السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

الثلاثاء، 27 فبراير 2024

ج5. السلسلة الضعيفة للالباني {الأحاديث من 401 إلى 500.}

 

ج5. الأحاديث من 401 إلى 500 .

401 " إذا صمتم فاستاكوا بالغداة و لا تستاكوا بالعشي , فإنه ليس من صائم تيبس

شفتاه بالعشي إلا كانت نورا بين عينيه يوم القيامة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 577 ) :

$ ضعيف .

أخرجه الطبراني ( 1 / 184 / 2 ) و الدارقطني ( ص 249 ) و عنه البيهقي ( 4 / 274

) من طريق كيسان أبي عمر القصار عن يزيد بن بلال عن # علي # موقوفا .

ثم أخرجوه من هذا الطريق عن عمرو بن عبد الرحمن عن خباب عن النبي صلى الله عليه

وسلم مثله , و ضعفه الدارقطني و تبعه البيهقي فقالا :

كيسان أبو عمر ليس بالقوي , و من بينه و بين علي غير معروف .

و أقرهما ابن الملقن في " خلاصة البدر المنير " ( ق 69 / 2 ) .

و في " المجمع " ( 3 / 164 - 165 ) :

رواه الطبراني في الكبير , و رفعه عن خباب و لم يرفعه عن علي و فيه كيسان

أبو عمر وثقه ابن حبان و ضعفه غيره .

و نقل المناوي في " الفيض " عن العراقي أنه قال في " شرح الترمذي " :

حديث ضعيف جدا , و عن " تخريج الهداية " : فيه كيسان القعاب , كذا ضعيف جدا ,

و قال ابن حجر : فيه كيسان ضعيف عندهم , و أما قول العزيزي في " شرح الجامع

الصغير " ( 1 / 129 ) , و هو حديث ضعيف منجبر , فهو وهم منه إذ لا جابر له ,

و لم يدع ذلك غيره بل و قد روى ما يعارضه و هو :

402 " كان يستاك آخر النهار و هو صائم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 578 ) :

$ باطل .

أخرجه ابن حبان في " كتاب الضعفاء " عن أحمد بن عبد الله بن ميسرة الحراني عن

شجاع بن الوليد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا .

و أعله ابن حبان بابن ميسرة و قال : لا يحتج به , و رفعه باطل , و الصحيح عن

ابن عمر من فعله و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 2 / 460 ) , و يغني عن هذا

الحديث في مشروعية السواك للصائم في أي وقت شاء أول النهار أو آخره عموم قوله

صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " .

متفق عليه , و هو مخرج في " الإرواء " ( رقم 70 ) و ما أحسن ما روى الطبراني (

20 / 70 / 133 ) و في " مسند الشاميين " ( 2250 ) بإسناد يحتمل التحسين عن عبد

الرحمن بن غنم قال :

سألت معاذ بن جبل أأتسوك و أنا صائم ? قال : نعم , قلت : أي النهار أتسوك ? قال

: أي النهار شئت غدوة أو عشية , قلت : إن الناس يكرهونه عشية و يقولون إن رسول

الله صلى الله عليه وسلم قال : " لخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ? "

فقال : سبحان الله لقد أمرهم بالسواك و هو يعلم أنه لا بد أن يكون بفي الصائم

خلوف و إن استاك , و ما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمدا , ما في ذلك

من الخير شيء , بل فيه شر , إلا من ابتلي ببلاء لا يجد منه بدا .

قلت : و الغبار في سبيل الله أيضا كذلك إنما يؤجر من اضطر إليه و لا يجد عنه

محيصا ? قال : نعم , فأما من ألقى نفسه في البلاء عمدا فما له في ذلك من أجر .

و قال الحافظ في " التلخيص " ( ص 193 ) :

إسناده جيد , ثم قال الزيلعي :

و يدخل فيه أيضا من تكلف الدوران , و كثرة المشي إلى المساجد بالنسبة إلى قوله

صلى الله عليه وسلم : " و كثرة الخطا إلى المساجد " و من يصنع في طلوع الشيب في

شعره بالنسبه إلى قوله صلى الله عليه وسلم : " من شاب شيبة في الإسلام " إنما

يؤجر عليهما من بلى بهما .

403 " نزل آدم الهند و استوحش , فنزل جبريل فنادى بالأذان الله أكبر الله أكبر ,

أشهد أن لا إله إلا الله , مرتين , أشهد أن محمدا رسول الله مرتين , قال آدم :

من محمد ? قال : آخر ولدك من الأنبياء صلى الله عليه وسلم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 579 ) :

$ ضعيف .

رواه ابن عساكر ( 2 / 323 / 2 ) عن محمد بن عبد الله بن سليمان أخبرنا علي بن

بهرام الكوفي أخبرنا عبد الملك بن أبي كريمة عن عمرو بن قيس عن عطاء عن # أبي

هريرة # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف علي بن بهرام لم أعرفه و قد ذكره الحافظ في الرواة عن

أبي كريمة هذا و سماه علي بن يزيد بن بهرام , ثم وجدته في تاريخ بغداد و جعل

يزيد جده فقال ( 11 / 353 ) :

علي بن بهرام بن يزيد أبو حجية المزني العطار , من أهل إفريقية انتقل إلى

العراق فسكنه إلى حين وفاته , و حدث ببغداد عن عبد الملك بن أبي كريمة الأنصاري

روى عنه أحمد بن يحيى الأودي و موسى بن إسحاق الأنصاري و عليك الرازي و الحسن

ابن الطيب الشجاعي , ثم ساق له حديثين و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .

و محمد بن عبد الله بن سليمان هما اثنان أحدهما كوفي قال ابن منده : مجهول

و الآخر خراساني اتهمه الذهبي بحديث موضوع , و الظاهر هنا أنه الأول , و هذا

الحديث مع ضعفه أقوى من الحديث المتقدم بلفظ :

" لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي , فقال الله :

يا آدم و كيف عرفت محمدا و لم أخلقه بعد ? ... " الحديث رقم ( 25 ) و هو صريح

في أن آدم عليه السلام كان يعرف النبي صلى الله عليه وسلم و هو في الجنة قبل

هبوطه إلى الأرض , و هذا صريح في أن آدم عليه السلام لم يعرف محمدا صلى الله

عليه وسلم حتى بعد نزوله إلى الأرض , و لذلك سأل جبريل : و من محمد ? فهذا من

أدلة بطلان ذلك الحديث كما سبق بيانه عند تحقيق الكلام على وضعه فتذكر أو راجع

إن شئت , و أنا لا أجيز لنفسي الاحتجاج بمثل هذا الحديث كما هو ظاهر و لكن

التحقيق العلمي يسمح برد الحديث الواهي بالحديث الضعيف ما دام ضعفه أقل منه كما

لا يخفى على من مارس هذا العلم الشريف .

404 " نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 581 ) :

$ ضعيف .

أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 7 / 425 ) و أبو داود ( 1 / 382 ) و ابن

ماجه ( 1 / 528 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 112 ) و العقيلي في

" الضعفاء " ( 106 ) و الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 38 / 2 ) و الحاكم ( 1

/ 434 ) و البيهقي ( 4 / 284 ) من طريق حوشب بن عقيل عن مهدي الهجري عن عكرمة

عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال الحاكم : صحيح على شرط البخاري و وافقه الذهبي

. قلت : و هذا من أوهامهما الفاحشة فإن حوشب بن عقيل و شيخه مهدي الهجري لم

يخرج لهما البخاري , بل إن الهجري مجهول كما قال ابن حزم في " المحلى " ( 7 /

18 ) و أقره الذهبي في " الميزان " و ذكر عن أبي حاتم نحوه , و في " التهذيب "

عن ابن معين مثله , فأنى للحديث الصحة و فيه هذا الرجل المجهول ? و لذلك ضعف

هذا الحديث ابن حزم فقال : لا يحتج بمثله و كذلك ضعفه ابن القيم في " الزاد " (

1 / 16 و 237 ) .

و توثيق ابن حبان ( 7 / 501 ) إياه مما لا يعتد به كما نبهت عليه مرارا , و كذا

تصحيح ابن خزيمة لحديثه لا يعتد به لأنه متساهل فيه , و لذلك لم يعتمد الحافظ

على توثيقهما إياه فقال في ترجمة الهجري هذا مقبول يعني عند المتابعة , و إلا

فهو لين الحديث , و بما أنه تفرد بهذا الحديث فهو عنده لين .

فإن قيل قد روى الطبراني عن عائشة مثل هذا الحديث فهل يتقوى به ?

قلت : لا لأن في إسناده إبراهيم بن محمد الأسلمي و هو ضعيف جدا , فمثله لا

يتقوى به فقال الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 105 / 1 من زوائده ) : حدثنا

إبراهيم هو ابن ( بياض في الأصل ) حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن شروس حدثنا

إبراهيم بن محمد الأسلمي عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن عائشة مرفوعا به

و قال : لم يروه عن صفوان إلا إبراهيم .

قلت : و هو متروك كما قال الحافظ في " التقريب " و ابن شروس لم أعرفه , ثم

رأيته في " الجرح و التعديل " ( 8 / 8 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا فهو

مجهول .

و أما ما في " المجمع " ( 3 / 189 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد

بن أبي يحيى و فيه كلام كثير و قد وثق قلت : فالظاهر أنه سقط من قلم الناسخ اسم

إبراهيم بن فإنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي , و قد كذبه مالك و

القطان و ابن معين و ضعفه الجمهور فمثله لا يستشهد به و لا كرامة .

و إبراهيم شيخ الطبراني الذي ترك الهيثمي بعده بياضا هو ابن محمد بن سبرة

الصنعاني ففي ترجمته أورده الطبراني في " أوسطه " (‏1 / 128 / 1 - 130 / 1 - 2

رقم 2513 ) , أورده ابن ناصر الدين و غيره و لم يذكروا فيه شيئا .

نقول : هذا بيانا لحقيقة هذا الحديث و لكي لا يغتر به جاهل فيحرم به صيام يوم

عرفة على الحاج تمسكا بظاهر النهى , و إلا فالأحب إلينا أن يفطر الحاج هذا

اليوم لأنه أقوى له على أداء النسك , و لأنه هو الثابت عنه صلى الله عليه وسلم

من فعله في حجة الوداع , انظر رسالتنا " حجة النبي صلى الله عليه وسلم " ,

و إليه يشير كلام أحمد رحمه الله فقد قال ابنه عبد الله في مسائله ( ص 166 -

مخطوط ) : سألت أبي عن الرجل يصوم تطوعا في السفر فهل يأثم لقول رسول الله صلى

الله عليه وسلم : " ليس من البر الصوم في السفر " ? فقال : إن صام في سفر صوم

فريضة أجزأه و لا يعجبني أن يصوم تطوعا و لا فريضة في سفر :

ثم رأيت الحديث رواه الدولابي ( 1 / 133 ) عن ابن عمر موقوفا عليه و سنده حسن .

و روى ابن سعد ( 7 / 125 ) و أبو مسلم الكجي في " جزء الأنصاري " ( 6 / 1 ) عن

عمر نحوه , و في سنده ضعيف .

405 " من صلى الصبح ثم قرأ *( قل هو الله أحد )* مائة مرة قبل أن يتكلم , فكلما قرأ

*( قل هو الله أحد )* غفر له ذنب سنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 583 ) :

$ موضوع .

أخرجه الطبراني ( 22 / 96 / 232 ) و كذا الحاكم ( 3 / 570 ) و ابن عساكر ( 19 /

196 / 2 ) من طريق محمد بن عبد الرحمن القشيري حدثتني أسماء بنت واثلة بن

الأسقع قالت : كان أبي إذا صلى الصبح جلس مستقبل القبلة لا يتكلم حتى تطلع

الشمس فربما كلمته في الحاجة فلا يكلمني فقلت ما هذا ? فقال : فذكره .

قلت : سكت عليه الحاكم , و بيض له الذهبي , و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 /

109 ) بعد أن عزاه للطبراني : و فيه محمد بن عبد الرحمن القشيري و هو متروك .

قلت : بل هو كذاب كما قال الأزدي , و قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 325 ) :

" سألت أبي عنه ? فقال : متروك الحديث , كان يكذب و يفتعل الحديث .

406 " من كبر تكبيرة عند غروب الشمس على ساحل البحر رافعا بها صوته أعطاه الله من

الأجر بعدد كل قطرة فى البحر عشر حسنات , و محا عنه عشر سيئات , و رفع له عشر

درجات ما بين درجتين مسيرة مائة عام بالفرس المسرع " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 584 ) :

$ موضوع .

أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 122 ) و أبو نعيم ( 3 / 125 ) و الحاكم ( 3 /

587 ) من طريق إبراهيم بن زكريا العبدسي حدثنا فديك بن سليمان قال : حدثنا

خليفة بن حميد عن # إياس بن معاوية عن أبيه عن جده # مرفوعا .

و قال أبو نعيم :

غريب من حديث إياس و لم يروه عنه إلا خليفة تفرد به عنه فديك .

و سكت عنه الحاكم و قال الذهبي في " تلخيصه " :

قلت : هذا منكر جدا , و خليفة لا يدرى من هو , و في إسناده إليه من يتهم .

قلت : يشير إلى العبدسي هذا قال فيه ابن عدي :

حدث بالبواطيل , و قال ابن حبان : يأتي عن مالك بأحاديث موضوعة .

و قال الذهبي في ترجمة خليفة هذا من الميزان :

فيه جهالة , و خبره ساقط , ثم ساق هذا الحديث من رواية العقيلي , و نقل الحافظ

في " اللسان " : كلام الذهبي في " التلخيص " و أقره عليه , و قد ذهل الهيثمي عن

المتهم المشار إليه في كلام الذهبي فاقتصر في إعلاله في " المجمع " ( 5 / 288 )

بكلام الذهبي المذكور في ترجمة خليفة , و ذلك قصور لا يخفى .

ثم رأيت ابن عراق قد أورد الحديث في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار

الشنيعة الموضوعة " ( 288 / 2 ) فأصاب .

407 " من كانت له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن و ضرائهن و سرائهن أدخله الله الجنة

بفضل رحمته إياهن , فقال رجل : أو اثنتان يا رسول الله ? قال : أو اثنتان ,

فقال رجل : أو واحدة يا رسول الله ? قال : أو واحدة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 585 ) :

$ ضعيف بهذا اللفظ .

أخرجه الحاكم ( 4 / 177 ) و أحمد ( 2 / 335 ) من طريق ابن جريج عن أبي الزبير

عن عمر بن نبهان عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال الحاكم :

صحيح الإسناد , و وافقه الذهبي و أقره المنذري في " الترغيب " ( 3 / 85 ) .

و أقول : كلا : فإن ابن جريج و أبا الزبير مدلسان و قد عنعناه , و عمر بن نبهان

فيه جهالة كما قال الذهبي نفسه في " الميزان " فأنى له الصحة ? !

و يغني عن هذا حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا بلفظ :

" من كان له ثلاث بنات يؤويهن و يكفيهن و يرحمهن فقد وجبت له الجنة البتة ,

فقال رجل من بعض القوم : و اثنتين يا رسول الله ? قال : و اثنتين " .

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( ص 14 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 14

) من طريقين عن محمد بن المنكدر عنه , فهذا إسناد صحيح .

408 " أحب الأسماء إلى الله ما تعبد به " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 586 ) :

$ موضوع .

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 59 / 2 ) و " الأوسط " ( 1 / 40 / 1

/ 685 ) عن معلل بن نفيل الحراني عن محمد بن محصن عن سفيان عن منصور عن إبراهيم

عن علقمة عن # ابن مسعود # قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمي

الرجل عبده أو ولده حارثا أو مرة أو وليدا أو حكما أو أبا الحكم أو أفلح أو

نجيحا أو يسارا و قال : " أحب الأسماء إلى الله عز وجل ما تعبد به و أصدق

الأسماء همام " و السياق " للأوسط " و قال : لم يروه عن سفيان إلا محمد , قال

الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 51 ) بعد أن عزاه للمعجمين و فيه محمد بن محصن

العكاشي و هو متروك .

قلت : بل هو كذاب كما قال ابن معين , و قال الدارقطني يضع الحديث .

و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " برواية الشيرازي في " الألقاب "

و الطبراني و أعله الشارح المناوي بكلام الهيثمي السابق ثم قال :

و قال في " الفتح " : في إسناده ضعف , و لم يرمز له المؤلف هنا بشيء , و وهم من

زعم أنه رمز له بالضعف و لكنه جزم بضعفه في الدرر " .

قلت : و الاقتصار على تضعيفه قصور مع كونه من رواية هذا الكذاب , إلا أن يقال

أن الضعيف من أقسامه الموضوع كما تقرر في " المصطلح " فلا منافاة .

و انظر الحديث الآتي بعد حديثين .

409 " من عشق و كتم و عف فمات فهو شهيد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 587 ) :

$ موضوع .

رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 349 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 5 / 156

, 262 , 6 / 50 - 51 , 71 / 298 , 13 /0 184 ) و الثعالبي في " حديثه ( 129 / 1

) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني "

( 281 / 2 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 24 / 2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق

" ( 12 / 263 / 2 ) و ابن الجوزي في " مشيخته " : الشيخ الثامن و السبعون من

طرق عن سويد بن سعيد الحدثاني حدثنا علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد

عن # ابن عباس # مرفوعا .

قلت : و هذا سند ضعيف و له علتان :

الأولى : ضعف أبي يحيى القتات و اسمه زاذان و قيل غير ذلك , قال الحافظ في

" التقريب " : لين الحديث .

الأخرى : ضعف سويد بن سعيد , قال الحافظ : صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن

ما ليس من حديثه , و أفحش فيه ابن معين القول .

قلت : و قد تكلم فيه ابن معين من أجل هذا الحديث كما يأتي , و اتفق الأئمة

المتقدمون على تضعيف هذا الحديث , فقال ابن الملقن في " الخلاصة " ( 54 / 2 ) :

و أعله الأئمة , قال ابن عدي و الحاكم و البيهقي و ابن طاهر و غيرهم هو أحد ما

أنكر على سويد بن سعيد قال يحيى بن معين : لو كان لي فرس و رمح لكنت أغزوه .

و لهذا قال الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون " ( 45 / 2 ) :

و في سنده مقال , و ذهب بعض المتأخرين إلى تقوية الحديث بمجيئه من طريق آخر ,

فقال الزركشي في " اللآليء المنثورة في الأحاديث المشهورة " ( رقم 166 ـ نسختي

) : و هذا الحديث أنكره يحيى بن معين و غيره على سويد بن سعيد , لكن لم يتفرد

به , فقد رواه الزبير بن بكار فقال : حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن

الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن

النبي صلى الله عليه وسلم فذكره , و هو إسناد صحيح .

قال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " : ( 420 ـ طبع الخانجي ) بعد أن ساق

هذه الطريق : و ينظر هل هذه هي الطريق التي أورده الخرائطي منها , فإن تكن هي

فقد قال العراقي : في سندها نظر , و من طريق الزبير أخرجه الديلمي في مسنده ,

و لكن وقع عنده عن عبد الله بن عبد الملك بن الماجشون لا كما هنا .

قلت : أما طريق الخرائطي فلم يسقها السخاوي , و قد أوردها العلامة المحقق ابن

القيم و تكلم عليها فقال في كتاب " الداء و الدواء " ( ص 353 - 354 ) :

أما حديث ابن الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن

ابن عباس مرفوعا , فكذب على ابن الماجشون , فإنه لم يحدث بهذا , و لا حدث به

عنه الزبير ابن بكار , و إنما هذا من تركيب بعض الوضاعين , و يا سبحان الله كيف

يحتمل هذا الإسناد مثل هذا المتن فقبح الله الوضاعين .

و قد ذكره أبو الفرج بن الجوزي من حديث محمد بن جعفر بن سهل : حدثنا يعقوب بن

عيسى من ولد عبد الرحمن بن عوف عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرفوعا , و هذا غلط

قبيح فإن محمد بن جعفر هذا هو الخرائطي , و وفاته سنة سبع و عشرين و ثلاث مئة ,

فمحال أن يدرك شيخه يعقوب , ابن أبي نجيح و لا سيما و قد رواه في كتابه "

الاعتلال " عن يعقوب هذا عن الزبير عن عبد الملك عن عبد العزيز عن ابن أبي نجيح

, و الخرائطي هذا مشهور بالضعف في الرواية , ذكره أبو الفرج في كتاب " الضعفاء

" .

قلت : أما الخرائطي فلا أعرف أحدا من المتقدمين رماه بشيء من الضعف و لهذا لم

يورده الذهبي في " ميزان الاعتدال " , و لا استدركه عليه الحافظ ابن حجر في

" لسان الميزان " , و قد ترجمه الخطيب في تاريخه ( 2 / 139 - 140 ) ثم السمعاني

في " الأنساب " ثم ابن الأثير في " اللباب " فلم يجرحه أحد منهم , بل ترجمه

الحافظ ابن عساكر في تاريخه ( 15 / 93 / 1 - 2 ) و روى عن أبي نصر ابن ماكولا

أنه قال فيه : كان من الأعيان الثقات .

فأنا في شك كبير من صحة ما ذكره أبو الفرج من ضعف الخرائطي , بل هو ثقة حجة .

والله أعلم .

ثم طبع كتاب " الضعفاء " لابن الجوزي فلم أجد فيه محمد بن جعفر الخرائطي و إنما

ذكر آخرين ( 3 / 46 ـ 47 ) ليسا من طبقة الخرائطي و هما من رجال ابن أبي حاتم (

3 / 2 / 222 / 1224 و 1226 ) فتبين أن الوهم من ابن القيم و الله أعلم . فلعل

علة هذا الإسناد من يعقوب بن عيسى شيخ الخرائطي , فإنى لم أجد له ترجمة , و من

طبقته يعقوب بن عيسى بن ماهان أبو يوسف المؤدب ترجمه الخطيب ( 14 / 271 - 272 )

و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و لكنه لم يذكر أنه من ولد عبد الرحمن بن عوف

, و الله أعلم , و هو من شيوخ أحمد في المسند قال الحافظ في " التعجيل " قال

أبو زرعة ابن شيخنا لا أعرفه , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9 / 286 ) لكن

وقع فيه يعقوب بن يوسف بن ماهان ثم وجدت الحافظ ابن حجر قد تكلم على الحديث في

" التلخيص الحبير " ( 5 / 273 )

و أعله من الطريق الأولى بنحو ما نقلناه عن " الخلاصة " و أعل الطريق الثانية

من رواية يعقوب عن ابن أبي نجيح بأن يعقوب ضعفه أحمد بن حنبل , ثم قال :

و رواه الخطيب من طريق الزبير بن بكار , و هذه الطريق غلط فيها بعض الرواة

فأدخل إسنادا في إسناد , و خلاصة القول : إن هذا الطريق ضعيف أيضا لضعف يعقوب

هذا و اضطرابه في روايته فمرة يقول : عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرفوعا , فيرسله

و لا يذكر الواسطة بينه و بين ابن أبي نجيح , و مرة يقول عن الزبير عن

عبد الملك عن عبد العزيز عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس فيسنده و يوصله

.

قال ابن القيم : و كلام حفاظ الإسلام في إنكار هذا الحديث هو الميزان و إليهم

يرجع في هذا الشأن , و لم يصححه و لم يحسنه أحد يعول في علم الحديث عليه , و

يرجع في التصحيح إليه , و لا من عادته التسامح و التساهل , فإنه لم يصف نفسه له

, و يكفي أن ابن طاهر الذي يتساهل في أحاديث التصوف و يروي منها الغث

و السمين قد أنكره و شهد ببطلانه .

نعم ابن عباس لا ينكر ذلك عنه , و قد ذكر أبو محمد بن حزم عنه أنه سئل عن الميت

عشقا فقال : قتيل الهوي لا عقل له و لا قدر , و رفع إليه بعرفات شاب قد صار

كالفرخ فقال : ما شأنه ? قالوا : العشق , فجعل عامة يومه يستعيذ من العشق .

فهذا نفس ما روى عنه في ذلك .

و مما يوضح ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم عد الشهداء في الصحيح , فذكر

المقتول في الجهاد و الحرق و الغرق , و المبطون , و النفساء يقتلها ولدها , و

صاحب ذات الجنب , و لم يذكر منهم من يقتله العشق , و حسب قتيل العشق أن يصح له

هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما على أنه لا يدخل الجنة حتى يصبر لله , و

يعف لله و يكتم لله , لكن العاشق إذا صبر و عف و كتم مع قدرته على معشوقه و آثر

محبته لله و خوفه و رضاه فهو من أحق من دخل تحت قوله تعالى *( و أما من خاف

مقام ربه و نهى النفس عن الهوى , فإن الجنة هي المأوى )* و تحت قوله تعالى *( و

لمن خاف مقام ربه جنتان )* .

و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الخطيب عن عائشة و عن

ابن عباس , و هذا يوهم أن له طريقين أحدهما عن عائشة و الآخر عن ابن عباس ,

و الحقيقة أنه طريق واحد , وهم في سنده بعض الضعفاء فصيره من مسند عائشة ,

و إنما هو من مسند ابن عباس كما تقدم , فقد أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 12 /

479 ) من طريق أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي : حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن

مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا به , و قال :

رواه غير واحد عن سويد عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس

و هو المحفوظ , و كذا قال في " المؤتلف " أيضا كما في " اللسان " و أشار إلى أن

الخطأ في هذا الإسناد من الطوسي هذا , قال الدارقطني : ليس بالقوي , يأتي

بالمعضلات .

قلت : فهذا الإسناد منكر لمخالفة الطوسي لرواية الثقات الذين أسندوه عن سويد

بسنده عن ابن عباس , فلا يجوز الاستكثار بهذا الإسناد و التقوي به لظهور خطئه

و رجوعه في الحقيقة إلى الإسناد الأول , و قد قال ابن القيم في " الداء و

الدواء " ( ص 353 ) بعد أن ساق رواية الخطيب هذه :

فهذا من أبين الخطأ , و لا يحمل هشام عن أبيه عن عائشة مثل هذا عند من شم أدنى

رائحة الحديث , و نحن نشهد بالله أن عائشة ما حدثت بهذا عن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قط , و لا حدث به عروة عنها و لا حدث به هشام قط .

و خلاصة القول أن الحديث ضعيف الإسناد من الطريقين , و قد أنكره العلامة ابن

القيم من حيث معناه أيضا و حكم بوضعه كما رأيت , و قد أوضح ذلك في كتابه " زاد

المعاد " أحسن توضيح فقال ( 3 / 306 - 307 ) :

و لا تغتر بالحديث الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم ساقه من

الطريقين ثم قال , فإن هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا

يجوز أن يكون من كلامه , فإن الشهادة درجة عالية عند الله مقرونة بدرجة

الصديقية و لها أعمال و أحوال هي شروط في حصولها و هي نوعان عامة و خاصة ,

فالخاصة الشهادة في سبيل الله و العامة خمس مذكورة في الصحيح ليس العشق واحدا

منها ,

و كيف يكون العشق الذي هو شرك المحبة و فراغ عن الله و تمليك القلب و الروح

و الحب لغيره تنال به درجة الشهادة ! ? هذا من المحال , فإن إفساد عشق الصور

للقلب فوق كل إفساد بل هو خمر الروح الذي يسكرها و يصدها عن ذكر الله و حبه ,

و التلذذ بمناجاته و الأنس به , و يوجب عبودية القلب لغيره , فإن قلب العاشق

متعبد لمعشوقه بل العشق لب العبودية , فإنها كمال الذل و الحب و الخضوع

و التعظيم فكيف يكون تعبد القلب لغير الله مما تنال به درجة أفاضل الموحدين

و ساداتهم و خواص الأولياء ! ? فلو كان إسناد هذا الحديث كالشمس كان غلطا

و وهما , و لا يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ العشق من حديث صحيح

البتة , ثم إن العشق منه حلال و منه حرام , فكيف يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم

أنه يحكم على كل عاشق يكتم و يعف بأنه شهيد ! ? أفترى من يعشق امرأة غيره أو

يعشق المردان و البغايا ينال بعشقه درجة الشهداء ! ? و هل هذا إلا خلاف المعلوم

من دينه صلى الله عليه وسلم ? كيف و العشق مرض من الأمراض التي جعل الله سبحانه

لها من الأدوية شرعا و قدرا , و التداوي منه إما واجب إن كان عشقا حراما ,

و إما مستحب , و أنت إذا تأملت الأمراض و الآفات التي حكم رسول الله صلى الله

عليه وسلم لأصحابها بالشهادة وجدتها من الأمراض التي لا علاج لها , كالمطعون

و المبطون و المجنون و الحرق و الغرق , و منها المرأة يقتلها ولدها في بطنها ,

فإن هذه بلايا من الله لا صنع للعبد فيها و لا علاج لها , و ليست أسبابها محرمة

و لا يترتب عليها من فساد القلب و تعبده لغير الله ما يترتب على العشق , فإن لم

يكف هذا في إبطال نسبة هذا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقلد

أئمة الحديث العالمين به و بعلله فإنه لا يحفظ عن إمام واحد منهم قط أنه شهد له

بصحة , بل و لا بحسن , كيف و قد أنكروا على سويد هذا الحديث و رموه لأجله

بالعظائم و استحل بعضهم غزوه لأجله .

و خلاصة الكلام أن الحديث ضعيف الإسناد موضوع المتن كما جزم بذلك العلامة ابن

القيم في المصدرين السابقين , و كذا في رسالة " المنار " له أيضا ( ص 63 ) و

مثله في " روضة المحبين " و الله أعلم .

410 " التراب ربيع الصبيان " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 594 ) :

$ موضوع .

رواه الطبراني في " الكبير " ( 5775 ) و ابن عدي ( 311 / 1 ) عن محمد بن مخلد

الحمصي حدثنا مالك بن أنس عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : مر النبي صلى الله

عليه وسلم بالصبيان و هم يلعبون بالتراب فنهاهم عمر بن الخطاب فقال النبي صلى

الله عليه وسلم : دعهم يا عمر فإن التراب ... و قال ابن عدي :

و هذا حديث منكر بهذا الإسناد , و محمد بن مخلد هذا يحدث عن مالك و غيره

بالبواطيل .

قلت : و عد الذهبي هذا الحديث من أباطيله , و ساق له حديثا آخر قال فيه :

و هو كذب ظاهر , سيأتي تخريجه برقم ( 1252 ) و الحديث عزاه الهيثمي في " المجمع

" ( 8 / 159 ) للطبراني

و قال : و فيه محمد بن مخلد الرعيني و هو متهم بهذا الحديث و غيره .

قال السخاوي ( ص 74 ) :

و رواه القضاعي من حديث مالك بن سعيد عن مالك عن نافع عن ابن عمر به , و قال

الخطيب : إن المتن لا يصح . قلت : و إسناده عند القضاعي في " مسند الشهاب " (

18 / 1 ) هكذا : أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين قال : أخبرنا

جدي علي بن الحسين بن بندار قال : أخبرنا علي بن عبد الحميد الغضائرى قال :

أخبرنا محمد بن يوسف الفريابي بمكة قال : أخبرنا مالك بن سعيد به .

قلت : الغضائري هذا ترجمه السمعاني في " الأنساب " و قال : و كان من الصالحين

الزهاد الثقات و من فوقه ثقات معروفون من رجال التهذيب , و أما أبو القاسم

و جده علي بن الحسين بن بندار فلم أجد من ترجمهما , و في " الميزان "

و " اللسان " : علي بن الحسن بن بندار الإستراباذي عن خيثمة الأطرابلسي اتهمه

محمد بن طاهر .

قلت : فيحتمل أن يكون هو هذا , فإنه من هذه الطبقة , و عليه تحرف اسم أبيه

الحسن بـ الحسين في " المسند " , و الله أعلم .

411 " أحب الأسماء إلى الله ما عبد و ما حمد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 595 ) :

$ لا أصل له .

كما صرح به السيوطي و غيره ( انظر " كشف الخفاء " 1 / 390 , 51 ) , و قد أخطأ

المنذري رحمه الله خطأ فاحشا حيث ذكره في " الترغيب " ( 3 / 85 ) من حديث ابن

عمر بهذا اللفظ في رواية لمسلم و أبي داود و الترمذي و ابن ماجه , كذا قال ,

و إنما أخرج هؤلاء عن ابن عمر اللفظ الثاني الذي في الترغيب و هو :

" أحب الأسماء إلى الله عبد الله و عبد الرحمن " .

أنظر " صحيح مسلم " ( 6 / 169 ) و " سنن أبي داود " ( 2 / 307 ) و الترمذي ( 4

/ 29 ) و ابن ماجه ( 2 / 404 ) , هكذا رواه أيضا الدارمي ( 2 / 294 ) و أحمد

رقم ( 4774 , 6122 ) و الحاكم ( 4 / 274 ) و الخطيب ( 10 / 223 ) عن ابن عمر .

و كذلك أخرجه أبو داود و النسائي ( 2 / 119 ) و أحمد ( 3 / 345 ) من حديث أبي

وهب الجشمي رضي الله عنه و فيه عقيل بن شبيب مجهول الحال .

فائدة : نقل ابن حزم الاتفاق على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد العزى

و عبد الكعبة , و أقره العلامة ابن القيم في " تحفة المودود " ( ص 37 ) و عليه

فلا تحل التسمية بـ : عبد على و عبد الحسين كما هو مشهور عند الشيعة , و لا بـ

: عبد النبي أو عبد الرسول كما يفعله بعض الجهلة من أهل السنة .

412 " من صام يوم عرفة كان له كفارة سنتين , و من صام يوما من المحرم فله بكل يوم

ثلاثون يوما " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 596 ) :

$ موضوع .

أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 200 ) من طريق الهيثم بن حبيب حدثنا

سلام الطويل عن حمزة الزيات عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن # ابن عباس #

مرفوعا و قال : تفرد به الهيثم بن حبيب .

قلت : اتهمه الذهبي بخبر باطل , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ! و سلام الطويل

متهم , و ابن أبي سليم ضعيف .

و الحديث أعله الهيثمي ( 3 / 190 ) بالهيثم هذا و هو قصور لا يخفى , و أعجب منه

قول المنذري في " الترغيب " ( 1 / 78 ) :

رواه الطبراني في " الصغير " و هو غريب و إسناده لا بأس به " ! , و هذا ذهول

عجيب , و إلا فكيف يسلم من البأس إذا كان فيه ذاك المتهم الطويل ! قال فيه ابن

خراش : كذاب , و قال ابن حبان : يروي عن الثقات الموضوعات , كأنه كان المتعمد

لها , و قال الحاكم : روى أحاديث موضوعة .

و الحديث رواه الطبراني أيضا في " الكبير " ( 109 / 1 ) من هذا الوجه بالشطر

الأول فقط , و هذا القدر منه صحيح لأن له شواهد كثيرة منها حديث أبي قتادة

مرفوعا : صيام يوم عرفة إنى أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده و السنة

التي قبله .

أخرجه مسلم ( 3 / 167 - 168 ) و غيره , و هو قطعة من حديث مخرج في " الإرواء "

( 952 ) ثم إن الطبراني روى الشطر الثاني من الحديث بلفظ آخر و هو :

413 " من صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون حسنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 598 ) :

$ موضوع .

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 109 / 1 ) : حدثنا محمد بن زريق بن جامع

حدثنا الهيثم بن حبيب أخبرنا سلام الطويل عن حمزة الزيات عن ليث عن مجاهد عن #

ابن عباس # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد موضوع , و له علل ثلاث تقدم بيانها في الحديث الذي قبله .

و مع أن إسنادهما واحد فالمتن مختلف , ففي هذا قال : " ثلاثون حسنة " و في ذاك

قال : " ثلاثون يوما " و هذه علة أخرى تضم إلى ما قبلها !

و قد ذهل عن علة هذا الحديث أيضا المقتضية لوضعه الهيثمي كما ذهل عنها في

الحديث الذي قبله على ما سبق بيانه و قد تبعه في هذا المناوي في " شرح الجامع

الصغير " فقال : قال الهيثمي : فيه الهيثم بن حبيب ضعفه الذهبي ! .

414 " ما أوتي قوم المنطق إلا منعوا العمل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 598 ) :

$ لا أصل له .

كما أفاده العراقي في " تخريج الأحياء " ( 1 / 37 ) و السبكي في " طبقات

الشافعية " ( 4 / 145 ) .

415 " من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه و ملائكته

حتى تجب الشمس " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 599 ) :

$ موضوع .

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 105 / 2 ) و " الأوسط " ( 2 / 80 / 2 /

6293 ) من طريق أحمد بن ماهان بن أبي حنيفة حدثنا أبي عن طلحة بن يزيد عن زيد

ابن سنان عن يزيد بن خالد الدمشقي عن طاووس عن # ابن عباس # مرفوعا .

و قال : تفرد به محمد بن ماهان قلت : و هذا إسناد موضوع , أحمد بن ماهان هو

أحمد بن محمد بن ماهان يعرف والده بأبي حنيفة ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 73

) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و ذكر عن أبيه أنه قال في محمد بن ماهان :

إنه مجهول , و طلحة بن زيد متهم بالوضع و قد تقدم و يزيد بن سنان و هو أبو فروة

الرهاوي ضعيف .

و مما تقدم تعلم أن قول الحافظ في " تخريج الكشاف " ( 3 / 73 ) : رواه الطبراني

عن ابن عباس , و إسناده ضعيف فيه قصور ظاهر قلده عليه السيوطي في " الدر

المنثور " ( 2 / 2 ) فقد قال الحافظ نفسه في ترجمة طلحة هذا من

" التقريب " : متروك , قال أحمد و علي و أبو داود : كان يضع الحديث , و كذلك

قول الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 168 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و

" الكبير " و فيه طلحة بن زيد الرقي و هو ضعيف فيه قصور لا يخفى , لكن في نقل

المناوي في شرح " الجامع الصغير " عنه أنه قال : و هو ضعيف جدا , فلعله سقط من

الناسخ أو الطابع لفظة جدا .

ثم ذكر المناوي نقلا عن ابن حجر أنه قال فيه : ضعيف جدا و نسبه أحمد و أبو داود

إلى الوضع , ثم عقب عليه المناوي بقوله : فكان ينبغي للمصنف يعني السيوطي حذفه

.

416 " اطلبوا العلم و لو بالصين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 600 ) :

$ باطل .

رواه ابن عدي ( 207 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 106 ) و ابن

عليك النيسابوري في " الفوائد " ( 241 / 2 ) و أبو القاسم القشيري في

" الأربعين " ( 151 / 2 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 9 / 364 ) و في " كتاب

الرحلة " ( 1 / 2 ) و البيهقي في " المدخل " ( 241 / 324 ) و ابن عبد البر في "

جامع بيان العلم " ( 1 / 7 - 8 )

و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 28 / 1 ) كلهم من طريق الحسن بن

عطية حدثنا أبو عاتكة طريف بن سلمان عن # أنس # مرفوعا , و زادوا جميعا :

" فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم " و قال ابن عدي : و قوله : و لو بالصين ,

ما أعلم يرويه غير الحسن بن عطية .

و كذا قال الخطيب في " تاريخه " و من قبله الحاكم كما نقله عنه ابن المحب و من

خطه على هامش " الفوائد " نقلت , و في ذلك نظر فقد أخرجه العقيلي في " الضعفاء

" ( 196 ) عن حماد بن خالد الخياط قال : حدثنا طريف بن سليمان به , و قال :

و لا يحفظ " و لو بالصين " إلا عن أبي عاتكة , و هو متروك الحديث و " فريضة على

كل مسلم " الرواية فيها لين أيضا متقاربة في الضعف .

فآفة الحديث أبو عاتكة هذا و هو متفق على تضعيفه , بل ضعفه جدا العقيلي كما

رأيت و البخاري بقوله : منكر الحديث , و النسائي : ليس بثقة , و قال أبو حاتم :

ذاهب الحديث , كما رواه ابنه عنه ( 2 / 1 / 494 ) و ذكره السليماني فيمن عرف

بوضع الحديث , و ذكر ابن قدامة في " المنتخب " ( 10 / 199 / 1 ) عن الدوري أنه

قال : و سألت يحيى بن معين عن أبي عاتكة هذا فلم يعرفه , و عن المروزي أن

أبا عبد الله يعني الإمام أحمد ذكر له هذا الحديث ? فأنكره إنكارا شديدا .

قلت : و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 215 ) و قال : قال ابن

حبان : باطل لا أصل له , و أقره السخاوي في " المقاصد " ( ص 63 ) , أما السيوطي

فتعقبه في " اللآليء " ( 1 / 193 ) بما حاصله : أن له طريقين آخرين :

أحدهما من رواية يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم العسقلاني بسنده عن الزهري عن أنس

مرفوعا به , رواه ابن عبد البر , و يعقوب هذا قال الذهبي : كذاب , ثم ذكر أنه

روى بإسناد صحيح , من حفظ على أمتي أربعين حديثا و هذا باطل .

و الآخر : من طريق أحمد بن عبد الله الجويباري بسنده عن أبي هريرة مرفوعا ,

الشطر الأول منه فقط , قال السيوطي : و الجويباري وضاع .

قلت : فتبين أن تعقبه لابن الجوزي ليس بشيء !

و قال في " التعقبات على الموضوعات " ( ص 4 ) :

" أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " من طريق أبي عاتكة و قال : متن مشهور

و إسناد ضعيف , و أبو عاتكة من رجال الترمذي و لم يجرح بكذب و لا تهمة , و قد

وجدت له متابعا عن أنس , أخرجه أبو يعلى و ابن عبد البر في " العلم " من طريق

كثير بن شنظير عن ابن سيرين عن أنس , و أخرجه ابن عبد البر أيضا من طريق عبيد

ابن محمد الفريابي عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس .

و نصفه الثاني , أخرجه ابن ماجه , و له طريق كثيرة عن أنس يصل مجموعها إلى

مرتبة الحسن , قاله الحافظ المزي , و أورده البيهقي في " الشعب " من أربع طرق

عن أنس , و من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما .

و لنا عليه تعقبات :

أولا : لينظر فيما نقله عن البيهقي هل يعني النصف الأول من الحديث أعني

" اطلبوا العلم و لو بالصين " أم النصف الثاني فإن هذا هو المشهور و فيه أورد

السخاوي قول البيهقي المذكور لا في النصف الأول و عليه يدل كلامه في " المدخل "

( 242 ـ 243 ) ثم تأكدت من ذلك بعد طبع " الشعب " ( 2 / 254 ـ 255 ) .

ثانيا : قوله : إن أبا عاتكة لم يجرح بكذب يخالف ما سبق عن السليماني , بل

و عن النسائي إذ قال " ليس بثقة " لأنه يتضمن تجريحه بذلك كما لا يخفى .

ثالثا : رجعت إلى رواية كثير بن شنظير هذه في " جامع ابن عبد البر " ( ص 9 )

فلم أجد فيها النصف الأول من الحديث , و إنما هي بالنصف الثاني فقط مثل رواية

ابن ماجه , و أظن أن رواية أبي يعلى مثلها ليس فيها النصف الأول , إذ لو كان

كما ذكر السيوطي لأوردها الهيثمي في " المجمع " و لم يفعل .

رابعا : رواية الزهري عن أنس عند ابن عبد البر فيها عبيد بن محمد الفريابي و لم

أعرفه , و قد أشار إلى جهالته السيوطي بنقله السند مبتدءا به , و لكنه أوهم

بذلك أن الطريق إليه سالم , و ليس كذلك بل فيه ذاك الكذاب كما سبق !

ثم وجدت ترجمة الفريابي هذا عند ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 335 ) بسماع أبيه منه .

و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 8 / 406 ) و قال : مستقيم الحديث فالآفة من

يعقوب .

خامسا : قوله : و له طرق كثيرة ... يعني بذلك النصف الثاني من الحديث كما هو

ظاهر من كلامه , و قد فهم منه المناوي أنه عنى الحديث كله ! فقد قال في شرحه

إياه بعد أن نقل إبطال ابن حبان إياه و حكم ابن الجوزي بوضعه :

و نوزع بقول المزي : له طرق ربما يصل بمجموعها إلى الحسن : و يقول الذهبي في "

تلخيص الواهيات " : روى من عدة طرق واهية و بعضها صالح .

و هذا وهم من المناوي رحمه الله فإنما عنى المزي رحمه الله النصف الثاني كما

هو ظاهر كلام السيوطي المتقدم , و هو الذي عناه الذهبي فيما نقله المناوي عن

" التلخيص " , لا شك في ذلك و لا ريب .

و خلاصة القول : إن هذا الحديث بشطره الأول , الحق فيه ما قاله ابن حبان و ابن

الجوزي , إذ ليس له طريق يصلح للاعتضاد به .

و أما الشطر الثاني فيحتمل أن يرتقي إلى درجة الحسن كما قال المزي , فإن له

طرقا كثيرة جدا عن أنس , و قد جمعت أنا منها حتى الآن ثمانية طرق , و روى عن

جماعة من الصحابة غير أنس منهم ابن عمر و أبو سعيد و ابن عباس و ابن مسعود

و علي , و أنا في صدد جمع بقية طرقه لدراستها و النظر فيها حتى أتمكن من الحكم

عليه بما يستحق من صحة أو حسن أو ضعف .

ثم درستها و أوصلتها إلى نحو العشرين في " تخريج مشكلة الفقر " ( 48 ـ 62 )

و جزمت بحسنه .

و اعلم أن هذا الحديث مما سود به أحد مشايخ الشمال في سوريا كتابه الذي أسماه

بغير حق " تعاليم الإسلام " فإنه كتاب محشو بالمسائل الغريبة و الآراء الباطلة

التي لا تصدر من عالم , و ليس هذا فقط , بل فيه كثير جدا من الأحاديث الواهية

و الموضوعة , و حسبك دليلا على ذلك أنه جزم بنسبة هذا الحديث الباطل إلى النبي

صلى الله عليه وسلم و هو ثانى حديث من الأحاديث التي أوردها في " فضل العلم "

من أول كتابه ( ص 3 ) و غالبها ضعيفة , و فيها غير هذا من الموضوعات كحديث "

خيار أمتي علماؤها , و خيار علمائها فقهاؤها " و هذا مع كونه حديثا باطلا كما

سبق تحقيقه برقم ( 367 ) فقد أخطأ المؤلف أو من نقله عنه في روايته , فإن لفظه

: " رحماؤها " بدل " فقهاؤها " !

و من الأحاديث الموضوعة فيه ما أورده في ( ص 236 ) " صلاة بعمامة أفضل من خمس

و عشرين ... و " إن الله و ملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة " و قد

تقدم الكلام عليهما برقم ( 127 و 159 ) .

و منها حديث " المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحون " ( ص 4 منه ) و سيأتي بيان

وضعه برقم ( 782 ) إن شاء الله تعالى .

و من غرائب هذا المؤلف أنه لا يعزو الأحاديث التي يذكرها إلى مصادرها من كتب

الحديث المعروفة , و هذا مما لا يجوز في العلم , لأن أقل الرواية عزو الحديث

إلى مصدره , و لقد استنكرت ذلك منه في أول الأمر , فلما رأيته يعزي أحيانا

و يفترى في ذلك , هان علي ما كنت استنكرته من قبل ! فانظر إليه مثلا في الصفحة

( 247 ) حيث يقول :

روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من كتب هذا الدعاء و جعله

بين صدر الميت و كفنه لم ينله عذاب القبر ( ! ) و لم ير منكرا و لا نكيرا ( ! )

و هو هذا ... " , ثم ذكر الدعاء .

فهذا الحديث لم يروه الترمذي و لا غيره من أصحاب الكتب الستة و لا الستين !

إذ لا يعقل أن يروي مثل هذا الحديث الموضوع الظاهر البطلان إلا من لم يشم رائحة

الحديث و لو مرة واحدة في عمره !

و في الصفحة التي قبل التي أشرنا إليها قوله :

في " صحيح مسلم " قال صلى الله عليه وسلم : " من غسل ميتا و كتم عليه غفر الله

له أربعين سيئة " .

فهذا ليس في " صحيح مسلم " و لا في شيء من الكتب , و إنما رواه الحاكم فقط

و البيهقي بلفظ : " أربعين مرة " .

فهذا قل من جل مما في هذا الكتاب من الأحاديث الموضوعة و التخريجات التي لا أصل

لها , و يعلم الله أنني عثرت عليها دون تقصد , و لو أنني قرأت الكتاب من أوله

إلى آخره قاصدا بيان ما فيه من المنكرات لجاء كتابا أكبر من كتابه ! و إلى الله

المشتكى !

و أما ما فيه من المسائل الفقهية المستنكرة فكثيرة أيضا , و ليس هذا مجال القول

في ذلك , و إنما أكتفي بمثالين فقط , قال ( ص 36 ) في صدد بيان آداب الاغتسال :

و أن يصلى ركعتين بعد خروجه سنة الخروج من الحمام !

و هذه السنة لا أصل لها البتة في شيء من كتب السنة حتى التي تروى الموضوعات !

و لا أعلم أحدا من الأئمة المجتهدين قال بها !

و قال ( ص 252 - 253 ) :

لا بأس بالتهليل و التكبير و الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يعني جهرا

قدام الجنازة , لأنه صار شعارا للميت , و في تركه ازدراء به , و تعرض للتكلم

فيه و في ورثته , و لو قيل بوجوبه لم يبعد !

و هذا مع كونه من البدع المحدثة التي لا أصل لها في السنة فلم يقل بها أحد من

الأئمة أيضا , و إنى لأعجب أشد العجب من هؤلاء المتأخرين الذين يحرمون على طالب

العلم أن يتبع الحديث الصحيح بحجة أن المذهب على خلافه , ثم يجتهدون هم فيها لا

مجال للاجتهاد فيه لأنه خلاف السنة و خلاف ما قال الأئمة أيضا الذين يزعمون

تقليدهم , وايم الله إني لأكاد أميل إلى الأخذ بقول من يقول من المتأخرين بسد

باب الاجتهاد حين أرى مثل هذه الاجتهادات التي لا يدل عليها دليل شرعى و لا

تقليد لإمام ! فإن هؤلاء المقلدين إن اجتهدوا كان خطؤهم أكثر من إصابتهم ,

و إفسادهم أكثر من إصلاحهم , و الله المستعان .

و إليك مثالا ثالثا هو أخطر من المثالين السابقين لتضمنه الاحتيال على استحلال

ما حرمه الله و رسوله , بل هو من الكبائر بإجماع الأمة ألا و هو الربا ! قال

ذلك المسكين ( ص 321 ) :

" إذا نذر المقترض مالا معينا لمقرضه ما دام دينه أو شيء منه صح نذره , بأن

يقول : لله علي ما دام المبلغ المذكور أو شيء منه في ذمتي أن أعطيك كل شهر أو

كل سنة كذا .

و معنى ذلك أنه يحلل للمقترض أن يأخذ فائدة مسماه كل شهر أو كل سنة من المستقرض

إلى أن يوفي إليه دينه , و لكنه ليس باسم ربا , بل باسم نذر يجب الوفاء به

و هو قربة عنده ! ! فهل رأيت أيها القاريء تلاعبا بأحكام الشريعة و احتيالا على

حرمات الله مثلما فعل هذا الرجل المتعالم ? أما أنا فما أعلم يفعل مثله أحد إلا

أن يكون اليهود الذين عرفوا بذلك منذ القديم , و ما قصة احتيالهم على صيد السمك

يوم السبت ببعيدة عن ذهن القاريء , و كذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " قاتل

الله اليهود , إن الله لما حرم عليهم الشحم جملوه , أي ذوبوه , ثم باعوه

و أكلوا ثمنه " ! رواه الشيخان في " صحيحيهما " و هو مخرج في " الإرواء " (

1290) بل إن ما فعله اليهود دون ما أتى به هذا المتمشيخ , فإن أولئك و إن

استحلوا ما حرم الله , فإن هذا شاركهم في ذلك و زاد عليهم أنه يتقرب إلى الله

باستحلال ما حرم الله !! بطريق النذر !

و لا أدري هل بلغ مسامع هذا الرجل أم لا قوله صلى الله عليه وسلم : " لا

ترتكبوا ما ارتكب اليهود , فترتكبوا محارم الله بأدنى الحيل " رواه ابن بطة في

" جزء الخلع و إبطال الحيل " و إسناده جيد كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره

( 2 / 257 ) و غيره في غيره , و الذي أعتقده في أمثاله أنه سواء عليه أبلغه هذا

الحديث أو لا , لأنه ما دام قد سد على نفسه باب الاهتداء بالقرآن و السنة

و التفقه بهما استغناء منه عنهما بحثالات آراء المتأخرين كمثل هذا الرأي الذي

استحل به ما حرم الله , و الذي أظن أنه ليس من مبتكراته ! فلا فائدة ترجي له من

هذا الحديث و أمثاله مما صح عنه صلى الله عليه وسلم و هذا يقال فيما لو فرض فيه

الإخلاص و عدم اتباع الهوى نسأل الله السلامة .

و مع أن هذا هو مبلغ علم المؤلف المذكور فإنه مع ذلك مغرور بنفسه معجب بعلمه ,

فاسمع إليه يصف رسالة له في هذا الكتاب ( ص 58 ) :

" فإنها جمعت فأوعت كل شيء ( ! ) لا مثيل لها في هذا الزمان , و لم يسمع الزمان

بها حتى الآن , فجاءت آية في تنظيمها و تنسيقها و كثرة مسائلها و استنباطها ,

ففيها من المسائل ما لا يوجد في المجلدات , فظهرت لعالم الوجود عروسا حسناء ,

بعد جهود جبارة و أتعاب سنين كثيرة , و مراجعات مجلدات كثيرة و كتب عديدة , فهي

الوحيدة في بابها و الزبدة في لبابها , تسر الناظرين و تشرح صدر العالمين !

و لا يستحق هذا الكلام الركيك في بنائه العريض في مرامه أن يعلق عليه بشيء ,

و لكني تساءلت في نفسي فقلت : إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في

الذين يمدحون غيرهم " احثوا في وجوه المداحين التراب " فماذا يقول فيمن يمدح

نفسه و بما ليس فيه ? فاللهم عرفنا بنفوسنا و خلقنا بأخلاق نبيك المصطفى

صلى الله عليه وسلم .

هذه كلمة وجيزة أحببت أن أقولها حول هذا الكتاب " تعاليم الإسلام " بمناسبة هذا

الحديث الباطل نصحا مني لآخواني المسلمين حتى يكونوا على بصيرة منه إذا ما وقع

تحت أيديهم , و الله يقول الحق و يهدى السبيل .

417 " رب معلم حروف أبي جاد دارس فى النجوم ليس له عند الله خلاق يوم القيامة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 609 ) :

$ موضوع .

أخرجه الطبراني ( 3 / 105 / 1 ) من طريق خالد بن يزيد العمري أخبرنا محمد بن

مسلم أخبرنا إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن # ابن عباس # مرفوعا .

قلت : خالد هذا كذبه أبو حاتم و يحيى , و قال ابن حبان :

يروي الموضوعات عن الأثبات , و قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 117 ) بعد أن

عزاه للطبراني :

و فيه خالد بن يزيد العمري و هو كذاب .

قلت : و مع ذلك فقد أورد حديثه هذا السيوطي في " الجامع " ! و تعقبه المناوي

بما نقلته عن الهيثمي , ثم قال : و رواه عنه أيضا حميد بن زنجويه .

418 " اللحم بالبر مرقة الأنبياء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 610 ) :

$ ضعيف جدا .

أخرجه السلمي في " طبقات الصوفية " ( ص 497 - 498 ) : أخبرني أحمد بن عطاء

الروذباري ـ إجازة ـ قال : حدثنا علي بن عبد الله العباسي قال : حدثنا الحسن

ابن سعد قال : قال محمد بن أبي عمير قال هشام بن سالم قال # عبد الله بن جعفر

بن محمد الصادق حدثني أبي عن أبيه عن جده # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , أحمد بن عطاء قال الخطيب ( 4 / 336 ) :

روى أحاديث وهم فيها و غلط غلطا فاحشا , فسمعت أبا عبد الله محمد بن علي الصوري

يقول : حدثونا عن الروذباري , عن إسماعيل بن محمد الصفار , عن الحسن بن عرفة

أحاديث لم يروها الصفار عن ابن عرفة , قال الصوري : و لا أظنه ممن كان يتعمد

الكذب , لكنه اشتبه عليه " .

و الحسن بن سعد و الاثنان فوقه لم أعرفهم .

و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن النجار عن الحسين ,

و لم يتكلم عليه الشارح بشيء , فالظاهر أنه لم يقف على سنده .

419 " إن العالم و المتعلم إذا مرا بقرية فإن الله يرفع العذاب عن مقبرة تلك القرية

أربعين يوما " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 611 ) :

$ لا أصل له .

كما قال السيوطي في " تخريج أحاديث شرح العقائد " ( ورقة 6 / وجه 2 ) و أقره

العلامة القاري في " فرائد القلائد على أحاديث شرح العقائد " ( 25 / 1 ) .

420 " إنكم فى زمان ألهمتم فيه العمل , و سيأتي قوم يلهمون الجدل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 611 ) :

$ لا أصل له .

كما أفاده العراقي في " تخريج الإحياء " ( 1 / 37 ) و السبكي في " طبقات

الشافعية " ( 4 / 145 ) .

421 " من مثل بالشعر فليس له عند الله خلاق " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 611 ) :

$ ضعيف .

أخرجه الطبراني ( 3 / 105 / 1 ) حدثنا حجاج بن نصير , أخبرنا محمد بن مسلم , عن

إبراهيم بن ميسرة , عن طاووس , عن # ابن عباس # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل حجاج هذا , قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف ,

كان يقبل التلقين .

و الحديث قال في " المجمع " ( 8 / 121 ) :

رواه الطبراني و فيه حجاج بن نصير , و قد ضعفه الجمهور , و وثقه ابن حبان

و قال : يخطيء , و بقية رجاله ثقات .

422 " من عمل بما يعلم , ورثه الله علم ما لم يعلم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 611 ) :

$ موضوع .

أخرجه أبو نعيم ( 10 / 14 - 15 ) من طريق أحمد بن حنبل عن يزيد بن هارون , عن

حميد الطويل , عن # أنس # مرفوعا , ثم قال :

ذكر أحمد بن حنبل هذا الكلام عن بعض التابعين , عن عيسى بن مريم عليه السلام ,

فوهم بعض الرواة أنه ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم فوضع هذا الإسناد عليه

لسهولته و قربه , و هذا الحديث لا يحتمل بهذا الإسناد عن أحمد بن حنبل .

قلت : و في الطريق إليه جماعة لم أعرفهم فلا أدري من وضعه منهم .

423 " من السنة أن لا يصلي الرجل بالتيمم إلا صلاة واحدة , ثم يتيمم للصلاة الأخرى

" .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 612 ) :

$ موضوع .

أخرجه الطبراني ( 3 / 107 / 2 ) من طريق الحسن بن عمارة , عن الحكم بن عيينة ,

عن مجاهد , عن # ابن عباس # قال ... فذكره , و كذلك أخرجه الدارقطني ( ص 68 )

و من طريقه البيهقي ( 1 / 331 ـ 332 ) و قال الدارقطني :

و الحسن بن عمارة ضعيف .

قلت : بل هو شر من ذلك , فقد قال فيه شعبة : يكذب , و قال ابن المديني : كان

يضع الحديث , و قال أحمد : أحاديثه موضوعة , و قال شعبة أيضا : روى أحاديث عن

الحكم , فسألنا الحكم عنها ? فقال : ما سمعت منها شيئا .

و قول الصحابي : من السنة كذا في حكم المرفوع عند العلماء , و لهذا أوردته ,

و قد رواه البيهقي ( 1 / 222 ) عن الحسن بن عمارة بإسناده السابق عن ابن عباس

مرفوعا بلفظ :

" لا يصلى بالتيمم إلا صلاة واحدة " و قال : و الحسن بن عمارة لا يحتج به . قلت

: فلا يصح إذن عن ابن عباس مرفوعا و لا موقوفا , بل قد روى عنه خلافه , كما

ذكره ابن حزم في " المحلى " ( 2 / 132 ) يعني أن المتيمم يصلي بتيممه ما شاء من

الصلوات الفروض و النوافل , ما لم ينتقض تيممه بحدث أو بوجود الماء , و هذا هو

الحق في هذه المسألة كما قرره ابن حزم , و انظر " الروضة الندية "

( 1 / 59 ) .

424 " لا بأس أن يقلب الرجل الجارية إذا أراد أن يشتريها , و ينظر إليها ما خلا

عورتها , و عورتها ما بين ركبتيها إلى معقد إزارها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 613 ) :

$ موضوع .

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( ج 3 ق 97 / 2 ) من طريق حفص بن عمر

الكندي , حدثنا صالح بن حسان , عن محمد بن كعب القرظي عن # ابن عباس # مرفوعا .

قلت : و هذا موضوع حفص بن عمر , هو قاضي حلب , قال ابن حبان : يروي عن الثقات

الموضوعات لا يحل الاحتجاج به , و صالح بن حسان , متفق على تضعيفه , بل قال ابن

حبان ( 1 / 367 ـ 368 ) : كان صاحب قينات و سماع ( ! ) و كان ممن يروي

الموضوعات عن الأثبات

و أما قول الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 53 ) :

رواه الطبراني في " الكبير " , و فيه صالح بن حسان و هو ضعيف , و ذكره ابن حبان

في الثقات .

قلت : و فيه مؤاخذتان :

الأولى : تعصيب الجناية بصالح هذا وحده مع أن الراوي عنه مثله في الضعف أو أشد

ليس من العدل في شيء .

الأخرى : أن صالحا لم يذكره ابن حبان في " الثقات " , و إنما ذكر فيه ( 6 / 456

) صالح بن أبي حسان , و هما من طبقة واحدة , فاشتبه على الهيثمي أحدهما بالآخر

, و قد علمت أن ابن حسان اتهمه ابن حبان نفسه بالوضع .

و اعلم أنه لم يثبت في السنة التفريق بين عورة الحرة , و عورة الأمة , و قد

ذكرت ذلك مع شيء من التفصيل في كتابي " حجاب المرأة المسلمة " فليرجع إليه من

شاء و هو الآن تحت الطبع مع زيادات و فوائد جديدة و مقدمة ضافية في الرد على

متعصبة المقلدين بإذنه تعالى .

425 " موت الغريب شهادة , إذا احتضر فرمى ببصره عن يمينه و عن يساره فلم ير إلا

غريبا , و ذكر أهله و ولده , و تنفس , فله بكل نفس يتنفسه يمحو الله عنه ألفي

ألف سيئة , و يكتب له ألفي ألف حسنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 614 ) :

$‏موضوع .

رواه الطبراني ( 3 / 107 / 1 ) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي , أخبرنا محمد

بن عبد الله بن علاثة , عن الحكم بن أبان , عن وهب بن منبه , عن # ابن عباس #

مرفوعا .

قلت : و هذا موضوع عمرو بن الحصين كذاب , و قد تقدم له أحاديث موضوعة كثيرة ,

و ابن علاثة ضعيف و اتهمه بعضهم , لكن قيل : إن الآفة من الراوي عنه ابن الحصين

هذا .

و الحديث قال الهيثمي ( 2 / 317 ) :

رواه الطبراني في " الكبير " و فيه عمرو بن الحصين العقيلي و هو متروك " .

قلت : و الجملة الأولى منه ذكرها ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق أخرى

عن ابن عباس و قال : لا يصح .

و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 132 - 133 ) بأن له طرقا أخرى و شواهد ,

قلت : و كلها معلولة و بعضها أشد ضعفا من بعض , فلا يستفيد الحديث منها إلا

الضعف فقط , و أما سائر الحديث , فموضوع لخلوه من شاهد , و من عجائب السيوطي

أنه ذكر هذه الطريق الموضوعة في جملة الطرق و الشواهد .

426 " لولا ما طبع الركن من أنجاس الجاهلية و أرجاسها و أيدى الظلمة و الأثمة ,

لاستشفي به من كل عاهة , و لألفي اليوم كهيئته يوم خلقه الله , و إنما غيره

الله بالسواد لأن لا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة , و ليصيرن إليها , و إنها

لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة وضعه الله حين أنزل آدم فى موضع الكعبة قبل أن

تكون الكعبة , و الأرض يومئذ طاهرة لم يعمل فيها شيء من المعاصي , و ليس لها

أهل ينجسونها , فوضع له صف من الملائكة على أطراف الحرم يحرسونه من سكان الأرض

, و سكانها يومئذ الجن , لا ينبغي لهم أن ينظروا إليه لأنه شيء من الجنة ,

و من نظر إلى الجنة دخلها , فليس ينبغي أن ينظر إليها إلا من قد وجبت له الجنة

, فالملائكة يذودونهم عنه و هم وقوف على أطراف الحرم يحدقون به من كل جانب ,

و لذلك سمي الحرم , لأنهم يحولون فيما بينهم و بينه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 615 ) :

$ منكر .

الطبراني في " الكبير " ( 3 / 107 / 1 ) عن عوف بن غيلان بن منبه الصنعاني ,

أخبرنا عبد الله بن صفوان , عن إدريس بن بنت وهب بن منبه , حدثني وهب بن منبه ,

عن طاووس , عن # ابن عباس # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف لجهالة من دون وهب بن منبه , فإني لم أجد من ذكرهم ,

و المتن ظاهر النكارة , والله أعلم , و في " المجمع " ( 3 / 243 ) :

رواه الطبراني في " الكبير " و فيه من لم أعرفه و لا له ذكر .

ثم وجدت الحديث قد أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 2 / 266 ) من طريق غوث بن

غيلان بن منبه الصنعاني به مختصرا دون قوله : " و لألفي يوم القيامة ... " إلخ

.

أورده في ترجمة عبد الله بن صفوان , و روي عن هشام بن يوسف أنه قال :

كان ضعيفا , لا يحفظ الحديث .

و تبين منه أن الراوي عنه إنما هو ( غوث ) , و ليس : ( عوف ) كما كنت نقلته عن

مخطوطة " الكبير " و على الصواب و قع في المطبوع منه ( 11 / 55 / 11028 ) , و

هو مترجم في " الجرح " ( 3 / 57 / 58 ) , و " ثقات ابن حبان " ( 7 / 313 و 9 /

2 ) , قال ابن معين : لم يكن به بأس .

و إدريس بن بنت وهب اسم أبيه سنان اليماني , ضعفه ابن عدي , و قال الدارقطني :

متروك .

قلت : فهو آفة هذا الحديث . و الله أعلم .

427 " من قال : لا إله إلا الله قبل كل شيء , و لا إله إلا الله بعد كل شيء , و لا

إله إلا الله يبقي و يفني كل شىء , عوفي من الهم و الحزن " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 617 ) :

$ موضوع .

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( ج 3 ق 93 و 1 ) عن العباس , يعني ابن

بكار الضبي , حدثنا أبو هلال , عن قتادة , عن سعيد بن المسيب , عن # ابن عباس #

مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد موضوع , العباس هذا , قال الدارقطني : كذاب .

و ساق له الذهبي حديثين , قال : إنهما باطلان , و سيأتي أحدهما برقم ( 2688 )

و اتهمه الحافظ بوضع الحديث الآتى : و في " المجمع " ( 10 / 137 ) : رواه

الطبراني , و فيه العباس بن بكار و هو ضعيف , وثقه ابن حبان .

قلت : لم يذكر الذهبي في " الميزان " و لا الحافظ في " اللسان " توثيق ابن حبان

له , فالله أعلم , فإن صح ذلك , فالجرح المفسر مقدم على التعديل كما هو معروف

في " المصطلح " .

و بخاصة إذا كان المعدل معروفا بالتساهل , كابن حبان .

ثم رأيته في " ثقاته " ( 8 / 512 ) , و قال :

و كان يغرب , حديثه عن الثقات لا بأس به " .

و بمقابلة كلامه بما زاده في " اللسان " على " الميزان " تبين لي أن الحافظ قد

نقل كلام ابن حبان المذكور في " اللسان " , لكن وقع فيه خطأ : " و قال المؤلف

.... " مكان قوله : و قال ابن حبان .

ثم تناقض ابن حبان , فأورد العباس هذا في " ضعفائه " أيضا ( 2 / 190 ) .

و شيخه أبو هلال اسمه محمد بن سليم الراسبي , فيه لين قال أحمد :

يحتمل حديثه إلا أنه يخالف في قتادة .

428 " ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض و لم تطمث , و إنما سماها فاطمة , لأن الله

فطمها و محبيها من النار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 618 ) :

$ موضوع .

أخرجه الخطيب ( 12 / 331 ) بإسناد له عن # ابن عباس # ثم قال : في إسناده من

المجهولين غير واحد , و ليس بثابت , و من طريقه أورده ابن الجوزي في

" الموضوعات " ( 1 / 421 ) و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 400 ) .

و ذكر الحافظ في ترجمة العباس ابن بكار المذكور في الحديث المنصرم بسنده عن أم

سليم قالت : لم ير لفاطمة دم في حيض و لا نفاس , ثم قال : هذا من وضع العباس .

.

429 " كان لا يرى بالهميان للمحرم بأسا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 619 ) :

$ موضوع .

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 99 / 1 ) عن يوسف بن خالد السمتي , حدثنا

زياد بن سعد عن صالح مولى التوأمة عن # ابن عباس # مرفوعا .

قلت : و السمتي هذا كذا , كما قال ابن معين , و صالح ضعيف . و الصواب في الحديث

أنه موقوف على ابن عباس , كذلك أخرجه البيهقي في " سننه " ( 5 / 69 ) من طريق

سعيد بن جبير عنه , و في سنده شريك القاضي , و فيه ضعف .

430 " شاوروهن ـ يعنى النساء ـ و خالفوهن " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 619 ) :

$ لا أصل له مرفوعا .

كما أفاده السخاوي , ثم المناوي ( 4 / 263 ) , و لعل أصل هذه الجملة ما رواه

العسكري في " الأمثال " عن # عمر # قال :

" خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة " , و إن كنت لا أعرف صحته , فإن السيوطي

لم يسق إسناده في " اللآليء " ( 2 / 174 ) لننظر فيه :

ثم وقفت على إسناده , رواه علي بن الجعد الجوهري في " حديثه " ( 12 / 177 / 1 )

من طريق أبي عقيل عن حفص بن عثمان بن عبيد الله عن عبد الله بن عمر قال : قال

عمر رحمه الله ... فذكره .

قلت : و هذا سند ضعيف , فيه علتان :

الأولى جهالة حفص هذا , فقد أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 184 ) برواية أبي

عقيل هذا وحده و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .

و في " ثقات ابن حبان " ( 6 / 196 ) :

حفص بن عثمان بن محمد بن عرادة عن عكرمة , و عنه أبو عقيل "

فيحتمل أن يكون هو هذا مع ملاحظة اختلاف اسم الجد , و ذلك مما يؤكد جهالته كما

يشير إليه أحمد في قوله الآتي .

و العلة الأخرى أبو عقيل و اسمه يحيى بن المتوكل العمري صاحب بهية ضعيف كما في

" التقريب " , و قال أحمد : روى عن قوم لا أعرفهم .

ثم إن معنى الحديث ليس صحيحا على إطلاقه , لثبوت عدم مخالفته صلى الله عليه

وسلم لزوجته أم سلمة حين أشارت عليه بأن ينحر أمام أصحابه في صلح الحديبية حتى

يتابعوه في ذلك , و انظر الحديث الآتى عدد ( 435 ) .

431 " استوصوا بالمعزى خيرا فإنها مال رفيق , و هو فى الجنة , و أحب المال إلى الله

الضأن , و عليكم بالبياض , فإن الله خلق الجنة بيضاء , فليلبسه أحياؤكم ,

و كفنوا فيه موتاكم , و إن دم الشاة البيضاء أعظم عند الله من دم السوداوين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الموضوعة ( 1 / 620 ) :

$ موضوع .

أخرجه الطبراني ( 3 / 113 / 1 ـ 2 ) و ابن عدي ( 2 / 378 ) من طريق أبي شهاب عن

حمزة النصيبي , عن عمرو بن دينار , عن # ابن عباس # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد موضوع , و علته حمزة النصيبي , قال ابن حبان ( 1 / 270 )

يضع الحديث .

و الحديث قال في " المجمع " ( 4 / 66 ) :

رواه الطبراني في " الكبير " و فيه حمزة النصيبي , و هو متروك .

و من طريقه أخرج منه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 330 ) الطرف الأول .

432 " نهى عن المواقعة قبل المداعبة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 621 ) :

$ موضوع .

رواه الخطيب ( 13 / 220 ـ 221 ) و عنه ابن عساكر ( 16 / 299 / 2 ) و أبو عثمان

النجيرمي في " الفوائد المخرجة من أصول مسموعاته " ( 24 / 1 ) من طريق خلف بن

محمد الخيام بسنده عن أبي الزبير عن #‏جابر #‏مرفوعا , قال الذهبي في ترجمة

الخيام هذا من " الميزان " .

قال الحاكم : سقط حديثه بروايته حديث : " نهى عن الوقاع قبل الملاعبة " ,

و قال الخليلى : خلط , و هو ضعيف جدا , روى فنونا لا تعرف .

قلت : و أبو الزبير مدلس , و قد عنعنه .

و الحديث أورده الشيخ أحمد الغماري في " المغير " ( ص 100 ) .

433 " يدعى الناس يوم القيامة بأمهاتهم سترا من الله عز وجل عليهم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 621 ) :

$ موضوع .

رواه ابن عدي ( 17 / 2 ) عن إسحاق بن إبراهيم الطبري , حدثنا مروان الفزاري ,

عن حميد الطويل , عن # أنس # مرفوعا و قال :

هذا منكر المتن بهذا الإسناد , و إسحاق بن إبراهيم منكر الحديث .

و قال ابن حبان :

يروي عن ابن عيينة و الفضل بن عياض , منكر الحديث جدا , يأتي عن الثقات

بالموضوعات , لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب , و قال الحاكم :

روى عن الفضيل و ابن عيينة أحاديث موضوعة , و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات

" (‏3 / 248 ) من طريق ابن عدي و قال : لا يصح , إسحاق منكر الحديث .

و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 449 ) بأن له طريقا أخرى عند الطبراني ,

يعني الحديث الذي بعده , و هو مع أنه مغاير لهذا في موضع الشاهد منه , فإن هذا

نصه " بأمهاتهم " و هو نصه " بأسمائهم " و شتان بين اللفظين , و قد رده ابن

عراق فقال ( 2 / 381 ) :

قلت : هو من طريق أبي حذيفة إسحاق بن بشر , فلا يصح شاهدا .

قلت : لأن الشرط في الشاهد أن لا يشتد ضعفهو هذا ليس كذلك , لأن إسحاق بن

بشر هذا في عداد من يضع الحديث , كما تقدم في الحديث ( 223 ) .

و قد ثبت ما يخالفه , ففي " سنن أبي داود " بإسناد جيد كما قاله النووي في "

الأذكار " من حديث أبي الدرداء مرفوعا : " إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم و

أسماء آبائكم " و في الصحيح من حديث عمر مرفوعا : " إذا جمع الله الأولين و

الآخرين يوم القيامة , يرفع لكل غادر لواء , فيقال : هذه غدرة فلان بن فلان ,

والله أعلم .

قلت : حديث أبي الدرداء ضعيف ليس بجيد , لانقطاعه , و قد أعله بذلك أبو داود

نفسه , فقد قال عقبه ( رقم 4948 ) : ابن أبي زكريا لم يدرك أبا الدرداء .

و سوف يأتي تخريجه في هذه " السلسلة " ( 5460 ) .

قلت : و بذلك أعله جماعة آخرون , كالبيهقى , و المنذري , و العسقلاني .

فلا يغتر بعد هذا بقول النووي و من تبعه , و انظر " فيض القدير " .

434 " إن الله تعالى يدعو الناس يوم القيامة بأسمائهم سترا منه على عباده , و أما

عند الصراط فإن الله عز وجل يعطي كل مؤمن نورا , و كل مؤمنة نورا , و كل منافق

نورا , فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين و المنافقات , فقال

المنافقون : *( انظرونا نقتبس من نوركم )* ( الحديد : 13 ) , و قال المؤمنون :

*( ربنا أتمم لنا نورنا ) ( التحريم : 8 ) فلا يذكر عند ذلك أحد أحدا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 623 ) :

$ موضوع .

أخرجه الطبراني ( 3 / 115 / 1 ) من طريق إسماعيل بن عيسى العطار , أخبرنا إسحاق

بن بشر أبو حذيفة , أخبرنا ابن جريج عن ابن أبي مليكة , عن # ابن عباس #

مرفوعا .

قلت : و إسحاق هذا كذاب , و قد تقدم طرفه الأول آنفا بسند آخر له كما تقدمت

له أحاديث , و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 359 ) بعد أن ساق الحديث من

رواية الطبراني : و هو متروك .

435 " طاعة المرأة ندامة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 623 ) :

$ موضوع .

رواه ابن عدي ( ق 308 / 1 ) عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي , عن عنبسة بن

عبد الرحمن , عن محمد بن زاذان , عن # أم سعد بنت زيد بن ثابت عن أبيها #

مرفوعا , أورده في ترجمة عنبسة هذا و قال : و له غير ما ذكرت , و هو منكر

الحديث .

قلت : و قال أبو حاتم كان يضع الحديث , و أما عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي .

فقال ابن عدي ( 290 / 2 ) :

لا بأس به , إلا أنه يحدث عن قوم مجهولين بعجائب , و تلك العجائب من جهة

المجهولين .

قلت : و على هذا جرى من بعده من المحققين , و قد ضعفه بعضهم .

و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 272 ) من رواية ابن عدي هذه

و قال : لا يصح , عنبسة ليس بشيء , و عثمان لا يحتج به .

و روى الحديث عن عائشة بلفظ : " طاعة النساء ندامة " .

أخرجه العقيلي ( ص 381 ) و ابن عدي ( ق 156 / 1 ) و القضاعي ( ق 12 / 2 )

و الباطرقاني في " حديثه " ( 168 / 1 ) و ابن عساكر ( 15 / 200 / 2 ) عن محمد

ابن سليمان بن أبي كريمة , عن هشام بن عروة , عن أبيه , عن عائشة مرفوعا ,

و قال العقيلي :

محمد بن سليمان حدث عن هشام ببواطل لا أصل لها , منها هذا الحديث , و قال ابن

عدي : ما حدث بهذا الحديث عن هشام إلا ضعيف , و حدث به عن هشام خالد ابن الوليد

المخزومي , و هو أضعف من ابن أبي كريمة .

و قد تعقب السيوطي ابن الجوزي كعادته , فذكر في " اللآليء " ( 2 / 174 ) أن له

طريقين آخرين عن هشام , و شاهدا من حديث أبي بكرة , لكن في أحد الطريقين خلف بن

محمد بن إسماعيل , و هو ساقط الحديث , كما تقدم عن الحاكم في الحديث ( 422 ) ,

و قد أخرجه من هذه الطريق أبو بكر المقري الأصبهاني في " الفوائد " ( 12 / 192

/ 2 ) و أبو أحمد البخاري في جزء من حديثه ( 2 / 1 ) .

و في الطريق الأخرى أبو البختري و اسمه وهب بن وهب وضاع مشهور .

و أما الشاهد , فهو مع ضعف سنده مخالف لهذا اللفظ , و هو الآتى بعده .

و فاته شاهد آخر , أخرجه ابن عساكر ( 5 / 327 / 2 ) من حديث جابر مرفوعا باللفظ

الأول , و فيه جماعة لا يعرفون , و علي بن أحمد بن زهير التميمي .

قال الذهبي : ليس يوثق به , و أما الشاهد عن أبي بكرة فهو :

436 " هلكت الرجال حين أطاعت النساء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 625 ) :

$ ضعيف .

أخرجه ابن عدي ( 38 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 34 ) و ابن

ماسي في آخر " جزء الأنصاري " ( 11 / 1 ) و الحاكم ( 4 / 291 ) و أحمد ( 5 / 45

) من طريق أبي بكرة , بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه , عن أبي بكرة ,

أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بشير يبشره بظفر خيل له , و رأسه في حجر

عائشة , فقام فحمد الله تعالى ساجدا , فلما انصرف أنشأ يسأل الرسول , فحدثه ,

فكان فيما حدثه من أمر العدو , و كانت تليهم امرأة , و في رواية أحمد : أنه ولي

أمرهم امرأة , فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره .

و قال الحاكم : صحيح الإسناد , و وافقه الذهبي .

قلت : و هذا ذهول منه عما ذكره في ترجمة بكار هذا من " الميزان " :

قال ابن معين : ليس بشيء , و قال ابن عدي : هو من جملة الضعفاء الذين يكتب

حديثهم , و قال في " الضعفاء " : ضعيف مشاه ابن عدي .

قلت : و أنا أظن أن هذا الحديث عن أبي بكرة له أصل بلفظ آخر , و هو ما أخرجه

البخاري في " صحيحه " ( 13 / 46 - 47 ) عنه : لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم

أن فارسا ملكوا ابنة كسرى قال : " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " .

و أخرجه الحاكم أيضا , و أحمد ( 5 / 38 , 43 , 47 , 50 , 51 ) من طرق عن أبي

بكرة , هذا هو أصل الحديث , فرواه حفيده عنه باللفظ الأول فأخطأ , و الله أعلم

.

و بالجملة , فالحديث بهذا اللفظ ضعيف لضعف راويه , و خطئه فيه , ثم إنه ليس

معناه صحيحا على إطلاقه , فقد ثبت في قصة صلح الحديبية من " صحيح البخاري "

( 5 / 365 ) أن أم سلمة رضي الله عنها أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم حين

امتنع أصحابه من أن ينحروا هديهم أن يخرج صلى الله عليه وسلم و لا يكلم أحدا

منهم كلمة حتى ينحر بدنه و يحلق , ففعل صلى الله عليه وسلم , فلما رأى أصحابه

ذلك قاموا فنحروا , ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أطاع أم سلمة فيما أشارت

به عليه , فدل على أن الحديث ليس على إطلاقه , و مثله الحديث الذي لا أصل له :

" شاوروهن و خالفوهن " و قد تقدم برقم ( 430 ) .

437 " من ولد له ثلاثة فلم يسم أحدهم محمدا فقد جهل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 627 ) :

$ موضوع .

قال الطبراني في " الكبير " ( 108 - 109 ) : حدثنا أحمد بن النضر العسكري ,

أخبرنا أبو خيثمة مصعب بن سعيد , أخبرنا موسى بن أيمن , عن ليث , عن مجاهد , عن

# ابن عباس # مرفوعا , و من طريق مصعب هذا رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده

" ( 199 ـ 200 من زوائده ) و ابن عدي ( 280 / 2 ) .

قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , مصعب هذا قال ابن عدي :

يحدث عن الثقات بالمناكير , ثم ساق له منها ثلاثة , عقب الذهبي عليها بقوله :

ما هذه إلا مناكير و بلايا , ثم قال ابن عدي :

و الضعف على رواياته بين , و قال صالح جزرة :

شيخ ضرير لا يدرى ما يقول , و تابعه الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني ,

و لكن لم أجد من ترجمه , ثم وجدناه في الجرح ( 4 / 4 / 10 ) و ثقات ابن حبان

( 9 / 227 ) و لكن الراوي عنه أبو بدر أحمد بن خالد بن مسرح الحراني .

قال الدارقطني : ليس بشيء , فلا قيمة لهذه المتابعة , و هي عند الحافظ ابن بكير

الصيرفي في فضل من اسمه أحمد و محمد ( 58 / 1 ) .

و ليث ابن أبي سليم ضعيف باتفاقهم , و قد روى ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 178 )

بإسناد صحيح عن عيسى بن يونس و قد قيل له : لم لم تسمع منه ? فقال :

قد رأيته , و كان قد اختلط , و كان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن .

و به أعل ابن الجوزي هذا الحديث في " الموضوعات " (‏1 / 154 ) و قد أورده من

رواية ابن عدي بإسناده عن مصعب به ثم قال :

تفرد به موسى عن ليث , و ليث تركه أحمد و غيره , قال ابن حبان : اختلط في آخر

عمره , فكان يقلب الأسانيد و يرفع المراسيل .

و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 101 ـ 102 ) بقوله :

ليث لم يبلغ أمره أن يحكم على حديثه بالوضع , فقد روى له مسلم و الأربعة

و وثقه ابن معين و غيره .

قلت : إنما قال فيه ابن معين : لا بأس به , كما في " الميزان " و " التهذيب "

و هذا في رواية عنه , و إلا فقد روى الثقات عنه تضعيفه , و هذا الذي ينبغي

اعتماده , لأن سبب تضعيفه واضح و هو الاختلاط , و يمكن الجمع بين القولين بأنه

أراد بالأول أنه صدوق في نفسه , يعني أنه لا يكذب عمدا , و هذا لا ينافي ضعفه

الناتج من شيء لا يملكه , و هو الاختلاط , و هذا ما أشار إليه البخاري حين قال

فيه : صدوق , يهم , و مثله قول يعقوب بن شيبة : هو صدوق , ضعيف الحديث و نحوه .

قال عثمان ابن أبي شيبة و الساجي : و هؤلاء هم الذين عناهم السيوطي بقوله :

... و غيره , فتبين أن الأئمة مجمعون على تضعيفه , و كونه ثقة في نفسه لا يدفع

عنه الضعف الذي وصف به , و هذا بين لا يخفى على من له أدنى إلمام بالجرح

و التعديل , فظهر أن ما استروح إليه السيوطي من التوثيق لا فائدة فيه .

نعم قوله : إن ليثا لا يبلغ أمره أن يحكم على حديثه بالوضع , صحيح , و لكن قد

يحيط بالحديث الضعيف ما يجعله في حكم الموضوع , مثل أن لا يجرى العمل عليه من

السلف الصالح , و هذا الحديث من هذا القبيل , فإننا نعلم كثيرا من الصحابة كان

له ثلاثة أولاد و أكثر , و لم يسم أحدا منهم محمدا , مثل عمر بن الخطاب و غيره

, و أيضا , فقد ثبت أن أفضل الأسماء عبد الله , و عبد الرحمن , و هكذا

عبد الرحيم , و عبد اللطيف , و كل اسم تعبد لله عز وجل , فلو أن مسلما سمى

أولاده كلهم عبيدا لله تعالى , و لم يسم أحدهم محمدا , لأصاب , فكيف يقال فيه :

فقد جهل ? و لا سيما أن في السلف من ذهب إلى كراهة التسمي بأسماء الأنبياء ,

و إن كنا لا نرضى ذلك لنا مذهبا .

و إن من توفيق الله عز وجل إياي أن ألهمني أن أعبد له أولادي كلهم و هم : عبد

الرحمن و عبد اللطيف و عبد الرزاق من زوجتي الأولى ـ رحمهما الله تعالى ـ و عبد

المصور و عبد الأعلى من زوجتي الأخرى و الاسم الرابع ما أظن أحدا سبقني إليه

على كثرة ما وقفت عليه من الأسماء في كتب الرجال و الرواة ثم اتبعني على هذه

التسمية بعض المحبين و منهم واحد من فضلاء المشايخ جزاهم الله خيرا أسأل الله

تعالى أن يزيدني توفيقا و أن يبارك لي في آلي *( ربنا هب لنا من أزواجنا

و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماما )* ثم رزقت سنة 1383 هـ و أنا في

المدينة المنورة غلاما فسميته محمدا ذكرى مدينته صلى الله عليه وسلم و عملا

بقوله صلى الله عليه وسلم " تسموا باسمي , و لا تكنوا بكنيتي " متفق عليه

و في سنة 1386 هـ رزقت بأخ له فسميته عبد المهيمن , و الحمد لله على توفيقه .

و جملة القول أنه لا يلزم من كون الحديث ضعيف السند , أن لا يكون في نفسه

موضوعا , كما لا يلزم منه أن لا يكون صحيحا , أما الأول , فلما ذكرنا , و أما

الآخر , فلاحتمال أن يكون له طرق و شواهد ترقيه إلى درجة الحسن أو الصحيح ,

و هذا أمر لا يتساهل السيوطي في مراعاته أقل تساهل , كما هو بين في تعقبه على

ابن الجوزي في " اللآليء المصنوعة " بينما لا نراه يعطى الأمر الأول ما يستحقه

من العناية و التقدير , فنجده في كثير من الأحاديث التي حكم ابن الجوزي بوضعها

, يحاول تخليصها من الوضع , ناظرا إلى السند فقط , بينما ابن الجوزي نظر إلى

المتن أيضا , و هو من دقيق نظره الذي يحمد عليه , و منها الحديث الذي نحن في

صدد الكلام عليه , و لا يتقوى الحديث بأنه روى من حديث واثلة بن الأسقع , و من

حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جده , و من حديث عبد الملك بن هارون بن عنترة عن

أبيه عن جده , أخرجها ابن بكير في الجزء المذكور " فضل من اسمه أحمد و محمد "

لأن طرقها كلها لا تخلو من متهم , كما بينه ابن عراق في " تنزيه الشريعة "

( 82 / 1 ) .

أما حديث واثلة , ففيه عمر بن موسى الوجيهي , و هو وضاع , و أما حديث جعفر بن

محمد عن أبيه عن جده , ففيه عبد الله بن داهر الرازي , اتهمه ابن الجوزي , ثم

الذهبي , بالوضع , و الحديث الثالث آفته عبد الملك بن هارون , و هو كذاب وضاع .

438 " مثل أصحابي مثل النجوم من اقتدى بشيء منها اهتدى " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 631 ) :

$ موضوع .

رواه القضاعي ( 109 / 2 ) عن جعفر بن عبد الواحد قال : قال لنا وهب بن جرير بن

حازم عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا .

قلت : و كتب بعض المحدثين على الهامش و أظنه ابن المحب أو الذهبي :

هذا حديث ليس بصحيح .

قلت : يعني أنه موضوع و آفته جعفر هذا , قال الدارقطني :

يضع الحديث , و قال أبو زرعة : روى أحاديث لا أصل لها , و ساق الذهبي أحاديث

اتهمه بها , منها هذا , و قال : إنه من بلاياه , و قد تقدم الحديث بنحوه مع

الكلام على طرقه و أكثر ألفاظه برقم ( 58 ـ 62 ) فراجعه إن شئت فإن تحته فوائد

جمة .

439 " يا أهل مكة لا تقصروا الصلاة فى أدنى من أربعة برد من مكة إلى عسفان " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 632 ) :

$ موضوع .

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 112 / 1 ) و الدارقطني في " سننه "

( ص 148 ) و من طريقه البيهقي ( 3 / 137 ـ 138 ) من طريق إسماعيل بن عياش عن

عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه , و عطاء بن أبي رباح عن # ابن عباس # مرفوعا .

قلت : و هذا موضوع , سببه عبد الوهاب بن مجاهد , كذبه سفيان الثوري , و قال

الحاكم : " روى أحاديث موضوعة " .

و قال ابن الجوزي : " أجمعوا على ترك حديثه " .

و إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين , و هذه منها , فإن ابن

مجاهد حجازي .

و قد قل البيهقي عقب الحديث :

" و هذا حديث ضعيف إسماعيل بن عياش لا يحتج به , و عبد الوهاب بن مجاهد ضعيف

بمرة , و الصحيح أن ذلك من قول ابن عباس " .

قلت : أخرجه البيهقي من طريق عمرو بن دينار عن عطاء به موقوفا , و سنده صحيح .

و ابن مجاهد , لم يسم في رواية الطبراني , و لذلك لم يعرفه الهيثمي ( 2 / 157 )

.

و مما يدل على وضع هذا الحديث , و خطأ نسبته إليه صلى الله عليه وسلم , ما قاله

شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته في أحكام السفر ( 2 / 6 - 7 من مجموعة الرسائل

و المسائل ) :

هذا الحديث إنما هو من قول ابن عباس , و رواية ابن خزيمة و غيره له مرفوعا إلى

النبي صلى الله عليه وسلم باطلة بلا شك عند أئمة الحديث , و كيف يخاطب النبي

صلى الله عليه وسلم أهل مكة بالتحديد , و إنما قام بعد الهجرة زمنا يسيرا و هو

بالمدينة , لا يحد لأهلها حدا كما حده لأهل مكة , و ما بال التحديد يكون لأهل

مكة دون غيرهم من المسلمين ?!

و أيضا , فالتحديد بالأميال و الفراسخ يحتاج إلى معرفة مقدار مساحة الأرض , و

هذا أمر لا يعلمه إلا خاصة الناس , و من ذكره , فإنما يخبر به عن غيره تقليدا

, و ليس هو مما يقطع به , و النبي صلى الله عليه وسلم لم يقدر الأرض بمساحة

أصلا , فكيف يقدر الشارع لأمته حدا لم يجر به له ذكر في كلامه , و هو مبعوث إلى

جميع الناس ?!

فلابد أن يكون مقدار السفر معلوما علما عاما .

و من ذلك أيضا أنه ثبت بالنقل الصحيح المتفق عليه بين علماء الحديث أن النبي

صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع كان يقصر الصلاة بعرفة , و مزدلفة , و في

أيام منى , و كذلك أبو بكر و عمر بعده , و كان يصلي خلفهم أهل مكة, و لم

يأمروهم بإتمام الصلاة , فدل هذا على أن ذلك سفر , و بين مكة و عرفة بريد ,

و هو نصف يوم بسير الإبل و الأقدام .

و الحق أن السفر ليس له حد في اللغة و لا في الشرع فالمرجع فيه إلى العرف , فما

كان سفرا في عرف الناس , فهو السفر الذي علق به الشارع الحكم ,

و تحقيق هذا البحث الهام تجده في رسالة ابن تيمية المشار إليها آنفا , فراجعها

فإن فيها فوائد هامة لا تجدها عند غيره .

440 " حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد , و إن الخلق السوء يفسد العمل

كما يفسد الخل العسل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 634 ) :

$ ضعيف جدا .

رواه ابن عدي ( 304 / 2 ) عن عيسى بن ميمون : سمعت محمد بن كعب , عن

# ابن عباس # مرفوعا به , ساقه في ترجمة عيسى بن ميمون في جملة أحاديث ثم قال :

و عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد , ثم روى عن ابن معين أنه قال فيه : ليس

بشيء , و قال البخاري : صاحب مناكير , و النسائي : متروك الحديث .

قلت : و قال ابن حبان : يروي أحاديث كلها موضوعات , و لهذا لم يحسن السيوطي

بإيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير " من رواية ابن عدي هذه مقتصرا على

الشطر الأول منه ! و قد علق عليه المناوي بما لا يتبين منه حال الحديث بدقة

فقال : و رواه البيهقي في " الشعب " و ضعفه , و الخرائطى في " المكارم " , قال

العراقي : و السند ضعيف , لكن شاهده خبر الطبراني بسند ضعيف أيضا , و يشير بخبر

الطبراني إلى الحديث الآتي , و خفي عليه أنه من هذه الطريق أيضا ! و أما حديث

الخرائطي فهو عنده من حديث أنس , و سيأتي بعد حديث .

441 " الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد , و الخلق السوء يفسد العمل

كما يفسد الخل العسل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 636 ) :

$ ضعيف جدا .

و له طريقان :

الأول عن ابن عباس , رواه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 98 / 1 ) و أبو محمد

القاري في " حديثه " ( 2 / 203 / 1 ) عن عيسى بن ميمون قال : سمعت محمد بن كعب

القرظي يحدث عن #‏ابن عباس #‏مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , عيسى هذا , هو المدني , و يعرف بالواسطي , و هو

الذي في سند الحديث المتقدم , روى ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 287 ) عن أبيه أنه

قال : هو متروك الحديث .

و الحديث في " المجمع " ( 8 / 24 ) و قال :

رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و فيه عيسى بن ميمون المدني , و هو

ضعيف .

الآخر : عن أنس , أخرجه تمام في " الفوائد " ( 53 / 1 ) عن مخيمر بن سعيد

المنبجي , حدثنا روح بن عبد الواحد , حدثنا خليد بن دعلج , عن الحسن , عن أنس

مرفوعا .

قلت : و هذا سند ضعيف جدا أيضا , خليد بن دعلج , قال النسائي : ليس بثقة ,

و عده الدارقطني في جماعة من المتروكين , و روح بن عبد الواحد , قال أبو حاتم :

ليس بالمتين , روى أحاديث متناقضة , و قال ابن عدي في ترجمة خليد ( 120 / 2 )

عقب حديث أورده من رواية روح عن خليد : لعل البلاء فيه من الراوي عنه .

442 " إن حسن الخلق ليذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 636 ) :

$ ضعيف جدا .

رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 7 ) من طريق بقية بن الوليد , حدثني

أبو سعيد , حدثني عبد الرحمن بن سليمان , عن # أنس بن مالك # مرفوعا .

قلت : و هذا سند ضعيف جدا , أبو سعيد هذا من شيوخ بقية المجهولين الذين يدلسهم

, قال ابن معين :

إذا لم يسم بقية شيخه و كناه فاعلم أنه لا يساوي شيئا .

و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الخرائطي هذه , و بيض له

المناوي فلم يتكلم عليه بشىء ! و أما في التيسير فقال : ....بإسناد فيه مقال .

443 " ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور فى جوها , فالله الله فى

إخوانكم من أهل القبور , فإن أعمالكم تعرض عليهم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 636 ) :

$ ضعيف .

أخرجه الحاكم ( 4 / 307 ) من طريق أبي إسماعيل السكوني , قال : سمعت مالك بن

أدى يقول : سمعت # النعمان بن بشير # يقول مرفوعا , و قال :

صحيح الإسناد , و رده الذهبي بقوله :

قلت : فيه مجهولان .

قلت : و هما السكوني و ابن أدى كما صرح في " الميزان " أنهما مجهولان تبعا

لأصله " الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 303 و 4 / 2 / 336 ‏) و لكنه قال : وثق

يشير بذلك إلى عدم الاعتداد بتوثيق ابن حبان إياهما ( 5 / 388 و 7 / 656 ) لما

عرف من تساهله في توثيق المجهولين .

444 " كان إبليس أول من ناح و أول من تغنى " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 637 ) :

$ لا أصل له .

و قد أورده الغزالي ( 2 / 251 ) من حديث # جابر # مرفوعا , فقال الحافظ العراقي

في تخريجه :

لم أجد له أصلا من حديث جابر , و ذكره صاحب " الفردوس " من حديث علي بن

أبي طالب , و لم يخرجه ولده في " مسنده " .

445 " من طلب ما عند الله كانت السماء ظلاله , و الأرض فراشه , لم يهتم بشيء من أمر

الدنيا , فهو لا يزرع و يأكل الخبز , و هو لا يغرس الشجر و يأكل الثمار , توكلا

على الله تعالى , و طلبا لمرضاته , فضمن الله السموات السبع و الأرضين السبع

رزقه , فهم يتعبون فيه , و يأتون به حلالا , و يستوفي هو رزقه بغير حساب عند

الله تعالى حتى أتاه اليقين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 637 ) :

$ موضوع .

أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 112 ) أطول منه و الحاكم ( 4 / 310 ) و

السياق له من طريق إبراهيم بن عمرو السكسكي حدثنا أبي , حدثنا عبد العزيز بن

أبي رواد , عن نافع , عن # ابن عمر # مرفوعا , و قال :

صحيح الإسناد , و رده الذهبي بقوله :

قلت : بل منكر و موضوع , إذ عمرو بن بكر متهم عند ابن حبان , و إبراهيم ابنه ,

قال الدارقطني : متروك .

قلت : و في ترجمة إبراهيم من " الميزان " :

قال ابن حبان : يروي عن أبيه الأشياء الموضوعة , و أبوه أيضا لا شيء , ثم ساق

له هذا الحديث .

قلت : و تمام كلام بن حبان تفرد به إبراهيم بن عمرو و هو مما عملت يداه لأن هذا

ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا ابن عمر و لا نافع و إنما هو

شيء من كلام الحسن .

446 " ألا أخبركم بأفضل الملائكة جبريل عليه السلام , و أفضل النبيين آدم , و أفضل

الأيام يوم الجمعة , و أفضل الشهور شهر رمضان , و أفضل الليالي ليلة القدر ,

و أفضل النساء مريم بنت عمران " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 638 ) :

$ موضوع .

رواه الطبراني ( 11361 ) من طريق نافع أبي هرمز , عن عطاء بن أبي رباح , عن

# ابن عباس # مرفوعا .

قلت : و هذا موضوع , نافع أبو هرمز , كذبه ابن معين , و قال النسائي :

ليس بثقة , و أفضل النبيين إنما هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بدليل الحديث

الصحيح :

" أنا سيد الناس يوم القيامة ... " .

أخرجه مسلم ( 1 / 127 ) , فهذا يدل على وضع هذا الحديث و مع ذلك أورده في

" الجامع " و الحديثي أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 198 ) و ضعفه بنافع

و قال : متروك ثم ذكره في ( 3 / 140 ) و ( 2 / 165 ) و قال عنه في الموضعين :

ضعيف .

447 " يكون فى آخر الزمان عباد جهال , و قراء فسقة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 639 ) :

$ موضوع .

أخرجه ابن حبان في " المجروحين " ( 3 / 135 ) و الحاكم ( 4 / 315 ) و أبو نعيم

( 2 / 331 ـ 332 ) و عنه الديلمي ( 4 / 319 ) و أبو بكر الآجري في

" أخلاق العلماء " ( ص 62 ) من طريق يوسف بن عطية , عن ثابت , عن # أنس #

مرفوعا , و قال أبو نعيم :

غريب لم نكتبه إلا من حديث يوسف بن عطية , و في حديثه نكارة .

قلت : اتهمه ابن حبان بالوضع , و قد سكت عنه الحاكم , و تعقبه الذهبي بقوله :

قلت : يوسف هالك , و قال البخاري مشيرا إلى شدة ضعفه و اتهامه :

منكر الحديث و مع ذلك ذكره السيوطي في " الجامع " .

448 " لا تزال هذه الأمة , أو قال : أمتي بخير ما لم يتخذوا فى مساجدهم مذابح

كمذابح النصارى " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 639 ) :

$ ضعيف .

أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 107 / 1 ) : حدثنا وكيع قال حدثنا أبو

إسرائيل عن # موسى الجهني # , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

فذكره .

قلت : و هذا سند ضعيف , و له علتان :

الأولى : الإعضال , فإن موسى الجهني و هو ابن عبد الله إنما يروي عن الصحابة

بواسطة التابعين , أمثال عبد الرحمن بن أبي ليلى , و الشعبي , و مجاهد , و نافع

, و غيرهم , فهو من أتباع التابعين , و فيهم أورده ابن حبان في " ثقاته " ( 7 /

449 ‏) , و عليه فقول السيوطي في " إعلام الأريب بحدوث بدعة المحاريب " ( ص 30

) إنه مرسل , ليس دقيقا , لأن المرسل في عرف المحدثين إنما هو قول التابعي :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , و هذا ليس كذلك .

الآخرى : ضعف أبي إسرائيل هذا , و اسمه إسماعيل بن خليفة العبسي , قال الحافظ

في " التقريب " : صدوق سيء الحفظ .

و هذا على ما وقع في نسختنا المخطوطة من " المصنف " , و وقع فيما نقله السيوطي

عنه في " الأعلام " : إسرائيل يعني إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي , و

هو ثقة , و هو من طبقة أبي إسرائيل , و كلاهما من شيوخ وكيع , و لم أستطع البت

بالأصح من النسختين , و إن كان يغلب علي الظن الأول , فإن نسختنا جيدة مقابلة

بالأصل نسخت سنة ( 735 ) , و بناء على ما وقع للسيوطي قال :

هذا مرسل صحيح الإسناد , و قد عرفت أن الصواب أنه معضل , و هذا إن سلم من أبي

إسرائيل , و ما أظنه بسالم , فقد ترجح عندي أن الحديث من روايته , بعد أن رجعت

إلى نسخة أخرى من " المصنف " ( 1 / 188 / 1 ) فوجدتها مطابقة للنسخة الأولى ,

و عليه فالسند ضعيف مع إعضاله ثم رأيته كذلك في المطبوعة ( 2 / 59 )

فائدة : المذابح : هي المحاريب كما في " لسان العرب " و غيره , و كما جاء مفسرا

في حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ : اتقوا هذه المذابح يعني المحاريب .

رواه البيهقي ( 2 / 439 ) و غيره بسند حسن , و قال السيوطي في " رسالته " ( ص

21 ) حديث ثابت و استدل به على النهي عن اتخاذ المحاريب في المساجد , و فيه نظر

بينته في " الثمر المستطاب في فقه السنة و الكتاب " , خلاصته أن المراد به صدور

المجالس , كما جزم به المناوي في " الفيض " , نعم جزم السيوطي في الرسالة

السابقة , أن المحراب في المسجد بدعة . و تبعه الشيخ علي القاري في " مرقاة

المفاتيح " ( 1 / 473 ) و غيره , فهذا أعني كونه بدعة يغني عن هذا الحديث

المعضل , و إن كان صريحا في النهي عنه , فإننا لا نجيز لأنفسنا الاحتجاج بما لم

يثبت عنه صلى الله عليه و آله وسلم , و قد روى البزار ( 1 / 210 / 416 ـ كشف

الأستار ) عن ابن مسعود أنه كره الصلاة في المحراب و قال : إنما كانت للكنائس ,

فلا تشبهوا بأهل الكتاب يعني أنه كره الصلاة في الطاق .

قال الهيثمي ( 2 / 51 ) : و رجاله موثقون .

قلت : و فيما قاله نظر فقد أشار البزار إلى أنه تفرد به أبو حمزة عن إبراهيم و

اسم أبي حمزة ميمون القصاب و هو ضعيف اتفاقا و لم يوثقه أحد فإعلاله به أولى من

إعلاله بشيخ البزار محمد بن مرداس بدعوى أنه مجهول , فقد روى عنه جمع من الحفاظ

منهم البخاري في " جزء القراءة " و قال ابن حبان في ثقاته ( 9 / 107 ) : مستقيم

الحديث لكن يقويه ما رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح عن إبراهيم قال : قال عبد

الله :

اتقوا هذه المحاريب . و كان إبراهيم لا يقوم فيها .

قلت : فهذا صحيح عن ابن مسعود , فإن إبراهيم و هو ابن يزيد النخعي و إن كان لم

يسمع من ابن مسعود , فهو عنه مرسل في الظاهر , إلا أنه قد صحح جماعة من الأئمة

مراسيله , و خص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود .

قلت : و هذا التخصيص هو الصواب لما روى الأعمش

قال : قلت : لإبراهيم : أسند لي عن ابن مسعود , فقال إبراهيم :

إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله , فهو الذي سمعت , و إذا قلت : قال عبد الله ,

فهو عن غير واحد عن عبد الله .

علقه الحافظ هكذا في " التهذيب " , و وصله الطحاوي ( 1 / 133 ) , و ابن سعد في

" الطبقات " ( 6 / 272 ) , و أبو زرعة في " تاريخ دمشق " ( 121 / 2 ) بسند صحيح

عنه .

قلت : و هذا الأثر قد قال فيه إبراهيم : " قال عبد الله " , فقد تلقاه عنه من

طريق جماعة , و هم من أصحاب ابن مسعود , فالنفس تطمئن لحديثهم لأنهم جماعة ,

و إن كانوا غير معروفين لغلبة الصدق على التابعين , و خاصة أصحاب ابن مسعود رضي

الله عنه , ثم روى ابن أبي شيبة عن سالم بن أبي الجعد قال :

" لا تتخذوا المذابح في المساجد " .

و إسناده صحيح , ثم روى بسند صحيح عن موسى بن عبيدة قال : رأيت مسجد أبي ذر ,

فلم أر فيه طاقا , و روى آثارا كثيرة عن السلف في كراهة المحراب في المسجد ,

و في ما نقلناه عنه كفاية .

و أما جزم الشيخ الكوثري في كلمته التي صدر بها رسالة السيوطي السالفة ( ص 17 )

: أن المحراب كان موجودا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم , فهو مع مخالفته

لهذه الآثار التي يقطع من وقف عليها ببدعية المحراب , فلا جرم جزم بذلك جماعة

من النقاد , كما سبق , فإنما عمدته في ذلك حديث لا يصح , و لا بد من الكلام

عليه دفعا لتلبيسات الكوثري , و هو من حديث وائل بن حجر , و هو قوله :

449 " حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نهض إلى المسجد , فدخل المحراب يعني

موضع المحراب , ثم رفع يديه بالتكبير , ثم وضع يمينه على يسراه على صدره " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 643 ) :

$ ضعيف .

أخرجه البيهقي ( 2 / 30 ) عن محمد بن حجر الحضرمي حدثنا سعيد بن عبد الجبار ابن

وائل عن أبيه عن أمه عن وائل .

و من هذا الوجه رواه البزار و الزيادة له و الطبراني في " الكبير " كما في "

المجمع " ( 1 / 232 , 2 / 134 - 135 ) و قال :

و فيه سعيد بن عبد الجبار , قال النسائي : ليس بالقوي , و ذكره ابن حبان في

" الثقات " , و محمد بن حجر ضعيف و قال في الموضع الآخر :

و فيه محمد بن حجر , قال البخاري : فيه بعض النظر , و قال الذهبي : له مناكير

.قلت : و به أعله ابن التركماني في " الجوهر النقي " و زاد :

و أم عبد الجبار , هي : أم يحيى , لم أعرف حالها , و لا اسمها , فتبين من كلام

هؤلاء العلماء أن هذا الإسناد فيه ثلاث علل :

1 - محمد بن حجر .

2 - سعيد بن عبد الجبار .

3 - أم عبد الجبار .

فمن تلبيسات الكوثري : أنه سكت عن العلتين الأوليين , موهما للقاريء أنه ليس

فيه ما يخدش إلا العلة الثالثة , و مع ذلك فإنه أخذ يحاول دفعها بقوله :

و ليس عدم ذكر أم عبد الجبار بضائره , لأنها لا تشذ عن جمهرة الراويات اللاتي

قال عنهن الذهبي : و ما علمت في النساء من اتهمت و لا من تركوها .

قلت : و ليس معنى كلام الذهبي هذا , إلا أن حديث هؤلاء النسوة ضعيف , و لكنه

ضعف غير شديد , فمحاولة الكوثري فاشلة , لا سيما بعد أن كشفنا عن العلتين

الأوليين .

و لذلك المقدم الآخر لرسالة السيوطي , و المعلق عليها و هو الشيخ عبد الله محمد

الصديق الغماري كان منصفا في نقده لهذا الحديث و إن كان متفقا مع الكوثري في

استحسان المحاريب , فقد أفصح عن ضعف الحديث فقال ( ص 20 ) و كأنه يرد على

الكوثري , و قد اطلع قطعا على كلامه :

و الحق أن الحديث ضعيف بسبب جهالة أم عبد الجبار , و لأن محمد بن حجر بن

عبد الجبار له مناكير كما قال الذهبي , و على فرض ثبوته يجب تأويله بحمل

المحراب فيه على المصلي بفتح اللام للقطع بأنه لم يكن للمسجد النبوي محراب إذ

ذاك كما جزم به المؤلف يعني السيوطي و الحافظ و السيد السمهودي .

قلت : و ما ذهب إليه من التأويل هو المراد من الحديث قطعا لو ثبت بدليل زيادة

البزار يعني موضع المحراب , فإنه نص على أن المحراب لم يكن في عهده صلى الله

عليه وسلم و لذلك تأوله الراوي بموضع المحراب , و من ذلك يتبين للقاريء المنصف

سقوط تشبث الكوثري بالحديث سندا و معنى , فلا يفيده الشاهد الذي ذكره من رواية

عبد المهيمن بن عباس عند الطبراني من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه و فيه ....

" فلما بنى له محراب تقدم إليه ... " .

ذلك لأن هذا اللفظ " بنى له محراب " منكر تفرد به عبد المهيمن هذا , و قد ضعفه

غير واحد , كما زعم الكوثري , و حاله في الحقيقة شر من ذلك , فقد قال فيه

البخاري : منكر الحديث , و قال النسائي : ليس بثقة .

فهو شديد الضعف , لا يستشهد به كما تقرر في مصطلح الحديث , هذا لو كان لفظ

حديثه موافقا للفظ حديث وائل , فكيف و هما مختلفان كما بينا ? !

و أما استحسان الكوثرى و غيره المحاريب , بحجة أن فيها مصلحة محققة , و هي

الدلالة على القبلة , فهي حجة واهية من وجوه :

أولا : أن أكثر المساجد فيها المنابر , فهي تقوم بهذه المصلحه قطعا , فلا حاجة

حينئذ للمحاريب , و ينبغي أن يكون ذلك متفقا بين المختلفين في هذه المسألة لو

أنصفوا , و لم يحاولوا ابتكار الأعذار إبقاء لما عليه الجماهير و إرضاء لهم .

ثانيا : أن ما شرع للحاجة و المصلحة , ينبغي أن يوقف عندما تقتضيه المصلحة ,

و لا يزاد على ذلك , فإذا كان الغرض من المحراب في المسجد , هو الدلالة على

القبلة , فذلك يحصل بمحراب صغير يحفر فيه , بينما نرى المحاريب في أكثر المساجد

ضخمة واسعة يغرق الإمام فيها , زد على ذلك أنها صارت موضعا للزينة و النقوش

التي تلهى المصلين و تصرفهم عن الخشوع في الصلاة و جمع الفكر فيها , و ذلك منهي

عنه قطعا .

ثالثا : أنه إذا ثبت أن المحاريب من عادة النصارى في كنائسهم , فينبغي حينئذ

صرف النظر عن المحراب بالكلية , و استبداله بشيء آخر يتفق عليه , مثل وضع عمود

عند موقف الإمام , فإن له أصلا في السنة , فقد أخرج الطبراني في " الكبير "

( 1 / 89 / 2 ) و " الأوسط " ( 2 / 284 / 9296 ) من طريقين عن عبد الله بن موسى

التيمي , عن أسامة بن زيد , عن معاذ بن عبد الله بن خبيب , عن جابر بن أسامة

الجهني قال :

" لقيت النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه في السوق , فسألت أصحاب رسول الله

أين يريد ? قالوا : يخط لقومك مسجدا , فرجعت فإذا قوم قيام , فقلت : ما لكم ?

قالوا : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجدا , و غرز في القبلة خشبة

أقامها فيها .

قلت : و هذا إسناد حسن أو قريب من الحسن رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال "

التهذيب " , لكن التيمي مختلف فيه و قد تحرف اسم أحدهم على الهيثمي فقال في "

المجمع " ( 2 / 15 ) : رواه الطبراني في الأوسط و الكبير , و فيه معاوية بن عبد

الله بن حبيب , و لم أجد من ترجمه .

و إنما هو : معاذ لا معاوية و ابن خبيب بضم المعجمة , لا حبيب بفتح المهملة ,

و على الصواب أورده الحافظ في " الإصابة " ( 1 / 220 ) من رواية البخاري في "

تاريخه " , و ابن أبي عاصم , و الطبراني , و قد خفيت هذه الحقيقة على المعلق

على رسالة السيوطي , و هو الشيخ عبد الله الغماري , فنقل كلام الهيثمي في إعلال

الحديث بمعاوية بن عبد الله و أقره ,و جملة القول : أن المحراب في المسجد بدعة

, و لا مبرر لجعله من المصالح المرسلة , ما دام أن غيره مما شرعه رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقوم مقامه مع البساطة , و قلة الكلفة , و البعد عن الزخرفة .

450 " لو اعتقد أحدكم بحجر لنفعه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 647 ) :

موضوع .

كما قال ابن تيمية , و غيره : قال الشيخ على القاري في " موضوعاته " ( ص 66 ) :

و قال ابن القيم : هو من كلام عباد الأصنام الذين يحسنون ظنهم بالأحجار .

و قال ابن حجر العسقلاني : لا أصل له , و نحوه : من بلغه شيء عن الله فيه فضيلة

..." .

قلت : يعني الحديث الآتى بعد :

451 " من بلغه عن الله شيء فيه فضيلة فأخذ به إيمانا به و رجاء ثوابه أعطاه الله

ذلك و إن لم يكن كذلك " .

قال الألبانى فى سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 647 ) :

$ موضوع .

أخرجه الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 100 / 1 ) و ابن الأبار في " معجمه " ( ص

281 ) و أبو محمد الخلال في " فضل رجب " ( 15 / 1 - 2 ) , و الخطيب ( 8 / 296 )

, و محمد بن طولون ( 880 - 953 ) في " الأربعين " ( 15 / 2 ) عن فرات بن سلمان

, و عيسى بن كثير , كلاهما عن أبي رجاء , عن يحيى بن أبي كثير , عن أبي سلمة بن

عبد الرحمن , عن جابر بن عبد الله الأنصاري مرفوعا .

و من هذه الطريق ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 258 )‏و قال :

" لا يصح , أبو رجاء كذاب " .

و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 214 ) , و أنا لم أعرف أبا رجاء هذا , ثم

وجدت الحافظ السخاوي صرح في " المقاصد " ( ص 191 ) بأنه لا يعرف . و كذا قال فى

" القول البديع " ( ص 197 ) .

و أما قول المؤرخ ابن طولون :

" هذا حديث جيد الإسناد , و أبو رجاء هو فيما أعلم محرز بن عبد الله الجزري

مولى هشام , و هو ثقة , و للحديث طرق و شواهد ذكرتها في كتابي " التوشيح لبيان

صلاة التسبيح " . فهو بعيد جدا عن قواعد هذا العلم .

فإن محرزا هذا إن سلم أنه أبو رجاء , فهو يدلس , كما قال الحافظ في " التقريب "

و قد عنعن , فأنى لإسناده الجودة ? على أنني أستبعد أن يكون أبو رجاء هو محرز

هذا , لأسباب : منها أنهم ذكروا في ترجمته أن من شيوخه , فرات بن سلمان , و

الواقع في هذا الإسناد خلافه , أعنى أن فرات بن سلمان هو راوى الحديث عنه , إلا

أن يقال : إنه من رواية الأكابر عن الأصاغر , و فيه بعد .

و الله أعلم .

و يؤيد أنه ليس به , أنني رأيت على هامش " جزء ابن عرفة " : " العطاردي " إشارة

إلى أن هذا نسبه , و لكن لم يوضع بجانبها حرف " صح " إشارة إلى أن هذه النسبة

هي من أصل الكتاب سقطت من قلم الناسخ , فاستدركها على الهامش كما هي عادتهم ,

فإذا لم يشر إلى أنها من الأصل , فيحتمل أن تكون وضعت عليه تبيينا و توضيحا ,

لا على أنها من الأصل , و لعلنا نعثر على نسخة أخرى لهذا الجزء فنتبين حقيقة

هذه الكلمة . و الله أعلم .

ثم رأيت الحديث قد أخرجه الحافظ القاسم ابن الحافظ ابن عساكر فى " الأربعين "

للسلفي ( 11 / 1 ) من الطريقين عن أبى رجاء به و قال :

" و هذا الحديث أيضا فيه نظر , و قد سمعت أبي رحمه الله يضعفه " .

ثم أورده ابن الجوزي من رواية الدارقطني بسنده عن ابن عمر , و فيه إسماعيل بن

يحيى , قال ابن الجوزي : " كذاب " , و من رواية ابن حبان من طريق يزيع أبي

الخليل عن محمد بن واسع , و ثابت بن أبان ( كذا الأصل , و لعله ابن أسلم , فإني

لا أعرف فى الرواة ثابت بن أبان ) عن أنس مرفوعا . و قال ابن الجوزى :

" بزيع متروك " .

قلت : قال الذهبي فى ترجمته :

" متهم , قال ابن حبان : يأتي عن الثقات بأشياء موضوعة كأنه المتعمد لها " .

و قال في " الضعفاء " :

" متروك " .

و فى " اللسان " للحافظ ابن حجر :

" و قال الدارقطني : كل شيء يرويه باطل . و قال الحاكم : يروى عن الثقات أحاديث

موضوعة " .

قلت : و من طريقه أخرجه أبو يعلى , و الطبراني في " الأوسط " بنحوه , كما فى "

المجمع " ( 1 / 149 ) , و سنذكره بعد هذا .

ثم إن السيوطي تعقب ابن الجوزي , فساق لحديث أنس طريقا آخر فيه متهم أيضا , كما

يأتي بيانه في الحديث الذي بعده , و ذكر كذلك طريقا أخرى لحديث ابن عمر من

رواية الوليد بن مروان عنه , و سكت عنه , و الوليد هذا مجهول , كما قال ابن أبى

حاتم ( 4 / 2 / 18 ) عن أبيه , و كذا قال الذهبي , و العسقلاني . ثم إن فيه

انقطاعا , فإن الوليد هذا روى عن غيلان بن جرير , و غيلان لم يرو عن غير أنس من

الصحابة , فهو من صغار التابعين , فالوليد على هذا من أتباعهم لم يدرك الصحابة

, فثبت انقطاع الحديث .

و من عجائب السيوطي أنه ساق بعد هذا قصة عن حمزة بن عبد المجيد .

خلاصتها : أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسأله عن هذا الحديث ,

فقال : " إنه لمني و أنا قلته " .

و من المقرر عند العلماء أن الرؤيا لا يثبت بها حكم شرعي , فبالأولى أن لا يثبت

بها حديث نبوي , و الحديث هو أصل الأحكام بعد القرآن .

و بالجملة , فجميع طرق هذا الحديث لا تقوم بها حجة , و بعضها أشد ضعفا من بعض ,

و أمثلها - كما قال الحافظ ابن ناصر الدين في " الترجيح " - طريق أبي رجاء ,

و قد عرفت وهاءها , و لقد أصاب ابن الجوزي في إيراده إياه في " الأحاديث

الموضوعة " , و تابعه على ذلك الحافظ ابن حجر , فقال , كما سبق في الحديث الذي

قبله : " لا أصل له " .

و كفى به حجة فى هذا الباب , و وافقه الشوكاني أيضا كما سيأتي في الحديث الذي

بعده .

و من آثار هذا الحديث السيئة أنه يوحي بالعمل بأي حديث طمعا في ثوابه , سواء

كان الحديث عند أهل العلم صحيحا , أو ضعيفا , أو موضوعا , و كان من نتيجة ذلك

أن تساهل جمهور المسلمين , علماء , و خطباء , و مدرسين , و غيرهم , فى رواية

الأحاديث , و العمل بها , و في هذا مخالفة صريحة للأحاديث الصحيحة في التحذير

من التحديث عنه صلى الله عليه وسلم إلا بعد التثبت من صحته عنه صلى الله عليه

وسلم كما بيناه في المقدمة .

ثم إن هذا الحديث و ما في معناه كأنه عمدة من يقول بجواز العمل بالحديث الضعيف

في فضائل الأعمال , و مع أننا نرى خلاف ذلك , و أنه لا يجوز العمل بالحديث إلا

بعد ثبوته , كما هو مذهب المحققين من العلماء , كابن حزم , و ابن العربي

المالكي , و غيرهم - فان القائلين بالجواز قيدوه بشروط :

منها أن يعتقد العامل به كون الحديث ضعيفا .

و منها : أن لا يشهر ذلك , لئلا يعمل المرء بحديث ضعيف , فيشرع ما ليس بشرع ,

أو يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة . كما نص على ذلك الحافظ ابن حجر في "

تبيين العجب بما ورد فى فضل رجب " ( ص 3 - 4 ) قال :

" و قد صرح بمعنى ذلك الأستاذ ابن عبد السلام و غيره , و ليحذر المر من دخوله

تحت قوله صلى الله عليه وسلم : " من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد

الكذابين " , فكيف بمن عمل به , و لا فرق في العمل بالحديث في الأحكام , أو في

الفضائل , إذ الكل شرع .

قلت : و لا يخفى أن العمل بهذه الشروط ينافي هذا الحديث الموضوع , فالقائلون

بها , كأنهم يقولون بوضعه . و هذا هو المطلوب - فتأمل .

ثم رأيت رسالة ابن ناصر الدين في صلاة التسابيح التي نقلت عنها تجويده لإسناد

هذا الحديث قد طبعت بتعليق المدعو محمود بن سعيد المصري , و قد شغب فيها علينا

ما شاء له الشغب - كما هي عادته - و تأول كلام العلماء بما يتفق مع جدله

بالباطل , و مكابرته الظاهرة لكل قاريء , و لا مجال الآن للرد عليه مفصلا

, فحسبي أن أسوق مثالا واحدا على ما نقول :

لقد تظاهر بالانتصار للتجويد المشار إليه , فرد إعلالي للحديث بتدليس محرز , إن

سلم بأنه هو أبو رجاء , فزعم ( ص 32 و 33 ) بأن محرزا إنما يدلس عن مكحولا فقط

, و بذلك تأول ما نقله عن ابن حبان أنه قال :

كان يدلس عن مكحول , يعتبر بحديثه ما بين السماع فيه عن مكحول و غيره .

فتعامى عن قوله : و غيره , الصريح في أنه إذا لم يصرح بالسماع عن مكحول و عن

غيره , فلا يعتبر بحديثه , كما تعامى عن قول الحافظ المتقدم : " كان يدلس "

, فإنه مطلق يشمل تدليسه عن مكحول و غيره .

و إنما قلت : تظاهر .... لأنه بعد تلك الجعجعة رجع إلى القول بضعف الحديث فقد

تشكك ( ص 36 ) أولا في كون أبي رجاء هو محرز بن عبد الله المدلس

و ثانيا خالف ابن ناصر الدين بقوله :

و لكن الحديث فيه نكارة شديدة توجب ضعفه , فإنه يؤدي للعمل بكل ما يسمع ,

و لو كان موضوعا أو واهيا , ما دام في الفضائل .

قلت : فقد رجع من نقده إياي بخفي حنين بعد أن سرق ما جاء في استدراكه الأخير من

قولي المتقدم قريبا :

" و من آثار هذا الحديث السيئة أنه يوحي بالعمل بأي حديث طمعا في ثوابه ...

" إلخ .

أفلا يدل هذا على بالغ حقده و حسده و مكابرته ? بلى , هناك ما هو أعظم في

الدلالة , فانظر مقدمتي لكتابي " آداب الزفاف " طبع المكتبة الإسلامية في عمان

, تر العجب العجاب .

و الخلاصة : أن العلماء اتفقوا على رد هذا الحديث ما بين قائل بوضعه أو ضعفه ,

و هم : ابن الجوزي , و ابن عساكر , و ولداه , و ابن حجر , و السخاوي ,

و السيوطي , و الشوكاني , ( و هم القوم لا يشقى جليسهم ) .

و أما الطريق الأخرى التي سبقت الإشارة إليها من حديث أنس , فهي :

452 " من بلغه عن الله فضل فأخذ بذلك الفضل الذي بلغه , أعطاه الله ما بلغه و إن

كان الذي حدثه كاذبا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 653 ) :

$ موضوع .

أخرجه البغوي في " حديث كامل بن طلحة " ( 4 / 1 ) , و ابن عبد البر في " جامع

بيان العلم " ( 1 / 22 ) , و أبو إسماعيل السمرقندي في " ما قرب سنده " ( 2 / 1

) , و ابن عساكر في " التجريد " ( 4 / 2 / 1 ) من مخطوطة الظاهرية مجموع ( 10 /

12 ) من طريق عباد بن عبد الصمد عن # أنس # مرفوعا .

قلت : و عباد متهم , قال الذهبي :

وهاه ابن حبان و قال : حدث عن أنس بنسخة كلها موضوعة .

ثم ذكر له الذهبي طرفا من حديث ثم قال : فذكر حديثا طويلا يشبه وضع القصاص , ثم

ذكر له آخر ثم قال : فهذا إفك بين .

قلت : و مع أن ابن عبد البر قد ذكر الحديث بإسناده و ذلك يبرئ عهدته منه , فقد

اعتذر عن ذكره بقوله :

أهل العلم بجماعتهم يتساهلون في الفضائل فيروونها عن كل , و إنما يتشددون في

أحاديث الأحكام , و قد تعقبه المحقق الشوكاني فأجاد , فقال في " الفوائد

المجموعة " ( ص 100 ) :

و أقول : إن الأحكام الشرعية متساوية الأقدام لا فرق بينها , فلا يحل إذاعة

الأصل : إضاعة شيء منها إلا بما يقوم به الحجة , و إلا كان من التقول على الله

بما لم يقل , و فيه من العقوبة ما هو معروف , و القلب يشهد بوضع ما ورد في هذا

المعنى و بطلانه , و قد روي الحديث بلفظ آخر , و هو :

453 " من بلغه عن الله فضيلة فلم يصدق بها لم ينلها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 654 ) :

# موضوع .

رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 6 / 163 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 40 / 2 )

عن بزيع أبي الخليل الخصاف عن ثابت عن # أنس # مرفوعا , و قال : لا أعلم رواه

غير بزيع أبي الخليل .

قلت : و هو متهم بالوضع كما تقدم قبل حديث , و ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 1

/ 149 ) من حديث أنس و قال :

رواه أبو يعلى , و الطبراني في " الأوسط " , و فيه بزيع أبو الخليل و هو ضعيف

.قلت : بل هو متهم , كما قال الذهبي , و تقدمت عبارة ابن حبان و غيره في ذلك

قبل حديث .

454 " إذا صليتم فقولوا : سبحان الله ثلاثا و ثلاثين , و الحمد لله ثلاثا و ثلاثين

, و الله أكبر ثلاثا و ثلاثين , و لا إله إلا الله عشرا , فإنكم تدركون بذلك من

سبقكم , و تسبقون من بعدكم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 654 ) :

$ ضعيف بهذا السياق .

أخرجه النسائي ( 1 / 199 ) و الترمذي ( 2 / 264 - 265 ) من طريق عتاب بن بشير

عن خصيف عن مجاهد , و عكرمة عن # ابن عباس # قال :

جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله إن

الأغنياء يصلون كما نصلي , و يصومون كما نصوم , و لهم أموال يتصدقون و ينفقون ,

فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . و قال الترمذي :

حديث حسن غريب .

قلت : إسناده ضعيف , خصيف , و هو ابن عبد الرحمن الجزري , صدوق , سيء الحفظ ,

خلط بأخرة , و عتاب : صدوق , يخطيء .

و قوله : و " لا إله إلا الله عشرا " منكر مخالف لحديث أبي هريرة في هذه القصة

, و فيه : لا إله إلا الله وحده لا شريك له .... مرة واحدة , و إسناده صحيح ,

كما كنت بينته في " الأحاديث الصحيحة " رقم ( 100 ) .

455 " الرجل الصالح يأتي بالخبر الصالح , و الرجل السوء يأتي بالخبر السوء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 655 ) :

$ موضوع .

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 95 ) , و ابن عساكر ( 13 / 185 / 2 ) من

طريق محمد بن القاسم الطايكاني قال : حدثنا عمر في " الحلية " عمرو

و هو خطأ , ابن هارون عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب عن # أبي هريرة #

مرفوعا , و قال :

غريب لم نكتبه إلا من حديث محمد بن القاسم .

قلت : و هو وضاع , و شيخه عمر بن هارون كذاب و خفي هذا على السيوطي , فأورد

الحديث في " الجامع الصغير " برواية أبي نعيم و ابن عساكر عن أبي هريرة ,

و لم يتكلم شارحه على إسناده بشيء , غير أنه قال :

و رواه عنه الديلمي ثم وجدت له طريقا أخرى , رواه أبو بكر الأزدي في " حديثه "

( 5 / 1 ) عن يحيى بن عبدويه , حدثني أبو محمد بن سعيد بن المسيب - و أحسب اسمه

عبد الملك - عن أبيه عن جده عن أبي هريرة به .

قلت : و هذا سند ضعيف جدا , علته ابن عبدويه , رماه ابن معين بالكذب , و أما

أحمد فأثنى عليه و أبو محمد بن سعيد بن المسيب لم أعرفه , و لسعيد ابن يدعى

محمد , فلعله هذا انقلب اسمه على ابن عبدويه فجعله كنيته , و حسب أن اسمه

عبد الملك , ثم زاد في السند " عن جده " فجعله من سند المسيب عن أبي هريرة ,

و المسيب صحابي , و لا نعرف له رواية عن أبي هريرة و له شاهد لا يساوي فلسا ,

أخرجه أبو الشيخ في " الأمثال " ( 66 ) من طريق داود ابن المحبر : حدثنا عنبسة

ابن عبد الرحمن القرشي عن عبد عبد الله بن ربيعة عن أنس مرفوعا .

قلت : و عنبسة و داود وضاعان .

456 " إن فاطمة حصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 656 ) :

$ ضعيف جدا .

أخرجه الطبراني ( 1 / 257 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 286 ) و ابن عدي

في " الكامل " ( ق 249 / 1 ) و ابن شاهين في " فضائل فاطمة " ( ورقة 3 وجه 1 )

و تمام في " الفوائد " ( 61 / 2 ) و ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 293 / 1 )

و ابن عساكر ( 5 / 23 / 1 , 17 / 386 / 1 ) عن معاوية بن هشام , حدثنا عمر ابن

غياث الحضرمي عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن # عبد الله بن مسعود #

مرفوعا , ثم رواه ابن شاهين , و كذا أبو القاسم المهراني في " الفوائد المنتخبة

" ( 2 / 11 / 2 ) من طريق حفص بن عمر الأبلي , حدثنا عبد الملك بن الوليد بن

معدان , و سلام بن سليم القاري عن عاصم به , و ابن شاهين أيضا من طريق محمد بن

عبيد بن عتبة , حدثنا محمد بن إسحاق البلخي حدثنا تليد عن عاصم به .

قلت : فهذه طرق ثلاث عن عاصم , و هي ضعيفة جدا , و بعضها أشد ضعفا من بعض .

ففي الطريق الأولى عمر بن غياث , قال العقيلي :

قال البخاري : في حديثه نظر , قال العقيلي : و الحديث هو هذا , و قال البخاري

في " التاريخ الصغير " ( ص 214 ) .

و لم يذكر سماعا من عاصم , معضل الحديث , و اتهمه ابن حبان فقال : يروي عن عاصم

ما ليس من حديثه , و قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 128 )

عن أبيه : هو منكر الحديث , و الراوي عنه معاوية بن هشام فيه ضعف , لكن الحمل

فيه على شيخه عمر , و من هذه الطرق برواية ابن عدي أورده ابن الجوزي في "

الموضوعات " و قال : مداره على عمرو بن غياث و يقال فيه عمر , و قد ضعفه

الدارقطني , و قال ابن حبان : عمرو يروي عن عاصم ما ليس من حديثه , و لعله سمعه

في اختلاط عاصم , ثم إن ثبت الحديث فهو محمول على أولادها فقط , و بذلك فسره

محمد بن علي بن موسى الرضى فقال : هو خاص بالحسن و الحسين .

قلت : و من هذا الوجه أخرجه الحاكم ( 3 / 152 ) و أبو نعيم ( 4 / 188 ) و قال :

هذا حديث غريب تفرد به معاوية ,‏و أما الحاكم فقال : صحيح الإسناد , و رده

الذهبي بقوله :

قلت : بل ضعيف , تفرد به معاوية , و قد ضعف عن ابن غياث , و هو واه بمرة .

قلت : و رواه العقيلي أيضا من طريق آخر عن معاوية بن هشام به , إلا أنه أوقفه

على ابن مسعود , و قال العقيلي : و الموقوف أولى .

قلت : و لا يصح لا موقوفا و لا مرفوعا .

و أما الطريق الثاني , ففيه حفص بن عمر الأبلي و هو كذاب .

و أما الطريق الثالث , ففيه تليد , قال ابن معين : كذاب يشتم عثمان , و قال أبو

داود : رافضي يشتم أبا بكر و عمر , و في لفظ " خبيث " , فتبين أن هذه الطرق

واهية لا تزيد الحديث إلا وهنا , و قد روى أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 /

206 - 207 ) بسند فيه نظر عن ابن الرضا أنه سئل عن هذا الحديث فقال : خاص للحسن

و الحسين , و ذكره العقيلي من قول أبي كريب أحد رواته عن ابن هشام , و زاد :

و لمن أطاع الله منهم , و هذا تأويل جيد لو صح الحديث , و قد ذكر له السيوطي

شاهدا من حديث ابن عباس , و هو عندي شاهد قاصر , لأنه أخص منه , على أن إسناده

ضعيف , و هو :

457 " إن الله غير معذبك ( يعني فاطمة رضي الله عنها ) و لا ولدها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 659 ) :

$ ضعيف .

أخرجه الطبراني ( 3 / 131 / 2 ) حدثنا أحمد بن بهرام الإيذجي , أخبرنا محمد بن

مرزوق , حدثنا إسماعيل بن موسى بن عثمان الأنصاري , سمعت صيفي بن ربعي يحدث عن

عبد الرحمن بن الغسيل عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا .

و قد أورده السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 402 ) شاهدا للحديث الذي قبله و سكت

عنه , و قال الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 202 ) : رواه الطبراني و رجاله ثقات

و أقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 1 / 417 ) .

قلت : و فيه نظر من وجوه :

الأول : أن إسماعيل هذا لم يوثقه غير ابن حبان , و قد ذكرنا مرارا أن توثيقه

إذا تفرد غير موثوق , و لا سيما إذا خالفه غيره كما هنا , فقد قال ابن أبي حاتم

( 1 / 1 / 196 ) عن أبيه : إنه مجهول .

الثاني : أن محمد بن مرزوق و إن خرج له مسلم ففيه لين كما قال ابن عدي .

الثالث : أن الإيذجي هذا أورده السمعاني في " الأنساب " فقال : روى عن محمد بن

مرزوق , روى عنه الطبراني , و سمع منه بإيذج , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا

و الله أعلم , ثم شككت في كون ابن عثمان الأنصاري هو الذي وثقه ابن حبان , لأنه

ذكره في ( أتباع التابعين ) ( 6 / 43 ) , و هذا كما ترى دونه بحيث أدركه محمد

بن مرزوق شيخ مسلم , ثم هو لم يجاوز في نسبه أباه موسى الأنصاري ,

فالله أعلم .

458 " دية ذمي دية مسلم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 660 ) :

$ منكر .

أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 45 ـ 46 / 780 ) و الدارقطني في " سننه " (

ص 343 , 349 ) و البيهقي ( 8 / 102 ) من طريق أبي كرز القرشي عن نافع عن # ابن

عمر # مرفوعا , و ضعفه الدارقطني بقوله : لم يرفعه عن نافع غير أبي كرز و هو

متروك , و اسمه عبد الله بن عبد الملك الفهري , و ذكر الذهبي في ترجمته من

" الميزان " أن هذا الحديث من أنكر ما له , ثم رواه الدارقطني من حديث أسامة بن

زيد , و أعله بأن فيه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي متروك الحديث .

قلت : بل هو متهم , و قد تقدم له غير ما حديث , ثم رواه البيهقي من حديث ابن

عباس , و أعله بأن فيه الحسن بن عمارة قال : و هو متروك لا يحتج به .

و من طريق أخرى عنه , و فيه أبو سعد البقال , قال البيهقي :

لا يحتج به , و قال الزيلعي ( 4 / 336 ) : فيه لين .

و رواه الرافقي في حديثه ( 19 / 2 ) عن أبي هريرة , و فيه بركة بن محمد

الأنصاري و هو الحلبي و ليس فيه بركة , قال الدارقطني : كان يضع الحديث .

ثم رواه البيهقي من حديث الزهري مرسلا , و قال : رده الشافعي بكونه مرسلا ,

و بأن الزهري قبيح المرسل .

قال الشوكاني ( 7 / 55 ) مبينا وجه ذلك : لأنه حافظ كبير لا يرسل إلا لعلة .

و رواه الإمام محمد في " كتاب الآثار " ( ص 104 ) قال : أخبرنا أبو حنيفة عن

الهيثم مرفوعا .

قلت : و هذا معضل , فإن الهيثم هذا هو ابن حبيب الصيرفي الكوفي و هو من أتباع

التابعين , روى عن عكرمة و عاصم بن ضمرة , و أبي حنيفة .

و توضيحا لذلك أقول : و أبو حنيفة ضعفوا حديثه كما سبق بيانه عند الحديث

( 397 ) .

و توضيحا لذلك أقول : ذكرت هناك أن الإمام رحمه الله قد ضعفه من جهة حفظه :

البخاري , و مسلم , و النسائي , و ابن عدي و غيرهم من أئمة الحديث ,‏فأذكر هنا

نصوص الأئمة المشار إليهم و غيرهم ممن صح ذلك عنهم , ليكون القاريء على بينة من

الأمر , و لا يظن أحد منهم أن فيما ذكرنا هناك ما يمكن أن يدعي مدع أنه اجتهاد

منا , و إنما هو الاتباع لأهل العلم و المعرفة و الاختصاص , و الله عز وجل

يقول : *( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )* , و يقول : *( فاسأل به

خبيرا )* .

1 - قال الإمام البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 2 / 81 ) : سكتوا عنه .

2 - و قال الإمام مسلم في " الكنى و الأسماء " ( ق 31 / 1 ) : مضطرب الحديث ليس

له كبير حديث صحيح .

3 - و قال النسائي في آخر " كتاب الضعفاء و المتروكين " ( ص 57 ) : ليس بالقوي

في الحديث , و هو كثير الغلط على قلة روايته .

4 - و قال ابن عدي في " الكامل " ( 403 / 2 ) : له أحاديث صالحة , و عامة ما

يرويه غلط و تصاحيف و زيادات في أسانيدها و متونها , و تصاحيف في الرجال ,

و عامة ما يرويه كذلك , و لم يصح له في جميع ما يرويه , إلا بضعة عشر حديثا ,

و قد روى من الحديث لعله أرجح من ثلاثمائة حديث , من مشاهير و غرائب , و كله

على هذه الصورة , لأنه ليس هو من أهل الحديث , و لا يحمل عمن يكون هذه صورته في

الحديث .

5 - قال ابن سعد في " الطبقات " ( 6 / 256 ) : كان ضعيفا في الحديث .

6 - و قال العقيلي في " الضعفاء " ( ص 432 ) : حدثنا عبد الله بن أحمد قال :

سمعت أبي يقول : حديث أبي حنيفة ضعيف .

7 - و قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 450 ) : حدثنا حجاج

ابن حمزة قال : أنبأنا عبدان بن عثمان قال : سمعت ابن المبارك يقول : كان

أبو حنيفة مسكينا في الحديث .

8 ـ و قال أبو حفص بن شاهين : و أبو حنيفة , فقد كان في الفقه ما لا يدفع من

علمه فيه , و لم يكن في الحديث بالمرضي , لأنه للأسانيد نقادا , فإذا لم يعرف

الإسناد ما يكتب و ما كذب نسب إلى الضعف .

كذا في فوائد ثبتت في آخر نسخة " تاريخ جرجان " ( ص 510 ـ 511 ) .

9 ـ قال ابن حبان : و كان رجلا جدلا ظاهر الورع لم الحديث صناعته حدث بمئة

و ثلاثين حديثا مسانيد ما له حديث في الدنيا غيرها أخطأ منها في مئة و عشرين

حديثا إما أن يكون أقلب إسناده أو غير متنه من حيث لا يعلم فلما غلب خطؤه على

صوابه استحق ترك الاحتجاج به في الأخبار .

10 - و قال الدارقطني في " سننه " و قد ساق عن أبي حنيفة عن موسى بن أبي عائشة

عن عبد الله بن شداد عن جابر مرفوعا : " من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة

" , فقال الدارقطني عقبه ( ص 123 ) : لم يسنده عن موسى بن أبي عائشة غير أبي

حنيفة , و الحسن بن عمارة , و هما ضعيفان .

11 - و أورده الحاكم في " معرفة علوم الحديث " في جماعة من الرواة من أتباع

التابعين فمن بعدهم , لم يحتج بحديثهم في الصحيح , و ختم ذلك بقوله ( ص 256 ) :

فجميع من ذكرناهم , قوم قد اشتهروا بالرواية , و لم يعدوا في طبقة الأثبات

المتقنين الحفاظ .

12 - و ذكر الحافظ عبد الحق الأشبيلي في " الأحكام " ( ق 17 / 2 ) حديث خالد بن

علقمة عن عبد خير عن على في وضوئه صلى الله عليه وسلم : فمسح برأسه مرة , و قال

عقبه : كذا رواه الحفاظ الثقات عن خالد , و رواه أبو حنيفة عن خالد فقال :

و مسح رأسه ثلاثا , و لا يحتج بأبي حنيفة لضعفه في الحديث .

13 - و أورده ابن الجوزي في كتابه " الضعفاء و المتروكين " ( 3 / 163 ) و نقل

تضعيف النسائي و غيره ممن تقدم ذكره و عن الثوري أنه قال : ليس بثقة و عن النضر

ابن شميل : متروك الحديث .

14 - قال الذهبي في " ديوان الضعفاء " ( ق 215 / 1 - 2 ) : النعمان الإمام

رحمه الله , قال ابن عدي : عامة ما يرويه غلط و تصحيف و زيادات , و له أحاديث

صالحة , و قال النسائي : ليس بالقوي في الحديث كثير الغلط و الخطأ على قلة

روايته , و قال ابن معين : لا يكتب حديثه .

و هذا النقل عن ابن معين معناه عنده أن أبا حنيفة من جملة الضعفاء , و هو يبين

لنا أن توثيق ابن معين للإمام أبي حنيفة الذي ذكره الحافظ في " التهذيب " ليس

قولا واحدا له فيه , و الحقيقة أن رأى ابن معين كان مضطربا في الإمام , فهو

تارة يوثقه , و تارة يضعفه كما في هذا النقل , و تارة يقول فيما يرويه ابن محرز

عنه في " معرفة الرجال " ( 1 / 6 / 1 ) : كان أبو حنيفة لا بأس به , و كان لا

يكذب , و قال مرة أخرى : أبو حنيفة عندنا من أهل الصدق , و لم يتهم بالكذب .

و مما لا شك فيه عندنا أن أبا حنيفة من أهل الصدق , و لكن ذلك لا يكفي ليحتج

بحديثه حتى ينضم إليه الضبط و الحفظ , و ذلك مما لم يثبت في حقه رحمه الله , بل

ثبت فيه العكس بشهادة من ذكرنا من الأئمة , و هم القوم لا يضل من أخذ بشهادتهم

و اتبع أقوالهم , و لا يمس ذلك من قريب و لا من بعيد مقام أبي حنيفة رحمه الله

في دينه و ورعه و فقهه , خلافا لظن بعض المتعصبين له من المتأخرين فكم من فقيه

و قاض و صالح تكلم فيهم أئمة الحديث من قبل حفظهم , و سوء ضبطهم , و مع ذلك لم

يعتبر ذلك طعنا في دينهم و عدالتهم , كما لا يخفى ذلك على المشتغلين بتراجم

الرواة , و ذلك مثل محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي و حماد بن أبي

سليمان الفقيه و شريك بن عبد الله القاضي و عباد بن كثير و غيرهم , حتى قال

يحيى بن سعيد القطان : لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث , رواه مسلم

في مقدمة صحيحه ( 1 / 13 ) و قال في تفسيره : يقول يجري الكذب على لسانهم ,

و لا يتعمدون الكذب , و روى أيضا عن عبد الله بن المبارك قال : قلت لسفيان

الثوري : إن عباد بن كثير من تعرف حاله ( يعني في الصلاح و التقوى ) و إذا حدث

جاء بأمر عظيم , فترى أن أقول للناس : لا تأخذوا عنه ? قال : سفيان : بلى , قال

عبد الله : فكنت إذا كنت في مجلس ذكر فيه عباد أثنيت عليه في دينه , و أقول :

لا تأخذوا عنه .

قلت : فهذا هو الحق و العدل و به قامت السماوات و الأرض , فالصلاح و الفقه شيء

و حمل الحديث و حفظه و ضبطه شيء آخر , و لكل رجاله و أهله , فلا ضير على أبي

حنيفة رحمه الله أن لا يكون حافظا ضابطا , ما دام أنه صدوق في نفسه , أضف إلى

ذلك جلالة قدره في الفقه و الفهم , فليتق الله بعض المتعصبين له ممن يطعن في

مثل الإمام الدارقطني لقوله في أبي حنيفة ضعيف في الحديث .

و يزعم أنه ما قال ذلك إلا تعصبا على أبي حنيفة , و لم يدر البعض المشار إليه

أن مع الدارقطني أئمة الحديث الكبار مثل الشيخين و أحمد و غيرهم ممن سبق ذكرهم

أفكل هؤلاء متعصبون ضد أبي حنيفة ? ! تالله إن شخصا يقبل مثل هذه التهمة توجه

إلى مثل هؤلاء , لأيسر عليه و أقرب إلى الحق أن يعكس ذلك فيقول : صدوق هؤلاء

فيما قالوه في الإمام أبي حنيفة , و لا ضير عليه في ذلك , فغايته أن لا يكون

محدثا ضابطا , و حسبه ما أعطاه الله من العلم و الفهم الدقيق حتى قال الإمام

الشافعي : الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة , و لذلك ختم الحافظ الذهبي ترجمة

الإمام في " سير النبلاء " ( 5 / 288 / 1 ) بقوله و به نختم :

قلت : الإمامة في الفقه و دقائقه مسلمة إلى هذا الإمام , و هذا أمر لا شك فيه

و ليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل

ثم إن الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 127 ) من الطريق الأولى

, و قال : قال الدارقطني : باطل لا أصل له , و أبو كرز عبد الله بن كرز متروك ,

و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 189 ) و زاد عليه , فذكر ما سبق نقله عن

الذهبي و أنه أخرجه الطبراني في " الأوسط " يعني من الطريق المذكور .

و هذا شيء غير معهود من السيوطي فإن عادته أن يتعقب ابن الجوزي في مثل هذا

الحديث , الذي له ما سبق ذكره من الشواهد ! و لعله إنما أمسك عن ذكرها لأنها مع

ضعفها تعارض الحديث الثابت , و هو قوله صلى الله عليه وسلم :

" إن عقل أهل الكتابين نصف عقل المسلمين " , و هم اليهود و النصارى .

أخرجه أحمد ( رقم 6692 , 5716 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 11 / 26 / 2 )

و أصحاب " السنن " و الدارقطني و البيهقي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده

و حسنه الترمذي ( 1 / 312 ) و صححه ابن خزيمة كما قال الحافظ في " بلوغ المرام

" ( 3 / 342 بشرح سبل السلام ) و هو حسن الإسناد عندي , و على هذا فكان على

السيوطي أن لا يورد الحديث في " الجامع الصغير " لمعارضته لهذا الحديث الثابت ,

و لفظه عند أبي داود : كانت قيمة الدية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

ثمانمائة دينار : ثمانية آلاف درهم , و دية أهل الكتاب يومئذ النصف من دية

المسلمين , و له شاهد من حديث ابن عمر في " المعجم الأوسط " ( 1 / 188 / 1 ) .

و قد خرجته في " الإرواء " ( 2251 ) .

و من أراد تحقيق القول في هذا الحديث من الناحية الفقهية فليراجع

" سبل السلام " للصنعاني " , و " نيل الأوطار " للشوكاني .

459 " صام نوح عليه الصلاة و السلام الدهر إلا يوم الفطر و يوم الأضحى " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 668 ) :

$ ضعيف .

أخرجه ابن ماجه ( 1 / 524 ) من طريق ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن أبي فراس

أنه سمع # عبد الله بن عمر # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

... فذكره .

قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 108 / 2 ) : هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة

قلت : و بقية رجال الإسناد ثقات , و أبو فراس اسمه يزيد بن رباح السهمي المصري

قال العجلي في " الثقات " ( رقم 1572 ـ نسختي ) : مصري ( الأصل : بصري ) تابعي

ثقة , و هو من رجال مسلم , و قد خفي هذا على المنذري في " الترغيب " ( 2 / 82 )

ثم الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 195 ) فقالا : إنه لا يعرف , و به أعلا الحديث

و قد أورداه بزيادة من رواية الطبراني في " الكبير " , و إنما علته ابن لهيعة

كما سبق , ثم إن الحديث لو صح لم يجز العمل به لأنه من شريعة من قبلنا , و هي

ليست شريعة لنا على ما هو الراجح عندنا , و لا سيما و قد ثبت النهى عن صيام

الدهر في غير ما حديث عنه صلى الله عليه وسلم حتى قال صلى الله عليه وسلم في

رجل يصوم الدهر : " وددت أنه لم يطعم الدهر " .

رواه النسائي ( 1 / 324 ) , بسند صحيح .

460 " أنا أولى من وفى بذمته " قاله صلى الله عليه وسلم حين أمر بقتل مسلم كان قتل

رجلا من أهل الذمة .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 669 ) :

$ منكر .

أخرجه ابن أبي شيبة ( 11 / 27 / 1 ) و عبد الرزاق ( 18514 ) و أبو داود في

المراسيل ( 207 / 250 ) و الطحاوي ( 2 / 111 ) و الدارقطني ( ص 345 ) و البيهقي

( 8 / 20 ـ 21 ) من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن البيلماني

أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجل من المسلمين قد قتل معاهدا من أهل الذمة

فأمر به فضرب عنقه و قال ... فذكره , و أعله الطحاوي بالإرسال , و قد وصله

الدارقطني و البيهقي من طريق عمار بن مطر , أنبأنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن

ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن ابن البيلماني عن ابن عمر به , و قال الدارقطني :

لم يسنده غير إبراهيم بن أبي يحيى و هو متروك الحديث , و الصواب عن ربيعة عن

ابن البيلماني مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم و ابن البيلماني ضعيف لا تقوم

به حجة إذا وصل الحديث فكيف بما يرسله ? .

و أقره الحافظ في " الفتح " ( 12 / 221 ) , و نقل البيهقي عن الإمام صالح بن

محمد الحافظ أنه قال : هو مرسل منكر .

قلت : و روى من وجهين آخرين مرسلين :

الأول : عن يحيى بن سلام عن محمد بن أبي حميد عن محمد بن المنكدر عن النبي

صلى الله عليه وسلم مثله , أخرجه الطحاوي .

و هذا مع إرساله ضعيف جدا , يحيى بن سلام ضعفه الدارقطني , و محمد بن أبي حميد

ضعيف جدا , قال البخاري : منكر الحديث , و قال النسائي : ليس بثقة .

الآخر : عن عبد الله بن يعقوب حدثنا عبد الله بن عبد العزيز بن صالح الحضرمي

عنه صلى الله عليه وسلم نحوه .

أخرجه أبو داود في " المراسيل " ( 208 / 251 ) قال الزيلعي في " نصب الراية " (

4 / 336 )

و قال ابن القطان في كتابه : و عبد الله بن يعقوب و عبد الله بن عبد العزيز

مجهولان و لم أجد لهما ذكرا و أقره الزيلعي .

قلت : فهذه طرق شديدة الضعف لا يتقوى بها الحديث , و يزيده ضعفا أنه معارض

للحديث الصحيح و هو قوله صلى الله عليه وسلم : لا يقتل مسلم بكافر .

أخرجه البخاري ( 12 / 220 ) و غيره عن علي رضي الله عنه و هو مخرج في الإرواء

( 2209 ) , و به أخذ جمهور الأئمة , و أما الحنفية فأخذوا بالأول على ضعفه

و معارضته للحديث الصحيح ! و قد أنصف بعضهم فرجع إلى الحديث الصحيح فروى

البيهقي و الخطيب في " الفقيه " ( 2 / 57 ) عن عبد الواحد بن زياد قال : لقيت

زفر فقلت له صرتم حديثا في الناس و ضحكة ! قال : و ما ذلك ? قال : قلت :

تقولون في الأشياء كلها : ادرءوا الحدود بالشبهات , و جئتم إلى أعظم الحدود

فقلتم : تقام بالشبهات ! قال : و ما ذلك ? قلت : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : " لا يقتل مؤمن بكافر " , فقلتم : يقتل به ! قال : فإنى أشهدك الساعة

أني قد رجعت عنه , و رواه أبو عبيد بنحوه , و سنده صحيح كما قال الحافظ .

ثم وقفت بعد ذلك على فصل للأستاذ المودودي في " الحقوق العامة لأهل الذمة " في

كتابه " نظرية الإسلام و هديه " , لفت انتباهي فيه مسألتان :

الأولى : قوله : إن دية الذمى دية المسلم , و قد سبق بيان ما فيه عند الكلام

على الحديث ( 458 ) : و الأخرى قوله ( ص 341 ) :

دم الذمي كدم المسلم , فإن قتل مسلم أحدا من أهل الذمة اقتص منه له كما لو قتل

مسلما , ثم ذكر هذا الحديث من رواية الدارقطني محتجا به , و قد عرفت من تخريجنا

للحديث أن الدارقطني رحمه الله لما خرجه عقبه ببيان ضعفه , فالظاهر أن الأستاذ

لم يقف على هذا التضعيف , و إنما رأى بعض فقهاء الحنفية الذين لا معرفة عندهم

بالتخريج عزى هذا الحديث إلى الدارقطني و لم يذكر معه تضعيفه , فظن الأستاذ أن

الدارقطني سكت عنه , و لولا ذلك لما سكت عنه الأستاذ و لأتبعه بنقل التضعيف كما

تقتضيه الأمانة العلمية , ثم إن الأستاذ أتبع الحديث ببعض الآثار عن الخلفاء

الثلاثة : عمر و عثمان و على رضي الله عنهم , استدل بها أيضا على قوله المذكور

, فرأيت الكلام عليها بما يقتضيه علم الحديث حتى يكون المسلم على بينة من الأمر

, أما أثر عمر فخلاصته أن رجلا من بني بكر بن وائل قتل رجلا من أهل الذمة ,

فأمر عمر بتسليم القاتل إلى أولياء المقتول , فسلم إليهم فقتلوه .

قلت : فهذا لا يصح إسناده لأنه من رواية إبراهيم و هو النخعي أن رجلا ..

هكذا رواه عبد الرزاق في " مصنفه " ( 10 / 101 / 18515 )‏مختصرا و رواه البيهقي

في " المعرفة " بتمامه كما في " نصب الراية " للزيلعي ( 4 / 337 ) ,

و إبراهيم لم يدرك زمان عمر و في إسناد البيهقي أبو حنيفة و قد عرفت ما قيل فيه

قبل حديث , على أنه قد جاء موصولا من طريق أخرى فيها زيادة في آخره تفسد

الاستدلال به لو صح , و هي : فكتب عمر : أن يودى و لا يقتل .

رواه الطحاوى ( 2 / 112 ) عن النزال بن سبرة قال : قتل رجل من المسلمين رجلا من

الكفار ... " .

أما أثر عثمان ففيه قصة طويلة , خلاصتها أن أبا لؤلؤة لعنه الله لما قتل عمر

رضي الله عنه , ذهب ابنه عبيد الله إلى ابنة لأبي لؤلؤة صغيرة تدعي الإسلام ,

فقتلها و قتل معها الهرمزان و جفينة و كان نصرانيا , فعل ذلك لظنه أنهم تمالؤوا

على قتل أبيه , فلما استخلف عثمان رضي الله عنه استشار المهاجرين على قتله ,

فكلهم أشاروا عليه بذلك , ثم حال بينه و بين ذلك أن كثر اللغط و الاختلاف من جل

الناس يقولون لجفينة و الهرمزان : أبعدهما الله , لعلكم تريدون أن تتبعوا عمر

ابنه ! ثم قال عمرو بن العاص لعثمان : يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر قد كان

قبل أن يكون لك على الناس سلطان , فتفرق الناس عن خطبة عمرو , و انتهى إليه

عثمان , و ودى الرجلان و الجارية .

أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 111 ) عن سعيد بن المسيب , و في سنده

عبد الله بن صالح و فيه ضعف , لكن رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 1 / 256 ـ

258 ) من طريق أخرى بسند صحيح عن سعيد , و ظاهره الإرسال لأنه كان صغيرا لما

قتل عمر , كان عمره يومئذ دون التاسعة , و يبعد لمن كان في مثل هذه السن أن

يتلقى هذا الخبر عن صاحب القصة مباشرة و هو عبيد الله بن عمر , ثم لا يسنده عنه

, فإن كان سمعه منه أو من غيره ممن أدرك القصة من الثقات فالسند صحيح , و إلا

فلا , لجهالة الواسطة , اللهم إلا عند من يقول بأن مراسيل سعيد حجة .

و على كل حال فليس في القصة نص على أن المسلم يقتل بالذمي لأن عثمان

و المهاجرين الذين أرادوا قتله لم يصرحوا بأن ذلك لقتله جفينة النصراني , كيف

و هو قد قتل مسلمين معه : ابنة أبي لؤلؤة , و الهرمزان فإنه كان مسلما كما رواه

البيهقي , فهو يستحق القتل لقتله إياهما , لا من أجل النصراني و الله أعلم .

و أما أثر علي , فهو نحو أثر عمر , إلا أن فيه :

فجاء أخوه ( أي القتيل ) فقال : قد عفوت , فقال : لعلهم فزعوك أو هددوك ? قال :

لا ... فهذا إسناده ضعيف , ضعفه الزيلعي ( 4 / 337 ) و غيره , و أعلوه بأن فيه

حسين بن ميمون , قال أبو حاتم : ليس بالقوي في الحديث , و ذكره البخاري في

" الضعفاء " , و فيه أيضا قيس بن الربيع و هو ضعيف .

على أنه بالإضافة إلى ضعف إسناده , فإنه مخالف لحديثه المتقدم " لا يقتل مسلم

بكافر " و لهذا قال الزيلعي :

قال الشافعي : فيه دليل على أن عليا لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا

يقول بخلافه " .

فتبين أن هذه الآثار لا يثبت شيء منها , فلا يجوز الاستدلال بها , هذا لو لم

تعارض حديثا مرفوعا ? فكيف و هي معارضة لحديث علي المذكور ? ! فهذا يبين لك

بوضوح أثر الأحاديث الضعيفة بحيث أنه استبيح بها دماء المسلمين !

و عورضت بها الأحاديث الصحيحة الثابتة عن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .

461 " النساء لعب فتخيروا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 674 ) :

$ منكر .

رواه الحاكم في تاريخه و عنه الديلمي معلقا ( 3 / 110 ) من طريق ابن لهيعة عن

الأحوص بن حكيم عن # عمرو بن العاص # مرفوعا .

ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 189 ) شاهدا لحديث علي بمعناه قال ابن

الجوزي فيه : لا يصح .

قلت : و هذا الشاهد سكت عنه السيوطي كغالب عادته , و هو ضعيف جدا فيه ثلاث

علل : ابن لهيعة مشهور بالضعف , و الأحوص قال ابن معين و ابن المديني : ليس

بشيء ,‏ثم إنه منقطع بين الأحوص و عمرو , و لذلك قال ابن عراق ( 2 / 226 ) سنده

ضعيف ,‏و مما يدل على نكارة الحديث أنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إنما النساء شقائق الرجال " , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 234 )

قلت : فيبعد كل البعد أن يصفهن عليه الصلاة و السلام بأنهن " لعب " .

و قد روى الحديث بأتم منه و هو ضعيف أيضا , و هو :

462 " إنما النساء لعب فمن اتخذ لعبة فليحسنها أو فليستحسنها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 675 ) :

$ ضعيف .

رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( ص 116 - زوائده ) : حدثنا أحمد بن

يزيد حدثنا عيسى بن يوسف عن زهير بن محمد عن # أبي بكر بن حزم # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , و فيه ثلاث علل :

الإرسال , فإن أبا بكر و هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري تابعي مات سنة

( 120 ) .

و ضعف زهير بن محمد الخراساني الشامي .

و أحمد بن يزيد لم أعرفه و يحتمل أنه ابن الورتنيس المصري , فقد ذكر له رواية

عن عيسى بن يونس في " تهذيب الكمال " , فإن كان هو ففيه ضعف , و الله أعلم

و هذا الحديث مما فات السيوطي فلم يورده في " الجامع الكبير " و لا في

" اللآليء " و كذلك فات ابن عراق فلم يورده في " تنزيه الشريعة " و المناوي في

" الجامع الأزهر " .

463 " فيما سقت السماء العشر , و فيما سقي بنضح أو غرب نصف العشر في قليله

و كثيره " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 676 ) :

$ موضوع بهذه الزيادة : " في قليله و كثيره " .

رواه أبو مطيع البلخي عن أبي حنيفة عن أبان بن أبي عياش عن # رجل # عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قلت : و هذا موضوع , أبو مطيع البلخي و اسمه الحكم بن عبد الله صاحب أبي حنيفة

قال أبو حاتم : كان كذابا , و قال الجوزجاني : كان من رؤساء المرجئة ممن يضع

الحديث , و ضعفه سائر الأئمة , و قد اتهمه الذهبي بوضع حديث يأتي عقب هذا ,

و أبان بن أبي عياش متهم أيضا و قد مضى له أحاديث .

و الحديث أورده الزيلعي في " نصب الراية " ( 2 / 385 ) و قال : قال ابن الجوزي

في " التحقيق " : و احتجت الحنفية بما روى أبو مطيع البلخي عن أبي حنيفة ...

قال : و هذا الإسناد لا يساوي شيئا , أما أبو مطيع فقال ابن معين : ليس بشيء ,

و قال أحمد لا ينبغي أن يروى عنه , و قال أبو داود : تركوا حديثه , و أما أبان

فضعيف جدا , ضعفه شعبة .

قلت : بل كذبه شعبة كما في الميزان و قد تقدم .

و مما يدل على كذب هذا الحديث أن البخاري أخرجه في " صحيحه " من حديث ابن عمر

دون قوله : " في قليله و كثيره " و كذلك رواه مسلم من حديث جابر و الترمذي

من حديث أبي هريرة و هو مخرج في " الإرواء "‏( 799 ) فهذه الزيادة باطلة

و يزيدها بطلانا ما في " الصحيحين " و غيرهما عنه صلى الله عليه وسلم " ليس

فيما دون خمسة أوسق صدقة " و هو مخرج في " الإرواء " أيضا ( 800 ) و بهذا

الحديث الصحيح أخذ الإمام محمد خلافا لشيخه أبي حنيفة كما صرح به في

" كتاب الآثار " ( ص 52 ) .

فهذا أيضا من آثار الأحاديث الضعيفة إيجاب ما لم يوجبه الله على عباده و على

الرغم من هذا فإننا لا نزال نسمع بعضهم يجهر بمثل هذا الإيجاب أخذا بما تقتضيه

المصلحة كما زعموا .

464 " الإيمان مثبت في القلب كالجبال الرواسي , و زيادته و نقصه كفر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 677 ) :

$ موضوع .

أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 103 ) في ترجمة عثمان بن عبد الله بن عمرو

الأموي من روايته عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن # أبي هريرة # قال :

لما قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : جئناك نسألك عن

الإيمان أيزيد أو ينقص ? قال ... فذكره .

قال ابن حبان و تبعه الذهبي : فهذا وضعه أبو مطيع على حماد , فسرقه هذا الشيخ

منه , و كان قدم خراسان فحدثهم عن الليث و مالك , و كان يضع عليهم الحديث لا

يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار , و أقره الحافظ في " اللسان " .

و أبو مطيع هذا هو البلخي صاحب أبي حنيفة سبق ذكره في الحديث الذي قبل هذا .

و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الحاكم من طريق أبي مطيع

حدثنا حماد بن سلمة به , و قال ابن الجوزي : موضوع أبو مطيع الحكم بن عبد الله

كذاب , و كذا أبو مهزم , و سرقه منه عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن

عفان و هو أيضا كذاب وضاع , قال الحاكم : إسناده فيه ظلمات , و الحديث باطل ,

و الذي تولى كبره أبو مطيع و سرقه منه عثمان فرواه عن حماد .

و وافقه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 38 ) .

قلت : و هذا الحديث مخالف للآيات الكثيرة المصرحة بزيادة الإيمان كقوله تعالى :

*( ... ليزداد الذين آمنوا إيمانا ... )* ( الفتح : 4 ) فكفى بهذا دليلا على

بطلان مثل هذا الحديث و إن قال بمعناه جماعة .

465 " إن لغة إسماعيل كانت قد درست فأتاني بها جبريل فحفظتها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 679 ) :

$ ضعيف .

أخرجه الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ( ص 116 ) من طريق علي بن خشرم قال :

حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال : بلغني أن # عمر بن الخطاب # قال :

يا رسول الله إنك أفصحنا و لم تخرج من بين أظهرنا ? فقال له رسول الله صلى الله

عليه وسلم ... فذكره .

قلت : و علته الانقطاع بين علي بن الحسين و عمر , و قد وصله الحاكم و كذا

الغطريف في جزء له ( ورقة 4 وجه 2 من مجموع 54 في ظاهرية دمشق ) من طريق حامد

( و في جزء الغطريف : حماد ) بن أبي حمزة السكري قال حدثنا علي بن الحسين بن

واقد قال حدثنا أبي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن عمر بن الخطاب به .

قلت : و حامد هذا أو حماد لم أجد له ترجمة , و والده أبو حمزة السكري مشهور ثقة

و اسمه محمد بن ميمون و لم يذكروا في الرواة عنه ابنه هذا فالله أعلم .

و قد أعله الحاكم بالرواية الأولى و هي أصح لأن علي بن خشرم ثقة معروف احتج به

مسلم .

و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للغطريف و ابن عساكر , و لم يتكلم

عليه الشارح المناوي بشيء و كأنه لم يقف على إسناده .

ثم رأيته قال في شرحه الآخر " التيسير "‏قال ابن عساكر : غريب معلول .

466 " علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 679 ) :

$ لا أصل له .

باتفاق العلماء , و هو مما يستدل به القاديانية الضالة على بقاء النبوة بعده

صلى الله عليه وسلم , و لو صح لكان حجة عليهم كما يظهر بقليل من التأمل .

467 " من صلى بين المغرب و العشاء عشرين ركعة بنى الله له بيتا في الجنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 680 ) :

$ موضوع .

أخرجه ابن ماجه ( 1 / 414 ) و ابن شاهين في " الترغيب و الترهيب " ( ق 172 / 1

و 277 - 278 ) من طريق يعقوب بن الوليد المديني عن هشام بن عروة عن أبيه عن #

عائشة # مرفوعا .

قال البوصيري : في " الزوائد " ( ق 85 / 1 ) : في إسناده يعقوب بن الوليد

اتفقوا على ضعفه , و قال فيه الإمام أحمد : من الكذابين الكبار , و كان يضع

الحديث .

قلت : و قد كذبه أيضا ابن معين و أبو حاتم , و مع هذا فقد أورد حديثه هذا

السيوطي في " الجامع الصغير " .

و اعلم أن كل ما جاء من الأحاديث في الحض على ركعات معينة بين المغرب و العشاء

لا يصح و بعضه أشد ضعفا من بعض , و إنما صحت الصلاة في هذا الوقت من فعله

صلى الله عليه وسلم دون تعيين عدد , و أما من قوله صلى الله عليه وسلم فكل ما

روي عنه واه لا يجوز العمل به , و من هذا القبيل :

468 " من صلى ست ركعات بعد المغرب قبل أن يتكلم غفر له بها ذنوب خمسين سنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 680 ) :

$ ضعيف جدا .

أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 33 ) من طريق محمد بن غزوان الدمشقي حدثنا

عمر بن محمد عن # سالم بن عبد الله عن أبيه # مرفوعا .

و ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 78 ) من هذا الوجه ثم قال : قال

أبو زرعة : اضربوا على هذا الحديث فإنه شبه موضوع , و محمد بن غزوان الدمشقي

منكر الحديث .

469 " من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن له بعبادة ثنتي

عشرة سنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 681 ) :

$ ضعيف جدا .

أخرجه الترمذي ( 2 / 299 ) و ابن ماجه ( 1 / 355 , 415 ) و ابن نصر ( ص 33 )

و ابن شاهين في " الترغيب " ( 272 / 2 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 8

/ 34 / 1 ) و العسكري في " مسند أبي هريرة " ( 71 / 1 ) و ابن سمعون الواعظ في

" الأمالي " ( 1 / 61 / 2 ) من طريق عمر بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن

أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال الترمذي : حديث غريب لا نعرفه إلا عن

عمر بن أبي خثعم , و سمعت محمد بن إسماعيل ( يعني البخاري ) يقول : عمر بن

عبد الله بن أبي خثعم منكر الحديث , و ضعفه جدا , و قال الذهبي في ترجمته : له

حديثان منكران هذا أحدهما .

470 " الوضوء من كل دم سائل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 681 ) :

$ ضعيف .

أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 157 ) من طريق بقية عن يزيد بن خالد عن يزيد

بن محمد عن عمر بن عبد العزيز قال : قال # تميم الداري # : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم , و أعله الدارقطني بقوله : عمر بن عبد العزيز لم يسمع من

تميم الداري , و لا رآه , و اليزيدان مجهولان , و أقره الزيلعي في " نصب الراية

" ( 1 / 37 ) .

قلت : و بقية مدلس و قد عنعنه كما ترى , فهذه علة أخرى .

و قال عبد الحق في " الأحكام الكبرى " ( ق 13 / 2 ) : و هذا منقطع الإسناد

ضعيفه

و الحديث رواه ابن عدي في ترجمة أحمد بن الفرج عن بقية حدثنا شعبة بسنده عن

# زيد بن ثابت # مرفوعا , قال الزيلعي : قال ابن عدي : هذا حديث لا نعرفه إلا

من حديث أحمد هذا , و هو ممن لا يحتج بحديثه لكنه يكتب , فإن الناس مع ضعفه قد

احتملوا حديثه , انتهى .

و قال ابن أبي حاتم في " كتاب العلل " : أحمد بن الفرج كتبنا عنه و محله عندنا

الصدق .

قلت : أحمد بن الفرج هذا حمصي و يلقب بـ " الحجاري " و قد ضعفه جدا محمد بن عوف

و هو حمصي أيضا فهو أدرى به من غيره , فقال فيه : كذاب , و ليس عنده في حديث

بقية أصل , هو فيها أكذب خلق الله , إنما هي أحاديث وقعت له في ظهر قرطاس كتاب

صاحب حديث في أولها مكتوب : حدثنا يزيد بن عبد ربه قال : حدثنا بقية ... ثم

اتهمه بشرب الخمر في كلام له رواه الخطيب ( 4 / 341 ) قال في آخره : فأشهد عليه

بالله أنه كذاب , و كذلك كذبه غيره من العارفين به فسقط حديثه جملة و لم يجز أن

يستشهد به فكيف يحتج به ?!

ثم رجعت إلى ابن عدي في " الكامل " فرأيته يقول ( ق 44 / 1 ) بعد أن ساق الحديث

: و لبقية عن شعبة كتاب , و فيه غرائب , و تلك الغرائب ينفرد بها بقية عنه و هي

محتملة , و هذا عن شعبة باطل .

و الحق أنه لا يصح حديث في إيجاب الوضوء من خروج الدم , و الأصل البراءة , كما

قرره الشوكاني و غيره , و لهذا كان مذهب أهل الحجاز أن ليس في الدم وضوء , و هو

مذهب الفقهاء السبعة من أهل المدينة و سلفهم في ذلك بعض الصحابة , فروى ابن أبي

شيبة في " المصنف " ( 1 / 92 ) و البيهقي ( 1 / 141 ) بسند صحيح : " أن ابن عمر

عصر بثرة في وجهه فخرج شيء من دم فحكه بين أصبعيه ثم صلى و لم يتوضأ " ثم روى

ابن أبي شيبة نحوه عن أبي هريرة .

و قد صح عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أنه بزق دما في صلاته ثم مضى

فيها , ( راجع صحيح البخاري مع فتح البارى ج 1 ص 222 - 224 ) و تعليقي على "

مختصر البخاري " ( 1 / 57 ) .

471 " أبى الله أن يجعل للبلاء سلطانا على بدن عبده المؤمن " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 683 ) :

$ موضوع .

أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 1 / 79 ـ 80 ) من طريق القاسم بن إبراهيم بن

أحمد الملطي عن أبي أمية المبارك بن عبد الله عن مالك عن ابن شهاب عن # أنس #

مرفوعا و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن أنس فقال

شارحه المناوي : و فيه القاسم بن إبراهيم الملطي كذاب لا يطاق

قال في " اللسان " : له عجائب من الأباطيل .

قلت : فكيف أورد السيوطي حديثه في " الجامع " و قد ادعى أنه صانه عما تفرد به

كذاب أو وضاع ? و لا سيما و هذا الحديث ظاهر البطلان , فقد ثبت عنه صلى الله

عليه وسلم أنه قال : " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل , و المؤمن

يبتلى على قدر دينه " .

و من الغريب أن السيوطي نفسه قد حكم عليه بالوضع , إذ أورده في " ذيل الموضوعات

" ( ص 189 ) من رواية الديلمي نفسه و قال السيوطي : قال الخطيب : الملطي كذاب

يضع الحديث روى عن أبي أمية عن مالك عجائب من الأباطيل , و قال غيره : أبو أمية

المبارك أحد المجهولين .

قلت : و هو مع ذلك مجسم ضال , فانظر التعليق على الحديث الآتي برقم ( 476 ) .

472 " الدين شين الدين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 684 ) :

$ موضوع .

رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 4 / 1 ) عن عبد الله بن شبيب قال أخبرنا

سعيد بن منصور قال أخبرنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن

مالك بن يخامر عن أبيه عن # معاذ بن جبل # مرفوعا .

قلت : ابن شبيب هذا اتهمه ابن خراش بأنه يسرق الأحاديث الموضوعة عن الكذابين ,

و أنا لا أشك أن هذا الحديث منها , فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم و زوجه

و غيرهما استدانوا غير مرة , فهل شانهم ذلك ?

و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم في " المعرفة "

عن مالك بن يخامر و القضاعي عن معاذ .

فتعقبه المناوي بأن الأول مرسل , و فيه عبد الله بن شبيب الربعي , قال في

" الميزان " : أخباري علامة , لكنه واه , و قال الحاكم : ذاهب الحديث ,

و بالغ فضلك فقال : يحل ضرب عنقه , و قال ابن حبان : يقلب الأخبار , ثم ساق له

هذا الخبر , قال المناوي : و في إسناد القضاعي إسماعيل بن عياش أورده الذهبي في

" الضعفاء " و قال : مختلف فيه و ليس بالقوي .

قلت : هذا يوهم أن ابن شبيب ليس في مسند القضاعي و ليس كذلك فتنبه .

ثم رأيت الإمام أحمد رواه في " الزهد " ( 13 / 11 / 1 ) من طريق سريج بن يونس

قال حدثنا ابن عياش به إلا أنه أوقفه على معاذ , و سنده صحيح , فثبت أن رفعه

باطل , تفرد برفعه عبد الله بن شبيب و هو متهم .

نعم قد تابعه أبو قتادة فرواه عن صفوان بن عمرو به لكنه لم يذكر معاذا في سنده

فقد أرسله , رواه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 157 / 2 ) و الديلمي في

" مسنده " ( 2 / 151 ) من طريق أبي نعيم لكنه رواه عن أبي الشيخ معلقا حدثنا

عبد الله بن محمد حدثنا سلمة حدثنا أبو اليمان حدثنا صفوان بن عمرو به موصولا

مثل رواية ابن شبيب إلا أنه لم يذكر لفظه و سلمة الظاهر أنه ابن شبيب

النيسابوري الثقة و عبد الله بن محمد هو أبو مسعود العسكري ترجمه أبو الشيخ في

" طبقاته " ( 407 / 566 ) و أبو نعيم في " أخباره " ( 2 / 73 ـ 74 ) و لم يذكر

فيه جرحا و لا تعديلا فالظاهر أنه هو علة هذه المتابعة و الله أعلم .

فلا تفيده هذه المتابعة مع المخالفة , و لا سيما و المتابع أبو قتادة و اسمه

عبد الله بن واقد متروك كما قال الحافظ في " التقريب " , فالتهمة محصورة فيه

و في ابن شبيب , و أما إسماعيل بن عياش فهو بريء منها , و هو ثقة في روايته عن

الشاميين و هذه منها , و قد رواه عنه ابن يونس موقوفا كما سبق و هو الصواب .

و مثل هذا الحديث في البطلان الحديث الآتي :

473 " الدين راية الله في الأرض , فإذا أراد الله أن يذل عبدا وضعه في عنقه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 686 ) :

$ موضوع .

أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد المنتقاة " ( 13 / 93 / 2 ) و الحاكم ( 2 /

24 ) و الديلمي ( 2 / 150 ) من طريق بشر بن عبيد الدارسي حدثنا حماد بن سلمة عن

أيوب عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا , و قال : صحيح على شرط مسلم , قلت : و هذا

خطأ فاحش , لأن بشرا هذا ليس من رجال مسلم , و لا أخرج له أحد الستة , ثم هو

متهم , و لذلك تعقبه المنذري في " الترغيب " ( 3 / 32 ) و الذهبي في " التلخيص

" فقالا : بل فيه بشر بن عبيد الدارسي واه قال المناوي : فالصحة من أين ? قال

فيه ابن عدي : منكر الحديث عن الأئمة , بين الضعف جدا , و قد ساق له الذهبي في

" الميزان " أحاديث ثم قال : إنها غير صحيحة , و الله المستعان , ثم ساق له آخر

و قال : إنه موضوع .

و لست أشك في أن هذا الحديث موضوع لما ذكرته في الحديث الذي قبله , و مثله :

474 " الدين ينقص من الدين و الحسب " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 687 ) :

$ موضوع .

أخرجه الديلمي ( 2 / 152 ) من طريق أبي الشيخ بسنده عن الحكم بن عبد الله

الأيلي عن القاسم عن # عائشة # مرفوعا و عزاه في " الجامع " للديلمي و تعقبه

شارحه المناوي بقوله :

و فيه الحكم بن عبد الله الأيلي , قال الذهبي في " الضعفاء " : متروك متهم

بالوضع , و رواه عنها أيضا أبو الشيخ , و من طريقه و عنه أورده الديلمي مصرحا ,

فلو عزاه للأصل لكان أولى .

475 " السلطان ظل الله في أرضه من نصحه هدى , و من غشه ضل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 687 ) :

$ موضوع .

أخرجه أبو نعيم في كتاب " فضيلة العادلين " ( ورقه 226 وجه 1 من مجموع 60 ـ

ظاهرية دمشق ) من طريق يحيى بن ميمون , حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن أبيه عن

# أبي هريرة # مرفوعا , و من طريق داود بن المحبر قال حدثنا عقبة بن عبد الله

عن قتادة عن # أنس # مرفوعا نحوه .

قلت : و هذان إسنادان موضوعان , في الأول يحيى بن ميمون و هو ابن عطاء البصري ,

قال الدارقطني و غيره : متروك , و قال الفلاس و غيره : كان كذابا .

و في الآخر : داود بن المحبر , و هو متهم أيضا و قد تقدم , و من طريقه رواه

العقيلي في " الضعفاء " ( 358 ) و قال : عقبة مجهول بالنقل , و حديثه منكر غير

محفوظ , و لا يعرف إلا به , و لا يتابعه إلا نحوه في الضعف .

و ذكره في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في " الشعب " عن أنس و تعقبه

المناوي بقوله : و فيه محمد بن يونس القرشي و هو الكديمي الحافظ , اتهمه ابن

عدي بوضع الحديث , و قال ابن حبان : كان يضع على الثقات , قال الذهبي في

" الضعفاء " عقبه : قلت : انكشف عندي حاله .

قلت : و من طريقه أخرجه أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان في جزء من " أماليه "

( 151 / 2 ) قال : أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي أخبرنا عقبة بن عبد الله

الرفاعي أخبرنا قتادة عن أنس و كذلك هو في " الشعب " ( 6 / 19 / 7376 ) موقوف .

476 " من قرأ ربع القرآن فقد أوتي ربع النبوة , و من قرأ ثلث القرآن فقد أوتي ثلث

النبوة , و من قرأ ثلثي القرآن فقد أوتي ثلثي النبوة , و من قرأ القرآن فقد

أوتي النبوة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 688 ) :

$ موضوع .

رواه أبو بكر الآجري في " آداب حملة القرآن " ( ورقة 135 من مجموع 66 ـ ظاهرية

دمشق ) من طريق مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن مكحول عن # أبي أمامة الباهلي #

مرفوعا .

قلت : مسلمة بن علي متهم و قد سبق مرارا .

و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 252 ) دون جملة الربع و قال

: لا يصح , بشر ( يعني بن نمير ) متروك , و قال يحيى بن سعيد : كذاب .

و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 343 ) بما لا طائل تحته كعادته ! فقال :

أخرجه ابن الأنباري في كتاب " الوقف و الابتداء " و البيهقي في " شعب الإيمان "

و بشر من رجال ابن ماجه .

قلت : فكان ماذا ? و ابن ماجه معروف بتخريجه للكذابين , و قد مضى قريبا حديث

أخرجه ابن ماجه من طريق رجل قال فيه الإمام أحمد : كان من الكذابين الكبار ,

ثم ساق له السيوطي شاهدا من حديث ابن عمر , و فيه قاسم بن إبراهيم الملطي قال

السيوطي : ليس بثقة .

قلت : فما الفائدة من سياق حديثه إذن ? و قد قال فيه الدارقطني : كذاب ,

و قال الذهبي : أتى بطامة لا تطاق , ثم ساق له حديثا مرفوعا فيه أن النبي

صلى الله عليه وسلم رآى ربه ليلة الإسراء , و أنه رأى منه كل شيء حتى التاج

قاتله الله ما أجرأه على الله , ثم قال الذهبي : و أطم منه ... , فذكر هذا

الحديث ثم قال : و هذا باطل و ضلال كالذي قبله .

قلت : و من هذا و أمثاله يتبين لك الفرق بين الذهبي و السيوطي .

ثم ذكر السيوطي شاهدا آخر من طريق تمام بن نجيح عن الحسن مرفوعا و قد سكت عليه

السيوطي و هذا من مساوئه , فإنه مع إرساله فيه تمام , قال ابن حبان : روى أشياء

موضوعة عن الثقات كأنه المتعمد لها .

477 " كثرة الحج و العمرة تمنع العيلة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 690 ) :

$ موضوع .

رواه المحاملي في الجزء السادس من " الأمالي " ( وجه 1 ورقة 278 من المجموع 63

ـ ظاهرية دمشق ) قال : حدثنا عبد الله بن شبيب , قال : حدثني أبو بكر أبي شيبة

قال : حدثني فليح بن سليمان عن خالد بن إياس عن مساور بن عبد الرحمن عن

أبي سلمة بن عبد الرحمن عن # أم سلمة # مرفوعا .

قلت : عبد الله بن شبيب متهم كما تقدم قريبا , و خالد بن إياس كذلك , قال ابن

حبان ( 1 / 279 ) : يروي الموضوعات عن الثقات حتى يسبق إلى القلب أنه الواضع

لها , لا يكتب حديثه إلا على جهة التعجب , و قال الحاكم : روى عن ابن المنكدر و

هشام بن عروة و المقبري أحاديث موضوعة , و كذا قال أبو سعيد النقاش , و ضعفه

سائر الأئمة .

إذا عرفت هذا فقد أخطأ السيوطي حين أورد الحديث في " الجامع الصغير " من هذا

الوجه , و تعقبه المناوي بنحو ما ذكرنا .

478 " لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز في سبيل الله , فإن تحت البحر نارا

و تحت النار بحرا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 691 ) :

$ منكر .

أخرجه أبو داود ( 1 / 389 ) و الخطيب في " التلخيص " ( 78 / 1 ) و عنه البيهقي

( 4 / 334 ) من طريق بشر أبي عبد الله عن بشير بن مسلم عن # عبد الله بن عمرو #

مرفوعا , و قال الخطيب : قال أحمد : حديث غريب .

قلت : و هذا سند ضعيف فيه جهالة و اضطراب .

أما الجهالة فقال الحافظ في ترجمة بشر و بشير من التقريب : مجهولان , و نحوه في

" الميزان " نعم تابعه مطرف بن طريف عن بشير بن مسلم عند البخاري في " التاريخ

" ( 1 / 2 / 104 ) و أبي عثمان النجيرمي في " الفوائد " ( 2 / 5 / 1 ) لكنه لم

يسلم من جهالة بشير و لذلك قال البخاري عقبه : و لم يصح حديثه .

و أما الاضطراب فقد بينه المنذري في " مختصر السنن " ( 3 / 359 ) فقال : في

الحديث اضطراب , روي عن بشير هكذا , و روي عنه أنه بلغه عن عبد الله بن عمرو ,

و روى عنه عن رجل عن عبد الله بن عمرو , و قيل غير ذلك , و ذكره البخاري في

" تاريخه " , و ذكر له هذا الحديث , و ذكر اضطرابه و قال : لم يصح حديثه ,

و قال الخطابي : و قد ضعفوا إسناد هذا الحديث .

قلت : و قال ابن الملقن في " الخلاصة " ( 73 / 1 ) : و هو ضعيف باتفاق الأئمة ,

قال البخاري : ليس بصحيح , و قال أحمد : غريب , و قال أبو داود : رواته مجهولون

, و قال الخطابي : ضعفوا إسناده , و قال صاحب " الإمام " : اختلف في إسناده ,

و قال عبد الحق ( 207 / 2 ) : قال أبو داود : هذا حديث ضعيف جدا , بشر أبو عبد

الله و بشير مجهولان .

و لا يقويه أنه روى الشطر الأول منه من حديث أبي بكر بلفظ :

479 " لا يركب البحر إلا غاز أو حاج أو معتمر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 692 ) :

$ منكر

أخرجه الحارث بن أبي أسامة ( ص 90 من زوائده ) حدثنا الخليل بن زكريا , حدثنا

حبيب بن الشهيد , عن # الحسن بن أبي الحسن # عنه مرفوعا .

قلت : فهذا لا يقوي الحديث الذي قبله , لأن إسناده ضعيف جدا من أجل الخليل هذا

قال ابن السكن : حدث عن ابن عون و حبيب بن الشهيد أحاديث مناكير لم يروها غيره

و قال العقيلي : يحدث عن الثقات بالبواطل , و قال الحافظ في " التقريب " : إنه

متروك .

قلت : و لا يخفى ما في هذا الحديث من المنع من ركوب البحر في سبيل طلب العلم

و التجارة و نحو ذلك من المصالح التي لا يعقل أن يصد الشارع الحكيم الناس عن

تحصيلها بسبب مظنون ألا و هو الغرق في البحر , كيف والله تعالى يمتن على عباده

بأنه خلق لهم السفن و سهل لهم ركوب البحر بها .. فقال :

*( و آية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون و خلقنا لهم من مثله ما

يركبون )* ( يس : 41 , 42 ) أي السفن على القول الصحيح الذي رجحه القرطبى و ابن

كثير و ابن القيم و غيرهم .

ففي هذا دليل على ضعف هذا الحديث و كونه منكرا , والله أعلم .

و يؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم : " المائد في البحر الذي يصيبه القيء له

أجر شهيد الغرق و الغرق له أجر شهيدين " , رواه أبو داود و البيهقي عن أم حرام

رضي الله عنها بسند حسن و هو مخرج في " الإرواء ( 1149) .

ففيه حض على ركوب البحر حضا مطلقا غير مقيد بغزو و نحوه , و فيه دليل على أن

الحج لا يسقط بكون البحر بينه و بين مكة , و هو مذهب الحنابلة و أحد قولي

الشافعي , و قال في قوله الآخر : يسقط , و احتج له بعضهم بهذا الحديث المنكر

كما في " التحقيق " لابن الجوزي ( 2 / 73 - 74 ) و ذلك من آثار الأحاديث

الضعيفة !

480 " من صام يوم الأربعاء و الخميس كتب له براءة من النار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 693 ) :

$ ضعيف .

رواه أبو يعلى عن # ابن عباس # مرفوعا , و ضعفه المنذري في " الترغيب "

( 2 / 86 ) , و بين السبب الهيثمي فقال ( 3 / 198 ) :

و فيه أبو بكر بن أبي مريم , هو ضعيف ثم وقفت على إسناده فوجدت فيه ثلاث علل

أخرى : ضعف راو أخر و عنعنة بقية و اضطراب ابن أبي مريم في إسناده و تفصيل ذلك

سيأتي برقم ( 5021 ) .

481 " أكل الشمر أمان من القولنج " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 694 ) :

$ موضوع .

رواه أبو نعيم الأصبهاني في " الطب " ( ق 139 / 1 ) من طريق أبي نصر أحمد بن

محمد , حدثنا موسى بن إبراهيم عن إبراهيم بن أبي يحيى عن صالح مولى التوأمة عن

# أبي هريرة # مرفوعا .

قلت : و هذا موضوع و علته إبراهيم بن أبي يحيى و هو الأسلمي مولاهم أبو إسحاق

المدني و هو كذاب , صرح بتكذيبه جماعات من الأئمة , منهم يحيى بن سعيد و ابن

معين و ابن المديني و ابن حبان و غيرهم , و مع هذا فقد روى عنه الشافعي و احتج

به و قد أنكر ذلك عليه إسحاق بن راهويه كما رواه ابن أبي حاتم في " آداب

الشافعي " ( ص 178 ) , و قد قال ابن أبي حاتم في مكان آخر منه ( 223 ) :

لم يتبين للشافعي أنه كان يكذب , و قال البزار : كان يضع الحديث , و كان يوضع

له مسائل فيضع لها إسنادا و كان قدريا و هو من أستاذي الشافعي , و عز علينا .

قلت : و اللذان دونه لم أعرفهما , و صالح مولى التوأمة ضعيف .

ثم بدا لي أنه يحتمل أن يكون موسى بن إبراهيم هو أبو عمران المروزي فإن يكن هو

فهو متهم أيضا .

482 " غسل القدمين بالماء البارد بعد الخروج من الحمام أمان من الصداع " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 695 ) :

$ موضوع .

أبو نعيم في " الطب " من طريق أبي نصر أحمد بن محمد بإسناد الحديث المذكور قبله

, و قد علمت أنه موضوع , و هذا الحديث و الذي قبله مما شان به السيوطي كتابه "

الجامع الصغير " , و لم يتكلم عليها شارحه المناوي بشيء فكأنه لم يقف على

إسنادهما .

483 " إن الله يحب كل قلب حزين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 695 ) :

$ ضعيف .

رواه ابن أبي الدنيا في " كتاب الهم و الحزن " ( ورقة 2 وجه 1 من مخطوطة

الظاهرية 76 مجموع ) و ابن عدي ( 37 / 2 ) و القضاعي ( 89 / 2 ) و ابن عساكر (

13 / 205 / 2 ) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن # أبي الدرداء

# مرفوعا , و من هذا الوجه أخرجه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( 303 / 2 )

و الحاكم ( 4 / 415 ) و أبو نعيم ( 6 / 90 ) من طريق الطبراني و قال الحاكم :

صحيح الإسناد , و رده الذهبي بقوله : قلت : مع ضعف أبي بكر , منقطع .

يعني بالانقطاع ما بين ضمرة و أبي الدرداء فإن بين وفاتيهما نحو مئة سنة .

و أبو بكر بن أبي مريم ضعيف جدا , و من هذا تعلم أن قول الهيثمي في " المجمع "

( 10 / 309 / 310 ) : رواه البزار و الطبراني و إسنادهما حسن .

غير حسن , لأن مداره عند الطبراني على أبي بكر هذا كما عرفت , و كذلك عند

البزار فيما يظهر , و إلا لفرق الهيثمي بين إسناديهما كما هي عادته , و قد ضعف

أبا بكر هذا الهيثمي نفسه في حديث آخر تقدم قريبا ( 480 ) .

و رواه المعافى بن عمران في " الزهد " ( 258 / 2 ) عن إسماعيل بن عياش عن

إسماعيل بن رافع و غيره أنه مكتوب في التوراة أو النبي صلى الله عليه وسلم قال

: فذكره , و هذا مع التردد في رفعه معضل ضعيف جدا , ثم تبين من كشف الأستار ( 4

240 / 3624 ) أن البزار رواه من طريق عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن

ضمرة بن حبيب به , فليس فيه إلا الانقطاع , لكن ابن صالح فيه ضعف .

484 " إن من المثلة أن ينذر الرجل أن يحج ماشيا , فمن نذر أن يحج ماشيا فليهد هديا

و يركب " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 696 ) :

$ ضعيف .

أخرجه الحاكم ( 4 / 305 ) و أحمد ( 4 / 429 ) من طريق صالح بن رستم أبي عامر

الخزاز حدثني كثير بن شنظير عن الحسن عن # عمران بن حصين # مرفوعا , و قال

الحاكم : صحيح الإسناد , و أقره الذهبي ثم الزيلعي في " نصب الراية "

( 3 / 305 ) ثم الحافظ العسقلاني في " الدراية " ( 242 ) .

و هذا الذي حملني على إيراده كيلا يغتر بذلك من لا علم عنده , فإن لهذا الإسناد

علتين :

الأولى : ضعف أبي عامر هذا , قال الحافظ في " التقريب " : صدوق كثير الخطأ .

و الأخرى عنعنة الحسن و هو البصري , و كان مدلسا , و قد روى أحمد و غيره من طرق

عن الحسن عن عمران النهي عن المثلة و ليس فيه هذا الذي رواه أبو عامر فدل على

ضعفه , و كذلك جاءت أحاديث كثيرة في أمر من نذر الحج ماشيا أن يركب و يهدى هديا

, و ليس في شيء منها , أن نذر الحج ماشيا من المثلة ( راجع نيل الأوطار 8 / 204

ـ 207 ) .

485 " من خاف الله خوف الله منه كل شيء , و من لم يخف الله خوفه الله من كل شيء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 697 ) :

$ منكر .

رواه القضاعي ( 36 / 2 ) عن عامر بن المبارك العلاف قال : أخبرنا سليمان بن

عمرو عن إبراهيم بن أبي علقمة عن # واثلة بن الأسقع # مرفوعا .

قلت : و هذا سند ضعيف , لم أعرف أحدا من رجاله غير سليمان بن عمرو , و أظنه

سليمان بن أبي سليمان و اسمه فيروز و يقال : عمرو أبو إسحاق الشيباني مولاهم

الكوفي و هو ثقة

ثم تكشفت لي - و الحمد لله - علة الحديث , فقد رجعت إلى ترجمة إبراهيم بن أبي

عبلة من " تهذيب الكمال " , فوجدته قد ذكر في الرواة عنه سليمان بن وهب , فألقي

في النفس : العلة سليمان بن عمرو هذا , فرجعت إلى " اللسان " فوجدت فيه ما نصه

: سليمان بن وهب النخعي , أخرج أبو الفضل بن طاهر في الكلام على أحاديث الشهاب

من طريق يحيى بن عثمان بن صالح عن سليمان بن وهب عن إبراهيم بن أبي عبلة عن

خالد بن معدان عن أبي الدرداء رضي الله عنه رفعه : فذكر حديثا .....

قال ابن طاهر : سليمان بن وهب هو النخعي , و وهب جده , و هو سليمان بن عمرو

, و قد تقدم .

قلت : فتبين لي أن سليمان بن عمرو هذا هو النخعي , و هو كذاب وضاع مشهور بذلك ,

و قد تقدمت له أحاديث , فراجع " فهرست الرواة " في آخر المجلد .

و لعل من التساهل أيضا قول السخاوي في " المقاصد " بعد أن ذكره من حديث واثلة و

الحسين بن علي و ابن مسعود : و في الباب عن علي , و بعضها يقوي بعضا .

و ذلك لأن حديث واثلة و ابن مسعود لا يجوز الاستشهاد بها , لشدة ضعفها , و حديث

الحسين و علي لم يذكر من حال إسنادهما ما يمكن أن يقوى أحدهما بالآخر !

و الحديث ذكره المنذري في " الترغيب " ( 4 / 141 ) من رواية أبي الشيخ في

" الثواب " , ثم قال : و رفعه منكر .

و كذلك ذكره الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 128 ) و زاد :

و للعقيلي في " الضعفاء " نحوه من حديث أبي هريرة , و كلاهما منكر .

قالت : فيه تساهل واضح , فإن في إسناد هذا كذابا أيضا , كما سيأتي بيانه برقم

( 4544 ) .

486 " ما من أهل بيت يموت منهم ميت فيتصدقون عنه بعد موته إلا أهداها له جبريل عليه

السلام على طبق نور , ثم يقف على شفير القبر فيقول : يا صاحب القبر العميق :

هذه هدية أهداها إليك أهلك فاقبلها , فيدخل عليه فيفرح بها و يستبشر , و يحزن

جيرانه الذين لا يهدى إليهم شيء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 699 ) :

$ موضوع .

رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 95 / 2 ـ من زوائد المعجمين ) :

حدثنا محمد بن داود بن أسلم الصدفي , حدثنا الحسن بن داود بن محمد المنكدري ,

حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك سمعت أبا محمد الشامي يحدث أنه سمع أبا

هريرة أنه سمع # أنس بن مالك #‏يقول .... فذكره مرفوعا , و قال :

لا يروي عن أنس إلا بهذا الإسناد , تفرد به محمد بن إسماعيل .

قلت : و هو صدوق من رجال الشيخين , و إنما آفة الحديث من شيخه أبي محمد الشامي

قال الذهبي : روى حديثا عن بعض التابعين منكرا , قال الأزدي : كذاب .

و كذا في " اللسان " , و كأنهما أرادا بالحديث المنكر هذا , و قال الهيثمي في "

المجمع " ( 3 / 139 ) : رواه الطبراني في الأوسط و فيه أبو محمد الشامي , قال

عنه الأزدي : كذاب .

487 " ما على أحدكم إذا أراد أن يتصدق لله صدقة تطوعا أن يجعلها عن والديه إذا كانا

مسلمين فيكون لوالديه أجرها و له مثل أجورهما بعد أن لا ينقص من أجورهما شيء "

.

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 700 ) :

$ ضعيف .

رواه ابن سمعون الواعظ في " الأمالي " ( 1 / 54 / 1 ) و محمد بن سليمان الربعي

في " جزء من حديثه " ( 212 / 2 ) و ابن عساكر في " حديث أبو الفتوح عبد الخلاق

( ورقة 236 / 1 من مجموع الظاهر 92 ) من طريق عبد الحميد ابن حبيب , أنبأنا

الأوزاعي عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده # مرفوعا .

و هذا إسناد ضعيف , عبد الحميد بن حبيب هو كاتب الأوزاعي , قال البخاري و غيره

: ليس بالقوي , و رواه ابن مخلد في " المنتقى من أحاديثه " ( 2 / 88 / 1 ـ 2 )

عن عباد بن كثير عن عمرو بن شعيب به , و عباد هذا متهم فلا قيمة لمتابعته .

و قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 193 ) :

رواه الطبراني في الأوسط بسند ضعيف دون قوله : إذا كانا مسلمين .

و ذكر الهيثمي ( 3 / 139 ) أن في سند الطبراني خارجة بن مصعب الضبي , قال :

و هو ضعي

488 " هزوا غرابيلكم بارك الله فيكم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 700 ) :

$ لا أصل له .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " ( 2 / 196 ) : و ما يروونه عن النبي

صلى الله عليه وسلم : لما قدم إلى المدينة خرجن بنات النجار بالدفوف و هن يقلن

: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع

إلى آخر الشعر , فقال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث , فمما لا

يعرف عنه صلى الله عليه وسلم , و ضرب الدف في الأفراح صحيح , فقد كان على عهده

صلى الله عليه وسلم .

489 " إذا اشتد كلب الجوع فعليك برغيف و جر من ماء القراح , و قل : على الدنيا

و أهلها مني الدمار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 701 ) :

$ موضوع .

عزاه السيوطي في " الجامع " لابن عدي و البيهقي في الشعب عن أبي هريرة و تعقبه

الشارح المناوي بقوله : و فيه الحسين بن عبد الغفار , قال الدارقطني : متروك ,

و الذهبي : متهم , و أبو يحيى الوقار , قال الذهبي : كذاب .

قلت : أبو يحيى هذا اسمه زكريا بن يحيى , قال ابن عدي في ترجمته من الكامل : (

148 / 1 ) , يضع الحديث , و أخبرني بعض أصحابنا عن صالح جزرة أنه قال : حدثنا

أبو يحيى الوقار و كان من الكذابين الكبار , ثم قال ابن عدي :

و له أحاديث موضوعات كان يتهم الوقار بوضعها , و الصالحون قد وسموا بهذا الاسم

أن يرووا أحاديث في فضائل الأعمال موضوعة بواطل , و يتهم جماعة منهم بوضعها . و

قال في ترجمة الحسين بن عبد الغفار ( 98 ) : حدث بأحاديث مناكير .

و تناقض المناوي ففي " الفيض " أعله بما تقدم , و في " التيسير " قال : إسناده

ضعيف .

قلت : و قد وجدت للحديث طريقا أخرى عن أبي هريرة ليس فيها متهم بالوضع , و هو

الحديث الآتى عقب هذا , و ليس فيه : و قل : " على الدنيا و أهلها مني الدمار "

و إنما فيه : " و على الدنيا و أهلها الدمار " , فهذا إخبار , و الأول إنشاء

و أمر , و لا يخفى الفرق بينهما .

490 " يا أبا هريرة إذا اشتد الجوع فعليك برغيف و كوز من ماء , و على الدنيا

و أهلها الدمار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 702 ) :

$ ضعيف .

أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( ورقة 14 / 1 ـ من مجموع الظاهرية 82 )

و أبو بكر بن السني في " كتاب القناعة " ( ورقة 237 / 1 ) من طريق كثير بن واقد

, ( و قال أبو بكر : عيسى بن واقد البصري ) عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن #

أبي هريرة # مرفوعا .

و كثير بن واقد , أو عيسى بن واقد , لم أجد من ذكره , و رواه الديلمي ( 4 / 266

) عنه فسماه عيسى بن موسى و لم أعرفه أيضا و قد تابعه الماضي بن محمد عن محمد

بن عمرو به إلا أنه قال : " على الدنيا و أهلها مني الدمار " أي باللفظ الذي

قبله أخرجه ابن السني و ابن عدي في ترجمة الماضي هذا ( 6 / 20425 ) و قال :

مصري منكر الحديث و عامة ما يرويه لا يتابع عليه و لا أعلم روى عنه غير ابن وهب

و قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 442 ) عن أبيه : لا أعرفه و الحديث الذي رواه

باطل و هو منكر الحديث كما قال ابن عدي , و قد روي الحديث بإسناد موضوع و بلفظ

مغاير لهذا بعض الشيء , و هو الذي قبله .

491 " نهى عن بيع و شرط " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 703 ) :

$ ضعيف جدا .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " ( 18 / 63 ) حديث باطل ليس في شيء من

كتب المسلمين و إنما يروى في حكاية منقطعة , و قال فيها أيضا ( 29 / 132 ) , و

في ( 3 / 326 ) : يروى في حكاية عن أبي حنيفة و ابن أبي سلمة و شريك , ذكره

جماعة من المصنفين في الفقه , و لا يوجد في شيء من دواوين الحديث , و قد أنكره

أحمد و غيره من العلماء , ذكروا أنه لا يعرف , و أن الأحاديث الصحيحة تعارضه ,

و أجمع العلماء المعروفون من غير خلاف أعلمه أن اشتراط صفة في المبيع و نحوه

كاشتراط كون العبد كاتبا أو صانعا , أو اشتراط طول الثوب أو قدر الأرض و نحو

ذلك , شرط صحيح .

قلت و قد أشكل هذا على بعض الطلبة في المدينة المنورة فذكر ما أخرجه الحاكم في

" علوم الحديث " ( ص 128 ) بأسانيد له عن عبد الله بن أيوب بن زاذان الضرير قال

: حدثنا محمد بن سليمان الذهلي قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال :

قدمت مكة , فوجدت بها أبا حنيفة , و ابن أبي ليلى , و ابن شبرمة فسألت أبا

حنيفة فقلت : ما تقول في رجل باع بيعا و شرط شرطا ? قال : البيع باطل و الشرط

باطل .

ثم أتيت ابن أبي ليلى , فسألته ? فقال : البيع جائر , و الشرط جائز

فقلت : يا سبحان الله ثلاثة من فقهاء العراق اختلفتم علي في مسألة واحدة فأتيت

أبا حنيفة فأخبرته , فقال : ما أدري ما قالا , حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن

جده أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع و شرط , البيع باطل و الشرط باطل .

ثم أتيت ابن أبي ليلى , فأخبرته , فقال : ما أدري ما قالا , حدثني هشام بن عروة

عن أبيه عن عائشة قالت : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أشتري بريرة

فأعتقها . البيع جائز , و الشرط باطل . ثم أتيت ابن شبرمة , فأخبرته , فقال :

ما أدري ما قالا , حدثني مسعر بن كدام عن محارب بن دثار عن جابر قال : بعت من

النبي صلى الله عليه وسلم ناقة , و شرط لي حملانها إلى المدينة .

البيع جائز و الشرط جائز .

أقول : و لا إشكال في هذا , لأن السند مداره على ابن زاذان , و هو شديد الضعف ,

لقول الدارقطني فيه : متروك . و شيخه الذهلي , لم أعرفه .

و من هذا الوجه أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 264 / 4521 ) .

ثم لو صح السند بذلك إلى أبي حنيفة , لم يصح حديثه , لما هو معروف من حال أبي

حنيفة رحمه الله في الحديث , كما سبق بيانه ( ص 536 , 625 ) و لذلك استغرب

حديثه هذا الحافظ ابن حجر في " بلوغ المرام " ( 3 / 20 - بشرحه سبل السلام )

و عزاه للطبراني أيضا في " الأوسط " و استغربه النووي أيضا و حق لهم ذلك ,

فالحديث محفوظ من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ :

" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرطين في بيع .... " .

أخرجه أصحاب السنن , و الطحاوي , و غيرهم , و هو مخرج في " الإرواء " ( 1305 )

.

فهذا هو أصل الحديث , وهم أبو حنيفة رحمه الله في روايته إن كان محفوظا عنه ,

و الله أعلم .

492 " سلوا الله عز وجل من فضله , فإن الله يحب أن يسأل , و أفضل العبادة انتظار

الفرج " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 705 ) :

$ ضعيف جدا .

رواه الترمذي ( 4 / 279 ) و ابن أبي الدنيا في " القناعة و التعفف " ( ج 1 ورقة

106 / 1 من مجموع الظاهرية 90 ) و عبد الغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء "

( 89 / 2 ) من طريق حماد بن واقد قال : سمعت إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق

الهمداني عن أبي الأحوص عن # ابن مسعود # مرفوعا , و قال الترمذي :

هكذا روى حماد بن واقد هذا الحديث , و حماد ليس بالحافظ , و روى أبو نعيم هذا

الحديث عن إسرائيل عن حكيم بن جبير عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم ,

و حديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح .

قلت : و حكيم بن جبير أشد ضعفا من ابن واقد فقد اتهمه الجوزجاني بالكذب و إذا

كان الأصح أن الحديث حديثه فهو حديث ضعيف جدا .

و الشطر الأخير من الحديث رواه البزار و البيهقي في " الشعب " و القضاعي من

حديث أنس , و قال الهيثمي في " المجمع " ( 18 / 147 ) بعد أن عزاه للأول :

و فيه من لم أعرفه .

493 " نهى أن يركب ثلاثة على دابة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 706 ) :

$ ضعيف .

روي من حديث جابر : قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 109 ) : رواه الطبراني في

" الأوسط " و فيه سليمان بن داود الشاذكوني و هو متروك .

قلت : لأنه كان يكذب كما تقدم , لكن روى الحديث بإسناد خير من هذا , فقال أبو

بكر بن أبي شيبة في " كتاب الأدب " ( 1 / 153 / 1 ) : حدثنا عبد الرحيم بن

سليمان عن إسماعيل عن الحسن عن مهاجر بن قنفذ قال : كنا نتحدث معه إذ مر ثلاثة

على حمار فقال للآخر منهم : انزل لعنك الله قال , فقيل له : أتلعن هذا الإنسان

? قال : فقال : قد نهينا أن يركب الثلاثة على الدابة .

و إسماعيل هو بن مسلم البصري المكي و هو ضعيف , ثم روى ابن أبي شيبة بإسناد

صحيح عن زاذان أنه قال كذا رأى ثلاثة على بغل فقال : لينزل أحدكم فإن رسول الله

صلى الله عليه وسلم لعن الثالث .

و هذا مرسل صحيح الإسناد , لأن زاذان و هو أبو عبد الله الكندي ثقة من رجال

مسلم , و قد صح ركوبه صلى الله عليه وسلم على الدابة و أمامه عبد الله بن جعفر

, و خلفه الحسن أو الحسين رواه مسلم , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 2312 )

فإن صح النهي حمل على الدابة التي لا تطيق , و ذلك من باب الرفق بالحيوان و قد

صح في ذلك الكثير الطيب انظر المجلد الأول من " الصحيحة " .

494 " رب عابد جاهل , و رب عالم فاجر , فاحذروا الجهال من العباد , و الفجار من

العلماء , فإن أولئك فتنة الفتناء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 707 ) :

$ موضوع .

رواه بن عدي في الكامل ( ورقة 33 ـ 34 من مخطوطة ظاهرية دمشق رقم 364 ـ حديث )

و من طريقه ابن عساكر في المجلس الرابع عشر في " ذم من لا يعمل بعلمه " ( ورقة

56 وجه 1 ـ 2 من مجموع الظاهرية رقم 77 ) و في " التاريخ " ( 3 / 154 / 2 ) من

طريق بشر بن إبراهيم قال : حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن

# أبي أمامة # مرفوعا , و قال ابن عساكر : تفرد به بشر هذا .

قلت : و هو وضاع , و قال ابن عدي : إنه منكر الحديث عن الثقات و الأئمة , ثم

ساق له أحاديث و قال : إنها بواطيل , و ضعها بشر .

قلت : و هذه أحدها , ثم قال : و هو عندي ممن يضع الحديث على الثقات , و قال ابن

حبان : كان يضع الحديث , ثم رواه ابن عدي ( 400 / 1 ) في ترجمة محفوظ بن بحر

عنه عن عمر بن موسى عن خالد بن معدان به دون قول " فإن أولئك .. " , و قال :

منكر , عن خالد بن معدان و الراوي عنه عمر بن موسى و يقال له : ابن وجيه ,

ضعيف .

قلت : و هو ممن يضع الحديث كما تقدم مرارا , و محفوظ هذا قال أبو عروبة : كان

يكذب , لكن قال ابن عدي عقبه : و ليس هذا من قبل محفوظ كأنه يشير إلى أن المتهم

به هو ابن وجيه هذا و بشر بن إبراهيم , و هذا الحديث مما أورده السيوطي في

كتابه " الجامع الصغير " و من عجيب أمره أنه ذكره من رواية ابن عدي الذي ساقه

في ترجمة هذا الوضاع , ثم سكت السيوطي عن هذا كله ! .

495 " من حج من مكة ماشيا حتى يرجع إلى مكة كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة , كل

حسنة مثل حسنات الحرم , قيل : و ما حسنات الحرم ? قال : لكل حسنة مائة ألف حسنة

" .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 709 ) :

$‏ضعيف جدا .

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 169 / 1 ) و في " الأوسط " ( 1 / 112 / 2 )

و الدولابي في " الكنى " ( 2 / 13 ) و الحاكم ( 1 / 461 ) و البيهقي ( 10 / 78

) من طريق عيسى بن سوادة عن إسماعيل بن أبي خالد عن زاذان عن # ابن عباس

#مرفوعا , و قال الطبراني : لم يروه عن إسماعيل إلا عيسى .

قلت : و هو ضعيف جدا , و أما الحاكم فقال : صحيح الإسناد , و رده الذهبي بقوله

: ليس بصحيح , أخشى أن يكون كذبا , و عيسى قال أبو حاتم : منكر الحديث .

قلت : و تمام كلام أبي حاتم كما في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 277 ) :

ضعيف , روى عن إسماعيل بن أبي خالد عن زاذان عن ابن عباس عن النبي صلى الله

عليه وسلم حديثا منكرا .

قلت : كأنه يعني هذا ... , و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 108 )

و قال : رواه ابن خزيمة في " صحيحه " و الحاكم كلاهما من رواية عيسى بن سوادة و

قال الحاكم : صحيح الإسناد , و قال ابن خزيمة : إن صح الخبر , فإن في القلب من

عيسى بن سوادة شيئا , قال الحافظ المنذري : قال البخاري : هو منكر الحديث .

قلت : ففي قول البخاري هذا إشارة إلى اتهامه و أنه لا تحل الرواية عنه كما سبق

التنبيه عليه مرارا , و انظر الصفحة الآتية ( 118 ) و قد أفصح بذلك ابن معين

فقال فيه : كذاب , رأيته , ثم وجدت له متابعا , فقال أبو علي الهروي في الأول

من الثاني من " الفوائد " ( 9 / 2 ) : حدثنا سليمان بن الفضل بن جبريل حدثنا

محمد بن سليمان حدثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد به , إلا أنه أوقف

الشطر الأخير منه على ابن عباس , و هو : " بكل حسنة مائة ألف حسنة " .

و هذا سند واه , سليمان بن الفضل بن جبريل لم أجد له ترجمة , و لعله الذي في

" الكامل " لابن عدي ( 161 / 1 ) : سليمان بن الفضل عن ابن المبارك قال ابن عدي

: رأيت له غير حديث منكر , و قال أيضا : ليس بمستقيم الحديث . والله أعلم .

496 " إن للحاج الراكب بكل خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة , و الماشي بكل خطوة

يخطوها سبعمائة حسنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 710 ) :

$ ضعيف .

أخرجه الطبراني في الكبير ( 3 / 165 / 2 ) و الضياء في " المختارة " ( 204 / 2

) من طريق يحيى بن سليم عن محمد بن مسلم الطائفي عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن

جبير عن # ابن عباس # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف , يحيى بن سليم و محمد بن مسلم ضعفهما أحمد و غيره ,

و قد اضطرب أحدهما في إسناده فمرة رواه هكذا و مرة قال : إبراهيم بن ميسرة بدل

إسماعيل بن أمية , أخرجه الأزرقي في " أخبار مكة " ( ص 254 ) و كذا الضياء من

طريق الطبراني , و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 354 ) و مرة قال :

إسماعيل بن إبراهيم , رواه البزار كما في " المجمع " ( 3 / 209 ) و مرة أخرى

أسقطه فقال : عن محمد بن مسلم الطائفي عن سعيد بن جبير , ذكره ابن أبي حاتم في

" علل الحديث " ( 1 / 279 ) و قال : قال أبي : محمد بن مسلم عن سعيد بن جبير ,

مرسل , و هذا حديث يروي عن ابن سيش رجل مجهول , و ليس هذا بحديث صحيح .

و رواه ابن عدي ( ق 226 / 1 ) من طريق عبد الله بن محمد القدامي حدثنا محمد بن

مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة عن سعيد بن جبير به , و لفظه : " من حج راكبا

كان له بكل خطوة حسنة , و من حج ماشيا كان له بكل خطوة سبعين حسنة من حسنات

الحرم , قال : قلت : و ما حسنات الحرم ? قال : الحسنة بمائة ألف " و قال :

عبد الله بن محمد القدامي عامة حديثه غير محفوظ و هو ضعيف .

قلت : و جملة القول : أن الحديث ضعيف , لضعف راويه , و اضطرابه في سنده و متنه

و كيف يكون صحيحا و قد صح أنه عليه الصلاة و السلام حج راكبا , فلو كان الحج

ماشيا أفضل لاختاره الله لنبيه صلى الله عليه وسلم , و لذلك ذهب جمهور العلماء

إلى أن الحج راكبا أفضل كما ذكره النووي في " شرح مسلم " , و راجع رسالتي " حجة

النبي صلى الله عليه وسلم كما رواها عنه جابر رضي الله عنه " ( ص 16 ) من

الطبعة الأولى , و التعليق ( 16 ) من طبعة المكتب الإسلامي .

و في الحديث عند ابن أبي حاتم , و أبي نعيم زيادة في آخره تقدمت في الحديث الذي

قبله , و قد روى بإسناد آخر مختصرا أيضا و هو :

497 " للماشي أجر سبعين حجة , و للراكب أجر ثلاثين حجة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 712 ) :

$ موضوع .

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 111 ـ 112 ) عن محمد بن المحصن العكاشي

حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن عبد الواحد بن قيس سمعت # أبا هريرة # يقول :

" قدم على النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من مزينة و جماعة من هذيل و جماعة من

جهينة فقالوا : يا رسول الله خرجنا إلى مكة مشاة , و قوم يخرجون ركبانا , فقال

النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره , و قال : لم يروه عن إبراهيم إلا محمد .

قلت : و هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم نسب إلى جده الأعلى , و هو كذاب و قد مضى

غيره مرة , و قال الهيثمي ( 3 / 209 ) : و هو متروك , و قد روى الحديث بلفظ آخر

و هو الذي قبله .

498 " صائم رمضان فى السفر كالمفطر فى الحضر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 713 ) :

$ منكر .

رواه ابن ماجه ( 1 / 511 ) و الهيثم بن كليب في " المسند " ( 22 / 2 ) و الضياء

في " المختارة " ( 1 / 305 ) من طريق أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن

عبد الرحمن عن أبيه # عبد الرحمن بن عوف # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف و له علتان :

الأولى : الانقطاع لأن أبا سلمة لم يسمع عن أبيه كما في " الفتح " .

الثانية : أسامة بن زيد في حفظه ضعف , و قد خالفه الثقة و هو ابن أبي ذئب فرواه

عن الزهري ابن شهاب به موقوفا .

رواه النسائي ( 1 / 316 ) و الفريابي في " الصيام " ( 4 / 70 / 1 ) من طرق عنه

و لذلك قال البيهقى في " السنن " ( 4 / 144 ) .

و هو موقوف , و في إسناده انقطاع , و روى مرفوعا و إسناده ضعيف .

نعم رواه أبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني عن ابن أبي ذئب به مرفوعا , لكن

أبا قتادة هذا متروك , و في الطريق إليه آخر ضعيف أخرجه الخطيب ( 11 / 383 ) .

و قد رواه النسائي من طريق ابن أبي ذئب عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف

عن أبيه موقوفا أيضا , و إسناده صحيح , فهذا يؤيد خطأ من رفعه عن

عبد الرحمن بن عوف , و قد ذكر الضياء أن الدارقطني أيضا صحح وقفه على

عبد الرحمن .

499 " الصبر نصف الإيمان و اليقين الإيمان كله " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 714 ) :

$ منكر .

رواه ابن الأعرابي في " معجمه " ( 56 / 2 ) و تمام الرازي ( 9 / 138 / 1 )

و أبو الحسن الأزدي في " المجلس الأول من المجالس الخمسة " ( 16 - 17 ) و أبو

نعيم في " الحلية " ( 5 / 34 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 13 / 226 ) و القضاعي

في " مسنده " ( 6 ب / 2 ) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب عن محمد بن خالد

المخزومي عن سفيان الثوري عن زبيد الأيامي عن أبي وائل عن # ابن مسعود # مرفوعا

, و قال أبو نعيم و الخطيب : تفرد به المخزومي عن سفيان بهذا الإسناد .

قلت : و المخزومي هذا , قال الذهبي في " الميزان " :

قال ابن الجوزي : مجروح , قلت , له عن الثوري .... مرفوعا : اليقين الإيمان كله

, و هذا المتن ذكره البخاري تعليقا في كتاب الإيمان , و لم يقل فيه : قال النبي

صلى الله عليه وسلم .

و قال الحافظ في " اللسان " : قال أبو علي النيسابوري : هذا حديث منكر لا أصل

له من حديث زبيد و لا من حديث الثوري , و قال في " الفتح " ( 1 / 41 ) :

هذا التعليق طرف من أثر وصله الطبراني بسند صحيح , و بقيته : و الصبر نصف

الإيمان , و أخرجه أبو نعيم و البيهقي في الزهد من حديثه يعني ابن مسعود و لا

يثبت رفعه .

قلت : و يعقوب بن حميد فيه ضعف من قبل حفظه و به أعل الحديث المناوي و هو قصور

بين , ثم ذكر عن البيهقي أنه قال : و المحفوظ عن ابن مسعود من قوله غير مرفوع .

500 " ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته , و لا آخرته لدنياه حتى يصيب منهما جميعا ,

فإن الدنيا بلاغ إلى الآخرة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 715 ) :

$ باطل .

رواه الخطيب في كتاب " تلخيص المتشابه في الرسم " ( ج 13 ورقة 136 / 1 ) من

طريق محمد بن هاشم البعلبكي حدثني أبي هاشم بن سعيد عن يزيد بن زياد البصري

و كان يسكن صور عن حميد الطويل عن # أنس بن مالك # مرفوعا .

و من هذا الوجه رواه ابن عساكر في " تاريخه " ( 18 / 143 / 1 ) و زاد في آخره .

" و لا تكونوا كلا على الناس " و من طريق ابن عساكر فقط أورده السيوطي في

" الجامع الصغير " , و ذكر في كتابه " الحاوي للفتاوي " ( 2 / 201 ) أنه

رواهالديلمي أيضا من هذا الوجه .

قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , و آفته يزيد هذا و هو الدمشقي و يقال فيه :

ابن أبي زياد , و هو متهم , قال البخاري : منكر الحديث , و كذا قال أبو حاتم ,

و قال مرة : ضعيف الحديث , كأن حديثه موضوع .

قلت : و قد جزم أبو حاتم في حديث آخر يزيد هذا أنه موضوع , و سيأتي بعد حديثين

, و قد اشتهر عن البخاري أنه قال :

كل من قلت فيه : منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه نقله الذهبي في " الميزان " (

1 / 5 ) .

فالحديث بهذا الإسناد واه جدا .

و قد وهم الشيخ عبد الحي الكتانى في " الترابيب الإدارية " حيث ذكر فيه ( 1 /

10 ) أن السيوطي صحح حديث ابن عساكر هذا في " الحاوي " و هذا خطأ فاحش , فلم

يصححه السيوطي في الموضع الذي سبقت الإشارة إليه من الحاوي , فإن كان صححه في

مكان آخر منه و هذا بعيد فهو وهم من السيوطي نفسه رحمه الله , و كم له من مثل

ذلك , ثم رأيت الحديث قد رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 124 - 125 ) من

طريق الوحاظي عن يزيد بن زياد الدمشقي به و قال : و قال أبي : هذا حديث باطل ,

ثم وجدت ليزيد متابعا , فقال أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 197 ) حدثنا

أبي حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد حدثنا أبو بكر محمد بن عيسى حدثنا أبو اليمان

الحكم بن نافع حدثنا سعيد بن كثير عن حميد به , و هذه متابعة قوية فإن سعيد بن

كثير هذا و هو ابن عفير المصري ثقة من رجال الشيخين , و لكن في الطريق إليه من

يسرق الحديث و هو محمد بن أحمد بن يزيد و هو السلمي , قال ابن عدي :

يسرق الحديث ,و مثله شيخه محمد بن عيسى و هو الطرسوسي , قال ابن عدي :

و هو في عداد من يسرق الحديث , و عامة ما يرويه لا يتابعونه عليه

قلت : فهو أو السلمي آفة هذا السند فلا يفرح بهذه المتابعة .

و الحديث في نسخة نبيط بن شريط الموضوعة ( برقم 22 ) .

و قد روى موقوفا , أخرجه ابن شاهين في " الفوائد " ( ورقة 1 / 2 ) و ابن عساكر

( 4 / 155 / 1 ) من طريق شمر بن عطية قال : قال حذيفة ... فذكره نحوه موقوفا .

و هذا إسناد منقطع بين شمر و حذيفة , لأن شمرا إنما يروي عن أبي وائل و نحوه من

التابعين , لكن رواه المعافى بن عمران في " الزهد " ( ق 255 / 1 ) و القاسم

السرقسطي في " غريب الحديث " ( 2 / 59 / 1 ) و ابن عساكر عن محمد بن قيس عن

عمرو بن مرة قال : قال حذيفة ... فذكره نحوه , بيد أنه يبدو أنه منقطع أيضا بين

عمرو و حذيفة , و هذا الموقوف مع ضعفه أولى من المرفوع لشدة ضعف إسناد المرفوع

و لقول الإمام أبي حاتم فيه : حديث باطل , و قديما قالوا :

إذ قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام .

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج2. باقي صحيح السيرة النبوية تحقيق الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.}

  ج2. صحيح السيرة {ج2. باقي صحيح السيرة النبوية  تحقيق  الشيخ الألباني مراجع ومدقق {من 130. الي234.} صفحة رقم -130 - قال : قلت : من غف...