السؤال باسم الله الأعظم

وسمع آخر يقول في تشهده أيضا : ( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد ) ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذ بك من النار ] . [ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى}

السبت، 10 فبراير 2024

ج6.ج6.{علل الحديث لابن أبي حاتم عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الزَّكَاةِ وَالصَّدَقَاتِ

 

ج6.{علل الحديث لابن أبي حاتم عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ 

 

  فِي الزَّكَاةِ وَالصَّدَقَاتِ


  616 - وسألتُ أَبَا (1) زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه داود (2) بن عبد الرحمن العَطَّار (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إنَّ هَذا المَالَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ (4) بِحَقِّهِ، بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللهِ ومَالِ رَسُولِهِ - فِيمَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ - لَهُ النَّارُ يَوْمَ يَلْقَاهُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سعيدٌ المَقْبُري (5) ، عَنْ عُبَيد _________ (1) في (ف) : «أبي» . (2) قوله: «داود» سقط من (ت) و (ف) و (ك) . (3) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6606) . (4) في (ش) : «أخذ» . (5) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/378 رقم27124) ، والترمذي في "سننه" (2374) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4889) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/228 رقم 578) من طريق اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عبيد سَنوطا، به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3259) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/227 رقم 577) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/64) من طريق أبي معشر، والطبراني في "الكبير" (24/228 رقم 579) ، والبيهقي في "الشعب" (9823) من طريق محمد بن عمرو، كلاهما عن سعيد المقبري، به. وأخرجه الحميدي في "مسنده" (356) ، والإمام أحمد في "مسنده" (6/364 و410 رقم 27054، 27055، 27317) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1588/المنتخب) ، وابن حبان في "صحيحه" (2892، 4512) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/229 رقم 580- 587) من طريق عمرو بن كثير بن أفلح، عن عبيد سنوطا، به. (2/587) سَنُوطا أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ خَوْلَة بِنْتِ قَيْسٍ - امرأةِ حَمْزَةَ بْنِ عبد المُطَّلِب - عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الخطأُ مِمَّنْ هُوَ؟ قَالَ: اللَّه أَعْلَمُ! كَذَا رَوَاهُ دَاوُد العَطَّار (1) . 617 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ نافع الصَّائغ (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صالِح التَّمَّار، عَنِ الزُّهْري، عن سعيد _________ (1) قال الدارقطني في "العلل" (2071) : «يرويه إسماعيل ابن أُمَيَّة، واختُلِف عنه: فرواه عبد الأعلى بن حماد وعباس بن الوليد النَّرْسِيَّان، عن داود الْعَطَّارُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، [عَنْ أَبِيهِ] ، عن أبي هريرة، وغيرهما يرويه عن داود العطار، عن إسماعيل أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أبي هريرة؛ ولا يقول: «عن أبيه» ، وكلاهما وهم. وإنما روى هذا الحديث المقبري، عن عبيد، عن خولة بنت قَهْد، عن النبي (ص) » . وانظر "العلل" له أيضًا (5/230/ب -231/أ) . (2) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/190/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (847) قول أبي حاتم إلا أنه وقع عند ابن الملقن «قال أبو حاتم: والصحيح عن سعيد أنه مرسل» ، وعند ابن حجر: «وقال أبو حاتم: الصحيح عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ النبي (ص) أمر عتابًا؛ مرسل» ، ثم قال ابن حجر: «وهذه رواية عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري» . (3) في (أ) : «أبي وأبي زرعة» . (4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1604) ، والترمذي في "جامعه" (644) ، وفي "العلل الكبير" (181) ، وابن ماجه في "سننه" (1819) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (563) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2316) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/270) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/39) ، وابن حبان في "صحيحه" (3278) ، والدارقطني في "السنن" (2/133 و134) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/121، 122) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (19/285) . وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8837) ، والدارقطني في "السنن" (2/133) من طريق خَالِدِ بْنِ نَزَارٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ بن صالح التمار، به. قال أبو داود: «سعيد لم يسمع من عتاب شيئًا» . وقال الترمذي: «حديث حسن غريب» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا محمد بن صالح التمار» . (2/588) بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَن عَتَّاب بْن أَسِيد: أنَّ النبيَّ (ص) أَمَرَهُ أنْ يَخْرُصَ العِنَبَ كما يَخْرُصُ التَّمْر؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رواه عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ (1) ، عَن الزُّهْري، عَنْ سعيد: أنَّ النبيَّ (ص) أَمَرَ عَتَّاب بْن أَسِيد. وَرَوَاهُ يونس بْن يَزِيدَ، فَقَالَ: عَنِ الزُّهْري: أنَّ النبيَّ (ص) أمرَ عَتَّاب بْن أَسِيد، ولم يَذْكُرْ سعيدَ بنَ المسيب. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي: عَنِ الزُّهْري: أنَّ النبيَّ (ص) _________ (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (10563 و36196) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن علية، والنسائي في "سننه" (5/109 رقم 2618) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/469- 470) من طريق بشر ابن المفضل ويزيد بن زريع، وابن خزيمة في "صحيحه" (2317) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/122) ، من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن إسحاق، به. وأخرجه أبو داود في "سننه" (1603) من طريق بشر ابن منصور، وابن خزيمة في "صحيحه" (2318) ، والدارقطني في "سننه" (2/133) من طريق عبد الله بن رجاء وبشر بن منصور، وابن الجارود في "المنتقى" (351) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5535) من طريق عبد الله بن رجاء كلاهما «بشر، وعبد الله» عن عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَن عتاب بن أسيد، به. (2/589) .. فإنه تابع يونسَ الأَوْزاعيُّ (1) وعُقَيلٌ (2) ، فَقَالا: عَنِ الزُّهْري: أنَّ النبيَّ (ص) (3) ، ولا أعلمُ أحدًا تابع عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ فِي هَذِهِ الرِّواية. قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ عِنْدِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ-: عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ ابن الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ (4) : كَانَ يُخْرَصُ العِنَبُ كما يُخْرَصُ التَّمْرُ؛ كَذَا رَوَاهُ بعض أصحاب الزُّهْري. 618 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفي (6) ، وَعِيسَى بْنُ مَيمون ابن دايَة المَكِّي (7) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ ذَوْدٍ (8) صَدَقَةٌ؟ _________ (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) هو: ابن خالد الأيلي. (3) من قوله: «فإنه تابع ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (4) في (ف) : «قد» بدل: «قال» . (5) انظر المسألة رقم (624) . (6) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7251) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/296 رقم14162) ، وابن ماجه في "سننه" (1794) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2304) . (7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1808) . (8) الذَّوْدُ من الإبِل: من الثلاثة إلى العشر، وقيل: ما بين ثلاث إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشرة. ولا واحدَ له من لفظه؛ كالنفر، والرهط، والقوم. وقد وقع في رواية مسلم وغيره لهذا الحديث - من حديث جابر ح: «خمسة ذَوْد» ، قال النووي: «وقد ضبطه الجمهور: خمسُ ذَوْدٍ، ورواه بعضهم: خمسةُ ذَوْدٍ، وكلاهما لرواة كتاب مسلم، والأولُ أشهر، وكلاهما صحيحٌ في اللغة؛ فإثباتُ الهاء؛ لانطلاقه على المذكَّر والمؤنَّث، ومَنْ حَذَفَها، قال الداودي: أراد: أن الواحدة منه فريضةٌ» . وقال: «الروايةُ المشهورةُ: "خَمْسِ ذَوْدٍ" بإضافة "ذود" إلى "خمس"، وروي بتنوين "خمسٍ"، ويكون "ذَوْدٌ" بدلاً منه؛ حكاه ابن عبد البر، والقاضي، وغيرهما، والمعروف الأول، ونقله ابن عبد البر، والقاضي عن الجمهور» . وانظر "شرح النووي" (7/50- 51) ، و"أوضح المسالك" (4/221- 225) . (2/590) قَالَ أَبِي: أَرَى أنَّ هَذَا خطأٌ؛ لأنَّ الحُمَيديَّ (1) حدَّثنا عَنِ ابْنِ عُيَينة (2) ؛ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (3) يَرويان ِ هَذَا الحديثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. قَالَ أَبِي: ورأيتُ فِي بَعْضِ أَحَادِيثِهِمَا؛ إِمَّا محمدُ بْنَ مسلم، أو ابنُ دايَة: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جابرٍ وأبي سعيد (5) ، عن النبيِّ (ص) (6) . قَالَ أَبِي: كَانَ ابنُ عُيَينة أعلمَ النَّاسِ بِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ دينار (7) . _________ (1) هو: عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها في "مسنده" (752) ، ومن طريقه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/212 رقم 976) . (2) هو: سفيان. (3) هو: الأنصاري. (4) هو: يحيى بن عمارة. (5) في (ت) و (ك) : «وابن سعيد» . (6) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/223-224) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2305) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/353-354) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/128) ، وابن حجر في "موافقة الخُبر الخَبر" (2/91) جميعهم من طريق دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّي، عَنْ محمد بن مسلم الطائفي، به. قال أبو نعيم: «غريب من حديث عمرو، ولم يجمعهما إلا محمد بن مسلم» . وقال ابن حجر في الموضع السابق: «هكذا رواه داود ابن عمرو جامعًا بين جابر وأبي سعيد، وخالفه غيره من الحفاظ، فاقتصروا على جابر» . (7) قال ابن خزيمة في الموضع السابق: «هذا الخبر لم يسمعه عمرو بن دينار من جابر» . وقال العقيلي في "الضعفاء" (4/134) : «لا يتابع عليه» ، أي: محمد بن مسلم. وقال الطبراني في "المعجم الأوسط" (8483) : «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو بن دينار إلا محمد بن مسلم» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (13/116) : «انفرد به محمد بن مسلم من بين أصحاب عمرو بن دينار، وما انفرد به فليس بقوي» . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7250) عن ابن جريج؛ أخبرني عمرو بن دينار؛ قال: سمعت عن غير واحد، عن جابر؛ قال: «ليس فيما دون خمسة أواق صدقة ... » . ومن طريق عبد الرزاق رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/224) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (236) . قال البخاري: «هذا أصحُّ، مرسل» . وقال ابن خزيمة: «هذا هو الصَّحيح، لا رواية محمد بن مسلم الطائفي، وابنُ جريج أحفظ من عدد مثل محمد بن مسلم» . ونقل ابن عبد البر عن حمزة بن محمد الحافظ قوله: «لا تصح هذه السنة عن أحد من أصحاب رسول الله (ص) ، إلا عن أبي سعيد، وقد روى هذا الحديث محمد ابن مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . ورواه معمر، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، وليسا بصحيحين» . وحديث أبي سعيد: رواه البخاري في "صحيحه" (1447) ، ومسلم (979) . (2/591) 619 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ شَبِيب (2) ، عن عبد الله بن عيسى، عن حَفْصٍ وعُبَيدِالله ابنَيْ أخي (3) سالم ابن أبي الجَعْد، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّدَقَةُ تَدْفَعُ (4) مِيتَةَ السُّوءِ (5) ؟ _________ (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1988) ، (2113) . (2) روايته أخرجها الروياني في "مسنده" (626) . (3) في (ت) و (ك) : «ابن أخي» . (4) في (ف) : «ترفع» . (5) هذا جزء من متن الحديث، وسيذكر المصنِّف بعضه برقم (1988) بلفظ: «لا يزيدُ فِي العُمُرِ إِلا البِرُّ، وَلا يَرُدُّ القَدَرَ إِلا الدُّعَاءُ، وإنَّ الرجلَ ليُحْرَمُ الرِّزْقَ بالذَّنب يصيبُه» . وسيذكره مرة أخرى برقم (2113) بلفظ: «لا يزيدُ في العُمر شيءٌ إِلا البرُّ، والصَّدقةُ تدفعُ مِيتةَ السُّوء» . (2/592) قَالا (1) : هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ سُفْيان الثَّوْري (2) ، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ ثَوْبان؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. قلتُ لَهُمَا: لَيْسَ لسالمٍ هَاهُنَا مَعْنَى؟ قَالا: لا (3) . 620 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُجالِد بْنُ سَعِيدٍ (5) ، عَنِ الشَّعْبي، عَنِ الْحَارِثِ (6) ، عَنْ عليٍّ (7) ، عن النبيِّ (ص) ؛ _________ (1) في (ك) : «قال» بلا ألف المثنى. (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/277 و280 و282 رقم 22386 و22413 و22438) ، وابن ماجه في "سننه" (90 و4022) ، وابن حبان في "صحيحه" (872) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3069) . (3) زاد ابن أبي حاتم في المسألة رقم (2113) : «قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عبد الله ابن عيسى، عن عبد الله بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، عن النبي (ص) ؛ وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بن شبيب» . (4) ستأتي هذه المسألة برقم (1397) . (5) اختلف عن مجالد في هذا الحديث؛ فرواه على هذا الوجه الطبراني في "الأوسط" (5192) من طريق عبد الله بن عمر بن أبان، قال: نا عبيدة بن الأَسْوَدِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، به. وسيأتي عن مجالد بالوجه الذي رجَّحه أبو حاتم وأبو زرعة. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الشعبي إلاَّ مجالد، ولا عن مجالد إلاَّ عبيدة، تفرد به عبد الله بن عمر» . (6) هو: ابن عبد الله الأعور. (7) قوله: «عن علي» سقط من (ف) . (2/593) أَنَّهُ قَالَ: المَعْدِنُ (1) جُبَارٌ (2) ... ، وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الشَّعْبي (3) ، عَنْ جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. 621 - وسمعتُ (4) أَبِي يَقُولُ: لا أعلَمُ روى الثَّوْريُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَفْصَة، إِلا حديثًا واحدًا عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير؛ قَالَ: الخالُ يُعطَى منَ الزَّكاة (5) . 622 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن عَامِر (6) ، عَن هَمَّام (7) ، عَنْ قَتادة، عن أنس: أنَّ النبيَّ (ص) سَنَّ فيما سَقَتِ _________ (1) صحِّفَتْ في (ت) إلى: «المعدد» . (2) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (3/365) : قوله: «المعدن جُبار» ، أي: هَدَرٌ، وليس المراد أنه لا زكاةَ فيه، وإنما المعنى: أن من استأجَر رجلاً للعمل في مَعدِن مثلاً فهلَكَ، فهو هَدَر، ولا شيء على من استأجَرَه. اهـ. (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/335 و353 رقم 14592 و14810) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/203) من طريق عباد بن عباد، والبزار في "مسنده" (894/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2134) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن مجالد، عن الشعبي، به. قال البزار: «لا نعلم رواه عن مجالد إلاَّ أهلُ البصرة؛ حماد وأصحابه» . (4) ستأتي هذه المسألة ضمن المسألة رقم (2226) . (5) الحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (7164) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10534) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/282-283) عن سفيان الثوري، عن إبراهيم، عن سعيد بن جبير، بلفظ: «أعطِ الخالةَ من الزَّكاة، ما لم تُغْلِقْ عليها الباب» . (6) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير (179) ، والبزار في "مسنده" (1/422/كشف الأستار) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/163) . (7) هو: ابن يحيى العَوْذي. (2/594) السَّماءُ ... ؟ فَقَالا (1) : هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: هَمَّام (2) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي الخليل (3) : أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (4) (5) . 623 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَوْنٍ الزِّيَادي (6) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوان، عن منصور (7) ، _________ (1) كذا في جميع النسخ، والسؤال موجَّه إلى أبي حاتم فقط! وقد ضبَّب ناسخ (ش) على قوله: «فقالا» ، وضبب ناسخ (أ) كذلك عليها وعلى قوله: «أبي» في بداية السؤال، وكتب في الهامش: «هكذا وُجِدَ في الأصل» ، لكنَّ ما وقع في النسخ له وجه من العربية تقدم ذكره في التعليق على مثله في المسألة رقم (494) ، فارجعْ إليها إنْ شئت. (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (10081) عن وكيع، عنه، به. (3) هو: صالح بن أبي مريم. (4) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (5) قال الترمذي في الموضع السابق: «فسألت محمدًا- يعني البخاري - عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ عندي مرسل: قتادة، عن النبي (ص) ، وسعيد بن عامر كثير الغلط» . وقال البزار: «لا نعلمه عن أنس إلا من هذا الوجه، هكذا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ عَامِر، عَن همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، ورواه الحفاظ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الخليل» . وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «انفرد به همام، وغيره يرويه عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الخليل» . (6) هو: محمد بن عَوْن. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1482) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (106) ، وابن عدي في "الكامل" (6/200) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/72 رقم9985) . (7) هو: ابن المعتمر فيما يظهر؛ فهو الذي يروي عن إبراهيم النخعي، ويروي عنه محمد بن ذكوان كما في "تهذيب الكمال" (260 و5497) ؛ ويؤيده: أن الدارقطني ذكر في "العلل" (4/208) أن سفيان الثوري روى هذا الحديث عن منصور، والثوري يروي عن ابن المعتمر. ويُشكِل على هذا: أن الإمام أحمد أخرج هذا الحديث في "الفضائل" (1759) من طريق هشيم بن بشير، عن منصور، وهشيم معروف بالرواية عن منصور بن زاذان، وقد نصَّ على ذلك أبو داود صراحة كما سيأتي، فإما أن يكون ابن المعتمر وابن زاذان كلاهما روى الحديث عن الحكم بن عتيبة، وهما معروفان بالرواية عنه كما في "تهذيب الكمال" (1422) ، أو يكون الحديث لابن زاذان، والرواية الأخرى وهم في ذكر السند والراوي، والله أعلم. (2/595) عَنْ إِبْرَاهِيمَ (1) ، عَنْ عَلْقَمَة (2) ، عَنْ عبد الله (3) : أنَّ النبيَّ (ص) استعمَلَ عمرَ (4) عَلَى الصَّدقات، فَأَتَى العباسَ فَمَنَعَهُ، فَشَكَا عمرُ إِلَى النبيِّ (ص) ، فقال النبيُّ (ص) : عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ (5) أَبيهِ، وَإِنَّا تَعَجَّلْنَا مِنْ عَبَّاسٍ صَدَقَةَ مَالِهِ؟ فَقَالا: هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَنْصُورٌ (6) ، عَنِ الحَكَم (7) ، عَنِ الحَسَن بْنِ مُسْلِم بْنِ يَنَّاق (8) : أنَّ النبيَّ (ص) بعَثَ عُمَر ... مُرسَلً (9) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (10) . _________ (1) هو: ابن يزيد النخعي. (2) هو: ابن قيس. (3) هو: ابن مسعود. (4) في (ك) : «عمير» . (5) الصِّنْوُ: المِثْل؛ كما في "النهاية" لابن الأثير (3/57) . (6) هو: ابن المعتمر فيما يظهر؛ وانظر التعليق على ذلك في الصفحة السابقة. (7) هو: ابن عُتَيبة. (8) في (ف) : «بنان» غير منقوطة الباء والنون الأولى. (9) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (10) الحديث أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (1759) عن هشيم، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ الحسن بن مسلم قال: بعث رسول الله (ص) عمر.. فذكره. وأخرج أبو داود في "سننه" (1624) حديث علي، عن العباس في تعجيل الصدقة، ثم قال: «رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، عَنِ الْحَكَمِ، عن الحسن ابن مسلم، عن النبي (ص) ، وحديث هشيم أصح» . وقال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث إنما يرويه الحفاظ عن منصور، عن الحكم بن عتيبة مرسلاً، ومحمد بن ذكوان هذا ليِّن الحديث، قد حدَّث بأحاديث كثيرة لم يُتابَع عليها» . ونقل ابن عدي في الموضع السابق عن النسائي قوله: «مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ مَنْصُورٍ منكر الحديث» ؛ ثم قال: «وهذا الذي أشار إليه النسائي أنه عن منصور منكر الحديث؛ لأن هذا لا يرويه عن منصور غيرُ ابن ذكوان هذا» . وقال الدارقطني في "العلل" (788) : «يرويه محمد = = ابن ذَكْوَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن علقمة، وهو وهم، والصحيح: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِم بْنِ يَنَّاق مرسلاً» . وفي المسألة (513) ذكر الدارقطني في الحديث اختلافًا آخر، ثم قال: «وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الحكم، عن الحسن ابن يَنَّاق مرسلاً، وهو أشبهها بالصواب» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (4/111) بعد أن ذكره من طريق هشيم مرسلاً: «وهذا هو الأصح من هذه الروايات» . (2/596) 624 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيد بْنِ حِسَاب (2) ، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيدالله (3) وأيُّوبَ (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) قال: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوَاقٍ (6) صَدَقَةٌ؟ _________ (1) انظر المسألة رقم (618) . (2) في (ك) : «حسَّان» . وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (3268) ، والطبراني في "الأوسط" (4540) ، وابن عدي في "الكامل" (5/140) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أيوب إلا حماد بن زيد، تفرد به مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ» . (3) هو: ابن عمر العمري. (4) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (5) هو: يحيى بن عمارة. (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: خمس أواق؛ لأن الأوقية مؤنَّثة، لكنْ يخرَّج ذلك على الحمل على المعنى، حمل الأواقي على معنى الموازين، كأنَّه قال: خمسة موازين أواقٍ. وانظر في الحمل على المعنى بتذكير المؤنث: التعليق على المسألة رقم (270) . (2/597) قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ لَيْسَ فِيهِ أيُّوب. حدَّثنا عارِم (1) ، عَنْ حمَّاد، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: فَلَوْ قَالَ (2) : يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (3) ، كَانَ يَحْتَمِلُ؛ لأَنَّ هَذَا الحديثَ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (4) . 625 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حمَّادُ بْنُ سَلَمة، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَن يعقوب بْن يَزِيدَ بْن فلان، عَنِ الحارث بن أبي _________ (1) هو: محمد بن الفضل السَّدوسي. لم نقف على روايته، والحديث أخرجه النسائي في "سننه" (2266) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2263) من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، عن عمرو ابن يحيى، به. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" أيضًا (2293) من طريق عبد الأعلى، عن عبيد الله وحده، عن عمرو، به. وأخرجه أيضًا في (2294) من طريق حماد بن زيد، وأيضًا في (2295) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن يحيى بن سعيد وحده، عن عمرو، به. (2) أي: مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيد بْنِ حِسَابٍ. وهذا فيه إشارة إلى أنه هو الذي أخطأ في ذكر أيوب في الإسناد. ويدل عليه أن ابن خزيمة أخرج الحديث في "صحيحه" (2263) من طريق أَحْمَدُ بْنُ عَبَدَةَ، عَنْ حَمَّادِ بن زيد، عن يحيى ابن سعيد وعبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سعيد، به. وأخرجه أيضًا (2294) من طريق عمران بن موسى القزاز، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بن يحيى، به. (3) أي: الأنصاري. (4) تقدم تخريج روايته، والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1405، 1447) ، ومسلم (979) من طرق عن عمرو بن يحيى، به. (2/598) ذُباب: أنَّ عُمَرَ لم يأخُذْ من النَّاس زَمَنَ الرَّمَادَةِ (1) صدقة، وبعثَهُمْ عامًا قابِلاً (2) ، فأَخَذَ منهُم عِقَالَيْنِ (3) ، فقَسَم فيهم عِقَالاً، وحَطَّ إِلَى عُمَر (4) عِقالاً. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: يعقوب بْن عُتْبَة بْن الْمُغَيرَةِ بْنِ الأَخْنَس بْن شَرِيق. 626 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالعزيز بْنُ مُسْلِمٍ (5) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) قال: لِيَسْتَغْنِي (6) أَحَدُكُمْ عَنِ النَّاسِ وَلَوْ بِشَوْصِ سِوَاكٍ (7) ؟ _________ (1) في (ك) : «ومن الزيادة» بدل: «زمن الرَّمادة» . وزمن الرَّمَادَة: سنة جَدْبٍ وقَحْطٍ في عهد عمر، فلم يأخُذ منهم الصَّدقة تخفيفًا عنهم. وقيل: سُمِّي عام الرَّمادَة: لأنهم لما أجدَبوا، صارَتْ ألوانُهم كلون ِ الرَّماد. انظر "النهاية" لابن الأثير (2/262) . (2) في (ش) : «قليلاً» . (3) المراد: صدقة عامين؛ كما في «النهاية» (3/280) . (4) قوله: «عمر» سقط من (ف) . (5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (913/كشف = = الأستار) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/20-21/مسند عمر) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/351 رقم 12257) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3251) ، والضياء في "المختارة" (10/176) . (6) في (ت) و (ك) : «يستغني» ، والمثبت من بقية النسخ، والجادَّة: «لِيَسْتَغْنِ» بحذف الياء؛ لأنَّهُ مجزومٌ بلام الأمر، لكن إثباتَ الياء مع الجازم له وجهان ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . (7) أي: بغُسالَتِه. وقيل: بما يَتَفَتَّتُ منه عند التَّسَوُّك. "النهاية" (2/509) . (2/599) قال أبي: هكذا رواه (1) عبد العزيز، وَرَوَاهُ جريرُ بْنُ حَازِمٍ (2) ، عَنِ الأعمَش، عن الحكم ابن عُتَيبة (3) ، عَنْ مَيْمون بْنِ أَبِي شَبِيب، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (4) ؛ وَهُوَ أشبَهُ (5) . 627 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصْر بْنُ علي (7) ، عن عبد الأعلى (8) ، عَنْ هِشَامٍ (9) ، عَنْ مُحَمَّدٍ (10) ، عَنِ ابن عباس؛ قال: _________ (1) في (أ) و (ش) : «روى» . (2) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (3252) عنه، عن الأعمش ومنصور بْنُ زَاذَانَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عتيبة، به. (3) في (ش) و (ك) : «عيينة» . (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) قال إسماعيل القاضي - كما عند البيهقي في الموضع السابق -: «هكذا رواه عبد العزيز بن مسلم، وقد خالفه غير واحد؛ رواه عَن الأعمش، عَن الحكم، عَنْ ابن أبي ليلى» . قال البيهقي: «هكذا وجدته: عن ابن أبي ليلى! والحديث عندنا عن الأعمش وغيره، عن الْحَكَمُ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شبيب، عن النبي (ص) مرسلا» . وقال حمدان بن علي - كما في "المختارة"-: سألت أحمد عن حديث عبد العزيز القسملي: «استغنوا عن الناس ... » فقال: منكر! ما رأيت حديثًا أنكر منه. اهـ. (6) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق (2/237) ، ونقل الزيلعي في "نصب الراية" (2/425) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/228) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (873) حكم أبي حاتم. (7) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (2415) . وأخرجه النسائي في "سننه" (5/50-51 رقم2509) ، من طريق مخلد بن الحسين، والدارقطني في سننه" (2/144) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/168-169) - من طريق عبد الوهاب الثقفي، كلاهما - مخلد وعبد الوهاب - عن هشام بن حسان، به. (8) هو: ابن عبد الأعلى. (9) هو: ابن حسَّان. (10) هو: ابن سيرين. (2/600) أَمَرَنا رسولُ الله (ص) أَنْ نُؤَدِّيَ (1) زكاةَ رَمَضَانَ (2) صَاعًا مِنْ طَعَامٍ؛ عَنِ الصَّغِير والكَبِير، والحُرِّ والمَمْلوك، مَنْ أَدَّى سُلْتًا (3) قُبِلَ (4) مِنْهُ، وأَحسَبُهُ قَالَ: وَمَنْ أَدَّى دَقيقًا قُبِلَ مِنْهُ، وَمَنْ أَدَّى سَوِيقًا قُبِلَ مِنْهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) . 628 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى ابن عُبَيدة (6) ، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إنَّ المُؤْمِنَ يَتَصَدَّقُ بِالتَّمْرَةِ، وَلاَ يَقْبَلُ اللهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عن عبد الله ابن دِينَارٍ (7) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (8) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فمنهُمْ مَنْ يُوقِفُهُ (9) ، ومنهُمْ من يُسْنِدُهُ، _________ (1) في (ت) : «يؤدي» ، ولم تنقط في (ك) . (2) في (ف) : «زكاة الفطرة رمضان» . (3) قال ابن الأثير: السُّلْتُ: ضَرْبٌ من الشَّعير أبيضُ لا قِشْرَ له. "النهاية" (2/388) . (4) في (أ) : «قيل» . (5) قال البيهقي في الموضع السابق: «وهذا مرسل، محمد ابن سيرين لم يسمع من ابن عباس شيئًا» . ولما نقل ابن حجر في "التلخيص" (873) قول أبي حاتم؛ فسَّره بقوله: «لأن ابن سيرين لم يسمع من ابن عباس؛ في قول الأكثر» . (6) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/335) . (7) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1410) مرفوعة. وأخرج الحديث مسلم (1014) من طريق سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبيه، به، مرفوعًا. (8) هو: ذكوان السَّمَّان. (9) في (ك) : «يوثقه» ، وقوله: «يُوقِفُهُ» مِنْ: أوقَفَ الحديثَ؛ بمعنى: وقَفَهُ، وهو لغة قليلة. انظر "تاج العروس" (وقف) . (2/601) ويَحْتَمِلُ أن يكونَ مرفوعً أَيْضًا صَحِيحٌ (1) (2) . 629 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ طَلْحَة بْنُ عَمْرٍو (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَن جابر: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مَنْ أَشْبَعَ جَائِعًا فِي يَوْمِ سَغَبٍ (5) ، أَدْخَلَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ بَابٍ مِنْ أَبْوابِ الجَنَّةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إلاَّ مَنْ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلََ (6) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِر؛ قَالَ: يُقال: مَنْ أشبعَ ... هكذا (7) . _________ (1) قوله: «مرفوع أيضًا صحيح» مكانه في (ت) و (ك) : «مرفوعًا أيضًا صحيح» ، وتقدير أصل العبارة: «ويحتمل أن يكون هو [أي الحديث] صحيحً أيضًا حال كونه مرفوعً» ؛ على فـ «صحيحً» خبر «يكون» ، و «مرفوعً» حالٌ منصوبٌ، ورُسمتا دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) قال ابن عدي في الموضع السابق - بعد أن ذكر لموسى أحاديث عن عبد الله بن دينار -: «وهذه الأحاديث لموسى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ليست هي محفوظة» . وذكر الدارقطني في "العلل" (1894) الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «وأما حديث عبد الله بن دينار: فالصحيح عنه: ما قاله عبد الرحمن ابنه وسليمان بن بلال عنه، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة» . وانظر "العلل" له أيضًا (4/56/ب) . (3) انظر المسألة رقم (2031) . (4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/108) . (5) أي: في يومِ جوعٍ. انظر "النهاية" (2/371) . (6) لم يتضح في (ت) . والمراد: «ما فعله» ، حذف ضمير المفعول وهو الرابط بين جملة الصلة والموصول. (7) قال ابن عدي - بعد أن ذكر لطلحة عدة أحاديث -: «وعامة ما يروى عنه لا يتابعونه عليه، وهذه الأحاديث التي أمليتها له عامتُها مما فيه نظر» . (2/602) 630 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بْنُ مُوسَى (2) ، عَنْ بَشِير بْنِ مُهاجِر، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة (3) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَا مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلاَّ حُبِسَ (4) عَنْهُمُ القَطْرُ، ولاَ نَقَصَ قَوْمٌ المِكْيَالَ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حُسَين بْنُ واقِد (5) ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، موقوفً (6) ؛ وهو أشبَهُ (7) . _________ (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2773) . (2) هنا انتهت الورقة (62) من النسخة (ف) ، وقد سقطت الورقة التالية (63) ، وتبدأ الورقة (64) في أثناء المسألة رقم (640) كما سيأتي التنبيه عليه. ورواية عبيد الله بن موسى هذه وصلها أبو حاتم في المسألة رقم (2773) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، به، وأخرجها ابن أبي شيبة، وأبو يعلى، والروياني في "مسانيدهم"- كما في "المطالب العالية" (973) -، والبزار (4/104/كشف الأستار) ، والحاكم في "المستدرك" (2/126) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/346) ، و"الشعب" (3040) . ومن طريق البزار رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/191) . (3) هو: عبد الله. (4) في (ش) : «حبس الله» . (5) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (3/346) ، و"الشعب" (3039) . (6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (7) قال البزار: «لا نعلم رواه إلا بريدة، ولا نعلم له عنه إلا هذا الطريق» . وقال ابن حجر في الموضع السابق: «هذا إسناد حسن» . وقال في "بذل الماعون" (ص212) بعد أن أخرج الحديث من الطريق الأولى: «وله علة غير قادحة؛ أخرجه البيهقي في "الكبرى" من طريق عبد الله بن المبارك، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عبد الله بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ذ، ويَحْتمل أن يكونا محفوظين، وإلا فهذه الطريق أرجح؛ لاحتمال أن يكون بشير بن المهاجر سلك الجادَّة» . وقال السخاوي في "الأجوبة المرضية" (3/1169) : «وأورده في "المختارة"، فأدنى مراتبه أن يكون عنده حسنًا، وكذا حسَّن شيخنا في تصانيفه إسناده، وكأنه إنما لم يطلق الحكم لكون بشير خولف فيه» . وانظر "الأجوبة المرضية" أيضًا (2/547-548) . (2/603) 631 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيح (2) ، عَنْ أَبِي (3) الأَسْوَدِ (4) ، عَنْ بُكَيْر بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ [بُسْر] (5) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ جَاءَهُ مِنْ أخِيهِ مَعْرُوفٌ مِنْ غَيْرِ إِشْرافٍ ولاَ مَسْأَلَةٍ، فَلْيَقْبَلْهُ وَلاَ يَرُدَّهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ. فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما يُروى عَنْ بُسْر (6) بْنِ سَعِيدٍ (7) ، عن ابن _________ (1) في (ش) : «وسألت» ، وانظر المسألة التالية. (2) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/350) ، والإمام أحمد في "المسند" كما في "أطراف المسند" (2/293 رقم2286) ، و"إتحاف المهرة" (4/398 رقم4439) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/220-221 رقم 17936) ، وأبو يعلى في "مسنده" (925) ، وابن حبان في "صحيحه" (3404 و5108) من طريق سعيد ابن أبي أيوب، عن أبي الأسود، به. (3) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (4) هو: محمد بن عبد الرحمن، المعروف بيتيم عُروَة. (5) في جميع النسخ: «بشر» ! وسيأتي في بعض النسخ على الصَّواب، وكذا جاء على الصَّواب في "الجرح والتعديل" (3/338) . (6) في (ش) و (ك) : «بشر» ، والمثبت من (أ) و (ت) ، وهو الصَّواب كما بيَّنا في التعليق المتقدِّم. (7) روايته على هذا الوجه أخرجها مسلم في "صحيحه" (1045) من طريق بكير بن الأشج، عنه، به. (2/604) السَّاعِدي (1) ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) . 632 - وسمعتُ (3) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حَيْوَةُ [و] (4) ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (5) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيفة (6) ، عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب؛ قولَه: مَنْ جاءَه مِنْ أَخِيهِ معروفٌ مِنْ غَيْرِ إشرافٍ وَلا مسألَةٍ، فَلْيَقْبَلْهُ وَلا يَرُدَّهُ؛ فإنَّما هُوَ رِزقٌ ساقَه اللهُ إليه. _________ (1) هو: عبد الله بن السَّعدي، أو: السَّاعدي؛ كما في المسألة التالية. (2) ترجم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/338) لخالد بن عدي الجُهَني، وذكر روايته لهذا الحديث، وأنه روى عنه بسر بن سعيد الحضرمي، ثم قال: سألتُ أبي عن خالد هذا؟ فقال: لا يُدرى من هو! وهذا الحديث اختُلِفَ في الرواية عن بُكَير بن الأَشَجِّ: فروى سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نَوْفَل يتيم عروة، عَنْ بُكَيْر بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسر بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بن عَدِيّ، عن النبي (ص) . وَرَوَى اللَّيث بْنُ سَعْدٍ، عَنْ بُكَيْر بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسر بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ السَّاعدي، عن عمر بن الخطاب ح؛ وهو الصَّحيح. اهـ. وذكر الدارقطني في "العلل" (197) الاختلاف في الحديث، وقال: «وأحسنها إسنادًا: حديث شعيب بن أبي حمزة ومن تابعه، عن الزهري، عن السائب، عن حويطب بن عبد العزى، عن ابن السعدي، عن عمر» . وانظر المسألة التالية. (3) انظر المسألة السابقة. (4) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها النص؛ إذ ليس في الرواة من اسمه: «حيوة بن لهيعة» ، وحيوة بن شريح وابن لهيعة قرينان؛ فيبعد أيضًا أن تكون العبارة: «حيوة، عن ابن لهيعة» ، وكثيرًا ما تأتي أسانيدُ فيها: «حيوة وابن لهيعة، عن أبي الأسود» ؛ كما في "المسند" للإمام أحمد (2/330) وغيره، والله تعالى أعلم. (5) هو: محمد بن عبد الرحمن، المذكور في المسألة السابقة. (6) في (ك) : «حيصفة» . (2/605) فَقَالَ أَبِي: وَهَذَا أَيْضًا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ السَّاعِدي، عَنْ عُمَرَ. رَوَاهُ الزُّهْري (1) ، عَنِ السَّائب بن يزيد، عن حُوَيْطِب (2) بن عبد العُزَّى (3) ، عن عبد الله بْنِ السَّعْدي، عَنْ عُمَرَ، عَنْ رسول الله (ص) . قَالَ أَبِي: وَهَذَا الصَّحيحُ، وَيُقَالُ: ابنُ السَّعْديِّ والسَّاعِديِّ (4) . 633 - وسمعتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَير، عَنِ اللَّيْث (6) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالُوا لرسولِ الله (ص) : أَصحابُ الحُمُر (7) ؟ قَالَ: لَمْ يُنْزَلْ عَلَيَّ فِي الحُمُرِ شَيْءٌ؛ إِلاَّ هَذهِ الآيَةُ الفَاذَّةُ (8) : {فَمَنْ} (9) _________ (1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (7163) . (2) في جميع النسخ: «ابن حويطب» ، وكانت في (ش) : «حويطب» ، ثم ألحقَ الناسخ فوقها «بن» ، وكتب عليها علامة «صح» . والمثبت من "تهذيب الكمال" (7/465) ، و"الإصابة" (2/304) . (3) في (أ) : «عبد العزيز» . (4) انظر "العلل" للدارقطني (197) . (5) ستأتي هذه المسألة برقم (1707) . (6) هو: ابن سعد. (7) اختصر المصنف متنَ الحديث كعادته، وهو حديثٌ معروف متفق على صحته؛ أخرجه البخاري (2371) ، ومسلم (987) ، ذكر فيه (ص) عقوبة من لا يؤدِّي زكاةَ الكنز والإبل والغنم، فسألوه عن الخيل، فذكر أن الخيرَ معقودٌ في نواصيها إلى يوم القيامة ... الحديث. ثم سألوه، فقالوا: فالحُمُر يا رسول الله؟ ... فذكر هذا الحديثَ جوابًا لسؤالهم. (8) الفاذَّةُ: الجامعةُ، المنفردةُ في معناها. "النهاية" (3/422) . (9) في جميع النسخ: «من» ! (2/606) {يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *} إِلَى آخِرِ السُّورة (1) . فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ، وَهِمَ فِيهِ اللَّيْثُ؛ إِنَّمَا الصَّحيحُ كَمَا رَوَاهُ مالكٌ (2) ، وحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَة (3) ، وابنُ أَبِي فُدَيك (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ (5) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) . 634- وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (6) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (7) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (8) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ (9) ، عن يحيى ابن مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفي (10) ، عَنْ كُرَيب (11) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ لمعاذٍ حِينَ بعثَهُ إِلَى اليَمَن: اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فَإنَّهُ لَيْسَ لَهَا حِجَابٌ _________ (1) سورة الزلزلة. (2) في "الموطأ" (2/444 رقم958) عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّان، عَنْ أَبِي هريرة، به، ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "صحيحه" (2371) . (3) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (987) من طريق سويد بن سعيد، عنه، عن زيد بن أسلم، به. (4) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1659) . (5) هذا السياق يوهم أن مالكًا وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَابْنُ أَبِي فديك ثلاثتهم رَوَوا الحديث عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زيد بن أسلم، وليس كذلك، فالراوي عن هشام بن سعد هو ابن أبي فديك فقط، وأخرجه مسلم في "صحيحه" (987) من طريق عبد الله بن وَهْبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عن زيد بن أسلم. وأما مالك وحفص ابن ميسرة فإنهما يرويانه عن زيد بن أسلم كما سبق. (6) هو: ابن يحيى التُّجِيبي. (7) هو: عبد الله. (8) هو: عبد الله. (9) في (ش) : «زيد» . (10) ويقال: يحيى بن عبد الله كما سيأتي. (11) هو: ابن أبي مسلم، مولى ابن عباس. (2/607) دُونَ اللهِ، وَإنَّكَ سَتَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ فَاَدْعُهُمْ إِلَى التَّوْحِيدِ، فَإذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَقُلْ: إنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ خَمْسَ صَلَواتٍ، فَإذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَقُلْ: إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِكُمْ وَيُعَادُ بِهَا عَلَى فُقَرائِكُمْ، فَإذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ. قَالَ أَبِي: إنما هو: يحيى بن عبد الله بْنِ صَيْفي (1) ، عَنْ أَبِي مَعْبَد (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ كَذَا رَوَاهُ زكريَّا بْنُ إِسْحَاقَ (3) . 635 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (5) ، _________ (1) هو: يحيى بن محمد المتقدم في أول المسألة. (2) هو: نافذ مولى ابن عباس. (3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1395) ، ومسلم (19) . (4) نقل قول أبي حاتم ابنُ الملقن في "البدر المنير" (4/153/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (820) . (5) هو: مروان بن محمد. روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/148-149) ، والدارقطني في "السنن" (2/104) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (1/366) . وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1060) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل للوصل" (1/367) - = = والشاشي في "مسنده" (62) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/106) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (1/366) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، والعقيلي في "الضعفاء" (2/259) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل للوصل" (1/367) - من طريق ابن أبي مريم، وابن عدي في "الكامل" (4/148- 149) والخطيب في "الفصل للوصل" (1/366- 367) من طريق الوليد بن مسلم، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، به. وخالف حماد بن زيد روايةَ ابن لهيعة؛ فرواه عن يحيى ابن سعيد، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: صحبتُ سعد بن مالك من المدينة إلى مكة، فما سمعته يحدِّث عن النبي (ص) بحديث واحد. أخرجه ابن ماجه في "سننه" (29) . وذكر الدارقطني في "العلل" (639) خلافا آخر في هذا الحديث فقال: وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يحيى بن سعيد، عن السائب أنه قال: صَحِبْتُ سعدًا كذا وكذا سمة (كذا في المطبوع ولعلها: سنة) ، فلم أسمعه يحدِّث عن رسول الله (ص) إلا حديثًا واحدًا. (2/608) عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (1) ؛ قَالَ: كَتَبَ إليَّ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ يذكُرُ عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وقَّاص يقولُ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: لاَ يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، ولاَ يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ (2) فِي الصَّدَقَةِ، والخَليطَان ِ: مَا اجْتَمَعَ عَلَى الفَحْلِ والرَّاعي والحَوْضِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ عِنْدِي، وَلا أعلمُ أَحَدًا رَوَاهُ غيرَ (3) ابنِ لَهِيعَة. وَقَالَ (4) أبي: ويُروى هذا من كلام سعد فقَطْ (5) . _________ (1) هو: عبد الله. (2) في (ك) : «مقترق» . (3) قوله: «غير» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التوجيه اللغوي لنظيره في التعليق على المسألة رقم (487) . (4) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. (5) قال ابن عدي في الموضع السابق: «لا أعلم يرويه عن يحيى بن سعيد غيرُ [في الأصل: عن] ابن لهيعة» . وروى العقيلي في "الضعفاء" (2/295) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل" (1/368) - عن ابن أبي مريم؛ قال: لم يسمع ابن لهيعة من يحيى بن سعيد شيئًا، ولكن كتب إليه يحيى، وكان فيما كتب إليه يحيى هذا الحديث؛ يعني: حديث السائب بن يزيد ابن أخت نمر: صحبت سعد بن أبي وقاص كذا وكذا سنة، فلم أسمعه يحدِّث عن رسول الله (ص) إلا حديثًا واحدًا، وكتب في عقبه على إثره: لا يفرَّق بَيْنَ مُجتمِع، وَلا يُجمَع بَيْنَ متفرِّق فِي الصَّدَقَة، وظن ابنُ لهيعة أنه من حديث سعد؛ أنه يعني بقوله إلا حديثًا واحدًا: «لا يفرَّق بَيْنَ مُجتمِع، وَلا يُجمَع بين متفرِّق» ، وإنما كان هذا كلام مُبتدأ من المسائل التي كتب بها إليه. وحكى الخطيب عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: «هذا باطلٌ؛ إنما هذا من قول يحيى بن سعيد: لا يُفرَّق بَيْنَ مُجتمِع، وَلا يُجمَع بين متفرِّق» ، كذا حدث به الليث بن سعد وغيره» . وانظر "العلل" للدارقطني (639) . (2/609) 636 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنِ وَهْب (2) ، عَنِ ابْنِ (3) لَهِيعَة (4) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عبد الرحمن بن جُبَير (5) : أنه كان _________ (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1231) . (2) هو: عبد الله. وروايته لم نقف عليها، لكن الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/229 رقم 18015 و18017 و18018) من طريق موسى بن داود، وحسن بن موسى، ويحيى بن إسحاق، وأبو عبيد في "الأموال" (654) من طريق عمرو بن طارق، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص261) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/304 رقم725) من طريق القعنبي، جميعهم عن ابن لهيعة، به. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (2370) ، والطبراني في "الكبير" (20/305- 306 رقم 7274) ، والحاكم في "المستدرك" (1/406) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/291) من طريق الأوزاعي، عن الحارث بن زياد، به. وأخرجه أبو داود في "سننه" (2945) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/355) - عن موسى بن مروان الرقي، عن المعافي، عن الأوزاعي، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ جبير بن نفير، عن المستورد، به. قال المزي في "تحفة الأشراف" (8/377- 378) : «رواه جعفر بن محمد الفريابي، عن موسى بن مروان، فقال: «عبد الرحمن بن جبير» ، بدل «جبير بن نفير» ، وهو أشبه بالصواب» . وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (653) من طريق عياش بن عباس، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رجل، عن المستورد. (3) المثبت من (ك) ، وفي (أ) و (ت) و (ش) : «أبي» ، وهو ضمن السقط الذي في (ف) . (4) هو: عبد الله. (5) هو: المصري المؤذِّن، وقد جاء في بعض المصادر: = = «عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ» ، قَالَ الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (8/377) بعد أنْ بيَّن الخلاف فيه: «وعلى هذا: فذكر «نفير» في هذا الإسناد غلط ممن ذكره؛ فإنَّ الذي جدُّه نفيرٌ شاميٌّ، وصاحب هذا الحديث مصري، والمستورد أيضًا مصري» . (2/610) فِي مجلسٍ فِيهِ المُسْتَورِدُ (1) ، وَعَمْرُو بن غَيْلان ابن سَلَمة، فَسَمِعَ المُستَوْرِدَ يَقُولُ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يقول: مَنْ وَلِيَ لَنَا عَمَلاً فَلَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ فَلْيَتَزَوَّجْ، أو خَادِمًا (2) فَلْيَتَّخِذْ خَادِمًا، أَو مَسْكَنًا فَلْيَتَّخِذْ مَسْكَنًا، أَوْ دَابَّةً فَلْيَتَّخِذْ دابَّةً، فَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا سِوَى ذَلِكَ، فَهُوَ غَالٌّ، أَوْ سَارِقٌ. وَقَالَ (3) ابنُ (4) لَهِيعَة (5) : أَخْبَرَنِي ابنُ هُبَيرَة السَّبَئي (6) ، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَير، بِمِثْلِهِ؛ غيرَ أَنَّهُ قال: غَالٌّ [وسَارِقٌ] (7) . وَقَالَ (8) ابنُ وَهْب: يُوَسَّعُ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ، حَتَّى يَتَّخِذَ امْرَأةً، _________ (1) هو: ابن شداد. (2) كذا في جميع النسخ، وكذا في نسخ "مسند أحمد" (29/546/الرسالة) أيضًا، وهي مفعولٌ به لفعلٍ مقدَّر يَدُلُّ عليه ما بعده، والتقدير: أو لم يَتَّخِذْ خادمًا، وكذلك ما بعده: أو لم يَتَّخِذْ مسكنًا. وانظر التعليق على "مسند أحمد" (29/546 طبعة الرسالة حاشية رقم 3) . (3) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. (4) في (ت) : «أبي» . (5) روايته هذه أخرجها أبو عبيد في "الأموال" (655) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/229 رقم18015 و18018 و18019) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/305 رقم 726) . (6) في (ك) : «السائي» . وهو: عبد الله بن هبيرة السَّبئي. (7) في (ت) و (ك) : «أو ساد» ، وهذا الموضع ضمن السَّقط الواقع في (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «أو سارق» ، وهو تصحيف؛ إذ لو كان كذلك لما كان هناك فرقٌ بين الروايتين. وقدأخرج كلتا الروايتين أبو عبيد في "الأموال" (654 و655) هكذا على الصَّواب. (8) في (أ) و (ش) : «قال» بلا واو. (2/611) وخَادِمً، ومَسْكَنً (1) ، وَدَابَّةً، ولاَ يَأْخُذْ أَمْوَالَ النَّاسِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنَّما هُوَ عَلَى مَا رَوَاهُ اللَّيْثُ (2) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رجلٍ، عَنِ المُسْتَوْرِد، عن النبيِّ (ص) . فقلتُ لأَبِي: للمُسْتَوْرِدِ صُحْبَة؟ قَالَ: نَعَمْ. 637 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ وَهْب (3) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَة (4) ، عَنِ ابْنِ (5) هُبيرة، عن أبي (6) تَميم (7) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رسول الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: الدِّينَارُ كَنْزٌ، والدِّرْهَمُ كَنْزٌ، وَالقِيرَاطُ كَنْزٌ. فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أمَّا الدِّينَارُ والدِّرْهمُ قَدْ (8) عَرَفْنَاهُ، فما _________ (1) قوله: «وخادم، ومسكن» ، كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب فيهما على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) ، وانظر: "عقود الزبرجد" للسيوطي (1/284- 286) . (2) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها أبو عبيد في "الأموال" (653) . (3) هو: عبد الله. ولم نجد روايته، ولكن أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1272) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد، عن ابن لهيعة، به. (4) هو: عبد الله. (5) في (ت) و (ك) : «أبي» بدل: «بن» . وهو: عبد الله بن هبيرة السَّبئي المذكور في المسألة السابقة. (6) في (أ) و (ش) : «بن» بدل: «أبي» . وهو: عبد الله بن مالك. (7) هو: عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم الجيشاني. (8) كذا في جميع النسخ؛ والجادة أن يقال: «فقد عرفناه» ؛ لأن «أما» حرفُ شرط وتوكيد دائمًا، وتفصيل غالبًا؛ في جوابها أن يقترن بالفاء؛ كقوله تعالى: [فُصّلَت: 15] {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَْرْضِ} . وما في النسخ له وجهٌ في العربية صحيح؛ فقد ذهب النحاةُ إلى أن الفاء قد تحذف من جواب «أما» في الشعر ضرورة، وفي النثر على قلَّة. وذهب ابن مالك والدماميني وغيرهما: إلى أن حذفها جائزٌ في الاختيار وسعة الكلام، وقد أورد ابن مالك شواهد على ذلك من "صحيح البخاري" منها: قوله (ص) : «أما بعدُ ما بالُ رجالٍ يشترطون شروطًا..» ، وقوله (ص) : «أما موسى كأني أنظر إليه ... » ، ثم قال ابن مالك: «وقد خولفت القاعدةُ [يعني قاعدةَ النحويين] في هذه الأحاديث، فَعُلم بتحقيق: عدمُ التضييق، وأن من خَصَّهُ بالشعر، أو بالصورة المعيَّنة من النثر، مقصِّرٌ في فتواه، عاجز = = عن نصرة دَعواه» . "شواهد التوضيح" (ص136) . وانظر "سر صناعة الإعراب" لابن جني (1/264- 267) ، و"عقود الزبرجد" (3/227- 229) و"المغني" لابن هشام (ص80- 84) ، و"شرح ابن عقيل" (4/52- 54) . (2/612) القِيراطُ؟ قَالَ: نِصْفُ دِرْهَمٍ، نِصْفُ دِرْهَمٍ، نِصْفُ دِرْهَمٍ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) . 638 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوانُ الطَّاطَري (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَاري (4) ، عَنْ عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيمان، عَنْ عَطاء (5) ، عن جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ ... ، فَقَصَّ القِصَّةَ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَبْدُ الْمَلِكِ (6) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (7) ، عَنْ جابر، _________ (1) في (ك) : «نصف درهم» مرة واحدة. (2) قال المناوي في "فيض القدير" (3/554) : «رواه ابن مردويه في "تفسيره" عن أبي هريرة بإسناد ضعيف، ورواه عنه في الفردوس، وبيَّض لسنده» . (3) هو: مروان بن محمد. (4) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. (5) هو: ابن أبي رباح. (6) روايته على هذا الوجه أخرجها مسلم في "صحيحه" (988) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبد الملك، به. (7) هو: محمد بن مسلم بن تدرُس. (2/613) عن النبيِّ (ص) . 639 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ (2) ، عَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَطاء، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ جَارِهِ مَخَافَةً عَلَى أَهْلِهِ وَمَالهِ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِمُؤْمِنٍ، وَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ مَنْ (4) لَم يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ (5) ... ، وذكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا فِي حَقِّ الْجَارِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ (6) . 640 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه هشام ابن عمَّار (7) ، عَنْ عِراكِ بْنِ خَالِدٍ؛ قَالَ: حدَّثني أَبِي؛ قَالَ (8) : سمعتُ إبراهيم بن أبي _________ (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2357) . (2) روايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (247) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2430) ، وابن عدي في "الكامل" (5/171) ، والبيهقي في"شعب الإيمان" (9113) . (3) هو: عطاء بن أبي مسلم الخراساني. (4) قوله: «من» سقط من (ك) . (5) بوائقُه: غَوائلُه وشَرُّه، أو ظُلْمُه وغَشَمُه. "لسان العرب" (10/30) . (6) قال البيهقي في الموضع السابق: «سويد بن عبد العزيز وعثمان بن عطاء وأبوه ضعفاء، غير أنهم غير متَّهمين بالوضع، وقد روي بعض هذه الألفاظ من وجه آخر ضعيف» . وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2/605) : «وهو شديد النكارة، ولو جاء به أوثق الناس، فكيف هؤلاء؟!» . وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص 257-258) : «إسناده ضعيف، ورفع هذا الكلام منكر، ولعله من تفسير عطاء الخراساني» . (7) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (18) ، وفي "الدعاء" (34) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (40/165) . (8) في (ت) و (ك) : «يقول: قال» . (2/614) عَبْلَة يحدِّثُ عَنْ عُبَادة بْنِ الصَّامِت: أنَّ النبيَّ (ص) أُتِيَ وَهُوَ فِي الحَطِيم (1) ، فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أُتِيَ عَلَيَّ مالِ بَني (2) (3) فُلانٍ بِسِيفِ (4) الْبَحْرِ، فذُهِبَ بِهِ، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَا تَلِفَ مَالٌ فِي بَرٍّ ولاَ بَحْرٍ إلاَّ بِمَنْعِ الزَّكَاةِ، فَحَرِّزُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بالصَّدَقَةِ، وادْفَعُوا عَنْكُمْ طَوَارِقَ البَلاَءِ بالدُّعَاءِ؛ فَإنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ (5) وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، مَا نَزَلَ يَكْشِفُهُ، وَمَا لَمْ يَنْزِلْ يَحْبِسُهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وإبراهيمُ لَمْ يُدْرِكْ عُبَادةَ، وعِراكٌ منكرُ الْحَدِيثِ، وَأَبُوهُ خالدُ بْنُ يَزِيدَ أوثقُ (6) مِنْهُ، وَهُوَ صَدوق (7) . 641 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عُتْبَة ابن السَّكَن (8) ، عن أَبَانَ _________ (1) قال ياقوت في "معجم البلدان" (2/273) : الحَطِيم - بالفتح ثم الكسر -: بمكة. قال مالك بن أنس: هو ما بين المقام إلى الباب، وقال ابن جُرَيج: هو ما بين الرُّكن والمقام وزمزم والحِجْر، وقال ابن حبيب: هو ما بين الركن الأسود إلى الباب إلى المقام حيث يتحطَّم الناس للدعاء. اهـ. (2) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «بني» . (3) هنا انتهت الورقةُ الساقطةُ من (ف) التي كانت بدايتها في نهاية المسألة رقم (630) . (4) في (ك) : «يسيف» . وسِيفُ البحر، بكسر السِّين: ساحلُه. "القاموس" (س ي ف) ، و"النهاية" (2/434) . (5) قوله: «من السَّماء» ليس في (ت) و (ك) . (6) في (ك) : «وأوثق» بالواو. (7) قال الطبراني في الموضع السابق: «إبراهيم لم يسمع من عبادة» . (8) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (1/42) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1805) . ورواه ابن حبان في "المجروحين" (1/98/تعليقًا) من طريق مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أبان، به. ثم ذكر ابن حبان حديثًا آخر لأبان وقال: «وهما جميعًا باطلان» . (2/615) بنِ المُحبَّر (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : كَمْ مِنْ حَوْرَاءَ عَيْنَاءَ مَا كَانَ مَهْرُهَا إِلاَّ قَبْضَةً مِنْ حِنْطَةٍ، أوْ مِثْلَهَا مِنْ تَمْرٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وأبانُ هذا مجهولٌ (2) ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) . 642 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْدِ الرزَّاق (4) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ إلاَّ لِخَمْسَةٍ: رَجُلٍ اشْتَراهَا _________ (1) في (ت) و (ك) : «المجبر» بالجيم. (2) في (أ) : «وأبان هذا هو مجهول» ثم ضُرب على قوله: «هو» . (3) نقل ابن حجر في "لسان الميزان" (1/25) عن العقيلي قوله: «لا يتابعه عليه - أي أبان - إلا من هو مثله أو دونه» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (571) . (4) روايته في "المصنف" (7151) . ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/56 رقم11538) ، وأبو داود في "سننه" (1636) ، وابن ماجه (1841) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2374) ، وابن الجارود في "المنتقى" (3605) ، والدارقطني في "سننه" (2/121) ، والحاكم في "المستدرك" (1/407- 408) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/15، 22) . وأخرجه الدارقطني في "سننه" (2/121) ، وفي "العلل" (2279) ، من طريق محمد بن سهل بن عسكر، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/15) من طريق أبي الأزهر، كلاهما عن عبد الرزاق، عن الثوري ومعمر، جميعًا عن زيد بن أسلم، به. ورواه عبد الرزَّاق في "المصنف" (7152) عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) ، به. وبيَّن الدارقطني أنَّ من قال في رواية عبد الرزاق: «عن معمر» وحده أصح. (2/616) بِمَالِهِ (1) ، أَوْ رَجُلٍ عَامِلٍ عَلَيْهَا، أَوْ غَارِمٍ، أَوْ غَازٍ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالى، أَوْ رَجُلٍ لَهُ جَارٌ فيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ فَيُهْدِي لَهُ (2) ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الثَّوْري (3) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم؛ قَالَ: حدَّثني الثَّبْتُ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) ؛ وَهُوَ (4) أشبَهُ (5) . وَقَالَ أَبِي: فإنْ قَالَ قائلٌ: الثَّبْتُ مَنْ هُوَ؟ أَلَيْسَ هُوَ عطاءَ بنَ يَسَار؟ قِيلَ لَهُ: لَوْ كَانَ عطاءَ ابن يَسار، لِمَ يُكَنِّ عَنْهُ. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أَلَيْسَ الثَّبْتُ هُوَ عَطَاءٌ؟ قَالَ: لا! لَوْ كَانَ عَطَاءً، مَا كَانَ يُكَنِّي عَنْهُ. وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (6) ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، _________ (1) أي: رجلٌ ذو مالٍ يشتري الصدقة بماله. (2) يوضِّح ذلك رواية أبي داود (1635) ، ففيها: «أو لرجل كان له جارٌ مسكين، فتُصُدِّقَ على المسكين، فأهداها المسكين للغني» . (3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" تعليقًا عقب الحديث رقم (1636) ، والدارقطني في "العلل" (2279) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10682) عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بن يسار، به مرسلاً. (4) في (ك) : «هو» بلا واو. (5) قال ابن الملقن في "البدر المنير" (5/43/أ) : «واختلف الحفاظ أيما أصح: طريق الوصل، أو طريق الإرسال؟ فصحَّح الثاني طائفة، ففي علل ابن أبي حاتم: أن الثوري أرسله، ونقل عن أبيه أن الإرسال أشبه» . (6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" تعليقًا عقب الحديث رقم (1636) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/96) . وأخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (2/268) ، ومن طريقه أبو داود في "سننه" (1635) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عطاء، به مرسلاً؛ مثل رواية ابن عيينة. (2/617) مُرسَلً (1) . قَالَ أَبِي: والثَّوْريُّ أحفَظُ (2) . 643 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي المُرَاوِح، عَنْ أَبِي واقِدٍ اللَّيْثي، عَنِ النبيِّ (ص) أنه قَالَ (4) : [قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ] (5) : إنَّا أنْزَلْنَا المَالَ لإِقَامِ الصَّلاَةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، ولَوْ كَانَ لابْنِ آدَمَ وَادِيان ِ مِنْ مَالٍ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: يَرْوُونَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي واقِد، عَنِ النبيِّ (ص) . 644 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى بن حمزة (7) ، عن _________ (1) قوله: «مرسل» سقط من (ف) . وقد جاء هنا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) قال الدارقطني في الموضع السابق (2279) : «حدَّث به عبد الرزاق، عن معمر والثوري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد؛ قاله ابن عسكر عنه. وقال غيره: عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ وحده، وهو أصح. وروى هذا الحديث عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي الثبت عن النبي (ص) ، ولم يُسَمِّ رجلاً، وهو الصحيح» . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (479) ، وستأتي برقم (1817) . (4) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «قال» . وانظر الحاشية التالية. (5) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، والمثبت من المسألتين (479) و (1817) ، وانظر الحاشية السابقة. (6) نقل الذهبي في "الميزان" (2/202) بعض هذا النص. (7) روايته أخرجها أبو داود في "المراسيل" (ص213) ، والنسائي في "سننه" (4853) ، وابن عدي في "الكامل" (3/275) . (2/618) سُلَيمان بْنِ دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه: أنَّ النبيَّ (ص) كَتَبَ إِلَى أهلِ اليَمَنِ بِصَدَقاتِ الغَنَم؟ قلتُ لَهُ: مَنْ سُلَيمانُ هَذَا؟ قَالَ أَبِي: مِنَ النَّاس من يَقُولُ: سُلَيمان بْن أَرْقَم. قَالَ أَبِي: وقد كَانَ قَدِمَ يَحْيَى بنُ حمزةَ العِراقَ، فَيَرَوْنَ أنَّ الأرقمَ: لقبٌ، وأن الاسم: دَاوُد. ومنهُم (1) من يَقُولُ: سُلَيمان بْن دَاوُد الدِّمَشْقي، شيخٌ ليحيى بْن حَمْزَةَ، لا بأسَ بِهِ؛ فلا أدري أيُّهما هُوَ؟ وما أظنُّ أَنَّهُ هَذَا الدِّمَشْقي (2) . ويُقال: إنَّهم أصابوا هَذَا الحديثَ بالعِراق مِنْ حَدِيث سُلَيمان بْن أَرْقَم (3) . _________ (1) في (ف) : «ومن الناس» . (2) من قوله: «شيخ ليحيى ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (3) قال أبو داود في الموضع السابق: «سليمان بن داود وَهَمٌ» . وقال: «وَهِمَ فيه الحكم» . ونقل الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/93) عن ابن منده أنه قال: «قرأت في كتاب يحيى بن حمزة بخطِّه: عن سليمان بن أرقم، عن الزهري، وأما من صحَّحه، فأخذوه على ظاهره في أنه سليمان بن داود، وقويَ عندهم أيضًا بالمرسل الذي رواه معمر، عن الزهري» . وروى ابن عدي في "الكامل" (3/274-275) عن ابن معين أنه قال: «سليمان بن داود ليس يعرف، ولا يصح هذا الحديث» . وروى أيضًا عن البغوي أنه قال: «سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن حديث الصدقات هذا الذي يرويه يحيى بن حمزة: أصحيحٌ هو؟ فقال: أرجو أن يكون صحيحًا» . وقال ابن حجر في الموضع السابق من "التهذيب": «أما سليمان بن داود الخولاني، فلا ريب في أنه صدوق؛ لكن الشبهة دخلت على حديث الصدقات من جهة أن الحكم بن موسى غلط في اسم والد سليمان، فقال: سليمان بن داود؛ إنما هو سليمان بن أرقم، = = فمن أخذ بهذا ضعَّف الحديث، ولا سيما مع قول من قال: إنه قرأه كذلك في أصل يحيى بن حمزة، فقد قال صالح جزرة: نظرت في أصل كتاب يحيى بن حمزة حديث عمرو بن حزم في الصدقات، فإذا هو عن سليمان بن الأرقم» . (2/619) 645 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن أبي العِشْرين (2) ، عن _________ (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2120) . (2) هو: عبد الحميد بن حبيب. وروايته أخرجها ابن سمعون في "الأمالي" (54) ، وابن الجوزي في "البر والصلة" (179) كلاهما من طريق أحمد بن سليمان بن زيّان الدمشقي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ عبد الحميد بن أبي العشرين، به. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/307) من طريق محمد بن العباس بن الوليد الدمشقي، عن هشام ابن عمار، به كسابقه. وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (3/610) من طريق أحمد بْنِ عِيسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن الأوزاعي، به هكذا بذكر الوليد بن مسلم بدل عبد الحميد بن أبي العشرين. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7726) من طريق موسى بن إسماعيل الجبلي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ خارجة بن مصعب، عن عثمان بن سعد الكاتب، عن عمرو بن شعيب، به. وأخرجه الطبراني أيضًا في "الأوسط" (6950) من طريق عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ عثمان بن سعد، عن عمرو بن شعيب، به. (2/620) الأوزاعي (1) ، عن عمرو ابن شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إذَا أَرَادَ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أنْ يَجْعَلَهَا عَنْ (2) وَالِدَيهِ ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا يُروى عَنْ عَبَّاد بْنِ كَثِير (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه. قَالَ أَبِي: عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ (4) لَمْ يُدْرِكْ عَمْرَو ابن شُعَيب، وَهُوَ ضعيفُ الْحَدِيثِ فِي نفسِه. قلتُ لأَبِي: فتخافُ أَنْ يكونَ الأوزاعيُّ دلَّس (5) ؛ بَلَغَهُ عَنْ عَبَّاد (6) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، فَرَوَاهُ عَنْ عَمْرٍو؟ قَالَ: لا! ولكنْ أخافُ أَنْ يكونَ مِنِ ابنِ أَبِي العِشْرين. قلتُ: أَلَيْسَ ابنُ أَبِي العِشْرين ثِقَةً؟ قال: هُوَ دِيوانِيٌّ كاتِبٌ، لَمْ يَكُنْ صاحبَ حديثٍ (7) . _________ (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) في (ش) : «على» ، ومثله في المسألة رقم (2120) ، والمثبت من بقيَّة النسخ، ومثله في مصدري التخريج: "شعب الإيمان" للبيهقي، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر. (3) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (7533) . (4) قوله: «عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. قَالَ أَبِي: عباد بن كثير» سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (5) في (ت) و (ك) : «وليس» . (6) في (ف) : «عباد بن كثير» . (7) الحديث ضعفه الحافظُ العراقي كما في "فيض القدير" (5/456) . (2/621) 646 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (1) ، فاختَلَفَ الرُّواة عَنْهُ: فَقَالَ حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى: عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ تَوْبة بْنِ نَمِر، عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ عَرِيفِ بنِ سَرِيع، عن عبد الله بن عمرو ابن الْعَاصِ: أنَّ عُمَرَ حَمَلَ رَجُلا عَلَى فرسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ وجدَهُ يَبِيعُهُ، فَأَرَادَ عمرُ أنْ يَشْتَرِيَهُ، فسأل النبيَّ (ص) عَنْ ذَلِكَ؟ فَنَهَاهُ عَنْهُ وَقَالَ: إذَا تَصَدَّقْتَ (2) بِصَدَقَةٍ فَأَمْضِهَا، لَقَدْ تَصَدَّقْتُ بِتَمْرٍ عَلَى مَسَاكِينَ، فوَجَدتُّ تَمْرَةً، فَأدْخَلْتُ بِيَدي فِي فِيَّ، ثُمَّ لَفَظْتُهَا؛ خَشْيَةَ أنْ تَكُونَ (3) مِنَ الصَّدَقَةِ. وَرَوَى هَذَا الحديثَ أَبُو سعيدٍ يَحْيَى بنُ سُلَيمان الجُعْفيُّ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ تَوْبة بْنِ نَمِر، عَنْ أَبِي عُفَير - قَالَ حَرْمَلَةُ: عَنْ أَبِي عُمَير - فأيُّهما أصَحُّّ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو عُفَير أصحُّ. وحدَّثنا أَبِي، عن أَصْبَغ (4) ، فقال: عَنْ أَبِي عُمَير؛ كَمَا قَالَ حَرْمَلَة (5) . _________ (1) هو: عبد الله. (2) في (ف) : «تصدق» . (3) في (ت) : «يكون» . (4) هو: ابن الفَرَج، ولم تنقط العين في جميع النسخ. وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (3/304) . (5) قال البخاري في "الكنى" من "التاريخ الكبير" (8/63 رقم559) : «أبو عُفَير عريفُ بني سريع» ، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (9/416 رقم2036) : «أبو عُفَير وكان عَريفًا لبني سريع» . قال المعلِّمي في تعليقه على "الجرح والتعديل": «أي: مقدَّمًا عليهم، فعريف وصفٌ له، لا اسم، وبنو سريع هؤلاءِ بطن من المعافر» . وسمَّاه: «عريف» كلٌّ من: الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (3/1690 و1718) ، وابن حبان في "الثقات" (5/282) ، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (6/434) . قال الدارقطني: «أبو عفير عريف بن سريع، تابعي، عداده في المصريين، وقال بعضهم: هو أبو عمير» . وقال المعلِّمي: «والحجة في هذا: البخاري وأبو حاتم؛ ذكراه في الكنى فيمن لا يعرف اسمه» . والحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/156) فقال: «قال لي أحمد؛ قال: ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، سمع توبة بن نمر؛ سمع أبا عُفَير عَرِيف بني سَرِيع ... » ، فذكره. ورواه أحمد (2/173 رقم6616) من طريق رشدين؛ حدثني عمرو بن الحارث؛ أن تَوبة بن نَمِر حدثه؛ أن أبا عُفَير عَرِيف بن سَرِيع حدثه ... فذكره. (2/622) 647 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه القَوَارِ يري (1) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حَجَّاج بْن أَرْطَاة (2) ، عَنْ أَبِي الزُّبير (3) ، عن جابر، _________ (1) هو: عبيد الله بن عمر. (2) سيأتي أنه روي من طريق أبي خالد الأحمر عنه موقوفًا. (3) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس. والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/189 و195) من طريق يحيى بن أبي أنيسة ويحيى بن سعيد الجزري، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/12) من طريق خصيف بن عبد الرحمن، ثلاثتهم عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) ، به. قال ابن عدي: «وليس الحديث بمحفوظ» . وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/495 رقم818) من طريق الخطيب البغدادي، ثم قال: «لا يصح عن رسول الله (ص) ، إنما روي عن ابن عمر» . (2/623) عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا أُدِّيَ زَكَاتُهُ (1) ، فَلَيْسَ بِكَنْزٍ (2) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رواه القَوَارِ يري، والصَّحيحُ موقوفٌ (3) . 648 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (4) ، عَنْ حَجَّاج بْن أَرْطاة، عَنْ الزُّهْري، عَنْ أيُّوب بْنِ بَشِير، عَنْ أَبِي أيُّوب؛ قَالَ: سُئِلَ النبيُّ (ص) : أيُّ الصَّدقةِ أفضلُ؟ قَالَ: عَلَى ذِي الرَّحِمِ _________ (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ما أُدِّيَتْ زكاتُهُ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ أيضًا؛ لأنَّ الفاعل هنا تأنيثُهُ غير حقيقي. وانظر إيضاح ذلك في التعليق على المسألة رقم (224) . (2) في (ت) و (ك) و (ف) : «كنز» ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) قوله: «موقوف» سقط من (ف) . وهذا الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7145) من طريق ابن جريج، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10518) من طريق أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَنْ حَجَّاجٍ بن أرطاة، كلاهما - ابن جريج وحجاج - عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، موقوفًا. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (3/272) : «ورجَّح أبو زرعة والبيهقي وغيرهما وقفه كما عند البزار» . (4) هو: محمد بن خازم. وروايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (1017) ، وأخرجها عنه الإمام أحمد في "المسند" (5/416 رقم23530) ، وهناد في "الزهد" (1016) ، وأخرجها الطبراني في "الكبير" (4/138 و173 رقم 3923 و4051) من طريق عبد الله بن يوسف وأبي بكر بن أبي شيبة، أربعتهم - الإمام أحمد وهناد وابن يوسف وَابْنِ أَبِي شَيْبَةَ-، عَنْ أَبِي معاوية، عن الحجاج، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ بشير، عن أبي أيوب، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3/203 رقم3126) من طريق عبد الله بن يوسف، عن أبي معاوية، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حَكِيمِ ابن حزام؛ كما سيأتي. (2/624) الكَاشِحِ (1) . [وخالفَهُ] (2) أَبُو خالدٍ الأحمَرُ (3) : فروَى عَنْ حَجَّاج، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أيُّوب بْنِ بَشِير (4) ، عَنْ (5) حَكِيم بْنِ حِزام، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَى الزُّبَيدي (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أيُّوب ابن بشير الأنصاري، عن النبيِّ (ص) . _________ (1) قال ابن الأثير: الكاشِحُ: العَدُوُّ الذي يُضْمِرُ عداوتَه، ويطوي عليها كَشْحَه، أي: باطِنَه. اهـ. "النهاية" (4/175) . (2) في (ت) و (ك) : «وخالد» ، وفي بقيَّة النُّسَخ: «وقال» . والظاهر أنَّ قوله: «وخالد» أو «وقال» متصحِّفٌ عما أثبتناه أو نحوه. (3) هو: سليمان بن حَيَّان. وتابعه على هذا الوجه عبد الله ابن نمير، وأبو معاوية في أحد الأوجه عنه، فروياه عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حَكِيمِ ابن حزام، به. أما رواية عبد الله بن نمير: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (3/202-203 رقم3126) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/12-13) . وأما رواية أبي معاوية: فأخرجها الطبراني؛ من طريق عبد الله بن يوسف، عن أبي معاوية، به، وقد تقدم ذكرها. وسيأتي كلام الدارقطني عن هاتين الروايتين. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/402 رقم 15320) من طريق سُفْيَانَ بْن حسين، عَنِ الزُّهْرِيِّ، به؛ كرواية حجاج له على هذا الوجه. (4) قوله: «بشير» كان هكذا في (ف) ، ثم ضرب عليه الناسخ وكتب: «سيرين» ، وفي (ت) و (ك) : «شيرين» . (5) قوله: «عن» سقط من (ك) . (6) هو: محمد بن الوليد. وروايته أخرجها الحارث في "مسنده" (299/بغية) . (2/625) وَرَوَى اللَّيْثُ (1) ، عَنْ عُقَيل (2) ، عَنِ الزُّهْري، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ (3) الزُّبَيدي أصحُّ (4) . 649 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوْري وجرير (5) ، فاختَلَفا: فقال الثَّوْري: عَنْ مَنْصُورٍ (6) ، عَنْ يونس ابن خَبَّاب، عَنْ أَبِي سَلَمة بْنِ عبد الرحمن، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا نَقَصَ مَالٌ مِنْ زَكَاةٍ قَطُّ. _________ (1) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها أبو عبيد في "الأموال" (ص 363) . (2) هو: ابن خالد الأَيْلي. (3) قوله: «حديث» سقط من (أ) و (ش) . (4) ذكر الدارقطني في "العلل" (1017) الاختلاف في هذا الحديث؛ وقال: يرويه حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، واختُلِف عنه: فقال بن نمير: عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حَكِيمِ بن حزام، قال ذلك يوسف القطان عنه. وقال أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ بَشِيرٍ، عن أبي أيوب. وقال علي بن حرب: عن أبي معاوية وابن نمير جميعًا عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أيوب بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ. وأفرده عن أبي معاوية وحدَه فقال: عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابن بشير، عن أبي أيوب. ولم يروه عن الزهري غير حجاج؛ ولا يثبت» . وقال أيضًا في "العلل" (5/210/أ) : « ... وَرَوَاهُ حجاج بْن أَرْطَأَةَ، عَنْ الزهري فقال مرة: عن حكيم بن [في الأصل: عن] بشير، عن أبي أيوب الأنصاري، وقال مرة: عن أيوب، عن حكيم [في الأصل: بشير] ابن حزام؛ وكلاهما غير محفوظ» . (5) هو: ابن عبد الحميد. (6) هو: ابن المعتمر. (2/626) وَقَالَ جَرِيرٌ: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَعِيد، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الثوريُّ أحفَظُ (1) . 650 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى أَبُو موسى، عن محمد ابن عَثْمَة (3) ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ والبَعْلُ (4) _________ (1) قال الدارقطني في "العلل" (552) : «يرويه يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سلمة، واختُلِف عنه: فرواه عمرو بن مجمع أبو المنذر السَّكوني، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أبي سلمة، عن أبيه. وخالفه منصور بن المعتمر، واختُلِف عنه: فرواه محمد بن عمارة القرشي، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أم سلمة. وقيل: عن القاسم بن يزيد الجرمي، عن الثوري مثله، ولا يصح. ورواه وكيع وغيره عَنِ الثَّوْرِيِّ، [عَنْ مَنْصُورٍ] ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سلمة مرسلاً، وهو الصحيح» . وذكر الاختلاف أيضًا في موضع آخر من "العلل" (5/171/ب) وقال: «والمرسل أشبه» . (2) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/185/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/328 رقم844) قول أبي زرعة. (3) هو: مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (ل27/أ/النسخة الأزهرية) . ورواه أبو عوانة في "مستخرجه" (ص86/القسم = = المفقود) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن عبد الله العمري، به. (4) البَعْلُ: ما شَرِبَ من النَّخيل بعُروقِه من الأرض، من غَير سَقْي سماءٍ ولا غيرِها، قال الأزهريُّ: هو ما ينبتُ من النخل في أرضٍ يقرُبُ ماؤها، فرسختْ عروقها في الماء، واستغنتْ عن ماء السماء والأنهار وغيرها. "النهاية" (1/141) . (2/627) العُشْرُ، وَفيمَا سَقَتِ العُيُونُ والنَّوَاضِحُ (1) وَالسَّوَانِي (2) نِصْفُ العُشْرِ؟ قال أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، موقوف (3) (4) . تَمَّ الجُزْءُ الرَّابعُ بِحَمْدِ اللهِ وعَوْنِهِ ومَنِّهِ، ويَتلوهُ في الجُزْءِ الخامِسِ في حديثٍ رواه الصَّبَّاح، والحمدُ للهِ وَحدَهُوصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا مُحَمَّد وآلِهِ وصَحبِهِ وَسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا، والحمدُ لله ربِّ العالمين (5) _________ (1) النَّواضِحُ: الإبل التي يُستَقى عليها، والمراد به هنا: ما سُقِي بالدَّوالي. انظر "النهاية" (5/69) . (2) في (أ) : «والشواني» ، والسَّوانِي: جمع سانِيَة، وهي الناقة التي يُسْتَقَى عليها. "النهاية" (2/415) . (3) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (4) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10092) عَنْ شَبَابَةَ بْنِ سوَّار، عَنْ ليث بن سعد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به موقوفًا. وترجيح أبي زرعة للرواية الموقوفة إنما هو بالنسبة لطريق نافع، وإلا فالحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1483) من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عمر، عن النبيِّ (ص) . (5) من قوله: «تم الجزء الرابع ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وفي حاشية (ش) : «آخر الجزء الرابع» ، واتفق النص في (ف) مع (أ) ما عدا قوله: «وعونه» فليس في (ف) (2/628) بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِوصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّدٍ، وآلِهِ (1) وصَحْبِهِ وسلَّمالجزءُ الخامِسُ من "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، يَشتَمِلُ عَلَى (2) عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِ يَت فِيالصَّوْمِ وأَوَّلِ الحَجِّ (3) 651 - قال: أنبا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم رَحِمَهُ اللَّهُ؛ قال (4) : سألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الصَّبَّاح بْنُ مُحارِب (7) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ (8) عَنتَرَة، عَنْ حَبيب بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: أَتَى رجلٌ النبيَّ (ص) فَقَالَ: أَفطَرتُ عامَّةَ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلا سَفَرٍ؟ فَقَالَ له (9) النبيُّ (ص) : أَعْتِقْ رَقَبَةً، قَالَ: لا أجِدُ ... الحديثَ؟ قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَبيب، عَنْ طَلْق (10) ، عَنْ سعيد بن _________ (1) في (ف) : «وعلى آله» . (2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) . (3) قوله: «وأول الحج» ليس في (ت) و (ك) . (4) من قوله: «قال: أنبا أبو محمد ... » إلى هنا من (ف) فقط. (5) في (أ) و (ش) : «وسألت» بالواو. (6) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (أ) و (ش) . (7) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (5725) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (8184) وجاء فيهما: «أفطرت يومًا من رمضان» . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ حبيب إلا هارون، تفرد به: الصباح بن محارب» . (8) قوله: «ابن» سقط من (ك) . (9) قوله: «له» سقط من (ت) و (ك) . (10) هو: ابن حبيب. (3/5) المسيّب، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَل (1) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَدْرِي! وَهَارُونُ بْنُ عَنتَرَة لا بأسَ بِهِ، مستقيمُ الْحَدِيثِ (2) . 652 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرَّزاق (4) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُفطِرُ عَلَى التَّمْر، فَإِنْ لَمْ يَجِد فَعَلَى الْمَاءِ ... الحديثَ؟ فَقَالا: لا نعلَمُ رَوَى هَذَا الحديثَ غيرُ عبد الرزَّاق، وَلا نَدْرِي مِنْ أَيْنَ جَاءَ عبدَالرزَّاق (5) ؟ قلتُ (6) : وَقَدْ رَوَاهُ سعيدُ بْنُ سُلَيمان النَّشِيطِي (7) ، وسعيد بن _________ (1) قوله: «مرسل» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) قال الدارقطني في "العلل" (4/65/أ) : «اختُلِف فيه عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) : فرواه هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عمر، ووَهِمَ فيه، والصَّواب: عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ سعيد بن المسيب مرسلاً» . (3) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/258/مخطوط) . (4) روايته أخرجها أحمد في"المسند" (3/164 رقم 12676) ، وأبوداود في "سننه" (2356) ، والترمذي في"جامعه" (696) ، والدارقطني في "سننه" (2/185) . (5) أي: مِنْ أين جاء هذا الحديثُ عَبْدَالرزَّاق؟ (6) في (ت) و (ك) : «قال أبو محمد» بدل: «قلت» . (7) في (ت) و (ك) : «القشيطي» ، ونقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (900) عن البزار قوله: «رواه النشيطي، فأنكروه عليه، وضُعِّف حديثه» . ورواية النشيطي هذا أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/148) . (3/6) هُبَيرة (1) . فَقَالَ أَبِي: لا يُسْقَى بالنَّشِيطِي (2) وسَعيدِ بْنِ هُبَيْرة شَربةٌ مِنْ ماءٍ مَثَلا. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَدْرِي مَا هَذَا الحديثُ! لَمْ يرفَعْه (3) إِلا مِنْ حديث عبد الرزَّاق (4) . 653 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثِ أبي أُوَيس (6) ، عن الزُّهْري؛ _________ (1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/148) . (2) قوله: «وَسَعِيدُ بْنُ هُبَيْرة. فَقَالَ أَبِي: لا يسقى بالنشيطي» سقط من (ت) و (ك) . (3) يعني: جعفر بن سليمان فيما يظهر. (4) قال الترمذي في الموضع السابق: «حسن غريب» . وقال الدارقطني في الموضع السابق: «هذا إسناد صحيح» . كذا جاء في المطبوع من "السنن"، والذي نقله ابن حجر في "إتحاف المهرة" (1/446) عن الدارقطني أنه قال: «كلهم ثقات» . وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث يعرف بعبد الرزاق عن جعفر، ومن إفرادات جَعْفَرٍ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، لا أعلم يرويه عن جعفر غير ثلاثة أنفس؛ اثنين قد ذكرتهما، والثالث: عبد الرزاق، عن جعفر، والحديث به مشهور عن جعفر، وقد رواه سعيد ابن سليمان وعمار بن هارون، وزاد في حديث عبد الرزاق: كان النبي (ص) يفطر على الرُّطَب، فإن لم يكن رُطَب فتمر» . اهـ. وقال البزار - كما في الموضع السابق من "البدر المنير"-: «لا أعلم من رواه عن ثابت، عن أنس؛ إلا جعفر بن سليمان» . (5) انظر المسألة رقم (707) و (708) و (749) . (6) هو: عبد الله بن عبد الله الأصبحي، نقل المزي في "تهذيب الكمال" (15/170) عن الدارقطني قوله: «في بعض حديثه عن الزهري شيء» . ورواية الأويسي هذا أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/226) . والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1936) من طريق شعيب بن حمزة، ومنصور بن المعتمر، ومعمر، وإبراهيم بن سعد، والأوزاعي، وسفيان بن عيينة، والليث بن سعد، ومسلم (1111) من طريق سفيان بن عيينة، ومنصور بن المعتمر، والليث بن سعد، ومالك ابن أنس، وابن جريج، ومعمر، جميعهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به بذكر قصة الرجل الذي جامع امرأته في نهار رمضان، فأمره النبي (ص) بالكفَّارة، ولم يذكر أحد منهم قوله: «عليه يوم مكانه» . (3/7) يعني: عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) - فِي رجُلٍ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رمضانَ - قَالَ: عَلَيْهِ يَوْمٌ مَكَانَهُ؟ قَالَ: لَيْسَ هَذَا بصَحيح، لَمْ يقُل هَذَا الحرفَ واحدٌ؛ يَعْنِي (1) : مِنَ الثِّقات (2) . 654 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْن القَزَّاز (4) ، عَنْ _________ (1) قوله: «يعني» ليس في (أ) و (ش) . (2) سيأتي في المسألة رقم (708) أنه رواه أيضًا عبد الجبار ابن عمر، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، لكن عبد الجبار ضعيف؛ ولذا قيد ابن أبي حاتم كلام أبي زرعة هنا بقوله: «يعني من الثقات» . (3) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "التنقيح" (2/282) ، والزيلعي في "نصب الراية" (2/434) . ونقل ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/280) قول أبي حاتم: «وهذا عندي أشبه» ، ونقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/236) بعضه. (4) في (أ) و (ش) : «الفَزاري» . وهو: معن بن عيسى القزَّاز. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (9094) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9111) عن خالد بن مخلد، عن إسحاق بن حازم، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (1700) ، والدارقطني في "سننه" (2/172) . (3/8) إسحاق بن حازم، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ حَفْصَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَنْوِ مِنَ اللَّيْلِ. وَرَوَاهُ يَحْيَى بن أيُّوب (2) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ (3) ، عَن الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن حَفْصَة، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: لا أدري؛ لأن عبد الله بْنَ أَبِي بَكْرٍ قَدْ أَدْرَكَ سَالِمًا وَرَوَى عَنْهُ، وَلا أَدْرِي هَذَا الحديثَ ممَّا سَمِعَ مِنْ سَالِمٍ، أَوْ سَمِعَهُ مِنَ الزُّهْري عَنْ سَالِمٍ؟ وَقَدَ رُوي (4) عَنِ الزُّهْري، عن حمزة بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَة، قولَهَا، غيرَ مَرْفُوعٍ؛ وَهَذَا عِنْدِي أشبَهُ، والله أعلم (5) . _________ (1) هو: عبد الله بن عمر ذ. (2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/161) ، والترمذي في "جامعه" (730) ، وفي "العلل الكبير" (202) ، والنسائي في "سننه" (2332 و2333) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1933) ، والدارقطني في "سننه" (2/172) . (3) من قوله: «عن سالم ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (4) هذه الرواية أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9112) ، والنسائي في "سننه" (2340) ، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (1/160، 161) . (5) أطال البخاري _ح في الموضع السابق من "التاريخ الأوسط" في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «غير المرفوع أصح» . ونقل عنه الترمذي قوله: «عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن حَفْصَة، عن النبيِّ (ص) خطأ، وهو حديث فيه اضطراب، والصحيح عن ابن عمر موقوف» . وقال الترمذي: «حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وقد روي عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قوله، وهو أصح. وهكذا أيضًا رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه إلا يحيى بن أيوب» . وقال النسائي: «الصواب عندنا موقوف، ولم يصح رفعه -والله أعلم -؛ لأن يحيى بن أيوب ليس بذاك القوي» . وذكر الدارقطني في "العلل" (5/165/ب - 166/أ) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «رفعُه غير ثابت» . وسُئل: أي القولين أصح عن الزهري: قول من قال: عنه، عن سالم، أو من قال: عنه، عن حمزة؟ فقال: «قول من قال: عن حمزة أشبه» . وقال النسائي في "الكبرى" (2/116-118) : «والصواب عندنا موقوف. ولم يصح رفعه - والله أعلم - لأن يحيى بن أيوب ليس بذلك القوي، وحديث ابن جريج عن الزهري غير محفوظ، والله أعلم» . وقال النميري: قلت لأبي عبد الله - يعني: أحمد بن حنبل -: كيف إسناد حديث النبي (ص) : «لا صومَ لمَن لم يجمَع الصوم» ؟ قال: أخبرك، ماله عندي ذلك الإسناد؛ لأنه عن ابن عمر وحفصة إسنادان جيدان» . وسأله الأثرم عن هذا الحديث، قال الأثرم: فكأنه لم يثبته. نقل ذلك ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/282) . وانظر "العلل ومعرفة الرجال" (3/336 رقم5488) . (3/9) 655 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة (1) ، عن عمرو _________ (1) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "العلل" (2/181 رقم1935) ، والفسوي في "تاريخه" (2/211) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/335) ، ووقع عند الفسوي: «عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن القرشي: أن ابن عمر ... » ، فذكره، ولم يكنه بأبي السَّوَّار. ورواه الخطيب في "الموضح" (2/339) من طريق الفسوي، فقال: «عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أبي السَّوَّار: أن ابن عمر ... » فذكره هكذا على الصَّواب. ورواه النسائي في "الكبرى" (2836/الرسالة) ، ووقع خلاف في النسخ الخطية له؛ فوقع في نسختين خطيتين منه: «عن شعبة، عن أبي السَّوَّار» ، وهو الموافق لرواية الجماعة عن شعبة، ووقع في نسخة ثالثة: «عن شعبة، عن أبي السَّوداء» ، وهكذا وقع في "تحفة الأشراف" (8571) ، وبناء عليه ترجم له المزي في "تهذيب الكمال" (33/393-394) . (3/10) بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي السَّوَّار (1) ؛ قَالَ: سألتُ ابنَ عُمَرَ عَنِ صَوم ِ يَوم ِ عَرَفَة؟ فَنَهَانِي؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌٌ؛ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (2) فَقَالَ: عن عمرو، عن أبي الثَّوْرَيْن (3) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. قلتُ لأَبِي: مِمَّن الخطأُ؟ قَالَ: مِن شُعْبَة (4) . _________ (1) بفتح السين المهملة، وتشديد الواو، آخره راء مهملة. وسيأتي أن شعبة أخطأ فيه. (2) روايته أخرجها الفسوي في "تاريخه" (2/111) ، والدولابي في "الكنى" (1/133) ، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/45) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/334) ، والخطيب في "الموضح" (2/338- 339) . وأخرجه الخطيب أيضًا (2/338) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن القرشي، عن ابن عمر. (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «الثورة» ، وكتب فوقها ناسخ (ف) : «هكذا وُجِد» ، وفي (ك) : «الثور ير» ، والمثبت من (ت) ، وضبَّب عليها ناسخا (ت) و (ك) ، وأبو الثورين هو: محمد بن عبد الرحمن الجمحي القرشي. وانظر التعليق آخر المسألة. (4) قال ابن معين في "تاريخه" (421/رواية الدوري) : «حديث أبي الثورين، يحدث به سفيان بن عيينة، يقول: أبو الثورين، ويقول حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: عَنْ مُحَمَّدِ ابن عبد الرحمن القرشي، ويقول شعبة: أبو السوار، وكلهم يحدِّث بِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ هذا، وأخطأ = = فيه شعبة، إِنَّمَا هُوَ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عن أبي الثورين، وهو محمد بن عبد الرحمن القرشي» . وقال الإمام أحمد كما في "العلل" (1/516) : «وأخطأ شعبة في اسم أبي الثورين، فقال: أبو السوار، وإنما هو أبو الثورين؛ قلت لأبي: من هذا أبو الثورين؟ فقال: رجل من أهل مكة مشهور، اسمه: محمد بن عبد الرحمن من قريش. قلت لأبي: إن عبد الرحمن بن مهدي زعم أن شعبة لم يخطئ في كنيته، فقال: هو السوار؟ قال أبي: عبد الرحمن لا يدري، أو كلمة نحوها» . وقال أيضًا (1935) : «أخطأ شعبة» . وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/150) : «وقال شعبة: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي السوار، وهو وهم» . وقال الفسوي: «وهو أبو الثورين؛ فإنْ لم يكن لقب، فقد أخطأ شعبة إلا أن يكون كان يكنى بكنيتين» ، وقال الدارقطني في الموضع السابق: «قال - يعني ابن عيينة -: وكان شعبة يقول: «أبو السوار» ... لم يفهم [يعني شعبة] ، كانت أسنان عَمرو قد ذهبَتْ» ، ثم قال الدارقطني: «والصواب أبو الثورين، وهذا مما يُعتَدُّ به على شعبة فيما يهم فيه» . وقال ابن ماكولا في "الإكمال" (1/571) : «وروى شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فقال: عن أبي السوار؛ وهو وهم» . (3/11) 656- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْل ابن مُوسَى (1) ، عَنْ أَبِي فَرْوَة الرُّهاوي (2) ، عَنْ مَعقِل الكِناني، عَنْ عُبادة (3) بن نُسَيّ، عن أبي [سعد] (4) الخَيْر؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكْتُبْ عَلَيَّ اللَّيْلَ صِيَامً (5) ؛ فَمَنْ صَامَ فَقَدْ تَعَنَّى، ولاَ أَجْرَ لَهُ؟ _________ (1) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (ص113-114 رقم 196) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/100) ، وابن عدي في "الكامل" (7/270-271) . وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/35) ، وابن عدي أيضًا (7/271) من طريق عبد الله بن فروخ، عن أبي فَرْوَة، به. (2) هو: يزيد بن سنان الجَزَري. (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «عباد» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وانظر"تهذيب الكمال" (14/194) . (4) في جميع النسخ: «سعيد» ، وهذا لا يتفق مع تعقيب أبي حاتم الآتي، وجاء على الصواب في جميع المصادر السابقة. وانظر "الإصابة" لابن حجر (11/161) . (5) كذا في جميع النسخ، وهو جارٍ على لغة ربيعة في حذف ألف تنوين النصب، والجادَّة: صيامًا، وقد تقدَّم التعليق على لغة ربيعة في المسألة رقم (34) . وقوله: «الليل» منصوب على الظرفية، أي: في الليل. (3/12) قَالَ أَبِي: وَقَدْ قِيلَ: أَبُو سعيد الخَيْر؛ وَهَذَا الصَّحيحُ عِنْدِي (1) . 657 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيثُ بْنُ سَعْدٍ (3) ، عَنْ قَتادة، عَنِ الْحَسَنِ (4) ، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ قَتادة (5) ، عن الحسن، عن عليٍّ (6) ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ مُرسَل (7) . وَرَوَاهُ أشعَثُ بْنُ عبد الملك (8) ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ أُسامَة بْنِ زيد، عن النبيِّ (ص) . _________ (1) قال الترمذي: «سألت محمدًا - يعني البخاري - عن هذا الحديث؟ فقال: أرى هذا الحديث مرسلاً، وما أرى عبادة بن نُسَي سمع من أبي سعد الخير. قال محمد: وأبو فروة الرُّهاوي صدوق، إلا أن ابنه محمدًا روى عنه أحاديث مناكير، واسم أَبِي فَرْوَةَ: يَزِيدِ بْنِ سِنان» . وقال ابن عدي: «وهذا الحديث بهذا الإسناد ليس يرويه غيرُ أبي فروة الرُّهاوي» . وقال الحافظ في "الفتح" (4/202) : «قال ابن منده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» . (2) انظر المسألة رقم (693) و (729) و (732) و (1704) و (2839) . (3) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3160) ، وقال: «ما علمت أن أحدًا تابع الليث على روايته» . (4) هو: البصري. (5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (996/كشف الأستار) من طريق عمر بن إبراهيم، عنه، به. (6) قوله: «عن علي» ليس في (ت) و (ك) . (7) لأن الحسن البصري لم يرو عن علي ح. (8) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (997/كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى" (3165) وقال النسائي: «لم يتابعه - أي: أشعثَ - أحدٌ علمناه» . (3/13) وَأَمَّا حديثُ ثَوْبان: فَإِنَّ سعيدَ بْنَ أَبِي عَروبة (1) ، يَرْوِيهِ عَنْ قَتادة، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْم، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ بُكَير بْنُ أَبِي (2) السَّمِيط (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ مَعْدان بْنِ طَلحَة (4) ، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ يزيدُ بْنُ هَارُونَ (5) ، عَنْ أيُّوبَ أَبِي الْعَلاءِ (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنْ بلال، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ قَتادة، عَنْ أَبِي قِلابَة (7) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ (8) ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) (9) . _________ (1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3158) . (2) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) . وانظر "تهذيب الكمال" (4/236-237) . (3) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3159) ، وقال: «ما علمت أن أحدًا تابع بكيرًا على روايته» . (4) ويقال: معدان بن أبي طلحة. (5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9302) ، والنسائي في "الكبرى" (3156) . (6) هو: أيوب بن أبي مسكين القصَّاب. (7) هو: عبد الله بن زيد الجَرمي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/277 رقم22382) ، وأبو داود في "سننه" (2367) ، وابن ماجه (1680) جميعهم من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبي قلابة، به. (8) هو: عمرو بن مرثد الرَّحَبي. (9) قال الترمذي في "العلل الكبير" (211) : «وسألت محمدًا عن أحاديث الحسن في هذا الباب؟ فقال: يروى عن الحسن قال: حدثني غير واحد من أصحاب النبي (ص) ، عن النبي (ص) . قال محمد: ويحتمل أن يكون سمع من غير واحد» . وقال الدارقطني في "العلل" (355) : «اختُلِف فيه على الحسن: فرواه قتادة ومطر الوراق ويونس بن عبيد - من رواية إسماعيل بن إبراهيم القُوهي، عن أبيه، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يُونُسَ - عَنْ الحسن، عن علي. ورواه عبيد الله بن تمام، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أسامة بن زيد. ورواه عبد الوهاب الثقفي ومحمد بن راشد الضرير، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أبي هريرة. ورواه عطاء بن السائب وعاصم الأحول، عن الحسن، عن معقل بن يسار ... ورواه قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ ثَوْبَانَ. ورواه أبو حرَّة، عن الحسن قال: حدثني غيرُ واحد من أصحاب النبي (ص) . فإن كان هذا القول محفوظًا عن الحسن، فيشبه أن تكون الأقاويل كلُّها يصح عنه» . وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (4/177) تعليقًا على كلام الدارقطني الأخير: «يريد بذلك انتفاءَ الاضطراب؛ وإلا فالحسن لم يسمع من أكثر المذكورين» . ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (ص122) عن البخاري قوله: «ليس في هذا الباب شيء أصحُّ من حديث شداد بن أوس وثوبان» . قال الترمذي: «فقلت له: كيف بما فيه من الاضطراب؟ فقال: كلاهما عندي صحيح؛ لأن يحيى بن أبي كثير روى عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أسماء، عن ثوبان، وعن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس، روى الحديثين جميعًا» . قال الترمذي: «وهكذا ذكروا عن علي بن المديني أنه قال: حديث شداد بن أوس وثوبان صحيحان» . قال ابن حجر في "الفتح" (4/177) : «وكذا قال عثمان الدارمي: صحَّ حديث أفطَر الحاجِمُ والمَحجوم من طريق ثوبان وشداد. قال: وسمعت أحمد يذكر ذلك. وقال المروزي: قلت لأحمد: إن يحيى بن معين قال: ليس فيه شيء يثبت! فقال: هذه مجازفة! وقال ابن خزيمة: صح الحديثان جميعًا. وكذا قال ابن حبان والحاكم، وأطنب النسائي في تخريج طرق هذا المتن وبيان الاختلاف فيه، فأجاد وأفاد» . وانظر "العلل" لابن المديني (ص 56) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (4/264 فما بعدها) ، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/319 فما بعدها) . (3/14) 658 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (2) وعبد السَّلام بن _________ (1) انظر المسألة الآتية برقم (715) . (2) هو: ابن راشد. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8407) . ومن طريقه البزار في "مسنده" (1020/كشف الأستار) . وأخرجه الإمام أحمد في"المسند" (1/249 و360 رقم2241 و3392) ، والبزار في "مسنده" (1020/كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، وأحمد أيضًا (1/360 رقم 3392 و6/265 رقم 26291) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/90) ، من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، والطحاوي أيضًا من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، جميعهم عن سعيد ابن أبي عروبة، عن أيوب، به. وأخرجه أحمد أيضًا (6/265 رقم 26291) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن أيوب، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة، به مرفوعًا. وانظر كلام الدارقطني في التعليق آخر المسألة. (3/15) حَرْب، عن أيُّوب (1) ، عن عبد الله بْنِ شَقيق، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كان يُصِيبُ من الرُّؤوس وَهُوَ صائمٌ (2) . وَرَوَاهُ وُهَيْبٌ (3) ، عَنْ أيُّوب، عَنْ رجلٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: الله أعلم! _________ (1) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (2) أي: يُقَبِّل وهو صائم؛ كما في "النهاية" لابن الأثير (3/57) ، وسيأتي هذا التفسير في المسألة رقم (715) . (3) هو: ابن خالد. وروايته لم نقف عليها، لكن تابعه ابن علية، وستأتي روايته هنا. ومؤمَّل بن إسماعيل وستأتي روايته في المسألة رقم (715) . وأخرجه القاضي يوسف بن إسماعيل - كما في "عمدة القاري" (11/10) - والعيني في "عمدة القاري" في نفس الموضع من طريق حَمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عن شيخ من بني سدوس، عن ابن عباس، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7407) من طريق معمر، وأحمد في "مسنده" (1/249 و360 رقم 2241 و3392) والبزار في "مسنده" (1020/كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/90) من طريق سعيد بن أبي عروبة كلاهما (معمر وسعيد) عن أيوب، عن عبد الله بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/253 رقم 11868) من طريق عاصم بن هلال، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، به. (3/16) قلتُ: فهذا الرَّجلُ هو عبد الله بْنُ شَقيق؟ قَالَ: مَا نَدْرِي هُوَ أَمْ غيرُه! وَقَدْ تابعَ (1) وُهَيْبً (2) ابنُ عُلَيَّة (3) . 659 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الله العُمَري (5) ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسين (6) ، وَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقان (7) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ _________ (1) في (ش) : «بايع» . (2) كذا في جميع النسخ: «وهيب» بلا ألف بعد الباء الموحَّدة، و «وُهَيْب» : اسمٌ عربيٌّ عَلَمٌ على مذكَّر؛ فهو اسمٌ مصروف، وله هنا تخريجان؛ ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (126) عند قوله: «فإن حسينً المعلم» . (3) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/360 رقم 3391) . قال الدارقطني في "العلل" (5/136/أ) : «يرويه سعيد الجريري وأيوب، عن [في الأصل: ابن!] عبد الله بن شقيق - واختُلِف عن أيوب - فرواه عبد الواحد بن زياد، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة. وقال سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة: عَنْ أيوب، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة؛ قاله أحمد بن حنبل، عن الخفاف، عن سعيد. قال أحمد: وقال الخفاف مرَّة أخرى: عن ابن عباس. وكذلك قال غندر: عن سعيد، عن أيوب، عن ابن شقيق، عن ابن عباس، وهذا القول وهمٌ، والصَّحيح: عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة كما قال الجريري» . (4) انظر المسألة رقم (758) و (782) . (5) هو: عبد الله بن عمر. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/108) ، والدارقطني في "العلل" (5/124/أ) . (6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/141 رقم25094) ، والنسائي في "الكبرى" (3279/الرسالة) . (7) في (ت) و (ك) : «جعفر بن مروان» . وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/263 رقم26267) ، والترمذي في "العلل الكبير" (203) ، والنسائي في "الكبرى" (3278/الرسالة) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/280) . (3/17) عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: أَصبَحَتْ حَفْصَةُ وعائِشَةُ صائِمَتَين، فأُهدِيَ لَهُمَا هديَّة ... فَذَكَرَ (1) الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا ابنُ أَبِي مَرْيَمَ (2) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة؛ قَالَ: سُئِل الزُّهْري عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: لَمْ أسمَعْه مِنْ عُرْوَة؛ إِنَّمَا حدَّثني رجُلٌ عَلَى بَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: أَنَّ عائِشَة أصبَحَتْ صائِمَة. وحدَّثنا (3) حَرْمَلَة بْنُ يَحْيَى (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ وَهْب (5) ، عَنْ حَيْوَة بْنِ شُرَيح، عَنِ ابْنِ الْهَادِ (6) ، عَنْ زُمَيْل مَوْلَى عُرْوَة، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ، هذا الحديثَ (7) . _________ (1) في (ف) : «وذكر» . (2) هو: سعيد بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ. (3) القائل: «وحدثنا» هو أبو حاتم الرازي. (4) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (3457) من طريق أحمد بن صالح، والنسائي في "الكبرى" (3277/الرسالة) عن الربيع بن سليمان، كلاهما عن ابن وهب، به. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/450) : «ولا يُعْرَفُ لزميل سماع من عروة، ولا ليزيد من زميل، ولا يقوم به الحجة» . (5) هو: عبد الله. (6) هو: يزيد بن عبد الله. (7) هذا الحديث يرويه الزهري واختُلِف عليه: فرواه عبد الله الْعَمْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَجَعْفَرُ بن برقان؛ كما ذكر المصنف. وصالح بن كيسان؛ كما عند النسائي في "الكبرى" (3281/الرسالة) . وصالح بن أبي الأخضر؛ كما عند النسائي (3280/الرسالة) . وحجاج بن أرطاة؛ كما عند ابن عبد البر في "التمهيد " (12/68) . وإسماعيل بن عقبة أو إسماعيل بن إبراهيم؛ كما عند النسائي (3281/الرسالة) . سبعتهم عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة، به. قال النسائي في "الكبرى" (3/362/الرسالة) : «الصَّواب: ما روى ابن عيينة عن الزهري. وصالح بن أبي الأخضر ضعيف في الزهري وفي غير الزهري، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ وَجَعْفَرُ بْنُ برقان ليسا بالقويِّين في الزهري، ولا بأس بهما في غير الزهري» . وقال الترمذي: «سألت محمدًا - يعني البخاري - عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا يصحُّ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة في هذا، وجعفر بن بُرقان ثقة، وربما يخطئ في الشيء» . وقال البيهقي: «هكذا رواه جعفر بن بُرقان وصالح بن أبي الأخضر وسفيان بن حُسين، وقد وهموا فيه عن الزهري» . وقال البيهقي (4/279) : «هذا الحديث رواه ثقات الحفاظ من أصحاب الزهري عنه منقطعًا: مالك بن أنس، ويونس بن يزيد، ومعمر بن راشد، وابن جريج، ويحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن الوليد الزُّبيدي، وبكر بن وائل، وغيرهم» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (12/68) : «وحفاظ أصحاب ابن شهاب يروونه مرسلاً» . وانظر "العلل ومعرفة الرجال" للإمام أحمد (3/250-251) . وقد توسع الدارقطني في "العلل" (5/123/ب - 125/أ) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «وليس فيها كلها شيء ثابت» . (3/18) 660 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرحمن بْنُ مَغْراء (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله، عن أبي _________ (1) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7898) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي الأحوص، به موقوفًا. وأخرجه النسائي في "سننه" (2212) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أبي الأحوص، قال عبد الله: قال الله عز وجل: الصوم لي، وأنا أجزي به، وللصائم فرحتان ... الحديث. قال الدارقطني في "العلل" (5/317) : «وكذلك رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق موقوفًا أيضًا» . (3/19) الأَحْوَص (1) ، عن عبد الله بن مسعود؛ قال: لِلصَّائم ِ فَرحَتان؟ فَقِيلَ لأَبِي: إبراهيمُ (2) بْنُ عبد الله هُوَ أَخُو أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْداني (3) ؟ فَقَالَ أَبِي (4) : لا أعرفُ لأَبِي إِسْحَاقَ أَخًا، وَهُوَ عِنْدِي: إبراهيمُ ابن مُسْلِمٍ الهَجَري (5) . 661 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الحميد الحِمَّاني (6) ، عن _________ (1) واسمه: عَوف بن مالك. (2) في (ت) و (ك) : «فقيل لإبراهيم» بدل: «فقيل لأبي: إبراهيم» . (3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (4) في (ت) و (ك) : «فقال: إني» . (5) لم نقف على روايته لهذا الحديث موقوفًا، لكن الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/446 رقم 4256) من طريق عمرو بن مجمع الكندي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/213) من طريق عمَّار ابن محمد، كلاهما عن إبراهيم الهجري، به مرفوعًا. وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (907) بعض أوجه الاختلاف في هذا الحديث، فليراجعه من شاء. (6) هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/377) ، والبزار في "مسنده" (968/كشف الأستار) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/360) ، وابن عدي في "الكامل" (3/323) ، والإسماعيلي في "معجمه" (1/357) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/123) ، والبيهقي في "الشعب" (3357) ، وفي "فضائل الأوقات" (69) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (875) . وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (387) من طريق أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بكر الهذلي، به. (3/20) أَبِي بَكْرٍ الهُذَلي (1) ، عَنِ الزُّهْري، عن عُبَيدالله (2) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا حَضَرَ شَهرُ رمضانَ، أطلَقَ كُلَّ أسيرٍ، وَأَعْطَى كُلَّ سائلٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) . 662 - وسمعتُ (4) أَبِي وَرَأَى فِي كِتَابِي: عَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمد بن بِشْر (5) ، عن عبد الرحمن (6) بْنِ أَبِي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي لَيْلَةِ القَدْر: تَحَرَّوْهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا الحديثُ وَهَمٌ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: عن عبد الرحمن ابن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) . 663- وسألتُ (8) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (9) عَنْ حديثٍ رواه عُبَيد بن _________ (1) هو: سُلْمى بن عبد الله، وقيل: روح. (2) في (ف) : «عبيد» بدل: «عبيد الله» . (3) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه هكذا إلا الهذلي، ولم يكن حافظًا، وقد حدَّث عنه جماعة من أهل العلم» . وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا عن الزهري لا أعرفه [إلا] من حديث أبي بكر الهذلي» . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (252) . (5) في (أ) و (ش) : «بشير» . (6) في (ت) و (ك) : «عن أبي الرحمن» ، وكتب في (ك) فوق كلمة «أبي» : «كذا» . (7) هو: عبد الله بن ذكوان. (8) ستأتي هذه المسألة برقم (668) من طريق الشعبي، عن ابن عباس. (9) قوله: «وأبا زرعة» ليس في (ت) و (ك) . (3/21) إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبيع، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: احتَجَمَ النبيُّ (ص) وَهُوَ صائمٌ مُحرِمٌ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ منصور (3) ، عَن مُجاهِد؛ قال: وُثِيَتْ (4) رِجْلُ رسولِ الله (ص) ، فحَجَمَها وَهُوَ مُحرِمٌ. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِنْ قَيْسٍ أَوْ مِنْ عُبَيد؟ فَقَالَ: مَا أَدْرِي! مَا كَانَ عُبَيدٌ بِذَلِكَ الثَّبت. ثُمَّ قَالَ: مَا كتَبنا إِلا عَنْ عُبَيد. قلتُ: فآخَرُ يَقُولُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قولَهُ؟ قَالَ: لا أعلَمُه غيرَ قَيْسٍ. 664 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري، عن عَطاء بن _________ (1) لم نجد روايته، ولكن أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/446) ، وأبو يعلى في "معجمه" (151) ، والطبراني في "الكبير" (11/162- 163 رقم 11500) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/65) من طريق النعمان بن المنذر، والنسائي في "الكبرى" (3202) من طريق أبان بن صالح، والطبراني في "الكبير" (11/66 رقم 11103) ، وابن عدي في "الكامل" (4/209) من طريق العوام بن حوشب، جميعهم عن مجاهد، به. (2) هو: ابن المعتمر. (3) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23496) من طريق الحسن بن صالح، عنه، به. (4) في (ش) : «وثبت» . والمعنى: أصابها وَهْنٌ دون الخَلْع والكَسْر؛ كما في "النهاية" لابن الأثير (5/150) . (3/22) السَّائِب، عَنْ عَرفَجَة (1) ، عَنْ عُتبَة بْنِ فَرقَد، عَنْ رجُلٍ مِنْ أصحاب النبيِِّّ (ص) ؛ قَالَ: إِذَا جاءَ رمضانُ، فُتِّحَت أبوابُ الجنَّة، وغُلِّقَتْ فِيهِ (2) أبوابُ النَّار (3) ، وصُفِّدَت (4) فِيهِ الشَّياطينُ. وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، عَنْ عَطاء، عَنْ عَرفَجَة (6) ؛ قَالَ: كنَّا عِنْدَ عُتبَة بْنِ فَرقَد وَهُوَ يحدِّثنا عَنْ رَمَضَانَ؛ إِذْ جَاءَ رجُلٌ مِنْ أصحاب النبيِّ (ص) ، فَقَالَ لَهُ عُتبَة: حَدِّثنا عَنْ رَمَضَانَ بِشَيْءٍ سمعتَه مِنْ رَسُولِ الله (ص) ، فقال: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ ... . فقلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: مرفوعٌ، عَنْ عَرفَجَة؛ قَالَ: كنَّا عِنْدَ عُتبَة بْنِ فَرقَد، فَجَاءَ رجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) . قلتُ: يُسمَّى هَذَا الرجُلُ مِنْ أصحابِ النبيِّ (ص) ؟ _________ (1) هو: ابن عبد الله الثقفي. (2) قوله: «فيه» ليس في (ت) و (ك) . (3) في (ت) و (ك) : «النيران» . (4) صُفِّدَت: شُدَّت وأُوثِقَتْ بالأغلال؛ كما في "النهاية" (3/35) . (5) روايته ذكرها ابن حجر في "الإصابة" (11/242) ، وفي "النكت الظراف" (7/235) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/311-312 رقم18794 و18795) من طريق شعبة وعبيدة بن حميد، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8868) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/350) من طريق محمد بن = = فضيل، والنسائي في "المجتبى" (2108) من طريق شعبة، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6884) من طريق إبراهيم بن طهمان، أربعتهم عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عرفجة، به. (6) في (ت) : «عرجة» . (3/23) قَالَ: لا (1) . 665 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري (2) ، عن أبي صَخْرَة (3) ، عن عبد الله (4) بن مِرْداس، عن عبد الله (5) ؛ قَالَ: إِذَا أصبحتَ جُنُبًا لا يَحِلُّ لَكَ الصَّلاة، واغتَسَلْتَ (6) فحَلَّ لَكَ الصَّلاة (7) ، وحَلَّ لَكَ الصَّوم؛ فصُم. _________ (1) روى عبد الرزاق في "المصنف" (7386) ، وأحمد في "العلل" (3/165) ، والنسائي في "المجتبى" (2107) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/155) من طريق ابن عيينة، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/269) ، والطبراني في "الكبير" (17/132 رقم 326) من طريق عبد السلام بن حرب، كلاهما عن عطاء، عن عرفجة، عن عتبة، عن النبي (ص) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/132 رقم 325) . قال أحمد: «كان سفيان يخطىء في هذا الحديث، لم يسمعه عتبة من النبي (ص) ؛ رجلٌ حدَّث عتبة عن النبي (ص) » . وقال النسائي: «هذا خطأ» . وقال عن الذي قبله: «هذا أولى بالصَّواب» . وقال ابن عبد البر: «وهو عندهم خطأ، وليس الحديث لعتبة؛ وإنما هو لرجل من أصحاب النبي _ج غير عتبة» . والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1898 و1899 و3277) ، ومسلم (1079) من حديث أبي هريرة، به. (2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7402) ، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (9/312 رقم9565) . (3) هو: جامع بن شدَّاد. (4) في (ش) : «عبيد الله» . (5) هو: ابن مسعود ح. (6) في (ف) : «فاغتسلت» . (7) قوله: «الصلاة» سقط من (ف) . (3/24) وَرَوَاهُ المَسعودي (1) عَنْ أَبِي صَخْرَة، عَنِ الأسْوَد بْنِ هِلال، عَنْ عبد الله. وَرَوَاهُ فِطْر (2) ، عَنْ أَبِي صَخْرَة (3) ، عن أبي الشَّعْثاء (4) ، عن عبد الله. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : وَرَوَاهُ (6) الأَعْمَشُ (7) ، عن أبي صَخْرَة، عن عبد الله بن مِرداس، عن عبد الله، يُتابعُ (8) بِهِ الثَّوريَّ. قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟ فَقَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَعلى بْنِ الْحَارِثِ (9) ، عَنْ أبيه وزائِدَة (10) ، عن أَشْعَث ابن (11) أبي الشَّعْثاء، عن إياس بن مُحارِب، ذُكِرَ في آخر الحديث ذِكْرُ أَبِي الشَّعْثاء (12) والأسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، وعبدِالله بن مِرداس. _________ (1) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (9/313 رقم9567) . (2) هو: ابن خليفة. (3) في (ف) : «عن عبد الله» بدل: «عن أبي صخرة» . (4) هو: سُلَيم بن أسود المحاربي. (5) في (أ) و (ش) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (6) في (ت) و (ك) : «رواه» بلا واو. (7) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9571) . (8) في (ف) : «تابع» . (9) لم نجد روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه الطبراني في "الكبير" (9/312- 313 رقم 9566) من طريق أحمد بن يونس، عن يعلى بن الحارث، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ عبد الله بن مرداس، عن ابن مسعود، به. (10) هو: ابن قدامة. (11) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «ابن» . (12) من قوله: «عن إياس ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (3/25) قلتُ لأبي زرعة: الصَّحيحُ ما هو؟ قال: الله أعلم! قد اضطَربوا فيه، والثَّوري أحفَظُهم. 666 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه عليُّ بن هاشم ابن مَرزوق، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن عَلْقَمَة، عَنْ سَالِمٍ مَولَى دَوْس؛ قلتُ لِكَعْبٍ: أكُنتَ تُقَبِّل وَأَنْتَ صائِم؟ قَالَ: نَعَمْ، وآخُذُ بِهِ (2) ؟ فَقَالا (3) : هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى دَوْس (4) ؛ قَالَ: قلتُ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاص ... . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وأخطأَ عليُّ بْنُ هَاشِمٍ؛ لأَنَّ يزيدَ بْنَ هَارُونَ لا يذهبُ عَلَيْهِ مثلُ هذا. _________ (1) قوله: «وأبا زرعة» ملحق بهامش (ف) وثابت في بقية النسخ. (2) أي: بمتاعها؛ كما عند الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/291) . (3) في (ف) : «فقال» ، والصواب ما في بقيَّة النسخ، ويبدو أن ناسخ (ف) نسي تصويبها. انظر التعليق على أوَّل المسألة. (4) روايته على هذا الوجه أخرجها الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/291) من طريق محمد بن مسلمة الواسطي؛ حدثنا يزيد ابن هارون؛ أخبرنا محمد بن عمرو، عن سالم أبي عبد الله مولى شداد: أنه سأل سعد بن أبي وقاص: تُقَبِّلُ وَأَنْتَ صَائِمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ! وآخذ به؛ يعني بمتاعها. وأخرجه هشام بن عمار في "حديثه" (1) من طريق سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى اللَّخْمِيِّ، عَنْ محمد بن عمرو، عن سالم، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9429) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/95) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سالم عن سعد. وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (9394) من طريق زيد بن أبي عتاب، وعبد الرزاق في "المصنف" (7421) من طريق زيد بن أسلم، كلاهما عن سعد، به. (3/26) 667 - وسمعتُ (1) أَبِي وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ؛ قَالَ: اعتَكَفَ النبيُّ (ص) ... فِي قِصَّة البَياضي (5) ، فَلَمْ يذكُره في الإسناد؟ قَالَ (6) أَبِي (7) : هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَا رَوَى مَالِكٌ (8) ، عَنْ يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي (9) حَازِمٍ، عَنِ البَياضي، عن النبيِّ (ص) ، بِهِ. قَالَ أَبِي: غَلِطَ أَبُو بكر (10) في هذا الحديث. _________ (1) انظر المسألة رقم (367) و (552) . (2) في (ش) : «عباس» . (3) هو: أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمرو بن حزم، اسمه وكنيته واحد، وقيل: إنه يكنى بأبي محمد. (4) قيل: مولى الأنصار، وقيل: مولى بَياضة، وقيل غير ذلك. (5) في (ت) و (ك) : «البياض» . وانظر حديث البَياضي في المسألة المتقدمة برقم (367) و (552) . (6) في (ك) : «وقال» بالواو. (7) قوله: «أبي» ليس في (ت) و (ك) . (8) روايته في "الموطأ" (1/80 رقم177) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/344 رقم 19022) . وانظر تتمة تخريجه في المسألة رقم (367) . (9) في (ك) : «ابن» بدل: «أبي» . (10) أي: ابن عياش. (3/27) فقلتُ: كَيْفَ رَوَى؟ فَقَالَ: استُر مَا ستَر اللَّهُ. 668- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (2) ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْول (3) ، عَنِ الشَّعْبي، عَنِ ابن عباس: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَمَ وَهُوَ صائِمٌ مُحرِمٌ؟ فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ شَريك، وَرَوَى (4) جماعةٌ هَذَا الحديثَ، وَلَمْ يَذْكُرُوا: صائِمًا مُحرِمًا؛ إِنَّمَا قَالُوا: احتَجَمَ وَأَعْطَى الحَجَّامَ أَجرَه (5) . فحدَّث شَريكٌ هَذَا الحديثَ مِنْ حِفْظِه بأَخَرَةٍ، وقد كان ساءَ _________ (1) نقل هذا النص الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/368) . وابن رجب في "شرح العلل" (2/590) وفيه تقديم وتأخير. وتقدمت هذه المسألة برقم (663) من طريق مجاهد، عن ابن عباس. (2) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (12/72 رقم 12566) ، ودعلج في "مسنده" - كما في "إتحاف المهرة" (7/314) - ولفظ دعلج: أن النبي (ص) احتجم وهو صائم. (3) هو: عاصم بن سليمان. (4) في (ت) و (ف) : «ورواه» . (5) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/365 رقم 3457) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "إتحاف المهرة" (7/314) - ومسلم في "صحيحه" (بعد 1577) ، ثلاثتهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعبي، عن ابن عباس؛ قال: حجم النبيَّ (ص) عبدٌ لبني بَياضة، وأعطاه النبي (ص) أجرَه، ولو كان حرامًا لم يُعطه. ورواه أحمد (1/316 رقم 2904) عن حجاج، عن شريك، عن جَابِر الجعفي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن ابن عباس ... فذكره باللفظ السابق. وأخرجه أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (5496 و5500 و5501) من طريق عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن النبي (ص) مرسلاً. (3/28) حِفظُه، فغَلِطَ فِيهِ (1) . 669 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حجَّاج بن _________ (1) لم يتعرَّض أبو حاتم الرازي هنا إلا لطريق شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنِ الشعبي، عن ابن عباس. وقد روي حديث ابن عباس أيضًا عنه من طرق أخرى، وفي متنه اختلاف. قال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/324-325) : أما حديث ابن عباس فقد روي على أربعة أوجه: أحدها: احتَجَم رسولُ الله (ص) وهو محرمٌ، ولم يذكُر الصِّيام. والثاني: احتَجَم وهو صائمٌ، ولم يذكُر الإحرام. والثالث: الجمعُ بينهما، احتَجَم وهو صائم مُحرم. والرابع: الجمعُ بينهما على غير هذا الوجه. قال البخاري في "صحيحه": حدثنا معلَّى بن أسد، ثنا [وُهَيب] ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس: أن النبيَّ (ص) احتَجَم وهو مُحرمٌ، واحتَجَم وهو صائم. فأما احتجامُه وهو محرم فمُجْمَعٌ على صحَّته، واختُلِف في صحة احتجامه وهو صائم، فضعَّفه يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل، وغيرهما من الأئمة، وصحَّحه البخاري، والترمذي، وغيرهما. قال مهنَّا: سألتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ حديث ابن عباس: أنَّ النبي (ص) احتَجَم وَهُوَ صَائِمٌ مُحرم، فَقَالَ: ليس فيه صائم، إنما هو مُحرم. قلت: من ذكره؟ قال: سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، عن عطاء وطاوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النَّبِيَّ (ص) احتَجَم وهو مُحرم. وعن طاوس، عن ابن عباس مثله. وعبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ [خُثَيم] ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس مثله: احتَجَم النبي (ص) وهو مُحرم، وروح، [عَن] زكريا بْن إِسْحَاقَ، عَنْ [عمرو] . قال أحمد: فهؤلاء أصحابُ ابن عباس لا يذكرون صيامًا ... . قال يحيى: والحجامة للصَّائم ليس بصحيح. اهـ. وانظر"التلخيص الحبير" (2/367) . وقد أخرج هذا الحديث البخاري في"صحيحه" (1835 و5695) ، ومسلم (1202) من طريق طاوس وعطاء، كليهما عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النَّبِيَّ (ص) احتَجَم وهو مُحرم. وأخرجه البخاري (5700 و5701) من طريق عكرمة، عن ابن عباس باللفظ نفسه. وأخرجه البخاري أيضًا (1939 و5694) من طريق عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: احتجم النبي (ص) وهو صائم. وأخرجه البخاري أيضًا (1938) من طريق عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النبي (ص) احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم. وأخرجه البخاري أيضًا (5691) ، ومسلم (1577، وبعد 2208) ، كلاهما من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عباس: أن النبيَّ (ص) احتَجَمَ، وأعطى الحجَّام أجرَه، واستَعَطَ. (3/29) أَرْطَاة (1) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ قُطْبَة بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُمْ كَانُوا عندَ (2) عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، فأفطَروا (3) فِي يومِ غَيْمٍ، فتَكَشَّفَ السَّحابُ، وبَدَتِ الشَّمْسُ عَلَى قُلَّةِ الجَبَل (4) ، فَقَالَ عُمَرُ: لا نُبالي (5) ، ونقضي يومًا مكانَه. _________ (1) روايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/767) من طريق حماد، عنه به. قال الفسوي: «وهذا خطأ من حجاج، وهما يستدل على ضعف الحجاج هذا ونحوه من الرواية؛ لأن الحفاظ قالوا: عن بشر بن قيس» . وقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7394) = = بخلاف ما ذُكر هنا؛ فقال عبد الرزاق: أخبرنا صاحب لنا، عن الحجاج، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنِ بشر بن قيس قال: كنا عند عمر ... فذكره، إلا أنه قال: قال عمر: «أتموا يومكم هذا، ثم اقضوا يومًا» . وهذا خلاف ما ذُكر عنه هنا. (2) في (ف) : «عن» . (3) في (ش) : «فأفطر» . (4) قُلَّةُ الجَبَل: أعلاه. "المصباح المنير" (ق ل ل، ص514) . (5) في (ت) و (ك) : «لا تبالي» . (3/30) وَرَوَاهُ إِسْرَائِيلُ (1) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ بِشر بْنِ قَيْسٍ. وَرَوَاهُ مِسعَر (2) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة؛ قَالَ: حدَّثني مَن سَمِعَ عَمْرًو (3) . وَرَوَاهُ الثَّوريُّ (4) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ رجُلٍ، عَنْ بِشر بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عُمَرَ؟ فَقَالا: حديثُ حجَّاج خطأٌ (5) ؛ إِنَّمَا هُوَ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ رجُلٍ، عن بِشر بن قيس. _________ (1) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وروايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/217) وقال: «وكذا رواه الوليد بن أبي ثور، عن زياد» . (2) هو: ابن كِدام. (3) كذا في جميع النسخ، وضُبطت في (ف) بفتح العين وإسكان الميم. وقوله: «عَمْرو» عَلَمٌ مصروف، بخلاف: «عُمَرَ» ، فهو عَلَمٌ ممنوع من الصرف للعلمية والعدل عن «عامر» ، فلو كان «عَمْرو» - كما في النسخ - صوابًا، لجاء بألف تنوين النصب: «سَمِعَ عَمْرًا» ، لكنْ قد تخرَّج هذه اللفظة على حذف هذه الألف جريًا على لغة ربيعة. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . هذا؛ وسيأتي أنَّ مِسْعرًا روى الحديثَ عن زِيَادُ، عمَّن سَمِعَ بِشْرَ بْنَ قيس، فلعل في العبارة سقطًا، ووجهها: «قال: حدثني من سَمِعَ [بِشْرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ] عُمَرَ» ، والله أعلم. (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9047) عن وكيع، عن سفيان الثَّوري، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عمَّن سَمِعَ بِشر بْنَ قَيْسٍ، عن عمر، به. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7394) عن الثوري؛ قال: حدثني زِيَادِ بْنِ عِلاقة، عَنْ بِشْرِ بن قيس، عن عمر، به. كذا وقعت بخلاف ما ذُكر عنه هنا. (5) قوله: «خطأ» ليس في (ف) . (3/31) قلتُ: فإنَّ مِسْعَرً (1) يَقُولُ: زِيَادُ، عمَّن سَمِعَ بِشر بْنَ قَيْسٍ؟ قَالا: فَهَذَا (2) أَيْضًا نحوُ هَذَا، مِمَّا يَقُولُ الثَّوري عَنْ بِشر. قلتُ: فَإِنَّ إسرائيلَ يَقُولُ كَمَا تَرَى: زِيَادٌ، عَنْ بِشر؟ قَالَ أَبِي: أشبهُ أَنْ يكونَ الصَّحيحُ مَا يَقُولُ الثَّوري: عَنْ زِيَادٍ، عَنْ رجُل، عَنْ بِشر بْنِ قَيْسٍ. وَكَذَا قَالَ أَبُو زُرْعَةَ. قَالَ أَبِي: ومنهُم مَنْ يَقُولُ: قَيْسُ بْنُ بِشر. وبِشرُ بْنُ قَيْسٍ أشبَهُ. 670 - وسألتُ (3) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو معاوية (4) ، عن محمد ابَن عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة _________ (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، والجادَّة: مسعرًا، بالألف. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) في (ت) و (ك) : «لهذا» . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (718) من طريق يحيى بن راشد، عن محمد بن عمرو. (4) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (687) ، والدارقطني في "سننه" (2/162) ، والحاكم في "المستدرك" (1/425) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/206) . (3/32) (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَحْصُوا هِلاَلَ شَعْبَانَ لِرَمَضَانَ؟ فَقَالَ: وَهَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنِ عَمْرٍو (2) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ؛ أخطأَ أَبُو معاويةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ (3) . 671 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (4) ، عَنِ الحُرِّ بن الصَّيَّاح (5) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يصومُ مِنَ الشَّهْرِ الإثنَيْنِ والخميسَ الذي يليه، ثم إثنَيْنِ (6) الذي يَلِيه؟ _________ (1) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف. (2) روايته بهذا اللفظ أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/438 و497 رقم9654 و10451) من طريق يحيى ابن سعيد ومحمد بن عبد الله الأنصاري، والترمذي = = في "جامعه" (684) من طريق عبدة بن سليمان، وابن حبان في "صحيحه" (3459) من طريق يزيد بن هارون، أربعتهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أبي سلمة، به. (3) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث أبي هريرة غريبٌ، لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث أبي معاوية، والصحيح ما روي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) قَالَ: «لا تَقَدَّموا شَهْرَ رَمَضَانَ بيوم أو يومين» ، وهكذا روي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) نحو حديث محمد بن عمرو الليثي» . اهـ. وتابع يحيى ابن راشد أبا معاوية على رواية هذا الحديث على هذا الوجه بهذا اللفظ في المسألة الآتية برقم (718) ، لكن لم يعتدَّ أبو حاتم بهذه المتابعة، وقال: «ليس هذا الحديث بمحفوظ» . (4) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/90 رقم5643) ، والنسائي في "المجتبى" (2413 و2414) . (5) المثبت من (ت) ، وفي بقيَّة النسخ: «الصبَّاح» بالباء الموحدة. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (5/399) ، و"التقريب" (1159) . (6) كذا في جميع النسخ: «الإِثنَيْنِ ... إِثْنَيْنِ» ، وهو عَلَمٌ بالغلبة على يومٍ من أيَّام الأسبوع؛ ولذا تُقْطَعُ همزتُهُ، والألف واللام فيه غير زائدةٍ، وإنما جاز دخول اللام عليه؛ لأنَّ فيه تَقْدِيرَ الوصف؛ لأن معناه: اليومُ الثاني. وكذلك غيره من الأيام. وانظر: "المحكم والمحيط الأعظم" لابن سيده (10/196- ث ن ي) . وقد ذكَرَ النحاةُ أنَّ قولهم «إِثنَيْنِ» لليوم المعروف؛ بحذف اللام منه: لا يأتي إلا في ضرورة الشِّعْر. لكنْ أفاد ابن مالك _ح في "شواهد التوضيح" (ص272- 273) ؛ أنَّ ذلك جائزٌ في سعة الكلام؛ ففي تعليقه على حديث البخاري (4351 - ذكر أن في قول أبي سعيد الخدري ح: «وأقرَعَ بْنِ حابسٍ» بلا ألف ولا لام، شاهدًا على أنَّ ذا الألف واللام من الأعلامِ الغلبيَّة قد يُنْزَعَانِ عنه في غير نداءٍ، ولا إضافة، ولا ضرورة، وهو مما خفي على أكثر النحويين، ومنه ما حكى سيبوَيْهِ من قول بعض العرب: «هذا يومُ إِثنَيْنِ مباركًا» . اهـ. وانظر: "كتاب سيبويه" (3/244 و292) ، و"خزانة الأدب" (2/236) ، و"تاج العروس" (19/253) . (3/33) فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الحُرُّ بن [صَيَّاح] (1) ، عَنْ هُنَيدة بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص) (2) . 672- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (3) ، عَنْ فُراتٍ القَزَّاز (4) ، عن قيس ابن أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: رأيتُ أمَّ سَلَمة تَحتَجِمُ وهي صائِمَة؟ _________ (1) في جميع النسخ: «صباح» بالباء الموحّدة، وتقدم التعليق عليه في أول المسألة. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6898) ، والطبراني في "الكبير" (23/216 رقم397) ، كلاهما من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن الحسن بن عبيد الله، عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح، عن هُنَيدة، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، به. ورواه أحمد (6/289 و310 رقم26480 و26640) ، وأبو داود (2452) ، والنسائي (2419) ، وأبو يعلى (6889 و6982) من طريق محمد بن فضيل، عن الحسن ابن عبيد الله، عن هُنَيدة، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، به. ورواه أحمد (6/288 و423 رقم26468 و27376) ، والنسائي (2417) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/284) من طريق أبي عوانة، عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح، عن هُنَيدة، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي (ص) ، به. (2) هناك وجوه أخرى من الاختلاف في هذا الحديث ذكرها الدارقطني في "علله" (5/167/أ- ب) . (3) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (4) هو: فرات بن أبي عبد الرحمن. (3/34) فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: فُرات، عَنْ مَوْلًى لأمِّ سَلَمة، عَنْ أمِّ سَلَمة (1) . 673 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بْنُ عَيَّاش (3) ، عَنْ أَبِي حَصِين (4) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (5) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يعتَكِفُ العَشرَ الأواخِر؟ _________ (1) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9335) عن يزيد بن هارون؛ أخبرنا سفيان، عن فُرات، عن قيسٍ - مولًى لأمِّ سَلَمة -: أنه رأى أمَّ سَلَمة تَحتَجِمُ وَهِي صائِمَة. وكذا عزاه ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/180) ، و"الفتح" (4/176) إلى ابن أبي شيبة، إلا أنه قال: «عن مولًى لأمِّ سَلَمة» ، ولم يذكر أن اسمه: قيس. = ... ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7542) عن الثوري، عن فُرات، عن قيس، عن أم سَلَمة، به. وقيس هذا ذكره ابن سعد في "الطبقات" (5/298) ، وابن حبان في "الثقات" (5/310) ، وذكرا أنه يكنى: أبا قدامة. وترجم له ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (895) وقال: «وعنه فرات، لا يعرفان» . وقال في "فتح الباري" (4/176) : «وفرات هو ابن عبد الرحمن ثقة، لكن مولى أم سَلَمة مجهول الحال» . كذا وقع فيه: «ابن عبد الرحمن» وصوابه: «ابن أبي عبد الرحمن» . (2) انظر المسألة رقم (730) . (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/336 و355 و401 رقم 8435 و8662 و9212) ، والبخاري في "صحيحه" (2044 و4998) ، وأبو داود في "سننه" (2466) ، والنسائي في "الكبرى" (3343) ، وابن ماجه (1769) ، والبزار في "مسنده" (210/أ/مسند أبي هريرة) . وقال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي هريرة» . اهـ. وهو من الأحاديث التي خالف البخاريُّ فيها أبا حاتم! (4) هو: عثمان بن عاصم. (5) هو: ذَكوان السَّمَّان. (3/35) قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ ما رَوَاهُ الثَّوري (1) ، عَنْ أَبِي حَصِين، عَنْ أَبِي صَالِحٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) يعتَكِفُ ... مُرسَلً (2) . 674 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري وشُعْبَة: فقال الثَّوري (4) : عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ. وَرَوَاهُ شُعْبَة (6) ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة (7) ، عَنْ ابنِ المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ... الحديثَ. قلتُ: أيُّهما أصَحُّ؟ _________ (1) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/194) من طريق إسرائيل، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صالح، به مرسلاً. وانظر "العلل" للدارقطني (1986) . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) انظر المسألة رقم (720) و (750) و (776) . (4) سيأتي تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (776) . (5) وقيل: ابن المُطَوِّس، وهو عبد الله بن المطوِّس، وقيل: يزيد بن المطوِّس، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/448) : «أبو المطوس روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) فيمن أفطر يومًا من رمضان. سئل أبي: هل يسمى؟ قال: لا» . (6) سيأتي تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (776) . (7) هو: ابن عمير التَّيمي. (3/36) قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (1) (2) ؛ أحدُهما قَصَّر، والآخرُ جَوَّد (3) . 675 - قلتُ لأَبِي فِي حديثٍ (4) رَوَاهُ شُعْبَة وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ أبي _________ (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «صحيحان» بالألف؛ لأنَّ التقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ ما وقع في النسخ من قوله «صحيحين» صوابٌ في العربية، وقد ذكرنا له وجهَيْن في التعليق على المسألة رقم (25) . (2) هذا لا يعني تصحيح أبي حاتم للحديث نفسه، ولكن يعني تصحيح الوجهين عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، فهو تصحيح نسبي، وانظر التعليق التالي. (3) حكم أبو حاتم هنا بصحة الروايتين عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، وقد بين أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في المسألة رقم (776) علة ذلك: أن عبد الرحمن بن مهدي روى عن سفيان عن حبيب أنه سمع هذا الحديث من عمارة، عن أبي المطوس، ثم لقي أبا المطوس فحدثه به، فتبين من ذلك صحة الروايتين عن حبيب، وقد قال الترمذي في الموضع السابق من "جامعه": «حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمدًا يقول: أبو المطوِّس اسمه يزيد بن المطوِّس، ولا أعرف له غير هذا الحديث» . وقال البخاري - كما في "العلل الكبير" للترمذي (199) -: «أبو المطوِّس اسمه يزيد بن المطوِّس، وتفرد بهذا الحديث، ولا أعرف له غير هذا، ولا أدري أسمع أبوه من أبي هريرة أم لا؟» . وقال أحمد: «لا أعرفه، ولا أعرف حديثه من غيره» . اهـ. من "تهذيب التهذيب" (4/589) . وقال ابن خزيمة في الموضع = = السابق: «إن صح الخبر، فإني لا أعرف ابن المطوس ولا أباه» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/161) : «واختُلِف فيه عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ اختلافًا كثيرًا، فحصلت فيه ثلاث علل: الاضطراب، والجهل بحال أبي المطوس، والشك في سماع أبيه من أبي هريرة، وهذه الثالثة تختص بطريقة البخاري في اشتراط اللقاء» ، وضعَّفه الشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص396) ، وانظر "العلل" للدارقطني (1562) ، و"المجروحين" لابن حبان (3/157) . (4) في (ف) : «وقلت لأبي عن حديثٍ في حديث» ، وفي (ت) : «سألت لأبي عن حديثٍ في حديث» ، وكذا في (ك) ، إلا أنه قال: «أبي» بدل: «لأبي» ، والمثبت من (أ) و (ش) . (3/37) إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عليٍّ؛ فِي القُبلَة للصَّائم. وَرَوَاهُ زُهَيْرٌ (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، [عَنْ عُمَرَ (3) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عليٍّ؛ فِي القُبلَة للصَّائم. وَرَوَاهُ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ] (4) ، عَنْ رجُل قَدْ سَمَّاه، عَنْ عليٍّ. قَالَ أَبِي: ومنهُم مَنْ يغلَطُ، فيقول: عَنْ عُمَير بْنِ سَعِيدٍ (5) . 676 - وَسَأَلْتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِر بن سُلَيمان (7) ، عن _________ (1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8428) عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، به. (2) هو: ابن معاوية بن حديج. (3) قوله: «عمر» سقط من (أ) و (ش) . (4) ما بين المعقوفين ثابت في جميع النسخ، والظاهر أنَّه تكرار بسبب انتقال النظر؛ فيبدو أنَّ الناسخ كتب: «وَرَوَاهُ زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ» ، ثم انتقل نظره إلى «أبي إسحاق» في إسناد شعبة والثوري المتقدِّم، فكتبَهُ مرة أخرى، فحصَلَ التكرار، والله أعلم. (5) الحديث أخرجه الشافعي في "الأم" (7/170 و189) عن عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أبي إسحاق، عن عبيد بن عمرو: أن عليًّا ح نهى عن القُبلَة للصَّائم فقال: ما يريد إلى خَلوف فمها؟! وكذا رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ق 126/ب) عن أبي الأحوص سلاَّم بن سليم، عن أبي إسحاق، مثل رواية سفيان. تنبيه: الحديث في المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" برقم (9411) ، وإنما صار العزو إلى المخطوط؛ لأن محقق المطبوع تصرف في السياق؛ حيث حذف عبيد ابن عمرو، وجعل بدلاً منه «عمر بن سعيد» ، وجعله بين معقوفين! (6) كذا السؤال موجَّه إلى أبي حاتم، وسيأتي الجواب بصيغة: «فقالا» و: «قالا» . (7) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3237) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1967 و1968 و2005) ، والدارقطني في "السنن" (2/183 رقم15) ، والبيهقي في "السنن" (4/264) ، وابن حزم في "المحلى" (6/204) . (3/38) حُمَيد الطَّويل (1) ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُرَخِّصُ فِي الحِجامَة والمُباشَرَة للصَّائِم؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قولَهُ. رَوَاهُ قَتادة (3) ، وجماعةٌ مِنَ الحفَّاظ (4) ، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قولَه (5) . قلتُ: إنَّ إِسْحَاقَ الأَزرَق (6) رَوَاهُ عَنِ الثَّوري، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . [قَالا] (7) : وَهِمَ إِسْحَاقُ فِي الْحَدِيثِ. _________ (1) هو: حميد بن أبي حميد. (2) هو: علي بن داود النَّاجي. (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9323) ، والنسائي في "الكبرى" (3244) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (3/1971) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/264) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي المتوكل، عن أبي سعيد، قال: «إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف» . (4) منهم: بشر بن المفضل، وابن أبي عدي، وإسماعيل بن علية، وروايتهم أخرجها النسائي في "الكبرى" (3238 و3239 و3240) . (5) من قوله: «رواه قتادة وجماعة ... » إلى هنا سقط من (ف) بسبب انتقال النظر. (6) هو: إسحاق بن يوسف. وروايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (215) ، والنسائي في "الكبرى" (3241) ، والطبراني في "الأوسط" (7797) ، والدارقطني في "العلل" (11/347) . في جميع = = المصادر رواه الثوري، عن خالد الحذاء. (7) مابين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه؛ لاستقامة السياق. (3/39) قلتُ: قد تابعه مُعتَمِر (1) . _________ (1) هو: ابن سليمان. (3/40) قَالا: وَهِمَ فِيهِ أَيْضًا (1) مُعتَمِر (2) . 677 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ حُسَين، عَنْ حَفْصَة بِنْتِ (3) سِيرِين، عَنْ أُمِّ عَطِيَّة (4) ، وَعَنِ (5) الحَكَم بن عُتَيْبة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (6) ، عَنْ شُرَيح بْنِ أَرْطاة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي المُباشَرَة للصَّائم؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ شُعْبَة، عَنِ الحَكَم. فحدَّثنا أبي، عن آدم (7) وعبد الله بْنِ رَجاء، عَنْ شُعْبَة، عَنِ الحَكَم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَة (8) وشُرَيح بْنُ أَرْطاة عِنْدَ عائِشَة، فَقَالَتْ عائِشَة: كَانَ رسولُ الله (ص) يُقَبِّل ويُباشِرُ وهو صائِم (9) . _________ (1) قوله: «أيضًا» ليس في (ف) . (2) قال النسائي في "الكبرى" (3237) : «وقفه بشر، وإسماعيل، وابن أبي عدي» . وقال ابن خزيمة في الموضع السابق: وهذه اللفظة: «والحجامة للصائم» : إنما هو من قول أبي سعيد الخدري، لا عن النبي (ص) ، أُدرج في الخبر، لعل المعتمر حدَّث بهذا حفظًا، فاندرج هذه الكلمة في خبر النبي (ص) ، أو قال: قال أبو سعيد: ورُخِّص في الحجامة للصائم، فلم يضبط عنه قال أبو سعيد، فأدرج هذا القول في الخبر. اهـ. وقال الدارقطني في "سننه" (2/183) بعد أن ذكر رواية المعتمر، عن حميد: «كلهم ثقات، وغير معتمر يرويه موقوفًا» . قال الترمذي في الموضع السابق: «سألت محمدًا - يعني البخاري - عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حَدِيث إسحاق الأزرق، عن سفيان، هو خطأ» . قال الترمذي: «وحديث أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ موقوفًا: أصح؛ هكذا روى قتادة وغير واحد، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سعيد، قولَهُ. حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا ابن علية، عن حميد - وهو الطَّوِيلِ - عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أبي سعيد مثله، ولم يرفعه، هذا هو موضع الإسناد» . وقال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سفيان إلا إسحاق الأزرق» . وقال الدارقطني في "العلل" (2330) : «يرويه حميد الطويل وخالد الحذاء وقتادة، عن أبي المتوكل، واختُلِف عنهم: فأما خالد فرواه إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خالد مرفوعًا. ورواه الأشجعي، عن الثوري، فنحا به نحو الرفع، وغيرهما يرويه عن الثوري موقوفًا. فأما حميد الطويل: فأسنده عنه معتمر بن سليمان، ونحا به أبو شهاب، عن حميد نحو الرفع، ورواه إسماعيل بن جعفر وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وشعبة وأبو بحر البكراوي، عن حميد موقوفًا. ورواه عبد الله بن بشر، عن حميد؛ فوهم فيه وهمًا قبيحًا، فجعله عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبي (ص) . وأما قتادة: فرواه أسود بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنَ قتادة، فنحا به نحو الرفع، وغيره يرويه عن شعبة موقوفًا. والذين رفعوه ثقات وقد زادوا، وزيادة الثقة مقبولة» . (3) في (أ) و (ش) : «ابنت» ، وهي صحيحة في العربية، وقد علقنا عليها في المسألة رقم (6) . (4) في (ت) و (ك) : «حطية» . (5) أي: ورواه سفيان بن حسين أيضًا، عن الحكم بن عتيبة. (6) هو: ابن يزيد النخعي. (7) هو: ابن أبي إياس. (8) هو: ابن قيس النخعي. (9) الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1927) من طريق سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عن الحكم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة. وأخرجه مسلم (1106) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ شعبة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة، عن عائشة. وأخرجه أيضًا من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة، عن عائشة كذلك. وأخرجه من طريق عبد الله بن عون، عن إبراهيم، عن الأسود ومسروق، عن عائشة. وأخرجه أيضًا من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ وعلقمة، عن عائشة، ومن طريق الأعمش أيضًا، عن أبي الضحى مُسْلِم بْنِ صُبَيح، عَن مسروق، عن عائشة. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1502) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/126 رقم24950) ، والنسائي في "الكبرى" (3087 و3088 و3091) ، جميعهم من طريق شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أن علقمة وشُرَيح بن أَرْطاة كانا عند عائِشَة ... فذكره مرسلاً. وقد رواه على هذا الوجه عن شعبة أبو داود الطيالسي، ومحمد بن أبي عدي، وعبد الرحمن بن مهدي، = = ومحمد بن جعفر غندر، وغيرهم؛ فالظاهر أن شعبة رواه على أكثر من وجه. وقد أطال الدارقطني في ذكر الاختلاف في هذا الحديث في"العلل" (5/ق 141 ب - 124ب) ، ومنه رواية ابن أبي ليلى للحديث عَن الحكم بْن عُتيبة، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، ولم يذكر إبراهيم. ومنه رواية منصور بن زاذان للحديث عن الحكم، عن علقمة، عن عائشة، ولم يذكر إبراهيم أيضًا. ومنه رواية قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الأَعْمَشِ ومنصور، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بن شكل، عن عائشة وحفصة. ومنه ما هو مذكور في هذه المسألة، عدا رواية حفصة بنت سيرين، فإنه لم يذكرها. ثم قال الدارقطني عن هذه الطرق المختلفة: «وكلها صحاح، إلا قول من أسقط في حديث الحكم إبراهيم، وإلا قول قيس: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عائشة وحفصة؛ فإنه لم يتابع عليه» . اهـ. (3/41) 678- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ (1) رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ الخُزاعي، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى (2) ، عَنْ حُمَيد (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حُمَيد (4) ، عن بكر بن عبد الله، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الخطأُ مِنْ عبد الأعلى؟ _________ (1) قوله: «عن حديثٍ» سقط من (أ) . (2) هو: ابن عبد الأعلى البصري. (3) هو: ابن أبي حميد الطويل. (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/98 رقم24668) من طريق محمد ابن أبي عدي، والطبراني في "الأوسط" (3032) ، و"الصغير" (283) من طريق خالد بن عبد الله، كلاهما عن حميد، عن بكر، عن عائشة، به. (3/42) قال: لا أدري، ما كتبتُ (1) عَنْ أحدٍ غَيْرَ هَذَا الشَّيخِ الخُزاعي (2) . 679 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الجُرَيري (3) ، عَنْ أَبِي العَلاء (4) ، عَنْ مُطَرِّف بْنِ عبد الله بْنِ الشِّخِّير، عَنْ عِمران بْنِ حُصَين، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ الأَبَدَ، فَلاَ صَامَ ولاَ أَفْطَرَ. قلتُ: رَوَاهُ قَتادة (5) ، عَنْ مُطَرِّف، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: قَتادةُ أحفَظُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا أَقِفُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ عَلِي شيءٍ؛ يَحْتملُ أنْ يكونَ (6) جَمِيعًا صَحِيحَينِ، ومُطَرِّفٌ عَنْ أَبِيهِ ما أدري كيف هو؟! _________ (1) في (ت) و (ك) : «ما كتب» . (2) قال الطبراني في الموضع السابق من "الصغير": «لم يروه عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المزني إلا حميد الطويل، تفرد به خالد بن عبد الله الطحان» . اهـ. وتقدم أن ابن أبي عدي تابع خالد بن عبد الله. (3) هو: سعيد بن إياس. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/426 و432 و433 رقم 19825 و19873 و19892) ، والنسائي في "سننه" (2379) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2151) ، وابن حبان (3582) ، والطبراني في "الكبير" (18/113 و116 رقم 216- 218 و227) . (4) هو: يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير. (5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1243) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (9552) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/24 رقم 16304) ، والدارمي في "مسنده" (1785) ، وابن ماجه في "سننه" (1705) ، والنسائي (2380 و2381) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2150) ، وابن حبان (3583) ، والحاكم في "المستدرك" (1/435) ، والضياء في "المختارة" (9/469- 471) . (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «يكونا» بألف المثنَّى، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وله وجهان: الأوَّل: على تقدير ضمير الشأن اسمًا لـ «يكون» ؛ كأنَّه قال: «يكون هو [أي: الشأنُ] : هما جميعًا صحيحان» ، ثم حذَفَ المبتدأ «هما» ، وأمال الألفَ من «صحيحان» ؛ فكتبتْ ياءً، انظر في ضمير الشأن المسألة رقم (854) ، وانظر في الإمالة التعليق على المسألة رقم (25 و124) . والثاني: أن يكون الأصل: «يكونا» ، لكنَّه حَذَفَ ألف المثنَّى، واكتَفَى عنها بالفتحة على النون؛ على لغة هوازن وعليا قَيْس في الاجتزاء بالحركات عن حروفِ المَدِّ الثلاثة؛ فيكتفون بالضمة قبل الواو، وبالكسرة قبل الياء، وبالفتحة قبل الألف، وتكون الحركةُ دالَّةً على الحرف المحذوف، ونائبةً عنه، ويكثر ذلك في الواو = = والياء لثقلهما، ويقلُّ في الألفِ لِخِفَّتِهِ، وقد نسَبَ هذه اللغةَ إلى هوازن وعليا قيس الفرَّاءُ؛ قال البغدادي - بعد نقله كلام الفراء -: «وظاهرُ كلامِهِ: أنَّ هذا لغةٌ لا ضرورة» . اهـ. وقال ابن الأنباري: «واجتزاؤُهُمْ بهذه الحركات عن هذه الأحرف كثيرٌ في كلامهم، والشواهدُ على ذلك أكثَرُ مِنْ أن تُحْصَى» . اهـ. وقد ذكر هذا غيرُ إمامٍ من أهل العربية؛ وعلى ذلك ورد كلام العرب شعرًا ونثرًا، وخُرِّجَتْ قراءاتٌ متواترةٌ وغيرُ متواترة. لكنَّ سيبوَيْهِ _ح ذهب إلى أنَّ هذا ضرورةٌ من ضرورات الشعر، لا لغةٌ لبعض العرب؛ وهو محجوجٌ بما ورد من قراءات ثابتة، وبما نُقِلَ عن العرب في ذلك: فمن شواهد حذف الألف وإنْ كان قليلاً: قراءةُ ابن عامرٍ وأبي جعفر والأعرج: {يَا أَبَتَ} [يوسف: 4، 100، ومريم: 42، 43، 44، 45، والقصص: 26، والصافات: 102] ، قرؤوا بفتح التاء، والأصل: يا أَبَتَا، فحذفت الألف واكتفي بالفتحة قبلها. ومنها: ما أنشده أبو الحسن الأخفش وابن الأعرابي [من الوافر] : فَلَسْتُ بِرَاجِعٍ ما فاتَ مِنِّي بِلَهْفَ ولا بِلَيْتَ ولا لَوَ انِّي يريد: بلَهْفَا، فاجتزأ بالفتحة عن الألف. ومن شواهد حذف الواو: قوله تعالى: [الإسرَاء: 11] {وَيَدْعُ الإِْنْسَانُ} ، وقراءة الحسن ومجاهد والجَحْدَري: () [النّحل: 16] {وَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ *} . وقراءةُ العامَّة {وَبِالنُّجُومِ} . ومن شواهد حذف الياء: قوله تعالى: [المَائدة: 3] {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} ، وقوله تعالى: [الفَجر: 15] {فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} . وغير ذلك من الشواهد الكثيرة. وانظر: "الكتاب" لسيبويه" (1/27-28) ، و"الخصائص" (3/133- 136 باب في إنابة الحركة عن الحروف) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/631- 632) ، و"اللباب" للعكبري (2/111- 112) ، و"الإنصاف" لابن الأنباري (1/385- 391) ، (2/544- 547) ، و"ارتشاف الضرب" (2/914) ، و"مغني اللبيب" (ص250 و716- 717) ، و"همع الهوامع" (1/229- 230) ، و"لسان العرب" (12/569) ، و"خزانة الأدب" (5/229- 233) . (3/43) والجُرَيري بأَخَرَةٍ ساءَ حِفظُه، وَلَيْسَ هُوَ (1) بذاكَ الحافِظ (2) . 680 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة، عَنْ سِماك (3) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) : الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، وَثَلاثُونَ؟ فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الحفَّاظ (4) ؛ يَقُولُونَ: شُعْبَة، عن سِماك، عن عبد الله بْنِ شَدَّاد وعِكرمَة، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (5) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ. قلتُ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ قَدْ (6) رَوَاهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيس، عن سِماك، عن عبد الله بن شَدَّاد، عن عائِشَة. _________ (1) قوله: «هو» ليس في (ف) . (2) سأل الترمذيُّ في "العلل الكبير" (207) البخاريَّ: أيُّ الطريقين أصحُّ؟ فقال: «يحتمل عنهم كليهما» . (3) هو: ابن حرب. (4) منهم روح بن عبادة، وروايته أخرجها الحارث بن أسامة (315/بغية الباحث) . (5) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، فالجادَّةُ أن يقال: مرسلاً، بألف تنوين النصب، لكنَّها حذفت هنا وقفًا ووصلاً نطقًا وخطًّا؛ جريًا على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) قوله: «قد» من (ت) و (ك) فقط. (3/45) فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يُخطِئ مَنْ يَقُولُ: عَنْ عائِشَة، الصَّحيحُ: عِكرمَة، مُرسَل (1) (2) . 681 - وسألتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخضَر (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) - فِي أَيَّامِ التَّشريق -: أنَّ النبيَّ (ص) أمر عبد الله بْنَ حُذافَة أَنْ يُناديَ: إِنَّها أَيَّامُ أَكلٍ وشُربٍ. وَرَوَاهُ يُونُسُ (5) ، عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: أُخبِرتُ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَكَمِ قَالَ: حدَّثني بعضُ أصحاب النبيِّ (ص) : أنه رأى عبد الله بْنَ حُذافَة. وَرَوَاهُ قُرَّةُ بْنُ حَيْوِيل (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم، عن عبد الله بْنِ حُذافَة: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) أمرَه أَنْ يُناديَ ... . وَرَوَاهُ شُعَيب (7) ، عَنِ الزُّهْري؛ أُخبِرتُ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَكَمِ قَالَ: أَخْبَرَنِي بعضُ أصحاب النبيِّ (ص) : أنه رأى عبد الله بن حُذافَة. _________ (1) قوله: «مرسل» يحتمل الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) قال الدارقطني في "العلل" (5/135/ب - 136/أ) : «يرويه سماك بن حرب، واختُلِف عنه: فرواه شريك بن عبد الله، عن سِماك، عن عبد الله بن شدَّاد، عن عائِشَة. ورواه عمرو بن عاصم، عَنْ شُعبَة، عَنْ سِماك، عَنْ عبد الله بن شَدَّاد وعكرمة، عن ابن عباس. وغيره يرويه عَنْ شُعبَة، عَنْ سِماك، عَنْ عبد الله بن شَدَّاد وعكرمة مُرسلاً. ورواه الوليد بن أبي ثور، عن همام، عن سِماك، عن عبد الله بن شَدَّاد وحده مُرسلاً، والمُرسَل أصحُّ» . (3) انظر المسألة الآتية برقم (746) . (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/513 = = و535 رقم10664 و10917) ، والنسائي في "الكبرى" (2896/الرسالة) . قال النسائي: «صالح هذا هو ابن أبي الأخضر، وحديثه هذا خطأ، لا نعلم أحدًا قال في هذا: سعيد بن المسيب غيرَ صالح، وهو كثير الخطأ، ضعيف الحديث في الزهري» . (5) هو: ابن يزيد الأيلي. وروايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/99) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم، عن عبد الله بن حذافة، أن النبي (ص) أمره ... فذكره. (6) هو: قُرَّة بن عبد الرحمن بن حَيْويل، ويُكتب أحيانًا: «حَيْوَئيل» . وروايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/98-99) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (544 و8217) ، والحاكم في "المستدرك" (3/631) . (7) هو: ابن أبي حمزة. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (2894/الرسالة) ، عن الزهري: أن مسعود ابن الْحَكَمِ قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ النبي (ص) ، به. قال النسائي: «الزهري لم يسمع من مسعود بن الحكم» . (3/46) وَرَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئب (1) ، فَقَالَ: عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: بعَثَ النبيُّ (ص) عبد الله بن حُذافَة يُنادي ... . ورواه عبد الرحمن بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسافر، عَنِ الزُّهْري؛ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَكَمِ؛ فقال (2) : أَخْبَرَنِي بعضُ أَصْحَابِهِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي مِنْ حَدِيثِ الزُّهْري: أُخبِرتُ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ بعضِ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) : أنه رأى عبد الله بن حُذَافَة (3) . _________ (1) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/187) . (2) كذا في (أ) و (ش) ، والقائل هو الزهري، وفي بقية النسخ: «قال» . (3) أخرج النسائي في "الكبرى" (2895/الرسالة) من طريق الزبيدي، عن الزهري؛ أنه بلغه أن مسعود بن الحكم كان يخبر عن بعض علمائهم من أصحاب رسول الله (ص) : أن رسول الله (ص) بعث عبد الله بن حذافة ... فذكره. قال الدارقطني في "العلل" (1699) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه: فرواه صالح بن أبي الأخضر، واختُلِف عنه: فقال روح: عن صالح، عن الزهري، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هريرة. واختُلِف عن إبراهيم بن حميد الرؤاسي، فقال حميد: عن إبراهيم بن حميد، عن صالح، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سلمة، عن أبي هريرة. وكذلك قيل: عن ابن أبي سمينة، عن إبراهيم بن حميد. وقيل: عنه، عن سعيد وحده، عن أبي هريرة. وقال سليمان بن أرقم: عن الزهري، عن ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حذافة، عن النبي (ص) . وقيل: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم الزُّرَقي، عن ابن حذافة. وقال الزبيدي: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم. وقولُ الزبيدي أشبهها بالصواب» . اهـ. كذا وقعت عنده رواية الزبيدي! وتقدم أن النسائي رواه من طريق الزبيدي، عن الزهري؛ أنه بلغه أن مسعود بن الحكم ... فذكره. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/8) : «عبد الله ابن حذافة بن خليفة أبو حذافة السهمي القرشي، كنَّاه الزهري، لا يصحُّ حديثه، مرسل» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (12/124) : «واختلف فيه أصحاب ابن شهاب عليه، فرواه معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم الأنصاري، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) قال: أمر النبي (ص) عبد الله ابن حذافة السهمي. ذكره عبد الرزاق عن معمر. ورواه صَالِحِ بْنِ أَبِي الأخضر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة. ورواه يونس بن يزيد، وابن أبي ذئب، وعبد الله بن عمر العمري، عن الزهري: أن رسول الله (ص) بعث عبد الله بن حذافة. مرسلاً هكذا. = = كما رواه مالك سواء؛ وهو الصَّحيح في حديث ابن شهاب هذا» . اهـ. (3/47) 682 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْح بْنُ عُبادة (2) ، عَنْ سَعِيدٍ (3) ، عَنْ مَطَر (4) ، عَنْ بكر بن عبد الله، عن أبي _________ (1) انظر المسألة الآتية برقم (752) . (2) في (ف) : «عباة» . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3195/الرسالة) ، والبزار في "مسنده" (3081) ، والروياني في "مسنده" (575) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/98) ، والحاكم في "المستدرك" (1/429-430) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (4/266) . قال النسائي: «هذا خطأ، وقد وقفه حفص» . (3) هو: ابن أبي عَروبة. (4) هو: ابن طَهْمان الورَّاق. (3/48) رَافِعٍ (1) ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟ فقال (2) أَبِي: رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ شُعَيب بْنِ إِسْحَاقَ (3) . وَرَوَاهُ عَبْدُ الوهَّاب الخَفَّاف (4) ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ (5) ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (6) ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: كأنَّ حديثَ أَبِي رَافِعٍ أشبَهُ (7) ؛ لأَنَّهُ رَوَاهُ حُمَيد الطَّويل (8) ، عن بكر بن عبد الله، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى، _________ (1) هو: نُفَيع الصَّائغ. (2) في (ف) و (ت) و (ك) : «قال» . (3) الظاهر أنه يعني: هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ شُعَيْبِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي عَرُوبَة، على الوجه المتقدِّم؛ فإن شعيب بن إسحاق من الرُّواة عن سعيد؛ كما في "تهذيب الكمال" (2/501) ، ولم نجد من أخرج هذه الرواية، ولم يوردها الدارقطني في ذكره للاختلاف في هذا الحديث في "العلل" (7/246-247 رقم1323) . (4) هو: عبد الوهَّاب بن عطاء. (5) هو: عبيد الله بن الأخنس؛ كما سيأتي عن أبي حاتم. (6) هو: عبد الله. (7) المعنى - فيما يظهر - أن حديثَ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى أشبهُ من حديث أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عن أبي موسى. ومما يرجِّح هذا - عند أبي حاتم - روايةُ حميد الطويل؛ فهي وإن كانت تخالفها في كونها موقوفة، إلا أنها توافقها في كونها من طريق أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، وهذا دون التعرُّض لترجيح الوقف والرفع. ومما يدلُّ على هذا - أيضًا - أن أبا زرعة رجَّح أن حديث أبي رافع أشبه؛ بناءً على أن شعبة رواه عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عن أبي موسى موقوفًا. وعندما سأله ابن أبي حاتم، عن أي الرِّوايتين أشبه من حديث أبي رافع: الوقف أم الرفع؟ سكت ولم يرجِّح. والله أعلم. (8) كذا ذكر أبو حاتم رواية حميد هنا، وقد روى الحديث ابن أبي شيبة في "المصنف" (9307) ، والنسائي في "الكبرى" (3201/الرسالة) وغيرها من طريق حميد، عن بكر، عن أبي العالية أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي مُوسَى فذكره موقوفًا. كذا ذكرها الدارقطني في "العلل" كما سيأتي. (*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد علق عليها في المسألة رقم (34) . (3/49) مَوْقُوفٌ (*) . قَالَ أَبِي: وَلا أعرفُ (1) من البصريِّين أحدًا كُنيتُه أبو مالك من القُدَماء، إلا عُبَيدالله ابن الأَخْنَس. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ شُعْبَة (2) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عن أبي موسى، موقوفً (*) ؛ فكأنَّ حديثَ أبي رافع أشبَهُ. قلتُ: مَوْقُوفٌ أَوْ مَرفوع؟ فسَكَتَ (3) . _________ (1) في (ف) : «لا أعرف» بلا واو. (2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3200/الرسالة) عن قتادة، عن بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى موقوفًا. (3) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد رواه غير واحد عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى موقوفًا» . وقال الحاكم في الموضع السابق: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «كذا رواه روح بن عبادة. وَرَوَاهُ عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عن بعض أصحابه، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي موسى، مرفوعًا. ورواه شعبة، عن مطر، عن بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى، موقوفًا. وكذلك رَوَاهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرِ، موقوفًا غير مرفوع» . ورواه النسائي في "الكبرى" (3196) من طريق حفص ابن عبد الرحمن البَلْخي، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ مَطَرٍ، = = عَنْ بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى، موقوفًا. قال الحاكم في الموضع السابق: «سمعت أبا علي الحافظ يقول: قلت لعبدان الأهوازي: صحَّ أن النبي (ص) احتجم وهو صائم؟ فقال: سمعت عباسً العنبريَّ يقول: سمعت علي بن المديني يقول: قد صحَّ حديث أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى: أن النبي (ص) قال: أفطر الحاجم والمحجوم» . وقال الدارقطني في "العلل" (1323) : «يرويه سعيد ابن أبي عَروبة، واختُلِف عنه: فرواه رَوْحُ بْنُ عُبادة، عَنْ سَعِيدٍ، عن مطر، عن بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى: أنه كان يحتجم ليلاً، وقال: سمعت النبي (ص) يقول: «أفطر الحاجم والمحجوم» ، وخالفه عبد الوهَّاب ابن عطاء الخفاف، وأبو بحر البكراوي، وابن أبي عدي؛ فروَوه عن سعيد، عن مطر، موقوفًا، ولم يذكروا: أفطر الحاجم والمحجوم، وذكروا فعل أبي موسى حَسْبُ. ورواه حميد الطويل، عن بكر، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ موسى، موقوفًا أيضًا، إلا أنه خالف مطر في الإسناد. وَرَوَاهُ عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عن بعض أصحابه ولم يُسَمِّه، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي موسى، مرفوعًا أيضًا: أفطر الحاجم والمحجوم، وليس هذا القول بمحفوظ عن سعيد، والصَّواب من هذا: قول من ذكر فعل أبي موسى، دون الحديث المرفوع» . اهـ. وانظر "فتح الباري" لابن حجر (4/175) . (3/50) 683 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَن أنس؛ قَالَ: تَراءى النَّاسُ الهِلالَ عِنْدَ النبيِّ (ص) ، فأمرَهُم النبيُّ (ص) أَنْ يخرُجوا إِلَى المُصَلَّى مِنَ الغَد؟ قَالَ أَبِي: أخطأَ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: شُعْبَة (3) ، عن أبي _________ (1) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/410/ مخطوط) بعض هذا النص. وقال الضياء في "المختارة" (7/104) : «قال أبو حاتم الرازي، وأبو الحسن الدارقطني: وَهِمَ فيه سعيد بن عامر» . وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/177) : «وهو وهم؛ قاله أبو حاتم في العلل» . (2) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (3/279 رقم13974) ، والبزار في "مسنده" (972/كشف الأستار) ، وابن حبان في "صحيحه" (3456) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/249) ، والضياء في "المختارة" (7/104) . (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (5/57 رقم 20579) من طريق محمد بن جعفر، وأبو داود في "سننه" (1157) من طريق حفص بن عمر، والنسائي في "سننه" (1557) من طريق يحيى بن سعيد، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/128) من طريق بقية بن الوليد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/388) من طريق وهب بن جرير، وأبي الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، والدارقطني في "السنن" (2/170) من طريق سفيان، ووهب بن جرير، وروح بن عبادة، وأبي النضر هاشم بن القاسم، والنضر بن شميل، جميعهم عن شعبة، به. وحسَّن إسناده الدارقطني والبيهقي. ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه" (7339) ، وابن أبي شيبة (9461) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/58 رقم 20584) ، وابن ماجه في "سننه" (1653) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/386 و387) ، جميعهم من طريق هشيم، عن أبي بشر، به. ورواه البيهقي في "الكبرى" (4/249) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن أبي بشر، به. (3/51) بِشر (1) ، عن أبي عُمَير ابن أَنَسٍ، عَنْ عُمُومَته، عَنِ النبيِّ (ص) (2) . 684- وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ (4) رَوَاهُ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ (5) ، ووكيعٌ، وابن المبارك (6) : _________ (1) هُوَ: جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ. (2) قال البخاري - كما في "العلل الكبير" للترمذي (193) -: «هو خطأ من سعيد بن عامر، والصحيح: شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَن أبي عمير بن أنس» . وقال الدارقطني في "علله"- كما في "نصب الراية" (2/212) -: «هذا حديث اختُلِف فيه: فرواه سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعبَة، عن قَتادة، عن أنس، وخالفه غيره من أصحاب شعبة؛ فروَوه عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَنْ أَبِي عُمَير بْنِ أَنَسٍ، عن عُمُومَته، عن النبي (ص) . وكذلك رواه أبو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ؛ وهو الصَّواب» . وقال البزار في الموضع السابق: «أَخْطَأَ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وإنما رواه شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَن أبي عمير بن أنس؛ أن عمومة له شهدوا عند النبي (ص) » . وقال البيهقي (4/249) : «تفرد به سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعبَة، وغَلِطَ فيه؛ إنما رواه شعبة، عن أبي بشر» . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (767) . وانظر المسألة رقم (722) و (748) . (4) قوله: «عن حديث» سقط من (أ) ، وهو ملحق بهامش (ش) . (5) في (أ) و (ش) : «رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ» . ويحيى بن سعيد هذا هو: القطَّان. (6) هو: عبد الله. (3/52) فَأَمَّا يَحْيَى (1) ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وشَبَابَة (2) ، فَإِنَّهُمْ قَالُوا: عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب (3) ، عَنْ جُوَيرِيَة: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ صائِمَة يَوْمَ الجُمعَة، فَقَالَ: أَصُمْتِ أَمْسِ؟ ، قَالَتْ (4) : لا ... وَذَكَرَ الحديثَ. وَأَمَّا وكيعٌ (5) فَقَالَ: عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب: أنَّ النبيَّ (ص) دخلَ عَلَى جُوَيرِيَة. وَرَوَى هَذَا الحديثَ سعيدُ بْنُ أَبِي عَروبة (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيّب، عن عبد الله بن عمرو (7) : أنَّ النبيَّ (ص) دخلَ عَلَى جُوَيرِيَة (8) . وَرَوَاهُ هَمَّام (9) ، فَقَالَ: عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن جُوَيرِيَة: _________ (1) رواية يحيى أخرجها البخاري في "صحيحه" (1986) . (2) هو: ابن سوَّار. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9249) ، ومن طريقه أبو يعلى في "مسنده" (7064) . (3) هو: المَراغي، العَتَكي الأزدي. اسمه: يحيى، وقيل: حبيب بن مالك. (4) في (ت) : «قال» . (5) روايته على هذا الوجه أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1/253) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/324 رقم 26755) عن وكيع؛ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتادة، عَنِ أَبِي أيُّوب، عَنْ جُويرية: أَنَّ رسول الله (ص) ... فذكره هكذا بزيادة جويرية في الإسناد. (6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9241) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/189 رقم6771) ، والبزار في "مسنده" (2350) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2162) ، وابن حبان (3611) . (7) في (ت) و (ك) : «عبد الله بن عمر» . (8) قوله: «دخل على جُوَيرية» سقط من (أ) و (ش) . (9) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/324 و340 رقم26756 و27425) ، وأبو داود في "سننه" (2422) . (3/53) أن النبيَّ (ص) دخلَ عَلَيْهَا. تابعَ شُعْبَةَ. وَرَوَى هُدبَةُ (1) مَرَّةً، فَقَالَ: عَنْ هَمَّام، عَنْ قَتادة؛ قَالَ: حدَّثنا صاحبٌ لَنَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ صَوم يَوْمِ الجُمعَة، إِلا أَنْ يَصوموا يَوْمًا قبلَه، أَوْ يَوْمًا بعدَه. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : وَرَوَاهُ سعيدُ بْنُ بَشِيرٍ (3) فَقَالَ (4) : عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاش بن عبد الله، عَنْ أَبِي قَتادة: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ صَوم يَوْمِ الجُمُعَة فَرْدًا؟ وَقَالَ أَبِي: كلُّها صِحاحٌ، مَا خَلا حديثَ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، فَإِنَّمَا هُوَ: عَيَّاش، عَنْ أَبِي قَتادة العَدَويِّ، قولَه. وَإِنَّمَا قُلنا: إِنَّهَا صِحاحٌ كلُّها؛ لأَنَّ شُعْبَة قد تابع هَمَّامً (5) . فَأَمَّا مَنْ قَالَ: قَتادة، عَنْ سعيد بن المسيّب، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو (6) : فَإِنَّ ابنَ أَبِي عَروبة حافظٌ لِحَدِيثِ قَتادة، وَقَالَ: تابَعَني عليه مَطَر (7) . _________ (1) هو: ابن خالد القَيْسي. (2) كذا في (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «قلت» بدلاً منها. (3) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2703) . (4) قوله: «فقال» ليس في (أ) و (ش) . (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد علق عليها في المسألة رقم (34) . (6) في (ك) : «عبد الله بن عمر» . (7) في (ت) يشبه أن يكون: «فطر» . ومطر هو: ابن طَهْمان الورَّاق. (3/54) وَأَمَّا حديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: فَإِنَّهُ صحيحٌ أَيْضًا. وَأَمَّا حديثُ شُعْبَة: فإنَّ (1) ابنَ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ أعلَمُ بِحَدِيثِ شُعْبَة مِنْ وَكِيعٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب، عَنْ جُوَيرِيَة صحيحٌ. وحديثُ سَعِيدِ بْنِ المسيّب، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو أَيْضًا صحيحٌ. وحديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ حدَّثنا صاحبٌ لَنَا، فَهَذَا لا يُدرى كَيْفَ هُوَ؟ وفي حديث قَتادة مثلُ ذا (2) كثيرٌ؛ يُحَدِّث بِالْحَدِيثِ عَنْ جَماعة. وحديثُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ لا أحفَظُه (3) . 685- وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبَان العَطَّار (5) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - من أَزْدِ شَنُوءَةَ - عَنْ أَبِي _________ (1) في (ش) : «قال» . (2) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي (ش) : «ذي» ، وفي (أ) و (ف) : «ذى» ، وكل ذلك اسم إشارة، وانظر التعليق على المسألة رقم (124) . (3) قال الدارقطني في "العلل" (5/192/أ) : «يرويه قتادة، واختُلِف عنه، فرواه شعبة وهمام وحماد بْنِ الْجَعْدِ، عَنْ قَتادة، عَنِ أبي أيُّوب، عن جُويرية. وقال بقيَّة: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتادة، عَنْ أبي أيُّوب، عن صفية، ووهم فيه؛ وإنما هو عن جويرية. وخالفهم ابن أبي عَروبة ومطر الوراق؛ قالا: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن عبد الله بن عمرو: أن النبيَّ (ص) دخل على جُوَيرِيَة. وقول شعبة ومن تابعه أشبَهُ» . وقول سعيد: «وافقني عليه مطر» : ذكره أحمد في "المسند" (2/189) . وانظر "العلل" للإمام أحمد (3/230) . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (297) ، وانظر المسألة رقم (709) . (5) هو: أبان بن يزيد. (3/55) هريرة - عن النبيِّ (ص) -: أوصاني (1) خَليلي بثَلاثٍ ... . قلتُ (2) : رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتادة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَرَوَاهُ مَعْمَر (3) ، عَنْ قَتادة، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قلتُ لهما: فأيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ: سَعِيد أحفَظُهم. 686 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّة (5) ، عَنْ سَعِيدٍ الجُرَيري (6) ، عَنْ أَبِي السَّلِيل (7) ، عَنْ نُعَيم ابن قَعْنَب (8) الرِّياحي؛ قَالَ: أتيتُ أَبَا ذرٍّ، فَدَعَا لِي بطَعام، فَقَالَ لِي: إِنِّي صائِم، ثُمَّ قَامَ فصلَّى، ثُمَّ طَعِمَ، فقلتُ: أَلَيْسَ قلتَ: إِنِّي صائِم؟ ... فَذَكَرَ الحديثَ (9) . _________ (1) القائل: «أوصاني» هو أبو هريرة ح. (2) في (ت) و (ك) : «قال أبو محمد» مكان: «قلت» ، وفي المسألة رقم (297) : «قلت» في جميع النسخ. (3) روايته أخرجها عبد الرزاق في"المصنف" (4850) ، ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في"المسند" (2/271 رقم7671) . (4) انظر المسألة رقم (690) . (5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/150-151 رقم21339) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (480) ، والنسائي في "الكبرى" (9107/الرسالة) ، والخطابي في "غريب الحديث" (2/273) . (6) هو: سعيد بن إياس. (7) هو: ضُرَيب بن نُقَير. (8) في (ف) : «قعيب» . (9) وباقيه فيه: أن أبا ذر ذكر له أنه صام ثلاثة أيام من الشَّهر، فيكون كأنه صام الشهر كله. (3/56) قلتُ (1) : وروى هذا الحديثَ عبد الوارث (2) ، عَنْ سَعِيدٍ الجُرَيري، عَنْ أَبِي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن نُعَيم ابن قَعْنَب. قلتُ لَهُمَا (3) : فأيُّهما الصَّحيحُ؟ فَقَالَ أَبِي (4) : حديثُ أَبِي الْعَلاءِ أصَحُّ. وقال أبوزرعة: حديثُ أَبِي الْعَلاءِ الصَّحيحُ؛ كَذَا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) . 687 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة، عن _________ (1) قوله: «قلت» سقط من (ت) و (ك) ، وفي (ف) : «قال أبو محمد» بدل: «قلت» . (2) هو: ابن سعيد. وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (747) ، وفي "التاريخ الكبير" (2/221) ، والدارمي في "مسنده" (2267) . وأخرجه عبد الرزاق في"المصنف" (7878) ، ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند" (5/164 رقم21454) عن معمر، والبزار في "مسنده" (3969 و3970) من طريق سالم بن نوح وشعبة، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/1209 رقم6817 و6818) من طريق عبد الرحمن بن عثمان، والمِزي في "تهذيب الكمال" له (29/490) من طريق حماد بن زيد، جميعهم عن الجريري، عن أبي العلاء، به. (3) في (أ) و (ش) : «قلت لأبي» . (4) في (ف) : «إنَّ» بدل: «أبي» . (5) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم روى عن نعيم بن قعنب إلا أبو العلاء، وهو رجل من أهل البصرة» . وقال الدارقطني في العلل" (1124) : «يرويه الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ يَزِيدَ بن الشخير، عن ابن قعنب. وقال جعفر الأحمر: عن الجريري، عن رجل لم يُسَمِّه، وكَنَاه غيره: أبا العلاء، وهو الصواب» . وانظر المسألة رقم (690) . (3/57) عَاصِمٍ (1) ، عَنْ حَفْصَة بِنْتِ سِيرين؛ أَنَّ (2) الرَّباب (3) ، فذكرَتْ حديثَ (4) سَلْمَانَ (5) : أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إذَا صَامَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى التَّمْرِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ (6) عَلَى المْاءِ؛ فَإِنَّهُ طَهُورٌ؟ قَالَ أَبِي: وروى هَذَا الحديثَ هِشَامُ بْنُ حسَّان (7) وغيرُ وَاحِدٍ، عَنْ حَفْصَة، عَنِ الرَّباب، عَنْ سلمان، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (8) ؛ قَصَّر بِهِ حمَّاد، وقد رُويَ عن _________ (1) هو: ابن سليمان الأحول. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن» بدل: «أن» . (3) هي: الرَّباب بنت صُلَيْع، أم الرَّائح الضَّبِّيَّة. (4) كذا في جميع النسخ عدا (ف) ففيها: «فذكر في حديث» ! والمعنى - فيما يظهر -: أن الرباب ذكرت حديث عمِّها سلمان مرسلاً، ويؤيد هذا قول أبي زرعة وأبي حاتم الآتي: «قصَّر به حماد» ، والله أعلم. (5) هو: سلمان بن عامر الضَّبِّي؛ عمُّ الرَّباب. (6) قوله: «فليفطر» سقط من (ف) . (7) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7586) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/18 رقم16232) ، والنسائي في "الكبرى" (3307 - 3310) ، وابن حبان في "صحيحه" (3515) . ورواه أحمد (4/18 رقم16225) ، والنسائي في "الكبرى" (3312/الرسالة) من طريق هشام، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّباب، عَنْ سلمان موقوفًا عليه. قال هشام: وحدثني عاصم الأحول: أن حفصة رفعته إلى النبيِّ (ص) . (8) كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة: «صحيحان» بالألف؛ لأن التقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صواب في العربية، وله وجهان أبنَّا عنهما في التعليق على المسألة رقم (25) . (3/58) عَاصِمٍ (1) أَيْضًا نَحْوَهُ (2) . 688 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه حمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ واصِلٍ مَوْلَى أَبِي (3) عُيَينة، عَنْ بشَّار بْنِ أَبِي سَيْف، عن أبي عُبَيدة بن _________ (1) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (843) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/17 و18 رقم 16226 و16228 و16231) ، والدارمي (1743) ، وأبو داود في "سننه" (2355) ، والترمذي في "جامعه" (658) ، وابن ماجه (1699) من طرق عن عاصم الأحول، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . قال الترمذي: «حديث حسن، والرباب هي: أم الرائح بنت صُليع. وهكذا روى سفيان الثوري، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سيرين، عن الرباب، عن سلمان بن عامر، عن النبي (ص) نحو هذا الحديث. وروى شعبة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سيرين، عن سلمان بن عامر، ولم يذكر فيه: " عن الرباب ". وحديث سفيان الثوري وابن عيينة أصح، وهكذا روى ابن عون وهشام ابن حسَّان، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ الرباب، عن سلمان بن عامر» . ثم أخرجه الترمذي (695) من طريق سفيان الثوري وأبي معاوية محمد بن خازم، كلاهما عن عاصم الأحول، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ الرباب، عن سلمان بن عامر، به. ثم قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . ورواه الطيالسي (1278) عن شعبة، عن عاصم؛ سمعت حفصة تحدث، عن الرباب، عن سلمان، به مرفوعًا. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/239) من طريق الطيالسي ثم قال: «هكذا وجدته في "المسند"، قد أقام إسنادَه أبو داود، وقد رواه محمد ابن غيلان، عن أبي داود دون ذكر الرباب، وروي عَنْ روح بْن عبادة، عَنْ شعبة موصولاً، ورواه سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ فغلط في إسناده» . (2) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (4/257/مخطوط) هذا الحديث، ثم قال: قال ابن أبي حاتم في "علله": سألت أبي عنه؟ فقال: صحيح من طريقيه. اهـ. وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/289) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (900) : «وصحَّحه أبو حاتم الرازي» . (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن» ، وسقطت من (ك) ، والمثبت من (ت) ، وهو الصَّواب. انظر "تهذيب الكمال" (30/408) ، و"التقريب" (7436) . (3/59) الجَرَّاح، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي سُوَيد، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ (1) ، عَنْ واصِل، عَنْ بشَّار بْنِ أَبِي سَيف، عَنْ الوليد بن عبد الرحمن، عَنْ غُضَيف (2) ، عَنْ أَبِي عُبَيدة ابن الجرَّاح، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا. قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: جَميعًا صَحِيحَينِ (3) ؛ حمَّاد قَصَّر بِهِ، وَجَرِيرٌ جوَّدَه. 689 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه مسلم ابن إبراهيم (4) ، _________ (1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (224) . ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/171) . ورواه أحمد (1/196 رقم1701) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8899) كلاهما عن يزيد بن هارون، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/21) عن أبي سلمة موسى التَّبوذكي، وابن خزيمة (1892) من طريق عبد الله بن وَهْب، والحاكم (3/265) من طريق وَهْب ابن جرير، أربعتهم عن جرير، عن بشَّار، عن الوليد، عن عياض بن غُطَيْف، عن أبي عُبَيدة، به مرفوعًا. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8898) ، والنسائي في "سننه" (2233) ، وأبو يعلى (878) ، والضياء في "المختارة" (1117) من طرق عن واصل، عن بشَّار، عن الوليد، عن عياض، عن أبي عُبَيدة، به مرفوعًا. (2) في (ش) : «غضف» . وهو: غُضَيف بن الحارث السَّكوني، ويقال: غُطَيف بالطاء. (3) كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة: «صحيحان» بالألف؛ لأن التقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ ما وقع عندنا في النسخ صحيح في العربية، وقد ذكرنا له وجهين في التعليق على المسألة رقم (25) . (4) روايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (731) . وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1409) عن الأسود، عن أبي نوفل، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (7/238) ، وأحمد في "المسند" (5/67 رقم 20663) من طريق عفان بن مسلم، عن الأسود، عن أبي نوفل، به. (3/60) والعَتَكي (1) ، عَنَ الأسْوَد بْنِ شَيبان، عَنْ أَبِي نَوْفَل (2) : أَنَّ أَبَاهُ سألَ النبيَّ (ص) عَنِ الصَّوم؟ قَالَ: ... فَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: قَدْ رَوَاهُ قومٌ (3) لَيْسُوا بِأَقْوِيَاءَ، فَقَالُوا: عَنْ أَبِي نَوْفَل، عن أبيه (4) ، _________ (1) هو: عبد الله بن أبي بكر. وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (731) . (2) في (ت) : «نوافل» . وهو: أبو نوفل بن أبي عَقْرب، مشهور بكنيته، واسمه: مسلم، وقيل غير ذلك. (3) قوله: «قوم» سقط من (ف) . (4) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/347 رقم19051) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/375) ، والبيهقي في "الشعب" (3596) عن وكيع، وأحمد أيضًا (5/67 رقم20662) ، والنسائي في "سننه" (2434) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي أيضًا (2433) من طريق سيف بن عبيد الله، والطبراني في "الكبير" (22/316-317 رقم 798) من طريق سهل ابن بكار، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6925) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/218) من طريق عمرو بن حكام، جميعهم عن الأسود، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قال: سألت النبي (ص) . قال الحافظ في "الإصابة" (11/259) : «سنده حسن» . (3/61) والثِّقاتُ لا يَقُولُونَ: عَنْ أَبِيهِ (1) . 690 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ (3) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (4) ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ ثَلاَثةَ أَيَّامٍ، فَقَدْ صَامَ الشَّهْرَ. وَرَوَاهُ ثابتٌ (6) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي ذَرٍّ أشبَهُ؛ لأَنَّهُ يُروى هَذَا الْكَلامَ عن أبي ذَرٍّ _________ (1) الفرق بين الروايتين بيِّن، فالرواية الأولى- «عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ: أَنَّ أَبَاهُ سأل النبي (ص) » -: مرسلة؛ لأن أبا نوفل لم يدرك زمن النبي (ص) ، وأما الرواية الأخرى - «عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ» -: فتكون متصلة؛ لأنه يحدِّث عن أبيه، عن النبي (ص) . وفي مثل هذا: ما رواه أبو داود في مسائله للإمام أحمد (1978) قال: «سمعت أحمد قيل له: إن رجلاً قال: عروة؛ أن عائشة، وعروة، عن عائشة؛ قالت: يا رسول الله، وعن عروة، عن عائشة، سواء؟ فقال: كيف هو سواء؟! أي ليس بسواء» . وقد حرَّر الفرق بينهما جمع من الأئمة؛ كالحافظ ابن رجب في "شرح العلل" (2/601-605) ، = = والحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (2/586-593) . (2) انظر المسألة رقم (686) . (3) هو: عاصم بن سليمان. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/145 رقم 21301) ، وابن عدي في "الكامل" (6/439) من طريق إسرائيل، والترمذي في "جامعه" (762) ، وابن ماجه في "سننه" (1708) من طريق أبي معاوية، والبزار في "مسنده" (3904) ، من طريق عبد الواحد بن زياد، والنسائي في "سننه" (2409) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، جميعهم عن عاصم، به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وأبو عثمان لم يسمع من أبي ذر؛ كما قال ابن المديني. انظر "جامع التحصيل" (ص308) . وقد رواه النسائي (2410) من طريق عبد الله بن المبارك، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عن رجل، عن أبي ذر، به. وتابع ابن المبارك شيبان كما سيأتي عند الدارقطني. (4) هو: عبد الرحمن بن ملٍّ النهدي. (5) في (ش) : «أبي هريرة» بدل: «أبي ذر» . (6) من قوله: «عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي ذر ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . وثابت هو: بن أسلم البُناني. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2515) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (12) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/263 و384 و5130رقم 7577 و8986 و10663) ، والنسائي في "سننه" (2408) ، وابن حبان في "صحيحه" (3659) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/293) . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1178 و1981) ، ومسلم (721) من طريق عباس بن فرُّوخ الجُرَيري، وأبي التيَّاح يزيد بن حميد، كلاهما عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهدي، عَنْ أبي هريرة، به مرفوعًا؛ كما رواه ثابت. ورواه مسلم أيضًا من طريق أبي شِمْر الضُّبَعي، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا أيضًا. (3/62) بإسنادٍ آخَرَ، وثابتٌ أحفَظُ مِنْ عَاصِمٍ (1) . 691 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرزوق (3) ، عَنْ فَضالَة بْنِ عُبَيد: أنَّ رسولَ الله (ص) أُتيَ بإناءٍ فشَرِبَ، فَقَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، هَذَا يومٌ كنتَ تصومُه (4) ! قَالَ: أَجَلْ، وَلَكنِّي قِئْتُ فَأَفْطَرْتُ. _________ (1) قال الدارقطني في "العلل" (1141) : «يرويه عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، يرويه أصحاب عاصم عنه كذلك، وخالفهم شيبان فرواه عن عاصم، وأدخل بين أبي عثمان وبين أبي ذر رجلاً لم يُسَمِّه. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن ثابت، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أبي هريرة، وحديث أبي ذر أشبه بالصواب» . وذكر الدارقطني في "العلل" (2232) اختلافًا آخر على أبي عثمان في وقف هذا الحديث أو رفعه، ولم يرجِّح. (2) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1678) . ورواه أيضًا في "شرح معاني الآثار" (2/97) ، والطبراني في "الكبير" (18/316 رقم817) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/36) إلا أنه وقع في "شرح معاني الآثار" زيادة: «حَنَش الصَّنعاني» بين أبي مرزوق وفَضالَة!! ولم يورد ابن حجر هذا الإسناد في "إتحاف المهرة" (12/656) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/18 رقم 23935) عن محمد بن عبيد، وابن ماجه في "سننه" (1675) ، والطبراني في "الكبير" (18/316 رقم 818) من طريق يعلى ومحمد ابني عبيد الطنافسي، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يزيد، به. ووقع عند ابن ماجه والطبراني التصريح بسماع أبي مرزوق من فضالة. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (2/12) : «هذا إسناد ضعيف، أبو مرزوق التجيبي لا يعرف اسمه، لم يسمع من فَضالَة بن عُبَيد، بينهما حنش، ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعنه» . (3) هو: التُّجِيبي، المصري، اسمه: حبيب بن الشَّهيد، وقيل: ربيعة بن سليم. (4) في (ف) : «أصومه» . (3/63) قَالَ أَبِي: بَيْنَ أَبِي مَرزوق وفَضالَة: حَنَشٌ الصَّنعاني (1) ، مِنْ غَيْرِ رِوَايَةِ (2) ابْنِ إِسْحَاقَ (3) . 692 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة، عَنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقبَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ. قلتُ لأَبِي: فمعاويةُ هذا مَن هو؟ _________ (1) هو: حنش بن عبد الله، ويقال: ابن علي. (2) المثبت من (ش) ، وفي بقَّية النسخ: «رواة» . (3) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/21 رقم 23963) عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ؛ قال: حدثني يزيد، عن أبي مرزوق، عن حنش، عن فَضالَة، به. ورواه أحمد (6/19-20 رقم 23948) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1679) ، وفي "شرح معاني الآثار" (2/96-97) ، والطبراني في "الكبير" (18 رقم 779) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/220) من طريق ابن لهيعة. وأحمد أيضًا (6/22 رقم 23966) من طريق عبد الله بن عياش. ورواه الطبراني في "الكبير" (18/316 رقم 819) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/37) من طريق عميرة بن أبي ناجية. ورواه الدارقطني في "سننه" (2/182) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/220) ، وابن عساكر أيضًا (12/37) من طريق المفضل بن فضالة، كلُّهم عن يزيد، عن أبي مرزوق، عن حنش، عن فَضالَة، به. (4) تقدمت هذه المسألة برقم (345) . وقد نقل هذا النَّص الحافظ العراقيُّ في "ذيل الميزان" رقم (702) ، ثم تعقبه بقوله: «فأما قول أبي حاتم في "العلل": إن الحديث منكر؛ يريد من هذا الوجه، وإلا فقد رواه النسائي في "سننه الكبرى"، وابن ماجه، والحاكم في "المستدرك" من حديث أبي هريرة، وقال: إنه صحيح على شرط البخاري» . اهـ. وكان أبو حاتم قال في المسألة (345) : «غَيْرَ أنَّ الْحَدِيثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُنكَر» . ومن الواضح أن العراقي لم يطلع على كلام أبي حاتم في المسألة (345) ، ولو اطلع عليه لما احتاج إلى هذا التعقب. (3/64) قَالَ: لا يُدرَى (1) ، غيرَ أَنَّ الْحَدِيثَ مُنكَرٌ. 693 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ الصَّيرَفي، عَنْ (3) يَحْيَى القَطَّان (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَكحُول، عَنْ شيخٍ مِنَ الحَيِّ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَفْطَرَ الحَاجِمُ والمَحْجُومُ. فَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ هَذَا الشَّيخ؟ فَقَالَ: هُوَ أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبي. 694- وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الله ابن موسى التَّيْمي (6) ، _________ (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «لا يارا» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وتقدَّمت على الصواب في المسألة رقم (345) . (2) انظر المسألة رقم (657) و (729) و (732) و (1704) و (2839) . (3) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) . (4) هو: يحيى بن سعيد. (5) وعن ابن جريج رواه عبد الرزاق في "المصنف" (7525) ، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9301) من طريق ابن علية، والإمام أحمد في "المسند" (5/282 رقم 22431) من طريق عبد الرزاق ومحمد بن بكر البرساني وروح بن عبادة، وأبو داود في "سننه" (2370) من طريق الإمام أحمد، عن عبد الرزاق ومحمد بن بكر، وأيضًا عن إسماعيل بن علية، والنسائي في "الكبرى" (3134) من طريق خالد بن الحارث، جميعهم عن ابن جُرَيج، عن مَكحُول، به. ورواه أبو داود في "سننه" (2371) ، والنسائي في "الكبرى" (3123) كلاهما من طريق الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكحُول، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبان، به. (6) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1666) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (2867) ، وفي "تهذيب الآثار" (1/123 رقم 173/مسند ابن عباس) ، والجصاص في "أحكام القرآن" (1/266) ، والشاشي في "مسنده" (242-244) ، والضياء في "المختارة" (912) . وأخرجه ابن جرير أيضًا (2868) ، وفي "تهذيب الآثار" (1/124 رقم 174/مسند ابن عباس) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (320) ، وابن عدي في "الكامل" (7/266) من طريق يزيد بن عياض، عن الزهري، به. (3/65) عَنْ أسامةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة بْنِ عبد الرحمن، عن أبيه (1) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّائِمُ فِي السَّفَرِ كَالمُفْطِرِ فِي الحَضَرِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ (2) : رَوَاهُ أَبُو أَحَمْدَ الزُّبَيري (3) ، ومَعْن بْنُ عِيسَى (4) ، وحمَّاد بْنُ خَالِدٍ الخيَّاط (5) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ؛ قولَه (7) : الصَّائمُ فِي السَّفَر ... . _________ (1) هو: عبد الرحمن بن عَوف. (2) كذا في جميع النسخ: نسبةُ هذا القول إلى أبي زرعة! وقد نقل الزيلعي في "نصب الراية" (4/462) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (919) هذا القول ونسباه إلى أبي حاتم، والسؤال إنما وجهه ابنُ أبي حاتم إلى أبيه، كما يظهر في أول المسألة. (3) في (أ) و (ش) : «الزبيدي» . وهو: محمد بن عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها الفريابي في "الصيام" رقم (140) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (911) . (4) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2284) ، و"الكبرى" (2605/الرسالة) ، ثم قال عن هذه الرواية: «هذا خطأ» . (5) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2285) وقرن معه أبا عامر عبد الملك بن عمرو. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8962) من طريق خالد بن مخلد، عن ابن أبي ذئب، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/383) من طريق أبي قتادة عبد الله بن واقد الحراني، عن ابن أبي ذئب، مرفوعًا. وأخرجه النسائي أيضًا (2286) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قوله. (6) هو: محمد بن عبد الرحمن. (7) قوله: «قوله» سقط من (ش) . (3/66) وَرَوَاهُ عَنْبَسَةُ بنُ خَالِدٍ، عَنْ يُونُسَ (1) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ ابنُ لَهِيعَة (2) ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) (3) . وَرَوَاهُ بَقِيَّة (4) ، عَنْ آخَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . قال أَبُو زُرْعَةَ (5) : الصَّحيحُ: عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أبيه، موقوف (6) . _________ (1) هو: ابن يزيد الأَيْلي. (2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (1/123 رقم 172/مسند ابن عباس) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (655) . (3) من قوله: «ورواه ابن لهيعة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (4) هو: ابن الوليد. ولم نجد روايته، ولكن الحديث أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (320) من طريق يزيد بن عياض، عن الزهري، به. (5) كذا في جميع النسخ: نسبةُ هذا القول إلى أبي زرعة! وتقدم نحوه قريبًا. (6) قوله: «موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . والحديث أخرجه البزار في "مسنده" (1025) من طريق عبد الله بن عيسى المدني، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الزهري، به. وذكر الزيلعي في "نصب الراية" (2/462) عن ابن القطان أنه ذكر الحديث من جهة البزار ثم قال: «هكذا قال عبد الله بن عيسى المدني! وقال غيره: عبد الله بن موسى التيمي، وهو أشبه بالصَّواب» . قال البزار بعد أن رواه: «وهذا الحديث أسنده أسامة ابن زيد، وتابعه على إسناده يونس. وقد رواه ابن أبي ذئب وغيره عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن أبيه موقوفًا من قول عبد الرحمن. ولو ثبت مرفوعًا كان خروج النبي (ص) حيث خرج فصام حتى بلغ الكديد، ثم أفطر وأمرنا بالفطر دليلاً على نسخ هذا الحديث لو ثبت؛ لأنه يؤخذ بالآخر فالآخر من فعل رسول الله (ص) » . اهـ. وقال ابن جرير في"تفسيره" (3/474) : «وأما الأخبار التي رويت عنه (ص) من قوله: " الصَّائمُ فِي السَّفَرِ كالمُفطِر فِي الحَضَر ": فقد يحتمل أن يكون قيل لمن بلغ منه الصومُ ما بلغ من هذا الذي ظُلِّل عليه، إن كان قيل ذلك، وغير جائز أن يضاف إلى النبي (ص) قيلُ ذلك؛ لأن الأخبار التي جاءت بذلك عن رسول الله (ص) واهية الأسانيد، لا يجوز الاحتجاج بها في الدين» . اهـ. قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا يرفعه عن الزهري غير يزيد ابن عياض، [وعقيل] من رواية [سلامة] بن روح عنه، ويونس بن يزيد من رواية القاسم بن مبرور، عنه، وأسامة بن زيد من رواية عبد الله بن موسى التيمي [عنه] ، والباقون من أصحاب الزهري رووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبيه من قوله» . اهـ، والتصويب من "نصب الراية" (2/462) . وذكر الدارقطني في "العلل" (564) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ موقوفًا» . = ... وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (4/244) : «وهو موقوف، وفي إسناده انقطاع، ورُوي مرفوعًا، وإسناده ضعيف» . وقال ابن حجر في "الفتح" (4/184) : «والمحفوظ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ موقوفًا، كذلك أخرجه النسائي وابن المنذر، ومع وقفه فهو منقطع؛ لأن أبا سلمة لم يسمع من أبيه» . اهـ. (3/67) 695 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حديثَ مُحَمَّدِ ابن سَلَمة (1) ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة (3) ، عَنِ عائِشَة؛ قَالَتْ: إِنْ كَانَ ليكونُ عَلَيَّ الأيامُ مِنْ رَمَضَانَ فِي عهدِ رسول الله (ص) ، فَمَا أَقْضِيهَا إلاَّ فِي شَعبان مِنَ الْعَامِ المُقبِل، وَكَانَ رسولُ الله (ص) _________ (1) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2355) . (2) هو: محمد. (3) في (ف) : «عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أبي سعيد، عن أبي سلمة» . (3/68) يَصُومُ شَعبان إلاَّ قَلِيلا. قَالَ أَبِي: هَذِهِ الكلمةُ الأخيرةُ لَمْ يَروِها (1) أحدٌ غيرُ ابْنِ إِسْحَاقَ: كَانَ يصومُ شَعبان إلاَّ قَلِيلا (2) . 696 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (3) ، عَنْ حُمَيد الطَّويل (4) ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي لَيْلَةِ القَدْر؟ فَقَالا: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبادة، عن النبيِّ (ص) (5) . قلتُ لَهما: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟ _________ (1) في (ت) و (ك) : «يزدها» ، ولم تنقط «الزاي» في (ك) . (2) الحديث رواه البخاري (1950) من طريق زهير بن معاوية، ورواه مسلم (1146) من طريق زهير وسليمان ابن بلال وابن جريج وعبد الوهاب الثقفي وسفيان بن عيينة، كلُّهم عَنْ يَحْيَي بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به، بلا قوله: «وكان رسولُ الله (ص) يصومُ شَعبان إلاَّ قليلاً» . وذكر الدارقطني في "العلل" (5/151/أ) الاختلافَ في هذا الحديث، وقال: «ورواه ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنِ عائِشَة، وزاد فيه ألفاظًا أسندها عن النبي (ص) لم يأتِ بها غيرُه، والصحيح قول ابن جريج ومن تابعه» . (3) في "الموطأ" (1/320) . ومن طريقه أخرجه ابن وهب في "موطئه" (305) ، والنسائي في "الكبرى" (3396) ، والثعلبي في "تفسيره" (10/252-253) ، والبيهقي في "المعرفة" (6/387 رقم 9074) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/353-354) . (4) هو: حُمَيد بن أبي حُمَيد الطَّويل. (5) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/313 و319 رقم22667 و22672 و22674 و22721) من طريق معتمر بن سليمان، ومحمد بن أبي عدي، وحماد بن سلمة، ويحيى القطان، ورواه البخاري في "صحيحه" (49 و2023 و6049) من طريق إسماعيل بن جعفر، وخالد بن الحارث، وبشر بن المفضل، جميعهم عَنْ حُمَيد الطَّويل، عَنْ أَنَسٍ، عن عبادة، به. (3/69) قَالا: مِنْ مَالِكٍ (1) . 697- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه إسحاقُ ابن سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الأمَوي (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيُّونَ لاَ نَكْتُبُ (3) ، الشَّهْرُ هَكَذا وهَكَذا (4) ؟ _________ (1) قَالَ ابن عبد البر في "التمهيد" (2/200) : «هكذا روى مالك هذا الحديث لا خلاف عنه في إسناده ومتنه ... وإنما الحديث لأنس عن عبادة بن الصَّامت» . وقال في "الاستذكار" (10/332) : «هكذا روى مالك هذا الحديث عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رسول الله (ص) . وخالفه أصحاب حميد كأنهم قرؤوه عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ عبادة بن الصامت قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) ... ، وكذلك رواه يحيى القطان وبشر بن المفضل وابن أبي عدي وحماد بن سلمة وغيرهم، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ عبادة، كلهم جعله من مسند عبادة. وقال علي بن المديني: وهم فيه مالك، وخالفه أصحاب حميد، وهم أعلم به منه، ولم يكن له وحميد علم كعلمه بمشيخة أهل المدينة» . (2) لم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن أخرج الإمام أحمد في "المسند" (6/81 رقم 24518) ، والطبراني في "الأوسط" (5249) ، والدارقطني في "سننه" (2/198) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/250) من طرق عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه، قال: قيل لعائشة: يا أم المؤمنين، رُئِيَ هذا الشهر لتسع وعشرين؟! قالت: وما يعجبكم من ذلك، لَمَا صُمْتُ مع رسول الله (ص) تسعًا وعشرين أكثرُ مما صمت ثلاثين» . اهـ. واللفظ لأحمد. (3) قال ابن الأثير في "النهاية" (1/68) : «وفيه: إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيُّونَ لا نَكْتُبُ ولا نَحْسُبُ» ، أراد أنهم على أصل ولادة أمهم لم يتعلَّموا الكتابةَ والحساب؛ فهم على جِبِلَّتِهِمُ الأولى. وقيل: الأمي الذي لا يكتب؛ ومنه الحديث: «بُعِثْتُ إلى أمة أمية» ، قيل للعرب: الأميون؛ لأنَّ الكتابة كانتْ فيهم عزيزة أو عديمة، ومنه قوله تعالى: [الجُمُعَة: 2] {بَعَثَ فِي الأُْمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ} » . اهـ. (4) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «هكذى وهكذى» ، والأصل «هكذا» بالألف؛ إلا أنَّ العرب قد تميل «ذا» الإشارية، فيكتبونها بالياء. انظر التعليق على المسألة رقم (124) . (3/70) قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ شُعْبَة (1) ، عَنِ الأسْوَد بْنِ قَيس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) . 698- وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلَم (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطاء بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : لاَ يُفْطِرُ مَنْ قَاءَ، وَلاَ مَنِ احْتَلَمَ، وَلاَ مَنِ احْتَجَمَ. وَرَوَاهُ أَيْضًا أسامةُ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عن عَطاء ابن يَسار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، عن النبيِّ (ص) . قَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوري (5) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عن _________ (1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1913) ، ومسلم (1080) . وأخرجه مسلم أيضًا (1080) من طريق سفيان الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، به. (2) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/247/ مخطوط) ، ونقل بعضه بتصرف ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/287) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/371) . (3) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (719) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1039) ، وابن عدي في "الكامل" (4/271) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/58) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/220 و264) . وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1972) ؛ لبيان علته، لا لتصحيحه. وأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/128) من طريق أبي داود النخعي سليمان بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، به. (4) في (ش) : «عن أسامة» ، وكأنه ضُرب على قوله: «عن» . وأسامة: هو ابن زيد بن أسلم. (5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2376) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1973-1975) ، والدارقطني في "العلل" (11/269 و270) . ومن طريق أبي داود أخرجه الجصاص في "أحكام القرآن" (1/239) ، والبيهقي في "سننه" (4/220) . وأخرجه البيهقي أيضًا (4/264) من طريق سليمان بن أحمد الطبراني، عن إسحاق الدَّبَري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، به مرفوعًا. والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (7538) - وهو من رواية الدَّبَري - عن معمر والثَّوري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) قال: لا يُفْطِرُ مَنْ قَاءَ، وَلا من احتجم، ولا من احتلم. قال عبد الرزاق: وذكره معمر عن النبيِّ (ص) . اهـ، وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1974) عن محمد ابن يحيى، عن عبد الرزاق، عن معمر والثوري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رجل، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) قال: قال رسول الله (ص) . (3/71) رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) (1) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ. وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ مرَّة أُخرى عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ (2) أَبِي: هَذَا أشبَهُ بالصَّواب، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. وَقَالَ أبو زرعة: هذا أصَحُّ (3) . _________ (1) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (أ) و (ش) . (2) في (ت) و (ك) : «قال» . (3) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث أبي سعيد حديث غير محفوظ» . وقال ابن خزيمة في الموضع السابق: «وهذا الإسناد غلط، ليس فيه عطاء بن يسار ولا أبو سعيد، وعبد الرحمن بن زيد ليس هو ممن يحتج أهل التثبيت بحديثه؛ لسوء حفظه للأسانيد، وهو رجل صناعته العبادة والتقشف والموعظة والزهد، ليس من أحلاس الحديث الذي يحفظ الأسانيد» . وقال: «وروى هذا الخبر سفيان بن سعيد الثوري، وهو ممن لا يدانيه في الحفظ في زمانه كثير أحد عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ صاحب له، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ = = رَسُولِ الله (ص) ، عن النبي (ص) ... فلو كان هذا الخبر عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي سعيد الخدري؛ لباح الثوري بذكرهما، ولم يسكت عن اسميهما، يقول: عن صاحب له، عن رجل، وإنما يقال في الأخبار: عن صاحب له، وعن رجل؛ إذا كان غير مشهور» . وقال: «سمعت محمد بن يحيى يقول: هذا الخبر غير محفوظ عن أبي سعيد، ولا عن عطاء بن يسار، والمحفوظ عندنا: حديث سفيان ومعمر» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «كذا رواه عبد الرحمن بن زيد وليس بالقوي، والصحيح رواية سفيان الثَّوري وغيره، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) » . وذكر الدارقطني في "العلل" (2278) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح: ما قاله الثوري» . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/328) : «وقد تكلم في هذا الحديث أيضًا الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى الذهلي وابن خزيمة» ، ثم قال: «والصحيح رواية سفيان الثوري» . وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (3/413) : «وهذا أصح طرقه؛ لأن الثوري أحفظ الجميع» . (3/72) 699 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالعزيز الدَّراوَرْدي (1) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَن مُحَمَّدِ بْنِ كَعْب: أَنَّهُ أَتَى أنسَ بْنَ مَالِكٍ فِي رَمَضَانَ وَهُوَ يريدُ سَفَرًا، فوجدَه قَدْ رُحِّلَتْ راحِلَتُه (2) ، ولبسَ ثيابَ السَّفر، فَدَعَا بِطَعَامٍ فأكَل، فقُلنا: أَسُنَّةٌ؟ قَالَ: لَيْسَ بسُنَّة. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بْنِ مُجَبَّر (3) ، عَنِ ابْنِ المُنكَدِر (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّهُ أَتَى أنسَ بْنَ مَالِكٍ ... فَذَكَرَ الحديثَ؛ _________ (1) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها إسماعيل ابن إسحاق القاضي، كما في "الاستذكار" لابن عبد البر (10/89) . (2) أي: شُدَّ الرَّحلُ على ظهر بعيره، والرَّحْلُ: كلُّ شيءٍ يُعَدُّ للرَّحيل من وِعاءٍ للمَتاع، ومَركَبٍ للبعير، وحِلْسٍ، ورَسَنٍ. انظر "المصباح المنير" (ص 222 رحل) . (3) بفتح الباء الموحدة المشددة على وزن: محمد. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي (8/46) . (4) روايته من هذا الوجه أخرجها الترمذي في "جامعه" (799) من طريق عبد الله بن جعفر المديني، وأيضًا (800) ، والدارقطني في "سننه" (2/187-188) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/247) ، والضياء في "المختارة" (7/171 رقم 2602) من طريق محمد بن جعفر، كلاهما -عبد الله ومحمد-، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ محمد بن المنكدر، به. (3/73) قَالَ: فقلتُُ: سُنَّةٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، سُنَّةٌ. قَالَ أَبِي: حديثُ الدَّراوَرْدي أصحُّ (1) . 700 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه محمد ابْنِ إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أُوَيس بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عامر - عَدِيد بني تَميم (3) - عن _________ (1) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث حسن» . ونقل ابن حجر في "إتحاف المهرة" (2/288) عن الدارقطني في "سننه" قوله: «كلهم ثقات» ، ولم أقف عليه في المطبوع من "السنن". ونقل ابن حجر أيضًا عن ابن القطان قوله: «إنه صحيح» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/236 رقم 13474) ، والنسائي في "سننه" (2103) ، وفي "الكبرى" (2424/الرسالة) . (3) كذا في جميع النسخ! وكذا أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/236 رقم 13474) من طريق يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزهري، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ؛ قال: ذكر الزهري ... الحديث. وقد رواه النسائي في "المجتبى" (2103) ، و"الكبرى" (2424/الرسالة) من طريق عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري، عن عمه يعقوب بن إبراهيم، به هكذا: «عديد بني تَيم» . وكذا ذكره المزي في موضعين من "تحفة الأشراف" (1/97 رقم240) ، و (10/314 رقم14342) ، وهو الصواب؛ فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (2/55 رقم1667) ، فقال: «أُوَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عامر الأصبحي، حليف بني تيم من قريش، المدني، عن أبيه، هو جد إسماعيل ابن عبد الله بن عبد الله بن أويس، وهو عم مالك بن أنس» . وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/326 رقم1246) ، فقال: «أُوَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عامر الأصبحي، حليف بني تيم من قريش» . وترجم له المِزِّي في "تهذيب الكمال" (3/396 رقم 583) ، وعدَّه من الأوهام، لكن وقع عنده: «عديد بني تميم» ، مع أنه في "التحفة" قال: «عديد بني تيم» كما سبق!. (3/74) أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَذَكَرَ الحديثَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: هَذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ... الحديثَ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهْري (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . قلتُ: فَإِنَّهُ رَوَى ابنُ إِسْحَاقَ (5) عَلَى إثْرِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: حدَّثني ابنُ (6) أَبِي أَنَسٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يحدِّث عن النبيِّ (ص) (7) ... بنحوه. _________ (1) قوله: «الحديث» ليس في (ف) . (2) روايته على هذا الوجه أخرجها البخاري في "صحيحه" (1899 و3277) من طريق عقيل بن خالد، ومسلم (1079) من طريق يونس بن يزيد وصالح بن كيسان، ثلاثتهم عن الزهري، به. (3) هو: نافع بن مالك. (4) هُوَ: مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ. (5) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/281 رقم 7782) عن شيخه يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزهري؛ قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق؛ قال: ذُكر أن ابن شهاب قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ: أنه سمع أبا هريرة، ولم يقل: عن أبيه، فذكر الحديث. اهـ. فهذا نص من الإمام على أنه لم يقل في الإسناد: «عن أبيه» . وقد أخرجه النسائي في "المجتبى" (2102) ، وفي "الكبرى" (2423) من طريق عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري، عن عمه يعقوب شيخ الإمام أحمد، به، وزاد في الإسناد: «عن أبيه» . والإمام أحمد أوثق من عبيد الله بن سعد بدرجات. (6) قوله: «ابن» سقط من (أ) و (ش) و (ف) . وانظر التعليق التالي. (7) من قوله: «قُلْتُ: فَإِنَّهُ رَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ ... » إلى هنا، مكرر في (ت) و (ك) ، لكن في الموضع الأول: «حدثني أبي أنس» ؛ بإسقاط «ابن» كما في بقيَّة النسخ، وجاءت على الصَّواب في الموضع الثاني. وسقط من هذا التكرار قوله: «يحدث» . (3/75) قَالَ أَبِي: وَهَذَا أَيْضًا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (1) . 701 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوانُ الفَزَاريُّ (3) ، عَنْ عليِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي يزيدَ الجَزَريِّ، عَنَ المِسْوَر (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: اسْتَعِينُوا بِالقَيْلُولَةِ عَلَى القِيامِ، وَبِالسُّحُورِ عَلَى الصِّيَامِ؟ قَالَ أَبِي: هؤلاءِ مَجهولون (5) . _________ (1) الحديث رواه الإمام أحمد والنسائي كما سبق، وقال النسائي بعد روايته: «هذا الحديث خطأ، ولم يسمعه ابن إسحاق من الزهري، والصَّواب ما تقدَّم ذكرُنا له» ؛ يعني: رواية الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ التي رجحها أبو حاتم. وقال المزي في المواضع المتقدمة من "التحفة" و"تهذيب الكمال": «قال النسائي: هذا حديث منكر خطأ، ولعل ابن إسحاق سمعه من إنسان ضعيف فقال فيه: «وذكر الزهري» ، المحفوظ: حديث الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ - وهو أبو سهيل نافع بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عم مَالِك بْن أَنَس-، عَنِ أبيه، عن أبي هريرة» . (2) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/258/ مخطوط) ، إلا أن لفظ أبي حاتم عنده هكذا: «إسناده مجهول» . (3) هو: مروان بن معاوية. (4) في (ت) و (ك) : «المور» . (5) الظاهر أنه يعني: علي بن عبد العزيز، ويزيد الجزري، والمسور. أما علي بن عبد العزيز: فهو علي بن غراب، ولكن قلب اسمه مروان بن معاوية الفزاري كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/200 رقم 1099) . وأما يَزِيدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْجَزَرِيِّ: فلم نقف على ترجمته. وأما المسور: فإنه لم ينسب هنا، والراوي عنه لم نقف له على ترجمة، ولكن المعروف في هذه الطبقة هو المسور بن مخرمة، وهو يروي عن أبي هريرة كما في "تهذيب الكمال" (27/581) ، فلعلَّه هو! (3/76) 702 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ قَبِيصَةُ (1) ، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ مُجاهِد، عَنْ حَرْمَلَةَ بنِ إياسٍ أَبِي الْخَلِيلِ (3) ، عَنْ مولَى أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِي قَتادة، عن النبيِّ (ص) - فِي صَوم يَوْمِ عاشُوراء -: أَنَّهُ كفَّارةُ سَنَةٍ. قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: منصور (4) ، عَن أبي الخليل (5) ، عن حَرْمَلَة بن إياس (6) . _________ (1) هو: ابن عقبة السُّوائي، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/67) تعليقًا، قال: «وقال قبيصة: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن حرملة، عن أبي الخليل، عن مولًى لأبي قتادة. وهذا وهمٌ» . (2) هو: ابن المعتمر. (3) في (ش) : «الجليل» بالجيم. وهذه الرواية خطأ كما سيأتي، وكنية حرملة بن إياس: أبو حرملة، = = والصواب في هذه الطريق - فيما يظهر -: «عن حرملة بن إياس، عن أبي الخليل» ، فتكون علتها: في زيادة مجاهد في الإسناد، وجعل أبي الخليل شيخًا لحرملة، والصواب أنه الراوي عنه. (4) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (2799) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/283) . (5) هو: صالح بن أبي مريم. (6) وقع في هذا الحديث اختلاف كبير، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (3/67- 68) ، و"التاريخ الأوسط" (1/301) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (2/150 رقم2796 فما بعده) ، والدارقطني في "العلل" (1037) . قال الدارقطني بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «هو مضطربٌ لا أحكم فيه بشيء» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (21/162) : «وهذا الحديث اختلف في إسناده اختلافًا يطول ذكره، وأبو الخليل وأبو حرملة لا يحتج بهما، وطائفة تقول: أبو حرملة، وطائفة تقول: حرملة بن إياس الشيباني، ولكنه صحيح عن أبي قتادة من وجوه» . والحديث أخرجه مسلم في"صحيحه" (1162) من طريق عبد الله بْنِ مَعْبَد الزِّمَّاني، عَنْ أَبِي قتادة، به. (3/77) 703 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرْبٍ (1) ، عَنْ شُعْبَة، عَنِ الأعمَش، عَنْ خَيْثَمة (2) ، عَنْ أَبِي عَطيَّة (3) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: قيل للنبيِّ (ص) : رَجُلانِ أحدُهما يُعَجِّلُ الإفطارَ، ويُؤَخِّرُ السُّحُورَ ... وذكَرَ الحديثَ. وَرَوَاهُ يزيدُ بْنُ أَبِي حَكيم (4) ، عَنِ الثَّوري، عَنِ الأعمَش، عَنْ عُمارَة بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي عَطيَّة، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) . _________ (1) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1615) عن شعبة، به. ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/237) . ورواه أحمد في "مسنده" (6/48 و173 رقم 24213 و25399) ، والفريابي في "الصيام" (62) من طريق محمد بن جعفر غندر، والنسائي في "سننه" (2158) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن شعبة، به. ورواه النسائي (2159) من طريق ابن مهدي عن الثوري، والفريابي في "الصيام" (61) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/323) من طريق جرير، كلاهما عن الأعمش، به. ولفظ رواية جرير: « ... أحدهما يعجل الصلاة ويعجل الإفطار ... » . (2) هو: ابن عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة. (3) هو: الوداعي. قال الترمذي في "جامعه" (702) : «وأبو عطية اسمه: مالك بن أبي عامر الهَمْداني، ويقال: ابن عامر الهَمْداني، وابن عامر أصح» . (4) لم نقف على روايته، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/48 رقم 24214) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن الثوري، به، بلفظ: «أحدهما يعجل المغرب، ويعجل الإفطار ... » . ورواه أحمد في "مسنده" (6/48 رقم 24212) ، ومسلم في "صحيحه" (1099) ، والترمذي في "جامعه" (702) ، والفريابي في "الصيام" (60) ، والنسائي في "سننه" (2161) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/237) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، ومسلم في "صحيحه" (1099) من طريق يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة، والفريابي في "الصيام" (58 و59) من طريق علي بن مسهر ومحمد بن فضيل، والنسائي في "سننه" (2260) من طريق زائدة، جميعهم عن الأعمش، بمثله. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . (3/78) أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ أَبِي (1) : حديثُ عُمَارَة عِنْدِي الصَّحيحُ (2) . فَقِيلَ: إِنَّ الأَشْجَعيَّ (3) رَوَى عَنِ الثَّوري، عَنِ الأعمَش، عَنْ خَيْثَمة وعُمَارة جَمِيعًا؟ فَقَالَ: لا أعرِفُه (4) . 704 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبدُالواحد بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي مالكٍ الأَشْجَعيِّ (5) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (6) ، عَنِ ابْنِ عَمْرو، فِي الرَّجُل يُرِيدُ الصَّوْمَ؛ قَالَ: هُوَ بالخِيَار إِلَى نِصف النَّهَار؟ قَالَ أَبِي: غيرُه يقول: ابنُ عُمَرَ (7) أصَحُّ (8) . _________ (1) قوله: «أبي» ليس في (ف) . (2) قال الدارقطني في "العلل" (5/ق152/ب) : «يرويه الأعمش، واختُلِف عنه: فرواه الثوري، وعلي بن مُسْهِر، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن أبي زائدة، وأبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير، وحفص بن غياث، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمارة بْنِ عمير، عن أبي عطية. وخالفهم شعبة وجرير بن عبد الحميد، فروياه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ. وقال عبيدة بن حميد: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أبي عطية، عن مسروق قال: قلت لعائشة. والقول قول الثوري ومن تابعه عن الأعمش، عن عمارة» . (3) هو: عُبَيدالله بن عُبَيدالرحمن. (4) في (ت) و (ك) : «لا أعرف» . (5) هو: سعد بن طارق. (6) هو: سلمان الأشجعي. (7) في (ت) و (ك) : «ابن عمرو» ، وهو خطأ واضح. (8) أي: «وهو أصح» . والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9081) ، والدارقطني في "الأفراد" (73/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/277) ، من طريق أبي معاوية محمد بن خازم وابن أبي شيبة في "المصنف" (9088) من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ سعد بن عبيدة، عن عبد الله بن عمر، به. قال الدارقطني: «تفرد به سعدان بن نصر، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مالك الأشجعي، عن سعد، ما كتبته إلا عن أبي الطيب المناوي عنه» . (3/79) 705 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ [الحَفَري] (1) أَبُو دَاوُدَ (2) ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْري، عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَنْ خَالِدٍ (4) ، عَنْ عائِشَة؛ قالت: كان النبيُّ (ص) يَصُومُ شَعْبان، ويَتَحَرَّى (5) الإثنَيْنِ (6) والخميسَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ لَيْسَ هَذَا مِنْ حديثِ مَنْصُورٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: الثَّوْري، عَنْ ثَوْر (7) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْغَازِ (8) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ كذا رواه الثَّوْري (9) ويحيى (10) _________ (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «الجعفري» ، وفي (ت) و (ك) : «الجفري» ، والتصويب من "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (2/376) ، و"تهذيب الكمال" (21/360-361) ، وهو أبو داود عمر بن سعد الحفري. (2) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2181 و2363) ، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (31) . ونقل المزي في "تحفة الأشراف" (16063) عن النسائي قوله: «هذا خطأ» قال المزي: «يعني: أن الصواب: عن سفيان، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان، عن عائشة» . (3) هو: ابن المعتمر. (4) هو: ابن سعد الكوفي. (5) في (ت) : «ويتحر» ، وفي (ك) : «ويتحو» ولم تنقط. (6) انظر الكلام على همزةِ «الإِثْنَيْنِ» - عَلَمًا - في التعليق على المسألة رقم (671) . (7) هو: ابن يزيد الكلاعي. (8) في (ت) : «الغان» ، وفي (ك) : «العان» . (9) لم نقف على رواية الثوري على هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/80 و106 رقم 24508 و24748) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1665) ، والنسائي في "سننه" (2362) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/123) من طريق الثَّوْرِيِّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عائشة، به، وليس فيه ذكرٌ لربيعة بن الغاز. (10) هو: ابن حمزة الحضرمي. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1649 و1739) ، والفريابي في "الصيام" (1) وابن حبان في "صحيحه" (3643) ، والطبراني في "الأوسط" (3154) ، و"مسند الشاميين" (439) ، والمحاملي في "أماليه" (112) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/321) . (3/80) وَجَمَاعَةٌ (1) ، عَنْ ثَوْر (2) . 706 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَجَّاج بْنُ أَرْطَاة (3) ، عن أبي _________ (1) منهم عبد الله بن داود، وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه (745) ، وفي "الشمائل" (306) ، والفريابي في "الصيام" (2) ، والنسائي في "سننه" (2187 و2361) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4751) . وقال الترمذي: «حديث حسن غريب من هذا الوجه» . (2) قال المزي في "تهذيب الكمال" (8/169) بعد أن ذكر رواية خالد، عن عائشة: «والصحيح: عن ربيعة الجرشي عنها» . (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (862) ، وأبو يعلى في "مسنده" (442) . ورواه البزار (863) من طريق يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبيه، به. قال البزار: «وهذا الحديث رواه حماد، عن = = الحجاج، ولا نعلم رواه غيره، ورواه يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبيه، عن الحارث، عن علي» . ورواه البزار (688) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن الحجاج، عن أبي إسحاق، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ علي، عن النبي (ص) ، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن أبي إسحاق عن ضمرة، عن علي إلا الحجاج بن أرطاة، ولا عن الحجاج إلا حماد بن سلمة ... » . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7872) من طريق مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الحارث قوله. ورواه الطبراني في "الأوسط" (9174) ، وتمام في "فوائده" (588 الروض البسّام) ، من طريق عيسى بن مينا - قالون-، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أبي كثير، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ علي، به، مرفوعًا. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ موسى بن عقبة، إلا محمد بن جعفر، تفرد به عيسى بن مينا قالون» . (3/81) إِسْحَاقَ (1) ، عَنِ الْحَارِثِ (2) ، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: صَوْمُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبُ (3) وَغَرَ الصَّدْرِ (4) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيرة (5) ، عَنْ عليٍّ، مَوْقُوفٌ (6) . 707- وسمعتُ (7) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (8) ، عن ابن وَهْب (9) ، عن عبد الجبَّار بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عن حُمَيْد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) ، فِي كَفَّارَةِ الَّذِي يَأَتِي امرأتَه في رمضان ... فذكَرَ الحديثَ. _________ (1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (2) هو: ابن عبد الله الأعور. (3) في (ش) : «تذهب» . (4) وَغَرُ الصَّدْرِ: الغِلُّ والحَرارة. انظر "النهاية" لابن الأثير (5/208) . (5) هو: ابن يَريم الشِّبامي. (6) قوله: «موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (85) . (7) هذه المسألة بتمامها سقطت من (أ) و (ش) . وانظر المسألة التالية، والمسألة رقم (653) و (749) . (8) هو: ابن يحيى، أبو حفص التُّجِيبي ولم نقف على روايته، والحديث رواه أبو عوانة في "صحيحه" (2856) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1520) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/226) ، من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ عبد الجبار بن عمر، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (1936 و1937 و2600 و5368 و6087 و6164 و6709 و6710 و6711 و6821) ، ومسلم في "صحيحه" (1111) من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. (9) هو: عبد الله. (3/82) قَالَ عبدُ الجبَّار: وحدَّثني إِسْحَاقُ، عَنْ عِرَاك (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، بِذَلِكَ. قَالَ أَبِي: إسحاقُ هُوَ ابنُ أَبِي فَرْوَة، وَإِنَّمَا يَرْوِي عِراك (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . 708 - وسمعتُ (3) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (4) ، عن ابن وَهْب (5) ، عن عبد الجبَّار ابن عُمَرَ؛ قَالَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، بِذَلِكَ (6) ؛ قَالَ: وَيَصُومُ يَوْمًا مَكَانَهُ (7) . قَالَ أَبِي: وحديثُ يَحْيَى خطأٌ؛ إنما رَوَى (8) يحيى (9) ، عن _________ (1) هو: ابن مالك الغِفاري. (2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3119) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (2858) ، وابن حبان في "صحيحه" (3525) ، والدارقطني في "العلل" (10/236) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/165- 166) . (3) انظر المسألة السابقة، والمسألة رقم (653) و (749) . (4) هو: ابن يحيى، أبو حفص التُّجِيبي، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1671) . ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (1520) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2403) ، والدارقطني في "العلل" (10/245) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/226) ، من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ عبد الجبار بْنِ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد وعطاء الخراساني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، به. (5) هو: عبد الله. (6) يعني بالحديث السَّابق. (7) في (ت) و (ك) : «يومًا مثله» . (8) في (ش) : «رواه» . (9) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/55) تعليقًا، والنسائي في "الكبرى" (3114) . (3/83) الزُّهْري، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) . 709 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ الرَّبيع بْنِ طَارِقٍ، عَنْ عِكْرمَة بْنِ إِبْرَاهِيمَ (2) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُود، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - عن النبيِّ (ص) -: أَوْصَانِي (3) خَليلي بثَلاثٍ ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ ما رَوَاهُ شَيبان (4) ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الأسوَد بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ (5) . _________ (1) انظر المسألة المتقدمة رقم (297) و (685) . (2) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (323/أ/أطراف الغرائب) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/81) من طريق أبي العلاء كامل بن العلاء، عن أبي صالح، به. قال الدارقطني: «تفرد به عِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَاصِمِ، عنه، وخالفه أبو حمزة السكري، فرواه عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي هريرة» . (3) القائل: «أوصاني» هو أبو هريرة، وتقدَّم مثل هذا في المسألة رقم (685) . (4) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/331 رقم8384) ، والبزار في "مسنده" (252/أ/مسند أبي هريرة) ، والنسائي في "سننه" (2407) . قال البزار: «ولا نعلم روى الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ أَبِي هريرة إلا هذا الحديث» . وأخرجه النسائي في "سننه" (2405) والدارقطني في "الأفراد" (287/ب/أطراف الغرائب) ، من طريق أبي حمزة السُّكَّري، عن عاصم، عن الأسوَد، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1178) ، ومسلم في "صحيحه" (721) ، كلاهما من طريق أبي عثمان النهدي، وأخرجه مسلم أيضًا من طريق أبي رافع الصائغ، كلاهما عن أبي هريرة. (5) قال الدارقطني في "العلل" (2030) : «يرويه عاصم بن أبي النجود، واختلف عنه؛ فرواه أبو حمزة السكري وشيبان بن عبد الرحمن، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هلال، عن أبي هريرة. وروي عن أبي عوانة، عن عاصم، عن رجل، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أبي هريرة، وروي عن أبي عوانة، عن عاصم، عن الأسود ابن هلال، عن أبي هريرة، وقول أبي حمزة وشيبان أشبه بالصواب» . (3/84) 710 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَسَّان (2) ، عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَة (3) ، عن عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُقَبِّلُها وَهُوَ صائمٌ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: اللَّيث، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ؛ أَنَّهُ بلغَه عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُقَبِّلُها (4) ... وَهُوَ الصَّحيحُ (5) . 711 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أسَد بن موسى، عن _________ (1) ستأتي هذه المسألة برقم (762) . (2) روايته أخرجها الشافعي في "السنن المأثورة" (306) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/92) ، وابن حبان في "صحيحه" (3541) . ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في "المعرفة" (8727) . قال الطحاوي - كما في "المعرفة" للبيهقي-: «ليس هذا الحديث في أصل اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وإنما حدَّث به عنه يحيى بن حسان وعبد الغفار بن داود» . (3) هي: بنت عبد الرحمن. (4) في (ك) زيادة: «وهو صائم» . (5) ستأتي هذه المسألة برقم (762) وفيها أن أبا زرعة قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَيْرٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عائشة، عن النبي (ص) ؛ ليس بينهما عمرة. قال ابن أبي حاتم: «فَجَعَلَ [أَبُو] زُرْعَةَ حَدِيثَ ابْنِ بُكَيْرٍ علَّةً لِحَدِيثِ يَحْيَى بْنِ حسان» . ولهذا الحديث طرق كثيرة عن عائشة انظر الكلام عليها في "العلل" للدارقطني (5/141/أ، و144/أ-ب، و149/ب، و151/أ، و152/ب، و156/أ) ، ولكن لم يتعرض للخلاف المذكور في هذه المسألة. (6) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/239/ب) قول أبي حاتم. (3/85) إِسْرَائِيلَ (1) ، عَنْ سِمَاك (2) ، عَنْ عائِشَةَ بِنْتِ (*) طَلحَة، عَنْ عائِشَة أُمِّ المؤمنين؛ قالت: جاءَنا النبيُّ (ص) يَوْمًا فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ؟ ، قلتُ: لا، فقال (3) : إِذَنْ أَصُومُ اليَوْمَ (4) . ثُمَّ دخلَ يَوْمًا آخرَ فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ؟ ، قلتُ لَهُ: قَدْ أُهْدِيَ إِلَيَّ حَيْسٌ (5) ، فقال: إِذَنْ أُفْطِرُ، وَقَدْ كُنْتُ فَرَضْتُ الصَّوْمَ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) ؛ سِماك، عَنْ عائِشَةَ بِنْتِ (*) طَلحَة لا يَجِيءُ، لعلَّه دَخَلَ لَهُ حديثٌ في حديثٍ. _________ (1) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7792) . = ... ورواه النسائي في "سننه" (2330) من طريق أحمد بن خالد، عن إسرائيل، عَنْ سِماك بْنِ حَرْبٍ، عَنْ رجل، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عائشة، به. ورواه الطيالسي في "مسنده" (1655) ومن طريقه الدارقطني في "سننه" (2/175- 176) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/203 و275) من طريق سليمان ابن معاذ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ عائشة خ، به. قال الدارقطني: «هذا إسناد حسن صحيح» . وقال البيهقي: «هذا إسناد صحيح» . (2) هو: ابن حرب. ( *) ... في (أ) و (ش) و (ف) : «ابنت» ، وهي صحيحة في العربية، انظر توجيهها في التعليق على المسألة رقم (6) . (3) في (أ) و (ش) : «قال» . (4) قوله: «اليوم» سقط من (ف) . (5) الحَيْسُ: هو الطَّعام المُتَّخَذُ من التَّمر والأَقِط والسَّمن. انظر"النهاية" لابن الأثير (1/467) . (6) أي: بهذا الإسناد؛ وإلا فالحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/49 و207 رقم 24220 و25731) ، ومسلم في "صحيحه" (1154) من طريق طلحة بن يحيى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عائشة خ، به. (3/86) 712 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى المِصْري (1) عَنْ عبد الله بن عَيَّاش القِتْبانيِّ، عن عبد الله بْنِ سُلَيمان (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر: أنَّ رسولََ الله (ص) قَالَ (3) : إنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرينَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) . 713- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عَمْرُو ابن أَبِي سَلَمة (5) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ محمَّد، عَنْ سُهَيل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، _________ (1) روايته أخرجها الروياني في "مسنده" (1432) ، وابن حبان في "صحيحه" (3467) ، والطبراني في "الأوسط" (6434) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/320) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص195) ، وأبو العباس الأصم في "جزء من حديثه"، والخلال أبو عبد الله في "المنتخب من المنتخب من تذكرة شيوخه"، كما في "السلسلة الصحيحة" للشيخ الألباني (1654) . (2) في جميع النسخ: «عبد الله بن أبي سُلَيمان» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" للمؤلف (5/75 رقم350) ، ومصادر التخريج السابقة. (3) في (ت) : «فقال» . (4) قال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ نافع إلا عبد الله بن سليمان، ولا عن عبد الله بن سليمان إلا عبد الله بن عياش، تفرَّد به إدريس ابن يحيى، ولا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد» . وقال أبو نعيم في الموضع السابق: «غريب من حديث نافع، لم يروه عنه إلا عبد الله بن سليمان، وهو المعروف بالطويل، وعنه عبد الله بن عياش، وهو ابن عياش القِتْباني، تفرَّد به إدريس فيما قاله سليمان» ؛ يعني: شيخه سليمان بن أحمد الطبراني؛ لأنه روى الحديث من طريقه وطريقٍ آخر. (5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (214/أ/مسند أبي هريرة) ، و (1061/كشف الأستار) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (2702) . (3/87) عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (1) مِنْ شَوَّالٍ، فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ؟ _________ (1) كذا في جميع النسخ، ومثلُه في مصادر التخريج وأكثر كتب الحديث والفقه، والمعدود هنا الأيام، ومفردها مذكَّر، والأفصح في ذلك أن يقال: «بستة» بتاء التأنيث؛ لأن المعدود مذكَّر، كما جاء في مطبوعة بعض كتب الحديث كـ"مصنف ابن أبي شيبة" (9723) ، و"السنن الكبرى" للنسائي (2862) ، و"التدوين في أخبار قزوين" (1/169) . لكن قوله هنا: «بستٍّ» صحيح فصيح في العربية، ويخرج على وجهين: الوجه الأوَّل: أن قاعدة الأعداد من ثلاثة إلى عشرة: أن يخالف العددُ المعدودَ في التذكير والتأنيث، = = بشرطين: أولهما: أن يكون المعدود مذكورًا في الكلام. والآخر: أن يكون المعدود متأخرًا عن لفظ العدد. فإن لم يتحقق الشرطان معًا، بأن كان المعدود متقدِّمًا، أو كان غير مذكور في الكلام ولكنَّه ملحوظ في المعنى يتَّجه الغَرَضُ إليه-: جاز في لفظ العدد التذكيرُ والتأنيث، نحو: قرأتُ صحفًا ثلاثًا أو ثلاثة، وشاهدتُّ أربعًا أو أربعة. انظر "النحو الوافي" لعبَّاس حسن (4/537 و545) . وقال أبو حيان في "ارتشاف الضرب" (2/750) : «وإن أردتَّ بالعددِ المعدودَ: فإمَّا أن تذكُرَ المعدود في اللفظ أو لا تذكُرَه؛ فإن لم تذكُرْه، فالفصيح أن يكون بالتاء لمذكَّر، وبعدمها لمؤنث؛ تقول: صمتُ خمسةً، تريد: خمسة أيام، وسرتُ خمسًا، تريد: خمس ليال، ويجوز أن تحذف تاء التأنيث؛ حكى الكسائي عن أبي الجرَّاح: صمنا من الشهر خمسًا، وحكى الفراء: أفطرنا خمسًا، وصمنا خمسًا، وصمنا عشرًا من رمضان، وقال بعضهم: ما حكاه الكسائي لا يصح عن فصيح، ولا يلتفت إليه. انتهى. وتضافر النقل في الحديث: «ثم أتبعه بستٍّ من شوال» بحذف التاء، يريد: بستة أيام» . اهـ. وعن هذا اللفظ قال النووي في "شرح مسلم" (8/57 الحديث رقم 1164) : «وهو صحيح، ولو قال: "ستة" بالهاء جاز أيضًا؛ قال أهل اللغة: يقال: "صمنا خمسًا وستًّا، وخمسةً وستةً"؛ وإنما يلتزمون الهاء في المذكَّر إذا ذكروه بلفظه صريحًا، فيقولون: "صمنا ستة أيام"، ولا يجوز: ست أيام؛ فإذا حذفوا الأيام جاز الوجهان. ومما جاء حذف الهاء فيه من المذكر إذا لم يذكر بلفظه قوله تعالى: [البَقَرَة: 234] {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} ، أي: عشرة أيام» . اهـ. وانظر: كلام السمين الحلبي على قوله تعالى: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} في "الدر المصون" (2/479) . وانظر في هذا الوجه: "تهذيب الأسماء واللغات" (3/42) ، و"المقرَّب" لابن عصفور (2/334) ، و"شرح التصريح" (2/447 طبعة محمد باسل عيون السود) ، و"شرح الأشموني على الألفية" (4/125) ، و"همع الهوامع" (3/255 باب العدد) . والوجه الثاني: أنه ذكر العدد باعتبار حال الجمع في المعدود لا المفرد. فإنه يقال: هذه أيام جميلة، وإن كان واحدها مذكَّرًا. وانظر في هذا المذهب التعليق على المسألة رقم (252) . (3/88) قَالَ أَبِي: المِصْريُّون يَرْوُونَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زُهَيْرٍ (1) ، عَنِ الْعَلاءِ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (3) . _________ (1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (169/ب/مسند أبي هريرة) ، و (1060/كشف الأستار) ، من طريق عبد الملك بن عمرو أبي عامر العقدي البصري، عنه، به. قال البزار: «وهذا الحديث رواه أبو عامر، عن زهير، عن العلاء، ورواه عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ [في الأصل: و] زهير، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، ولم أسمعه من أحد يحدث به عن أبي عامر إلا عمر بن حفص، ورأيته في كتاب أحمد بن ثابت مكتوبًا، فقال: لم يقرأه علينا أبو عامر» . (2) هو: ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي. (3) مراد أبي حاتم إعلال رواية عمرو بن أبي سلمة بما يرويه المصريون، عن زهير؛ لأن عمرو بن أبي سلمة شامي، ورواية أهل الشَّام عن زهير بن محمد منكرة؛ كما تقدم بيانه في المسألة رقم (414) . وقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث في "العلل" (1957) ؟ فقال: «يرويه زهير بن محمد، واختُلِف عنه: فرواه أبو حفص التنيسي عمرو بن أبي سَلَمة، وسويد بن عبد العزيز، عن زهير، عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وخالفهما أبو عامر العقدي؛ فرواه عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة، وكلاهما غير محفوظ. وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يزيد الخوزي، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي هريرة، عن أبيه، عن النبي (ص) ، ولم يُتابَع عليه، وهو ضعيف. وروي عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوفًا، ولا يثبت عن أبي هريرة» . اهـ. والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (1164) من حديث أبي أيوب ح. (3/89) 714 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثِ يَحْيَى بن حسَّان التِّنِّيسِيِّ (1) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي فَرْوةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الملكِ، عن عُمر ابن ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) - فِي لَيْلَةِ القَدْر -: هِيَ لَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ؟ فقال أبي: عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي فَرْوَة هُوَ (2) : أَبُو عَلْقَمَة الفَرْوِيُّ، وَإِنَّمَا هُوَ: أَبُو عَلْقَمَة، عَنْ عَمِّه إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَة (3) ، عَنْ سعيد بن عبد الملك، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) . 715 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّلٌ (5) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ رجُلٍ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ يُكْنى: أَبَا سُلَيمان؛ قَالَ: سمعتُ ابنَ عَبَّاس يَقُولُ: كان النبيُّ (ص) يُصِيبُ من الرُّؤوسِ وهو صائِمٌ؛ يعني يُقَبِّل؟ _________ (1) في (ت) و (ك) : «النقيسي» . (2) في (أ) و (ش) : «وهو» . (3) روايته أخرجها ابن حبان في "الثقات" (6/370) من طريق عبد السلام بن حرب، عنه، عن سعيد بن عبد الملك، عن عَمرو بن ثابت العتواري، عن أبي سعيد، به. (4) تقدمت هذه المسألة برقم (658) . (5) هو: ابن إسماعيل البصري، وروايته لم نقف عليها، لكن تابعه عليه جماعة عن أيوب، تقدم تخريج رواياتهم في المسألة رقم (658) . (6) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (3/90) قَالَ أَبِي: لا يُكْنَى هَذَا الرَّجُلُ. 716- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد (2) بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ أَبِي الأَشْعَث (3) ، عَنْ أَبِي أَسماء (4) ، عن ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتًّا مِنْ شَوَّالٍ (5) ، فَهُوَ كَصِيَامِ السَّنَةِ؛ كَمَا قَال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَنْ ... } (6) ؟ قَالَ أَبِي: لا يقولونَ فِي هذا الحديث: أبو الأَشْعَث (7) . _________ (1) ستأتي هذه المسألة برقم (744) و (745) . (2) تصحفت في (ك) إلى: «سعيد» . ورواية سويد أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (898) . ورواه البيهقي في "الشعب" (3460) من طريق محمد ابن عقبة السدوسي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ يحيى بن الحارث، به. وروي عن الوليد بن مسلم بإسقاط «أبي الأشعث» ويأتي تخريج روايته. (3) هو: شراحيل بن آدَةَ الصَّنعاني. (4) في (ك) : «إسماعيل» ، وكانت هكذا في (ت) ، ثم صُوِّبت، وقد جاءت على الصَّواب في المسألة رقم (744) و (745) . وأبو أسماء هو: عمرو بن مرثد الرَّحَبي. (5) انظر التعليق على قوله: «بستٍّ من شوال» في المسألة رقم (713) . (6) الآية (160) من سورة الأنعام. (7) الحديث رواه أحمد في "مسنده" (5/280 رقم 22412) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (903) من طريق إسماعيل بن عياش، والدارمي في "مسنده" (1796) والنسائي في "الكبرى" (2860) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2115) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2348) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/293) ، وفي "الشعب" (3461) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/362) من طريق يحيى بن حمزة، وابن ماجه في "سننه" (1715) من طريق صدقة بن خالد، والنسائي في "الكبرى" (2861) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (6/2349) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ شعيب بْن شابور، وابن حبان في "صحيحه" (3635) ، من طريق هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، والطبراني في "الكبير" (2/102 رقم 1451) ، و"مسند الشاميين" (485) ، جميعهم عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحْبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، به. قال أبو حاتم في المسألة رقم (744) : «هذا وهمٌ من سويد، قَدْ سَمِعَ يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَّارِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي أَسْمَاءَ، وَإِنَّمَا أَرَادَ سُوَيْدٌ: مَا حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الطاطَري، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنعاني، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النبي (ص) : «مَنْ صامَ رمضانَ وأتبعَه بستٍّ مِنْ شوالٍ ... » ، وَحَدِيثُ ثَوْبَانَ: الصَّحِيحُ: يحيى بن الحارث؛ أنه سَمِعَ أَبَا أَسْمَاءَ الرَّحْبِيَّ، عَنْ ثوبان، عن النبي (ص) » . (3/91) 717 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعَيب بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأوزاعيِّ (2) ، عَنْ يَحْيَى (3) ، عَنْ أَبِي سَلَمة (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - مَوْقُوفٌ (5) -: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؟ قَالَ أَبِي: يَرْوُونَ (6) هَذَا الحديثَ مِنْ حديث الأوزاعيِّ مرفوعًا (7) . _________ (1) انظر المسألة الآتية برقم (764) . (2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (3) هو: ابن أبي كثير. (4) هو: ابن عبد الرحمن بن عَوف. (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وهو حالٌ منصوب، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «يَرْوُنَ» . (7) الحديث على هذا الوجه رواه النسائي في "الكبرى" (3400/الرسالة) ، وأبو يعلى (5997) من طريق مبشر ابن إسماعيل، والنسائي (3401 و3402) من طريق بقية بن الوليد، وأبو عوانة في "صحيحه" (2694) من طريق الفريابي وابن كثير، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/301) من طريق بشر بن بكر، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/103) من طريق هشام بن عمار، جميعهم عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، به. ورواه أحمد في "مسنده" (2/473 رقم 10117) ، والبخاري في "صحيحه" (1901) ، ومسلم (760) من طريق هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، به. وانظر الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" للدارقطني (1731) . (3/92) 718 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا يحيى ابن راشِد؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمرو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : أَحْصُوا هِلالَ شَعْبَانَ لِرُؤْيَةِ رَمَضَانَ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا الحديثُ بمحفوظٍ. 719 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الوليدُ ابن مسلم (3) ، عن _________ (1) في (ك) : «سأل» وانظر المسألة رقم (670) . (2) هو: الطاطري، وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8242) ، وابن عدي في "الكامل" (7/212) ، إلا أنه سقط من "الكامل" قوله: «عن أبي سلمة» . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ محمد بن عمرو إلا يحيى بن راشد، تفرَّد به مروان بن محمد» . وتقدم الحديث في المسألة (670) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، به، ولكن قال أبو حاتم: «أَخْطَأَ أَبُو مُعَاوِيَةَ فِي هَذَا الحديث» ، وذكر أن الصواب رواية من رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، به، بلفظ: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته» . (3) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/78) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (5/175/ب) ، وليس عندهما: «وهو صائم» . ورواه الطوسي في "مختصر الأحكام" (3/375) من طريق بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عكرمة، عن أم سلمة، مرفوعًا، باللفظ الذي ساقه المصنف. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (16811) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (4/380 رقم4252) ، من طريق إسماعيل بن عُليَّة، عن أيوب، وابن المنذر في "الأوسط" (2/207) من طريق إسماعيل بن علية، عن خالد، كلاهما عن عكرمة، عن أم سَلَمة؛ قالت في مضاجعة الحائض: لا بأس بذلك إذا كان على فرجها خِرقَة. كذا رواه موقوفًا. ورواه أبو داود في "السنن" (272) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّختياني، عن عكرمة، عن بعض أزواج النبي (ص) : أن النبي (ص) كان إذا أراد من الحائض شيئًا؛ ألقى على فَرجها ثوبًا. وقوَّى إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح" (1/404) . ورواه أحمد في "مسنده" (6/323 رقم26743) ، والطبراني في "الكبير" (23/232 رقم 615) ، والبيهقي في "السنن" (1/311) من طريق يَزِيدَ بْنِ زَرُيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الحذَّاء، عن عكرمة، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ مع رسول الله (ص) في لِحافٍ، فأصابها الحيض، فقال لها: «قومي فاتزري، ثم عودي» . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (1236) من طريق ابن جريج، عن عكرمة، عن أم سلمة، بنحوه. (3/93) الأوزاعيِّ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس؛ قال: كان النبيُّ (ص) يُباشِرُ أُمَّ سَلَمة وَعَلَى قُبُلِها ثوبٌ وَهُوَ صائِمٌ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا صَفْوان (2) ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي الوليدُ مَرَّةً فوَصلَه، ومَرَّةً حدَّثنا بِهِ فأرسَلَه (3) . قَالَ أَبِي: النَّاسُ يَرْوُونَهُ عن عِكْرمَة، عن (4) النبيّ (ص) ، مُرسَلاً، والمُرسَلُ أصَحُّ (5) . _________ (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) هو: ابن صالح المؤذِّن. (3) من قوله: «قال أبي: حدثنا صفوان ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) . (4) في (ف) : «أن» . (5) سئل الدارقطني في "العلل" (5/172/ب) عن هذا = = الحديث؟ فقال: «يرويه خَالِدٍ الحذَّاء، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ أم سلمة. وقال معتمر: عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أنَّ أم سلمة كانت مع النبي (ص) في لِحاف ... ، الحديث، وخالفه يحيى بن أبي كثير؛ فرواه عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أن النبي (ص) كان يباشر أمَّ سَلَمة، قاله سهل [كذا! ولعله: صَفْوَانَ] بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عباس، وغيره يرسله ولا يذكُر فيه ابن عباس. ورواه أيوب السَّختياني، عن عكرمة، عن أم سلمة موقوفًا، وقول من قال: عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنّ أم سلمة، أشبهُ بالصَّواب» . (3/94) 720 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب بْنُ واضِح، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْباط، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوريِّ، عَنْ عَمرو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة؛ قال نبيُّ الله (2) (ص) : مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإنْ صَامَهُ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: سُفْيَانُ (3) ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس. وشُعْبَةُ يَقُولُ: عَنْ (4) حَبيب، عَنْ عُمَارة (5) ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنِ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : إِنَّمَا أنكَرَ: «عمرَو بنَ دِينَارٍ» بدلَ: «حَبِيبِ بن أبي ثابت» . _________ (1) تقدَّمت هذه المسألة برقم (674) ، وستأتي برقم (750) و (776) . (2) في (ك) : «عن النبي» بدل: «قال نبي الله» . (3) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (674) ، وسيأتي الاختلاف عليه في هذا الحديث في المسألة رقم (776) . (4) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) . (5) هو: ابن عمير. (6) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (3/95) 721 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيدُ بْنُ بَشير (1) ، عَنْ قَتادة، عَنِ الْحَسَنِ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا صَامَ أَحَدُكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ، وَلاَ يَجْهَلْ؛ فَإنْ ظَلَمَهُ امْرُؤٌ أوْ شَتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُرسَلٌ (3) . يَعْنِي: أَنَّ الْحَسَنَ لَمْ يسمَع مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. 722 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّار (5) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِير، عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاش بن عبد الله اليَشكُريِّ، عَنْ أَبِي قَتادة بْنِ رِبْعِيٍّ الأنصاريِّ أَنَّهُ قَالَ: مَا مِن يوم ٍ أحبُّ َ إليَّ مِنْ أنْ أصومَه مِنْ يوم ِ الجُمُعَة، وَلا أكرَهُ أنْ أصومَه مِنْ يَوْمِ الجُمُعَة (6) . فَقِيلَ لَهُ: وكيفَ ذَلِكَ؟! قَالَ: يُعجِبُني أَنْ أصومَ يومَ (7) الجُمُعَة؛ لِمَا أعرِفُ مِنْ فضلِه! وأكرهُ أَنْ أصومَه؛ لأنَّ رسولََ الله (ص) نهى عنه؟ _________ (1) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (2487) من طريق أبي مرزوق، عن قتادة، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (1894) ، ومسلم (1151) من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) ، به. (2) هو: البصري. (3) قوله: «قَالَ أَبِي هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ» مكرر في (ف) . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (684) ، وستأتي برقم (748) . (5) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2703) . (6) قوله: «وَلا أَكْرَهُ أَنْ أَصُومَهُ مِنْ يوم الجمعة» سقط من (ف) . (7) قوله: «يوم» سقط من (ت) و (ك) . (3/96) قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي قَتادة العَدَوِيِّ، مِنَ التَّابعين، موقوف (1) . 723 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب بْنُ واضِح (3) ، عَنْ مُعتَمِر بْن سُلَيمان، عَن حُمَيد (4) ، عَنْ (5) أَنَسٍ؛ قَالَ: سُئِلَ رسولُ الله (ص) عَنِ القُبْلَة للصَّائم؟ قَالَ: مَا بَأْسٌ بِذَلكَ؛ رَيْحَانَةٌ تَشَمُّهَا، إذَا لَمْ تَعْدُهَا ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ حَدِيثِ حُمَيد؛ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَبَان (6) . _________ (1) وأوضح علَّته في المسألة رقم (748) أكثر، فقال: «رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَيَّاشٍ، عَنْ أبي قتادة العَدَوي، موقوفً» ، ثم قال: «وَأَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ مِنَ التَّابِعِينَ» . وقول أبي حاتم: «موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (772) عن أبي زرعة. (3) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4452) ، و"الصغير" (614) ، من طريق محمد بن عبد الله الأَرُزِّي، عن الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أنس، به هكذا، ليس فيه ذكر لحميد. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سليمان التيمي إلا معتمر، تفرَّد به محمد بن عبد الله الأَرُزِّي» . ومن طريق الطبراني أخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (2163) . وأخرجه الذهبي في "السير" (6/175) من طريق الطبراني، عن العباس بن الربيع بن ثعلب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عقبة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحادة، عَنْ أنس، به. (4) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (5) قوله: «عن» تصحَّف في (ش) إلى: «ابن» . (6) أبان: هو ابن أبي عيَّاش. وسيأتي في المسألة (772) أن ابن أبي حاتم سأل أَبَا زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فقال: «أَمَّا مِنْ حَدِيثِ حُمَيْدٍ فَمُنْكَرٌ، وَأَمَّا أَبَانٌ فَقَدْ رُوي عَنْهُ» . وحديث أبان، أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1090/الوطن) - من طريق مروان بن معاوية، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/125) من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن أبان، عن أنس، به. (3/97) 724 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بنُ عَوْف، عَنْ مُوسَى بْنِ دَاوُدَ، عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عبد الرحمن ابن الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) احْتَجَمَ وَهُوَ صائِمٌ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، ومحمَّدٌ هَذَا ضعيفُ الْحَدِيثِ. 725 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلان، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوَمَة (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رسولِ الله (ص) : أنه نهى عن صيام ِ الدَّأْدَاءَةِ (4) . _________ (1) نقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (11/40) . (2) هو: ابن الوليد. (3) كذا في جميع النسخ بلا همز، ويقال فيه: «مولى التَّوْءَمَة» بالهمزة المفتوحة قبلها واوٌ ساكنة، وهو الأشهر، و «التَّوَمَةُ» أصلها: «التَّوْءَمَة» ؛ حُذفت الهمزةُ، وأُلقِيت فتحتها على الساكن قبلها، وهو الواو، وكلاهما وجهان صحيحان. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (1/653) . ويمكن أن يقال: إنَّ الرسم في الأصول الخطية يحتمل الوجه المشهور «التَّوْءَمَة» ؛ لأنَّ همزتها لا كُرْسِيَّ لها عند قدماء الكتبة، فإنَّ الهمزة المتوسطة المفتوحة بعد واو ساكنة لا يرسمونها على ياء أو واو أو ألف، بل يحذفونها كتابةً، مع التلفُّظ بها، فيكتبون: السمول، والتومة، ويريدون السموءل، والتوءمة. وانظر لذلك: "عقود الهمز" لابن جني (ص60 و65-76 بتحقيق مازن المبارك) . (4) في (ش) : «الدادة» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، إلا أن الهمزة قبل هاء التأنيث لم تكتب على عادة النساخ، وهذه الكلمة تحتمل احتمالين: 1 - إمَّا الدَّأْدَاءَة كما أثبتنا، وهي آخر ليلةٍ من الشَّهر كما في "جمهرة اللغة" (2/1108) ، ولم نقف عليها في كتاب آخر. 2 - وإما الدَّأْدَاء، بلا هاء بعد الهمزة، وهو أيضًا آخر ليالي الشَّهر، وأنشد فيه ابن السِّكِّيت للأعشى [من الطويل] : تَدَارَكَهُ في مُنْصِلِ الأَلِّ بعد ما مَضَى غَيْرَ دَأْدَاءٍ وقد كاد يَعْطَبُ وفي "النهاية" لابن الأثير قال: «وفيه أنه نهى عن صَوْمِ الدَّأْدَاء، قيل: هو آخر الشَّهر، وقيل: يوم الشَّكِّ. والدَّآدِي: ثلاثُ ليالٍ من آخر الشَّهر قبل ليالي المِحَاق، وقيل: هي هي» . انظر: "إصلاح المنطق" لابن السكيت (ص228) ، و"تهذيب إصلاح المنطق" للتبريزي (ص308) ، و"النهاية" لابن الأثير (2/95) . ولفظه في "الكامل" لابن عدي: «نهى رسولُ الله (ص) عن صيام الدَّاداة، وهو اليوم الذي يُشَكُّ فيه» ، وفي "أحكام القرآن" للجصاص: «نهى رسولُ الله (ص) عن صَوْم يَوْم ِ الدَّأْدَأةِ، وهو اليومُ الذي يُشَكُّ فيه؛ لا يُدْرَى: مِنْ شعبان هو أم مِنْ رمضان» ، ويبدو أن هذا كلَّهُ تصحيف، والصواب ما ذكرناه، والله أعلم. (3/98) قَالَ عُمَرُ بنُ حَفْصٍ الوُصَابيُّ (1) : هُوَ يومُ الشَّكِّ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَلَمْ يَذكُر فِيهِ بَقِيَّةُ الخَبَرَ (2) ؛ فَكَأَنَّهُ (3) لَمْ يَسمَعْه وأخَذَه مِنْ غَيْرِ ثِقَةٍ (4) . _________ (1) الظاهر: أنه الراوي لهذا الحديث عن بقية عند ابن أبي حاتم، فقد ذُكر بقيّة من شيوخ الوصابي هذا في "تهذيب الكمال" (21/302-303) . (2) في (أ) و (ف) : «الخير» ، وهي مهملة في (ش) و (ك) . وقوله: «لم يذكر فيه بقيَّةُ الخبرَ» سيأتي تفسيرُه في المسألة رقم (1151) . (3) في (ف) : «وكأنه» . (4) الحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (5/184) والجصاص في "أحكام القرآن" (1/255) من طريق بقية، عن علي القرشي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوءَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) ، به. قال ابن عدي بعد أن ذكر أحاديث لعلي القرشي: «وهذه الأحاديث بهذه الأسانيد التي أمليتها يرويها عليُّ بن أبي علي هذا، وهو مجهول» . (3/99) 726 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْب الأَبْرَش (2) ، عَنِ عُبَيدالله (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 727 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (4) ، عَنْ مُجاشِع بْنِ _________ (1) ستأتي هذه المسألة برقم (774) ، وفيها يقول أبو حاتم: «هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ محمد بن حرب» . (2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1665) ، والفريابي في "الصيام" (81) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/107/مسند ابن عباس) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/63) ، وابن حبان في "صحيحه" (3548) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/286 و290 رقم13387 و13403) ، وفي "الأوسط" (7961) ، والقزويني في "التدوين" (2/123) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/412) ، جميعهم من طريق محمد بن حرب الأبرش، به. وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبيد الله بن عمر إلا محمد بن حرب» . (3) هو: ابن عمر بن حفص العُمَري. (4) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/458) . قال ابن عدي: «وهذا قد رواه عن عبيد الله غير مجاشع هذا؛ يرويه رشدين عن يحيى ابن عبد الله بن سالم، عن عبيد الله. ورواه ابن عمرو، عن عبيد الله، وكلها غير محفوظة» . اهـ. وقد أصلحنا بعض التصحيف في النص من مخطوط "الكامل" (3/ق 896/أ) . ورواه أبو يعلى - كما في "المطالب العالية" لابن حجر (1017/الوطن) ، و"إتحاف الخيرة" للبوصيري (2172) -، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/123) ، من طريق بقية عن عثمان الحوطي، عن عبيد الله بن عمر، به. قال البوصيري: «رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لتدليس بقية بن الوليد» . ورواه ابن حبان في "المجروحين" (3/80) ، وابن عدي (7/78) من طريق الوليد ابن سلمة، وابن حبان في "المجروحين" (1/254) من طريق حماد بن الوليد الأزدي، وابن عدي في "الكامل" (3/155) من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، جميعهم عن عبيد الله، به. (3/100) عمرو، عن عُبَيدالله (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِذَا غَابَ الهِلاَلُ (2) قَبْلَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَتِهِ (3) ، وَإِذَا غَابَ بَعْدَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَتَيْنِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ومُجاشِعٌ لَيْسَ بشيءٍ. 728 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا الأوزاعيُّ (6) ؛ قَالَ: حدَّثني يَحْيَى (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبان، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله؛ قال: مرَّ رسولُ الله (ص) برجُلٍ فِي سَفَرٍ فِي ظِلِّ شَجَرة، وَهُوَ يُرَشُّ عَلَيْهِ الماءُ، فَقَالَ: مَا بَالُ صَاحِبِكُمْ؟ ، قَالُوا: صائِمٌ يارسولَ اللَّهِ! قَالَ: لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيَامُ في السَّفَرِ؛ _________ (1) هو: ابن عمر العمري. (2) قوله: «الهلال» سقط من (ف) . (3) في أكثر مصادر التخريج: «لِلَيْلَةٍ» ، وكأنَّه الجادَّة، وفي بعضها: «لليلته» كما وقع هنا. (4) انظر المسألة الآتية برقم (986) . (5) هو: ابن مسلم. وروايته أخرجها الفريابي في "الصيام" (77) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/62) ، وابن حبان في "صحيحه" (355) . ورواه النسائي في "سننه" (2258) وفي "الكبرى" (2566) من طريق شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن: أخبرني جابر، به. = ... قال النسائي: «هذا خطأ، ومحمد بن عبد الرحمن لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ جابر» . ورواه النسائي في "سننه" (2259) من طريق الفريابي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ محمد بن عبد الرحمن حدثني من سمع جابرًا، به. ورواه أيضًا (2260) من طريق عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر، به. (6) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (7) هو: ابن أبي كثير. (3/101) فَعَلَيْكُمْ بِرُخْصَةِ اللهِ الَّتِي أَرْخَصَ (1) لَكُمْ، فَاقْبَلُوا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بن أَسْعَد (2) بْنِ زُرارَة (3) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (4) . _________ (1) في (أ) و (ش) : «أرخصه» . (2) كذا هنا، وفي المسألة (986) : «سعد» . قال ابن حجر في "الإصابة" (4/146) : «وأسعد وسعد معًا جدَّان لمحمد؛ أحدهما لأبيه، والآخر لأمه» . (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/352 رقم 14794) . ورواه الفريابي في "الصيام" (75) ، والنسائي في "سننه" (2257) ، وابن حبان في "صحيحه" (3553 و3554) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/174) ووقع عندهم: «سعد» بدل «أسعد» ، ولم يذكر النسائي جدَّ محمد. ورواه البخاري في "صحيحه" (1946) ، ومسلم في "صحيحه" (1115) من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن حسن، عن جابر، به. ولم يذكر البخاري جد محمد بن عبد الرحمن، ونسبه: الأنصاري. (4) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/185) : «أدخل محمدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سعد بينه وبين جابرٍ محمَّدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ في رواية شعبة عنه، واختُلِف في حديثه على يحيى بن أبي كثير: فأخرجه النسائي من طريق شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فذكره. قال النسائي: "هذا خطأ"، ثم ساقه من طريق الفريابي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ محمد بن عبد الرحمن؛ حدثني من سمع جابرًا، ومن طريق عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، عن محمد بن عبد الرحمن، عن رجل، عن جابر، ثم قال: «ذكر تسمية هذا الرجل المبهم» ، فساق طريق شعبة، ثم قال: «هذا هو الصحيح» ؛ يعني: إدخال رجل بين محمد بن عبد الرحمن وجابر، وتعقبه المزي فقال: «ظنَّ النسائي أن محمد بن عبد الرحمن شيخَ شعبة - في هذا الحديث - هو محمد بن عبد الرحمن شيخ يحيى بن أبي كثير فيه، وليس كذلك؛ لأن شيخ يحيى هو محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان، وشيخ شعبة هو ابن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارَة» . اهـ. والذي يترجَّح لنا: أن الصواب مع النسائي؛ لأن مسلمًا لما روى الحديث من طريق أبي داود، عن شعبة قال في آخره: «قال شعبة كان بلغني هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير أنه كان يزيد في هذا الإسناد في هذا الحديث: «عليكم برخصة الله التي رخص لكم» ، فلما سألته لم يحفظه» . اهـ. والضمير في «سألت» يرجع إلى محمد بن عبد الرحمن شيخ يحيى؛ لأن شعبة لم يلق يحيى، فدل على أن شعبة أخبر أنه كان يبلغه عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ جابر، في هذا الحديث زيادة، ولأنه لما لقي محمد بن عبد الرحمن شيخ يحيى سأله عنها فلم يحفظها. وأما ما وقع في رواية الأوزاعي عن يحيى: أنه نسب محمد بن عبد الرحمن فقال فيه: «ابن ثوبان» فهو الذي اعتمده المزي، لكن جزم أبو حاتم كما نقله عنه ابنه في "العلل" بأن من قال فيه: «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ثوبان» فقد وهم، وإنما هو: ابن عبد الرحمن بن سعد. اهـ. وقد اختُلِف فيه مع ذلك على الأوزاعي، وجُلُّ الرواة عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ لم يزيدوا على محمد بن عبد الرحمن، لا يذكرون جَدَّه، ولا جَدَّ جدِّه، والله أعلم» . اهـ. (3/102) 729 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ (2) ، عَنْ سُوَيد (3) بن عبد العزيز، عَنِ الوَضِين بْنِ عَطاء، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني (4) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ (5) ، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) في: أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ أخطأَ فِيهِ هِشَامٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ عَنْ سُوَيد (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي أسماء، عن ثَوْبان، وليس لِوَضِينٍ معنًى. _________ (1) انظر المسألة رقم (657) و (693) ، والآتية برقم (732) ، و (1704) و (2839) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (666) . (3) في (ك) : «سود» . (4) هو: شراحيل بن آدَة. (5) هو: عمرو بن مرثد الرَّحبي. (6) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (899) عن إبراهيم بن دُحيم، عن أبيه، عَنْ سُوَيد، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ، عَنْ أبي أسماء، عن ثَوْبان، به. كذا رواه بزيادة: «أبي الأشعث» . (3/103) 730 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه عبدُالرَّزَّاق (3) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) - والزُّهْريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يَعتَكِفُ العَشْرَ الأواخِرَ مِنْ رمضانَ (4) حَتَّى قَبَضَه اللَّهُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وبعضُ أَصْحَابِ الزُّهْري يَرْوِي عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ: ونافعُ بْنُ يَزِيدَ رَوَى عَنْ عُقَيل (5) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَةَ وابنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) . _________ (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (673) . (2) في (ف) : «أبي زرعة» . (3) روايته أخرجها في "المصنف" (7682) عن معمر وابن جريج، كلاهما عن الزهري، به، بالإسنادين جميعًا. ومن طريقه رواه ابن الجارود في "المنتقى" (407) ، وابن حبان في "صحيحه" (3665) . واقتصر ابن الجارود في روايته على الإسناد الأول فقط. ورواه أحمد في "مسنده" (2/281 رقم 7784) ، وإسحاق في "مسنده" (652) ، والترمذي في "جامعه" (790) ، والنسائي في "الكبرى" (3321/الرسالة) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به، بالإسنادين جميعًا. ورواه أحمد في "مسنده" (6/232 رقم 25952) عن عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة، به. ورواه أحمد في "مسنده" (6/169 رقم 25358) من طريق ابن جريج عن الزهري، به، بالاسنادين جميعًا. ورواه أحمد (6/279 رقم 26380) من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به. قال الترمذي: «حديث أبي هريرة وعائشة حديث حسن صحيح» . (4) قوله: «من رمضان» سقط من (أ) و (ش) . (5) هو: ابن خالد الأيلي. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2026) ، ومسلم في "صحيحه" (1172) من طريق الليث بن سعد، عَنْهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة، به. ورواه أحمد (6/168 رقم 25355) ، والنسائي في "الكبرى" (3322) والدارقطني في "سننه" (2/201) من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وعُروَة بن الزبير، عن عائِشَة، به. (3/104) وَرَوَى اللَّيثُ بْنُ سَعْدٍ (1) ؛ قَالَ: حدَّثني الزُّهْري؛ قَالَ: حدَّثني ابْنُ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: اعتَكَفَ رسولُ اللَّهِ (ص) العَشْرَ الأُوَل، ثُمَّ اعتَكَفَ العَشْرَ الوُسَط (2) ... فَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي: الزُّهْريُّ، عَنْ عُروةَ، عَنْ عائِشةَ، وابنُ الْمُسَيِّبِ، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: اللَّفظانِ قَدِ اختَلَفا؛ فكأنَّه حديثَينِ (3) ؟ _________ (1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3323/الرسالة) . (2) في (ك) : «الأوسط» . و «الوُسَط» جمع «الوُسْطى» ، والمراد: الليالي. وانظر "المصباح المنير" (2/411، 658) . (3) كذا في جميع النسخ «حديثَينِ» بياء قبل النون، وهو خبر «كأنَّ» ؛ فكان حقُّه على لغة جمهور العرب أن يكون مرفوعًا بالألف «حديثان» ، لكنَّ ما وقع في النسخ يخرَّج على وجهين: الأول: وجه الرفع خبرًا لـ «كأنَّ» على لغة الجمهور، وهذه الياء ليست ياءً خالصة، وإنما هي ألفٌ ممالة - وهي علامة الرفع، «حديثَينِ» ، وإنما كتبتْ ياءً لإمالتها كما كتبوا ألف «مَجْرَ يهَا» ونحوها ياءً لذلك، = = وسبب إمالة الألف هنا: كسرةُ النون بعدها، والياءُ التي قبلها المفصولة عنها بحرف. وانظر الكلام على الإمالة في المسألة رقم (25) ، (124) . والثاني: وجهُ النصب خبرًا لـ «كأنَّ» أيضًا، والياء التي قبل النون ياءٌ محضة خالصةٌ «حديثَيْن» ، على لغة بعض العرب الذين ينصبون بـ «إنَّ» وأخواتها الجزأين: الاسم والخبر؛ كما في قول أبي نُخَيْلة [من الرجز] : كأنَّ أُذْنَيْهِ إذا تَشَوَّفَا قادمةً أو قَلَمًا مُحَرَّفَا وانظر الكلام على هذه اللغة في المسألة رقم (550) . (3/105) قَالَ: لا! هُوَ واحدٌ، وإنِ اختَلَف اللَّفظانِ (1) . 731 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زرعة (3) عن حديثٍ رواه عبد الرزَّاق (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ، عَنْ صَفوان بْنِ سُلَيم، عَنْ أَبِي سعيدٍ مولَى ابن [عَامِرٍ] (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ ... ؟ فَقَالا: أُسْقِطَ مِنَ الإِسْنَادِ إبراهيمُ (7) بْنُ أَبِي يَحْيَى، بَيْنَ ابْنِ جُرَيج وَبَيْنَ صَفوان. _________ (1) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/157/ب) الاختلافَ في هذا الحديث، ثم قال: «والصَّواب من هذه الأحاديث: قول من قال: عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُروَة، عَن عائِشَة: أن النبي (ص) كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ حتى توفَّاه الله، وسُنَّة الاعتكاف من قول عائشة» . اهـ. (2) نقل بعض هذا النص ولي الدين أبو زرعة بن العراقي في "تحفة التحصيل" (ص316) ، وانظر المسألة الآتية برقم (738) . (3) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (أ) و (ش) . (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "العلل" (3/245 رقم 5085) . ورواه النسائي في "الكبرى" (3163/الرسالة) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به. قال النسائي: «هذا حديثٌ منكر، وإني أحسب ابن جريج لم يسمعه من صفوان» . ووقع عند النسائي: «مولى بني عامر» . قال المزي في "تحفة الأشراف" (14942) : «كذا قال! وإنما هو: مولى ابن عامر» . (5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (6) في جميع النسخ: «عمر» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (9/376 رقم 1740) ، و"تهذيب الكمال" (33/358) وهو: مولى عبد الله بن عامر بن كريز. (7) في (ف) : «وإبراهيم» . (3/106) قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَمْ يسمَعِ ابنُ جُرَيج مِنْ صَفوان شَيْئًا (1) . 732 - وسمعتُ (2) أبي يقول: روى عبد الرزَّاق (3) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله بْنِ قَارِظ، عَنِ السَّائِب بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَافِع بْنِ خَدِيج، عن النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الحديثُ عَن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (4) ، عَنْ _________ (1) وقال أبو حاتم في المسألة رقم (1259) : «ابْنَ جُرَيْجٍ يدلِّس عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُليمٍ، غيرَ شيء» . (2) نقل بعضَ هذا النص: الزيلعيُّ في "نصب الراية" (2/473) ، وابن حجر في "فتح الباري" (4/177) ، و"التلخيص الحبير" (2/369) ، وانظر المسألة رقم (657) و (693) و (729) و (1704) و (2839) . (3) روايته أخرجها في "المصنف" (7523) . ومن طريقه أخرجه: الإمام أحمد في "المسند" (3/465 رقم 15828) ، والترمذي في "الجامع" (774) ، و"العلل الكبير" (208) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/436) ، وابن خزيمة في "صحيحه" 1964) ، وابن حبان في "صحيحه" (3535) ، والطبراني في "الكبير" (4/242 رقم 4257) ، والحاكم في "المستدرك" (1/428) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/265) . (4) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1082) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (7522) ، وأحمد في "مسنده" (5/277 و280 و282 رقم 22382 و22410 و22432) ، وأبو داود في "سننه" (2367) ، وابن ماجه في "سننه" (1680) ، والنسائي في "الكبرى" (3137) ، والروياني في "مسنده" (633) ، وابن الجارود في "المنتقى" (386) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1962 و1963 و1983) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/88 و89) ، وابن البختري في "المنتقى من السادس عشر من حديثه" (83) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/119) ، وابن حبان في "صحيحه" (3532) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (8) ، والطبراني في "الكبير" (2/101 رقم 1447) ، والحاكم في "المستدرك" (1/427) . وحديث ثوبان تقدَّم في المسألة رقم (657 و693 و729) . (3/107) أَبِي قِلابَة (1) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ (2) ، عَنْ ثَوْبان، واغتَرَّ أحمدُ بْنُ حنبل بأنْ قال: الحَدِيثَينِ (3) عندَه (4) ، وَإِنَّمَا يُروى بِذَلِكَ الإسنادِ عن النبيِّ (ص) : أنَّه نَهَى عَنْ كَسْبِ الحَجَّام، ومَهْرِ البَغِيِّ (5) ؛ وهذا الحديثُ _________ (1) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (2) هو: عمرو بن مرثد الرَّحَبي. (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «قال: الحديثان عنده» ، لكنْ يخرَّج ما في النسخ على وجهين: الأول: وجه النصب؛ بإجراء القول مجرى الظن في نصب المفعولين، مطلقًا دون شروط، وهي لغة بني سُلَيْم، كأنه قال: «بأنْ ظنَّ الحديثَيْنِ عنده» - سواء كان الظن هنا بمعنى اليقين، أو بمعنى الحسبان - فـ «الحديثَيْنِ» بالياء الخالصة قبل النون، هو: المفعولُ الأوَّل، و «عنده» : المفعولُ الثاني، وكلاهما منصوبٌ. وانظر في لغة بني سليم المسألة رقم (25) و (759) . والثاني: وجه الرفع، وذلك بأنْ يقال: إنَّ الأصل: «الحديثانِ» ثم أُمِيلَتِ الألف نحو الياء - لانكسار ما بعدها، ولسبقها بياء - فكتبت ياءً «الحديثَينِ» ، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة. وانظر الكلام على الإمالة في المسألة رقم (25) ، (124) . (4) وحكي عنه خلاف ذلك أيضًا؛ فقد روى البيهقي في "السنن الكبرى" (4/267) عن علي بن سعيد النسوي قال: سمعت أحمد بن حنبل - وقد سئل: أيما حديث أصح عندك في أفطر الحاجم والمحجوم؟ - فقال: «حديث ثوبان من حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أسماء، عن ثوبان» . فقيل لأحمد بن حنبل: فحديث رافع بن خديج؟ قال: «ذاك تفرَّد به معمر» . (5) حديث النهي عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ وَمَهْرِ الْبَغِيِّ، رواه مسلم في "صحيحه" (1567) من طريق عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عن رافع بن خديج، به. (3/108) فِي (1) : يُفطِرُ الحاجِمُ والمَحجُوم (2) عِنْدِي باطلٌ (3) . 733 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثناه الحَسَنُ بْنُ عَرَفَة (4) ، عَنْ _________ (1) قوله: «في» ليس في (ش) . (2) من قوله: «قال أبي إنما يروى ... » إلى هنا، سقط من (ك) . (3) قال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ غير محفوظ» . قال الترمذي: «وسألت إسحاق بن منصور عنه؟ فأبى أن يحدِّث به عن عبد الرزاق، وقال: هو غلط! قلت له: ما علَّته؟ قال: روى عنه هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله بْنِ قَارِظٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عن النبي (ص) ؛ قال: «كسب الحجام خبيث، ومهر البغي خبيث، وثمن الكلب خبيث» . وقال الترمذي أيضًا في "الجامع": «وذُكر عن أحمد ابن حنبل أنه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث رافع بن خديج» . قال ابن حجر في "الفتح" (4/177) : «لكن عارض أحمدَ يحيى بنُ معين في هذا، فقال: حديث رافع أضعفها» ، ثم ذكر قول البخاري وأبي حاتم وإسحاق ابن منصور في تضعيف الحديث، ثم قال: «وروي عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، أن أبا أسماء حدثه؛ أن ثوبان أخبره، به، فهذا هو المحفوظ عن يحيى، فكأنه دخل لمعمرٍ حديثٌ في حديث» . وقال ابن خزيمة: «سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري يقول: سمعت علي بن عبد الله [أي المديني] يقول: لا أعلم في "أفطر الحاجم والمحجوم" حديثًا أصح من ذا» . وانظر "تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/318) . (4) لم نقف على روايته، والحديث رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (3336) من طريق محمد بن الفرج الأزرق، عن عبد الله بن بكر، به. ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (318/بغية الباحث) ، عن عبد الله بن بكر، عن إياس، عن سعيد، عن سلمان، به. ولم يذكر «علي بن زيد» . ورواه العقيلي في "الضعفاء" (1/35) ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/333) من طريق أحمد ابن عمران الأخفش، عن عبد الله بن بكر، عن إياس بن أبي إياس، عن سعيد، عن سلمان، به. قال العقيلي في إياس هذا: «مجهول، حديثه غير محفوظ» . وقال عن الحديث: «روي من غير وجه، ليس له طريق ثبت بيِّن» . ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (1887) ، وابن عدي في "الكامل" (5/293) ، وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (15 و16) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3336) ، و"فضائل الأوقات" (37 و38) ، والبغوي في "تفسيره" (ص93/ دار ابن حزم) ، = = وأبو الطاهر بن أبي الصقر في "مشيخته" (43) من طرق عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سعيد، عن سلمان، به. قال ابن خزيمة: «إن صح الخبر» . وقال العيني في "عمدة القاري" (10/269) : «ولا يصح إسناده، وفي سنده إياس، قال شيخنا: الظاهر أنه ابن أبي إياس» . وقال الذهبي في "الميزان" (1/282) : «إياس بن أبي إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، لا يعرف أيضًا، وخبره منكر» . وانظر "لسان الميزان" (1/475) . (3/109) عبد الله بْنِ بَكْرٍ السَّهْمي؛ قَالَ: حدَّثني إِيَاسٌ (1) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ (2) بْنِ جُدْعان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ أنَّ سَلْمان الفارسيَّ قَالَ: خَطَبَنا رسولُ الله (ص) آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبان، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، فَرَضَ اللهُ صِيَامَهُ، وَجَعَلَ قِيَامَهُ تَطَوُّعًا ... ، وذكَرَ لَهُ الحديثَ؟ فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ غَلِطَ فيه عبد الله ابن بَكْرٍ (3) ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبَانُ بْنُ (4) أبي عَيَّاش، فجعل عبدُالله بن بكر «أبانَ» : «إياسً» (5) . _________ (1) في (ت) : «حدثني اياسر» ، ومثله في (ك) ، إلا أنه بالباء. (2) في (ف) : «يزيد» . (3) في (ش) : «أبي بكر» . (4) قوله: «بن» تصحف في (أ) و (ش) إلى: «عن» . (5) كذا، وهو المفعول الثاني لـ «جَعَلَ» ، وكانت الجادَّة أن يكون بألف تنوين النصب «إياسًا» على لغة الجمهور، لكنَّها حذفتْ هنا على لغة ربيعة. انظر الكلام عليها في المسألة رقم (34) . (3/110) 734- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ (2) بْنُ أَبِي مَعْشَر (3) ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَقُولُوا: رَمَضَانُ؛ فإنَّ رَمَضَانَ اسمٌ مِنْ أسْمَاءِ اللهِ، وَلكِنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ قولُ أبي هريرة (5) . _________ (1) نقل العيني في "عمدة القاري" (10/265) حكم أبي حاتم على هذا الحديث. (2) قوله: «محمد» ليس في (ف) . (3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/53) . ومن طريق ابن عدي رواه الجورقاني في "الأباطيل" (2/88) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/201) وقال: «وهكذا رواه الحارث بن عبد الله الخازن، عن أبي معشر، وأبو معشر هو: نجيح السندي، ضعفه يحيى بن معين، وكان يحيى القطان لا يحدث عنه، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه، والله أعلم. وقد قيل: عن أبي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ من قوله، وهو أشبه» . وقال ابن الجوزي في "الموضوعات" (1117) : «هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، لا أَصْلَ له، وأبو معشر اسمه نجيح» . وقال أيضًا: «ولم يذكر أحد في أسماء الله تعالى: رمضان، ولا يجوز أن يسمى به إجماعًا» . وقال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" (3/127) : «رواه البيهقي وضعفه، والضعف بيِّن عليه» . وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (570) : «تفرَّد به أبو معشر نجيح - وهو واهٍ - عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . وضعَّفه ابن كثير في "تفسيره" (1/310) ، وابن حجر في "فتح الباري" (4/113) . (4) أبو معشر هو: نَجِيحُ بن عبد الرحمن السِّنْدي. (5) روايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/310 رقم1648) قال: حدثنا أبي، ثنا محمد بن بكار بن الريان، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب القرظي، وسعيدٍ (هو المقبري) عن أبي هريرة قالا (أي: محمد ابن كعب وأبو هريرة) : لا تقولوا رمضان ... فذكره. قال ابن أبي حاتم: «وروي عن مجاهد ومحمد بن كعب نحو ذلك، ورخَّصَ فيه ابن عباس وزيد بن ثابت» . ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/202) من طريق محمد بن بكار بن الريان، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب؛ قوله. قال البيهقي: «وروي ذلك عن مجاهد والحسن البصري، والطريق إليهما ضعيف» . ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/240) من طريق طلحة بن عمرو، عن مجاهد، به، قوله. (3/111) 735- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالرَّحيمِ بنُ زَيْدٍ العَمِّي (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ سَعِيدِ (3) بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَهُ (4) شَهْرُ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ، فَصَامَهُ، وَقَامَ مِنْهُ (5) مَا تَيَسَّرَ: كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صِيَامَ مِئَةِ (6) ألْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي غَيْرِ مَكَّةَ، وَكَانَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ حُمْلاَنُ (7) فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ حُمْلاَنُ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ (8) ، _________ (1) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3117) ، والأزرقي في "أخبار مكة" (2/24- 25) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1574) ، وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (36) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/196) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3455) من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي، به. قال البيهقي: = = «تفرد به عبد الرحيم بن زيد، وليس بالقوي» . والحديث ذكره الشيخ الألباني في "الضعيفة" (832) وقال: «وهذا موضوع، ولوائح الوضع عليه ظاهرة، وآفته عبد الرحيم هذا» . (2) هو: زيد بن الحواري العَمِّي. (3) في (ف) و (ت) و (ك) : «وسعيد» بدل: «عن سعيد» ، والمثبت من (أ) و (ش) ، وهو الصَّواب. (4) في (ك) : «أدرك» . (5) قوله: «منه» سقط من (ك) . (6) قوله: «مئة» سقط من (ك) . (7) الحُمْلان: مصدر حَمَلَ يحْمِلُ. انظر "النهاية" لابن الأثير (1/443) . والمقصود: له أجرُ حَمْلِ فرسٍ - أي: تجهيزها - في سبيل الله. والله تعالى أعلم. (8) قوله: «وَكُلَّ لَيْلَةٍ حُملان فَرَسٍ فِي سبيل الله» سقط من (ش) . (3/112) وَكُلَّ يَوْمٍ لَهُ حَسَنَةٌ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ لَهُ حَسَنَةٌ، وَكُلَّ يَوْمٍ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ، وعبدُالرَّحيم (2) ابن زَيْدٍ متروكُ الْحَدِيثِ. 736 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ شَريك (3) ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أبي إسحاق (5) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ ضَمْرَة بن عبد الله بْنِ أُنَيْس، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَيْلَةُ القَدْرِ لَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرينَ (6) . _________ (1) قوله: «وَكُلَّ لَيْلَةٍ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ» سقط من (ش) و (ك) . (2) يبدو أنها كانت هكذا في (أ) ، ثم غُيِّرت إلى: «عبد الرحمن» ، بخطٍّ غير خطِّ الناسخ. (3) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (4017/أطراف الغرائب) وقال: «غريبٌ من حديث أبي إسحاق السَّبيعي، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ ضَمْرَة - وهو: ابن عبد الله بن أُنَيْس - عن أبيه، تفرد به شَريك، عنه، وتفرَّد به عبد الرحمن بن شَريك، عن أبيه» . ورواه مسلم في "صحيحه" (1168) من طريق بُسْر بن سعيد، عن عبد الله بن أُنَيْس أن رسول الله (ص) قال: «أُريت ليلة القدر ثم أنسيتها، وأراني صبحها أسجد في ماء وطين» . قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين، فصلى بنا رسول الله (ص) ، فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه. قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين. (4) هو: شريك بن عبد الله النخعي، القاضي. (5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (6) في (ك) : «وعشرون» . (3/113) قلتُ لأَبِي: سَمِعَ أَبُو إِسْحَاقَ من (1) عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة؟ فَقَالَ: قَدْ روى عن عبد الله بن أبي قَتادة: إسماعيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الهَمْداني هَذَا الحديثَ؛ فيدلُّ أنَّ عبد الله بْنَ أَبِي قَتادة (2) قَدِمَ الكوفَةَ. 737 - وسُئِلَ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالت: كَانَ رسولُ الله (ص) يصومُ حَتَّى نقولَ (5) : لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى _________ (1) في (ت) و (ك) : «ابن» بدل: «من» . (2) من قوله: «إسماعيل بن أبي خالد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (3) في (أ) و (ش) : «وسألت» ، وانظر المسألة رقم (778/أ) . (4) رواه المحاملي في "أماليه" (20/ب/رواية أبي عمر ابن مهدي) من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك الحزامي، عنه، به. ومن طريق المحاملي رواه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/224) ، وفي "تاريخ بغداد" (11/314- 315) . قال العيني في "عمدة القاري" (11/83) : «قال المحبُّ الطبري: غريبٌ من حديث هشام بن عروة بهذا اللفظ، رواه ابن أبي الفوارس في أصول أبي الحسن الحمامي عن شيوخه» . وقال ابن عدي في "الكامل" (1/302) في ترجمة إسماعيل بن قيس: «عامة ما يرويه منكر» . والشطر الأول من الحديث رواه البخاري (1969) ، ومسلم (1154) من طريق أبي سلمة، عن عائشة خ = = قالت: كان رسولُ الله (ص) يصومُ حَتَّى نقولَ: لا يُفطِر، ويُفطِر حَتَّى نقولَ: لا يصومُ، وما رأيتُ رسولَ الله (ص) استكمَلَ صيامَ شهر قَطُّ إلا رمضانَ، وما رأيتُه في شهر أكثرَ منه صيامًا في شَعبان. (5) في (ك) : «يقول» . (3/114) نقولَ: لا يصومُ، وَكَانَ أكثرُ صيامِه فِي شَعبان. فقلتُ: يَا رسولَ الله، مالي أَرَى أكثرَ صيامِكَ فِي شَعبان؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إنَّهُ شَهْرٌ يُنْسَخُ لِمَلَكِ المَوْتِ مَنْ يَقْبِضُ؛ فَأُحِبُّ ألاَّ يُنْسَخَ اسْمِي إِلاَّ وَأَنَا صَائِمٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) . 738 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ عَطاء (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟ قَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يُروى عَنْ عَطَاءٍ (5) ، عن آخَرَ، عن _________ (1) وقال أبو زرعة في المسألة رقم (778/أ) : «هو عندي: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة، عن النبي (ص) أنه قال: «مامن مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلا حطَّ اللَّهُ عَنْهُ» هُوَ الصَّحِيحُ، وَقَوْلُهُ: «أَكْثَرُ صِيَامِهِ فِي شعبان ... » إلى آخره منكر» . (2) انظر المسألة المتقدِّمة برقم (731) . (3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9304) من طريق ابن علية، والنسائي في "الكبرى" (3182) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6365) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/99) ، والطبراني في "الأوسط" (5021) من طريق داود العطار، والنسائي أيضًا (3181) ، والدارقطني في "الأفراد" (302/أ/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/266) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري ثلاثتهم عن ابن جريج، به. قال الدارقطني: «تفرد به أبو حاتم الرازي، عن محمد ابن عبد الله الأنصاري، عن ابن جريج» . ورواه النسائي أيضًا (3180) والعقيلي في "الضعفاء" (2/62) من طريق رباح بن أبي معروف، عن عطاء، به. (4) هو: ابن أبي رباح. (5) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3186) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/62) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عنه، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7526) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن أبي هريرة، به، موقوفًا. ورواه النسائي في "الكبرى" (3183 و3184) من طريق النضر بن شميل وحجاج المصيصي والعقيلي في "الضعفاء" (2/62) من طريق روح بن عبادة ثلاثتهم، عن ابن جريج مثله. قال النسائي: «عطاء لم يسمعه من أبي هريرة» . ورواه النسائي (3185) من طريق ابن أبي حسين، عن عطاء سمعت أبا هريرة يقول ... فذكره. قال النسائي: «والصواب رواية حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ» . قَالَ العقيلي: «الموقوف أولى» . وانظر أيضًا «الضعفاء» له (4/356) . (3/115) أبي هريرة، موقوفً (1) (2) . _________ (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) قال الدارقطني في "العلل" (2151) : «اختُلف فيه على عطاء؛ فرواه رباح بن أبي مَعْروف وعمر بن قيس ومحمد بن عبد الله الأنصاري - من رواية أبي حاتم الرازي عنه - عن ابن جريج، كلهم: عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا. ورواه المفضَّل بن فَضالة وإسماعيل بن عُلَيَّة ومحمد بن بكر وعبد الرزاق وأبو عاصم وحماد بن مَسْعَدة عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن أبي هريرة موقوفًا. ورفعه أيضًا ابن أبي حُسين وعبد الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُليمان عَنْ عطاء، عن أبي هريرة. واختُلِف عن عمرو بن دينار؛ فرواه يوسف بن بَحْر عن أبي النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ شعبة، عن عمرو، عن عطاء، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ورفعه، ومَتْنُه قال: احتَجَم رسولُ الله (ص) بالقاحَة وهو صائِم، فَغُشِيَ عليه، فنهى يومَئذٍ أن يحتَجِمَ الصَّائمُ. وقال النَّضر بن إسماعيل وغُندَر: عن شعبة، عن عمرو، عن عطاء، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أفطَر الحاجمُ والمحجوم؛ موقوفًا. وقال أَبُو عَاصِمٍ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عن عمرو؛ قال: يُؤْثَر عن أبي هريرة، موقوفًا. ورواه ليثُ بْنُ أَبِي سُلَيم، عَنْ عطاء، عن عروة بن عياض، عن عائشة، عن النبي (ص) ، والقولُ قول من وقفه على أبي هريرة؛ لأنهم أثبات حُفَّاظ وإن من رفعه ليسوا بمنزلتهم إلا [كذا!] بالاتفاق. ورواه فِطْرُ بن خليفة، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قاله قَبيصة عنه، وقال غيره: عن فِطْر، عن عطاء مرسلاً. اهـ. (3/116) 739 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُقَيل (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة؛ أنَّ عائِشَة أَخْبَرَتْهُ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَبَّلَها وَهُوَ صائِمٌ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى (3) يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيرٍ (4) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ (5) أُمِّ سَلَمة، عَنْ أُمِّ سَلَمة (6) : أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُقَبِّلُها وَهُوَ صائِمٌ. وَرَوَى معاويةُ بْنُ سَلاَّم (7) ، وشَيْبان (8) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبي سَلَمة، عن عمر ابن عبد العزيز، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) . _________ (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (108) . (2) هو: ابن خالد الأيلي. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3057) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7408) عن معمر وابن جريج، عن الزهري، به. وسقط من المطبوع: «عن الزهري» . ورواه أحمد في "مسنده" (6/232 رقم 25953) ، وابن راهويه في "مسنده" (1062) ، وابن حبان في "صحيحه" (3545) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به. ورواه النسائي في "الكبرى" (3058) من طريق يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، به. (3) في (ف) : «رواه» . (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/300 رقم 26566) من طريق همام، والبخاري في "صحيحه" (322) من طريق شيبان كلاهما عنه، به. ومن طريق أحمد رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/122) . (5) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «ابنت» ، وكلاهما صحيح في العربية، وانظر التعليق على المسألة رقم (6) . (6) قوله: «عن أم سلمة» سقط من (ك) . (7) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) . (8) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) . (3/117) قَالَ أَبِي: حديثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَشبهُ مِنْ حَدِيثِ عُقَيل. قَالَ أَبِي: كَانَ الزُّهْريُّ أضبَطَ مِنْ أَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ مثلُ هَذَا، وَلَكِنْ أخافُ أَنْ يكونَ لَمْ يَضْبِطْ عُقَيل عَنْهُ (1) . _________ (1) سئل الدارقطني في "العلل" (5/151/ أ، ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه الزهري ويحيى بن أبي كثير وأبو بكر بن المنكدر وأبو إسحاق. وأما الزهري: فاختُلِف عنه في لفظه، وفي إسناده: فرواه مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كان رسول الله (ص) يخرج إلى الصَّلاة، ثم يقبِّلُني ولا يتوضَّأ. تفرد به سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ مَنْصُورِ بن زاذان، عن الزهري، وخالفه عُقيل بن خالد وابن أبي ذئب ويزيد ابن عياض ومعمر بن راشد، فرووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عائشة: أن النبي (ص) كان يُقبِّل وهو صائمٌ، ولم يذكر الوضوء. واختُلِف عن معمر: فرواه إسماعيل ابن بنت السُّدِّي، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سلمة، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النبي (ص) كان يُقبِّل وهو صائمٌ، ثم يصلِّي ولا يتوضَّأ، فوهم في إسناده ومتنه. [فأما وهمُه] في إسناده: فقوله: عن أبي سلمة، عن عروة، وإنما رواه عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة، عن عائشة. وأما قوله في متنه: " ولا يتوضَّأ " فهو وهم أيضًا، والمحفوظ: كان يقبِّل وهو صائم. ورواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أم سلمة: أن النبي (ص) كان يُقبِّل وهو صائمٌ، ووهم في قوله: "أم سلمة". ورُوي هذا الحديث عن أسامة بن زيد والأوزاعي وابن عيينة ومعمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة: أن النبي (ص) كان يُقَبِّل وهو صائمٌ. وأما يحيى ابن كثير: فاختُلِف عنه في روايته عن أم سلمة: فرواه هشام الدَّستوائي وعلي بْن الْمُبَارَك، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن عروة، عن عائشة..وخالفهما شيبان ابن عبد الرحمن ومعاوية بن سلام وأيوب بن خُوْط وسُليمان بن أرقم؛ رووه عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي سلمة بن عبد الواحد بن عمر بن عبد العزيز [كذا! وصوابه: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُمَرَ بن عبد العزيز. كما سيأتي] عن عروة، عن عائشة. واختُلِف عن الأوزاعي: فرواه الوليد بن مسلم- من رواية يزيد بن عبد الله ابن زُرَيق، عن الوليد - عن الأوزاعي، عن يحيى؛ بمتابعة رواية شيبان ومن تابعه، وتابعه يزيد بن سنان أبو فروة الجَزَري، عن الأوزاعي. وخالفهم مبشر ابن إسماعيل وهِقْل، فروياه عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، [عَنْ] أبي سلمة، عن عائشة. والقول قول شيبان ومن تابعه ممن ذكر فيه عمر بن عبد العزيز. ورواه يحيى = = ابن أبي كثير بإسناد آخر، واختُلِف عنه فيه أيضًا: فرواه الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سلمة، عن أم سلمة، وخالفه معاوية بن سلام وشيبان وهشام الدَّستوائي؛ فرووه عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن زينب، عن أم سلمة، وكذلك رواه أبو بكر بن المنكدر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ، عن أم سلمة؛ قاله بكر بن الأشجع عنه، ونكتب ذلك في مسند أم سلمة إن شاء الله» . اهـ. (3/118) 740 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ صَالِحِ بْنِ زِيَادٍ المُقرِئ الرَّقِّي (1) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ السُّكَّري عَمْرِو بْنِ ميمون القَنَّاد (2) ، عن عبد الرحمن بْنِ مَغْراء، عَنْ عِمران بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سُوَيد بْنِ غَفَلَة، عن علي، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ (3) : مَنْ مَنَعَهُ الصِّيَامُ مِنْ طَعَامٍ أوْ شَرَابٍ يَشْتَهِيهِ، أَطْعَمَهُ اللهُ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّةِ، وَسَقَاهُ مِنْ شَرَابِهَا. وَإِنَّهُ لَمْ يُنْخَلْ لرسول الله (ص) طعامٌ قَطُّ، وَلا شَبِعَ (4) مِنْ خُبزِ بُرٍّ ثلاثةَ أيام ٍ مُتَوَالِيَةٍ، حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ ويشبهُ أَنْ يكونَ أَبُو زُهَيْرٍ (5) سمعَه مِنْ (6) عَمْرِو بْنِ شَمِر؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُدرِكْ عِمرانَ بْنَ مُسْلِمٍ. _________ (1) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (3634) . (2) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/258 رقم1424) وقال: «سألت أبي عنه، فقال: لا أعرفُه، والحديث الذي رواه منكر» . (3) قوله: «قال» سقط من (ك) . (4) في (ك) : «ولا يشبع» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) . (5) هو: عبد الرحمن بن مَغْراء. (6) في (ك) : «ابن» بدل: «من» . (3/119) 741 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ (1) ، عَنْ ثَوْرٍ (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ أَبِي طَلحَة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي ذَرٍّ (3) : أنَّ النبيَّ (ص) واصَلَ بَيْنَ يومَيْنِ، فأتاهُ جبريلُ فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قَدْ قَبِلَ وِصالَكَ ... الحديثَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَقَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ الوليدُ (4) ، عَنْ ثَور، عَنْ عليِّ بْنِ أَبِي طَلحَة، عَمَّن لا يتَّهم (5) ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن أبي ذَرٍّ (6) ، _________ (1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3138) ، و"مسند الشاميين" (464) عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ ثور بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عن أبي ذر، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ثور إلا يحيى، ولا يروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد» . ومن طريق الطبراني، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (37/15) . قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/158) : «ولم أعرف عبد الملك، وبقية رجاله رجال الصحيح» . وقال ابن حجر في"فتح الباري" (4/205) : «ليس إسناده بصحيح» . ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/139) من طريق الهيثم بن حميد، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طلحة، عن عبد الله بن ذر، أن النبي (ص) واصل ... فذكره. (2) هو: ابن يزيد الكَلاعي. (3) في (أ) و (ش) : «علي بن ذر» ، وضبَّب ناسخ (ك) على قوله: «علي» . وثَمَّ تعليقٌ بهامش النسخة (أ) ، ونصُّه: «إنما هو: عن عبد الملك، عن أبي ذر؛ كذا خرَّجه الطبراني» ، وقد تقدَّم تخريج رواية الطبراني. (4) هو: ابن مسلم. (5) ضبطها ناسخا (أ) و (ف) : «يُتَّهَم» بضم المثنَّاة التحتية، على البناء لما لم يُسَمَّ فاعله. (6) كذا في جميع النسخ، ولعلَّ الصواب: «عن عبد الملك، عن أبي ذر» . وانظر التعليق قبل السابقين. (3/120) عن النبيِّ (ص) : فأيُّهما أصَحُّ عندك (1) ؟ قَالا: حديثُ الْوَلِيدِ أصَحُّ. 742 - وسألتُ أَبِي (2) وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشِير (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: ألاَ أُخْبِرُكُمْ بِالغَنِيمَةِ البَارِدَةِ؟! الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ؟ قَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ هَمَّام (4) ، والدَّسْتوائي (5) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ... . قلتُ لأَبِي: الخطأُ مِمَّن هو (6) ؟ _________ (1) في (ت) : «عند» ، وفي (ك) : «عنده» ، والجادَّة: «عندكما» ، لكنْ لعلَّه وَجَّهَ السؤالَ إلى كل واحدٍ منهما على حدة، فيصح على ذلك أنْ يقول" «عندك» ، والله أعلم. (2) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) . (3) روايته أخرجها الطبراني في "الصغير" (716) ، و"مسند الشاميين" (2600) وابن عدي في = = "الكامل" (3/374) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3658) . من طريق الوليد بن مسلم، عنه، به. ومن طريق الطبراني، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/456) . قال الطبراني: «لم يروه عن قتادة إلا سعيد، تفرد به الوليد» . وكذا قال ابن عدي. وعزاه السخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم 588) إلى ابن أبي عاصم. (4) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" ص (221) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/297) . ومن طريق عبد الله بن أحمد رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/381) . قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم588) بعد أن ذكره موقوفًا: «وهو أصح» . (5) في جميع النسخ: «الدستواني» ، عدا (ك) و (ش) ، فإنها لم تنقط ولم تهمز فيهما. والدَّستوائي هذا هو: هشام ابن أبي عبد الله. (6) قوله: «هو» ليس في (ك) . (3/121) قَالَ (1) : مِنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير. 743 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كان _________ (1) في (ك) : «قال: هو» . (2) هو: ابن الوليد. ولم نقف على روايته بهذا اللفظ، والحديث رواه ابن ماجه في "سننه" (1678) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4792) ، والطبراني في "الصغير" (401) و"مسند الشاميين" (1830) ، وابن عدي في "الكامل" (3/406) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/262) من طريق بَقِيَّةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سعيد الزبيدي، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة قالت: اكتحل رسول الله (ص) وهو صائم. قال ابن عدي: «سعيد بن أبي سعيد الزبيدي، شيخ مجهول، وأظنه حمصي، حدث عنه بقية وغيره، حديثه ليس بالمحفوظ» . وقال البيهقي: «وسعيد الزبيدي من مجاهيل شيوخ بقية، ينفرد بما لا يتابع عليه» . وتعقبهما ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/317) بقوله: «وليس هو بمجهول؛ كما قاله أيضًا ابن عدي؛ بل هو: سعيد بن عبد الجبار الزبيدي الحمصي، وهو مشهور؛ لكنه مجمع على ضعفه، وأبو أحمد بن عدي فرَّق في كتابه بين سعيد بن أبي سعيد وبين سعيد ابن عبد الجبار، وهما واحد» . وبنحوه قول الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/365) . ووقع في رواية الطبراني في "الصغير": «محمد بن الوليد الزبيدي» . قال ابن عبد الهادي: «وقد ظنَّ بعض العلماء أن الزبيدي في هذا الحديث هو محمد بن الوليد، الثقة الثبت، وذلك وهمٌ؛ وإنما هو: سعيد بن أبي سعيد كما صرح به البيهقي وغيره» . وقال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (2/691) في بقية بن الوليد: «وكان ربما روى عن سعيد بن عبد الجبار الزبيدي أو زرعة بن عمرو الزبيدي، وكلاهما ضعيف الحديث، فيقول: «نا الزبيدي» فيُظَنُّ أنه محمد بن الوليد الزبيدي صاحب الزهري» . ثم ذكر له هذا الحديث وقال: «وظنه بعضهم محمد بن الوليد، فنسبه كذلك، وأخطأ، وإنما هو: سعيد بن عبد الجبار» . (3) هو: ابن عروة بن الزبير. (3/122) يَحْتَجِمُ وَهُوَ صائِمٌ؟ فَقَالا: هُوَ سعيدُ بْنُ عَبْدِ الجبَّار (1) ، عَنْ أبي (2) جَزِيٍّ (3) ، عَنْ هِشَامٍ، والحديثُ حديثُ هِشَامٍ (4) ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَحتَجِمُ وهو صائِمٌ. وأبو جَزِيٍّ ضعيفُ الْحَدِيثِ. 744 - وسمعتُ (5) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ سُوَيد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَاري، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني (6) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبي (7) ، عَنْ ثَوْبان؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَنْ _________ (1) هو: سعيد بن أبي سعيد المتقدم، قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/365) بعد أن ذكر سعيد بن أبي سعيد: «واسم أبيه: عبد الجبار على الصحيح» . (2) في (ت) و (ك) : «ابن» بدل: «أبي» . (3) بالجيم والزاي، ثم ياء مثناة. ومنهم من يقول: «جزء» ؛ بالهمزة بدل الياء، والأول أشهر، واسمه: نصر بن طريف، وقد اختلف الأئمة في ضبط «جزي» ، فمنهم من ضبطه بفتح الجيم وكسر الزاي، على وزن «عَلِيّ» ، ومنهم من ضبطه بكسر الجيم وسكون الزاي، على وزن «جِزْي» ، ومنهم من ضبطه بضم الجيم وفتح الزاي على وزن «سُمَيّ» . انظر تفصيل ذلك في "الإكمال" لابن ماكولا (2/78-81) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (2/310) ، و"لسان الميزان" (6/154) ، و"القاموس المحيط" (ص 1270) . (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9334) من طريق عبيد الله بن موسى وأبي أسامة كلاهما، عنه، به. (5) نقل هذا النص ابن القيم في "تهذيب السنن" (3/310) ، والعلائي في "رفع الإشكال، عن صيام ست من شوال" (ص68) ، وقد تقدمت هذه المسألة برقم (716) ، وانظر المسألة التالية. (6) هو: شراحيل بن آدة. وقوله: «عن أبي الأشعث الصنعاني» سقط من (ك) . (7) هو: عمرو بن مرثد. (3/123) صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (1) مِنْ شَوَّالٍ ... . قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ شديدٌ (2) ؛ قَدْ سَمِعَ يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَاري هَذَا الحديثَ (3) مِنْ أَبِي أَسْمَاءَ؛ وَإِنَّمَا (4) أَرَادَ (5) سُوَيْدٌ: مَا حدَّثنا صَفْوان بْنُ صَالِحٍ؛ قَالَ: حدَّثنا مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (6) ، [عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ] (7) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني، عَنْ شَدَّاد بْنِ أَوْسٍ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (8) مِنْ شَوَّالٍ ... . وحديثُ ثَوْبان: الصَّحيحُ: يحيى بن الحارث؛ أنه (9) سَمِعَ أَبَا (10) أَسْمَاءَ الرَّحَبِيَّ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) . 745 - وسُئِلَ (11) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (12) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عن أبي الأَشْعَث _________ (1) انظر الكلام على قوله: «بِسِتّ» في المسألة رقم (713) . (2) في "تهذيب السنن" و"رفع الإشكال": «هذا وَهَمٌ من سويد» . (3) قوله: «هذا الحديث» مكرر في (ف) . (4) في (ف) : «إنما» بلا واو. (5) قوله: «وإنما أراد» سقط من (ت) و (ك) . (6) هو: مروان بن محمد. (7) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من "تهذيب السنن"، و"رفع الإشكال"، وجاء على الصَّواب في المسألة التالية. (8) في (ك) : «بستة» ، وكلاهما جائزٌ لغةً. انظر التعليق على المسألة رقم (713) . (9) قوله: «أنه» من (ف) فقط. (10) في (أ) و (ش) : «أبي» . (11) نقل هذا النص ابن القيم في "تهذيب السنن" (3/310) ، والعلائي في "رفع الإشكال عن صيام ست من شوال" (ص68) ، وانظر المسألة السابقة، والمسألة رقم (716) . (12) هو: مروان بن محمد. (3/124) الصَّنْعاني (1) ، عَنْ [شَدَّاد] (2) بْنِ أَوْس، عن النبيِّ (ص) : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (3) مِنْ شَوَّالٍ ... ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: الناسُ يَروون (4) عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوبان، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (5) . 746 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سُوَيد بن عبد العزيز (7) ، عن قُرَّة بن عبد الرحمن، عَنِ الزُّهْري، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم، عن _________ (1) هو: شراحيل بن آدة. (2) في جميع النسخ: «أوس» ، والتصويب من "تهذيب السنن" و"رفع الإشكال عن صيام ست من شوال". وجاء على الصَّواب في المسألة السابقة. (3) انظر الكلام على قوله: «بست» من جهة اللغة، في التعليق على المسالة رقم (713) . (4) في (ك) : «يروونه» ، وهكذا كانت في (ف) و (ت) ، ثم صُوِّبت. (5) كذا في جميع النسخ و"رفع الإشكال" للعلائي، والجادَّةُ أن يكون بالألف رفعًا على الخبرية؛ والتقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ مجيئه بالياء «صحيحين» له وجهان في العربية، ذكرناهما في تخريج نحوه في المسألة رقم (25) . (6) انظر المسألة المتقدمة برقم (681) ، والتعليق عليها. (7) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (817) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/98) ، والطبراني في "الأوسط" (544 و8217) ، وابن عدي في "الكامل" (4/220) ، والحاكم في "المستدرك" (3/631) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4070) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/346) . قال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/8) في ترجمة عبد الله بن حذافة: «لا يصح حديثه، مرسل» . قال ابن عدي بعد روايته للحديث: «وهذا الحديث هو الذي أشار إليه البخاري لعبد الله بن حذافة لا يصح» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا قرَّة، تفرد به سويد بن عبد العزيز» . (3/125) عبد الله بْنِ حُذافَة السَّهْمي: أنَّ النبيَّ (ص) أمرَه أَنْ يُنادِيَ فِي أَهْلِ مِنًى: أنْ لا تَصُومُوا هذهِ (1) الأَيَّامَ؛ فإنَّها أَيَّامُ أَكلٍ وشُربٍ وذِكْرِ اللهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري؛ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ مَسْعُودٍ، عَنْ عبد الله بْنِ حُذَافَة. 747 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن بَشير (2) ، عَنْ قَتَادة، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي: الَّذِي _________ (1) في (ت) و (ك) : «في هذه» . (2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (273/أ/مسند أبي هريرة) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2677) ، والدارقطني في "السنن" (2/179-180) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/353) من طريق أبي الجماهر محمد بن عثمان، عنه، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عَنْ قَتَادَةَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن أبي هريرة إلا الحجاج بن أرطاة وسعيد بن بشير» . ورواه الترمذي في "جامعه" (721) ، والبزار في "مسنده" (273/أ/مسند أبي هريرة) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6038) ، والدارقطني في "السنن" (2/180) من طريق حجاج بن أرطاة، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (939) من طريق يزيد التستري والحسن بن دينار، ثلاثتهم، عن قتادة، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (1933) ، ومسلم في "صحيحه" (1155) من طريق هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن سيرين، به. ورواه الدارقطني في "السنن" (2/179) من طريق عمار بن مطر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أبي هريرة، به. قال الدارقطني: «عمار ضعيف» . (3/126) يَأْكُلُ نَاسِيًا وَهُوَ صَائِمٌ، إِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ ابنُ أَبِي عَروبة (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي رَافِعٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) . وسعيدُ بْنُ أَبِي عَروبة أحفَظُ. 748 - وسألتُ (4) أبي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير، عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاشٍ اليَشكُريِّ (5) ، عَنْ أَبِي قَتادة بْنِ رِبْعِيٍّ (6) ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الجُمُعَة؟ فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ سعيدُ بْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاش، عَنْ أَبِي قَتادة العَدَويِّ، موقوفً (7) . _________ (1) هو: سعيد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/489 رقم 10348) ، وإسحاق ابن راهويه في "مسنده" (18) وابن الجارود في "المنتقى" (390) . ورواه ابن حبان في "كتاب الصلاة" - كما في "إتحاف المهرة" (20073) - من طريق شعبة، والدارقطني في "سننه" (2/179) من طريق نصر بن طريف كلاهما عن قتادة، به. قال الدارقطني: «نصر بن طريف أبو جزء ضعيف» . وقال الدارقطني في "العلل" (1821) بعد أن ذكر الاختلاف على قتادة: «ولعل قتادة روى عنهما» أي: ابن سيرين وأبي رافع. (2) هو: نُفَيع الصَّائغ. (3) قوله: «عن أبي هريرة» سقط من (ف) . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (684) و (722) . (5) هو: عيَّاش بن عبد الله. (6) هو: الحارث بن ربعي. (7) كذا في النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3/127) قَالَ أَبِي: وَأَبُو قَتادَةَ العَدَويُّ مِنَ التَّابعين. 749 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقان (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ رجُلاً أَتَى النبيَّ (ص) فَقَالَ: إِنِّي هَلَكتُ؛ وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي شَهْرِ (3) رمضانَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري (4) ، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: قَدِمَ جعفرُ بْنُ بُرْقان الكوفةَ وَلَيْسَ مَعَهُ كُتُب، فَكَانَ يحدِّث مِنْ حِفظِه فيغلَطُ. 750 - وسمعتُ (5) أَبِي وحدَّثنا عَنْ هِلالِ ابن العَلاء (6) ، عن أبيه (7) ، عن عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيسة، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عليِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَجُلا أفطرَ فِي شَهْرِ رمضانَ، فَأَتَى أَبَا هريرةَ، فَسَأَلَهُ (8) ؟ فَقَالَ: لا يُقبَلُ مِنْهُ صومُ سَنَةٍ. _________ (1) انظر المسألة رقم (653) و (707) و (708) . (2) روايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (10/242) . (3) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (4) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (707) . (5) انظر المسألة رقم (674) و (720) و (776) وفيها تخريج طرق الحديث. (6) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3271/الرسالة) . (7) هو: العلاء بن هلال. (8) قوله: «فسأله» سقط من (ك) . (3/128) قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: حبيبٌ، عَنْ عُمَارَة بْنِ عُمَير، عَنِ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ. 751 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله (2) بن عمرو (3) ، عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ جُنْدب بْنِ سُفْيان (4) ، عن النبيِّ (ص) : أَفْضَلُ الصِّيَام ِ (5) بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ: المُحَرَّمُ؟ قَالَ أبي: أخطأَ فيه عُبَيدالله؛ الصَّوابُ: مَا (6) رَوَاهُ زَائِدَةُ (7) وغيرُه (8) ، عن عبد الملك بْنِ عُمير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنتَشِر، عن حُمَيد _________ (1) ستأتي هذه المسألة برقم (770) موجَّهة لأبي زرعة، وقد أجاب بمثل جواب أبي حاتم هنا. (2) في (ك) : «عبد الله» . (3) هو: الرَّقي، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (2916/الرسالة) ، والروياني في "مسنده" (970) ، والطبري - كما في "إتحاف المهرة" (3997) وصححه -، والطبراني في "الكبير" (2/169 رقم 1695) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (4/291) . قال ابن حجر متعقبًا تصحيح الطبري له: «وفيه نظر؛ فإن عبيد الله بن عمرو تفرد به، وخالفه أبو عوانة وزائدة وغير واحد، فرووه عن عبد الملك بن عمير، عن محمد ابن المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، من هذا الوجه أخرجه مسلم» . (4) هو: جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي. (5) قوله: «الصيام» سقط من (ف) . (6) قوله: «ما» ليس في (ف) . (7) هو: ابن قُدامة. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1163) . (8) ذكر أبو زرعة في المسألة رقم (770) منهم: أبا عوانة وضَّاح بن عبد الله، وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/342 رقم 8507) ، والدارمي في "مسنده" (1517) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/291) وجرير بن عبد الحميد، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1163) . (3/129) بن عبد الرحمن (1) ؛ منهم من يَقُولُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمِنْهُمْ مِنْ يُرْسِلُه؛ يَقُولُ: حُمَيد، عن النبيِّ (ص) . والصَّحيحُ مُتَّصِلٌ: حُمَيدٌ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (2) . 752 - وسمعتُ (3) أَبِي يَقُولُ: وَهِمَ محمَّدُ ابن سَلَمة (4) فِي الحديثِ الَّذِي يَرْوِيهِ عن زياد ابن أَبِي مَرْيَمَ: أَنَّهُ دخلَ عَلَى أَبِي مُوسَى، وَهُوَ يَحتَجِمُ وَهُوَ صائِمٌ؛ فِي ذِكْرِ الحِجامَة للصَّائم (5) . _________ (1) هو: الحميري. (2) قال الدارقطني في "العلل" (1656) : «اختُلِف فيه على حميد بن عبد الرحمن: فرواه عبد الملك بن عمير، واخُتِلف عنه: فرواه زائدة بن قدامة وأبو حفص الأبَّار والثوري وشيبان وأبو حمزة وأبو عوانة وعبد الحكيم بن منصور وعكرمة بن إبراهيم وجرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، وخالفهم عُبيدالله بن عمرو الرَّقِّي؛ رواه عن عبد الملك بْنِ عُمير، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ سفيان، عن النبي (ص) ، ووَهِمَ فيه، والذي قبله أصحُّ، عن عبد الملك. ورواه أبو بشر جعفر بن إياس، = = عن حميد الحميري، واختُلِف عنه: فأسنده أبو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَن حميد الحميري، عن أبي هريرة، وخالفه شعبة، فرواه عن أبي بشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن النبي (ص) مرسلاً، ورفعُه صحيح» . وصحَّح المزي في "تحفة الأشراف" (3266) حديثَ عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنتشر، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، مرفوعًا. (3) نقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (11/40) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (682) . (4) هو: الحرَّاني. (5) قال المصنف في "المراسيل" (217) : «سمعت أبي يقول: زياد بن أبي مريم لم يدخل على أبي موسى قط، وَهِمَ محمد بن مُسْلِم، في هذا الحديث في ذكر الحجامة للصائم» كذا وقع في المطبوع من "المراسيل" «محمد بن مسلم» وهو تحريف والصواب كما في المسألة: «محمد بن سلمة» . (3/130) 753 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقان، عَنْ أَبِي الزُّبَير (2) ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) أَمَرَ أَبَا طَيْبَةَ أَنْ يَحْجُمَهُ فِي رمضانَ مَعَ غَيبُوبَةِ الشَّمسِ؟ فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، حدَّثنا به هشامُ ابنُ عَمَّارٍ (3) ، عَنْ سَعْدان (4) ، عَنْ جَعْفَرٍ. قَالَ أَبِي: وجعفرُ بْنُ بُرْقان لا يصِحُّ لَهُ السَّماعُ مِنْ أبي الزُّبَير، ولعلَّ بينهُما رجلً ضَعِيفٌ (5) . 754 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه ابن المبارك (6) ، وخالد _________ (1) انظر المسألة رقم (761) . (2) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس. (3) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (3536) ، والطبراني في "الأوسط" (4527) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ جعفر بن بُرْقان إلا سعيدُ بن يحيى، تفرَّد به هشام بن عمار» . (4) هذا لقبه، واسمه: سعيد بن يحيى اللَّخْمي. (5) كذا في جميع النسخ، وتَحْتَمِلُ العبارةُ أحدَ وجهَيْن: إمَّا أن يقال: ولعلَّ بينهما رجلً ضعيفً، أو يقال: ولعلَّ بينهما رجلٌ ضعيفٌ، فالأول: بالنصب على لغة ربيعة، والثاني بالرفع على تقدير ضمير الشأن، وسبق تخريج نحو ذلك في المسألة رقم (130) في قوله: «إنَّ للوضوء شيطان» . وانظر المسألة رقم (34 و854) . (6) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/184 رقم 1596) ، ومسلم في "صحيحه" (1086) . ورواه أحمد (1/184 رقم 1594 و1595) ، ومسلم (1086) من طريق محمد بن بشر وزائدة بن قدامة، وابن خزيمة في "صحيحه" (1920) ، والبزار في "مسنده" (1181) من طريق مروان بن معاوية، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/281) من طريق حكام بن سلم ومهران بن أبي عمر جميعهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، وقد رواه غير واحد عن إسماعيل، عن محمد بن سعد، مرسلاً، وأسنده جماعة منهم: زائدة، ومحمد بن بشر ومروان بن معاوية» . (3/131) الواسِطي (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عَنْ أَبِيهِ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : الشَّهْرُ هَكَذا، وهَكَذا؛ تِسْعً وَعِشْرينَ، وَثَلاَثِينَ (2) . وَرَوَاهُ وكيعٌ (3) ، وَيَحْيَى القَطَّانُ (4) ، فَقَالا: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (5) ؟ _________ (1) هو: خالد بن عبد الله. (2) قوله: «تِسْع» كذا في جميع النسخ، وهو بفتحتين على العين؛ لأنَّه منصوبٌ على إضمار فعل مقدر، ويحتمل وجهين: الأول: أنه بإضْمار فعل ناقص، والتقدير: «الشَّهْرُ يكون هَكَذا وهَكَذا؛ تِسْعً وَعِشْرينَ، وَثَلاَثِينَ» ، فـ «تِسْعً وعشرين» ، و «وَثَلاَثِينَ» منصوبان؛ لأنهما عطفُ بيان أو بدلٌ من قوله: «هَكَذا وهَكَذا» ، وقد صرِّح بهذا الفعل- وهو «يكون» - عند مسلم في "صحيحه" (1084) من حديث جابر، وعند ابن خزيمة في "صحيحه" (1921) من حديث عمر بن الخطاب: «إنَّ الشهر يكونُ تِسْعًا وعِشْرين» . وانظر "تقريب الأسانيد" للعراقي (4/116) . والثاني: أنه بإضمار فعل تام، والتقدير: «الشَّهْرُ هَكَذا وهَكَذا، أعني - أو يعني - تِسْعً وَعِشْرينَ وَثَلاَثِينَ» . هذا؛ وقد كانت الجادَّة - في الوجهين - أن يقال: «تِسْعًا» بالألف على لغة جمهور العرب، كما جاء = = في مطبوعات مصادر التخريج؛ لكنَّ حذفها هنا جارٍ على لغة ربيعة، التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) هو: ابن الجرَّاح الرُّؤاسي. (4) هو: يحيى بن سعيد. ولم نقف على رواية وكيع والقطان، والحديث رواه النسائي في "سننه" (2137) من طريق محمد بن عبيد، عن إسماعيل، عن محمد بن سعد، به مرسلاً. (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) . (3/132) قَالَ أَبِي: المُتَّصِلُ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) أشبَهُ؛ لأنَّ الثِّقات قَدِ اتَّفقوا (1) عُلَيَّةَ (2) . 755 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْل بْنُ عُثْمَانَ العَسْكري؛ قال: حدَّثنا غالبُ ابن فائِد، عَنْ إِسْرَائِيلَ (4) ، عَنْ جَابِرٍ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَن جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: خِيَارُكُمْ مَنْ قَصَرَ الصَّلاَةَ فِي السَّفَرِ وَأَفطَرَ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا عبد الله بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ (6) ؛ قَالَ: أخبرنا إسرائيل، _________ (1) في (ك) : «اتفق» . (2) قال البرذعي في "سؤالاته" (ص 750) : «سمعت محمد بن يحيى يقول: سمعت علي بن عبد الله يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يقول: كان معي في الأطراف: عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [سَعْدٍ] ، عَنْ أَبِيهِ: «الشهرُ هكذا وهكذا» ، فسألت إسماعيل عنه؟ فأنكر أن يكون: عن أبيه» . وقال الدارقطني في "العلل" (626) : «يرويه إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد، واختُلِف عنه: فرواه زائدة وخالد الواسطي وورقاء ومحمد بن بشر وابن المبارك، عن إسماعيل، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سعد، ورواه علي بن مسهر وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ إسماعيل، عن محمد بن سعد مرسلاً. ورواه مغيرة ابن مسلم، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن السعدي، ووَهِمَ فيه، والصَّواب: حديث محمد بن سعد، وكان إسماعيل بن أبي خالد مرَّة يصله، ومرَّة يرسله» . (3) نقل هذه المسألة بتمامها ابن الملقن في "البدر المنير" (3/326/مخطوط) ، لكن وقع عنده: «عن إسرائيل، عن جده، عن محمد بن المُنْكَدِر» . (4) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. (5) هو: ابن يزيد الجُعفي. (6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/165/تعليقًا) ، وابن عدي في "الكامل" (3/24) ، وابن شاذان في "الجزء الثامن من أجزائه"، وعبد الغني المقدسي في "السنن" - كما في "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني _ح (3560) . قال ابن عدي: «وخالد العبد ليس له من الحديث إلا مقدار عشرة وأقل، عن ابن المنكدر والحسن البصري، وأحاديثه بمقدار ما يرويه مناكير» . (3/133) عَنْ خَالِدٍ العَبْد (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وغالبُ (2) بْنُ فَائِد مَغْرِبِيٌّ (3) ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. 756 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ مَغْراء (4) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: سافَرْنَا مَعَ رَسُولِ الله (ص) ، فَمِنَّا الصَّائمُ، ومنَّا المُفطِرُ، فكان (5) من صامَ فِي أنفُسِنا أفضلَ، وَكَانَ المُفْطِرونََ هم الذين يَعْمَلونَ، ويُعِينونَ، ويَسْتَقونَ، فقال رسولُ الله (ص) : ذَهَبَ المُفْطِرونَ بِالأَجْرِ؟ قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ (6) . _________ (1) في (ش) و (ف) والموضع السابق من "البدر المنير": «العبدي» ، وهكذا كان في (أ) ، ثم ضُرب على الياء. (2) قوله: «غالب» تصحَّف في (ك) إلى: «خالد» . (3) كذا في جميع النسخ، وغالب بن فائد كوفي أسدي، لم يقل أحدٌ ممن ترجم له: إنَّه مغربيّ، والذي يظهر لنا أن قوله: «مغربيّ» محرفٌ عن: «مقرئ» ؛ فإنَّه مشهور بذلك، قال ابن حجر في "لسان الميزان" (5/408) : «كوفيٌّ أخذ القراءة عن حمزة الزيات» . وانظر "الجرح والتعديل" (7/49) ، و"تاريخ الإسلام" (13/322) . (4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (28/أ/مسند أنس) ، والطبري في"تهذيب الآثار" (1/106/مسند ابن عباس) . (5) في (ت) و (ك) : «وكان» . (6) يعني: من هذا الطريق، ووجه إنكار هذا الحديث: أن عبد الرحمن بن مغراء متكلَّم في روايته عن الأعمش، ولم يتابعه على هذا الحديث - فيما نعلم - أحدٌ من أصحاب الأعمش الثقات، وفي هذا نكارةٌ ظاهرة. وقد روى ابن عدي في "الكامل" (4/289) عن علي بن المديني أنه قال: «عبد الرحمن بن مغراء أبو زهير: ليس بشيء، كان يروي عن الأعمش ستَّ مئة حديث، تركناه، لم يكن بذاك» ، ثم قال ابن عدي: «وهذا الذي قاله علي بن المديني هو كما قال، إنما أنكرت على أبي زهير هذا أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه الثقات عليها، وله عن غير الأعمش غرائب، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم» . وانظر "تهذيب الكمال" (17/421) . والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (2890) ، ومسلم (1119) كلاهما من طريق مورِّق العجلي، عن أنس، به. وانظر "العلل" للدارقطني (4/19ب - 20 أو85 أ) . (3/134) 757 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرمَلَة (2) ، عن ابن وَهْب (3) ، عن عبد الله بْنُ السَّمْح، عَنْ عُمَرَ بْنِ الصُّبْح، عَنْ مُقاتِل، عَنْ عَمْرِو (4) بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه؛ قَالَ: رأيتُ رسولَ اللَّهِ (ص) فِي السَّفَرِ (5) صَائِمًا ومُفْطِرًا، ورأيتُه يصلِّي حافِيًا ومُنتَعِلاً، ورأيتُه (6) يَشْرَبُ قاعِدًا وَقَائِمًا، ورأيتُه يَنفَتِلُ عَنْ يَمينِه وَعَنْ شِمالهِ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: ابنُ السَّمْح لَيْسَ بقويٍّ، وهو مَرْوَزِيٌّ، ومُقاتِلٌ هُوَ عِنْدِي: مُقاتِلُ (7) بْنُ سُلَيمان. 758- وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ _________ (1) تقدمت هذه المسألة برقم (413) . (2) هو: ابن يحيى التُّجِيبي. (3) هو: عبد الله. (4) تصحَّف في (ك) إلى: «عمر» . (5) في (ك) : «في سفر» . (6) في (ت) : «ورأيت» . (7) قوله: «مقاتل» ليس في (ك) . (8) انظر المسألة رقم (659) و (782) . (3/135) أَعْيَن (1) ، عَنْ خَطَّاب بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ خُصَيف (2) ، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ دخلَ عَلَى حَفْصَةَ، وأمِّ سَلَمةَ (3) - أَوْ عائِشَة - وَهُمَا (4) صائِمتانِ، ثُمَّ خَرَجَ ورَجَعَ وَهُمَا تأكُلانِ (5) ، فَقَالَ: أَلَمْ تَكُونا صائِمَتَينِ؟ ، قَالَتَا: بَلَى، ولكنْ أُهدِيَ لَنَا طعامٌ، فقال النبيُّ (ص) : صُومَا يَوْمًا مَكَانَهُ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ عبدُ السَّلام ابن حَرْب، عَنْ خُصَيف، عَنْ مِقْسَم (6) ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) . قلتُ: فأيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: حديثُ عبد السَّلام أشبهُ بالصَّواب. قلتُ: مِقْسَمٌ سمعَ من عائِشَة؟ قال: أَدرَكَها. _________ (1) لم نقف على روايته، والحديث رواه النسائي في "الكبرى" (3287-الرسالة) ، والطبراني في "الكبير" (11/288 رقم 12027) ، و"الصغير" (488) من طريق المعافى بن سليمان، عن خطاب، به. قال النسائي: «هذا الحديث منكر، وخُصَيف ضعيف في الحديث وخطّاب لا علم لي به. والصواب حديث معمر ومالك وعبيد الله» . وقال الطبراني: «لم يَروه عن خصيف إلا خطاب بن القاسم» . (2) هو: ابن عبد الرحمن الجزري. (3) المثبت من (ف) فقط، وفي بقيَّة النسخ: «حفصة أم سلمة» . (4) في (ت) و (ف) و (ك) : «هما» بلا واو. (5) في (ش) : «يأكلان» . (6) هو: ابن بُجْرَة مولى ابن عباس. (3/136) 759 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادة، عَنْ حمَّاد (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالإنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلاَ يَضَعْهُ (3) حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ. قلتُ لأَبِي: وَرَوَى رَوْحٌ أَيْضًا عَنْ حمَّاد، عَنْ عمَّار بْنِ أَبِي عمَّار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مثلَه، وَزَادَ فِيهِ: وَكَانَ المُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ إِذَا بَزَغَ الفَجْرُ؟ قَالَ أبي: هذَينِ الحديثَينِ ليسا بِصَحِيحَينِ (4) ؛ أمَّا حديثُ _________ (1) تقدمت هذه المسألة برقم (340) . (2) هو: ابن سلمة. (3) في (أ) : «نضعه» . (4) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ، ففيها: «هذان الحديثين ليسا بصحيحين» ، وكانت هكذا في (ت) ثم رُسمت كما أثبتنا، والجادَّةُ أن يقال: «قَالَ أَبِي: هَذَانِ الْحَدِيثَانِ لَيْسَا بصحيحين» ، على حكاية مقول القول - كما في المسألة رقم (340) - لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين: الأوَّل: على الإمالة، والأصلُ: «هذان الحديثان» رفعًا بالألف على الابتداء؛ لكنْ أميلت الألف في «هذانِ» ؛ لانكسار النون بعدها، ولورود السماع بإمالة «ذا» في الإشارة، وأميلت الألف في «الحديثان» ؛ لانكسار النون بعدها أيضًا، ولسبقها بالياء. وتُرْسَمُ ياءً، لكنَّها لا تنطق إلا ألفًا ممالة: «هذَ ينِ الحديثَينِ» . انظر الكلام على الإمالة في المسألة رقم (25) ، (124) . والثاني: على النصب بـ «قال» حملاً لها على «ظنَّ» ، وهذه لغة بني سليم يُجْرون القول وما اشتقَّ منه مُجْرَى الظَّنِّ مطلقًا بدون شروطٍ في نصب المفعولَيْنِ؛ فيقولون: قال زيدٌ بَكْرًا منطلقًا، فتكون على ذلك بالياء الخالصة: «هذَيْنِ الحديثَيْنِ» . قال السيوطي في "همع الهوامع": «واختُلِفَ: هل يُعْمِلونه باقيًا على معناه، أَوْ لا يُعْمِلونه حتَّى يُضَمَّنَ معنى الظَّنِّ؟ على قولَيْنِ، اختار ثانيَهُمَا ابنُ جِنِّي، وعلى الأوَّل: الأعلَمُ وابن خَرُوف» . اهـ، ومن شواهد هذه اللغة قولُ الشاعر [من الرجز أو السريع] : قالَتْ وكُنْتُ رَجُلاً فَطِينَا هذا - لَعَمْرُ اللهِ - إسرائِينَا وجمهور العرب: لا يُجْرُونَ القولَ وما تصرَّف منه مُجْرَى الظن، إلا بشروط. انظر تفصيل ذلك في: "شرح المفصَّل" (7/78- 81) ، و"شرح التسهيل" لابن مالك (2/93- 96) ، و"أوضح المسالك" (2/65- 72) ، و"شرح الأشموني" (2/72- 78) ، و"همع الهوامع" (1/563) . (3/137) عمَّار (1) : فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفٌ (2) ، وعمَّارٌ ثقةٌ. والحديثُ الآخَرُ: لَيْسَ (3) بِصَحِيحٍ. 760 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى (4) بْنِ أَبِي سَمِينَة (5) ، عَنْ أَبِي بَحْر (6) عبد الرحمن بْنِ عُثْمَانَ البَكْراوي، عَنِ ابْنِ جُرَيج (7) ، عن عُبَيدالله بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عباس: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ يُوقِظُ (8) أهلَه ليلةَ ثلاثٍ وعِشرينَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ عَبَّاسٍ (9) : أنه كان يوقِظ _________ (1) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «عمارة» . وتقدَّم في المسألة رقم (340) على الصَّواب. (2) قوله: موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (3) قوله: «ليس» سقط من (ف) . (4) قوله: «ابن يحيى» ليس في (ف) . (5) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (11/104 رقم 11259) من طريق محمد بن بكار العيشي، عن أبي بحر، به. (6) في (ك) : «عن أبي يحيى» . (7) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (8) في (ف) : «يوقض» . (9) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7686) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8688) من طريق يحيى ابن سعيد، كلاهما (عبد الرزاق ويحيى) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بن أبي يزيد، أن ابن عباس كان يرشُّ على أهلِه الماءَ ليلة ثلاثٍ وعشرين. وانظر "فتح الباري" لابن حجر (4/264) . (3/138) ُ أهلَه، موقوفً (1) . 761-أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (2) : حدَّثنا (3) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا (4) مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاح البَزَّاز (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا شَريك (6) ، عن ليث (7) ، عن عبد الوارث (8) ، عن أنس؛ قال: _________ (1) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) من قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا من (ت) و (ك) فقط. (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» ، وانظر المسألة رقم (753) . (4) قوله: «أبو زرعة قال: حدثنا» سقط من (أ) و (ش) . (5) في (ف) : «البزار» . وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (4225) . ورواه الترمذي في "العلل الكبير" (214) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2750) ، والطبراني في "الكبير" (22/383 رقم 954) من طرق عن شريك، به. وسقط من "الآحاد والمثاني" قوله: «عن ليث» . = ... ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6882) . ورواه ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (403) من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن شريك، عن عبد الوارث، عن عبد الرحمن بن أنس بن مالك، عن أبيه، به. ورواه البزار في "مسنده" (28/ب/مسند أنس) ، والطبراني في "الأوسط" (5898) من طريق الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ عن أنس، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش إلا الربيع بن بدر، والربيع لين الحديث» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأعمش إلا عُلَيلة ابن بدر، وهو: الربيع بن بدر» . (6) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (7) هو: ابن أبي سُلَيم. (8) قال الترمذي في "العلل" (214) : «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن عبد الوارث هذا؟ فقال: هو رجل مجهول» . (3/139) مرَّ بِنَا أَبُو طَيْبَة فِي شَهْرِ (1) رمضانَ، فَقُلْنَا: مِنْ أينَ جئتَ؟ قال: حَجَمْتُ النبيَّ (ص) (2) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 762 - وسمعتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ (4) وحدَّثنا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ مُوسَى (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حسَّان، عَنِ اللَّيث بْن سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (6) ، عَنْ عَمْرَة (7) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالت: كَانَ رسولُ الله (ص) يُقَبِّلُني وَهُوَ صائمٌ. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ هَذَا (8) الحديثَ، فَقَالَ: حدَّثنا (9) يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَير؛ قَالَ: حدَّثني اللَّيث، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ ليس بينهُما عَمْرَةُ. _________ (1) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (2) قوله: «النبي (ص) » سقط من (ف) . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (710) ، وفيها أن أبا حاتم وأبا زرعة قالا عَنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ حسَّان: «هَذَا خطأٌ، إِنَّمَا هُوَ: اللَّيث، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ؛ أَنَّهُ بلغَه عَنْ عائِشَة: أَنَّ النبيَّ (ص) كان يُقَبِّلُها ... وهو الصَّحيحُ» . (4) في (ف) : «أبي زرعة» . (5) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/92) . (6) قوله: «عن يحيى بن سعيد» سقط من (ك) . (7) هي: بنت عبد الرحمن. (8) قوله: «هذا» ليس في (ش) . (9) في (ش) و (ف) : «حدثني» . (3/140) فجعلَ أبا زُرْعَةَ (1) حديثَ ابنِ بُكَير عِلَّةً لِحَدِيثِ يَحْيَى بْنِ حسَّان. 763 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ الطَّنَافِسي (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ غُرَاب، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَمَ وَهُوَ صائمٌ مُحْرِمٌ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطِلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 764 - وسألتُ (4) عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيد، وذكرتُ لَهُ حَدِيثًا رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الكِلابي (5) ، عَنْ هَمَّام (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ تَقَدَّمُوا (7) شَهْرَ رَمَضَانَ _________ (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أبو زرعة» ؛ لأنه فاعلُ «جَعَلَ» ؛ ولذا ضَبَّبَ عليها ناسخ (ت) ، وضرَبَ ناسخ (ش) على «با» من «أبا» ، وكتب فوقها «بو» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، ووجهُهُ أنه جاء على لغة من يلزم الأسماء الستة الألف مطلقًا رفعًا ونصبًا وجرًّا. انظر الكلام على هذه اللغة في المسألة رقم (9) . (2) لم نقف على روايته، والحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (3/326) من طريق سلم بن سالم البلخي، عن عبيد الله الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به. (3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (4) انظر المسألة المتقدمة برقم (717) . (5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (134/ب/مسند أبي هريرة) قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير، عنه، به. بالشطر الثاني فقط. (6) هو: ابن يحيى العَوْذي. (7) أي: لا تَتَقَدَّمُوا، ثم حُذِفَتْ إحدى التاءين تخفيفًا، وانظر نحو ذلك في التعليق على قوله: «ولو تَقَلَّدُ سَيْرًا» في المسألة رقم (388) . (3/141) بِصَوْمِ (1) يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلاَّ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ. وسمعتُه (2) يَقُولُ: مَنْ صَامَ أَوْ قَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَإِنَّهُ يُغْفَرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ؟ فسمعتُ ابْنَ جُنَيدٍ يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: هَمَّامٌ (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . 765 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُصعَب بْنُ سَعِيدٍ المِصِّيصي، وأحمدُ بْنُ سُلَيمان بْنِ أَبِي الطَّيِّب (4) ، كلاهما عن عيسى _________ (1) في (أ) : «يصوم» . (2) القائل: «وسمعته» هو أبو هريرة. (3) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/347 و408 رقم 8575 و8576 و9287 و9288 و9289) . من طريق عفان، عن همام، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1901) ، ومسلم (760) من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «من صام رمضان ... » ، الحديث. ورواه مسلم (1082) من طرق عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) قال: «لا تقدموا رمضان بصوم يوم ... » ، الحديث. وذكر الدارقطني في "العلل" (1731) الاختلاف في هذا الحديث فانظره إن شئت. (4) لم نقف على روايتهما، والحديث رواه البزار في "مسنده" (2658) من طريق الوليد بن صالح، والطبراني في "الكبير" (20/93 رقم180) من طريق عمار بن كعب، كِلاهُمَا عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عن الأحوص، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بن نفير، عن معاذ: أن النبي (ص) احتجم وهو صائم. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن معاذ، عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه» . وقال ابن حجر في "مختصر زوائد البزار" (1/426) : «وجبير لم يلحق معاذًا» . والحديث علَّقه ابن حبان في "المجروحين" (1/175- 176) عن الأحوص بن حكيم، به، وقال: «أما حديثه الأول أنه قال: احتجم النبي (ص) وهو صائم، فهو أصل صحيح من حديث ابن عباس وغيره، فيه ذكر الإحرام، أنه احتجم وهو صائم محرم» . ورواه ابن أبي شيبة (9330) : حدثنا أبو أسامة، عن الأحوص، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بن نفير: أن معاذًا احتجم وهو صائم. (*) ... في (أ) : «الأخوص» بالخاء المعجمة. (3/142) ابن يُونُسَ، عَنِ الأَحْوَص (*) بْنِ حَكِيم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، عَنْ جُبَير بْنِ نُفَير، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جبل؛ قال: احتَجَمَ النبيُّ (ص) وَهُوَ صائِمٌ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ فِي كِتَابِ عِيسَى ابن يُونُسَ: عَنِ الأَحْوَص (*) بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّة (2) ، عَنْ جُبَير بن نُفَير: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَمَ ... مُرْسَلٌ (3) . 766- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن _________ (1) كذا في جميع النسخ: «أبي هريرة» ! والذي في مصادر التخريج: «أبي الزاهرية» . (2) هو: حُدَيْر بن كُرَيب. (3) كذا، والجادَّة: مرسلاً، لكنَّ حَذْفَ الألف جارٍ على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (2/483) ، وقال ابن عرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/147) : قال ابن أبي حاتم في "العلل": سألت أَبِي عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هذا حديثٌ كذبٌ» . اهـ. (5) هو: ابن الوليد، ولم نقف على روايته من هذا الوجه والحديث رواه أبو الفتح الأزدي في "كتاب الضعفاء" - كما في "فيض القدير" للمناوي (3/460) - من طريق داود بن رشيد، وأبو القاسم الحُرْفي في "عشرة مجالس من أماليه" (8/أ) من طريق عثمان بن سعيد، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير" (1/351) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1131) من طريق سعيد بن عنبسة جميعهم عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحجاج، عن جابان، عن أنس، به. ومن طريق أبي القاسم الحُرْفي رواه ابن العديم في "بغية الطلب" (2/768) . الحديث أورده الأزدي في ترجمة محمد بن الحجاج وقال: «لا يكتب حديثه» . وقال الجورقاني: هذا حديث باطل، وفي إسناده ظلمات فيها: جابان، ومحمد بن الحجاج، فإنهما ضعيفان. ومحمد بن الحجاج هذا هو ليس محمد بن الحجاج الحضرمي المصري، ومنها: بقية بن الوليد ... ومنها: سعيد بن عنبسة قال عَليّ بْن = = الْحُسَيْن بْن الجنيد: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سعيد بن عنبسة كذاب ... » إلخ. وقال ابن الجوزي: «وهذا حديث موضوع، ومن سعيد إلى أنس كلهم مطعون فيه، قال يحيى بن معين: وسعيد كذاب» . (3/143) الحجَّاج، عَنْ مَيْسَرَة بْنِ عَبْدِ ربِّه (1) ، عَنْ جَابَانَ (2) ، عَنْ أَنَسِ بن مالك، عن النبيِّ (ص) قال: خَمْسٌ يُفَطِّرْنَ الصَّائِمَ، وَتَنْقُضُ (3) الوُضُوءَ: الغِيبَةُ، وَالنَّمِيمَةُ، والكَذِبُ، والنَّظَرُ بالشَّهْوَةِ، وَاليَمِينُ الكَاذِبَةُ، ورأيتُ رسولَ الله (ص) يَعُدُّها كما تَعُدُّ (4) النِّسَاءُ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ كذبٌ، ومَيسَرَةُ بْنُ عَبْدِ ربِّه كَانَ يَفتَعِلُ الحديثَ. 767 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ ابنُ الوليد (6) ، عن _________ (1) في (ت) و (ك) : «عبد الله» ، وصُوِّبت بهامش (ك) . (2) في (ت) و (ك) : «رَجَاء بان» ! وكتب فوقها في (ك) : «كذا» . (3) في (ت) : «وينقض» ، وفي (ك) : «وينقضن» ، وهي مهملة في بقيَّة النسخ. (4) في (أ) و (ت) : «يعد» ، ولم تنقط في (ش) و (ف) . (5) تقدمت هذه المسألة برقم (684) . (6) روايته أخرجها الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 151) . (3/144) شُعْبَة (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب العَتَكي (2) ، عن صفيَّةَ ابْنَتِ (*) حُيَيّ (3) : أَنَّهَا دخَلَتْ عَلَى رَسُولِ الله (ص) - أَوْ دخلَ عَلَيْهَا رسولُ اللَّهِ (ص) - فِي يَوْمِ جُمُعَة، وَهِيَ صائمةٌ، فَقَالَ لَهَا: صُمْتِ أمْسِ؟ ، قَالَتْ: لا؛ قَالَ: تَصُومِينَ غَدًا؟ ، قَالَتْ: لا؛ قَالَ: فَأَفْطِرِي؟ فسمعتُ (4) أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي أيُّوب العَتَكي، عن جُوَيرِيَةَ (5) ابْنَتِ (*) الحارث، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : وَكَذَا (7) رَوَاهُ يحيى ابن سعيدٍ القَطَّانُ، وابنُ الْمُبَارَكِ (8) ، وشَبَابَةُ (9) ، عَنْ شُعْبَة، يَقُولُ: عَنْ جُوَيرِيَة (10) ، عن النبيِّ (ص) . وَكَذَلِكَ رَوَاهُ هَمَّام (11) ، عَنْ قَتادة (12) ، عن أبي أيُّوب، عن _________ (1) في (ف) : «سعيد» . (2) هو: المراغي العَتَكي، الأزدي، اسمه يحيى، وقيل: حبيب بن مالك. (*) ... كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ابنة» ؛ لكن بعض العرب يقف على هاء التأنيث بالتاء، فتكتب حينئذ تاءً، نحو: شجرت، وبقرت، وابْنَت، وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (6) . (3) في (ك) : «حسين» . (4) في (ف) و (ت) و (ك) : «سمعت» . (5) في (ش) : «جويرة» . (6) في (أ) و (ش) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (7) في (ت) و (ك) : «كذا» بلا واو. (8) هو: عبد الله. (9) هو: ابن سوَّار. (10) في (ش) : «جويرة» . (11) هو: ابن يحيى العَوْذي. (12) في (ف) : «وكذلك رواه هَمَّام عن هَمَّام» . (3/145) جُوَيرِيَة (1) ، عن النبيِّ (ص) (2) . 768 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَة (4) ، فاختُلِف عَلَى ابن لَهِيعَةَ: رواه عبد الله بْنُ وَهْب، عَنِ [ابْنِ] (5) لَهِيعَة، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ نَوفَل الأسَدي أَبِي الأسْوَد (6) ، فقال: عن عبد الله ابن أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَهُ (7) شَهْرُ (8) رَمَضَانَ وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيءٌ لَمْ يَقْضِهِ (9) ، لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ، وَمَنْ صَامَ مُتَطَوِّعًا وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيءٌ لَمْ يَقْضِهِ، لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ. ورواه عبد الله بن عبد الحكم (10) ، وسَعِيدُ بنُ الحَكَم بْنِ أَبِي مريم، _________ (1) في (ش) : «جويرة» . (2) قال الحاكم في الموضع السابق: «صحَّف بقية بن الوليد في ذكر صفية، ولم يتابع عليه، والحديث عن يحيى بن سعيد وغندر والناس عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْعَتَكِيِّ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بنت الحارث، عن النبي (ص) نحوه» . (3) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (3/365) عن أبي زرعة أنه قال: «الصحيح المرفوع» . (4) هو: عبد الله. (5) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «أبي» . (6) في (ش) : «ابن الأسود» . (7) في (ك) : «أدرك» . (8) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (9) في (ك) : «لم يقضيه» . (10) في (ف) : «ابن الحكم» . (3/146) وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ (1) الحَرَّاني، وَأَبُو صالح كاتبُ اللَّيْث (2) ، والنَّضْرُ ابنُ عَبْدِ الجبَّار (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عن أبي الأسْوَد، عن عبد الله بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ إِلا عَمْرَو بْنَ خَالِدٍ؛ فَإِنَّهُ أوقَفَهُ (4) ، وَلَمْ يَرْفَعْه، وَرَفَعَ الباقونَ الحديثَ إلى النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ (5) ، فَقَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بْنُ عُقبَة - نَسَبَ ابنَ لَهِيعَة إِلَى جَدِّه؛ [لأنَّ ابْنَ] (6) لَهِيعَة هو: عبد الله بْنُ لَهِيعَة بْنِ عُقبَة - عَنْ أبي الأسْوَد، عن عبد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ ولم _________ (1) في (أ) و (ش) : «عمرو بن أبي خالد» ، وقوله: «أبي» مكرر في (أ) ، وانظر "تهذيب الكمال" (21/601) . (2) هو: عبد الله بن صالح. (3) في (ت) و (ك) : «والنضري عبد الجبار» . والحديث رواه أحمد في "مسنده" (2/352 رقم 8621) عن حسن بن موسى، والطبراني في "الأوسط" (3284) من طريق عبد الله بن يوسف، كلاهما عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ أَبِي الأسْوَد، عن عبد الله بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، به. قال الطبراني: «لا يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة» . ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "فتح الباري" لابن رجب (3/365) -: ثنا عبد الله بن واقد؛ ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي الأسْوَد، عن ابن رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، به، وزاد فيه: «ومن صلَّى تطَوُّعًا وعليه مكتُوبَة؛ لم يُتَقَبَّل منه» . ومن طريق إسحاق رواه ابن حبان في "المجروحين" (2/31) . قال ابن رجب: «عبد الله بن واقد: هو أبو قتادة الحراني، تكلموا فيه، وهذا غريب من حديث حيوة، وإنما هو مشهور من حديث ابن لهيعة» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (838) . (4) «أوقفَهُ» بمعنى «وقَفَهُ» وكلاهما مستعمل في هذا الكتاب. وانظر المسألة رقم (628) . (5) هو: عبد الله. (6) في جميع النسخ: «لابن» ، وهو تصحيف. (3/147) يَنْسُبْ عبدَالله (1) ؟ فقال أبو زرعة: الصَّحيحُ: عبد الله بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (2) . 769 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَفَ (3) سُلَيمانُ بنُ حَرْب، وشَيْبانُ (4) بن فَرُّوخ: رَوَاهُ (5) سُلَيمان بْنُ حَرْب (6) ، عَنْ أَبِي هِلالٍ (7) ، عَنْ غَيْلان بْنِ جرير، عن عبد الله ابن مَعْبَد الزِّمَّاني، عَنْ أَبِي قَتادة (8) : أنَّ عمرَ سأل _________ (1) أي: لم يبيِّن هل هو: عبد الله بن رافع، أو عبد الله بن أبي رافع. (2) هذا التصحيح من أبي زرعة هو لبيان الراجح من الاختلاف على ابن لهيعة، وهذا لا يقتضي صحة الحديث على الإطلاق، لتفرد ابن لهيعة به - كما قال الطبراني - وهو سيئ الحفظ، لا يعتد بتفرده. قال ابن رجب بعد أن ذكر الحديث من "مسند إسحاق بن راهويه": «وقد نقل إبراهيم الحربي، عن أحمد أنه سُئل عن حديث النبي (ص) : «لا صلاة لمن عليه صلاة» ؟ قال: لا أعرف هذا اللفظ. قال الحربي: «ولا سمعت بهذا عن النبي (ص) » . قال ابن رجب: «وهذا يدل على أن الحديث الذي خرَّجه إسحاق لا أصل له» . (3) أي: اختلف فيه. (4) تصحَّف قوله: «شيبان» في (ك) إلى: «سليمان» . (5) في (أ) و (ت) و (ك) : «روى» . (6) روايته أخرجها الحارث بن أبي أسامة - كما في "التدوين" للقزويني (1/305) -، والدينوري في "المجالسة" (212) . ورواه مسلم في "صحيحه" (1162) من طريق شعبة وأبان العطار ومهدي بن ميمون ثلاثتهم عن غيلان، به. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/68) : «ولا يعرف سماع عبد الله ابن معبد من أبي قتادة» . (7) هو: محمد بن سُلَيم الرَّاسِبيُّ. (8) هو: الحارث بن رِبْعيٍّ الأنصاري. (3/148) النبيَّ (ص) عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الإثنَيْنِ (1) ؟ فَقَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدتُّ فِيهِ، وَيَوْمٌ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ النُّبُوَّةُ ... . ورواه (2) شَيْبَان (3) فَقَالَ: عَنْ أَبِي هِلالٍ، عن غَيْلان، عن عبد الله بْنِ مَعْبَد، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ [سُلَيمان] (4) أصَحُّ (5) . _________ (1) انظر الكلام على همزةِ «الإِثْنَيْنِ» - عَلَمًا - في التعليق على المسألة رقم (671) . (2) في (ف) و (ت) و (ك) : «وروى» . (3) هو: ابن فرُّوخ الحَبَطي. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (144) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (6/213) وقال: «هكذا رواه أبو هلال فقال: عن عبد الله بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطاب، وإنما هو: عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة الأنصاري، وهو الصحيح» . وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (1114) بعد أن ذكره من طريق أبي يعلى: «المحفوظ بهذا الإسناد، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة بطوله، أخرجه من ذلك الوجه مسلم وأصحاب السنن» . ورواه النسائي في "سننه" (2382) من طريق الحسن ابن موسى، وحنبل في "جزئه" (27) وابن عدي في "الكامل" (6/213) من طريق مسلم بن إبراهيم كلاهما عَنْ أَبِي هِلالٍ عَنْ غَيْلانَ، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة، عن عمر، به. ولم يذكر ابن عدي في روايته: «أبا قتادة» فلعله حمل رواية مسلم بن إبراهيم على رواية شيبان؛ فإنه قرنها بها، والله أعلم. قال ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/283) : «هكذا رواه الحافظ أبو يعلى، وقد رواه النسائي [ثم ذكر رواية النسائي السابقة] وهذا أقرب وأشبه بالصواب» . (4) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «سلمان» . (5) قال الدارقطني في "العلل" (1035) : «يرويه غَيلان بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن مَعْبَد الزِّمَّاني، واخُتِلف عنه: فرواه قتادة، واختُلِف عنه: فقال سعيد بن أبي عَروبة وحماد بن سلمة - وقيل عَنْ شُعْبَةَ-: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ غَيلان، عن عبد الله بن مَعْبَد، عن أبي قتادة. ورواه منصور بن زاذان والحكم بن هشام، عن قتادة، عن عبد الله بن مَعْبَد، عن أبي قتادة، لم يذكُر بينهما غَيلان. وقيل: عن الحكم، عن أيوب، عن عبد الله بن مَعْبَد؛ ولا يصحُّ ذكر أيوب فيه. ورواه شعبة بن الحجَّاج ومهدي بن ميمون وأبان العطار وأبو هلال الرَّاسبي وحماد بن زيد عَنْ غَيلان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَعْبَد، عن أبي قتادة، إلا أن أبا هلال من بينهم جعله عن أبي قتادة، عن عمر بن الخطَّاب ح. والصَّحيح: عن أبي قتادة: أنه سمع رجلاً سأل النبيَّ (ص) عن الصيام؟ فقال عمر بن الخطَّاب: يا رسول الله! كيف من يصومُ الدَّهر؟ ورواه حجَّاج بن الحجَّاج، عن غَيلان، واختُلِف عنه: فرواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهمان، عَن حجَّاج، عَنْ غَيلان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَعْبَد، عن أبي قتادة. وخالفه هارون بن مسلم العِجْلي - وكان ضعيفًا - رواه عن حجَّاج، عَنْ غَيلان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَعْبَد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قتادة، ووَهِمَ في ذكر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، والصَّواب: قول قتادة وشعبة ومن وافقهما» . وانظر "العلل" أيضًا (144) . (3/149) 770 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ (2) بْنِ عُمَير، عَنْ جُنْدب بْنِ سُفْيان البَجَلي؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) يَقُولُ (3) : أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ (4) رَمَضَانَ: شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ (5) المُحَرَّمَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رواه عُبَيدالله بن عمرو (6) ؛ ورواه زائدة (7) ، _________ (1) تقدمت هذه المسألة برقم (751) موجَّهة لأبي حاتم، وقد أجاب بمثل جواب أبي زرعة هنا. (2) من قوله: «وسئل أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (3) قوله: «يقول» سقط من (ت) و (ك) . (4) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ك) . (5) في (ك) : «يدعونه» ، وهي روايةٌ في بعض المصادر المطبوعة. (6) في (ت) و (ك) : «عمر» . (7) في (أ) و (ت) و (ف) : «زائد» . وهو: زائدة بن قدامة. (3/150) وَأَبُو عَوانة (1) ، وَجَرِيرٌ (2) ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنتَشِر (3) ، عَنْ حُمَيد بْنِ عبد الرحمن الحِميَري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ (4) الصَّحيحُ. 771 - وسُئِلَ أبو زرعة عن حديثٍ رواه قَتادة، واختُلِف عن قَتادة: فَرَوى (5) عَنْ قَتادةَ: شُعْبَةُ، واختُلِف عَلَيْهِ. وَرَوَاهُ ابنُ أَبِي عَروبة (6) ، وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير (7) : فَأَمَّا اختلافُهم عَلَى شُعْبَة: فَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ مِنهال الضَّرير (8) ، عن _________ (1) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. (2) هو: ابن عبد الحميد. (3) في (ك) : «عبد الرحمن بن المنتشر» . (4) في (ف) : «وهذا» . (5) في (ت) : «وروى» ، وفي (ك) : «روى» . (6) هو: سعيد. (7) رواية ابن أبي عَروبة وَسَعِيدُ بْنُ بَشير عَنْ قَتَادَةَ، كما سيأتي. (8) روايته أخرجها الجصاص في "أحكام القرآن" (1/246) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/221) . وتصحف «يزيد بن زريع» عند الجصاص إلى: «يزيد بن ربيع» . ورواه البيهقي في "المعرفة" (9003) من طريق أبي داود السجستاني، عن محمد بن المنهال، به. قال البيهقي: «ورواه يوسف القاضي وأبو قلابة، عن محمد ابن المنهال كما رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ، وفي نسختي من "السنن": سعيد، وفي نسخة عندي مقروءة على شيخنا: شعبة» . والحديث رواه أبو داود في "سننه" (2439/عوامة) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدِ، عن قتادة، به. ومن طريق أبي داود هذه رواه ابن عبد البر في "الاستذكار" (14274) . (3/151) يَزِيدَ (1) بْنِ زُرَيع - فِيمَا حدَّثنا أَبِي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المِنهال الضَّرير، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْع - عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَنْ عبد الرحمن بْنِ مَسْلَمَة (3) ، عَنْ عَمِّه (4) : أنَّ أسْلَمَ أَتَى (5) النبِيَّ (ص) يومَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: أَصُمْتُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا؟ ، قَالُوا: لا، قَالَ: فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ. وَرَوَاهُ أَبُو زُرْعة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المِنْهال، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيع، عَنْ شُعْبَة، عن _________ (1) في (ت) : «زيد» . (2) روايته ذكرها البيهقي في "المعرفة" (9005) . (3) في (ش) : «مسلم» . قال النسائي في "الكنى": «أبو المنهال عبد الرحمن بن سلمة بن المنهال. وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/552) : «وصوَّب أبو علي بن السكن أن اسم أبيه سلمة. قال: ويقال: أن شعبة أخطأ في اسمه حيث قَالَ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ المنهال بن مسلمة، ثم ساق بسنده من طريق رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن عبد الرحمن بن سلمة انتهى. وقد رويناه في "جزء ابن نجيح" من طريق شعبة، عن قتادة: سمعت ابن المنهال، وهو يؤيد ما قال النسائي» . (4) يقال: إن اسمه: مسلمة. (5) كذا في جميع النسخ «أتى» بصيغة التذكير، وفي مطبوع مصادر التخريج: «أتت» ، وهو الجادَّة؛ لأنَّ «أسلَمَ» قبيلةٌ مشهورة، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين: الأوَّل: أنَّه حمَلَ «أسلم» على معنى الحي لا القبيلة؛ كأنَّه قال: أنَّ حَيَّ أسلَمَ أتى النبي (ص) . انظر في تذكير أسماء القبائل باعتبار معنى الحي أو القوم، وتأنيثها باعتبار معنى القبيلة أو الجماعة أو الطائفة: "كتاب سيبويه" (3/250) ، و"همع الهوامع" (1/124- 125) . وانظر التعليق على المسألة رقم (203) . والثاني: أنَّ المراد قبيلةُ أسلَمَ، لكنَّه ذكَّر الفِعْلَ حملاً على مثل قولهم: «ولا أرضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا» ، والجادة: أَبْقَلَتْ. انظر التعليق على المسألة رقم (178) . (3/152) قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ مَسْلَمَة، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) . ورواه أبو زرعة، عن عُبَيدالله بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ شُعْبَة، عن قَتادة، عن عبد الرحمن ابن مَسْلَمَة، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بشَّار، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَر (1) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ المِنْهال بْنِ مَسْلَمَة الخُزاعي، عن عَمِّه، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسي (2) ، عَنْ شُعْبَة (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي المِنْهال (4) ، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) . _________ (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/367- 368 رقم 23117) عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قتادة، عن عبد الرحمن بن المنهال أو ابن مسلمة، عن عمه، به. ورواه النسائي في "الكبرى" (2863/الرسالة) ، وابن حزم في "المحلى" (6/169) من طريق محمد بن المثنى، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قتادة، عن عبد الرحمن بن المنهال - زاد ابن حزم: ابن سلمة - الخزاعي، عن عمه، به. ورواه أحمد في "مسنده" (5/29 و367- 368 رقم 20329 و23117) من طريق حجاج بن محمد، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2309) من طريق محمد بن حفص، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن المنهال بن سلمة الخزاعي، عن عمه، به. = ... ووقع عند أحمد: «عبد الرحمن أبي المنهال بن سلمة الخزاعي» . ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/84) إلا أنه وقع عنده هكذا: «حدثنا معاذ بن المثنى، نا أبي، نا أبي، نا شعبة، عن قتادة، عن عبد الرحمن أبي المنهال، عن عمه مسلمة، به» . (2) هو: سليمان بن داود. (3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (2273) ، و"شرح معاني الآثار" (2/73) من طريق عبد الرحمن بن زياد، عنه، به. (4) في (ت) و (ك) : «ابن المنهال» بدل: «أبي المنهال» . (3/153) أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (1) : وحدَّثنا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عمَّار، عَنْ شُعَيب بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنُ أَبِي عَروبة (2) ، عَنْ قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) . وحدَّث (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ هِشَامِ بْنُ عَمَّار، عَنْ شُعَيب بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ (4) ، عَنْ قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ مَسْلَمَة، عَنْ عَمِّه؛ قَالَ: غَدَوْنَا على رسول الله (ص) يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَقَدْ تَغَدَّينا، فَقَالَ: هَلْ صُمْتُم اليَوْمَ؟ ، قُلنا: لا، لَقَدْ تَغَدَّينا، فَقَالَ: صُومُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (5) : حدَّثنا (6) أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الوُحَاظي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي سَلَمة الأَسْلَمي، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ _________ (1) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط. (2) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (7/81) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، وأحمد في "مسنده" (5/409 رقم 23475) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2272) و"شرح معاني الآثار" (2/73) من طريق روح بن عبادة، والنسائي في "الكبرى" (2864 و2865/الرسالة) من طريق بشر ومحمد بن بكر جميعهم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي، عن عمه، به. ووقع عند الطحاوي في كتابيه: «شعبه» بدل «سعيد» . ومن طريق النسائي رواه ابن حزم في "المحلى" (6/169) . (3) في (ف) تشبه أن تكون: «وحديث» . (4) هو: ابن أبي عَروبة. (5) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط. (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدَّثنا» بالواو. (3/154) قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحِيحُ عِنْدَنَا حديثُ غُنْدَر (1) . 772 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (3) مُعَمَّر بْنُ سُلَيمان (4) ، عن عبد الله بْنِ بِشْر، عَنْ أبانَ (5) وحُمَيْدٍ (6) ، عن أنس: أنَّ النبيَّ (ص) سُئل عَنِ الرَّجُل يُقَبِّل وَهُوَ صائمٌ؟ فَقَالَ: هِيَ رَيْحَانَةٌ يَشَمُّهَا إذَا شَاءَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أمَّا مِنْ حديثِ حُمَيد فَمُنكَرٌ، وَأَمَّا أبانُ فَقَدْ رُويَ عَنْهُ. 773 - وسُئِلَ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ (7) عَنْ حديثٍ (8) رَوَاهُ محمَّد بْنُ سَعِيدِ بْنِ سابِق، عَنْ عَمْرو بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمون، عَنْ مَيْمونة؛ قَالَتْ: كَانَ رسولُ الله (ص) يُقَبِّلُ وَهُوَ صائمٌ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، وَهُوَ خطأٌ؛ رَوَاهُ _________ (1) قال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/284) : «وهذا الحديث مختلف في إسناده ومتنه، وفي صحته نظر» . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (723) . (3) قوله: «رواه» ليس في (ف) . (4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/246) . (5) هو: ابن أبي عياش. (6) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (7) في (أ) و (ش) : «وأبا زرعة» . (8) قوله: «عن حديث» مكرر في (ت) . (3/155) الثَّوري، وَأَبُو إِسْحَاقَ - يَعْنِي: الشَّيباني (1) - وَأَبُو الأَحْوَص (2) ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلي (3) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَة، عَنِ عَمْرِو بْنِ مَيْمون، عَنْ عائِشَة؛ قالت: كان رسولُ الله (ص) يُقَبِّلُ وَهُوَ صائمٌ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وَكَذَا رَوَاهُ إسرائيلُ (5) ، وَالْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَور، وَقَيْسُ بْنُ (6) الرَّبيع (7) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمون، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) . _________ (1) هو: سليمان بن أبي سليمان. وروايته أخرجها إسحاق ابن راهويه في "مسنده" (1566 و1567) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/373- 374) . (2) في (أ) : «الأخوص» . وهو: سلاَّم بن سُليم. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) . (3) مختلف في اسمه، قيل: عبد الله بن قِطاف، وقيل غير ذلك. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) . (4) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (أ) و (ش) ، وفي (ف) : «قلت» بدلاً منه. (5) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/93) . (6) قوله: «وقيس بن» سقط من (أ) و (ش) . (7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1638) . والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/264 رقم 26281) من طريق زائدة، وأحمد (6/258 رقم 26216) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/93) والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/382) من طريق شيبان، وأحمد (6/220 رقم 25847) وفي "العلل" (4233) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (3/183) من طريق شريك النخعي، وابن عدي في "الكامل" (3/97) من طريق داود بن الزبرقان، عن شعبة، جميعهم عن زياد بن علاقة، به. قال ابن عدي: «ولا أعلم يرويه عن شعبة غير داود، والحديث عن زياد مشهور، رواه عنه جماعة منهم: أبو بكر النهشلي وأبو حنيفة. ورواه عمرو بن أبي قيس، فخالفهم فقال: عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقة، عَنِ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ: أن النبي (ص) كان يقبِّل وهو صائم» . وسئل الدارقطني في "العلل" (5/185/أ) عن حديث عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ؟ فقال: «يرويه زياد بن عِلاقة، واختُلِف عنه: فرواه عمرو [في الأصل: عمر] ابن أَبِي قَيْسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، وروي عن زائدة كذلك، وهو وهمٌ، والصَّحيح: عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عائشة» . (3/156) 774 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن حَرْبٍ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيَامُ (2) فِي السَّفَرِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ لَمْ يَرْوِه غيرُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرب. 775 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختُلِفَ فِي الرِّواية على بكر ابن مُضَرَ: فَرَوَاهُ قُتيبة بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرِ بن عبد الله، مَوْقُوفٌ (*) ؛ قَالَ: مَنْ صامَ رمضانَ، ثم أتبَعَهُ بسِتَّةِ أيَّام ٍ مِنْ شَوَّالٍ؛ فذلكَ صيامُ الدَّهر. رواه موقوفً (*) . ورواه يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَيْر، وَيَزِيدُ بْنُ مَوْهَب (3) ، عن بكر بن _________ (1) تقدمت هذه المسألة برقم (726) وفيها: «هذا حديث منكر» . (2) في (ك) : «الصائم» . ( *) ... كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق على المسألة رقم (34) . (3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/113) . ورواه البزار في "مسنده" (1062/كشف الأستار) من طريق بشر بن عمر، والطحاوي في "شرح المشكل" (2350) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/292) من طريق عبد الله بن وهب، والطحاوي أيضًا (2351) من طريق يحيى بن حسان، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 274) من طريق عبد الله بن عبد الحكم وعبد الغفار بن داود، والطبراني في "الأوسط" (3192 و8979) من طريق عبد الله بن صالح وعبد الله بن يوسف، وأبو نعيم في "مجلس من أماليه" (3) من طريق عمرو بن خالد جميعهم عن بكر بن مضر، به. قال البزار: «تفرد به عمرو» . (3/157) مُضَرَ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ، عن جابر (2) ، عن النبيِّ (ص) ؛ مَرْفُوعٌ (3) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: المرفوعُ صحيحٌ. قلتُ: رَوَاهُ (4) سعيدُ بنُ أَبِي أيُّوب (5) ، وابنُ لَهِيعَة (6) ، عَنْ عمرو _________ (1) قوله: «ابن مُضَر» ليس في (ف) . (2) قوله: «عن جابر» سقط من (ك) . (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) في (ف) : «ورواه» . (5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/308 و324 و344 رقم 14302 و14477 و14710) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1116/المنتخب) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/263) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (331/بغية الباحث) والطحاوي في "شرح المشكل" (2350) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/292) ، و"الشعب" (3459) . قال العقيلي: «وهذا يُروى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ النبي (ص) بإسناد أصلح من هذا» . (6) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/308 رقم 14303) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2351) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص (274) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/292) . ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص (274) من طريق الليث بن سعد، عن عمرو بن جابر، به. (3/158) بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) . 776- وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وَقَدْ رَوَى حَدِيثًا، ثُمَّ اختَلَفَ الرُّواة عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ: فَرَوَى سُفْيانُ الثَّوري، عَنْ حَبِيبٍ، واختُلِفَ عَنْ سُفْيان: فَرَوَى وكيعٌ (3) ، وَثَابِتُ بن محمد الزَّاهد (4) : عن [حَبِيبٍ] (5) ، عن ابن المُطَوِّس (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) أنَّه (7) قال: _________ (1) قوله: «عن جابر» سقط من (ك) . (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (674) و (720) و (750) . (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9783 و12569) . وأحمد في "المسند" (2/442 رقم9706) ، وإسحاق في "مسنده" (273) ، وابن ماجه في "سننه" (1672) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7475) عن الثوري، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه النسائي في "الكبرى" (3280) . ورواه النسائي في "الكبرى" (3280) ، والدارقطني في "العلل" (8/274) من طريق أبي داود الحفري، والدارقطني في "العلل" (8/270) من طريق يزيد بن هارون كلاهما عن الثوري، به. (4) أي: أنَّ وكيعًا وثابتًا روياه عن سفيان، عن حبيب، به. (5) تصحف في جميع النسخ إلى: «جُبَيْر» ، والتصويبُ من مصادر التخريج السابقة ومن سياق المسألة؛ فقد قال: «فَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبٍ، واختلف عن سفيان» ، وأيضًا فإنَّ مدار الاختلاف في الحديث عليه. (6) في (أ) و (ش) : «عن جبير أبي المُطَوِّس» ، وفي (ك) : «عن جبير بن المُطَوِّس» . وقد سبق التنبيه في المسألة رقم (674) أنه يقال له: ابن المطوِّس، و: أبو المطوِّس. (7) قوله: «أنه» من (ف) فقط. (3/159) مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ وَلاَ رُخْصَةٍ، لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وإِنْ صَامَهُ. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سعيد القَطَّان (1) ، وَأَبُو نُعَيْم (2) ، وقَبِيصَةُ (3) ، عَنْ سُفْيان، عَنْ [حَبِيبٍ] (4) ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (5) . _________ (1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (723) والنسائي في "الكبرى" (3279) والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/366) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1523) . ومن طريق الترمذي رواه البغوي في "شرح السنة" (1753) . قال الترمذي: «حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمدًا [يعني البخاري] يقول: أبو المطوس اسمه: يزيد بن المطوس، ولا أعرف له غير هذا الحديث» . (2) هو: الفضل بن دكين. وروايته أخرجها إسحاق في "مسنده" (274) ، والنسائي في "الكبرى" (3278) ، والدارقطني في "العلل" (8/270) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (3/170) . ورواه الدارمي في "مسنده" (1755) من طريق محمد ابن يوسف، والترمذي في "جامعه" (723) ، والنسائي في "الكبرى" (3279) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/366) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1523) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن حبان في "المجروحين" (3/157) من طريق الوليد بن مسلم، والدارقطني في "السنن" (2/211) ، و"العلل" (8/274) من طريق أبي أحمد الزبيري جميعهم عن سفيان الثوري، به. ومن طريق الترمذي رواه البغوي في "شرح السنة" (1753) . (3) هو: ابن عقبة السُّوائي. (4) في جميع النسخ: «حُمَيْد» ، والتصويبُ من المسألة رقم (674) و (720) ، ومن مصادر التخريج السابقة، ومن سياق المسألة؛ فإنَّ مدار الاختلاف في الحديث عَلَى «حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ» . وتقدَّم التعليق أوَّل المسألة على تصحيف آخر فيه. (5) من قوله: «قال: من أفطر ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (3/160) وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حمَّادُ بْنُ شُعيبٍ، وقيسٌ (1) ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) . فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ: عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) . وقال أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وَرَوَى هَذَا الحديثَ شُعْبَةُ، فَقَالَ: عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمَارَة بن _________ (1) هو: ابن الربيع، وروايته أخرجها أبو القاسم الحُرْفي السمسار في "عشرة مجالس من أماليه" (8/أ) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (8/268) . ورواه الدارقطني في "العلل" (8/272- 273) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/462) من طريق عبد الغفار بن القاسم، كلاهما عن حبيب، عن ابن الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. ورواه الدارقطني في "العلل" (8/270) من طريق حمزة الزيات، عن حبيب، عن ابن أبي المطوس، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. (2) من قوله: «فسمعت أبا زرعة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (3) المثبت من (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «قلت» بدلاً منه. وانظر الحاشية التالية. (3/161) عُمَير، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) ؛ زَادَ فِي الإِسْنَادِ: عُمَارَةَ بْنَ عُمَير. واختُلِفَ فِي الرِّواية عَلَى شُعْبَة: فَرَوَى (2) سعيدُ بْنُ عَامِرٍ (3) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة بن عُمَير، عن ابن مُطَوِّس (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرب (5) ، وَأَبُو الوليد (6) ، ومسلم بن إبراهيم، _________ (1) من قوله: «وقال أبو محمد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (2) في (ت) و (ك) : «وروى» . (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطحاوي في "شرح المشكل" (1522) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عن حبيب، عن ابن الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. ووقع عند الدارقطني: «سعيد بن عمار» و «أبو المطوس» . ورواه أحمد في "مسنده" (2/458 رقم 9908) ، والنسائي في "الكبرى" (3282) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1987) من طريق محمد بن جعفر، والنسائي في "الكبرى" (3281) من طريق إسماعيل بن علية، وابن خزيمة في "صحيحه" (1987) من طريق ابن أبي عدي وخالد بن الحارث، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق عثمان بن عمر جميعهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عمارة، عن ابن الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. (4) ابن المطوِّس: هو أبو المطوِّس يزيد بن المطوِّس، حكاه الترمذي عن البخاري؛ كما في "جامع الترمذي" (عقب الحديث 723) ، وذكر ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين أنّ أبا المطوِّس هو عبد الله بن المطوِّس، وقال: «ثقة أراه كوفيًّا» . انظر: "علل الدارقطني" (8/273) . (5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2396) إلا أنه وقع فيه «ابن المطوس» . (6) هو: هشام بن عبد الملك الطَّيالسي. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (1715) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) . ورواه الدارقطني أيضًا (8/274) من طريقه لكن وقع عنده «ابن المطوس» . ورواه الطيالسي في "مسنده" (2663) عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنِ أبيه، عن أبي هريرة، به. ومن طريق الطيالسي رواه النسائي في "الكبرى" (3283) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1988) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4/178) ، = = والبيهقي في "السنن" (4/228) ، و"الشعب" (3382) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (3/170) . ورواه أحمد في "مسنده" (2/386 و458 رقم 9014 و9908) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق بهز بن أسد، وإسحاق في "مسنده" (367) من طريق أبي عامر العقدي، وأبو داود في "سننه" (2396) من طريق محمد بن كثير، والطحاوي في "شرح المشكل" (4/178) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق بشر بن عمر الزهراني، والدارقطني في "العلل" (8/272) ، والبيهقي في "الشعب" (3381) من طريق عفان جميعهم عن شعبة، بمثله. ورواه إسحاق في "مسنده" (275) من طريق وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ أو ابن المطوس أو الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. (3/162) عَنْ شُعْبَة، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة (1) بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) . قلتُ: فوجَدتُّ حَدِيثًا بيَّنَ عِلَّةَ هَذِهِ الأَحَادِيثِ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ: حدَّثنا (2) أحمد ابن سِنان (3) ؛ قال: حدَّثنا عبد الرحمن بْنُ مَهدي (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا سُفْيان، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي المُطَوِّس - قَالَ حَبِيبٌ: فَلَقِيتُ أَبَا المُطَوِّس، فحدَّثني - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . _________ (1) في (ت) : «عَمَّار» . (2) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم قَالَ: حدَّثنا» مكانه في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» . (3) هو أحمد بن سنان بن أسد، أبو جعفر الواسطي. انظر: "الجرح والتعديل" (2/53) ، وقد ذكر المِزِّيُّ في ترجمته من "تهذيب الكمال" (1/322) أنَّ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ممَّن روى عنه. (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/470 رقم 10081) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (8/267) . ورواه أحمد في "مسنده" (2/470 رقم 10080) - وعنه أبو داود في "سننه" (2397) - من طريق يحيى القطان، عن حبيب، به إلا أنه وقع عنده: «ابن المطوس» . ورواه الدارقطني في "العلل" (8/269) من طريق علي ابن المديني قال: كان يحيى بن سعيد ثنا بهذا الحديث: ثنا سفيان قال: حدثني حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ عمارة» . عن أبي المطوس، قال: فَلَقِيتُ أَبَا الْمُطَوِّسِ فَحَدَّثَنِي، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة. ثم قال يحيى بعد ذلك بزمان: نظرت في هذا الحديث، فغيَّره: أنبا يحيى، ثنا سفيان قال: حدثني حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ عمارة، عن ابن المطوس، قال: فلقيت ابن الْمُطَوِّسِ فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة» . (3/163) قَالَ (1) : فَقَدْ بانَ أنَّ جميعَ الحديثَينِ صَحِيحَينِ (2) ؛ قَدْ سَمِعَ حبيبٌ مِنْ عُمَارَة، وَمِنْ أَبِي المُطَوِّس (3) . 777 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسي (6) ، عَنْ شَريك (7) ، وَأَبِي (8) عَوانَة (9) ، وَشَيبان (10) ، عَنْ _________ (1) أي: قال ابن أبي حاتم. (2) كذا في جميع النسخ، والجادة: «صحيحان» ؛ لأنها خبر «أنَّ» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين، ذكرناهما في التعليق على قوله: «فكأنَّه حديثين» ، في المسألة رقم (730) ، وانظر المسألة رقم (550) . (3) قال الترمذي في "العلل الكبير" (199) : «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن حديث أبي المطوس ... ؟ فقال: أبو المطوس اسمه: يزيد بن المطوس، وتفرد بهذا الحديث، ولا أعرف له غير هذا، ولا أدري أسمع أبوه من أبي هريرة أم لا» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (7/173) : «وهذا يحتمل أن يكون لو صحَّ على التغليظ، وهو حديث ضعيف، لا يحتج بمثله» . وقال ابن حزم في "المحلى" (6/183) : «وأما نحن فلا نعتمد عليه؛ لأن أبا المطوس غير مشهور بالعدالة» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/161) : «واختلف فيه عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ اختلافًا كثيرًا، فحصلت فيه ثلاث علل: الاضطراب، والجهل بحال أبي المطوس، والشك في سماع أبيه من أبي هريرة، وهذه الثالثة تختص بطريقة البخاري في اشتراط اللقاء» . (4) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (5) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو. (6) هو: سليمان بن داود. وروايته هذه أخرجها في "مسنده" (394) . (7) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (8) في (ك) : «أبو» . (9) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري. (10) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. (3/164) أَبِي يَعْفُور (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَقْرَب، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: لَيْلَةُ القَدْرِ فِي النِّصْفِ مِنَ السَّبْعِ، تُصْبِحُ الشَّمْسُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ؛ فَرَمَقْتُها، فَإِذَا هِيَ كما قال رسولُ الله (ص) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا (2) الحديثُ وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو يَعفُور (3) ، عَنِ الصَّعْب البَكْري (4) ، عَنْ أَبِي عَقْرَب الأَسَدي (5) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. 778 - وسألتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحُسَين بن حَفْص، عن _________ (1) في (ك) : «أبي يعقوب» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) . وهو: وقدان أبو يعفور العبدي الكبير. (2) في (ت) : «اهذا» . (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8665 و9509) و"المسند" (328) من طريق أبي الأحوص، وأحمد في "مسنده" (1/406 رقم 3857) من طريق شيبان، وأحمد (1/406 رقم 3858) والبخاري في "الكنى" (555/ تعليقًا) من طريق أبي عوانة الوضاح اليشكري، والشاشي في "مسنده" (863) جميعهم عن أبي يعفور، عن أبي الصلت، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ الأَسَدِيِّ، عَنِ ابن مسعود، به. وليس في رواية البخاري: «عن أبي عقرب الأسدي» . ورواه أحمد في "مسنده" (1/458 رقم 4374) والبخاري في "الكنى" (555/ تعليقًا) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5371) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص (89/تعليقًا) من طريق طلق بن حبيب، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ الأَسَدِيِّ، عَنِ ابن مسعود، به. (4) كذا في جميع النسخ! ولم نقف عليه، وقد يكون متصحفًا عن «الصعق البكري» وهو: الصعق بن حَزْن البكري، المترجم في "الجرح والتعديل" (4/455) ، والله أعلم. (5) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/418 رقم2042) ، والبخاري في "الكنى" (555) ، وابن حجر في "تعجيل المنفعة" (2/510 رقم1347) ونقل عن الحسيني قوله فيه: مجهول. (6) كذا في جميع النسخ، وسيأتي في الجواب: «فقالا» . (3/165) سُفْيان، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير؛ قَالَ: [أَفطَرَ] (1) الحاجِمُ والمَحْجُوم؟ فَقَالا (2) : هَذَا هُوَ جعفرُ بْنُ أَبِي وَحشِيَّة (3) ، وَلَمْ يُدْرِكِ الثَّوريُّ جعفرَ بْنَ أَبِي وَحشِيَّة؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ الثَّوْرِيُّ: عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي بِشْر جعفرِ بنِ إياس (4) . 778/أ - وسمعتُ (5) أَبَا (6) زُرْعَةَ وَانْتَهَى إِلَى حديثٍ كتبتُه عن عبد الرحمن بن عبد الملك ابن شَيْبَة الحِزامي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسِ ابن (7) سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كَانَ رسولُ الله (ص) يصومُ (8) حَتَّى أقولَ: لا يُفْطِر، ويُفْطِرُ حَتَّى أقولَ: لا يَصُومُ. قَالَتْ: وَكَانَ أكثرُ صيامِه فِي شَعْبان. قَالَتْ: فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي أَرَى أَكْثَرَ صيامِكَ في شَعْبان؟ _________ (1) المثبت من (ك) ، وفي بقيَّة النسخ: «صام» بدل: «أفطر» ، ونقله على الصَّواب ولي الدين أبو زرعة في "تحفة التحصيل" (ص161) . (2) كذا في جميع النسخ، وكذا نقله ولي الدين أبو زرعة في الموضع السابق من "التحفة"، وذكر محقق "التحفة" أنه كتب في الحاشية: «لعله وأبا زرعة» ؛ أي: أنه في بداية المسألة سأل أباه وأبا زرعة. والله أعلم. (3) في (ت) و (ك) : «وحشة» . (4) هو: ابن أبي وحشيَّة. (5) تقدمت هذه المسألة برقم (737) . (6) في (أ) : «أبي» وكانت هكذا في (ش) ثم صُوِّبت. (7) في (ش) : «عن» بدل: «ابن» . (8) في (ك) : «كان يصوم» بدل: «يصوم» . (3/166) فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إِنَّ الشَّهْرَ (1) يُكْتَبُ فِيهِ لِمَلَكِ المَوْتِ مَنْ (2) يَقْبِضُ (3) ؛ فأَنَا (4) أُحِبُّ أَلاَّ يُنْسَخَ اسْمِي إِلاَّ وَأَنَا صَائِمٌ. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هُوَ عِنْدِي: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلاَّ حَطَّ اللهُ عَنْهُ؛ هُوَ الصَّحيحُ. وقولُهُ: أكثرُ صِيامِه فِي شَعْبان ... إِلَى آخِرِهِ مُنكَرٌ (6) . 779 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَيْسُ بْنُ حَفْص بْنِ قَيْسِ بْنِ القَعْقاع الدَّارِمي؛ قال: حدَّثنا عبدُالواحد (8) بْنُ زِيَادٍ؛ قَالَ: حدَّثنا سُلَيمان (9) الأعمَش، عَنْ أَبِي الضُّحى (10) ، عَن شُتَيْر (11) بْنِ شَكَل، عَنْ عَلِيٍّ: أنَّ رسولَ الله (ص) كان يُقَبِّل وهو صائمٌ؟ _________ (1) في المسألة رقم (737) : «إنه شهرٌ» ، وعلى ذلك فـ «أل» في كلمة «الشهر» هنا: للعهد. انظر في أنواع «أل» المعرفة: "مغني اللبيب" (ص72- 74) ، و"شرح شذور الذهب" (ص194- 195) ، و"همع الهوامع" (1/309- 310) . (2) قوله: «من» سقط من (ش) . (3) في (ف) : «يقبضه» . (4) في (ك) : «فإني» . (5) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2572) . ورواه البخاري في "صحيحه" (5640) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به. (6) وقال أبو حاتم في المسألة رقم (737) : «هذا حديث منكرٌ» . (7) نقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (11/10) . (8) تحرَّف في (ف) إلى: «عبد الرحمن» ، وكان كذلك في (أ) ، ثم صُوِّب. (9) قوله: «سليمان» ضبَّب عليه ناسخا (ت) و (ك) ، لكنه في (ك) يشبه «سلمان» . (10) هو: مسلم بن صُبَيْح. (11) في (أ) : «شنين» . (3/167) فسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الأعمَش (2) ، عَنْ أَبِي الضُّحى، عَنْ شُتَيْر بْنِ شَكَل، عن حَفْصَة، عن النبيِّ (ص) (3) . 780 - وسمعتُ (4) أَبِي وحدَّثني عَنْ أَبِي الطَّاهر أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْح (5) ، عن خاله عبد الرحمن بن عبد الحميد بن سالم المَهْري (6) أَبِي رَجَاء، عَنْ عُقَيل (7) ، عَنِ الزُّهْري، عن عُبَيدالله (8) بن _________ (1) في (أ) و (ش) : «وسمعت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/286 رقم 26447) ، ومسلم في "صحيحه" (1107) . (3) سئل الدارقطني في "العلل" (382) عن حديث علي فقال: «كذا رواه المغيرة بن سلمة أبو هشام المخزومي عن عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عَنْ مُسْلِم بْنِ صُبَيح، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ علي، ووهم فيه. والناس يروونه عن الأعمش ومنصور، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بن شكل، عن حفصة أم المؤمنين، ومنهم من قال: عن أم حبيبة، وهو أشبه بالصواب» . وذكره أيضًا في "العلل" (5/176/أ) إلا أنه رجح حديث حفصة، فقال: «يرويه منصور والأعمش، واختُلٌِف عنهما فرواه أبو معاوية الضرير وإبراهيم بن طهمان، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عن شتير، عن حفصة، وكذلك رواه جرير وشيبان والثوري، عن منصور، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ، عن حفصة. ورواه خالد بن نِزار، عن ابن عيينة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ حَفْصَةَ، ووهم في قوله: عن إبراهيم؛ وإنما أرادوا: أبو الضحى، ورواه قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ مَنْصُورٍ والأعمش، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ، عن حفصة، وعائشة؛ قاله أبو نعيم عنه. ورواه عبد الواحد بن زياد، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى عن شتير عن أم حبيبة. وقيل: عن شتير، عن علي؛ ولا يصحُّ، والمحفوظ حديث حفصة» . (4) في (ف) : «وسألت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» . (5) في (ت) : «السرج» بالجيم. (6) في (ت) و (ك) : «المهدي» . (7) هو: ابن خالد الأيلي. (8) في (ت) و (ش) و (ك) : «عبد الله» . (3/168) عبد الله بْنِ عُتْبَة (1) : أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) مرَّ برجُلٍ (2) مِنَ الأَنْصَارِ فِي سَفَرٍ يُرَشُّ عَلَيْهِ الماءُ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : مَا هَذَا؟! ، قَالُوا: صائمٌ (3) ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصَّوْمُ (4) فِي السَّفَرِ. فسمعتُ (5) أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ. 781 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَوانة (7) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (8) ، عَن الأسود (9) ، عن عائِشَة؛ قالت: _________ (1) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «عتبة» . (2) قوله: «مر برجل» تصحَّف في (ت) إلى: «من يدخل» ، وكذا كانت في (ك) ، ثم صُوِّبت. (3) من قوله: «فقال رسول الله (ص) ... » إلى هنا سقط من (ك) . (4) في (ف) : «الصيام» . (5) في (ف) : «وسمعت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» . (6) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (ف) . (7) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/124 رقم 24926) ، وأبو داود في "سننه" (2439) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2969) . ورواه أحمد في "مسنده" (6/42 رقم 24147) وأبو عوانة في "صحيحه" (3012) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/390) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/285) من طريق يعلى بن عبيد، وأحمد في "مسنده" (6/42 رقم 24147) ومسلم في "صحيحه" (1176) والترمذي في "جامعه" (756) من طريق أبي معاوية، ومسلم أيضًا (1176) من طريق الثوري، والنسائي في "الكبرى" (2874) من طريق حفص بن غياث، وابن خزيمة في "صحيحه" (2103) من طريق أبي خالد الأحمر جميعهم عن الأعمش، به. (8) هو: ابن يزيد النخعي. (9) هو: ابن يزيد النخعي. (3/169) ما رأيتُ النبيَّ (ص) صَامَ العَشْرَ مِنْ (1) ذِي الحجَّة قَطُّ. وَرَوَاهُ أَبُو الأَحْوَص (2) ، فَقَالَ: عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائِشَة؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ. وَرَوَاهُ الثَّوريُّ (4) ، عَنِ الأعمَشِ ومنصورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (5) ؛ قَالَ حُدِّثتُ عَنِ النبيِّ (ص) (6) . _________ (1) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «من» . (2) في (أ) : «أبو الأخوص» . وأبوالأحوص هو: سلاَّم بن سُلَيم. وروايته هكذا ذكرها الترمذي في "جامعه" (756) . ورواه ابن ماجه في "سننه" (1729) ، وابن حبان في "صحيحه" (1441) من طريق أبي الأحوص، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الأسود، عن عائشة، به. (3) هو: ابن المعتمر. (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8127) ، والبغوي في "الجعديات" (1743) من طريق علي بن الجعد كلاهما (عبد الرزاق وعلي بن الجعد) عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حدِّثت عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9219) ، وإسحاق ابن راهويه في "مسنده" (1506) من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم أن النبي (ص) لم يصم العشر قط. (5) من قوله: «عَنْ عَائِشَةَ؟ فَقَالا: هَذَا خَطَأٌ ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (6) قال الترمذي في الموضع السابق: «هكذا روى غيرُ واحد عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن الأسود، عن عائشة. وروى الثوري وغيره هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إبراهيم: أن النبي (ص) لم يُرَ صائمًا في العشر. وروى أبو الأحوص، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائشة، ولم يذكر فيه «عن الأسود» . وقد اختلفوا على منصور في هذا الحديث، ورواية الأعمش أصحُّ وأوصل إسنادًا. قال: وسمعت محمد بن أبان يقول: سمعت وكيعًا يقول: الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور» . اهـ. وذكر الدارقطني في "العلل" (5/132/ب) أنه اختُلِف على إبراهيم النخعي في هذا الحديث، فرواه الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عن عائشة، ولم يختلف عن الأعمش فيما حدَّث به عنه: أبو معاوية، وحفص بن غياث، ويعلى بن عبيد، وزائدة بن قدامة، والقاسم بن معن، وأبو عوانة وغيرهم. ثم قال: «واختُلِف عن الثوري: فرواه ابن مهدي عن الثوري، عن الأعمش كذلك، وتابعه يزيد بن زريع، واختُلِف عنه: فرواه حميد المروزي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ الثوري، عن الأعمش مثل قول عبد الرحمن بن مهدي. وحدَّث به شيخ من أصل أصبهان يعرف بعبد الله بن محمد بن النعمان، عن مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ الضَّرِيرُ، عَنْ يزيد بن زريع، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، وتابعه معمر بن سهل الأهوازي، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبيري، عَنْ الثوري، والصَّحيح: عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إبراهيم؛ قال: حُدِّثت أن رسول الله (ص) ، وكذلك رواه أصحاب منصور، عن منصور مرسلاً، منهم: فُضَيل بن عياض، وجرير» . اهـ. وهذا الحديث من الأحاديث التي انتقدها الدارقطني على مسلم في كتابه "التتبُّع" (ص353 رقم194) . (3/170) 782 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بْنُ عُمَرَ العُمَري (2) ، وسُفْيان بْنُ حُسَين (3) ، وَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقان (4) ، فَقَالُوا: عن _________ (1) انظر المسألة رقم (659) و (758) . (2) روايته أخرجها مسلم في "التمييز" (ص216) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/108) . (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/141 و237- 238 رقم 25094 و26007) ، والنسائي في = = "الكبرى" (3292) . ومن طريق أحمد رواه ابن الجوزي في "التحقيق" (1142) . (4) في (ت) : «نرقان» بالنون بدل الباء. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/263 رقم 26310) ، وفي "العلل" (5101) ، وإسحاق في "مسنده" (658) ، والترمذي في "جامعه" (735) وفي "العلل الكبير" (203) ، والنسائي في "الكبرى" (3291) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4639) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/280) ، وابن الجوزي في "التحقيق" (1143) . قال الترمذي في "العلل": «سألت محمدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا يصح حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة في هذا، وجعفر بن برقان ثقة، وربما يخطئ في الشيء» . وقال البيهقي: «هكذا رواه جعفر بن برقان وصالح بن أبي الأخضر وسفيان بن حسين عن الزهري، وقد وهموا فيه عن الزهري» . والحديث رواه أحمد في "العلل" (5103) وإسحاق في "مسنده" (660) ، والنسائي في "الكبرى" (3293) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/741) والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/280) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/68- 69) و"الاستذكار" (14538 و14543) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (68/118) من طريق صالح بن أبي الأخضر، ومسلم في "التمييز" ص (216) من طريق إسماعيل بن عقبة وإسماعيل بن أمية، والنسائي في "الكبرى" (3294 و3295) من طريق إسماعيل بن إبراهيم - أو إسماعيل ابن عقبة - وصالح بن كيسان، وابن عبد البر في "التمهيد" (12/68) من طريق حجاج بن أرطاة، جميعهم عن الزهري، بمثله. قال الترمذي بعد روايته لرواية جعفر بن برقان: «وروى صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عروة، عن عائشة مثل هذا. وروى مالك بن أنس ومعمر وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلا، ولم يذكروا فيه: «عن عروة» ، وهذا أصح؛ لأنه روي عن ابن جريج قال: سألت الزهري قلت له: أحدثك عروة عن عائشة؟ قال: لم أسمع من عروة في هذا شيئا، ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث» . وضعَّف الحديث محمد بن يحيى الذهلي، كما في "تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/354) . وقال مسلم في "التمييز" (ص217) : «أما حديث الزهري، فقد أخطأ كل من قال: عن عروة، عن عائشة، وبيان ذلك في رواية ابن جريج» . ثم روى حديث ابن جريج الذي ذكره الترمذي، ثم قال: «فقد شفى ابن جريج في رواية الزهري هذا الحديث عن التصحيح فلا حاجة بأحد إلى التنقير عن حديث الزهري إلى أكثر مما أبان عنه ابن جريج من النقر والتنقير في جمع الحديث إلى مجهولين عن مجهول وذلك أنه قد قال له: حدثني ناس عن بعض من كان سأل عائشة، ففسد الحديث لفساد الإسناد. وقال العقيلي في "الضعفاء" (2/83) : «وهذا الحديث يروى من حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة، وهو من معلول حديثه» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/212) : «وقال الخلال: «اتفق الثقات على إرساله، وشذَّ من وصله» . وتوارد الحفاظ على الحكم بضعف حديث عائشة هذا» . وانظر "التمهيد" لابن عبد البر (12/66 فما بعدها) ، و"شرح العمدة/ كتاب الصيام" لشيخ الاسلام ابن تيمية (2/606- 610) ، و"الفروسية" لابن القيم ص (234) ، و"عمدة القاري" للعيني (11/77) . (3/171) الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة: أَنَّهَا صامَتْ هِيَ وحَفْصَةُ، فأُهدِيَ (3/172) للنبيِّ (ص) طعامًا (1) ، فأفطَرَتا، فسأَلَتا (2) النبيَّ (ص) ؛ فَقَالَ: اقْضِيَا يَوْمًا مَكَانَهُ؟ فَقَالا: هو خطأٌ؛ الصَّوابُ: مارواه مالكٌ (3) ، وابنُ عُيَينة (4) ، _________ (1) كذا في جميع النسخ وفي "المعرفة والتاريخ" للفسوي (2/740) بالنصب، وكانت الجادَّةُ أَنْ يقال: «فَأُهْدِيَ للنبي (ص) طَعَامٌ» ، بالرفع على أنه نائب الفاعل، وعلى ذلك ورد في بقيَّة مصادر التخريج، لكنَّ ما في النسخ من النصب له وجه صحيح في العربية، وهو أنَّ «طعامًا» باقٍ على نصبِهِ مفعولاً به، ويكونُ نائب الفاعل هو قولَهُ: «للنبي» ، وإنابةُ الجار والمجرور أو غيره مُنَابَ الفاعل مع وجود المفعول به: جائزٌ على مذهب الكوفيين وجماعة من النحاة، وإنْ منعه جمهور البصريين. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (252) . (2) في (ت) و (ك) : «فأفطرنا فسألنا» ، وفي (ش) : «فأفطرنا، فسألتا» . (3) كذا وقعت رواية مالك وابن عيينة ويونس وعبيد الله في جميع النسخ، ولم نقف على روايتهم من هذا الوجه، وما ذكره الأئمة من رواية هؤلاء إنما هو روايتهم عن الزهري أن عائشة وحفصة.. به، بلا ذكر «عروة» . ورواية مالك أخرجها في "موطئه" (1/306) . = ... قال ابن عبد البر في " التمهيد" (12/66) : «هكذا هذا الحديث في "الموطأ" عند جميع رواته فيما علمت ... » ، ثم ذكر رواية شاذَّة يرويها عبد العزيز بن يحيى، عن مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عروة، عن عائشة ... ، هكذا مسندًا، ثم قال ابن عبد البر: «ولا يصحُّ ذلك عن مالك» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/212) بعد أن ذكر رواية مالك المرسلة: «وقد رواه من لا يوثق به عن مالك موصولاً، ذكره الدارقطني في "غرائب مالك"» . (4) روايته أخرجها أحمد في "العلل" (5104) ، وإسحاق في "مسنده" (659) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/740) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (68/118) . (3/173) ويونسُ بن يزيد (1) ، وعُبَيدُالله العُمَري (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) . 783 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عمَّار ابن رَجاء (4) ، عن _________ (1) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/279) . (2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3297) . والحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (7790) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنّ عائشة وحفصة ... فذكره. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "العلل" (5105) ، وإسحاق في "مسنده" (659) . (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وفي هامش النسخة (أ) تعليق غير واضح. (4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4827) ، و"الصغير" (697) ، وابن عدي في "الكامل" (5/257) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (153) ، والقزويني في "التدوين" (3/301) . وقرن ابن عدي بعمار: محمد بن عيسى. ومن طريق الطبراني رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/428- 429) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (883) . ومن طريق ابن عدي رواه السهمي في "تاريخ جرجان" ص (293) . ومن طريق الإسماعيلي رواه السهمي ص (417) . قال الطبراني في "الأوسط": «لم يرو هذه الأحاديث عن الأعمش إلا أبو طيبة، تفرد بها ابنه» . وقال في "الصغير": «لم يروه عن الأعمش إلا [أبو طيبة] ، ولا عنه إلا ابنه، ولا يروى عن أم هانئ إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمار بن رجاء» . وقال ابن عدي: «وهذا عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أم هانئ لا يرويه عن الأعمش غير أبي طيبة، وقد قيل في هذا الحديث: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، من طريق مظلم أيضًا. وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح، وأحمد بن أبي طيبة، وأبوه مجهولان» . وحديث أبي هريرة الذي ذكره ابن عدي رواه ابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (20) من طريق خلف بن خليفة، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، به. والحديث ذكره الدارقطني في "العلل" (1915) من طريق أم هانئ وأبي هريرة وقال: «وكلاهما غير محفوظ» . (3/174) أحمد بن أبي طَيْبَة، نا أَبُو طَيْبَة (1) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أُمَّتِي لَنْ تَخْزَى (3) مَا أقَامُوا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ رجلٌ: مَا خِزْيُهُمْ (4) فِي إِضاعَةِ شَهْرِ رمضانَ؟ قَالَ: انتِهَاكُ المَحَارِمِ فِيهِ، مَنْ عَمِلَ فِيهِ سَيِّئَةً - زِنًى، أَوْ شُرْبَ خَمْرٍ - لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ حَسَنَةٌ يَتَّقِي بِهَا النَّارَ (5) ، فَاتَّقُوا (6) شَهْرَ رَمَضَانَ؛ فَإِنَّ الحَسَنَاتِ تُضَاعَفُ مَا لا (7) تُضَاعَفُ (8) فِي سِوَاهُ، وَكَذَلِكَ السَّيِّئاتُ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ موضوعٌ عِنْدِي؛ يشبهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ الكَلبي (9) . 784 - وسمعتُ (10) أَبِي يَقُولُ وذكَرَ حديثَ الأوزاعيِّ (11) ، عن _________ (1) قوله: «نا أبو طيبة» سقط من (ت) و (ك) . وأبو طيبة: هو عيسى بن سليمان. (2) هو: باذام مولى أم هانئ. (3) في (ك) : «تجزى» . (4) في (ك) : «ما جزيهم» . (5) في (ت) : «البان» . (6) في (ت) و (ك) : «فالقوا» . (7) في (ك) : «ملا» . (8) في (ت) : «يضاعف» . (9) يعني: محمد بن السَّائب. (10) تقدمت هذه المسألة برقم (447) ، ونقل بعضها ابن الملقن في "البدر المنير" (4/464-465/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/390) . (11) هو: عبد الرحمن بن عمرو، وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/470) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/423) من طريق الوليد بن مَزْيَد، عنه، به. ووقع عند الفسوي: «أو أبو المهاجر، عن أبي أميمة» ووقع عند الطحاوي: «أو عن رجل، عن أبي أمية» . ورواه الدارمي في "مسنده" (1753) ، والنسائي في "سننه" (2269) ، والطبراني في "الكبير" (22/361 رقم 907) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، والنسائي أيضًا (2270) من طريق محمد بن حرب كلاهما عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أبي قلابة، عن أبي المهاجر، عن أبي أمية الضمري، به، مرفوعًا. وثمَّ اختلافات أُخر في الحديث ذكرها النسائي في "سننه" (2267- 2282) . (3/175) يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلابة الجَرْمي (1) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو أُميَّة (2) - أَوْ قَالَ: أَبُو المُهَاجِر (3) ، عَنْ أَبِي أُميَّة - قَالَ: قَدِمتُ على (4) رسول الله (ص) فَقَالَ: أَلاَ تَنْتَظِرُ (5) الغَدَاةَ (6) ؟ ، قلتُ (7) : إِنِّي صائِم، فَقَالَ: تَعَالَ أُخْبِرْكَ عَنِ المُسَافِرِ: إِنَّ اللهَ وَضَعَ عَنهُ الصِّيَامَ، وَنِصْفَ الصَّلاَةِ؟ _________ (1) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (2) هو: عمرو بن أمية الضَّمْرِي. كما جاء منسوبًا في "تهذيب الكمال" (34/325) ، وجاء في بعض مصادر التخريج: «أبو أمية الضمري» ، وأنس بن مالك الكعبي القشيري يكنى أبا أمية، ولكنه ليس بضمري. (3) ذكر المزي في "تهذيب الكمال" (34/325-326) هذا الحديث وحديثين آخرين وقال: «هكذا يقول الأوزاعي! وغيره لا يذكر أبا المهاجر» . وقال عن هَذَا الحديث: «رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حرب الأبرش وأبو المغيرة الخَولاني، عن الأوزاعي كذلك، وفيه اختلاف كثير على الأوزاعي» . (4) في (ش) : «عن» بدل: «على» . (5) في (ش) : «تنظر» ، وفي (ك) : «ينتظر» . (6) في المسألة رقم (447) : «الغداء» بدل: «الغداة» . (7) في (ك) : «تلك» بدل: «قلت» . (3/176) فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: النَّاسُ يختلفونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: فمنهُم مَنْ يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبة، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ الكَعْبي. ومنهُم مَنْ يَقُولُ: عَنْ أَبِي أُميَّة (1) . والصَّحيحُ: مَا يَقُولُهُ أيُّوبُ السَّخْتِياني (2) : عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ القُشَيري (3) . 785 - وسمعتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعي (5) ، واختُلِف عَلَيْهِ فِيهِ: فَرَوَى زيدُ بْنِ أَبِي أُنَيسَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عبد الله _________ (1) الحديث رواه النسائي في "سننه" (2271) من طريق شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي أمية، به. وذكر ابن أبي حاتم في المسألة رقم (447) أن صدقة بن خالد يرويه عن الأوزاعي، مثله. (2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/29) ، والنسائي في "سننه" (2274) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/469) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2043) . (3) هو: أنس بن مالك القشيري الكعبي، أبو أمية، ويقال: أبو أميمة، ويقال: أبو مَيّة. انظر "تهذيب الكمال" (34/378) . (4) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/283/مخطوط) بعض هذا النص بتصرف، وفيه: «قال أبو زرعة: روي موقوفًا ومرفوعًا، وهو أصح» . كذا قال، وهو الصواب. ولكن وقع في مختصره: "التلخيص الحبير" (2/410) لابن حجر: «ورواه ابن أبي حاتم في "العلل" عن جرير مرفوعًا، وصحَّح عن أبي زرعة وقفه» . اهـ، وهو خطأ، فأبو زرعة رجَّح الرواية المرفوعة. (5) هو: عمرو بن عبد الله. (3/177) البَجَلي، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: صَوْمُ ثَلاَثَةِ أيَّام ٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ؛ الأَيَّامُ (1) البِيضُ: ثَلاَثَ (2) عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ (3) عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ. فَرَوَاهُ زيدُ بْنُ أَبِي أُنَيسَة، مَرْفُوعٌ (4) عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ المغيرةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَرِيرٍ، مَوْقُوفٌ (*) . فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ أَبِي (5) إِسْحَاقَ عَنْ جَرِيرٍ مَرْفُوعٌ (*) أصَحُّ من موقوفٍ؛ لأنَّ (6) زيدَ ابن أَبِي أُنَيسَة أحفَظُ مِنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ (7) . 786- وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (8) وذكَرَ حديثً (9) رواه موسى بن _________ (1) في (ش) : «إلا أيام» . (2) في (ف) : «ثلاثة» . (3) في (ش) : «ورابع» . (4) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (*) ... كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) قوله: «أبي» سقط من (ف) . (6) في (ت) و (ك) : «ولأن» . (7) روايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (4/221 رقم 2420) ، وفي "الكبرى" (2741/الرسالة) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7504) ، والطبراني في "الكبير" (2/356 رقم 2499) ، و"الأوسط" (7550) ، و"الصغير" (913) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3570) . ومن طريق الطبراني رواه الخطيب في "تالي التلخيص" (2/581) . ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/27) من طريق غيلان بن جامع، عن أبي إسحاق، به. قال الطبراني: «لم يروه عن أبي إسحاق إلا زيد بن أبي أنيسة، ولا يروى عن جرير إلا بهذا الإسناد» . وصحح إسناده ابن حجر في "فتح الباري" (4/226) . (8) في (ف) : «أبي زرعة» . (9) في (ك) : «حديثًا» ، وهو الجادَّة، والمثبتُ من بقيَّة النسخ، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة. انظر الكلام عليها في المسألة رقم (34) . (3/178) طَلْحَة، فاختَلَفَ الرُّواةُ عَنْهُ: فَرَوَى عبدُالملك بنُ عُمَير (1) ، عن موسى ابن طَلْحَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: جَاءَ أعرابيٌّ بأرنبٍ إِلَى النبيِّ (ص) ، فوضعَها بَيْنَ يدَيهِ، فأكلَ القومُ، واعْتزَلَ الأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ: مَا لَكَ لاَ تأكُلُهُ (2) ؟ ، قَالَ: إِنِّي صائِم، قَالَ: إنْ كُنْتَ صَائِمًا (3) ، فَصُمْ أَيَّامَ الغُرِّ. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سام (4) ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَة، عَن أبي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) . _________ (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/336 رقم 8434) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/407) تعليقًا، والنسائي في "سننه" (2421) ، وابن حبان في "صحيحه" (3650) . (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لا تَأْكُلُها» ؛ لأنَّ الضمير يعود إلى «الأرنب» ، وقد استعمل ضميره مؤنثًا في قوله: «فوضعها» ، وفي مصادر التخريج: «مالك لا تأكُلُ» ، وما وقع في النسخ يخرَّج على أوجه: الأول: أنَّ «الأرنب» تؤنَّث، وقد تذكَّر؛ كما في "المصباح المنير" (ص240) ، و"اللسان" (1/434) ، فرَجَعَ الضمير مؤنثًا في «وضَعَهَا» ، ومذكَّرًا في «تأكله» . والثاني: أنه من باب الحمل على المعنى، والمراد: «مالك لا تأكلُ الطعامَ، أو المأكولَ، أو المذكورَ..» ، وانظر للحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) . والثالث: أن الأصل «تأكُلُهَا» ثم حذفت الألف، وسُكّنت الهاء بعد نقل فتحتها إلى اللام، وهذه لغةُ طيِّئ ولَخْم، فيقولون في بِهَا: بَهْ، وفي تأكُلُها: تَأْكُلَهْ، وقد تقدَّم التعليق على هذه اللغة في المسألة رقم (235) . (3) في (ش) : «صائم» . (4) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (477) ، وأحمد في "مسنده" (5/152 و162 و177 رقم 21350 و21437 و21537) والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/406) تعليقًا، والترمذي في "جامعه" (761) ، والبزار في "مسنده" (4064) والنسائي في "سننه" (2422- 2424) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (رقم 1182 و1214/مسند عمر بن الخطاب) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2128) ، وابن حبان في "صحيحه" (3655 و3656) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/294) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/120) ، و"تالي التلخيص" (257) ، وتمام في "فوائده" (587/الروض البسام) . قال الترمذي: «حديث حسن» . وقال البزار: «وهذا الْحَدِيث قد روي عَنْ أَبِي ذر من غير وجه، ورواه عن يحيى بن سام غير واحد، منهم: الأعمش، ويزيد بن أبي زياد، وغيرهم» . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7874) ، والحميدي في "مسنده" (136) ، وأحمد في "مسنده" (5/150 رقم 21334 و21335) ، والنسائي في "سننه" (4311) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2127) من طريق موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، عن أبي ذر، به. قال ابن خزيمة: «قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب "الكبير"، وبينت أن موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذر قصة الصوم دون قصة الأرنب، وروى عن ابن الحوتكية القصتين جميعًا» . وقال ابن حبان عقب الحديث (3650) : «سمع هذا = = الخبر مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، وسمعه من ابن الحوتكية، عن أبي ذر، والطريقان جميعًا محفوظان» . وقد اختلف على موسى بن طلحة في هذا الحديث، وقد توسع الدارقطني في ذكر هذا الاختلاف فانظره في "العلل" (239 و511 و1119) . وانظر "شرح العمدة/ كتاب الصيام" لشيخ الإسلام ابن تيمية (2/592- 595) . (3/179) فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي: حديثُ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) . _________ (1) من قوله: «فقال أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قائمة العلل والسؤلات الواقعة في كتاب صحيح البخاري لابن المبرد، جمال الدين يوسف بن عبد الهادي الحنبلي (ت ٩٠٩ هـ)

قائمة العلل والسؤلات الواقعة في كتاب صحيح البخاري لابن المبرد، جمال الدين يوسف بن عبد الهادي الحنبلي (ت ٩٠٩ هـ ) الرابط...