتضح عدم إصابة ابن القَيِّم - رحمه الله - حينما حاول تقوية هذا الحديث، حيث أخذ يقوي أمر عبد الله بن الحكم القطواني، وعثمان بن أبي شيبة، والحديث معلول من جهات أخرى كما تقدم.

وبالجملة: فقد نفى الحافظ الذهبي - رحمه الله - ثبوتَ لفظ الأطيط في أي خبر، فقال: "لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت"3.

وابن القَيِّم - رحمه الله - أورد ذلك في مقام الاستدلال على علوِّ الله عز وجل واستوائه على عرشه، وفيما صحَّ من الأحاديث والآثار في هذا الباب كفايةٌ، وقد ساق ابن القَيِّم بعد هذين الحديثين جملة من

__________

1 مجمع الزوائد: (1/ 84) .

2 السلسلة الضعيفة: (2/ 257) ح 866.

3 العلو: (ص 39) .

(3/347)

الأحاديث الصحيحة في إثبات ذلك1، ولسنا بحاجة إذن إلى الاحتجاج بما اشتمل على بعض الألفاظ المنكرة.

يوضح ذلك ويبينه: قول الذهبي - رحمه الله - عقب هذا الحديث: "وقولنا في هذه الأحاديث: أننا نؤمن بما صح منها، وبما اتفق السلف على إمراره وإقراره، فأما ما في إسناده مقال، واختلف العلماء في قبوله وتأويله: فإنا لا نَتَعَرَّضُ له بتأويل، بل نرويه في الجملة ونبين حاله، وهذا الحديث - يعني حديث الأطيط - إنما سُقْنَاه لما فيه مما تواتر من علو الله - تعالى - فوق عرشه مما يوافق آيات الكتاب"2.

__________

1 تهذيب السنن: (7/ 99 - 101) .

2 العلو: (ص 39) .

(3/348)

3 ـ باب ما جاء في نهي النبي صلى الله عليه عن اتخاذ قبره عيدا

...

3 - باب ما جاء في نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ قبره عيدا

127- (4) عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُم قبوراً، ولا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيداً، وَصَلُّوا عَلَيّ، فإن صَلاتَكُم تَبْلُغُنِي حيث كُنْتُم".

قال ابن القَيِّم رحمه الله - وقد ساقه بإسناد أبي داود -: "هذا إسناد حسن، رواته كلهم ثقات مشاهير"1.

قلت: هذا الحديث أخرجه أبو داود في (سننه) 2، وأحمد في (مسنده) 3، والحسين بن أحمد بن إبراهيم بن نفيل في (جزئه) 4، من طرق، عن: عبد الله بن نافع، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه به.

قال المنذري في (تهذيب السنن) 5: "في إسناده عبد الله بن نافع الصائغ ... ".

ثم نقل كلام الأئمة في تضعيفه، وتوثيق ابن معين وأبي زرعة له.

__________

1 إغاثة اللهفان: (1/ 191) .

(2/ 534) ح 2042، ك المناسك، باب زيارة القبور.

(2/ 367) .

4 كما أفاده ابن القَيِّم - رحمه الله - في جلاء الأفهام: (ص 17) .

(2/ 447) .

(3/349)

قلت: وعبد الله بن نافع هذا قد تُكُلِّمَ فيه من قِبَلِ حفظه1، ومع ذلك فقد وَثَّقَهُ بعض الأئمة، فقال النسائي: "ثقة"2. ومرة قال: "ليس به بأس"3. وقال ابن معين: "ثقة"4. وقال أبو زرعة: "لا بأس به"5. وقال العجلي: "ثقة"6.

وقال الدارقطني: "يعتبر به"7. وقال الخليلي: "ثقة"8. وقال ابن قانع: "مدني صالح"9. وذكره ابن حبان في (الثقات) 10 وقال: "وكان صحيحَ الكِتَابِ، وإذا حَدَّثَ من حفظه رُبَّمَا أَخْطَأ".

فهذه أقوالُ الأئمةِ في عبد الله بن نافع، ويظهر منها أن الرَّجُلَ قد وَثَّقَهُ أئمةٌ معتبرون، فما قِيل من ضعفٍ في حفظه فإنه لا يُرَدُّ حديثه لأجله، اللهم إلا إذا خالفه من هو أحفظ منه وأثبت، فحينئذ يتوقف في حديثه.

__________

1 انظر ترجمته في: الميزان: (2/ 513) ، وتهذيب التهذيب: (6/ 51) .

2 تهذيب التهذيب: (6/ 51) .

3 تهذيب التهذيب: (6/ 51) .

4 تاريخ الدارمي عن يحيى: (ص 153) رقم 532.

5 الجرح والتعديل: (2/2/184) .

6 تاريخ الثقات: (ص 281) .

7 سؤالات البرقاني للدارقطني: (ص 40) رقم 256.

8 الإرشاد: (1/ 316) .

9 تهذيب التهذيب: (6/ 52) .

10 (8/ 348) .

(3/350)

وقد رُوِيَ هذا الحديث من وجهٍ آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه، فأخرجه أبو نعيم في (الحلية) 1 من طريق: عبد الله بن هشام الدستوائي، عن أبيه، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً، ولفظه: "لا تتخذوا قَبْرِي عيداً، لَعَنَ اللهُ قوماً اتخذوا قبورَ أنبيائهم مساجد يُصَلُّون إليها، وصلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً".

وفي إسناده: عبد الله بن هشام، قال عنه أبو حاتم: "متروك الحديث"2.

وللحديث شاهد من حديث عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، أخرجه ابنُ أبي شيبة في (مصنفه) 3 - وعنه أبو يعلى في (مسنده) 4 - والضياء المقدسي في (المختارة) كما أفاده ابن القَيِّم5 رحمه الله، كلهم من طريق: جعفر بن إبراهيم، عن علي بن عمر، عن أبيه، عن عليِّ بن الحسين: أَنَّهُ رأى رجلاً يجيء إلى فُرْجَة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها، فيدعو. فنهاه، وقال: ألا أُحَدِّثُكَ حديثاً سمعته من أبي، عن جَدِّي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبوراً،

__________

(6/ 283) .

2 الجرح والتعديل: (2/2/193) .

(2/375) .

(1/361) ح 469.

5 انظر إغاثة اللهفان: (1/ 191) .

(3/351)

وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني أينما كنتم".

قال الهيثمي في (مجمع الزوائد) 1: "فيه جعفر بن إبراهيم الجعفري، ذكره ابن أبي حاتم2، ولم يذكر فيه جرحاً، وبقية رجاله ثقات".

قلت: "وعليُّ بن عمر" هو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال فيه ابن حجر: "مستور"3. فيكون هذا الإسناد - والحالة هذه - ضعيفاً، إلا أنه يصلح للاستشهاد به، وإذا انضم إلى حديث أبي هريرة السابق أعطاه قوة، وتَبَيَّنَ أن للحديث أصلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد أورد ابن القَيِّم - رحمه الله - بعد ذلك حديثين مرسلين من رواية: أبي سعيد مولى المهري، والحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بلفظ قريب من اللفظ الماضي، ثم قال: "فهذان المرسلان من هذين الوجهين المختلفين، يَدُلاّنِ على ثبوتِ الحديث، لاسيما وقد احتجَّ به من أرسله، وذلك يقتضي ثبوته عنده، هذا لو لم يكن رُوِيَ من وجوه مسندة غير هذين، فكيف وقد تَقَدَّمَ مسنداً؟ "4.

__________

(4/ 3) .

2 انظر: الجرح والتعديل: (1/ 1/ 474) ، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 160) .

3 التقريب: (ص 404) .

4 إغاثة اللهفان: (1/ 192) .

(3/352)

فَتَلَخَّصَ من ذلك: أَنَّ حديثَ أبي هريرة الماضي حديثٌ حسنُ الإسناد، كما حَكَمَ ابن القَيِّم - رحمه الله - عليه، وأنه قد يعتضد بهذه الشواهد - المسند منها والمرسل - فيصبح صحيحاً لغيره، فإن وقف عند كونه حسناً، فحسبه ذلك.

وقد حسنه - أيضاً -: الحافظ ابن حجر1، والشيخ الألباني رحمه الله، فقال: "رواه أبو داود وأحمد بسند حسن"2. وقال مرة: "وسنده حسن، ومن صححه فقد ذهل أو تساهل، نعم الحديث صحيح باعتبار ما له من الشواهد ... "3.

قلت: وصحح النووي إسناده4، وهو غير مُسَلَّم لما مضى بيانه، والله أعلم.

__________

1 كما في الفتوحات الربانية: (3/ 313) .

2 تحذير الساجد: (ص 142) .

3 التعليق على المشكاة: (1/ 292) .

4 الأذكار: (ص 97) .

(3/353)

4 - باب ما جاء في أطفال المشركين

128- (5) عن أبي رجاء العطاردي قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول وهو على المنبر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزالُ أمرُ هذه الأمَّة مواتياً1 - أو مقارباً - ما لم يتكلموا في الولدان والقدر". قال أبو حاتم - يعني ابن حبان -: "الولدان. أراد بهم: أطفال المشركين".

عزا ابن القَيِّم - رحمه الله - هذا الحديث إلى (صحيح ابن حبان) ، ثم قال: "وأَمَّا حديث أبي رجاءٍ العطاردي، عن ابن عباس: ففي رَفْعِهِ نَظَرٌ، والنَّاس إنما رووه موقوفاً عليه، وهو الأشبهُ، وابن حِبَّان كثيراً ما يرفعُ في كتابه ما يَعْلَمُ أئمة الحديث أنه موقوف"2.

وقال في موضع آخر: "في القلب من رَفْعِهِ شيءٌ، وإن أَخْرَجَهُ ابن حبان في (صحيحه) ، وهو يدلُّ على ذَمِّ من تَكَلَّمَ فيهم بغير علم، أو ضَرَبَ النُّصوصَ بعضها ببعض فيهم ... وأما من تَكَلَّمَ فيهم بعلمٍ وحقٍّ: فلا"3.

__________

1 المواتاة: حسنُ المطاوعة والموافقة، وأصله الهمز فخفف وكثر، حتى صار يقال بالواو الخالصة، وليس بالوجه. (النهاية 1/ 22) .

2 أحكام أهل الذمة: (2/ 622 - 623) .

3 طريق الهجرتين: (ص 674) .

(3/354)

قلت: هذا الحديث أخرجه ابن حبان في (صحيحه) 1، والحاكم في (المستدرك) 2، كلاهما من طريق: الحسن بن سفيان، عن محمد بن أبان الواسطي3 ويزيد بن صالح اليشكري4.

وأخرجه الحاكم في (مستدركه) من طريق: أبي داود السجستاني، عن سليمان بن حرب5 وشيبان بن أبي شيبة6. كلهم من طريق: جرير بن حازم، عن أبي رجاء العطاردي7، عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً، باللفظ المتقدم، ووقع عند الحاكم: "مُؤَامراً" بدل "مواتياً".

قال أبو عبد الله الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ولا نعلم

__________

1 الإحسان: (8/ 255) ح 6689.

(1/33) .

3 الطَحَّان، صدوقٌ تَكَلَّمَ فيه الأزدي، من العاشرة، مات سنة 238 هـ/خ. (التقريب 465) .

4 أبو خالد، الفَرَّاء، النيسابوري، قال أبو حاتم: "مجهول"، فرده الذهبي بقوله: "بل مشهور صدوق". وَوَثَّقَه ابن حبان. الجرح والتعديل: (4/2/272) ، ثقات ابن حبان: (9/275) ، المغني في الضعفاء: (2/750) . (وانظر الميزان: 4/ 429) .

5 الأزدي، البصري، قاضي مكة، ثقة إمام حافظ /ع. (التقريب 250) .

6 هو: شيبان بن فروخ الحبطي الأبلي، صدوق يهم ورمي بالقدر/ م د س. (التقريب269) .

7 هو: عمران بن ملحان - ويقال: ابن تيم - مشهور بكنيته، مخضرم، ثقة، مُعَمَّر، مات سنة 105هـ/ ع. (التقريب430) .

(3/355)

له علة، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي - رحمه الله -. قال الشيخ الألباني: "وهو كما قالا"1.

وساقه الحافظ الذهبي - رحمه الله - في ترجمة ابن حبان من (سير النبلاء) 2 بإسناده إليه، ثم قال: "هذا حديث صحيح، ولم يخرج في الكتب الستة".

وعزاه الهيثمي إلى البزار والطبراني، ثم قال: "ورجال البزار رجال الصحيح"3.

فقد صحح الحديث مرفوعاً - كما نرى -: ابن حبان، والحاكم، والذهبي، والهيثمي، والألباني، ولم يقل أحد منهم: بأن رفعه خطأ.

وحينئذ فلا وجه لما قاله ابن القَيِّم من أن الصواب وقفه على ابن عباس، وأما قوله: "والناس إنما رووه موقوفاً عليه" فلم أقف بعد البحث على من رواه كذلك.

وأما تضعيفه من قِبَلِ ابن حبان، وأنه هو الذي رفعه: فغير مقبول أيضاً، وقد رواه الحاكم – كما سلف - من غير طريق ابن حبان، والبزار - وهو متقدم على ابن حبان - فكلهم جاء به مرفوعاً، فلم يبق متعلق في ذلك على ابن حبان، والله أعلم.

__________

1 السلسلة الصحيحة: (4/ 19 - 20) ح 1515.

(16/ 103 - 104) .

3 مجمع الزوائد: (7/ 202) .

(3/356)

الخاتمة

في نهاية دراستي هذه لابن القَيِّم وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها، وبعد هذا التجوال في تراثه وآثاره النافعة، أسجل خلاصة ما تَضَمَّنَهُ بحثي هذا وأهمَّ النتائج التي أسفرتْ عنها هذه الدراسة:

1- أَنَّ هذا الدِّين محفوظ بحفظ الله - عز وجل - له، وأنَّ من مظاهر هذا الحفظ: أولئك الأعلام الأفذاذ، والجهابذة الحُفَّاظ، الذين هَيَّأَهُم اللهُ - سبحانه - للذود عن دينه، ونُصْرَةِ شَرِيعَتِهِ، وأنَّ لِهَذِهِ الطَّائِفَةِ تأييداً خَاصَّاً من الله عز وجل.

2- أنَّ ابن القَيِّم - رحمه الله - كان واحداً من أولئك الأعلام الذين نَصَرَ الله بهم الحق وهزم الباطل، وأظهر بهم السنة وقَمَعَ البدعة.

3- كانت العلاقة وثيقة بين ابن القَيِّم وبين العصر الذي عاش فيه تأثراً وتأثيراً؛ لذا فقد كان للأوضاع السياسية، والاجتماعية، والدينية الْمُتَرَدِّيَةِ آنذاك أكبر الأثر على تَوَجُّهَاتِ ابن القَيِّم ودعوته الإصلاحية.

4- أن ابن القَيِّم ولد في أُسْرَةٌ طَيِّبَة، وأن والده كان من أهل العلم والفضل، مما كان له - بتوفيق الله - أثر كبير في النشأة الصالحة لابن القَيِّم رحمه الله، وسلوكه طريق العلم وأهله.

5- لقد كان ابن القَيِّم - رحمه الله - متحلياً بمحاسن الأخلاق، وجميل العادات، مع الاجتهاد في الطاعة والجدِّ في العبادة، وذلك بشهادة كل من عرفه وعايشه، فجمع - رحمه الله - بذلك بين العلم والعمل،

(3/359)

فبورك له في علمه ودعوته، وعمَّ النفع بهما، وَسَرَتْ بركة ذلك في الأجيال من بعده إلى يومنا هذا.

6- عاش ابن القَيِّم حياته مجاهداً من أجل تحقيق أهداف نبيلة وغايات جليلة، تمثلت في: الدعوة إلى التمسك بالكتاب والسُّنَّة الصحيحة، ونبذ ما سوى ذلك من البدع الْمُحْدَثَةِ والآراءِ المستحدثة، ومحاربة التَّعَصُّبِ المذهبيِّ، والتقليد الأعمى. ولقد كان ملتزماً ذلك في حياته كلها عملاً وسلوكاً، فأحيا الله على يديه - ومن قبله شيخه ابن تَيْمِيَّة - الدعوة السلفية النَيِّرَة في تلك الحقبة المظلمة.

7- تَعَرَّضَ ابن القَيِّم - رحمه الله - في مسيرته الإصلاحية لمحنٍ شديدة وابتلاءات عديدة، نتيجة لصدعه بالحق، وقيامه في وجه الباطل، فلم يزده ذلك إلا ثباتاً على مبادئه، وصلابةً في مواجهة أعداء السُّنَّة وأهلها، فضرب - رحمه الله - بذلك أروع الأمثلة في الصبر والثبات وتحمل الأذى في ذات الله عز وجل.

8- أما عن حياته العلمية: فقد بَرَّزَ وتفوق - رحمه الله - في علوم عديدة، بشهادة الأئمة الأعلام له بذلك، وهنا نقف على حقيقة مهمة، وهي: صعوبةُ الحُكْمِ على ابن القَيِّم - رحمه الله - بالتَّخَصُّصِ في فَنٍّ بعينه على حساب الفنون الأخرى؛ فقد شُهِدَ له بالتفوق في سائر العلوم والتقدم فيها.

9- لقد كان لتتلمذ ابن القَيِّم - رحمه الله - على خيرةِ علماءِ عصرهِ وأعلام وقته - مع ولوعه باقتناء الكتب وجمعها - أثر كبير في تفوقه وبروزه العلمي.

(3/360)

10- وبعد هذه الرحلة المباركة في خدمة هذا الدين، ترك ابن القَيِّم - رحمه الله - كتباً ومؤلفات مباركة، عَمَّ النفع بها على مَرِّ العصور والأزمان، حتى وقتنا هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فانقطع عمله - رحمه الله - من الدنيا، إلا من هذا العلم النافع، فلا زال النفع به مستمراً، جزاه الله عن الإسلام وأهله خيراً.

11- ولقد توافرت لمؤلفات ابن القَيِّم - رحمه الله - خصائص وميزات عديدة، كان لها أثر كبير في رِفْعَةِ شأنها وذيوعِ صيتها، وعشقِ القلوب لها، مع انتفاعِ البعيد والقريب بها.

12- وفيما يتعلق بجانب الحديث وعلومه - موضوع هذه الدراسة - تبرز بعض الحقائق المهمة، فمن ذلك:

- تَمَكُّنُ ابن القَيِّم - رحمه الله - من قواعد (مصطلح الحديث) ، ومعرفته التامة بها، وتطبيقه لتلك القواعد واستفادته منها أثناء دراسته للأحاديث النبوية ومناقشتها.

بل إن له فضل السبق والتميز في بعض قضايا المصطلح؛ ككلامه في تقسيم الحديث الحسن إلى ثلاث مراتب، كما مرّ معنا.

- معرفته التامة بقواعد "الجرح والتعديل ونقد الرواة" ورسوخ قدمه في ذلك، كما سبق بيانه عند الكلام على إفاداته في هذا الباب، ومَنْ وَقَفَ على ما أضافه من ضوابط وتفصيلات في مسألة "طلب تفسير الجرح"، - مثلا - عَلِمَ إمامة الرجل في هذا الفنِّ.

(3/361)

- لابن القَيِّم - رحمه الله - في نقد رواة الأحاديث، والكلام على الرجال جرحاً وتعديلاً منهج مميزٌ، مع معرفة تامة بأقوال أئمة الشأن في الرواة: عالماً بمراميها، مُرَجِّحَاً بين مختلفها، موفقاً بين ما ظاهره التعارض منها.

- ومع كل ذلك: نرى اجتهاد ابن القَيِّم - رحمه الله - في إصدار أحكامٍ جامعةٍ على كثير من الرواة، وبيان مرتبتهم ومنزلتهم من القبول أو الردِّ؛ بما يدلُّ على شخصية مستقلة، وقدمٍ راسخةٍ، وإمامةٍ وتقدُّم في هذا الفن.

وحسبه في هذا الباب شرفاً أن يعتمد على أقواله في الرجال مثل الحافظ ابن حجر، كما تقدَّمَ نقل أمثلة لذلك عند الكلام على "أهمية أقوال ابن القَيِّم في الجرح والتعديل"، بل لعل قوله - رحمه الله - في العلاء ابن إسماعيل: (مجهول) ، يُعَدُّ المصدر الوحيد - فيما أعلم - للحكم على هذا الرجل.

- ظهرت ثمرة تمكن ابن القَيِّم من قواعد علوم الحديث في تطبيقه لتلك القواعد واستفادته منها في الحكم على المرويات ونقدها، بعد بذل الجهد في تخريجها وجمع طرقها.

وبذلك تبرز قيمة هذه القواعد وفائدتها في تحقيق الهدف الأسمى والمطلوب الأعلى، وهو: تمييز صحيح الأخبار من سقيمها، ومعلولها من سليمها.

(3/362)

13- لم تقف جهود ابن القَيِّم عند هذا الحدِّ في مجال علوم الحديث وفنونه المختلفة، بل كانت له إسهامات مميزةٌ في جوانب أخرى، تمثل ذلك في: شرح الحديث، وبيان غريبه، واستنباط فقهه وأحكامه، واستخراج فوائده، والكشف عن دقائقه.

وبذلك يقدِّم لنا - رحمه الله - مثالاً يُحْتَذى في الجمع بين: المعرفة بقواعد الحديث وقوانين روايته، والفقه فيه ومعرفة أحكامه ودرايته. وذلك - لا شكَّ - من أعظم المقاصد، وأسمى المطالب.

14- وتأكيداً للجانب العملي التطبيقي في إبراز جهود ابن القَيِّم في خدمة السنة النبوية وعلومها، فقد تناول هذا البحث مجموعة من الأحاديث التي حكم عليها ابن القَيِّم بتصحيح أو تضعيف أو غير ذلك، وتمت دراستها في ضوء أقوال الأئمة المعتبرين وحكمهم عليها، وقد بلغ عدد الأحاديث المدروسة حوالي مائة وأربعين حديثاً، أصاب ابن القَيِّم - رحمه الله - في الحكم على أكثرها، وجاء حكمه مرجوحاً في عدد قليل منها، ولا يضره ذلك ولا يقلل من مكانته؛ فإن ذلك يُعَدُّ قليلاً في جنب ما وُفِّقَ وسُدِّد فيه رحمه الله.

15- هذه الأحكام التي صدرت من هذا الإمام الجهبذ، تعد خدمةً جليلةً في مجال نقد المرويات الحديثية، وبيان درجتها، وتمييز صحيحها من غيره، وتمثل حلقة في سلسلة الجهود المباركة لأئمة النقد وفرسانه على مرِّ العصور.

(3/363)

وفي النية - إن شاء الله - حَصْرُ كُلِّ الأحاديث التي تَكَلَّم عليها في جميع مؤلفاته، وتصنيفها، وإخراجها مطبوعة بحول الله وقوته، خدمة للسنة النبوية المشرفة، ولبنة تضاف إلى البناء الموسوعي في مجال نقد المرويات الحديثية والحكم عليها.

16- وأخيراً: فإنه لا يفوتني أن أُسَجِّل توصيةً واقتراحاً ظهرت لي أهميته خلال رحلتي مع هذا الإمام العلامة، وهو: أنَّ تراثَ ذلك الإمام البحر لا يزال في حاجة مَاسَّة إلى خدمة أهل العلم وطلابه، وذلك باستخراج مكنون فوائده، وتقريب علومه للناس عامة، وأحسب أن ما قام به الشيخ بكر أبو زيد في كتابه: (تقريب فقه ابن القَيِّم) يمثل نموذجاً يُحْتَذَى في بقية علوم ابن القَيِّم.

فإنَّ استخراج الفوائد المتعلقة بكلِّ فَنٍّ من كُتب ابن القَيِّم المختلفة، وضَمِّ ما توافَقَ من ذلك في شكل موسوعي، أمرٌ تتطلبه ظروف الحياة العلمية في وقتنا الحاضر.

ولذلك فإنني أهيبُ بالهيئات العلمية المتخصصة - وعلى رأسها أقسام الدراسات العليا في هذه البلاد المباركة - أن توجه جهود باحثيها إلى خدمة علوم هذا الإمام وتراثه المبارك.

وَيُقَال مثل ذلك عن كتبه ومؤلفاته؛ فإن الكثير منها لا يزال بحاجة إلى تحقيق عِلْمِيٍّ يليقُ بمكانة هذا الإمام، ويتيح فرصاً أكثر للانتفاع بها.

(3/364)

ولذلك فإنني ألفت أنظار أهل العلم الغيورين على تراث هذا الإمام، المحبين له ولعلومه، إلى أن يولوا هذا الأمر عنايتهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

(3/365)

مصاااااااادر ومراجع

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها

مصادر ومراجع

...

المصادر المطبوعة

1- ابن قيم الجوزية - حياته وآثاره.

د/ بكر بن عبد الله أبو زيد. نشر المكتب الإسلامي - بيروت، ومكتبة الرشد - الرياض، ط2، 1403هـ.

2- ابن قيم الجوزية وجهوده في الدفاع عن عقيدة السلف.

د/ عبد الله محمد جار النبي. نشر مؤسسة مكة للطباعة والإعلام، ط1، 1406هـ.

3- اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية.

لابن القيم. تصحيح لجنة بإشراف الناشر - نشر دار الكتب العلمية - بيروت، ط1، 1404هـ.

4- الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة.

لأبي الحسنات، محمد بن عبد الحي، اللكنوي، الهندي (ت1304هـ) . تحقيق: عبد الفتاح أبي غدة - نشر مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، ط2، 1404هـ.

(3/469)

5- الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان.

ترتيب علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت 739هـ) . تحقيق: كمال يوسف الحوت - نشر دار الكتب العلمية - بيروت، ط1، 1407هـ.

6- أحكام أهل الذمة.

لابن القيم. تحقيق: د/ صبحي الصالح - نشر دار العلم للملايين، بيروت، ط2، 1401هـ.

7- أحوال الرجال.

لأبي إسحاق، إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (ت 259هـ) . تحقيق: السيد صبحي السامرائي - نشر مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1405هـ.

8- اختصار علوم الحديث.

للحافظ ابن كثير (ت 774هـ) . تحقيق: أحمد محمد شاكر - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، (مطبوع مع الباعث الحثيث) .

9- اختلاف الحديث.

للإمام الشافعي محمد بن إدريس (ت 204هـ) . تحقيق: محمد أحمد عبد العزيز - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1406هـ.

(3/470)

10- آداب الزفاف في السنة المطهرة.

لمحمد ناصر الدين الألباني. نشر مكتبة التراث الإسلامي، عمان الأردن، ط2، للطبعة الجديدة بالقاهرة، 1409هـ.

11- الأدب المفرد.

للإمام البخاري، محمد بن إسماعيل (ت 256هـ) . نشر دار الكتب العلمية، بيروت.

12- الأذكار النووية.

للنووي، محيي الدين يحيى بن شرف النووي (ت 676هـ) . تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط - نشر دار الملاح، 1391هـ.

13- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل.

للشيخ/ محمد ناصر الدين الألباني. إشراف/ زهير الشاويش - نشر المكتب الإسلامي، بيروت، ط1، 1399هـ.

14- الاستذكار لمذاهب فقهاء الأمصار

لابن عبد البر، يوسف بن عبد الله بن محمد (ت 463هـ) . تحقيق: علي النجدي ناصف - نشر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة، 1393هـ.

(3/471)

15- الاستيعاب في أسماء الأصحاب.

لأبي عمر بن عبد البر. مطبوع بهامش الإصابة - (انظر الإصابة) .

16- الأسماء والصفات.

للبيهقي، أحمد بن علي بن الحسين (ت 458هـ) . نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1405هـ.

17- الإصابة في تمييز الصحابة.

لابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر (ت 852هـ) . نشر مطبعة السعادة، مصر، ط1، 1328هـ.

18- أصول التخريج ودراسة الأسانيد.

للدكتور/ محمود الطحان. نشر مكتبة الرشد، الرياض، السعودية، ط5، 1403هـ.

19- الاعتبار في بيان الناسخ والمنسوخ من الآثار.

لأبي بكر محمد بن موسى الحازمي (ت 584هـ) . تعليق: راتب حاكمي - نشر مطبعة الأندلس، حمص، ط1، 1386هـ.

20- اعتقادات فرق المسلمين والمشركين.

للرازي، فخر الدين محمد بن عمر (ت 606هـ) . تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، ومصطفى الهواري - نشر مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، 1398هـ.

(3/472)

21- إعلام الموقعين عن رب العالمين.

لابن القيم، شمس الدين، محمد بن أبي بكر (ت 751هـ) . تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، نشر دار الجيل، بيروت.

22- إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان.

لابن القيم. تحقيق: محمد عفيفي - نشر المكتب الإسلامي، الرياض، السعودية، ومكتبة فرقد الخاني، ط1، 1406هـ.

23- إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان.

لابن القيم. تحقيق: محمد حامد الفقي - نشر دار المعرفة، بيروت، ط2، 1395هـ.

24- الاقتراح في بيان الاصطلاح.

لتقي الدين بن دقيق العيد (ت 702هـ) . تحقيق: قحطان الدوري - نشر مطبعة الإرشاد، بغداد، 1402هـ

25- الإلزامات والتتبع.

للدارقطني، علي بن عمر (ت 385هـ) . تحقيق: مقبل بن هادي الوادعي - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1405هـ.

(3/473)

26- الإلمام بأحاديث الأحكام.

لتقي الدين ابن دقيق العيد. تعليق: محمد سعيد المولوي - نشر دار الثقافة الإسلامية، الرياض، ط1، 1383هـ.

27- الأمثال في القرآن الكريم.

لابن القيم. تحقيق: سعيد محمد نمر الخطيب - نشر دار المعرفة، بيروت، 1981م.

28- الأمصار ذوات الآثار.

للحافظ الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748هـ) . تحقيق: قاسم علي سعد - نشر دار البشائر الإسلامية، بيروت، 1406هـ.

29- الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث.

لأحمد محمد شاكر. نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط2 (مطبوع مع اختصار علوم الحديث) .

30- البداية والنهاية:

لابن كثير، عماد الدين أبي الفداء (ت 774هـ) . تحقيق: د/ أحمد أبو ملحم، د/ علي نجيب عطوي وآخرون - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1405هـ.

(3/474)

31- بدائع الفوائد.

لابن القيم. نشر دار الكتاب العربي، بيروت.

32- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع.

للشوكاني، محمد بن عليّ بن محمد (ت1250هـ) . نشر الشيخ معروف باسندوه، القاهرة، ط1، 1348هـ.

33- بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس.

لأحمد بن يحيى الضَّبِّي (ت 599هـ) . نشر دار الكاتب العربي، بيروت 1967م.

34- بغية الملتمس في سباعيات حديث مالك بن أنس.

للعلائي، صلاح الدين خليل بن كيكلدي (ت 761هـ) . تحقيق: حمدي السلفي - نشر عالم الكتب، بيروت، ط 1، 1405هـ.

35- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة.

لجلال الدين السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911هـ) . تحقيق: محمد أبي الفضل إبراهيم - نشر دار الفكر، ط4، 1399هـ.

36- بلوغ المرام من أدلة الأحكام.

لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) . تحقيق: محمد حامد الفقي - نشر دار النهضة.

(3/475)

37- التاج المكلل من جواهر الطراز الآخر والأول.

لصديق حسن خان (ت 1307هـ) . تحقيق: عبد الحكيم شرف الدين - نشر المطبعة الهندية، بمباي - الهند، ط2، 1383هـ.

38- التاريخ.

ليحيى بن معين، برواية الدوري عنه. تحقيق: د/ أحمد نور سيف - نشر مركز البحث العلمي لإحياء التراث، بجامعة أم القرى، ط1، 1399هـ.

39- تاريخ أبي زرعة الدمشقي.

لعبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان، البصري (ت 281هـ) . تحقيق: شكر الله قوجاني.

40- تاريخ أسماء الثقات.

لابن شاهين، أبي حفص عمر بن شاهين (ت 385هـ) . تحقيق: صبحي السامرائي - نشر الدار السلفية، الكويت، ط1، 1404هـ.

41- تاريخ بغداد.

لأبي بكر، أحمد بن علي بن ثابت، الخطيب (ت 463هـ) . نشر دار الكتاب العربي، بيروت.

(3/476)

42- تاريخ الثقات.

للحافظ، أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي (ت 261هـ) (بترتيب الهيثمي) . تحقيق: عبد المعطي قلعجي - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1405هـ.

43- تاريخ الدارمي عن ابن معين في تجريح الرواة وتعديلهم.

لعثمان بن سعيد الدارمي (ت 280هـ) . تحقيق: د/ أحمد نور سيف - نشر مركز البحث العلمي، جامعة أم القرى بمكة.

44- التاريخ الكبير.

لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256هـ) . نشر دار الكتب العلمية، بيروت (عن طبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد، الهند، 1361هـ) .

45- تأويل مختلف الحديث.

لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت 276هـ) . تصحيح: محمد زهري النجار - نشر دار الجيل، بيروت، 1393هـ.

(3/477)

46- تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد.

للشيخ: محمد ناصر الدين الألباني. نشر المكتب الإسلامي، بيروت، ط3، 1398هـ.

47- تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي.

للمباركفوري (ت 1253هـ) . تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان - نشر المكتبة السلفية، المدينة المنورة، ط2، 1384هـ.

48- تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف.

للحافظ جمال الدين، أبي الحجاج المزي (ت 742هـ) . تحقيق: عبد الصمد شرف الدين - نشر الدار القيمة، بمباي، الهند، ط1، 1403هـ.

49- تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين.

للشوكاني، محمد بن علي بن محمد (ت 1250هـ) . تحقيق: محمد بن محمد زبارة - نشر شركة مصطفى الحلبي، القاهرة، ط2، 1375هـ.

50- تحفة المودود بأحكام المولود.

لابن القيم. تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط - نشر مكتبة دار البيان، دمشق، ط1، 1391هـ.

(3/478)

51- تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي.

لجلال الدين، عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911هـ) . تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف - نشر دار الكتب الحديثة، القاهرة، ط2، 1385هـ.

52- تذكرة الحفاظ.

لأبي عبد الله الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748هـ) . نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1.

53- تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم.

لابن جماعة، إبراهيم بن سعد الله (ت 733هـ) . تحقيق: السيد محمد هاشم الندوي - نشر دائرة المعارف العثمانية، الهند، 1354هـ (وعنها صورته دار الكتب العلمية - بيروت) .

54- الترغيب والترهيب.

للأصبهاني، أبي القاسم إسماعيل بن محمد (ت 535هـ) . تحقيق: محمد بسيوني زغلول - نشر مكتبة النهضة الحديثة.

55- الترغيب والترهيب من الحديث الشريف.

لزكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري (ت 656هـ) . تحقيق: مصطفى محمد عمارة - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1406هـ.

(3/479)

56- التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح.

لأبي الوليد الباجي (ت 474هـ) . تحقيق: د/ أبو لبابة حسين - نشر دار اللواء، الرياض، ط1، 1406هـ.

57- تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس.

لابن حجر العسقلاني، (ت 852هـ) . تحقيق: عبد الغفار سليمان البنداري، ومحمد أحمد عبد العزيز - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1405هـ.

58- تغليق التعليق على صحيح البخاري.

لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) . تحقيق: سعيد موسى القزقي - نشر المكتب الإسلامي، دار عمار، ط1، 1405هـ.

59- تفسير القرآن العظيم.

لابن كثير، عماد الدين (ت 774هـ) . تصحيح: نخبة من العلماء - نشر دار إحياء الكتب العربية، القاهرة.

60- تقريب التهذيب.

لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) . تحقيق: محمد عوامة - نشر دار الرشيد، حلب، سوريا، ط1، 1406هـ.

(3/480)

61- التقريب والتيسير.

للإمام النووي، محيي الدين يحيى بن شرف (ت 676هـ) . نشر مكتبة خاور، باكستان، لا هور، 1399هـ.

62- التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح.

للحافظ عبد الرحيم بن الحسين، العراقي (ت 806هـ) . تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان - نشر المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، ط1، 1389هـ.

63- التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير.

لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) . تحقيق: السيد عبد الله هاشم اليماني - نشر المدينة المنورة، 1384هـ.

64- تمام المنة في التعليق على فقه السنة.

لمحمد ناصر الدين الألباني. نشر المكتبة الإسلامية، الأردن، ودار الراية، الرياض، ط2، 1408هـ.

65- التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد.

لأبي عمر بن عبد البر (ت 463هـ) . تحقيق: مجموعة من المحققين - نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المغرب، (ج1 - 21) من سنة 1387 - 1410هـ.

(3/481)

66- التمييز.

للإمام مسلم بن الحجاج (ت 261هـ) . تحقيق: د/ محمد مصطفى الأعظمي - نشر شركة الطباعة السعودية، الرياض، ط2، 1402هـ.

67- تهذيب التهذيب.

لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) . نشر دار الفكر العربي، صورة عن طبعة دائرة المعارف النظامية بالهند، ط1، 1327هـ.

68- تهذيب سنن أبي داود.

لابن القيم. تحقيق: أحمد محمد شاكر، ومحمد حامد الفقي - نشر دار المعرفة، بيروت.

69- تهذيب الكمال في أسماء الرجال.

للمزي، جمال الدين، أبي الحجاج يوسف المزي (ت 742هـ) . تحقيق: بشار عواد - نشر مؤسسة الرسالة، بيروت.

70- التوحيد وإثبات صفات الرب عزوجل.

لأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة (ت 311هـ) . تحقيق: د/ عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان - نشر دار الرشيد، الرياض، ط1، 1408هـ.

(3/482)

71- الثقات.

لأبي حاتم، محمد بن حبان البستي (ت 354هـ) . نشر مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، الهند، ما بين (1393 - 1403هـ) ط1.

- (الثقات) لابن شاهين = تاريخ أسماء الثقات.

- (الثقات) للعجلي = تاريخ الثقات.

72- جامع الأصول في أحاديث الرسول.

لأبي السعادات، المبارك بن محمد بن الأثير (ت 606هـ) . تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط - نشر مكتبة دار البيان، بيروت وغيرها، 1392هـ.

73- جامع البيان عن تأويل آي القرآن.

للطبري، محمد بن جرير (ت 310هـ) . تحقيق: محمود محمد شاكر، وأحمد محمد شاكر - نشر دار المعارف، القاهرة.

74- جامع التحصيل في أحكام المراسيل.

لصلاح الدين العلائي (ت 761هـ) . تحقيق: حمدي السلفي - نشر وزارة الأوقاف بالعراق، 1398هـ.

(3/483)

75- جامع الترمذي.

لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 279هـ) . تحقيق: أحمد محمد شاكر، وجماعة - نشر مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، ط2، 1398هـ.

76- الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير.

للسيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911هـ) . نشر دار المعرفة، بيروت، ط2، 1391هـ (ومعه: فيض القدير شرح الجامع الصغير) .

77- الجرح والتعديل.

لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت 327هـ) . تحقيق: عبد الرحمن المعلمي اليماني - نشر دار الكتب العلمية، بيروت (صورة عن الطبعة الأولى في دائرة المعارف العثمانية، الهند، 1271هـ) .

78- جزء القراءة خلف الإمام.

للإمام البخاري (ت 256هـ) . تحقيق: فضل الرحمن الثوري - نشر المكتبة السلفية، لاهور - باكستان، ط1، 1400هـ.

79- جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام.

لابن القيم. نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1405هـ.

(3/484)

80- جلاء العينين في محاكمة الأحمدين.

للألوسي، نعمان بن محمود خير الدين (ت 1317هـ) . نشر مطبعة المدني، القاهرة، 1381هـ.

81- الجمع بين رجال الصحيحين.

لأبي الفضل محمد بن طاهر بن القيسراني (ت 507هـ) . نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1405هـ. - الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي = الداء والدواء.

82- الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد.

لابن عبد الهادي، يوسف بن الحسن بن عبد الهادي، الدمشقي (ت909هـ) .

تحقيق: د/ عبد الرحمن بن سليمان العثيمين - نشر مكتبة الخانجي، القاهرة، ط1، 1407هـ.

83- الجوهر النقي في الرد على البيهقي.

لعلاء الدين بن علي بن عثمان المارديني، ابن التركماني (ت 745هـ) . نشر دار الفكر، بيروت (مطبوع مع سنن البيهقي) .

84- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.

لابن القيم. تحقيق: د/ السيد الجميلي - نشر دار الكتاب العربي، بيروت، ط2، 1406هـ.

(3/485)

85- حجة النبي صلى الله عليه وسلم.

لابن حزم، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي (ت 456هـ) . تحقيق: د/ ممدوح حقي - نشر دار اليقظة العربية، بيروت، ط2، 1966م.

86- حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة.

للسيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911هـ) . تحقيق: محمد أبي الفضل إبراهيم - نشر دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، ط1، 1387هـ.

87- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء.

لأبي نعيم، أحمد بن عبد الله الأصبهاني (430هـ) . نشر دار الكتاب العربي، بيروت، ط3، 1400هـ.

88- حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.

لمحمد بهجة البيطار. نشر المكتب الإسلامي، ط2.

89- الداء والدواء.

لابن القيم. تحقيق: محمد جميل غازي - نشر مطبعة المدني، القاهرة، 1398هـ.

(3/486)

90- الدارس في تاريخ المدارس.

للنعيمي، عبد القادر بن محمد الدمشقي (ت 927هـ) . تحقيق: جعفر الحسني - نشر الثقافة الدينية، 1988م.

91- دراسات في علوم الحديث.

للدكتور/ العجمي دمنهوري. نشر دار الطباعة المحمدية، القاهرة، ط1، 1403هـ.

92- الدراية في تخريج أحاديث الهداية.

لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) . تحقيق: السيد عبد الله هاشم اليماني - نشر دار المعرفة، بيروت.

93- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة.

لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) . تحقيق: محمد سيد جاد الحق - نشر دار الكتب الحديثة، القاهرة.

94- الدعاء.

لأبي القاسم، سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360هـ) . تحقيق: د/ محمد سعيد بن محمد حسن البخاري - نشر دار البشائر الإسلامية، ط1، 1407هـ.

95- الدليل الشافي على المنهل الصافي.

لابن تَغْري بردي، (ت 874هـ) . تحقيق: فهيم محمد شلتوت - نشر مركز البحث العلمي، كلية الشريعة، مكة المكرمة.

(3/487)

96- ذم الملاهي.

لابن أبي الدنيا، أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد (ت 281هـ) . تحقيق: محمد عبد القادر عطا - نشر دار الاعتصام، القاهرة، 1387م.

97- الذهبي ومنهجه في تاريخ الإسلام.

للدكتور/ بشار عواد. نشر مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة، ط1، 1976م

98- ذيل ابن عبد الهادي على طبقات ابن رجب.

ليوسف بن حسن بن عبد الهادي (ت 909هـ) . تحقيق: محمود بن محمد الحداد - نشر دار العاصمة، الرياض، ط1، 1408هـ.

99- ذيل تذكرة الحفاظ.

لأبي المحاسن محمد بن علي بن الحسن الحسيني، الدمشقي (ت 765هـ) . نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت.

100- ذيل تذكرة الحفاظ.

للحافظ جلال الدين السيوطي (ت 911هـ) . نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت.

(3/488)

101- ذيل طبقات الحنابلة.

لأبي الفرج، عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (ت 795هـ) . تحقيق: محمد حامد الفقي - نشر مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، 1372هـ.

102- ذيل العبر في خبر من غبر.

لأبي المحاسن الدمشقي، محمد بن علي بن الحسن الحسيني (ت 765هـ) .

تحقيق: أبي هاجر محمد بسيوني زغلول - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1405هـ.

103- رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد.

تحقيق: محمد حامد الفقي - نشر حديث أكادمي، فيصل آباد، باكستان، 1402هـ.

104- الرد الوافر.

لابن ناصر الدين الدمشقي (ت 842هـ) . تحقيق: زهير الشاويش - نشر المكتب الإسلامي.

105- الرسالة.

للإمام الشافعي (ت 204هـ) . تحقيق: أحمد محمد شاكر. (بدون تاريخ طبع، وبدون ناشر) .

(3/489)

106- رسالة في الرد على الرافضة.

لأبي حامد محمد المقدسي (ت 888هـ) . تحقيق: عبد الوهاب خليل الرحمن - نشر الدار السلفية، الهند، ط1، 1403هـ.

107- الرفع والتكميل في الجرح والتعديل.

لمحمد بن عبد الحي اللكنوي (ت 1304هـ) . تحقيق: عبد الفتاح أبي غدة - نشر مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، سوريا، ط3، 1407هـ.

108- الروح.

لابن القيم. نشر مكتبة المدني، جدة، السعودية.

109- الروض الأنف في شرح السيرة النبوية.

لعبد الرحمن السهيلي (ت 581هـ) . تحقيق: عبد الرحمن الوكيل - نشر دار الكتب الحديثة، القاهرة، 1390هـ.

110- روضة المحبين ونزهة المشتاقين.

لابن القيم. تحقيق: د/ السيد الجميلي - نشر دار الكتاب العربي، بيروت، ط2، 1407هـ.

(3/490)

111- رياض الصالحين.

للنووي، محيي الدين، يحيى بن شرف (ت676هـ) . تحقيق: عبد العزيز رباح وأحمد الدقاق - نشر دار المأمون للتراث، بيروت، ط2.

112- زاد المعاد في هدي خير العباد.

لابن القيم. تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عبد القادر الأرنؤوط - نشر مؤسسة الرسالة، مكتبة المنار، ط3، 1406هـ.

113 - سبل السلام شرح بلوغ المرام.

للصنعاني، محمد بن إسماعيل الأمير (ت 1182هـ) . تحقيق: محمد عبد العزيز الخولي - نشر دار الجيل، 1400هـ.

114- سلسلة الأحاديث الصحيحة.

لمحمد ناصر الدين الألباني. نشر المكتب الإسلامي، ط2، 1399هـ.

115- سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة.

لمحمد ناصر الدين الألباني. نشر المكتب الإسلامي، بيروت، ط4، 1398هـ.

(3/491)

116- السلوك لمعرفة دول الملوك.

للمقريزي، أبي العباس، أحمد بن علي (ت 845هـ) . تحقيق: محمد مصطفى زيادة - نشر مطبعة لجنة التأليف والنشر والترجمة، القاهرة، ط1، 1958م.

117- السنن.

لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت 275هـ) . تحقيق: عزت عبيد الدعاس - نشر محمد علي السيد، حمص، سوريا، ط1، 1388هـ.

118- السنن.

لأبي عبد الله، محمد بن يزيد بن ماجه، القزويني (ت 275هـ) . تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي - نشر دار إحياء الكتب العربية.

119- السنن.

للإمام علي بن عمر الدارقطني (ت 358هـ) . نشر دار الفكر، بيروت. (معه: التعليق المغني) .

120- السنن.

لسعيد بن منصور (ت 227هـ) . تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1405هـ.

121- السنن الصغرى (المجتبى) .

للإمام أحمد بن شعيب النسائي (ت 303هـ) . نشر إحياء التراث العربي، بيروت.

(3/492)

122- السنن الكبرى.

لأبي بكر، أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت 458هـ) . نشر دار الفكر، بيروت.

123- السُّنَّة.

للإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل - عن أبيه. تحقيق: أبي هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1405هـ.

124- السُّنَّة.

لابن أبي عاصم، الضحاك بن مخلد الشيباني (ت 287هـ) . نشر المكتب الإسلامي، ط1، 1400هـ.

125- سؤالات الآجري أبا داود في الجرح والتعديل ج3.

تحقيق: محمد علي قاسم العمري - نشر المجلس العلمي، إحياء التراث الإسلامي، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، ط1، 1403هـ.

126- سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين.

لإبراهيم بن عبد الله الختلي (ت 260هـ) . تحقيق: د/ أحمد محمد نور سيف - نشر مكتبة الدار بالمدينة المنورة، ط1، 1408هـ.

127- سؤالات البرقاني للدارقطني.

تحقيق: د/ عبد الرحيم القشقري - نشر أحمد ميان تهانوي، لاهور، باكستان، ط1، 1404هـ.

(3/493)

128- سؤالات الحاكم النيسابوري للدارقطني.

تحقيق: د/ موفق بن عبد الله بن عبد القادر - نشر مكتبة المعارف، الرياض، ط1، 1404هـ.

129- سؤالات حمزة السهمي للدارقطني وغيره من المشايخ.

تحقيق: د/ موفق بن عبد الله - نشر مكتبة المعارف، الرياض، ط1، 1404هـ.

130- سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة لعلي بن المديني في الجرح والتعديل.

تحقيق: د/ موفق بن عبد الله - نشر مكتبة المعارف، الرياض، ط1، 1404هـ.

131- سير أعلام النبلاء.

للحافظ أبي عبد الله الذهبي (ت 748هـ) . تحقيق: بشار عواد، وشعيب الأرنؤوط وغيرهما - نشر مؤسسة الرسالة ما بين سنة (1401 - 1405هـ) .

132- السيرة النبوية.

لابن هشام. تحقيق: مصطفى السقا، وإبراهيم الأبياري، وعبد الحفيظ شلبي - القاهرة، ط2، 1375هـ.

133- شذرات الذهب في أخبار من ذهب.

لأبي الفلاح، عبد الحيِّ بن العماد (ت 1089هـ) . نشر المكتب التجاري للطباعة والنشر، بيروت.

(3/494)

134- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة.

لأبي القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت 418هـ) .

تحقيق: د/ أحمد سعد حمدان - نشر دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض.

135- شرح ألفية العراقي.

للعراقي عبد الرحيم بن الحسين (ت 806هـ) . نشر دار الكتب العلمية، بيروت.

136- شرح السنة.

لأبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي (ت 510هـ) .

تحقيق: شعيب الأرنؤوط، ومحمد زهير الشاويش - نشر المكتب الإسلامي، ط1، 1400هـ.

137- شرح صحيح مسلم.

للإمام النووي، محيي الدين، يحيى بن شرف (ت 676هـ) . نشر مكتبة الرياض الحديثة.

138- شرح علل الترمذي.

لزين الدين، عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (ت 795هـ) . تحقيق: صبحي جاسم الحميد - نشر وزارة الأوقاف بالعراق.

(3/495)

139- شرح معاني الآثار.

للطحاوي، أحمد بن محمد بن سلامة (ت 321هـ) . تحقيق: محمد زهري النجار - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1399هـ.

140- شرح المواهب اللدنية.

للزرقاني، محمد بن عبد الباقي بن يوسف (ت 1122هـ) . نشر دار المعرفة، بيروت، ط2، 1393هـ.

141- شرف أصحاب الحديث.

للخطيب البغدادي، أحمد بن علي بن ثابت (ت 463هـ) . تحقيق: محمد سعيد أوغلي - نشر دار إحياء السنة النبوية، أنقرة، تركيا.

142- الشريعة.

لأبي بكر محمد بن الحسين الآجري (ت 360هـ) . تحقيق: محمد حامد الفقي - نشر باكستان، حديث أكادمي، فيصل آباد، ط1، 1403هـ.

143- شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل.

لابن القيم. نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1407هـ.

(3/496)

144- الشمائل المحمدية.

لأبي عيسى الترمذي، محمد بن عيسى بن سورة (ت 279هـ) . تعليق: محمد عفيف الزعبي - نشر دار العلم للطباعة والنشر، جدة، ط1، 1403هـ.

145- صحيح ابن خزيمة.

لأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة (ت 311هـ) . تحقيق: د/ محمد مصطفى الأعظمي - نشر شركة الطباعة السعودية المحدودة، الرياض، ط2، 1401هـ.

146- صحيح البخاري.

لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256هـ) . تصحيح: محب الدين الخطيب - نشر وتوزيع إدارة البحوث والإفتاء، الرياض (مطبوع مع فتح الباري) .

147- صحيح الجامع الصغير وزيادته.

للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، نشر المكتب الإسلامي، ط1، 1388هـ.

148- صحيح سنن ابن ماجه.

لناصر الدين الألباني. نشر المكتب الإسلامي، بيروت، ط1، 1407هـ.

(3/497)

149- صحيح مسلم.

لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري (ت 261هـ) . تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي - توزيع إدارة البحوث العلمية والإفتاء، الرياض، 1400هـ.

150- الصفات.

لعليّ بن عمر الدارقطني (ت 385هـ) . تحقيق: د/ علي بن محمد بن ناصر فقيهي - ط1، 1403هـ.

151- صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.

للشيخ محمد ناصر الدين الألباني. نشر المكتب الإسلامي، ط8، 1397هـ.

152- الصلاة، وحكم تاركها.

لابن القيم. تحقيق: تيسير زعيتر - نشر المكتب الإسلامي، بيروت، ط2، 1405هـ.

153- الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة.

لابن القيم. تحقيق: د/ علي بن محمد الدخيل الله - نشر دار العاصمة، الرياض، ط1، 1408هـ. (قطعة منه في أربعة مجلدات) .

(3/498)

154- الضعفاء الصغير.

لمحمد بن إسماعيل البخاري (ت 256هـ) . تحقيق: بوران الضناوي - نشر عالم الكتب، بيروت، ط1، 1404هـ.

155- الضعفاء الكبير.

لأبي جعفر، محمد بن عمرو بن موسى العقيلي (ت 322هـ) . تحقيق: عبد المعطي قلعجي - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1404هـ.

156- الضعفاء والمتروكين.

لأبي الحسن الدارقطني (ت 385هـ) . تحقيق: د/ موفق بن عبد الله بن عبد القادر - نشر مكتبة المعارف، الرياض، ط1، 1404هـ.

157- الضعفاء والمتروكين.

لأبي عبد الرحمن، أحمد بن شعيب النسائي (ت 303هـ) . تحقيق: محمود إبراهيم زايد - نشر دار الوعي، حلب.

158- الضعفاء والمتروكين.

لأبي الفرج بن الجوزي، عبد الرحمن بن علي بن محمد (ت 597هـ) .

تحقيق: عبد الله القاضي - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1406هـ.

(3/499)

159- ضعيف الجامع الصغير وزيادته.

للشيخ/ محمد ناصر الدين الألباني. نشر المكتب الإسلامي، ط2، 1399هـ.

160- ضعيف سنن ابن ماجه.

للشيخ/ محمد ناصر الدين الألباني. نشر المكتب الإسلامي، ط1، 1408هـ.

161- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع.

لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902هـ) . نشر مكتبة الحياة، بيروت.

162- طبقات الحفاظ.

لجلال الدين السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911هـ) . مراجعة: لجنة من العلماء بإشراف الناشر - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، 1403هـ.

163- طبقات الشافعية.

لأبي بكر بن قاضي شهبة (ت 851هـ) . تحقيق: د/ عبد العليم خان - نشر مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، الهند، ط1، 1398هـ.

164- الطبقات الكبرى.

لابن سعد، محمد بن سعد بن منيع البصري (ت 230هـ) . نشر دار صادر، بيروت.

(3/500)

- طبقات المدلسين = تعريف أهل التقديس.

165- طبقات المفسرين.

للداودي، محمد بن علي بن أحمد (ت 945هـ) . تحقيق: علي بن محمد عمر - نشر مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1392هـ.

166- طرح التثريب في شرح التقريب.

لأبي زرعة العراقي (ت 826هـ) . نشر دار المعارف، سوريا، حلب.

167- الطرق الحكمية في السياسة الشرعية.

لابن القيم. تحقيق: محمد حامد الفقي - نشر دار الكتب العلمية، بيروت.

168- طريق الهجرتين وباب السعادتين.

لابن القيم. تحقيق: عبد الله بن إبراهيم الأنصاري - نشر إدارة الشؤون الدينية بدولة قطر، 1397هـ.

169- ظلال الجنة في تخريج السنة.

للشيخ/ محمد ناصر الدين الألباني. نشر المكتب الإسلامي، ط1، 1400هـ.

(3/501)

170- عارضة الأحوذي بشرح جامع الترمذي.

لابن العربي المالكي (ت 543هـ) . نشر دار العلم للجميع، سوريا.

171- عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين.

لابن القيم. تحقيق: زكريا علي يوسف - نشر مطبعة الإمام، القاهرة.

172- العرش وما روي فيه.

لابن أبي شيبة، محمد بن عثمان العبسي (ت 297هـ) . تحقيق: محمد بن حمد الحمود - نشر مكتبة المعلا، الكويت، ط1، 1406هـ.

173- عشرة النساء.

للإمام النسائي، أحمد بن شعيب النسائي (ت 303هـ) . تحقيق: عمرو علي عمر - نشر مكتبة السنة، القاهرة، ط1، 1408هـ.

174- العصر المماليكي في مصر والشام.

للدكتور/ سعيد عاشور. نشر دار النهضة العربية، ط1، 1965م.

(3/502)

175- العظمة.

لأبي الشيخ الأصبهاني، عبد الله بن محمد إدريس (ت 369هـ) . تحقيق: د/ رضاء الله بن محمد إدريس - نشر دار العاصمة، الرياض، ط1، 1408هـ.

176- العلل.

لابن المديني، علي بن عبد الله السعدي (ت 234هـ) . تحقيق: د/ محمد مصطفى الأعظمي - نشر المكتب الإسلامي، 1980م.

177- علل الترمذي الكبير.

لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 279هـ) . ترتيب: أبي طالب القاضي.

تحقيق ودراسة: حمزة ديب مصطفى - نشر مكتبة الأقصى، عمان، الأردن، ط1، 1406هـ.

178- علل الحديث.

لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت 327هـ) . نشر دار المعرفة، بيروت.

179- العلل المتناهية في الأحاديث الواهية.

لأبي الفرج بن الجوزي (ت 597هـ) . تحقيق: إرشاد الحق الأثري - نشر إدارة العلوم الأثرية، فيصل آباد، باكستان، ط1، 1399هـ.

(3/503)

180- العلل الواردة في الأحاديث النبوية.

للدارقطني، علي بن عمر (ت 385هـ) . تحقيق: د/ محفوظ الرحمن السلفي - نشر دار طيبة، الرياض، الأجزاء (1 - 7) ، ط1 (سنة 1405 - 1409هـ) .

181- العلل ومعرفة الرجال.

للإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ) . تحقيق: د/ طلعت بيكيت، د/ إسماعيل أوغلي - نشر المكتبة الإسلامية، إستانبول، تركيا، 1987م.

182- عمل اليوم والليلة.

للنسائي، أحمد بن شعيب (ت 303هـ) . تحقيق: د/ فاروق حمادة - نشر مؤسسة الرسالة، ط1، 1406هـ.

183- عمل اليوم والليلة.

لأبي بكر، أحمد بن محمد المعروف بـ "ابن السُّنِّي" (ت 364هـ) . تحقيق: بشير محمد عيون - نشر مكتبة دار البيان، دمشق، ط1، 1407هـ.

184- العلو للعليّ الغفار.

للذهبي (ت 748هـ) . تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان - نشر المكتبة السلفية، المدينة المنورة، ط2، 1388هـ.

(3/504)

185- فتح الباري شرح صحيح البخاري.

لابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر (ت 852هـ) . توزيع رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (انظر: صحيح البخاري) .

186- فتح المغيث شرح ألفية الحديث.

لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902هـ) . تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي - نشر مطبعة الأعظمي، الهند (ج1) .

187- الفتوحات الربانية على الأذكار النووية.

لمحمد بن علان الصديقي الشافعي (ت 1057هـ) . نشر جمعية النشر والتأليف الأزهرية، القاهرة، ط1، 1348هـ.

188- الفروسية.

لابن القيم. تحقيق: عزت العطار الحسيني - نشر دار الكتب العلمية، بيروت.

189- فصل المقال في شرح كتاب الأمثال.

لأبي عبيد البكري. تحقيق: د/ إحسان عباس، د/ عبد المجيد عابدين - نشر دار الأمانة، مؤسسة الرسالة، 1391هـ.

(3/505)

190- الفصل للوصل المدرج في النقل.

للخطيب البغدادي، أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت (ت463هـ) . تحقيق: عبد السميع محمد الأنيس - نشر: دار ابن الجوزي - السعودية. ط1، 1418هـ - 1997م.

191- الفوائد.

لابن القيم. نشر المكتبة القيمة، القاهرة، ط1، 1400هـ.

192- فيض القدير شرح الجامع الصغير.

لمحمد بن عبد الرؤوف المناوي. نشر دار المعرفة، بيروت، ط2 (مطبوع مع الجامع الصغير) .

193- القراءة خلف الإمام.

للبيهقي، أحمد بن الحسين بن علي (ت 458هـ) . تحقيق: أبو هاجر محمد السعيد زغلول - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1405هـ.

194- قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث.

لمحمد جمال الدين القاسمي. تحقيق: محمد بهجة البيطار - نشر دار إحياء الكتب العربية، القاهرة.

(3/506)

195- القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع.

لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902هـ) . نشر دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1405هـ.

196- الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة.

للذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748هـ) . مراجعة: لجنة بإشراف الناشر - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1403هـ.

197- الكامل في ضعفاء الرجال.

لابن عدي، أحمد بن عبد الله الجُرْجَاني (ت 365هـ) . تحقيق: لجنة بإشراف الناشر - نشر دار الفكر، بيروت، ط1، 1404هـ (وط 3، 1409هـ) .

198- كشف الأستار عن زوائد البزار.

لنور الدين، علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807هـ) . تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي - نشر مؤسسة الرسالة، ط2، 1404هـ.

199- الكفاية في علم الرواية.

للخطيب البغدادي (ت 463هـ) . تحقيق: محمد الحافظ التيجاني - نشر دار الكتب الحديثة، القاهرة، ط1.

(3/507)

200- كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع.

للهيثمي، أحمد بن محمد بن علي بن حجر المكي (ت 974هـ) . تحقيق: محمد عبد القادر عطا - نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1406هـ.

201- الكلام على مسألة السماع.

لابن القيم. تحقيق: راشد بن عبد العزيز الحمد - نشر دار العاصمة، الرياض، ط1، 1409هـ.

202- الكنى والأسماء.

للدولابي، محمد بن أحمد بن حماد (ت 310هـ) . نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1403هـ.

203- الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات.

لمحمد بن أحمد المعروف بابن الكيال (ت 939هـ) . تحقيق: عبد القيوم عبد رب النبيِّ - نشر المجلس العلمي بجامعة أم القرى، مكة، 1401هـ.

204- لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ.

لتقي الدين محمد بن فهد المكي (ت 871هـ) . نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت.

(3/508)

205- لسان العرب.

لابن منظور (ت 711هـ) . تحقيق: عبد الله علي الكبير، ومحمد أحمد حسب الله، وهشام محمد الشاذلي - نشر دار المعارف، القاهرة.

206- لسان الميزان.

لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) . نشر مؤسسة الأعظمي للمطبوعات، بيروت، ط2، 1390هـ.

207- المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين.

لمحمد بن حبان البستي (ت 354هـ) . تحقيق: محمود إبراهيم زايد - نشر دار المعرفة، بيروت.

208- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد.

لنور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807هـ) . نشر دار الكتاب العربي، بيروت، ط3، 1402هـ.

209- المجموع شرح المهذب.

للنووي، يحيى بن شرف (ت 676هـ) . تحقيق: محمد نجيب المطيعي - نشر مكتبة الإرشاد، جدة، السعودية.

(3/509)

210- مجموع الفتاوى.

لشيخ الإسلام ابن تيمية. جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد العاصمي النجدي، وولده محمد - طبعة الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين.

211- المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث.

لأبي موسى المديني (ت 581هـ) . تحقيق: عبد الكريم الغرباوي - من مطبوعات مركز البحث العلمي، بجامعة أم القرى، ط1، 1406هـ.

212- الْمُحَلَّى.

لابن حزم، علي بن أحمد بن سعيد (ت 456هـ) . نسخة مقابلة على نسخة الشيخ/ أحمد شاكر - نشر المكتب التجاري للطباعة والنشر، بيروت.

213- مختار الصحاح.

لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي (ت 666هـ) . نشر دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1967م.

214- مختصر سنن أبي داود.

للمنذري، محمد بن عبد العظيم بن عبد القوي (ت 656هـ) . تحقيق: أحمد محمد شاكر، ومحمد حامد الفقي - نشر دار المعرفة، بيروت.

(3/510)

215- مختصر (الشمائل المحمدية) - للترمذي.

اختصره: الشيخ الألباني. نشر المكتبة الإسلامية، عمان - الأردن، ط1، 1405هـ.

216- مختصر (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) - لابن القيم.

اختصره: محمد الموصلي. نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1405هـ.

217- مختصر طبقات الحنابلة.

للشطي، محمد بن عمر بن محمد (ت 1379هـ) . نشر دمشق، 1339هـ.

218- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين.

لابن القيم. مراجعة: لجنة من العلماء بإشراف الناشر - نشر دار الكتب العلمية، ط1، 1403هـ.

219- مدينة دمشق - دراسة في جغرافية المدن.

للدكتور/ صفوح خير. من منشورات وزارة الثقافة والسياحة - سوريا، 1969م.

220- المراسيل.

لأبي داود السجستاني (ت 275هـ) . تحقيق: شعيب الأرنؤوط - نشر مؤسسة الرسالة، ط1، 1408هـ.

(3/511)

221- المراسيل.

لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم (ت 327هـ) . تحقيق: شكر الله نعمة الله قوجاني - نشر مؤسسة الرسالة، 1397هـ.

222- مسائل الإمام أحمد بن حنبل - رواية ابنه عبد الله.

تحقيق: علي سليمان المهنا - نشر مكتبة الدار، المدينة المنورة، ط1، 1406هـ.

223- المستدرك على الصحيحين.

لأبي عبد الله الحاكم، محمد بن محمد (ت 405هـ) . نشر دار الكتاب العربي، بيروت.

224- المسند.

للإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ) . نشر المكتب الإسلامي، بيروت، ط2، 1398هـ.

225- المسند.

للإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ) . تحقيق: أحمد محمد شاكر - نشر دار المعارف، القاهرة، ط4، 1373هـ.

226- مسند أبي عوانة.

ليعقوب بن إسحاق الإسفراييني (ت 310هـ) . طبع دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، الهند، 1362هـ.

(3/512)

227- مسند إسحاق بن راهويه (مسند أم المؤمنين عائشة) .

لابن راهويه، إسحاق بن إبراهيم بن مخلد (ت 238هـ) . تحقيق د/ عبد الغفور البلوشي.

نشر مكتبة الإيمان، المدينة المنورة، ط1، 1410هـ (ج2 - 3) .

228- مسند البزار.

لأبي بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار، تحقيق: د/ محفوظ الرحمن زين الله - نشر مؤسسة علوم القرآن، بيروت، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، ط1، 1409هـ (الأجزاء 1 - 9) .

229- مسند الدارمي.

لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت 255هـ) . تحقيق: السيد عبد الله هاشم اليماني - نشر السنة، ملتان، باكستان.

230- مسند أبي داود الطيالسي.

لسليمان بن داود (ت 204هـ) . نشر دار المعرفة، بيروت.

231- مسند الشافعي.

نشر دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1400هـ.

232- مسند أبي يعلى الموصلي.

لأحمد بن علي بن المثنى التميمي (ت 307هـ) . تحقيق: حسين سليم أسد - نشر دار المأمون للتراث، دمشق، بيروت، ط1 (1404هـ إلى 1409هـ) .

(3/513)

233- مشكاة المصابيح.

لمحمد بن عبد الله الخطيب التبريزي، توفي بعد (737هـ) . تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني - نشر المكتب الإسلامي، ط2، 1399هـ

234- مصابيح السنة.

للبغوي، أبي محمد، الحسين بن مسعود الفراء (ت 516هـ) . نشر مطبعة بولاق، القاهرة، تم طبعه 1294هـ.

235- مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه.

أحمد بن أبي بكر، شهاب الدين البوصيري (ت 840هـ) . تحقيق: محمد المنتقى الكشناوي - نشر الدار العربية للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1402هـ.

236- المصباح المنير في غريب الشرح الكبير.

لأحمد بن محمد بن علي الفيومي (ت 770هـ) . نشر المكتبة العلمية، بيروت.

237- المصنف.

لعبد الله بن محمد بن أبي شيبة (ت 335هـ) . تحقيق: عبد الخالق الأفغاني - نشر الدار السلفية، بمباي، الهند، 1399هـ.

238- المصنف.

لعبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211هـ) . تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي - 1390هـ.

(3/514)

239- معالم السنن.

لأبي سليمان الخطابي (ت 388هـ) . تحقيق: أحمد محمد شاكر، ومحمد حامد الفقي - نشر دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت (مطبوع مع مختصر المنذري، وتهذيب ابن القيم) .

240- معالم وأعلام في بلاد العرب.

لأحمد قدامة. دمشق، سوريا، 1385هـ.

241- المعجم الأوسط.

للحافظ أبي القاسم الطبراني، سليمان بن أحمد (ت 360هـ) . تحقيق: محمود الطحان - نشر مكتبة المعارف، الرياض (الأجزاء 1 - 3) ط1 (1405 - 1407هـ) .

242- معجم البلدان.

لياقوت بن عبد الله الحموي (ت 626هـ) . نشر دار صادر، دار بيروت، بيروت.

243- معجم الشيوخ - المعجم الكبير.

لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748هـ) . تحقيق: د/ محمد الحبيب الهيلة - نشر مكتبة الصديق، الطائف، السعودية، ط1، 1408هـ.

(3/515)

244- المعجم الصغير.

لأبي القاسم الطبراني، سليمان بن أحمد (ت 360هـ) . نشر دار الكتب العلمية، 1403هـ.

245- المعجم الكبير.

لأبي القاسم الطبراني، سليمان بن أحمد (ت 360هـ) . تحقيق: حمدي السلفي - نشر الدار العربية للطباعة والنشر، ط1، (ما بين 1978م - 1983م) .

246- المعجم المختص بالمحدثين.

للذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748هـ) . تحقيق: د/ محمد الحبيب الهيلة - نشر مكتبة الصديق، الطائف، السعودية، ط1، 1408هـ.

247- معرفة علوم الحديث.

لأبي عبد الله الحاكم، محمد بن محمد (ت 405هـ) . تحقيق: معظم حسين - نشر دائرة المعارف العثمانية، الهند، ط2، 1397هـ.

248- المعرفة والتاريخ.

لأبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي (ت 277هـ) . تحقيق: د/ أكرم ضياء العمري - نشر مؤسسة الرسالة، بيروت، ط2، 1401هـ.

(3/516)

249- المغني في الضعفاء.

للحافظ شمس الدين الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748هـ) .

تحقيق: د/ نور الدين عتر.

250- مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة.

لابن القيم. تحقيق: فكري أبي النصر - نشر دار الكتب العلمية، بيروت.

251- المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة.

للسخاوي، محمد بن عبد الرحمن (ت 902هـ) . تحقيق: محمد عثمان الخشت - دار الكتاب العربي، بيروت، 1405هـ.

252- مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث.

لأبي عمرو، عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري (ت 643هـ) . نشر دار الكتب العلمية، بيروت، 1398هـ.

253- منادمة الأطلال ومسامرة الخيال.

لعبد القادر بدران (ت 1346هـ) . نشر المكتب الإسلامي، دمشق.

254- من كلام أبي زكريا بن معين في الرجال رواية أبي خالد الدقاق:

تحقيق: د/ أحمد نور سيف - نشر دار المأمون للتراث، ط1.

(3/517)

255- المنار المنيف في الصحيح والضعيف.

لابن القيم. تحقيق: عبد الفتاح أبي غدة - نشر مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، سوريا، ط2، 1402هـ.

256- المنتقى.

لابن الجارود، عبد الله بن علي (ت 307هـ) . نشر حديث أكادمي، فيصل آباد، باكستان، 1403هـ.

257- المهذب في اختصار (السنن الكبير) للبيهقي.

اختصره: الذهبي (ت 748هـ) . تحقيق: حامد إبراهيم أحمد، ومحمد حسين العقبي، وزكريا علي يوسف، مطبعة الإمام - القاهرة.

258- موضح أوهام الجمع والتفريق.

لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي (ت 463هـ) . نشر دار الكتب العلمية، بيروت (مصورة عن طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، الهند) 1378هـ.

259- الموضوعات من الأحاديث المرفوعات.

لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت 597هـ) . تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان - نشر المكتبة السلفية، السعودية، المدينة المنورة، ط1، 1386هـ.

(3/518)

260- موطأ مالك.

تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي - نشر دار إحياء التراث العربي.

261- الموقظة في علم مصطلح الحديث.

للذهبي (ت 748هـ) . تحقيق: عبد الفتاح أبي غدة - نشر مكتب المطبوعات الإسلامية، سوريا، حلب، ط1، 1405هـ.

262- ميزان الاعتدال في نقد الرجال.

لأبي عبد الله الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748هـ) . تحقيق: علي محمد البجاوي - نشر دار المعرفة، بيروت، 1382هـ.

263- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة.

لابن تغري بردي (ت 874هـ) . نشر المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة

264- نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر.

لابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (ت 852هـ) . نشر المكتبة العلمية، بيروت (ومعه: نزهة النظر) .

265- نزهة النظر شرح نخبة الفكر.

لابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي. انظر: (نخبة الفكر) .

(3/519)

266- النزول.

لعلي بن عمر الدارقطني (ت 385هـ) . تحقيق: د/ علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، ط1، 1403هـ.

267- نصب الراية لأحاديث الهداية.

للزيلعي عبد الله بن يوسف (ت 762هـ) . تصحيح: إدارة المجلس العلمي - نشر المكتب الإسلامي، بيروت، ط2، 1393هـ.

268- النكت على كتاب ابن الصلاح.

لابن حجر العسقلاني. تحقيق: د/ ربيع بن هادي المدخلي - نشر المجلس الأعلى لإحياء التراث، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، 1404هـ.

269- النهاية في غريب الحديث.

لابن الأثير المبارك بن محمد (ت 606هـ) . تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، ومحمود الطناحي - نشر المكتبة الإسلامية.

270- نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار.

للشوكاني، محمد بن علي (ت 1255هـ) . نشر دار الجيل، بيروت، 1973م.

271- هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى.

لابن القيم. نشر الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، 1396هـ

(3/520)

272- هدي الساري مقدمة فتح الباري.

لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) . تحقيق: الشيخ عبد العزيز بن باز - نشر رئاسة إدارات البحوث العلمية بالسعودية.

273- الوابل الصيب من الكلم الطيب.

لابن القيم. تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط - نشر مكتبة دار البيان، دمشق، ط2، 1399هـ.

274- الوافي بالوفيات.

للصفدي، خليل بن أيبك (ت 764هـ) . تحقيق: س. ديد رينغ - نشر فرانز شتاير، 1394هـ.

275- الوفيات.

لتقي الدين أبي المعالي محمد بن رافع السلامي (ت 774هـ) . تحقيق: صالح مهدي عباس - نشر مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1402هـ.

المخطوطات276- البدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير.لابن الملقن، عمر بن علي (ت 804هـ) .نسخة محفوظة بمكتبة المخطوطات، الجامعة الإسلامية، تحت رقم (2247، 2248) ، ومصورة عن المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة. (أربعة أجزاء في مجلدين) .277- العلل الواردة في الأحاديث النبوية.لأبي الحسن، علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني (ت 385هـ) .نسخة بالمكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية تحت رقم (217 - 223) ، ومصورة عن "دار الكتب المصرية". وتقع في خمس مجلدات.278- فوائد في الكلام على حديث الغمامة، وحديث الغزالةلابن القيم.نسخة محفوظة بمكتبة الشيخ حماد الأنصاري باسم: (رسالة في الأحاديث الموضوعة) ، مصورة عن نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق، تحت رقم (5485) ق 100/1 - 117/2) .

(3/522)

279- المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي.لابن تغري بردي، أبي المحاسن، يوسف بن تغري بردي (ت874هـ) .نسخة محفوظة في مكتبة عارف حكمت، بالمدينة المنورة، 3 مجلدات. رقم عام: (3983 - 3985) ، رقم التصنيف: (237/900 - 239/900) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج2. باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.}

  ج2. صحيح السيرة {ج2. باقي صحيح السيرة النبوية  تحقيق  الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.} صفحة رقم -130 - قال : قلت : من غف...