السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

السبت، 10 فبراير 2024

ج4.ابن ابي حاتم{ علل الحديث لابن أبي حاتم

 

ج4.ابن ابي حاتم{ علل الحديث لابن أبي حاتم

 

   بِسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيم وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّد وآله وصحبه وسلَّم الجُزْءُ الرابعُ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ عَلَى عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِيالصَّلاَةِ والزَّكَاةِ (1) 473 - قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتِم الرَّازي (2) : وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبو (4) مُصعَب (5) ، عن عبد العزيز ابن عِمران، عَنِ ابْنِ أخي الزُّهْري (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ (7) ، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يقرأُ فِي غزوة تَبوك فِي ركعَتَي الفجر: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، و: {} ؟ _________ (1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) ، واتفق النص في (ف) مع (أ) ما عدا قوله: «يشتمل على» فوقع بدله في (ف) : «في» ، ولم يرد في (ش) إلا قوله: «علل أخبار رويت فِي الصَّلاة والزَّكاة» . (2) في (أ) : «الرازي رحمه» ، أراد الترحُّم عليه فلم يكتب لفظ الجلالة. ومن قوله: «قال: أخبرنا ... » إلى هنا من (أ) و (ش) فقط. (3) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «سألت» ، والأصل أن تكون العبارة: «قال: سألت» ، فحُذِفَ «قال» ؛ وحَذْفُ القولِ كثيرٌ في العربية؛ حتى قال أبو علي الفارسي: «حَذْفُ القولِ مِنْ حَدِيثِ البَحْرِ؛ قُلْ ولا حَرَجَ!» . انظر "مغني اللبيب" (ص596) . (4) قوله: «أبو» سقط من (أ) و (ش) . (5) هو: أحمد بن أبي بكر الزهري. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (12/218 رقم13123) ، وفي "الأوسط" (7792) . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلاَّ ابن أخيه، ولا عن ابن أخي الزهري إلاَّ عبد العزيز بن عمران، تفرد به أبو مصعب» . (6) هو: محمد بن عبد الله بن مسلم. (7) هو: سالم بن عبد الله بن عمر. (2/406) قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 474 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ (2) ، عَنْ أَشْعَثَ بنِ سَوَّار، عَنْ بُكَير بْنِ الأخْنَس، عَنْ حَنَش (3) بْنِ المُعتَمِر، عَنْ وَابِصَةَ بنِ مَعْبَد، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ صلَّى (4) خلفَ الصَّفِّ وحدَهُ ... ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ بعضُ الكوفيِّين عَنْ أَشْعَث، عَنْ بُكَير، عَنْ وابِصَة، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: أَمَّا عمرُ فمحلُّه الصِّدْقُ، ولولا [تدليسُهُ] (5) لحكَمنا (6) ؛ إذْ جاء بالزِّيادة (7) ، غَيْرَ أنَّا نخافُ أن يكونَ أَخَذَهُ عَن غير ثقة. وأَشْعَثُ هُوَ أَشْعَث (8) . قلتُ: حَنَشٌ أدرَكَ وابِصَةَ؟ _________ (1) هذه المسألة متأخرة في (أ) و (ش) عن المسألة التالية رقم (475) . ونقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/285/مخطوط) . وتقدَّمت هذه المسألة برقم (281) ، وانظر المسألة رقم (271) . (2) هو: المقدَّمي. (3) في (ت) و (ك) : «حفش» . (4) في المسألة رقم (271) و (281) : «أن رجلا صلَّى خلفَ الصفِّ وحدَهُ» . (5) في (أ) و (ت) و (ش) و (ف) : «تدلسه» ، والمثبت من (ك) و"الجرح والتعديل" (6/125) . (6) في الموضع السابق من "الجرح والتعديل": «لحكمنا له» ، وهو أجود. (7) وجاء بالزيادة أيضًا يزيد بن هارون وحفص بن غياث، فروياه عن أشعث بن سوَّار، بزيادة حنش بن المعتمر؛ وتقدَّم تخريج روايتهما في المسألة رقم (281) . (8) في المسألة رقم (281) : « ... وَأَشْعَثُ هُوَ أَشْعَثُ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي أَنَّهُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ» ، وفي "الجرح والتعديل" (6/125) : «سألت أبي عنه [أي: عن عمر بن المقدَّمي] ؟ فقال: محلَّه الصدْقُ، ولولا تدليسُهُ، لحكمنا له؛ إذَا جاء بزيادةٍ؛ غير أنَّا نخاف بأن يكون أخذه عَن غير ثقة» . (2/407) قَالَ: لا أُبعِدُه. 475 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (2) ، عَنِ الضَّحَّاك بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) (4) جَالِسًا فِي المسجِد وَنَحْنُ مَعَهُ؛ إِذْ (5) جَاءَ ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبة، فَدَخَلَ المَسْجِدَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ، فَقَالَ: أَيُّكُم مُحَمَّدٌ؟ قَالُوا: هَذَا رسولُ الله (ص) ، قَالَ: إِنِّي سائلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، ومُغَلِّظٌ عَلَيْكَ! أَنْشُدُكَ بِرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ وَرَبِّ مَنْ بَعْدَكَ، آللهُ أرسلكَ إِلَى النَّاس؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ عَادَ عَلَيْهِ المسألةَ (6) ؛ قَالَ: آللهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْمُرَ النَّاسَ بالصَّلواتِ (7) الخمسِ في اللَّيل والنَّهار؟ قَالَ نَعَمْ ... وذكَرَ الحديثَ؟ _________ (1) هذه المسألة متقدمة في (أ) و (ش) على المسألة التي قبلها رقم (474) . (2) قوله: «أَبِي عَن حَدِيثٍ رَوَاهُ ابْنُ أبي فديك» مكرر في (ف) . وابن أبي فديك هو: محمد بن إسماعيل بن مسلم. وروايته على هذا الوجه ذكرها ابن منده في "الإيمان" (1/273) . وأخرجها النسائي في "سننه" (2094) من طريق أبي عمارة الحارث، عن أبيه، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن سعيد المقبري به. (3) هو: سعيد بن أبي سعيد. (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «كان النبي (ص) » . (5) في (ت) : «إذا» . (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: أعاد عليه المسألةَ، فإن لم تكن همزة «أعاد» سقطت من النساخ، فإن نصب «المسألة» هنا يتوجه على النصب على نزع الخافض، والتقدير: ثم عاد عليه بالمسألة، أي: رجع عليه بها، حُذِفَ الخافض، فانتصب ما بعده. وقد تقدم التعليق على نزع الخافض في المسألة رقم (12) . (7) في (أ) و (ف) : «بالصَّلاة بالصلوات» ، وكذا في (ش) ، وضُرِبَ على قوله: «بالصَّلاة» . (2/408) فقال (1) أَبِي: هَذَا وَهَمٌ (2) ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ اللَّيْث (3) عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ شَريك بن عبد الله بْنِ أَبِي نَمِر، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبَهُ (4) . 476 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرَّزاق (5) ، عن ابن جُرَيج (6) ، عن عبد الملك، عن أنس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِلْقُرْآن ِ. قلتُ لأبي: مَنْ عبدُالملك هذا؟ قال: مجهول (7) . _________ (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» . (2) نقل ابن حجر في "الفتح" (1/150) حكم أبي حاتم على رواية الضحاك بن عثمان هذه بالوهم. (3) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (63) . (4) قال الدارقطني في "العلل" (8/150 رقم1470) : «يختلف فيه على سعيد المقبري، فروي عن عبيد الله بن عمر، وعن أخيه عبد الله، وعن الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ المقبري، عن أبي هريرة، ووهموا فيه على سعيد، والصَّواب: ما رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أبي نمر، عن أنس بن مالك. وقال يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ: عن اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ المقبري. وقد سمعه الليث من المقبري، وهو صحيح عنه» . (5) هو: ابن همَّام الصَّنعاني وروايته في "مصنفه" (3810) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/163 رقم12665) . (6) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (7) وقال ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (5/376 رقم1759) : عبد الملك: روى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبي (ص) : «يؤمُّ القومَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ عز وجل» ، روى عنه ابن جريج، سألت أبي عنه؟ فقال: مجهول. اهـ. (2/409) 477 - وسمعتُ أَبِي: حدَّثنا عُبَيْس (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا حاتِم (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف (3) ، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ الكِنَاني (4) ؛ قَالَ: سمعتُ السَّائِبَ بْن يَزِيدَ يَقُولُ: جَمَعَ عمرُ ابنُ الخطَّابِ الناسَ فِي رمضانَ عَلَى أُبَيِّ بْن كعب. قَالَ أَبِي: قال عُبَيْس: عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ، وأخطأَ؛ إنما هو: محمد بن يوسف بن عبد الله (5) ، فأخبرتُهُ فلم يَرْجِعْ. 478 - وسألتُ (6) أبي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيْد بْنُ (7) سَعِيدٍ (8) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيم الطَّائِفي، عَنْ إسماعيلَ بنِ أُميَّة وعُبَيدِاللهِ بنِ عمر، عن _________

  (1) هو: عُبَيس بن مرحوم. (2) هو: حاتِم بن إسماعيل. (3) قوله: «قَالَ: حَدَّثَنَا حاتم، عَنْ مُحَمَّدِ بن يوسف» سقط من (ف) . (4) كذا في جميع النسخ! وصوابه: «الكندي» كما في "تهذيب الكمال" (27/49) ، و"التقريب" (6454) ، مع مراعاة تصويب أبي حاتم الآتي. (5) أخرجه هكذا الإمام مالك في "الموطأ" (1/115 رقم251) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف، عَنْ السائب بن يزيد أنَّه قال: «أمر عمر بن الخطاب أُبَيَّ بن كعب وتميمًا الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة» . ومن طريق الإمام مالك أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/469) ، وفي "فضائل الأوقات" (126) ، و"معرفة السنن والآثار" (4/43) . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7730) ، وابن أبي شيبة (7670) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (2/713 و716) من طرق عن محمد بن يوسف به. (6) نقل العراقي في "طرح التثريب" (2/245) حكم أبي حاتم على هذا الحديث. (7) قوله: «سويد بن» مكرر في (ت) بسبب مجيئه في آخر الورقة (112) وبداية الورقة التالية (113) . (8) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1036) . (2/410) نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: رخَّص رسولُ الله (ص) لِلنِّسَاءِ فِي التَّصفيق فِي الصَّلاة، وللرِّجال فِي التَّسبيح؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) . 479 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ (3) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم، عَنْ عَطَاءٍ (4) ، عَنْ أبي واقِد (5) ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إنَّا أَنْزَلْنَا المَالَ لإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادٍ (6) أَحَبَّ أنْ يَكُونَ لَه _________

  (1) قال الدارقطني في "العلل" (8/340 رقم1610) : «يرويه إسماعيل بن أمية، واختُلِف عنه، فرواه يحيى بن سليم الطائفي مرة عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عطاء، عن أبي هريرة، ومرة عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وحديث عطاء عن أبي هريرة أصح» . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (643) و (1817) . (3) روايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص322-323) ، وأبو بكر بن أبي شيبة في "المسند" - كما في "إتحاف المهرة" (16/327) - والإمام أحمد في "المسند" (5/218-219 رقم21906) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/59) ، وأبو عوانة في "الزكاة" - كما في "إتحاف المهرة" (16/327) - والطبراني في "المعجم الكبير" (3/247 رقم 3300 و3301) ، وفي "الأوسط" (2446) ، وأبو بكر القطيعي في "جزء الألف دينار" (176) ، والبيهقي في "الشعب" (9796 و9797) . وأخرجه والطبراني في "االكبير" (3/247 رقم3302) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، عن زيد بن أسلم، به. (4) هو: ابن يسار. (5) هو: الليثي، مشهور بكنيته. (6) في (ت) و (ك) : «وادي» ؛ بإثبات الياء، وهو صحيحٌ فصيحٌ، وانظر التعليق على المسألة رقم (146) . (2/411) ُ وَادِيان ِ، وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيان ِ أحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ ثَالِثًا (1) ، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إلاَّ التُّرَابُ، وَيَتوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ؟ قَالَ أَبِي: روى هَذَا الحديثَ ابنُ أَبِي فُدَيْك (2) ، عن ربيعة بن _________ (1) كذا في جميع النسخ، بنصب ثالثًا، ونحوه في "شعب الإيمان" وكان حقُّه الرَّفْعَ؛ لأنَّه إما فاعلُ «يَكُون» إذا كانت تامَّةً، أو اسمٌ لها مؤخَّر إذا كانت ناقصة، وقد جاءت هذه الكلمة بالرفع على الجادَّة في كثير من مصادر التخريج، ووردت الجملةُ بتمامها في بعض مصادر التخريج بألفاظ أخرى كلُّها موافقة للمشهور من لغة العرب. لكنَّ ما وقع عندنا وفي "الشعب" يخرَّج على وجوه: أحدها: أن التقدير: أحبَّ أن يكون [وادٍ] له ثالثًا؛ فـ «أن يكون» مفعولُ «أحبَّ» ، وفاعل «يكون» أو اسمها: ضمير يعود إلى «الوادي الآخَرِ» المفهومِ من السياق، و «ثالثًا» - على ذلك - إما حالٌ من الاسم المرفوع بـ «يكون» ، أو خبرٌ عنها، وهو على الإعرابين منصوبٌ. والثاني: أنه نصب على توهم أنه خبر «يكون» لتأخُّره لفظًا. وانظر التعليق على المسألة رقم (1853) . والثالث: أنَّ «واديًا» فاعل «يكون» أو اسمٌ لها، لكنَّه جاء منصوبًا اكتفاءً بالقرينة المعنوية؛ فإنَّ العرب قد يحملها ظهورُ المعنى والعِلْمُ بأنَّ السامع لا يجهل المراد: إلى نَصْبِ ما حقُّهُ الرفع، ورفعِ ما حقُّه النصب؛ كقولهم: خَرَقَ الثوبُ المسمارَ، وكَسَرَ الزجاجُ الحجرَ. وانظر في الكلام على نصب الفاعل ورفع المفعول اكتفاءً بالقرينة المعنوية: "شرح التسهيل" (2/132-133) ، و"شرح الأشموني" (2/142) ، و"شرح ابن عقيل" (1/485) ، و"مغني اللبيب" (ص662-663) ، و"همع الهوامع" (2/6-7) . = ... والرابع: إنْ لم تكن هناك روايةٌ محفوظة في ضبط «يكون» يجب المصير إليها، فإنه يمكنُ - لغةً - أن تُضْبَطَ هنا بتشديد الواو من «كوَّن» مضعَّفًا، فتكون العبارة هكذا: «أحبَّ أن يُكَوِّنَ له ثالثًا» ، والجملةُ على هذا مستقيمةٌ لفظًا ومعنًى. والله أعلم. (2) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (3/248 رقم3303) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1442) من طريق أحمد بن صالح، عنه، به. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7014) من طريق أحمد بن الفرج، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم، عن أبي المرواح، به مرسلاً. ليس فيه ذكر «أبي واقد» . وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10281- دار الكتب العلمية) من طريق أبي الأزهر، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، عَنِ أبي مرواح، به. وقال البيهقي: «كذا وجدته في كتابي، والصواب: عن أبي مرواح، عن أبي واقد الليثي، ورواية هشام [تحرفت إلى: "همام"] بن سعد أصح وكذلك رواه عبد الله بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي واقد» . (2/412) عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي مُرَاوِح (1) ، عَنْ أَبِي (2) وَاقِدٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ وحديثُ هِشَامٍ أشبَهُ (3) . 480 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا رَأَى رَجُلا مُغَيَّرَ الخَلْقِ، خَرَّ ساجِدًا شُكْرًا للَّه، وَإِذَا رأى القِرْدَ، خَرَّ _________ (1) هو: الغفاري، ويقال: الليثي، المدني، مشهور بكنيته. (2) من قوله: «فديك ... » إلى هنا سقط من (ك) . (3) ذكر الدارقطني في "العلل" (6/298-299 رقم1153) رواية هشام بن سعد وربيعة بن عثمان، ثم قال: «وحديث هشام بن سعد أشبه بالصَّواب» . (4) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/205/مخطوط) حكم أبي حاتم على هذا الحديث. (5) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (3/136) ، والطبراني في "الأوسط" (4541) ، وابن عدي في "الكامل" (7/155) من طريق عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، عنه به. وأخرجه الخرائطي في "فضيلة الشكر" (ص54) فقال: حدثنا محمد بن جابر الضرير، قال: حدثنا محمد بن السكن الشمشاطي قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الحلبي، عن يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النبي (ص) كان إذا رأى صاحب بلاء خرَّ ساجدًا» . (2/413) ساجِدًا للَّه (1) ، وَإِذَا قَامَ مِنْ مَنامِه، خَرَّ ساجِدًا للَّه (2) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ. 481 - وسألتُ (3) أبي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ بِشْر بْن الْحَكَمِ (4) ، عَنْ مالك ابن سُعَير، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) أمرَ (5) ببناء المساجِد فِي الدُّور؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُروى عَنْ عُروَة، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) (7) . _________ (1) قوله: «لله» ليس في (ف) . (2) من قوله: «وإذا رأى القرد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ. (3) نقل مغلطاي هذا النص في "شرح ابن ماجه" (4/1263) . (4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (758) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1294) . وأخرجه أبو داود في"سننه" (455) ، وابن ماجه (759) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4698) ، وابن حبان في "صحيحه" (1634) من طريق زائدة بن قدامة. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/279 رقم 26386) - ومن طريقه العقيلي في "الضعفاء" (3/309) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/439) - والترمذي في "جامعه" (594) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (556) ، وابن عدي في "الكامل" (5/83) ، والبغوي في "شرح السنة" (499) من طريق عامر بن صالح، عن هشام بن عروة، به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/309) من طريق قُرَّان بن تمام، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الفرافصة مرفوعًا. (5) في (ت) و (ك) : «مر» ، وكتب ناسخ (ك) فوقها: «كذا» . (6) كذا بحذف ألف تنوين الاسم المنصوب جريًا على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (7) أخرجه من هذا الوجه مرسلاً ابن أبي شيبة في "المصنف" (7443) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/309) من طريق وكيع، والترمذي في "جامعه" = = (595) من طريق وكيع وعبدة بن سليمان، وفي (596) من طريق سفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن هشام ابن عروة، به. ليس فيه ذكر عائشة. وقال الترمذي: «هذا أصحُّ من الحديث الأول» . وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (5/ل36/أ) ، وذكر أنه يرويه جماعة عن هشام بن عروة، منهم الثوري، وزائدة بن قدامة، وعبد الله بن المبارك، وابن عيينة، ومالك بن سعير، وغيرهم، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، ثم قال: «والصَّحيح عن جميع من ذكرنا وعن غيرهم: عن هشام، عن أبيه، مرسلاً عن النبي (ص) . وقيل: عن قُرَّان [في الأصل: حران] بن تمام، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الفرافصة، عن النبي (ص) ، ولا يصحُّ» . اهـ. (2/414) 482 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد ابن الجَرَّاح (1) ، عَنْ شَرِيك (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنِ التَّمِيمي (4) ، عَنِ البَرَاء؛ قال: رأيتُ رسولَ الله (ص) إِذَا سَجَدَ، خَوَّى (5) حَتَّى يُرَى (6) بياضُ إِبْطَيْهِ؟ _________ (1) في (أ) : «داود بن الحراج» غير منقوطة الجيم، وفي (ش) : «داود بن الجراج» . وروايته لم نقف عليها. لكن الحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/228) وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق النفيلي، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أبي إسحاق، عن التميمي؛ الذي قد يحدث بالتفسير عن ابن عباس قال: أتيت النبي (ص) من خلفه فرأيت بياض إبطيه وهو مجخ وفرَّج يديه» . والذي يبدو لنا أن في المطبوع من "المستدرك" و"سنن البيهقي" سقطًا فإنَّ الحاكم قال قبل روايته لهذا الحديث: «ورواه زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن أربد التميمي، عن البراء، عن ابن عباس؛ أخبرناه أبو بكر محمد بن المؤمل، ثنا الفضل ابن محمد الشعراني، ثنا النفيلي ... » ، ثم ذكر الحديث كما تقدم ولم يذكر فيه البراء، وهو كذلك بدون ذكر البراء عند البيهقي، لكن أخرجه البغوي في "مسند ابن الجعد" (2510) عن عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ زُهَيْرِ، عن أبي إسحاق قال: رأيت البراء ينعت لنا السجود فقال: يلزق إليتي الكف بالأرض، قال: ورفع البراء عجيزته. (2) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (4) هو: أَرْبِدَةُ - ويقال: أربد - له ترجمة في "تهذيب الكمال" (291) . (5) أي: جافى بطنَهُ عن الأرض؛ كما في "النهاية" (2/90) . وقال العسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/233) : «خوَّى: الخاء معجمة، والواو مشددة، معناه: رفع عجيزته، وتجافى عن الأرض» . (6) في (أ) : «نرى» ، وفي (ك) : «ترى» . (2/415) قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ (1) . 483 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ عَبَّاسٍ (3) الخلاَّل، عَنْ يحيى _________ (1) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/421) عن يونس ابن محمد المؤدب، وابن أبي شيبة في "المصنف" (2650) عن أسود بن عامر، والإمام أحمد في "المسند" (4/303 رقم18701) عن أبي كامل مظفر ابن مدرك، وأبو داود في "سننه" (896) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق الربيع ابن نافع، والنسائي في "سننه" (1104) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (646) من طريق علي بن حجر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/231) من طريق يحيى الحماني، والبغوي في "الجعديات" (2114) من طريق محرز بن عون، والروياني في "المسند" (280) من طريق معلى بن منصور، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق سعيد بن سليمان، جميعهم عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن البراء، به. وأخرجه النسائي في "سننه" (1105) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (647) ، والحاكم في "المستدرك" (1/227-228) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق النضر بن شميل، عن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ البراء، أن النبي (ص) كان إذا صلى جخَّى. وعند بعضهم: «جخ» . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/290) من طريق الحسن بن عمارة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، به. وللحديث طرق أخرى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ في صفة السجود بألفاظ مختلفة. (2) نقل قول أبي حاتم ابنُ كثير في "إرشاد الفقيه" (1/237) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/93/مخطوط) ، و"تحفة المحتاج" (1/610) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/264) ، و"إتحاف المهرة" (16/201-202) ، و"تهذيب التهذيب" (2/77) ، وانظر المسألة رقم (1026) . (3) في (ش) : «عَيَّاش» . وهو: عباس بن الوليد الخلاَّل. = = وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1565) عنه، به. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (6/332-333) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/115) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (11/312) من طريق عبد الله بن أبي داود، عن العباس بن الوليد، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4673) عن أبي زرعة الدمشقي؛ عبد الرحمن بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْن صالح الوحاظي، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأوزاعي إلاَّ سلمة بن كلثوم، تفرَّد به يحيى بن صالح» . (2/416) بْنِ صَالِحٍ الوُحَاظِي، عَنْ سَلَمة بْنِ كُلثوم، عَنِ الأوزاعيِّ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) صلَّى عَلَى جِنَازة، فكبَّر عَلَيْهَا أَرْبَعًا، ثُمَّ أَتَى قَبْرَ الميِّت، فَحَثَا عَلَيْهِ مِنَ قِبَلِ رأسِه ثَلاثًا (2) . قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ (3) . _________ (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) قوله: «ثلاثًا» ليس في (ك) . (3) نقل ابن عبد البر في "التمهيد" (6/333) عقب رواية هذا الحديث عن ابن أبي داود قوله: «ليس يُرْوَى عن النبي (ص) حديثٌ صحيحٌ أنه كبَّر على جِنازة أربعًا، إلا هذا، ولم يروه إلا سلمة بن كلثوم، وهو ثقة، من كبار أصحاب الأوزاعي. قال: وإنَّما يروى عن النبي (ص) من وجه ثابت أنَّه كبر على قبر أربعًا، وأنَّه كبر على النَّجاشي أربعًا، وأمَّا على جنازة أربعًا هكذا فلا، إلاَّ حديث سلمة بن كلثوم هذا» . وذكر ابن كثير في الموضع السابق من "إرشاد الفقيه" هذا الحديث، ثم قال: «رواه ابن ماجه بإسناد لا بأس به، لكن قال أبو حاتم الرازي: هذا حديث باطل» . وقال ابن الملقن في الموضع السابق من "البدر المنير": «إسناده لا بأس به، وخالف أبو حاتم الرازي فقال: إنه حديث باطل» . وذكر ابن حجر في الموضع السابق من "التلخيص الحبير" قول أبي حاتم، ثم قال: «قلت: إسناده ظاهره الصحة ... » ، ثم ذكره من رواية ابن ماجه، ثم قال: «ليس لسلمة بن كُلثوم في "سنن ابن ماجه" وغيرها إلا هذا الحديث الواحد، ورجاله ثقات ... » ، ثم ذكر أن ابن أبي داود رواه في "كتاب التفرُّد"، وذكر عبارته التي نقلها المزي، ثم قال ابن حجر: «فهذا حكمٌ منه [أي: من ابن أبي داود] بالصحَّة على هذا الحديث، لكن أبو حاتم إمام لم يحكم عليه بالبطلان إلا بعد أن تبيَّن له، وأظن العلَّة فيه عنعنة الأوزاعي، وعنعنة شيخه، وهذا كله إن كان يحيى بن صالح هو الوحاظي شيخ البخاري، والله أعلم» . اهـ. والذي يظهر لنا - والله أعلم - أن أبا حاتم حكم على هذا الحديث بالبطلان بسبب تفرُّد سلمة بن كلثوم به عن الأوزاعي، وهو ممن لا يُحتمل تفرُّده؛ لكونه مقلًّا غير مشهور، والأوزاعي إمام مكثر له تلاميذ لازموه، ولم يرووا عنه هذا الذي رواه سلمة. (2/417) 484 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ هِشَامِ ابن عمَّار (2) ، عَنِ الدَّرَاوَرْدي (3) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ فِي ركعَتَي المَغرِب بِـ {المص *} (4) . قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَل (5) . _________ (1) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (4/54) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/214/مخطوط) ، ونقل ابن رجب في "فتح الباري" (4/428) قول أبي حاتم فقط. (2) لم نقف على رواية هشام بن عمَّار هذه. والحديث أخرجه النسائي في "سننه" (991) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/392) من طريق بقية بن الوليد وأبي حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قرأ في صلاة المغرب بسورة الأعراف فرَّقها في ركعتين. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3362) من طريق بقية بن الوليد وحده، عن شعيب، به. (3) هو: عبد العزيز بن محمد. (4) يعني: سورة الأعراف. (5) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . ولم نقف على هذه الرواية المرسلة، وقد اختلف على هشام في هذا الحديث على وجوه أخرى غير المذكورة هنا، فقد أخرج البخاري هذا الحديث في "صحيحه" (764) من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بن ثابت. وذكر الترمذي في "العلل الكبير" (108) هذا الحديث من رواية محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ وزيد بن ثابت، وذكر أنه سأل محمد بن إسماعيل البخاري = = عنه؟ فقال: «الصحيح: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن أبي أيوب، أو زيد بن ثابت. هشام بن عروة يشكُّ في هذا الحديث» . قال الترمذي: «وصحَّح [يعني البخاري] هذا الحديث عن زيد بن ثابت» . وذكر الدارقطني في "التتبع" (160) رواية البخاري السابقة، ثم قال: «ورواه هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، واختُلِف عليه: فقال أبو حمزة، وابن أبي الزناد: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مروان؛ كقول ابن أبي مليكة، وقال يحيى القطان، والليث بن سعد، وحماد بن سلمة، وغيرهم: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن زيد أنه قال لمروان، مرسلاً، وكذلك قال عمرو بن الحارث عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عن زيد بن ثابت» . اهـ. وقال في"العلل" (1144) : «يرويه هشام ابن عروة، واختُلِف عنه: فقال محمد بن عبد الرحمن الطفاوي: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي أيوب وزيد، وخالفه أصحاب هشام؛ منهم: عبدة بن سليمان، ومحمد بن بشر، ووكيع، وغيرهم، فقالوا: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي أيوب، أو زيد بن ثابت، وهو الصَّحيح عن هشام، فإنه كان يشكُّ في هذا الحديث. والصَّحيح من هذا الحديث: زيد بن ثابت، ولم يسمعه عروة منه، إنما سمعه من مروان، عن زيد بن ثابت؛ بيَّن ذلك ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، عن عروة؛ قال: أخبرني مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بن ثابت» . اهـ. وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/247) : «وعند النسائي من رواية أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زيد بن ثابت: أنه قال لمروان: أبا عبد الملك! أتقرأ في المغرب بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَ {إنا إعطيناك الكوثر} ؟ وصرَّح الطحاوي من هذا الوجه بالإخبار بين عروة وزيد، فكأن عروة سمعه من مروان، عن زيد، ثم لقي زيدًا فأخبره» . اهـ. ولما نقل ابن دقيق العيد هذا النص في الموضع السابق من "الإمام" قال: «وفيما قاله ابن أبي حاتم نظر! فقد ذكرنا من جهة النسائي رواية هذا الحديث موصولاً من غير جهة هشام والدراوردي» . اهـ. (2/418) 485 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأوزاعيُّ (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ (3) مُحَمَّدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ المُتَخَلِّفُونَ عَنْ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ ... ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ أَبَانُ (4) وشَيْبانُ (5) ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ محمد بن إبراهيم، عن يُحَنَّس (6) ، عَنْ عائِشَة، والصَّحيحُ عِنْدِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (7) ، عَن عِيسَى، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أشبَهُ عِنْدِي: عن يُحَنَّس، وأخافُ أنَّ: «عِيسَى» إِنَّمَا صُحِّفَ فيه، وأراد: يُحَنَّس. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: إِنَّ مُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ (8) رَوَى عَنْ أبانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم، عن عيسى؟ _________ (1) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1339) ، وانظر المسألة (515) . (2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (796) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/101) . (3) في (ش) : «بن» بدل: «عن» . (4) هو: ابن يزيد العطَّار. وروايته على هذا الوجه لم نقف عليها، وستأتي من طريق مسلم بن إبراهيم عنه مثل رواية الأوزاعي. (5) هو: ابن عبد الرحمن النَّحْوي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3356) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/80 رقم24506) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (386) . (6) هو: ابن أبي موسى، ويقال: ابن عبد الله، القرشي، الأسدي، المدني. (7) من قوله: «عن يُحَنَّس ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ. (8) هو: الأزدي، الفراهيدي. وروايته أخرجها النسائي في "السنن الكبرى" (387) . (2/420) قَالَ: أخافُ أَنْ يَكُونَ غَلِطَ مسلمٌ؛ حدَّثنا أَبُو سَلَمة (1) ، عَنْ أبانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ ابن إبراهيم، عن يُحَنَّس (2) ؛ وَهَذَا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ مُسْلِمٍ. 486 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرزاق بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ حُمَيد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عبد الله ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ أَحَدِكُم إلى المَسْجِد ِ، فَلْيَأذَنْ لَهَا؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ (3) حُمَيد، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (4) ، عن النبيِّ (ص) (5) . 487 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بن موسى (6) ، عن _________ (1) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذكي. (2) في (ك) : «محيسر» . (3) قوله: «عن» ليس في (ت) و (ك) . (4) قوله: «عن ابن عمر» سقط من (ش) . (5) ومن هذا الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم وأبو زرعة أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2213) من طريق الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن نمير، قال: سمعت الزُّهري، قال: أخبرني حُمَيد بن عبد الرحمن، به. والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (873 و5238) ، ومسلم (442) من طرق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه، به. (6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/310 رقم22643) ، والدارمي في "مسنده" (1367) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (663) ، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (150) ، وابن المنذر في "الأوسط" (3/174) ، والطبراني في "الكبير" (3/242 رقم3283) ، وفي "الأوسط" (8179) ، والدارقطني في "العلل" (8/15) ، وفي "الأفراد" (281/أ/أطراف الغرائب) ، والحاكم في "المستدرك" (1/229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/385-386) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/227) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/53) . (2/421) الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأوزاعيِّ (1) ، عن يحيى (2) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذي يَسْرِقُ (3) صَلاَتَهُ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا الحَكَم بْنُ مُوسَى! وَلا أعلمُ أَحَدًا رَوَى عَنِ الوليدِ هذا الحديثَ غَيْرهُ (4) _________ (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) هو: ابن أبي كثير. (3) في (ف) : «يسرق من» ، واللفظان في مصادر التخريج. (4) وكذا قال الطبراني في "الأوسط" عقب رواية الحديث، والدارقطني في "العلل" (6/141) مسألة رقم (1033) ، وروى الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/227) ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/54) عن عثمان بن سعيد الدارمي قال: قدم علي بن المديني بغداد فحدثه الحكم بن موسى بحديث أبي قتادة: «إن أسوأ الناس سرقة ... » فقال له عليٌّ: لو غيرك حدَّث به كنَّا نصنع به، أي لأنك ثقة، ولا يرويه غير الحكم. ولكن يرد ذلك رواية أبي جعفر السويدي الآتية، وقال الخطيب عقب رواية الحكام السابقة: «وقد تابع الحكم أبي جعفر السويدي فرواه عن الوليد بن مسلم» . وقال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/53) : «وتابع الحكم عليه أبو جعفر محمد بن النوشجان السويدي؛ فرواه عن الوليد كذلك، وخالف الوليد عبد الحميد بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الْعِشْرِينَ فرواه عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . (2/422) (1) ، وَقَدْ عارَضَهُ (2) حديثٌ حدَّثنَاه هشامُ بنُ عمَّار (3) ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بن حبيب ابْنُ أَبِي العِشْرين، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً ... (4) . قلتُ لأَبِي: فأيُّهما (5) أشبَهُ عِنْدَكَ؟ قَالَ: جَمِيعًا مُنكَرَينِ (6) ؛ لَيْسَ لواحدٍ مِنْهُمَا معنًى. قلتُ: لِمَ؟ _________ (1) قوله: «غيره» يجوز فيه الرفع والنصب؛ وقد سئل ابن الحاجب عن إعراب «غير» في قولهم: «هذا الحديثُ لا نَعْلَمُ أحدًا رَوَاهُ عن فلان غَيْرُ َ فلان» ، أيُنْصَبُ «غير» أم يرفع؟ - وهو نحو مما وقع عندنا - فأجاب بما نصُّه: «إنْ جَعَلْتَ "نَعْلَمُ" متعدِّيًا إلى مفعولَيْن، أحدهما: "أحدًا"، والثاني: "رواه" - كما تقول: ما أظنُّ أحدًا رواه عن فلان، وهو الظاهر - فالفصيحُ الرفعُ على البدل من الضميرِ المرفوعِ المستترِ في "رواه" العائدِ على "أحد"؛ لأنَّه المنفيُّ في "لا نعلم"، ويجوز نَصْبُهُ على الاستثناء، وهي قراءة ابن عامر [كذا] ، ولا يجوز أن يرفع على أنه فاعل "رواه"؛ لأنَّ في "رواه" ضميرَ فاعلٍ عائدًا على "أحد"؛ فلا يستقيمُ أن يُرْفَعَ به فاعلٌ آخر. وإن جعلتَ "نَعْلَمُ" بمعنى "نَعْرِفُ» المتعدِّي إلى واحد، كان "رواه" صفةً له؛ كأنَّك قلت: لا نعرفُ روايًا غَيْرَ فلان - تعيَّن النصب بدلاً أو استثناءً؛ كقولك: ما أكرمتُ أحدًا راويًا غَيْرَ زيد، لا يجوز في "غَيْر" إلا النَّصْب» . اهـ. ذكر ذلك السيوطي في "عقود الزبرجد" (1/72) ، ثم قال: «نقلته من خط ابن الضائع في "تذكرته"، وهو نقله من خط ابن الحاجب» . (2) أي: عارضه في إسناده، وأما المتن فواحدٌ. (3) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه " (1888) ، والطبراني في "الأوسط" (4655) ، والحاكم في = = "المستدرك" (1/229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/386) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/410) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/54) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة، إلاَّ ابن العشرين» . (4) من قوله: «الذي يسرق صلاته....» إلى هنا سقط من (ك) . (5) في (ف) : «أيهما» . (6) كذا في جميع النسخ «منكرين» بالياء قبل النون، والجادَّة أن يكون بالألف «منكران» ؛ خبرًا لمبتدأ محذوف، والتقدير: «قال: هما جميعًا منكران» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهَيْنِ في العربية ذكرناهما في التعليق على قوله: «فقال أبي: جميعًا صحيحين» ، في المسألة رقم (25) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (759) . (2/423) قَالَ: لأنَّ حديثَ ابْنِ أَبِي العِشْرين لَمْ يَرْوِ (1) أحدٌ سِوَاهُ، وَكَانَ الوليدُ صنَّف "كِتَابَ الصَّلاة"، وليس فيه هذا الحديثُ. وقال (2) أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَتَّاب؛ قَالَ: حدَّثني أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (3) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيدي (4) ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، كَمَا رَوَاهُ الحَكَم بْنُ مُوسَى. قِيلَ (5) لأَبِي زُرْعَةَ: مَنِ السُّوَيدي؟ قَالَ: رجلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا (6) . _________ (1) أي: لم يَرْوِهِ، وحُذِفَ ضمير المفعول به. انظر التعليق على المسألة رقم (24) . (2) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. (3) روايته أخرجها في "المسند" (5/310 رقم22642) . (4) في حاشية (أ) عُلِّق على هذا الموضع بما نصُّه: «أبو جعفر السُّويدي اسمه: محمد ابن النّوشَجان» . (5) في (ف) : «قلت» . (6) قال عثمان بن سعيد الدارمي: قدم عليُّ بن المديني بغداد، فحدثه الحكم بن موسى بحديث أبي قتادة: «إن أسوأَ الناس سَرِقَةً ... » ، فقال له علي: لو غيرك حدث به كنا نصنع به - أي: لأنك ثقة -! ولا غير الحكم» . انظر "تاريخ بغداد" (8/227) . وقال الدارقطني في "الأفراد" (281/أ/أطراف الغرائب) : «غريب من حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عبد الله، عن أبيه، وغريب من حديث الأوزاعي، عنه، تفرد به الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم» . وقال في "العلل" (6/141 رقم1033) : «تفرد به الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وخالفه هشام بن عمار، فرواه عن ابْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، ويشبه أن يكون حديث أبي هريرة أثبت، والله أعلم» . وانظر "العلل" (8/15 رقم 1379) . (2/424) 488 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ النُّعمان بْنُ المُنذِر (2) ، عَنْ مَكْحول، عَنْ عَنبَسَة، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ؟ فَقَالَ أَبِي: لِهَذَا الْحَدِيثِ عِلَّة؛ رَوَاهُ (3) ابنُ لَهِيعَة (4) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحول، عَنْ مَوْلًى لِعَنبَسَة بْنِ أَبِي سُفْيان، عَنْ عَنبَسَة، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: هَذَا دليلٌ أنَّ (5) مَكْحُولً (6) لَمْ يَلْقَ عَنبَسَةَ (7) ، وَقَدْ أفسَدَهُ _________ (1) انظر المسألة رقم (288) و (372) و (401) . (2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/36) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (1269) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1191 و1192) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/232-233 رقم441 و442) و (23/236 رقم458) ، وفي "الأوسط" (3083 و3162) ، وفي "مسند الشاميين" (1263 و3633) ، والحاكم في "المستدرك" (1/302) ، وتمام في "فوائده" (379/الروض البسام) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/472) بلفظ: «مَن حافَظَ على أربع رَكْعات قبل الظهر، وأربع بعدها حرمه الله على النار» . (3) في (أ) و (ش) : «روى» ، وفي (ف) : «ورواه» ، والمثبت من (ت) و (ك) . (4) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/326 رقم26772) ، والطبراني في "الكبير" (23/236 رقم 457) . وقد اختلف على سليمان بن موسى في هذا الحديث اختلافًا كثيرًا. (5) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «أن» . (6) كذا في النسخ، وله ثلاثة وجوه: الأوَّل: أنْ يكون اسم «أنَّ» منصوبًا «مكحولً» ، وحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . والثاني والثالث: أن «مكحولٌ لم يَلْقَ عنبسةَ» جملة اسمية، وهي خبر «أنَّ» مثقلة أو «أنْ» مخففة، واسمها ضمير الشأن محذوف، وانظر المسألة رقم (854) . (7) جزم هشام بن عمار، وأبو مُسْهِر، والبخاري، وأبو زرعة بأن رواية مكحول عن عنبسة مرسلةٌ. انظر تفصيل ذلك في "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص211-213) ، و"تحفة التحصيل" (ص515 - 518) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (81/أ) . (2/425) روايةُ ابنِ لَهِيعَة (1) . قلتُ لأَبِي: لِمَ حَكَمْتَ بِرِوَايَةِ ابْنِ لَهِيعَة، وقد عرفتَ ابنَ لَهِيعَة وكثرةَ أوهامِه؟ قال أبي: فِي رِوَايَةِ ابْنِ لَهِيعَة (2) زيادةُ رجل، ولو كان نُقصانَ _________ (1) في (أ) و (ش) : «وأفسده رواية ابن لهيعة» ، وكذا جاء بتذكير الفعل مع الفاعل المؤنَّث «رواية» . ووجهُهُ: أنَّ الفاعل مؤنَّثٌ غيرُ حقيقيِّ التأنيث، وهو «رواية ابن لهيعة» ، وفُصِلَ بفاصل من الفعل وهو هنا ضمير المفعول، وفي ذلك يجوز تذكير الفعل وتأنيثه، وإنْ كان التأنيثُ أرجح، فالجادَّة أن يقول: «وقد أفسدَتْهُ روايةُ ابن لهيعة» . وانظر "شرح شذور الذهب" (ص 200-203) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (224) . ووجه آخر: أنَّه حمل قوله: «رواية ابن لهيعة» على معنى «الحديث» ، وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، وهو باب واسع جدًّا في اللغة؛ لأنَّه ردُّ فرع إلى أصل، فكأنه قال: «وقد أفسَدَهُ حديثُ ابنِ لهيعة» . وانظر للحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) . ووجه ثالث: أنَّه ذكَّر «الرواية» لإضافتها إلى «ابن لهيعة» ، والمضاف يستفيد من المضاف إليه التذكير والتأنيث على تفصيل في ذلك، فكأنَّه قال هنا: وقد أفسدَهُ ابنُ لهيعة بروايته هذه. وانظر فيما يستفيده المضاف من المضاف إليه: التعليق على المسألة رقم (938) . (2) من قوله: «وقد عرفت ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ. (2/426) رجلٍ، كَانَ أسهلَ عَلَى (1) ابْنِ لَهِيعَة حِفْظُهُ (2) (3) . 489 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (5) ، عَنِ ابْن ثَوْبَان (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ سعدًا كَانَ يُوتِرُ بركعة؛ ويقول: ثلاثٌ أَحَبُّ إليَّ من واحدة، وخمسٌ أحبُّ إليَّ من ثلاث، وسبعٌ أحبُّ إليَّ من خمس، وما كَانَ أكثرَ فهو أحبُّ إليَّ؟ _________ (1) في (ك) : «لكان أسهل عن» . (2) لكن خالف ابن لهيعة: سويد بن عبد العزيز عند النسائي (1814 و1815) ، فرواه عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، به، وهذا يقوي رواية النعمان بن المنذر. وقد تابع النعمان عليه غير واحد، فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1724) - ومن طريقه ابن ماجه في "سننه" (481) - والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/37) ، والترمذي في "العلل الكبير" (54) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/130) من طريق الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ به مثل رواية النعمان. وقال الترمذي: «سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: مكحول لم يسمع من عنبسة، روى عن رجل، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ: مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثنتي عشرة ركعة. وَسَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ أم حبيبة فاستحسنه ورأيته كأنه عده محفوظًا» . (3) في حاشية (أ) عُلِّقَ على هذه المسألة بما نصه: «هذا فقه في التعليل» . (4) في هامش النسخة (أ) كتب عند هذه المسألة بخط مغاير كلمة: «وتر» . (5) لم نقف على روايته. وأخرجه الدارقطني في "سننه" (2/33) من طريق الأوزاعي وعلي بْن الْمُبَارَك، عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ثابت بن ثوبان: أن سعد بن أبي وقاص صلى العشاء، ثم أوتر بواحدة، فقال له رجل: يا أبا إسحاق ألم أرك أوترت بواحدة، قال: يا أعور وأنت تعلمني ديني. (6) هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوبان. (2/427) قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَروي إسماعيلُ بْن مُحَمَّدٍ، عَن عَمِّه (1) ، عَن سَعْد: أَنَّهُ كان يُوتِرُ بواحدة، وأمَّا ذِكْرُ الخَمْس والسَّبْع: فإنما يَروي إسماعيلُ بْن مُحَمَّدٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قولَهُ (2) . 490 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِريابي (4) ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (5) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أيُّوب، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: الوِتْرُ حَقٌّ؛ فَمَنْ شَاءَ أوْتَرَ بِثَلاثٍ، وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِخَمْسٍ. _________ (1) إسماعيل يروي عن عمَّيه عامر ومصعب ابني سعد بن = = أبي وقاص ح؛ كما في "تهذيب الكمال" (471) ، والمقصود هنا مصعب بن سعد؛ فقد أخرج عبد الرزاق في "المصنف" (4647) هذا الأثر من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سعد؛ قال: سمعت مصعب بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يقول لسعد: إنك توتر بركعة واحدة! قال: نعم، أخفف على نفسي، ثلاثٌ أحب إليَّ من واحدة، وخمسٌ أحب إليَّ من ثلاث، وسبعٌ أحبُّ إليَّ من خمس. كذا رواه عبد الرزاق! وقد أخرجه البيهقي في "سننه" (3/25) من طريق الحميدي، عن سفيان؛ حدثني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عن عمِّه مصعب بن سعد؛ قال: قيل لسعد: إنك توتر بركعة ... ، فذكره. فتبيَّن بهذا أنه سقط من رواية عبد الرزاق قوله: «قيل» ؛ لأن إسماعيل بن محمد لم يدرك جدَّه سعد بن أبي وقاص. فظهر من هذه الرواية أن ذكر الخمس والسبع صحيح في رواية إسماعيل بن محمد. (2) في (ك) : «وقوله» . (3) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/214) . وفي هامش النسخة (أ) كتب عند هذه المسألة بخط مغاير كلمة: «وتر» . (4) في (ك) : «العرياني» . والفريابي هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (1624) ، وابن ماجه في "سننه" (1190) ، والدارقطني (2/22) ، والحاكم في "المستدرك" (1/302) . (5) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2/428) ورواه عمر بن عبد الواحد، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) ؛ وَلَمْ يَذكُرْ أَبَا أيُّوب. قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ: مُرسَل، أَوْ متَّصل؟ قَالَ: لا هَذَا وَلا هَذَا، هُوَ مِنْ كَلامِ أَبِي أيُّوب. قَالَ (2) أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وقد (4) أخبَرَنَا العبَّاسُ ابنُ الْوَلِيدِ بْنِ [مَزْيَد] (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأوزاعيِّ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَى بكرُ بنُ وَائِلٍ (6) ، والزُّبَيديُّ (7) ، ومحمدُ بنُ أبي حَفْصة (8) ، _________ (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) . (2) في (أ) و (ش) : «وقال» . (3) قوله: «أبو محمد» ليس في (أ) و (ش) ، فالكلام فيهما إلى آخر المسألة من تتمة كلام أبي حاتم، والعباس بن الوليد من شيوخ أبي حاتم وأبي زرعة وابن أبي حاتم، كما في "الجرح والتعديل" (6/214) . (4) قوله: «وقد» ليس في (ت) و (ك) . (5) في جميع النسخ: «يزيد» ، عدا (ش) فإنها لم تظهر فيها، والتصويب من "الجرح والتعديل"، و"التقريب" (3209) . وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (1711) ، وابن حبان في "صحيحه" (2402) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/24) . ومن طريق النسائي رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (13/259) . (6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1422) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2666) ، والحاكم في "المستدرك" (1/303) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/22) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (13/258) ، وأبو الشيخ في "جزء من حديثه" (76/انتقاء ابن مردويه) . (7) اسمه: محمد بن الوليد. وروايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (2/23) ، والحاكم في "المستدرك" (1/302) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/307) و (14/333) . (8) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/261-262) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/148 رقم3967) ، والبيهقي (3/24) . (2/429) وسُفْيانُ بنُ حُسَيْنٍ (1) ، ووُهَيبٌ (2) ، عَنْ مَعْمَر، فَقَالُوا كلُّهم: عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) . وَأَمَّا مَنْ وَقَفَهُ: فَابْنُ عُيَينة (3) ، ومَعْمَرٌ - من رواية عبد الرزاق (4) - وشُعَيْبُ (5) بنُ أبي حمزة (6) . _________ (1) في (ك) : «حنين» بدل: «حسين» . وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (594) ، وابن أبي شيبة في "المسند" (6) ، وفي "المصنف" (6844) ، والإمام أحمد في"المسند" (5/418 رقم 23545) ، والدارمي (1623) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/291) ، والشاشي في "مسنده" = = (1111) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/147 رقم3963) ، والدارقطني في "سننه" (3/23) ، والحاكم في "المستدرك" (1/303) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/24) . (2) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/393) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/291) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/24) . وأخرجه الدارقطني في "سننه" (3/23) ، والحاكم في "المستدرك" (1/303) من طريق عدي بن الفضل، عن معمر، به. (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (6845) عنه، به. ورواه النسائي في "سننه" (1713) عن الحارث بن مسكين، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/291) عن يونس بن عبد الأعلى. وذكرها الدارقطني في "العلل" (7/100) من طريق الحميدي وقتيبة بن سعيد وسعيد بن منصور، جميعهم عن ابن عيينة به، موقوفًا. (4) روايته في "مصنفه" (4633) . ومن طريقه رواه ابن المنذر في "الأوسط" (5/182 رقم2654) . (5) في (ت) : «وشعير» ، وفي (ك) : «وسعير» . (6) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (3/27) . وممن رواه عن الزهري موقوفًا أيضًا: عبد الله بن بديل الخزاعي وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (594) ، وحفص بن غيلان وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (1712) . وقال ابن عدي في ترجمة ضبارة بن عبد الله من "الكامل" (4/102) : «وهذا ما أقل من رفعه عن الزهري! وإنما يرفعه سفيان بن حسين وبعض رواة الأوزاعي، عن الأوزاعي، ومن رواية ضبارة هذا عن دويد، عن الزهري. ورواه وهيب، عن معمر والنعمان ابن راشد، عن الزهري مرفوعًا أيضًا» . وذكر في (6/261-262) هذا الحديث من طريق محمد بن أبي حفصة عن الزهري مرفوعًا، وذكر بعده أن سفيان بن حسين رفعه أيضًا عن الزهري، ثم قال: «وروي عن الأوزاعي، عن الزهري مرفوعًا، ورواه وهيب عن مَعْمَرٌ وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزهري مرفوعًا أيضًا، والباقون يوقفونه» . وقال الدارقطني في"العلل" (6/98 رقم1005) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه في رفعه: فرواه بكر بن وائل، والأوزاعي، والزُّبَيدي، ومحمد بن أبي حفصة، وسفيان بن حسين، ومحمد بن إسحاق، عن الزهري مرفوعًا إلى النبي (ص) . ورواه أشعث بن سوار عن الزهري، فشَكَّ في رفعه. واختُلِف عن يونس: فرواه حَرْمَلَةُ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ يونس مرفوعًا، وخالفه ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْب، عَنْ عمِّه، عن يونس فوقفه. وتابعه عثمان بن عمر، عن يونس. واختُلِف عن معمر: فرفعه عدي بن الفضل عن معمر، ووقفه حماد بن يزيد وابن علية وعبد الأعلى وعبد الرزاق عنه: واختُلِف عن ابن عيينة: فرفعه محمد بن حسان الأزرق عنه، ووقفه الحميدي، وقتيبة، وسعيد بن منصور. والذين وقفوه عن معمر أثبتُ ممَّن رفعه» . (2/430) 491 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ يُونُسَ (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ (4) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ صَلاَةِ الجُمُعَةِ وَغَيْرِهَا، فَقَد أَدْرَكَ؟ _________ (1) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/86) . وستأتي هذه المسألة برقم (519) و (607) ، وانظر المسألة رقم (584) . (2) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (557) ، وابن ماجه في "سننه" (1123) ، وابن عدي في "الكامل" (2/76) ، والدارقطني في "سننه" (2/11) . (3) هو: ابن يزيد الأَيْلي. (4) هو: ابن عبد الله بن عمر. (2/431) قَالَ أَبِي (1) : هَذَا خطأٌ؛ الْمَتْنِ وَالإِسْنَادِ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلاَةٍ رَكْعَةً، فَقَد أَدْرَكَهَا (2) . وَأَمَّا قَوْلُهُ: مِن صَلاةِ الجُمُعَةِ ... ، فَلَيْسَ هَذَا فِي الحديث، فوَهِمَ في كِلَيهِما (3) . _________ (1) في المسألة رقم (519) قال أبو حاتم: «هذا حديث منكر» . (2) ومن هذ الوجه أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (1/10 رقم15) ، ومن طريقه أخرجه مسلم في "صحيحه" (607) ، وأخرجه مسلم أيضًا (607) من طرق أخرى عن الزهري، به. (3) قال الدارقطني في "العلل" (9/216 رقم1730) : «واختلف عن يونس فرواه ابن المبارك وعبد الله بن رجاء وابن وهب والليث بن سعد وعثمان بن عمر، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ على الصواب. وخالفهم عمر بن حبيب فقال: عن يونس بهذا الإسناد: "من أدرك الجمعة" فقال ذلك محمد بن ميمون الخياط عنه، ووهم في ذلك، والصواب: "من أدرك من الصلاة". ورواه بقية بن الوليد عن يونس، فوهم في إسناده ومتنه، فقال: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه: «من أدركَ من الجُمُعة ركعَة» ، والصَّحيحُ قول ابن المبارك ومن تابعه. اهـ. وقال الذهبي في "الميزان" (1/334) : رواه الثقات عن الزهري فقالوا: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، وما فيه: «مِن الجُمُعة» . اهـ. وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث خالف بقية في إسناده ومتنه. فأما الإسناد فقال: عن سالم، عن أبيه، وإنما هو عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة. وفي المتن قال: «من صلاة الجمعة» والثقات رووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة، ولم يذكروا الجمعة» . وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/526) رواية بقية هذه ثم قال: «فهذا منكر، وإنما يروي الثقات عن الزهري بعض هذا بدون الجمعة ... » . وقد اختلف على الزهري في هذا الحديث اختلافات كثيرة، ذكرها الدارقطني في "علله" في المسألة رقم (1730) . (2/432) 492 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ المُصَفَّى (2) ، عَنْ أَبِي ضَمْرَة (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عَوف، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى (4) الَّذينَ يُصَلُّونَ فِي الصُّفُوفِ الأُوَلِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ بهذا الإسناد؛ والصَّحيحُ (5) مَا رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (6) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان (7) ، عن إبراهيم بن عبد الله بْنِ حُنَيْن، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبيِّ (ص) (8) . 493 - وسألتُ (9) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأوزاعي (10) ، عن _________ (1) قال ابن رجب في "فتح الباري" (4/255) : «والصواب: إرسال إسناده، قاله أبو حاتم والدارقطني» . وانظر المسألة رقم (343) . (2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (999) ، والطبراني في "الأوسط" (6342) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/381) . (3) هو: أنس بن عِياض. (4) قوله: «على» سقط من (أ) . (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «الصحيح» بلا واو. (6) هو: عبد العزيز بن محمد. (7) هو: محمد. (8) قال الدارقطني في "العلل" (4/287 رقم570) : «يرويه محمد بن مصفًّى، وانفرد به عَنْ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، ووَهِمَ فيه، وإنما رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ محمد بن إبراهيم التيمي مرسلاً» . (9) في هامش النسخة (أ) عنون بخط مغاير لهذه المسألة بما نصه: «القراءة خلف الإمام» . (10) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها أبو يعلى (5861) ، وابن حبان في "صحيحه" (1850) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/158) . وفي "القراءة خلف الإمام" (322 و323 و324) من طرق عن الاوزاعي به، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1851) من طريق الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عن الزهري، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ ... الحديث. (2/433) الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَرَأَ النبيُّ (ص) فِي صلاةٍ (1) جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَلَمَّا سلَّم قَالَ: هَلْ قَرَأَ أحَدٌ مِنْكُمْ مَعِيَ آنِفًا؟ الْحَدِيثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ خالفَ الأوزاعيُّ أصحابَ الزُّهْريِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ الناسُ (2) عَنِ الزُّهْري؛ قال: سمعتُ ابن أُكَيْمَة (3) يحدِّثُ سعيدَ (4) بْنَ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) . _________ (1) في (ف) : «في صلاة الجمعة» . (2) منهم الإمام مالك في "الموطأ" (1/86 رقم193) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في"المسند" (2/301-302 رقم8007) ، وأبو داود في "سننه" (826) ، والترمذي في "جامعه" (312) ، والنسائي في "سننه" (919) . ومنهم سفيان بن عيينة، وروايته أخرجها الإمام أحمد في"المسند" (2/240 رقم 7270) ، وأبو داود في "سننه" (827) ، وابن ماجه (848) . ومنهم ابن جريج، وروايته أخرجها = = عبد الرزاق في "المصنف" (2796) ، والإمام أحمد في"المسند" (2/285 رقم7833) . ومنهم معمر، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2795) ، وابن ماجه في "سننه" (849) . (3) في جميع النسخ: «ابن أبي أكيمة» ، وهو خطأ. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (21/228) ، و"التقريب" (8527) . والحديث معروف من طريقه كما في التخريج السابق. (4) في (ف) : «يحدث عن سعيد» ، وكأنه ضُرب على قوله: «عن» . (5) قال الدارقطني في "العلل" (9/55 رقم1640) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه: فرواه مالك ومعمر ويونس والزبيدي وابن جريج وعبد الرحمن بن إسحاق والليث ابن سعد وابن أبي ذئب وابن عُيَيْنَةَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ ابن أُكَيمة، عن أبي هريرة، وخالفهم الأوزاعي؛ رواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة، ووَهِمَ فيه، وإنما هو: عن الزهري؛ قال: سمعتُ ابن أُكَيمة يُحَدِّثُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة، كذلك قال يونس وابن عيينة عن الزهري في حديثهما، وكذلك روي عَنِ النُعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة. ورواه عمر بن محمد بن صهبان، عن الزهري ووهم فيه وهمًا قبيحًا فقال: عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وعمر متروك» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/24) : «لم يختلف رواة "الموطأ" فيما علمت في هذا الحديث من أوله إلى آخره، وزاد فيه: روح بن عبادة عن مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قال: لا قراءة خلف الإمام فيما يجهر فيه الإمام. وقد رَوَاهُ بَعْضُ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) جعل في موضع ابن أكيمة: سعيد بن المسيب، وذلك وهم وغلط عند جميع أهل العلم بالحديث، والحديث محفوظ لابن أكيمة. وإنما دخل الوهم فيه عليه لأن ابن شهاب كان يقول في هذا الحديث: سمعت ابن أكيمة يحدث عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، فتوهم أنه لابن شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة. ولا يختلف أهل العلم بالحديث: أن هذا الحديث لابن شهاب عن ابن أكيمة، عن أبي هريرة. وأن ذكر سعيد بن المسيب في إسناد هذا الحديث خطأ لا شك عندهم فيه، وإنما ذلك عندهم؛ لأنه كان في مجلس سعيد بن المسيب، فهذا وجه ذكر سعيد بن المسيب لا أنه في الإسناد» . اهـ. (2/434) 494- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِكْرِمَة ابن عمَّار (1) ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عمَّار، عَنْ أَبِي أُمامَة؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إلى النبيِّ (ص) فَقَالَ (2) : أَقِمْ عَلَيَّ الحَدَّ! فَقَالَ: أَتَوَضَّأْتَ حِينَ أَقْبَلْتَ؟ ، قال (3) : نعم! قال (4) : وَصَلَّيْتَ مَعَنَا (5) ؟ ، قال: نَعَمْ (6) ! قَالَ: فَإِنَّ (7) اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ عَفَا عَنْكَ. _________ (1) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2765) . (2) في (ش) : «قال» . وفي هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة. (3) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «قلت» . (4) قوله: «قال» سقط من (ك) . (5) قوله: «معنا» سقط من (ف) . (6) من قوله: «قال: وصلَّيت ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال بصر الناسخ. (7) في (ت) و (ك) : «قال» بدل: «فإن» . (2/435) قلتُ لأَبِي: رَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ (1) ، عَنْ شَدَّاد أَبِي عمَّار، عَنْ واثِلَة، عن النبيِّ (ص) ؛ فأيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: الأوزاعيُّ (2) أعلمُ به؛ لأنَّ شَدَّادً (3) دِمَشقيٌّ وَقَعَ إِلَى الْيَمَامَةِ، والأوزاعيُّ مِنْ أَهْلِ بلدِهِ، والأوزاعيُّ أَفْهَمُ بِهِ، وأهلُ الْيَمَامَةِ يَروون عَنْهُ ثلاثةَ أَحَادِيثَ؛ يَقُولُونَ: عَنْ شَدَّاد، عَنْ أَبِي أُمامَة، أحدُها هَذَا. قلتُ: والآخَرَينِ (4) هما اللَّذَانِ رواهما الأوزاعيُّ (5) ؟ _________ (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروى هذا الحديث عنه الوليد بن مسلم واختلف عليه فأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (7271/الرسالة) عن محمود بن خالد، وابن حبان في "صحيحه" (1727) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم كلاهما عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: حدثنا الأوزاعي ... الحديث. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (311) من طريق محمد بن عبد الله بن ميمون، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/67 رقم 163) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، كلاهما عن الوليد، عن الأوزاعي، عن شداد بن عبد الله أَبِي عمَّار، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، به. (2) من قوله: «عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ واثلة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (3) كذا: «شدادً» بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (4) كذا بالياء في جميع النسخ، وكانت الجادَّة أن يقال: «والآخران» ، لكنْ قد يخرَّج ما في النسخ على الإمالة؛ فالأصل: «والآخرانِ» ، ثم أميلت الألف لانكسار النون بعدها، فكتبتْ ياءً، ولا تُنْطَقُ إلا ألفًا ممالة «والآخَرَينِ» ، وانظر الكلام على الإمالة في المسالة رقم (25) و (124) . (5) الأحاديث الثلاثة التي يرويها أهل اليمامة عن شداد أبي عمار هي: 1 - الحديث المذكور في هذه المسألة كما نصَّ عليه أبو حاتم، وقد أخرجه مسلم في "صحيحه" (2765) . 2 - حديث: «يا ابن آدمَ! إنَّك أن تَبذُلَ الفضلَ خيرٌ لك ... » . أخرجه مسلم (1036) . 3- حديث: جاء رجل إلى النبي (ص) فقال: أرأيتَ رجلاً غزا يلتمِسُ الأجرَ والذِّكر، مالَهُ؟ ... الحديث. أخرجه النسائي (3140) . وهذه الأحاديث الثلاثةُ من رواية عكرمة بن عمار اليمامي، عَنْ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي أُمامة. وثَمَّة حديثٌ رابع لم يذكره أبو حاتم، وهو: 4 - حديث: أنه (ص) قال في الحرورية: «كلاب النار» . أخرجه ابن خزيمة في الجهاد من "صحيحه"- كما في "إتحاف المهرة" (6/229 رقم6396) -، والحاكم في "المستدرك" (2/149) ، من طريق عكرمة بن عمار أيضًا، عَنْ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ. وأما الأوزاعي فإنه روى عَنْ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي أُمامة حديثين: 1 - الحديث المذكور في هذه المسألة، وفيه الاختلاف الذي عرضه ابن أبي حاتم، وبيَّنه النسائي في "السنن الكبرى" (7312-7316) . 2 - حديث: «من لَبِسَ الحريرَ في الدنيا لم يلبَسْه في الآخرة» . أخرجه مسلم (2074) . وأما الرواية عن شداد، عن غير أبي أمامة فتزيد عن اثنتين. (2/436) قالا (1) : هَذَا سِوى ذاك (2) ؛ غيرَ أن الوليد ابن مُسْلِم يحكي عَنِ الأوزاعيِّ، عَن شَدَّاد، عَن واثِلَة (3) . وروى عُمَر بن عبد الواحد (4) ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَن شَدَّاد، عَن أبي _________ (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «قال» ؛ لأن السُّؤال موجَّه إلى أبي حاتم فقط؛ وما في النسخ يتخرَّج على أنه أُشْبِعَتْ فتحةُ اللام فتولَّدت ألفٌ بعدها؛ فهي ألف الإشباع لا ألف المثنى، وإنما أشبع هنا لتذكُّر القائل أو المقول؛ ولذلك تسمَّى هذه الألف: ألف التذكُّر. انظر "الخصائص" لابن جني (3/128-130) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/778) ، و"المفصَّل" للزمخشري (ص467) . أو يقال: إنَّه توهَّم أنَّ الجواب من أبي حاتم وأبي زرعة فكتب: قالا، والله أعلم. (2) في (ت) و (ك) : «ذلك» . (3) في (ش) : «وايله» . (4) روايته أخرجها أبو داود في في "سننه" (4381) ، والنسائي في "الكبرى" (7272/الرسالة) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/265 رقم 22286) ، والنسائي في "الكبرى" (7274/الرسالة) من طريق أبي المغيرة الخولاني، والنسائي في "الكبرى" (7273/الرسالة) من طريق الوليد بن مزيد، كلاهما عن الأوزاعي، به. (2/437) أُمَامَة، فقد اتفَقَتْ روايةُ عُمَر بن عبد الواحد عَنِ الأوزاعيِّ مَعَ رواية (1) عِكْرمَة بْن عمَّار (2) ، والوليدُ بْن مُسْلِم كثيرُ الوَهَمِ، والذي عِنْدِي: أنَّ الحديثَ عَنْ أَبِي أُمامَة أشبَهُ، وأنَّ الوليد (3) وَهِمَ فِي ذَلِكَ (4) . 495 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد ابن مسلم، عَن عَدِيِّ بْن زَيْدٍ؛ قَالَ: أدركَ أَبُو الدَّرداء ركعة من صلاة الجماعة ... . فقلتُ لأَبِي: الوليدُ هو (5) : عن عَدِيِّ بْن زَيْدٍ، أو عثمانَ بْن زيد؟ فَقَالَ (6) : هُوَ عثمانُ بْن زَيْدٍ. كتبه أَبِي بِخَطِّه. 496 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زهير ابن محمد (7) ، عن _________ (1) في جميع النسخ: «مع أن رواية» ، عدا (أ) ، فإنه ضُرِبَ فيها على قوله: «أن» ، وهو الصَّواب. (2) أي: في جعله عن أبي أمامة. (3) في (ف) : «الولد» . (4) قال النسائي في "السنن الكبرى" عقب الحديث (7271/الرسالة) : «لا نعلم أن أحدًا تابع الوليد على قوله: "عن واثلة"، والصواب: أبو عمار عن أبي أمامة، والله أعلم» . (5) في (ت) و (ك) : «وهو» بالواو. (6) في (ش) : «قال» . (7) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (940) ، وابن حبان (5355) ، وابن عدي في "الكامل" (3/219) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/389) ، = = وفي "الشعب" (8237 و8353) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (41/314) من طريق هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، قال: حدثنا زهير بن محمد، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9231) ، والبيهقي في "الشعب" (8236) من طريق مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جابر، به. وروى الطبراني عقبه حديثًا آخر بنفس الإسناد ثم قال: «لم يرو هذين الحديثين عن عبد الله بن محمد بن عقيل إلاَّ زهير بن محمد، تفرد بهما الوليد، ولا يرويان عن جابر إلاَّ بهذا الإسناد» . (2/438) مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: ثَلاَثَةٌ لاَ تُقْبَلُ لَهُمْ صَلاَةٌ، وَلاَ تُرْفَعُ لَهُمْ إِلَى السَّماءِ حَسَنَةٌ: العَبْدُ الآبِقُ حَتَّى يَرْجِعَ، وَالمَرأَةُ السَّاخِطُ عَليْهَا زَوْجُهَا حَتَّى يَرْضَى، والسَّكْرَانُ حَتَّى يَصْحُوَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ لم يَروِ عَنِ ابْنِ المُنكَدِر غيرُ (1) زُهَيْرٍ (2) . 497- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بن معاذ (3) ، عن _________ (1) في (ك) : «عن» بدل: «غير» . (2) ذكر ابن عدي في "الكامل" (3/219) هذا الحديث في الأحاديث المنتقدة على زهير بن محمد. وقال البيهقي في "السنن" (1/389) : «تفرَّد به زهير هكذا» . وهذا الحديث يرويه أهل الشَّام عن زهير بن محمد، وروايتهم عنه منكرة كما تقدَّم في المسألة رقم (414) ، وانظر المسألة رقم (1299) . (3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/146) ، والشاشي في "مسنده" (1/366 رقم356) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/94 رقم 10064) ، لكن سقط من إسناد الطبراني قوله: «عن أبيه» . وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (466) من طريق عبد العزيز بن الحصين، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، به. قال الطبراني: «لم يجود هذا الحديث أحد ممن رواه عن سعيد إلا معاذ بن معاذ وعبد العزيز بن الحصين» . وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (467) من طريق سلاَّم ابن مسكين، عن قتادة، عن صاحب له، عن علقمة، عن عبد الله، به موقوفًا. وسيأتي من طرق أخرى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، في المسألة التالية. (2/439) أَبِيهِ (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَروبة (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (3) ، عَنْ عَلْقَمَة (4) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: بَيَّنَا نحنُ مَعَ رسولِ الله (ص) ، فَسَمِعَ رَجُلا يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ: عَلَى الفِطْرَةِ، فابتَدَرناه، فَإِذَا رَاعِي غَنَم ... ؟ قَالَ أبي: حدَّثنا عُبَيدالله بِهِ هَكَذَا، وحدَّثناه أَيْضًا ابنُ نُفَيل (5) ، عَنْ خُلَيد (6) ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) (7) . قَالَ أَبِي: حديثُ سَعِيدٍ (8) أشبَهُ (9) . 498 - وسُئِلَ (10) أَبُو زُرْعَةَ عَن هَذَا الحديث، وعَمَّا يرويه يزيد _________ (1) هو: معاذ بن معاذ العنبري. (2) هو: سعيد. (3) هو: عَوف بن مالك. (4) هو: ابن قيس النخعي. (5) هو: أبو جعفر عبد الله بن محمد النُّفَيلي. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/8 رقم1053) ، وابن عدي في "الكامل" (3/48) . (6) هو: ابن دَعْلَج السَّدوسي. (7) وأخرجه مسلم في "صحيحه" (382) من طريق حماد ابن سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، به. (8) أي: ابن أبي عروبة. (9) قال الدارقطني في "العلل" (5/116-118 رقم763) : «يرويه قتادة، واختُلِف عنه: فرواه سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قتادة، واختُلِف عن سعيد، فرواه معاذ بن معاذ، وعبد العزيز بن الحصين، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عن علقمة، عن عبد الله» ، ثم ذكر أوجه الاختلاف فيه، ثم قال: «ويشبه أن يكون الصَّواب قول معاذ بن معاذ ومن تابعه عن سعيد» . (10) انظر المسألة السابقة رقم (497) . (2/440) بن زُرَيْع (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص، عَنِ ابن مسعود، عن النبيِّ (ص) ؛ بلا عَلْقَمَة (2) . فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يزيد (3) بْن زُرَيْع أحفظُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وحدَّثنا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ (5) ، عَن عَبْدَة بْن سُلَيمان، عَنِ ابْنِ أَبِي عَروبة؛ كما يرويه يزيد بْن زُرَيْع؛ بلا ذكر عَلْقَمَة في الإسناد (6) . _________ (1) روايته أخرجها النسائي في عمل اليوم والليلة من "السنن الكبرى" (6/207 رقم10665) . (2) أي: ليس فيه ذكرٌ لعلقمة بين أبي الأحوص، وابن مسعود. (3) في (أ) و (ش) : «حديث يزيد» . (4) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط، وفي (أ) و (ش) : «فقلت» بدلاً منه. (5) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الإمام أحمد (1/406-407 رقم3861) عن محمد بن بشر، وعبد الوهاب الخفاف، وأبو يعلى في "المسند" (5400) من طريق محمد بن بشر والعباس بن الفضل، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/405) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، والطبراني في "الكبير" (10/94 رقم 10063) ، وفي "الدعاء" (465) من طريق أبي زيد النحوي، أربعتهم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، به. مثل رواية يزيد وعبدة بدون ذكر «علقمة» في إسناده. (6) أخرجه الإمام أحمد في"المسند" (1/406-407 رقم 3861) من طريق عبد الوهاب بن عطاء ومحمد بن بشر. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5400) من طريق العباس بن الفضل ومحمد بن بشر. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/94 رقم 10063) من طريق سعيد بن أوس أبي زيد النحوي، أربعتهم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عن ابن مسعود بلا ذكر لعلقمة في الإسناد. (2/441) 499 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنِ أيُّوب النَّصِيبيُّ، عَنْ أَبِي ضَمْرَة أَنَس بْن عِياض، عن الحارث بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي ذُبَاب (2) ، عَنْ عُمَرَ بن عُبَيدالله بن أبي الوَقَّاد (3) ، عن النبيِّ (ص) ؛ أنه صلَّى بِمنى صلاةَ المغرب، فسلَّم فِي الرَّكعَتَينِ، فسَبَّح بِهِ النَّاسُ، فقام فصلَّى (4) ركعة أُخرى، ثُمَّ سجد سَجدَتَين وَهُوَ جالسٌ بعد السَّلام؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو عمر بن عُبَيدالله؛ قَالَ: صلَّى بنا أَنَس بْن مالك. قلتُ لأَبِي: مِمَّن الخطأُ؟ _________ (1) ستأتي هذه المسألة برقم (560) . (2) في (ك) : «ذياب» . (3) في (ت) و (ك) : «بن أبي الرقاد» ، وفي (أ) و (ش) : «بن الوقاد» . والمثبت من (ف) ، وهو الموافق لما في "الجرح والتعديل" (6/119) . وجاء في "التاريخ الكبير" للبخاري (6/168) : «عمر بن عبد الله بن أبي الواقد» ، ومثله في "الثقات" لابن حبان (5/149) ، إلا أنه قال: «واقد» . وهذا الراوي ذكره أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ل75/أ) فسمَّاه: «عمر بن عبيد الله بن أبي زياد» ، ونبَّه على خطأ من عدَّه في الصحابة، وسبقه ابن منده. وقال ابن حجر في "الإصابة" (8/28 رقم6823) : «عمر بن عبيد الله بن أبي زياد: تابعيٌّ روى عن أنس، غَلِطَ بعض الرواة فذكره في الصحابة، قال ابن منده: لا يصحُّ ... ، ووقع في كتاب ابن الأثير: عمر بن عبيد الله بن أبي زكريا» . اهـ. وهذا الذي ذكره ابن حجر عن ابن الأثير هو في "أسد الغابة" له (4/184) ، لكن وقع فيه مرة: «عمر بن عبد الله» ، ومرة: «عمر بن عبيد الله» ، وسيأتي ذكرُ الخلاف بين النسخ في اسم هذا الراوي في المسألة الآتية برقم (560) ، وهي تكرار لهذه المسألة. (4) في (ت) : «يصلي» . (2/442) قَالَ: من مُوسَى (1) . 500 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ عبدُ الرَّزَّاق (3) ، عَنِ ابْنِ مُحَرَّر (4) ، عَنْ يَزِيدَ ابن الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يسجُدُ عَلَى كَوْرِ العِمامَة (5) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وابنُ مُحَرَّر ضعيفُ الحديث. 501 - وسألتُ (6) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الطَّاهر أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْح (7) ، عَنْ خالهِ أَبِي رَجَاء عبد الرحمن بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَالِمٍ، عَن عُقَيل (8) ، عَنِ ابْنِ شِهاب، عن سعيد ابن المسيّب وأبي _________ (1) في الموضع السابق من "الجرح والتعديل" ذكر هذا الحديث، وذكر عن أبيه أن صوابه: أن أنسًا صلَّى بهم المغرب، وأنه قال: «وعمر تابعي» ، ونقل عن أبي زرعة قوله: «أظنه ليست له صحبة» . (2) نقل الزيلعي في "نصب الراية" (1/348) بعض هذا النص. وجعل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/456) الحكم على هذا الحديث من قول ابن أبي حاتم، فقال: «قال ابن أبي حاتم: هذا حديثٌ باطل» . اهـ. وانظر المسألة رقم (535) . (3) روايته في "المصنف" (1564) . ورواه محمد بن أسلم الطوسي في كتابه "تعظيم قدر الصلاة" - كما في "عمدة القارئ" (4/117) - عن خلاَّد بن يحيى، عن عبد الله بن محرَّر، به. (4) هو: عبد الله. (5) كَوْرُ العِمامة: أحدُ أدوارِها، يقال: كارَ العِمامَةَ على رأسِه يكورُها كَورًا: لفَّها وأدارَها. انظر "مختار الصحاح" (ص 503) «كور» . (6) انظر ما سبق في المسألة رقم (107) . (7) روايته ذكرها العقيلي في "الضعفاء" (2/348) ، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (550) من طريق أحمد بن القاسم؛ قال: حدثني أبي وعمي؛ قالا: حدثنا سويد، عن قرَّة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. (8) هو: ابن خالد الأَيْلي. (2/443) سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رسول الله (ص) قَالَ: يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فِي صَلاَتِهِ، حَتَّى يُخَيَّلَ إليْهِ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَلاَ يَنْصَرِفْ (1) حَتَّى يَجِدَ (2) رِ يحًا، أوْ يَسْمَعَ صَوْتًا؟ سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ (3) . 502 - وسألتُ (4) أَبِي عن الحديث الذي رواه عُبَيدالله بْن عَمْرٍو (5) ، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ أَبِي قِلابَة (7) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، عن النبيِّ (ص) ؛ في _________ (1) في (ت) : «تنصرف» . (2) في (ك) : «تجد» . (3) إنما حكم أبو حاتم على هذا الإسناد بأنه خطأ؛ لصحة الحديث؛ فقد أخرجه البخاري (137) ، ومسلم (361) ، كلاهما من طريق سفيان بن عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ ابن المسيب وعبادة بن تميم، كلاهما عن عبد الله بن زيد عمِّ عباد بن تميم، عن النبي (ص) ، به. وأخرجه مسلم برقم (362) من طريق سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبيه أبي صالح ذكوان السَّمَّان، عن أبي هريرة. فالظاهر أن من رواه عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: ركب الجادَّة، أو دخل لَهُ حَدِيث فِي حَدِيث آخر، أو غير ذلك، والله أعلم. (4) نقل الضياء في "المختارة" (6/233) قول أبي حاتم الرازي في هذا الحديث. (5) هو: الرَّقِّي. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/207) تعليقًا، وأبو يعلى في "مسنده" (2805) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/218) ، وابن حبان في "صحيحه" (1844 و1852) ، والطبراني في "الأوسط" (2680) ، والدارقطني في "سننه" (1/340) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/166) ، وفي "المعرفة" (3790) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/175-176) ، والضياء في "المختارة" (6/232 رقم 2249) . (6) هو: السَّختياني. (7) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (2/444) القراءة خَلْفَ الإمامِ (1) ؟ قَالَ أَبِي: وَهِمَ فيه عُبَيدالله بن عمرو، والحديثُ: ما رواه خَالِدٍ الحَذَّاء (2) ، عَنْ أَبِي قِلابَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عائِشَة، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) (3) (4) . _________ (1) ولفظه: أن النبي (ص) صلَّى بأصحابه، فلما قضى صلاتَه، أقبل عليهم بوجهه، فقال: «أتقرؤون في صلاتكم خلفَ الإمام والإمامُ يقرأ؟» ، فسكتوا، فقالها ثلاثَ مرات، فقال قائل - أو قائلون -: إنا لنفعلُ، قال: «فلا تفعَلوا، وليقرأ أحدكُمْ بفاتحة الكتاب في نفسِهِ» . (2) هو: خالد بن مِهْران. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2766) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3758) ، وأحمد في "مسنده" (4/236 و5/60 و410 رقم 18070 و20600 و23481) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/166) ، و"جزء القراءة" (ص 155-156) ، و"المعرفة" (3790) من طريق الثوري، وأحمد (5/81 رقم 20765/وأطراف المسند 11138) من طريق شعبة، كلاهما عن خالد، به. ورواه البخاري في "جزء القراءة" (ص 76) ، والبيهقي في "المعرفة" (3788) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/45) من طريق يَزِيدَ بْنِ زَرُيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن أبي عائشة، عمن شهد ذلك، عن النبي (ص) . قال البيهقي في "المعرفة" بعد أن رواه من طريق الثوري: «وهذا إسناد صحيح، وأصحاب النبي (ص) كلهم ثقة، فترك ذكر أسمائهم في الإسناد لا يضر إذا لم يعارضه ما هو أصح منه، ورواه أيوب، عن أبي قلابة، فأرسله، والذي وصله حجة» . (3) قوله: «عن النبي (ص) » من (ت) و (ك) فقط. (4) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/207) : «وقال عُبَيْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو: عَن أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أنس، عن النبي (ص) ، ولا يصح أنس» . وقال ابن حبان: «سمع هذا الخبر أبو قلابة عن محمد ابن أبي عائشة، عن بعض أصحاب رسول الله (ص) ، وسمعه من أنس بن مالك، فالطريقان جميعا محفوظان» . وخالفه البيهقي فقال في طريق أنس: «ليس بمحفوظ» ، وقال: «تفرد بروايته عن أنس: عبيد الله بن عمرو الرقي، وهو ثقة، إلا أن هذا إنما يعرف عَنْ أَبِي = = قِلابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن أبي عائشة» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أيوب إلا عبيد الله» . وقال الخطيب: «هكذا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عمرو، عن أيوب، وخالفه سلام أبو المنذر، فرواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي هريرة، وخالفهما الربيع ابن بدر، رواه عن أيوب، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ورواه إسماعيل بن علية وغيره، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن النبي (ص) مرسلاً، وَرَوَاهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَن رَجُل من أصحاب النبي (ص) ، عن النبي (ص) » . وقال الدارقطني في "العلل" (4/36/أ) : «يرويه أيوب السَّختياني وخالد الحذاء، واختُلِف عنه؛ فأما أيوب: فإن عبيد الله بن عمرو رواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبي (ص) . وخالفه سلام أبو المنذر، فرواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي هريرة. وخالفهما الربيع بن بدر؛ رواه عن أيوب، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وخالفهم ابن عُلَيَّة، وابن عيينة، وحماد بن زيد؛ رووه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ - مرسلاً -، عن النبي (ص) ، وهو صحيح من رواية أيوب. فأما خالد الحذاء فرواه عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ من أصحاب النبي (ص) ؛ قال ذلك سفيان الثوري، ويزيد بن زريع، وبشر بن المفضَّل، عن خالد. ورواه ابن عُلَيَّة وخالد بن عبد الله وشعبة وعلي بن عاصم، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عائشة - مرسلاً -، عن النبي (ص) . ورواه هشيم، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابة مرسلاً، لم يجاوز أبا قِلابة، والمرسل أصح» . اهـ. وبنحو هذا ذكر في "العلل" (1645) . (2/445) 503 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (2) إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (3) ، عَنْ عُمَارَة بْنِ غَزِيَّة، عَنِ ابْنِ يِسَاف؛ سَمِعَ معاويةَ بْنَ أَبِي سُفْيان؛ قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يقول: إِذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ يُؤَذِّنُ؛ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ؟ _________ (1) نقل هذه المسألة بتمامها مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1152-1153) . (2) في (ف) : «روى» . (3) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (19/346 رقم802) . (2/446) قَالَ أَبِي: أنكَرْتُ هَذَا الحديثَ؛ إِذْ كَانَ: «عُمَارَة، عَنِ ابْنِ يِسَاف؛ سمعَ معاويةَ» ، وَلَمْ أَدْرِ مَنِ ابنُ يِسَاف هَذَا؟ فتفكَّرتُ فِيهِ، فَإِذَا إسماعيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ عَنْ عُمارَة بْنِ غَزِيَّة، عَنَ خُبَيْب بن عبد الرحمن - قَالَ أَبِي: وَهُوَ ابْنُ يِساف - عَنْ حَفْصِ بْنِ عاصِم بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ ... (1) . قَالَ أَبِي: أَمَّا ابنُ يِساف: فَأَرَى أنه خُبَيْبُ ابن عبد الرحمن بْنِ يِسَاف، وَنَسَبَهُ إِلَى جَدِّه، وَلَمْ يَسْمَعْ خُبَيْبٌ مِنْ مُعَاوِيَةَ شَيْئًا، فيَحْتملُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَ لإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش حديثٌ في حديث (2) . _________ (1) ومن هذا الوجه أخرجه مسلم في "الصحيح" (385) . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/94) : «أخرج مسلم من حديث عمر بن الخطاب نحو حديث معاوية، وإنما لم يخرجه البخاري لاختلاف وقع في وصله وإرساله؛ كما أشار إليه الدارقطني» . وانظر التعليق التالي. (2) قال الدارقطني في"العلل" (205) : «هو حديث يرويه عُمارة بْنِ غَزِيَّةَ، عَنَ خُبَيْبِ بن عبد الرحمن، واختُلِف عن عمارة: فرواه إسماعيل بن جعفر، عن عُمارة، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر، فوصل إسناده ورفعه إلى النبي (ص) ، حدَّث به عنه كذلك إسحاق بن محمد الفَرْوي، ومحمد بن جَهْضَم. ورواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمارة بْنِ غَزية، عَنَ خُبَيْبِ بْنِ عبد الرحمن - مرسلاً -، عن النبي (ص) . ووقفه يحيى بن أيوب، عَنْ عُمارة بْنِ غَزية، عَنِ خبيب. وحديث إسماعيل بن جعفر المتصل قد أخرجه البخاري ومسلم في "الصحيح". وإسماعيل ابن جعفر أحفظُ من يحيى بن أيوب وإسماعيل بن عياش، وقد زاد عليهما، وزيادة الثقة مقبولة، والله أعلم» . ونبَّه محقق "العلل" على خطأ الدارقطني في نسبته هذا الحديث للبخاري، وذكر أن في هامش إحدى النسخ ما نصه: «هذا الحديث إنما أخرجه مسلم دون البخاري، وقد بيَّن ذلك في كتاب "الاستدراك" له» ؛ يعني "التتبع" (ص264 رقم122) . (2/447) 504 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُوَيد (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطَاءٍ (3) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَهْل- جَدِّ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ - قَالَ: مرَّ بِهِ النبيُّ (ص) وَهُوَ يصلِّي بَعْدَ الصُّبْح، فَقَالَ لَهُ: يَا قَيْسُ! مَا هَذِهِ الصَّلاَةُ؟ ، قَالَ: بِأَبِي أنتَ وَأُمِّي! دخلتُ المسجدَ وَأَنْتَ تصلِّي، وَلَمْ أكُنْ ركعتُ ركعَتَي الْفَجْرِ، فركعتُهُما (4) الآنَ. فَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَطَاءٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ قَهْد (5) . 505 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه هُشَيم (6) ، وسُفْيان بن _________ (1) انظر ما سبق في المسألة رقم (309) . (2) روايته ذكرها أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2313) . (3) هو: ابن أبي رباح. (4) في (ت) و (ك) : «فركعتها» . (5) في (أ) و (ش) : «فهر» ، وفي (ف) : «فهد» ، ولم تنقط في (ك) ، والمثبت من (ت) ، وهو الصَّواب؛ كما في "التاريخ الكبير" للبخاري (7/142) ، و"فتح الباري" لابن حجر (2/176) . قال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2312) : «قيس بن قهد الأنصاري مختلف في اسم أبيه، فقيل: قيس بن عمرو، وقيل: قيس بن سهل، وقيل: ابن قهد، وهو: جد يحيى بن سعيد الأنصاري ... » . وانظر "الإصابة" لابن حجر (8/203-204 و207-208) . (6) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (834) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3334) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/270 رقم 18377) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3782 و3783) ، والحاكم في "المستدرك" (1/194) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (174/مسند النعمان بن بشير) . (2/448) حُسَين (1) ، وروى (2) أَحْمَد بْن يُونُسَ (3) ، عَنْ أَبِي عَوَانَة (4) ، كلُّهم (5) عَنْ أَبِي بِشْر جَعْفَر بْن أَبِي وَحْشِيَّة (6) ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالِم، عَنِ النُّعْمان بْنِ بَشِير؛ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا أعلمُ النَّاسِ بوقتِ صلاة العِشاء؛ كَانَ (7) يُصَلِّيها بعد سُقُوطِ القمر ليلةَ الثالثةِ (8) من أول الشَّهْر. _________ (1) في (ك) : «حنين» . وروايته ذكرها الدارقطني في "سننه" (1/270) . (2) في (ك) : «روى» بلا واو. (3) لم نقف على روايته، والمعروف عن أبي عوانة روايته عَنْ أَبِي بشر، عَن بشير بن ثابت، عن حبيب، به، كما سيأتي. (4) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. (5) أي: هشيم، وسفيان بن حسين، وأبو عوانة. ورواه أيضًا عن أبي بشر على هذا الوجه رقبة بن مصقلة، روايته أخرجها النسائي في "سننه" (528) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3786) ، والدارقطني في "الأفراد" (252/أ/أطراف الغرائب) . (6) هو: جعفر بن إياس. (7) يعني: النبي (ص) . (8) في (ك) : «ليلة الثلاثة» . والمثبت من بقية النسخ، وهو صحيح في العربية وله نظائر، وقد جعله الكوفيُّون من إضافة الشي إلى نفسه إذا اختلف اللفظان؛ كما وقع هنا، فإنَّ الليلة هي الثالثة، وقد احتَجَّ الكوفيُّون بقوله تعالى: {وَلَدَارُ الآْخِرَةِ خَيْرٌ} ، وقول العرب: صلاةُ الأولى، ومسجدُ الجامع، وحبَّةُ الحمقاءِ، وقد تأوَّل ذلك البصريُّون على تقدير حذف مضاف إليه وإقامة صفته مُقامه؛ والتقدير: صلاةُ الساعةِ الأولى، ومسجدُ المكان الجامع، وحبَّةُ البقلةِ الحمقاء..وانظر "الإنصاف في مسائل الخلاف" (2/436-438) ، و"أوضح المسالك" (3/109) ، و"همع الهوامع" (2/509) ، و"مشارق الأنوار" (1/83) . وسيأتي نحوُهُ في المسألة رقم (897) في قوله: «كلام الأوَّل» . (2/449) وروى (1) مُسَدَّد (2) ، عَنْ أَبِي عَوانة (3) ، عَنْ أَبِي بِشْر، عَن بشير بن ثابت، عن حبيب ابن سالِم، عَنِ النُّعمان، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ بشير بْن ثابت أصحُّ. قلتُ: وُفِّقَ أَبُو زُرْعَةَ لما قَالَ، وحكَمَ لِمُسَدَّدٍ بِما أتى عَنْ أَبِي عَوَانة؛ بزيادةِ رجلٍ فِي الإسناد. _________ (1) في (ش) : «ورواه» . (2) هو: ابن مُسَرْهَد. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (419) ، والحاكم في "المستدرك" (1/195) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/448) ، وأخرجه أحمد في "المسند" (4/274 رقم18415) عن عفان وسريج، والنسائي في "سننه" (529) من طريق عفان وحده، والدارمي في "مسنده" (1247) عن يحيى بن حماد، والترمذي في "جامعه" (165) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3785) عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، والترمذي (166) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3784) من طريق عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، والدارقطني في "سننه" (1/269-270) من طريق عبد الأعلى بن حماد. والطبراني في "الكبير" (173/مسند النعمان بن بشير) ، والحاكم في "المستدرك" (1/194) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/373) من طريق عارم بن الفضل، كلهم عن أبي عوانة، به. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1526) ، والطبراني في "الكبير" (172/مسند النعمان بن بشير) من طريق أبي الوليد، عن أبي عَوانة، عن إبراهيم بن المنتشر، عن حبيب بن سالم، به. (3) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/272 = = رقم18415) من طريق عفان وسريج، والترمذي في "جامعه" (165 و166) من طريق محمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب، وعبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في "سننه" (529) من طريق عفان، أربعتهم عن أبي عَوانة، به. (2/450) وقد حدَّثنا أحمدُ بْن سِنَان (1) ، عَن يزيد (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي بِشْر (3) ، عَن بَشِير بْن ثابت، عَنْ حَبِيب بْنِ سالِم، عَنِ النُّعْمان (4) . 506 - وسُئِلَ (5) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (6) ، عَنْ يَزيد بْنِ أَبِي حَبِيب، عن مَرْثَد (7) بن عبد الله، عن أبي أيُّوب _________ (1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3232) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (21/76 رقم175) ، قرن البزار في روايته «محمد بن موسى القطان» مع أحمد بن سنان. ورواه الإمام أحمد في "المسند" (4/272 رقم 18396) عن يزيد بن هارون، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3781) عن أبي غسان مالك بن يحيى الهمذاني، والدارقطني في "سننه" (1/270) من طريق محمد بن عبد الملك الدقيقي، والحاكم في "المستدرك" (1/194) من طريق سعيد بن مسعود، أربعتهم عن يزيد بن هارون، به. (2) هو: ابن هارون، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/272 رقم 18396) ، وأخرجه الدارقطني في "سننه" (1/270) من طريق محمد بن عبد الملك الدقيقي، والحاكم في "المستدرك" (1/194) من طريق سعيد بن مسعود، أربعتهم عن يزيد بن هارون، به. (3) في (ف) : «عن أبي بسر» بالسين المهملة. (4) قال الترمذي في الموضع السابق: «رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالِم، عَنِ النُعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، ولم يذكر فيه هشيم: عن بشير بن ثابت، وحديث أبي عوانة أصحُّ عندنا؛ لأن يزيد بن هارون روى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر نحو رواية أبي عوانة» . (5) نقل الزيلعي في "نصب الراية" (1/246) بعض هذا النص، ونقل ابن رجب في "فتح الباري" (3/162) قول أبي زرعة: «حديث حيوة أصحُّ» . (6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/147 رقم17329) و (5/417 و422 رقم23534 و23535 و23582) ، وأبو داود في "سننه" (418) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (339) ، والحاكم في "المستدرك" (1/190) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/370) . (7) في (أ) و (ش) : «يزيد» بدل: «مرثد» . (2/451) الأَنْصَارِيِّ؛ أَنَّهُ أنكَرَ عَلَى عُقبَة بْنِ عَامِرٍ تأخيرَهُ صلاةَ الْمَغْرِبِ، وقال: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: لاَ تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا المَغْرِبَ إِلَى اشْتِبَاكِ النُّجُومِ. وَرَوَاهُ حَيْوَةُ (1) وابنُ لَهِيعَة (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أسلَمَ أَبِي (3) عِمران التُّجِيبي، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: بَادِرُوا بِصَلاَةِ (4) المَغْرِبِ طُلُوعَ النُّجُومِ (5) ؟ قَالَ (6) أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ حَيْوَة أصحُّ. 507 - وسُئِلَ (7) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ (8) حديثٍ رَوَاهُ عُبَيْسُ (9) بن _________ (1) هو: ابن شُرَيح. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (4/176 رقم 4057) . (2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/415 رقم 23521) ، والشاشي في "مسنده" (1129) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/176 رقم4058) ، والدارقطني في "السنن" (1/260) . (3) في (أ) و (ش) : «بن» بدل: «أبي» . وهو: أسلم بن يزيد، وكنيته: أبو عمران. (4) في (أ) و (ش) : «صلاة» ، والمثبت من بقية النسخ. (5) جمع ابن أبي حاتم هنا بين رواية حيوة وابن لهيعة، وساقهما مساقًا واحدًا على أنهما متفقان في اللفظ، وليس كذلك؛ فالذي ذكره هو لفظ رواية ابن لهيعة، وأما لفظ رواية حيوة فهو: «عن أبي أيوب قال: كنا نصلِّي المغربَ حين تَجِبُ الشَّمسُ، نبادر بها طلوعَ النجوم» ؛ لذلك قال الدارقطني في "العلل" (6/125) : «ورواه حيوة بن شريح فنحا به نحو الرفع» . وانظر "فتح الباري" لابن رجب (3/162) . (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وقال» ، وفي (ك) : «حيوة قال» . (7) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/704) قول أبي زرعة: «هو حديثٌ مُنْكَرٌ، وعُبَيسٌ شيخٌ ضعيفُ الحديث» . ثم نقل عن الأثرم قوله: «هذا إسناد واهٍ» . (8) قوله: «عن» سقط من (ت) و (ك) و (ف) . (9) في (ش) : «عنبس» . (2/452) مَيمون، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَن أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَقْطَعُ الصَّلاَةَ: الكَلْبُ (1) ، وَالحِمَارُ (2) ، وَالمَرْأَةُ، واليَهُودِيُّ، والنَّصْرانِيُّ، وَالمَجُوسِيُّ، وَالخِنْزيرُ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وعُبَيسٌ شيخٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) . 508 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان (5) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ دَاوُدَ اليَمَامي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ بَنَى بَيْتًا يُعْبَدُ اللهُ فِيهِ مِنْ مَالٍ (6) حَلالٍ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ؟ _________ (1) قوله: «الكلب» ليس في (أ) و (ش) . (2) في (ش) : «الحمار» بلا واو. (3) قوله: «الحديث» ليس في (ش) . والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (511) من طريق يَزِيدَ بْنِ الأصم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : «يَقْطَعُ الصَّلاَةَ المَرْأَةُ وَالحِمَارُ والكَلْبُ، ويَقِي مِن ذَلِك مثلُ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ» . (4) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1212) . (5) روايته أخرجها البزار في "مسنده"- كما في "زوائد البزار لابن حجر (262) - والعقيلي في "الضعفاء" (2/126) ، والطبراني في "الأوسط" (5059) ، والبيهقي في "الشعب" (2676) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/119) . وأخرجه أبو يعلى - كما في "المطالب العالية" (354) - وابن عدي في "الكامل" (3/277) من طريق بشر بن الوليد الكندي، عن سليمان بن داود، به. وذكره ابن حبان في "المجروحين" (1/334) من طريق بشر بن الوليد، به. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/288) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يحيى بن أبي كثير إلاَّ سليمان بن داود، تفرد به سعيد بن سليمان، ولا يروى عن أبي هريرة إلاَّ بهذا الإسناد» . (6) في (ت) و (ك) : «من ماله» . (2/453) قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهَمٌٌ. قلتُ: وَلَمْ يُشْبِعِ الجَوَابَ، وَلَمْ يُبَيِّن علَّةَ الحديثِ بأكثَرَ ممَّا ذكرَهُ. وَالَّذِي عِنْدِي: أنَّ الصَّحيحَ عَلَى مَا رَوَاهُ أَبَانُ العَطَّارُ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ [مَحْمُودِ] (2) بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أسماءَ بنت يزيد ابن السَّكَن، عن النبيِّ (ص) . وَعَنْ يَحْيَى، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (3) . وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ مَحْمُودُ بن عمرو ابن يزيد بن السَّكَن (4) . _________ (1) هو: أبان بن يزيد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/461 رقم 27612) عن سويد بن عمرو، حدثنا أبان - يعني العطار - به. وتابع أبان عليه موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي واختلف عليه فيه؛ فأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1554) عن ابن أبي داود، وفهد. والعقيلي في "الضعفاء" (2/126) عن عبد الرحمن بن أحمد، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/185 رقم468) ، وفي "الأوسط" (8459) عن معاذ بن المثنى، أربعتهم عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أبان به مثل رواية سويد بن عمرو. وخالفهم محمود بن إسماعيل الصائغ فرواه عن موسى، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هريرة، موقوفًا. قال العقيلي: «وهذا أولى» . (2) في جميع النسخ: «محمد» ، وكذا عند مغلطاي وهو خطأ، فالذي يروي عن أسماء بنت يزيد هو ابن أخيها محمود بن عمرو؛ كما في "تهذيب الكمال" (35/128) ، والسياق بعده يدلُّ عليه. (3) ظاهر صنيع المصنف هنا: أن محمود بن عمرو كان عنده الحديث عن أسماء بنت يزيد مرفوعًا، وعن أبي هريرة موقوفًا عليه، فكان يحدِّث به هكذا وهكذا. وقوله: «موقوف» كذا جاء بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (4) قال ابن معين عن هذا الحديث: «ليس هذا بشيء؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موقوف» . اهـ من "تاريخ ابن معين = = رواية الدوري" (3/112 رقم469) . وقال الحافظ في "اللسان" (3/84) : «والمستغرب منه قوله فيه: «من در وياقوت» فإن للحديث طرقًا جيِّدة ليس هذا فيها» . اهـ. (2/454) 509 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فاختُلِفَ عَنْهُ: فَرَوَى بِشْرُ بْنُ المُفَضَّل (2) ، عَنْ عُمَارة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيد الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيد السَّاعِدي -[أَوْ] (3) عَنْ أَبِي أُسَيد السَّاعِدي - عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِذا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلْيُسَلِّمْ، وَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ، افْتَحْ لِي أبْوابَ رَحْمَتِكَ، وَإذا خَرَجَ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ، إنِّي أسْألُكَ مِنْ فَضْلِكَ. وَرَوَاهُ سُلَيمانُ بْنُ بِلالٍ (4) ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيد، عَنْ أَبِي حُمَيد وَأَبِي أُسَيد، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ _________ (1) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1286) . (2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (713) . وقد توبع عليه؛ فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1665) عن إبراهيم بن محمد، وابن ماجه" في "سننه" (772) من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن عمارة بن غزية، به، عن أبي حميد الساعدي وحده. وسيأتي عن عمارة بإسناد آخر. (3) قوله: «أو» سقط من جميع النسخ، عدا (أ) فإنها ملحقة بها فوق قوله: «عن» ، وكأنها بخط مغاير، وإثباتها هو الصَّواب؛ كما تجده في الموضع السابق من "صحيح مسلم" وغيره، وكما يفهم من سياق المسألة. (4) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/497 رقم 16057) ، و (5/425 رقم 23607) ، والنسائي في "سننه" (729) ، والبزار في "مسنده" (3721) ، وابن حبان في "صحيحه" (2049) ، جميعهم من طريق أبي عامر العقدي، عن سليمان ابن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بن سويد الأنصاري، قال: سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان ... ، فذكره. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (713) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/441) من طريق يحيى بن يحيى، والدارمي في "سننه" (2/293) من طريق عبد الله بن مسلمة، وأبو عوانة في "مسنده" (1235) من طريق ابن أبي مريم، ثلاثتهم عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ ربيعة ابن أبي عبد الرحمن، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ، عن أبي حميد أو عن أبي أسيد، به. (2/455) قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي حُمَيد وَأَبِي أُسَيد - كِلاهُمَا عَنِ النبيِّ (ص) (1) - أصحُّ. قلتُ: لَمْ يَكُنْ أخرجَ أَبُو زُرْعَةَ مَنْ خالفَ بِشْرَ بْنَ المُفَضَّل فِي رِوَايَتِهِ عَنْ عُمارة بْنِ غَزِيَّة، وأحسَبُ أَنَّهُ لَمْ يكنْ وَقَعَ عندَهُ. وَأَخْبَرَنَا يونس بْن عَبْدِ الأَعْلَى (2) - قراءة عَلَيْهِ - عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ يحيى بن عبد الله ابن سالم، عَنْ عُمَارة بْنِ غَزِيَّة، عن ربيعة، عن عبد الملك بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيد، عَنْ أَبِي حُمَيد وَأَبِي أُسَيد، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ كما رواه سُلَيمانُ ابن (4) بلال؛ فدلَّ عَلَى (5) أنَّ الخطأَ من بِشْرِ ابن المُفَضَّل (6) . _________ (1) من قوله: «قال أبو زرعة ... » إلى هنا مكرر في (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ. (2) روايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (1233) ، والطبراني في "الدعاء" (426) من طريق أحمد بن سعيد الهمذاني، عن ابن وهب، به. (3) هو: عبد الله. (4) في (ك) : «عن» بدل: «بن» . (5) قوله: «على» ليس في (ت) و (ك) . (6) روى البزار هذا الحديث في "مسنده" (9/170) من طريق بشر بن المفضل، ثم قال: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه عن رسول الله (ص) بأحسن من هذا الإسناد، وقد روي عن رسول الله (ص) من وجوه، فذكرنا هذا الحديث لعلَّة عُمارة بن غزية، وذكرناه عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ وَأَبِي أُسَيْدٍ، وإن كان يروى عن غيرهما؛ لقلة ما يرويان عن رسول الله (ص) » . (2/456) 510 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ الحديثَ الَّذِي رَوَاهُ سَعِيد الجَرْميُّ (2) ، عَنْ أَبِي تُمَيْلَة (3) ، عَنْ أَبِي حَمْزة السُّكَّري (4) ، عَن جَابِر الجُعْفِي (5) ، عَنْ حبيب ابن أبي ثابت، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى (6) ، عَنِ السُّلَيك (7) ؛ قال: نهى رسولُ الله (ص) أن يُصَلَّى في أَعْطان ِ الإبِلِ، وأمرَ أن يُتَوَضَّأَ مِنْ لُحومها. فَقَالَ: حديثُ الأعمش، عَنْ عبد الله بن عبد الله الرَّازي، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن البَرَاء، عن النبيِّ (ص) أصحُّ (8) . _________ (1) تقدمت هذه المسألة برقم (38) . (2) هو: سعيد بن محمد. (3) في (أ) و (ف) : «ثميلة» بالثاء المثلثة، وهو خطأ، والمثبت من (ت) و (ش) و (ك) ، وهو: يحيى بن واضح. (4) هو: محمد بن ميمون. (5) هو: جابر بن يزيد. (6) قوله: «ليلى» سقط من (ف) . (7) هو: سُلَيْك الغَطَفاني، صحابي مشهور. (8) قال ابن حجر في "الإصابة" (3/217) : «روى عبد الله في "زيادات المسند" والبغوي وابن السكن من طريق أبي جعفر الرازي عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ ذِي الغرة قال: عرض أعرابي للنبي (ص) ، فسأله عن الصلاة في أعطان الإبل؟ قال: والراوي له عن أبي جعفر عبيدة ابن معتِّب، وهو ضعيف. وخالفه الأعمش وحجاج بن أرطاة فقالا: عن عبيد الله (كذا) بن عبد الله - وهو أبو جعفر الرازي -، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ. قَالَ حجاج بن أرطاة: أو أسيد بن حضير - بالشك -، وقد صحَّح الحديث من رواية الأعمش: أحمد وابن خزيمة وغيرهما ... قال ابن السكن: لا يصح شيء من طرقه» . وانظر "معرفة الصحابة" لابن نعيم (2/1033) . (2/457) 511 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُقْرِئُ (1) ، عَنْ حَيْوَة (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ عبد الرحمن بْنِ شِمَاسَة (3) ؛ قَالَ: صَلَّى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بالنَّاس، فَكَانَ عَلَى تَشَهُّدِهِ، فقامَ، فصاحَ بِهِ النَّاسُ: سُبحانَ اللَّهِ! سُبحانَ اللَّهِ (4) ! فصَلَّى كَمَا هُوَ حَتَّى أَتَمَّ صلاتَهُ، ثُمَّ سجَدَ سَجدَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الَّذِي صَنَعْتُ هِيَ (5) السُّنَّة؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو عن عُقبَة ابن عامر. قلتُ أنا (6) : الَّذِي يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ هُوَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (7) ، رَوَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ عبد الرحمن بْنِ شِمَاسَة، عَنْ عُقبَة، عَنِ النبيِّ (ص) . _________ (1) هو: عبد الله بن يزيد. وروايته أخرجها ابن أبي عمر في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (683) . (2) هو: ابن شُريح. (3) بكسر الشين المعجمة، وتخفيف الميم، بعدها ألفٌ، ثم مهملة. "فتح الباري" لابن حجر (4/80) . (4) في (ف) : «سبحان الله» مرة واحدة. (5) في (ش) : «هذه» . (6) القائل: هو عبد الرحمن بن أبي حاتم، وهذا من زيادته في بيان العلَّة. (7) قوله: «بن سعد» ليس في (أ) و (ش) . ورواية الليث هذه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (4498) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (182/البغية) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/313 رقم867) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/200-201) ، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1940) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/314 رقم868) ، والحاكم في "المستدرك" (1/325) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/344) من طريق بكر بن مضر، عن يزيد ابن أبي حبيب، به، نحوه. (2/458) 512- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَة (4) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا قَاءَ (5) أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ، أَو رَعَفَ، أَو قَلَسَ (6) ؛ فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ (7) ، ثُمَّ يَبْنِي عَلَى مَا مَضَى مِنْ صَلاَتِهِ مَا لَمْ يَتَكَلَّمْ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ الصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ أَبِيهِ (8) ، عَنِ ابْنِ أبي مُلَيْكَة (9) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَل (10) . 513 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّيناني (11) ، عَنِ ابْنِ جُرَيْج (12) ، عَنْ عَطَاء (13) ، عن عبد الله (14) بن _________ (1) في (أ) : «وسُئِلَ أبي أبو زرعة» . وقد تقدَّمت هذه المسألة برقم (57) ، وفيها إعلال أبي حاتم للحديث بمثل إعلال أبي زرعة هنا. (2) في (ك) : «عباس» . (3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيج. (4) هو: عبد الله بن عبيد الله. (5) في (ك) : «قال» بدل: «قاء» . (6) سلف تفسير «القَلْسُ» في المسألة رقم (57) . (7) في (ت) و (ك) : «وليتوضأ» . (8) هو: عبد العزيز بن جريج. (9) تقدم في المسألة رقم (57) أنه ليس فيه ذكر لابن أبي مليكة. (10) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (11) في (أ) و (ف) : «الشَّيْباني» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ش) ، وانظر ترجمة الفضل هذا في "تهذيب الكمال" (23/254) . وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1155) ، وابن ماجه (1290) ، والنسائي (1571) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1462) ، وابن الجارود في "المنتقى (264) ، والدارقطني في "سننه" (2/50) ، والحاكم في "المستدرك" (1/295) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/301) . (12) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (13) هو: ابن أبي رباح. (14) في (ف) : «عبيد الله» . (2/459) السَّائِب؛ قَالَ: شَهِدتُّ مَعَ رَسُولِ الله (ص) العِيدَ، فلمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالَ: إنَّا نَخْطُبُ؛ فَمَنْ أحَبَّ أنْ يَجْلِسَ لِلخُطْبَةِ فَلْيَجْلِسْ، وَمَنْ أَحَبَّ فَلْيَرْجِعْ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ مَا حدَّثَنا بِهِ (1) إبراهيمُ بْنُ مُوسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْج، عَنْ عَطَاءٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (2) (3) . 514 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ وَجِيه (4) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عن أنس بن _________ (1) كلمة: «به» غير موجودة في (أ) و (ش) و (ف) . (2) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) قال ابن معين: «هَذَا خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عطاء فقط، وإنما يغلط فيه الفضل بن موسى السيناني؛ يقول: عن عبد الله بن السائب» . اهـ من "تاريخ ابن معين رواية الدوري" (56) . وقال أبو داود في الموضع السابق: «هذا مرسل عن عطاء، عن النبي (ص) » . وقال النسائي - كما في "تحفة الأشراف" (4/347) : «هذا خطأ، والصواب مرسل» . وقال ابن رجب في "فتح الباري" (6/148) : «وكذا ذكر الإمام أحمد أنه مرسل، وكان عطاء يقول به، ويقول: إن شاء فليذهب. قال أحمد: لا نقول بقول عطاء، أرأيت لو ذهب الناس كلُّهم؛ على من كان يخطب؟!» . وقال ابن خزيمة: «هذا حديث خراساني غريبٌ غريب، لا نعلم أحدًا رواه غير الفضل بن موسى السيناني» . وانظر "إرواء الغليل" (629) . (4) في (أ) : «دحية» بدل: «وجيه» . والحديث أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (18/610/ دار هجر) من طريق زيد بن الحباب، وابن عدي في "الكامل" (2/193) من طريق الصلت بن مسعود، كلاهما عن الْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ، عَنْ مَالِكِ بن دينار، به. وعزاه الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (3/86) إلى ابن مردويه من حديث الحارث بن وجيه، به. قال ابن عدي: «لا يحدث به عن مالك غيرُ الحارث بن وجيه» . (2/460) مَالِكٍ - فِي قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {} (1) - قَالَ: كَانَ أصحابُ رسولِ اللَّهِ (ص) يُصَلُّونَ بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشَاء؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا يُروى: مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمٍ (2) . 515 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ (4) ، عَنْ زكريَّا بْنِ مَنْظُور، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي شُهُودِ العَتَمَةِ لَيْلَةَ الأرْبِعَاءِ، لَأَتَوْهَا وَلَوْ حَبْوًا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وزكريَّا ضعيفُ الْحَدِيثِ. 516 - وسمعتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ الربيع بْن يَحْيَى (6) ، عَنْ _________ (1) الآية (16) من سورة السَّجدة. (2) هو: ابن عبد الله بن عمر، فيما يظهر. (3) انظر المسألة رقم (485) . (4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (805) وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام بن عروة إلا زكريا بن منظور، تفرَّد به عتيق بن يعقوب» . (5) في (أ) و (ش) : «وسألت» . (6) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه النسائي في "سننه" (1178) من طريق وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، به. وفيه: «عن ابن بحينة» لم يسمه. وأخرجه الدارمي في "مسنده" (1541) من طريق حماد ابن سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وفيه: «عن مالك بن بحينة» مثل رواية الربيع بْن يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ. (2/461) شُعْبَة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عبد الرحمن الأعرَج (1) ، عن مالك ابن بُحَيْنَة: أنَّ رسول الله (ص) قَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فلمَّا تَشَهَّدَ (2) ، سجد سَجْدَتَيِ (3) الوَهَمِ، ثمَّ سَلَّم. فَقَالَ (4) أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ: عبدُالله بنُ مالكٍ ابنُ بُحَيْنَةَ (5) الأَسَدِيُّ حليفُ بني عَبْد المُطَّلِب (6) . 517 - وسمعتُ أَبِي وذَكَرَ (7) حَدِيثًا حدَّثني بِهِ عَن حَيْوَة بْن شُرَيْح الحِمْصي، عَنْ بَقِيَّة (8) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي بِشْر جَعْفَر بْن إِيَاس؛ قَالَ: قَالَ لي عُبَيد بْن عُمَير: لو رأيتَ عَنَاقًا تَبَْعَرُ (9) فِي المسجِد (10) . قَالَ شُعْبَة: كأنهُ لا يَرى بِهِ بأسًا. _________ (1) هو: عبد الرحمن بن هرمز. (2) في (ت) و (ك) : «شهد» . (3) في (ت) و (ك) : «سجدتين» . (4) في (ف) : «قال» . (5) يُقرأُ بتنوين «مالك» ، ورفع «بن» بعده؛ لأن الأصح أنَّ «بحينة» هي أمُّ عبد الله لا أمُّ مالك؛ ولذلك توضع ألف الوصل في «بن» . انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (425) . (6) روى هذا الحديث كثير من الحفاظ عن يحيى بن سعيد وعن غيره، ولم يقل أحدٌ منهم: «مالك بن بحينة» . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1225) من طريق مالك بن أنس، ومسلم (570) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ الأعرج، عن عبد الله ابن بحينة، به. (7) في (ت) و (ك) : «ذكر» بلا واو. (8) هو: ابن الوليد. (9) أي: تُلْقِي بَعْرَها. (10) لم نقف على تخريجه، وأورده ابن حزم في "المحلَّى" (1/171) قائلاً: وعن عُبَيد بن عمير قال: إنَّ لي عُنَيِّقًا تبعَرُ في مسجدي. اهـ. أورده في جملة آثار، وقال عقبَها: أما الآثارُ التي ذكرنا فكلُّها صحيح. (2/462) قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي بِشْر، عَن (1) يوسف بْن ماهَِك. 518 - وسمعتُ (2) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ حَيْوَة بْنِ شُرَيْح (3) ، عَنْ بَقِيَّة (4) ، عَنِ الزُّبَيدي (5) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يسلِّم تَسْلِيمَتَينِ. فَقَالَ (6) أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (7) . 519 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ حَيْوَة (8) ، عن _________ (1) قوله: «عن» سقط من (ف) . (2) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (5/207) قول أبي حاتم: «هذا حديثٌ مُنكَر» . (3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/268) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3569) ، وفي "مسند الشاميين" (1766) ، قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا الزبيدي» . (4) هو: ابن الوليد. (5) واسمه: محمد بن الوليد. (6) في (ك) : «قال» . (7) قال أبو داود في "مسائله" (2005) : «ذكرت لأحمد حديث بَقِيَّةَ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النبي (ص) كان يسلم تسليمتين؟ قال: يقول فيه: «حدثنا» يعني بقية؟ قلت: لا ينكرون أن يكون سمعه. قال: هذا أبطل باطل» . اهـ. قال الدارقطني: «اختُلِف على بقية في لفظ روي أنه كان يسلم تسليمتين، وروي تسليمة واحدة، وكلها غير محفوظة» . وقال الأثرم: «هو حديث واهٍ، وابن عمر كان يسلم واحدة، قد عرف ذلك عنه من وجوه، والزهري كان ينكر حديث التسليمتين ويقول: ما سمعنا بهذا» . نقل ذلك ابن رجب في "فتح الباري" (5/207) . (8) يعني: ابن شُرَيح المذكور في المسألة السابقة. (2/463) بَقِيَّة (1) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري (2) ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ مَعَ الإِمَامِ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَ الجُمُعَةَ. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) . 520 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو كُرَيْب (4) ، عَنْ مُصعَب بْنِ المِقْدام، عَنْ زائِدَة (5) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى (6) بْنِ حَبَّان، عَنِ عَمْرِو بْنِ سُلَيم، عَنْ خَلْدَة الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قتادَة، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْن؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ: عَمْرُو بْنُ سُلَيم، عَنْ خَلْدَة! وَإِنَّمَا هُوَ: عَمْرُو بْنُ سُلَيم ابن (7) خَلْدَة، عَنْ أَبِي قَتادة، عَنِ النبيِّ (ص) (8) . _________ (1) هو: ابن الوليد. (2) قوله: «عن الزهري» سقط من (ك) . (3) تقدم هذا النص برقم (491) ، وفيه: قَالَ أَبِي: هَذَا = = خطأٌ، الْمَتْنِ وَالإِسْنَادِ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) : «مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلاَةٍ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَهَا» . وَأَمَّا قَوْلُهُ: «مِنْ صَلاة الجُمُعَة» ، فَلَيْسَ هَذَا فِي الحديث، فوَهِمَ في كليهما. اهـ. وانظر المسألة رقم (584) و (607) . (4) هو: محمد بن العلاء. (5) هو: ابن قدامة. (6) قوله: «الأَنْصَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى» سقط من (ك) . وانظر أوجه الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" للدارقطني (1034) . (7) في (ك) : «عن» بدل: «بن» ، وهو خطأ ظاهر. (8) أخرجه مسلم في "صحيحه" (714) من طريق حسين ابن علي، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيم بن خَلْدَة الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (444) ، ومسلم (714) من طريق مالك، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم، به. (2/464) 521 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ (1) الأصبَهاني (2) ، عَنْ شَرِيك (3) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَنَتَ رسولُ الله (ص) حِينَ فَرَغَ مِنَ السُّورة فِي الفَجرِ، فلمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالَ: إنَّمَا قَنَتُّ بِكُمْ؛ لِتَدْعُوا اللهَ، وَلِتَسْألُوهُ حَوَائِجَكُمْ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا قولُ عُروَة، وَلَيْسَ (4) بِمَرْفُوعٍ (5) . 522 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو يُوسُفَ يعقوبُ (6) ، _________ (1) قوله: «بن» ليس في (أ) و (ش) . (2) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/462) من طريق الخليل بن زياد، عن شريك، به. وذكر المقريزي في "مختصر كتاب الوتر" لمحمد بن نصر المروزي (ص146) عن هشام ابن عروة، عن أبيه، به. لم يذكر إسناده إلى هشام. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7027) من طريق منظور بن زهير السعدي، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به، مرفوعًا. وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (55/ب/أطراف الغرائب) من طريق عثمان بن حكيم، عن عبد الغفار بن القاسم، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن الزبير، به، مرفوعًا. (3) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (4) في (ش) : «ليس» بلا واو. (5) رواه محمد بن نصر - كما في "مختصر قيام الليل" (ص301) - من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ مرسلاً. ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/365 رقم 633/مسند ابن عباس) من طريق أنس بن عياض، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه؛ أنه كان لا يقنت في شيء من الصلوات، ولا في الوتر؛ غير أنه كان يقنت في صلاة الفجر قبل أن يركع الركعة الآخرة، ثم يقول لمن حوله: أقنتُ لأن أدعو، فادعوا الله. (6) هو: ابن إبراهيم القاضي. (2/465) عَنْ يزيدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، عَن عِيسَى (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زيد؛ قال: قَنَتَ النبيُّ (ص) فَقَالَ: اللَّهُمَّ، الْعَنْ رِعْلاً (2) ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ؛ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، والْعَنْ أبَا الأَعْوَرِ (3) السُّلَمِيَّ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ غيرُ أَبِي يُوسُفَ» . وَلَمْ يَقْرَأْهُ (4) عَلَيْنَا (5) . 523 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ عُيَينة، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عن يعقوب بن عبد الله ابن الأَشَجِّ، عَنْ بُسْر (7) بْنِ سَعِيدٍ، عن _________ (1) كذا في جميع النسخ، ويغلب على الظن أنها متصحِّفة عن: «ابن يُحَنَّس» ، فعيسى ويحنس رسمهما متقارب، وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7046) ؛ فقال: حدثنا يعقوب بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي زياد، عن ابن يُحَنَّس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قَنَتَ رسول الله (ص) فَقَالَ: «اللَّهُمَّ، العَنْ رِعْلاً، وَذَكْوَانَ، وعضلاً، وَعُصَيَّةَ؛ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، والعَنْ أبَا الأَعْوَرِ السُّلَميَّ» . وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (4/90 رقم482) - عن أبي يوسف، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عن أبي الحسن، عن سعيد بن زيد، به، مرفوعًا نحوه. كذا وقع فيه: «أبي الحسن» ، وأغلب الظن أنها محرَّفةٌ عن: «ابن يُحَنَّس» . وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/264) من طريق أبي يوسف، به. ووقع عنده: «عن يوحنس» . وابن يُحَنَّس هو: أبو الحسن يزيد بن يُحَنَّس الكوفي، يروي عن سعيد بن زيد، ويروي عنه يزيد بن أبي زياد؛ كما في "التاريخ الكبير" (8/368) ، و"الجرح = = والتعديل" (9/295) ، و "تهذيب الكمال" (10/447) و (32/137) . (2) في (ك) : «وعلاً» . (3) في (ت) : «والعزبل الأعور» ، وفي (ك) : «والعدابل الأعور» . (4) في (ك) : «يعده» . (5) القائل: «ولم يقرأه علينا» هو: عبد الرحمن بن أبي حاتم. (6) تقدمت هذه المسألة برقم (347) ، وانظر المسألة رقم (211) . (7) في (ش) و (ك) : «بشر» . (2/466) أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قال لزينبَ امرأةِ عبد الله: إذَا خَرَجْتِ إِلَى المَسْجِدِ لِصَلاَةِ المَغْرِبِ، فَلاَ تَطَيَّبِينَ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ بُسْر (2) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زينبَ الثَّقفيَّة، عن النبيِّ (ص) . 524- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد العزيز الدَّرَاوَرْدي (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ ثابِت بْنِ الصَّامِت؛ قَالَ: جاءنا النبيُّ (ص) ، فصلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِ بَنِي (4) عبدِ الأَشْهَل، فرأيتُهُ واضِعًا يَدَيْهِ (5) فِي ثَوْبِهِ إِذَا سَجَد. وَرَوَى هذا الحديثَ عبدُالله بْنُ مَسْلَمَة القَعْنَبِيُّ (6) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبة، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الحُصَين، عَنْ مَشْيَخَةِ (7) بني (8) _________ (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «فلا تطيَّبي» ، وقد تقدَّمت هذه العبارة في المسألة رقم (347) ، وقد ذكرنا صحَّتَها، وبيَّنَّا وجه ذلك هناك. (2) في (ت) و (ش) و (ك) : «بشر» . (3) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2728) ، ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند"، وابنه عبد الله في "زياداته على المسند" (4/334-335 رقم 18953) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (7/66) ، وابن ماجه في "سننه" (1031) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2147) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (15/200) . (4) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «بني» . (5) في (ك) : «يده» . (6) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/453) . (7) في (أ) و (ش) و (ف) : «شيخه» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وكذا في الموضع السابق من "الطبقات" لابن سعد. (8) في (ت) و (ف) و (ك) : «بن» بدل: «بني» . (2/467) عبدِ الأَشْهَل: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) صلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي عبدِ الأَشْهَل مُلْتَحِفًا فِي كِساء، كَانَ يضعُ يدَيه (1) عَلَى الكِساء؛ يَقِيهِ بَرْدَ الحَصْبَاءِ إِذَا سَجَد. وَرَوَى إسحاقُ الفَرْوي (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي حَبيبة، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بْنِ ثابِت بْنِ الصَّامِت، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه (3) : أنَّ رسولَ الله (ص) صلَّى ... مِثلَ مَتنِ حديثِ القَعْنَبِيِّ؟ _________ (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «يده» . (2) هو: إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن أبي فروة، وروايته لم نقف عليها، لكن الحديث أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (676) من طريق سعيد بن أبي مريم، والفسوي في "تاريخه" (1/321-322) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/108) - من طريق إسماعيل بن أبي أويس، كلاهما عن إبراهيم بن إسماعيل ابن أبي حبيبة، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت ابن الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه به. وسقط من مطبوع ابن خزيمة قوله: «عبد الرحمن بن» ، والتصويب من المخطوط (83/أ) ، و"إتحاف المهرة" (3/15) . ورواه ابن ماجه (1032) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2147) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/76 رقم1344) ، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1336) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (15/200) ، من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ إبراهيم بن إسماعيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ ثَابِتِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أبيه، عن جدِّه به. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/266) : «عبد الرحمن ابن ثَابِتِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) . قال ابن أبي حبيبة: عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت، عن أبيه، ولم يصحَّ حديثُه» . ورواه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/67) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/129) من طريق معن = = ابن عيسى، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن ثابت بن صامت، عن أبيه، عن جده، به. وقال المزي في "تحفة الأشراف" (5/282) : «إنما هو: عن عبد الله ابن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جدِّه ثابت بن الصامت» . (3) في (ش) : «جَدَّته» . (2/468) فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ حديثُ الفَرْوي. 525 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَامِر العَقَديُّ (1) ، عَن زكريَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمرو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى بالمدينة ثَمانًا (2) جَميعًا، وسَبْعًا جَميعًا؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ؛ رَوَاهُ شُعْبَةُ (3) ، وحمَّادُ بْن زَيْدٍ (4) ، ومحمدُ بْن مسلم (5) ، وحمَّادُ بن سَلَمة (6) ، وسُفْيانُ بن عُيَينة (7) ، عن _________ (1) هو: عبد الملك بن عمرو القيسي. (2) كذا في جميع النسخ، والذي في مصادر التخريج: «ثمانيًا» ، وهي مفعول: «صلَّى» منصوب. وفي كلمة «ثماني» منوَّنة لغتان: الأولى: إعرابها إعراب الاسم المنقوص، فتقول: هذه شجراتٌ ثمانٍ، ومررتُ بشجراتٍ ثمانٍ، ورأيتُ شجراتٍ ثمانيًا، وعلى هذه اللغة جاءت هذه اللفظة في مصادر التخريج «ثمانيًا» ، وهذه هي اللغة المشهورة. والثانية: حذفُ الياء، وجَعْلُ الإعراب على النون، فيقال: هذه شجراتٌ ثمانٌ، ومررتُ بشجراتٍ ثمانٍ، ورأيتُ شجراتٍ ثمانًا. وعلى هذه اللغة جاءت الكلمة في جميع النسخ التي بين أيدينا. انظر: "همع الهوامع" (3/257) ، و"تهذيب اللغة" للأزهري (1/115) ، و"لسان العرب" (8/358) ، و"تاج العروس" (11/484) ، وانظر: "المغرب، في ترتيب المعرب" (1/120-121) . (3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (562) . (4) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (543) ، ومسلم (705) . (5) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (12/137 رقم12807) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/90) . (6) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2735) . (7) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (475) ، والبخاري في "صحيحه" (1174) ، ومسلم (705) . (2/469) عَمْرو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ بْن زَيْدٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ الصَّحيحُ، والوَهَمُ (2) ينبغي أن يكونَ من زكريَّا (3) . 526 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رُوِيَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ (4) ، عَنْ حَجَّاج (5) ، عَنِ الحَكَم (6) ، عَنْ (7) مِقْسَم (8) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا لَمْ يَرْتَحِلْ حَتَّى تزيغَ الشَّمسُ، صلَّى الظُّهْرَ والعَصْرَ جميعًا، وإذا كانت لم تَزِ غْ، أَخَّرها (9) حَتَّى يَجْمَعَ بينهُما فِي وقتِ الْعَصْرِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو خالد (10) ، عن ابن _________ (1) من قوله: «وحماد بن سلمة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (2) قوله: «والوهم» سقط من (أ) و (ش) . (3) مراد أبي زرعة: أن عمرو بن دينار إِنَّمَا يُروى هَذَا الحديث عَن جابر بن زيد، وليس عن سعيد بن جُبَير، وحديث سعيد بن جُبَير أخرجه مسلم (705) من طريق أبي الزبير وحبيب بْن أَبِي ثابت، عَن سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عبَّاس قال: صلَّى رسول الله (ص) الظهر والعصر جميعًا، والمغرب والعشاء جميعًا، في غير خوف ولا سفر. (4) هو: سليمان بن حيَّان. وروايته أخرجها يحيى بن عبد الحميد الحمَّاني في "مسنده"- كما في "التلخيص الحبير" (2/101) -. وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/582) : «وفي إسناده مقال» . (5) هو: ابن أرطاة. (6) هو: ابن عُتَيبة. (7) في (ك) : «بن» بدل: «عن» . (8) هو: ابن بُجْرَة، مولى ابن عباس. (9) في (ف) : «أخرهما» . (10) روايته أخرجها عبد بن حميد (613) ، والطبراني في "الكبير" (11/211 رقم11524) ، والدارقطني في "سننه" (1/389) . ورواه عبد الرزاق (4405) - وعنه أحمد (1/367-368 رقم 3480) - عن ابن جريج، عن حسين، عن عكرمة وكريب، عن ابن عباس به. وأخرجه الشافعي في "مسنده" (1/186 رقم530-ترتيب السندي) - ومن طريقه البغوي في "شرح = = السنة" (1042) - عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/211 رقم11525) من طريق هشام بن عروة، كلاهما عن حسين بن عبد الله، عن كريب وحده، به. (2/470) عَجْلان (1) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس (2) . 527 - قَالَ أَبُو محمَّد (3) : وذكر (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ محمَّد بْنِ عبد الله بْنِ نُمَير (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وائِل (6) ؛ قَالَ: صَلَّيْتُ خلفَ عليٍّ، فكان يُسَلِّم عَن (7) يمينه: السَّلام عليكُم ورحمةُ اللَّه، وعن يساره: السَّلامُ عليكُم (8) ورحمةُ اللَّه. قَالَ أَبُو زرعة (9) : قَالَ ابْنُ نُمَير: «هَذَا خطأٌ» ، ولم يُبَيِّنِ الصحيحَ ما هو. _________ (1) هو: محمد. (2) قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/101) : «وحسين ضعيف، واختُلِف عليه فيه، وجمع الدارقطني في "سننه" بين وجوه الاختلاف فيه؛ إلا أن علته ضعف حسين، ويقال: إن الترمذي حسَّنه، وكأنه باعتبار المتابعة» . (3) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (أ) و (ش) ، وفي (ف) : «قلت» بدلاً منه. (4) في (ت) و (ك) : «ذكر» بلا واو. (5) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3051) عن ابن فضيل، به. وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (3/221 رقم1544) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/270 و271) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عَنْ أَبِي وائِل، عَنْ عليٍّ ح؛ أنَّه كان يسلِّم في الصلاة عن يمينه، وعن شماله. وزاد ابن المنذر فيه: «السَّلام عليكُم ورحمة الله، السَّلام عليكُم ورحمة الله» . (6) هو: شقيق بن سلمة. (7) في (ش) : «على» بدل: «عن» . (8) قوله: «عليكم» ليس في (ك) . (9) قوله: «قال أبو زرعة» ليس في (ك) . (2/471) فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: الأعمش، عَنْ أَبِي رَزِين (1) ، عَن عليٍّ. قلتُ: كَذَا رَوَاهُ الثَّوْري، عَنِ الأعمش (2) . 527/أ - قلتُ (3) : وحَدَّث (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كثير العَبْدي (5) ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ مَنْصُورٍ (6) ، عَن فُضَيل بْن عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (7) ؛ قَالَ: مَنْ آذاهُ الحَرُّ؛ فليسجُدْ عَلَى ثَوبه يوم الجُمُعة. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عُمَرَ (8) ؛ حدَّثنا قَبيصة (9) ؛ قَالَ: حدَّثنا سُفْيان (10) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن فُضَيل، عن إبراهيم، عن عمر. _________ (1) هو: مسعود بن مالك الأسدي. (2) أخرجه عبد الرزاق (3131 و3133) من طريق الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رزين، عن علي، به. ورواه الشافعي في "الأم" (7/165) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 270) ، والبيهقي (2/178) من طريق شعبة، عن الأعمش، عَنْ أَبِي رزين، عَن علي، به. ورواه الشافعي في "الأم" (7/165) عن هشيم، عن مغيرة، عن أبي رزين، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3052) عن ابن فضيل، عن إبراهيم بن سُميع، عَنْ أَبِي رزين، عَن عَليّ به. (3) قوله: «قلت» ليس في (ت) و (ك) . (4) في (أ) و (ش) : «وحديث» . (5) لم نقف على روايته، لكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2772) عن هشيم؛ قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم؛ أنَّه قال: «إذا كان حَرٌّ أو بَرْدٌ فليسجُدْ على ثوبه» . (6) هو: ابن المعتمر. (7) هو: ابن يزيد النخعي. (8) يعني: عمر بن الخطاب ح. (9) هو: ابن عقبة السُّوائي. (10) هو: الثوري. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (1558 و5466) عن الثوري، عن منصور، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2767) عن جرير، عن منصور، به، نحوه ورواه ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ (2771) عَنِ ابْنِ فضيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قال: قال عمر: إذا وجد أحدكم حرَّ الأرض؛ فليضع ثوبه بينه وبين الأرض، ثم ليسجُد عليه. (2/472) 528 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ بْنُ هَارُونَ (2) ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بن المُجَبِّر (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ قِبْلَةٌ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ؛ الحديثُ حديثُ ابْنِ عمر، موقوفً (4) . _________ (1) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/291) بعض هذا النص، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك" (1/206) : «وصححه أبو حاتم الرازي موقوفًا على عبد الله» ، كذا قال: «أبو حاتم» بدل: «أبو زرعة» !! (2) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (1/271) ، والحاكم في "المستدرك" (1/206) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/9) . ورواه الدارقطني (1/270) ، والحاكم (1/205) ، والبيهقي (2/9) من طريق شعيب بن أيوب، عن ابن نمير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به. (3) قوله: «المجبر» مطموس في (ت) ، وفي موضعه بياض في (ك) . (4) وقد قال الحاكم في الموضع السابق: «هذا حديث صحيح، قد أوقفه جماعة عن عبد الله بن عمر» . وقال ابن رجب في الموضع السابق: «ورفعُه غير صحيح عند الدارقطني وغيره من الحفاظ. وأما الحاكم فصححه، وقال: على شرطهما، وليس كما قال» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «تفرد به ابن مجبر ... والمشهور رواية الجماعة: حماد بن سلمة وزائده بن قدامة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ من قوله» . ورواه عبد الرزاق (3636) عن معمر، عن أيوب، ورواه البغوي في "الجعديات" (2405) عن شريك، عن عبيد الله، والفاكهي في "أخبار مكة" (291) من طريق حماد بن مسعدة، عن عبيد الله، كلاهما - أيوب وعبيد الله - عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قبلة. وجاء عن عمر بن الخطاب من قوله، وصححه الإمام أحمد عنه. انظر "فتح الباري" لابن رجب (2/290) ، و"العلل" للدارقطني (94) . وقول أبي زرعة: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة (85) . (2/473) 529 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بْنُ بَشِير (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ المُلاَئي، عَنْ عَاصِم بْن أَبِي النَّجُود، عَنْ أَبِي رَزِين (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: أَخَّرَ رسولُ الله (ص) العِشاءَ (3) الآخِرَةَ ذاتَ ليلةٍ حَتَّى ذَهَبَ (4) ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ قريبٌ، ثُمَّ خرجَ عَلَيْنَا والناسُ قليلٌ، فغضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أنَّ رَجُلاً دَعَا النَّاسَ (5) إِلَى عَرْقٍ (6) أَوْ مِرْمَاتَيْنِ - قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَهْمَيْن (7) - لأَجَابُوهُ، وَهُمْ يَسْمَعُونَ النِّداءَ لِلصَّلاَةِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ رِجَالاً، ثُمَّ أَتَخَلَّلَ دُورَ قَوْمٍ لاَيَشْهَدُ أَهْلُها الصَّلاَةَ، فأُضْرِمَهَا بِالنَّارِ. _________ (1) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/182 رقم7221) ، وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عاصم، عن أبي رزين إلا عمرو بن قيس، تفرد به: الحكم بن بشير. ورواه الناس عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، ورُوي عَن عَاصِمٍ، عَن زرٍّ، عن عبد الله» . (2) هو: مسعود بن مالك الأسدي. (3) في (ك) : «عشاء» . (4) في (ت) : «ذهبت» . (5) من قوله: «فغضب غضبًا ... » إلى هنا سقط من (ك) . (6) قال ابن الأثير في «النهاية» (3/220) : «العَرْق - بالسُّكون -: العَظْمُ إذا أُخِذَ عنه مُعظَمُ اللَّحم» . (7) ما ذكره أبو زرعة قولٌ في تفسير: «المِرْماة» ؛ قيل: هي السهم الصغير الذي يُتَعَلَّم به الرَّمْيُ، والمعنى: أنه لو دُعِيَ إلى أن يُعْطى سَهْمَين من هذه السِّهام، لَأَسرع الإجابة. قال الزمخشري: وهذا ليس بوَجيه، ويدفَعُهُ قوله: «أو عَرْق» . والتفسير الأشهر لمِرْماة هو أنها: ظِلْفُ الشَّاة، وقيل: ما بين ظِلْفَيها. وقال أبو عبيد: هذا حرفٌ لا أدري ما وجهُهُ، إلا أنه هكذا يفسَّر بما بين ظِلْفَيِ الشَّاة، يريد به حقارتَهُ. انظر "النهاية" (2/269-270) . (2/474) وَرَوَى هَذَا الحديثَ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) وزيدُ بنُ أَبِي (*) أُنَيْسَة، فَقَالا: عَن عاصِم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ (2) أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ حمَّادٍ وزيدِ بنِ أَبِي (*) أُنَيْسَة، وتابَعَهُما عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (3) . 530 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّث بِهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ (4) ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ (5) ، عَنْ حَجَّاج بْنِ أَرْطَاة (6) ، عن _________ (1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/416 رقم9383) ، والدارمي في "مسنده" (1248) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/169) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (5874) . (*) ... قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) . (2) في (ف) : «قال» . (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/377 و525-526 رقم8903 و10803) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/169) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (5875) . ورواه البخاري في "صحيحه" (657) ، ومسلم (651) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة به. قال الدارقطني في "العلل" (1503) : «يرويه عاصم بن أبي النَّجود، واختُلِف عنه: فرواه أبو بكر بن عياش، وحماد بن شعيب (كذا) ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، وخالفهم عمرو ابن قيس المُلائي؛ رواه عن عاصم عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِي هريرة، ولعل عاصمًا حفظه منهما» . اهـ. (4) هو: عبد الله بن سعيد. (5) هو: سليمان بن حيَّان. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (14372) ، وابن عدي في "الكامل" (2/228) . (6) أخرجه الدارقطني في "سننه" (1/414) - ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/301-302) - من طريق ابن نمير، عن الحجاج بن أرطاة، به. (2/475) يعلى ابن عَطَاء، عن أبيه (1) ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: صلَّى النبيُّ (ص) صلاةَ الفَجْرِ فِي مَسْجِدِ الخَيْف، فبَصُرَ برجُلَيْنِ مُتَنَحِّيَان ِ (2) ، فَدَعَا بِهِمَا، فجيءَ بِهِمَا تُرْعَدُ فَرائِصُهُما (3) ، فقال (4) : مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟ ؛ قَالا: صَلَّينا فِي رِحَالِنَا، ثُمَّ أَقْبَلْنَا؛ قَالَ: أَفَلاَ صَلَّيْتُمَا مَعَنَا، تَكُنْ صَلاَتُكُمَا مَعَنَا تَطَوُّعً (5) ، وَالَّتي صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا الفَرِيضَةَ؟! ؟ _________ (1) هو: عطاء العامري. (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «برجُلَيْن مُتَنَحِّيَيْنِ» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين: الأوَّل: أن نجعل قوله: «مُتَنَحِّيان» تابعًا لـ «رجلين» على أنه نعتٌ مقطوعٌ بالرفع، وهو خبر لمبتدأ محذوف، وتقدير الكلام: فَبَصُرَ برجُلَينِ هما متنحيان، والجملة الاسمية «هما متنحيان» في محل جر صفة لـ «رجلين» . وانظر الكلام على النعت المقطوع في "شرح ابن عقيل" (2/188-190) . والثاني: أنَّ «متنحيان» نعت لـ «رجلين» ، وهو مجرورٌ بكسرة مقدَّرة على الألف؛ وحينئذٍ نجري قوله: «برجلين» في جَرِّه بالياء على لغة الجمهور، ونجري قوله: «متنحيان» على لغة بني الحارث بن كعب وجماعة من العرب، واستعمالُ لغتين في كلامٍ واحدٍ شائع في لغة العرب، انظر: "الخصائص" (1/370-374) ، وانظر في اللغة الحارثية: التعليق على المسألة رقم (554) . (3) الفرائصُ والفَرِيص: جمع فَرِيصَة، وهي: اللحمة بين الكتِف والصَّدر، ويقال: أُرْعِدَتْ فرائصُهُ عند الفزع- بالبناء لما لم يُسَمَّ فاعله - أي: ارتجفَتْ واضطربَتْ عند الخوف، ومنه هذا الحديث. انظر "الصحاح" (2/475) ، و"النهاية" (3/432) ، و"اللسان" (3/179) ، و (7/64) . (4) في (ت) و (ك) : «قال» . (5) كذا في جميع النسخ: «تطوُّع» ، وهي صحيحة في العربية، ولها وجهان: الأول: أن تكون منصوبة «تَطوُّعً» خبرًا لـ «تكن» ، لكن حذفت منها ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . والثاني: أن تكون مرفوعة «تطوُّعٌ» على أنها خبرٌ للمبتدأ «صلاتُكُما» ، والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر في موضع نصب خبر «تكن» ، واسم «تكن» على هذا: ضمير القصة- وهو المسمَّى أيضًا بضمير الشأن والحديث- والتقدير: تكن هي -أي: القصة والشأن - صلاتكما معنا «تطوُّعٌ» . وانظر لضمير الشأن أو القصة التعليق على المسألة رقم (854) . (2/476) قَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ عِنْدِي. قلتُ: لَمْ يُبَيِّنْ مَا الصَّحيحُ، وَالَّذِي عِنْدِي أنَّ الصَّحيحَ: مَا رَوَاهُ شُعْبَة (2) ، وسُفْيان (3) ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّان (4) ، وحمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، وَأَبُو عَوَانة (6) ، وشَرِيك (7) ، وهُشَيم (8) ، عَنْ يَعْلى بْنِ (9) عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ _________ (1) في (ف) : «قلت: قال» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17477 و17478 و17479) ، وأبو داود في "سننه" (575 و576) . (3) هو: الثوري. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17475) ، وأبو داود في "سننه" (614) . (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (3934) ، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (5/517) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17477) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1638) . (5) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (22/233 رقم612) . (6) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليشكري. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17476) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1463) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/222) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/234 رقم613) . (7) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17477) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1637) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/235 رقم615) ، والدارقطني في "سننه" (1/413) . (8) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/160-161 رقم17474) ، والترمذي في "جامعه" (219) ، والنسائي في "سننه" (858) . قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . (9) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . (2/477) بن يزيد بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ النبيِّ (ص) (2) . 531 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيد بْنِ كاسِب، عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَير بْنِ الأَشَجِّ، [وَعَنْ] (4) عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أُسَامَةَ (5) بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بُكَير بْنِ عبد الله بْنِ الأَشَجِّ؛ جَمِيعًا (6) عَنْ عَفِيف بْنِ عَمْرٍو السَّهْمي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيمة أَتَى أَبَا أيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، فَقَالَ: أُصَلِّي فِي مَنْزِلِي، ثُمَّ آتِي المَسْجِدَ، فتقامُ الصَّلاة، فأصلِّي مَعَهُم، فأجدُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ أَبُو أيُّوب: سَأَلْنَا عَن ذلكَ النبيَّ (ص) فَقَالَ: لَكَ بِذَلِكَ سَهْمُ جَمْعٍ (7) ؟ _________ (1) أبوه هو: يزيد بن الأسود الخُزاعي، ويقال: العامري، صحابيٌّ نزل الطَّائف. انظر "التقريب" (7735) . (2) قال البيهقي في الموضع السابق: «أخطأ حجاج بن أرطاة في إسناده، وإن أصاب في متنه، والصحيح رواية الجماعة» . (3) هو: عبد الله. (4) في جميع النسخ: «عن» بلا واو، وهو خطأ يترتَّب عليه تخليطٌ في الإسناد، والصَّواب: «وعن» ، ومعناه: أن يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ يروي هذا الحديث أيضًا عن عبد العزيز بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أُسَامَةَ بن زيد، عن بُكَيْر، فعبد الله بن وَهْب وعبد العزيز بن أبي حازم كلاهما من شيوخ يعقوب كما في "تهذيب الكمال" (32/218-219) . (5) في (ش) : «عن أبي أسامة» . (6) المراد أن جميع الرواة - في الطريقين اللتين رواهما يعقوب بن حُمَيد - اتفقوا على قول: «عَنْ عَفِيفِ بْنِ عَمْرٍو السَّهمي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ رجلاً من بني أسد ... الحديث» ؛ خلافًا لما سيرجِّحُه أبو زرعة بعدُ. (7) قال ابن الأثير في «النهاية» (1/296) : «أي: له سهمٌ من الخير جُمِعَ فيه حَظَّان، والجيم مفتوحة. وقيل: أراد بالجَمع: الجيش، أي: كسَهْمِ الجيش من الغنيمَة» . ونقل ابن عبد البر في «التمهيد» (4/249) عن ابن وَهْب تفسيره لها بأنه يضعَّف له الأجر، ثم قال ابن عبد البر: «قول ابن وَهْب هذا - والله أعلم - خيرٌ من قول من قال: إن الجمع هاهنا الجيش، وإن له أجرَ الغازي - أو الغزاة - من قوله: تراءى الجَمْعان؛ يعني: الجيشَين، وليس هذا عندي بشيء، والوجهُ ما قاله ابن وَهْب، وهو المعروف عن العرب» . اهـ. (2/478) قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ: عَفِيفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُسَيَّبِ السَّهْمي: أنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسَدٍ سَأَلَ أَبَا أيُّوبَ عَنْ ذلك؟ فقال: سألتُ النبيَّ (ص) (1) . 532 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختلَفَ (3) محمَّدُ بنُ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى والثوريُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي (4) أُمَيَّة (5) : فَقَالَ سُفْيان (6) : عن عبد الكريم، عن عمرو ابن سعيد، عن عائِشَة؛ _________ (1) الحديث رواه أبو داود (578) عن أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ وَهْب به. ورواه الطبراني في "الكبير" (4/158 رقم 3998) من طريق أحمد بن صالح، والمزي في "تهذيب الكمال" (20/183) من طريق حرملة بن يحيى، كلاهما عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ عَمْرِو بن الحارث، عن بكير؛ أنه سمع عفيف بن عُمر بن المسيب يقول: حدثني رجل من أسد خزيمة: أنه سأل أبا أيوب، فذكره. ... قال أحمد بن صالح: قال ابن وَهْب: عفيف بن عُمر، والصواب: عفيف بن عَمرو؛ قد روى مالك، عن عفيفٍ هذا الحديث، فقال: عفيف بن عمرو، لم يرفعه مالك. ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/157 رقم 3997) ، و"الأوسط" (8683) من طريق عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بن عبد الله بن الأشج، عن يعقوب ابن عفيف بن المسيب: أنه سأل أبا أيوب، فذكره. قال الطبراني: «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي أيوب إلا بهذا الإسناد، تفرد به بكير بن الأشج» . ورواه مالك في "الموطأ" (1/133) عن عفيف السَّهْمي، عن رجل من بني أسد: أنه سأل أبا أيوب، فذكره موقوفًا. (2) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (3/923) . (3) أي: اختلف فيه. (4) في (ش) : «بن» بدل: «أبي» . (5) هو: عبد الكريم بن أبي المُخارق. (6) أي: الثوري. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (6215) ، وابن أبي عمر العدني في "مسنده"- كما في "مصباح الزجاجة" (1/233) - ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (654) ، والخطيب البغدادي في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" (2/244) . (2/479) أنَّ النبيَّ (ص) دخلَ عَلَيْهَا، واختَبَأَتْ مَولاةٌ لَهُ، فقال النبيُّ (ص) : حاضَتْ؟ فَقَالَتْ (1) : نَعَمْ، فَشَقَّ لَهَا مِنْ ثَوْبِهِ، وَقَالَ: اخْتَمِري بِهَذَا. وروى ابنُ أَبِي لَيْلَى (2) : عَن عبد الكريم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عائِشَة؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا يَرويه الثوريُّ أصحُّ. وسألتُ أَبِي عَنْهُ؟ فَقَالَ: هُوَ عَمْرو بْن سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بن (3) المُعَلَّى (4) . 533 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو معاوية الضَّرير (5) ، _________ (1) في (ت) و (ش) و (ك) : «فقال» . (2) روايته أخرجها أسلم الواسطي المعروف بـ «بحشل» في "تاريخ واسط" (ص71) . (3) قوله: «بن» سقط من (ش) . (4) كذا في جميع النسخ! وكذا عند مغلطاي! ولم نجد في الرواة من ينسب هكذا، ولم يذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وحقُّه أن يذكره فيه لو كان هكذا، فالظَّاهر أنه مصحَّف، وصوابه: «عَمْرو بْن سَعِيد بْن العاص بن سعيد بن العاص» ، وهو المعروف بالأشدَق، فهو الذي يروي عن عائشة خ، ويروي عنه عبد الكريم أبو أمية المعروف بابن أبي المخارق؛ كما في "تهذيب الكمال" (22/35-36) . على أن مغلطاي لم يعدَّه تصحيفًا، وإنما ذكر أن ابن عساكر نسبه إلى العاص، وذكر أن المزِّي تابعه على ذلك، ثم قال مغلطاي: «وكأن ما قاله أبو حاتم أشبه، وإن كان كما قاله، فهو رجل مجهول لا يُعرف حاله» . (5) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (4063) ، -وعنه عبد بن حميد في "مسنده" (1078/المنتخب) -، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/375) . (2/480) عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ (1) ، عَنْ جَابِرِ؛ قال: خرجَ النبيُّ (ص) ذاتَ ليلةٍ وأصحابُهُ ينتظرونَهُ لِصَلاةِ العِشَاء، فَقَالَ: نَامَ النَّاسُ وَرَقَدُوا، وَأَنْتُمْ تَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ، أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلاَةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُمُوهَا، وَلَوْلا ضَعْفُ الضَّعِيفِ، وَكِبَرُ الكَبِيرِ؛ لأَخَّرْتُ هَذهِ الصَّلاةَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ وَهَمٌ؛ وَهِمَ فِيهِ أَبُو مُعَاوِيَةَ (2) . قلتُ: لم يُبَيِّنِ الصَّحيحَ ما هُوَ، والذي عِنْدِي أنَّ الصَّحيحَ: ما رَوَاهُ وُهَيْبٌ (3) وخالدٌ الواسطيُّ (4) ، عَن دَاوُد، عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) . _________ (1) هو: المنذر بن مالك بن قُطَعَة. (2) قال ابن رجب في "فتح الباري" (3/202) بعد أن ذكر رواية أبي معاوية: «والصواب قول سائر أصحاب داود في قولهم: عن أبي سعيد؛ قاله أبو زرعة، وابن أبي حاتم، والدارقطني، وغيرهم» . (3) هو: ابن خالد. (4) هو: خالد بن عبد الله. (5) الحديث رواه أحمد في "المسند" (3/5 رقم 11015) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (345) من طريق محمد بن أبي عدي، وأبو داود في "سننه" (422) من طريق بشر ابن المفضَّل، والنسائي برقم (538) ، وابن ماجه (693) من طريق عبد الوارث بن سعيد، وابن خزيمة في "صحيحه" (345) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/375) من طريق علي ابن عاصم، جميعهم عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري به مرفوعًا. قال البيهقي: «هكذا رواه بشر بن المفضل وغيره عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، وخالفهم أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ دَاوُدَ فقال: عن جابر بن عبد الله! = ... وقال الدارقطني في "العلل" (4/132/أ) : «يرويه داود بن أبي هند واختُلِف عنه: فرواه أبو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جابر، وغيره يرويه عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد، وهو الصَّواب» . وهذا الحديث له إسناد آخر عن جابر؛ أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (3/367 رقم14949) ، وأبو يعلى (1936) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/157) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جابر، به. (2/481) 534 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَفَ الرُّواةُ (1) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة: فروى عبد الوارث (2) ، ومَعْمَر (3) ، وَبِشْرُ بْنُ المُفَضَّل (4) ، وَابْنُ عُلَيَّةَ (5) ، وحُمَيد بْنُ الأَسْوَدِ (6) ، كلُّهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيْث، عَنْ جَدِّه، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ رسول الله (ص) قَالَ: إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْعَلْ تِلْقاءَ وَجْهِهِ شَيْئًا، فَإنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَنْصِبْ عَصًا، فَإنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ عَصًا فَلْيَخُطَّ خَطًّا، ثُمَّ لاَ يَضُرُّهُ مَا مَرَّ أمَامَهُ. _________ (1) أي: اختلف الرواة فيه. (2) هو: ابن سعيد. (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/249 و254-255 و266 رقم 7394 و7461 و7615) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (812) لكن قال: عن أبي عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة. (4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (689) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (812) . ومن طريق أبي داود أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (4/199) . (5) هو: إسماعيل. (6) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (943) عن بكر بن خلف، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ إسماعيل، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيث، عَنْ جَدِّه حُرَيث بن سُليم، عن أبي هريرة. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/270) من طريق يوسف بن يعقوب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ إسماعيل، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة. كذا روي عن حميد على الوجهين. وقال الدارقطني في "العلل" (10/281 رقم2010) : «ورواه بشر بن المفضل وعبد الوارث بن سعيد، وحميد ابن الأسود، وأبو إسحاق الفزاري؛ فقالوا: عن إسماعيل، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيث، عَنْ جَدِّه، عَنْ أبي هريرة؛ إلا أن حميدًا قال من بينهم: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . (2/482) وَرَوَى ابْنُ جُرَيج، وسُفْيان بْنُ عُيَينة - فِي رِوَايَةِ الحُمَيديِّ (1) وعليِّ بْنُ المَدِيني (2) وابنِ المُقْرِئ (3) - عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْث، عَنْ جَدِّه حُرَيْث - رجلٍ مِنْ بَنِي عُذْرَة - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجي (4) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أبي محمد بن (5) عمرو ابن حُرَيْث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . _________ (1) هو: عبد الله بن الزُّبير. وروايته أخرجها هو في "مسنده" (993) . (2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (690) ، ثم قال ابن المديني: «قال سفيان: لم نجد شيئًا نشدُّ به هذا الحديث، ولم يجئ إلا من هذا الوجه. قلت لسفيان: إنهم يختلفون فيه، فتفكر ساعة ثم قال: ما أحفظ إلا أبا محمد بن عمرو. قال سفيان: قدم ههنا رجل بعد ما مات إسماعيل بن أمية، فطلب هذا الشيخ؛ أبا محمد حتى وجده، فسأله عنه؟ فخلَّط عليه» . وقال أبو داود: «وسمعت أحمد بن حنبل سئل عن وصف الخط غير مرَّة؟ فقال: هكذا؛ عرضًا مثل الهلال» . (3) هو: محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. وروايته لم نقف عليها، وممن رواه عن ابن عيينة على هذا الوجه أيضًا: أبو خثيمة زهير بن حرب، وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (2361) ، وفي "الثقات" (4/175) ، وعبد الجبار بن العلاء ومحمد بن منصور الجوَّاز، روايتهما أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (811) . وعمَّار بن خالد، روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (943) . (4) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (2376) . (5) قوله: «محمد بن» سقط من (ت) و (ك) . (6) قوله: «عن جده» سقط من (ت) و (ك) . (2/483) وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّان، وَحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ (1) ، عَنِ الثوريِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أبي عَمْرِو (2) بْنِ حُرَيْث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (3) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ (4) : الصَّوَابُ مَا رَوَاهُ الثوريُّ. قلتُ: قَدِ (5) اختُلِفَ عَنِ ابْنِ عُيَينة (6) ؛ فأمَّا يونسُ بن عبد الأعلى وسُلَيمانُ (7) القَزَّاز: فحَدَّثاني (8) عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيْث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . _________ (1) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (2/270) . وأخرجها الإمام أحمد في "المسند" = = (2/249 و254-255 و266 رقم 7394 و7461 و7615) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (812) كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، به. (2) في (ف) : «عن ابن عمرو» . (3) من قوله: «ورواه يحيى بن سعيد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (4) في (ف) : «قال أبا زرعة» . (5) قوله: «قد» ليس في (ت) و (ك) . (6) قال الدارقطني في "العلل" (10/278 رقم2010) : «ورواه ابن عيينة واختُلِف عنه: فقال سعيد بن منصور عنه: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أبي محمد بن عمرو ابن حُرَيث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عن أبي هريرة. وخالفه جماعة من أصحاب ابن عيينة، فقالوا عنه: عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حُرَيث، عن جَدِّه، ولم يقولوا: عن أبيه» . (7) هو: ابن داود. (8) في (ك) : «فحدثا» . (2/484) وَرَوَى الحُمَيديُّ، وعليُّ بْنُ المَديني، وَابْنُ المُقْرئ عَلَى مَا بَيَّنَّا (1) . _________ (1) أطال الدارقطني _ح في "العلل" (2010) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، ونقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/639) عنه أنه قال: «والحديث لا يثبت» . وروى البيهقي في "سننه" (2/271) عن علي بن المديني أنه قال: «قلت لسفيان: إنهم يختلفون فيه! بعضهم يقول: أبو عمرو بن محمد، وبعضهم يقول: أبو محمد بن عمرو! فتفكر ساعة، ثم قال: ما أحفظه إلا أبا محمد بن عمرو. قلت لسفيان: فابن جريج يقول: أبو عمرو بن محمد؟ فسكت سفيان ساعة، ثم قال: أبو محمد ابن عمرو، أو أبو عمرو بن محمد. ثم قال سفيان: كنت أراه أخًا لعمرو بن حريث. وقال مرَّة: العذري» . ثم قال البيهقي: «واحتجَّ الشافعي _ح بهذا الحديث في القديم، ثم توقف فيه في الجديد، فقال في كتاب البويطى: ولا يخط المصلي بين يديه خطًّا، إلا أن يكون في ذلك حديث ثابت، فليُتَّبع، وكأنه عثر على ما نقلناه من الاختلاف في إسناده، ولا بأس به في مثل هذا الحكم إن شاء الله تعالى، وبه التوفيق» . اهـ. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (4/198-200) : «واختلفوا فيما يعرض ولا يُنصب، وفي الخطِّ: فكل من ذكرنا قوله أنه لا يجزئ عنده أقل من عظم الذراع، أو أقل من ذراع، لا يجيز الخطَّ، ولا أن يعرض العصا والعود في الأرض فيصلي إليها، وهم: مالك، والليث، وأبو حنيفة وأصحابه، كلهم يقول: الخط ليس بشيء، وهو باطل، ولا يجوز عند واحد منهم إلا ما ذكرنا، وهو قول إبراهيم النخعي. وقال أحمد بن حنبل وأبو ثور: إذا لم يجعل تلقاء وجهه شيئًا، ولم يجد عصًا ينصبها فليخطَّ خطًّا، وكذلك قال الشافعي بالعراق. وقال الأوزاعي: إذا لم يكن ينتصب له؛ عرضَه بين يديه، وصلى إليه، فإن لم يجد خطَّ خطًّا، وهو قول سعيد بين جبير. قال الأوزاعي: والسوط يعرضه أحب إلي من الخط. وقال الشافعي بمصر: لا يخط الرجل بين يديه خطًّا، إلا أن يكون في ذلك حديث ثابت فيتَّبع» . ثم أخرج ابن عبد البر الحديث، ثم قال: «وهذا الحديث عند أحمد بن حنبل ومن قال بقوله حديث صحيح، وإليه ذهبوا، ورأيت أن علي بن المديني كان يصحِّح هذا الحديث ويحتج به. وقال أبو جعفر الطحاوي- إذ ذكر هذا الحديث -: أبو عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيْثٍ هذا مجهول، وجدُّه أيضًا مجهول، ليس لهما ذكر في غير هذا الحديث، ولا يحتج بمثل هذا من الحديث» . اهـ. وحكى ابن رجب في "فتح الباري" (2/636) عن الإمام مالك أنه قال: «الخطُّ باطل» ، ثم ذكر نقل ابن عبد البر عن الإمام أحمد أنه صححه، ثم قال متعقبًا: وأحمد لم يُعرَف عنه التصريح بصحته، وإنما مذهبه العمل بالخطِّ، وقد يكون اعتمد على الآثار الموقوفة، لا على الحديث المرفوع؛ فإنه قال في رواية ابن القاسم: الحديث في الخطِّ ضعيف» ، ثم عرض ابن رجب الاختلاف على إسماعيل بن أمية، ونقل عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: «الصَّحِيحُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ جده حريث، وهو أبو أمية، وهو من عُذرَة. قال: ومن قال فيه: عمرو بن حريث فقد أخطأ» . اهـ. وقد مثَّل ابنُ الصلاح والعراقيُّ للحديث المضطرب بهذا الحديث، ونازعهما في ذلك ابن حجر بأن الطرق قابلةٌ لترجيح بعضها على بعض، والراجحة منها يمكن التوفيق بينها. انظر "التقييد والإيضاح" (ص 124-125) ، و"النكت على ابن الصلاح" (2/772-773) . (2/485) .......................... 535 - وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا به؛ قال: حدَّثنا عبد الرحمن بْنُ بَكْرِ (2) بْنِ الرَّبيع بْنِ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: حدَّثني حسَّان بْنُ سِيَاه؛ قَالَ: حدَّثنا ثابتٌ البُنَاني (3) ، عن أنس ابن مالك: أنَّ النبيَّ (ص) سَجَد عَلَى كَوْرِ العِمامة (4) . فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) . _________ (1) نقل هذا النص بتمامه الزيلعي في "نصب الراية" (1/385) ، ونقل بعضه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/456) . وانظر المسألة رقم (500) . (2) في (ش) : «بن أبي بكر» . (3) هو: ثابت بن أسلم. (4) سلف تفسير: «كَوْر العِمامة» في التعليق على المسألة رقم (500) . (5) قال البيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 106) : «وأما ما رُوي عن النبي (ص) من السجود على كور العمامة: فلا يثبت شيء من ذلك، وأصحُّ ما روي في ذلك: قول الحسن البصري حكايةً عن أصحاب النبي (ص) » . وقال ابن القيم في "زاد المعاد" (1/231) : «ولم يثبت عنه السجود على كور العمامة من حديث صحيح ولا حسن» . (2/486) 536- وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وسُئِلَ عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَنْ شَيبان بْنِ فَرُّوخ (2) ، عَنْ عِكْرِمَة بْنِ إبراهيم، عن عبد الملك بن عُمَير اللَّيْثي (3) ، عَنْ مُصْعَب بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه سعد؛ قال: سألتُ رسولَ الله (ص) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ *} (4) ؟ قَالَ: هُمُ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَهَا (5) عَنْ وَقْتِهَا؟ فسمعتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ (7) يَقُولُ: هذا خطأٌ؛ والصَّحيحُ موقوفٌ (8) . _________ (1) انظر ما سيأتي في المسألة رقم (1740) . (2) روايته أخرجها المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (42) ، وأبو يعلى في "مسنده" (822) ، والدولابي في "الكنى" (1445) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/387) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (2276) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/214) . ورواه البزار في "مسنده" (1145) من طريق يحيى بن حسان، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/632-633) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/377) من طريق عمرو بن الربيع بن طارق، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/214-215) من طريق حرمي بن حفص، ثلاثتهم عن عكرمة بن إبراهيم، به. (3) كذا في جميع النسخ! والصواب: «اللخمي» . انظر "تهذيب الكمال" (18/370) . (4) الآية (5) من سورة الماعون. (5) في (ك) : «يخرجونها» . (6) في (ك) : «وسمعت» . (7) في (أ) : «أبي» بدل: «أبا زرعة» ، وصوِّبت في الهامش، ولم تتضح جيدًا في التصوير. (8) الحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (704) ، والطبري في "تفسيره" (24/630-631) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (43) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/214) من طريق عَاصِم بْن أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، موقوفًا. ورواه عبد الرزاق في "التفسير" (3/400) من طريق الأعمش، والطبري في "تفسيره" (24/630) من طريق خلف بن حوشب، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (233) من طريق عبد الله بن زبيد اليامي، جميعهم عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ موقوفًا. ورواه أبو يعلى في "المسند" (705) من طريق سماك، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه. قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد رواه الثقات الحفاظ عن عبد الملك بن عمير، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه موقوفًا، ولا نعلم أسنده إلا عكرمة بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير، وعكرمة لينُ الحديث» . وقال العقيلي في الموضع السابق بعد أن ذكر الخلاف فيه: «والموقوف أولى» . وقال الطبراني في الموضع السابق: «لم يرفع هذا الحديث، عن عبد الملك بن عمير إلا عكرمة بن إبراهيم» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «وهذا الحديث إنما يصحُّ موقوفًا، وعكرمة بن إبراهيم قد ضعفه يحيى بن معين وغيره من أئمة الحديث» . وقال ابن كثير في "تفسيره" (8/516) بعد أن ذكر الرواية الموقوفة: «وهذا أصح إسنادًا، وقد ضعف البيهقي رفعه وصحَّح وقفه، وكذلك الحاكم» . وقال الدارقطني في "العلل" (592) : «يرويه عبد الملك بن عمير فاختُلِف عنه، فأسنده عكرمة بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير ورفعه إلى النبي (ص) ، وغيرُه يرويه عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ موقوفًا على سعد، وهو الصَّواب. وكذلك رواه طلحة بن مصرِّف، وسماك بن حرب، وعاصم بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ ابن سعد، عن أبيه موقوفًا، وهو الصَّواب» . (2/487) 537 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَفَ الرُّواة عَن شَريك (1) : فَرَوَى (2) أَبُو نُعَيم (3) ، عَنْ شَرِيك، عَنْ سِمَاك (4) ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَة، عن أبيه. _________ (1) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (2) أي: فرواه، حذف ضمير المفعول، للعلم به. وانظر التعليق على المسألة رقم (24) . (3) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (101/المنتخب) ، وأخرجه مسلم في "صحيحه" (499) من طريق أبي الأحوص وعمر ابن عبيد الطنافسي، كلاهما عَن سماك، عَنْ مُوسَى بْنِ طلحة، به. (4) هو: ابن حرب. (2/488) وَرَوَاهُ إسحاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَق، عَنْ شَرِيك، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَب، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَة، عن أبيه (1) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَسْتُرُ المُصَلِّيَ مِثْلُ (2) مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ (3) ؟ فَقَالَ (4) أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ سِماكٍ أشبَهُ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ، إِلا أَنْ يكونَ رَوَى (5) عَنْهُمَا جَمِيعًا (6) . 538 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ لَيْثُ (7) بْن سَعْد، فاختُلِف عَن ليث: فَرَوَى أَبُو الوليد (8) ، عن ليث (9) ، عن عبد الله بن أبي مُلَيْكَة، عن عبد الله بْنِ أَبِي نَهِيك، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عن النبيِّ (ص) . _________ (1) من قوله: «ورواه إسحاق ... » إلى هنا مكرَّر في (ت) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (2) قوله: «مثل» سقط من (ش) . (3) كذا في (ت) ، وأثبت الناسخ علامة الإهمال تحت الحاء. ووردت في بقيَّة النسخ: «الرجل» بالجيم. (4) في (ك) : «قال» . (5) الضمير يعود إلى شريك، وفي (ش) : «رُوي» . (6) ذكر الدارقطني وجوهًا أخرى من الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" (512) ، وصحح حديث من رواه عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ موصولاً. (7) قوله: «ليث» سقط من (ش) . (8) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (3531) ، وأبو داود في "سننه" (1469) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/230) - ووقع عند الدارمي: «ابن أبي نهيك» من غير تسمية. وعند أبي داود والبيهقي: «عبيد الله بن أبي نهيك» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/175 رقم 1512) ، وأبو داود في "سننه" (1469) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1304) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1197) من طرق عن الليث بن سعد، به. (9) قوله: «عن ليث» سقط من (ف) . (2/489) وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ بُكَير (1) ، عَنْ ليث، عن عبد الله بن عُبَيدالله بن أبي مُلَيكَة، عن عُبَيدالله (2) بْن أَبِي نَهِيك، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أنه قال (3) : لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن ِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فِي كِتَابِ اللَّيث فِي أَصْلِهِ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، وَلَكِنْ لُقِّنَ بِالْعِرَاقِ: عن سعد (4) (5) . _________ (1) لم نقف على روايته من هذ الوجه، لكن أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/569) من طريق عبيد بن شريك، يَحْيَى بْنِ بُكَير، عَنِ اللَّيْثِ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَة، عن عُبَيدالله بْنِ أَبِي نَهِيك، عَنْ سَعْدِ بن مالك، به. والرواية المذكورة أخرجها أبو داود في "سننه" (1469) من طريق يزيد بن خالد بن موهب، عن الليث ابن سعد، به. (2) كذا في جميع النسخ مُصغَّرًا، وكلاهما مذكور عنه؛ فيقال له: «عبد الله» ، و «عبيد الله» ؛ كما في "تهذيب الكمال" (3607) . (3) قوله: «أنه قال» ليس في (ت) و (ك) . (4) في (ك) : «عن سعيد» . (5) الحديث رواه أبو داود في "مسنده" (1469) من طريق أبي الوليد الطيالسي وقتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد، ورواه أحمد في "المسند" (1/175 رقم1512) عن حجاج وأبي النضر، كلهم عن الليث، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بْنِ أَبِي نهيك، عَنْ سَعْدِ به. قال يزيد ابن خالد: عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ سعيد بن أبي سعيد، وقال قتيبة: هو في كتابي: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ. ورواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 210) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1304) من = = طريق عبد الله بن صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ أبي مليكة، عن عبيد الله بْن أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعِيدِ بن أبي سعيد به. قال عبد الله بن صالح: قال لنا الليث بالعراق - يعني في هذا الحديث -: عن سعد ابن أبي وقاص. قال الدارقطني في "العلل" (4/389 رقم649) : «واختُلِف على الليث في ذكر سعد ابن أبي وقاص؛ فأما الغرباء عن الليث فرووه عنه على الصَّواب. وأما أهل مصر فرووه وقالوا: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ؛ كان سعد. ومنهم من قال: عن سعيد، أو سعد. وقال قتيبة: عن الليث، عن رجل؛ ولم يُسَمِّ سعدًا ولا غيره» . ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (651) عن البخاري قوله: «والصحيح: ما رواه عمرو بن دينار وابن جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن عبيد الله بْنِ أَبِي نهيك، عَنْ سَعْدِ ابن أبي وقاص، عن النبي (ص) : " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقرآن ". قال محمد: وكان الليث بن سعد يروي هذا عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عبيد الله بن أبي نهيك ويقول: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، ثم رجع فقال: عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، هكذا قال عبد الله بن صالح» . وقال الدارقطني في "العلل" (9/407) : «والصَّواب قول عمرو بن دينار وابن جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن ابن أبي نهيك، عن سعد» . اهـ. وقال المزي في "تحفة الأشراف" (3/305) : «والصحيح حديث سعد» . وقال ابن حجر في "الإصابة" (5/29) : «سعيد بن أبي سعيد روى عن النبي (ص) في التغني بالقرآن، من رواية عبيد الله بن أبي نهيك عنه، والصَّواب: عن ابن أبي نهيك، عن سعد، هكذا استدركه الذهبي في "التجريد"، وليس لسعيد بن أبي سعيد صحبة، إنما جاءت هذه الرواية من طريق مرسلة» . تنبيه: ذكر الدارقطني في "العلل" (4/387) الاختلاف في هذا الحديث، إلا أنه وقع في أثناء الطباعة سقطٌ في كلام الدارقطني، استدركه المحقق _ح في نهاية الجزء التاسع من "العلل" (ص 405-407) . (2/490) 539- وسألتُُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاس (1) ابن محمد _________ (1) في (ش) : «عَيَّاش» . ونقل الإمام ابن القيم هذه المسألة في "زاد المعاد" (1/229) باختصار، ثم قال: «إنما أنكره - والله أعلم - لأنَّه من رواية الْعَلاءِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعَطَّارِ، عَنْ حفص بن غياث، والعلاء هذا مجهول لا ذكر له في الكتب الستة» . ونقل الحافظ ابن حجر بعض هذا النص في "لسان الميزان" (4/182-183) ، و"إتحاف المهرة" (2/61 رقم1225) ، وعلَّق على كلام أبي حاتم بقوله: «وإنما أنكره؛ لأنه تفرد به عن حفص، والعلاء لا يُعرَف حاله. وقد ذكر مسلم: أن علامة المنكر أن يتفرَّد من ليس معروفًا حالُه برواية حديث عمَّن يكون مكثرًا من الرواية. وقد رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غياث عن أبيه بسند آخر؛ قال: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن علقمة وغيره، عن عمر موقوفًا عليه، وهذا هو المحفوظ؛ فإن عمرَ أثبتُ الناس في أبيه» . (2/491) الدُّوري (1) ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ العَطَّار (2) ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاث، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَل (3) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: رأيتُ رسولَ الله (ص) (4) إِذَا كبَّر حَاذَى (5) إِبْهامُهُ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ ركَعَ حَتَّى استَقَرَّ كُلُّ مَفْصِلٍ مِنْهُ فِي مَوضِعِه، ثُمَّ انحَطَّ بالتَّكبير، فسَبَقَتْ رُكبَتَيهِ (6) يَدَيهِ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (7) . _________ (1) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (1/345) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (6/293-294 رقم 2310) -، والحاكم في "المستدرك" (1/226) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/99) . (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «القطَّان» . (3) هو: عاصم بن سليمان. (4) في (ف) : «رأيت النبي (ص) » . (5) في (ت) : «حاذ» . (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «ركبتاه» كما في مصادر التخريج؛ لأنَّه فاعل «سَبَقَتْ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ قد يخرَّج على وجهين: الأول: وجه الرفع على الفاعليَّة بـ «سَبَقَتْ» ، والأصل: «ركبتاهُ» ، لكن أُمِيلَتْ ألفُهُ فكتبت ياءً، وإمالتُها لوقوع الياء بعدها في قوله: «يَدَيْهِ» . وتنطق «رُكْبَتَيهُ» بالألف الممالة، مضمومة الهاء، انظر "شرح التصريح على التوضيح" (2/648) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) في الكلام على الإمالة. والثاني: وجه النصب على المفعولية بفعل مضمر، تقديره: أعني أو أَخُصُّ، كأنه قال: فَسَبَقَتْ - أعني ركبَتْيهِ - يديه. والله أعلم. (7) قال الدارقطني والبيهقي في الموضع السابق: «تفرد به العلاء بن إسماعيل» . وقال الحاكم في الموضع السابق: «صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة، ولم يخرجاه» . ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/256) من طريق عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عن أبيه، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن أصحاب عبد الله: علقمة = = والأسود، فقالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خرَّ بعد ركوعه على ركبتيه كما يخرُّ البعير، ووضع ركبتيه قبل يديه. اهـ. وهذه الطريق هي التي رجَّحها ابن حجر كما تقدم. (2/492) 540 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ معاويةُ بْنُ هِشَامٍ (1) ، عَنْ سُفْيان (2) ، عَنْ حَبِيب (3) ، عَنْ مُجَاهِد (4) ، عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : صَلاَةُ القَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاَةِ القَائِمِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَبِيب، عَنْ أبي موسى الحَذَّاء (5) ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) (6) . _________ (1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (1369) ، والبزار في "مسنده" (2492) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/423) . (2) هو: الثوري. (3) هو: ابن أبي ثابت. (4) هو: ابن جبر المكي. (5) قال أبو حاتم: «أبو موسى الحذاء لا يُعرَف ولا يُسمَّى» . "الجرح والتعديل" (9/438) . (6) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم أحداً رواه عن الثوري، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عبد الله بن عمرو إلا معاوية بن هشام» . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4633) ، وأحمد في "المسند" (2/192-193 رقم6808) عن وكيع، والنسائي في "الكبرى" (1370) من طريق أبي نعيم، كلاهما عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أبي موسى، عن عبد الله بن عَمرو به مرفوعًا. تنبيه: أورد الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (4/47/ب) في "مسند ابن عُمر" بضم العين، فقال: «يرويه حبيب بن أبي ثابت، واختُلِف عنه؛ فرواه معاوية ابن هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمر، عن النبي (ص) ، وغيره يرويه عن حبيب بن (كذا، وصوابه: عن) أبي موسى، عن عبد الله بن عُمر، وهو الصَّواب. اهـ. والحديث من هذين الطريقين والخلاف فيه إنما هو معروف عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، ويبعد أن يكون تصحيفًا من الناسخ؛ لأنه أورده في سياق أحاديث ابن عُمر، ومسند عبد الله بن عَمرو بن العاص ليس في "العلل" للدارقطني، فلعله وقع للدارقطني وهمٌ في اسم صحابيِّه، والله أعلم. (2/493) 541 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (1) ، عَنْ وَرْقاء (2) ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد (3) ، عَنِ الأَعْرَج (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إنَّ العَبْدَ إذَا صَلَّى فِي العَلاَنِيَةِ فأَحْسَنَ، ثُمَّ صَلَّى فِي السِّرِّ (5) ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَذا عَبْدي (6) حَقًّا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ يشبهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ عَبَّاد بْنِ كَثير. 542 - وسمعتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ عَبَّاد بْنِ مُوسَى (8) ، عَنْ طَلْحَة بْنُ يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: إِذَا عَرَفَ الغلامُ يمينَهُ مِنْ شِمَالِهِ، فَمُرُوهُ بالصَّلاة. _________ (1) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (4200) . (2) هو: ابن عمر اليَشْكُري. (3) هو: عبد الله بن ذكوان. (4) هو: عبد الرحمن بن هرمز. (5) كذا في جميع النسخ، وجاء عند ابن ماجه في الموضع السابق: «وصلَّى في السِّرِّ فأحسن» . (6) في (ش) : «عندي» . (7) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/536-537) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/240/مخطوط) ، والشيخ طاهر الجزائري في "توجيه النظر" (2/617) . (8) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (8332) . (2/494) فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ عَنِ الزُّهْريِّ قَطْ (1) ، قولَهُ. 543 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ المُصَفَّى (3) ، عَنْ بَقِيَّة (4) ، عَنْ صَفْوان بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَلَمة القَيْسي (5) ، عَنْ أَبِي أُمَامَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (6) : لِيَبْشُرِ (7) المُدْلِجُونَ فِي الظُّلَمِ إِلَى المَسَاجِدِ بِمَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَفْزَعُ النَّاسُ وَلاَ يَفْزَعُونَ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: سَلَمة، عمَّنْ حدَّثه، عَنْ أبي أُمَامَة، عن النبيِّ (ص) ، وبعضُهم يَقُولُ: عَنْ رجالٍ مِنْ أهل بيتِه، عن أبي _________ (1) كذا في جميع النسخ: «قَطْ» ، وليس هو في "البدر المنير"، ووقع مكانه بياض في "الإمام"، وفي "توجيه النظر": «فقَطْ» . و «قَطْ» بفتح القاف وسكون الطاء. وانظر التعليق على المسألة رقم (92) . (2) نقل قول أبي حاتم مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1298) . (3) لم نجد روايته على هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (8/142 رقم7633) من = = طريق عمرو بن عثمان، وفي "مسند الشاميين" (1033) من طريق عيسى بن المنذر، كلاهما عَنْ بقيَّة، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَلَمَةَ القَيْسي، عَنْ أبي أُمامَة به، لكن في "مسند الشاميين": «سلمة العبسي» بالباء الموحَّدة. ورواه الطبراني في "الكبير" (8/142 رقم7634) ، وفي "مسند الشاميين" (1034) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، عن صفوان، عن سلمة القَيْسي - ولم ينسبه في "مسند الشاميين"- عن رجلٍ مِنْ أَهْلِ بيتِه، عَنْ أَبِي أُمامَة. (4) هو: ابن الوليد. (5) كذا في جميع النسخ، والموضع الآتي من "المعجم الكبير" للطبراني، وفي "الجرح والتعديل" (4/178) : «سلمة العنسي، روى عَنْ رجالٍ مِنْ أَهْلِ بيتِه، عن أبي أُمامَة، روى عنه صفوان بن عمرو» . (6) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) . (7) في (ف) : «بشر» ، ومعنى: «ليَبْشُر» : ليَفْرَح. (2/495) أُمَامَة، عن النبيِّ (ص) (1) . 544- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُرَيْج (2) ابن يُونُسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيم (3) ، عن عُبَيدالله ابن عُمَرَ (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ اللَّهِ (ص) عَنْ لِبْسَتَيْنِ، وَعَنْ صَلاتَيْنِ (5) ، وَعَنْ بَيْعَتَين؛ نَهَى عَنِ الصَّمَّاءِ (6) ، والحُبْوَةِ (7) وفَرْجُهُ مفتوحٌ إِلَى السَّماء، وَعَنْ بَيع الحَصَاة (8) ، _________ (1) من قوله: «وبعضهم يقول عن رجال ... » إلى هنا مكرَّر في (ت) ؛ لانتقال البصر. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «شريح» ، ولم تنقط في (ت) و (ك) . وانظر "تهذيب الكمال" (10/221) . (3) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (191/ب/أطراف الغرائب) . ونقل عن ابن صاعد قوله: «وهذا مما وهم يحيى بن سليم في إسناده؛ لأن بعضه عن حبيب، وبعضه عن أبي الزناد، تفرد به يحيى بن سليم عن عبيد الله» . (4) في (ف) : «عَمْرو» . (5) في (ف) : «نهى رسول الله (ص) عن صلاتين» . (6) الصَّمَّاء؛ هي: أن يتجلَّلَ الرجلُ بثوبه ولا يرفع منه جانبًا، وإنما قيل له: صَمَّاء؛ لأنه يسدُّ على يديه ورجليه المنافذَ كلَّها؛ كالصخرة الصَّمَّاء التي ليس فيها خَرْق ولا صَدْع، والفقهاءُ يقولون: هو أن يتغطَّى بثوبٍ واحد ليس عليه غيرُه، ثم يرفعَه من أحد جانبيه فيضعَهُ على مَنْكِبه، فتنكشفَ عورتُه. اهـ. "النهاية" لابن الأثير (3/54) . (7) الحُبْوَةُ بضم الحاء - وبكسرها أيضًا - والاحْتِباء: أن يضُمَّ الإنسانُ رجلَيه إلى بطنه بثوبٍ يجمعُهما به مع ظهره، ويشدُّه عليها. وقد يكون الاحتباءُ باليدين عوضَ الثَّوب، وإنما نَهَى عنه؛ لأنه إذا لم يكن عليه إلا ثوبٌ واحد ربَّما تحرَّك أو زال الثوبُ فتبدو عورتُه. اهـ. "النهاية" لابن الأثير (1/335-336) . (8) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/360) : «واختُلِف في تفسير بيع الحصاة، فقيل: هو أن يقول: بعتُك من هذه الأثواب ما وقعتْ عليه هذه الحَصاة، ويرمي حصاةً، أو من هذه الأرض ما انتهت إليه في الرمي. وقيل: هو أن يشترط الخيارَ إلى أن يرميَ الحصاة. والثالث: أن يجعلا نفس الرمي بيعًا» . اهـ. وهذا الثالث الذي ذكره ابن حجر هو الذي حكاه الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (1230) حيث قال: «ومعنى بيع الحصاة: أن يقول البائعُ للمشتري: إذا نَبذتُ إليك بالحَصاة، فقد وجبَ البيعُ فيما بيني وبينك، وهذا شبيهٌ ببيع المنابذة، وكان هذا من بيوع أهل الجاهلية» . (2/496) وَعَنِ المُنابَذَةِ (1) ، وصلاةٍ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تطلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العصرِ حَتَّى تَغرُبَ الشَّمْسُ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، الحديثُ كلُّه منكرٌ (2) . 545 - أخبرنا (3) أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ: وحدَّثنا (4) يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى النَّيسابوري، عن _________ (1) في (أ) : «وعن بيع المنابذة» . والمُنابَذَةُ في البيع: أن يقولَ الرجلُ لصاحبه: انْبِذْ إليَّ الثوبَ - أو أَنْبِذُهُ إليك - ليجبَ البيع. وقيل: هو أن يقول: إذا نبذْتُ إليك الحصاة، فقد وجب البيع» . "النهاية " (5/6) . (2) ومقصوده: أنه منكرٌ من حديث ابن عمر، وإلا فالحديثُ رواه البخاري (584) ، ومسلم (1511) مختصرًا من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبي هريرة به مرفوعًا. وانظر "فتح الباري" لابن رجب (2/180 فما بعدها) . (3) انظر المسألة رقم (226) و (333) و (455) ، وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «الثوب الواحد» . (4) قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا من (ت) و (ك) ، وجاء مكانه في (ف) : «قلت: وحدثنا» ، ويظهر أن الراوي فيها عن يحيى: هو ابن أبي حاتم، وهو الصواب، لكن جاء في نسختَي (أ) و (ش) : «وحدَّثنا» فقط، والمفهوم منهما أن الراوي هو أبو حاتم لا أبو محمد، وهو خطأ لمخالفته لسياق المسألة؛ ففي آخرها قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: «ثُمَّ ذكرته لأبي ... إلخ» ، وهذا شاهد بأن الراوي عن يحيى هو ابن أبي حاتم، وليس أباه أبا حاتم، والله أعلم. على أنه لولا قرينة السياق لجوَّزنا صحة ما في هاتين النسختين أيضًا؛ فإنَّ يحيى ابن محمد هذا روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم وابنه أبو محمد؛ كما في "الجرح والتعديل" (9/186) . (2/497) مُسَدَّد (1) ، عن مُعتَمِر ابن سُلَيمان، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فِي ثَوبٍ واحدٍ. وذلك (3) عند أَبِي زُرْعَةَ بعد رجُوعه من الحجِّ. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ، ليس هذا هكذا؛ حدَّثنا (4) مُسَدَّد، عَنِ المُعتَمِر، عَن حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ لَيْسَ فِيهِ سُلَيمان التَّيْمِي (5) . فَقَالَ يَحْيَى: اضرِبوا عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : ثُمَّ ذكرتُه لأَبِي فَقَالَ: حدَّثنا ابنُ أَبِي شَيْبَةَ وغيرُهُ، عَنْ مُعتَمِر، عَن حُمَيد، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) (7) ، ولو كَانَ عَنِ (8) التَّيْمِي، لكان مُنكَرًا. 546 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن عَجْلان (9) ، عن _________ (1) هو: ابن مُسَرْهَد. (2) هو سليمان بن طَرْخان التَّيْمي. (3) أي: كان تحديثُ يحيى بن محمد النيسابوري بهذا الحديث عند أبي زرعة. (4) زاد قبلها في (أ) و (ت) و (ف) : «حديثًا» . (5) تقدَّم في المسألة رقم (226) من طرق عن حميد. (6) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «قلت» . (7) من قوله: «ليس فيه سليمان ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (8) في (ت) و (ك) : «على» بدل: «عن» . (9) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/339-340 و417 رقم 8477 و9403) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/203) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (902) ، والترمذي في "جامعه" (286) ، وابن حبان في "صحيحه" (1918) ، والحاكم في "المستدرك" (1/229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/116-117) . (2/498) سُمَيٍّ (1) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: شُكِيَ إِلَى رسول الله (ص) مَشَقَّةُ السُّجود عَلَيْهِمْ إِذَا انْفَرَجُوا، فَقَالَ: استَعِيُنوا بالرُّكَب (3) . وَرَوَاهُ ابنُ عُيَينة (4) وغيرُهُ (5) ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنِ النُّعْمان بْنِ أَبِي عَيَّاش، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) ؟ فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: الصَّحيحُ: حديثُ سُمَيٍّ، عَنِ النُّعمان بْنِ أبي عَيَّاش، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَل (7) . _________ (1) هو: القرشي المخزومي، أبو عبد ال المدني. (2) هو: ذكوان السَّمَّان. (3) فسَّرها ابن عجلان في رواية الإمام أحمد في "المسند" (2/339) ، والبيهقي في "سننه" (2/116-117) بقوله: «ذلك أن يضعَ مِرفَقَيه على رُكبَتَيه إذا طال السُّجود وأَعْيا» . (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (2662) ، والبيهقي في "السنن الكبرى"، وأخرجه البخاري تعليقًا في "التاريخ الأوسط" (2/18) ، والتاريخ الكبير" (4/203) . (5) كسفيان الثوري، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2928) ، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (2/18) ، و"التاريخ الكبير" (4/203) . (6) كذا، بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (7) من قوله: «فسمعت أبي يقول ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث لا نعرفه من حديث أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) = = إلا من هذا الوجه، من حَدِيثَ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، وقد روى هَذَا الحديث سُفْيَان بن عيينة وغير واحد عَنْ سُمَي، عَنِ النُعْمَانِ بْنِ أبي عياش، عن النبي (ص) نحو هذا، وكأن رواية هؤلاء أصحُّ من رواية الليث» . وقال البخاري في الموضع السابق بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «مرسل أصحُّ» . وصحح الإرسال أيضًا الدارقطني في "العلل" (10/86) . قال ابن رجب في "فتح الباري" (5/110) : «والمرسل أصحُّ عند البخاري، وأبي حاتم الرازي، والترمذي، والدارقطني، وغيرهم» . وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع، انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2/499) 547 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ اختُلِف على عُبَيدالله بن عُمَرَ: فَرَوَى أَبُو أُسَامَةَ (2) ، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ (3) بْنِ أَبِي سَلَمة؛ قَالَ: رأيتُ رسولَ الله (ص) يصلِّي فِي بيتِه فِي ثَوبٍ واحدٍ متوشِّحًا (4) بِهِ، يخالفُ بَيْنَ طَرَفَيْهِ. وروى سعيدُ بن عبد الرحمن (5) ، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يَذْكُرْ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا عِنْدِي أشبَهُ (6) . _________ (1) انظر ما سبق في المسألة رقم (230) و (236) وانظر المسألة رقم (2200) . (2) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "الصلاة" - كما في "إتحاف المهرة" (15899) - من طريق أبي الأزهر حوثرة بن محمد ومحمد بن علي بن محرر، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/24 رقم 8290) من طريق محمد بن عبد الرحمن العنبري، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4887) من طريق هارون ابن عبد الله، جميعهم عن أبي أسامة، به. وأخرجه الطبراني في نفس الموضع من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن عبيد الله، به. (3) في (ش) : «عمرو» في هذا الموضع، وفي الآخر جاءت على الصَّواب. (4) ذكر ابن الأثير في "النهاية" (5/187) حديث: «أنه كان يتوشَّحُ بثوبه» ، وفسَّره بقوله: «أي: يتغشَّى به» . (5) لم نقف على روايته، لكن أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (812) عن أبي أسامة، عن عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/225) من طريق موسى بن عبد الرحمن، عن أبي أسامة، به. ليس فيه ذكر لسعيد بن المسيب كذلك. (6) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (354 و355 و356) ، ومسلم (517) من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ به. (2/500) 548 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ يُقارِبُ بَيْنَ (4) الخُطا إِلَى المَسْجِدِ، وَقَالَ: إنَّمَا فَعَلْتُهُ لِتَكْثُرَ خُطَايَ إِلَى (5) المَسْجِدِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ جماعةٌ عَنْ ثَابِتٍ البُناني، فَلَمْ يُوَصِّلْهُ (6) أحدٌ إِلا الضَّحَّاكُ بنُ نَبَراس (7) ، والضَّحَّاكُ لَيِّنُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ ذَا يُتَابِعُهُ محمدُ بْنُ ثَابِتٍ، ومحمدٌ أَيْضًا لَيْسَ بِقَويٍّ؛ والصَّحيحُ موقوفٌ (8) . _________ (1) نقل قول ابن أبي حاتم مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1301-1302) . (2) هو: سليمان بن داود. والحديث في "مسنده" (606) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (5/118 رقم4800) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2608) . (3) هو: ثابت بن أسلم البُناني. (4) قوله: «بين» سقط من (ش) . (5) قوله: «إلى» سقط من (ف) . (6) قوله: «يُوَصِّلْهُ» من «وَصَّل الأحاديثَ» بتشديد الصاد، بمعنى: وَصَلَها. انظر التعليق على المسألة رقم (163) . (7) كذا ضبطه ابن حجر في "التقريب" فقال: «بفتح النون والموحَّدة، وآخرُهُ مهملةٌ» ، وعند الخزرجي في "الخلاصة" (ص177) ضبطت بكسر النون: «نِبْرَاس» ؛ قال: «بكسر النون، وإسكان الموحَّدة، ثم مهملتين بينهما ألف» . (8) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (133) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (458) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/606/السلفي) ، وعبد بن حميد في = = "مسنده" (256/المنتخب) ، والطبراني في "الكبير" (5/118 رقم4799) ، وابن عدي في "الكامل" (4/97) من طريق الضحاك بن نبراس، عن ثابت، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (3408) من طريق جعفر بن سليمان، وابن أبي شيبة (7410) من طريق حميد الطويل، والعقيلي في "الضعفاء" (2/607/السلفي) ، من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن ثابت، به، موقوفًا. قال العقيلي: «حديث حماد أولى» . وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (1/242 رقم581/2) : «والمحفوظ في هذا موقوف على زيد بن ثابت ح» . (2/501) 549 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرْب، عَنْ شُعْبَة، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْران، عَنْ أَبِي رَافِعٍ (2) ، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ؛ فَلاَ يَبْزُقَنَّ عَنْ يَمِينِهِ، وَلاَ عَنْ يَسَارِهِ، وَلاَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَكِنْ تَحْتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَفِي ثَوْبِهِ؟ فَقَالَ (3) أَبُو زُرْعَةَ: مَا رُوِيَ عن النبيِّ (ص) بِأَنْ يَبْزُقَ (4) عَنْ يسارِه أصحُّ مِنْ هَذَا الَّذِي ذُكِرَ: وَلا يَبْزُقْ عَنْ يسارِهِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : أَخْطَأَ سُلَيمانُ بْنُ حَرْب فيما روى من مَتْن ِ هَذَا الْحَدِيثِ: بأنْ لا يَبْزُقَ عَنْ يَسَارِهِ؛ فَقَدْ حدَّثنا أَبِي، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (6) وآدَمَ (7) العَسْقلانيِّ، عن شُعْبَة (8) ، عن القاسم ابن مِهْران، عن أبي _________ (1) قال ابن رجب في "فتح الباري" (2/345) : «وأخطأ سليمان في قوله: " ولا عن يساره "، فقد رواه أصحاب شعبة عنه وقالوا: " وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ " ذكره ابن أبي حاتم» . (2) هو: نُفَيع المدني. (3) في (أ) و (ش) : «قال» . (4) في (ك) : «ما يبزق» بدل: «بأن يبزق» . (5) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط، وفي بقيَّة النسخ: «قلت» . (6) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي. (7) هو: ابن أبي إياس. (8) الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (550) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، به. وأخرجه أيضًا (550) من طريق ابن علية، وعبد الوارث، كلاهما عن القاسم ابن مهران، به. (2/502) رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلاَ يَبْزُقْ بَيْنَ يَدَيهِ وَلاَ عَنْ يَميِنِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ. هَكَذَا متنُ حديثِ أَبِي الْوَلِيدِ وآدَمَ عَنْ شُعْبَة (1) . وَرَوَاهُ هُشَيم (2) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْران، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، واتَّفَقَ متونُ سائرِ الأحاديثِ عَنِ النبيِّ (ص) مِثل ذَلِكَ سَوَاءٌ. 550 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسيُّ (3) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ فِراس (4) ، عَنِ الشَّعبي؛ قَالَ: سَمِعتُ سَمُرَةَ يقول: صَلَّى _________ (1) سليمان بن حرب ثقة إمام؛ إلا أنه ربما روى الحديث بالمعنى، فتغير بعض ألفاظه. قال أبو داود: «كان سليمان بن حرب يحدث بحديث، ثم يحدث به كأنه ليس ذاك» . وقال الخطيب: «كان سليمان يروي الحديث على المعنى فتتغير ألفاظه في روايته» . انظر "تهذيب الكمال" (11/391) . وقد روي عن سليمان بن حرب بما يوافق رواية آدم وأبي الوليد، أخرجه أبو نعيم في "المستخرج على صحيح مسلم" (1210) عن أبي حفص الخطابي، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، به. وحدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر؛ غندر، ثنا شعبة، به. والذي يبدو لنا أن أبا نعيم حمل رواية سليمان بن حرب على رواية محمد بن جعفر، ثم قال عقب روايته للحديث: «ذلك لفظ غندر» . (2) هو: ابن بشير، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (550) . (3) هو: سليمان بن داود. وروايته هذه أخرجها في "مسنده" (932) ، ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "مسانيد فراس المكتب" (ص42 رقم 10) . (4) هو: ابن يحيى الهَمْداني. (2/503) رسولُ الله (ص) الصُّبحَ فقال: أهَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي فُلاَن ٍ؟ إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَحْبُوسًا (1) بِبَابِ الجَنَّةِ بِدَيْنٍ عَلَيْهِ؟ _________ (1) كتبت في (ت) : «محبوس» وفوق كاسة السين ألف ملحقة بها. ولعله تصويب. والمثبت من بقيَّة النسخ. والجادَّة: «محبوسٌ» ، بالرفع؛ لأنها خبر «إنَّ» ، كما في بعض مصادر التخريج، وفي بعضها: «قد حُبِسَ» . و: «محبوسًا» بالنصب كما في النسخ، يخرَّج على ثلاثة أوجه: الأول: على الحال، وخبر «إنَّ» هو قوله: «بباب الجنة» على التقديم والتأخير، والأصل: «إنَّ صَاحبَكُم بباب الجنَّة محبوسًا» ، أي: حالة كونه محبوسًا. والثاني: النصب على الحال السَّادَّةِ مَسَدَّ الخَبَرِ، والتقدير: إنَّ صاحبَكُم واقفٌ محبوسًا بباب الجنة، ونحو ذلك، حُذِفَ الخبر، وسَدَّ الحالُ مسدَّهُ. انظر في ذلك التعليق على المسألة رقم (827) . والثالث: النصب خبرًا لـ «إنَّ» ، على لغة من ينصب بـ «إنَّ» وأخواتها، الاسم والخبر جميعًا. ومنه قولُ أبي هريرة ح - في إحدى روايتي مسلم (195) -: «إِنَّ قَعْرَ جهنَّمَ لَسَبْعِينَ خريفًا» ، وقولُ نافع - راوي الحديث عن ابن عمر - أو مَنْ دونه: «ورأى (أي: ابن عمر) أنَّ ذلك مُجْزِئًا» . وقولُ أبي نُخَيْلة [من الرجز] : كأنَّ أُذْنَيْهِ إذا تَشَوَّفَا قادمةً أو قَلَمًا مُحرَّفَا ومنه: ما سُمِع من قولهم: «لعلَّ زيدًا أخانا» ، وحكي: «لعل أباك منطلقًا» . وكثر ذلك في خبر «ليت» ، ومن شواهده: قول ورقة بن نوفل: «ياليتني فيها جَذَعًا» - على أحد التخريجين - وقال ابنُ سلاَّم الجمحي: «سمعتُ أبا عَوْنٍ الحِرْمازي يقول: ليتَ أباك مُنْطَلِقًا، وليتَ زيدًا قاعدًا» . اهـ. وخصَّ بعض العلماء ذلك بخبر «لَيْتَ» فقط. وخصه بعضهم بخبر «لَيْتَ» و «لعل» و «كأنَّ» . وذهب غيرهم إلى جوازِ النصب مع «إنَّ» وأخواتها جميعًا، وهي لغةٌ لبعض العرب، لكنْ لم يُحْفَظ في خبر «لكنَّ» . والمانعون من ذلك يُنْكرون هذه اللغة ويؤوِّلون ما وَرَد من ذلك: إمَّا على إضمار «كان» أو غيرها والجملة هي الخبر، أو على الحال المغنية عن الخبر، أو تشبيهًا لـ «ليت» بـ «وددتُّ» و «تمنيتُ» ، و «كأنَّ» بـ «ظننتُ» - بحيث تكون «إنَّ» وأخواتها ناصبةً للاسم رافعةً للخبر؛ على ما هو الأصلُ المشهورُ المجمعُ على صِحَّتِه. انظر تفصيل ذلك وشواهده في: "طبقات فحول الشعراء" (1/78) ، و"شرح المفصَّل" (1/103- 104) ، و"المحتسب" (1/270) ، و"شرح التسهيل" لابن مالك (2/5- 10) ، و"شرح الكافية الشافية" له (1/516-518) ، و"التذييل والتكميل" لأبي حيان (4/278) ، (5/26- 32) ، و"ارتشاف الضرب" له (3/1242) ، و"مغني اللبيب" (ص49، 197، 283) ، و"همع الهوامع" (1/491) ، و"خزانة الأدب" (10/235) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (3/72) . (2/504) فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسي (1) وعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ فِراس، عَنِ الشَّعبي؛ قَالَ: سمعتُ سَمُرَةَ! والشَّعْبِيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ سَمُرَة. روى سعيدُ ابن (3) مَسْرُوقٍ (4) ، عَنِ الشَّعْبي، عَنْ سَمْعَانَ ابن مُشَنَّج، عَنْ سَمُرَة، عَنِ النبيِّ (ص) (5) . _________ (1) قوله: «الطيالسي» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (7/178 رقم6750) ، والحاكم في "المستدرك" (2/25) ، وأبو نعيم في "مسانيد فراس" (ص42) ، ولم يصرح في إسناده بسماع الشعبي من سمرة. وأخرجه الطيالسي في "المسند" (933) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/20 رقم20232) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/178 و179 رقم6751 -6753) ، والحاكم في "المستدرك" (2/25) ، وأبو نعيم في "مسانيد فراس" (ص43-44) من طرق عن فراس، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/11 و13 و20 رقم 20124 و20157 و20222) ، والطبراني في "الكبير" (7/179 رقم 6754) ، وفي "الأوسط" (3046) ، والحاكم في "المستدرك" (2/25) ، والبيهقي في "الشعب" (5156) ، وأبو نعيم في "مسانيد فراس" (ص45) من طرق عن الشعبي، به. (3) في (ش) : «عن» بدل: «بن» . (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (15263) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/20 رقم20231 و20233) ، وأبو داود في "سننه" (3341) ، والنسائي (7/315 رقم4685) . (5) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/204) : «ولا نعلم لسمعان سماعًا من سمرة، ولا للشعبي من سمعان» . (2/505) 551 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ سُلَيمان ابن عُبَيدالله (2) الرَّقِّي (3) ، عن عُبَيدالله (4) بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَير، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَة؛ قَالَ: سَأَلَ رجلٌ رسولَ الله (ص) : أُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الَّذِي آتِي فِيهِ أَهْلِي؟ قَالَ: نَعَمْ؛ إلاَّ أَنْ تَرى فِيهِ شَيْئًا فَتَغْسِلُهُ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: كَذَا رَوَاهُ مرفوعً (5) ، وإنما هو موقوفٌ (6) . _________ (1) قال ابن رجب في "فتح الباري" (2/136) : «وقال أبو حاتم الرازي والدارقطني: الصواب وقفه على جابر بن سمرة» . (2) في (أ) و (ش) : «عبد الله» . (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (542) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/ 89 و97 رقم 20825 و20920 و20921) من طريق عبد الله بن ميمون الرقي، وأبي أحمد مخلد بن الحسن بن أبي زميل، وابن ماجه (542) من طريق يحيى بن يوسف الزمي، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر به. قال عبد الله: «قَالَ أَبِي: هذا الحديث لا يرفع عن عبد الملك بن عمير» . كذا جاءت العبارة في المطبوع، وكذا نقلها ابن رجب في "فتح الباري" (2/136) . وقال: «يشير إلى أن من رفعه فقد وهم» . ونقلها ابن حجر في "أطراف المسند" (1/700) ، و"إتحاف المهرة" (3/64 و103) بلفظ: «هذا الحديث لا يرفعه غير عبد الملك» . وما في المطبوع أقرب للصواب بضميمة ما يأتي ذكره عن الدارقطني في"العلل"، والله أعلم. (4) في (ش) : «عبد الله» . (5) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) . (6) أخرجه هكذا الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/53) من طريق أبي عوانة، وابن المنذر في "الأوسط" (2/157) من طريق أسباط بن محمد، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن جابر موقوفًا. وقال الدارقطني في "العلل" (4/97/ب) : «يرويه عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر عن سمرة مرفوعًا ... ، ولا يصح، والصَّحيح: ما رواه أبو عوانة، وأسباط بن محمد، وعبد الحكم بن منصور، وغيرهم، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة من قوله» . (2/506) 552 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ الْهَادِ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ بَنِي بَيَاضَة؛ أَنَّهُ سمعَ رسولَ الله (ص) وعَظَ الناسَ وحَذَّرهم وَقَالَ: المُصَلِّي يُنَاجِي رَبَّهُ، وَلاَ يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ في القُرآن ِ. وَرَوَاهُ ابنُ الْهَادِ أَيْضًا عَلَى إثْرِ ذَلِكَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى الغِفارِيِّينَ (3) ؛ أَنَّهُ حدَّثه - هَذَا الحديثَ - البَياضِيُّ عن رسول الله (ص) ؟ سمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَوْلا أنَّ ابْنَ الْهَادِ جمعَ بَيْنَ الحديثَين، لكُنَّا نحكُم لهؤلاءِ الَّذِينَ يَرْوُونَهُ (4) . 553 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (5) ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ _________ (1) تقدمت هذه المسألة برقم (367) ، وانظر المسألة الآتية برقم (667) . (2) هو: يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. (3) وقيل: مولى الأنصار، وقيل: مولى بياضة، وقيل: التمَّار. انظر "تهذيب الكمال" (33/217) . (4) كذا في جميع النسخ. ومقصد أبي حاتم: ترجيحُ بعض الوجوه التي يرويها أكثرُ الرواة، لولا جمعُ ابن الهاد بين الحديثين. وسيأتي طرف لهذه المسألة برقم (667) فانظره إن شئت. (5) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (6/157) ، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (930) . ورواه ابن نصر (931) من طريق عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، قال: قال عمر، فذكره. (2/507) عُمير، عَنْ أَبِي المَلِيح الهُذَلي (1) ؛ قَالَ: سمعتُ عُمَرَ يَقُولُ: لا إسلامَ لِمَنْ لم يُصلِّي (2) ؟ سمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَمْ يُدرِكْ أَبُو المَلِيح عمرَ، يُروى - عَنْ عبد الملك بْنِ عُمَير، عَن قَبِيصَة بْنِ جَابِرٍ؛ قَالَ: سمعتُ عُمَرَ ... (3) - هَذَا الكلامُ، لَمْ يُذْكَر فِي الإِسْنَادِ أبو المَلِيح (4) . _________ (1) قيل: اسمه عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد. (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لِمَنْ لم يصلِّ» بحذف الياء، ولإثبات الياء هنا وجهان، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . (3) من قوله: «عن قبيصة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (4) الحديث أخرجه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (928) من طريق قرة بن خالد، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة، عن المسور بن مخرمة قال: دخلت على عمر، فذكره. قال الدارقطني في "العلل" (2/211) : «وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، فاختُلِف عليه: فرواه قرة بن خالد، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة، عن المسور بن مخرمة، عن عمر. وخالفه شريك فرواه عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن أبي المليح الهذلي، عن عمر. وقول قرة أشبه بالصَّواب» . (2/508) بَابٌ فِي الْوِتْرِ 554 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُلازِمُ بْن عَمْرٍو، وَمُحَمَّد بْن جَابِرٍ، فاختَلَفا: فروى مُلازِمُ بن عمرو (2) ، عن عبد الله بْنِ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْق، عَنْ أَبِيهِ طَلْق بْنِ علي، عن النبيِّ (ص) أنه قال: لاَ وِتْرَان ِ (3) في لَيْلَةٍ. _________ (1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (6748) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/23 رقم 16296) ، وأبو داود في "سننه" (1439) ، والترمذي في "جامعه" (470) ، والنسائي في "سننه" (3/229-230 رقم 1679) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1101) ، وابن حبان (2449) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (8/156 رقم166 و167) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/36) . وقال الترمذي: «حسن غريب» . (3) كذا في جميع النسخ ومصادر التخريج، والجادَّةُ: «لا وِتْرَيْنِ» ؛ لأنَّ اسم «لا» النافية للجنس إذا كان مفردًا: يُبْنَى على ما ينصب به، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ، ويخرَّج في العربية على وجهَيْن: الأوَّل: على لغة من يُلْزمُ المثنَّى وما يلحق به الألف مطلقًا، رفعًا ونصبًا وجرًّا؛ وهم: كنانة، وبنو الحارث ابن كعب، وبنو العنبر، وبنو الهُجَيْم، وبطونٌ من ربيعة، وبكر بن وائل، وزُبَيْد، وخَثْعَم، وهَمْدان، وفزارة، وعُذْرة؛ وهذا لأنهم يعاملون المثنَّى والملحق به معاملة الاسم المقصور؛ فيعربونَهُ بحركاتٍ أصليَّة مقدَّرة على الألف، رفعًا ونصبًا وجرًّا. ومن شواهد هذه اللغة: قولُهُ تعالى: [طه: 63] {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} ، بتشديد نون «إنَّ» ، و «هذان» بالألف، وهي قراءة العشرة إلا حفصًا وابن كثير وأبا عمرو، ومن الحديث - غير هذا الحديث - قول بعض الصحابة: «وفرقنا اثني عشر رجلاً» . ومن كلام العرب: «ضربْتُ يداه، ووضعتُهُ علاه» يريد: يدَيْهِ، وعلَيْهِ، وقولُ بعضهم: «لو استطعتُ، لأتيتُك على يَدَايَ» . ولها شواهد من الشعر كثيرة. وانظر هذه اللغة وشواهدها في: "شرح التسهيل" (1/62-63) ، و"التذييل والتكميل" (1/245-248) ، و"شرح الأشموني" (1/84-85) ، و"شرح المفصَّل" لابن يعيش (3/128-129) ، و"همع الهوامع" = = (1/145-147 باب المثنى) ، و"البحر المحيط" (6/238) ، و"معجم القراءات القرآنية" لعبد اللطيف الخطيب (5/448-453) . وانظر "شواهد التوضيح" (ص157) ، و"شرح سنن النسائي" للسيوطي (3/230) ، و"حاشية السِّنْدي على سنن النسائي" (2/230) ، و"عون المعبود" (4/314) . والوجه الثاني: أنَّ «وتران» بالألف فاعلٌ لفعلٍ مقدَّرٍ، قال: «لا وتران» ، أي: لا يجتمعُ وتران، أو لا يجوزُ وتران في ليلة، بمعنى: لا ينبغي لكم أنْ تجمعوهما. ذكره السِّنْدي في "حاشية النسائي". وانظر "الحديث النبوي، في النحو العربي" لمحمود فجال (ص154-155) . والأوَّل أولى؛ لاحتياج الثاني إلى التقدير. (2/509) وَرَوَى (1) مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ (2) ، عَنْ عبد الله بْنِ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ (3) بْنِ طَلْق، عن النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يقُلْ: عَنْ أَبِيهِ؟ وَلَمْ يُبَيِّنْ (4) أيُّهما أصحُّ! _________ (1) في (ش) : «ورواه» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد كما في "أطراف المسند" (2940) ، و"إتحاف المهرة" (6667) من طريق محمد بن يزيد، عن محمد بن جابر، ولم نجدها في "المسند"، وإنما الموجود فيه (4/23 رقم 16289) رواية مُوسَى بْنِ دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن جابر، عن عبد الله ابن بدر، عن طلق بن علي، عن أبيه، وهذه ذكرها ابن حجر أيضًا، ونبَّه على الخلاف فيها. (3) في (ت) و (ك) : «ميسر» . (4) يعني أباه. وهكذا جاءت العبارة في جميع النسخ! فإما أن يكون في النص سقط، أو يكون أبو حاتم هو الذي ذكر الاختلاف السابق، ولم يرجِّح، أو يكون عبد الرحمن بن أبي حاتم عرض الاختلاف على أبيه، فسكت ولم يُجبه بشيء؛ لكونه لم يحضره جواب، والله أعلم. (2/510) وَوَجَدتُّ (1) أيُّوبَ بْنَ عُتْبَة (2) قَدْ وافقَ مُلازِمَ بْنَ عَمْرٍو فِي (3) توصيلِ هَذَا الحديثِ (4) عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْق نَفْسِه، فَقَالَ: عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) ؛ فدلَّ (5) أنَّ الحديثَ موصَّلً أصحُّ (6) . 554 /أ- حدَّثنا (7) عليُّ بْن الْحُسَيْن بْن الجُنَيد المالكي (8) - حافظُ _________ (1) في (ت) و (ك) : «وودت» . (2) روايته أخرجها أبو داود الطيالسي في "مسنده" (1192) ، وابن سعد في "الطبقات" (5/552) ، والإمام أحمد في "المسند" - كما في "أطراف المسند" (2940) ، و"إتحاف المهرة" (6667) ، وعزاه له الضياء في "المختارة" (8/157) ، وهو بهذا الإسناد غير موجود في المطبوع من "المسند"، ومحمد ابن نصر المروزي في "الوتر" (ص 132) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/342) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/333 رقم8247) . (3) في (ك) : «عمرو وفي» . (4) «توصيل هذا الحديث» ، أي: وَصْلُهُ. وسيأتي آخر المسألة «أن الحديث موصل» أي: موصول. وانظر التعليق على المسألة رقم (163) . (5) في (ت) و (ك) : «فيدل» . (6) بهامش النسخة (ف) تعليق على هذا الموضع؛ ونصه: «صح من هنا إلى الوريقة صح» . وهو تنبيه على وجود المسألتين التاليتين ملحقتين في وريقة أسفل الوجه الآخر من المخطوط. وانظر التعليق التالي. وقوله: «موصَّل» بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (7) هذه المسألة والتي بعدها سقطتا من (ت) و (ك) ، وسقطتا أيضًا من أصل (ف) ، ثم أُلحقتا بوريقة أسفل الوجه التالي في المخطوط. (8) أخرجه أيضًا ابن أبي حاتم في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (7/310) - عن شيخه علي بن الحسين به. ورواه أبو يعلى في "مسنده" (2900) ، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (215) عن عبد الله بن عون، به. ورواه الطبراني في "الأوسط" (5737) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/538) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/331) من طريق أبي القاسم عبد الله ابن بنت ابن منيع، كلاهما - الحضرمي وابن بنت ابن منيع - عن عبد الله بن عون، به. ورواه البزار في "مسنده" كما في "زوائده" لابن حجر (1/324 رقم 507) ، وابن عدي في "الكامل" (2/368) من طريق الحسين بن علي بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بشر، به. (2/511) حَدِيثِ مَالِكٍ والزُّهْري - قَالَ: سُئِل يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ حديثٍ حدَّثنا به عبدُالله (1) بْنُ عَوْن الخَرَّاز (2) - وَكَانَ ثِقَةً - بِمَكَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْر العَبْدي، عَنْ مِسْعَر (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَامَ رسولُ الله (ص) حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ - أَوْ قَالَ: سَاقَاهُ - فَقِيلَ لَهُ: أليسَ قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تقدَّم مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تأخَّر؟ قَالَ: أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟! ؟ فَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: الشَّيخُ (4) صدوقٌ، والحديثُ لا أصلَ لَهُ. فسمعتُ ابْنَ الجُنَيد يَقُولُ: إِنَّمَا رَوَاهُ مِسْعَر (5) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقة، عَن المغيرة بْن شُعْبَة، عَنِ النبيِّ (ص) (6) . _________ (1) في (ف) : «حدثنا به عن عبد الله» ، وكأنه ضُرب على قوله: «عن» . (2) قوله: «الخَرَّاز» لم تنقط الخاء والزاي في (أ) و (ش) ، وفي (ف) : «الحزار» . والنص بكامله سقط من (ت) و (ك) ، والمثبت من "المؤتلف والمختلف" للدارقطني = = (1/538) ، و"الأنساب" للسمعاني (2/138-139) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (2/344) . (3) هو: ابن كِدام الرؤاسي. (4) يعني: عبد الله بن عَون. (5) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1130 و6471) . وأخرجه أيضًا (4836) هو ومسلم (2819) من طريق سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بن علاقة، به. وأخرجه مسلم أيضًا من طريق أبي عوانة، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ. (6) قَالَ الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ مِسْعَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ إلا عبد الله بن عون، عن محمد بن بشر، ورواه غيره عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَن المغيرة بْن شُعْبَةَ. وَرَوَاهُ أبو قتادة الحراني، عن مسعر، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أبي جحيفة. ورواه سيف بن محمد ابن أخت سفيان، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنِ المغيرة بن شعبة» . وقال ابن كثير في الموضع السابق: «غريب من هذا الوجه» . قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا يعرف بعبد الله بن عون الخراز، عن محمد بن بشر، ولم يروه من الثقات غيرُه، وعن محمد بن بشر فقال: عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، وهو خطأ، وقد اختلفوا على مسعر في هذا الحديث على ألوان. والحسين بن علي ابن الأسود سرق هذا الحديثَ من عبد الله بن عون على أن غير الحسين من الضعفاء قد سرق منه أيضًا» . وذكر الدارقطني في "العلل" (1248) الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «والصَّحيح حديث مسعر ومن تابعه عن زياد، عن المغيرة» . وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (1/252) بعد أن ذكره من طريق أبي يعلى: «هو معلول، والمشهور: عن مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عن المغيرة بن شعبة ح» . اهـ. (2/512) 554/ب - وسألتُ عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيد المالكي عَنْ حديثٍ حَدَّثناه (1) عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحة اليَرْبوعي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرير (2) ، عَنْ لَيْث (3) ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) _________ (1) في (أ) و (ش) : «حدثنا» . ويعني: ابن الجنيد، وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (17340) . وأخرجه الطبراني في "معجمه"، وابن مردويه في "تفسيره"- كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (3/44) - والقضاعي في "مسند الشهاب" (509) من طريق يحيى بن طلحة، به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/46 رقم11025) من طريق يحيى بن زكريا المعلم، عن أبي معاوية، به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (20/41) من طريق العلاء بن المسيب، عمن ذكره، عن ابن عباس، به موقوفًا. (2) هو: محمد بن خازم. (3) هو: ابن أبي سُليم. (2/513) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ لَمْ تَنْهَهُ (1) صَلاَتُهُ عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ، لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللهِ تَعَالَى (2) إلاَّ بُعْدًا؟ فسمعتُ عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ يَقُولُ: هَذَا حديثٌ كذبٌ وَزُور (3) (4) . _________ (1) في (ف) : «ينهه» . (2) قوله: «تعالى» من (ف) فقط. (3) قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/387) : «أفحش علي بن الجنيد فقال: كذب وزور» . ورواه أحمد في "الزهد" (ص 199) ، وأبو داود في "الزهد" (134) ، والطبراني في "الكبير" (9/103 رقم8543) من طريق أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله بن مسعود، فذكره موقوفًا. قال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (2) : «باطل، وهو مع اشتهاره على الألسنة لا يصحُّ من قبل إسناده ولا من جهة متنه» . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (22/5-6) : «هذا الحديث ليس بثابت عن النبي (ص) ، لكن الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ كما ذكر الله في كتابه، وبكل حال فالصَّلاة لا تزيد صاحبها بعدًا؛ بل الذي يصلي خير من الذي لا يصلي، وأقرب إلى الله منه، وإن كان فاسقًا» . (4) بعده في (ف) : «يتلوه باب الأذان» ؛ إشارة إلى ربط الجزء الساقط الذي ألحق بالوريقة بما في أصل النسخة. وانظر التعليق في أول المسألة السابقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قائمة العلل والسؤلات الواقعة في كتاب صحيح البخاري لابن المبرد، جمال الدين يوسف بن عبد الهادي الحنبلي (ت ٩٠٩ هـ)

قائمة العلل والسؤلات الواقعة في كتاب صحيح البخاري لابن المبرد، جمال الدين يوسف بن عبد الهادي الحنبلي (ت ٩٠٩ هـ ) الرابط...